المرأة ... وتحديات العرف العشائري
بيت الحكمة قسم الدراسات الاجتماعية
من المؤشرات التي ساعدت المرأة من تمتعها بمساحة مهمة داخل العشيرة بوصفها جزءا حيويا لا يمكن الاستغناء عنه، ودورها المميز في بناء الاسرة والحفاظ على كيانها من أي تداعيات خارجية، مما ادى الى مداخلات متباينة في تفسير وضعها الاجتماعي داخل العشيرة وعلى مدى أزمنة التاريخ.
لمراحل التطور الحضاري وما تم انجازه من معارف مادية كانت او معنوية كان له الاثر الكبير على العلاقة ما بين الرجل والمرأة، وكثيرا ما كانت تدور حول مدى ما يكتسبه كل منهما في الحصول على المساحة الاكبر في اتخاذ القرارات، وغالبا ما كانت تكون من حصة الرجل على حساب المرأة.
ارتبط وضع المرأة بعلاقتها المتينة بمفاهيم العرف العشائري طيلة مراحل التاريخ وحتى الوقت الحاضر، مع حضورها المميز بين افراد المجتمع الذي اكد على الاهتمام بسن التشريعات التي تراعي هذا المفهوم ضمن طبيعة كل مجتمع .
لأهمية حضور المرأة في البنية الاجتماعية واستحالة الاستغناء عنها ككائن حيوي لا يمكن ان تستقيم الحياة بدونه ادى الى خلق ادراكا لدى المجتمع البدائي المكون من الذكور والاناث بأن المرأة هي عصب الحياة، والقادرة وحدها على الانجاب وادامة استمرار الحياة .
تكمن اهمية هذا البحث لمعرفة نوع المحاور التي اثرت في نمطية حياة المرأة من قبل مفاهيم العرف الاجتماعي، وما سببته من تأثيرات سلبية على واقعها الاجتماعي، والبحث عن هذه المسببات التي أدت الى تهميشها واستلابها انسانيا من قبل هذ التشريعات الجائرة، والتي لا تتناسب ودورها الكبير في منح الحيوية للمجتمع، علما أن الكثير من هذه التشريعات وبشكل قانوني ما تزال جارية في الكثير من المجتمعات وحتى المتقدمة منها