الشيخ شوقي البديري Admin
عدد المساهمات : 312 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: هل يختلف مخ العبقرى عن الانسان العادي السبت يوليو 28, 2012 8:39 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: الحقيقة أن مثل هذا السؤال ليس جديدًا تمامًا, فمنذ وقت طويل شغلالعلماء بفكرة ارتباط القدرات العقلية للإنسان بالتركيب التشريحي للمخ, وهي الفكرةالتي كثيرا ما أدت إلى فحص أمخاخ العباقرة بعد موتهم للوقوف على أسرار تفوّقهم, وفي هذا المضمار جرى تشريح أمخاخ الكثيرين وفي القرن التاسع عشر أجريت في ألمانياوالسويد وكندا بحوث مستفيضة لأمخاخ عدد كبير من الموهوبين كان من بينهم عالم الفيزياء والرياضيات الشهير كارل فريدرش جاوس والطبيب الكندي وليام أوسلر - أول من درس الصفائح الدموية - وكذلك عالمة الرياضيات السويدية (الروسية الأصل) سونياكوفالفسكي. ومع بداية القرن العشرين بلغ عدد نوابغ الفن والأدب والعلم الذين فحصت أمخاخهم 137 شخصًا, غير أن نتائج كل تلك الدراسات لم تشر صراحة إلى وجود فوارق تذكر بين أمخاخ أولئك الأفذاذ وأمخاخ العامة. أينشتاين.... وأما آخر المشاهير الذين فحصت أمخاخهم فهو أينشتاين, إذا عرف عن ذلك الفيزيائي الكبير أنه كان قد أوصى بالتبرّع بمخه لخدمة البحث العلمي, فالثابت أن عالم الباثولوجيا الأمريكي توماسهارفي, الذي كلف بفحص جثمان أينشتاين إثر وفاته في عام 1955 سارع إلى أخذ المخ قبل مرور سبع ساعات على الوفاة, ثم حفظه بالطرق العلمية لدراسته. وبعد فترة من الفحص أعلن هارفي أنه لم يعثر على شيء غير عادي في مخ أينشتاين, ولعل ذلك كان سببا في تراجع الاهتمام بفحص أمخاخ النابهين لفترة من الوقت, إلا أن الأمر عاد ليفرض نفسه بقوة في الأوساط العلمية بعد أن تسارع التقدم في أبحاث المخ,
وبعد أن كشفت التقنيات الحديثة عن وجود خصائص تميز بالفعل أمخاخ الموهوبين في مجالات بعينها, وعندئذ أعيد فحص مخ أينشتاين بعد مرور ما يقرب من ربع قرن على وفاته, وكان ذلك في جامعة كاليفورنيا (بيركلي) حيث تم فحص أربع قطع كل منها بحجم قطعة السكر الصغيرة, مأخوذة من مناطق بعينها في مخ أينشتاين, وتمت مقارنتها مع أربع وأربعين قطعة مماثلة من أمخاخ أحد عشر رجلا ممن ماتوا عن أعمار تقارب عمر أينشتاين عند وفاته. ولقد وجدفريق البحث أن نسب الخلايا المكونة لنسيج المخ عند أينشتاين تختلف عن نسبتها في الآخرين, وذلك في منطقتين من المخ معروفتين بمسئوليتهما عن التخطيط والتحليل والمنطق الرياضي, وهي المجالات التي تفوق فيها أينشتاين. وبعد ذلك بنحو عشرين عاما, وتحديدا في عام 1999 أعيد فحص أجزاء من مخ أينشتاين للمرة الثالثة في جامعة ماكماستر بكندا, وأعلن فريق البحث أن مخ أينشتاين يخلو من جزء من أخدود معروف يوجد في الأمخاخ العادية, واعتبر الباحثون أن غياب ذلك الجزء من الأخدود يمكن أن يكون سببا في سرعة توصيل المعلومات بين المنطقتين الواقعتين على جانبي الأخدود في مخ أينشتاين, فضلا عن أنه أضاف إلى مساحة هذه المنطقة لتصبح عند أينشتاين أعرض من المألوف بمقدار 15%. | |
|