أبي حمزة عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن عباس قال : قال صلىاللهعليهوآله إن الله تبارك وتعالى ، أطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا ، ثم أطلع ثانية فاختار منها عليا ، فجعله إماما ثم أمرني أن أتخذه أخا ووصيا وخليفة ووزيرا ، فعلي مني وأنا من علي وهو زوج ابنتي وأبو سبطي الحسن والحسين عليهمالسلام ، ألا وإن الله تعالى جعلني وإياهم حججا على عباده ، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون (1) بأمري ، ويحفظون وصيتي ، التاسع منهم قائم أهل بيتي (ومهدي أمتي) (2) ، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله ليظهر (3) بعد غيبة طويلة وحيرة مظلة ، فيعلن أمر الله ويظهر دين الحق (4) ويؤيد بنصر الله وينصر بملائكة الله فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (5).
ومن رواية عبد الله بن مسعود أخبرنا أبو المفضل قال : إلى آخر الإسناد عن عبد الله مسعود قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم (6). ومن رواية أبي سعيد الخدري بحذف الإسناد قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين ، والتاسع قائمهم ، فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم (7).
وحدثنا علي بن الحسين (ابن محمد) (
بن مبدة بحذف الإسناد ، عن أبي سعيد الخدري قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله صلاة الأولى ، ثم أقبل بوجهه
__________________
(1) وفي نسخة الأصل : ليوصون ، ونسخة أخرى : يقولون.
(2) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(3) في نسخة الأصل : يظهر.
(4) في نسخة الأصل : الله.
(5) كفاية الأثر ، ص 10 ـ 11.
(6) المصدر نفسه ، ص 23.
(7) المصدر نفسه ، ص 30.
(
ما بين القوسين زيادة على الأصل.
الكريم علينا فقال : معاشر أصحابي إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح وباب حطة في بني إسرائيل فتمسكوا بأهل بيتي بعدي ، والأئمة الراشدين من ذريتي ، فإنكم لن تضلوا أبدا فقيل يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال : اثنا عشر من أهل بيتي ، أو قال : من عترتي (1) ، ومن رواية أبي ذر الغفاري بحذف الإسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الأئمة بعدي اثنا عشر ؛ تسعة من صلب الحسين (ع) ، تاسعهم قائمهم ثم قال : ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلّف عنها هلك ومثل باب حطة (في) (2) بني إسرائيل (3).
ومن رواية سلمان الفارسي بحذف الإسناد قال : خطبنا رسول الله (ص) فقال : معاشر الناس إني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب أوصيكم في عترتي خيرا وإياكم والبدع فإن كل بدعة ضلالة ، والظلالة وأهلها في النار ، معاشر الناس ، من افتقد الشمس فليتمسك بالقمر ، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، فإذا افتقدتم الفرقدين فتمسكوا بالنجوم الزاهرة (4) بعدي ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، قال : فلم يزل حتى دخل بيت عائشة فدخلت إليه وقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله سمعتك تقول (5) إذا افتقدتم الشمس فتمسكوا بالقمر ، فما الشمس وما القمر وما الفرقدان (6) وما النجوم الزاهرة؟ فقال : أنا الشمس وعلي القمر فإذا افتقدتموني فتمسكوا بعلي وأما الفرقدان فالحسن والحسين ، إذا افتقدتم القمر فتمسكوا بهما ، وأما النجوم الزاهرة فهم الأئمة التسعة من صلب الحسين والتاسع مهديهم ، ثم قال : (ع) إنهم هم الأوصياء والخلفاء بعدي (7) ، أئمة أبرار عدد أسباط يعقوب وحواريي
__________________
(1) كفاية الأثر ، ص 33 ـ 34.
(2) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(3) كفاية الأثر ، ص 38 ـ 39.
(4) في نسخة الأصل : الزهر.
(5) في نسخة الأصل : يقول ولعله تصحيف.
(6) في نسخة الأصل : الفرقدين.
(7) في نسخة الأصل : بعد ولعل الياء ساقطة.
عيسى ، فقلت : فسمهم لي يا رسول الله ، قال : أولهم وسيدهم علي بن أبي طالب وسبطاه ، وبعدهما علي زين العابدين ، وبعده محمد بن علي باقر علم النبيين ، والصادق جعفر بن محمد ، وابنه الكاظم سمي موسى بن عمران والذي يقتل بأرض الغربة ، وابنه علي ثم ابنه محمد والصادقان علي والحسن ، والحجة القائم المنتظر في غيبته ، فإنهم عترتي من لحمي ودمي ، علمهم علمي ، وحكمهم حكمي ، من آذاني فيهم فلا أناله الله شفاعتي (1).
ومن رواية جابر بن عبد الله الأنصاري بحذف الإسناد قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله للحسين بن علي عليهماالسلام : يا حسين يخرج من صلبك تسعة من الأئمة منهم مهدي هذه الأمة ، فإذا استشهد أبوك فالحسن بعده ، فإذا سمّ الحسن فأنت ، فإذا استشهدت فعلي ابنك ، فإذا مضى فمحمد ابنه ، فإذا مضى محمد فجعفر ابنه ، فإذا مضى جعفر فموسى ابنه ، فإذا مضى موسى فعلي ابنه ، فإذا مضى علي فمحمد ابنه ، فإذا مضى محمد فعلي ابنه ، فإذا مضى علي فالحسن ابنه ، ثم الحجة بعد الحسن محمد بن الحسن يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (2).
ومن رواية أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم صلاة الفجر ثم أقبل علينا فقال : معاشر أصحابي ، من أحبنا أهل البيت حشر معنا ، ومن استمسك بأوصيائي (3) من بعدي فقد استمسك بالعروة الوثقى ، فقام إليه أبو ذر فقال : يا رسول الله كم (4) الأئمة بعدك؟ قال : عدد نقباء بني اسرائيل ، فقال : كلهم من أهل بيتك؟ فقال : كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب الحسين والمهدي منهم (5). ومن رواية أبي هريرة بحذف الإسناد قال : قلت لرسول الله صلىاللهعليهوآله إن
__________________
(1) كفاية الأثر ص 40 ـ 42.
(2) المصدر نفسه ، 61.
(3) في نسخة الأصل : بالأوصياء.
(4) في نسخة الأصل : فكم.
(5) كفاية الأثر ، ص 74.
لكل نبي وصيا وسبطين (1) فمن وصيك وسبطيك؟ فسكت ولم يرد الجواب (2) ، فانصرفت حزينا فلما حان (3) الظهر قال : «ادن يا أبا هريرة (4) فجعلت ادنوا وأقول أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ، ثم قال : إن الله بعث أربعة وعشرين ألف (5) نبي وكان لهم أربعة وعشرين ألف وصي وثمانية وعشرين ألف سبط ، فوالذي نفسي بيده لأنا خير النبيين (6) ووصيي خير الوصيين وإن سبطي خير الأسباط ، ثم قال : «(ع) سبطي خير الأسباط» (7) الحسن والحسين من هذه الأمة ، وان الأسباط كانوا من ولد يعقوب وكانوا اثني عشر رجلا ، وأن الأئمة بعدي اثني عشر من أهل بيتي ، علي أولهم وأوسطهم محمد وآخرهم محمد وهو مهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ، ألا إن من تمسك بهم بعدي فقد تمسك بحبل الله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله (
.
ومن رواية عثمان بن عفان (9) بحذف الإسناد قال : إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول الأئمة بعدي اثنا عشر ، تسعة من صلب الحسين منهم مهدي هذه الأمة ، من تمسك من بعدي بهم فقد استمسك بحبل الله ، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله (10).
ومن رواية زيد بن ثابت بحذف الإسناد ، قال : مرض الحسن والحسين عليهما
__________________
(1) في نسخة الأصل : وسطير ، ولعله تصحيف.
(2) في نسخة الأصل : عليّ جوابا.
(3) في نسخة الأصل : كان.
(4) في نسخة الأصل : ادن يا أبا هريرة مني.
(5) في نسخة الأصل : أربعة آلاف.
(6) في نسخة الأصل : الأنبياء.
(7) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(
كفاية الأثر ، ص 80.
(9) في نسخة الأصل : عمر بن الخطاب.
(10) كفاية الأثر ، ص 94.
السلام فعادهما رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فاخذهما وقبلهما (1) ، ثم رفع يده إلى السماء وقال : اللهم رب السموات (السبع) (2) وما أظلت ، ورب الرياح وما ذرت ، اللهم رب كل شيء وإله كل شيء ، أنت الأول فلا شيء قبلك وأنت الباطن فلا شيء دونك ، ورب جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وآل إبراهيم واسحاق ويعقوب ، أسألك أن تمن عليهما بعافيتك ، وتجعلهما تحت كنفك وحرزك وأن تصرف عنهما السوء والمحذور برحمتك ، ثم وضع يده على كتف الحسن (ع) فقال : أنت الإمام ابن ولي الله ، ووضع يده على صلب الحسين وقال : أنت الإمام وأبو الأئمة ، تسعة من صلبك أئمة أبرار والتاسع قائمهم ، من تمسّك بكم (3) وبالأئمة من ذريتكم (4) كان معنا يوم القيامة وكان معنا في الجنة في درجتنا فبرءا من علتهما بدعاء رسول الله صلىاللهعليهوآله (5).
ومن رواية أبي أمامة أسعد بن زرارة قال بحذف الإسناد : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لما عرج بي إلى السماء رأيت مكتوبا على ساق العرش بالنور لا إله إلا الله أيدته بعلي ونصرته به ثم بعده الحسن والحسين ورأيت عليا عليا عليا ثلاث مرات ، ورأيت محمدا محمدا مرتين ، وجعفرا وموسى والحسن والحجة اثنا عشر اسما مكتوبا بالنور ، فقلت : يا رب أسامي من هؤلاء الذين قد قربتهم بي ، فنوديت يا محمد ، الأئمة بعدك والأخيار من ذريتك (6).
وحدثنا محمد بن وهبان بن محمد الهمامي (7) بحذف الإسناد عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا تقوم الساعة حتى يقوم قائم الحق
__________________
(1) في نسخة الأصل : فقبلهما.
(2) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(3) في نسخة الأصل : بهم.
(4) في نسخة الأصل : ذريتك.
(5) كفاية الأثر ، ص 95 ـ 96.
(6) المصدر نفسه ، ص 105 ـ 106.
(7) في نسخة الأصل : الهمداني.
منا وذلك حين يأذن الله عزوجل له ، فمن تبعه نجا ومن تخلّف عنه هلك فالله الله عباد الله ائتوه ولو على الثلج فإنه خليفة الله ، قلنا : يا رسول الله متى يقوم قائمكم؟ قال : إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا ، وهو التاسع من صلب الحسين (1).
ومن رواية وائلة بن الأسقع بحذف الإسناد قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : لما عرج بين إلى السماء وبلغت سدرة المنتهى ناداني ربي جل جلاله فقال : يا محمد ، قلت : لبيك سيدي ، قال : إني ما أرسلت نبيا فانقضت أيامه إلا قام بالأمر من بعده وصيه فاجعل علي بن أبي طالب الإمام الوصي (من) بعدك (2) ، فإني خلقتكما من نور واحد وخلقت (الأئمة) (3) الراشدين من أنوار كما ، أتحب أن تراهم يا محمد؟ قلت : نعم يا ربي ، قال : ارفع رأسك ، فرفعت رأسي فإذا أنا بأنوار الأئمة بعدي اثنا عشر نورا ، قلت : يا ربي أنوار من هي؟ قال : أنوار الأئمة بعدك (أمناء معصومون) (4) (5).
ومن رواية أبي أيوب خالد بن يزيد الأنصاري أخبر أبو المفضل الشباني قال : حدثني .. إلخ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول أنا سيد الأنبياء وعلي سيد الأوصياء ، وسبطاي خير الأسباط ، ومنا الأئمة المعصومون من صلب الحسين ، ومنا مهدي هذه الأمة ، فقام إليه أعرابي فقال : يا رسول الله كم الأئمة (6) بعدك؟ قال : عدد الأسباط وحواريي عيسى ونقباء بني اسرائيل (7).
ومن رواية عمار بن ياسر بحذف الإسناد قال : لما حضرت رسول الله صلى الله
__________________
(1) كفاية الأثر ، ص 106 ـ 107.
(2) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(3) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(4) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(5) كفاية الأثر ، ص 110 ـ 111.
(6) في نسخة الأصل : القائم.
(7) كفاية الأثر ، ص 113 ـ 114.
عليه وآله الوفاة دعا بعلي بن أبي طالب عليهالسلام فسارّه طويلا ، ثم قال : يا علي أنت وصيي ووارثي ، قد أعطاك الله علمي وفهمي ، فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قومي وبغضب على حقد (1) فبكت فاطمة عليهاالسلام وبكى الحسن والحسين عليهاالسلام ، فقال لفاطمة عليهاالسلام : يا سيدة النسوان ، مم بكاؤك؟ قالت : يا أبة أخشى الضيعة بعدك ، قال : أبشري يا فاطمة فإنك أول من يلحقني من أهل بيتي فلا تبكي ولا تحزني ، فإنك سيدة نساء أهل الجنة ، وأباك سيد الآباء وابن عمك خير الأوصياء ، وابنيك سيدا شباب أهل الجنة ، ومن صلب الحسين يخرج الله الأئمة التسعة مطهرون معصومون ، ومنا مهدي هذه الأمة (2).
ومن رواية حذيفة بن أسيد بحذف الإسناد قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول على منبره : معاشر الناس ، إني فرطكم وأنكم واردون علي الحوض (3) ، أعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه (4) عدد النجوم قدحانا (5) من فضة ، وأنا (6) سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لن تضلوا ولا تبدّلوا في (7) عترتي أهل بيتي ، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (...) (
أنتظر من يرد على منكم وسيؤخذ أناس دوني فأقول يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : يا محمد ، هل شعرت بما عملوا؟ إنهم ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ، ثم قال : أوصيكم في عترتي خيرا ثلاثا ، أو قال : في أهل
__________________
(1) في نسخة الأصل : وغصبت على حقك.
(2) كفاية الأثر ، ص 124 ـ 125.
(3) في نسخة الأصل : عوض أعرض وحذفنا عوض لعدم استقامة المقصد.
(4) في نسخة الأصل : قدحان وهي زائدة.
(5) في نسخة الاصل : قدحان.
(6) في نسخة الأصل : واني.
(7) في نسخة الأصل : وعترتي.
(
«معاشر الناس كأني على الحوض» زيادة في نسخة الأصل حذفناها.
بيتي ، فقام إليه سلمان فقال : يا رسول الله ألا تخبرني عن الأئمة بعدك أما هم (1) من عترتك؟ فقال : نعم ، الأئمة بعدي من عترتي عدد نقباء بني اسرائيل تسعة من صلب الحسين ، أعطاهم الله علمي وفهمي ، فلا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم ، واتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم (2).
ومن رواية عمران بن الحصين بحذف الإسناد قال : خطبنا (3) رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : معاشر الناس ، إني راحل عن قريب ومنطلق إلى المغيب ، أوصيكم في عترتي خيرا ، فقام إليه سلمان فقال : يا رسول الله أليس الأئمة بعدك من عترتك؟ قال : نعم ، الأئمة بعدي من عترتي ، عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين ومنهم مهدي هذه الأمة ، فمن تمسك بهم فقد تمسك بحبل الله ، لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم واتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم حتى يردوا علي الحوض (4).
ومن رواية سعد بن مالك بحذف الإسناد قال : إن النبي صلىاللهعليهوآله قال : يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، علي يقضي ديني وينجز عدتي ويقاتل بعدي على التأويل ، كما قاتلت على التنزيل ، يا علي حبك إيمان وبغضك نفاق ، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمة معصومون مطهرون ومنهم مهدي هذه الأمة ، الذي يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت في أوله (5).
ومن رواية حذيفة بن اليمان قال : صلى بنا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثم أقبل بوجهه الكريم علينا ، فقال : معاشر أصحابي ، أوصيكم بتقوى الله والعمل
__________________
(1) في نسخة الأصل : أهم؟.
(2) كفاية الأثر ، ص 128 ـ 129.
(3) في نسخة الأصل : خطب بنا.
(4) كفاية الأثر ، ص 131 ـ 132.
(5) المصدر نفسه ، ص 135.
بطاعته ، فمن عمل بها فاز وغنم ، ومن أحجم (1) وتركها حلّت به الندامة ، فالتمسوا بالتقوى السلامة من أهوال يوم القيامة ، فكأني (2) ادعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، ومن تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ، ومن تخلّف عنهم كان من الهالكين. فقلت : يا رسول الله على من تخلّفنا؟ قال : على من خلّف موسى بن عمران قومه؟ قال : على وصيه يوشع بن نون ، قال : وصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب عليهالسلام ، قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، قلت : يا رسول الله فكم (3) يكون الأئمة من بعدك؟ ، قال : عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي ، وهم خزّان علم الله ومعادن وحيه ، قلت : يا رسول الله فما لأولاد الحسن؟ قال : إن الله تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسين ، وذلك قول الله عزوجل (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) (4) ، (قلت : أفلا تسميهم لي يا رسول الله؟) (5) ، قال : (نعم) (6) ، إنه لما عرج بي إلى السماء ، ونظرت إلى ساق العرش ، فرأيت مكتوبا بالنور لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي ونصرته به ، ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة ، ورأيت في ثلاثة (7) مواضع عليا عليا عليا ومحمدا ومحمدا وموسى وجعفرا (
والحسن والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب درّي ، فقلت : يا رب من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك؟ قال : يا محمد هم الأوصياء والأئمة بعدك ، خلقتهم من طينتك ، فطوبى لمن أحبهم ، والويل
__________________
(1) في نسخة الأصل : والحج ومن تركها ، والعبارة فيها تصحيف.
(2) في نسخة الأصل : كأني.
(3) في نسخة الاصل : كم.
(4) سورة الزخرف ، آية 28.
(5) ما بين القوسين زيادة على نسخة الاصل.
(6) ما بين القوسين زيادة على نسخة الاصل.
(7) في نسخة الأصل : ثلاث.
(
في نسخة الأصل : وجعفر.
لمن أبغضهم ، فبهم أنزل الغيث ، وبهم أثيب (1) وأعاقب (2).
ومن رواية أبي قتادة بن الحارث (3) بن ربعي بحذف الإسناد قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الأئمة من بعدي اثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسى (4).
قلت : ليس هذا من الباب لأنه لم تعين فيهن فهو بالباب الأول أليق ، ومن رواية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، حدثنا محمد بن علي بن الحسن بحذف الإسناد عنه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : حدثني جبرئيل عن رب العزة جل جلاله ، قال : من علم أن لا إله إلا أنا وحدي وأن محمدا عبدي ورسولي وأن علي بن أبي طالب خليفتي ، وأن الأئمة من ولده حجتي ، أدخلته جنتي (5) برحمتي ، ونجيته من النار بعفوي ، وأبحت له جواري ، وأوجبت له كرامتي ، وأتممت عليه نعمتي ، وجعلته (من) (6) خاصتي وخالصتي ، إن ناداني لبيته (7) ، وإن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته ، وإن سكت ابتدأته ، وإن أساء رحمته ، وإن فرّ مني دعوته ، وإن رجع (
إلي قبلته ، وإن (9) قرع بابي فتحته ، ومن لم يشهد أن لا إله إلا أنا وحدي ، أو شهد لذلك ولم يشهد (أن لا إله إلا أنا وحدي أو شهد بذلك ولم يشهد) (10) أن محمدا عبدي ورسولي ، أو شهد بذلك ولم يشهد
__________________
(1) في نسخة الأصل : أثيب لهم.
(2) كفاية الأثر ، ص 137.
(3) في نسخة الأصل : قتادة الحرث.
(4) المصدر السابق ، ص 139.
(5) في نسخة الأصل : ادخلت الجنة.
(6) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(7) في نسخة الأصل : أتيته.
(
في نسخة الأصل : رفع.
(9) في نسخة الأصل : ومن.
(10) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
أن علي بن أبي طالب عليهالسلام خليفتي ، أو شهد بذلك ولم يشهد أن الأئمة من ولده حججي (1) ، فقد جحد نعمتي ، وصغر عظمتي ، وكفر بآياتي (وكتبي) ورسلي (2) ، إن قصدني حجبته ، وإن سألني حرمته ، وإن ناداني لم أسمع نداءه ، وإن دعاني لم استجب نداءه ودعاءه ، وإن رجاني خيبته ، وذلك جزاؤه مني ، وما أنا بظلام للعبيد ، فقام جابر فقال : يا رسول الله ومن الأئمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، ثم سيد العابدين في زمانه علي بن الحسين ، ثم الباقر محمد بن علي وستدركه يا جابر ، فإذا أدركته فأقرأه مني السلام ، ثم الصادق جعفر بن محمد ، ثم الكاظم موسى بن جعفر ، ثم الرضا علي بن موسى ، ثم التقي محمد بن علي ، ثم النقي علي بن محمد ، ثم الزكي الحسن بن علي ، ثم ابنه القائم بالحق ، مهدي أمتي ، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت جورا وظلما ، هؤلاء يا جابر خلفائي وأوصيائي وأولادي وعترتي ، من أطاعهم فقد أطاعني ، ومن عصاهم فقد عصاني ، ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني ، بهم يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، وبهم يحفظ الله الأرض أن تميد بأهلها (3).
ومن رواية الحسن بن علي عليهماالسلام بحذف الإسناد ، قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي عليهالسلام : أنت وارث علمي ومعدن حكمي ، والإمام بعدي ، فإذا استشهدت فابنك الحسن ، فإذا استشهد ابنك الحسن فابنك الحسين ، فإذا استشهد الحسين فابنه علي ، يتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار أطهار ، فقلت : يا رسول الله فما أسماؤهم قال : علي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والمهدي من صلب الحسين ، يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (4).
__________________
(1) في نسخة الأصل : حجتي.
(2) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(3) كفاية الأثر ، ص 143.
(4) المصدر نفسه ، ص 167.
ومن رواية الحسين بن علي عليهماالسلام بحذف الإسناد ، قال : إن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أخبرني جبرئيل عليهالسلام ، لما ثبت (1) الله تبارك وتعالى اسم محمد صلىاللهعليهوآله على (2) ساق العرش ، قلت : يا رب بحق هذا الاسم المكتوب في سرادق (3) ، العرش أرني أعز خلقك عليك ، قال : فأراه الله عزوجل اثني عشر أشباحا لا أرواح ، بين السماء والأرض ، فقال : يا رب بحقهم عليك إلا أخبرتني من هم ، قال : هذا نور علي بن أبي طالب ، وهذا نور الحسن والحسين ، وهذا نور علي بن الحسين ، وهذا نور محمد بن علي ، وهذا نور جعفر بن محمد ، وهذا نور موسى بن جعفر ، وهذا نور علي بن موسى ، وهذا نور محمد بن علي ، وهذا نور علي بن محمد ، وهذا نور الحسن بن علي ، وهذا نور الحجة القائم المنتظر ، قال : فكان (4) رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : ما من أحد (5) يتقرّب إلى الله عزوجل بهؤلاء القوم إلا أعتق الله رقبته من النار (6).
ومن رواية أم سلمة بحذف الإسناد ، قالت : قال صلىاللهعليهوآله : لما أسري بي إلى السماء ، نظرت وإذا مكتوب على العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي ، ونصرته بعلي ، ورأيت أنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي ، ورأيت نور الحجة يتلألأ من بينهم كأنه وفاطمة ، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين ، وهذه أنوار الأئمة من بعدك من ولد
__________________
(1) في نسخة الأصل : أثبت.
(2) في نسخة الأصل : في.
(3) في نسخة الأصل : ساق.
(4) في نسخة الأصل : وكان.
(5) في نسخة الأصل : عبد.
(6) كفاية الأثر ، ص 169 ـ 170.
الحسين ، مطهرون معصومون ، وهذا الحجة (1) ، يملأ الدنيا قسطا وعدلا (2).
ومن رواية عائشة بحذف الإسناد ، قالت : كان لنا (3) مشربة ، وكان (4) النبي صلىاللهعليهوآله إذا أراد لقاء (5) جبرئيل (ع) لقيه فيها ، فلقيه رسول الله صلىاللهعليهوآله مرّة فيها ، وأمرني أن لا يصعد إليه أحد ، فدخل الحسين بن علي عليهالسلام (...) (6) ، فقال جبرئيل عليهالسلام : من هذا؟ فقال صلىاللهعليهوآله : ابني (7) ، فأخذه النبي فأجلسه (
على فخذه ، فقال جبرئيل عليهالسلام : أما إنه سيقتل ، قال صلىاللهعليهوآله : ومن يقتله؟ قال : (أمتك) (9) تقتله ، قال صلىاللهعليهوآله : أمتي تقتله؟ ، قال : نعم ، إن شئت أخبرتك بالأرض التي يقتل بها وأشار (10) جبرئيل إلى الطف بالعراق ، وأخذ منه تربة حمراء فأراه إياها (11) ، وقال (12) : هذه من تربة مصرعه ، فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له جبرئيل عليهالسلام : يا رسول الله لا تبك ، فسوف ينتقم الله منهم بقائمكم أهل البيت ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : حبيبي جبرئيل ومن قائمنا أهل البيت؟ قال : هو التاسع من ولد الحسين ، كذا أخبرني ربي جل جلاله ، إنه سيخلف من صلب الحسين ولدا وسمّاه
__________________
(1) في نسخة الأصل : وهذا الحجة الذي.
(2) كفاية الأثر ، ص 185.
(3) في نسخة الأصل : كان لرسول الله.
(4) في نسخة الأصل : اذا جاء.
(5) في نسخة الأصل : اذا جاء.
(6) «ولم يعلن حتى غشيهما» زيادة في نسخة الأصل حذفناها.
(7) في نسخة الأصل : بني.
(
في نسخة الأصل : فجلّسه.
(9) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(10) في نسخة الأصل : فأشار.
(11) في نسخة الأصل : إياه.
(12) في نسخة الأصل : فقال.
عنده عليا خاضعا لله خاشعا (1) ، ثم يخرج من صلب علي ابنه وسمّاه عنده موسى واثق بالله محب في الله ، ويخرج الله من صلبه ابنه وسمّاه عنده عليا الراضي بالله والداعي إلى الله عزوجل ، ويخرج من صلبه ابنه وسمّاه عنده محمدا المرغّب في الله والذاب عن حريم الله ، ويخرج من صلبه ابنه وسمّاه عنده عليا المكتفي (2) بالله والولي لله ، ثم يخرج من صلب ابنه وسمّاه الحسن (3) مؤمن بالله مرشد إلى الله ، ويخرج من صلبه (4) كلمة الحق ولسان الصدق ومظهر الحق حجة الله على بريته ، له غيبة طويلة يظهر الله به الإسلام وأهله ، ويخسف به الكفر وأهله. قال ابو المفضل : قال موسى بن محمد بن إبراهيم حدثني أبي أنه قال لي أبو سلمة : إني دخلت على عائشة وهي حزينة ، فقلت لها : ما يحزنك يا أم المؤمنين؟ قالت : فقد النبي صلىاللهعليهوآله ، وتظاهر الحسكات ، ثم قالت : يا سمرة (5) آتني بالكتاب ، فحملت الجارية إليها كتابا ففتحته ونظرت فيه طويلا ، ثم قالت : صدق رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قلت : يا أم المؤمنين (6) قلت : أخبار وقصص (..) (7) عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قلت : فهلا (
تحدثيني بشيء (9) من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قالت : نعم ، حدثني حبيبي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، قال : من أحسن فيما بقي من عمره غفر الله له ما مضى وما بقى ، ومن أساء فيما بقى من عمره أخذ فيما
__________________
(1) في نسخة الأصل : خاضع لله خاشع.
(2) في نسخة الأصل : التقي.
(3) في نسخة الأصل : وسماه عنده حسنا.
(4) في نسخة الأصل : من صلب ابنه.
(5) في نسخة الأصل : يا سمراء.
(6) في نسخة الأصل : قلت : ما ذا.
(7) في نسخة الأصل : «كتبته» حذفناها.
(
في نسخة الأصل : هل.
(9) في نسخة الأصل : بما.
مضى وفيما بقى ، ثم قلت : يا أم المؤمنين هل عهد (نبيكم) (1) كم يكون (من) (2) بعده من الخلفاء؟ قالت (3) : يا أبا سلمة كانت لنا مشربة ، وذكرت الحديث ، فأخرجت البياض وكتبت هذا الخبر ، فأملت علي حفظا ولفظا ، ثم قالت : أكتم علي يا أبا سلمة ما دمت حيّة فكتمت عليها ، فلما كان بعد مضيها دعاني علي عليهالسلام وقال : (أرني) (4) الخبر الذي أملت (5) عليك عائشة ، قلت : وما الخبر يا أمير المؤمنين؟ قال : الذي فيه أسماء الأوصياء من بعدي فأخرجته إليه (6).
ومن رواية فاطمة عليهاالسلام بحذف الإسناد ، عن أبي يوسف الحسن (بن سهيل) (7) بن سعد الأنصاري ، قال : سألت فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الأئمة ، فقالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول لعلي عليهالسلام : أنت الإمام والخليفة من بعدي ، وأنت أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضيت فابنك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسن فابنك الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسين فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى محمد فابنه جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى موسى فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى علي فابنه محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى محمد فابنه علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا مضى الحسن فابنه القائم المهدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، يفتح الله (تعالى على يديه مشارق الأرض
__________________
(1) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(2) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(3) في نسخة الأصل : قال.
(4) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(5) في نسخة الأصل : أملأت.
(6) كفاية الأثر ، ص 187 ـ 190.
(7) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
ومغاربها ، هم أئمة الحق) (1) وألسنة الصدق ، منصور من نصرهم ، مخذول من خذلهم (2).
أقول قد اقتصرنا على ما أوردنا ، وفيه كفاية لمن تدبّر وعقل ، ثم أقول الناظر بعين الرضا والبصيرة يرى جميع ما ورد من طرق الشيعة والسنة متفقا غير مختلف ، بل يراه كالخبر الواحد ، ويرى الآيات الكريمة الواردة في هذا الباب كالآية الواحدة ، وذلك لأن الأخبار إذا وردت مصدقة بعضها لبعض ومؤيدة له فهي في المعنى كالخبر الواحد ، وكذلك الآيات ، ولا يخفى أن الآيات الكريمة كآية التطهير والولاية والأمر بالتبليغ وغيرها من الآيات ، متفقة على مدح وتقديم آل محمد وأهل بيته ، والروايات مثل رواية التمسك بالثقلين والتشبيه بسفينة نوح وغيرهما دال على ذلك ، وروايات النص على الاثني عشر وعلمهم وإفحام جميع علماء عصرهم يؤيد الجميع ، فكان المتفق عليه المروي من الفريقين بل من فرق الإسلام هو الموافق لكتاب الله وهو شرف الآل والأهل ، وفضلهم وإمامتهم ، ووجوب التمسّك بحبلهم ، وأن من تمسك به فهو ناج. وليس لأحد من علماء المذاهب وأهل المقالات من تمكنه أن يثبت فضله والحث عليه وعلى التمسك به نقلا ، وعن فرق الإسلام الموافقة له وغير القائل بإمامته غير علماء أهل البيت في أهل البيت ، فكان في الحقيقة وعند التأمل القول بإمامتهم ، ووجوب التمسك بهم ونجاة من تمسك بحبلهم أولى بأن يدعى عليه الإجماع ، لدلالة الكتاب العزيز عليه المعضدة بما لا سبيل إلى رفعه والرد عليه من الأحاديث الصحيحة من المذاهب الأربعة وغيرهم. فقد صح أن الفرقة الناجية هم الإمامية الاثني عشرية ، وفي تضاعيف الروايات ما دلّ عليه بما لا شبهة تتطرق إليه.
وأما ما ورد عن الإمامية عليهمالسلام فكثير أيضا ، لكنا نورد عن كل واحد منهم شيئا ، فما ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام ما رواه علي بن الحسين بن مندة بحذف الإسناد عن علقمة ، قال : خطبنا أمير المؤمنين عليهالسلام على منبر الكوفة
__________________
(1) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(2) كفاية الأثر ، ص 195.
خطبة اللؤلؤة (1) ، إلى أن قال : فقام إليه رجل يقال له عامر بن كثير فقال : يا أمير المؤمنين «لقد أخبرتنا عن أئمة الكفر وخلفاء الباطل» (2) فأخبرنا عن أئمة الحق وألسنة الصدق بعدك ، قال (3) : نعم إنه بعهد (4) عهده إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله أن هذا الأمر تملكه اثنا عشر إماما تسعة من صلب الحسين. ولقد قال صلىاللهعليهوآله : لما عرج بي إلى السماء ، نظرت الى ساق العرش ، فإذا فيه مكتوب لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي ونصرته بعلي. ورأيت اثني عشر نورا ، فقلت : يا رب أنوار من هذه؟ فنوديت يا محمد هذه أنوار الأئمة من ذريتك ، قلت : يا رسول الله أفلا تسميهم لي ، قال : نعم أنت الإمام والخليفة بعدي ، تقضي ديني وتنجز وعدي ، وبعدك ابناك (5) الحسن والحسين ، وبعد الحسن والحسين ابنه علي بن الحسين زين العابدين ، وبعد علي ابنه محمدا يدعى الباقر ، وبعد محمد ابنه جعفر يدعى بالصادق ، وبعده ابنه موسى يدعى بالكاظم ، وبعد موسى ابنه علي يدعى بالرضا ، وبعد الرضا ابنه محمد يدعى بالزكي ، وبعد محمد ابنه علي يدعى بالنقي ، وبعده ابنه الحسن يدعى بالأمين ، والقائم من ولد الحسين سميي وأشبه الناس بي ، يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (6).
وعن الحسن عليهالسلام ، بحذف الإسناد ، عن الأصبغ قال : سمعت الحسن بن علي عليهالسلام يقول الأئمة بعد رسول الله اثنا عشر تسعة من صلب (أخي) (7) الحسين ومنهم مهدي هذه الأمة (
.
__________________
(1) في نسخة الأصل : اللؤلؤ.
(2) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(3) في نسخة الأصل : فقال :.
(4) في نسخة الأصل : لعهد.
(5) في نسخة الأصل : أبناؤك.
(6) كفاية الأثر ، ص 213 ـ 218.
(7) ما بين القوسين زيادة على الأصل.
(
كفاية الأثر ص 223.
وعن الحسن عليهالسلام عن يحيى بن يعمن (1) قال : كنت عند الحسين عليهالسلام إذ (2) دخل رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة ، فسلم ورد (3) الحسين عليهالسلام ، فقال : يا بن رسول الله مسألة ، قال هات إلي ، قال : أخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : اثنا عشر ، عدد نقباء بني إسرائيل ، قال : فسمّهم لي؟ قال : فأطرق الحسين عليهالسلام مليا ثم رفع رأسه فقال : نعم أخبرك يا أخا العرب إن الإمام والخليفة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله أمير المؤمنين عليه بن أبي طالب عليهالسلام والحسن وأنا (4) ، وتسعة من ولدي ، علي ابني ، وبعده محمد ابنه ، وبعده جعفر ابنه ، وبعده موسى ابنه ، وبعده علي ابنه ، وبعده محمد ابنه ، وبعده علي ابنه ، وبعده الحسن ابنه ، وبعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدي يقوم بالدين في آخر الزمان (5).
وعن علي بن الحسين بحذف الإسناد عن (أبي) (6) ، خالد الكابلي قال : دخلت على علي بن الحسين عليهالسلام وهو جالس في محرابه (فجلست) (7) حتى انثنى (
وأقبل علي بوجهه ، يمسح بيده (9) على لحيته ، فقلت : يا موالي أخبرني كم يكون الأئمة بعدك؟ قال : ثمانية ، قلت : وكيف ذاك (10) ، قال : لأن الأئمة بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله اثنا عشر ؛ عدد الأسباط ، ثلاثة من الماضين وأنا الرابع وثمانية
__________________
(1) في نسخة الأصل : نعيم ، وفي أخرى نعمان ، وفي ثالثة يعمر.
(2) في نسخة الأصل : اذا.
(3) في نسخة الأصل : فردّ.
(4) في نسخة الأصل : والحسين.
(5) كفاية الأثر ، 232 ـ 234.
(6) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(7) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(
يقال : انثنى الشيء انثناء أي انعطف.
(9) في نسخة الأصل : يده.
(10) في نسخة الأصل : ذلك.
من ولدي ؛ أئمة أبرار ، من أحبنا وعمل بأمرنا كان معنا في السنام (1) الأعلى ، ومن أبغضنا وردّنا (2) أو ردّ (3) واحدا منا فهو كافر بالله وبآياته (4).
وعن الباقر عليهالسلام ، بحذف الإسناد ، عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر محمد بن علي بن الباقر عليهالسلام قال : سألته عن الأئمة ، قال : والله عهد عهده إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآله ، إن الأئمة بعده اثنا عشر ؛ تسعة من صلب الحسين ، ومنا المهدي الذي يقيم (5) بالدين في آخر الزمان ، من أحبنا حشر من حفرته معنا ، ومن أبغضنا أو ردّنا أو ردّ واحدا منا حشر من حفرته الى النار وقد خاب من افترى (6).
وعن الصادق عليهالسلام بحذف الإسناد عن (علقمة) (7) محمد الحضرمي عنه عليهالسلام ، قال : الأئمة اثنا عشر ، قلت : يا بن رسول الله ، صلىاللهعليهوآله ، فسمّهم لي ، قال : من الماضين علي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ثم أنا ، قلت : فمن بعدك يا بن رسول الله ، قال : إني أوصيت الى ولدي موسى ، وهو الإمام بعدي ، قلت : فمن بعد موسى؟ قال : علي ابنه يدعى بالرضا يدفن في أرض الغربة (
من خراسان ، ثم بعد علي ابنه محمد ، وبعد محمد ابنه علي ، وبعد علي الحسن ابنه ، والمهدي من ولد الحسن عليهمالسلام (9).
__________________
(1) السنام بفتح ال سين وأحد اسنمة الإبل وهو كالألية للغنم ، لن أعش أكن معكم في السنام الأعلى ، أي في الدرجة الرفيعة العالية (مجمع البحرين).
(2) في نسخة الأصل : أوردنا.
(3) في نسخة الأصل : أو ردوا.
(4) كفاية الأثر ، ص 236.
(5) في نسخة الأصل : يقوم.
(6) كفاية الأثر ، ص 245.
(7) ما بين القوسين زيادة على نسخة الاصل.
(
في نسخة الأصل : الغرفة ولعله تصحيف.
(9) كفاية الأثر ، ص 262.
وعن الكاظم عليهالسلام (1) عن يونس بن عبد الرحمن قال : دخلت على موسى بن جعفر عليهالسلام ، فقلت : يا بن رسول الله أنت القائم بالحق (قال : أنا القائم بالحق) (2) ، ولكن (3) القائم الذي يطهّر الأرض من أعداء الله ويملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما هو (4) الخامس من ولدي ، له غيبة يطول أمدها خوفا على نفسه (5).
وعن الرضا عليهالسلام عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : سمعت دعبل الخزاعي (6) يقول : لما أنشدت مولاي الرضا عليهالسلام قصيدتي التي أولها :
مدارس آيات خلت من تلاوة
ومنزل وحي مقفر العرصات (7)
فلما انتهيت الى قولي :
خروج إمام لا محالة خارج
يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل
ويجزي على النعماء والنقمات (
__________________
(1) في نسخة الأصل : وعن.
(2) ما بين القوسين زيادة على نسخة الأصل.
(3) في نسخة الأصل : قال : لا ولكن.
(4) في نسخة الأصل : وهو.
(5) كفاية الأثر ، ص 265.
(6) هو دعبل بن علي الخزاعي من شعراء أهل البيت (ع) المجاهرين بمدحهم ولد سنة 148 ه ، توفي سنة 246 ه ، بقرية نواحي السوس ودفن بها ، وأما القصيدة فكان يتردد صداها في مختلف الأمكنة والأزمنة : ولعله في مقدمة الذين نهضوا بالجانب التصويري ال سياسي المؤثر في هذه التائية ، وفي مقدمة الذين قارعوا بهذا النوع في سبيل الخلافة العلوية ، وكانت تعد من أشهر قصائده وأبقاها على الزمن وآخرها بالخلود ، وأنها من أحسن الشعر مفاخر المدائح المقولة في أهل البيت (ع) كما يقول أبو الفرج الاصبهاني في الأغاني في 18 / 29.
(7) راجع القصيدة في ديوان دعبل الخزاعي ، جمع عبد الصاحب الدجيلي ص 124 ـ 145.
(
النعماء : النعمة ، والنقمة : العقاب ، والجمع نقمات ، وفي تنقيح المقال : أن دعبلا لما وصل الى نهاية هذا لا بيت وضع الرضا يده على رأسه وتواضع قائما ودعا له بالفرج. تنقيح المقال : المامقاني ص 418.
بكى الرضا عليهالسلام بكاء شديدا ، ثم رفع رأسه إليّ وقال : (1) يا خزاعي (2) نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين ، وهل تدري من هذا الإمام؟ ومن يقوم؟ قلت : لا يا مولاي ، إلّا إني سمعت بخروج إمام منكم يطهر الأرض من الفساد ويملأها عدلا ، فقال : يا دعبل الإمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره ، وإن لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل (3) له ذلك حتى يخرج فيملأها عدلا كما ملئت جورا (4).
وعن محمد الجواد عن عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهمالسلام قال : دخلت على سيدي محمد بن علي عليهالسلام وأنا (5) أريد أن أسأله عن القائم وهو المهدي أو غيره فابتدأني فقال : يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره ، وهو الثالث من ولدي (6).
لم يذكر في هذه الأحاديث إلا الأئمة دون الماضين فيقول ثبوت الأئمة الغابرين الذين ذكرنا مما لم نقل به إلا من قال بالماضين وهو ظاهر.
وعن الهادي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : دخلت على سيدي علي
__________________
(1) في نسخة الأصل : فقال.
(2) الخزاعة من خزع الشيء أي قطعه ، وهو القطعة تقطع من الشيء ، ويقال : لي من الأزد لا نقاطعهم عن قومهم وتفرقوا بمكة ورئيسهم عمر بن ربيعة بن حارثة ورئيس جرهم عمر بن الحارث الجرهمي ولما بلغت جرهم بمكة واستحلوا حرمتها بعث الله عليهم الزعاف والنمل فأفناهم وسلط عليهم خزاعة فهزموهم فخرج من بقي من جرهم ، ومنهم دعبل بن علي الخزاعي أبو علي الشاعر مشهور من أصحابنا (المجمع في لغة خزع والنجاشي ص 116).
(3) في نسخة الأصل : طول.
(4) كفاية الأثر ، ص 271.
(5) في نسخة الأصل : وان.
(6) كفاية الأثر ، ص 276.
بن محمد عليهالسلام فلما بصرني (1) قال لي : مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا ، قال : فقلت له يا ابن رسول الله إني أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا أثبت عليه (2) حتى ألقى الله عزوجل ، فقال : هات يا أبا القاسم ، قلت : إني أقول .. الخ ، إلى أن قال : وأقول ان الإمام والخليفة وولي الأمر ، بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام ، ثم الحسن ، ثم الحسين ، ثم علي بن الحسين ، ثم محمد بن علي ، ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم أنت ، فقال عليهالسلام : ومن بعدي ابني الحسن فكيف (3) للناس للخلف (4) من بعده ، قال فقلت : وكيف ذلك يا مولاي قال : لا يرى (5) شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (6).
وعن الحسين بن علي ما حدّث به أبو الفضل عن أبي همام (7) قال : سمعت محمد بن عثمان العمري يقول سمعت أبي يقول : سأل أبو محمد عليهالسلام وأنا عنده الخبر الذي روي عن آبائه عليهمالسلام ؛ أن الأرض لا تخلو (
من حجة لله (9) على خلقه إلى يوم القيامة وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية ، فقال : إن هذا حق كما أن النهار (10) حق ، فقيل له : يا ابن رسول الله صلى الله عليه
__________________
(1) في نسخة الأصل : أبصرني.
(2) في نسخة الأصل : ثبت.
(3) في نسخة الأصل : وكيف.
(4) في نسخة الأصل : بالخلف.
(5) في نسخة الأصل : لأنه لا يرى.
(6) كفاية الأثر ، ص 282.
(7) في نسخة الأصل : أبو علي بن همام.
(
في نسخة الأصل : لا يخلو ، ولعله تصحيف.
(9) في نسخة الأصل : من حجة الله.
(10) في نسخة الأصل : القرآن.
وآله ، فمن الحجة والإمام بعدك؟ قال : ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي ، من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية ، أما أن له غيبة طويلة ، يحار فيها الجاهلون ، ويهلك المبطلون ، ويكذب فيها الوقاتون ، ثم يخرج ، وكأني أنظر الى الأعلام البيض تخفق (1) رأسه بنجف الكوفة (2).
أقول ، فهذا ما اخترناه من أخبار أهل البيت عليهمالسلام وفيه كفاية ، وأقول أيضا من العجب أن جميع أهل الإسلام يقرون بفضل أهل البيت المذكورين وعلمهم وفضلهم وزكاة وحسن ظريفهم ، ولم يصفوا أحدا فيهم بمنقصة ، ولا نسب إليهم عيبا ومع ذلك يجحد بعضهم ما قالوه ورووه واتفقوا عليه من إمامة الاثني عشر بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، فإن كان ذلك لاعتقادهم أنهم كذبوا على جدهم ، ورووا أحاديث عنه لم يروها سلفهم لخلفهم فهذا خلاف ما ظهر عنهم وما يجب اعتقاده فيهم ، كيف وهم المعصومون بالمدح المتفق عليها من جميع المذاهب ، وإن كان لظنهم أن شيعتهم كذبوا عليهم ورووا عنهم أحاديث اختلقوها لا أصل لها ، فهو مما لا يقبله أحد لأن شيعتهم غير محصورين ولا مخصوصين ببلد ، ومنهم من اتفق أهل السنة على تعديله وصحة خبره ، فلا يمكن أن يتفق مثل هؤلاء على الكذب والتزوير ، مع أنهم يعتقدون أن أئمتهم معصومون واجبو الطاعة ، فلا يليق أن يكذبوا عليهم مع أن فرض ذلك كالمحال بل هو محال ، لعدم إمكان تواطؤ مثلهم على الكذب مع أن رجلا من الشافعية أو الحنفية لو نقل على إمام مذهبه قولا جاز عندهم الاعتماد عليه لعلمه بمذهبه ونقله عنه ، فكيف لا يقبل ما نقله من لا يمكن تواطؤهم عن أئمتهم من مذهبهم.
وقد أنصف القاضي العضد في شرحه لمختصر الأصول لما ذكر القياس واحتجاج الشيعة على منعه بإجماع العترة على عدم حجته وعلى المنع من الاستدلال به ، وأورد اعتراضا بمخالفتهم بمنع الإجماع من العترة ، حيث قال ما هذا معناه : ان مثل هذا
__________________
(1) قال : في المجمع : خفق قلب الرجل إذا اضطرب ومنه خفقت الراية.
(2) كفاية الأثر ، ص 292.
المنع غير مسموع لأنهم أعلم بمذهب أئمتهم ونقلهم عنهم مقبول بل إن وجب فيمنع حجيته إجماع العترة .. الخ (1).
قلت : على أن منع الأخبار وتكذيبها لو احتمل ، فكيف يحتمل منع ما رووه مما سند الى المشاهدة ؛ كرؤية الحجة عليهالسلام وإقامته وكيلا عنه يقبض حق الخمس ويجيب عما يسأل عنه ، بعد عرضه عليه ، أقام الأمر على ذلك نحوا من ثلاثمائة سنة حتى انقطعت الأخبار وتحققت الغيبة الحقيقية ، والأثر والحديث والأخبار بذلك لا يحصى كثرته. وكذا ما صنّف وألّف فيها. وفي هذا القدر كفاية لمن أراد الآخرة والنجاة من النار ، بالدخول في حزب آل محمد عليهمالسلام ، أعني الفرقة الناجية. والله الموفق للهداية.
* * *
__________________
(1) شرح المختصر للقاضي العضد المتوفى سنة 756 ه ، ج 2 / ص 36 ، مراجعة وتصحيح د. شعبان محمد إسماعيل ، مكتبة الكليات الأزهرية ـ مصر / 1406 ه 1986 م.