قراءة في خطبة (2)
ا
لسيدة الزهراء عليها السلام
المبحث الاول : التوحيد
فلسفة الشهادة:
===============
"وأشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له"، وهنا تحاول أن تفلسف كلمة الشهادة بالتوحيد،فتقول(ع): "كلمة جعل الإخلاص تأويلها، وضمّن القلوب موصولها، وأنار في التفكر معقولها" لتوحي للناس أن هذه الكلمة عندما تنطلق من لسان الإنسان المؤمن،فلا بد لها أن تنطلق من عمق الإخلاص في كل ما ترمز إليه من معانٍ، وأن تعيش القلوب أسرارها وآفاقها وامتدادها في ما يتصل به الفكر بعضه مع بعض، وأن ينطلق التفكير في حركة عقلية من أجل أن يتعرّف على الأسس العقلية التي تثير في النفس عمق معنى التوحيد.
ثم تتحدث عن الله في صفاته، بحيث يمكن القول إنها أعطتهم محاضرة في التوحيد :"الممتنع من الأبصار رؤيته" {لا تدركه الأبصار}[الأنعام:103]،"ومن الألسن صفته"، لأنه لا يدرك صفته أيّ مخلوق، ولا نستطيع أن نعرف من الله إلا ما عرّفنا إياه مما تدركه عقولنا ومما أوحى به إلى أنبيائه ورسله، أمّا سرّ الذات وامتداد الصفات، فإن ذلك من الغيب الذي لا نملك أية وسيلة إليه، "ومن الأوهام كيفيّته" والأوهام هي التعبير عن المناطق الإدراكية الموجودة في داخل الإنسان، فلا يمكن لهذه الأوهام أن تدرك كيفية الله، لأنه الغيب الذي لا يحيط به أحد من خلقه.