التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليهاالسلام ، ولو كان شيءٌ
أفضل منه لنحله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة عليهاالسلام.
وعن أبي خالد القماط قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام
يقول : تسبيح فاطمة عليهاالسلام في كل يوم في دبر كل صلاة
أحب إليَّ من صلاة ألف ركعة في كل يوم.
اتخاذ سبحة من طين قبر الحسين عليهالسلام
جاء في الوسائل : ج 6 ص 455 ب 16 ، (استحباب اتخاذ
سبحة من طين قبر الحسين عليهالسلاموالتسبيح بها وإدارتها).
وقال السيد اليزدي رحمه الله تعالى في العروة (ج 1
ص 703) : مسألة 19 ـ يستحب أن يكون السبحة بطين قبر
الحسين صلوات الله عليه ، وفي الخبر أنها تسبح إذا كانت
بيد الرجل من غير أن يسبح ، ويكتب له ذلك التسبيح وإن
كان غافلاً.
فضل التسبيح بالتربة الحسينية
عن الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى في (مكارم
الأخلاق ص 281) قال : روى إبراهيم بن محمد الثقفي
أن فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كانت مسبحتها من خيوط
صوف مفتل معقود عليه عدد التكبيرات ، فكانت عليهاالسلام
تديرها بيدها تكبر وتسبح ، إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب
سيد الشهداء رضياللهعنه ، فاستعملت تربته ، وعملت التسابيح
فاستعملها الناس ، فلما قتل الحسين عليهالسلامعدل بالأمر إليه
فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية.
قال : وفي كتاب الحسن بن محبوب أن أبا عبدالله عليهالسلام
سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة والحسين عليهماالسلام
والتفاضل بينهما ، فقال عليهالسلام : السبحة التي من طين قبر
الحسين عليهالسلام تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح.
قال : وروي أن الحور العين إذا بصرن بواحد من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما يستهدين منه المسبح والتراب من قبر الحسين عليهالسلام.
وروي عن الصادق عليهالسلام قال : من أدار سبحة من تربة
الحسين عليهالسلاممرة واحدة بالاستغفار أو غيره ، كتب الله له
سبعين مرة ، وإن السجود عليها يخرق الحجب السبع.
وروي عن أبي الحسن موسى عليهالسلام قال : لايخلو المؤمن
من خمسة : سواك ومشط وسجادة وسبحة فيها أربع وثلاثون
حبة وخاتم عقيق.
وعن الطبرسي في الاحتجاج ، عن محمد بن عبدالله بن
جعفر الحميري ، أنه كتب إلى صاحب الزمان عليهالسلام يسأله :
هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر؟ وهل فيه فضل؟ فأجاب
عليهالسلام : يجوز أن يسبح به ، فما من شيء من السبح أفضل منه ،
ومن فضله أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له
التسبيح ، وفي نسخة يجوز ذلك وفيه الفضل.
كيفية تسبيح فاطمه عليهاالسلام وترتيبه
جاء في منهاج الصالحين للسيد الخوئي رحمه الله
تعالى (ج 1 ص 184) قال : تسبيح الزهراء عليهاالسلاموهو :
التكبير أربعاً وثلاثين ، ثم الحمد ثلاثاً وثلاثين ، ثم التسبيح ثلاثاً وثلاثين.
ومما جاء في ذلك من الروايات الشريفة ، منها :
ما روي عن محمد بن عذافر قال : دخلت مع أبي على
أبي عبدالله عليهالسلام ، فسأله أبي عن تسبيح فاطمة عليهاالسلام فقال :
الله أكبر حتى أحصى أربعاً وثلاثين مرة ، ثم قال : الحمد لله
حتى بلغ سبعاً وستين ، ثم قال : سبحان الله حتى بلغ مائة
يحصيها بيده جملة واحدة.
وروي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال في تسبيح فاطمة عليهاالسلام :
تبدأ بالتكبير أربعاً وثلاثين ، ثم التحميد ثلاثاً وثلاثين ، ثم التسبيح
ثلاثاً وثلاثين (وسائل الشيعة : ج 6 ص 444 ح 1 و 2).
ومما يدعى به عقيب التسبيح
الأول : لاَ إلَهَ إِلّا اللهُ
عن السيد ابن طاووس في فلاح السائل : ص 250 ـ
252 ، عن وهب بن عبد ربّه قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام
يقول : من سبح تسبيح الزهراء عليهاالسلام بدأ فكبّر الله أربعاً
وثلاثين تكبيرة ، وسبحه ثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، ووصل
التسبيح بالتكبير ، وحمد الله ثلاثاً وثلاثين مرة ووصل
التحميد بالتسبيح ، وقال بعد ما يفرغ من التحميد :
لاَ إلَهَ إِلّا اللهُ (إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا
أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوَا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمَاً) لَبَّيْكَ رَبَّنَا ،
لَبَّيْكَ وَسَعْدِيْكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى
أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى ذُرِّيّةِ مُحَمَّدٍ ، والسَّلاَمُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ
وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، وَأَشْهَدُ أنَّ التَّسْلِيْمَ مِنَّا لَهُمْ ، وَالائْتِمَامَ بِهِمْ ، وَالتَّصْدِيْقَ لَهُمْ ، رَبَّنَا آمَنَّا وَصَدَّقْنَا ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَآلَ الرَّسُولِ ، فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِيْنَ.
اللَّهُمَّ صُبَّ الرِّزْقَ عَلَيْنَا صَبَّاً صَبَّاً ، بَلاَغَاً لِلآخِرَةِ وَالدُّنْيَا ،
مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلاَ نَكَدٍ ، وَلاَ مَنٍّ مِنْ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، إِلّا سَعَةً مِنْ
رِزْقِكَ ، وَطِيْبَاً مِنْ وُسْعِكَ ، مِنْ يَدَيْكَ الْمَلأَى عَفَافاً ، لاَ مِنْ
أَيْدِي لِئَامِ خَلْقِكَ ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قدِيرٌ.
اللَّهُمَّ اجْعَلِ النُّوْرَ في بَصَرِي ، وَالبَصِيْرَةَ في دِيْنِي ، وَاليَقيْنَ
في قَلْبِي ، وَالإِخْلاَصَ في عَمَلِي ، وَالسِّعَةَ في رِزْقِي ، وَذِكْرَكَ
بِاللَّيلِ وَالنَّهَارِ عَلَى لِسَانِي ، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَدَاً مَا أَبْقَيْتَنِي.
اللَّهُمَّ لاَ تَجِدْنِي حَيْثُ نَهَيْتَنِي ، وَبَارِكْ لِي فيمَا أَعْطَيْتَنِي ،
وَارْحَمْنِي إِذَا تَوَفَّيْتَنِي ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
غفر الله له ذنوبه كلها ، وعافاه من يومه وساعته وشهره
وسنته ، إلى أن يحول الحول ، من الفقر والفاقة والجنون
والجذام والبرص ، ومن ميتة السوء ، ومن كل بلية تنزل
من السماء إلى الأرض ، وكتب له بذلك شهادة الإخلاص
بثوابها إلى يوم القيامة ، وثوابها الجنة البتة ، فقلت له : هذا له
إذا قال ذلك ، في كل يوم من الحول إلى الحول؟! فقال :
ولكن هذا لمن قال من الحول إلى الحول مرة واحدة ،
يكتب له ذلك ، وأجزأه له إلى مثل يومه وساعته وشهره من الحول الجائي ، الحائل عليه.
الثاني : اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ
عن فقه الرضا عليهالسلام : ص 115 ، بعد ذكر تسبيح الزهراء
عليهاالسلام ثم قل :
اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ ، وَلَكَ السَّلاَمُ ، وَإِلَيْكَ
يَعُودُ السَّلاَمُ ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلاَمٌ
عَلَى المُرْسَلِيْنَ ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ. وتقول :
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَيُّها النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلاَمُ
عَلَى الأَئِمَّةِ الرَّاشِدِيْنَ المَهْدِيِّيْنَ ، مِنْ آلِ طَهَ وَيَاسِيْنَ.
قال عليهالسلام : وتقول :
اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ
خَيْرِ مَا أَحَاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرِّ مَا أَحَاطَ بِهِ
عِلْمُكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَافِيَتَكَ في جَميعِ أُمُورِي كُلِّهَا ،
وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَأَسأَلُكَ مِنْ كُلِّ مَا
سَأَلَكَ مُحَمَّدٌ وَآلُهُ ، وَأَسْتَعِيْذُكَ مِنْ كُلِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ مُحَمَدٌّ وَآلُهُ ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
الأمر السابع : التسبيحات الأربع بعد كل فريضة ، ثلاثين مرة
وهي : سُبْحَانَ اللهِ ، وَالحَمْدُ للهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ.
روي في تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي رحمهالله : ج 2
ص 107 ح 174 ، والوسائل : ج 6 ص 453 ح 1 و 2 : عن أبي
بصير قال : قال أبو عبدالله عليهالسلام : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لأصحابه ذات يوم : أرأيتم لو جمعتم ما عندكم من الثياب
والآنية ثم وضعتم بعضه على بعض أترونه يبلغ السماء؟
قالوا : لا يا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يقول أحدكم إذا فرغ من صلاته : سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
ثلاثين مرة ، وهن يدفعن الهدم والغرق والحرق والتردي في
البئر وأكل السبع وميتة السوء والبلية التي نزلت على العبد
في ذلك اليوم.
ورواه الشيخ الصدوق رحمهالله في (ثواب الأعمال ص
و (معاني الأخبار ص 324 ح 1) مثله ، وزاد فيهما : وهن
الباقيات الصالحات.
وروى الشيخ الطوسي رحمهالله في تهذيب الأحكام : ج 2
ص 107 ح 173 : عن ابن بكير قال : قلت لأبي عبدالله
عليهالسلام : قول الله عز وجل : (اذكروا اللَّهَ ذِكراً كَثيراً) ماذا
الذكر الكثير؟ قال : أن يسبح في دبر المكتوبة ثلاثين مرة.
وعن الفضل بن الحسن الطبرسي في (مجمع البيان ج 8
ص 167) قال : ورد عن أئمتنا عليهمالسلام أن من قال : سبحان الله
والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر. ثلاثين مرة فقد ذكر الله
ذكراً كثيراً.
وروي عن هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليهالسلامقال :
من صلى صلاة مكتوبة ثم سبح في دبرها ثلاثين مرة لم يبق
شيء من الذنوب على بدنه إلا تناثر.
وروي عن الحارث بن المغيرة النضري قال : سمعت
أبا عبدالله عليهالسلاميقول : من قال : سبحان الله والحمد لله ولا إله
إلا الله والله أكبر. أربعين مرة في دبر كل صلاة فريضة قبل
أن يثني رجليه ثم سأل الله أعطي ما سأل. (وسائل الشيعة :
ج 6 ص 454 ـ 455 ح 4 ـ 6).
الأمر الثامن : الأدعية المروية عن أهل البيت عليهمالسلام في أدبار الصلوات
من أدعية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
الأول : دعاء للحافظة
عن فلاح السائل : ص 304 روي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه
قال لأمير المؤمنين عليهالسلام : إذا أردت أن تحفظ كلَّ ما تسمع
وتقرأ ، فادع بهذا الدعاء ، في دبر كل صلاة ، وهو : سُبْحَانَ مَنْ
لاَ يَعْتَدِي عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَأْخُذُ أَهْلَ الأَرْضِ
بِأَلْوَانِ العَذَابِ ، سُبْحَانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي في
قَلْبِي نُوْرَاً وَبَصَرَاً وَفَهمَاً وَعِلْمَاً ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
الثاني : من أدعية السر
وهو مروي عن الإمام الباقر عليهالسلام عن أميرالمؤمنين
عليهالسلام عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما في الجواهر السنية ، للحر العاملي : ص 190.
وقال الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى في مكارم
الأخلاق ، ص 284 : (دعاء آخر) وهو من دعاء السر : يا
محمد من أراد من أمتك أن أرفع صلاته مضاعفة
فليقل خلف كل ما افترضت عليه مع رفع يديه :
يَا مُبْدِئَ الأَسْرَارِ ، يَا مُبَيِّنَ الكِتْمَانِ ، يَا شَارِعَ الأَحْكَامِ ، وَيَا
بَارِئَ الأَنْعَامِ ، وَيَا خَالِقَ الأَنَامِ ، وَيَا فَارِضَ الطَّاعَةِ ، وَيَا
مُلْزِمَ الجَمَاعَةِ ، وَيَا مُوْجِبَ التَّعَبُّدِ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ تَزْكِيَةِ كُلِّ صَلاَةٍ
زَكَّيْتَهَا ، وَبِحَقِّ مَنْ زَكَّيْتَهَا لَهُ أَنْ تَجْعَلَ صَلاَتِي هَذِهِ زَاكِيَةً
مُتَقَبَّلَةً بِتَقَبُّلِكَهَا وَتَصْيِيْرِكَ دِيْنِي بِهَا زاكِيَاً ، وَإلهَامِكَ قَلْبِي
حُسْنَ المُحَافَظَةِ عَلَيْهَا حَتَّى تَجْعَلَنِي مِنْ أَهْلِهَا الَّذَيْنَ ذَكَرْتَهُمْ بِالخُشُوع فيهَا.
أَنْتَ وَلِيُّ الحَمْدِ كُلِّهِ فَلاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ بِكُلِّ
حَمْدٍ أَنْتَ لَهُ وَلِيٌّ ، وَأَنْتَ وَلِيُّ التَّوْحِيْدِ كُلِّهِ فَلاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ
فَلَكَ التَّوْحِيْدُ كُلُّهُ بِكُلِّ تَوْحِيْدٍ أَنْتَ لَهُ وَلِيٌّ ، وَأَنْتَ وَلِيُّ التَّهْلِيلِ
كُلِّهِ فَلاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ فَلَكَ التَّهْلِيْلُ كُلُّهُ بِكْلِّ تَهْلِيلٍ أَنْتَ لَهُ وَلِيٌّ ،
وَأَنْتَ وَلِيُّ التَّكْبِيْر كُلِّهِ فَلاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ فَلَكَ التَّكْبِيْرُ كُلُّهُ بِكُلِّ
تَكْبِيرٍ أَنْتَ لَهُ وَلِيٌّ ، وَأَنْتَ وَلِيُ التَّسْبِيْحِ كُلِّهِ فَلاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ فَلَكَ
التَّسْبِيْحُ كُلُّهُ بِكُلِّ تَسْبِيْحٍ أَنْتَ لَهُ وَلِيٌّ ، رَبِّ عُدُ عَلَيَّ في صَلاتِي
هَذِهِ بِرَفْعِكَهَا زَاكِيَةً مُتَقَبَّلَةً ، إنَّكَ أنْتَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ.
فإنه إذا قال ذلك رفعت صلاته مضاعفة في اللوح
المحفوظ.
الثالث : مما يتعوذ منه
عن الشيخ الكراجكي رحمه الله تعالى في كنز الفوائد ،
ص 181 ، عن أنس بن مالك ، قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
يدعو في أثر الصلاة فيقول :
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ ، وَقَلْبٍ لا يَخْشَعُ ،
وَنَفْسٍ لا تَشْبَعُ ، وَدُعَاءٍ لا يُسْمَعُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ
هَؤُلاءِ الأرْبَعِ.
الرابع : دعاء من دعا به لا يُرد خائباً
الراوندي في مهج الدعوات : ص 15 ، قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
ما من عبد يبسط كفيه دبر صلاته ، ثم يقول :
إلَهِي وَإلَهَ إبْرَاهِيْمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ، وَإلَهَ جَبْرَئِيلَ
وَمِيْكَائِيْلَ وَإسْرَافِيْلَ ، أسْألُكَ أنْ تَسْتَجِيْبَ دَعْوَتِي فإنِّي
مُضْطَرٌّ ، وَتَعْصِمَنِي في دِيْنِي فَإنِّي مُبْتَلَىً ، وَتَنَالَنِي بِرَحْمَتِكَ
فَإِنِّي مُذْنِبٌ ، وَتَنْفِيَ عَنِّي الْفَقْرَ فَإِنِّي مِسْكِيْنٌ.
إلاّ كان حقاً على الله أن لا يرد يديه خائبتين.
الخامس : دعاء جليل القدر
عن الشيخ الكفعمي في الجنة الواقية ، ص 20 ، وابن
الباقي في اختياره ، والبحار : ج 3 ص 37 ح 44 ، عن خط
الشهيد عليهم الرحمة جميعاً : عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قال : من
أراد أن لا يقفه الله يوم القيامة ، على قبيح أعماله ، ولا ينشر
له ديوان ، فليدع بهذا الدعاء في دبر كل صلاة ، وهو :
اللَّهُمَّ إنَّ مَغْفِرَتَكَ أرْجَى مِنْ عَمَلِي ، وَإنَّ رَحْمَتَكَ أوْسَعُ مِنْ
ذَنْبِي ، اللَّهُمَّ إنْ كَانَ ذَنْبِي عِنْدَكَ عَظِيْمَاً ، فَعَفْوُكَ أعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي ،
اللَّهُمَّ إنْ لَمْ أكُنْ أهْلاً أنْ تَرْحَمَنِي ، فَرَحْمَتُكَ أهْلٌ أنْ تَبْلُغَنِي
وَتَسَعَنِي ، لأنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
السادس : دعاء للحفظ في النفس والدار والمال والأهل
في الكافي : ج 2 ص 548 ، روي أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يقول
إذا فرغ من صلاته :
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أخَّرْتُ ، وَمَا أسْرَرْتُ وَمَا
أعْلَنْتُ ، وَإسْرَافي عَلَى نَفْسِي ، وَمَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي ، اللَّهُمَّ
أنْتَ المُقَدِّمُ وَأنْتَ المُؤَخِّرُ ، لا إلهَ إلّا أنْتَ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ ،
وَبِقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ أجْمَعِيْنَ ، مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْرَاً لِي
فَأحْيِنِي ، وَتَوَفَّني إذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْرَاً لِي ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ
خَشْيَتَكَ في السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ ، وَكَلِمَةَ الحَقِّ في الغَضَبِ وَالرِّضَا ،
وَالقَصْدَ في الفَقْرِ وَالْغِنى ، وَأسْأَلُكَ نَعيْمَاً لا يَنفَدُ ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لا
يَنْقَطِعُ ، وَأسْألُكَ الرِّضَا بِالقَضَاءِ ، وَبَرَكَةَ المَوْتِ بَعْدِ الْعَيْشِ ،
وَبَرْدَ العَيْشِ بَعْدَ المَوْتِ ، وَلَذَّةَ المَنْظَرِ إلى وَجْهِكَ ، وَشَوْقاً إلى
رُؤْيَتِكَ وَلِقائِكَ مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضرَّةٍ ، وَلا فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ.
اللَّهُمَّ زَيِّنّا بِزيْنَةِ الإيْمَانِ وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْديِّيْنَ ، اللَّهُمَّ اهْدِنَا
فيمَنْ هَدَيْتَ ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ عَزِيْمَةَ الرَّشَادِ ، وَالثَّبَاتَ في
الأمْرِ وَالرُّشْدِ ، وَأسْألُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَحُسْنَ عافِيَتِكَ ، وَأدَاءَ
حَقِّكَ ، وَأسْألُكَ يِا رَبِّ قَلْباً سَلِيْمَاً ، وَلِسَاناً صَادِقاً ، وَأسْتَغْفِرُكَ
لِمَا تَعْلَمُ ، وَأسْألُكَ خَيْرَ مَا تَعْلَمُ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ ،
فَإنَّكَ تَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ ، وَأنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ.
وفي مكارم الأخلاق : ص 280 ، روي أنه من دعا به
عقيب كل صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده.
السابع : دعوات لُقِّنَهن الحسين عليهالسلام
دعوات لَقَّنَهُنَّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سبطه الحسين عليهالسلام ما يدعو بهن مخلوق إلاّ حشره الله معه.
روى الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى في عيون الأخبار
(ج 2 ص 62 ح 29) : عن الحسين بن علي بن أبي طالب
عليهمالسلام ، قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وعنده أُبي بن كعب ، فقال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : مرحباً بك يا أبا عبد الله ،
يا زين السماوات والأرضين.
قال له أُبي : وكيف يكون ـ يا رسول الله ـ زين السماوات
والأرضين أحد غيرك؟ قال : يا أُبي ، والذي بعثني بالحق نبياً ،
إن الحسين بن علي عليهماالسلام في السماء أكبر منه في الأرض ـ إلى أن قال : ولقد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق إلاّ حشره الله معه ، وكان شفيعه في آخرته ، وفرج الله عنه كربه ، وقضى بها دينه ، ويسّر أمره ، وأوضح سبيله ، وقواه على عدوه ، ولم يهتك ستره ، فقال له أُبي بن كعب : وما هذه الدعوات يا رسول الله؟ قال : تقول إذا فرغت من صلواتك وأنت قاعد :
اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بِكَلِمَاتِكَ ، وَمَعَاقِدِ عَرْشِكَ ، وَسُكَّانِ
سَمَاوَاتِكَ ، وَأنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ ، أنْ تَسْتَجيْبَ لِي ، فَقَدْ رَهَقَنِي
مِنْ أمْرِي عُسْرَاً ، فَأَسْألُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ،
وَأنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ أمْرِي يُسْرَاً.
فإن الله يسهل أمرك ، ويشرح صدرك ، ويلقنك شهادة أن
لا إله إلّا الله ، عند خروج نفسك ، الخبر.
الثامن : اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ
في روضة الواعظين ، ص 475 ، روي مما علَّمَه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
لبعضهم؟ قال : تقول في دبر كل صلاة :
اللَّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ ، وَأفِضْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَأنْزِلْ
عَلَيَّ مِنْ بَرَكاتِكَ. قال : فقبض عليهن بيده ثم مضى.
من أدعية أميرالمؤمنين عليهالسلام
الأول : دعاء إليك رفعت الأصوات
روى الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة ، ص 167 : عن أبي
نعيم محمد بن أحمد الأنصاري ، عن القائم عجل الله تعالى
فرجه في حديث طويل ، قال : كان أمير المؤمنين صلوات
الله عليه يقول بعد صلاة الفريضة :
إلَيْكَ رُفِعَتِ الأصْوَاتُ ، وَلَكَ عَنَتِ الوُجُوهُ ، وَلَكَ خَضَعَتِ
الرِّقَابُ ، وَإلَيْكَ التَحَاكُمُ في الأعْمَالِ ، يَا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَيَا خَيْرَ
مَنْ أعْطَى ، يَا صَادِقُ يَا بَارِئُ يَا مَنْ لا يُخْلِفُ المِيْعَادَ ، يَا مَنْ أمَرَ
بِالدُّعَاءِ ، وَتَكَفَّلَ بالإجابَةِ ، يَا مَنْ قَالَ : (ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ)
يَا مَنْ قَالَ : (وَإذَا سَأَلَكَ عِبَادي عَنِّي فَإنِّي قَرِيْبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إذَا دَعَانِ فَليَسْتَجيْبُوا لِي وَليُؤمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) وَيَا
مَنْ قَالَ : (يَا عِبَادِيَ الَّذِيْنَ أسْرَفُوا عَلَى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ
رَحمَةِ اللهِ إنَّ الله يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيْعَاً إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ)
لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، هَا أنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ ، المُسْرِفُ عَلَى نَفْسي ، وَأنْتَ
القَائِلُ ، (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحمَةِ اللهِ إنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَميعاً).
الثاني : دعاء الخضر عليهالسلام وهو لمغفرة الذنوب
يَا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْع ، يَا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ ، يَا
مَنْ لايُبْرِمُهُ إلْحَاحُ الْمُلِحِّيْنَ ، أذِقْني بَرْدَ عَفْوِكَ ، وَحَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ.
روى الشيخ المفيد قدس الله روحه في الأمالي ، ص 92
بسنده عن محمد بن الحنفية رحمه الله تعالى قال : بينا أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام يطوف بالبيت إذا رجل
متعلق بالأستار وهو يقول : يَا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ،
يَا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ ، يَا مَنْ لايُبْرِمُهُ إلْحَاحُ المُلِحِّيْنَ ،
أذِقْني بَرْدَ عَفْوِكَ ، وَحَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ. فقال له أمير المؤمنين
عليهالسلام : هذا دعاؤك؟ قال له الرجل : وقد سمعته؟ قال : نعم ،
قال : فادع به في دبر كل صلاة ، فو الله ما يدعو به أحد من
المؤمنين في أدبار الصلاة إلّا غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت
عدد نجوم السماء وقطرها ، وحصباء الأرض وثراها.
فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : إن علم ذلك عندي ، والله
واسع كريم ، فقال له الرجل وهو الخضر عليهالسلام : صدقت
والله يا أمير المؤمنين ، وفوق كل ذي علم عليم.
الثالث : تسبيح لدفع ألف بلية في الدنيا
عن القطب الراوندي في مهج الدعوات ، ص 15 ، عن
أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنه قال : للبراء بن عازب : ألا أدلك على
أمر : إذا فعلته كنت وليَ الله حقاً؟ قلت : بلى ، قال : تسبح الله
تعالى في دبر كل صلاة عشراً ، وتحمده عشراً ، وتكبره عشراً ،
وتقول : لا إله إلّا الله ، عشراً ، يصرف ذلك عنك ألف بلية في
الدنيا ، أيسرها الردة عن دينك ، ويدخر لك في الآخرة ألف
منزلة ، أيسرها مجاورة نبيك محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
الرابع : اللهم تمّ نورك فهديت
عن دعائم الإسلام (ج 1 ص 169) : عن أمير المؤمنين
علي عليهالسلام : أنه كان يقول في دبر كل صلاة :
اللَّهُمَّ تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ ، فَلَكَ الحَمْدُ ، وَعَظُمَ حِلْمُكَ
فَعَفَوْتَ ، فَلَكَ الحَمْدُ ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فأعْطَيْتَ ، فَلَكَ الحَمْدُ ،