تعلّمت أن تعيش مع رسول الله في كل أجوائه،
حتّى إنها _ كما تقول كتب السيرة _ لبست قلادة أو إسوارة أهداها إليها عليّ (ع)،
أو إنها وضعت ستاراً على بيتها جديداً،
وجاء رسول الله من سفر، فلما رآها أو رأى السوار _ حسب اختلاف الرواية _ رجع،
وفوجئت الزهراء (ع) أنّها لم تتعوّد من النبي أن يرجع حينما يؤوب من سفره،
فتساءلت: ماذا حدث؟ وما الّذي تغيّر؟
فنظرت إلى السوارين أو إلى القلادة أو إلى السوار،
ففي رواية أنها أخذت السوارين أو القلادة وباعتهما واشترت عبداً وأعتقته لوجه الله، وفي رواية أنها جمعت الستار وأعطته لولديها الحسن والحسين (ع) وهما طفلان،
وقالت: إذهبا إلى أبي وقولا له: «ما أحدَثْنا بَعدَك غيرَ هذا فاصنعْ به ما شِئتَ».
فجاءا يدرجان والنبي (ص) على المنبر، فصعدا المنبر وقدّما إليه هذا الستار وبلَّغاه رسالة أمّهما، وهنا _ كما تقول الروايات في السيرة _ اهتزّت أريحيّة رسول الله (ص) فقال: «فَداها أبوها، فِداها أبوها، فِداها أبوها، ما لآلِ محمَّدٍ ولِلدّنيا، إنّهم خُلقوا للآخرة».