في إمامة المذهب
المراجعة 3 7 ذي القعدة سنة 1329
1 ـ لم لا تأخذ الشيعة بمذاهب الجمهور
2 ـ الحاجة إلى الاجتماع
3 ـ لا يلم الشعث إلا بمذاهب الجمهور
1 ـ إنما اسألك الآن عن السبب في عدم أخذكم بمذاهب الجمهور من المسلمين ، أعني مذهب الاشعري في أصول الدين ، والمذاهب الاربعة في الفروع ، وقد دان بها السلف الصالح ، ورأوها أعدل المذاهب وأفضلها ، واتفقوا على التعبد بها في كل عصر ومصر ، واجمعوا على عدالة أربابها واجتهادهم ، وأمانتهم وورعهم وزهدهم ونزاهة اعراضهم ، وعفة نفوسهم ، وحسن سيرتهم ، وعلو قدرهم علما وعملا.
2 ـ وما أشد حاجتنا اليوم إلى وصل حبل الشمل ، ونظم عقد الاجتماع بأخذكم بتلك المذاهب تبعا للرأي العام الاسلامي ، وقد عقد أعداء الدين
ضمائرهم على الغدر بنا وسلكوا في نكايتنا كل طريق ، أيقظوا لذلك آراءهم ، وأسهروا قلوبهم ، والمسلمون غافلون ، كأنهم في غمرة ساهون ، وقد أعانوهم على أنفسهم ، حيث صدعوا شعبهم ، ومزقوا بالتحزب والتعصب شملهم ، فذهبوا أيادي ، وتفرقوا قددا ، يضلل بعضهم بعضا ، ويتبرأ بعضهم من بعض ، وبهذا ونحوه افترستنا الذئاب ، وطمعت بنا الكلاب.
3 ـ فهل تجدون غير الذي قلناه ـ هداكم الله ـ إلى لم هذا الشعث سبيلا؟ فقل تسمع ومر تطع ، ولك السلام.
س
المراجعة 4 8 ذي القعدة سنة 1329
1 ـ الادلة الشرعية تفرض مذهب أهل البيت
2 ـ لا دليل على وجوب الاخذ بمذاهب الجمهور
3 ـ اهل القرون الثلاثة لا يعرفونها
4 ـ الاجتهاد ممكن
5 ـ يلم الشعث باحترام مذهب أهل البيت
1 ـ إن تعبدنا في الاصول بغير المذهب الاشعري وفي الفروع بغير المذاهب الاربعة لم يكن لتحزب أو تعصب ، ولا للريب في اجتهاد أئمة تلك المذاهب ، ولا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم وجلالتهم علما وعملا.
لكن الادلة الشرعية أخذت بأعناقنا إلى الاخذ بمذهب الائمة من أهل
بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ، ومهبط الوحي والتنزيل ، فانقطعنا اليهم في فروع الدين وعقائده ، وأصول الفقه وقواعده ، ومعارف السنة والكتاب ، وعلوم الاخلاق والسلوك والآداب ، نزولا على حكم الادلة والبراهين ، وتعبدا بسنة سيد النبيين والمرسلين ، صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين.
ولو سمحت لنا الادلة بمخالفة الائمة من آل محمد ، أو تمكنا من تحصيل نية القربة لله سبحانه في مقام العمل على مذهب غيرهم لقصصنا أثر الجمهور ، وقفونا إثرهم ، تأكيدا لعقد الولاء ، وتوثيقا لعرى الاخاء ، لكنها الادلة القطعية تقطع على المؤمن وجهته ، وتحول بينه وبين ما يروم.
2 ـ على أنه لا دليل للجمهور على رجحان شيء من مذاهبهم ، فضلا عن وجوبها ، وقد نظرنا في أدلة المسلمين نظر الباحث المحقق بكل دقة واستقصاء ، فلم نجد فيها ما يمكن القول بدلالته على ذلك ، إلا ما ذكرتموه من اجتهاد أربابها وأمانتهم وعدالتهم وجلالتهم.
لكنكم تعلمون أن الاجتهاد والامانة والعدالة والجلالة غير محصورة بهم ، فكيف يمكن ـ والحال هذه ـ ان تكون مذاهبهم واجبة على سبيل التعيين؟
وما أظن أحدا يجرؤ على القول بتفضيلهم ـ في علم أو عمل ـ على أئمتنا ، وهم أئمة العترة الطاهرة وسفن نجاة الامة ، وباب حطتها ، وامانها من الاختلاف في الدين ، وأعلام هدايتها ، وثقل رسول الله ، وبقيته في أمته ، وقد قال صلى الله عليه وآله : فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم
فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم (4) لكنها السياسة ، وما أدراك ما اقتضت في صدر الاسلام.
والعجب من قولكم أن السلف الصالح دانوا بتلك المذاهب ، ورأوها أعدل المذاهب وأفضلها ، واتفقوا على التعبد بها في كل عصر ومصر ، كأنكم لا تعلمون بأن الخلف والسلف الصالحين من شيعة آل محمد ـ وهم نصف المسلمين في المعنى ـ إنما دانوا بمذهب الائمة من ثقل رسول الله صلى الله عليه وآله ، فلم يجدوا عنه حولا ، وأنهم على ذلك من عهد علي وفاطمة إلى الآن، حيث لم يكن الاشعري ولا واحد من أئمة المذاهب الاربعة ولا آباؤهم ، كما لا يخفى.
3 ـ على أن أهل القرون الثلاثة مطلقا لم يدينوا بشيء من تلك المذاهب أصلا ، وأين كانت تلك المذاهب عن القرون الثلاثة؟ ـ وهي خير القرون ـ وقد ولد الاشعري سنة سبعين ومئتين ، ومات سنة نيف وثلاثين وثلاث مئة (5) وابن حنبل ولد سنة أربع وستين ومئة ، وتوفي سنة إحدى وأربعين ومئتين (6) والشافعي ولد سنة خمسين ومئة ، وتوفي سنة مئتين
__________________
(4) إشارة إلى حديث السفينة الآتي مع مصادره تحت رقم (39 و 40).
(5) هو أبوالحسن علي بن إسماعيل الاشعري إمام الاشاعرة.
راجع روضات الجنات للخونساري ج 5 ص 207 ـ 214 ط قم.
(6) أحمد بن حنبل إمام الحنابلة :
راجع الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 4 ص 441 ـ 527.
وأربع (7) وولد مالك سنة خمس وتسعين (1) ومات سنة تسع وسبعين ومئة (
وولد أبوحنيفة سنة ثمانين ، وتوفي سنة خمسين ومئة (9). والشيعة يدينون بمذهب الائمة من أهل البيت ـ وأهل البيت أدرى بالذي فيه ـ وغير
__________________
(1) ذكر ابن خلكان في أحوال مالك من وفيات الاعيان أن مالكا بقي جنينا في بطن امه ثلاث سنوات ، ونص على ذلك ابن قتيبة حيث ذكر مالكا في أصحاب الرأي من كتابه المعارف ص 170 ، وحيث أورد جماعة زعم انهم قد حملت بهم امهاتهم أكثر من وقت الحمل صفحة 198 من المعارف أيضا. (منه قدس) ____________________________________
(7) الامام الشافعي :
راجع الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 3 ص 175 ـ 254.
(
الامام مالك :
راجع أحواله في : روضات الجنات ج 7 ص 223 ـ 227 ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 2 ص 487 ـ 540.
الامام مالك يبقى في بطن أمة ثلاث سنين!!
راجع : تنوير الحوالك شرح موطأ مالك للسيوطي الشافعي ج 1 ص 3 ط دار احياء الكتب العربية بمصر ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 2 ص 489 ، وفيات الاعيان لابن خلكان في ترجمة مالك ج 4 ص 137 ط. دار صادر ، المعارف لابن قتيبة ص 216 و 257 ط الرحمانية بمصر.
ونقله في كتاب الامام الصادق والمذاهب الاربعة عن : الانتقاء لابن عبدالبر ص 12 ، مناقب مالك للسيوطي ص 6.
(9) الامام أبوحنيفة.
راجع : روضات الجنات ج 8 ص 167 ـ 176 ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 1 ص 281 ـ 330.
الشيعة يعملون بمذاهب العلماء من الصحابة والتابعين ، فما الذي أوجب على المسلمين كافة بعد القرون الثلاثة ـ تلك المذاهب دون غيرها من المذاهب التي كان معمولا بها من ذي قبل؟ وما الذي عدل بهم عن اعدال كتاب الله وسفرته وثقل رسول الله وعيبته ، وسفينة نجاة الامة وقادتها وأمانها وباب حطتها؟!
4 ـ وما الذي ارتج باب الاجتهاد في وجوه المسلمين بعد أن كان في القرون الثلاثة مفتوحا على مصراعيه؟ لولا الخلود إلى العجز والاطمئنان إلى الكسل والرضا بالحرمان ، والقناعة بالجهل ، ومن ذا الذي يرضى لنفسه أن يكون ـ من حيث يشعر أو لا يشعر ـ قائلا بأن الله عزوجل لم يبعث أفضل أنبيائه ورسله بأفضل أديانه وشرائعه؟ ولم ينزل عليه أفضل كتبه وصحفه ، فأفضل حكمه ونواميسه ، ولم يكمل له الدين ، ولم يتم عليه النعمة ، ولم يعلمه علم ما كان وعلم ما بقي ، إلا لينتهي الامر في ذلك كله إلى أئمة تلك المذاهب فيحتكروه لانفسهم ، ويمنعوا من الوصول إلى شيء منه عن طريق غيرهم ، حتى كأن الدين الاسلامي بكتابه وسنته ، وسائر بيناته وأدلته من املاكهم الخاصة ، وأنهم لم يبيحوا التصرف به على غير رأيهم ، فهل كانوا ورثة الانبياء ، أم ختم الله بهم الاوصياء والائمة ، وعلمهم علم ما كان وعلم ما بقي ، وآتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين؟ كلا بل كانوا كغيرهم من أعلام العلم ورعاته ، وسدنته ودعاته ، وحاشا دعاة العلم أن يوصدوا بابه ، أو يصدوا عن سبيله ، وما كانوا ليعتقلوا العقول والافهام ولا ليسملوا انظار الانام ، ولا ليجعلوا على القلوب اكنة ، وعلى الاسماع وقرا ، وعلى الابصار غشاوة ، وعلى الافواه كمامات ، وفي الايدي والاعناق اغلالا وفي الارجل قيودا ، لا ينسب ذلك اليهم إلا من افترى عليهم ، وتلك أقوالهم تشهد بما نقول.
5 ـ هلم بنا إلى المهمة التي نبهتنا اليها من لم شعث المسلمين ، والذي أراه أن ذلك ليس موقوفا على عدول الشيعة عن مذهبهم ، ولا على عدول السنة عن مذهبهم وتكليف الشيعة بذلك دون غيرهم ترجيح بلا مرجح ، بل ترجيح للمرجوح ، بل تكليف بغير المقدور ، كما يعلم مما قدمناه.
نعم يلم الشعث وينتظم عقد الاجتماع بتحريركم مذهب أهل البيت ، واعتباركم إياه كأحد مذاهبكم، حتى يكون نظر كل من الشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية إلى شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كنظر بعضهم إلى بعض ، وبهذا يجتمع شمل المسلمين وينتظم عقد اجتماعهم.
والاختلاف بين مذاهب أهل السنة لا يقل عن الاختلاف بينها وبين مذهب الشيعة (10) تشهد بذلك الالوف المؤلفة في فروع الطائفتين واصولهما ، فلماذا ندد المنددون منكم بالشيعة في مخالفتهم لاهل السنة ، ولم ينددوا بأهل السنة في مخالفتهم للشيعة (11)؟ بل في مخالفة بعضهم لبعض ، فاذا جاز أن تكون المذاهب أربعة ، فلماذا لا يجوز أن تكون خمسة؟ وكيف يمكن أن تكون الاربعة موافقة لاجتماع المسلمين ، فإذا زادت مذهباً
__________________
(10) الاختلاف بين المذاهب الاربعة :
راجع : كتاب لماذا اخترت مذهب أهل البيت للشيخ محمد الانطاكي ص 13 ـ 15 ط 1 ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 5 ص 173 ـ 177 بل مخالفة المذهب نفسه كما في الشافعي بين القديم والجديد كما في كتاب : الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 3 ص 205 ـ 208 ، وراجع : اعتراف الشيخ سليم البشري في المراجعة ـ 19 ـ من المراجعات ، في طريقي إلى التشيع للأنطاكي ص 16.
(11) رفض السنة النبوية خلافا للشيعة راجع :
راجع : الغدير للاميني ج 10 ص 209 ـ 211.
خامسا تمزق الاجتماع ، وتفرق المسلمون طرائق قددا؟ وليتكم إذا دعوتمونا إلى الوحدة المذهبية دعوتم أهل المذاهب الاربعة اليها ، فان ذلك أهون عليكم وعليهم (12) ولم خصصتمونا بهذه الدعوة؟ فهل ترون اتباع أهل البيت سببا في قطع حب الشمل ونثر عقد الاجتماع ، واتباع غيرهم موجبا لاجتماع القلوب واتحاد العزائم ، وإن اختلفت المذاهب والآراء ، وتعددت المشارب والاهواء؟ ما هكذا الظن بكم ، ولا المعروف من مودتكم في القربى والسلام.
ش
المراجعة 5 9 ذي القعدة سنة 1329
1 ـ اعترافه بما قلنا
2 ـ التماسه الدليل على سبيل التفصيل
1 ـ أخذت كتابك الكريم مبسوط العبارة ، مشبع الفصول ، مقبول الاطناب ، حسن التحرير ، شديد المراء قوي اللداد ، لم يدخر وسعا في بيان عدم وجوب اتباع شيء من مذاهب الجمهور في الاصول والفروع ، ولم يأل جهدا في إثبات بقاء باب الاجتهاد مفتوحا.
فكتابك قوي الحجة في المسألتين ، صحيح الاستدلال على كل
__________________
(12) التضارب بين المذاهب الاربعة في المناقب والمثالب.
راجع : الغدير للاميني ج 5 ص 277 ـ 288 ط بيروت ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج 1 ص 187 ـ 202 وج 5 ص 172 ـ 173.
منهما ، ونحن لا ننكر عليك الامعان في البحث عنهما ، واستجلاء غوامضهما ، وإن لم يسبق منا التعرض لهما صريحا ـ والرأي فيهما ما رأيت ـ.
2 ـ وإنما سألناك عن السبب في إعراضكم عن تلك المذاهب التي أخذ بها جمهور المسلمين ، فأجبت بأن السبب في ذلك إنما هو الادلة الشرعية وكان عليك بيانها تفصيلا ، فهل لك أن تصدع الآن بتفصيلها من الكتاب أو السنة أدلة قطعية تقطع ـ كما ذكرت ـ على المؤمن وجهته ، وتحول بينه وبين ما يروم ، ولك الشكر والسلام.
س
المراجعة 6 12 ذي القعدة سنة 1329
1 ـ الالماع إلى الادلة على وجود اتباع العترة
2 ـ أمير المؤمنين يدعو إلى مذهب أهل البيت
3 ـ كلمة للامام زين العابدين في ذلك
انكم (بحمد الله) ممن تغنيه الكتابة عن التصريح ، ولا يحتاج مع الاشارة إلى توضيح ، وحاشا لله أن تخالطكم ـ في أئمة العترة الطاهرة ـ شبهة ، أو تلابسكم ـ في تقديمهم على من سواهم ـ غمة ، وقد آذن أمرهم بالجلاء ، فأربوا على الاكفاء وتميزوا عن النظراء ، حملوا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علوم النبيين ، وعقلوا عنه أحكام الدنيا والدين.
1 ـ ولذا قرنهم بمحكم الكتاب وجعلهم قدوة لاولي الالباب ، وسفنا للنجاة إذا طغت لجج النفاق ، وأمانا للامة من الاختلاف إذا عصفت عواصف
الشقاق ، وباب حطة يغفر لمن دخلها ، والعروة الوثقى لا انفصام لها (13).
2 ـ وقد قال أمير المؤمنين (1) « فأين تذهبون وأنى تؤفكون؟ والاعلام قائمة والآيات واضحة ، والمنار منصوبة فأين يتاه بكم ، بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم وهم أزمة الحق، وأعلام الدين ، وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن وردوهم ورود الهيم العطاش. أيها الناس خذوها (2) من خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم : إنه يموت من مات منا وليس بميت ، ويبلى من بلي منا وليس ببال ، فلا تقولوا بما لا تعرفون فإن أكثر الحق فيما تنكرون ، واعذروا من لا حجة لكم عليه وأنا هو ، ألم أعمل فيكم بالثقل الاكبر (3) وأترك فيكم الثقل الاصغر ، وركزت فيكم راية الايمان ... الخ » (14) وقال عليهالسلام (4) : « انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم
__________________
(1) كما في صفحة 152 من الجزء الاول من النهج من الخطبة 83. (منه قدس)
(2) أي خذوا هذه القضية عنه صلى الله عليه وآله وهي (إنه يموت الميت من أهل البيت وهو في الحقيقة غير ميت) لبقاء روحه ساطعة النور في عالم الظهور ، كذا قال الشيخ محمد عبده وغيره. (منه قدس)
(3) عمل أمير المؤمنين بالثقل الاكبر وهو القرآن ، وترك الثقل الاصغر وهو ولداه ، ويقال عترته قدوة للناس ، كذا قال الشيخ محمد عبده وغيره من شارحي النهج. (منه قدس)
(4) كما في صفحة 189 من الجزء الاول من النهج من الخطبة 93.
____________________________________
(13) إشارة إلى أحاديث سوف تأتي قريبا.
(14) نهج البلاغة للامام علي ج 1 ص 155 ط دار الاندلس في بيروت وص 149 ط آخر وج 1 / 153 ط الاستقامة بمصر ؛ وهذه الطبعة هي التي ينقل عنها المؤلف (قدس).
واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتظلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا « (15) وذكرهم عليهالسلام مرة فقال (1) : « هم عيش العلم وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن حكم منطقهم ، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه ، هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام ، بهم عاد الحق في نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية لا عقل سماع ورواية ، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل » (16). وقال عليهالسلام من خطبة أخرى (2) « عترته خير العتر وأسرته خير الاسر وشجرته خير الشجر نبتت في حرم وبسقت في كرم لها فروع طوال وثمرة لا تنال » (17).
وقال عليهالسلام (3) : » نحن الشعار والاصحاب والخزنة والابواب ، ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها ، فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا ـ إلى أن
__________________
(1) كما في صفحة 259 من الجزء الثاني من النهج من الخطبة 234. (منه قدس)
(2) كما في صفحة 185 من الجزء الاول من النهج من الخطبة 90. (منه قدس)
(3) كما في صفحة 58 من الجزء الثاني من النهج من الخطبة 150. (منه قدس)
____________________________________
(15) نهج البلاغة ج 2 ص 190 ط دار الاندلس 184 ط آخر.
(16) نهج البلاغة ج 3 ص 439 ط الاندلس وص 433 ط آخر.
(17) نهج البلاغة ج 2 ص 186 ط الاندلس وص 180 ط آخر.
قال في وصف العترة الطاهرة ـ : فيهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يسبقوا ، فليصدق رائد أهله ، وليحضر عقله « (18) ؛ الخطبة. وقال عليهالسلام من خطبة له (1) » واعلموا انكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ، فالتمسوا ذلك من عند أهله ، فإنهم عيش العلم ، وموت الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرههم عن باطنهم ، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق (19). إلى كثير من النصوص المأثورة عنه في هذا الموضوع نحو قوله عليهالسلام : « بنا اهتديتم في الظلماء ، وتسنمتم العلياء ، وبنا انفجرتم عن السرار (2) وقر سمع
__________________
(1) كما في صفحة 43 من الجزء الثاني من النهج من الخطبة 143 [طبعة الاستقامة] (منه قدس)
(2) قال الشخ محمد عبده في تعليقه : السرار ـ كسحاب وكتاب ـ آخر ليلة من الشهر يختفي فيها القمر. وانفجرتم : دخلتم في الفجر ، والمراد كنتم في ضلام حالك ، وهو ظلام الشرك والضلال ، فصرتم إلى ضياء ساطع بهدايتنا وإرشادنا. والضمير لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم والامام ابن عمه ونصيره في دعوته. (منه قدس)
____________________________________
(18) نهج البلاغة ج 2 ص 270 ط الاندلس وص 264 ط آخر.
(19) نهج البلاغة ج 2 ص 260 ط الاندلس وص 254 ط آخر.
لم يفقه الواعية « (20) ؛ الخطبة (1). وقوله (2). : « أيها الناس استصبحوا من شعلة مصباح واعظ متعظ ، وامتاحوا من صفو عين قد روقت من الكدر » (21) الخطبة.
وقوله (3) : « نحن شجرة النبوة ، ومحط الرسالة ؛ ومختلف الملائكة ، ومعادن العلم ، وينابيع الحكم ـ ناظرنا ومحبنا ينتظر الرحمة ، وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة » (22).
وقوله (4) : « أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا ، أن رفعنا الله ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم. بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى. أن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن
__________________
(1) هي الخطبة 3 صفحة 33 من الجزء الاول من النهج [طبعة الاستقامة بمصر] (منه قدس)
(2) كما في الصفحة 201 من الجزء الاول من النهج من الخطبة 101 [ط الاستقامة بمصر] (منه قدس).
(3) في آخر الخطبة 105 آخر صفحة 214 من الجزء الاول من النهج. وقال ابن عباس « نحن أهل البيت شجرة النبوة ومختلف الملائكة وأهل بيت الرسالة وأهل بيت الرحمة ومعدن العلم » نقل هذه الكلمة عنه جماعة من اثبات السنة ، وهي موجودة في آخر باب خصوصياتهم صفحة 142 من الصواعق المحرقة لابن حجر [ط الميمنية بمصر 1312 هـ ـ.]. (منه قدس).
(4) من كلام له 140 صفحة 36 من الجزء الثاني من النهج [ط الاستقامة]. (منه قدس)
____________________________________
(20) نهج البلاغة ج 1 ص 45 ط الاندلس وص 39 ط آخر.
(21) نهج البلاغة ج 2 ص 200 ط الاندلس وص 194 ط آخر.
(22) نهج البلاغة ج 2 ص 213 ط الاندلس وص 207 ط آخر.
من هاشم ، لا تصلح على سواهم ، ولا تصلح الولاة من غيرهم ـ إلى أن قال عمن خالفهم ـ : « آثروا عاجلا وأخروا آجلا ، وتركوا صافيا ، وشربوا آجنا » (23) إلى آخر كلامه. وقوله : (1) « فانه من مات منكم على فراشه ، وهو على معرفة حق ربه ، وحق رسوله ، وأهل بيته ، مات شهيدا ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب ما نوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام إصلاته لسيفه » (24).
وقوله عليهالسلام : « نحن النجباء ، وافراطنا افراط الانبياء ، وحزبنا حزب الله عزوجل ، والفئة الباغية حزب الشيطان ، ومن سوى بيننا وبين عدونا فليس منا (2) » (25). وخطب الامام المجتبى أبومحمد الحسن السبط سيد
__________________
(1) في آخر الخطبة 185 صفحة 156 من الجزء الثاني من النهج [ط الاستقامة]. (منه قدس).
(2) نقل هذه الكلمة عنه جماعة كثيرون احدهم ابن حجر في آخر باب خصوصياتهم من آخر الصواعق صفحة 142 وقد أرجف فأجحف. (منه قدس)
____________________________________
(23) نهج البلاغة ج 2 ص 255 ط الاندلس وص 249 ط آخر.
(24) نهج البلاغة ج 3 ص 353 ط الاندلس وص 347 ط آخر.
(25) راجع : ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج 3 ص ص 144 حديث 1189 ط 1 بيروت ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 231 ط الحيدرية وص 277 ط اسلامبول ، الصواعق لابن حجر ص 236 ط دار المحمدية بالقاهرة سنة 1375 هـ ـ.
شباب أهل الجنة فقال : « اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم » (26) الخطبة (1).
3 ـ وكان الامام أبومحمد علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين ، إذا تلا قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) يدعو الله عزوجل دعاء طويلا ، يشتمل على طلب اللحوق بدرجة الصادقين والدرجات العلية ، ويتضمن وصف المحن وما انتحلته المبتدعة المفارقة لائمة الدين ، والشجرة النبوية ثم يقول : « وذهب آخرون إلى التقصير في أمرنا ، واحتجوا بمتشابه القرآن ، فتأولوا بآرائهم ، واتهموا مأثور الخبر فينا ـ إلى أن قال : فإلى من يفزع خلف هذه الامة ، وقد درست أعلام هذه الملة ، ودانت الامة بالفرقة والاختلاف ، يكفر بعضهم بعضا والله تعالى يقول : (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة ، وتأويل الحكم؟ إلا اعدال الكتاب وابناء أئمة الهدى ، ومصابيح الدجى ، الذين احتج الله بهم على عباده ، ولم يدع الخلق سدى من غير حجة هل تعرفونهم أو تجدونهم؟ إلا من
__________________
(1) راجعها في أواخر باب وصية النبي بهم من الصواعق المحرقة لابن حجر صفحة 137 (منه قدس) [ط الميمنية بمصر 1312 هـ ـ وهذه النسخة هي التي ينقل عنها المؤلف (ره)].
____________________________________
(26) راجع : الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي 227 ط المحمدية ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 4 ص 8 ط 1 بمصر وج 16 ص 22 ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل ، مجمع الزوائد ج 9 ص 172 ط القدسي ، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 2 ص 18 ج 650 و 651 و 652 و 653 ط 1 بيروت.
فروع الشجرة المباركة ، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس ، وطهرهم تطهيرا ، وبرأهم من الآفات ، وافترض مودتهم في الكتاب »؟ (27). هذا كلامه (1) عليهالسلام بعين لفظه. فأمعن النظر فيه ، وفيما تلوناه عليك من كلام أمير المؤمنين ، تجدهما يمثلان مذهب الشيعة في هذا الموضوع بأجلى مظاهره. واعتبر هذه الجملة من كلامهما ، نموذجا لاقوال سائر الائمة من أهل البيت ، فانهم مجمعون على ذلك ، وصحاحنا عنهم في هذا متواترة. والسلام.
المراجعة 7 13 ذي القعدة سنة 1329
1 ـ طلب البينة من كلام الله ورسوله.
2 ـ الاحتجاج بكلام أئمة أهل البيت دوري
1 ـ هاتها بينة من كلام الله ورسوله ، تشهد لكم بوجوب اتباع الأئمة من أهل البيت دون غيرهم ، ودعنا في هذا المقام من كلام غير الله ورسوله.
__________________
(1) فراجعه في صفحة 90 من الصواعق المحرقة لابن حجر في تفسير الآية الخامس (واعتصموا بحبل الله جميعا) من الآيات التي أوردها في الفصل الاول من الباب 11. (منه قدس)
____________________________________
(27) راجع : الصواعق المحرقة لابن حجر ص 150 ط المحمدية ص 90 الميمنة بمصر سنة 1312 هـ ـ وهذه هي الطبعة التي ينقل عنها المؤلف (قدس) ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 273 ط اسلامبول وص 327 ط الحيدرية.
2 ـ فإن كلام أئمتكم لا يصلح لان يكون حجة على خصومهم والاحتجاج به في هذه المسألة دوري كما تعلمون. والسلام.
س
المراجعة 8 15 ذي القعدة سنة 1329
1 ـ الغفلة عما أشرنا إليه
2 ـ الغلط في لزوم الدور
3 ـ حديث الثقلين
4 ـ تواتره
5 ـ ضلال من لم يستمسك بالعترة
6 ـ تمثيلهم بسفينة نوح وباب حطة وهم الامان من الاختلاف في الدين
7 ـ ما المراد بأهل البيت هنا
8 ـ الوجه في تشبيههم بسفينة نوح وباب حطة.
1 ـ نحن ما أهملنا البينة من كلام النبي صلى الله عليه وآله. بل أشرنا إليها في أول مراجعتنا صريحة بوجوب اتباع الائمة من أهل البيت دون غيرهم. وذلك حيث قلنا أنه صلى الله عليه وآله قرنهم بمحكم الكتاب ، وجعلهم قدوة لاولي الالباب ، وسفن النجاة ، وأمان الامة ، وباب حطة ، إشارة إلى المأثور في هذه المضامين من السنن الصحيحة ، والنصوص الصريحة. وقلنا انكم ممن تغنيه الكناية عن التصريح ، ولا يحتاج مع الاشارة إلى توضيح
2 ـ فكلام أئمتنا إذن يصلح ـ بحكم ما أشرنا إليه ـ لان يكون حجة على خصومهم ، ولا يكون الاحتجاج به في هذه المسألة دوريا كما تعلمون.