الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
اهل البيت
المواضيع الأخيرة
» تعبير عن التواضع
من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyأمس في 2:32 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  آيات قرآنية عن التواضع
من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyأمس في 2:30 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  كلمات في التواضع
من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyأمس في 2:27 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» أجمل عبارات عن التواضع
من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyأمس في 2:25 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» مقالة عن التسامح
من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyأمس في 2:11 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  تعبير حول التسامح
من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyأمس في 2:09 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» ما هو العفو والتسامح
من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyأمس في 9:43 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» تعريف التسامح الفكري
من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyأمس في 9:41 am من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مفهوم التسامح لغةً
من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyأمس في 9:37 am من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     من متشابه القرأن ومختلفه ج2

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:40 pm

    اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    فصل
    قوله تعالى : في قصة نبينا ع (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) وقوله (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) وقوله (فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) وقوله (كَلَّا سَيَعْلَمُونَ) قَالَ صَفْوَانُ الْجَمَّالُ جَاءَ زِنْدِيقٌ إِلَى هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فَقَالَ مَنْ أَشْعَرُ النَّاسِ قَالَ إِمْرُؤُ الْقَيْسِ قَالَ أَجَلْ فَبِأَيِّ شَيْءٍ قَالَ بِقَوْلِهِ قَفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلٍ قَالُوا لَوْ كَرَّرَ هَذَا أَرْبَعَ مَرَّاتٍ مَا يَكُونُ عِنْدَكَ قَالَ مَجْنُونٌ قَالَ فَكَيْفَ لَا تُجَنِّنْ نَبِيَّكَ إِذْ جَاءَ بِ (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) السُّورَةَ فَقَالَ وَرَاءَكَ الْبَابُ فَإِنَّ لِي شُغُلاً وَرَحَلَ مِنْ سَاعَتِهِ إِلَى الصَّادِقِ ع وَحَكَى لَهُ جَمِيعَ ذَلِكَ فَقَالَ ع لَيْسَ عَلَى مَا ظَنَّهُ إِنَّ الْمُشْرِكِينَ اجْتَمَعُوا إِلَى النَّبِيِّ ع فَقَالُوا يَا مُحَمَّدُ اعْبُدْ إِلَهَنَا يَوْماً نَعْبُدُ إِلَهَكَ عَشْراً وَاعْبُدْ إِلَهَنَا شَهْراً نَعْبُدُ إِلَهَكَ سَنَةً فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) يَوْماً (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) عَشْراً (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) شَهْراً (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) سَنَةً (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) فَذَكَرَ هِشَامُ لِلزِّنْدِيقِ فَقَالَ لَيْسَ هَذَا مِنْ خَزَانَتِكَ هَذَا مِنْ خِزَانَةِ غَيْرِكَ. وقال ثعلب إنما حسن التكرار لأن تحت كل لفظة معنى ليس هو تحت الأخرى وتلخيص الكلام (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) الساعة وفي هذه الحالة (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) في هذه الحال أيضا واختص الفعلان منه ومنهم بالحال وقال من بعد (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) في المستقبل (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) فيما تستقبلون فاختلف المعاني وحسن التكرار لاختلافها وقال الفراء التكرار للتأكيد كقول المجيب مؤكدا بلى بلى والممتنع لا لا قال الشاعر : كم نعمة كانت لكم كم كم وكم. وقال ابن قتيبة جاء المشركون إلى النبي فقالوا له استلم بعض أصنامنا حتى نؤمن بك ونصدق بنبوتك فأمره الله بأن يقول لهم (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ. وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) ثم عبروا برهة من الزمان وجاءوه فقالوا له اعبد بعض آلهتنا واستلم بعض أصنامنا يوما أو شهرا أو حولا لنفعل مثل ذلك بإلهك فأمره

    الله بأن يقول (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) أي إن كنتم لا تعبدون إلهي إلا بهذا الشرط فإنكم لا تعبدون أبدا والجواب القريب أنني لا أعبد الأصنام التي تعبدونها (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) أي أنتم غير عابدين الله الذي أنا عابده إذ أشركتم به واتخذتم الأصنام وغيرها معبودة من دونه وإنما يكون عابدا من أخلص العبادة له دون غيره وأفرده بها وقوله (وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُّمْ) أي لست أعبد عبادتكم وما في قوله (ما عَبَدْتُّمْ) في موضع المصدر كما قال (ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ) يريد بفرحكم ومرحكم ومعنى قوله (وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ) أي لستم عابدين عبادتي ولم يتكرر الكلام إلا لاختلاف المعاني.
    قوله سبحانه :
    (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) 6 109 ليس بإباحة وإطلاق وإنما هو تهديد وزجر كقوله واستفزز من استطعت منهم ومعناه لكم جزاؤكم ولي جزائي لأن الدين هو الجزاء
    قوله سبحانه :
    (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) فكأنه قيل لهم يجب عليكم الركوع لله تعالى فاركعوا فأخبر عنهم أنهم لا يركعون تكذيبا لهذا الخبر فلهذا عقيب ذلك جاء (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) وكذلك الآيات الأخر.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) لا يجوز عند أحد أن يمنع من سماع الأدلة مع التكليف ولا بد أن يبين للجميع ما كلفهم فوجب أن يسمعهم القرآن لثبوت التكليف وكان النبي ص يتحد الكفار بقراءته وقد ذم الله تعالى من منع من استماعه قوله تعالى : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ) ووبخهم لترك تلاوته قوله (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ) وإنه قال (حِجاباً مَسْتُوراً) والحجاب يكون ساترا لا مستورا فيحمل أن يريد به مستورا أنت به ومستورا حالا وأنه أخبر أنه يصرف الآيات وقوله (وَصَرَّفْنا فِيهِ فَذَكِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَكِّرٌ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) ويدل أنهم كانوا غير ممنوعين لأن في عقيبها (وَإِذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ).
    قوله سبحانه :
    (إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) والكافرون كانوا

    يقرفونه بأنه ساحر المراد إن تتبعون إلا رجلا متغير العقل لأن المشركين كان من مذهبهم عيب النبي ص فكانوا ينسبونه إلى أنه ساحر ومجنون ومسحور ومتغير العقل وربما قرفوه بأنه شاعر وقد جرت عادة الناس بأن يصفوا من يضيفونه إلى البله والغفلة وقلة التحصيل بأنه مسحور والمسحور المخدوع المعلل لأن ذلك أحد ما يستعمل فيه قال أمية بن الصلت :
    فإن تسألينا فيم نحن فإننا
    عصافير من هذا الأنام المسحر

    والسحر في لغة العرب الرئة وقالوا الكبد فكان المعنى على هذا إن تتبعون إلا رجلا ذا سحر خلقه الله بشرا كخلقكم والمسحور جاء بمعنى الساحر قال الله تعالى (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجاباً مَسْتُوراً) أي ساترا ومنه قولهم فلان مشوم على فلان وميمون وهم يريدون شائم له ويأمن لأنه من شامهم ويمنهم وهذا ضعيف لأن من لحقه الشؤم يسمى مشوما
    فصل
    قوله تعالى : (وَوَجَدَكَ ضَالًّا) أي عن النبوة أو عن الشريعة فهداك إليها خرج مخرج الامتنان ولا بد من تقدير محذوف يتعلق به الضلال لأن الضلال هو الذهاب والانصراف ولا بد من أن يكون منصرفا عنه ومن قال إنه أراد الذهاب عن الدين يقدر هذه اللفظة ثم يحذفها ليتعلق بها لفظة الضلال وليس هو بذلك أولى منا بما قدرناه وحذفناه ثم إنه أراد الضلال عن المعيشة وطريق التكسب أو ضالا بين مكة والمدينة عند الهجرة أو مضلولا عنك في قوم لا يعرفون حقك فهداهم إلى معرفتك وأرشدهم إلى قصدك يقال فلان ضال في قومه وبين أهله إذا كان مضلولا عنه وقيل وجدك لا تعرف الشرع فهداك إليه وقيل وجدك في قوم يخالفونك فكأنك واحد.
    قوله سبحانه :
    (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ) ليس فيها ما يدل على الخرافة التي ذكروها وتقتضي التلاوة كما قال حسان:
    تمنى كتاب الله أول ليلة
    وآخره لا في الحمام المقادر

    فإن أراد التلاوة فالمراد أن من أرسل قبلك من الرسل كان إذا تلا ما يؤديه إلى قومه حرفوه عليه بزيادة أو نقصان وأضاف ذلك إلى الشيطان لأنه يقع بوسوسته وغروره وإن كان المراد تمني القلب فالشيطان متى تمنى بقلبه بعض ما يتمناه من الأمور يوسوس إليه الباطل ويحدثه بالمعاصي ويغريه

    بها ويدعوه إليها فإن الله تعالى ينسخ ذلك ويبطله بما يرشده من مخالفة الشيطان وعصيانه وترك غروره ثم بين أن الله يزيل ذلك ويدحضه بظهور حجته وإنما خرجت الآية على الوجوه مخرج التسلية له.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ) بالعتق والتبني والمحبة والتزويج يعني زيد بن حارثة (أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وذلك أن الله تعالى أوحى إلى نبيه أن زيدا سيأتيه مطلقا زوجته وأمره أن يتزوجها بعد فراغ زيد بها ليكون ذلك ناسخا لسنة الجاهلية فلما حضر زيد مخاصم زوجته عازما على طلاقها أشفق النبي عن أن يمسك عن وعظه وتذكيره لا سيما وقد كان يتصرف على أمره وتدبيره فيرجف المنافقون به إذا تزوج المرأة ويقرفونه بما قد نزهه الله عنه فقال أمسك عليك زوجك تبريا مما ذكرناه وأخفى في نفسه عزمه على نكاحها بعد طلاقه لها لينتهي إلى أمر الله تعالى فيها يدل على هذا التأويل قوله (لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْواجِ أَدْعِيائِهِمْ إِذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكانَ أَمْرُ اللهِ مَفْعُولاً).
    قوله سبحانه :
    (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) أي لم قلت أمسك عليك زوجك وقد أعلمتك أنها ستكون من أزواجك.
    قوله سبحانه :
    (وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ) إنه فعل ما غيره أولى منه وليس يكون بترك الأولى عاصيا
    فصل
    قوله تعالى : (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى) إلى قوله (عَظِيمٌ) لفظة نبي نكرة وليس في ظاهرها أنه عوتب في شأن الأسرى بل يقتضي غير ذلك لأن قوله (تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) وقوله (لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ) الآية لا شك أنه لغيره فيجب أن يكون المعاتب غيره ثم إن الله تعالى أمره بقوله (فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا

    مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ) فبلغ النبي ذلك إلى أصحابه فخالفوه وأسروا يوم بدر جماعة من المشركين طمعا في الفداء فأنكر الله تعالى ذلك عليهم وبين أن الذي أمره سواه وقوله (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى) فلا شك أن الصحابة أسروهم ليكونوا في يده ومضافون إليه وإن كان لا يأمرهم بأسرهم بل بخلافه.
    قوله سبحانه :
    (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) هذا ليس يقتضي وقوع معصية ولا غفران عقاب بل القصد به التعظيم والملاطفة في الخطاب كما تقول أرأيت رحمك الله وقد بدأ بالعفو قبل العقاب لأنا نقول لغيرنا لم فعلت كذا في حال استفهام أو تقرير وكيف يكون ذلك معصية وقال تعالى في موضع آخر (فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ) ولو كان للعقاب مفردا لما دل إلا أنه ترك الأولى وترك الأولى ليس بذنب.
    قوله سبحانه :
    (وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) الاستغفار قد يكون عند ذكر المصيبة بما ينافي الإضرار وقد يكون على وجه التسبيح والانقطاع إلى الله تعالى فكأنه قال قد حدث أمر يقتضي الاستغفار مما جدده الله لك فاستغفره بالتوبة يقبل ذلك منك ومخرجه مخرج الخطاب للنبي وهو تعليم لجميع أمته.
    قوله سبحانه :
    (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) أي يتساوى الاستغفار لهم وعدم الاستغفار فإن الله لا يغفر لهم لأنهم يبطنون الكفر وإن أظهروا الإيمان وقال الحسن أخبر الله تعالى أنهم يموتون على النفاق فلم تستغفر لهم بعد.
    قوله سبحانه :
    (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ. وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) ونحوهما فهو خطاب متوجه إلى النبي ص وهو نهي لجميع المكلفين.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ) وقوله (فَلا تَأْسَ

    عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) ليس ينهى عن الحزن لأنه لا يقدر عليه لكنه تسلية للنبي ص ونهي عن التعرض للحزن
    فصل
    قوله تعالى : (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) كان النبي ص مؤيدا بالوحي كاملا في الرأي مستغنيا عن الاستفادة وكان ممن يوثق بقوله ويرجع إلى رأيه فالوجه في ذلك ما قال قتادة والربيع وابن إسحاق إن ذلك على وجه التطيب لنفوسهم وقال سفين بن عتبة وجه ذلك ليقتدي به أمته في المشاورة ولا ترونها منزلة نقيصة كما مدحوا بأن أمرهم شورى بينهم وقال الحسن والضحاك لإجلال الصحابة واقتداء الأمة به وقال الجبائي أن يستعين برأيهم في بعض أمور الدنيا وقال الشيخ المفيد وجه ذلك أن يمتحنهم فيتبين الناصح في مشورته من الغاش له بدلالة قوله (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ) علق الفعل بعزمه دون رأيهم ألا ترى أنهم لما أشاروا ببدر عليه في الأسرى جاء التوبيخ (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى).
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) جاهد النبي ص الكفار في حال حياته وأمر وصيه بجهاد المنافقين بعد وفاته قوله تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين وقوله ع في حديث خاصف النعل وحديث كلاب الحوأب وحديث تقتلك الفئة الباغية وحديث ذي الثدية وغير ذلك وقيام الوصي بعده بالجهاد يدل على جهاده ويقال (جاهِدِ الْكُفَّارَ) بالقتال (وَالْمُنافِقِينَ) بالمقال وإنما صح ذلك لما كان في أصحابه منافقون.
    قوله سبحانه :
    (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) يعني بالآيات ما تقدم ذكره من إماتته ألوفا دفعة ثم أحياهم في مقدار ساعة ومن تمليك طالوت مع حمولة ومن نصرة أصحاب طالوت في قتلهم ولا يقدر عليه غير الله تعالى ثم قال (وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) فائدة الجمع بينهما أشياء منها الإخبار بما تقدم من الدلالة على النبي ص والتصديق بتلك الأمور لنبوته وأنه أوحي إليه واستدعي القيام بما أرسل به بعد قيام الحجة عليهم وأنه كما نصب تلك الآيات جعلك من المرسلين فصارت هذه الآيات دلالة على النبوة من جهة أنها إخبار عن غيوب

    قوله سبحانه :
    (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ) جاءت أو بعد ما لا يجوز أن يعطف عليه قوله (أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) معطوف على قوله (لِيَقْطَعَ طَرَفاً) والمعنى أنه تعالى عجل لكم هذا النصر ومنحكم به ليقطع من الذين كفروا أي قطعه منهم وطائفة من جميعهم (أَوْ يَكْبِتَهُمْ) أي يغلبهم فيخيب سعيهم أو يعطفهم ما يريدون من تظاهر آيات الله الموجبة لتصديق نبيه ص فيتوبوا ويؤمنوا فيقبل الله ذلك منهم ويتوب عليهم أو يكفروا بعد قيام الحجج فيموتوا أو يقتلوا كافرين فيعذبهم الله تعالى فيكون قوله (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ) معطوفا على قوله (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) أي ليس لك ولا لغيرك من هذا النصر شيء وإنما هو من الله ويقال ليس لك من الأمر شيء أو من أن يتوب عليهم فأضمر من اكتفاء بالأولى وأضمر أن بعدها لدلالة الكلام عليها وهي مع الفعل الذي بعدها بمنزلة المصدر وتقدير الكلام ليس لك من الأمر شيء ومن توبتهم وعذابهم ويقال ليس لك من الأمر شيء حتى يتوب عليهم كما قال إمرؤ القيس :
    فقلت له لا تبك عينك إنما
    نحاول ملكا أو تموت فنعذرا

    أراد إلا أن نموت فيكون تقدير الكلام ليس ما تريده من توبتهم أو عذابهم بك وإنما يكون ذلك بالله تعالى.
    قوله سبحانه :
    (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) يعني ما كنت قبل المبعث تدري ما الكتاب ولا ما الإيمان أو قلت قبل البلوغ.
    قوله سبحانه :
    (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المعنى أما علمت وإنه خرج مخرج التقدير كقوله أنت قلت للناس قال الجبائي إنما قال الله تعالى ذلك لأمرين أحدهما التقدير والتنبيه الذي يئول إلى معنى الإيجاب كما قال الشاعر :
    ألستم خير من ركب المطايا
    وأندى العالمين بطون راح

    وأنكر الطبري أن يدخل حرف الاستفهام على حرف الجحد بمعنى الإثبات والثاني أنه خطاب

    للنبي والمراد به أمته كما قال (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ)
    فصل
    قوله تعالى : (وَقالُوا لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) اقترحوا أن يأتيهم بها من جنس ما شاءوا لما قالوا (فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ) يعنون فلق البحر وإحياء الموتى وإنما قالوا ذلك حين عجزوا عن معارضة القرآن فقال تعالى (أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ) وقال هاهنا (قُلْ) يا محمد (إِنَّ اللهَ قادِرٌ عَلى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ) ما في إنزالها من وجوب الاستيصال لهم إذ لم يؤمنوا عند نزولها وبين أنه لو أنزل عليهم ما أنزل لم يؤمنوا قوله (وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ) إلى قوله (ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) معناه إلا أن يشاء الله أن يكرههم وقال (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) يعني الآيات التي اقترحوها للإيمان فلم يؤمنوا لما رأوها فوجب استيصالهم وقال (وَقالُوا لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الْآياتُ عِنْدَ اللهِ وَإِنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ. أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ) الآية.
    قوله سبحانه :
    (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعاً. أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهارَ خِلالَها تَفْجِيراً. أَوْ تُسْقِطَ السَّماءَ كَما زَعَمْتَ عَلَيْنا كِسَفاً أَوْ تَأْتِيَ بِاللهِ وَالْمَلائِكَةِ قَبِيلاً. أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) فيه دلالة على أنهم كانوا على شبهة لأن العارف بالله تعالى لا يقول هذا لأنه لا يجوز عليه تعالى المقابلة ولا لهم استعمال هذا على معنى دلائل آيات الله إذ لا دليل يدل على ذلك فلا يشرط الظاهر ما ليس فيه لأنه لم يثبت معرفتهم وحكمتهم فينصرف ذلك على الظاهر فلذلك أجابهم الله تعالى بقوله (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) وإنما أجابهم بذلك لأن المعنى الذي يقترحون من الآيات ليس أمرها إلي وإنما هي إلى الذي أرسلني والذي هو أعلم بالتدبير مني وما ينصبه من الدليل فلا وجه لطلبكم هذا مني ولا يلزم إظهار المعجزات بحسب اقتراح المقترحين لأنه لو لزم ذلك للزم في كل حال لكل مكلف.
    قوله سبحانه :
    (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) رد على المجبرة من أنه ليس لله على

    الكافر نعمة لأنه تعالى بين أن إرسال الله رسوله نعمة على العالمين وعلى كل من أرسل إليه ووجه النعمة على الكافر عرضة الإيمان ولطف له في ترك معاصيه وقال ابن عباس هي نعمة على الكافر بأن عوفي مما أصاب الأمم قبلهم من الخسف والقذف.
    قوله سبحانه :
    (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) ليس فيه ما بهتوه والشرح غير الشق ولا يحيا الحي بعد ما شق صدره والمعصوم قلبه خال من الرين وليس في الظاهر ما يدل على مقالهم والوزر هو الثقل وسميت الذنوب أوزارا تشبيها بالثقل والمراد هاهنا عمة من قومه يوضحه قوله (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ).
    قوله سبحانه :
    (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) الذنب مصدر وقد يضاف إلى فاعل ومفعول قولهم أعجبني ضرب زيد عمرا إذا أضافوه إلى الفاعل وأعجبني ضرب زيد عمرو إذا أضافوه إلى المفعول فيكون هذا مضافا إلى المفعول والمراد ما تقدم من ذنبهم إليك في منعهم إياك من مكة والمغفرة الإزالة والنسخ لأحكام المشركين عليه أي يزيل الله ذلك عنك ويستر عليك تلك الوصمة بما يفتح لك من مكة فستدخلها فيما بعد وعلى هذا الوجه تكون المغفرة غرضا في الفتح وجزاء على الجهاد ولو أراد مغفرة ذنوبه لم يكن لقوله (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ) معنى معقول وقالوا (ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) أي ما تقدم زمانه من فعلهم القبيح بك وبقومك وما تأخر وقالوا ما تقدم من ذنب أمتك وما تأخر بشفاعتك ومعنى التقدم والتأخر ما تقدم زمانه وتأخر كما تقول صفحت عن السالف والأنف من ذنوبك وغفرت لك ما قدمت وأخرت كما يقال لرجل من قبيله أنتم فعلتم كذا أو قتلتم فلانا وإن كان المخاطب غير شاهد وحسنت إضافة ذنوب أمته إليه للاتصال وَرُوِيَ أَنَّ الصَّادِقَ سُئِلَ عَنْهَا فَقَالَ وَاللهِ مَا كَانَ لَهُ ذَنْبٌ وَلَكِنْ ضَمِنَ لَهُ أَنْ يَغْفِرَ ذُنُوبَ شِيعَتِهِ عَلَى مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِمْ وَمَا تَأَخَّرَ.
    قوله سبحانه :
    (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً) حديث المعراج على أربعة أوجه منها ما يقطع على صحته الكتاب والسنة أنه أسرى به على الجملة و

    ثانيها ما ورد في ذلك مما تجوزه العقول ولا يأباه الأصول فنحن نجوزه ثم نقطع على أن ذلك كان في يقظته نحو ما روي أنه طاف في السماوات ورأى الأنبياء والعرش وسدرة المنتهى والجنة والنار وثالثها ما يكون ظاهره مخالفا لبعض الأصول إلا أنه يمكن تأويله على وجه يوافق المعقول فالأولى أن ناوله على ما يطابق الحق نحو أنه رأى قوما في النار يعذبون وقوما في الجنة فرحين فيحمل على أنه رأى صفتهم وأسماءهم ورابعها ما لا يصح ظاهره ولا يمكن تأويله إلا على التعسف البعيد فالأولى أن لا نقبله نحو أنه كلم الله جهرة ورآه وقعد على سريره وأنه شق بطنه وغسل ثم إن الناس مختلفون في المعراج فالخوارج ينكرونه وقالت الجهمية عرج بروحه دون جسمه على طريق الرؤيا وقالت المعتزلة بل عرج بروحه وجسمه إلى بيت المقدس وقال أصحابنا وجميع أصحاب الحديث والتأويل والجبائي والطوسي بل عرج بروحه وبجسمه إلى السماوات حتى بلغ سدرة المنتهى في السماء السابعة والذي يشهد به القرآن أن الإسراء من المسجد الحرام إلى بيت المقدس والباقي يعلم بالخبر.
    قوله سبحانه :
    (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللهِ يَجْحَدُونَ) وهل الجحد بآياته إلا تكذيب نبيه نفى تكذيبهم بقلوبهم تدينا واعتقادا وإن كانوا يظهرون بأفواههم التكذيب كما قال (وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) قال أبو زيد المدني لقي أبو جهل النبي ص فصافحه أبو جهل فقيل له في ذلك فقال والله أعلم أنه نبي ولكن متى كنا تبعا لبني عبد مناف فأنزل الله الآية وقال الأخنس وقد سئل عن النبي بالسر والله إن محمدا لصادق وما كذب قط ولكن إذا ذهب بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والندوة والنبوة ما ذا يكون لقريش فإنهم لا يكذبونك لا يفعلون ذلك بحجة ولا يتمكنون من إبطال ما جئت به يقال فلان لا يستطيع أن يكذبني ولا يدفع قولي لا يكذبونك لا يلقونك متقولا كما تقول قاتلته فما أحييته وحادثته فما أكذبته قال الكسائي أي لا ينسبونك إلى الكذب فيما أتيت به لأنه كان عندهم أمينا قوله (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُ) ولم يقل وكذب قومك المعنى في قوله (لا يُكَذِّبُونَكَ) إن تكذيبك راجع إلي وعائد علي ولست المختص به لأنه رسول الله فمن كذبه كذب الله لا يكذبونك في

    الأمر الذي توافق فيه كتبهم وإن كذبوك في غيره وقال المرتضى لا يكذبونك جميعهم وإن كذبوك بعضهم وهم الظالمون الذين ذكر في الآية أنهم يجحدون بآيات الله وهذا تسلية للنبي أنه إن كذبك بعضهم فإن فيهم من يصدقك.
    قوله سبحانه :
    (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) الآيات ظاهرها لا يدل على أنها خطاب له بل هو خير محض لم يصرح بالمخبر عنه يدل عليه أنه وصفه بالعبوس وليس هذا من صفات النبي في القرآن ولا خبر مع الأعداء المباينين فضلا عن المؤمنين المسترشدين بل في القرآن (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ثم إنه نفى عنه العبوس ونحوه بقوله (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) ثم إنه وصفه بأنه يتصدى للأغنياء ويتلهى بالفقراء وهذا مما لا يوصف به النبي لأنه كان متعطفا متحننا وقد أمره الله تعالى بقوله (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) وكيف يقول (وَما عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى) وهو مبعوث للدعاء والتنبيه وكيف يجوز ذلك عليه وكان هذا القول إغراء بترك حرصه على إيمان قومه وإنما عبس صحابي ذكرنا شرحه في المثالب.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللهُ وَلا تَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً وَاسْتَغْفِرِ اللهَ) الخطاب وإن توجه إلى النبي ص من حيث خاصم من وراءه على ظاهر الإيمان والعدالة وكان في الباطن بخلافه فلم يكن ذلك معصية لأنه ص منزه عن القبائح وإنما ذكر ذلك على وجه التأديب له في أن لا يبادر إلى دفع الخصم إلا بعد أن يبين الحق منه والمراد بذلك أمته على أنا لا نعلم أن ما روي في هذا الباب وقع من النبي ص لأن طريقه الآحاد وليس توجه النهي إليه بدال على أنه وقع منه ذلك المنهي عنه كما قال (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) ولا يدل ذلك على وقوع الشرك منه وخلاصة الحديث في ذلك أن قتادة البدري رمى بني أبيرق بالسرق فشكا قومه إلى رسول الله ص وزكوا الأبيرق فقال عمدت إلى أهل بيت حسب ونسب ورميتهم بالسرق وعاتبه فنزلت الآية
    فصل
    قوله تعالى : (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) أي من

    الغضاب الآنفين من عبد فلان يعبد عبدا إذا غضب ويقال أول العابدين أي الجاحدين بما يقولون ويقال أنا أول من يعبد على الوحدانية ويقال أول العابدين لأني إذا كنت من العابدين فقد نفيت ذلك عن الرحمن لأن من زعم أن له ولدا فليس بعابد ويقال (إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ) أي ما كان قال المرقش:
    متى ما يشأ ذو الوصل يصرم خليله
    ويعبد عليه لا محالة ظالما

    قوله سبحانه :
    (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ليس من النبي ص شك ولكنه أبهم ذلك عليهم وهو يعلمه كقولنا قل إن شاء الله والحق عندك في خلاف ما قال إلا أنه كأنك أردت الكناية عن تكذيبه وذلك أنه ص أراد أن يستعطفهم ولا يغلظ عليهم وقيل تقديره وإنا لعلى هدى وأنتم في ضلال مبين وقيل إنما قال على وجه الإنصاف في الحجاج دون الشك كما يقول القائل لغيره أحدنا كاذب وإن كان هو عالما بالكاذب وقال أبو الأسود:
    فإن يك حبهم رشدا أصبه
    ولست بمخطئ إن كان غيا

    وقال أبو عبيدة أو بمعنى الواو كما قال الأعشى:
    أثعلبة الفوارس أو رياحا
    عدلت بهم طمية والخشايا

    قوله سبحانه :
    (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً. قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً) أي لا أقدر على دفع الضرر عنكم ولا إيصال الخير إليكم وإنما يقدر الله على ذلك وإنما أقدر على أن أدعوكم إلى الخير وأهديكم إلى الحق ثم قل لهم يا محمد (لَنْ يُجِيرَنِي مِنَ اللهِ أَحَدٌ) أي لا يقدر أن يجير على الله أحد حتى يدفع ما يريده من العقاب (وَلَنْ أَجِدَ) أيضا من دون الله (مُلْتَحَداً) أي ملتجأ إليه ألجأ أطلب به السلامة مما يريد الله تعالى فعله من العذاب وأضافه إلى نفسه والمراد به أمته لأنه لا يفعل قبيحا فيخاف العقاب.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرًّا وَلا نَفْعاً إِلَّا ما شاءَ اللهُ) أمر الله نبيه أن يقول لهم على وجه الإنكار عليهم إني لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا من الثواب والعقاب بل ذلك

    إلى الله ولا أملك إلا ما ملكني الله فكيف أملك لكم وقوله (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) إن يملكني إياه من نفع أو ضر فيمكنه مما جعل له أخذه أو أوجب عليه تركه.
    قوله سبحانه :
    (وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) أي من كثرة الثواب ومقدار ما لي وللمؤمنين وكثرة العقاب للكافرين والمنافقين وليس فيها ما يدل على ضعف يقين النبي ص بالله تعالى أو جهله بشيء لأن ذلك من علم الغيب لا يعلمه إلا الله أو من أنبأه وسبب نزوله أن النبي ص كان رأى في منامه أنه هاجر إلى أرض ذات نخل وشجر فقصها على أصحابه فاستبشروا بذلك وكانوا في أذى من المشركين فقالوا يا رسول الله متى نهاجر إلى الأرض التي رأيت فنزلت الآية ثم قال إنما هو شيء رأيته في منامي ما أتبع إلا ما يوحى إلي.
    قوله سبحانه :
    (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) يقول لهيات لسنة الجدب ما يكفينا
    فصل
    قوله تعالى : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) المراد به أمته قال ابن عباس نزل القرآن بإياك أعني فاسمعي يا جار مثل قوله (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللهَ رَبَّكُمْ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَ) قال السيد عبد العظيم والسيد المرتضى سبب نزول هذه الآية أن النبي ص لما نص على أمير المؤمنين ع بالإمامة في ابتداء الأمر جاء قوم من قريش فقالوا يا رسول الله إن الناس قريبو عهد بالإسلام ولا يرضون أن تكون النبوة فيك والإمامة في ابن عمك فلو عدلت بها إلى غيره لكان صوابا فقال لهم النبي ص ما فعلت ذلك برأيي فأتخير فيه ولكن الله أمرني به وفرضه علي فقالوا فإذا لم تفعل ذلك مخافة الخلاف على ربك فأشرك معه في الخلافة رجلا من قريش ليسكن إليه الناس ليتم لك أمرك ولا يخالف الناس فنزلت الآية.
    قوله سبحانه :
    (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلَّا كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ) نهى

    الله تعالى نبيه والمراد به أمته لأنهم لم يكونوا في شك من عبادة الكفار المقدم ذكرهم.
    قوله سبحانه :
    (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) أي في شك يلزمك العلم به وقال الحسن والجبائي (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) في الحق الذي تقدم إخبار الله تعالى به من أمر القبلة وعناد من كتم النبوة وامتناعهم من الاجتماع على ما قامت به الحجة.
    قوله سبحانه :
    (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ) نهي محض عن الجهل ولا بدل ذلك على أن الجهل كان جائزا عليه بل يقيد كونه قادرا عليه كما قال (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) وإن كان الشرك لا يجوز عليه لكن لما كان قادرا عليه جاز أن ينهاه عنه.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) الآية الشك وقوف الأمر على أحد المعتقدين والنبي مبرأ من ذلك هذا وإن كان خطابا للنبي فإن المراد به الذين كانوا شاكين في نبوته وقيل معناه فإن كنت أيها السامع في شك مما أنزلنا على نبينا إليك كما يقول القائل لعبده إن كنت مملوكي فانته إلى أمري وقول الرجل لابنه إن كنت ابني فبرني وقوله إن كنت والدي فتعطف علي وقال الزجاج معنى إن معنى ما والتقدير ما كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين أي لسنا نريد أن نأمرك لأنك في شاك لكن لتزداد بصيرة كما قال إبراهيم (أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي).
    قوله سبحانه :
    (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) إنما قال (إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي) مع اعتقادهم بطلان دينه لأنه على وجه التقدير والثاني أنهم في حكم الشاكين للاضطراب الذي يجدون نفوسهم عليه عند ورود الآيات والثالث أن فيهم الشاك فغلب ذكرهم.
    قوله سبحانه :
    (أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) معنى ذلك أمرت أن أكون أول من

    خضع وآمن وعرف الحق من قومي وأن أترك ما هم عليه من الشرك ومثله (سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) ومثله (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) وكقول السحرة (إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنا رَبُّنا خَطايانا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ).
    قوله سبحانه :
    (لا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) أي توجه عبادتك إليه الخطاب للنبي والمراد به أمته.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) نهي من الله تعالى لنبيه ص والمراد به أمته أن يعتقد مذهب من اعتقد مذهبه هوى.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) يعني اتبع ملة إبراهيم ولا تتبع أهواء الجهال وذلك نهي له عن اتباع أهوائهم في الحكم ولا يدل ذلك على أنه اتبع أهواءهم.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ) تقديره واعص الكافرين لأنه قد تقدم عليه أمر فيكون لفظه لفظ الخبر.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ) وقوله (وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) وقوله (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) يعني لا تدعه إلها كما يدعو المشركون للوثن إلها ويقال لا تدعه للإله في العبادة بدعائه وقوله (ما لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ) أي نفع الإله وضره هذا الخطاب وإن كان متوجها إلى النبي فالمراد به أمته لأنه ص كان مبرأ قبل النبوة فكيف بعدها.
    قوله سبحانه :
    (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ما لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍ

    وَلا نَصِيرٍ) هذه الآية تدل على أن من علم الله منه أنه لا يعصي لا يتناوله الوعيد والزجر لأن الله تعالى علم أن النبي ص لا يعصيه ولا يتبع أهواءهم
    فصل
    قوله تعالى : (فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) وهم وإن يكذبوه فقد كذب رسل من قبله قلنا إن المعنى لقد جروا على عادة من قبلهم في تكذيب أنبيائهم إلا أنه ورد على وجه الإيجاز كما يقولون إن أحسنت إلي فقد طال ما أحسنت.
    قوله سبحانه :
    (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَما كانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) المعنى أنه لا يعذبهم والنبي بين أظهرهم كما كان في زمان سائر الأنبياء وما كان ليعذبهم إن استغفروا وهم لا يستغفرون فقد استوجبوا العذاب ثم قال (وَما لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللهُ) في الآخرة.
    قوله سبحانه :
    (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللهِ) ولا يجوز أن يكون معناه الاستبطاء لنصر الله على حال لأن الرسول يعلم أن الله لا يؤخره عن الوجه الذي توجبه الحكمة فالمعنى الصحيح الدعاء لله بالنصر.
    قوله سبحانه :
    (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) إنه وعيد لهم أي إن كنت افتريت فيما أخبرتكم به فعلي عذاب جرمي وإن كنت صدقت فعليكم عقاب تكذيبي وستعلمون صدق قولي وأينا الأحق ثم إنه قال ذلك على وجه الاحتجاج بصحة أمره وإنه لا يتقول مثل هذا مع ما فيه من العقاب في الآخرة والعار في الدنيا (وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ) أي ليس من إجرامكم ضرر وإنما ضرر ذلك عليكم.
    قوله سبحانه :
    (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ) قال ابن عباس وابن جبير والحسن وقتادة وإبراهيم وابن جريح وابن زيد والضحاك ومجاهد أراد رؤية العين

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:43 pm

    ليلة الإسراء فلما أخبر المشركين بما رأى كذبوا به وروي عن ابن عباس رواية أخرى أنه رؤيا نوم وأنه رأى أنه سيدخل مكة فلما صده المشركون في الحديبية شك قوم ودخل عليهم الشبهة فقالوا يا رسول الله أوليس قد أخبرتنا أنا ندخل المسجد فقال ع قلت لكم إنكم تدخلونه السنة فقالوا لا فقال ص لتدخلنه إن شاء الله فكان في ذلك فتنة وفيه حديث عمر وَرُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ ع وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ بَشَّارٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّ قُرُوداً تَصْعَدُ مِنْبَرَهُ وَتَنْزِلُ فَسَاءَهُ ذَلِكَ. القصة.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ) معنى قوله وجهي يريد نفسه وإنما أضاف الإسلام إلى الوجه لأنه لما كان وجه الشيء أشرف ما فيه ذكر بدلا منه ليدل على شرف الذكر ومثله (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) أي إلا هو.
    قوله سبحانه :
    (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) ما خبر أو نهي فإن قلنا إنه خبر فالمعنى أنا نتولى حفظه عليك ونحرسك من النسيان بالألطاف ونعصمك بالتأييد والتوفيق وإن قلنا إنه نهي فالمعنى انتهى عن أن تنسخ منه شيئا إلا ما أمر الله برفعه يعاضده قوله (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) أي نزيل حكمها.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا) أي حظك منها مثل (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) واسأل العير.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ كادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنا غَيْرَهُ وَإِذاً لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) إلى قوله (ضِعْفَ الْحَياةِ وَضِعْفَ الْمَماتِ) المعنى أن المشركين كادوا النبي ص واحتالوا له ليفتنوه والنبي ص لا يعلم بذلك منهم ولا يهم به ولا يكاد يركن إليهم كما يقال كاد الأمير يقطع اللص اليوم قال ابن عباس (لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) تمتعهم بآلهتهم سنة يعني ثقيفا

    فصل
    قوله تعالى : (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) قال ابن عباس ومجاهد والضحاك وابن زيد إنما أمره أن يسأل من آمن من أهل الكتاب كعبد الله سلام وقيل أي سلهم عن صفة النبي المبشر به في كتبهم ثم انظر من وافق في تلك الصفة وقال البلخي ذلك راجع إلى قوله (فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ) فأمره أن يسألهم هل الأمر على ذلك فإنهم لا يمتنعون من الإخبار به ولم يأمره بأن يسألهم هل هو محق فيه أم لا ولا أن ما أنزله عليه صدق أم لا ويقال إنما أمره بأن يسألهم إن كان شاكا وإن لم يكن شاكا فلا يجب عليه مسألتهم وهذا معنى مَا رُوِيَ عَنْهُ ع مَا شَكَكْتُ وَلَا أَسْأَلُ. وَقَالَ ابْنُ جُبَيْرٍ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَأَبُو عَبْدِ اللهِ ع لَمْ يَشُكَّ النَّبِيُّ ص وَلَمْ يَسْأَلْ. ويقوي ذلك أن الخطاب متوجه إلى النبي والمراد به غيره قوله بعد هذا (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي) ويقال إن قوله (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) مثل قوله (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ) وإنما قتلهم آباؤهم وأهل ملتهم قبلهم.
    قوله سبحانه :
    (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا أَجَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ) يعني سل أتباع من أرسلنا قبلك من رسلنا ويجري ذلك مجرى قولهم السخاء حاتم والشعر زهير وهم يريدون السخاء سخاء حاتم والشعر شعر زهير فأقاموا حاتم مقام السخاء وزهير ا مقام الشعر المضاف إليهما ومثله (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) والمأمور به في الظاهر النبي وهو في المعنى لأمته لأنه لا يحتاج إلى السؤال إن خوطب بخطاب أمته كما قال (المص كِتابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ) الآية فأفرده بالمخاطبة ثم رجع إلى خطاب أمته فقال (اتَّبِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ) وفي موضع (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) وفي موضع (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) ويمكن أن يكون النبي المأمور بالمسألة على الحقيقة وإن لم يكن شاكا في ذلك ولا مرتابا به ويكون الوجه فيه تقرير أهل الكتاب وإقامة الحجة عليهم باعترافهم ولأن بعض المشركين أنكروا حقا في الكتب المتقدمة السؤال إذا كان متوجها إليه فالمعنى إذا لقيت النبيين في السماء فاسألهم عن ذلك للرواية الواردة بأنه أتى النبيين في السماء فسلم عليهم وأمهم كما ذكرناه في المناقب ولا يكون أمره بالسؤال

    لأنه كان شاكا لكن لبعض المصالح الراجعة إلى الدين إما لشيء يخصه أو يتعلق ببعض الملائكة الحاضرين معه.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) الصحيح أن شريعة نبينا ناسخة لشريعة كل من تقدم من الأنبياء وأن نبينا لم يكن متعبدا بشريعة من تقدم وأنما وافقت شريعته شريعة إبراهيم فلذلك قال (فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) وإلا فالله تعالى هو الذي أوحى بها إليه فإن قيل إذا كانت الشرائع بحسب المصالح فكيف رغب في شريعة الإسلام بأنها ملة إبراهيم قلنا لأن المصالح إذا وافقت ما تميل إليه النفس ويتقبله العقل بغير كلفة كانت أحق بالرغبة كأنها إذا وافقت الغنى بدلا من الفقر كانت أعظم في النعمة وكان المشركون يميلون إلى اتباع ملة إبراهيم فلذلك خوطبوا بذلك والحنيف المسلم والحنيفة الشريعة وأصل الحنف الاستقامة.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) ليس في ظاهرها ما يقتضي عتابا وكيف يعاتبه الله تعالى على ما ليس بذنب لأن تحريم الرجل بعض نسائه لسبب أو لغير سبب ليس بقبيح ولا داخل في جملة الذنوب فأكثر ما فيه أنه مباح لا يمتنع أن يكون قوله (لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ) خرج مخرج التوجه له من حيث تحمل المشقة في إرضاء زوجاته وإن كان ما فعل قبيحا ولو أن أحدنا أرضى بعض نسائه بتطليق أخرى أو تحريمها لحسن أن يقال له لم فعلت ذلك وإن كان ما فعل قبيحا.
    قوله سبحانه :
    (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) وقوله (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) أما الآية الأولى فقد يشهد الله تعالى بكونها له وحصل الإجماع أن النبي ص لما أتى المدينة اشترى مكانا يسمى مربدا وجعله بيوتا ومسجدا وَرَوَى الطَّبَرِيُّ وَالْبَلاذِرِيُّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ خَبَراً يَذْكُرُ فِيهِ وَدَاعَ النَّبِيِّ ص قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ ص إِذَا غَسَّلْتُمُونِي وَكَفَّنْتُمُونِي فَضَعُونِي عَلَى سَرِيرِي فِي بَيْتِي. هذا الخبر وأما قوله (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) يستعمل من جهة السكنى لا الملك يقال هذا بيت فلان ومسكنه وفي التنزيل (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ

    بُيُوتِهِنَ) وأما قولهم إن النبي ص قسم الحجر بين نسائه وبناته فمن أين أن هذه القسمة تقتضي التمليك دون الإسكان والإنزال ولو كان ملكهن لكان ظاهرا فلما توفي ص صارت لفاطمة بالفرض وبآية أولي الأرحام سوى الثمن.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ أَعُوذُ) و (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ) وما أشبههما من الأوامر المتوجهة إلى النبي ص جاز من النبي أن يقول قل وسبح للأمة كما قيل له لأن الأمر وإن كان متوجها إليه فالمراد به أمته معه فكأنه خاطب الجميع بأن يقولوا ذلك ثم إن الله تعالى أمره بالفعل الذي أمرهم به فلما كان قوله قل وسبح من كلام الله تعالى وجب عليه أن يتلوه على وجهه ولو كان مأمورا بالفعل دون التلاوة لما وجب أن يأتي بلفظة النبي ص ما قبل له.
    قوله سبحانه :
    (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) فيه دلالة على أن آباءه ع كانوا مسلمين إلى آدم ولم يكن فيهم من يعبد غير الله تعالى ولو أراد ساجدي الأصنام لما من عليه بذلك لأن المن عليه بالكفر قبيح وَقَالَ ص لَمْ يَزَلْ يَنْقُلُنِي اللهُ مِنَ الْآبَاءِ الْأَخْيَارِ وَالْأُمَّهَاتِ الطَّوَاهِرِ. والكافر لا يوصف بالطهارة لقوله (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ).
    قوله سبحانه :
    (وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) النصر العزيز هو الذي يمنع من كل جبار عنيد وعات أثيم وقد فعل الله ذلك بنبيه ص فصار دينه أعز الأديان وسلطانه أعظم السلطان.
    قوله سبحانه :
    (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) قالوا إن لبيد بن عاصم سحر النبي ص في إحدى عشرة عقدة فمرض النبي ص القصة قد بينا أنه ليس للسحر حقيقة وإنما هو تمويه ومخرقة ومحال أن يعقد عقدا فيحدث لأجلها أمراض في غيره مع بعد المسافة والصحة والمرض من فعل الله تعالى والفعل في غير محل القدرة يكون مخترعا ولا يقدر عليه غير الله تعالى واليهودي كيف يسلطه الله على خير البشر حتى يمرضه وحاشا النبي ص من كل صفة نقص إذ تنفر عن قبول قوله لأنه لا حجة لله على خلقه ثم إن الله تعالى قال

    (وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) وقد أكذب الله تعالى من قال ذلك في قوله (وَقالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلاً مَسْحُوراً) وإن صح الخبر فتأويله أن اليهودي اجتهد في ذلك فلم يقدر عليه فاطلع الله تعالى نبيه على ما فعله حتى استخرج ما فعله وكان دلالة على صدق معجزة له
    فصل
    قوله تعالى : (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ) قال المفسرون إنه لم يكن النبي ص يحسن الكتابة والقراءة والآية لا تدل على ذلك بل فيها أنه لم يكن يكتب الكتاب وقد لا يكتب من يحسنه كما لا يكتب من لا يحسنه ولو أفاد أنه لم يكن يحسن الكتابة قبل الإيحاء إليه لوجب أنه كان يحسنها بعد الإيحاء إليه ليكون فرقا بين الحالين لأن التطابق في الكلام من الفصاحة ثم إن ظاهر الآية يقتضي نفي القراءة والكتابة بما قبل النبوة لأنهم إنما يرتابون في كتابته لو كان يحسنها قبل النبوة فأما بعدها فلا تعلق له بالريبة ويجوز أن يتعلمها من جبريل بعد النبوة ويجوز أن لا يتعلم وقد شهر يوم الحديبية أنه كان لا يعرفها لأن سهيل بن عمرو قال امح هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله ص فقال لعلي امحها يا علي ثم قال فضع يدي عليها وقد شهر أيضا في الصحاح والسنن والتواريخ ايتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده ومنع عمر.
    قوله سبحانه :
    (النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ) فالأميون العرب قوله (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ) وقيل الأمي كل ما يرجع إليه يقال ينسب إلى أمة لا يحسنون الكتابة ووجه الحكمة في جعل النبوة في أمي موافقته البشارة المتقدمة في كتب الأنبياء السالفة وأنه إذا أتى أمي بحكمة يكون أبهر.
    قوله سبحانه :
    (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) قال أبو محمد الكراجكي العلم بحال النبي في كونه عالما بكل معلوم وبكل لغة وكتابة إما يدرك بالعقل أو السمع فالعقلي إما أن يكون مستحيلا أو واجبا أو جائزا وليس هو من باب المستحيل ولو كانت واجبة كانت كشرائط النبوة الواجبة التي في عدمها بطلان النبوة كالصدق والعصمة والمعجز وليس كذلك وإنما

    هو بمنزلة الطب والنجوم والفلسفة وسر كل صناعة فمعرفته به جائزة غير واجبة وقال الله تعالى (وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) وَقَدْ رُوِيَ أَنَّهُ ص رَأَى النَّاسَ يُؤَبِّرُونَ النَّخْلَ فَقَالَ مَا أَظُنُّ هَذَا نَافِعَكُمْ فَتَرَكُوا تَأْبِيرَهُ فَلَمْ تُثْمِرْ فِي تِلْكَ السَّنَةِ فَقَالَ اسْتَعِينُوا عَلَى كُلِّ صَنْعَةٍ بِأَهْلِهَا. ولو كان عالما بكل معلوم لما قال (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ) مع قولهإِنَّ مِنَ الشِّعْرِ لَحِكْمَةً. وإذا لم يكن واجبا ولا مستحيلا فهو من باب الجائز ولا يعلم إلا بالسمع فيجوز أن الله تعالى عرفه ذلك ويجوز أن يلهمه وقت الحاجة فهم ما يسمعه منها ولا نعلم هل فعل معه ذلك أم لا.
    قوله سبحانه :
    (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ) وقوله (وَما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ) لا يجوز أن النبي كان شاعرا إلا أنه كان عالما بمعاني الشعر ومقاصد الشعراء وَأُنْشِدَ عِنْدَهُ قَفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلٍ فَقَالَ ص وَقَفَ وَاسْتَوْقَفَ وَبَكَى وَأَبْكَى وَذَكَرَ الْحَبِيبَ وَالْمَنْزِلَ فِي نِصْفِ بَيْتٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ فَدَيْنَاكَ أَنْتَ فِي هَذَا النَّقْدِ أَشْعَرُ مِنْهُ وَكَانَ ص يَتَمَثَّلُ بِقَوْلِ طَرَفَةَ :
    سَتُبْدِي لَكَ الْأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً
    وَيَأْتِيكَ مَنْ لَمْ تُزَوِّدْ بِالْأَخْبَارِ

    وَيَتَمَثَّلُ بِقَوْلِ سُحَيْمٍ كَفَى الْإِسْلَامُ وَالشَّيْبُ لِلْمَرْءِ نَاهِياً فَجَعَلَ يُقَدِّمُ وَيُؤَخِّرُ. والشعر إنما يكون على وجوه مخصوصة وأما ما رُوِيَ وَاللهِ لَوْ لَا اللهُ مَا اهْتَدَيْنَا. وما رُوِيَ لَا هَمَّ لِلْعَيْشِ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ. وما رُوِيَ أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبَ. ونحوها فإن كلها رجز والرجز لا يعد شعرا ولأن كل ما يوردونه من هذا الجنس لا يكون بيتا إلا بزيادة ونقصان أو تغيير فخرج حينئذ من صيغة الشعر مع أن كلها أخبار آحاد وأما الآيات الواردة في القرآن مثل قوله (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ. فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ) وقوله (وَدانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُها وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) وقوله (قُلْ لَكُمْ مِيعادُ يَوْمٍ لا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ ساعَةً وَلا تَسْتَقْدِمُونَ) وقوله (وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) وغير ذلك من الآيات الموزونات إنما تصير أبياتا بزيادة أو حذف أو تسكين لا يبيحه الشرع.
    قوله سبحانه :
    (وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ) وقوله (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) وقوله (وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ) ونحوها آيات موزونات إذا غيرت عن حالاتها وذلك لا يجوز أصلا.

    قوله سبحانه :
    (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) وقوله (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) و (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ) وقوله حكاية عن الكفار (إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ. فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) وزعموا أنه سئل عن هذه المسائل في القرآن فلم يجب بجواب مفيد وإن الامتناع منها والتعليل للجمل بها أما الأول فإنهم كانوا سألوه فقال ما هذا الذي تدعى أنه من الله وما المعنى فيه فأجاب أنه أمر الله لعباده وتكليفه إياهم بأوامره ونواهيه يدل على ذلك تكريره في مواضع فقال (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ) وقال قبل الآية (وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَ) وعقيبها (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُ) وقال الحسن القرآن من أمر ربي وما أنزله على نبيه إلا ليجعله دلالة وعلما على صدقه وليس من فعل المخلوقين ولا يدخل في إمكانهم قال الجبائي قالت اليهود لكفار قريش سلوا محمدا عن الروح فإن أجابكم فليس بنبي وإن لم يجبكم فهو نبي فإنا نجده في كتبنا ذلك فأمره بالعدول عن ذلك لتكون دلالة على صدقه تكذيبا لليهود الرادين عليه وإنهم سألوه عن الروح هل هي محدثة أو قديمة فأجابهم بأنها أمر ربي وهذا جوابهم لأنه لا فرق بين أن يقول إنها محدثة أو يقول إنها من أمر ربي وقال المرتضى إنما عدل عن جوابهم لعلمه بأن ذلك أدعى لهم إلى الصلاح في الدين وأن الجواب لو صدر منه إليهم لازدادوا فسادا وعنادا إذ كانوا بسؤالهم متعنتين لا مستفيدين وأما الثاني فجوابه في قوله (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) خصوصية به تعالى لأنه علم الغيب وأما الثالث فجوابه (قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ) دينية ودنياوية مثل الصلاة والزكاة والصوم والحج والأعياد والتواريخ وأزمان الأنبياء والملوك والإجارات والديون والزراعات وإبان النتاج وأوان الصرام والقطاف والحصاد والعمارات وأما الرابع فجوابه أن من تجاهل في الحجاج الذي يجري مجرى الشغب الذي لا يعتقد بمثله مذهب أو هي الشبهة فيه فإنه ينبغي أن يعدل عن مقابلته إلى الوعظ له بما هو أعود عليه فلهذا عدل تعالى عنهم إلى هذا الوعيد الشديد وقال أهؤلاء الكفار (خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ) لما جحدوا الآيات وكفروا بنعم الله فما الذي يؤمن هؤلاء من مثل ذلك.
    قوله سبحانه :
    (لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) قال مجاهد وابن زيد أي لا خصومة بيننا وبينكم

    لظهور أمركم في البغي علينا والعداوة لنا.
    قوله سبحانه :
    (وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا لِشاعِرٍ مَجْنُونٍ) قال الحسن وقتادة من المعلوم أنه كان بخلاف هذا الوصف وأنما الحكمة أخذت منه وما عرف له شعر وقد كذبهم الله في قوله (بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ).
    قوله سبحانه :
    (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ) مثلنا ويمشي في الأسواق في طلب المعاش كما نمشي فقال تعالى (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ) يا محمد (مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْواقِ) طلبا للمعاش كما تطلبه أنت.
    قوله سبحانه :
    (طه ما أَنْزَلْنا) أي يا طاهرا من كل عيب نسبوك إليه من الكاهن والساحر والمجنون والشاعر والضال والأبتر والكذاب والأشر فأجابهم الله تعالى عن جميع ذلك في القرآن وكذبتهم صفاته وكانوا يسمونه بابن أبي كبشة نسبة إلى أبي كبشة الحارث بن عبد العزى زوج حليمة ظئر النبي أو تشبيها بأبي كبشة الخزاعي وكان يخالف قريشا في عبادة الأوثان ويعبد الشعرى العبور أو نسبه إلى وهب بن عبد مناف جد النبي ص لأمه وهو أبي كبشة جد جد النبي ص
    (باب ما يتعلق بالإمامة)
    فصل
    قوله تعالى : (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ) وقوله (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) أخبر تعالى أنه يأتي من كل أمة بشهيد ويأتي به شهيدا على أمته فيجب أن يكون الشهداء حكمهم حكمه في كونهم حججا لله تعالى وذلك يقتضي أن في كل زمان شهيدا إما نبي أو إمام.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) وهذا عام في سائر الأمم وعمومه يقتضي

    أن في كل زمان حصلت فيه أمة مكلفة نذيرا ففي أزمنة الأنبياء هم النذر للأمم وفي غيرها الأئمة ع.
    قوله سبحانه :
    (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) ظاهره وعمومه يقتضي وجود إمام في كل زمان.
    قوله سبحانه :
    (فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ. أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) دليل على أنه لا يخلو كل زمان من حافظ للدين إما نبي أو إمام.
    قوله سبحانه :
    (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) استدلت الإمامية بها على أن الإمام ينبغي أن يكون معصوما ولا يكون في باطنه كافرا ولا فاسقا لأنه لا يجوز أن يعطي الله الملك من النبوة والإمامة للفاسق لأنه تمليك الأمر العظيم من السياسة والتدبير لقوله (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وهذه من أعظم العهود.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) قال مجاهد ابتلاه الله بالآيات التي بعدها وهي (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) وقال البلخي يدل ذلك على أن الكلام متصل ولم يفصل بين قوله (إِنِّي جاعِلُكَ) وبين ما تقدمه بواو وأتمهن بأن أوجب بها على الأمة طاعته ومنع أن ينال العهد للظالمين من ذريته وقال ابن جرير في المسترشد (قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) ومن للتبعيض ليعلم أن فيهم من يستحقها فقال تعالى (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) والشرك أكبر الظلم قال (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) وقال (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وقال أبو الحسن البصري هذه الآية لا يخلو إما أن يكون الله تعالى نفى أن ينال الإمامة الكافر في حال كفره أو من كان كافرا ثم أسلم فالأول لا يجوز بالإجماع وإبراهيم لا يسأل ذلك فلم يبق إلا الثاني وقد ثبت أن أبا بكر والعباس قد أسلما بعد الكفر فقد خرجا عن الإمامة فلا بد أن يكون الإمام علي وقد استدل أصحابنا بهذه الآية أن الإمام لا يكون إلا معصوما من القبائح لأن الله تعالى نفى أن عهده الذي هو الإمامة

    ظالم ومن ليس بمعصوم فهو ظالم إما لنفسه أو لغيره فإذا ثبت وجوب عصمة الإمام واختلف الناس بعد النبي ص في إمامة علي أو العباس أو أبي بكر وأجمعوا على أن العباس وأبا بكر غير معصومين وأن عليا معصوم ثبت إمامته بعد النبي ص بلا فصل وإلا خرج الحق عن الأمة بأسرها.
    قوله سبحانه :
    (لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) لا يدل على انتفاء العصمة عن أمير المؤمنين بل حكمه في التأويل مثل حكم النبي ص في قوله (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ) على أن التكفير إنما هو توكيد التطهير له من الذنوب وهو وإن كان ظاهر الخبر على الإطلاق فإنه مشترط بوقوع الفعل أن لو وقع وإن كان المعلوم أنه غير واقع أبدا للعصمة بدلائل العقول التي لا يقع فيها اشتراط ثم إن التكفير فيها إنما تعلق بالمحسنين الذي أخبر الله تعالى بجزائهم في التنزيل وجعله جزاء بالمدحة التصديق دون أن يكون متوجها إلى المصدق المذكور
    فصل
    قوله تعالى : (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ) وقوله (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) يدلان على أن الإمام ينبغي أن يكون أفضل من رعيته لكونه رئيسا لهم في جميع الأشياء وحصول العلم الأول بقبح تقديم المفضول على الفاضل فيما هو أفضل منه فيه ووجوب تعظيمه على كافة الرعية لكونه مفترض الطاعة عليهم كاشف عن استحقاق الثواب فإذا علمنا استحقاقه منه أعلى المراتب علمنا كونه أكثرهم ثوابا وهذا معنى قولنا أفضل.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) وقوله (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) يدلان على أن الإمام لا بد من كونه أعلم من رعيته بأحكام الشريعة وبوجوه السياسة والتدبير لكونه إماما فيها وقد علمنا قبح تقليد الجاهل ما لا يعلمه وجعله إماما في شيء يفتقر فيه إلى رعيته.

    قوله سبحانه :
    (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) وقوله (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ) الآيات يدلان على أن الإمام ينبغي أن يكون شجاعا لا يجوز عليه الجبن لتفزع إليه الفئة في الحرب كثبوت النبي ص يوم أحد وحنين بعد انهزام أصحابه في نفر يسير وهذه حال أمير المؤمنين والحسين ع.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) يدل على أن الإمام من شرطه أن يكون أزهدهم وأعبدهم لكونه قدرة في الأمرين ولا يستحق قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ. كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ).
    قوله سبحانه :
    (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) فيه دلالة على أن الإمامة لا تصلح إلا في الرجال دون النساء وكذلك حكم النبوة قوله (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) لأن الشكل إلى شكله آنس والأنفة منه أبعد.
    قوله سبحانه :
    (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) وقوله (يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) وقوله (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ) وقوله (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) تدل على أن الإمام ينبغي أن يكون واحدا في الزمان بلا ثان وأنه لا فوق يده لأنه مفترض الطاعة ولا يشاركه أحد في ذلك.
    قوله سبحانه :
    (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) فأتى به كذلك رد على المعتزلة ومن وافقهم أن المعجز لا يكون إلا لنبي وكذلك قوله (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ) الآية ففعلت ما أمرت به فالوحي إليها معجز وجعل ولدها في التابوت وطرحه في اليم لا يكون إلا بعد اليقين بأن الآمر لها بذلك هو القديم

    سبحانه ولا سبيل إلى ذلك إلا بظهور معجز أن الخطاب المتضمن لذلك وحي منه سبحانه وكذلك قوله في مريم (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ) الآية فنزول الرزق من السماء معجز ومعاينة الملك المبشر لها بالمسيح في صورة بشري معجز وقوله (فَناداها مِنْ تَحْتِها) الآيات النداء لها معجز وكلام الطفل معجز وتساقط الرطب من النخلة اليابسة معجز وكلام عيسى بعد ما أشارت إليه (قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ) الآيات معجز وكذلك قوله في سارة وقد عاينت الملائكة (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ) معجز ولا انفصال من ذلك بقولهم إن معجز آصف لسليمان ومعجز أم موسى لموسى ومعجز مريم لعيسى لأن المعلوم تخصص المعجز ممن ذكرناه تصديقا لهم أو تشريفا يدل على علو منازلهم
    فصل
    قوله تعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) أجمعت الأمة أنها نزلت في حق أمير المؤمنين ع لما تصدق بخاتمه وهو راكع ولا خلاف بين المفسرين في ذلك وأكده إجماع أهل البيت ع فثبتت ولايته على وجه التخصيص ونفى معناها عن غيره وإنما عنى بوليكم القائم بأموركم ومن يلزمكم طاعته وفرض الطاعة بعد النبي ص لا يكون إلا للإمام وثبت أيضا عصمته لأنه تعالى إذا أوجب له من فرض الطاعة مثل ما أوجبه لنفسه تعالى ولنبيه ص اقتضى ذلك طاعته في كل شيء وهذا برهان عصمته لأنه لو لم يكن كذلك لجاز منه الأمر بالقبيح وفي علمنا بأن ذلك لا يجوز عليه سبحانه دليل على وجوب العصمة.
    قوله سبحانه :
    (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) أبو سعيد الخدري وجابر الأنصاري وجماعة من المفسرين وسائر العترة أن هذه الآية من قوله (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا) نزلت يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر والنبي ص واقف بعرفات وروي أنه كان على ناقته العضباء وروي أنه لم ينزل بعدها شيء وعاش النبي ص بعده

    أحد وثمانين يوما فلا بد أن يكون ذلك أمرا عظيما من على المسلمين به وتمم دينهم ببيانه ومعلوم أنه تعالى قد شرع جميع الشرائع قبل ذلك فلم يبق إلا أنه أمره أن ينص على علي ع بالإمامة كما قالت الشيعة وبطل قول المشركين إنه أبتر لا يقوم مقامه بعده أحد إذ لا ولد له فبين لنا أنهم يئسوا من ذلك حيث نص عليه وتم به الدين.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) ذَكَرَ أَبُو عُبَيْدَةَ وَالنَّقَّاشُ وَسُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ وَالْوَاحِدِيُّ وَابْنُ جُرَيْحٍ وَالثَّوْرِيُّ وَعَطَا وَابْنُ عَبَّاسٍ وَالْكَلْبِيُّ وَأَبُو صَالِحٍ وَالْمَرْزُبَانِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ الثَّقَفِيُّ وَابْنُ عُقْدَةَ وَغَيْرُهُمْ فِي رِوَايَاتٍ مُتَّفِقَاتِ الْمَعَانِي أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَقَدْ رَوَاهُ أَكْثَرُ النَّاقِلِينَ مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلَ وَابْنُ بَطَّةَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخَرْكُوشِيُّ وَأَبُو الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْبَاقِلَانِيُّ مِمَّا يَطُولُ بِذِكْرِهِ الْكِتَابُ وَيُؤَيِّدُهُ إِجْمَاعُ أَهْلِ الْبَيْتِ ع فَقَوْلُهُ ص عِنْدَ ذَلِكَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ وَقَدْ جَمَعَ الْأُمَّةَ لِإِسْمَاعِ الْخِطَابِ أَلَسْتُ أَوْلَى مِنْكُمْ بِأَنْفُسِكُمْ فَقَالُوا اللهُمَّ بَلَى فَقَالَ لَهُمْ عَلَى النَّسَقِ مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ فَمَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ. وَأَنْشَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :
    يُنَادِيهِمُ يَوْمَ الْغَدِيرِ نَبِيُّهُمْ
    بِخُمٍّ وَأَسْمِعْ بِالنَّبِيِّ مُنَادِيَا

    يَقُولُ فَمَنْ مَوْلَيكُمُ وَوَلِيُّكُمْ
    فَقَالُوا وَلَمْ يَبْدُوا هُنَاكَ التَّعَادِيَا

    إِلَهُكَ مَوْلَانَا وَأَنْتَ وَلِيُّنَا
    وَلَنْ تَجِدَنْ مِنَّا لَكَ الْيَوْمَ عَاصِيَا

    فَقَالَ لَهُ قُمْ يَا عَلِيُّ فَإِنَّنِي
    رَضِيتُكَ مِنْ بَعْدِي إِمَاماً وَهَادِيَا

    هُنَاكَ دَعَا اللهُمَّ وَالِ وَلِيَّهُ
    وَكُنْ لِلَّذِي عَادَى عَلِيّاً مُعَادِيَا.

    فأوجب له من فرض الطاعة والولاية ما كان عليهم مما قدرهم به من ذلك فلم يناكروه.
    قوله سبحانه :
    (أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) إِجْمَاعُ الْأُمَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ ص عِنْدَ نُزُولِ هَذِهِ الْآيَةِ جَمَعَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ خَاصَّةً فِيهَا لِلْإِنْذَارِ وَقَالَ مَنْ يُوَازِرُنِي عَلَى هَذَا الْأَمْرِ

    يَكُونُ أَخِي وَوَصِيِّي وَوَزِيرِي وَوَارِثِي وَخَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ بَيْنِ جَمَاعَتِهِمْ وَهُوَ أَصْغَرُهُمْ يَوْمَئِذٍ سِنّاً فَقَالَ أَنَا أُوَازِرُكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص اجْلِسْ فَأَنْتَ أَخِي وَوَصِيِّي وَوَزِيرِي وَوَارِثِي وَخَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي. وهذا صريح القول في الاستخلاف في الآية دلالة على أنه تعالى أمره بدعاء أهل بيته وعترته وقصر ذلك عليهم قبل الناس فكان لعلي ثلاث دعوات دعوة أهل البيت الذين كانوا في بيت خديجة واجتمع العلماء على أن الإسلام لم يخرج من بيت خديجة حتى أسلم كل من فيه ودعوة بني هاشم ودعوة العامة.
    قوله سبحانه :
    (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي. اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي. كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً إِنَّكَ كُنْتَ بِنا بَصِيراً. قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) وقوله (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) فثبت له خلافته بمحكم التنزيل ثم إنه قَدِ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّ ص لِعَلِيٍ أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي. فأوجب له الوزارة والخلافة والأخوة والشركة في الأمر وشد الأزر بالنصرة والفضل والمحبة وكل ما تقتضيه الآية ثم الخلافة في الحياة بالصريح بعد النبوة بتخصيص الاستثناء لما خرج منها بذكر العبد على أنه لا يخلو الكلام فيه من ثلاثة معان إما أن يكون نبيا مثل هارون أو أخوه لأبيه وأمه أو خليفته في أمته إذ لم يجد له من موسى إلا هذه المنازل فلما بطلت منزلة النبوة والأخوة لأب وأم ثبتت له المنزلة الثالثة وهي أنه خليفته كما قال (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي) وكل كلام جاء على وجه واثنين وثلاثة فسد منها خلة وخلتان ثبتت الثالثة.
    قوله سبحانه :
    (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) فيدل على صحة الإجماع والأمة مجمعة على أن النبي ص استخلف عليا بالمدينة عند خروجه إلى تبوك ولم يثبت بعد ذلك عزله واجتمعت الأمة على أنه ما كان للنبي خليفتان أحدهما في المدينة والآخر في بقية الأمة فيجب أن يكون هو الإمام بعده لثبوت ولايته على المدينة إلى بعد وفاته وحصول الإجماع على أنه ليس له إلا خليفة واحدة
    فصل
    قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) تفسير ابن

    عباس ومجاهد وقتادة والضحاك والسدي وعطا الخراساني ويوسف القطان ووكيع والقاضي والثعلبي والواقدي وتاريخ الطبري والنسائي والخطيب ومسند أحمد وأبي يعلى وفضائل العكبري والسمعاني والأصفهاني وجامع الترمذي وإبانة العكبري وحلية الأصفهاني ومعاني الزجاج وضياء الأقليسي ومعرفة أصول الحديث عن ابن البيع وكتاب الشيرازي وأسباب الواحدي محمد بن سعد ومعارف القتيبي وأربع الخوارزمي وفردوس الديلمي وخصائص النظيري وكتاب محمد بن إسحاق وشرف النبي أن عليا ع السابق إلى الإسلام رووا ذلك عن ابن عباس وأبي ذر وسلمان والمقداد وعمار وزيد بن صوحان وحذيفة بن اليمان وأبي الهيثم بن التيهان وأبي الطفيل الكناني وأبو أيوب الأنصاري وأبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله وزيد بن أرقم وأبي رافع وجبير بن مطعم وعمرو بن الحمق وحبة العرني وسعيد بن قيس وعمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وأنس بن مالك وقد رواه الواقدي وأبو صالح والكلبي ومحمد بن المنكدر وعبد الرزاق ومعمر والشعبي وشعبة بن الحجاج وأبو حازم المدني وعمرو بن مرة والحسن البصري وأبو البختري والكتب بذلك مشحونة يؤكده إجماع أهل البيت ع وفي تاريخ الطبري قال محمد بن سعد قلت لأبي أكان أبو بكر أولكم إسلاما فقال لا ولقد أسلم قبله أكثر من خمسين رجلا أما إسلام علي في صغره فهو من فضائله لأن الله تعالى رفع التكليف عن الصبي ولا يجري عليه حكم والنبي ص لا يفرغ منه لدعاء غيره لتردد الصبي بين الإسلام والارتداد ثم إن إسلامه لا يخلو إما أنه بايعه على ما علم في نفس رسول الله أو دعاه النبي ص حتى يفضل ابن عمه محابيا له وكلاهما باطلان أو دعاه بأمر الله تعالى لأنه لا ينطق عن الهوى وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله وأنه لما دعاه إما رد عليه إسلامه أو قبل على أن إيمانه إيمان فصح أن الله تعالى قد فضله على الخلق لأن النبي ص لم يدع صبيا ولا قبل إلا من علي ووالديه فكانوا مثل آدم آمن وهو ابن ساعة وعيسى وهو ابن يوم وليلة ويحيى وهو طفل.
    قوله سبحانه :
    (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) استدل الفضل بن شاذان بهذه الآية أن الله تعالى إذا أوجب للأقرب ب رسول الله الولاية وحكم بأنه أولى من غيره فإن عليا كان أولى بمقام النبي ص من كل أحد لأن الإمامة فرع الرسالة وأما

    العباس فخارج عنه لأن الآية متعلقة بوصفين الإيمان والهجرة ولم يكن العباس مهاجرا بالإجماع وأنه لم يدع الإمامة ولم تدع له وإن عليا كان ابن عمه لأبيه وأمه والعباس عمه خاصة ومن تقرب بسببين كان أولى ممن يتقرب بسبب واحد.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) وقوله (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) قال الجاحظ اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ أَنَّ الصَّحَابَةَ كَانُوا يَأْخُذُونَ الْعِلْمَ مِنْ أَرْبَعَةٍ عَلِيٍّ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ وَعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ثُمَّ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْأَرْبَعَةَ كَانُوا أَقْرَأَ لِ كِتَابِ اللهِ مِنْ عُمَرَ وَقَالَ ع يَؤُمُّ النَّاسَ أَقْرَؤُهُمْ فَسَقَطَ عُمَرُ ثُمَّ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ الْأَئِمَّةُ مِنْ قُرَيْشٍ فَسَقَطَ ابْنُ مَسْعُودٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ ثُمَّ أَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ إِذَا كَانَا عَالِمَيْنِ فَقِيهَيْنِ قُرَشِيَّيْنِ فَأَكْبَرُهُمَا سِنّاً وَأَقْدَمُهُمَا هِجْرَةً فَسَقَطَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَبَقِيَ عَلِيٌّ ع أَحَقَّ بِالْإِمَامَةِ بِالْإِجْمَاعِ. وَقَدْ صَحَّ أَنَّ الصَّحَابَةَ كَانُوا يَرْجِعُونَ إِلَى قَوْلِهِ عِنْدَ الِاخْتِلَافِ وَهُوَ لَمْ يَسْأَلْ أَحَداً وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ص بِالْإِجْمَاعِ أَنَا مَدِينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بَابُهَا وَمَنْ أَرَادَ الْعِلْمَ فَلْيَأْتِ الْبَابَ.أبان ص ولاية علي وإمامته وأنه لا يصح أخذ العلم والحكمة في حياته وبعد وفاته إلا من قبله وروايته عنه كما قال (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها) وفيه دليل على عصمته لأن من ليس بمعصوم يصح منه وقوع القبيح فإذا قدرنا أنه وقع كان الاقتداء به قبيحا فيؤدي إلى أن يكون ص قد أمر بالقبيح وذلك لا يجوز.
    قوله سبحانه :
    (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) الآية إجماع على أنها نزلت في النبي وفي علي والحسن والحسين وفاطمة ع فاستدل أصحابنا بها على أن أمير المؤمنين أفضل الصحابة من وجهين أحدهما أن موضوع المباهلة ليتميز المحق من المبطل وذلك لا يصح أن يفعل إلا بمن هو مأمون الباطن مقطوع على صحة عقيدته أفضل الناس عند الله تعالى ولو أن رسول الله ص وجد من يقوم مقامهم لباهل بهم وهذا دال

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:44 pm

    على فضلهم ونقص غيرهم والثاني أنه ص جعله مثل نفسه في قوله (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) لأنه أراد بقوله (أَبْناءَنا) الحسن والحسين (وَنِساءَنا) فاطمة بلا خلاف وقول من قال إنه أراد به نفسه باطل لأن من المحال أن يدعو الإنسان نفسه فالمراد به من يجري مجرى أنفسنا ولو لم يرد عليا وقد حمله مع نفسه لكان للكفار أن يقولوا حملت من لم تشترط وخالفت شرطك فصح أن أهل العباء نفس واحدة وأن عليا أكد الجماعة لقوله (وَأَنْفُسَنا) وإذا جعله مع نفسه وجب أن لا يدانيه أحد في الفضل ولا يقاربه ومما يدل على أنه أفضل الناس وخيرهم وأكثر ثوابا بعد النبي ص إجماع الإمامية وثبوت كونه معصوما ونصا في جعل النبي ص في خبر تبوك جميع منازل هارون من موسى وهارون كان أفضل أمته قوله (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي) وقوله (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً) وثبوت المحبة في خبر الطائر وهي إذا أضيفت إلى الله تعالى يفيد الدين وكثرة الثواب فالأحب إليه هو الأفضل ومن أتقن صحة هذا الحديث ثم زعم أن أحدا أفضل من علي لا يخلو من أن يقول دعاء النبي مردود أو يقول إن الله تعالى لم يعرف الفاضل من المفضول أو يقول إن الله تعالى عرف الفاضل من خلقه فكان المفضول أحب إليه منه
    فصل
    قوله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) إلى آيتين ذكر المؤمنين ثم المهاجرين ثم المجاهدين فعلي ع سبقهم بالإيمان ثم بالهجرة إلى الشعب ثم بالجهاد ثم سبقهم بعد هذه الثلاث بكونه من ذوي الأرحام وللصحابة الهجرة أولها إلى شعب أبي طالب وكانوا بني هاشم بالإجماع وقال الله تعالى فيهم (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) وثانيها هجرة الحبشة خرج جعفر الطيار وعمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وعبد الله بن مسعود وعثمان بن مظعون إلى اثنين وثمانين رجلا قال الواحدي نزل فيهم (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) وثالثها للأنصار إلى العقبة وعلى ذلك إجماع أهل الأثر وهم أربعون رجلا وأول من بايع فيه أبو الهيثم ورابعها للمهاجرين إلى المدينة والسابق فيه مصعب بن عمير وعمار بن ياسر وابن مسعود وبلال وفي هذه الهجرة لعلي مزايا على غيره من بذل نفسه فداء لرسول الله حتى تخلص من أيدي الكفار ورده

    ودائع النبي ص حمل نساء النبي وأولاده بعده إليه ويدل على شجاعته وعلى استخلافه بعده.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ) معنى البيعة أن يبيع نفسه ويشتري بها الجنة لا يفر حتى يقتل أو يقتل وقد صح هذا لعلي ع لأنه لم يفر في موضع قط ولم يصح ذلك لغيره وقد ذمهم الله في يوم أحد في قوله (وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبارَ) وفي يوم حنين (وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) وفي يوم أحد (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ) وقد صح عند أهل الحديث فرارهما في يوم خيبر وقال الله تعالى (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الْأَيْمانَ بَعْدَ تَوْكِيدِها وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً) وقال (إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّما يَنْكُثُ عَلى نَفْسِهِ)
    فصل
    قوله تعالى : (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) أجمعوا على أن خيرة الله من خلقه المتقون ثم أجمعوا على أن خيرة المتقين الخاشعون لقوله (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ) إلى قوله (مُنِيبٍ) ثم أجمعوا على أن أعظم الناس خشية العلماء لقوله (إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) وأجمعوا على أن الناس أهداهم إلى الحق وأحقهم أن يكون متبعا لا تابعا لقوله (يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ) وأجمعوا على أن أعلم الناس بالحق وبالعدل أدلهم عليه وأحقهم أن يكون متبعا ولا يكون تابعا لقوله (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى) فدل كتاب الله وسنة نبيه وإجماع الأمة على أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها علي ع ومن زهده أنه لم يحفل بالدنيا ولا الرئاسة فيها يوم توفي رسول الله ص دون أن عكف على تغسيله وتجهيزه وقول الصحابة منا أمير ومنكم أمير إلى أن تقمصها أبو بكر وقال الله تعالى (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) الآية اجتمعت الأمة على أن عليا كان من فقراء المهاجرين وأجمعوا على أن أبا بكر كان غنيا وقد صنف في زهده ع كتاب.

    قوله سبحانه :
    (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) لقد عاتب الله أصحاب النبي ص في إيذائه في غير آي من القرآن وما ذكر عليا إلا بخير وذلك نحو قوله (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ) وقوله (وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) الآية وقوله (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ) وقوله (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) البخاري قال عمر بن الخطاب توفي رسول الله وهو عنه راض يعني عن علي ولم يثبت ذلك لغيره.
    قوله سبحانه :
    (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً) الآية (248/2) فيها دلالة على أن من شرط الإمام أن يكون أعلم رعيته وأفضلهم في خصال الفضل لأن الله تعالى علل تقديمه عليهم بكونه أعلم وأقوى وأشجع فلو لا أنه شرط وإلا لم يكن له معنى واجتمعت الأمة أن عليا أشد من أبي بكر وأشجع واجتمعت أيضا على علمه واختلفوا في علم أبي بكر وليس المجمع عليه كالمختلف فيه.
    قوله سبحانه :
    (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً) الآية اجتمعت الأمة على أن علي بن أبي طالب ع رأس المجاهدين وكاشف الكروب عن النبي ص ولم يرووا لأحد ما روي له من مقاماته المشهورة وجهاده في غزواته المأثورة فثبت أنه أفضل الخلق ثم اجتمعت الأمة ووافق الكتاب والسنة أن لله خيرة من خلقه وأن خيرته من خلقه المتقون قوله (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) وإن خيرته من المتقين المجاهدون قوله (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ) وإن خيرة المجاهدين السابقون إليه قوله (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) وإن خيرته من المجاهدين أكثرهم عملا في الجهاد واجتمعت الأمة على أن السابقين إلى الجهاد هم البدريون وإن خيرة البدريين علي فلم يزل القرآن يصدق بعضه بعضا بإجماعهم حتى دلوا على أن عليا خير هذه الأمة بعد نبيها.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) فوجدنا

    عليا بهذه الصفة لقوله (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ) يعني الحرب (أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) فوقع الإجماع بأن عليا أولى بالإمامة من غيره لأنه لم يفر من زحف كما فر غيره في غير موضع.
    قوله سبحانه :
    (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) ابن عباس والسدي ومجاهد والكلبي وأبو صالح والواحدي والطوسي والثعلبي والماوردي والثمالي والنقاش وعبد الله بن الحسين وعلي بن جرير الطائي في تفاسيرهم أنه كان عند علي بن أبي طالب أربعة دراهم من الفضة فتصدق بواحد ليلا وبواحد نهارا وبواحد سرا وبواحد جهرا فنزلت الآية رواه الغزالي في الأحياء والواحدي في أسباب النزول والأقليشي في ضياء الأولياء سمي كل درهم مالا وبشره بالقبول والأجر وزوال الخوف والحزن ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وأبو صالح والثعلبي والواحدي والترمذي وأبو يعلى الموصلي وسفين وشريك والليث في كتبهم في تفسير قوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) أنه كانت الأغنياء يكثرون مناجاة الرسول فلما نزلت الآية انتهوا فاستقرض علي دينارا وتصدق به فناجى النبي ص عشر نجوات ثم نسخته الآية التي بعدها وبه خفف الله ذلك عن هذه الأمة وكان سببا للتوبة عليهم وكلهم عصوا في ذلك سواه يدل عليه (فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ) ولقد استحقوا العقاب لقوله (أَشْفَقْتُمْ) وفي هل أتى على الإنسان بين فضائلهم وذكر إنفاقهم وأوضح تقربهم وعرف سريرتهم وأوجب محبتهم وشرح عصمتهم ثم سألنا الأمة عن أول من سبق إلى الإسلام فقالوا علي وأبو بكر وزيد وسألناهم عن أعلمهم فقالوا علي وابن مسعود وسألناهم عن الجهاد فقالوا علي والزبير وأبو دجانة وسألناهم عن القرابة فقالوا علي والعباس وعقيل وسألناهم عن الزهد فقالوا علي وعمر وسلمان فرأينا عليا في هذه الخصال ثالث ثلاثة وقد اجتمعت فيه هذه الخصال كلها ولم يجتمع خصلتان في رجل منهم فثبت أنه خير الخلق بعد رسول الله وأحقهم بالإمامة فهذه خصال اجتمعت الأمة على أن التفضيل فيها وقد سبق على الكل في ذلك والدليل السمعي الذي يوجب كثرة الثواب ففي حديث تبوك وحديث الطير وغيرهما
    فصل
    قوله تعالى : (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى) دال على

    أن النبي لم ينطق عن هوى ولا فعل في الدين إلا بوحي فلو لا أن عليا ع كان الأفضل عند الله تعالى لما قدمه في أفعاله على الكافة ولا عظمه بما قاله على الجماعة لأنه لو لم يكن كذلك لكان خائنا له أو باخسا لغيره حقه أو غير عالم بحقيقة وضع الأمر في مستحقه وذلك كله محال فثبت أن تفضيل النبي ص عليا ع بأمر الله تعالى فمن الأفعال المجمع عليها تقديمه للمبارزة في بدر وخيبر والأحزاب وذات السلاسل وبني زهرة وإنفاذه إلى اليمن قاضيا وأمره على وجوه من أصحابه عند فتح مكة وفتح الطائف ولم يول عليها أحدا قط وما أخرجه إلى موضع ولا تركه في قوم إلا ولاه عليهم وكان الشيخان تحت راية عمرو بن العاص وأسامة بن زيد وعزل به جماعة منهم سعد بن عبادة عند فتح مكة وأعطاه الراية وأبا بكر عند نبذ العهد في مكة وأعطاه براءة واستخلفه في مبيته وعلى أهله وعلى رد الودائع ونقل الحرم إلى المدينة عند الهجرة واختصه لإيداع أسراره مثل حديث مارية وغيره وكتب عهوده ووحيه ولا يوجد الآن عهد النبي ص إلا بخطه وهذا الاحترام والتقريب لا يخلو إما أن يكون من الله تعالى أو من قبل نفسه وعلى الحالين جميعا أظهر للناس درجته عند الله تعالى ومنزلته عند رسوله ص وذلك يوجب أن يكون ولي عهده واختاره لمجالسته في الليالي ذكر في تاريخ البلاذري ومسند أحمد وأبي يعلى وسنن ابن ماجة وكتاب أبي بكر عياش ومسند أبي رافع أنه كانت لعلي كل ليلة دخلة وفي رواية دخلتان لم يكن لأحد من الناس ولم يكن لأحد أن يدخل على أزواج رسول الله بعد آية الحجاب إلا له وهذه مرتبة القربى كما قال (إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَ) واصطفاه من القرابة كلهم والقربى نوعان نسبي وحكمي وقد اجتمعا في علي أما النسبي فإنه لم يكن في أولاد عبد المطلب من هو أخو عبد الله لأبيه وأمه إلا أبو طالب كما قال أخي لأمي من بينهم وأبي وقال يوسف لبنيامين (أَنَا أَخُوكَ فَلا تَبْتَئِسْ) وأما الحكمي مثل التربية والمؤاخاة والمصاهرة والأولاد والجوار والقربى بالحكم آكد من القربى بالنسب لأن النسب لا يدل على الاختصاص بنفسه والقربى بالحكم يدل على غاية الاختصاص والميزة أو القرابة لحم ودم والقربة روح ونفس وقد اجتمعا فيه وليس في العقل والشرع تفريق بين اللحم والدم والروح والنفس ولا يجوز تبعيد القريب وتقريب البعيد إلا للكفر أو الفسق وصاهره بعد ما رد أبا بكر وعمر وهو في الصحيحين فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ لَوْ لَمْ يَخْلُقِ اللهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمَا كَانَ لِفَاطِمَةَ كُفْوٌ. ولا يقاس هذا بتزويج النبي في الشيخين أو الزواج من عثمان ببنتين لأن التزويج المطلق لا يدل على الفضل وإنما هو مبني على إظهار الشهادتين ثم إنه ع تزوج في جماعة وأما عثمان ففي زواجه خلاف كثير وإنه كان زوجهما من كافرين قبله

    وأما فاطمة فإنها وليدة الإسلام ومن أهل العباء والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت وورد فيها آية التطهير وافتخر جبريل بكونه منهم وأم الحسن والحسين ومنها عقب النبي ص وجعله صاحب سره رَوَى التِّرْمِذِيُّ فِي الْجَامِعِ وَأَبُو يَعْلَى فِي الْمُسْنَدِ وَالْأُقْلِيشِيُّ فِي الضِّيَاءِ وَأَبُو بَكْرٍ مَهْرَوَيْهِ فِي الْأَمَالِي وَالْخَطِيبُ فِي الْأَرْبَعِينِ وَالسَّمْعَانِيُّ فِي الرِّسَالَةِ مُسْنَداً إِلَى جَابِرٍ قَالَ نَاجَى النَّبِيُّ يَوْمَ الطَّائِفِ عَلِيّاً فَأَطَالَ نَجْوَاهُ فَقَالُوا لَقَدْ طَالَ نَجْوَاهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ ص فَقَالَ مَا انْتَجَيْتُهُ وَلَكِنَّ اللهَ انْتَجَاهُ أي أمرني أن أنتجي معه وكان صاحب لوائه ورايته في تاريخي الطبري والبلاذري وصحيحي مسلم والبخاري أنه لما أراد النبي ص أن يخرج إلى بدر اختار كل قوم راية فاختار حمزة حمراء وبنو أمية خضراء وعلي بن أبي طالب صفراء وكانت راية النبي ص بيضاء فأعطاها عليا يوم خيبر لما قال لأعطين الراية غدا رجلا وقال أصحاب السير كانت راية قريش ولواؤها جميعا بيدي قصي بن كلاب ثم لم تزل الراية في يدي عبد المطلب فلما بعث النبي ص ودفعها في أول غزاة حملت فيها وهي ودان إلى علي وكان اللواء يومئذ في بني عبد الدار فأعطاها النبي ص مصعب بن عمير فاستشهد يوم أحد فأخذها النبي ودفعها إلى علي فجمع له يومئذ الراية واللواء وهما أبيضان ذكره الطبري في تاريخه والقشيري في تفسيره وَفِي تَنْبِيهِ الْمَذْكُورِينَ أَنَّهُ سَقَطَ اللِّوَاءُ مِنْ يَدِ عَلِيٍّ يَوْمَ أُحُدٍ مِنْ جَرَاحَةٍ فَتَحَامَاهُ الْمُسْلِمُونَ فَقَالَ النَّبِيُّ ص خُذُوهُ فَضَعُوهُ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ص بَارَكَ اللهُ فِيكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَوْصَى إِلَيْهِ أَنْ لَا يُفَارِقَهُ فِي مَرَضِهِ وَأَمَرَهُ بِقَضَاءِ دُيُونِهِ وَغُسْلِهِ وَتَكْفِينِهِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ وَدَفْنِهِ وَشَارَكَهُ فِي ذَبْحِ بَاقِي إِبِلِهِ وَكَانَتْ مِائَةً رواه البخاري والسجستاني والعكبري والموصلي وأحمد بن حنبل ورخص له في الجمع بين اسمه وكنيته رواه الثعلبي في تفسيره وابن البيع في معرفة أصول الحديث والسمعاني في رسالته والخطيب والبلاذري في تاريخهما فسمى ابنه أبا القاسم محمد بن الحنفية واختاره عند كسر الأصنام في مكة رواه أحمد بن حنبل وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما وأبو بكر الخطيب في تاريخه وأبو الصباح الزعفراني في الفضائل والخطيب الخوارزمي في الأربعين وأبو عبد الله النطنزي في الخصائص وأبو بكر الشيرازي في نزول القرآن وأبو بكر البيهقي في كتابه وخص له فتح بابه في المسجد وسد أبواب الأقارب والأجانب رواه الترمذي والبلاذري وابن حنبل والموصلي وأبو نعيم والبيهقي وأبو بكر الخطيب وشيرويه الديلمي وأبو المظفر السمعاني والخركوشي والعكبري وابن المؤذن والأقليشي وغيرهم عن ثلاثين رجلا من الصحابة منهم ابن عباس والخدري وأبو الطفيل وابن أرقم وابن عمرو سعد أبي

    وقاص وحذيفة بن أسيد وأم سلمة فخصوصيتهما بفتح بابيهما دليل على زيادة درجاتهما ورضا الله عنهما والمقام في المسجد وهما جنبان دليل على طهارتهما وعصمتهما وآخاه بعد ما آخى بين الأشكال والأمثال وجعله شكلا لنفسه يقول العرب هذا أخو الشيء إذا أشبهه أو قاربه ولم يكونا أخوين تحقيقا وإنما أبانه منزلته ودرجته على الخلق أجمعين لئلا يتقدم عليه أحد والأخوة في النسب لا يوجب ذلك لأنه قد يكون المؤمن أخا للكافر والمنافق وهذا يوجب الإمامة وخرج حديث الإخاء الأقليشي في ضياء الأولياء وابن صخر في الفوائد ولم يزل ع يصلح به ما كان يفسده غيره مثل حديث خالد وَقَالَ أَنَسٌ بَعَثَ النَّبِيُّ ص عَلِيّاً إِلَى قَوْمٍ عَصَوْهُ فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ فَتَلَقَّاهُ النَّبِيُّ ص لَمَّا جَاءَ وَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ وَقَالَ بِأَبِي وَأُمِّي مَنْ شَدَّ اللهُ بِهِ عَضُدِي. وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِدَادٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لِوَفْدِ الْيَمَنِ لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ أَوْ لَأَبْعَثَنَّ عَلَيْكُمْ رَجُلاً كَنَفْسِي. وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ لِوَفْدِ هَوَازِنَ أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُقِيمُنَّ الصَّلَاةَ وَتُؤْتُونَ الزَّكَاةَ الْخَبَرَ سَوَاءً رَوَاهُ الْأُقْلِيشِيُّ.أبان رسول الله ص بذلك ولايته وأنه ولي الأمر بعده وحَصَلَ الْإِجْمَاعُ عَلَى حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي وَفَاةِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ تَقْبَلُ وَصِيَّتِي وَتُنْجِزُ عِدَتِي وَتَقْضِي دَيْنِي فَأَبَى فَأَقْبَلَ عَلَى عَلِيٍّ فَقَالَ يَا أَخِي تَقْبَلُ وَصِيَّتِي وَتُنْجِزُ عِدَتِي وَتَقْضِي دَيْنِي فَقَالَ نَعَمْ فَقَالَ ادْنُ مِنِّي فَدَنَا مِنْهُ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ فَأَعْطَاهُ خَاتَمَهُ وَعِمَامَتَهُ وَسَيْفَهُ وَدِرْعَهُ وَبَغْلَتَهُ وَسَرْجَهَا فَقَالَ لَهُ اقْبِضْ هَذَا فِي حَيَاتِي ثُمَّ قَالَ امْضِ عَلَى اسْمِ اللهِ إِلَى مَنْزِلِكَ. يؤكد ذلك ما روته الأمة بأجمعها عَنْ أَبِي رَافِعٍ وَغَيْرِهِ أَنَّ عَلِيّاً نَازَعَ الْعَبَّاسَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ فِي تَرْكِهِ النَّبِيَّ ص فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَيْنَ كُنْتَ يَا عَبَّاسُ حِينَ جَمَعَ رَسُولُ اللهِ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَنْتَ أَحَدُهُمْ فَقَالَ أَيُّهُمْ يُوَازِرُنِي فَيَكُونَ وَصِيِّي وَخَلِيفَتِي فِي أَهْلِي وَيُنْجِزُ مَوْعِدِي وَيَقْضِي دَيْنِي فَقَالَ لَهُ الْعَبَّاسُ فَمَا أَقْعَدَكَ هَاهُنَا. الخبر وهذا نص جلي يوجب الإمامة
    فصل
    قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) مِنْهَا قَوْلُهُ ص وَقَدْ نَزَلَ (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) أَنَا الْمُنْذِرُ وَالْهَادِي عَلِيٌ رَوَاهُ حُذَيْفَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَأَبُو بَرْزَةَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَذَكَرَهُ الضَّحَّاكُ وَالزَّجَّاجُ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَابْنُ الْمُسَيَّبِ وَعَبْدُ خَيْرٍ وَعَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ وَالثَّعْلَبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالْفَلَكِيُّ وَالْحَسْكَانِيُّ وَشِيرَوَيْهِوصنف أحمد بن محمد بن معد كتابا فيه تقوية إجماع الإمامية وَقَوْلُهُ مَا أَنْزَلَ اللهُ فِي الْقُرْآنِ آيَةً فِيهَا (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) إِلَّا وَعَلِيٌ

    أَمِيرُهَا رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ بُطَّةَ الْعُكْبَرِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ الثَّقَفِيُّ وَعَبْدُ اللهِ الْأُقْلِيشِيُّ وَابْنُ جَرِيحٍ وَعَطَا وَعِكْرِمَةُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ص وَرَوَاهُ السُّدِّيُّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ يؤيده إجماع الإمامية وَقَوْلُهُ لَمَّا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ ثُمَّ مَشَى فَقَالَ النَّبِيُّ ص إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ كَمَا قَاتَلْتُ عَلَى تَنْزِيلِهِ قَالُوا مَنْ هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ خَاصِفُ النَّعْلِ. والخبر في جامع الترمذي وتاريخ الخطيب وإبانة ابن بطة ومسند أحمد وحلية أبي نعيم وضياء الأقليشي وفضائل السمعاني وأربعين الخوارزمي وعليه إجماع الطائفة وَقَوْلُهُ ص أَنَا سَيِّدُ النَّبِيِّينَ وَعَلِيٌّ سَيِّدُ الْوَصِيِّينَ. وَقَوْلُهُ لِلْحُسَيْنِ أَنْتَ سَيِّدٌ وَابْنُ السَّيِّدِ وَأَخُو السَّيِّدِ. وَقَوْلُهُ مَرْحَباً بِسَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامِ الْمُتَّقِينَ. وَقَوْلُهُ ادْعُوا لِي سَيِّدَ الْعَرَبِ. وَقَوْلُهُ لِفَاطِمَةَ زَوَّجْتُكِ سَيِّداً (فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ). ذكر ذلك في تاريخ الطبري والبلاذري وحلية أبي نعيم وإبانة ابن بطة وكتاب الطبراني والأقليشي والنطنزي وقد تواترت الشيعة بنقلها وليس في علماء المخالفين جاحد لها فهو من النص الجلي وَقَوْلُهُ إِنَّ عَلِيّاً صِدِّيقُ هَذِهِ الْأُمَّةِ الْخَبَرَ رَوَاهُ أَبُو سَخِيلَةَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَعَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ عَنْ قَتَادَةَ وَالْحَسَنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَالِكِ بْنِ سُمَيٍّ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَرَوَى ابْنُ بُطَّةَ فِي الْإِبَانَةِ وَأَحْمَدُ فِي الْفَضَائِلِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ وَشِيرَوَيْهِ فِي الْفِرْدَوْسِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ بِلَالٍ قَالا قَالَ النَّبِيُّ ص الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَحَبِيبٌ النَّجَّارُ وَمُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ. وعليه إجماع الطائفة وَقَوْلُهُ ص عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ رَوَاهُ مُجَاهِدٌ فِي التَّارِيخِ وَالطَّبَرِيُّ فِي الْوَلَايَةِ وَأَحْمَدُ فِي الْفَضَائِلِ وَالدَّيْلَمِيُّ فِي الْفِرْدَوْسِ وَالدَّارِمِيُّ فِي الْمَجْمُوعِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَطِيَّةَ وَعَنِ الْأَصْبَغِ وَعَنْ جُمَيعٍ التَّيْمِيِّ عَنْ عَائِشَةَ وَرَوَى أَبُو وَائِلٍ عَنْ وَكِيعٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ وَشَرِيكٌ وَيُوسُفُ الْقَطَّانُ وَأَبُو الزُّبَيْرِ وَعَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ وَخَوَاث عَنْ جَابِرٍ وَرَوَاهُ سَالِمُ بْنُ الْجَعْدِ بإحدى عشرة طريقة يؤكده إجماع أهل البيت وَقَوْلُهُ عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ رَوَاهُ أَبُو بَكْرٍ الشِّيرَازِيُّ أَنَّهُ حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَالْأَعْمَشِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنِ الْخُدْرِيِّ وَأَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ الشَّعْبِيِّ مَرْفُوعاً وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ بَرْزَةَ وَابْنِ شَرَاحِيلَ يؤيده إجماع الطائفة وَقَوْلُهُ مَنْ لَمْ يَقُلْ عَلِيٌّ خَيْرُ النَّاسِ فَقَدْ كَفَرَ رَوَاهُ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَنْ سَلْمَانَ وَالْبَلاذِرِيُّ فِي تَارِيخِهِ عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ جَابِرٍ وعليه إجماع الطائفة وَقَوْلُهُ ص ذُو الثُّدَيَّةِ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ يَقْتُلُهُ خَيْرُ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ عَائِشَةَ وقال المأمون أفضل الناس بعد رسول الله علي بن أبي طالب ذكره الطبري في تاريخه وهو قول البغداديين واختيار أبي عبد الله البصري

    وَقَوْلُهُ لِعَلِيٍّ لَمَّا نَزَلَ (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) أَمَرَنِي رَبِّي أَنْ أُدْنِيَكَ وَلَا أُقْصِيَكَ وَأَنْ تَسْمَعَ وَتَعِيَ. وَفِي رِوَايَةٍ اللهُمَّ اجْعَلْهَا أُذُنَ عَلِيٍ رَوَاهُ الثَّعْلَبِيُّ وَالْوَاحِدِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ حَبِيبٍ وَالْقُشَيْرِيُّ فِي تَفَاسِيرِهِمْ وَالرَّاغِبُ فِي الْمُحَاضِرَاتِ وَالْأُقْلِيشِيُّ فِي ضِيَاءِ الْأَوْلِيَاءِ وَالنَّطَنْزِيُّ فِي الْخَصَائِصِ وَالْعَزِيزِيُّ فِي الْغَرِيبِ رَوَوْا عَنْ بُرَيْدَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَمَكْحُولٍ وَأَبِي رَافِعٍ قواه إجماع أهل البيت وَقَوْلُهُ ص عَلِيٌّ مَعَ الْحَقِّ وَالْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ وَالْحَقُّ يَدُورُ حَيْثُ مَا دَارَ عَلِيٌ ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ وَالْأُشْنُهِيُّ فِي اعْتِقَادِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي الْمُسْنَدِ وَالْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ الْجُرْجَانِيُّ فِي صَفْوَةِ التَّارِيخِ وَالسَّمْعَانِيُّ فِي فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ وَسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَأُمِّ سَلَمَةَ يقويه إجماع الطائفة وظاهر الخبر يقتضي عصمته ووجوب الاقتداء به لأنه ص لا يجوز أن يخبر بالإطلاق أن الحق معه والقبيح جائز وقوعه منه لأنه إذا وقع منه كان الخبر كذبا ودعا له في مواضع مِنْهَا مَا جَاءَ فِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَإِبَانَةِ الْعُكْبَرِيِّ وَمُسْنَدِ أَحْمَدَ وَفَضَائِلِهِ وَكِتَابِ ابْنِ مَرْدَوَيْهِ وَضِيَاءِ الْأُقْلِيشِيِّ مَرْفُوعاً إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَأُمِّ عَطِيَّةَ أَنَّ النَّبِيَّ ص بَعَثَ عَلِيّاً فِي سُرِّيَّةٍ قَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَرَأَيْتُهُ رَافِعاً يَدَيْهِ يَقُولُ لَا تُمِتْنِي حَتَّى تُرِيَنِي عَلِيّاً. وَرَوَى الْخَطِيبُ فِي الْأَرْبَعِينَ أَنَّهُ ص قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ اللهُمَّ إِنَّكَ أَخَذْتَ مِنِّي عُبَيْدَةَ بْنَ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ وَحَمْزَةَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ يَوْمَ أُحُدٍ وَهَذَا عَلِيٌّ فَ (لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوارِثِينَ). وهذا يوجب أنه أفضل الخلق وَدَعَا لَهُ ص بِالْإِجْمَاعِ يَوْمَ الْمُبَاهَلَةِ اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً وَيَوْمَ الْغَدِيرِ اللهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ. ودعا ص بالنصر والولاية لا يجوز إلا لولي الأمر ومِنَ النَّصِّ الْجَلِيِّ مَا تَوَاتَرَ بِهِ النَّقْلُ وَرَوَاهُ الْعَامَّةُ وَالْخَاصَّةُ قَوْلُهُ ع لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْتَ أَخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي مِنْ بَعْدِي وَقَاضِي دَيْنِي. ظاهر لفظة الخليفة في العرب من قام مقام المستخلف في جميع ما كان إليه وَقَوْلُهُ ص (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع رَوَاهُ السُّدِّيُّ عَنْ أَبِي مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبُو إِسْحَاقَ الثَّعْلَبِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْفَهَانِيُّ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ وأكده إجماع أهل البيت قد رتب الله تعالى في هذه الآية ناصره أربع مراتب وجعل عليا في وسطه ولا يجوز أن يذكر إلا من كان أقوى الخلق نصرة لنبيه ص وأمنعهم جانبا في الدفاع فإذا ثبت أنه (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) فينبغي كونه أصلح من جميعهم بدلالة العرف والاستعمال كقولهم فلان عالم قومه وشجاع قبيلته

    وَقَوْلُهُ ص لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَحْمَدُ وَالطَّبَرِيُّ وَالْبَلاذِرِيُّ وَأَبُو يَعْلَى وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالثَّعْلَبِيُّ وَالْوَاحِدِيُّ وَابْنُ مَاجَةَ وَالْأُقْلِيشِيُّ وَالْبَيْهَقِيُ. وقد رواه ابن بطة من سبعة عشر طريقا وأجمع على صحته أهل البيت وَقَوْلُهُ ص عِنْدَ الْوَفَاةِ ادْعُوا لِي خَلِيلِي فَدَعَا بِجَمَاعَةٍ فَأَعْرَضَ عَنْهُمْ حَتَّى جَاءَ عَلِيٌّ فَاحْتَضَنَهُ وَجَعَلَ يُسَارُّهُ رَوَاهُ الدَّارَ قُطْنِيُّ وَالطَّبَرِيُّ وَالسَّمْعَانِيُّ وَأَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى وَجَمِيعُ آلِ مُحَمَّدٍ. والمحبة إذا أضيفت إلى الله تعالى فلا وجه لها إلا ما يرجع إلى الدين وكثرة الثواب فالأحب منهم هو الأفضل وهو الأولى بالإمامة وَقَوْلُهُ ص اللهُمَّ ايتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ يَأْكُلْ مَعِي هَذَا الطَّيْرَ رَوَاهُ خَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلاً مِنَ الصَّحَابَةِ عَنْ أَنَسٍ وَعَشَرَةٍ عَنِ النَّبِيِّ ص أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالطَّبَرِيُّ وَالْبَلاذِرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَابْنُ شَاهَيْنِ وَابْنُ الْبَيِّعِ وَالْأُقْلِيشِيُّ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ الْأَصْفَهَانِيُّ وَأَبُو بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ وَأَبُو الْمُظَفَّرِ السَّمْعَانِيُّ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ وَإِسْمَاعِيلُ السُّدِّيُّ وَمَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ وَمِسْعَرُ بْنُ كَرَّامٍ وَأَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ وَغَيْرُهُمْ وَقَدْ رَوَاهُ ابْنُ بُطَّةَ بِطَرِيقَيْنِ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ ثَابِتٍ مِنْ سَبْعَةِ طُرُقٍ وقد صنف أحمد بن محمد كتاب الطير وقال القاضي عبد الجبار وقد صح عندي حديث الطير وما لي لفظه وقال أبو عبد الله البصري إن طريقة أبي علي في تصحيح الأخبار يقتضي القول بصحة هذا الخبر لإيراده ص يوم الشورى فقد استدل به أمير المؤمنين على فضله في قصة الشورى بمحضر أهلها فما كان فيهم إلا من عرفه وأقر به والعلم بذلك كالعلم بالشورى نفسها فصار متواترا والأخبار التي وردت عن النبي ص في محبة علي أو في بغضه أو عند احتضار الموتى أو أول من تنشق عنه الأرض أو أول من يكسى يوم القيامة أو فما ظنكم بحبيب بين خليلين أو حمل اللواء أو ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة أو أين خليفة محمد أو أن عليا أول من يشرب السلسبيل أو تفسير قوله (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ) أو قوله (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) أو قوله (فَوَقاهُمُ اللهُ شَرَّ ذلِكَ الْيَوْمِ) أو قوله (فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ) أو قوله (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ) أو قوله (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) أو قوله (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) أو قوله (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) أو قوله لا تزول قدما عبد وقوله علي قسيم الجنة والنار والشفاعة وغير ذلك مما لا يحصى كثرة أما إنها كلها صحيحة أو فيها ما هو صحيح لأنها قد نقلها المخالف والمؤالف فيدل على عصمة علي لأن من ليس بمعصوم لا يجوز أن يخبر بأنه من أهل الجنة قطعا أو له من الدرجات شيئا لأن ذلك يغريه بالقبيح والإغراء بالقبيح

    قبيح وذلك لا يجوز عليه تعالى وإذا وجبت عصمته ثبت إمامته
    فصل
    قال الشيخ المفيد استدل أكثر أصحابنا على أن أمير المؤمنين أفضل من كافة البشر سوى النبي ص من ثلاثة أوجه بكثرة الثواب وظواهر الأعمال والمنافع الدينية بالأعمال فالأول مثل قوله ص أنا سيد البشر وقوله أنا سيد ولد آدم ولا فخر وإذا ثبت أنه أفضل البشر وجب أن يليه أمير المؤمنين في الفضل بدلالة المحكوم له بأنه نفسه في آية المباهلة بالإجماع وقد علم أنه لم يرد بالنفس ما به قوام الجسد من الدم السائل والهواء ونحوه ولم يرد نفس ذاته إذ كان لا يصح دعاء الإنسان نفسه ولا إلى غيره فلم يبق إلا أنه أراد المثل والعدل والتساوي في كل حال إلا ما أخرجه الدليل ومن ذلك أنه جعله في أحكام حبه وبغضه وحروبه سواء مع نفسه بلا فصل وقد علم أنه لم يضع الحكم في ذلك للمحاباة بل وضعه على الاستحقاق فوجب أن يكون مساويا له في الأحكام كلها إلا ما أخرجه الدليل ومن ذلك ثبوت المحبة له بالإجماع في حديث الطير والراية والوفاة كما تقدم ترتيبه ومن ذلك اشتهار الأخبار في درجاته يوم القيامة وقد ثبت أن القيامة محل الجزاء وأن الترتيب فيها بحسب الأعمال وإذا كان مضمون هذه الأخبار يفيد تقدم أمير المؤمنين كافة الخلق سوى رسول الله في كرامته الثواب دل ذلك على أنه أفضل من سائرهم في الأعمال وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ عَلِيٌّ خَيْرُ الْبَشَرِ وَسَيِّدُ الْبَشَرِ وَخَيْرُ الْخَلْقِ. ونحو ذلك وأما ظواهر الأعمال فإنه لا يوجد في الإسلام لبشر ما يوجد لعلي وإذا كان الإسلام أفضل الأديان لأنه أعم مصلحة للعباد كان العمل في تأديبه وشرائعه أفضل الأعمال مع الإجماع على أن شريعة الإسلام أفضل الشرائع والعمل بها أفضل الأعمال يؤكد ذلك قوله (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) وأما المنافع الدينية بالأعمال هو أن النفع بالإسلام الذي جاء به النبي ص إذا كان إنما وصل إلى هذه الأمة بأمير المؤمنين ثبت له الفضل الذي وجب للنبي ص من جهة ربه على قواعد المعتزلة في القضاء بالفضائل من جهة النفع العام وتفاضل الخلق فيه بحسب كثرة القائمين للدين والمنتفعين بذلك من الأنام. وسئل الشيخ المفيد القرآن أفضل أم محمد وعلي فقال محمد وعلي لقوله (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ) وقوله (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ) اصطفاهم لأداء شرعه إلى عباده وحفظه عليهم ودعائهم إليه وإيضاح معانيه لهم فأدوا ما وجب عليهم

    من ذلك واستحقوا عليه عظيم الأجر ورفيع المكان هذا مع أن الفضل أنما هو بالأعمال بعد الاختيار والقرآن فلا عمل له وإنما هو عمل وصنع وآية لله ولرسوله وصاحب الآية أعظم قدرا منها والمبين عن الشيء أفضل منه والهادي إليه أجل منه والسبب في العمل أعظم من المعمول به والقرآن وإن كان كلام الله تعالى فرسول الله صفيه وعلي وليه والقرآن ليس بعابد ولا مطيع وهما لله عابدان وفي طاعته مخلصان والتفاضل أنما يكون بالأعمال وقول القائل إن الكلام أفضل من المتكلم لغو وَقَدْ رُوِيَ أَنِّي مُخْلِفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي. وهما يترجمان عن الكتاب والمترجم أفضل من الترجمة ومن مات ولم يحفظ من القرآن إلا ما يصلي به لم يكن عليه تبعة في دينه ويدخل الجنة ومن مات بغير معرفتها مات ميتة جاهلية وكان مخلدا في النار
    فصل
    قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) هذه الآية تدل على أن الحسن والحسين ع في وقت المباهلة كانا بالغين مكلفين لأن البلوغ وكمال العقل لا يفتقر إلى شيء مخصوص ولذلك تكلم عيسى في المهد بما دل على كونه مكلفا عاقلا وقال في يحيى (وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا) وقال أصحابنا إنهما كانا أفضل الصحابة بعد أبيهما وجدهما ع لأن كثرة الثواب ليس بموقوف على كثرة الأفعال فصغر سنهما لا يمنع من أن يكون معرفتهما وطاعتهما لله تعالى وإقرارهما بالنبي ص وقع على وجه يستحق به الثواب ما يزيد على ثواب من عاصرهما سوى جدهما وأبيهما وإنما خصهم النبي ص بالمباهلة ليبين منزلتهم وإنه ليس في أمته من يساويهم في الفضل وليكون حجة على مخالفيه ويؤثر لعنهم مثل لعن النبي ص ولكونهم معصومين وليعلم أن التغيير والتبديل لا يجوز عليهم وليعلم أن الإمامة لا تخرج عنهم وليعلم أنه أجراهم مجرى نفسه وليعلم أنهم عنده أعز وشفقته عليهم أكثر.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ) فقد ألحقهما الله وذريتهما برسول الله وشهد بذلك كتابه فوجب لهم الطاعة بحق الإمامة

    مثل ما وجب للنبي ص بحق النبوة.
    قوله سبحانه :
    حكاية عن حملة العرش (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً) إلى ثلاث آيات وقوله (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) ولا يسبق النبي ص في فضيلة وليس أخص بهذه الدعاء وبهذه الصفة منه ومن ذريته فقد وجب لهم الإمامة ويستدل على إمامتهما بما رواه الطريقان المختلفان والطائفتان المتباينتان من نص النبي ص على إمامة الاثني عشر وإذا ثبت ذلك فكل من قال بإمامة الاثني عشر قطع على إمامتهما ويستدل أيضا بِالْخَبَرِ الْمَشْهُورِ أَنَّهُ قَالَ ص ابْنَايَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا.أثبت لهما الإمامة بموجب القول سواء نهضا بالجهاد أو قعدا عنه دعيا إلى أنفسهما أو تركا ذلك ويستدل أيضا بإجماع أهل البيت ع لأنهم أجمعوا على إمامتهما وإجماعهم حجة ويستدل أيضا بما قد ثبت بلا خلاف أنهما دعوا الناس إلى بيعتهما والقول بإمامتهما فلا يخلو من أن يكونا محقين أو مبطلين فإن كانا محقين فقد ثبت إمامتهما وإن كانا مبطلين وجب القول بتفسيقهما وتضليلهما وهذا لا يقوله مسلم ويستدل أيضا بما قد ثبت أنهما قد خرجا وادعيا الإمامة ولم يكن في زمانهما غير معاوية ويزيد وهما قد ثبت فسقهما بل كفرهما فيجب أن يكون الإمامة للحسن والحسين ع ويستدل أيضا بأن طريق الإمامة لا يخلو إما أن يكون هو النص أو الوصف أو الاختيار وكل ذلك قد حصل في حقهما فوجب القول بإمامتهما ويستدل أيضا بطريقة العصمة والنصوص وكونهما أفضل الخلق يدل على إمامتهما.
    فصل
    قوله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) استدل بعض النواصب بها على أن الحسن والحسين لم يكونا ابني النبي ص وهذا باطل لأنهما كانا طفلين وإنما نفى أن يكون أبا الرجال البالغين ثم إنه قد صح بالإجماع وبآية المباهلة (أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) الحسن والحسين وقد أجمع المفسرون أن الآية نزلت في زيد بن حارثة لأنهم كانوا يسمونه زيد بن محمد فبين الله تعالى أن محمدا ليس بأب أحد من الرجال.

    قوله سبحانه :
    (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ. وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ) أنكر الحجاج أن يكون الحسن والحسين من ذرية النبي ص فقال يحيى بن يعمر إن الله تعالى سمى عيسى أنه من ذرية إبراهيم مع أن مريم كانت تنسب إلى إبراهيم بتسعة آباء فأولى من ذلك أن يسمى الحسنان بأنهما من ذرية محمد لأنهما ينسبان إلى النبي ص بشخص واحد ويدل أيضا قوله (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنا لَهُمْ أَزْواجاً وَذُرِّيَّةً).
    قوله سبحانه :
    (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) يدل على أن الإمامة بعد الحسين لابنه علي بن الحسين لأنه أقرب إليه رحما من ولد أخيه وهكذا أولاده أولى بها فأخرجت هذه الآية ولد الحسن من الإمامة وصيرتها في ولد الحسين فهي فيهم أبدا إلى يوم القيامة وَقَدْ رَوَى الْأَعْرَجُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ص عَنْ قَوْلِهِ (وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ) قَالَ جَعَلَ الْإِمَامَةَ فِي عَقِبِ الْحُسَيْنِ. الخبر وروى المفضل عن الصادق وروي عن السدي وزيد بن علي نحو من ذلك.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) وكان علي بن الحسين بدم أبيه أولى وبالقيام بأموره أحرى وإنما خص بنو الحسين بها لقوله (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) وكان موسى وهارون نبيين مرسلين فجعل الله الأمر في صلب هارون (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ) والقائل بإمامة زين العابدين ع لما ثبت عنده أن الإمام لا بد أن يكون منصوصا عليه قطع على إمامته وإذا ثبت أن الإمام لا بد أن يكون معصوما يقطع على أن الإمام بعد الحسين ع ابنه علي لأن كل من ادعيت إمامته بعده من بني أمية والخوارج اتفقوا على نفي القطع على عصمته وأما الكيسانية وإن قالوا بالنص فلم يقولوا بالنص صريحا ثم إنهم قد اندرسوا فلو كان حقا لما اندرسوا
    فصل
    قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:45 pm

    قالوا إنها نزلت في أمراء السرايا في ولاية الصحابة وعلي أولهم وقالوا نزلت في علماء العامة وقالوا نزلت في أئمة الهدى والدليل على ذلك أن ظاهرها يقتضي عموم طاعة أولي الأمر من حيث عطف تعالى الأمر بطاعتهم على الأمر بطاعته وطاعة رسوله ع وطاعة أمراء السرايا وعلماء العامة لا تجب مثل طاعة الله وطاعة رسوله فلم يبق إلا أن أئمتنا هم المعنيون بها ثم إننا قد علمنا اختصاص طاعة الأمراء بمن ولوا عليه وبما كانوا أمراء فيه وبالزمان الذي اختصت به ولايتهم فطاعتهم خاصة وطاعة أولي الأمر في الآية عامة من كل وجه وأما علماء العامة فهم مختلفون وفي طاعة بعضهم عصيان بعض وفي فساد القولين صحة مقالنا وقد وصف الله تعالى أولي الأمر بصفة تدل على العلم والإمرة جميعا قوله (وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) فرد الأمر من الأمن والخوف والاستنباط إلى العلماء ولا يجتمعان إلا لأمير عالم وهم أئمتنا ع لأن ظاهرها يقتضي طاعة أولي الأمر من حيث إنه تعالى أوجب الأمر بطاعته وطاعة رسوله من حيث أطلق الأمر بطاعتهم ولم يخص شيئا من شيء لأنه سبحانه لو أراد خاصا لنبيه لوقف عليه وفي فقد البيان منه تعالى دليل على إرادة الكل ومطلق الأمر بالطاعة يقتضي تناوله لكل مخاطب في كل زمان وإذا ثبت ذلك ثبت إمامتهم لأنه لا أحد يجب طاعته على ذلك الوجه بعد النبي إلا الإمام وإذا اقتضت وجوب طاعة أولي الأمر على العموم لم يكن بد من عصمتهم وإلا أدى أن يكون تعالى قد أمره بالقبيح لأن من ليس بمعصوم لا يؤمن منه وقوع القبيح فإذا وقع كان الاقتداء به قبيحا وإذا ثبت دلالة الآية على العصمة وعموم الطاعة ثبت إمامتهم وبطل توجهها إلى غيرهم لارتفاع عصمتهم واختصاص طاعتهم.
    قوله سبحانه :
    (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) فأخبر سبحانه قاطعا أن العلم يحصل بالرد إلى أولي الأمر كما يحصل بالرد إلى الرسول وذلك يقتضي صفتي العلم والعصمة لأولي الأمر لأنه لا يصلح حصول العلم يقينا ممن ليس بمعصوم ولأنه تعالى لا يجوز أن يأمر باستفتاء من لا يؤمن منه القبيح من حيث كان في ذلك أمره تعالى بالقبيح وإذا اقتضت الآية عصمة أولي الأمر ثبتت إمامتهم لأن أحدا

    لم يفرق بين الأمرين وإذا ثبت ذلك ثبت توجه الآية إلى أئمتنا ع.
    قوله سبحانه :
    (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فأمر سبحانه بسؤال أهل الذكر ولم يخص ذلك بشيء يسألون عنه معصومين فيما يفتون به يقبح الأمر بمسألة الجاهل أو من يجوز عليه الخطأ عن قصد أو سهو وإذا ثبت كون المسئولين بهاتين الصفتين ثبت إمامة الاثني عشر لأنه لا أحد أثبت الصفتين لأحد عداهم وكل من أثبتهما للمذكورين قال بإمامتهم لأن فتياهم إذا كان موجبا للعلم وجب الاقتداء به بحصول الأمان من زللهم وهذا الوجوب برهان إمامتهم فأما من زعم أن المعني بها القراء أو الفقهاء أو اليهود أو النصارى فقولهم باطل لانتفاء الصفتين الثابتتين لأهل الذكر ثم إن الله تعالى سمى نبيه الذكر قوله (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً) فأهل الذكر أولاده المعصومون وقد روي هذا المعنى عن السدي والثوري ووكيع وجابر الجعفي ومحمد بن مسلم وأبي ذرعة ويوسف القطان وهو المروي عن الباقر والصادق والرضا وزيد بن علي ع.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) فأمرنا سبحانه بالكون مع الصادقين والأمر بالكون معهم في المكان لا فائدة فيه فتقتضي الآية وجوب الاقتداء بهم لأنه أمر مطلق من غير تخصيص وذلك يقتضي عصمتهم لقبح الأمر على هذا الوجه باتباع من لا يؤمن منه من القبيح من حيث يؤدي ذلك إلى الأمر بالقبيح وإذا ثبت ذلك في الآية ثبت تخصيصها بالأئمة المعصومين بالإجماع لأن أحدا من الأمة لم يقل ذلك فيها إلا خصها بهم ولأنه تعالى وصف المأمور باتباعهم بالصدق عنده وذلك مانع من توجهه إلى من يجوز عليه الكذب لأن جوازه يمنع من القطع بالصدق عند الله تعالى فإذا ثبت أيضا لهذا الاعتبار عصمتهم ثبت تخصيص الذكر في الآية بأئمتنا ع ولأنه تعالى وصفهم بالصدق فيمنع ذلك من كذبهم من حيث كان حصوله منهم يقتضي وصفهم به وذلك مناف لخبره تعالى.

    قوله سبحانه :
    (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) يدل على أن الذين اصطفاهم معصومون لأنه لا يختار ولا يصطفي إلا من كان كذلك ويكون ظاهره وباطنه واحدا فإذا يجب أن يختص الاصطفاء من آل إبراهيم من كان مرضيا معصوما سواء كان نبيا أو إماما فثبت إمامة أئمتنا ع لأنه لم يدع العصمة أحد في الأمة سوانا.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) الآية الظاهر يقتضي أن يكون الذين اصطفاهم وراثا عن الرسول الكتاب وأحكامه ومن جملة ما كان يتعاطاه القيام بأمور المسلمين فيجب أن يرث منه من صفته ما بينه تعالى دون أمر آخر لتنعقد الوراثة ولا يقول إن المقام يورث ولا يزيد بالوراثة هاهنا إلا التمليك على أموره الدينية من الله تعالى كما فسره في قوله (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ) الآية وليس يمكن حمله على الشيوخ لأن الظاهر لو اقتضاهم لكانوا أئمة بعد الرسول ص من دون الاختيار والنص والشورى ولا حمله على الأمة لأن فيهم فساق والله لا يصطفي الفاسق وإنه بين أنهم يدخلون الجنة وكل الأمة لا تدخل الجنة على أن من قال المراد به الأمة قال بأن العترة مرادين بالآية أيضا ومن قال إن العترة هي المراد قال لم يرد به الأمة فحمله على الاتفاق أولى مما خولف فيه فثبت أن السابقين منهم بالخيرات هم المعصومون وهم المعنيون بها لأن الله تعالى لم يطلق لفظ الاصطفاء في القرآن إلا في المعصومين مثل آدم ونوح وإبراهيم وموسى وطالوت ومريم والملائكة وإن حملناه أيضا على غير المعصومين من عترته يكون فيهم مجازا وفي المعصومين حقيقة فيكونون بمنزلة المحكم والمتشابه من المصحف فإذا ثبت أن المعصومين من أهل البيت مرادين بالآية وقد أورثهم الله تعالى ذلك يجب أن يرثوا القيام بأمور المسلمين وهو الإمامة.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) معلوم وجوب التعبد بشريعة الإسلام

    والطريق إليها إما الكتاب أو السنة المعلومة أو الإجماع أو القياس أو أخبار آحاد أو فتيا المعصومين فالكتاب لا يقوم في إفهام معانيه فناقلوها غير مضطرين إلى النقل وإذا لم يكونوا مضطرين صح من كل واحد منهم الإخلال به فإذا لا يعول عليها وأما الإجماع فإنما يكون دليلا موجبا للعلم بالحكم المجمع عليه إذا علم وجود المعصوم في جملة المجمعين الذي لو انفرد قوله لكان حجة من حيث كان الخطأ جائزا على كافة العقلاء كجوازه على آحادهم وليس في أدلة الشرع ما يقتضي ذلك على أن الكتاب والسنة المعلومة والإجماع قد خلت من معظم أحكامها على سبيل التفصيل ولا يكون جزو من ألف جزو من الشرع ولذلك فرع المخالفون في إثبات معظم الشريعة إلى القياس وأخبار الآحاد الذين قد قامت الدلالة على فساد العمل بهما وذلك أن الكل اتفقوا على أن ما يفتقر بثبوته إلى دليل إثباته كاف في القطع على انتفائه ألا ترى أنهم لما اتفقوا على نبوة من لا معجز له ونفي صلاة سادسة وصوم شهر ثان لم يفتقر في القطع على انتفاء ما ذكرناه إلى دليل فإذا صح هذه الجملة وقد كاد يئول الحال إلى سقوط تكليف العبادة أو تكليفها مع عدم الطريق إليها وكلاهما فاسد بالاتفاق ثبت أن الأمر على فتيا المعصومين ولا يتصور ذلك إلا بعد معرفتهم والاقتداء بهم فصحت إمامتهم.
    قوله سبحانه :
    (فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ. أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) قد ثبت أن شريعة نبينا ص مؤيدة فلا بد لها من حافظ يحفظها في كل زمان من الإضاعة والتغيير والتبديل لأنه لو جاز أن تخلى من حافظ جاز أن تخلى من مؤد فما اقتضى وجوب أدائها يقتضي وجوب حفظها ولا بد أن يكون حفاظها معصومين مثل مؤديها ليؤمن عليهم الإهمال وهذا يوجب الحافظ المعصوم في كل حال وإذا تقرر ذلك ثبت إمامة أئمتنا لأنه لم يدع العصمة لسواهم.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) ظاهر الآية أنه يقتضي اتباع النبي والأئمة المعصومين لأنهم مؤمنون على الحقيقة ظاهرا وباطنا واتباع كل من أظهر الإسلام ليس بواجب لأنهم لا يوصف بذلك إلا مجازا فلما ثبت ذلك ثبت إمامة أئمتنا ع

    لأنه لم يدع العصمة لسواهم ولا يجب اتباع من ليس بمعصوم.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) صح بهذه الآية أن فيهم معصومين لأنه لا يخلو إرادة الله تعالى لإذهاب الرجس عنهم من فعل الطاعات واجتناب المقبحات وذلك عام في جميع المكلفين أو يكون عبارة عن أنه أذهب عنهم الرجس بأن فعل لهم لطفا اختاروا عنده الامتناع من القبائح اختصاصا لأهل البيت بأمر لم يشركهم فيه غيرهم فكيف يبطل هذا التخصيص ويخرج الآية من أن يكون لهم فيها فضيلة على غيرهم على أن لفظة إنما تثبت ما نفته ليس عند الزجاج وغيره من أهل اللغة كقوله (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ) يبين ذلك أنها نزلت عقيب جمع النبي ص عليا وفاطمة والحسن والحسين في بيت أم سلمة وقال هؤلاء خاصتي وحامتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة ألست من أهل بيتك قال لا ولكنك إلى خير على أن الإمام إذا كان لا بد أن يكون مقطوعا على عصمته فكل من أوجب عصمته من الأمة يقطع على إمامتهم. والقول بأن الإمام غيرهم مع وجوب العصمة في الإمام قول خارج من الإمامة فإذا صحت عصمتهم وتفضيلهم على غيرهم صحت إمامة من عيناهم لتقدمهم على الناس وعجز الناس عنهم فكأنه تعالى فيما أمر به من طاعة أولي الأمر والرد إليهم ومسألة أهل الذكر والاقتداء بالصادقين وذكر الاصطفاء وإذهاب الرجس عنهم أمرا بطاعة علي والمعصومين من أولاده إذ لا فرق بين أن ينص على الأسماء المخصوصة أو على الصفات المختصة بالمسمين بل النص على الصفات أظهر في الحجة لحصول الاشتراك في الأسماء وانتفائه في الصفات المختصة
    فصل
    قوله تعالى : (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً) الآية وقوله (وَوَصَّى بِها إِبْراهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) وقوله (أَمْ كُنْتُمْ شُهَداءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قالَ لِبَنِيهِ ما تَعْبُدُونَ) فالوصية دأب الأنبياء وصى آدم إلى شيث ونوح إلى سام وإبراهيم إلى إسماعيل وإسماعيل إلى إسحاق وإسحاق إلى

    يعقوب ويعقوب إلى يوسف وشعيب إلى موسى وموسى إلى يوشع ويوشع إلى داود وداود إلى سليمان وسليمان إلى آصف وآصف إلى زكريا وزكريا إلى عيسى وعيسى إلى شمعون وشمعون إلى يحيى يشهد بذلك الكتاب والسنة فحال نبينا في ذلك لا يخلو إما أنه مضى ولم يوص كما يقول العامة وهذا خطأ لأنه ص لا يخل بواجب قوله (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) ولا يخالف الأنبياء فيما لم ينه عنه وقد قيل له فبهديهم اقتده ولا يترك ما كان يحث عليه حتى قال من مات ولم يوص مات ميتة جاهلية ثم إنه ص كان يقيم رئيسا على أمته عند غيبته خلف عليا في مكة عند الهجرة وعلى المدينة في غزوة تبوك وولى زيدا ثم جعفرا ثم عبد الله بن رواحة في سرية وكذا كان شأنه في سائر سراياه ففي سفر يرجى فيه إصلاح الفاسد عند الرجوع راعى هذا الاحتياط وفي سفر القيامة أولى مراعاته وأما قول من قال إنه أوصى إلى علي بالسيف والرداء والبغلة فحسب باطل لأنه لا يجوز أن يوصي بشيء دون شيء ويترك الأمر العظيم المتعلق به الدين والدنيا والآخرة وهو الخلافة وإذا بطل القسمان لم يبق إلا أنه وصى ص إلى علي وأولاده وصية عامة شاملة للدين والدنيا كما نطق به الكتاب والسنة والإجماع.
    قوله سبحانه :
    (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنا وَلا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلاً) وقوله (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) وَقَالَ النَّبِيُّ ص كَائِنٌ فِي أُمَّتِي مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَالْقُذَّةِ بِالْقُذَّةِ. ووجدنا الله تعالى قال (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) وقد أخبرنا بأنهم كانوا اثني عشر قوله (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) فيجب أن يكون عدد خلفائنا كذلك لأنه تعالى شبههم به بكاف التشبيه ولا شبهة أن النقباء هم الخلفاء وقد بين النبي ص ذلك فِيمَا رَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي الْمُسْنَدِ وَابْنُ بُطَّةَ فِي الْإِبَانَةِ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيِّ فِي الْمُسْنَدِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ ص كَمْ تَمْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةُ خَلِيفَةً فَقَالَ اثْنَا عَشَرَ بِعَدَدِ نُقْبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَفِي حَدِيثِ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوقٍ قَالَ النَّبِيُّ ص الْخُلَفَاءُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ كَعَدَدِ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَرَوَى سَلْمَانُ وَأَبُو أَيُّوبَ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَحُذَيْفَةُ وَوَاثِلَةُ وَأَبُو قَتَادَةَ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَأَنَسٌ أَنَّهُ سُئِلَ النَّبِيُّ ص كَمِ الْأَئِمَّةُ بَعْدَكَ قَالَ نُقَبَاءَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ

    قَالَ رَسُولُ اللهِ ص مِنْ أَهْلِ بَيْتِي اثْنَا عَشَرَ نَقِيباً مُحَدَّثُونَ مُفَهَّمُونَ مِنْهُمُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً. وَفِي حَدِيثٍ عَدَدُ الْأَئِمَّةِ بَعْدِي عَدَدَ نُقَبَاءِ مُوسَى.أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ ص فَقَالَ مَعَاشِرَ النَّاسِ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي وَيَمُوتَ مِيتَتِي فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَلْيَقْتَدِ بِالْأَئِمَّةِ بَعْدَهُ فَقِيلَ كَمِ الْأَئِمَّةُ بَعْدَكَ فَقَالَ عَدَدَ الْأَسْبَاطِ. يعني قوله (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً) هِشَامُ بْنُ يَزِيدَ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَأَلْتُ النَّبِيَّ ص مَنْ حَوَارِيكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ الْأَئِمَّةُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ مِنْ صُلْبِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَهُمْ حَوَارِيِّي وَأَنْصَارُ دِينِي عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ التَّحِيَّةُ وَالسَّلَامُ. يعني قوله (إِذْ قالَ الْحَوارِيُّونَ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ) وَقَوْلُهُ ص لِلْحُسَيْنِ أَنْتَ إِمَامٌ ابْنُ إِمَامٍ أَبُو أَئِمَّةٍ وَحُجَجٍ تِسْعٍ تَاسِعُهُمْ قَائِمُهُمْ أَعْلَمُهُمْ أَحْلَمُهُمْ أَفْضَلُهُمْ. على أن هذه الأخبار وإن لم يقبلها المخالف وقال إنها أخبار آحاد فإن معانيها متواتر بها وإن كان خبر منها واحد وإن قال إنه مقدوح في رواتها فعليه بيان جهة قدحها ثم إن أهل البيت أجمعوا عليه وإجماعهم حجة والعمل بروايتهم أولى من العمل برواية غيرهم لأن المخالفين قد اتفقوا على العمل بأخبار الآحاد وعلى تقديمها على القياس ثم اتفقوا على تقديم أعدل الناقلين وأكثرهم اختصاصا بالمروي عنه من حيث كان المختص أعرف بمذهب من اختص به ممن ليس له مثل اختصاصه ولهذا قدموا ما يرويه أبو يوسف ومحمد عن أبي حنيفة والمزني والربيع عن الشافعي على ما يرويه غير هؤلاء وإذا تقرر ذلك واجتمعت الأمة على عدالة من ذهبنا إلى إمامته ونقلنا الأحكام عنه واختلف في عدالة من عداهم من الناقلين وكانوا بين معدل عند قوم مفسق عند آخرين وعم العلم باختصاص أمير المؤمنين والحسن والحسين على وجه لم يساوهم فيه غيرهم من المدخل والمخرج والمبيت والخلوة وكثرة الصحبة وكونهم أهل بيته المطهرين من الرجس المباهل بهم إلى غير ذلك وعلم أيضا اختصاص كل واحد ممن ذكرنا من أبناء الحسين بأبيه على وجه يعلم خلافه في غيره وجب تقديم خبرهم على ناقلي الأحكام إلى الفقهاء مع ما انضاف إلى ذلك من نصوص الكتاب والسنة فيهم وجعلنا دليلا على الترجيح دون وجوب الاقتداء وخطر الخلاف اقتضى ذلك الحكم لروايتهم بغاية الرجحان.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ) إن الله تعالى ذكر أنها الدين

    القيم والتدين بها واجب والتحويل عنها كفر ولا خلاف أن معرفة الشهور والسنين ليست بواجبة غير شهر رمضان وذي الحجة لقوم دون قوم وإن من مات ولم يعرف الشهور والأعوام ليس يلحقه ذم ومن مات ولم يعرف الأئمة مات ميتة جاهلية فالوجه ما فسره الباقر والصادق ع أن الشهور اثنا عشر إماما وإجماع أهل البيت حجة لأن الأمة قد أجمعت على أن النبي ص قرنهم بالكتاب وقرن الكتاب بهم أخبر بإزالة الضلالة عمن تمسك بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فصح أنهم حفظة الدين دون غيرهم إذ كان الدين لا يخرج من حدود الكتاب والسنة وإذا كانت العترة حفظة الدين دون غيرهم وجب أن يكونوا هم الحكام على الأمة دون جميع الأمة فمن تبعهم كان الإجماع معه وإن قلوا وإذا تقررت هذه الجملة وجبت معرفتهم أولا حتى يعرف صحة إجماعهم
    فصل
    قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً) الآيتين(30 /3) وقوله في آدم خاصة (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) وفي إبراهيم (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا) وفي موسى (إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ) وفي طالوت (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ) وفي مريم (إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ) وفي سائر الأنبياء والأوصياء (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) وقال (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ) وقال (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا) وقال (وَلَقَدِ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلَى الْعالَمِينَ) وقال (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) وقال (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) وقال (وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) وغير ذلك من الآيات فكل من سماهم الله تعالى أو نعتهم أنه قد اصطفاهم واختارهم وفضلهم للنبوة أو الإمامة فقد حصل لنا العلم باتباعهم وكل من لم يذكر اسمه أو نعته احتجنا إلى نص عن نبينا ص فالنصوص الواردة على ساداتنا صلوات الله عليهم أجمعين نوعان ما اجتمع أهل البيت خلفا عن سلف عن آبائهم وعن النبي ص على عددهم وأسمائهم وذكر استخلافهم ما نعجز عن حصرها وإجماعهم حجة كما بيناه وما نقله مخالفونا وهو نوعان ما وافقنا في العدد المخصوص دون التعيين وما وافقنا في أنهم المعنيون بالإمامة فالأول مثل مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي صَحِيحَيْهِمَا وَالسِّجِسْتَانِيُّ فِي السُّنَنِ وَالْخَطِيبُ فِي التَّارِيخِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ بِأَسَانِيدِهِمْ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ لَا يَزَالُ الْإِسْلَامُ عَزِيزاً إِلَى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً كُلُّهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي مُسْنَدِهِ

    مِنْ أَرْبَعٍ وَثَلَاثِينَ طَرِيقاً وَرَوَى الْخَطِيبُ فِي تَارِيخِ بَغْدَادَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ وَرَوَى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ فِي أَمَالِيهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سفين [سُفْيَانَ] الْأَصْبَحِيِّ كِلَاهُمَا عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ص يَقُولُ يَكُونُ بَعْدِي اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً. وَمِنْ رُوَاةِ النَّصِّ عَلَيْهِمْ مَا حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ بِأَسَانِيدِهِمْ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ وَأَبِي حَازِمٍ الْأَعْرَجِ وَالسَّائِبِ بْنِ أَبِي أَوْفَى وَعَلِيمٍ الْأَزْدِيِّ وَأَبِي مَالِكٍ وَالْقَاسِمِ عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ عَمَّارٍ وَأَبُو الطُّفَيْلِ وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالْحَارِثُ بْنُ الْحنسي [الْحَنَشِ] بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ سَلَّامٍ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَرَوَى عَطِيَّةُ الْعَوْفِيُّ وَأَبُو هَارُونَ الْعَبْدِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالصِّدِّيقُ النَّاجِي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ. وَرَوَى جَابِرٌ الْجُعْفِيُّ وَوَاسِلَةُ بْنُ الْأَسْقَعِ وَالْقَاسِمُ بْنُ حَسَّانَ وَمُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ ع عَنْ جَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ. وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَأَبُو صَالِحٍ وَمُجَاهِدٌ وَعَطَا وَالْأَصْبَغُ وَسُلَيْمَانُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. وَرَوَى عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ عَنْ أَبِيهِ وَمَسْرُوقٍ وَقَيْسِ بْنِ عَبْدٍ وَحَنَشِ بْنِ الْمُعْتَمِرِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ. وَرَوَى أَبُو الطُّفَيْلِ وَأَبُو جُحَيْفَةَ وَهِشَامٌ عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدٍ. وَرَوَى مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ وَيَزِيدُ بْنُ حَسَّانَ وَالْوَاضِحِيُّ وَالسُّدِّيُّ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ. وَرَوَى مَكْحُولٌ وَالْأَجْلَحُ وَخَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ وَأَبُو سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عُلْبَةَ وَالْقَاسِمُ عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ. وَرَوَى الْأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ وَأَبُو سُلَيْمَانَ الضَّبِّيُّ وَالْقَاسِمُ عَنْ أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ. وَرَوَى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ. وَرَوَى أَبُو عَبْدِ اللهِ الشَّامِيُّ وَمِطْرَفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَالْأَصْبَغُ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ. وَرَوَى الْقَاسِمُ بْنُ حَسَّانَ وَأَبُو الطُّفَيْلِ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ. وَرَوَى زِيَادُ بْنُ عُقْبَةَ وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عُمَيْرٍ وَسِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ وَالْأَسْوَدُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَامِرٌ الشَّعْبِيُّ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. وَرَوَى هِشَامُ بْنُ زَيْدٍ وَأَنَسُ بْنُ سِيرِينَ وَحَفْصَةُ بْنُ سِيرِينَ وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. وَرَوَى أَبُو سَعِيدٍ الْمُقْتَرِي وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجُ وَأَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ وَأَبُو مَرْيَمَ وَأَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرَوَى الْمُفَضَّلُ بْنُ حُصَيْنٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَالِكٍ وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ. وَرَوَى أَبُو الطُّفَيْلِ الْكِنَانِيُّ وَشَقِيقٌ الْأَصْبَحِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ. وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ. وَرَوَى عِمَادٌ الذَّهَبِيُّ وَابْنُ جُبَيْرٍ عَنْ مِقْلَاصٍ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. وَرَوَى أَبُو جُحَيْفَةَ وَأَبُو قَتَادَةَ وَهُمَا صَحَابِيَّانِ كُلُّهُمْ عَنِ النَّبِيِّ ص فِي رِوَايَاتٍ مُتَّفِقَاتِ الْمَعَانِي أَنَّ الْأَئِمَّةَ اثْنَا عَشَرَ مَهَّدْنَاهَا فِي الْمَنَاقِبِ وَمِنْ رُوَاةِ هَذَا الْعَدَدِ الثَّوْرِيُّ وَالْأَعْمَشُ وَالرَّقَاشِيُّ وَعِكْرِمَةُ وَمُجَالِدٌ وَغُنْدَرٌ وَابْنُ عَوْنٍ وَأَبُو مُعَاوِيَةَ وَأَبُو أُسَامَةَ وَأَبُو عَوَانَةَ وَأَبُو كَرِيتٍ وَعَلِيُّ بْنُ

    الْجَعْدِ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ الْعَلَائِيُّ وَمَحْمُودُ بْنُ غَيْلَانَ وَزِيَادُ بْنُ عِلَاقَةَ وَحَبِيبُ بْنُ ثَابِتٍ فقد اشتهرت على ألسنة المخالفين ووافقوا فيه المتواترين بمثله ووجبت الحجة على ألسنة أعدائهم وإذا ثبت بهذه الأخبار هذا العدد المخصوص ثبت إمامتهم لأنه ليس في الأمة من قد ادعى هذا العدد سوى الإمامية وما أدى إلى خلاف الإجماع يحكم بفساده وَالثَّانِي مِثْلُ قَوْلِهِ ص إِنِّي مُخْلِفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللهِ وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ. اجتمعت الإمامية والزيدية على صحة ذلك وَرَوَاهُ أَبُو ذَرٍّ الْغِفَارِيُّ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَزَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ وَعَائِشَةُ وَأُمُّ سَلَمَةَ وَسَلَمَةُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَأَبُو هُرَيْرَةَ وَجَابِرٌ الْأَنْصَارِيُّ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَجُبَيْرُ بْنُ مَطْعَمٍ وَأَبُو رَافِعٍ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ وَبَشِيرُ بْنُ مَعْبَدٍ وَحُذَيْفَةُ بْنُ أُسَيْدِ وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع ذَكَرَهُ الْخَرْكُوشِيُّ وَالسَّمْعَانِيُّ وَالْعُكْبَرِيُّ وَشِيرَوَيْهِ وَالْمَوْصِلِيُّ وَأَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَأَبُو يُوسُفَ النَّسَوِيُّ وَالثَّعْلَبِيُّ وَأَبُو السَّعَادَاتِ وَمُسْلِمٌ وَصَاحِبُ الصَّحِيحِ وصنف فيه أبو نعيم الأصفهاني كتابا سماه منقبة المطهرين فأمر ص على جهة الإخبار بالتمسك بالكتاب والعترة وخص المرادين من العترة بصفة تقتضي عصمتهم وهي أمان المتمسك بهم من الضلال إذ لو كان الخطأ عليهم جائزا لم يكن المتمسك به آمنا من الضلال وإنه ص بين أنهم يختصون بالكتاب وبامتثال ما فيه من الأحكام والحدود وإنه ص جمع بينهما على كل حجة وذلك مقتض لكونهم حججا وإنه ص أوجب إطلاق التمسك بهما من غير تخصيص والمساواة بينهما يوجب الاقتداء بالكتاب وبأقوال العترة وأفعالهم المتعلقة بالتكليف وهو دال أيضا على عصمتهم لأن عموم الاقتداء يقتضي عصمة المقتدى به وهذا معنى فرض الطاعة الذي لا يستحقه إلا الإمام وَمِثْلُ قَوْلِهِ مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كَمَثَلِ سَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ رَكِبَهَا نَجَا وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ. وفي رواية هلك وفي رواية وقع في النار وَقَوْلِهِ ص مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي كَبَابِ حِطَّةٍ (مَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) نَقَلَهُمَا عُلَمَاءُ الْإِسْلَامِ وَرَوَاهُ الْخَاصُّ وَالْعَامُّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَحُذَيْفَةَ بْنِ أُسَيْدِ وَغَيْرِهِمْ فنص ص على نجاة متبع أهل بيته وأمانه من الضلال والنجاة في اتباع الإمام والهلاك في التجاوز عنه لا عن غيره وذلك برهان عصمتهم إذ لو جاز عليهم الخطأ لما صح القطع على نجاة متبعهم وأمانه من الضلال وثبوت عصمتهم مقتض لإمامتهم لأنه لا أحد فرق بين الأمرين وَمِثْلُ قَوْلِهِ ص النُّجُومُ أَمَانٌ لِأَهْلِ السَّمَاءِ وَأَهْلُ بَيْتِي أَمَانٌ لِأَهْلِ الْأَرْضِ. ورواه العلماء الثقات من المخالف والمؤالف

    وثبوت هذه الأمور فيمن تعلق به مقتضى الأخبار دال على تخصيصها بالأئمة الاثني عشر دون سائر العترة لأنها لم تثبت لأحد غيرهم ولا ادعيت له
    فصل
    قوله تعالى : (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (إِنَّ فِي ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) ومما يدل على إمامتهم بعد اعتبار العصمة وإثبات النصوص وكونهم أفضل خلق الله تعالى وأكثرهم ثوابا عنده وتقدمهم بالفضل على أهل العصر في العلم والشجاعة والزهد والعبادة وظهور المعجز على أيديهم وبطلان مقال من ادعيت له الإمامة لغيرهم في زمانهم مع ثبوت أن الزمان لا يخلو من نبي أو إمام وأن الإمام يجب أن يكون عالما بجميع أحكام الشريعة ولم يحصل هذا لغيرهم إنهم خصوا بالعلوم من الله تعالى مثل جدهم لأنهم لم يدخلوا مكتبا ولا تعلموا من معلم ولا تلقنوا من راو واستغنوا عن أعدائهم واحتاج إليهم أولياؤهم فكانوا أعلم الأمة بجميع الأحكام دقيقة وجليلة وثبت حجتهم فيه على علماء مخالفيهم وظهر علومهم على أهل الأعصار وصح سلامتهم من النقص عند المعضلات والمعجز عند المشكلات فصار ذلك دلالة على صدقهم ومن ذلك نباهة قدرهم عند الولي والعدو ونزاهة أعراضهم من وصمة إليهم ثابتة أو متخرصة وبراءة ذممهم منها عند الكل وشهادة الجميع بضلال من قرفهم بشيء من القبائح مع كثرة أعدائهم وهذا برهان عصمتهم وكونهم حججا حبس الله تعالى الألسن من التخرص عليهم مع اجتهاد أعدائهم أولا وآخرا على إطفاء نورهم ومن ذلك دعواهم الإمامة في أنفسهم وكونهم حججا لا يسع أحد مخالفتهم وتدينهم بضلال المتقدم عليهم ومن اتبعه وظهور هذه الدعوى من شيعتهم فيهم وفيمن خالفهم وحمل حقوق الأموال إليهم وأخذ معالم الدين عنهم وذلك مقتض لصحة مقالهم إذ لو كانوا كاذبين بها لوجب الحكم بضلالهم ولا أحد من الأمة يعتد بقوله يذهب إلى ذلك فيهم ومن ذلك ظهور المعجزات على أيديهم مقترنة بدعواهم الإمامة بإجماع هذه الطائفة واتفاق بعض العامة وذلك كتواتر الناقلين لمعجزات الرسول ص يعلم ذلك من حالهم كل متأمل لنقلهم ومن ذلك ما حصل من تعظيمهم بعد الوفاة من المؤالف والمخالف وقصد مشاهدهم من أطراف البلاد والخضوع لتربتهم والتوسل إلى الله بحقهم في الخوف والرجاء للدنيا والآخرة وحصول ضد هذه القضية في المتغلبين عليهم قديما وحديثا مع علو سلطانهم وكثرة

    أعوانهم وأما قوله سبحانه : (يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) و (فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ) وَقَالَ النَّبِيُّ ص كَائِنٌ فِي أُمَّتِي مَا كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ الْخَبَرَ. ثم وجدنا الله تعالى يقول إن مواريث الأنبياء والوصية والخلافة لم تزل جارية في ذراريهم من بعدهم لا في أصحابهم وأتباعهم قوله (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً وَإِبْراهِيمَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ) و (وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنا نَبِيًّا أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوانِهِمْ ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ) إلى ثلاث آيات (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ. ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ) أليس إذا كان النبي ص أفضل الأنبياء وجب أن يكون أولاده أفضل الأولاد فلا يجوز العدول عنهم أصلا
    فصل
    قوله تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قالوا إنها نسخت بقوله (قُلْ ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللهِ) وقوله (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) وقوله (وَما تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) فهذه الآيات لا تخلو إما أن تكون نزلت قبلها أو بعدها فإن كانت نزلت قبلها فلا تكون ناسخة لها وإن كانت نزلت بعدها فهي تؤكده فإنه ليس في ظاهر الآية ما يوجب سقوط الأجر والله تعالى أخبرهم بأن ذلك الأجر لهم يثابون فيه بمودتهم أهل بيته إذا فعلوا ذلك وقال الحسين بن الفضل وأبو القاسم القشيري وجماعة من المفسرين إن الناسخة قوله (قُلْ لا

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:47 pm

    أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وكفى قبحا ممن زعم أن التقرب إلى الله تعالى بطاعته ونبوة نبيه منسوخ ومن ادعى النسخ توهم أن الاستثناء منفصل ورأى إبطال الأجر في الآيات المذكورات وقال الكسائي هذا الاستثناء منقطع لأن المودة في القربى ليست من الأجر ويكون التقدير أذكركم المودة في قرابتي وقال الزجاج الاستثناء حقيقة ويكون معناه أجري المودة في القربى وإن لم يكن أجر ثم اختلف المفسرون في القربى فقال الحسن التقرب إلى الله بطاعته ولا دليل عليه وقال ابن عباس العرب كلها والخطاب بذلك بجميع المؤمنين من العرب والعجم قوله في أول الآية (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) وقالوا قريش وفيهم المؤمن والكافر قوله (وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُ) وقالوا علي وفاطمة وأولادهما وهو الصحيح دليلنا ما رواه أبو عبيد والزجاج والحسن وقتادة وابن جبير والثعلبي والواحدي والقشيري وغيرهم من المفسرين عن ابن عباس وأنس وأبي هريرة وأم سلمة أن الأنصار قالت أموالنا وأنفسنا بيد الله وقد هدانا الله على يديك وتنوبك نوائب وحقوق وليست عندك لها سعة وهذا تنفقه وائتوا إليه بثمان مائة دينار فنزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) يعني على الإيمان والقرآن جعلا ولا رزقا (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) إلا أن تحبوني وتحبوا أهل بيتي وأقربائي وفي رواية إلا أن تودوا قرابتي وتحفظوني فيهم رواه سعيد بن جبير وعمر بن شعيب وعلي بن الحسين وأبو جعفر وأبو عبد الله ع ثم شرح القربى بِمَا رَوَاهُ الْوَاحِدِيُّ فِي الْبَسِيطِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَشَاهْفُورُ فِي تَاجِ التَّرَاجِمِ وَأَبُو تُرَابٍ فِي الْحَدَائِقِ وَجَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ وَالْمُحَدِّثِينَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٍ وَابْنِ جُبَيْرٍ وَمُقَاتِلٍ وَالضَّحَّاكِ وَأَبِي صَالِحٍ وَالْأَعْمَشِ وَأَبِي مَالِكٍ وَسَالِمِ بْنِ سَعِيدٍ وَالْكَلْبِيِّ وَشَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَمَرَنَا بِمَوَدَّتِهِمْ قَالَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَأَوْلَادُهُمَا وَفِي رِوَايَةٍ وَوَلَدَيْهِمَا. وَفِي تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ وَفَضَائِلِ أَحْمَدَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ قَرَابَتُكَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ وَجَبَتْ عَلَيْنَا مَوَدَّتُهُمْ قَالَ عَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ وَابْنَاهُمَا. وراوي هذين الخبرين ابن عباس وهو أحد الأقرباء يوضح ما ذكرناه مَا رَوَى عُلَمَاؤُهُمْ مِثْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ عَنْ حُمَيْدٍ وَعَطِيَّةَ عَنِ الْخُدْرِيِّ وَالسُّدِّيِّ وَمُجَاهِدٍ أَنَّهُ لَمَّا نَزَلَتْ قَوْلُهُ (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) دَعَا النَّبِيُّ ص فَاطِمَةَ وَأَعْطَاهَا فَدَكَ وَهُوَ الْمَرْوِيُّ عَنِ الْجَعْفَرَيْنِ ع.
    قوله سبحانه :
    (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) قالوا إلياسين يعنون إلياس ومن معه قال نافع

    هذا باطل لأن اللام في المصحف مفصولة من ياسين وقالوا يا سين معناه يا رجل يدلك وضوحا إنك لمن المرسلين ثم اختلفوا فمنهم من قال أهل دين الرجل وتمسك بقوله (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) قَالَ الصَّادِقُ ع وَاللهِ مَا عَنَى بِهَذَا إِلَّا بِنْتَهُ وقال أبو محمد النوبختي يجوز أن يكون آل فرعون من أهل بيته ممن كان على كفر فرعون ولو كان آل محمد من اتبعه من لم يكن من ذوي نسبه لكان من اتبع جبريل من آل جبريل فيكون محمد من آل جبريل ولكان المسلمون من آل نوح وإبراهيم وموسى وعيسى لأن المسلمين متبعون للأنبياء ويكون من اتبع أبا حنيفة في فقه من آله وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَابْنُ جُبَيْرٍ وَالْأَعْمَشُ وَالْكَلْبِيُّ وَنَافِعٌ وَيَعْقُوبُ وَأَبُو حَازِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْقُشَيْرِيُ يَاسِينُ مُحَمَّدٌ وَآلُهُ أَهْلُهُ وَهُوَ الْمَرْوِيُّ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَعَنِ الْبَاقِرِ وَالصَّادِقِ وَزَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ ع يدل على ذلك من الكتاب قوله في قصة زكريا (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) إنما عنى الأولاد وفي قصة لوط (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ) ثم قال (إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) وما نجا من قومه إلا ابنتيه ريثا وزعرقا فسمى بنتيه آله وقوله (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) كان ابن عمه خربيل وهو الذي قال لموسى (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ) نسبه إلى القرابة لا إلى الدين وقوله (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ) الآية ثم قال (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) والذرية النسل وَمِنَ السُّنَّةِ مَا رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي الْمُسْنَدِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ أَبِي رَافِعٍ وَرَوَى جَمَاعَةٌ عَنْ جَابِرٍ وَعَنْ أَبِي طَلْحَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ص أُتِيَ بِكَبْشَيْنِ فَأَضْجَعَ أَحَدَهُمَا وَقَالَ بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُمَّ عَنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَضْجَعَ الْآخَرَ وَقَالَ بِسْمِ اللهِ وَاللهُ أَكْبَرُ عَنْ مُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ الْخَبَرَ. وَفِي رِوَايَةِ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ ع بِسْمِ اللهِ عَنِّي وَعَنْ آلِي وَهُمْ أَهْلُ بَيْتِي وَقَالَ فِي الثَّانِي بِسْمِ اللهِ عَنْ أَزْوَاجِي وَأُمَّتِي. ومن الفقه قال الشافعي ومالك والمزني ومسلم والطبري والغزالي الصدقة لا تحل لآل محمد ولا خلاف أنها لا تحرم على الأمة وإن ذكر الصلاة على النبي وعلى آله جعل مقترنا بذكر الصلاة على آل إبراهيم فلا يجوز أن يدخل فيهم العصاة والرجل إذا قال مالي لآلي دفع إلى قرابته وإذا قال مالي لآل أبي بكر ولآل عمر يدفع إلى قرابتهما وإذا قال مالي لآل رسول الله أخذه أصحاب الأنفال. ومن اللغة أن كل شيء يئول إلى أصله بقرابة منه يسمى آلا من ذلك آل البعير ألواحه وآل الخيمة عمدها وآل الجبل أطرافه وآل الرجل أهله. النابغة :


    قعود على آل الوجوه ولاحق
    يقيمون حولياتها بالمقارع

    الكميت:
    على الجود من آل الوجيه ولاحق
    تذكرنا أوتارنا حين تصهل.

    الجعدي من نجل فياض ومن آل سبل فهذا يدل على أن الآل الولد والنسل والدليل على أن الآل أهل هو أنه قد أجمع النحاة إلى تصغير الآل أهيل على الأصل وقال الكسائي وأويل أيضا عن اللغة.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) أجمع المفسرون والمحدثون أنها نزلت في أهل البيت ع وقال عكرمة والكلبي نزلت في النساء أما عكرمة فهو خارجي وأما الكلبي فهو كذاب وقد تعلق من نصرهما بقوله (فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ) والأهل في موضوع اللغة ساكنو الدار من الأزواج والأولاد وأولاد أبيه وجده دنية ولا يقال للجد الأبعد لأنه لو جاز ذلك لكان سائر العرب أهل الرسول بالنسب قوله (مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) قال الجبائي في قوله (رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ) يدل على أن زوجة الرجل من أهله أيضا وقال جماعة من المفسرين إنما جعلت سارة من أهل بيت إبراهيم لما كانت بنت عمه وأهل البلد قطانه وأهل السموات والأرض قطانها وقوله (فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) يعني لوطا وبنتيه والصحيح أن اسم أهل البيت لا يقع إلا على الذين لا ينفصلون عنه بشيء لأن الأهل مأخوذ من إهالة البيت وهم الذين يعمرونه فقيل لكل من عمر النسب أهل كما قيل لكل من عمر البيت ولذلك قيل لقريش آل الله لأنهم عمار بيته وأهل القرآن أهل الله فقوله (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) هم المعصومون ولو كانت في النساء لقال ص ليذهب عنكن ويطهركن فلما جاء فيهم جاء على لفظ التذكير لأنه إذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر على المؤنث يوضح ذلك أنه لو سئل عائشة من أهل بيت من هي لقيل من أهل بيت أبي بكر ومن أسرة أبي بكر ولو لم يكن من أهل بيته لم يكن من عترته ولا من أسرته ولو كانت عائشة وحفصة من أهل بيت النبي ص لكانت صفية من أهل بيته وهي بنت يهودي ولو أن هاشميا تزوج تركية أو رومية لم نقل لتلك المرأة إنها من أهل بيت ذلك الرجل الهاشمي كما لا يقال إنها من بني هاشم وقوله (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ) لا يريد به أزواج النبي ص وقوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ

    آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) أي جميع القرابات والأخبار الواردة عن النبي ص من أحب أهل بيتي لا يريد بها أزواجه ورويتم فِي حَدِيثِ الْمُبَاهَلَةِ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لِعَائِشَةَ أَوْ لِأُمِّ سَلَمَةَ لَمَّا قَالَتَا أَلَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ قَالَ لَا إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ. وَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) كَانَ النَّبِيُّ ص يَجِيءُ إِلَى بَابِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ عِنْدَ حُضُورِ كُلِّ صَلَاةٍ فَيَقُولُ الصَّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللهُ.
    فصل
    قوله تعالى : (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) وقوله (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) وقال يا بني آدم أضافنا بالبنوة إلى الأجداد حتى أضافنا إلى الجد الأعلى وهذا دليل على أن الجد يسمى أبا فالنبي ص يكون أبا لأولاد فاطمة وأما قولهم إن القرابة لا يفيد إلا لحما ودما والشأن في العلم والأخلاق المرضية لقوله (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) وقوله (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) فقد قال الله تعالى (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ) الآية وقال (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) ولا شك أن العلوم والأخلاق المرضية نافعة وفي العترة الطاهرة أكثر كالصلاة في المسجدين دون غيرهما وقالوا فضيلة القرابة لا تنفع لقوله (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) أما الثواب الدائم فلا ينتفع به إلا بالإيمان وما سواه ينتفع بها كإمامة الشيخ والشاب الصبيح وذلك غير مكتسبة والصلاة في المسجد الحرام والعمل القليل مع العلم أفضل ولا يمتنع أن يكون إيمانهم أفضل والثواب عليه أجزل وقالوا قال تعالى (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ) وفيهم عصاة عصيان بني آدم لا يقطع أنسابهم قوله تعالى : في قابيل (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِ) وقوله تعالى : في أولاد إسماعيل وإسحاق (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ) وكتاب الله تعالى لا يخلو من المحكم والمتشابه ولا يعتقد مسلم أن المتشابهات ليس من القرآن وقالوا قال تعالى (إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) الآية فجوابه أن النسبة الأولى تجمع الكل إلا أنهم أخص وقالوا الحدود لا ترفع عنهم في الدنيا فكيف ينفعهم النسب في الآخرة الجواب لأنهم مكلفون والحد تكليف ليس بعقوبة لأنه إن تاب قبل إقامة الحد عليه سقطت عنه العقوبة وقالوا الْخَبَرُ الْمَشْهُورُ كُلُّ حَسَبٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَسَبِي وَنَسَبِي. الجواب الأنساب لا يتغير بموت ولا حياة ولا

    باختلاف دار التكليف والجزاء أنما أراد به لا ينفع كما قال (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ) وقوله (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً) وقوله (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ) إلا أن النبي ص يشفع لمن شاء من أمته خاصة لأهل بيته
    فصل
    قوله تعالى : (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) 218 26 الثعلبي والواحدي وابن بطة في كتبهم عن عطا وعكرمة عن ابن عباس يعني نديرك من أصلاب الموحدين من نبي إلى نبي حتى أخرجك في هذه الأمة وما زال يتقلب في أصلاب الأنبياء والصالحين حتى ولدته أمه وَقَدْ جَاءَ فِي الْخَبَرِ فَمَا زَالَ يَنْقُلُهُ مِنَ الْآبَاءِ الْأَخَايِرِ وَالْأُمَّهَاتِ الطَّوَاهِرِ وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ بِالْآبَاءِ الطَّاهِرَةِ السَّاجِدَةِ. ولو عنى شيئا من الأصنام لما من عليه لأن المنة بالكفر قبيح.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) يدل على أن آمنة بنت وهب كانت مؤمنة لِأَنَّهُ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ فِي حَدِيثِ بُرَيْدَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ص أَتَى إِلَى رَسْمِ قَبْرٍ وَجَلَسَ وَجَلَسَ النَّاسُ مَعَهُ حَوْلَهُ فَجَعَلَ يُحَرِّكُ رَأْسَهُ كَالْمُخَاطَبِ ثُمَّ بَكَى فَقِيلَ مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللهِ قَالَ هَذَا قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ وَقَدِ اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي زِيَارَةِ قَبْرِ أُمِّي فَأَذِنَ فَزُورُوا الْقُبُورَ تُذَكِّرْكُمُ الْمَوْتَ.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) يدل على أن عبد الله وأبا طالب كانا مؤمنين لأنه لو كانا مشركين لكان النبي والوصي ابني نجسين وهما الطيبان الطاهران.
    قوله سبحانه :
    (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) قسم بلام التوكيد لناصره ولم يكن له ناصر سوى أبي طالب والله تعالى إنما ينصر المؤمنين قوله (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وَفِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ وَتَارِيخِ بَغْدَادَ وَتَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ عِنْدَ وَفَاةِ أَبِي طَالِبٍ وَصَلَتْكَ رَحِمٌ وَجُزِيتَ خَيْراً كَفَّلْتَنِي صَغِيراً وَحَصَّنْتَنِي كَبِيراً وَجُزِيتَ عَنِّي خَيْراً ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ

    فَقَالَ أَمَ وَاللهِ لَأَشْفَعَنَّ لِعَمِّي شَفَاعَةً يَعْجَبُ لَهَا الثَّقَلَانِ فَدَعَا لَهُ. وليس للنبي ص أن يدعو بعد الموت لكافر قوله (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً) ولقد كان إبراهيم قال (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَ) (فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ) ثم قبل الشفاعة له والشفاعة لا تكون إلا لمؤمن قوله (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) ثم إنه أمر عليا من بين أولاده الحاضرين بتغسيله وتكفينه ومواراته دون عقيل وطالب ولم يكن من أولاده من آمن في تلك الحال إلا علي وجعفر وكان جعفر في بلاد الحبشة ولو كان كافرا لما أمر ابنه المؤمن بتوليته ولكان الكافر أحق به ومما يدل على إيمان أبي طالب إخلاصه في الوداد لرسول الله والنصرة له بقلبه ولسانه ويده وأمره ولديه عليا وجعفرا ولأخيه حمزة باتباعه وكل ما يدل على أن غيره من أمة النبي ص مؤمن أو مقر فإنه موجود فيه ما إن لم يزد على إقرار جميع المسلمين لم ينقص عنه ومن أشعاره الدالة على إيمانه ما يزيد على ثلاثة آلاف بيت يكاشف فيها من يكاشف النبي ص ويصحح نبوته منها قوله لبني هاشم شعر :
    أوصي بنصر النبي الخير مشهده
    عليا ابني وعم الخير عباسا.

    وقوله لحمزة:
    صبرا أبا يعلى على دين أحمد
    وكن مظهرا للدين وفقت صابرا

    فقد سرني إذ قلت إنك مؤمن
    فكن لرسول الله في الله ناصرا.

    وقوله لابنه طالب:
    أترى أراه واللوا أمامه
    وعلي ابني للواء معانق.

    وكتب إلى النجاشي :
    تعلم أبيت اللعن أن محمدا
    نبي كموسى والمسيح ابن مريم

    أتى بالهدى مثل الذي أتيا به
    فكل بحمد الله يهدي ويعصم

    وقوله لما تحصن في الشعب :
    ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا
    نبيا كموسى خط في أول الكتب

    وقوله:
    ألا إن أحمد قد جاءهم
    بحق ولم يأتيهم بالكذب

    وقوله:
    ألم تعلموا أن ابننا لا مكذب
    لدينا ولا يعني بقول الأباطل

    وقوله:
    وبالغيب آمنا وقد كان قومنا
    يصلون للأوثان قبل محمد

    وقوله:
    وعرضت دينا لا محالة إنه
    من خير أديان البرية دينا

    وقوله:
    أقيم على نصر النبي محمد
    أقاتل عنه بالقنا والقنابل

    وقوله:
    أذب وأحمي رسول المليك
    حمام حمام عليه شفيق

    وقوله:
    أنت الأمين أمين الله لا كذب
    والصادق القيل لا لهو ولا لعب




    أنت الرسول رسول الله نعلمه
    عليك تنزل من ذي العزة الكتب

    وقوله:
    حليما رشيدا حازما غير طائش
    توالى إله الخلق ليس بماحل

    فائدة رب العباد بنصره
    وأظهر دينا حقه غير باطل

    وقوله:
    يا شاهد الله علي فاشهد
    آمنت بالواحد رب أحمد


    من ضل في الدين فإني مهتدي
    وقوله:
    مليك الناس ليس له شريك
    هو الجبار والمبدئ المعيد

    فمن فوق السماء له نجوم
    ومن تحت السماء له عبيد.

    قوله سبحانه :
    (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) الآية إذا كان الإيمان من فعل الله تعالى وإنه لا يحب إعطاءه لأبي طالب فلا يجوز أن يحب النبي ص إيمانه لأنه يكون مخالفا لرضا الله والنبي ص كان يحب إيمان جميع الخلق فأي اختصاص لأبي طالب في ذلك وكيف يعاتب في إرادة الإيمان وقد بعث للدعاء إليه ويلزم أنه لا يلزم الأصول لأن من عرف الأصول لا يخالف الله في مشيته ثم إنه قال (وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) فربما كان أهداه وأنتم لا تعرفونه لأن الإيمان من أفعال القلوب ثم قال (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فما معنى قولكم إنه مات كافرا ثم إن أبا طالب لا يكون ملوما لأنه ما خلق فيه الإيمان قوله (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) وإنه تعالى قال (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى) لعله يدخل أبا طالب في الجنة لأن الكافر عندكم له رجاء ومن خلق الدنيا والآخرة له ولرضاه فلا يزعمه هكذا بل يعطي الإيمان لعمه وناصره ومن يهواه ويحبه.
    قوله سبحانه :
    (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ) الآية قال الحسين بن الفضل إنه آخر ما نزل من القرآن ومات أبو طالب في عنفوان الإسلام
    فصل
    قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ) إلى قوله (عَظِيماً) وقوله (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ) الآية يدلان على بطلان

    قول من افتخر بكونهما في العريش مع النبي ص يوم بدر لأنه ص لا ينهى عن الجهاد بل يأمر به هذا إنما حبسهما معه لكي لا يئول الأمر إلى مثل يوم خيبر وأحد وحنين وأما من زعم أنه أشفق عليهما فإنه ص كان أولى أن يشفق في ذلك اليوم على حمزة وعلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وكيف لم يشفق عليهما في يوم خيبر حتى انهزما ومن زعم أنه احتاج إلى رأيهما أخطأ لأنه ص كان مؤيدا بالملائكة كاملا غير ناقص والفاضل لا يحتاج إلى المفضول والمعصوم لا يجوز عليه الخطأ وإنهما قد خرجا عن هذه الصفات.
    قوله سبحانه :
    (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) مقتضاها العموم ويليق بأمير المؤمنين لأن الله قد فسره في مواضع فقال في الصابرين (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ) يعني الحرب وقال في الصادقين (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) من القتال وغيره وقال في القانتين (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ) وقال في المنفقين (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) ولا خلاف أن هذه الآيات نزلت في أمير المؤمنين ع.
    قوله سبحانه :
    (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) فقوله (وَالَّذِينَ مَعَهُ) إما من كان في زمانه أو من كان على دينه والأول يقتضي عموم أوصاف الآية لكل من صحبه من مؤمن أو منافق ولا يجوز أن يعني به المنافق فلم يبق إلا أنه أراد تعالى من كان على دينه ولا نسلم أن من كان بهذه الصفة فهو مزكى ومستحق لجميع صفات الآية ثم إن في آخر الآية (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) يعني الجهاد وبذل النفس وهذا من صفات أمير المؤمنين وقال (رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) والأول قد ظهرت منه الغلظة على فاطمة ع في كبس بيتها ومنع حقها حتى خرجت من الدنيا وهي غضبى عليه وقال لخالد بن الوليد لا تفعل خالد ما أمرتك وقتل مالك بن نويرة وأما الثاني فعادته معروفة حتى قال المسلمون وليت

    علينا هذا الفظ الغليظ وقال هو يوم السقيفة اقتلوا سعدا وهو الهاجم على بيت فاطمة وضرب أبا هريرة وسعد بن أبي وقاص وغيرهما بالدرة وأما الثالث فأمره أشهر من أن يذكر ثم قال (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) وصفهم الله بالركوع والسجود ولا يريد ذلك سجود الأوثان وأمير المؤمنين لم يسجد لها قط والمشايخ قد مضى أعمارهم شطرها على عبادة الأصنام ثم قال (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) فصرح بحرف التبعيض أن الموعودين بالمغفرة والأجر العظيم هم بعض من معه من المذكورين في قوله (وَالَّذِينَ مَعَهُ) فليدلوا على أنهم ذلك البعض وبعد فإن قوله (وَالَّذِينَ مَعَهُ) في محل الرفع بالابتداء ولا بد للمبتدإ من خبر والخبر لا بد أن يكون له مبتدأ كقولك زيد قائم والقائم زيد فالأول كيف يكون مبتدأ والثلاثة خبره ولا بد أن يكون الخبر عين المبتدأ وذلك بأهل البيت ع أليق.
    قوله سبحانه :
    (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ) نزل بالإجماع عام الحديبية فوقوع الرضا لمن اختص بالأوصاف التي فيها ولا يجوز أن يرضى الله عن الكل لأنهم كانوا ألفا وسبعمائة رجل وفيهم مثل جد بن قيس وابن أبي سلول وكان فيهم مثل طلحة والزبير وقد خرجا على الإمام ولم يمنع وقوع الرضا في تلك الحال من مواقعة المعصية فيما بعد ثم قال (إِذْ يُبايِعُونَكَ) وبالإجماع أن البيعة كانت تحت الشجرة على أن لا يفروا ويثبتوا في الحرب حتى يقتلوا أو يغلبوا فانهزم الأول والثاني في خيبر بالاتفاق فَغَضِبَ النَّبِيُّ ص وَقَالَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ ذَكَرَ ذَلِكَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالتَّارِيخَيْنِ. ثم انهزموا في يوم حنين قوله (ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ) ولا خلاف في أن عليا ع لم ينهزم قط فالآية به أليق وبمن تبعه ثم إن الآية دالة على مدح علي ومن تبعه وذلك أن الله تعالى أخبر بأنه رضي عن المؤمنين ثم بين أن المرضي عنهم في هذا الخطاب من جملة المؤمنين السابقين ثم بين أن المبايعين هم من بايع تحت الشجرة وهم من علم ما في قلوبهم ثم جعل العلامة عليهم نزول السكينة عليهم وهي النصر والفتح القريب على أيديهم فصار حصول النصر والفتح هو المبين من المرضي عنهم من المبايعين فالرجلان قد عريا عن السكينة والفتح وعلي اختص بهما.

    قوله سبحانه :
    (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) قال الجبائي دالة على إمامة الخلفاء الأربعة للتمكين المذكور في أيامهم الاستخلاف هاهنا غير الإمامة بل المعنى إبقاؤهم في أثر من مضى من القرون وجعلهم عوضا منهم وخلفا يوضح ذلك قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلائِفَ الْأَرْضِ) وقوله (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ ما يَشاءُ) وقوله (عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ) ثم إن هذا الاستخلاف والتمكين في الدين كانا في أيام النبي حين أعلى الله كلمته وأكمل دينه وليس كل التمكين كثرة الفتوح لأن ذلك يوجب أن دين الله لن يتمكن إلى اليوم لعلمنا ببقاء ممالك الكفر ولا يجوز أن يكونوا معنيين بها لأنه لا يقال في الحقيقة إنه استخلف إلا إذا نص على المستخلف إما بقرآن أو بخبر صحيح فأما القوم المتقدمون على أمير المؤمنين ع فالمستخلف لهم غيره سبحانه وغير رسوله لأن الذي استخلف الأول هو الثاني وأبو عبيدة وبشير بن سعد والذي استخلف الثاني هو الأول والذي استخلف الثالث هو عبد الرحمن وإنه تعالى شبه استخلافه لهم باستخلافه للذين من قبلهم وهو أنه كان يظهر على أيديهم المعجزات أو يأمر من ينص عليهم بالاستخلاف وما جرى في الأمم باستخلاف يضاف إلى الله سبحانه بأن يتولاه الأمم بأنفسها ولو صح ما قالوا لما احتيج إلى اختيار ولكان منصوصا عليهما وذلك خلاف الإجماع وإذا سلم أن المراد به الإمامة فقال ابن عباس ومجاهد هم أمة محمد ص وقال علماء أهل البيت ع إنما يكون ذلك عند قيام المهدي ع لقوله (وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) وما كان ذلك إلى أيامنا هذه.
    قوله سبحانه :
    (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ) يقتضي العموم وإنهم تابوا فتاب الله عليهم فليدلوا بعد ذلك على وقوع التوبة من الجماعة حتى يدخلوا تحت الظاهر.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ) التنازع في اقتضاء

    الظاهر للعموم وإذا سلمنا ذلك جاز أن يحمل العفو على العقاب المعجل في الدنيا دون المستحق في الآخرة.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) وهذا شرط يحتاج إلى دليل في إثباته للجماعة ومع هذا فهو سؤال يقتضي الإجابة.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) إنما أراد الرسول ص ستدعون فيما بعد إلى قتال قوم أولي بأس شديد وقد دعاهم النبي ص بعد ذلك إلى غزوات كخيبر وموتة وتبوك وغيرها قوله (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ) إلى قوله (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) أراد به المخلفين عن الحديبية بإجماع المفسرين ثم قال (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ) إلى قوله (لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً) وقد غلطوا في التأريخ قال الضحاك هم ثقيف وقال ابن جبير وقتادة وعكرمة هم هوازن وقال قتادة هم هوازن وثقيف وقال ابن عباس هم أهل فارس وقال ابن أبي ليلى والحسن هم الروم وقال الزهري هم بنو حنيفة مع مسيلمة الكذاب ولا يمنعنا أن يقول المعني به أمير المؤمنين ع في قتال الخوارج
    فصل
    قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) وقوله (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) قيل في معنى الآية الأولى قولان أحدهما أنه يختار الذي كان لهم فيه الخيرة فذلك يدل على شرف اختياره لهم والثاني أن يكون ما نفيا أي لم يكن لهم الخيرة على الله بل لله الخيرة عليهم لأنه مالك حكيم في تدبيرهم كما قال (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) وقال (فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) إلى قوله (صادِقِينَ) ولو جاز أن تختار الأمة رجلا فيكون إماما

    طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله لجاز أن تختار أيضا رجلا فيكون نبيا ولا يخلو الاختيار من أن يكون إلى كل الأمة أو إلى بعضها فإن كان الأول لم يجز أن يقام الإمام إلا بعد اجتماع الخلق عليهم ويمضي الدهور على ذلك قبل أن يقوم الإمام وإن كان إلى بعضها فيجب إلى أبعاض الأمة كلها إذا اتصل بها موت الإمام أن ينتدبوا إلى نصب الأئمة فيقيم كل بعض إماما ولو كان الاختيار إلى بعض الأمة وهم العلماء على زعمهم كان يجب أن يختاروا باطنه وظاهره فوجب أن لا يختار كل واحد من العلماء إلا نفسه لأنه عالم بظاهرها وباطنها وإذا وجب أن يختار كل واحد نفسه فسد الاختيار لأنه يجب أن يكون أئمة كثيرة في وقت واحد ولا يكون إماما بتة.
    قوله سبحانه :
    (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ) المهاجرون الأولون هم الذين كانوا مع النبي ص في شعب عبد المطلب بمكة وقد اجتمعت الأمة أنهم كانوا بني هاشم فقط وأما الأنصار فهم السبعون العقبيون بإجماع المحدثين والسبق هاهنا إن كان إظهار الإسلام فلا بد أن يكون مشروطا بالإخلاص في الباطن لأن الله تعالى لا يعد بالرضا من أظهر الإسلام ولم يبطنه فيجب أن يكون الباطن معتبرا ومدلولا عليه فمن يدعي دخوله تحت الآية حتى يتناوله الوعد بالرضا والوجه الثاني يؤدي أن يكون جميع المسلمين سابقين إلا الواحد الذي لم يكن بعده إسلام أحد فلم يبق إلا الوجه الأول ولهذا أكده بقوله (الْأَوَّلُونَ) لأن من كان قبله غيره لا يكون أولا بالإطلاق ومن هذه صفته بلا خلاف فهو علي وحمزة وجعفر وخباب وزيد وعمار وسعد بن معاذ وأبو الهيثم وخزيمة فأما الأول ففي تقدم إسلامه خلاف كثير ثم إن من روى ذلك أبو هريرة وكان من الخاذلين وقد ضربه عمر بالدرة لكثرة روايته وقال إنه كذوب وإبراهيم النخعي وهو ناصبي جدا تخلف عن الحسين وخرج مع ابن الأشعث في جيش ابن زياد وكان يقول لا خير إلا في النبيذ الصلب وحسان بن ثابت وهو شاعر وعناده لعلي ظاهر.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) إلى قوله (تَشْعُرُونَ) تدل على فساد قول من قال إن النبي ص صلى خلف أحد

    لأن حاله في ذلك لا يخلو إما أنه كان إماما أو مأموما أو مشاركا فإن كان إماما فقد عزل المتقدم عليه على التأبيد لأنه آخر أفعاله ص وإن كان مأموما فقد عصى الله من تقدم عليه ورفع صوته بين يديه وفيه نسخ النبوة وإن كان مشاركا فيكون سنة يعمل عليها بعده وقد صنف أبو عيسى الوراق فيه كتابا نحو مائتي ورقة في بطلان هذه المقالة.
    قوله سبحانه :
    (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) 5 92 إنها عامة في كل من أعطى وصدق فحملها على التخصيص بلا دليل اقتراح لأن قائله لا يجد فرقا بينه وبين من خصصها بغير من ذكروه على أنهم رووا عن ابن عباس وأنس بن مالك أنها نزلت في أبي الدحداح وسمرة بن جندب وأن أبا الدحداح هو الذي (صَدَّقَ بِالْحُسْنى) وسمرة هو الذي (بَخِلَ وَاسْتَغْنى) وإذا تكافأت الروايتان بقيت الآية على عمومها ثم إن التفسير في هذا كله خلاف ما يدعونه لأنه أنذر جماعة المسلمين في قوله (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) إلى قوله (وَتَوَلَّى) ورغبهم في الخيرات قوله (وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى).
    قوله سبحانه :
    (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ) ليس في الآية دلالة على فضله لأنه يحتاج أن يثبت له الإنفاق قبل الفتح وذلك غير ثابت ويثبت القتال بعده ولم يثبت ذلك أيضا ثم إن الآية تقتضي الجمع بينهما وعلي هو الذي جمع بينهما وليس يجتمع للواحد منهما الوصفان لأن الأول لو صح له إنفاق لما صح له جهاد ولو صح للثاني جهاد لما صح له إنفاق ثم إنه لو صح للأول الإنفاق لما صح على الإخلاص مثل ما قال في علي (إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ) وقوله (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً).
    قوله سبحانه :
    (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) يجب حملها على العموم لأن الحمل على الخصوص بلا دليل لا يجوز على أن المعني بها ينبغي أن يكون من أولي الفضل والثاني من أولي السعة وهما منتفيان عن الأول ثم إنه روي أنها نزلت لسبب الماء ولو صح ذلك لكان أقرب إلى المنقصة لأن النهي لا يكون إلا عن معصية وقد ثبت أنه

    حلف على ما ادعوه ونزل القرآن بنهيه عما فعل ولم يثبت أنه زال عنه فيجب القول باستحقاقه الذم إلى أن ثبت زواله عنه.
    قوله سبحانه :
    (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ) كيف يكون في الأول وإنه عندكم كان موسرا والألف واللام يقتضيان الاستغراق لقوله (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) فوصف بالصدق من تكاملت له الشرائط ففيها ما هو مشاهد كالهجرة والإخراج من الدار والأموال وفيها ما هو باطن لا يعلمه إلا الله تعالى وهو ابتغاء الفضل والرضوان من الله ونصرة الله ورسوله لأن المعتبر في ذلك بالنيات فيجب أن تثبتوا إجماع هذه الصفات في كل من هاجر وأخرج من دياره وأمواله.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) إنما نزلت في شأن أمير المؤمنين ع لأن في عقبها (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) الآية وإن هذه الأوصاف كان مستكملا له بالإجماع وقد صح محبة الله تعالى ورسوله في خبر الطير وحديث خيبر وقصة الوفاة ولم يصح ذلك لغيره ثم قال (أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ) ومعلوم حاله مع المؤمنين والكافرين ولم يسبقه أحد من العالمين ثم قال (يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ) وهو منفي عنهما بالإجماع ولاحق به بالاتفاق وأما دعواهم أنهم أهل الردة فمحال لأنهم كانوا يظهرون الشهادتين والتأذين والصلاة كما شهر في الصحاح والسنن وهذا ليس من حكم الارتداد ولنا أن نقول أيضا إنه قَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ ع تُقَاتِلُ النَّاكِثِينَ وَالْقَاسِطِينَ وَالْمَارِقِينَ. وهؤلاء عندنا مرتدون بذلك وضوحا إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ يَوْمَ الْبَصْرَةِ وَاللهِ مَا قُوتِلَ أَهْلُ هَذِهِ الْآيَةِ حَتَّى الْيَوْمَ وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ. وقد روي عن عمار وحذيفة وابن عباس وابن مسعود أنها نزلت في أهل البصرة ومن قاتل عليا ومن المعلوم أن صاحبكم ليس له قتيل في الإسلام وقد انهزم عن النبي ص مرارا بلا خلاف.

    فصل
    قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) لفظة السابقين في الآية مطلق غير مضاف ويحتمل أن لا يكون مضافا إلى ظاهر الإسلام بل يكون المراد به السبق إلى الخيرات ويكون قوله (الْأَوَّلُونَ) تأكيدا لمعنى السبق كما يقولون فلان سابق في الفضل أول سابق كقوله (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) ثم إن طلحة والزبير كانا من السابقين فهذا الرضا لم يمنعهما من الفسق الموجب للخلود في النار عند المعتزلة وعندنا من الكفر فكيف يمنع الرجلان لم تكن العصبية وإذا ورد في القرآن مدح الجماعة وورد ذم لأخرى ولم يكن في أحد الأمرين تسمية ولا تصريح فالواجب التوقف فمن الظواهر الواردة بالذم قوله (وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا) الآية وقوله (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَإِذا لَقُوكُمْ قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ مِنَ الْغَيْظِ) وقوله (يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ) وقوله (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَ) وقوله (وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ) وقوله (وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ) وقوله (يَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ) وقوله (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلى أَحَدٍ) وقوله (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً) وقوله (وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسالى) وقوله (وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ) ثم إن الآية خاصة غير عامة وقد بين خصوصها بقوله (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ) الآية وقد اجتمع العلماء على أن الإسلام لم يخرج من بيت خديجة حتى أسلم كل من فيه ثم إنه ص دعا غيرهم وهو الصحيح في المعقول لأن المرء يبدأ بأهل بيته قبل البعداء إذ من لم يقو على أهل بيته كان عن غيرهم أضعف فكان لعلي ع ثلاث دعوات دعوة أهل بيته ثم دعوة العشيرة قوله (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ثم دعوة العامة وصاحبكم إنما كان في الدعوة العامة.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) قد ثبت أنه إنما أسلم بعد علي وخديجة وجعفر وزيد وأبي ذر وعمر بن عنبسة وخالد بن سعد إلى تمام خمسين رجلا ذكره الطبري بإسناده عن سعد بن أبي وقاص فهذه الآية تليق بهم ثم الصواب أن يكون لكل مصدق تقديم لقوله (أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) ثم إن المفسرين اختلفوا فقالوا المراد به النبي ص وقالوا هو علي بن أبي طالب.
    قوله سبحانه :
    (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) أجمع المفسرون ونقله الأخبار أنه لما نزل براءة

    دفعها النبي ص إلى الأول ليبلغها ثم أخذها ودفعها إلى علي فبلغها فمن لم يؤد عنه في حياته عشر آيات كيف يؤدي عنه بعد موته الشريعة كلها وقد عزله رسول الله عن أدائها وعن الراية يوم خيبر وعن سكنى المسجد وعن الجيش الذي نزل فيه سورة والعاديات وعن الصلاة يوم تقدم بأمر بلال عن عائشة فصار منسوخا فقد ثبت لعلي ع في هذا المقام ست خصال وثبت عليه ست خصال فعلي هو الناسخ وهو المنسوخ وعلي العازل وهو المعزول وعلي المثبت للحق وهو النافي له وعلي المؤدي عن النبي حكما وخبرا وهو الذي لا يصح أن يؤدى عنه وعلي المنزه عن موقف الجهل بالموسم والوقوف بالمزدلفة ومن حج في ذي الحجة وختم به حج الجاهلية وهو غير ذلك وعلي من النبي وهو ليس منه فمن نفاه الله عن محمد ص في وحيه أنه لا يؤدي إلا أنت أو رجل منك لا يصلح للإمامة.
    قوله سبحانه :
    (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ) الآية فهو إخبار عن العدد وما في ذلك من فضل لأننا نعلم ضرورة أن نبيا وذميا أو مؤمنا ومؤمنا أو مؤمنا وكافرا اثنان على أن القائل إذا قال فلان ثاني فلان مطلقا يفيد تقارب المنزلة وفي الآية أنه ثانية في المكان فلا يفيد إلا العدد وأما قوله (إِذْ هُما فِي الْغارِ) فاجتماعهما في المكان كالأول لأن المكان يجمع المؤمن والكافر ومكة والمدينة أشرف البقاع وقد جمعا المؤمنين والمنافقين والكافرين وأما قوله (إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ) فاسم الصحبة يجمع المؤمن والكافر دليله (قالَ لَهُ صاحِبُهُ وَهُوَ يُحاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً لكِنَّا هُوَ اللهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) وقال للكفار (وَما صاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ) أضاف النبي إليهم بالصحبة والمضاف إليه أقوى حالا من المضاف وقال حاكيا عن يوسف (يا صاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُما فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً) ومعلوم أنهما كانا كافرين ثم إن اسم الصحبة يكون على الحيوان والجماد ويقع بين الإنسان والوحش وقوله (لا تَحْزَنْ) فهو نهي والنهي لا يكون في الحقيقة إلا للزجر عن القبيح ولا سبيل إلى صرفه بغير دليل ثم إن حزنه إما أن يكون طاعة أو معصية فإن كان طاعة فإن النبي ص لا ينهى عن الطاعات بل يأمر بها وإن كان معصية فقد نهاه النبي ص عنها وقد شهدت الآية بذلك وقوله (إِنَّ اللهَ مَعَنا) فإن النبي ص أخبر أن الله معه وعبر عن نفسه بلفظ الجمع كقوله (إِنَّا نَحْنُ

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:48 pm

    نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) وقيل (إِنَّ اللهَ مَعَنا) أي يرانا لأن الله مع البر والفاجر والمؤمن والكافر قوله (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ) الآية قوله (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) إنما نزلت السكينة على النبي ص لأن الضمائر من قبل ومن بعد تعود إلى النبي بلا خلاف قوله (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) وكذلك فيما بعده قوله (سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ) فكيف يتخللهما ضمير عائد إلى غيره وكيف ينزل جنود الملائكة على الأول وفي هذا إخراج النبي ص من النبوة ثم إن الله تعالى قال في يوم حنين (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) يعني تسعة نفر من بني هاشم وقال في ليلة الغار ثم أنزل الله سكينته عليه لأنه لم يره موضعا لتزيلها معه
    فصل
    قوله تعالى : لإبراهيم ع (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) والشرك أكبر الظلم قوله (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) فقال إبراهيم (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) وتبرأ ممن لا يقتدى به فقال (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فقد ختم الله تعالى أن من عبد الأصنام لا يصلح للإمامة ولا شك أن العرب كانوا عباد الأصنام إلا المعصومين.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) قد ثبت بمقتضى العقل عصمة الإمام وأنه يجب أن لا يختار فعلا قبيحا وقد حصل الإجماع على أن الجماعة لم يكونوا مقطوعين على عصمتهم فكيف يكونون أئمة مع عدم الصفة الواجبة في الإمام ثم إن كل من أوجب من الأمة عصمة الإمام قطع على أنه لا حظ لهم في الإمامة وقد ثبت أن النبي ص قد نص بالإمامة على علي ومع ثبوت ذلك لا إمامة لغيره وقامت الدلالة أيضا على أن الإمام يجب أن يكون محيطا بعلوم الدين دقيقة وجليلة ومعلوم أنهم كانوا يقفون في أشياء كثيرة من الدين ويرجعون فيها إلى غيرهم.
    قوله سبحانه :
    (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) الآية أخطأ من قال إنها نزلت في الثاني

    لما أسلم لأن كمال الدين في كمال الشريعة وذلك إنما يكون بعد نزول القرآن وتقرير العبادات وكان إسلامه في مبتدأ الأمر ولم يؤمر بالصلاة أربع ركعات ولا الأذان إلا المدينة والجمعة كانت في قبا والجهاد بعد سبعة أشهر من الهجرة والصوم بعد سنتين منها والقرآن قد نزل في عشرين سنة فصح مقالنا إنها نزلت في أمير المؤمنين ع في حجة الوداع.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) دال على أن الله تعالى جامع للقرآن وقال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) وأول محافظته أن يكون مجموعا منه تعالى وقال (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ) ولفظ الكتاب والقرآن يدلان على كونه مجموعا منه تعالى يقال كتبت الكتيبة وكتبت البغلة وكتبت الكتاب وقريت الماء في الحوض وقرى النمل وأم القرى والقرية وقد ثبت أن النبي ص قرأ القرآن وحصره وأمر بكتابته على هذا الوجه وكان يقرأ كل سنة على جبرئيل مرة إلا السنة التي قبض فيها فإنه قرأ عليه مرتين وإن جماعة من الصحابة ختموا عليه القرآن منهم أبي بن كعب وقد ختم عليه ابن مسعود عشر ختمات وإنه ص فضل كل سورة وذكر فضل قاريها ولو لم يكن مجموعا لما صح هذا كله ثُمَّ إِنَّ الْبُخَارِيَّ رَوَى عَنْ أَنَسٍ لَمْ يَحْفَظِ الْقُرْآنَ مِنَ الصَّحَابَةِ إِلَّا أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الْأَنْصَارِ أَبِي وَمُعَاذٌ وَزَيْدٌ وَأَبُو زَيْدٍ. ولم يذكر الثالث فكيف يجمع من لم يحفظ وَقِيلَ لِلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ ع إِنَّ فُلَاناً زَادَ فِي الْقُرْآنِ وَنَقَصَ مِنْهُ فَقَالَ ع أُومِنُ بِمَا نَقَصَ وَأَكْفُرُ بِمَا زَادَ. والصحيح أن كل ما يروى في المصحف من الزيادة إنما هو تأويل والتنزيل بحاله ما نقص منه وما زاد.
    قوله سبحانه :
    (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً) قال الكلبي نزل في عبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان فإن عبد الرحمن جاء إلى النبي بأربعة آلاف صدقة وجاء عثمان بأربعمائة من الإبل بأقنائها وأحلاسها أما الكلبي فهو كذاب عند أهل العلم والآية عامة والتخصيص يحتاج إلى دليل وجيش العسرة كانوا نيفا وثلاثين ألف رجل فكيف يجهز بأربعمائة بعير ولو كان هذا صحيحا لكان النبي ص قد جهز البكاءين بها ولم ينصرفوا خائبين من الجهاد قوله (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لا أَجِدُ ما أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلَّا يَجِدُوا ما يُنْفِقُونَ) ثم إن

    الآية مشروطة بزوال المن والأذى وقد نزل (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) على أنه قد روي أنه أنفق العباس وطلحة والزبير في جيش العسرة فالآية تكون نزلت في جماعة كثيرة.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) وقوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ) وقوله (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) الآيات الباغي من خرج على الإمام فافترض قتال أهل البغي كما افترض قتال المشركين أما اسم الإيمان عليهم كما قال (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) وَقِيلَ لِزَيْنِ الْعَابِدِينَ ع إِنَّ جَدَّكَ كَانَ يَقُولُ إِخْوَانُنَا بَغَوْا عَلَيْنَا فَقَالَ ع أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ (وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً) فَهُمْ مِثْلُهُ أَنْجَاهُ اللهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ وَأَهْلَكَ عَاداً بِالرِّيحِ الْعَقِيمِ. وَقَالَ رَجُلٌ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع هَؤُلَاءِ الَّذِينَ تُقَاتِلُهُمْ بِمَ نُسَمِّيهِمْ قَالَ سَمِّهِمْ بِمَا سَمَّاهُمُ اللهُ فِي كِتَابِهِ (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) إِلَى قَوْلِهِ (وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ) فَلَمَّا وَقَعَ الْخِلَافُ كُنَّا نَحْنُ أَوْلَى بِاللهِ وَبِالنَّبِيِّ وَبِالْكِتَابِ وَبِالْحَقِّ. وَفِي صَحِيحَيِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ وَمُسْنَدَيْ أَحْمَدَ وَالْمَوْصِلِيِّ وَتَفْسِيرَيِ الثَّعْلَبِيِّ وَالثُّمَالِيِّ وَإِحْيَاءِ الْغَزَالِيِّ وَفِرْدَوْسِ الدَّيْلَمِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَالْخُدْرِيِّ وَسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَأَنَسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ النَّبِيُّ ص يُؤْخَذُ بِنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِي ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ وَفِي رِوَايَةٍ إِنَّهُمُ ارْتَدُّوا الْقَهْقَرَى فَأَقُولُ سُحْقاً وَبُعْداً.
    فصل
    قوله تعالى : (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) وقوله (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ) نهي مطلق عن اتباع من لا حق معه وفي هذا بطلان مدعي الإمامة بالدعوة لأن الإمامة بالدعوة موقوفة على مجرد الدعوى والقائل بذلك لا يسنده إلى دليل عقلي ولا سمعي ولا شبهة في فساد ما لا دليل عليه ثم إنه يمكن دعوى جماعة من أولاد فاطمة تتكامل لهم الصفات المذكورة من العلم والشجاعة والسخاوة والخروج في وقت واحد فيجب القول بإمامة الكل أو إطراح دعوى الكل أو القول بإمامة مدعي مع

    عدم الدلالة المميزة له من غيره وكل ذلك باطل ويقتضي اعتقاد كل إقليم صحة إمامة من يليهم دون من عداه وهو باطل.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا) والإجماع أن العباس لم يكن مهاجرا وإنما أسروه يوم بدر ونزل فيه (فَشُدُّوا الْوَثاقَ) فخرج العباس من الإمامة بهذه الآية ثم إن الإمامة بالميراث حادث بعد انقراض من الصحابة والتابعين وأزمان بعدهما خالية منه وما هذه حاله ظهر بطلانه ثم إن الميراث عرى من حجة على كونه طريقا إلى الإمامة عقلية ولا سمعية والميراث يقتضي اشتراك العلماء والجهال والعقلاء والأطفال والنساء والرجال والعدول والفساق كاشتراكهم في الإرث ثم إن العباس ما ادعى ذلك في حياته ولا ادعى له بل كان يدعو إلى علي ع ويقول امدد يدك أبايعك وإنما أبدع ذلك الجاحظ تقربا إلى المنصور.
    قوله سبحانه :
    (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) اتفق أهل العدل على أنه يجوز لله تعالى أن يعذب وإن لم يبعث رسولا بأن لا يقتضي المصلحة بعثته ويقتصر لهم في التكليف العقلي فإنهم متى عصوا كان له أن يعذبهم وليس في الآية أنه لو لم يبعث رسولا لم يجز منه أن يعاقب إذا ارتكب القبائح العقلية إلا أن نفرض في أن بعثه الرسول لطفا فإنه لا يحسن من الله مع ذلك أن يعاقب أحدا إلا بعد أن نعرف ما هو لطف له ومصلحة لتنزاح العلة وقيل معناه ما كنا معذبين من عذاب الاستيصال والإهلاك في الدنيا حتى نبعث رسولا وتكون الفائدة في تأخيره إلى بعد الإرسال المبالغة والاحتجاج عليهم والتقدم بالإعذار والإنذار نهاية في الإحسان إليهم يدل على ذلك قوله تعالى : عقيب هذه الآية بلا فصل (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً) الآية وقد تعلقت السبعية بهذه الآية على أن معرفة الله تعالى بالتعليم وأجمع المفسرون على أنها تختص بالشرعيات دون العقليات على أن معرفة الأنبياء مبنية على المعجز والمعجز لا يكون إلا من فعل الله تعالى دون النبي المصدق ولأن المدعي لا يصدقه نفسه وإنما يصدقه غيره والمعجز هو القائم مقام قول الله تعالى لمدعي نبوة صدقت في دعواك علي فإذا لا تعرف نبوة نبي إلا بعد معرفة الله تعالى ثم ادعت أن الإمام بعد جعفر الصادق ع ابنه إسماعيل وهذه

    دعوى بلا برهان لأن الأمة قد اختلفت بعد النبي ص في الإمامة بين النص والاختيار فصح لأهل النص من طرق المخالف والمؤالف أنهم اثنا عشر كما رتبناه من قبل.
    قوله سبحانه :
    (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) من استدل بهذه الآية على أن التكليف لا يصح إلا بعد إنفاذ الرسل وقال لا تقوم الحجة بالعقل وإنما تقوم بإنفاذ الرسل فقد أبعد لأن صدق الرسول لا يمكن العلم به إلا بعد تقدم العلم بالتوحيد والعدل وإن كانت الحجة لم تقم عليه بالعدل فكيف الطريق إلى معرفة النبي وصدقه والثاني أنه لو كانت الحجة لا تقوم إلا بالرسل لاحتاج الرسول إلى رسول آخر حتى تقوم عليه الحجة والكلام في رسوله كالكلام في هذا الرسول ويؤدي ذلك إلى ما لا يتناهى ثم ادعت هذه الفرقة أنه لم يكن للصادق ع ولد سوى إسماعيل وعبد الله وقد صح عند النسابين مثل ابن طباطبا والعمري وابن بكار والبخاري وغيرهم أنه كان للصادق ع سبع بنين إسماعيل الأمير وعبد الله الأفطح من فاطمة بنت الحسين الأصغر وموسى الإمام ومحمد الديباج وإسحاق لأم ولد ثلاثتهم وعلي العريضي والعباس لأم ولد والمرجع في مثل هذا إليهم ومن خالفهم لا يعتد بخلافه ثم ادعت أن الصادق ع غيب إسماعيل حذرا عليه وهذا كذب لأنه قد صح عند علماء الدين وعلماء النسب موته وغسله وتجهيزه ودفنه وموضع قبره وإن الصادق ع أشهد على موته ثلاثين رجلا وشيع جنازته بلا حذاء ولا رداء وأمر أن يحج عنه بعد وفاته.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتى يَبْعَثُهُمُ اللهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) أي إنما يستجيب من يسمع كلامك واستدل عليه بما يسمع أو يعرف من الآيات والأدلة على صحته وجعل من لم يكفر ولم ينفع بالآيات بمنزلة من لم يسمع كما قال الشاعر : أصم عما ساءه سميع وربما يصح التعليم ولا تصح المعرفة وتصح المعرفة بلا تعليم فثبت أن المعرفة بالنظر إلى الدليل لا بالتعليم ومنهم من قال إن إسماعيل توفي قبل أبيه وإن الأمر بعده لابنه محمد وإن جعفرا ع خرج من الإمامة لأن الأئمة عندهم سبعة آخرهم محمد بن إسماعيل وأمير المؤمنين ع ليس بإمام إلا أن له رتبة الوصية ووجدناه قد سعى بعمه موسى

    بن جعفر بعد ما أنعم عليه وقال أوصيك أن تلقى الله في دمي وإنه خرج بمكة وشهر سيفه في الشهر الحرام في البلد الحرام فلم يتم أمره ثم قام عنه المبارك غلام إسماعيل في مسجد الكوفة حتى قتله عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن عباس وقد كان الصادق ع أخبر بهذه الفتنة ونص على ابنه موسى على ما هو مشهور في الكتب.
    قوله سبحانه حكاية عن موسى (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) لا يريد بذلك معرفة الله تعالى لأنه لا يكون نبي إلا ويكون عالما بالأصول والفروع كما تقدم شرحه ثم إنه إنما سأله عما لا يتعلق بالدين كما حكى الله عنه أما السفينة وأما الجدار وأما الغلام.
    قوله سبحانه :
    (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) أما الغلاة فإنهم قوم يدعون في النبي أو في الوصي وباقي الأئمة ع على حسب اختلافهم القدم والإلهية وهذا يؤدي إلى قدم الأجسام كلها فإن أرادوا أن بين القديم وهذه الأشخاص اختصاص فلا يخلو إما أن يكون حلولا واتحادا مثل حلول الأعراض في الأجسام أو مجاورة ومماسة وهذا يقتضي كونه جوهرا متحيزا أو جزءا مؤلفا واختصاص الجوهر البسيط بالجملة مستحيل لأن الجوهر البسيط يستحيل أن يفعل في غير تلك الجملة مبتدأ والقديم سبحانه يصح أن يبتدأ في سائر الجمل
    (باب المفردات)
    فصل
    قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) قال أبو علي التوبة غير الاعتقاد وهي نوع بانفراده وقال أبو هاشم إنه من قبيل الاعتقاد وهو الصحيح والتوبة لا تخلو إما أن تكون عن شيء بينه وبين الله تعالى أو تكون عن شيء بينه وبين الآدميين فالأول لا يخلو إما أن يظهر ذلك الناس أو لا يظهر فإذا ظهر ذلك للناس تجب التوبة ظاهرا مثل الباغي يكذب نفسه عند قومه في بغيه على الحق ثم يرجع إلى الإمام طائعا وينوي في المستقبل طاعته وإن كانت مظلمة وجب ردها إن كانت باقية أو رد مثلها إن كانت تألفه أو قيمتها إن كانت من ذوات القيم إن

    كان صاحبها حيا وإن كان ميتا رد إلى ورثته وله حكم والصحيح أن القاتل من غير عمد تصح توبته وقال قوم لا تصح والتوبة من القتل العمد توجب القود وقال قوم لا تصح إلا بالاستسلام وهو الأقوى وهو أن يسلم نفسه إلى أولياء المقتول ثم يعزم في المستقبل أن لا يعود إلى مثله ويعتق رقبة ويصوم شهرين متتابعين ويطعم ستين مسكينا وإن كان ذلك كلاما موحشا لا يخلو إما أن يكون قد بلغه أو لم يكن قد بلغه فإن كان بلغه يوجب الاستحلال منه وإن لم يبلغه لا يجوز الاستحلال منه لأنه يكون مبتدأ وحشة فإن كان اعتقادا بينه وبين الله تعالى فبضد ما اعتقده وقال قوم التوبة من اعتقاد جهالة إذا كان صاحبها لا يعلم أنها معصية بأن يعتقد أنه لا محجوج إلا عارف فإنه يتخلص من ضرر تلك المعصية إذا رجع عنها إلى المعرفة وإن لم يوقع منها توبة وقال آخرون يحتاج إلى التوبة لأنه محجوج وهو الأقوى وأما ما نسي من الذنوب فإنه يجري التوبة منه على الوجه الجملة وقال بعضهم لا تجري وهو خطأ وأما ما نسي من الذنوب مما لو ذكره فاعله لم يكن عنده معصية هل يدخل في الجملة إذا وقعت التوبة من كل خطيئة فقال قوم لا يدخل فيها لكنه يتخلص من المعصية وقال آخرون يدخل فيها وهو الصحيح وأما المشرك إذا تاب وكان يعرف قبل توبته بفسق قبل توبته في الحكم وإن لم يظهر التوبة قال قوم لا يزول عنه حكم الفسق وقال آخرون يزول وأما التوبة من قبيح بفعل قبيح آخر فلا يصح على أصلنا كالتائب من الإلحاد بعبادة المسيح وقال قوم يصح وأجراه مجرى معصيتين وأما التوبة من الغصب هل تصح مع الإقامة على حال الغصب فقال قوم لا تصح وقال آخرون يصح وهو الأقوى إلا أنه يكون فاسقا بالمنع يعاقب عقاب المانع وإن سقط عنه عقاب الغصب وقال بعضهم لا تصح التوبة عن ذنب مع إقامة على معصية أخرى وقال المحققون إنه إذا تاب عن الزناء أو الخيانة وعزم أن لا يعود إلى مثلهما صحت فيهما وزعمت البكرية أن المطبوع على قلبه لا توبة له وهو خطأ وأما التوبة عند أشراط الساعة هل تصح أم لا فقد اختلفوا فيه ولا شك أن بعض الآيات يحجب.
    قوله سبحانه :
    (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) وقوله (حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قالَ آمَنْتُ) وقوله (لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) دلائل على أن الإيمان لا ينفع عند نزول العذاب ولا عند الإلجاء.

    قوله سبحانه :
    (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) يدل على أن التوبة لا تقبل عند حضور الموت.
    قوله سبحانه :
    (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) الوجه في ذلك أنه ظهرت لهم دلائله ولم يروا العذاب كما أن العليل المدنف قد يستدرك التوبة فيقبل الله توبته قبل أن يتحقق الموت فإذا تحقق لم يقبل بعد ذلك توبته وقد قال الله تعالى (وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) ولا يدل ذلك على أنهم كانوا دخلوا النار فأنقذهم منها.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) وقال (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ) الآية الأولة نزلت في قوم من أهل مكة فقالوا نقيم بمكة ونتربص بمحمد ريب المنون فإن بدا لنا الرجعة إلى قومنا ذهبنا كما ذهب الحارث فقبل منا التوبة كما قبل منه فنزل (لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ) ما أقاموا على الكفر كأنه يقول لن تقبل هذه النية منهم في الإسلام إذا أخروه فكأنه سماها توبة غير مقبولة إذ لم تصح وهو يقبل التوبة إذا صحت والآية دالة على أن المولود على الفطرة إذا ارتد ثم تاب لا يقبل.
    قوله سبحانه :
    (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) في الآية حجة على من قال لا تصح التوبة مع الإقامة على معصية أخرى لعلم صاحبها أنها معصية لأن الله تعالى علق بالتوبة حكما لا يحل معه الإقامة على معصية هي السكر أو شرب نبيذ التمر على التأويل بإجماع المسلمين.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)

    يدل على أن العزم على الفسق فسق لأنه إذا لزم الوعيد على محبة شياع الفاحشة من غيره فإذا أحبها من نفسه وأرادها كان أعظم وفي الآية وعيد لمن يحب أن تشيع الفاحشة في المؤمنين.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) الآية معناه من قتل مؤمنا متعمدا على دينه والآية نزلت في مقيس الكناني قتل رجلا مسلما من بني فهر وارتد فأهدر النبي ص دمه فقتلوه يوم الفتح وقال عمرو بن عبيد يؤتى في يوم القيامة فأقام بين يدي الله فيقول قلت إن القاتل يخلد في النار فأقول أنت قلت (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً) الآية فقال قريش بن أنس أرأيت إن قال لك فإني قلت (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) من أين علمت أنني لا أشاء أن أغفر لهذا فتحير وكان الحسن يقول لا توبة لقاتل المؤمن عمدا فقال عمرو هو لا يخلو من أن يكون مؤمنا أو كافرا أو منافقا أو فاسقا فقال الله تعالى في المؤمن (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) وقال في الكافر (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ) وقال في المنافق (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) إلى قوله (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) وقال في الفاسق (وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تابُوا) فاستحسن مقاله ورجع عن قوله.
    قوله سبحانه :
    (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) إلى آخرها فيها دلالة على أنه تقبل توبة القاتل عمدا لأنه يقبل التوبة من الأعظم ولا يقبل من الأقل.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) ثم قال (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) ثم قال (إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) أما قوله (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) فقد علمنا أنه إنما نفاه مع عدم التوبة لأن مع حصولها يغفر الشرك أيضا وأما قوله (وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) أثبت أنه يغفر ما دون الشرك فينبغي أن يكون ذلك مع عدم التوبة ليتخالف ما نفاه مما أثبته ويحسن في ترتيب الكلام وأما قوله (إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) قطع

    على غفران جميع الذنوب إلا ما دل الدليل على تخصيصه من الكفر.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) تدل على بطلان قول من قال إن أصحاب الكبائر لا يجوز أن يعفو الله عنهم إلا بالتوبة لأنه تعالى لم يشرط في ذلك التوبة ومن شرط في الآية التوبة أو خصصها بالصغائر كان تاركا للظاهر وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَبَّاسِ كُنَّا فِي مَجْلِسِ الرِّضَا ع فَتَذَاكَرُوا الْكَبَائِرَ وَقَوْلَ الْمُعْتَزِلَةِ إِنَّهَا لَا تُغْفَرُ فَقَالَ الرِّضَا ع قَدْ نَزَلَ الْقُرْآنُ بِخِلَافِ قَوْلِ الْمُعْتَزِلَةِ فَقَالَ جَلَّ وَعَلَا (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ).
    قوله سبحانه :
    (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) استدلت المعتزلة بهذه الآية على المنع من غفران معاصي أهل الضلال فقلنا إنها تستغرق جميع من فعل السوء بل قال ابن عباس المراد به الشرك ثم الآية مخصوصة لأن التائب ومن كانت معصيته صغيرة يتناوله العموم فإذا جاز لهم تخصيص الفريقين جاز لنا أن يخص من يتفضل الله عليه بالعفو.
    قوله سبحانه :
    (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ) يدل على جواز العفو عن العصاة لأنه تعالى بين أن قوما من هؤلاء العصاة أمرهم مرجى إلى الله إن شاء عذبهم وإن شاء قبل توبتهم فعفا عنهم فلو كان سقوط العقاب عند التوبة واجبا لما جاز تعليق ذلك بالمشية على وجه التخيير لأنهم إن تابوا وجب قبول توبتهم عند الخصم وإسقاط العقاب عنهم وإن أصروا ولم يتوبوا فلا يعفو عنهم فلا معنى للتخيير على قولهم وإنما يصح ذلك على ما نقوله من أن مع حصول التوبة يحسن المؤاخذة فإن عفا فبفضله وإن عاقب فبعدله.
    قوله سبحانه :
    (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) لا يدل على أن ما يجب غفرانه من الكبائر عند التوبة يجب تعليقه بالمشية لأن عندنا لا يجب إسقاط العقاب بالتوبة عقلا وإنما علمنا ذلك بالسمع وإن الله تعالى يتفضل بذلك.

    قوله سبحانه :
    (ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ) هذه الآية تبطل قول من قال إن إقامة الحدود تكفير المعاصي لأنه تعالى مع إقامة الحدود عليهم بين أن لهم في الآخرة عذابا عظيما أي يستحقون ذلك ولا يدل على أنه يفعل بهم لا محالة لأنه يجوز أن يعفو الله عنهم بإسقاط عقابه.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا) أي لطف لهم في التوبة كما يقال في الدعاء تاب الله عليه وقيل قبل توبتهم ليتمكنوا بها في المستقبل وقيل قبل توبتهم ليرجعوا إلى حال الرضا عنهم وقال الحسن جعل لهم التوبة ليتوبوا بها والمخرج ليخرجوا به
    فصل
    قوله تعالى : (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) تعلقت الوعيدية في الاستدلال على التحابط بآيات منها هذه الآية وهي لا تدل على التحابط بل هي أقرب إلى بطلانها لأن الإحباط المذكور في جميعها يتعلق بالأعمال دون الجزاء عليها ومذهبهم أن التحابط بين الجزاء والأعمال ثم إن إبطال العمل وإحباطه عبارة عن وقوعه على خلاف الوجه المنتفع به لأن أحدنا إذا استأجر أجيرا على نقل شيء من موضع إلى موضع إنما يستحق الأجرة إذا نقله إلى موضع أمره فلو نقله إلى غيره لقيل أحبطت عملك ومعلوم أن هاهنا ما كان يستحق فاعله شيئا فأبطله ومنها قوله سبحانه : (لا تُبْطِلُوا صَدَقاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذى) لما كانت الصدقة إنما يستحق بها الثواب إذا خلصت لوجه الله تعالى وإذا فعلت للمن والأذى لما كانت الصدقة خرجت عن الوجه الذي يستحق معه الثواب فقيل بطلت ومنها قوله سبحانه : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ) إلى قوله (أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ) لو وقع رفع الصوت على صوت النبي ص على سبيل الإجابة له لم يستحق العقاب وإذا وقع على خلاف ذلك انحبط الفعل ومنها قوله سبحانه : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) يعني أن من استكثر من الحسنات وأدمن عليها كان ذلك لطفا له في الامتناع من السيئات ومما يمكن أن يستدل به على بطلان الإحباط قوله

    سبحانه : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) لأن عموم الآية يدل أنه لا يفعل شيئا من طاعته أو معصيته إلا ويجازى عليه ولا يدل على أنه لا يجوز أن يعفى عن مرتكب كبيرة لأن الآية مخصوصة بلا خلاف لأنه إن تاب عفي عنه وقد شرطوا أن لا يكون معصية صغيرة فإذا شرطوا الأمرين جاز لنا أن نخص من يعفو الله عنه.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) معناه أنما يستحق الثواب على الطاعات من يوقعها لكونها طاعة فأما إذا فعلها لغير ذلك فلا يستحق عليها ثوابا فإذا ثبت ذلك فلا يمتنع أن يقع من الفاسق طاعة يوقعها على الوجه الذي يستحق عليها الثواب ويستحق الثواب لأن الإحباط عندنا باطل
    فصل
    قوله تعالى : (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) إنما ذم الله الكافر بالظلم وإن كان الكفر أعظم منه لأن الكافر قد ضر نفسه بالخلود في النار وقد ظلم نفسه والثاني أنه إنما نفي البيع في ذلك اليوم والخلة والشفاعة قال وليس ذلك بظلم منا بل الكافرون هم الظالمون لأنهم عملوا ما استحقوا به حرمان الثواب.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) لما أظهر واصل بن عطا المنزلة بين المنزلتين ناظره عمرو بن عبيد فقال يا واصل لم قلت إن من أتى كبيرة من أهل الصلاة يستحق اسم النفاق قال لقوله (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) الآيات ولقوله (إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) فكان كل فاسق منافقا إذا كانت الألف ولام المعرفة موجودين في الفساق وقال عمرو أليس قال الله تعالى (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) وأجمع أهل العلم على أن صاحب الكبيرة يستحق اسم ظالم كما يستحق اسم فاسق فإلا كفرت صاحب الكبيرة من أهل الصلاة وهم الظالمون.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها)

    وقوله (وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذاباً كَبِيراً) وقوله (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) وقوله (إِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) ونحوها من الآيات فإنها مشتركة بين الخصوص والعموم ومحتملة الأمرين على الحقيقة وتكون أيضا معارضة بآيات مثلها تتضمن القطع على غفران الله تعالى لمستحق العقاب مثل قوله (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) وقوله (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) وقوله (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ) وقال أبو القاسم البلخي مر أبو عمرو بن العلا بعمرو بن عبيد وهو يتكلم في الوعيد فقال إنما أوتيتم من العجمة لأن العرب يرى ترك الوعد ذما وأنشد :
    وإني وإن أوعدته أو وعدته
    لأخلف إيعادي وأنجز موعدي.

    وأنشد:
    إن أبا خالد لمجتمع الرأي شريف الأفعال والبيت
    لا يخلف الوعد والوعيد ولا يبيت من ثاره على فوت

    أبو وجرة السعدي :
    صدق إذا وعدوا الرجال وأوعدوا
    بأحث بادرة وأوفى موعد.

    قوله سبحانه :
    (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) قال نافع بن الأزرق لابن عباس كيف يخرج أهل النار وهو يقول (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) فقال هذا في الكفار وأول الآية (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) الآية الْبُخَارِيُّ قَالَ النَّبِيُّ ص لَيُصِيبَنَّ أَقْوَاماً شَفْعٌ بِذُنُوبٍ أَصَابُوهَا ثُمَّ يُخْرَجُونَ فَيُسَمِّيهِمْ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَهَنَّمِيِّينَ. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ قَالَ عَلِيٌّ ع فَيَخْرُجُونَ قَدِ امْتَحَشُوا وَعَادُوا حُمَماً قَالَ فَيُلْقَوْنَ فِي نَهْرٍ يُقَالُ لَهُ نَهْرُ الْحَيَاةِ قَالَ فَيَنْبُتُونَ فِيهِ كَمَا تَنْبُتُ الْحَبَّةُ فِي جَمِيلِ السُّنْبُلِ. وَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ سَيَابَةَ لِلصَّادِقِ ع الْمُخْرَجُونَ مِنْ جَهَنَّمَ يَكُونُونَ فِي الْجَنَّةِ مَعَ أَوْلِيَاءِ اللهِ فَقَالَ يَا عَلَاء إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) الْخَبَرَ.
    فصل
    قوله تعالى : (وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) وقوله (وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ) ثم قال (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) وقال (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) الرزق ما هو بالانتفاع به أولى فإضافة الرزق إلى الله تعالى واجبة لأنه خلق الحياة والشهوة

    ومكن من الانتفاع بالقدرة والآلات وقال (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) وقال (هَلْ مِنْ خالِقٍ غَيْرُ اللهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) وقال (أَمَّنْ هذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ) فأما إذا أضيف إلينا على جهة الهبة والوصية ونحوها فهو عبارة عن تصرفنا فيه على الوجه الذي ينتفع به ومنه يقال رزق السلطان جنده ولا يقال إنه رزق من البائع لأنه قد أخذ العوض منه ولا يقال إنه رزق من الموروث أو رزق من الغنائم لأن السبب الذي وقع التمليك به من غير جهته ولا تابع لاختياره.
    قوله سبحانه :
    (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) قال الرماني فيه دلالة على أن كل ما خلقه الله تعالى مما يملك فهو رزق للعباد إلا ما أخرجه الدليل من الحرام ولا يجوز أن يخلق الله حيوانا يريد تبقيته إلا وقد هيأ له رزقا وأما الذي يولد ميتا فإنه لا رزق له في الدنيا.
    قوله سبحانه :
    (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) الرزق لا يكون إلا حلالا لأن الله تعالى مدح من أنفق من رزقه ونحن منهيون عن الإنفاق من الحرام وأباح ذلك فقال (يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ) وقال (كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ) وقال (وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) وهذا مانع من كون الحرام رزقا لاستحالة أن يكون ما تمدح بفعله ومدح على التصرف فيه وأباح تناوله هو ما نهى عنه وتوعد عليه وتعبد بالمنع من التصرف فيه ولو كان الحرام رزقا لحل أموال الناس لكل غاصب وظالم وسارق وتكون المحرمات من الخمر والخنزير والميتة لنا أرزاقا وإن وطي زوجة غيره يكون ذلك رزقا له.
    قوله سبحانه :
    (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُها) قال الرماني ما افترسه السبع رزق له بشرط غلبته عليه كما أن أموال المشركين رزق لنا بشرط غلبتنا عليها وقال الطوسي إن رزقه ما ليس لنا منعه منه إما أن يكون ملكا لنا أو أذن لنا فيه فلا يكون رزقا له على الإطلاق ولنا أن نمنع البهائم من الزرع وليس لنا منعها عن الكلأ والماء غير أنه لا يكون رزقا لها

    إلا إذا جعل في أفواهها.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) وقوله (اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ) وقوله (وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ) أي إنه يوسع الرزق لمن يشاء على حسب ما يعلم من مصلحته ومصلحة غيره (وَيَقْدِرُ) أي يضيق و (يَبْسُطُ الرِّزْقَ) هو الزيادة فيه قدر الكفاية والقدر تضييقه على قدر الكفاية.
    قوله سبحانه :
    (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ) أي من كان يريد المنافع العاجلة في الدنيا عجلنا له فيها القدر الذي نريده لمن نريد لا على قدر ما يريدونه لأن ما يريدونه ربما كان فيه مفسدة لا يجوز إعطاؤهم إياه ثم بين أنه إذا أعطاهم ما طلبوه عاجلا جعل لهم جهنم جزاء على معاصيهم وكفرهم.
    قوله سبحانه :
    (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَطْعَمَهُ) احتجاجا منهم في منع الحقوق بأن يقولوا كيف نطعم من الله تعالى قادر على إطعامه ولو شاء الله أطعمه فإذا لم يطعمه دل على أنه لا يشاء إطعامه فنحن إذا أحق بذلك وذهب عليهم أن الله تعالى تعبد بذلك لما هم فيه من المصلحة واللطف في فعل الواجبات وترك المحرمات ولذلك كلفهم الله إطعام غيرهم.
    قوله سبحانه :
    (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ) شرط الله في هذه الآية أن من أراد الدنيا دون الآخرة فإن الله موفيه جزاء عمله فيها لا يبخسهم شيئا منه وقال الضحاك ومجاهد (نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ) أي يعطي سائلا ما سأله أو يرحم مضطرا وغير ذلك من أفعال الخير فإن الله تعالى يعجل له جزاء عمله في الدنيا بتوسع الرزق وإقرار العين بما حول ودفع مكاره الدنيا وقال الجبائي الغزو مع النبي ص دون ثواب الآخرة وأمر الله نبيه أن يوفيهم قسمهم.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:50 pm

    قوله سبحانه :
    (فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ) قال قتادة والربيع وابن جريح هو نصر المسلمين على عدوهم حتى ظفروا بهم وأخذوا الغنيمة ويجوز أن يكون ما آتاهم الله في الدنيا من النصر والظفر وأخذ الغنيمة ثوابا مستحقا لهم على طاعاتهم لأن في ذلك تعظيما لهم وتبجيلا ولذلك نقول إن المدح على أفعال الطاعة والتسمية بالأسماء الشريفة بعض الثواب ويجوز أن يكون الله أعطاهم ذلك تفضلا منه تعالى أو ما لهم فيه من اللطف فيكون تسميته بأنه ثواب مجازا.
    قوله سبحانه :
    (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا) قال ابن عباس الأجر في الدنيا الثناء الحسن والولد الصالح وقال الجبائي هو ما أمر الله به المكلفين من تعظيم الأنبياء ع وقال البلخي وذلك يدل على أنه يجوز أن يثيب الله تعالى في دار التكليف ببعض الثواب.
    قوله سبحانه :
    (ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَما أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ) معناه نفي الإيهام عن خلقه إياهم لعبادته عن أن يكون ذلك لعائده نفع تعود إليه تعالى فبين أنه لعائده النفع على الخلق دونه تعالى لاستحالة النفع عليه ودفع المضار عنه لأنه غني بنفسه لا يحتاج إلى غيره والخلق محتاجون إليه.
    قوله سبحانه :
    (وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) قال الجبائي أي اجعل ذلك رزقا لنا وارزقنا الشكر عليه لأن الشكر لطف فيه وفي الآية دلالة على أن العباد يرزق بعضهم بعضا بدلالة قوله (وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) لأنه لو لم يصح ذلك لم يجز أن يقول (خَيْرُ الرَّازِقِينَ) كما أنه لما لم يجز أن يكونوا آلهة لم يصح أن يقول أنت خير الآلهة وصح (أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) و (أَسْرَعُ الْحاسِبِينَ) و (أَحْسَنُ الْخالِقِينَ) وإنما قال (خَيْرُ الرَّازِقِينَ) لأنه تعالى إذا غضب على عبده لا يقطع رزقه ما دام حيا بخلاف الآدميين.
    قوله سبحانه :
    (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) إنما ذكر ذلك على وجه التأكيد

    كما قال (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً).
    قوله سبحانه :
    (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) أي حظكم وقال ابن عباس أي شكركم وهي لغة أزد شنوءة يقال ما رزق فلانا أي ما شكره.
    قوله سبحانه :
    (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) الرزق الكريم هو الخير المعطى على الإدراك المهنأ من غير تبعيض بالامتنان وهو رزق الله تعالى الذي يعم جميع العباد ويختص من يشاء بالزيادة.
    قوله سبحانه :
    (لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ) يعني النفقة التي يريدون بها إعزاز دين الله ونفع المسلمين والتقرب إلى الله والإنفاق إذا كان للشهوة أو ليذكر بالجود كان ذلك مباحا وإذا كان للرياء والسمعة أو للمعاونة على فساد كان معصية.
    قوله سبحانه :
    (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) أي النبوة والإمامة والأرزاق الكثيرة والأملاك الخطيرة إلا أنه لا يجوز أن يمكن ظالما من الظلم أو غاصبا من الغصب.
    قوله سبحانه :
    (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) قال البلخي والجبائي لا يجوز أن يعطي الله الملك للفاسق لأنه تمليك الأمر العظيم من السياسة والتدبير مع المال الكثير لقوله (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) والملك من أعظم العهود ولا ينافي ذلك قوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) لقول مجاهد الهاء كناية عن إبراهيم والملك أراد به النبوة والتقدير أن آتاه الله إبراهيم النبوة ويقال المراد بالملك المال دون السياسة. قوله سبحانه :
    (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ

    الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) رد على من قال إن النبوة والإمامة والملك لا يجتمع في بيت واحد
    فصل
    قوله تعالى : (ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) وقوله (فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) وقوله (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) ثم قال (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ) وقال (إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ) لا تناقض بينها لأن الأجل الوقت المعلوم أنه يحدث فيه أمر من الأمور لأن التأجيل يكون به الوقت أجلا لأمر وما في المعلوم ليس بأمر والأجل لا يتأخر ولا يتقدم والأجل المشروط بحسب الشرط ولا يجوز أن يكون المقدر أجلا كما لا يجوز أن يكون ملكا والظاهر عند حصول الأجل لا يصح وقوع التقديم والتأخير فأما قبل ذلك فلا يبعد أن يقع هناك ما يقطع عند بلوغه الأجل من قتل وغيره فإن سمى ما يعلم الله تعالى أنه لو لم يقتل فيه لعاش إليه أجلا كان ذلك مجازا لأن الحي لم يعش إليه ولا يمتنع أن يعلم الله تعالى من حال المقتول أنه لو لم يقتله القاتل لعاش إلى وقت آخر وكذلك ما روي في قصة يونس وأن الله تعالى صرف عنهم العذاب وزاد في آجالهم وما روي أن الصدقة وصلة الرحم يزيدان في الأجل لا يمنع منه مانع وإنما منع من التسمية لما قلناه.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) الظاهر أنه قضى أجلا وأن عنده أجلا مسمى وليس فيه أنهما أجلان لأمر واحد فيمكن أن يكون أحدهما الموت في الدنيا وأجل حياتهم في الأخرى ثم إنه يعم الجميع وليس للجميع أجلان عند المخالف ثم إنه أضافه إلى نفسه فقال عنده وقال ثم أنتم تفترون في هذا الأجل المسمى يعني به القيامة وكانوا يشكون فيه وأكثر ما في القرآن من قوله (أَجَلٌ مُسَمًّى) يكون معنى به يوم القيامة نحو (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ).
    قوله سبحانه :
    (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ كِتاباً مُؤَجَّلاً) قال الجبائي

    في الآية دلالة على أن أجل الإنسان أنما هو أجل واحد وهو الوقت الذي يموت فيه لأنه لا يقتطع عن الأجل الذي أخبر الله أنه أجل لموته وخالفه ابن الإخشيد والأقوى الأول.
    قوله سبحانه :
    (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) وقوله (يُؤَخِّرَكُمْ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) لا دلالة فيهما على مقالهم لأنا لا نمتنع من تسمية المقدر بأنه أجل وإنما منعنا من أن يكون ذلك حقيقة.
    قوله سبحانه :
    (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) قال البلخي لكل أجل مقدر كتاب أثبت فيه فلا تكون آية إلا بأجل قد قضاه الله في كتاب على ما يوجبه التدبير وقال الجبائي لكل أمر قضاه الله كتاب كتبه فيه فهو عنده كأجل الحياة والموت وقال ابن عباس لكل كتاب وقت يعمل به من التوراة والإنجيل.
    قوله سبحانه :
    (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) الظاهر لا يقتضي أنه يمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء وإن الذي محاه هو الذي أثبته ولو أطلقنا ذلك لم يكن بداء لأن البداء أنما يلزم إذا عزم على فعل ثم قبل أن يفعله يكرهه فلا يفعله ابن عباس وقتادة وابن زيد وابن جريح وأبو علي الفارسي (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ) في الأحكام من الناسخ والمنسوخ الكلبي والضحاك والحسن والجبائي يمحو من كتاب الحفظة المباحات وما لا جزاء فيه ابن جبير يمحو ما يشاء من ذنوب المؤمنين فضلا ويثبت ذنوب من يريد عقابه عدلا عكرمة يمحو بالتوبة جميع الذنوب ويثبت بدل الذنوب الحسنات لقوله (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ) السدي يمحو ما يشاء يعني القمر ويثبت يعني الشمس بيانه (فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ) وقيل يمحو ما يشاء من القرون ويثبت ما يشاء منها قوله (وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ) ابْنُ مَسْعُودٍ قَالَ النَّبِيُّ ص هُمَا كِتَابَانِ سِوَى أُمِّ الْكِتَابِ (يَمْحُوا اللهُ) مِنْهُ (ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) وَأُمُّ الْكِتَابِ لَا يُغَيَّرَ مِنْهُ شَيْءٌ. حُمْرَانُ قَالَ الصَّادِقُ ع هُمَا أَمْرَانِ مَوْقُوفٌ وَمَحْتُومٌ فَمَا كَانَ مِنْ مَحْتُومٍ أَمْضَاهُ فَلَهُ فِيهِ الْمَشِيَّةُ يَقْضِي فِيهِ مَا يَشَاءُ.
    قوله سبحانه :
    (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً) معناه لو لا ما أخبر الله به

    وضربه من الآجال التي يبقى عباده إليها لكان الهلاك الذي تقدم ذكره أن الله أوقعه بالأمم السالفة لازما مستمرا يشهد بذلك ما قبل الآية (أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) الآية ويكون معنى الآية لو لا الأجل المضروب في التبقية واستمرار التكليف لكان الهلاك لازما.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ) كتب لا يخلو إما أن يكون لإيجاب فرض أو حكم أو قضاء أو علم فلو فرض قتلهم لكان قاتلهم مطيعا لذلك وأن يكون قتل المقتول واجبا على القاتل ولا يجوز بمعنى الحكم لأنهم يكونون مستحقين للقتل وإنما يحكم بالقتل على من يستحق القتل دون من لا يستحق ولا يجوز بمعنى القضاء لأن ذلك خارج عن اللغة فلم يبق إلا العلم وما علم الله كونه فهو كأين لكن العلم لا يوجب المعلوم.
    قوله سبحانه :
    (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) وقوله (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ كِتاباً) الوجه في إحصاء الأشياء في الكتاب ما في اعتبار الملائكة فيما لا تقدم به الإثبات مع أن تصور ذلك يقتضي الاستكثار من الخير والاستبعاد من الشر كما يقتضي إذا قيل للإنسان ما تعلمه فإنه لك وعليك
    فصل
    قوله تعالى : (هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ) يحييكم ويميتكم (اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها) وقال (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ) وقال (فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) أضاف الفعل في ذلك إلى جماعتهم تارة لأنهم أعوانه وإليه تارة لأنه المؤمر وإلينا تارة للسبب المؤدي إليه وإلى نفسه تارة لأنه بحكمه وقيل الميت في القتال تتوفاه الملائكة والميت على الفراش يتوفاه ملك الموت والميت في المنام يتوفاه الله ويقال النزع من الملائكة والقبض من ملك الموت والإماتة من الله وقال مجاهد المشارق والمغارب كالمائدة الصغيرة بين يديه يتناول منها ما يشاء يدعو

    الأرواح فتجيبه واختلفوا في الموت فقالت الفلاسفة الموت عن ضعف الطبيعة وقلة اقتدارها على إمساك الروح فتقفز الروح وترجع إلى العالم وقال النظام الموت آفة تدخل على الإنسان فتمنعه عن الحس والعلم وقال البلخي والأسواري هو عرض مضاد للحياة كمضادة السكون الحركة وقال غيرهما هو تفرق القلب وتباين أجزائه وقال الشيخ المفيد هو شيء يضاد الحياة ويبطل معه النمو ويستحيل معه الإحساس وهو يحل محل الحياة فينفيها والصحيح أنه انتفاء الحياة وإنه ليس بمعنى وهو اختيار المرتضى.
    قوله سبحانه :
    (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) قالت الفلاسفة إن فوت الفجأة يقع لمعنيين إما بامتلاء العروق أو خلائها كالمسرجة تنطفئ إذا كثر دهنها ولا تزهر إذا قل دهنها وقالت الديانون هو بتقدير الله تعالى عند نفاد أجله وانقضاء أكله.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ) يقتضي أن روح الإنسان هي الإنسان والإضافة وقعت فيها كما وقعت في نفس الإنسان.
    قوله سبحانه :
    (إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) وقوله (إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) يعني إذا قرب أحدكم من الموت ولو لم يكن كذلك لما أسند إليه القول بعد الموت.
    قوله سبحانه :
    (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) قال الجبائي فيها دلالة على أن أحدا لا يموت حتى يعرف اضطرارا منزلته عند الله تعالى وأنه من أهل الثواب أو العقاب ويمكن أن يستدل على ذلك بقوله (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ).
    قوله سبحانه :
    (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) يدل على أن كل نفس تذوق الموت وإن

    كانت مقتولة على قول جماعة وعندنا أن الموت غير القتل فيقول إن المقتول يختار الله أن يفعل فيه الموت إذا كانت في فعله مصلحة ويمكن أن يكون المراد كل نفس تعدم الحياة فيكون ذلك على وجه الاستعارة.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) إنما قال أحياها على وجه المجاز يعني نجاها من الهلاك كما حكي عن نمرود إبراهيم (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) فاستبقى واحدا وقتل الآخر لأن الله تعالى هو المحيي ولا يقدر على ذلك غيره.
    فصل
    قوله تعالى : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) يستدل بها على إثبات الفناء وهو أن الله تعالى لما كان أولا ولا شيء معه ويكون آخرا كذلك فلا بد إذا أن يعدمها ليصح هذا القول واستدل أبو هاشم على إثبات الفناء بالعقل والصحيح أنه لا يعرف إلا بالسمع.
    قوله سبحانه :
    (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) لا خلاف أن الله تعالى يحيي الجملة يوم القيامة فالفوج أنما يكون في غير القيامة وقوله (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قالوا أي إن الله يردك إلى دار الدنيا لنصره ولدك ولذلك نكر ولو أراد يوم القيامة لعرف وقال إلى المعاد وقوله (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) دل على أن بين رجعة الآخرة والموت حياة أخرى ولا ينكر ذلك لأنه قد جرى مثله في الزمن الأول قوله في قصة بني إسرائيل (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) وقوله في قصة عزير أو إرميا (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ) إلى قوله (قَدِيرٌ) وقوله في قصة إبراهيم (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) الآية وقال المرتضى الطريق إلى إثبات الرجعة إجماع الإمامية ثم إن الرجعة لا تنافي التكليف فإن الدواعي مترددة معها حتى لا يظن ظان أن تكليف من لا يعاد لا يصح.
    قوله سبحانه :
    (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ) وقوله (ثُمَّ يُعِيدُكُمْ

    فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً) الإعادة النشأة الثانية فالقادر على النشأة الأولى قادر على النشأة الثانية لأنه باق قادر على اختراعه من غير سبب يولده.
    قوله سبحانه :
    (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا) يدل على إعادة مستحق الثواب لدوام الثواب وخلوصه ولا يجب إعادة مستحق العوض لانقطاعه وجواز وصوله إليه في الدنيا ولا يجب إعادة مستحق العقاب لأن العقاب يحسن إسقاطه عقلا وقد ورد السمع بإعادتهم وإعادة الأطفال والمجانين وما يجب إعادته هو عين الأجزاء التي هي أقل ما يكون معه الحي حيا ويبلى الباقي أما الأنبياء والأئمة ع فلا تبلى منهم جارحة وإنهم في الجنان منعمون.
    قوله سبحانه :
    حكاية عن الكفار (إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أي إن الله تعالى لو قدر على إعادة الأموات وإحيائهم قدر على إعادة الآباء وهذا باطل لأن النشأة الثانية أنما وجبت للجزاء لا للتكليف فلا يلزم إعادة الآباء ولا جزاء.
    قوله سبحانه :
    في أهل الجنة (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) قيل إلا بمعنى بعد كأنه قال بعد الموتة الأولى وقيل معنى إلا سوى الموتة الأولى وقيل إنها بمعنى لكن وتقديره لكن الموتة الأولى فأذاقوها.
    قوله سبحانه :
    (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) لا يدل على إثبات التناسخ لأنه يريد بالنشأة الأولى نشأة العالم أجمع لأنه خاطب المستدلين العارفين بهذه الآية لأن الله قد أكثر الناس بعده تلك النشأة فصح أن يقال إنها نشأة أولى ولم يقل ولقد علمتم نشأتكم الأولى.

    قوله سبحانه :
    (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ) لا يدل على التناسخ لأنه يجوز أن يكون خاطب قوما بذلك على أن أوائلهم وأمثالهم ومن دينه دينهم فعل ذلك كما يقال لليهود إن بخت نصر قتلكم وللمجوس إن العرب صنعت بكم يوم القادسية كيت وكيت وقد ذهب هذا المعنى من قبل.
    قوله سبحانه :
    (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) ابن عباس أي تبدل صورتها من الآجام والآكام والبحار والأنهار وتبدل السماوات فتذهب شمسها وقمرها ونجومها وقال الطبري معناه تبدل أرض الجنة وأرض النار وَعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّ أَرْضَ الدُّنْيَا وَالسَّمَاءَ الدُّنْيَا تَسْفَلُ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى. والحكمة في التبديل بطلان قول الدهرية إن العالم مدور ولا يفنى ولإظهار قدرته بأنه (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) وَعَنِ النَّبِيِّ ص ثُمَّ يَزْجُرُ اللهُ الْخَلْقَ زَجْرَةً فَإِذَا هُمْ فِي هَذِهِ الْمُبَدَّلَةِ مِنَ الْأُولَى. يعني قوله (فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ) وهي أرض القيامة وعليها يقع الحساب فإذا فرغ من الحساب (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) فرقا بين أرض الجنة وأرض النار
    فصل
    قوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) قال ابن عباس وقتادة أي في القبر إذا سئل الموتى وهو المروي عن النبي ص وقال مجاهد (فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ) يعني في القبر أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ ص فِي قَوْلِهِ (فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) قَالَ عَذَابُ الْقَبْرِ. قال مجاهد وليس يجوز أن يسموا هذه المعيشة ضنكا في الدنيا لوجود الكفار في السعة فعلمنا أنه في غير الدنيا قبل القيامة وهو القبر وَقَالَ النَّبِيُّ ص يَا عَمِّ كَيْفَ بِكَ إِذَا دَخَلَ عَلَيْكَ مَلَكَانِ أَزْرَقَانِ فَظَّانِ غَلِيظَانِ وَمِنْ هَيْبَتِهِمَا كَذَا. قال الشيخ المفيد وليس ينزل الملكان إلا على حي ولا يسألان إلا من يفهم المساءلة ويعرف معناها ويديم حياته لثواب أو عقاب لِمَا رُوِيَ عَنْهُمُ الْخَيْرُ كُلُّهُ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالشَّرُّ كُلُّهُ بَعْدَ الْمَوْتِ. وَقَالَ النَّبِيُّ ص الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النِّيرَانِ.أما المعتزلة فقد خالفونا في ذلك فقال يحيى بن كامل وبشر المريشي وضرار بن عمرو من المحال أن ينعم الميت أو يعذب وقال صالح

    فيه أن الله تعالى يحدث فيهم الألم ولا يشعرون فإذا حشروا وجدوا الألم في ذلك الوقت كالسكران والمغمى عليه وقال محمد بن جرير يعذب الميت في قبره من غير أن يرد الروح عليه وهذا كله محال ومن كلام الجهال أما البلخي والصالحي يجوز عذاب القبر ولا يثبت القول بوجوبه ومن المنكر أن منكرا ونكيرا يسألانه عن عقيدته وهذا محال بعد الموت فالجواب أنما سمى منكرا ونكيرا لأنه ينكر الحق وينكر ما يأتيانه به ويكرهه وسمى مبشرا وبشيرا لأنه يبشر أنه بالنعيم وإن هذين الاسمين ليسا بلقب وإنما هو عبارة عن فعلهما وهذا لا يستحيل وقالا أما قوله (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْها) وهم يعرضون على النار وهذا من المقدم والمؤخر نحو قوله (آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) تقديرا آتوني قطرا أفرغ عليه وقالا قوله (غُدُوًّا وَعَشِيًّا) والغدو والعشي لا يكونان في الآخرة إن لم يصح في الآخرة غدو وعشي فيصح تقديره من الزمان وغرضنا يتم بالتقدير ثم إنه قال في آخره (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) يعني عذاب جهنم وذلك أشد من الذي تقدم من عذاب القبر وأما قوله (رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ) فنحن لا نتعلق بها وهي مفسرة في قوله (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ).
    قوله سبحانه :
    حكاية عن مؤمن آل فرعون (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ص مَنْ سَلَّمَ عَلَيَّ عِنْدَ قَبْرِي سَمِعْتُهُ وَمَنْ سَلَّمَ عَلَيَّ مِنْ بُعْدٍ بُلِّغْتُهُ. قد ثبت أن المعصومين في جنان الله تعالى أحياء يدركون بحواسهم ما يتصل بها من المحسوسات ولا يمتنع أن يسمعهم الملائكة الموكلون بقبورهم في أوجز مدة سلام زوارهم شافعا لما يسمعونه بالوسائط بينهم وبين زوارهم من غير تأخير وإذا سلم عليهم الإنسان بلغوا ذلك في تراخي الأوقات.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) الصحيح أن المؤمنين كلهم في البرزخ أحياء إلى أن تقوم الساعة ثم يحييهم الله في الجنة يدل على أنهم أحياء في الحقيقة قوله (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) ولو كان المعنى يستحيون في الآخرة لم يقل (وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) وإن النعيم والعذاب أنما يصل إلى الروح لا الجثة التي ترى ومن زعم

    أن الإنسان هو هذه الجملة المعروفة وجعل الجثة جزءا منها فإنه يقول تلطف أجزاء من الإنسان يوصل إليها النعيم وإن لم يكن الإنسان بكماله.
    قوله سبحانه :
    (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) الآية قال قتادة كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم يعني نطفا ثم أحياهم بأن أخرجهم ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها ثم أحياهم بعد الموت وهو قريب من قول ابن عباس وابن مسعود وقال أبو صالح (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً) أي في القبر (فَأَحْياكُمْ) فيه (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) فيه (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) يوم القيامة والأول أصح ويقال معناه (كُنْتُمْ أَمْواتاً) يعني خاملي الذكر دارسي الأثر (فَأَحْياكُمْ) بالظهور والذكر (ثُمَّ يُمِيتُكُمْ) عند تقضي آجالكم (ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) للبعث كما قال أبو نخيلة السعدي :
    فأحييت من ذكري وما كان خاملا
    ولكن بعض الذكر أنبه من بعض.

    قوله سبحانه :
    (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) تدل على عذاب القبر والرجعة معا لأن الإحياء في القبر وفي الرجعة مثل هؤلاء الذين أحياهم للعبرة وقالت المعتزلة لا يجوز أن يكون أحياهم إلا في زمان نبي على سبيل المعجز ويجوز عندنا في غير زمان نبي وهذا المعنى قد تقدم من قبل
    فصل
    قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) قال البلخي معنى الآية أن الأبناء إذا كانوا مؤمنين وكانت مراتب آبائهم في الجنة أعلى من مراتبهم ألحق الأبناء بالآباء والاتباع إلحاق الثاني بالأول في معنى ما هو عليه الأول لأنه لو ألحق به من غير أن يكون في معنى ما عليه لم يكن اتباعا وكان إلحاقا وإذا قيل أتبعه بصره فهو تصرف البصر بتصرفه.
    قوله سبحانه :
    (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) دلالة على

    بطلان مذهب من قال إن الطفل يعذب بكفر أبويه لأن الله تعالى بين وجه العدل في هذا وقياس العدل في الطفل ذلك القياس فمن هناك دل على الحكمة فيه وفيها أيضا دلالة على بطلان قول من يقول إن الوارث إذا لم يقض دين الميت إنه يؤاخذ في قبره أو في الآخرة لما قلنا من أنه دل على أن العبد لا يؤاخذ بجرم غيره وكذلك لو قضى عنه الوارث من غير أن يوصي به الميت لم يزل عقابه بقضاء الوارث عنه إلا أن يتفضل الله بإسقاطه عنه.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) يعني إن قاتلها مسئول عن قتله لها بأي ذنب قتلها كما يقال سألت حقي أي طلبت به قال الله تعالى (أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) ويمكن أن يتوجه السؤال إليها على وجه التوبيخ لقاتلها كقوله (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) على طريق التوبيخ لقومه والخطاب وإن توجه إليها فالغرض في الحقيقة غيرها ثم إن الأخبار متظاهرة والأمة متفقة على أنهم في الآخرة يكونون عقلاء.
    قوله سبحانه :
    (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) وقوله (يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ) قال الشيخ المفيد أما ما قدمه الإنسان فهو ما عمله في حياته مما لم يكن له أثر بعد وفاته وأما الذي أخره فهو ما سنه في حياته فاقتدى به بعد وفاته وهو مبين فِي قَوْلِ النَّبِيِّ ص مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْخَبَرَ. وقال الطوسي (ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) وتركت مما يستحق به الجزاء وقيل (ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) من إحسان أو إساءة إذا قرأ كتابه وجوزي به.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) وقوله (كَما بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ) وقوله (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) ثم قال (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) العمى الأول أنما هو عن تأمل الآيات والنظر في الدلالات والعمى الثاني هو عن الإيمان في الآخرة بما يجازى به المكلفون فيها من ثواب أو عقاب وقالوا إنها متعلقة بما قبلها من قوله (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ) إلى قوله (تَفْضِيلاً). ثم قال بعد ذلك (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ

    أَعْمى) كناية عن النعم لا عن الدنيا وهو قول ابن عباس (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى) عن الإيمان بالله وما أوجبت عليه (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى) عن الجنة والثواب يعني إنه لا يهتدي إلى طريقهما ولا شك أن من ضل عن ذلك يكون في القيامة منقطع الحجة مفقود المعاذير ويكون العمى الأول عن المعرفة بالله والثاني بمعنى المبالغة في الأخبار عن عظم ما يناله هؤلاء الكفار من الخوف والغم الذي أزاله الله عن المؤمنين بقوله (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) والعرب تقول لمن اشتد خوفه إنه أعمى سخين العين بضد قرير العين قوله (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) والعمى الأول عن الإيمان والثاني هو الآفة في العين على سبيل العقوبة قوله (وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى).
    قوله سبحانه :
    (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) قال الجبائي عمومه يقتضي أنه لا يلحقهم خوف في أهوال القيامة وقال ابن الإخشيد لا يدل على ذلك لأن الله تعالى وصف القيامة بعظم الخوف وقال (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) إلى قوله (شَدِيدٌ) غير ذلك من الشدائد وهذا ليس بمعتمد لأنه لا يمتنع أن يكون هؤلاء خارجين من ذلك العموم وأما الحزن فلا خلاف أنه لا يلحقهم ومن أجاز الخوف فرق بينه وبين الحزن والحزن أنما يقع على ما يغلظ ويعظم من الغم والهم فلذلك لم يوصفوا بذلك وكذلك (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ) لأن ما يلحقهم لا يلبث ويزول لأن الحزن مأخوذ من الحزن وهو ما غلظ من الأرض فكأنه ما غلظ من الهم فأما لحوق الخوف والحزن في دار الدنيا فلا خلاف أنه يجوز أن يلحقهم لأن من المعلوم أن المؤمنين لا ينفكون منه.
    فصل
    قوله تعالى : (لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) وفي موضع (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) وفي موضع (لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) وفي موضع (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) وقال (يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها) وفي موضع (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) قال المفسرون في الجمع بين الآيات إن يوم القيامة يوم طويل ممتد فقد يجوز أن يمنعوا النطق في بعض ويؤذن لهم في بعض كما حكى الله تعالى عنهم (قالُوا رَبَّنا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنا بِذُنُوبِنا فَهَلْ إِلى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ) وقال الحسن وواصل وأبو علي أي لا يكلمهم بما

    يحبون وإنما هو دليل على الغضب عليهم وليس فيه دليل على أنه لا يكلمهم بما يسوؤهم لأنه قد دل في موضع آخر فقال (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ) وقال (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ) وقيل أي لا يكلمهم أصلا والملائكة تسائلهم بأمر الله ويتأول قوله (اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) على أن الحال دالة على ذلك والجواب الصحيح أنه تعالى نفى النطق المسموع المقبول الذي ينتفعون به ويكون لهم في مثله عذرا وحجة ولم ينف النطق الذي ليست هذه حاله ويجري هذا مجرى قولهم خرس فلان عن حجته وحضرنا فلانا يناظر فلانا فلم نقل شيئا وإن كانا قد تكلمنا بكلام كثير كما قال تعالى (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ) وقال الشاعر : أصم عما ساه سميع.
    قوله سبحانه :
    (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) قيل إنهم غير مأمورين بالاعتذار فكيف يعتذرون يحمل الإذن على الأمر وإنما لم يؤمروا به من حيث كانت تلك الحال لا تكليف فيها والعباد ملجئون عند مشاهدة أحوالها عند الاعتراف والإقرار ويحمل يؤذن لهم على معنى أنه لا يستمع لهم ولا يقبل عذرهم والعلة في امتناع قبول العذر ما ذكرناه التقدير لا ينطقون بنطق ينفعهم ولا يعتذرون بعذر ينفعهم فيكون يعتذرون داخلا في حيز النفي. ولا يمكن حمله على الإيجاب إلا إذا كان المعنى على أنهم لا ينطقون بنطق ينفعهم لأنه إن حمل على الظاهر كان في الكلام تناقض لأن الاعتذار نطق وإن شئت كان التقدير لا ينطقون بحال ولا يعتذرون لأن هناك مواقف يكون هذا في موقف منها وفي قراءة الحسن والثقفي لا يقضى عليهم فيموتون معطوف على يقضى أي لا يقضى عليهم فلا يموتون كذلك (لا يَنْطِقُونَ وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) أي فلا يعتذرون.
    قوله سبحانه :
    (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) وقال (لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ) الجمع بينهما أن يقال لا ينظر إليهم أي لا يعطف عليهم بخير وهو يراهم كما يقال انظر إلي نظر الله إليك وانظر إلينا نظر رحمة.
    قوله سبحانه :
    (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ) الضحك والاستبشار إذا

    أضيفا إلى الوجه فالمراد به أصحاب الوجوه.
    قوله سبحانه :
    (لا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) وقوله (لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ) وقوله (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) ثم قال (فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) السؤال الاستعلام فلا يسأل الله لأنه علام الغيوب وللتقريع نحو قولهم لم فعلت كذا وما الذي حملك عليه وعلى هذا قوله (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) لأنه عالم بجميع ما فعلوا فلا يسألنا إلا على سبيل التوبيخ وللمطالبة كقوله (إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) أي مطالبا به وللتوبيخ لغير المسئول كما قيل لعيسى ع (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ) وقوله (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) ابن عباس والخدري والشعبي والحسكاني في قوله (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية علي بن أبي طالب ع أَبُو جَعْفَرٍ ع فِي قَوْلِهِ (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) يَعْنِي الْأَمْنَ وَالصِّحَّةَ وَوَلَايَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع.
    قوله سبحانه :
    (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ) وقال (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) وقال (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) وقال (دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً) قال ابن عباس وقتادة والحسن إنهم عمي عما يسرهم عن التكلم بما ينفعهم وصم عما يمنعهم وقيل إنهم يحشرون كذلك ثم يجعلون يبصرون ويشهدون وينطقون.
    قوله سبحانه :
    (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) ثم قال (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) وقال (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) ثم قال (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ) وقوله (وَقالُوا لِجُلُودِهِمْ) وقوله (حَتَّى إِذا ما جاؤُها شَهِدَ عَلَيْهِمْ) أما قوله (لا يَنْطِقُونَ) يريد أنه لا حجة لهم ولا عذر. وأما قوله (الْيَوْمَ نَخْتِمُ) فهو إخبار عن ترك اعتذارهم عن جرمهم وإن أيديهم وأرجلهم تشهد عليهم وقيل الشاهد هو العاصي نفسه بما فعله وقيل إنما يظهر أمارة تدل على الفرق بين المطيع والعاصي وقيل إن الله تعالى يفعل الشهادة فيها وأضافها إلى الجوارح مجازا وقيل بين الله فيها بينة حتى تشهد.

    قوله سبحانه :
    (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) على وجه التعجب ثم أخبر في مواضع بأنهم لا يسمعون ولا يبصرون وأن على أسماعهم وأبصارهم غشاوة قال أبو مسلم معنى (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) ما أسمعهم وما أبصرهم وهذا على المبالغة في الوصف يقول فهم يومئذ يأتوننا أي يوم القيامة سمعاء بصراء أي عالمين وهم اليوم في دار الدنيا في ضلال مبين أي جهل واضح وقال الحسن هم يوم القيامة سمعاء بصراء لكن الظالمون اليوم في الدنيا ليسوا سمعاء ولا بصراء ولكنهم في ضلال عن الدين مبين.
    قوله سبحانه :
    (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) وقوله (وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) لا تناقض بينهما لأن الغسلين اسم لذلك والضريع وصف له وضريع بمعنى مضرع أي يضرع وقد فسره بقوله (لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) ويقال ليس لهم هاهنا حميم ولا طعام إلا من غسلين يريد الشراب ثم يقول ولا طعام لم يشبعه ولم ينفعه
    فصل
    قوله تعالى : (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) ثم قال (يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ) قال (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ) لا تناقض في ذلك لأنه أخبر أن يوما عنده كألف سنة ولم يرد أن يوما عنده خمسين ألف سنة إنما أخبر عن يوم القيامة أنه خمسون ألف سنة لقوله (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً) ثم وصفه بقوله ذلك اليوم فقال (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ) وقد قيل يعني إن جبرئيل والملائكة يعرجون في يوم واحد ما يكون مقدار عروجهم خمسين ألف سنة وقال ابن عباس والضحاك معناه يوم كان مقداره لو سار غير الملك ألف سنة مما يعده البشر وقيل يجوز أن يكون يوم القيامة يوما له أول وليس له آخر وفيه أوقات يسمى بعضها ألف سنة وبعضها خمسون ألف سنة.
    قوله سبحانه :
    (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) أي إن لهم رزقهم فيها مقداره بكرة

    وعشية من عشاء الدنيا لقوله (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) أي مقدار شهر وقوله (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) و (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ).
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) ثم قال (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ) وقال في الكفار (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) وفي المنافقين (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) فكيف يجمع الكافرين والمنافقين مع الأنبياء والصديقين أما قوله (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) خطاب لمن تقدم من قوله (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُ) إلى قوله (صِلِيًّا) إنه يحضرهم حولها جثيا وإنه ينزع من الذين (أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) وإنه أعلم بمن هو (أَوْلى بِها صِلِيًّا) فلو كان يدخل جميعهم النار لما كان هذا التقديم والعلم وإنه يخص هؤلاء بإحضار حول جهنم وإنه أعلم بالمستحق لصليها معنى فكيف يجوز أن يقدم ذلك ثم يقول إني أدخل بعد ذلك المنكر والمقر والمؤمن والكافر جهنم جميعهم فلما تقرر ذلك فإنه رجع بالخطاب إلى هؤلاء المذكورين وشبيه ذلك في قصة موسى (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً) إلى قوله (ما رَزَقْناكُمْ) فرجع الإخبار عن الغائب إلى مخاطبته كذلك هنا كما قال (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) الآية وقال ابن مسعود والحسن وقتادة وأبو مسلم والزجاج قد يكون الورود الإشراف قوله (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) والإنجاء إنما يكون من المخوف لا من الواقع تقول نجيت فلانا من القتل والضرب.
    قوله سبحانه :
    (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) وقد كتموه حيث قالوا (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) المعنى ودوا لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا على التمني يقال يا ليتني ألقاه وأصبر على كلامه وليت هذين اجتمعا لي ثم إن قوله (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) ظاهرا عنده وإن كتموه فقد علمه.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ. انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا) الآية

    (23/6) وقوله (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ بَلْ بَدا لَهُمْ ما كانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ) قالوا معرفة الله تعالى في الآخرة ضرورة وأهلها ملجئون إلى ترك القبائح فكيف أنكروا الشرك الجواب ليس في ظاهر الآية أن قولهم (ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) وقع في الآخرة دون الدنيا فمعناه ما كنا عند نفوسنا مشركين في الدنيا يوضحه قوله (انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ) يعني في الدنيا أنهم محقون من غير تخصيص بوقت.
    قوله سبحانه :
    (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ. خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ) قال الفراء الظاهر الاستثناء والتأبيد بمدة السماوات والأرض إلا أن المراد بإلا الزيادة فكأنه قال خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك من الزيادة لهم على هذا المقدار كقول القائل إن عليك ألف دينار إلا الألفين اللذين أقرضتكهما وقت كذا فالألفان زيادة على الألف لأن الكثير لا يستثني من القليل ومثله (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) وقوله (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) وقال الجبائي (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) من كونهم قبل دخول الجنة والنار في الدنيا وفي البرزخ الذي هو بين الحياة والعرض لأنه لو قال خالدين فيها أبدا ولم يستثن لتوهم متوهم أنهم يكونون في الجنة والنار وقال ابن عباس وقتادة والضحاك ما معناها من كأنه قال إلا من شاء ربك فلا يدخله النار فيكون استثناء من الخلود فكأنه قال إلا ما شاء ربك بأن لا يخلدهم في النار بل يخرجهم عنها وقال الزجاج إن الاستثناء وقع على أن لهم زفيرا وشهيقا إلا ما شاء ربك من أنواع العذاب التي لم تذكر وقال ابن قبة (لَهُمْ فِيها) يعني في النار في حال كونهم في القبور دائمين فيها ما دامت السماوات والأرض فإنها إذا أعدمت انقطع عذابهم إلى أن يبعثهم الله للحساب وقالوا إلا بمعنى الواو والتأويل خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض وما شاء ربك من الزيادة شاعر:
    وكل أخ مفارقه أخوه
    لعمر أبيك إلا الفرقدان.

    ولا يتعلق إلا بالخلود لأن الاستثناء الأول متصل بقوله (لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) وتقدير الكلام لهم فيها زفير وشهيق إلا ما شاء ربك من أجناس العذاب والاستثناء غير مؤثر في النقصان من الخلود والغرض فيه أنه لو شاء أن يخرجهم وأن لا يخلدهم لفعل وأن التخليد أنما يكون بمشيته كما يقول القائل والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك وهو لا ينوي إلا ضربه وتعليق

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:52 pm

    ذلك بالمشية على سبيل التأكيد لا للخروج لأن الله تعالى لا يريد إلا تخليدهم على ما دل عليه كما يقول والله لأهجرنك إلا أن يشيب الغراب ويبيض القاز أي أهجرك أبدا من حيث علق بشرط معلوم أنه لا يحصل والمراد بالذين شقوا من أدخل النار من أهل الإيمان الذين مضوا بطاعاتهم ومعاصيهم فقال إنهم معاقبون في النار (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) من إخراجهم إلى الجنة وإيصال ثواب طاعاتهم إليهم ويجوز أن يريد بأهل الشقاء هاهنا جميع الداخلين إلى جهنم ثم استثنى بقوله (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) أهل الطاعات منهم فقال (إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ) من إخراج بعضهم وهكذا في (الَّذِينَ سُعِدُوا).
    فصل
    قوله تعالى : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) قال الزجاج الساعة اسم الوقت الذي يصعق فيه العباد واسم الوقت الذي يبعث فيه.
    قوله سبحانه :
    (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) لا يوصف المعدوم بأنه فان ولا يقال فيما يصح عليه البقاء بأنه فان ولا فيما لا يصح عليه الفناء بأنه فان لأن الفناء عدم للشيء بعد وجوده.
    قوله سبحانه :
    (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) يقرر الله عباده فيقر المؤمنون والكافرون بأنه (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) وقيل إنه تعالى القائل لذلك وهو المجيب لنفسه ويكون في ذلك مصلحة للعباد في دار التكليف وقيل إن جبريل يقول (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) فيقول ملك الموت (لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ) ثم يموتان.
    قوله سبحانه :
    (وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ) أي نكافي ومن كوفي بفعله فقد هلك وإذا قال هل يجزى فهي مثل يثاب وقد يقرب معناهما.
    قوله سبحانه :
    (وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ) أي المجازاة لأن ما هو آت قريب

    قوله (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) والحساب بمعنى الكفاية والمكافأة قوله (جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً) شاعر : وفي الناس حر إن تأملت محسب معناه كاف وقيل يعني في العدل من غير حاجة إلى حط ولا عقد لأنه عالم به وإنما يحاسب العبد بظاهره في العدل والإحالة على ما يوجبه الفعل من خير أو شر وقيل أي لا يشغله محاسبة بعض عن محاسبة آخرين وقيل أي يحاسب الخلق جميعا في أوقات يسيرة ويقال إن مقدار ذلك حلب شاة وهذا دليل على أنه لا يتكلم بآلة وأنه ليس بجسم وَسُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كَيْفَ يُحَاسِبُ اللهُ الْخَلْقَ عَلَى كَثْرَتِهِمْ فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ كَمَا يَرْزُقُهُمْ عَلَى كَثْرَتِهِمْ فِي حَالَةٍ وَاحِدَةٍ. ويقال المراد بالآية أنه سريع العلم بكل محسوب وأنه لما كانت عادة بني الدنيا أن يستعملوا الحساب والإحصاء في أكثر أمورهم أعلمهم الله تعالى أنه يعلم ما يحسبون بغير حساب وإنما سمي هذا العلم حسابا لأن الحساب إنما يراد به العلم وقال المرتضى المراد بالحساب محاسبة الخلق على أعمالهم يوم القيامة ومواقفهم عليها ويكون الفائدة بسرعته الإخبار عن قرب الساعة.
    قوله سبحانه :
    (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) المحاسبة المفاعلة وهو تقرير من الله تعالى للعبد بذنوبه وإقرار العبد بها ويجاب عن ذلك أن للعبد حقوقا عند ربه من ثواب وعوض كما له عليه حقوق فيصح ذلك ويجيء فاعل بمعنى فعل يقال طارقت النعل وليس محاسبة القديم تعالى مع العباد كمحاسبة بعضهم بعضا بل بأن يخلق في بعض أعضاء الواحد منا ما يتضمن ما له وما عليه ويكون محاسبته مع الكل كمحاسبته مع الواحد كما قال (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ).
    قوله سبحانه :
    (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) قال الجبائي معناه أخذه به على وجه التقريع وقال النخعي هو مؤاخذة العبد بذنبه لا يغفر له شيء منه والحساب أحصى ما على العبد.
    قوله سبحانه :
    (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) الوجه في جعل كتاب الفجار في سجين أن تخليده فيه يقوم مقام إدامة التقريع وأن عقابهم لا يفنى ولا يبيد كما لا يفنى كتاب سيئاتهم ولا يبيد.
    قوله سبحانه :
    (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ. وَما أَدْراكَ ما عِلِّيُّونَ) لأن

    تفصيلها لا يمكن العلم بها إلا بالمشاهدة دون علم الجملة ثم قال (كِتابٌ مَرْقُومٌ) أي مكتوب فيه جميع طاعاتهم بما تقر به أعينهم ويوجب سرورهم بضد الكتاب الذي للفجار لأن فيه ما يسوءهم.
    قوله سبحانه :
    (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) جعل ثبوت ما فيه وظهوره بمنزلة النطق وأنه ينطق بالحق دون الباطل.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) إعطاء الكتاب باليمين يكون أمارة على أنه من أهل الجنة وبالشمال على أنه من أهل النار وكذلك وراء ظهره لما روي أنه يخرج شماله من وراء ظهره ويعطى كتابه فيها.
    قوله سبحانه :
    (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) إنما خص إلزام الطائر بالعنق لأنه محل لما يزين من طوق أو يشين من غل ولأن في عرف الناس أن يقولوا هذا في رقبتك كما يضاف العمل إلى اليد أيضا قوله (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) وإن كان كسبه بفرجه أو لسانه وإنما يذم بذلك على وجه التقريع بما فعله من المعاصي ويكون العلم بذلك لطفا في دار الدنيا وإن كان عالما بتفصيل ما فعلوه.
    قوله سبحانه :
    (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) وقوله (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) وما أشبه ذلك من الآيات دالة على المساءلة وهي عامة إلا أنها تسهل على المؤمنين وتصعب على الكافرين.
    قوله سبحانه :
    (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) الميزان هو المعروف وإذا استعمل

    في غيره كان مجازا وكلام الله لا ينقل عن الحقيقة إلى المجاز من دون دلالة ومانع وقال مجاهد وأبو مسلم إنها عبارة عن العدل والتسوية الصحيحة كما يقال كلام فلان موزون وأفعاله موزونة قوله (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) وقيل هو برهان على إقامة العدل قوله (اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ) وقوله (وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ) وقيل هو ذو الكفتين يوزن بها الصحف المكتوب وقيل يجعل النور في كفة علامة الرجحان والظلمة في الأخرى علامة النقصان وقيل معناه من كان له يوم القيامة وزن قوله (فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَزْناً).
    قوله سبحانه :
    (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) يجوز أن يخرج الألسنة ويختم على الأفواه ويجوز أن يكون الختم على الأفواه إنما هو في حال شهادة الأيدي والأرجل ويجوز أن يبينها بينة مخصوصة ويشهد فيها شهادة يشهد عليهم بها.
    قوله سبحانه :
    (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) وقوله (لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ) وقيل إن الله تعالى يبينها بينة يمكنها النطق والكلام من جهتها وقيل إن يفعل الله تعالى في هذه البينة كلاما يتضمن الشهادة وكأنها هي الناطقة وقيل يجعل فيها علامة تقوم مقام النطق بالشهادة وذلك إذا جحدوا معاصيهم وقيل يفعل الشهادة فيها وأضافها إلى الجوارح مجازا وقيل هي عبارة عن وضوح الأمر في لزوم الحجة لهم والعلم بما فعلوه كما يقال شهدت عينك بكذا وأقرت.
    قوله سبحانه :
    (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) أي يستقيم على حتى يورد أو قلت الطريق الدالة على استقامته.
    قوله سبحانه :
    (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) قالوا هو الصراط والصراط طريق أهل الجنة وأهل النار يتسع لأهل الجنة ويتسهل ويضيق على أهل النار ويشق قال الشاعر :


    أمير المؤمنين على صراط
    إذا أعوج الموارد مستقيم.

    وقيل هو الحجج والأدلة المفرقة بين أهل الجنة وأهل النار وقيل إنما هو العبادات الموصلة إلى ثواب الله تعالى وفي الخبر أنه محبة علي بن أبي طالب ع
    فصل
    قوله تعالى : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) قال مجاهد لم يبق مزيد لامتلائها لقوله (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ) فقيل له هذا القول كان منها قبل دخول أهل النار فيها وقيل إن قولها فيها كالمثل أي بقي في سعة كثيرة قال الشاعر :
    امتلأ الحوض وقال قطني
    مهلا رويدا قد ملأت بطني.

    وقيل إنه يخلق لها آلة الكلام كما خلق لجوارح الإنسان كقوله (وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) وقيل إنه خطاب لخزنة جهنم على وجه التقريع لهم هل امتلأت فيقولون بلى لم يبق موضع المزيد ليعلم القول صدق قوله ومعناه ما من مزيد.
    قوله سبحانه :
    (يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) أي يخافون عذاب يوم تتقلب فيه القلوب من عظم أهواله والأبصار من شدة ما تعاينه وقيل تقلب القلوب ببلوغها الحناجر وتقلب الأبصار بالعمى بعد النظر وقال البلخي أي القلوب تتقلب عن الشك الذي كانت عليه إلى اليقين والأبصار تتقلب عما كانت عليه لأنها تشاهد من أهوال ذلك اليوم ما لم تعرفه كما قال (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ).
    قوله سبحانه :
    (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) وقوله (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ) لا خلاف بينهما لأن قوله (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) أي عقلك ومعرفتك بما عاينت نافذ ماض يقال له بصر بكذا وكذا وهو بصير بالجوارح.
    قوله سبحانه :
    (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) (59 /4) سَأَلَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ الصَّادِقَ ع فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ هَبْ هَذِهِ الْجُلُودُ عَصَتْ فَعُذِّبَتْ فَمَا بَالُ الْغَيْرِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع

    وَيْحَكَ هِيَ هِيَ وَهِيَ غَيْرُهَا فَقَالَ أَعْقِلْنِي هَذَا الْقَوْلَ فَقَالَ ع أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً كَسَرَ لَبِنَةً ثُمَّ صَبَّ عَلَيْهَا مَاءً وَجَبَلَهَا ثُمَّ رَدَّهَا إِلَى هَيْئَتِهَا الْأُولَى لَمْ يَكُنْ هِيَ هِيَ وَهِيَ غَيْرُهَا فَقَالَ بَلَى أَمْتَعَ اللهُ بِكَ. وقال الجبائي والبلخي والزجاج إن الله تعالى يبدلها أي يعيدها إلى الحالة الأولى التي كانت عليها غير محترقة وقال المغربي لا نقول إن الله تعالى يعدم الجلود بل إنه يجددها ويطريها بما يفعل فيها من المعاني التي تعود إلى حالتها يقال أبدلت الشيء بالشيء إذا أبدلت عينا بعين قال الله تعالى (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ) لأن الشيء إذا جعل على حالته يقال جعلت شيئا كالأول ويحتمل أن يخلق الله لهم جلدا آخر فوق جلودهم فإذا احترق التحتاني أعاده الله وهكذا يتعقب الواحد الآخر ويحتمل أن يخلق الله لهم جلدا يعذبهم فيه كما يعذبهم في سرابيل القطران قال الرماني إن الله تعالى يجدد لهم جلودا غير الجلود التي احترقت ويعدم المحترقة على ظاهر القرآن من أنها غيرها لأنها ليست بعض الإنسان.
    قوله سبحانه :
    (لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) وقوله (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ) من عذابها لا يناقضهما قوله (كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً) لأنه ليس فيه أنها تخبو عنها بزيادة السعير كقوله (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها) يعني متى راموا الخروج منعوا من ذلك والمعنى الجامع بينها أنه لا يخفف عنهم من عذابها الذي وضع عليهم شيء.
    قوله سبحانه :
    (خالِدِينَ فِيها أَبَداً) لا يناقضه قوله (لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً) لأن الأحقاب جمع والجمع لا غاية له وليس فيه أن لا يلبثوا أكثر من ذلك.
    قوله سبحانه :
    (عَذابٌ غَلِيظٌ) والغليظ العظيم الجثة الكثيف وإنما وصفه بذلك لأنه بمنزلته في الثقل على النفس وطول المكث.
    قوله سبحانه :
    (عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) وصف اليوم بالإحاطة وهو من نعت العذاب لأن اليوم محيط بعذابه بدلا من إحاطته بنفسه.

    قوله سبحانه :
    (لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) والمس هاهنا ما يكون معه إحساس وهو حلوله فيه لأن العذاب لا يمس الحيوان إلا أحس به ويكون المس بمعنى اللمس لأن في المس طلبا لإحساس الشيء فلهذا اختير هاهنا المس واللمس ملاصقة معها إحساس.
    قوله سبحانه :
    (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) وصفه بأنه عقيم أي لا مثل له في عظم الأهوال الملك فيه لله تعالى لا ملك لأحد معه وإنما خص ذلك به لأن في الدنيا قد ملك الله أقواما أشياء كثيرة والملك اتساع المقدور لمن له تدبير الأمور فالله تعالى يملك الأمور لنفسه وكل مالك سواه فإنما هو مملك بحكمه إما بدليل السمع أو بدليل العقل.
    قوله سبحانه :
    (ذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) الذوق تناول الشيء بالفم لإدراك الطعم فهو أشد لإحساسه عند تفقده وطلب إدراك طعمه وهو هاهنا مجاز وكذلك قوله (ذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ).
    قوله سبحانه :
    (قُلْ إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) فيها دلالة على من زعم أن من علم الله أنه لا يعصي فلا يجوز أن يتوعده بالعذاب وعلى زعم من زعم أنه لا يجوز أن يقال فيما قد علم أنه لا يكون أنه إن كان وجب فيه كيت وكيت لأنه كان المعلوم لله تعالى أن النبي ص لا يعصي معصية يستحق بها العقاب يوم القيامة ومع هذا فقد توعد به.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً. يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) المعنى يضاعف له العذاب في كثرة الأجزاء لا أنه يضاعف استحقاقه لأن الله تعالى لا يعاقب بأكثر من المستحق لأن ذلك ظلم.

    قوله سبحانه :
    (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ) أي يضاعف بحسب تضاعيف الأجرام وقيل أي كلما ضعف جاء ضعف وكله على قدر الاستحقاق.
    قوله سبحانه :
    (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ) إنما جاز تضعيف عقابهن بالمعصية لعظم قدرهن وإن معصيتهن تقع على وجه يستحق بها ضعف ما يستحق غيرهن من حيث كن قدوة في الأعمال ويحتمل أن ذلك لهتك حرمة النبي ص.
    قوله سبحانه :
    (وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) قال مجاهد بئس ما مهدوا لأنفسهم وقال الحسن بئس القرار وقيل بئس الفراش الممهد وقال البلخي والجبائي هذا مجاز كما قيل للمرض شر وإن كان خيرا من جهة لأنه حكمة وصواب فقيل لجهنم بئس المهاد لعظم الآلام.
    قوله سبحانه :
    (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) فائدة ذلك أنها أعدت للكافرين قطعا وللفاسقين جوازا لأنا نجوز العفو عنهم وقالت المعتزلة لأن الكفار أحق بها والفساق تبع لهم في دخولها كما قال (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) ولا خلاف أنه يدخلها الأطفال والمجانين إلا أنهم تبع للمتقين وقال أبو علي هذه النار نار مخصوصة فيها الكفار خاصة دون الفساق كما قال (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ).
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ) والنار تحرق الشجر فكيف ينبتها الجواب أن الله تعالى قادر على أن يمنع من النار إحراقها مثل إبراهيم ع.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) وقوله (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ

    كُلِّ مَكانٍ وَما هُوَ بِمَيِّتٍ) وقوله (تَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى) أي لا يموت فيها موتا يقضى عليه ولا يحيا حياة تنفعه (وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ) أي مثل الموت وكأنهم سكارى لما هم فيه وليسوا بسكارى كسكر الدنيا قال أبو النجم بلهاء لم تحفظ ولم تضيع وقال ليس بمحفوظ ولا بضائع وقال الآخر فالقوم لا مرضى ولا صحاحا.
    قوله سبحانه :
    (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) وقوله (تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ) المعنى سمعوا صوت التغيظ وفعل التغيظ من التهابها وتوقدها فسمي بذلك تغيظا على سعة الكلام لأن المغتاظ هو المتفطر بما يجد من الألم الباعث على الإيقاع لضره فحال جهنم كحال المغتاظ.
    قوله سبحانه :
    (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) كأنه قال فما صبرهم قال ابن عباس ما الذي أجرأهم عليها بصبره استفهاما ويصبر ما أصبرهم كأنه قال فما صبرهم مثل أكرمته وكرمته وأحسنته وحسنته فكأنه قال فما أصبرهم على النار أي قد عملوا العمل الذي أقدموا به على النار فيصيروا في لفظ التعجب من الآدميين على اللغة وعلى ما يعقلون.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) أي إن يصبروا على آلهتهم لأنهم قالوا (إِنْ كادَ لَيُضِلُّنا عَنْ آلِهَتِنا لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا عَلَيْها) ويقال فإن يصبروا أو يجزعوا (فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) ويكون (وَإِنْ يَسْتَعْتِبُوا) كقوله وإن يجزعوا في المعنى لأن المستعتب جزع مما استعتب منه وقال في آية أخرى (فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ) ويقال سبب نزولها قول كفار قريش لما دعاهم النبي ص إلى ترك عبادة الأصنام فقال بعضهم لبعض (لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ) واصبروا على آلهتكم.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) ثم قال (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) الوجه في ذلك أن درك الأسفل هو أشد العذاب أو قلت آل فرعون في أشد العذاب وأشد من أهل الدرك الأسفل بفضل العذاب يوصله إليهم

    (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ) الظلل من تحتهم ظلل لمن تحتهم فهذه هي بساط لهم وهي لمن تحتهم ظلل وهلم جرا حتى ينتهوا إلى القعر.
    قوله سبحانه :
    (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) والمعنى وما وقوع الساعة إلا كلمح البصر في سرعته في حال وقوعه ويكون (أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) أراد يطويه عنا كقولك أكلت رطبة أو تمرة وأنت تعلم ما أكلت ولكن طويت ذلك عن السامع.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) وقوله (إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها) إذا أخرج يده رائيا لها وناظرا إليها لم يكد أي لم يقرب كقولك ما فعلت وما كدت أي لم اقترب ويجوز (لَمْ يَكَدْ يَراها) أي لم يرها ويكون يكد على ما يذكر في (أَكادُ أُخْفِيها) وما أكاد أخفيها أي أريد أخفيها قال حسان :
    وتكاد تكسل أن تجيء فراشها
    في جسم خرعبة وحسن قوام

    وقال أبو النجم :
    وإن أتاك نعي فاندبن أبا
    قد كاد يصطلح الأعداء والخطباء

    ويقال (أَكادُ أُخْفِيها) أي آتي بها قال صابي :
    هممت ولم أفعل وكدت وليتني
    تركت على عثمان تبكي حلائله

    ويقال (أَكادُ أُخْفِيها) أظهرها يقال خفا البرق ظهر قال إمرؤ القيس :
    فإن تدفنوا الداء لا تخفه
    وإن تبعثوا الحرب لا يقعد

    فصل
    قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) أصل الشفاعة من الشفع الذي هو ضد الوتر فإن الرجل إذا شفع لصاحبه فقد شفعه أي صار ثانية ومنه الشفيع في الملك لأنه يضم ملك غيره إلى ملك نفسه وقالت المعتزلة ومن تابعهم الشفاعة مقتضاها زيادة المنافع والدرجات كما قال الحطية :
    وذاك إمرؤ إن تأته في صنيعة
    إلى ماله لم تأته بشفيع

    وقالت الإمامية مقتضاها إسقاط المضار كما قال المبرد :
    تعلم أن مالك إن تصب نفدك
    وإن تحبس نذرك ونشفع


    وتجيء الشفاعة بمعنى المعاونة وقال الشاعر:
    أتاك امرؤ مستعلن لك بغضه
    له من عدو مثل ذلك شافع.

    وقد تعلقت المعتزلة بقوله (وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضى) وبقوله (فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ) وبقوله (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) وبقوله (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) وبقوله (وَلا تَنْفَعُها شَفاعَةٌ) ولا دلالة في شيء من هذه الآيات على اختصاص الشفاعة بزيادة المنافع أما الآية الأولى فلأن المرتضى فيها محذوف فليسوا بأن يقدروا لمن ارتضى جميع أفعاله بأولى منا إذا قدرنا لمن ارتضى أن يشفع له وأما الثانية فمختصة بنفي شفيع يطاع وهذا متفق عليه وإنما يكون لهم دلالة لو نفى شفيعا يجاب لأنه قبول الشفاعة وقبولها ليس بطاعة وإنما هو إجابة وأما الثالثة فصريحة في الكفار لأنهم قالوا (فَلَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) وأما الرابعة ففاسد لأن النصرة غير الشهادة وإنما هي المدافعة والمغالبة ويقرن بالشفاعة خشوع وخضوع وأما الخامسة والسادسة فغير نافعة لهم لأن الشفاعة في المؤمنين لا تكون على سبيل التقدم بين يدي الله تعالى وأما السابعة فمتروكة الظاهر بالإجماع لأننا قد اتفقنا أن للنبي ص شفاعة مقبولة نافعة وقد تلقت الأمة بالقبول قَوْلُهُ ع ادَّخَرْتُ شَفَاعَتِي لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي. وَرَوَى أَصْحَابُنَا عَنِ النَّبِيِّ ص أَنِّي أَشْفَعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأُشَفَّعُ وَيَشْفَعُ عَلِيٌّ فَيُشَفَّعُ وَيَشْفَعُ أَهْلُ بَيْتِي فَيُشَفَّعُونَ وَإِنَّ أَدْنَى الْمُؤْمِنِينَ شَفَاعَةً لَيَشْفَعُ فِي أَرْبَعِينَ رَجُلاً مِنْ إِخْوَانِهِ كُلٌ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ.
    قوله سبحانه :
    (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ لِمَنْ يَشاءُ وَيَرْضى) قيل إن الغرض بذلك الإنكار على عبدة الأوثان وقولهم إنها تشفع لهم لأن الملك إذا لم تغن شفاعته شيئا فشفاعة من دونه أبعد من ذلك ولا ينافي ذلك ما قلناه من شفاعة النبي والأئمة والمؤمنين لأن هؤلاء يشفعون بإذن الله ورضاه ومع ذلك يجوز أن لا يشفعوا فيه فالزجر واقع موقعه.
    قوله سبحانه :
    (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) لا تدل على أنه لا شفاعة لمرتكبي الكبائر لأن أحدا لا يقول إن لهم معينا على عدوهم بل إنما يقول له من يسأل في بابهم على وجه

    التضرع ولا يسمى ذلك نصرة على حال
    فصل
    قوله تعالى : (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) ولم يذكر طولها قال أبو مسلم الأصفهاني أي ثمنها لو بيعت كثمنها لو بيعتا كما يقال عرضت المتاع للبيع والمراد عظم قدرها وقيل إن العرب تصف الشيء بالعرض يقال بلاد عريضة وأرض عريضة قال إمرؤ القيس مواقع غيث في فضاء عريضة وقوله تعالى : (فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) قال السدي أي يدعو الله كثيرا عند ذلك إنما قال عريض ولم يقل طويل لأنه أبلغ ألا ترى أن عرض الإنسان والدواب والأشجار والأنهار لا على حسب طولها ولأن العرض يدل على الطول ولا يدل الطول على العرض إذ قد يصح طويل ولا عرض له ولا يصح عريض ولا طول له لأن العرض الانبساط في خلاف جهة الطول والطول الامتداد في أي جهة كان وقيل عرضها كعرض السماوات والأرضين وطولها لا يعلمه إلا الله وقيل معناه أن لكل واحد من أهل الجنة نصيبه منها عرضها كعرض السماوات والأرض لقوله (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا) فإذا كانت لكل واحد مغفرة فينبغي أن يكون له جنة مفردة ولا يلزم على هذا أن الجنة إذا كانت في السماء كيف يكون لها هذا العرض لأنه يزاد فيها يوم القيامة وَسُئِلَ النَّبِيُّ ص إِذَا كَانَتْ الْجَنَّةِ عَرْضُهَا بِعَرَضٍ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَأَيْنَ يَكُونُ النَّارِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللهِ إِذَا جَاءَ النَّهَارِ فَأَيْنَ يَكُونُ اللَّيْلِ.
    قوله سبحانه :
    (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) قال الحسن تدل هذه الآية على أن الجنة في السماء والنار في الأرض فلذلك صح منهم الاطلاع وقال الطوسي يجوز أن يكون الجنة مخلوقة في غير السماوات والأرض وفي الناس من قال إن الجنة والنار ما خلقتا بعد وإنما يخلقهما الله تعالى على ما وصفه بقوله (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ).
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً. خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) قالوا إن النار التي وعد الله مخلوقة لأن ما لا يكون مخلوقا لا يعد

    وهذا كقوله (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) وهذا السؤال ضعيف لأنه يجوز أن يكون المراد أن الجنة والنار معدان في الحكم كائنان لا محالة والأول يكون الاعتماد عليه.
    قوله سبحانه :
    (وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) اختلفوا في هذه الجنة فقال حسن وواصل وأبو علي والرماني وابن الإخشيد إنها جنة الخلد لأن الجنة إذا أطلقت معرفة باللام لا يعقل منها في العرف إلا جنة الخلد كما أن السماوات إذا أطلق لم يعقل منها إلا السماوات المخصوصة دون سقف البيت.
    قوله سبحانه :
    (هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ) قال أبو مسلم الأصفهاني وأبو القاسم البلخي لو كانت جنة الخلد لكان عالما بها فلم يحتج إلى دلالة والجنة التي كان فيها آدم كانت في الأرض حيث شاء الله تعالى واختاره الطوسي.
    قوله سبحانه :
    (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) والميراث للحي من الميت الجواب لما أعدت الجنة للمتقين جاز أن يسموا وارثين.
    قوله سبحانه :
    (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) وقوله (الْخاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) قال أكثر المفسرين ما من كافر إلا وله منزلة في الجنة وأزواج فإن أسلم وسعد صار إلى منزله وأزواجه وإن كفر صار منزله وأزواجه إلى من أسلم وقال الجبائي يرثون الفردوس على التشبيه بالميراث المعروف من جهة الملك الذي ينتهي إليه أمره وقيل يعني يئول أمره إلى النعم في الجنة ويملك ما يعطيه الله كما يئول أمر الوارث.
    قوله سبحانه :
    (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) استدل الجبائي

    بذلك على أن الثواب مستحق بأعمال الطاعات فلا يستحق من جهة الأصلح لأن الله تعالى بين أنهم أورثوها بما عملوا من طاعاته عزوجل.
    قوله سبحانه :
    (وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) وقوله (وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ) الوجه في تكرار ذكر الفاكهة البيان عن اختلاف صفاتها فذكرت أولا بأنها متخيرة كثيرة ثم وصفت (لا مَقْطُوعَةٍ) أي لا تنقطع كما ينقطع ثمار الدنيا في الشتاء ولا يمتنع ببعد متناول أو شوك يؤذي اليد وقيل (لا مَقْطُوعَةٍ) بالأزمان (وَلا مَمْنُوعَةٍ) بالأثمان.
    قوله سبحانه :
    (وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ) أي من ثمار الأشجار التي من شأنها أن تؤكل دون الثمر المر.
    قوله سبحانه :
    (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) قال مجاهد معناه إن قام ارتفعت وإن قعد تدلت عليه وإن اضطجع تدلت عليه حتى ينالها وقيل لا يرد أيديهم عنها بعد ولا شوك.
    قوله سبحانه :
    (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) قال أبو علي بلطف الله لهم في التوبة حتى يذهب حقد العداوة وقال غيره (وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلاً) الظل الظليل هو ستر الشمس اللازم والمراد في الآية الجنة قال ابن دريد يقال فلان في ظل فلان أي في عزه ومنعه وقال المبرد أهل الجنة في ظل لا في فيء لأنه لا شمس فيها كما قال (وَظِلٍّ مَمْدُودٍ).
    قوله سبحانه :
    (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) أي في الدنيا بما أنعم على خلقه من فنون الإحسان وفي الآخرة ما يفعل بهم من الثواب والعوض وضروب التفضل والآخرة وإن لم تكن دار تكليف فلا يسقط فيها الحمد والاعتراف بنعم الله تعالى قال أبو الهذيل يكونون مضطرين لفعل ذلك لمعرفتهم الضرورية بنعم الله تعالى عليهم والصحيح أنهم مخيرون في أفعالهم كما قال (وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) فيجوز أن يشكروا باللسان

    إن وجدوا فيه لذة ولا يجوز بالقلب لأنه يرجع إلى اعتقادات ومن حمد أهلها (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) الآية وقولهم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) الآية وقولهم (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ).
    قوله سبحانه :
    (خالِدِينَ فِيها) الخلود اللزوم أبدا والبقاء والوجود وقتين فصاعدا ولذلك لم يصح في صفات الله تعالى خالد وجاز باق وموجود.
    قوله سبحانه :
    (وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) اتفقت الأمة أن في الجنة مباشرة وَجَاءَ فِي الْحَدِيثِ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ جِمَاعُ مَا شِئْتَ. ثم اختلفوا في كيفيتها أنها يكون بالإنزال أو بغيره من اللذات الكثيرة والصحيح أن الجنة لا تقبل الخبث ولم تحمل آدم وحواء لما ذاقا الشجرة و (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما)
    فصل
    قوله تعالى : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) ثم قال (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) أما قوله (أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ) أي أسمع دعوته ولهذا يقال للرجل دعوت من لا يجيب أي دعوت من لا يسمع وقد يكون يسمع بمعنى يجيب كما أن يجيب بمعنى يسمع يقال سمع الله لمن حمده يراد به أجاب الله من حمده أنشد ابن الأعرابي :
    دعوت الله حتى خفت ألا
    يكون الله يسمع ما أقول.

    لم يرد بقوله قريب قرب المسافة بل المراد أني قريب بإجابتي بنعمتي ولعلمي بما يأتي العبد ويذر ويسر ويجهر تشبيها بقرب المسافة لأن من قرب من غيره عرف أحواله ولم يخف عليه ويكون قوله (أُجِيبُ) على هذا تأكيد للقرب (دَعانِ) أي عبدني يكون الإجابة هي الثواب والجزاء على ذلك فكأنه قال إني أثيب على دعائهم لي.
    قوله سبحانه :
    (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) العبد إذا سأل الله تعالى شيئا في إعطائه صلاح

    فعله به وأجابه إليه وإن لم يكن في إعطائه في الدنيا صلاح وخيرة لم يعطه ذلك في الدنيا وأعطاه إياه في الآخرة فهو مجيب لدعائه على كل حال وإن من دعا بشرائط الحكمة بأن يقول اللهم افعل بي كذا إن لم يكن فيه مفسدة لي أو لغيري في الدين أو ينوي هذا في دعائه ويكون حسنا واقتضت المصلحة إجابته أجيب لا محالة وإذا دعاء العبد لم يخل من أحد أمرين إما أن يجاب دعاؤه وإما أن يجاز له يصرفه عما سأل ودعا فحسن اختيار الله تعالى يقوم مقام الإجابة فكأنه مجاب على كل حال وهذا ضعيف ويقال إن الله تعالى أوجب بإجابة الدعاء عند المسألة للمؤمنين دون الكفار والفاسقين وهذا أيضا ضعيف والجواب الصحيح (أَسْتَجِبْ لَكُمْ) إذا اقتضت المصلحة إجابتكم ومن يدع الله ويسأله فلا بد أن يشترط المصلحة إما لفظا أو إضمارا وإلا كان قبيحا لأنه أراد أن دعا بما يكون فيه مفسدة ولا يشترط انتفاؤها كان قبيحا.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ) وقوله (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) وقوله (لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) قال الجبائي إن ذلك على وجه الانقطاع إليه والتضرع له وله أجوبة كثيرة لا يحتمل هذا الموضع.
    قوله سبحانه :
    (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) يعني أنه لا حاصل له وليس له أنهم لا يجابون إلى ما يسألون بل يريد أنه لا يكون حاصل من الثواب فهي باطلة وقال

    ابن الإخشيد يجوز ذلك لأن الإجابة كالنعمة في احتمالها أن يكون ثوابا وتعظيما وأن يكون استصلاحا ولطفا ولأنه قد يحسن منا أن يجيب الكافر إلى ما سأل استصلاحا لغيره وقال الجبائي لا يجوز ذلك لأن في الإجابة ذلك تعظيما له.
    قوله سبحانه :
    حاكيا عن إبليس (أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) أي القيامة فقال الله تعالى (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) وهو آخر أيام التكليف وقال البلخي الوقت المعلوم الذي قدر الله أجله فيه وهو معلوم لأنه لا يجوز أن يقول تعالى أنا أبقيك إلى وقت معين إن في ذلك إغراء له بالقبيح فما أجابه إلى يوم البعث.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) قال (اتَّقُوا اللهَ) وهو غاية التحذير ثم قال (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) رغب في الدعاء الجواب أنما قال ذلك لئلا يكون المكلف على غرور من أمره بكثرة نعم الله تعالى عليه فيظن أنها موجبة للرضا عنه فحقيقة الدعاء إليه بإبقائه من جهة اجتناب معاصيه والعمل بطاعته.
    قوله سبحانه :
    (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) تدل على بطلان قول من قال لا يجوز الدعاء بأن يفعل الله ما يعلم أنه يفعله لأنه عبث لأن النبي ص كان عالما بأن الله تعالى يهديه الصراط المستقيم وإنه قد فعل ذلك ومع ذلك كان يدعو به ولا يجوز عند أكثر المحصلين أن يدعو نبي على قومه من غير إذن سمعي لأنه لا يأمن أن يكون فيهم من يتوب مع اللطف في التبقية فلا يجاب فيكون ذلك فتنة.
    قوله سبحانه :
    (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) وقوله (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) وإنه لا يحكم إلا بالحق وقد هداهم الصراط المستقيم فما معنى المسألة الجواب يجوز أن يكون ذلك عباده وانقطاعا إليه ويكون لنا في ذلك مصلحة كسائر العبادات وكما تعبدنا بأن نكرر تسبيحه وتمجيده والإقرار بالشهادتين وغير ذلك وإن كنا معتقدين لجميع ذلك ويجوز

    أن يكون المراد بذلك الزيادة في الألطاف كما قال تعالى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) وقال (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ) ويجوز أن يكون الله تعالى يعلم أن أشياء كثيرة يكون أصلح لنا وأنفع لنا إذا سألناه وإذا لم نسأله لا يكون ذلك مصلحة فكان ذلك وجها في حسن المصلحة ويجوز أن يكون المراد استمرار التكليف والتعريض للثواب لأن إدامته ليس بواجب بل هو تفضل محض جاز أن يرغب إليه فيه.
    قوله سبحانه :
    (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) قيل معناه أنه حل محل من يدعى إليه بالقتل في ماله بقبح الفعل فيخرجه مخرج الدعاء عليه ولا يقال إن الله تعالى دعا عليه لقبح اللفظ بذلك ما يوهم من تمني المدعو به.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) إن سئل كيف يلعن الكافر كافرا مثله وهو الظاهر في قوله (وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) الجواب قال أبو العالية يلعنه الناس أجمعون يوم القيامة قوله (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) وقال السدي إنه لا يمتنع أحد من لعن الظالمين فقد دخل في ذلك لعن الكافر لأنه ظالم وقال قتادة ويراد به لعن المؤمنين خصوصا ولم يعتد بغيرهم.
    فصل
    قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ) إلى قوله (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا) إنما قال (هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا) وإن كان أيضا كافرا حقا على وجه التأكيد لئلا يظن أنهم ليسوا كفارا لقولهم (نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) وقيل إنه قال ذلك استعظاما لكفرهم كما قال (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) إلى قوله (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) وقد يكون مؤمنا حقا من لم يلحق هذه الخصال بلا خلاف.
    قوله سبحانه :
    (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) قال ابن عباس

    أي بحالة الناطقة عند الدلالة عليه عند أخذ الميثاق عليه وقال أبو العالية ومجاهد أي أقر بالعبودية وإن كان فيهم من أشرك في العبادة كقوله (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ) وقال الحسن أكره أقواما على الإسلام وجاء أقوام طائعين وقال قتادة أسلم المؤمن طوعا والكافر كرها عند موته كما قال (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) وقال الشعبي والزجاج والجبائي استسلم له بالانقياد والذلة كما قال (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) وقال الفراء والزهري لأن فيهم من أسلم ابتداء رغبة في الإسلام ومنهم من أسلم بعد أن قوتل وحورب.
    قوله سبحانه :
    (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ) هذه الآية لا توجب السفسطة والتشكيك في المشاهدات لأنه يجوز أن يكون التقليل في أعين المؤمنين بأن يظنونهم قليلي العدد لا أنهم أدركوا بعضهم دون بعض لأن العلم بما يدركه مفصلا ولهذا إذا رأينا جيشا كثيرا أو جمعا عظيما يدرك جميعهم ويتبين أطرافهم ومع هذا يشك في أعدادهم حتى يقع الخلف بين الناس في حرز عددهم وقال ابن عباس والفراء رأى المسلمون المشركين مثليهم في الحرز ستمائة وكان المشركون تسع مائة وخمسين.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً) لا ينافي الآية المتقدمة لأن الأول حجة عليهم والثانية للمسلمين قال الفراء هذا كما يقول إني لأريكم قليلا أي يهونون على أن لا أرى الثلاثة اثنين وقيل تقليل الكفار في أعين المؤمنين بأن يكون أقوى في قلوب المؤمنين وتقليل المؤمنين في أعين الكفار أنهم إذا رأوهم قليلين استهانوا بهم واستحقروهم فلم يستعدوا كل الاستعداد فيظفر بهم المؤمنون.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) وقال (إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ) قد ذم الفرح في مواضع من القرآن ومدح في مواضع قال (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)

    الجواب أكثر ما جاء مقترنا بالذم من ذلك ما كان مطلقا فإذا قيد لم يكن ذما كقوله (يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ) وفي الآية قيد وأما قوله (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ) فإنه مقيد ومع كون ذلك فهو مذموم لكنه مقيد بما يقتضي الذم كما أنه إذا جاء مقيدا بما يقتضي الذم أفاد الذم وإن قيد بما يقتضي المدح أفاد المدح وأما قوله (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) وقوله (يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) والفرح للمؤمنين بنصر الله محمود.
    قوله سبحانه :
    (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) والقول للملائكة كان قبل خلقنا وتصويرنا قال الحسن وأبو علي المراد به خلقنا آباءكم ثم صورنا آباءكم ثم قلنا للملائكة وهذا كما يذكر المخاطب ويريد به أسلافه نحو قولهم هزمناكم يوم ذي قار وقتلناكم يوم الفجار وفضحناكم يوم الجفار وبددنا جمعكم يوم النسار وقال الله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي أي خلقنا آدم ثم صورناكم في ظهره ثم قلنا للملائكة وقيل خلقناكم ثم إنا نخبركم أنا قلنا للملائكة كما تقول إني معجل ثم إني معجل وقال الأخفش ثم هاهنا بمعنى الواو كما قال (ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ) قال الشاعر :
    سألت ربيعة من خيرها أبا
    ثم أما فقالت إنه.

    قوله سبحانه :
    (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) إني فضلت أسلافكم فنسب النعمة إلى آبائكم لأنها نعمة عليهم فيه لأن مآثر الآباء مآثر الأبناء لكون الأبناء من الآباء.
    قوله سبحانه :
    (فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً) معنى إمطار الحجارة مع انقلاب مدينتهم أنه أمطرت الحجارة أولا ثم انقلبت بهم المدينة وقال الحسن إن الحجارة أخذت قوما خرجوا من المدينة لحوائجهم قبل الفجر.
    قوله سبحانه :
    (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) والمؤمنون لا يكرهون الطاعة

    أي إنهم يكرهونه كراهية طباع وقيل كره لكم قبل أن يكتب عليكم وعلى الوجه الأول تكون لفظة الكراهة مجازا وعلى الثاني حقيقة.
    قوله سبحانه :
    (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) وقال فإنها محرمة عليهم قال ابن إسحاق إنها كانت هبة من الله لهم ثم حرمهم إياها وقال غيره إن ظاهر ذلك يقتضي العموم بأن الله كتب لهم فلما قال (فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً) استثنى ذلك من جملته وقيل المراد به يدخلها قوم منهم وقيل القوم الذين دخلوها غير الذين حرم عليهم.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) قال الحسن وقتادة إنه يثقل العمل به بالمشقة ويقال معناه قولا عظيم الشأن يقال هذا كلام رصين وهذا قول له وزن إذا كان واقعا موقعه وقال ابن زيد معناه العمل به ثقيل في الميزان ويقال ثقيل في القلوب وَمِنْهُ قَوْلُهُ ص إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ.
    قوله سبحانه :
    (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) كيف باعت اليهود أنفسها بالكفر وهل يشتري بالكفر شيء الجواب معنى الشراء والبيع هو إزالة ملك المالك إلى غيره بعوض اعتاضه منه ثم يستعمل ذلك في كل معتاض من عمله عوضا خيرا كان أو شرا فيقال نعم ما باع به نفسه بمعنى نعم الكسب كسبها وكذلك قوله (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) لما أوبقوا أنفسهم بكفرهم
    فصل
    قوله تعالى : (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) ثم قال (فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً) لا تناقض فيه لأن الانبجاس أقل من الانفجار يعني أنه انبجست أولا ثم انفجرت فأخبر عن الحالين بالوصفين المختلفين.
    قوله سبحانه :
    (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ) وقوله (كِتاباً مُتَشابِهاً) وقوله (آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) أما قوله (أُحْكِمَتْ) أي أجملت لقوله (فُصِّلَتْ)

    والتفصيل يكون بعد الإجمال وأما قوله (مُتَشابِهاً) يعني أن جميعها متشابه في حسن النظم وجودة اللفظ وفي الإفادة وفي كونه معجزا وحكمة وغير ذلك وأما قوله (مُتَشابِهاتٌ) أي يتشابه على الخلق فلا يعرفون تأويله والغرض فيه كما قال (إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا).
    قوله سبحانه :
    (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌ) وفي موضع (فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى) وفي موضع (فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) قال أكثر المفسرين اختلف الأوصاف والقصة واحدة والجمع بينها أن الجان الخفيفة والحية المهيبة والثعبان العظيم الخلقة وقال المحققون حال وصفها بصفة الجان كان في ابتداء النبوة وحال وصفها بصفة الثعبان كانت عند لقائه فرعون فاجتمع لها جسم الثعبان في عظم خلقتها ونشاط الجان بسرعة حركتها وهيئة الحية لهيبتها وهذا أبهر في الإعجاز كما قال (يُطافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كانَتْ قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ) أي اجتمع لها صفاء القوارير وشفوفها ورقتها مع أنها من فضة وقالوا لم يرد بذكر الجان في الآية الجنة وإنما أراد أحد الجن في المنظر وأفزاعها ممن يشاهدها ولهذا قال (فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ) وقال المرتضى العصا لما انقلبت حية صارت أولا بصفة الجان ثم بصفة الثعبان على تدريج ويكون فائدة قوله (فَإِذا هِيَ ثُعْبانٌ مُبِينٌ) إخبار عن قرب الحال كقوله (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ) مع تباعد ما بين حالتيه وقال الطوسي وفي قلب العصا حية دلالتان دلالة على الله تعالى لأنه مما لا يقدر عليه إلا هو وليس مما يلتبس بإيجاب الطبائع لأنه اختراع للانقلاب في الحال والثاني دلالة النبوة لموافقته المدعوة مع رجوعها إلى حالها الأولى لما قبض عليها.
    قوله سبحانه :
    (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) إخبار عن القوم بأنهم كانوا عاصين بأيديهم والمحنق يفرك أنامله ويضرب بإحدى يديه على الأخرى الهاء في الأيدي للكفار المكذبين والهاء التي في الأفواه للرسل ع فكأنهم إذا سمعوا وعظ الرسل أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل مانعين لهم عن الكلام كما يفعل المسكت منا لصاحبه الراد على قوله وقيل الهاءان معا للرسل والمعنى أنهم كانوا يأخذون أيدي الرسل فيضعونها على أفواههم ليسكتوهم وقيل الهاءان جميعا يرجع إلى الكفار لا إلى الرسل فيكون المعنى أنهم إذا

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:53 pm

    سمعوا إنذار الرسل وضعوا أيديهم على أفواههم مبشرين لهم بذلك إلى الإمساك عنه ومن أراد تسكيت غيره وضع إصبعه على في نفسه المراد فردوا القول بأيديهم أنفسهم إلى أفواه الرسل أي إنهم كذبوهم ولم يصغوا إلى أقوالهم فالهاء الأولى للقوم والثانية للرسل والأيدي إنما ذكرت مثلا وتأكيدا كما يقول القائل أهلك فلان نفسه بيده أي وقع الهلاك به من جهة غيره وقيل المراد بالأيدي النعم وفي محمولة على الباء والهاء الثانية للقوم المكذبين والتي قبلها للرسل والتقدير فردوا بأفواههم نعم الرسل أي ردوا وعظهم على مصالحهم الذي لو قبلوه كان نعما عليهم والهاء التي في الأيدي للكفار لأنها نعم من الله عليهم فيجوز إضافتها إليهم وحمل لفظ في على الباء جائز تقول رضيت عنك ورضيت عليك وقال أبو مسلم المضمرون في أولادهم والمراد باليد هاهنا ما نطق به الرسل من الحجج والبينات التي ذكرهم الله أنهم جاءوا بها قومهم وهو الحجة والسلطان ويمكن أن يجعل الضميران للرسل ع على معنى أنهم لما لم يقبلوا وعظهم وإنذارهم رد الرسل أيديهم إلى أفواه أنفسهم إشارة إلى أنا سكتنا فافعلوا ما شئتم تهديدا وتهويلا.
    قوله سبحانه :
    (ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ) القول عند العرب باللسان وبالقلب ويعنون بذلك الظن والاعتقاد فيقولون أتقول عبد الله خارجا وتقول محمدا منطلقا يريدون معنى تظن شاعر:
    أما الرحيل فدون بعد غد
    فمتى تقول الدار تجمعنا.

    أراد فمتى تظن الفائدة في قوله بأفواههم أن القول لا برهان عليه وأنه باطل كذب لا يرجع فيه إلى مجرد القول باللسان لأن الإنسان يقول بلسانه الحق والباطل وإنما يكون قوله حقا إذا كان راجعا إلى برهان فيكون إضافة القول إلى اللسان كما يقول القائل لمن يشك في قوله يكذبه هكذا يقول والفائدة في ذلك التأكيد على جهة المجاز كقوله (يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ) أي يتلونه على غير جهة الأمر به ولا فرق بذكر الأفواه بين قول اللسان وقول الكتاب.
    قوله سبحانه :
    (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) والقول لا يكون بغير الفم

    المعنى في ذلك أن الأبصار وإن كانت عميا فلا يكون في الحقيقة كذلك إذ كان عارفا بالحق وإنما يكون العمى عمى القلب الذي يجحد معه معرفة الله ووحدانيته.
    قوله سبحانه :
    (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ) تعلقت الجبرية بها وأضافوا إليها قول الشاعر :
    إن الكلام لفي الفؤاد وإنما
    جعل اللسان على الفؤاد دليلا

    وهذا مخالف الأصول واللغة لأن الكلام ما هو مركب من الحروف المعقولة المتميزة إذا وقع ممن يصح منه أو من قبيله الإفادة وعند النجاة هو جملة مفيدة ومعنى قوله (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ) أي بين خواصهم كقوله (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) يعني به عليا ع وأما قولهم قلت في نفسي أو تكلمت في نفسي مجاز وإنما يعنون بذلك تفكرت في ذلك وهجس في خاطري وأضمرت في نفسي يؤيد ذلك قوله (وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ) ولو كان الكلام في النفس لما منع السكوت والخرس منه.
    قوله سبحانه :
    (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) تأكيد كما تقولون رأيت بعيني وسمعت بأذني وربما قالوا رأت عيني وسمعت أذني وقال الفراء أراد يطير بجناحين لأنهم يقولون قد مر الفرس ويطير طيرا ويقال إنما قال بجناحيه لأن السمك عند الطبائعية طائر في الماء فأخرجها من الطائر لأنها من دواب البحر وقيل ليفرق بين طيران الطيور بأجنحتها وبين الطيران بالإسراع يقال طرت في جناحته.
    قوله سبحانه :
    (ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ) وفي موضع (إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ) أي يؤديهم إلى النار وقيل يأكلون في جهنم النار جزاء تلك الأعمال ومعنى قوله (فِي بُطُونِهِمْ) والأكل لا يكون إلا في البطن لأن العرب تقول جعت في غير بطني وشبعت في غير بطني إذا جاع من يجري جوعة مجرى جوع نفسه فذكر ذلك لإزالة اللبس ثم إنه إنما استعمل المجاز بالأجزاء على الرشوة اسم النار حقق بذكر البطن ليدل على أن النار تدخل أجوافهم.
    قوله سبحانه :
    (فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ) والسقف لا يخر إلا من فوق على

    بمعنى عن أي خر عن كفرهم بالله يقال اشتكى فلان من دواء شربه وعلى دواء شربه ورمى عن قوسه وعلى قوسه وعلى بمعنى اللام والمراد فخر لهم السقف يقال ما أغضبك على ما أعملك على يريدون لي وتداعت على فلان داره واستهدم عليه حائطه ويستعملون في الأمر المكروه واللام وغيرها في خلاف ذلك يقال عمرت له ضيعته وولدت له جاريته ولا يقال عمرت عليه ضيعته ولا ولدت عليه جاريته ومن شأنهم إذا قالوا في الشر والكذب يقولون قال علي وروى علي وفي الخير والحق يقولون قال عني قال الله تعالى (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ) وقوله (أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) من فوقهم أي عليهم وقع وهلكوا تحته من فوقهم تأكيد للكلام وزيادة في البيان قوله (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ).
    قوله سبحانه :
    (وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ) بمعنى ضيق صدورهم بالهم الذي حصل وإذا ضاق صدر الإنسان قصر عن معاني يحتمله الواسع الصدر.
    قوله سبحانه :
    (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) قال الفراء وابن الأنباري المعنى (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِ) البعض الذي غشيهم لأنه لم يغشهم جميع ماء اليم بل غشيهم بعضه فقال تعالى (ما غَشِيَهُمْ) ليدل على أن الذي غرقهم بعض الماء وأنهم لم يغرقوا بجميعه فغشي فرعون وقومه من ماء البحر ما غشي موسى وقومه إلا أن فرعون وقومه غرقهم وموسى وقومه جعل لهم في الطريق يبس فتكون الهاء الأولة كناية عن فرعون والثانية كناية عن موسى وقومه غشيهم من عذاب أليم وإهلاكه لهم ما غشي الأمم السالفة من العذاب والهلاك عند تكذيبهم أنبياءهم فغشيهم من قبل اليم ما غشيهم من العطب والهلاك من البحر وقال المرتضى الفائدة في قوله (ما غَشِيَهُمْ) تعظيم الأمر يقال فعل فلان ما فعل وأقدم على ما أقدم ومن هذا الباب هذا هذا وأنت أنت وهم هم قال أبو النجم : أنا أبو النجم وشعري شعري.
    قوله سبحانه :
    (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها) الآية 185 2 الرجل من العرب

    إذا قصد حاجة فلم يقض له ينجح فيها رجع فدخل من مؤخر البيت ولم يدخل من بابه تطيرا وكان أهل الوبر إذا أحرموا في غير الأشهر الحرم لم يدخلوا بيوتهم من أبوابها ودخلوها من ظهورها وأهل المدر نقبوا في بيوتهم ما يدخلون ويخرجون منه وقال أبو عبيدة ليس البر بأن تطلبوا الخير من غير أهله واطلبوه من وجهه الجبائي أمر بإتيان الأمور من وجوهها وإن العادل في الأمر عن وجهه كالعادل في البيت عن بابه البيوت كناية عن النساء والمعنى وائتوا النساء (مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) قال الشاعر :
    لا أدخل البيت أحبو من مؤخره
    ولا أكسر في ابن العم أظفاري

    فصل
    قوله تعالى : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) معناه المبالغة في وصف الإنسان بكثرة العجلة وشدة الاستعجال كقولهم للنئوم ما خلقت إلا من نوم وللشرير ما خلق فلان إلا من شر وللأكول ما أنت إلا لأكل وشرب أبو عبيدة إن للكلام قلبا والمعنى خلق العجل من الإنسان كما قال (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) وقالوا عرضت الناقة على الحوض واستوى العود على الحرباء قال الشاعر : وهن من الأخلاف والولعان قال الحسن (مِنْ عَجَلٍ) أي ضعف وهي النطفة الضعيفة المهينة وقال الأخفش المراد أن الإنسان خلق من تعجيل الأمر لقوله (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) وقال الخليل العجل الطين قال الشاعر :والنخل ينبت بين الماء والعجل قال المراد بالإنسان آدم ومن عجل أي في سرعة من خلقه لأنه لم يخلقه من نطفة ثم من علقة كما خلق غيره وقال مجاهد خلق الله آدم بعد كل شيء آخر نهار يوم الجمعة على سرعة معاجلا به غروب الشمس وروي أن آدم لما نفخت فيه الروح وبلغت أعالي جسده دون أسافله قال يا رب استعجل بخلقي قبل غروب الشمس ابن عباس والسدي لما خلق آدم وجعلت الروح في أكثر جسده وثب عجلا مبادرا إلى ثمار الجنة وقال قوم بل هم بالوثوب.
    قوله سبحانه :
    (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) استدل بعضهم بهذه الآية أن الإنسان غير هذه الجملة لأنه بين أنه يركب الخلق في أي صورة شاء وهذا فاسد لأن عنده أن ذلك الحي

    لا يصلح عليه التركيب والله تعالى بين أنه ركبه في أي صورة شاء وكيف شاء.
    قوله سبحانه :
    (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) وفيهم المشوه الخلق الجواب هذا عارض لا يعتد به في هذا الوصف والله تعالى خلق الإنسان على أحسن صورة من الحيوان كله والصورة عبارة عن بنية مخصوصة كصورة الإنسان والفرس والطير.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها وَاللهُ مُخْرِجٌ ما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ. فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) أمر بذبح البقرة لينكشف أمر القاتل فأخر ذكر السبب عن المسبب هذه الآية وإن تأخرت فهي مقدمة في المعنى على الآية التي ذكرت فيها البقرة وتأويلها وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها فسألتم موسى فقال لكم إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة فأخر المقدم وقدم المؤخر نحو قوله (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً) شاعر : طاف الخيال وأين منك لماما. أراد طاف الخيال وأين هو منك وإنه متأخر في الحقيقة وواقع بعد ذبح بقرة (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى) لأن الأمر بضرب المقتول ببعض البقرة أنما هو بعد الذبح فكأنه قال (فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) ولأنكم قتلتم نفسا فادارأتم فيها أمرناكم أن تضربوه ببعضها ليكشف أمره.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وقال (سَنَكْتُبُ ما قالُوا) ثم قال (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ) وقال (ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) وقال (وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) أضافها مرة إلى نفسه لأنه عالم بها وإلى الملائكة مرة لأنه المؤمر وقال الحسن (نَسْتَنْسِخُ) ما هو مدون عندها من أحوالنا للجزاء به ومعنى (نَسْتَنْسِخُ) نستكتب الحفظة ما يستحقونه من ثواب أو عقاب ويلغى ما عداه وقال الجبائي معنى سنكتب ما قالوا أنه يكتب في صحائف أعمالهم لأنه أظهر في الحجة عليهم وأخرى أن يستحيوا من قراءة ما أثبت من فضائحهم وقال البلخي سيحفظ ما قالوا حتى يجازوا به أي هو بمنزلة ما قد كتب في أنه

    لا يضيع منه شيء والأول أظهر.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ) فيها دلالة على فساد قول المجبرة إنه ليس لله على الكافر نعمة لأن لفظة الناس عامة ويفسد أيضا قولهم في الإرادة وإن جميع ما أعطى الله الكفار إنما هو ليكفروا لا يؤمنوا
    فصل
    قوله تعالى : (وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) أي بغير تقدير من المرزوق ولا حساب منه فالحساب يرجع إلى المرزوق لا إلى الله تعالى كما يقال ما كان كذا وكذا في حسابي أي لم أؤمله قال ابن عباس عني بها أموال بني قريظة وبني النظير أنها تصير إليكم بغير حساب ولا قتال يرزق من يشاء رزقا غير مضيق بل يزيد في السعة على كل عطاء للمخلوقين فيكون نفي الحساب نفيا للتضييق ومبالغة في وصفه بالبيعة وقال قيس بن الحطيم :
    ما تمنعي يا نفس قد تؤتينه
    في النوم غير مصرد محسوب.

    يرزق من يشاء من طلب المكافأة أو منفعة عائدة إليه بخلاف محاسبة الخلق ففي انتهاء هذه الأمور جاز له أن يرزق بغير حساب وقال قطرب يعني العدد الكثير مما لا يضبطه الحساب أو يأتي عليه العدد لأن مقدوره تعالى لا يتناهى وما في خزائنه لا ينحصر ولا يصح عليه النفاد وليس كالمعطي العشرة من المائة أو المائة من الألف لأن مقدار ما يتسع له ويتمكن منه محدودة متناه ولا انقطاع لما يقدر عليه سبحانه ويعطي عباده في الجنة من النعيم أكثر مما استحقوا وأزيد مما وجب لهم بمحاسبته إياهم على إطاعته كما قال (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ) والمعطي منا غيره شيئا قد يكون له ذلك فيكون فعله قبيحا يؤاخذ به ويحاسب عليه فنفى الله تعالى عن نفسه أن يفعل القبيح وما ليس له أن يفعله بنفي الحساب عنه وإنباء أنه لا يعطي إلا على أفضل الوجوه وأبعدها من الذم وإن الله تعالى إذا أعطى من فضله كان الحساب عن العبد ساقطا من جهة الناس فليس لأحد أن يقول له لم رزقت أو يقول لربه لم رزقته ولا يسأله ربه عن الرزق وإنما يسأله عن إنفاقه في الوجوه التي ينفقه فيها فسقط الحساب من هذه الوجوه عما يرزقه الله المراد بمن يشاء أي يرزقه أهل الجنة لأنه يرزقهم رزقا لا يتناول جميعه الحساب ولا العدد والإحصاء من حيث لا نهاية له ولا انقطاع للمستحق

    منه كما قال (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ).
    قوله سبحانه :
    (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) قوله (وَمِنْهُ شَجَرٌ) فيه وجهان أحدهما أن يكون المراد سقى شجر وشرب شجر فحذف المضاف وأضاف المضاف إليه مقامه ومثله (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) أي حبه والوجه الآخر أن يكون المراد من جهة الماء شجر ومن سقيه وإنباته شجر فحذف الأول وخلفه الثاني كما قال زهير :
    أمن أم أوفى دمنة لم تكلم
    بحوماته الدراج فالمتلثم

    فصل
    قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) وقوله (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) وقوله (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) قال الزجاج وجه الجمع بينها في المعنى أن جزاء الله على الحسنات على التضعيف للمثل الواحد الذي هو النهاية في التقدير في النفوس ويضاعف الله من ذلك إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ففائدة ذلك أنه لا ينقص من الحسنة عن عشرة أمثالها وفيما زاد على ذلك يزيد من يشاء من فضله قال قوم المعنى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) المستحق عليها مقداره لا يعلمه إلا الله وليس يريد بذلك عشر أمثالها في العدد كما يقول القائل للعامل الذي يعمل معه لك من الأجر مثل ما عملت أي ما تستحقه بعملك وقال آخرون المعنى في ذلك أن الحسنة لها مقدار من الثواب معلوم لله تعالى فأخبر الله تعالى أنه لا يقتصر بعباده على ذلك بل يضاعف لهم الثواب حتى يبلغ في ذلك ما أراد وعلم أنه أصلح لهم ولم يرد العشرة بعينها لكن أراد الأضعاف كما يقول القائل لئن أسديت إلي معروفا أكافيك بعشر أمثاله وعشر أضعافه.
    قوله سبحانه :
    (فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) إن ذلك متصور وإن لم ير نحو قوله (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ) أيضا فقد رأى ذلك في الجاورس والسمسم ونحوهما وقيل إن

    السنبلة تنبت مائة حبة فقيل فيها على ذلك المعنى كما يقال في هذه الحبة حب كثير.
    قوله سبحانه :
    (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) وقد يربى للرجل ويكثر ماله قَالَ الصَّادِقُ يَمْحَقُ اللهُ دِينَهُ وَإِنْ كَثُرَ مَالُهُ. وقال البلخي يمحقه في الدنيا بسقوط عدالته والحكم بفسقه.
    قوله سبحانه :
    (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقالَتِ النَّصارى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ) وهم ينكرون اليوم ذلك أنما أخبر الله تعالى بذلك عنهم لأن منهم من كان يذهب إليه يدل على ذلك أن اليهود لم ينكرها وقت ما أنزل الله تعالى ذلك وهو كقولك الخوارج تقول بتعذيب الأطفال وإنما يقول ذلك الأزارقة منهم خاصة وقال ابن عباس القائل بذلك جماعة جاءوا إلى النبي ص فقالوا ذلك وهم سلام بن مشكم ونعمان بن أوفى وشاش بن قيس ومالك بن الصيف فأنزل الله تعالى فيهم الآية وسمعت أنهم قوم يسمونهم الأشمعية وقالت المريمية من النصارى المسيح ابن الله كانوا يعتقدون أنها آلهة.
    قوله سبحانه :
    (وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلْناهُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) وقوله (وَفَضَّلْناهُمْ عَلى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنا تَفْضِيلاً) وغير ذلك من الآيات ثم قال (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) إن الله تعالى فضل بني إسرائيل بما أعطاهم على عالمي زمانهم وقال الحسن فضلهم على أهل زمانهم وقال قوم فضلهم في كثرة الأنبياء منهم على سائر الأمم أما أمة محمد ص أفضل في علو منزلة نبيها عند الله تعالى على سائر الأنبياء وكثرة العلماء لقوله (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ).
    قوله سبحانه :
    (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ) قال ابن عباس قد أخبر الله أنهم يكتبوه بأيديهم ثم سماهم أميين لجحودهم لكتب الله ورسله لدلالة قوله بعده (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ) وقال أكثر المفسرين

    الأمي الذي لا يكتب ولا يحسب والأمة الخلقة وإنه مأخوذ من الأم والكتابة تختص بالرجال ولأن المرأة تلد ابنها ولا يكتب وقال أبو عبيدة الأميون هم الذين لم ينزل عليهم كتاب.
    قوله سبحانه :
    (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ) وصفهم بالخشوع في الطاعة ومدحهم بذلك بأنهم يظنون أنهم ملاقو ربهم لأن الظن المذكور في الآية المراد به العلم واليقين وقوله (وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلَّا إِلَيْهِ) وقوله (وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) ويحتمل قوله (يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) لشدة إشفاقهم من الإقامة على معصية الله تعالى.
    قوله سبحانه :
    (وَالنَّجْمِ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَالذَّارِياتِ) ونحوها قسم بدلالة جرها وَرَوَيْنَا عَنِ الْبَاقِرِ وَالصَّادِقِ ع أَنَّ لِلَّهِ تَعَالَى أَنْ يُقْسِمَ بِمَا شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ وَلَيْسَ لِخَلْقِهِ أَنْ يُقْسِمُوا إِلَّا بِهِ. وإنما كان كذلك لأنه من باب المصالح التي يجوز أن يختلف به العبادات وإنما جاز أن يقسم هو تعالى بما شاء من خلقه للتنبيه على موضع العبرة فيه إذ القسم يدل على عظم شأن المقسم به.
    قوله سبحانه :
    (الم) و (المص) و (المر) و (كهيعص) وسائر ما في القرآن من هذه الألفاظ قد اختلف المفسرون من أنه قسم أو اسم سورة أو سر فيه أو غير ذلك إلا أن الزنادقة لا يقبلون إلا بما يدل عليه كلام العرب مثل قول الراجز :
    ما للظليم عال كيف لايا
    ينفد عنه جلده أذايا

    أهبى التراب فوقه إهبايا.
    وقال الآخر: بالخير خيرات وإن شرافا أي فشر : ولا أريد الشر إلا أن تا يريد إلا أن تشاء وقال الآخر :
    قلنا لها قفي لنا قالت قاف
    لا تحسبي أنا نسينا الإيخاف

    كأنه قالت وقفت

    (باب ما يتعلق بأصول الفقه)
    فصل
    قوله تعالى : (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) وقوله (حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ) رد على من قال إن الأوامر مختصة بالقول دون الفعل.
    قوله سبحانه :
    (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) استدل قوم بها على أن لفظة الأمر مشتركة بين القول والفعل لأنه تعالى أراد وما فعل فرعون برشيد وهذا ليس بصحيح لأنه يجوز أن يكون أراد بذلك الأمر الذي هو القول أو يكون مجازا.
    قوله سبحانه :
    (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) لا يدل على إسقاط الرتبة في الأمر لأنه استعار للإجابة لفظ الطاعة ولا يقول أحد إن الله تعالى أطاعني في كذا إذا أجابه إليه ويقتضي ظاهر القول أنه ما للظالمين من شفيع يطاع وليس يعقل ذلك من نفي شفيع يجاب.
    قوله سبحانه :
    (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) رد على من قال الدعاء يعتبر فيه الرتبة لأن الله تعالى دعا إلى عبادته وطاعته ويقال دعا السيد عبده إلى سقيه الماء ودعوت الضيف.
    قوله سبحانه حكاية عن فرعون (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى) لم يسألهم من باب الأمر والنهي ولكن من باب المشورة أي أشيروا علي.
    قوله سبحانه :
    (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) اعلم أن لفظة افعل تجيء على

    نيف وعشرين وجها منها الإباحة والتحدي والتهديد والزجر والدعاء والتسخير والتمني وقد شرحتها في خلاصة الحدود نظم :
    الأمر لفظ وهذا اللفظ مشترك
    فلا يخصص إلا بعد رجحان

    ما عين الوضع لفظ الأمر في لغة
    فالأمر في لغة الندب والتهديد سيان

    إذا أراد امرؤ أمرا ليفعله
    تصور الأمر منه كل إنسان.

    آخر:
    إذا كان أمر الآمر العدل لازما
    لقدرته بالفعل لا لإرادته

    لكان إذا مأموره لانحصاره
    كمقدوره في حكم حصر إفادته

    ومقدورنا فينا يخالف أمره
    بنقصانه في شرطه وزيادته.

    قوله سبحانه :
    (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً) وقوله (يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ) وقوله (يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ) ونحوها هذه الآيات خطاب من الله تعالى لأهل كل زمان من المكلفين على ما يصح ويجوز من وصول ذلك إليهم كما يوصي الإنسان ولده وولد ولده ويجوز خطاب المعدوم بمعنى أن يراد بالخطاب إذا كان المعدوم أنه سيوجد ويتكامل فيه شروط التكليف ولا يجوز أن يراد من لا يوجد لأن ذلك عبث لا فائدة فيه
    فصل
    قوله تعالى : (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) قد تعلق من قال إن الأمر على الفور دون التراخي بهذه الآية وهي مجاز من حيث ذكر المغفرة وأراد ما يقتضيها ومجمل من حيث كان مبنيا على كيفية وجوب الواجبات من فور أو تراخ فمن أين أن جميع المأمورات كذلك وبقوله (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْراتِ) ومقتضى الأمر في الوضع يدل على ذلك وإنما يرجع فيه إلى أمر منفصل وبقوله (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) والطاعة امتثال الأمر وهي تعم الندب والإيجاب جميعا وكيف يستدل به والخلاف فيه وبقوله (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) ومخالفة الأمر ضد الموافقة وفعل ما ندب إليه على وجه الوجوب مخالفة له كما أن فعل ما أوجبه مقصودا به إلى الندب مخالفة أيضا وبقوله (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) والمراد بالقضاء هاهنا الإلزام يقال قضى القاضي أي حكم وألزم ولهذا لا يسمى الفتوى بأنه قضى وبقوله (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَ

    رَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ) والمعصية تدخل في الواجب والندب وحمل الآية على مخالفة الأمر الواجب أولى لأجل الوعيد ومطلق الأمر بلا عمدة ولا قرينة ولا دلالة يعلم أنه مأمور به ولا يتعين الفور والتراخي وأما قوله سبحانه : (وَلا تَحْلِقُوا رُؤُسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ) وحلق الرأس هاهنا نسك وليس بمباح يدل على أن حكم الأمر الواقع بعد حظر هو حكم الأمر المبتدأ من وجوب أو ندب أو وقف بينهما.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ) يستدل بها على أن الكفار مخاطبون بالعبادات لدخولهم تحت الاسم وقوله (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ) خطاب لمن هو بشرائط التكليف من المؤمن والكافر لفقد الدلالة على التخصيص واقتضاء العموم وكذلك قوله (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).
    قوله سبحانه :
    (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) لا يدل على أن لها عمدا غير مرئية وقوله (فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) لا يدل على أن هذه الأشياء في غير الحج مباحة وقوله (وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) لا يدل على أن أكل مال اليتيم بغير التي هي أحسن يجوز لقيام الدليل على ذلك كله وهذه كلها تدل على بطلان دليل الخطاب.
    قوله سبحانه :
    حكاية عن أهل النار (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ. وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ. وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ) يقتضي أن الكفار مخاطبون بالعبادات الشرعية وأنهم معاقبون بتركها ثم إنهم يحدون على الزناء نظم :
    أمر الشرائع أمر ليس يرفعه
    كفر وشرك وهذا الحكم مشتهر.

    ولا يخالف في الأحكام ما اتفقت أسبابها وهي التكليف والقدر فالأمر والنهي في معناهما اجتمعا والمدح والذم والآيات والنذر إذا زنى كافر كانت عقوبته في حده وله في فعله ضرر :
    قضى ما فات منه ليس يوجبه
    وما جناه من العصيان يغتفر

    يجب ما قبله الإسلام وهو له
    كالسيل بالليل لا يبقى ولا يذر

    فصل
    قوله تعالى : (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ

    أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمانِكُمْ إِذا حَلَفْتُمْ) الآية الكفارات في حنث اليمين واجبات كلهن لكن على جهة التخيير لأن كل واحدة منها يقوم مقام الأخرى في براءة المكلف وإسقاط الحنث عنه ثم إن الواجب منها لو كان واحد إلا بعينه لوجب أن يجعل الله للمكلف طريقا إلى تمييزه قبل أن يفعله لأن تكليفه أن يفعل واحدا لا بعينه يجري مجرى تكليفه ما لا يطاق.
    قوله سبحانه :
    (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) رد على من قال إن الأمر المطلق يقتضي التكرار.
    قوله سبحانه :
    (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) وقوله (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ) يدل على قول من قال إن الأمر المطلق يقتضي بظاهره المرة الواحدة من غير زيادة عليها ومعتقدنا أن الأمر قد تناول المرة الواحدة بلا خلاف ونقف فيما زاد على المرة لا في نفسها.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) وقوله (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما) لا يدلان على أن كل أمر ورد في القرآن مقيدا بشرط أو صفة يتكرر بتكررهما لأن الشرط ليس بموجب في المعلول ولا مؤثر بخلاف العلة فإنها مؤثرة في المعلول وموجبة له فلا بد من تكراره بتكرارهما إلا أن يكون الشرط مع كونه شرطا علة فيتكرر من حيث كان علة.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ لَا يَغْلِبُ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. حمل العسر المعروف على أن الثاني هو الأول واليسر المنكر على التغاير والصحيح أن الأمر إذا تكرر يقتضي تناول الثاني لغير ما تناوله الأول لأن هذين الأمرين لو افترقا لدلا على مأمورين متغايرين وإذا اجتمعا لا يغير مقتضاهما.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ) لا يدل على أن الأمر يدخل تحت أمره

    سواء كان مفردا أو مجتمعا مع غيره وإنما دخل ص تحت هذا الأمر لأنه ص ليس بأمر وإنما هو حاك عن الله تعالى.
    قوله سبحانه :
    (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) الأمر الواحد لا يكون من آمرين كما لا يكون فعل واحد من فاعلين والوجه في ذلك أن طاعة رسول الله طاعة الله لأن طاعة النبي بأمره وبإرادته وإن كانت أيضا طاعة للنبي ص من حيث وافقت إرادته المستدعية للفعل كما قال (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ).
    قوله سبحانه :
    (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) الآية وقوله (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) لا يدلان على أن النهي يقتضي فساد المنهي عنه في وضع اللغة لأن مطلقة لا يدل على الفساد وإنما علم فساد هذه الأنكحة بدليل وكذلك فساد أحكام الربا.
    قوله سبحانه :
    (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) يعني داود وسليمان ع لا يدل على أن أقل الجمع اثنان لأنه تعالى كنى عن المتحاكمين مضافا إلى كنايته عن الحاكم عليهما والمصدر يضاف إلى الفاعل وإلى المفعول وقالوا إنه أضاف الحكم إلى سائر الأنبياء المتقدمين لهما وقالوا هذا نون التعظيم وكلا الجوابين فاسد واستدلوا أيضا بقوله (فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ) وفي موضع (وَإِنْ كانُوا إِخْوَةً) وهذا ليس بشيء لأن ذلك علمناه بدليل الإجماع ولذلك خالف فيه ابن عباس فلم يحجب بأقل من الثلاثة واستدلوا أيضا بقوله (إِذْ دَخَلُوا عَلى داوُدَ) وبقوله (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) على ما يجيء بيانهما إن شاء الله تعالى.
    فصل
    قوله تعالى : (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ) إنما جاز استثناؤه من الملائكة وإن لم يكن منهم من حيث كان مأمورا بالسجود كما أمروا به

    فكأنه قال تعالى فسجد المأمورون كلهم إلا إبليس وهذا الآية لا تدل على أن استثناء الشيء من غير جنسه يكون حقيقة لأن من حق الاستثناء أن يخرج من الكلام ما يتناوله اللفظ دون المعنى وإذا كان من المعنى صار مجازا كاستثناء الدرهم من الدنانير وقول الشاعر : وما بالربع من أحد إلا أواري.
    قوله سبحانه :
    (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً) إلا هاهنا بمعنى لكن فكأنه تعالى قال لكن من قتله خطأ فحكمه كذا وكذا وقال أبو هاشم المراد أن مع كونه مؤمنا يقع منه الخطأ ولا يقع منه العمد وقال المرتضى أي ليس له أن يقتل من يعلمه مؤمنا أو يظنه كذلك إلا خطأ وما لا يحصل له أمارة ظن ولا طريقة علم وقد جوز الفقهاء ذلك فيمن يختلط بالكفار من المؤمنين إذا لم يتميز.
    قوله سبحانه :
    (فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً) إلى قوله (هُمُ الْفاسِقُونَ) فلو قال تعالى فاجلدوهم ثمانين جلدة إلا الذين تابوا ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا إلا الذين تابوا وأولئك هم الفاسقون إلا الذين تابوا لكان تطويلا وقد ذكر التوبة عقيب الجمل كلها لأن العرب متى أوردت استثناء عقيب جمل كثيرة من الكلام حذفوا ما استطاعوا فكأنهم ذكروه عقيب كل واحد وقال المرتضى الاستثناء إذا تعقب جملا وصح رجوعه إلى واحدة منها لو انفردت فالواجب تجويز رجوعه إلى جميع الجمل وهو قول الشافعي وتجويز رجوعه إلى ما يليه وهو مذهب أبي حنيفة ثم قال ولا يقطع على ذلك إلا بدليل أو عادة أو أمارة ولا يجب الحكم بالاختصار تبخيتا وتخمينا.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) مشية الله تعالى عقيب الجمل ليس باستثناء ولا بشرط لأنه لو كان استثناء لكان فيه بعض حروف الاستثناء ولو كان شرطا على الحقيقة أو كان فيه لفظ الشرط لما صح دخوله على الماضي تقول أكلت البارحة كذا ثم تقول إن شاء الله وإنما دخلت المشية ليقف الكلام على التفرد والمضي لا لغير ذلك

    فصل
    قوله تعالى : (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا) وقوله (فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) لواحق الكلام وتوابعه المؤثرة فيه شرط واستثناء ومشية والقطع على وجوب تعلقها بجميعه وإن كان منفصلا عن محل المؤثر فغير مسلم وللآية تخصيص العموم بالشرط ولا فرق بين تقدم الشرط صدر الكلام وبين تأخره أو أن يشترط الشيء بشروط كثيرة وكلما زيد في الشرط زاد في التخصيص ومن حق الشرط أن يكون مستقبلا والمشروط والغاية تجري مجرى الشرط وقوله (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) أي إلا أن يطهرن فإن طهرن فاقربوهن وكذلك قوله (حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ).
    قوله سبحانه :
    (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) وقوله (فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ) مقيد وإذا ولي هذا التقييد جملة واحدة تغير حكمها المقيد إذا خالف الحكم المطلق ولم يكن من جنسه فإنه لا يتعدى إلى المطلق.
    قوله سبحانه :
    (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) يدل على تخصيص الكتاب بالسنة لِقَوْلِهِ ص لَا يَرِثُ الْقَاتِلُ وَلَا يَتَوَارَثُ أَهْلُ مِلَّتَيْنِ.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ) إلى قوله (إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَا الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاحِ) والعفو إنما يصح من البالغات لا يدل على أن الشرط إذا تعقب عموما وكان الشرط يتعلق ببعض ذلك العموم يحمل على ظاهره وعمومه لأنه متى حملنا الشرط على بعض المطلقات صار تقدير الكلام إلا أن يعفو بعضهن فظاهر الكلام يقتضي أن العفو يقع من جميع المطلقات فبان أن القول محتمل للأمرين.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ) فإنها عام في جميع

    المطلقات ثم قال (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) وهو يليق بالرجعة والكلام فيه مثل الكلام في الآية الأولى سواء.
    قوله سبحانه :
    (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) إلى قوله (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) الجملة الأولى في سائر المطلقات والثانية تختص بالرجعة فجوابه أيضا مثل ما قلناه ثم إن قوله (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ) يحتمل العموم والخصوص ليطابق الجملة الثانية ولا يجوز العدول عن الظاهر إلا بدليل.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) إنما نزلت في خولة بنت خويلد وآية اللعان نزلت في هلال بن أمية العجلان وتدلان على أن العموم لو انفرد عن السبب لحمل على عمومه لأن هذين الحكمين جاريان على الملاعن وعلى المظاهر.
    قوله سبحانه :
    (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) وقوله (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ) لا يدلان على أن العمومين إذا تعارضا على الحقيقة يصيران بحيث لا يمكن العمل بهما لأن ذلك ليس بتعارض حقيقي وإنما هو تعارض في أمر مخصوص لأن العمل بهما ممكن إلا في ذلك الأمر المخصوص فإذا لا يكون مطلقا بل يكون مقيدا.
    قوله سبحانه :
    (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) من عموم علمنا بأمر متقدم لأنه لا يراد به إلا البعض ولا دليل على تعيينه.
    قوله سبحانه :
    (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ) أمر متأخر وذلك كل ظاهر يعلم أنه مشروط بشرط مجمل أو استثناء مجمل.
    قوله سبحانه :
    (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) وقوله (إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ) إنما خص المتقين بذلك

    وإن كان هدى لغيرهم من حيث إنهم هم الذين اهتدوا به ولا يجوز أن يقال القرآن هدى وموعظة للفاجر إلا بتعيين وبيان والآية الثانية وإن كان أنذر من لم يتبع وهذا كما يقول القائل في هذا الأمر لك موعظة وإن كان فيه موعظة لغيره يدل على ما قلناه قوله تعالى : (هُدىً لِلنَّاسِ) وقوله (وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا).
    قوله سبحانه :
    (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) وقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) لا يدلان على أن تخصيص العموم لا يمنع من التعلق بظاهره لأنا لو خلينا وظاهره لقطعنا من أراد منا قطعه ومن لم يرد ولقتلنا من أراد قتله ومن لم يرد واحتجنا إلى تمييز من لا يقطع ولا يقتل دون من يقطع ويقتل.
    قوله سبحانه :
    (أَقِيمُوا الصَّلاةَ) وقوله (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) ولو أنا خلينا والظاهر لما أمكننا أن نعلم شيئا مما أريد منا واحتجنا إلى بيان ما أريد منا لأنا غير مستفيدين له من الظاهر.
    قوله سبحانه :
    (أَقِيمُوا الصَّلاةَ) وقوله (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) يدلان على أن ثبوت البيان بالفعل كثبوته بالقول ولهذا رجعوا إلى مناسكه ع.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) وقوله (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) لا يلحقان بالمجمل لأنه لا تنافي بين وجه الذم والمدح وبين ما يقتضيه العموم من الحكم الشامل وإذا كان الرجوع في دلالة العموم إلى ظاهر اللفظ فبكونه مدحا أو ذما لا يتغير الظاهر.
    قوله سبحانه :
    (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) غير مجمل لأن الباء قالوا للإلصاق أو للتبعيض وعلى

    الوجهين جميعا لا تفيد ذلك.
    قوله سبحانه :
    (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) مجملة لأن قولنا يد تقع على كماله وعلى أبعاضه تقول كتبت بيدي وإنما كتبه بأنامله وغوصت يدي في الماء إلى الأشاجع وإلى الزند وإلى المرفق وإلى المنكب.
    قوله سبحانه :
    (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) تقديره حرم عليكم الفعل في هذه الأعيان وجرى ذلك في أنه مجاز فإذا لا يكون مجملا ومن ذلك قوله (أَقِيمُوا الصَّلاةَ) وقوله (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ).
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) التبليغ من النبي موقوف على المصلحة تقديمه وتأخيره وليس فيها أنه يجوز تأخير التبليغ أو لا يجوز.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) دال على جواز تأخير البيان المجمل من الخطاب إلى وقت الحاجة لأنه تعالى جعل كنايتها (بَقَرَةٌ لا فارِضٌ) و (إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ) و (إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ) وقد أجمع المفسرون على أنها كناية عن البقرة المتقدم ذكرها وليس كما ظنه أنه تكليف بعد تكليف.
    قوله سبحانه :
    (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً) يدل على قبح تأخير بيان العموم لأنه أراد به قدرا مخصوصا بحقيقة وضع اللغة له من غير دلالة.
    قوله سبحانه في وصف القرآن (هُدىً لِلنَّاسِ) ثم قال (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) فالأول وصف عام والثاني تخصيص لبعض من دخل في تلك الجملة وليس في (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) أنه لا هدى

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:54 pm

    فيه لغيرهم وقيل (هُدىً لِلنَّاسِ) إخبار عن كونه هدى للجميع و (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) إبانة عن الوجه الذي به بالقرآن كقول المؤلفين هذا كتاب نافع للمتعلمين فإنه نافع للكل وقول الطبيب هذا دواء نافع لمن شربه.
    قوله سبحانه :
    (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ) وروي عن النبي أنه قال عند نزول هذه الآية لأزيدن على السبعين لا يدل على صحة دليل الخطاب لأنه من أخبار الآحاد وإنه يتضمن أنه ص يستغفر للكفار وذلك لا يجوز ولنا أن نقول إن الاستغفار لهم كان في الأصل مباحا فلما ورد النص بحظر السبعين بقي ما زاد عليه على الأصل وقد روي أنه قال لو علمت أني زدت على السبعين يغفر الله لهم لفعلت وهذا كلام فصيح لا شبهة عليه.
    قوله سبحانه :
    (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ) إنما يمنع من قبول الشاهد الواحد حتى ينضم إليه آخر فانضمام الثاني إلى الأول شرط في القبول ثم يعلم أن من ضم امرأتين إلى الشاهد الأول يقوم مقام الثاني ثم يعلم أن ضم اليمين إلى الواحد يقوم مقام الثاني فثبت أن الحكم إذا علق بغاية أو عدد فإنه لا يدل على أن ما عداه بخلافه بل عرف بدليل آخر.
    قوله سبحانه :
    (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) وقوله (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) وقوله (حَتَّى يَطْهُرْنَ) فهذه تعليق الحكم بغاية ويدل على ثبوته إلى تلك الغاية وما بعدها إنما يعلم إثباته وانتفاؤه بدليل آخر.
    قوله سبحانه :
    (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) من استدل بهما قال إن غير الماء لا يطهر وهو يتعلق بالاسم لا بالصفة الجواب أن مطلق الماء يخالف مضافه والدلالة على أن الصفة كالاسم في الحكم أن الغرض في وضع الأسماء في أصل اللغة هو للتمييز والتعريف

    للحاضر والغائب فلما اتفقوا في الأسماء بطل الغرض الذي هو التمييز فاحتاجوا إلى وضع الصفات ليكون الاسم مع الصفة بمنزلة الاسم لو لم يقع فيه اشتراك
    فصل
    قوله تعالى : (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا) وقوله (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً) فإن فيهما حكم الأصل وحكم البدل إنه تعالى أوجب الطهارة عند وجود الماء والرقبة في الأصل وأوجب التيمم عند عدم الماء والصيام عند عدم الرقبة فلا مدخل لدليل الخطاب فيه وعلى نحو ذلك يئول قوله (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ) وقوله (إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) قوله (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ).
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) التلاوة والحكم يتبعان المصلحة فيجوز دخول النسخ فيهما بحسب ما تقتضيه المصلحة وهو على ثلاثة أوجه نسخ تلاوة دون حكم ونسخ حكم دون تلاوة ونسخهما جميعا على ما سنذكره فيما بعد إن شاء الله.
    قوله سبحانه :
    (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كانُوا عَلَيْها) فيها دلالة على جواز النسخ لأنه تعالى نقلهم عن عبادة كانوا عليها إلى إيقاعها على وجه آخر وهذا هو النسخ.
    قوله سبحانه :
    حكاية عن إبراهيم ع (إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) إلى قوله (صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) إن الله تعالى لم يأمر إبراهيم بالذبح الذي هو فري الأوداج بل بمقدماته كالإضجاع وتناول المدية ونحو ذلك والعرب تسمي الشيء باسم مقدماته يدل عليه قوله (وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا) وأما الفداء فلا يمتنع أن يكون عن مقدمات الذبح زائدة على ما فعله ولم يكن قد أمر بها فإن الفدية لا تجب أن تكون من جنس المفدي لأن حلق الرأس

    قد يفدى بدم ما يذبح وهذا المعنى قد تقدم من قبل.
    قوله سبحانه :
    (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) ظاهر الآية يقتضي محوا وإثباتا على الحقيقة وذلك لا يليق بالنسخ وإن عدلنا عن الظاهر وحملناه على النسخ فليس فيه أن يمحو نفس ما أثبته وهذا المعنى قد تقدم.
    قوله سبحانه :
    (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ليس بنسخ للصلاة لأن النسخ وجوب التوجه إلى القبلة بأن خير في جميع الجهات لم يكن ذلك نسخا لأنه لو فعلها على الحد الذي كان يفعلها من قبل لصحت وإنما نسخ التضيق بالتخيير وأما ادعاؤهم أن شهر رمضان نسخ صوم يوم عاشوراء فباطل لأنه لا يمكن اجتماعهما في حال.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ) لا يجوز على أنه لا يجوز نسخ القرآن بالسنة لأنه ليس في الظاهر أنه يبدل الآية إلا بالآية والخلاف في نسخ حكم الآية والظاهر يتناول نفس الآية.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما) قال الجبائي في الآية دلالة على نسخ الكتاب بالسنة لأنها نسخت بالرجم أو الجلد والرجم ثبت بالسنة ومن خالفه قال الآية نسخت بالجلد في الزناء وأضيف إليه الرجم زيادة لا نسخا.
    قوله سبحانه :
    (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) الظاهر لا يدل على أن الذي يأتي به يكون ناسخا وهو إلى أن يكون غير ناسخ أقرب ومعنى (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها) أي أسهل عليكم في الأمر والنهي فذلك خير لكم وهذا كقوله وأمر قومك يأخذوا بأحسنها

    أي إن فيها عملا محمودا ومذموما فليأخذوا بما حسنته وأمرت به ولا يأخذوا بما قبحته ونهيت عنه ويقال نأت منها بخير.
    قوله سبحانه :
    (قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْهُ) لا يتناول موضع الخلاف لأنه إنما نفى أن يكون ذلك من جهته بل بوحي من الله سواء كان ذلك كتابا أو سنة لأن السنة أيضا لا تكون إلا بوحي.
    قوله سبحانه :
    (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) النسخ يدخل في جملة البيان لأنه بيان مدة العبادة وصفة ما هو بدل منها والبيان هاهنا التبليغ والأداء حتى يكون القول عاما في جميع المنزل.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) نسخ ذلك صلاة الخوف في أول الأوقات وإنما كان ذلك نسخا من حيث كان جواز التأخير مع استيفاء الأركان كالمضاد للأداء في الوقت مع الإحلال.
    قوله سبحانه :
    (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ) نسخ مصالحته ص قريشا على رد النساء
    فصل
    قوله تعالى : (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) يدل على فساد العمل بخبر الواحد لأن العامل به في الشرع يكون عاملا على الظن من غير علم بصدق الراوي فوجب أن يكون داخلا تحت النهي.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) يدل على أنه لا يجوز العمل بالقياس

    وبالخبر الواحد أيضا لأنهما لا يوجبان العلم وقد نهى الله تعالى أن يتبع الإنسان ما لا يعلمه.
    قوله سبحانه :
    (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) لا يدل على أنه يجوز التعبد بخبر الواحد لأنا إذا سلمنا أن اسم الطائفة يقع على الواحد والاثنين فلا دلالة في الآية على أنه تعالى سماهم منذرين والمنذر هو المخوف المحذر الذي ينبه على النظر والتأمل ولا يجب تقليده ولا القبول منه بغير حجة ولهذا قال (لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ) هذه الطريقة مبنية على دليل الخطاب وهو باطل وقيل إنها نزلت في الوليد بن عقبة لما ولاه النبي ص على صدقات بعض العرب فعاد إليه وذكر أنهم منعوا الصدقة فهم ص بإنفاذ الجيوش إليهم فنزلت الآية بيانا وليعلم الرسول أن الوليد بهذه الصفة لأنه ص إنما ولاه على ظاهر أمره.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ) الكتمان أنما يستعمل فيما يجب إظهاره أو يقوى الدواعي إلى ذلك فيه فمن أين يصح أن خبر الواحد له هذه الصفة حتى يطلق فيه الكتمان وغاية ما في ذلك وجوب الإظهار وليس إذا وجب الإظهار وجب القبول والآية تدل على الاختصاص بنقل القرآن لقوله (ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ) وما أنزله الله هو القرآن.
    قوله سبحانه :
    (بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) ليس يجوز أن يؤمر بأن يبلغ إلا بما هو حجة في نفسه ويجب العمل به وهذا لا يدل على أن خبر الواحد بهذه الصفة حتى يصح الإبلاغ به.
    قوله سبحانه :
    (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها) دالة على بطلان قول

    من قال إنه ينبغي أن يروى الحديث على ما جاء وإن كان محتملا في المعنى لأن الله تعالى أمر بالتدبر والتفقه وذلك مناف للتعامي والتجاهل
    فصل
    قوله سبحانه : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) وقوله (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) يدلان على وجوب الاقتداء بالنبي ص في جميع أفعاله إلا ما خص به والإجماع الظاهر الرجوع إلى أفعاله ص في أحكام الحوادث كالرجوع إلى أقواله ص فيجب أن تكونا حجة.
    قوله سبحانه :
    (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) التحذير من المخالفة يقتضي إيجاب الموافقة في الفعل وإنها تقتضي أن يفعله على الوجه الذي فعله وهذا يبطل الحكم بأن جميع أفعاله على الوجوب.
    قوله سبحانه :
    (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) هذه الآية دليل لنا لأنها توجب التأسي والتأسي لا بد فيه من اعتبار وجه الفعل وما يفعله ص ندبا لا نكون متبعين له فيه بأن نفعله واجبا بل نكون مخالفين له.
    قوله سبحانه :
    (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) لا يدل على أن النبي ص كان متعبدا بشريعة من قبله من الأنبياء لأن قوله (فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) معناه فبأدلتهم اقتده والدلالة ما أوجبت العلم ويجب الاقتداء بها لكونها موجبة للعلم لا غير ولذلك قال تعالى (ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) فنسب الهدى إلى نفسه.
    قوله سبحانه :
    (فَاتَّبِعُوهُ) الآية تدل على مذهبنا والكلام عليها واحد واعتبار شرط الاقتداء يبطل مقالهم

    فصل
    قوله تعالى : (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ ما تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً) ظاهر الآية يقتضي اتباع المعصومين لأنهم مؤمنون على الحقيقة ظاهرا وباطنا ولا تحمل ذلك على كل من أظهر الإسلام لأنه لا يوصف بذلك إلا مجازا والحقيقي من فعل الإيمان فيصح أن الإجماع لا بد أن يكون قول الإمام المعصوم داخلا فيه.
    قوله سبحانه :
    (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) حكم هذه الآية مثل الأولة على أنها نزلت في أهل البيت ع على ما شرحته في مناقب آل أبي طالب ثم إن ظاهر الآية يقتضي وصف الأمة بالعدالة والشهادة أيضا وذلك يقتضي أن يكون كل واحد عدلا وشاهدا فينبغي أن يكون كل واحد بهذه الصفة وهذا مستبعد على أننا لو سلمنا ما قالوه من كونهم عدولا فمن أين صح أنهم تجنبوا من الكبائر والصغائر.
    قوله سبحانه :
    (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) وصفهم بأنهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر لا يليق بجميع الأمة فلا بد من حملة على بعضهم فإذا فعلوا ذلك فالمعصومون أولى بها وقد جاء في الأخبار أنها نزلت فيهم ثم إن الآية لا تقتضي أن إجماع كل عصر حجة
    فصل
    قوله تعالى : (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ) لا يدل على إثبات القياس وإنه يجوز أن يفوض الله تعالى إلى العالم أن يحكم في الشرعيات بما شاء إذا علم أنه لا يختار إلا الصواب لأنه يجوز أن يضاف التحريم عليه وإن كان وحيا من حيث كان مؤديا إلينا ويضاف التحريم أيضا إلى الكتاب فيقال إن الكتاب حرم كذا وإن كان الله حرمه ويمكن أن يكون حرمه بالنذر أو باليمين.

    قوله سبحانه :
    (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) لا يدل على صحة القياس في الشرع لأنه تعالى قال (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) إلى قوله (يا أُولِي الْأَبْصارِ) فذكر تعالى ما حل بهم ونبه على علته وسببه ثم أمر بالاعتبار وذلك تحذير من مشاركتهم في السبب فلو لم تكن المشاركة في السبب تقتضي المشاركة في الحكم ما كان للقول معنى ثم إن الاعتبار ليس من القياس في شيء وإنما معناه الاتعاظ والانزجار يليق بالآية.
    قوله سبحانه :
    (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) وقوله (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ) وقوله (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) فالاستدلال بها في إثبات القياس ضعيف جدا ولنا مثلها بل أقوى منها آيات يمكن الاستدلال بها قال ابن عباس إن الله تعالى قال لنبيه ص (احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) ولم يقل بما رأيت وقوله (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحى وَما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) ونحوها دَخَلَ جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ السِّجِسْتَانِيُّ عَلَى أَبِي حَنِيفَةَ وَعِنْدَهُ كُتُبٌ حَايِلَةٌ بَيْنَهُمَا فَقَالَ هَذِهِ الْكُتُبُ كُلُّهَا فِي الطَّلَاقِ فَقَالَ جَرِيرٌ تَجْمَعُ هَذَا كُلُّهُ فِي حَرْفِ قَوْلِهِ (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ) فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ أَنْتَ لَا تَعْلَمُ شَيْئاً إِلَّا بِالرِّوَايَةِ قَالَ أَجَلْ قَالَ مَا تَقُولُ فِي مُكَاتَبٍ كَانَتْ مُكَاتَبَتُهُ عَلَى أَلْفِ دِرْهَمٍ فَأَدَّى تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعاً وَتِسْعِينَ دِرْهَماً ثُمَّ أَخَذَتْ يَعْنِي الزِّنَاءَ كَيْفَ تَجِدُهُ فَقَالَ جَرِيرٌ حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مَرْفُوعاً أَنَّ عَلِيّاً ع كَانَ يَضْرِبُ

    بِمِقْدَارِ أَدَائِهِ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي جَمَلٍ أُخْرِجَ مِنَ الْبَحْرِ فَقَالَ إِنْ شَاءَ فَلْيَكُنْ جَمَلاً وَإِنْ شَاءَ فَلْيَكُنْ فِيلاً إِنْ كَانَ عَلَيْهِ فُلُوسٌ أَكَلْنَاهُ وَإِلَّا فَلَا.
    (باب فيما يحكم عليه الفقهاء)
    فصل
    قوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) يدلان على نجاسة المني لأنه تعالى أطلق عليه اسم التطهير والتطهير إما بالغسل أو الوضوء أو إزالة النجاسة وقوله (لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) يدل على تقديم النجاسة في الشرع بالإطلاق وقد فسر (رِجْزَ الشَّيْطانِ) بأنه أثر الإسلام والرجز والرجس والنجس بمعنى واحد بدلالة قوله (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) أي عبادة الأوثان وَقَدْ رَوَى الْمُخَالِفُونَ عَنِ النَّبِيِّ ص إِنَّمَا يُغْسَلُ الثَّوْبُ مِنَ الدَّمِ وَالْبَوْلِ وَالْمَنِيِّ. ومن قال إنه طاهر لأن الأنبياء خلقوا منه فإنهم أيضا خلقوا من العلقة التي هي الدم الجامد وهو نجس بالاتفاق.
    قوله سبحانه :
    (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) معناه من النجاسة لأن هذا حقيقة وإذا حمل على غيره كان مجازا ويحتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) أجمع أهل التفسير على أن المراد به إذا قمتم من النوم وإن الآية خرجت على سبب يقتضي ما ذكرناه فكأنه قال إذا قمتم من النوم وظاهر هذا يوجب الوضوء من كل نوم على أي حال كان.
    قوله سبحانه :
    (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) كناية عن الجماع لا غير بدليل إجماع الفرقة ثم إن الطهارة قد ثبتت ونقضها بما يدعونه محتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) تحريم مطلق يتناول أجزاء الميتة في كل حال و

    جلد الميتة يتناوله اسم الموت لأن الحياة تحله واسم الميتة يتناول الجلد قبل الدباغ وبعده يدل على أنه لا يطهر بالدباغ وَقَدْ رَوَى الْمُخَالِفُونَ أَنَّهُ قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حَكِيمٍ أَتَانَا كِتَابُ رَسُولِ اللهِ ص قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ لَا يَنْتَفِعُوا مِنَ الْمَيْتَةِ بِإِهَابٍ وَلَا عَضْبٍ. والآية تدل أيضا على أنه لا يجوز بيع الميتة.
    قوله سبحانه :
    (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها أَثاثاً وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) قد من الله علينا بما جعله لنا من النفع في ذلك ولم يفصل بين الذكية والميتة ولا يجوز الامتنان بما لا يجوز الانتفاع به لنجاسته ولا يعارض ذلك بقوله (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) لأن اسم الميتة يتناول ما تحله الحياة وهذه الثلاثة لا تحلها الحياة ولا الموت.
    قوله سبحانه :
    (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) وقوله (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ) وقوله (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ) دلائل على قراءة القرآن للجنب والحائض والحدث لأنها عام تقتضي حال الحدث وغيرها والأصل الإباحة والمنع يحتاج إلى دليل فإن ألزمونا قراءة السجدات قلنا أخرجناها بدليل والفرق بين عزائم السجود وغيرها أن فيها سجودا واجبا والسجود لا يكون إلا على طهر.
    قوله سبحانه :
    (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) يدل على أن نفس الكتابة لا يجوز مسها للمحدثين لأنه أراد به القرآن دون الأوراق ويكره لهم مس الأوراق وحمله.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) يدل على أن عزائم القرآن أربعة لأن العزائم أراد بها الفرائض وعليه إجماع الأمة وما سوى ذلك يحتاج إلى دليل ثم إن الآية ينبغي أن تكون محمولة على عمومه وعلى الوجوب إلا ما أخرجه الدليل.
    قوله سبحانه :
    (وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) موضع السجود لأن الأمر يقتضي الفور وذلك يوجب السجود عقيب الآية لا عند قوله (يَسْأَمُونَ).

    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) يدل على أن الجنابة علة في وجوب الغسل لأن الله تعالى أوجب التطهير على من صار جنبا من غير أن علقه بشرط آخر ولا خلاف أن المكلف إذا كان عليه صلاة واجبة أو طواف واجب وهو بمكة فإنه يغتسل من الجنابة فرضا على كل حال سواء كان في وقت صلاة أو لم يكن فيه وهو الذي ذهب إليه المرتضى.
    قوله سبحانه :
    (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى) إلى قوله (حَتَّى تَغْتَسِلُوا) نهى الجنب عن قربان الصلاة وحقيقة الصلاة أفعالها ويعبر بها عن موضعها مجازا قوله (وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ) يعني مواضعها لأن أفعالها لا تهدم فإذا ثبت ذلك ثبت أن المراد بالآية موضعها لقوله (وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ) والعبور في أفعال الصلاة محال فهذا دليل على أنه لا يجوز للجنب اللبث في المسجد ويجوز الجواز فيه لغرض.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) فيها دلالة على أن انقطاع دم الحيض غاية لزمان حظر الوطي فيجب جوازه بعدها على كل حال إلا ما أخرجه الدليل من حظره قبل غسل الفرج ولا يعارض بقوله (فَإِذا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) لأنه محمول على غسل الفرج وإنه كلام مستأنف وليس بشرط ولا غاية لزمان الحظر وتفعل كثيرا ما يجيء بمعنى فعل.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) ودم السمك ليس بمسفوح وذلك يقتضي طهارته وكذلك قوله (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ) يقتضي إباحة أكل السمك بجميع أجزائه.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) يعم سائر الكفار وإنه يقتضي نجاسة العين لأن لفظة النجاسة إذا أطلق في الشرع أفاد نجاسة العين فإن قالوا نجس حكما لا عينا قلنا نحمله

    على الأمرين لأنه لا مانع من ذلك وإنما يحمل على الحكم تشبيها أو مجازا والحقيقة أولى من المجاز.
    قوله سبحانه :
    (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ) إلى قوله (اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) ثم إلى قوله (سُبْحانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) وقوله (يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ) وقوله (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ) دلالات على أن أهل الكتاب مشركون
    فصل
    قوله تعالى : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) يدل على أن مخالطة النجاسة للماء الجاري أو الكثير الراكد إذا لم يتغير أحد أوصافه لا يخرجه عن استحقاق إطلاق هذا الاسم والوصف معا عليه.
    قوله سبحانه :
    (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) وقوله (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) يقتضي تحريم استعمال الماء المخالط للنجاسة مطلقا وهذه تعم المياه الراكدة القليلة ومياه الآبار وإن كانت كثيرة تغير بالنجاسة أحد أوصافها أو لم يتغير.
    قوله سبحانه :
    (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا) وقوله (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) يدلان على أن الماء المتغير ببعض الطاهرات كالورس والزعفران يجوز الوضوء به ما لم يسلبه إطلاق اسم الماء ويدل أيضا على أن الماء المستعمل في الوضوء والأغسال المندوبة طاهر مطهر لأن الاستعمال لا يخرجه عن تناول اسم الماء له ألا ترى أن من شربه وقد حلف لا يشرب ماء يحنث بلا خلاف ويدل أيضا على أنه لا يجوز الوضوء بالمائعات لأنه أوجب عند فقد الماء المطلق ومن توضأ بالمائع لم يكن مطهرا بالماء فوجب أن لا يجزيه.
    قوله سبحانه :
    (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ) وقوله (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ)

    الإخلاص الديانة وهو التقرب إلى الله تعالى والتقرب إليه لا يصح إلا بالنية ولذلك قلنا إن الكافر لا يصح منه عبادة تفتقر إلى نية لأنه ليس من أهلها وعمل العبد لا يكون طاعة يستحق به الثواب إلا بالنية وقوله (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) الآية تقديره اغسلوا وجوهكم وأيديكم للصلاة ولا يتصور غسلها للصلاة إلا بالنية وَلِذَلِكَ قَالَ ص إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَلِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى وَلَا قَوْلَ إِلَّا بِعَمَلٍ وَلَا قَوْلَ وَلَا عَمَلَ إِلَّا بِالنِّيَّةِ.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المعنى إما أن يكون افعلوا ذلك على وجه رجائكم الفلاح به وإما أن يكون افعلوه لكي تفلحوا وقوله (وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ) أخبر سبحانه عن باطنهم وما نووه بالطاعة إليه ومدحهم على ذلك ووعدهم الثواب عليه وقوله (وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)
    فصل
    قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) يقتضي مرة واحدة لأنه أمر مطلق والزيادة عليه موقوف فيه يدل على ذلك أنه يحسن فيه الاستفهام وقول الأمر افعل كذا أبدا وَفِي الْبُخَارِيِّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ تَوَضَّأَ النَّبِيُّ مَرَّةً مَرَّةً. وَفِي تَارِيخِ بَغْدَادَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَلَا أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَ النَّبِيُّ يَتَوَضَّأُ فَتَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً. وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي خَبَرٍ كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَتَوَضَّأُ مَرَّةً يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ ص ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ ص سَنَّ مَرَّةً أُخْرَى رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ النَّبِيَّ ص تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ. يقويه إجماع الإمامية وإثبات الزيادة يحتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) ليس فيه أنه بيد واحدة أو بيدين ومن غسله باليد اليمنى على مذهب الشيعة خرج عن حكم الأمر ويسمى غاسلا والتكرار يحتاج إلى دليل يؤكده إجماع الإمامية وتدل الآية على أنه لا يجوز للمتمكن من الطهارة أن يتولاها غيره لأنه أمر بأن يكون غاسلا ماسحا والظاهر يقتضي تولي الفعل حتى يستحق التسمية و

    من طهره غيره لا يسمى غاسلا ولا ماسحا يوافقه قوله (وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) لأنه يدل على وجوب تولي المتطهر وضوءه بنفسه مع التمكن وأيضا فالحدث بيقين فإذا تولى بنفسه زال الحدث وليس كذلك إذا تولاه غيره.
    قوله سبحانه :
    (وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) أي مع المرافق لأن لفظة إلى مشتركة بين الغاية وبين مع قوله (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) وقوله (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) وقوله (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ) المراد بهذا كله مع ويقال سرت من الكوفة إلى البصرة للغاية فإذا صح اشتراكهما فلا يجوز أن يحمل على الغاية لأنه يوجب الابتداء من الأصابع والانتهاء إلى المرافق ولم يجز خلافه لأن أمره على الوجوب وليس ذلك واجب بالإجماع.
    قوله سبحانه :
    (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) يدل على مسح مقدم الرأس مرة واحدة لأن الباقي قوله (بِرُؤُسِكُمْ) لا بد لها من فائدة وإذا لم تكن فائدتها هاهنا تعدية الفعل لأنه متعد بنفسه والكلام مستقل بإسقاطها لم تبق إلا أن تكون فائدتها التبعيض وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ ص تَوَضَّأَ وَرَفَعَ مُقَدَّمَ عِمَامَتِهِ وَأَدْخَلَ يَدَهُ تَحْتَهَا فَمَسَحَ مُقَدَّمَ رَأْسِهِ. ومن ادعى التكرار يحتاج إلى دليل لأن الأمر لا يقتضي التكرار وفي الآية دلالة أيضا على مسح بعض الأرجل لأنه عطفها على الرءوس المعطوف عليه في حكمه وعليه إجماع أهل البيت ع.
    قوله سبحانه :
    (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) قال ابن عباس وقتادة الوضوء غسلتان ومسحتان وإنما قالا ذلك لأن الآية قد تضمنت جملتين صرح فيهما بحكمين بدأ في الجملة الأولى بغسل الوجه ثم عطف الأيدي عليها فوجب لها من الحكم بحقيقة العطف مثل حكمها ثم بدأ في الجملة الثانية بمسح الرأس ثم عطف الأرجل عليها فوجب أن يكون حكم الجملة الثانية مثل حكم الجملة الأولة ولو جازت المخالفة في الثانية جازت في الأولة فلما لم يجز ذلك علم وجوب حمل كل عضو معطوف في جملته على ما قبله وقرئ وأرجلكم وأرجلكم فالجر أنما يوجب المسح وأما الفتح فيقتضي أيضا المسح لأن موضع الرءوس موضع نصب بوقوع الفعل على الذي هو المسح وإنما انجرت بعارض وهو الباء والعطف على

    الموضع جائز تقول مررت بزيد وعمرا ولست بقاعد ولا قائما قال الشاعر :
    معاو إننا بشر فأسجح
    فلسنا بالجبال ولا الحديدا

    وهي في القراءتين جميعا معطوفة على الرءوس والعطف من حقه أن يكون على أقرب مذكور دون أبعده لأنه تعسف والمصحف منزه منه وحمل الأرجل في النصب على أن تكون معطوفة على الرءوس أولى من حملها على أن تكون معطوفة على الأيدي لأن الجر في الآية موجب المسح لأنه عطف على الرءوس ومن جعل النصب لعطف الأرجل على موضع الرءوس أوجب المسح الذي أوجبه الجر فكان مستعملا للقراءتين جميعا ومن استعملهما فهو أسعد ممن استعمل إحداهما ثم إن الحمل على المجاورة خطأ لأن الإعراب بالمجاورة شاذ وأنما ورد في مواضع لا يتعدى إلى غيرها والمجاورة لا يكون معها حرف عطف لأنه حائل بين الكلامين مانع بينهما ووجود واو العطف في قوله (وَأَرْجُلَكُمْ) دلالة على بطلان دخول المجاورة فيه وصحة العطف والإعراب بالجوار أنما يستحسن الشبهة في المعنى فلا يجوز والحال هذه حمل كتاب الله عليه وفي غريب الحديث عن أبي عبيد والزمخشري أن النبي ص أتى كظامة قوم فتوضأ ومسح على قدميه.
    قوله سبحانه :
    (إِلَى الْكَعْبَيْنِ) الكعبان هما العظمان النابتان في وسط القدم باتفاق أهل اللغة كقولهم كعب كل شيء ما علا منه وكان في وسطه يقال فلان كعب قومه ومنه سميت الكعبة وكعب الأحبار والكعبتين والكعوبة وعليه إجماع الفرقة المحقة قَالَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ فِي حَدِيثِهِ عَنْ مَيْسَرَةَ عَنِ الْبَاقِرِ ع ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى ظَاهِرِ الْقَدَمِ وَقَالَ هَذَا هُوَ الْكَعْبُ قَالَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى أَسْفَلِ الْعُرْقُوبِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ الطُّنْبُوبَ هَذَا هُوَ. ووافقنا فيه محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة وقوله (إِلَى الْكَعْبَيْنِ) يدل أن في كل رجل كعبا واحدا ولو كان كما تقول العامة لقال إلى الكعاب ويدل عليه أيضا قوله (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) أدخل فيه الباء والفعل متعد لا يحتاج إليها فلا بد لها من فائدة يخرج به من العبث وليس ذلك إلا إيجاب التبعيض فإذا وجب تبعيض طهارة الرءوس وجب أيضا في الأرجل بحكم العطف وكل من أوجب التبعيض ذهب إلى مقالنا.
    قوله سبحانه :
    (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) فأوجب غسل الوجه

    ولم يقل وأعينكم ولا آذانكم فلا يجوز الإتيان بهما لأن الأصل براءة الذمة والوجوب والندب يحتاجان إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ) يدل على أنه لا يجوز غسل الرأس بدلا عن مسحه ثم إنه أن الباء فيه للتبعيض وفي الآية دلالة على أن المسح ببلة يده لأنه لم يذكر استئناف الماء ثم إنه يقتضي الوجوب والفور فإذا جدد تناول الماء فقد ترك زمانا كان يمكن أن يطهر العضو فيه والفور يوجب خلاف ذلك وكذلك وجوب مسح الرجلين ببلة اليدين لأنهما معطوفان عليه فوجب أن يكون حكمهما حكمه بحكم العطف ثم إن كل من أوجب المسح في تطهير الرجلين أوجبه بالبلة والقول بأن المسح واجب وليست البله شرطا قول خارج عن الإجماع.
    قوله سبحانه :
    (لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا) لم يشرط فيه الوضوء السِّجِسْتَانِيُّ فِي السُّنَنِ قَالَتْ عَائِشَةُ كَانَ رَسُولُ اللهِ ص يَغْتَسِلُ وَيُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ وَصَلَاةَ الْغَدَاةِ وَلَا أَرَاهُ يُحْدِثُ وُضُوءاً بَعْدَ الْغُسْلِ. وفي مسند أحمد كان رسول الله ص لا يتوضأ بعد الغسل وَفِي حِلْيَةِ أَبِي نُعَيْمٍ قَالَ يَزِيدُ الضَّبِّيُّ قَالَ النَّبِيُّ ص مَنْ تَوَضَّأَ بَعْدَ الْغُسْلِ فَلَيْسَ مِنَّا.
    قوله سبحانه :
    (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ) إلى قوله (فَاطَّهَّرُوا) قال أبو عبيد والفراء إنها توجب الترتيب في الطهارتين وهو مذهبنا وقال الشافعي يوجب في الصغرى وقال أبو حنيفة لا يوجبان دليلنا أنه قد ثبت الصغرى بقوله (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) فوجب البداية بالوجه لمكان الفاء التي توجب الترتيب بلا خلاف وإذا وجبت البداية بالوجه وجب في باقي الأعضاء والقول بخلافه خروج عن الإجماع ثم إن الحدث إذا وقع بيقين لم يزل حكمه إلا بيقين ومن رتبهما زال عنه حكم الحدث وليس كذلك إذا لم يرتب.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى) إلى قوله (طَيِّباً) يقتضي أن الطهارة مقصورة عليهما

    ومن ادعى أنه جائز بالمائعات فقد جعل بينهما واسطة وزاد في الظاهر ما لا يقتضيه ويدل أيضا على أنه لا يجوز التيمم إلا بالتراب ما لم يخالطه شيء وقال أبو عبيدة وابن دريد الصعيد التراب الذي لا يخالطه غيره والطيب هو الطاهر ويدل أيضا على أن التيمم إنما يجب في آخر وقت الصلاة لأن التيمم طهارة ضرورة ولا ضرورة تدعو إليه إلا في آخر الوقت وأما قبل هذه الحال لم يتحقق له ضرورة ولا يتعلق المخالف بظاهره فإنه لم يفرق بين أول الوقت وآخره لأن الآية لو كان لها ظاهر مخالف قولنا جاز أن نخصه بما ذكرناه من الأدلة فكيف ولا ظاهر لها ينافي ما نذهب إليه لأنه قال (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) أي إذا أردتم القيام إلى الصلاة ثم تبع ذلك حكم العادمين للماء الذين يجب عليهم التيمم ويدل أيضا على أنه المقيم الصحيح إذا فقد الماء يتيمم مثل المسافر ولا إعادة عليه لأن كل واحد من هذه الشرائط يبيح التيمم لأنه عطف بعضه على بعض ويدل أيضا على أن المجدور والمجروح ونحوهما ومن خاف الزيادة في المرض من استعمال الماء أو صحيح خاف من استعماله لشدة البرد ولا يقدر على تسخينه تيمم ويصلي ولا إعادة عليه يؤيده قوله (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ).
    قوله سبحانه :
    (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) دخول الباء إذا لم يكن لتعديه الفعل إلى مفعول لا بد له من فائدة وإلا كان عبثا ولا فائدة بعد ارتفاع التعدية إلا التبعيض وأيضا فإن التيمم موضوع للتخفيف دون استيعاب الأعضاء به فدل ذلك على أن مسح الوجه أنما هو إلى طرف الأنف من غير استيعاب له ويدل أيضا على أنه ضربة واحدة ومن مسح بضربة واحدة فقد امتثل المأمور به وَقَدْ رَوَى الْمُخَالِفُونَ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ التَّيَمُّمُ ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ وَالْيَدَيْنِ. ويدل أيضا على أن مقدار الممسوح من الوجه واليدين ما حده الإمامية لأن فائدة الباء هاهنا التبعيض.
    قوله سبحانه :
    (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ) يدل على أنه لا يجوز المسح على الخفين لأنه تعالى أوجبه على الرجل بالحقيقة والخف لا تسمى رجلا كما لا تسمى العمامة رأسا وقَالَ عُمَرُ مَا تَقُولُونَ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ

    ص يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ فَقَالَ عَلِيٌّ ع قَبْلَ الْمَائِدَةِ أَوْ بَعْدَهَا فَقَالَ لَا أَدْرِي فَقَالَ عَلِيٌّ ع نَسَخَ الْكِتَابُ الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ إِنَّمَا أُنْزِلَ الْمَائِدَةُ قَبْلَ أَنْ يُقْبَضَ بِشَهْرَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ وَقَالَ ع مَا أُبَالِي أَمَسَحْتُ عَلَى الْخُفَّيْنِ أَمْ عَلَى ظَهْرِ غير [عَيْرٍ] بِالْفَلَاةِ.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) حكم عليهم بالنجاسة في حال الحياة والموت ففي حال الحياة لا يجوز أن يدخلوا في مسجد لا بالإذن ولا بغير الإذن لأنه ثبت نجاستهم فلا يجوز إدخال النجاسات في المساجد وفي حال الموت لا يجوز للمسلم أن يغسل المشرك لأنه لا يطهر به فلا فائدة فيه.
    قوله سبحانه :
    (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) فالكعبة قبله من شاهدها والمسجد لمن لم يشاهدها ومن بعد عنه توجه نحوه بلا خلاف بمقتضى الآية
    فصل
    قوله تعالى : (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) الظاهر يقتضي أن وقت الظهر والعصر يمتد من دلوك الشمس إلى غسق الليل ودلوك الشمس هو ميلها بالزوال إلى أن تغيب بلا خلاف بين أهل اللغة والآية رد على من قال إن المغرب له وقت واحد لأنه قد حصل وقت المغرب إلى غسق الليل والغسق اجتماع الظلمة وَرَوَى أَبُو هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ ع لِلصَّلَاةِ أَوَّلٌ وَآخِرٌ وَإِنَّ أَوَّلَ الْمَغْرِبِ إِذَا غَابَتِ الشَّمْسُ وَآخِرُهُ حِينَ يَغِيبُ الشَّفَقُ.
    قوله سبحانه :
    (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) المراد بذلك الفجر والعصر بالإجماع وهذا يدل على أن صلاة الفجر من صلاة النهار ويدل أيضا على أن وقت العصر ممتد له إلى أن يقرب الغروب لأن طرف الشيء ما يقرب من نهايته وعلى قول المخالف آخر وقت الظهر والعصر مصير ظل كل شيء مثله أو مثليه وذلك يقرب من وسط النهار لا من نهايته وفِي مُوطَإِ مَالِكٍ وَمُسْنَدَيْ أَحْمَدَ وَأَبِي يَعْلَى أَنَّهُ جَرَى ذِكْرُ صَلَاةِ الْعَصْرِ عِنْدَ أَنَسٍ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ص يَقُولُ تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِينَ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ يَجْلِسُ أَحَدُهُمْ حَتَّى إِذَا

    اصْفَرَّتِ الشَّمْسُ وَكَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيِ الشَّيْطَانِ يَنْقُرُ أَرْبَعاً لَا يَذْكُرُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً وَرَوَى أَبُو يَعْلَى أَيْضاً مِثْلَهُ عَنْ عَائِشَةَ أَبُو عُبَيْدَةَ فِي غَرِيبِ الْحَدِيثِ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ لَعَلَّكُمْ سَتُدْرِكُونَ قَوْماً يُؤَخِّرُونَ الصَّلَاةَ إِلَى شَرَقِ الْمَوْتَى فَصَلُّوا لِلْوَقْتِ الَّذِي تَعْرِفُونَ ثُمَّ صَلُّوا مَعَهُمْ.
    قوله سبحانه :
    (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) والفجر هو أول ما يبدو من المشرق في الظلمة وهي المستطيلة فعنده يجب صلاة الفجر فإذا علا في الأفق وانبسط الضياء وزالت الظلمة صار صبحا لا فجرا وعند ذلك آخر وقت الصلاة ابْنُ مَاجَةَ الْقَزْوِينِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ النَّبِيُّ ص (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) قَالَ تَشْهَدُهُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ. وعنه في السنن روى الأوزاعي عن مغيث عن سمي قال صليت مع عبد الله بن عمر الصبح بغلس فلما سلم أقبلت على ابن عمر فقلت ما هذه الصلاة فقال هذه صلاتنا كانت مع رسول الله ص وأبي بكر وعمر فلما طعن عمر أسفر بها عثمان.
    قوله سبحانه :
    (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) دال على أن الفجر الثاني هو أول النهار وآخر الليل ويكون صلاة الصبح من صلاة النهار.
    قوله سبحانه :
    (وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) هي صلاة الظهر لإجماع الطائفة ومن استدل بقوله (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) لا يلزمنا لأن القنوت عندنا في كل صلاة.
    قوله سبحانه :
    (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ) ومن محافظتها أن يصلوها في أول الأوقات لا في أواخرها وأيضا الاحتياط يوجب تقدمه فإنه لا يؤمن الحوادث وقد ثبت أيضا أنه مأمور من هذا الوقت والأمر عندنا يقتضي الفور.

    قوله سبحانه :
    (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) وقوله (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ) يدلان على وجوب القراءة في الجملة لأن الظاهر يقتضي عموم الأحوال التي من جملتها أحوال الصلاة ويدلان أيضا على أن من لم يحسن القرآن ظاهرا جاز له أن يقرأه من المصحف وهو قول الشافعي.
    قوله سبحانه :
    (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) آية وهو مذهب الشافعي وسفيان الثوري دليلنا إجماع الفرقة وذكر أبو بكر بن المنذر في كتابه عن أم سلمة أن النبي ص قرأها في الصلاة فعدها آية (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) آيتين (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ثلاث آيات (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) أربع آيات وقال هكذا (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) وجمع خمس أصابعه.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) وقوله (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) يدلان على أن من عبر القرآن بغير العربية ليس بقارئ على الحقيقة كما أن من عبر شعر إمرئ القيس مثلا بغير العربية لم يكن منشدا لشعره ولا خلاف أن القرآن معجز والقول بأن العبارة عن معنى القرآن بغير العربية قرآن لا يدل على كونه معجزا وذلك خلاف الإجماع.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْراً كَثِيراً. وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) إن الله تعالى قد ندبنا في كل الأحوال إلى تكبيره وتسبيحه وأذكاره الجميلة فوقت افتتاح الصلاة داخل في عموم الأحوال التي أمرنا فيها بالأذكار.
    قوله سبحانه :
    (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) قالوا لفظة آمين بعد الحمد لهذه الآية لأنها دعاء فقلنا الدعاء إنما يكون دعاء بالقصد وقصد القارئ التلاوة دون الدعاء وقد يجوز أن يعتري قصد الدعاء ويلزمه أن يقول عقيب كل آية تتضمن الدعاء مثل قوله (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:56 pm

    وَقِنا عَذابَ النَّارِ) ولا خلاف أن هذه اللفظة ليست من جملة القرآن ولا مستقلة بنفسها في كونها دعاء وتسبيحا فجرى التلفظ بها مجرى كل كلام خارج عن القرآن والتسبيح وَقَوْلُ النَّبِيِّ ص إِنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ الْآدَمِيِّينَ. وبالاتفاق أنه ليس من كلام رب العالمين ولو ادعوا أنه من أسماء الله تعالى لوجدنا في أسمائه ولقلنا يا آمين.
    قوله سبحانه :
    (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) لا يدل على الكتف لأن النحر نحر الإبل في وضع اللغة ومن ادعى أنه الكتف أيضا أخطأ لأن أحدا لا يكتف على النحر وهو عمل كثير خارج عن الأعمال المشروعة في الصلاة ويخالفه مالك والليث وإجماع الطائفة المحقة وطريق الاحتياط واليقين ببراءة الذمة من الصلاة وإثبات أفعال الصلاة يحتاج إلى الشرع وليس فيه ما يدل على كون ذلك مشروعا وهو موافقة لليهود والنصارى والمجوس.
    قوله سبحانه :
    (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) المفهوم من لفظ القنوت في الشرع هو الدعاء فوجب حمل الآية عليه وإذا قيل هو القيام الطويل قلنا المعروف في الشرع أن هذا الاسم يختص الدعاء ولا يعرف من إطلاقه سواه وبعد فإنا نحمله على الأمرين جميعا.
    قوله سبحانه :
    (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) وَقَالَ ص صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي. وقد علم أنه لم يقدم اسمه على اسم الله تعالى وهذا دليل على أن الترتيب واجب في الشهادتين.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) أمر شرعي يقتضي الوجوب إلا ما أخرجه دليل قاطع ولا موضع أولى من هذا الموضع والآية رد على من زعم أن الصلاة على النبي ص في الصلاة تفسدها قائما كان أو قاعدا أو راكعا أو ساجدا وتسليمه على نفسه وعلى عباد الله الصالحين لا يفسدها وقد بين ع حين سئل عن ذلك فَقَالَ قُولُوا اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
    قوله سبحانه :
    (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) أي آل محمد بإجماع المفسرين والآل كل

    شيء يئول إلى أصله بقرابة بإجماع أهل اللغة وتصغير الآل أهيل بإجماع النحاة فلما سلم الله عليهم لفضلهم يجب علينا أن نصلي عليهم ولا موضع أولى من الصلاة وهو مذهب الإمامية وجمهور أصحاب الشافعي وَرَوَى أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ مَنْ صَلَّى صَلَاةً لَمْ يُصَلِّ فِيهَا عَلَيَّ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِي لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) دال على أن الفاسق لا يؤتم به في الصلاة لأن تقديم الإمام في الصلاة ركون إليه ولأن إمامة الإمام معتبر فيها الفضل والتقدم فيما يعود إلى الدين ولهذا رتب فيها من هو أقرأ وأفقه وأعلم والفاسق لا يجوز تقديمه.
    قوله سبحانه :
    (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) إلى قوله (وَأَقامُوا الصَّلاةَ) يستدل بها على أن تارك الصلاة متعمدا يقتل لأن الله أوجب الامتناع من قتل المشركين بشرطين التوبة من الشرك وإقامة الصلاة فإذا لم يقيموها وجب قتلهم.
    قوله سبحانه :
    (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ) إنما ذم السهو في الصلاة مع أنه ليس فعل العبد بل هو من فعل الله لأن الذم وجه في الحقيقة على التعرض بدخوله فيها على وجه الرياء وقلبه مشغول بها لا يرى لهم منزلة تقتضي صرف الهم إليها.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ) تدل على أن سفر الطاعة أو المباح يجوز فيهما التقصير في الإيماء وغيره لأنه تعالى علق القصر بالخوف ولا خلاف في أنه ليس في شرط القصر في عدد ركعات صلاة الخوف وإنما الخوف شرط في الوجه الآخر وهو الأفعال في الصلاة لأن صلاة الخوف قد أبيح فيها ما ليس مباحا مع الأمن ويدل أيضا على أن الإمام إذا حاضر بلدا وعزم على أن يقيم شهرا

    عليه وجب عليه وعلى من علق عزمه التمام لأنه ليس بضارب في الأرض.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ) الآية ظاهرها يقتضي أن الطائفة الثانية تصلي مع الإمام جميع صلاتها ومن قال يصلي معه النصف فقد خالف الظاهر لأن في عقيب الآية (فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ) وظاهر هذا يقتضي أن يكون سجود الطائفة الأولى في الركعة الثانية لأنه أضاف السجود إليهم والصلاة المشتركة تضاف إلى الإمام والمأموم ولا يضاف إلى المأموم وحده يوضح ذلك أنه تسوية بين الفرقتين وفيه دلالة على أن صلاة الخوف جائزة في الحضر كما هي جائزة في السفر لأنه لم يخص وتخصيصها بحال السفر يحتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللهِ) هذا عام في كل مؤمن في بلد كان أو سواد أو قرية.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها أَوْ رُدُّوها) يدل على جواز رد السلام للمصلي لأن لفظة (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) من ألفاظ القرآن ويجوز للمصلي أن يتلفظ بها تاليا للقرآن أو ناويا لرد السلام إذ لا تنافي بين الأمرين وقد يجوز الدعاء في الصلاة وليس بمحظور فكذلك السلام.
    قوله سبحانه :
    (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) وقوله (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) يستدل بذلك على أن المصلي إذا قرأ آية رحمة يستحب أن يسأل الله تعالى أو آية عذاب يستعيذ لأنه لم يستثن حالا دون حال ووافقنا الشافعي.
    قوله سبحانه :
    (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) وقوله (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وقوله (يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) تدل على أن من لم يقدر أن يركع في الصلاة لعلة

    بظهره وقدر على القيام وجب أن يصلي قائما لأنه عام وأمره على الوجوب وأن العاجز عن القيام في الصلاة إذا خاف زيادة مرضه جاز له أن يصلي مستلقيا وأن العاجز عن السجود إذا رفع إليه شيء يسجد عليه جاز وأن العاجز عن القيام صلى قاعدا وإذا عجز عن الجلوس صلى مضطجعا على جانبه الأيمن وهو مذهب أبي حنيفة.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) وقوله (تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ) وقوله (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ. وَبِالْأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) يدل على استحباب صلاة الليل وأَجْمَعَتِ الْأُمَّةُ فِي الرِّوَايَةِ أَنَّ النَّبِيَّ ص كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً وَلَمْ يُوتِرْ إِلَّا فِي الْآخِرَةِ. وَفِي الْمُوطَإِ أَنَّهُ ص كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ. وَهُوَ فِي مُسْنَدَيْ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَحْمَدَ وَسُنَنِ السِّجِسْتَانِيِّ وَالْقَزْوِينِيِّ وَقُوتِ الْقُلُوبِ عَنِ الْحَارِثِيِّ فِي عِدَّةِ مَوَاضِعَ.
    قوله سبحانه :
    (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) وَقَوْلُهُ ص إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ. لا ينافي مقالنا إن الميت يجب على وليه قضاء صلاته وصومه وحجه لأن الله تعالى تعبد الولي بذلك مثل الغسل والتكفين والدفن والثواب له دون الميت وسمي قضاء عنه مثل حيث حصل عند تفريطه ولا نقول إن الميت يثاب بفعل الولي ولا أن عمله لا ينقطع وَرَوَتْ عَائِشَةُ عَنْهُ ص قَالَ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ صِيَامٌ صَامَ عَنْهُ وَلِيُّهُ. ورووا مثل ذلك في الحج في خبر الخثعمية.
    قوله سبحانه :
    (ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) فهذا عام في جميع المواضع ويدخل فيه سجدة الشكر بعد الصلاة وقد سجد النبي ص لما أتي برأس أبي جهل وسجد علي لما وجدوا ذا الثدية وسجد أبو بكر لما بلغه فتح اليمامة وقتل مسيلمة
    فصل
    قوله تعالى : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) إلى قوله (وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ) يدل على أن النية شرط في الزكاة حال الإعطاء لأن الإخلاص

    لا يكون إلا بنية.
    قوله سبحانه :
    (وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) المعنى أنه لا يوجب حقوقا في أموالكم ولا يخرج من هذا الظاهر إلا ما أخرجه دليل قاطع فوجوب الزكاة أنما يرجع إلى الأدلة الشرعية والأصل براءة الذمة.
    قوله سبحانه :
    (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) لا يدل على وجوب الزكاة في كل زرع ولا نسلم أنه يتناول العشر أو نصف العشر المأخوذ على سبيل الزكاة لورود الروايات بذلك عندنا وقوله (لا تُسْرِفُوا) نهي والزكاة الواجبة مقدرة والسرف لا ينهى عنه في المقدر وإعطاء الزكاة في وقت الحصاد لا تصح وإنما يصح بعد الدياس والتصفية من حيث كانت مقدارا مخصوصا من الكيل وإنه قد نهى عن الحصاد والجذاذ بالليل لما فيه من حرمان الفقراء ولفظ اسم الحق لا يدل على الوجوب لأنه مشترك بين الواجب والمندوب إليه قَالَ جَابِرٌ قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ عَلَيَّ حَقٌّ فِي إِبِلِي سِوَى الزَّكَاةِ فَقَالَ ص نَعَمْ تَحْمِلُ عَلَيْهَا وَتَسْقِي مِنْ لَبَنِهَا.
    قوله سبحانه :
    (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً) وإن ذلك يدخل فيه عروض التجارة وغيرها هذا ترك الظاهر لأنهم يضمرون أن تبلغ قيمة العروض مقدار النصاب وإذا عدلوا على الظاهر لم يكونوا بذلك من مخالفتهم إذا عدل عنه وخص الآية بالأصناف التي أجمع على وجوب الزكاة فيها وفيها أيضا دليل على أنه لا يجوز أن تدفع الصدقة إلى كافر.
    قوله سبحانه :
    (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) لا يدل على وجوب الزكاة في العروض لأن الآية قد خرجت مخرج المدح لهم بما فعلوه على سبيل إيجاب الحق في أموالهم يدل على ذلك أول الآية (كانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ).
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) لا يقع

    اسم النفقة على الزكاة إلا مجازا ولو سلمنا ظاهر العموم لجاز تخصيصه ببعض الأدلة.
    قوله سبحانه :
    (وَآتُوا الزَّكاةَ) اسم الزكاة لفظ شرعي ولا يدل على أن في عروض التجارة زكاة يتناولها الاسم فالدلالة على من ادعى ذلك.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ) إلى قوله (وَفِي الرِّقابِ) تحمل الآية على المكاتب وعلى من يباع فيعتق لأنه لا تنافي بين الأمرين وظاهر القول يقتضي الكل.
    قوله سبحانه :
    (وَفِي سَبِيلِ اللهِ) أي الطريق إلى ثوابه والوصلة والتقرب إليه فيدخل فيه تكفين الموتى وقضاء الدين عن الميت.
    قوله سبحانه :
    (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ) يدل على أن المعادن كلها يجب فيها الخمس سواء ينطبع أو لا ينطبع لأنه مما يغنم وفيه أيضا دليل على أنه ليس يمتنع تخصيص هذه الظواهر لأن ذي القربى عام لقربى النبي ص دون غيره ولفظة اليتامى والمساكين وابن السبيل عام في المشرك والذمي والغني والفقير وقد خصه الجماعة ببعض من له هذه الصفة على أن من أصحابنا من ذهب إلى أن ذوي القربى هو القائم مقام الرسول وسمي بذلك لقربه منه نسبا وتخصيصا وهو الصحيح لأن قوله ذي القربى لفظة واحدة ولو أراد الجمع لقال لذوي القربى.
    قوله سبحانه :
    (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) وقوله (وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ) دليل على أنه يجوز أن يتولى الإنسان إخراج زكاته بنفسه عن أمواله الباطنة والظاهرة والأفضل في الظاهر أن يعطيها الإمام لأن الآية عامة ومن خصصها احتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) فيه دليل على أنه يجوز للإنسان

    أن يشتري ما أخرجه من الصدقة وإن كره ذلك لأن هذا بيع ومن خالفه فعليه الدليل
    فصل
    قوله تعالى : (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى. إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلى) وَقَوْلُ النَّبِيِّ ص الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ. يدلان على أن الصوم يعتبر فيه النية فرضا كان أو نفلا.
    قوله سبحانه :
    (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) دليل على أنه يجوز نية القربة في الصوم لأنه لم يذكر المقارنة وإنه أمرنا بالإمساك وهذا قد أمسك وتعيين النية أنما يحتاج في المواضع الذي ينقسم الصوم وفيه دليل على أن المراد من كان مقيما في بلده وقال أبو علي من أدرك الشهر وشاهده وهو متكامل الشروط فليصمه ذهب في معنى شهد إلى الإدراك والمشاهدة.
    قوله سبحانه :
    (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ) يدل على أن الصوم يثبت بالهلال دون العدد لأن العدد لو كان مراعى لما أحيل في مواقيت الناس في الحج على ذلك بل أحال على العدد فثبت أن الأهلة هي الدلالة على أوائل الشهور وقوله (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ) مستفاد من زيادة القمر ونقصانه.
    قوله سبحانه :
    (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) لا يدل على العدد دون الرؤية ولا أن شهر رمضان لا يكون إلا ثلاثين يوما لأنه يفيد أن أيام الصوم معدودة وهذا لا خلاف فيه وإنما الخلاف فيما به يعلم أول هذا المعدود وآخره وليس في الآية ما يدل على أن المراد بقوله (مَعْدُوداتٍ) قليلات كما قال (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ) قليل (بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) وقوله (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً).
    قوله سبحانه :
    (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) لا يدل على أن شهر رمضان لا ينقص أبدا لأن قوله (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) معناه ولتكملوا عدد الشهر سواء كان الشهر تاما أو ناقصا ثم إنه راجع إلى القضاء لأنه قال عقيب ذكر السفر والمرض (فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ) مثل قوله (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ) أطلق عليها اسم

    الكمال مع جواز أن يريد أحدهما على الآخر يوما واحدا عند المخالف لأنه يقول إن ذا الحجة يكون ثلاثين يوما إذا كانت السنة كبيسة.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) وعلامة الليل غيبوبة الشمس وذلك غروبها وقد أخبرنا الله تعالى وقته في قوله (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) فصار غروب الشمس من كتاب الله زوالها عن الفلك ودخولها في العين الحمئة وَفِي مُسْنَدِ الشَّافِعِيِّ وَغَرِيبِ الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ وَالْفَائِقِ عَنِ الزَّمَخْشَرِيِّ قَالَ أَنَسٌ أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ عُمَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي يَوْمِ غَيْمٍ فَإِذَا الشَّمْسُ قَدْ طَلَعَتْ فَقَالَ عُمَرُ تَقْضِي وَلَا تُبَالِي. وفي مسند الشافعي أنه قال الخطب يسير.
    قوله سبحانه :
    (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) يدل على أنه إذا لم يكن في وسع الشيخ الصوم رفع عنه.
    قوله سبحانه :
    (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) لفظ عام يدخل فيه صوم الشك على أنه من شعبان ولا يخرج من ذلك إلا بدليل قاطع وَقَوْلُهُ ص الصَّوْمُ جُنَّةٌ مِنَ النَّارِ. وَلَمْ يُفَرِّقُ وَقَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع لَأَنْ أَصُومَ يَوْماً مِنْ شَعْبَانَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُفْطِرَ يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ. ويدل أيضا قوله (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) لأن من أصبح يوم الشك مفطرا ثم أصبح أنه من شهر رمضان وجب عليه الإمساك لأنه قد شهد وَقَوْلُهُ ص صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ. وهذا قد صحت عنده الرؤية.
    قوله سبحانه :
    (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) يدل على أن التكبير واجب في الفطر.
    قوله سبحانه :
    (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) وقوله (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) يدل على تقدم الفطرة على صلاة الفطر وتأخير النحر عن صلاة الأضحى.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) لا تعلق لهم أن

    المساجد جار في كل مسجد لأن هذه اللفظة مجمل ولفظ المساجد هاهنا ينبئ على الجنس لا على الاستغراق ولا منافاة بينه وبين مذهبنا ويجوز أن يكون وجه تخصيص هذه المساجد الأربعة لتأكيد حرمتها وفضلها على غيره لتجمع المعصومين فيها والآية دالة على أن من باشر امرأته في حال اعتكافه فيها دون الفرج أو لمس ظاهرها بطل اعتكافه لأنه عام في كل مباشرة أنزل أو لم ينزل.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) وقوله (/ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ) يدل على أنه يجب القضاء على المفطر مع الشك في دخول الليل ولم يكن داخلا أو طلوع الفجر وكان طالعا لأنه لم يصم إلى الليل وأفطر ولم يتبين له الفجر وتدل أيضا على أن من تناول شيئا غير معتاد مثل التبين وماء الشجر وهو مختار يفطر لأن الصيام هو الإمساك عن كل شيء.
    قوله سبحانه :
    (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) علق القضاء بنفس المرض والسفر ومن أضمر في الآية فأفطر يحتاج إلى دليل ولا دليل له عليه.
    قوله سبحانه :
    (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) يدلان على أن من عجز عن الكفارة بكل حال سقط عنه فرضها واستغفر الله ولا شيء عليه.
    قوله سبحانه :
    (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ) يدل على أن الحامل والمرضع إذا خافتا أفطرتا وتصدقتا عن كل يوم وعليهما القضاء.
    قوله سبحانه :
    (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) يدل على استئناف الصوم في موضع أجيز فيه البناء.

    قوله سبحانه :
    (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) وقوله (أَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذا عاهَدْتُمْ) يدلان على أن من نذر أو عاهد عليه معينا بزمان مخصوص مثل أن يقول أو ينوي أن لله على كذا من الخير إن كان كذا من الخير في أول يوم من الشهر الفلاني لزمه ذلك بعينه وإن كان غير معين بزمان مخصوص كيوم ما أو كشهر ما كان مخيرا في الأيام والشهور.
    قوله سبحانه :
    (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ) وقوله (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) يدلان على أن من تعمد الخلاف على الله تعالى فنوى صيام شهر رمضان عن نذر عليه لم يجزه عن صيام شهر رمضان
    فصل
    قوله تعالى : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) إلى قوله (كامِلَةٌ) وقوله (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ) إلى قوله (حاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) يدلان على وجوب حج التمتع لاجتماع الحج والعمرة وذلك خصوصية وقال تعالى (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) ولم يقل حج الجبل واجْتَمَعَتِ النَّقَلَةُ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ أَلَا إِنَّ الْعُمْرَةَ قَدْ دَخَلَتْ فِي الْحَجِّ هَكَذَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ. وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَمَالِكٌ وَالشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَالْمَوْصِلِيُّ وَأَبُو نُعَيْمٍ وَالثَّعْلَبِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَجَابِرٍ الْأَنْصَارِيِّ وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ وَأَبِي أَيُّوبَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ الْمُسَيَّبِ وَأَبِي وَاقِدٍ وَعِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالُوا أُنْزِلَتْ آيَةُ الْمُتْعَةِ فِي كِتَابِ اللهِ وَعَمِلْنَا بِهَا فَفَعَلْنَاهَا مَعَ النَّبِيِّ ص وَلَمْ يُنْزَلِ الْقُرْآنُ يُحَرِّمُهُ وَلَمْ يَنْهَ عَنْهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ. وَفِي مُسْنَدَيِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ وَمُوطَإِ مَالِكٍ وَجَامِعِ التِّرْمِذِيِّ أَنَّهُ قَالَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ إِنَّ عُمَرَ قَدْ نَهَى عَنْ ذَلِكَ يَعْنِي التَّمَتُّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَقَالَ سَعْدٌ رَسُولُ اللهِ ص صَنَعَهَا وَصَنَعْنَاهَا مَعَهُ. وَفِي جَامِعِ التِّرْمِذِيِّ وَمُسْنَدِ الْمَوْصِلِيِ أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يُفْتِي بِهِ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ أَبَاكَ قَدْ نَهَى عَنْهَا فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ أَبِي نَهَى عَنْهَا وَصَنَعَهَا رَسُولُ اللهِ نَتْرُكُ السُّنَّةَ وَنَتَّبِعُ قَوْلَ أَبِي. وَفِي الْمُوطَإِ وَتَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ وَمُسْنَدِ الْمَوْصِلِيِ أَنَّ عُمَرَ قَالَ لِعَلِيٍّ أَتَفْعَلُهَا وَأَنَا أَنْهَى عَنْهُمَا فَقَالَ ع

    لَمْ أَكُنْ لِأَدَعَ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ لِقَوْلِكَ. وَفِي الْحِلْيَةِ وَمُسْنَدَيْ أَبِي حَنِيفَةَ وَالْمَوْصِلِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ وَأَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَبَّى بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعاً.
    قوله سبحانه :
    (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) يدل على أن من عقد الإحرام بالحج في غير أشهر الحج وهي شوال وذو القعدة وعشر ذي الحجة لم ينعقد إحرامه لأن معنى الآية وقت الحج أشهر معلومات والحج نفسه لا يكون أشهرا والتوقيت في الشريعة يدل على اختصاص الموقت بذلك الوقت وأنه لا يجوز في غيره وقد ثبت أن من أحرم في أشهر الحج انعقد إحرامه بالحج بلا خلاف وليس كذلك من أحرم قبل ذلك فالواجب إيقاع الإحرام في زمانه.
    قوله سبحانه :
    (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ) والحج تخصيصها بقوله (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) وتحمل لفظة (الْأَهِلَّةِ) على أشهر الحج خاصة وقوله (أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) وأشهر الحج شهران وبعض الثالث هذا مثل قوله (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) ويحصل للمعتدة إدبار ثلاثة أطهار فتستوفي على ذلك أقراء ثلاثة.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) يدل على أن الإحرام لا ينعقد قبل الميقات لأن معنى الميقات هو الذي تعين عن النبي ص ولا يجوز التقدم عليه مثل مواقيت الصلاة ولو كان يصح قبله أو كان فيه فضل لما تركه (فَإِذا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفاتٍ فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) والأمر على الوجوب ولا يجوز أن يوجب ذكر الله تعالى فيه إلا وقد أوجب الكون فيه ولأن كل من أوجب الكون فيه أوجب الوقوف.
    قوله سبحانه :
    (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) استدل أبو حنيفة بها أن المحرم إذا اشترط فقال عند دخوله في الإحرام فإن عرض لي عارض يحبسني فحلني حيث حبستني جاز له أن يتحلل عند العوائق بغير دم وقلنا تحمل

    الآية على من لم يشترط.
    قوله سبحانه :
    (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) قد شرط الله تعالى في الأمر بالحج بالاستطاعة فاقتضى ذكره زيادة على القدرة من التمكن بالصحة والتخلية وأمن الطريق ووجود الزاد والراحلة والكفاية له ولمن يعول والعود إلى كفاية من صناعة أو غيرها.
    قوله سبحانه :
    (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ) قول مالك رجالا أو رجاله لا حجة له فيه لأنا نحمله على أهل مكة وحاضريها وليس في الآية أكثر من الإخبار عن حال من يأتي الحج المتطوع ماشيا.
    قوله سبحانه :
    (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) قال ابن عمر الأيام المعلومات أيام التشريق لأن الذبح الذي قال تعالى (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) فيها وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع الْأَيَّامُ الْمَعْلُومَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَالْمَعْدُودَاتُ الْعَشْرُ لِأَنَّ الذِّكْرَ الَّذِي هُوَ التَّكْبِيرُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ. وإنما قيل لهذه معدودات لقلتها ولتلك معلومات للحرص على عملها بحسابها من أجل وقت الحج في آخرها.
    قوله سبحانه :
    (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) يستدل بها أن من وطئ ناسيا لا يفسد حجه ولا كفارة عليه لأن حمل كلامه تعالى على فائدة أولى مما لم يستفد وَقَوْلُهُ ص رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ. ومعلوم أنه لم يرد رفع هذه الأفعال وإنما أراد رفع أحكامها.
    قوله سبحانه :
    (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْياً بالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعامُ مَساكِينَ أَوْ عَدْلُ ذلِكَ صِياماً) نحملها على الترتيب لا على التخيير

    مثل قوله (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) ويكون معنى أو كذا إذا لم يجد الأول.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) فيه قولان أحدهما الدلالة على ما عطف عليه قلوب العرب في الجاهلية من أمر من جنى جناية ثم لاذ بالحرم ومن تبعه يلحقه مكروه وأما في الإسلام إن من كانت عليه جناية فلاذ بالحرم والتجأ إليه فلا يبايع ولا يشار ولا يعامل حتى يخرج منه وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع (مَنْ دَخَلَهُ) عَارِفاً بِجَمِيعِ مَا أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِ (كانَ آمِناً) فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْعِقَابِ الدَّائِمِ.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) من قتل صيدا في الحل وهو محرم وعجز عن الفداء بالمثل أو الإطعام وجب عليه الصوم وهو يختلف على اختلاف الصيد وظاهر الآية يدل على التخيير إلا أنا عدلنا كلنا عن ظاهر الواو مثل ما عدلنا في قوله (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ).
    قوله سبحانه :
    (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِ) الآية الأيام الثلاثة في الحج يوم السابع والثامن والتاسع من ذي الحجة والسبعة الباقية في أهله.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ فِي الْمَساجِدِ) الاعتكاف لفظ شرعي يفتقر إلى بيان وذلك أن النبي ص لم يعتكف إلا بصوم وَقَوْلُهُ ع لَا اعْتِكَافَ إِلَّا بِصَوْمٍ. وأن يكون في مسجد صلى فيه النبي ص أو إمام عادل بعده الجمعة بدليل الإجماع وطريقة الاحتياط ولا خلاف في انعقاده في هذه المواضع وليس على انعقاده في غيرها دليل وغير ذلك من الشرائط.
    قوله سبحانه :
    (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ) (فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَ) (فَانْكِحُوا ما طابَ

    لَكُمْ مِنَ النِّساءِ) المراد بذلك العقد وإذا كان لفظ النكاح مشتركا وجب حمله على الأمرين وهذا رد على من قال لفظة النكاح حقيقة في الوطي خاصة فإن عقد المحرم لنفسه أو لغيره فالعقد فاسد.
    قوله سبحانه :
    (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) وقد ورد عن كافة المفسرين أنه تعالى أراد الطواف بينهما ومن انتهى في طوافه إليهما فقد طاف بينهما وعليه إجماع الطائفة وإن كان الأفضل الصعود عليهما.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) دليل على أن من نحر ما يجب عليه في الحل لا يجزيه تفريق لحمه في الحرم وعليه إجماع الطائفة.
    قوله سبحانه :
    (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً) دلالة على أنه يحرم عليه أن يصطاد أو يذبح صيدا أو يدل عليه أو يكسر بيضه أو يأكل لحمه لأنه يتناول كل فعل لنا في الصيد من غير تخصيص.
    قوله سبحانه :
    (وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) يعني قول لا والله وبلى والله ومن قال ليس في لغة العرب أن الجدال هو اليمين أخطأ لأنه غير ممتنع أن يقتضي العرف الشرعي ما ليس في وضع اللغوي كما نقوله في لفظ غائط ثم إن الجدال إذا كان في اللغة المخاصمة وكان ذلك يستعمل للمنع والدفع وكانت اليمين تفعل لذلك كان فيها معنى المنازعة.
    قوله سبحانه :
    (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) الآية أوجب مثلا من النعم وذلك يفسد قول من قال الواجب قيمة الصيد والآية أيضا تدل على أن من ضرب صيدا فأثر فيه أو في الجنين يجب عليه بالجراح الأرش وبالقتل الجزاء على حسب الحال.

    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً) يدل على أن حكم المشارك في قتل الصيد حكم المنفرد وذلك مثل قوله (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ).
    قوله سبحانه :
    (فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) يدل على أن يدعو بأقل ما يسمى به المرء داعيا.
    قوله سبحانه :
    (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) علق الرخصة باليوم الثاني من النفر وهذا أقل فإن فاته اليوم الثاني فلا يجوز أن ينفر بل يبيت فيه.
    قوله سبحانه :
    (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) لا خلاف أنه يتناول الإبل والبقر والغنم دون غيرها والآية أيضا تدل على من ضرب صيدا حاملا فأثر فيه أو في الجنين يجب عليه بالجراح الأرش وبالقتل الجزاء على حسب الحال.
    قوله سبحانه :
    (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ. ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) والهدي الذي يترتب عليه قضاء التفث هو هدي التمتع والقران.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ) وقد جاء في التفسير أنه الحلق وباقي المناسك من الرمي وغيره وإذا أمر الله به فهو نسك.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) وذلك عام في المرض والعدو معا أعني المحصور والمصدود فإنهما يحللان من كل شيء إلا النساء حتى يطوف طوافهن من قابل أو يطاف عنه.

    قوله سبحانه :
    (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ) والإتمام لا تحصل إلا بالدخول فوجبت العمرة
    فصل
    قوله تعالى : (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) إلى قوله (الْحُسْنى) 4 دليل على أن الجهاد فرض على الكفاية لأنه فاصل بين المجاهدين والقاعدين فدل على أن الجميع جائز وإن كان الجهاد أفضل.
    قوله سبحانه :
    (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) إلى قوله (صاغِرُونَ) وقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) يدلان على أن الشيوخ الذين لا رأي لهم ولا قتال فيهم والرهبان وأصحاب الصوامع إذا وقعوا في الأسر حل قتلهم لأن الآيتين لم تفصلا.
    قوله سبحانه :
    (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ) دال على أن الحربي إذا أسلم أحرز ماله ودمه وصغار أولاده سواء كان ماله في دار الحرب أو في دار الإسلام لأن حقيقة الإضافة تقتضي الملك.
    قوله سبحانه :
    (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ) يدل على أن مكة فتحت بالسيف.
    قوله سبحانه :
    (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) يدل على أنه إذا سبي الزوجان الحربيان واسترقا أو أحدهما انفسخ النكاح بينهما لأنه حرم المزوجات واستثنى من ذلك ملك اليمين.
    قوله سبحانه :
    (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) وقوله (فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ

    كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ) دال على أنه لا يؤخذ الجزية من الحربي والصابي.
    قوله سبحانه :
    (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) إلى قوله (وَهُمْ صاغِرُونَ) دليل على أنه يؤخذ من أهل الكتاب الجزية لأنه خص وقيل دليل على أنه يؤخذ الجزية من أهل الكتب من العرب والعجم وغيرهم وفيه دلالة على أن الصغار شرط لرفع السيف والمخالف لذلك خالف الظاهر وفيه دلالة على أنه ليس للجزية حد محدود بل ذلك إلى الإمام لأنه إنما أوجبت الجزية التي تكون بإعطائها صاغرا وذلك يختلف الحال فيه وفيه دلالة على أن الجزية تسقط بالإسلام لأنه شرط في إعطائها الصغار وهذا ينافي الإسلام
    وَقَوْلُهُ ص لَا جِزْيَةَ عَلَى مُسْلِمٍ.
    قوله سبحانه :
    (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا ما آتاها) (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) يدلان على أن من لا كسب له ولا مال لا يجب عليه الجزية لأنه ليس له قدرة.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هذا) دال على أنه لا يجوز أن يمكن الذمي أن يدخل الحرم على حال لأنه إنما أراد به الحرم كله بلا خلاف.
    قوله سبحانه :
    (وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا) دال على أنه إذا جاءت امرأة مسلمة مهاجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام لم يجز ردها إلا أنه إذا جاء زوجها وطالب بمهرها كان على الإمام أن يرده عليه من سهم المصالح لأنه قد أنفق.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) دال على أن الذمي إذا انتقل من دينه إلى دين ذمي آخر يقر أهله عليه لأن الكفر ملة واحدة بدلالة التوارث.
    قوله سبحانه :
    (وَاحْصُرُوهُمْ) دال على أنه إذا أنزل الإمام بالجيش في الغزو على بلد

    له حصره لمن يريد الخروج منه من الكفار أو الدخول فيه كما فعل رسول الله بأهل الطائف.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ) يدل على أن القيام على القبر للدعاء عبادة مشروعة ولو لا ذلك لم يخص بالنهي عنه الكافر
    فصل
    قوله تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وقوله (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) يدلان على أنهما من فروض الأعيان لأن الله تعالى جعل ذلك من صفات جميع المؤمنين ولم يخص قوما دون قوم وإنكار المنكر يجب بلا خلاف سمعا وعليه الإجماع وكذلك الأمر بالمعروف الواجب فأما العقل فلا يدل على وجوبهما أصلا لأنه لو أوجب ذلك لوجب أن يمنع الله من المنكر لكن يجب على المكلف كراهة المنكر الذي يقوم مقام النهي عنه.
    قوله سبحانه :
    (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) فيها دلالة على وجوب إنكار المنكر مع القدرة على ذلك وإن من ترك ذلك مع القدرة كان آثما وكذلك فيما نفي عنه عن مجالسة الفساق والمبتدعين.
    قوله سبحانه :
    (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) دال على أن من لم يستطع شيئا سقط تكليفه.
    قوله سبحانه :
    (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) دال على أنه إذا أكره المسلم على كلمة الكفر فقالها لم يحكم بكفره ولا تبين امرأته وأيضا فالأصل بقاء العقد وإبانته يحتاج إلى دليل.

    قوله سبحانه :
    (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) فيه دلالة على أنه يجب على المرء الدفع عن نفسه وعن أهله وعن ماله لأن دفع المضار عنها واجب.
    قوله سبحانه :
    (ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ) يستدل به على أن من قتل آدميا قد صال عليه ولم يتمكن دفعه إلا بقتله فلا ضمان عليه وكذلك إذا قتل بهيمة إنسان صال عليه.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) التقية الإظهار باللسان خلاف ما ينطوي عليه القلب للخوف على النفس إذا كان ما يبطنه هو الحق فإن كان ما يبطنه باطلا كان نفاقا وفرض ذلك إذا علم الضرر به أو قوي في الظن ولا تقية إلا مع الخوف أو ظهور أمارات ذلك وإظهار الحق أولى في كثير من الأحوال من التقية
    فصل
    قوله تعالى : (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ) تعلق داود بهذا وزعم أن ابنة المدخول بها إذا كانت في حجره حرمت وإلا فلا وهذا خلاف الإجماع وليس ذلك شرطا وإنما وصف لهن لأن الغالب أن تكون في حجره.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً) يدل على فساد قول من قال إن المهر شيء مقدر لا يجوز التجاوز عنه وفيه حديث عمر.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ) يدل على أن المهر ما تراضيا عليه مما يصح أن يكون ثمنا أو أجرا قليلا كان أو كثيرا لأنه جعل لها بالطلاق قبل الدخول نصف المسمى ولم يفصل القليل من الكثير يقويه قوله (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَّ نِحْلَةً) قوله (فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) والأجر والنحلة يتناولان القليل والكثير.

    قوله سبحانه :
    (وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) المعنى فمن نكحتموه منهن نكاح المتعة فآتوهن أجورهن فريضة (وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ) لأن الزيادة في الأجر والأجل لا تليق إلا بعقد المتعة وقوله (أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوالِكُمْ) وهذا مما ابتغاه وقوله (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ) دلالة على النكاح المؤجل دون الغبطة لأنه تعالى سمى العوض عليه أجرا ولم يسم العوض عن نكاح المتعة بهذا الاسم في القرآن بل سماه نحلا وصداقا وفرضا ولفظ الاستمتاع لا يفيد إلا نكاح المتعة وقوله (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ) وهذا مما طاب لنا وأيضا الأصل الإباحة والمنع يحتاج إلى دليل وقد حصل الإجماع على ثبوتها فمن ادعى نسخها فعليه الدلالة وبعد فإن كل ما يوردونه أخبار آحاد وفيها اضطراب وفي صحيح مسلم روى عبد الله وإسماعيل بن خالد كنا نغزو مع رسول الله ص ليس لنا نساء فقلنا ألا نستخصي فنهانا عن ذلك ثم رخص لنا أن تنكح المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ عبد الله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) وفي مسلم والبخاري في خبر عن جابر الأنصاري قال تمتعنا على عهد رسول الله ص فلما كان عمر خطب فقال إن الله تعالى يحل لنبيه ما يشاء وإن القرآن قد نزل منازله فافصلوا حجكم من عمرتكم وائتوا من نكاح هذه النساء فلا أوتي برجل تزوج امرأة إلى أجل إلا رجمته بالحجارة وَرَوَى الْخَلْقُ أَنَّ عُمَرَ قَالَ مُتْعَتَانِ كَانَتَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ حَلَالاً أَنَا أَنْهَى عَنْهُمَا وَأُعَاقِبُ عَلَيْهِمَا. وَفِي تَفْسِيرِ الثَّعْلَبِيِّ أَنَّ عَلِيّاً ع قَالَ لَوْ لَا أَنَّ عُمَرَ نَهَى عَنِ الْمُتْعَةِ مَا زَنَى إِلَّا شَقِيٌّ.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) الآية قالوا المنكوحة بالمتعة ليست بزوجة من وجوه لأنها لا تورث ولا ترث ولا تجب عليها العدة عند وفاة الزوج أربعة أشهر وعشرا ولا يلحقها الإيلاء والظهار والولد وغير ذلك فالجواب عن الأول أن فقد الميراث ليس علامة لفقد الزوجية لأن الزوجة الذمية والأمة والقاتلة لا يرثن ولا يورثن وهن زوجات وأما جواب الثاني فإن الأمة عندهم زوجة وعدتها شهران وخمسة أيام وإذا جاز تخصيص ذلك بالدليل خصصنا المتمتع بها

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:58 pm

    مثله وأما جواب الثالث فإن في الزوجات من تبين بغير طلاق كالملاعنة والمرتدة والأمة المبيعة.
    قوله سبحانه :
    (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) وقوله (وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) يدلان على أن كل امرأة عقد عليها النبي ص وفارقها في حياته أو مات عنها لا تحل لأحد أن يزوجها لأنهما عام.
    قوله سبحانه :
    (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ) رد على داود في قوله إن النكاح واجب لأنه علق النكاح باستطابتنا وميز بين النكاح وبين ملك اليمين ثم اقتصر على ملك اليمين وما هذه صورته فلا يكون واجبا.
    قوله سبحانه :
    (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) دال على أنه يجوز النظر إلى امرأة أجنبية يريد أن يتزوجها إذا نظر إلى وجهها وكفيها.
    قوله سبحانه :
    (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ) دال على أن من وصى إلى غيره بأن يزوج بنته الصغيرة صحت الوصية.
    قوله سبحانه :
    (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ) دال على أنه يصح أن يكون الفاسق وليا للمرأة في الزواج وفي سائر الأحوال لأنه لم يفصل ودال أيضا على أن النكاح لا يفتقر في صحته إلى الشهود لأن الله تعالى لم يذكر الشهود وكذلك في قوله (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ).
    قوله سبحانه :
    (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ) وقوله (وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ) قد استدلوا بهما أنه يجوز لمن زنى بامرأة ولها بعل فإن فارقها زوجها يجوز له العقد عليها لأنه

    لم يفصل قال المرتضى ظواهر القرآن يجوز أن يرجع عنها بالأدلة مثل تحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها واستباحة التمتع بالمرأة لا يجوز إلا بيقين ولا يقين في استباحة من هذه صفته فيجب العدول عنها وطريق الاحتياط يمنع من ذلك وَقَوْلُهُ ع دَعْ مَا يُرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يُرِيبُكَ.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ) لفظ النكاح يقع على الوطء وعلى العقد معا فكأنه تعالى قال ولا تعقدوا على من عقد عليه آباؤكم ولا تطئوا من وطئوهن وكل من حرم بالوطء في الزناء المرأة على الابن بنتها حرم بنتها وأمها عليهما جميعا وهذا دليل أن من زنى بعمته أو خالته حرمت عليه بنتاهما على التأبيد.
    قوله سبحانه :
    (إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) قال قطرب كأنه قال لكن ما سلف فدعوه ما سلف ولم يجعله مستثنى من قوله.
    قوله سبحانه :
    (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ) يدل على أن أخت المعقود عليها والموطوءة بالملك تحرم لأنه لم يفصل ويدل على أن من وطئ أمه ثم تزوج أختها صح نكاحها وحرم عليه وطء الأولى لأنه على العموم.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) وقوله (وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ) دال على تحريم العقد على الكافرة.
    قوله سبحانه :
    (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ) تختص بنكاح المتعة أو نحمله على ما إذا كن مسلمات.
    قوله سبحانه :
    (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) وقوله (وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ)

    يدلان على أن أنكحة المشركين صحيحة لأنه أضاف إليهما.
    قوله سبحانه :
    (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) نفى التساوي في سائر الأحكام والنكاح من الأحكام الكبار فدل ذلك على أن الكفاءة في النكاح الإيمان.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) الآية رد على من قال العجم ليسوا بأكفاء للعرب والعرب ليسوا بأكفاء لقريش وقريش ليسوا بأكفاء لبني هاشم في الأحكام يؤيده قوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ).
    قوله سبحانه :
    (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) وقوله (فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَّ إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) وقوله (فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ) أضاف العقد إليهن ونهى للأولياء عن معارضتهن ورفع الجناح عنهن في فعلها بنفسها وفعل الولي لا يكون فعلا منها في نفسها وأما مَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ. فهو خبر واحد لا ينسخ ثلاثة آيات من كتاب الله تعالى وقد خالف ذلك مالك وقال يجوز أن يتزوج غير الشريفة بغير الولي مع أَنَّ جَابِرَ الْأَنْصَارِيَّ رَوَى أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ إِلَّا الْمُتْعَةَ. لقول الله تعالى (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَ) الآية وَيَرْوُونَ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ الْأَيِّمُ أَمْلَكُ بِنَفْسِهَا مِنْ وَلِيِّهَا.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ ما فَرَضْتُمْ) ولم يستثن الخلوة فوجب حملها على عمومها ويدل عليه أيضا قوله في آية العدة (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها) ولم يفرق.
    قوله سبحانه :
    (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَ) تدل على أن الزوجة تملك الصداق المسمى لها كله بنفس العقد فإن دخل بها أو مات عنها استقر كله بلا خلاف والغرض في المسألة أنه إن تلف الصداق قبل القبض كان ضامنا.
    قوله سبحانه :
    (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ)

    دالة على أن من لم يسم لها مهرا إذا طلقت قبل الدخول فلا مهر لها وإنما يجب لها المتعة على الموسر خادم أو دابة وعلى المتوسط ثوب أو نحوه وعلى الفقير خاتم ونحوه لأنه فصل بين الموسر والمعسر وإن حرف على من حروف الجر.
    قوله سبحانه :
    (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ. وَتَذَرُونَ ما خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عادُونَ) قالوا إنه نهاهم عن إتيان الذكران وعاتبهم على ترك مثله من أزواجهم فثبت أنه مباح وكذلك قوله (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) والصحيح أنهما لا تدلان على إتيان النساء في أدبارهن لأنه غير ممتنع أن يذمهم بإتيان الذكران من حيث لهم غرض بوطء النساء وإن كان في الفروج المعهودة لاشتراك الأمرين في الاستمتاع وقد يعبر الشيء عن غيره وإن لم يشاركه في جميع صفاته إذا اشتركا في الأمر المقصود ويكون معناه ما خلق لكم ربكم من أزواجكم من الوطء في القبل وإن في بناته المعنى المطلوب من الذكران.
    قوله سبحانه :
    (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ) ولم يفصل بين القبل والدبر قال ابن عباس أي مزدرع أولادكم وقال الزجاج نساؤكم ذو حرث فأتوا موضع حرثكم وقيل الحرث كناية عن النكاح على وجه التشبيه وقال قتادة والربيع معنى أنى شئتم من أين جئتم وقال مجاهد معناه كيف شئتم وقال الضحاك متى شئتم وقد حظره بذلك واستدلوا بقوله (أَنَّى لَكِ هذا قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ) وقال بعضهم معناه من أي وجه كما قال الكميت :
    أنى ومن أين يأتك الطرب
    من حيث لا ضرة ولا ريب.

    وقال مالك يفيد جواز الإتيان في الدبر ووافقه جماعة من المخالف والمؤالف وحرمه بعضهم وكرهه بعضهم وقد حكى الطحاوي عن الشافعي أنه قال ما صح عن النبي ص في تحريم ذلك ولا تحليله شيء والقياس أنه مباح وقوله (فَاعْتَزِلُوا النِّساءَ فِي الْمَحِيضِ) يدل عليه أن ما عداه مباح ثم إن الأصل الإباحة والمنع يحتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِها وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ

    أَبْوابِها) قال قوم أراد بالبيوت النساء لأن المرأة تسمى بيتا وكأنه نهى عن إتيان النساء في أدبارهن وأباح الوطء في قبلهن.
    قوله سبحانه :
    (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ) قال المرتضى سأل عن أبي لهيعة عمرو بن عبيد عن هذه الآية وعن قوله (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَواحِدَةً) فقال عمرو محبة القلوب لا يستطيعها العبد ولم يكلفه فأما العدل بينهن في القسمة من النفس والكسوة والنفقة فهو مطيق لذلك وقد كلفه الله تعالى بقوله (فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ) فيما تطيقونه (فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ) بمنزلة من ليست أيما ولا ذات زوج وهذا المعنى مما أجاب الصادق ع لمؤمن الطاق على ما ذكرته في مناقب آل أبي طالب.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ) يدل على أن المولى لا يطأ أم الولد بالعقد فلم يبق إلا الملك وإذا جاز وطؤها بالملك جاز بيعها وإن لم يجز بيعها لم يجز أيضا وطؤها لأنهما إنما استحلا بعقد واحد ولا يجوز أن يفسد بيعها ويثبت وطؤها وقال تعالى (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ) وهذا عام في أمهات الأولاد وغيرهن ولا يخرج من هذا الظاهر إلا ما أخرجه دليل قاطع وروى أحمد بن حنبل عن أبي سعيد الخدري قال كنا نبيع أمهات الأولاد على عهد رسول الله ص وقد حكى الساجي صاحب الخلاف بجواز ذلك عن علي وابن عباس وجابر والخدري وابن مسعود وابن الزبير والوليد بن عقبة وسويد بن عقلة وعمر بن عبد العزيز وابن سيرين وغيرهم.
    قوله سبحانه :
    (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) يدل على أن بيع الأمة المزوجة طلاقها لأن المحصنات زوجات الغير فحرمهن علينا إلا بملك اليمين والظاهر أنه متى ملك زوجة الغير بملك اليمين حلت له بملك اليمين وإذا حلت له حرمت على زوجها.
    قوله سبحانه :
    (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) يدل على أن العقيقة نسك وقربة وإيصال منفعة إلى المساكين وظاهر الأمر في الشريعة يقتضي الوجوب

    فصل
    قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) علق الطلاق بما يتناوله اسم النساء والأبعاض من اليد والرجل لا يتناولها ذلك فيجب أن لا يقع.
    قوله سبحانه :
    (فَطَلِّقُوهُنَ) وقوله (إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) وقوله (فَإِنْ طَلَّقَها) دالة على أن صحة الطلاق الشرعي بهذا اللفظ دون كناياته نحو أنت حرام أو خلية أو برية لأنه لا يقال لمن فعل ما فيه معنى الضرب ضارب والآيات أيضا دالة على أن تعليق الطلاق بالشروط غير مشروع لأنها عارية عن الشرط وكل من أثبته احتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ) إلى قوله (بِإِحْسانٍ) رد على من قال إن الطلاق مثل اليمين ومن ادعى ذلك احتاج إلى بينة وقد أجمعنا أن النبي ص لم يفرق بين رجل وامرأة باليمين إلى قوله (وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ) وإن كان لليمين بالله كفارة واليمين بالطلاق لا كفارة له فذلك شنيع.
    قوله سبحانه :
    (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) يدل على أن الطلاق الثلاث بلفظ واحد لا يقع لأنه قال (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) ثم ذكر الثالثة على الخلاف في أنها قوله (أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ) أو قوله (فَإِنْ طَلَّقَها) ومن طلق بلفظ واحد فلا يكون أتى بالمرتين ولا بالثالثة كما بلفظ واحد لما وقع موقعه وأنه لما أوجب اللعان أربع شهادات فلو أتى أو رمى حصاة عن سبع حصيات لم يجزه والمسبح في الركوع أو السجود إذا سبح مرة وقال ثلاثا لا يكون مسبحا ثلاثا فكذلك الطلاق فإن قال عقيبه ثلاثا لم يخل إشارته إلى ماض أو استقبال أو الحال فلا يجوز الماضي لأنه إخبار عن أمر كان ولا يجوز المستقبل لأنه يجب أن لا يقع بها طلاق حتى يأتي الوقت ثم يطلقها ثلاثا على مفهوم اللفظ فلم يبق إلا الحالة وذلك لغو لأن المرة لا تكون مرتين والواحدة لا تكون ثلاثا وَالْمَشْهُورُ عَنِ النَّبِيِّ ص إِيَّاكُمْ وَالْمُطَلَّقَاتِ ثَلَاثاً فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُنَّ ذَوَاتُ أَزْوَاجٍ. وَاشْتَهَرَ أَيْضاً عَنْ عُمَرَ أَنَّهُ رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثاً فَأَوْجَعَ رَأْسَهُ وَرَدَّهَا عَلَيْهِ وَبَعْدَ ذَلِكَ رُفِعَ إِلَيْهِ رَجُلٌ قَدْ طَلَّقَ كَالْأَوَّلِ فَأَبَانَهَا مِنْهُ فَقِيلَ لَهُ فِي اخْتِلَافِ الْحُكْمَيْنِ فَقَالَ أَرَدْتُ أَنْ أَحْمِلَهُ عَلَى كِتَابِ اللهِ

    لَكِنَّنِي خَشِيتُ أَنْ يَتَتَابَعَ فِيهِ الْغَيْرَانُ وَالسَّكْرَانُ.
    قوله سبحانه :
    (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) إلى قوله (حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ) لا يدل على أن الكنايات في الطلاق جائزة لأنه متى حملناه على أن التسريح تطليقة ثالثة كان قوله طلقها بعد ذلك تكرارا لا فائدة فيه ثم إن قوله (أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ) معناه إذا طلقها فالتسريح بالإحسان الترك ينقضي عدتها وقوله (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ) يعني الرجعة بلا خلاف.
    قوله سبحانه :
    (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ) فسر على الطهر الذي لا جماع فيه وَرَوَى الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَأَبُو يَعْلَى فِي مَسَانِيدِهِمْ وَأَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَةَ فِي سُنَنِهِمَا وَالثَّعْلَبِيُّ فِي الْكَشْفِ وَالْغَزَالِيُّ فِي الْإِحْيَاءِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلَاثاً وَهِيَ حَائِضٌ فَأَمَرَهُ النَّبِيُّ ص أَنْ يُرَاجِعَهَا وَأَمَرَهُ إِنْ أَرَادَ طَلَاقَهَا فَلْيُطَلِّقْهَا لِلسُّنَّةِ. قال الفضل بن شاذان يحل للمرأة الحرة المسلمة أن يمكن من وطئها في اليوم الواحد خلقا كثيرا على سبيل النكاح عندهم ووجه إلزامه لهم أنه قال رجل تزوج بامرأة فوطئها ثم خلعها على مذهبكم في تلك الحال ثم بدا له العود فعقد عليها عقدة النكاح وسقط عنها عدة الخلع ثم إنه إن فارقها عقيب العقد الثاني من غير أن يدخل بها ثانية فبانت منه ولا عدة عليها بقوله (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ) فحلت من وقتها للأزواج فما تقولون إن صنع بها الثاني كصنع الأول أليس قد نكحها اثنان في بعض يوم من غير حظر على أصولكم في الأحكام فكذلك لو نكحها ثالث ورابع ومائة وزيادة إلى آخر النهار.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ) إلى قوله (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) يدل على أنه يعتبر فيه شهادة عدلين لأنه تعالى أمر بالإشهاد وظاهر الأمر في عرف الشرع يقتضي الوجوب ولا يخلو قوله (وَأَشْهِدُوا) أن يكون راجعا إلى الفرقة أو إلى الرجعة أو إلى الطلاق ولا يجوز أن يرجع إلى الفرقة أو إلى الرجعة لأن أحدا لا يوجب فيهما الإشهاد فيثبت أنه راجع إلى الطلاق ولا يؤثر بعد ما بينهما كما قال (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ) والتسبيح متأخر في اللفظ لا يليق إلا بالله تعالى دون رسوله ص.

    قوله سبحانه :
    (لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً) قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ (لا جُناحَ) عِنْدَهُ يَعْنِي لَا سَبِيلَ عَلَى الرِّجَالِ (إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ما لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً) فِي الْمَهْرِ قَالَ هَذِهِ الْمَرْأَةُ تَهَبُ نَفْسَهَا. المعنى لا جناح عنده يعني لا سبيل على الرجال إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تجامعوهن أو تفرضوا لهن فريضة في المهر قال هذه المرأة تهب نفسها للرجل فإذا طلقها فلا مهر لها.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) ينافي تعليقه بغير الظهر وبغير المدخول بها حكم لتميزه من جملة المجمعين اسمه ونسبه لأن الظهار من لفظ الظهر وغير المدخول بها توصف بأنها من نساء الزوج والآية دالة على أن ظهار العبد المسلم صحيح لأنه لم يفرق ودالة على أن الظهار يقع بالأمة والمدبرة وأم الولد لأنه لم يفصل ودالة على بطلان قول من قال إن المرأة إذا قالت لزوجها أنت علي كظهر أمي لا تصح لأن الحكم معلق على من ظاهر من نسائه وهذا صفة الرجال ثم أوجب الكفارة بالعود والعود العزم على الوطء وإمساكها زوجة مع القدرة على الطلاق وهذا بعيد عن المرأة ودالة على أن المراد بالعود الرجوع عن المقول فيه بخلاف قول إن العود الإمساك لأن قوله (ثُمَّ يَعُودُونَ) لما قالوا يقتضي التراخي والقول بأن التراخي البقاء على النكاح قول يحصل عقب الظهار من غير فصل ودالة على أنه لا يصح الظهار قبل التزويج لأن هذه ليست من نسائه ودالة على أنه يجوز له الوطي وما دونه من التلذذ لأن المسيس يقع على الوطي وما دونه ودالة على أنه يجب الكفارة بالتلفظ والثاني بأن يعود.
    قوله سبحانه :
    (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) الآية دليل على أنه إذا علق الظهار بإحدى ذوي أرحامه يكون مظاهرا لأن في عقيبها (وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً).
    قوله سبحانه :
    (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) إلى قوله (عَلِيمٌ) أراد اليمين بالله تعالى بدليل إطلاق اليمين بالله وقد أطلقه في الآية ثم أخبر أنه لا شيء عليه بالفئة وإنما لا يكون

    عليه إذا كانت اليمين بالله فقط وَقَوْلُ النَّبِيِّ ص مَنْ كَانَ حَالِفاً فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ. والآية تدل على أن له التربص أربعة أشهر ثم توجهت عليه المطالبة بالفئة وبالطلاق لأنه أضاف المدة إلى المولى بلام الملك ثم جعل له التربص والفاء في قوله (فَإِنْ فاؤُ) للتعقيب فتدل على أن الفئة بعد التربص وقوله (فَإِنْ فاؤُ) يعني جامعوا أضاف ذلك إلى المولى كما أضاف الطلاق إليه في قوله (وَإِنْ عَزَمُوا) وتدل على أنه إذا امتنع بعد الأربعة أشهر من الفئة والطلاق ودافع لا يطلق عليه لقوله (وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ) فإنه مقصور عليه ويدل على أنه يصح الإيلاء من الذمي كما يصح من المسلم لأنه عام وتدل على أن من قال للمرضعة لا أقربك في الرضاع لا يكون موليا وكذلك في حال الغضب الذي لا يضبط الإنسان نفسه ولا مع الإكراه لأن في الآية عموم يخص ذلك بالدليل ثم إنه يقتضي وجوب التربص فيمن آلى وتدل على أن الأصل في الطلقة للمولى كانت رجعية لأنه لم يفصل قوله (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) وتدل على أن من آلى منها ثم وطئها كان عليه الكفارة سواء كان الوطي في المدة أو بعده لأنه لم يفصل وتدل على أن المراد به العود إلى الجماع بالاتفاق ولا يقال عاد إلى الجماع إذا لم تكن مدخولا بها ووصف تعالى نفسه بالغفران في الآية إذا هو فاء وإن لم يكن مأثوما بالفئة فهو في صورة من يفتقر إلى غفران.
    قوله سبحانه :
    (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَ) الآية قال أهل التفسير معنى (تَخافُونَ) يعلمون ومن حمل الخوف على ظاهره لا بد أن يضمر وعلمتم ذلك منهن لأن بمجرد الخوف من النشوز وقبل حصوله لا يفعل شيء مما تضمن الآية وكذلك قوله (وَإِنِ امْرَأَةٌ خافَتْ مِنْ بَعْلِها نُشُوزاً أَوْ إِعْراضاً) الآية المعنى في ذلك أن الزوج إذا نشز على المرأة وكره المقام معها وهي راغبة فيه فلا بأس أن تبذل له على استدامة المقام معه شيئا من مالها وتسقط عنه النفقة والقسمة.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما) الشقاق بين الزوجين يكون بأن يكره كل واحد منهما الآخر ويقع بينهما الخصام ولا يستقر بينهما صلح ولا طلاق فأيهما رفع الخبر إلى الحاكم فعليه أن يبعث حكمين ثقتين من أهلهما فأصلحا بينهما أو أخبر الحاكم أن الفرقة أصلح.

    قوله سبحانه :
    (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخافا أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) دالة على أن المخالع أخذ العوض على الطلاق.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ) الآية ذكر الله تعالى لفظ الشهادة والعدد والترتيب ومن خالف ذلك لا يثبت الفرقة لأن ما قلناه مجمع على صحته موافق الكتاب وليس على صحة من خالفه دليل والآية تدل على أن من نقص شيئا من ألفاظ اللعان لا يصح لأن شرائطها في ألفاظها محصورة وتدل على أنه يغلظ اللعان باللفظ والموضع والجمع قوله (وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ولا يعارض ذلك بقوله (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً) لأنه دال على أن الرجل إذا قذفها بزناء أضافه إلى قبل الزوجية يوجب عليه الحد دون اللعان لأن قوله (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ) واردة فيمن قذف زوجته وهذا يرجع إلى أجنبية.
    قوله سبحانه :
    (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) في ذلك دال على أن الإشهاد على الرجعة مستحب غير واجب لأنه لم يشرط الشهود كما شرط على الطلاق قوله (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) بدلالة أنه عقيب قوله (أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ) يعني به الطلاق وهو أقرب من قوله (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ)
    فصل
    قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) لفظ القرء مشترك بين الحيض والطهر وهو من الأضداد وهو مستعمل في الأمرين وظاهر الاستعمال للفظة بين شيئين يدل على أنها حقيقة في الأمرين إلى أن يقوم دليل يقهر على أنها مجاز في أحدهما وإذا ثبت أنها حقيقة في الأمرين فلو خلينا والظاهر لكان يجب انقضاء عدة المطلقة بأن يمضي عليها ثلاثة أقراء من الحيض والطهر معا لوقوع الاسم على الأمرين غير أن الأمة قد اجتمعت على أنها لا تنقضي إلا بمرور ثلاثة أقراء من أحد الجنسين والآية دالة على المرأة إذا رأت الدم من الحيضة الثالثة فقد انقضت عدتها ودالة على أنه إذا طلقها طلقة رجعية

    ثم راجعها ثم طلقها بعد الدخول فعليها استئناف العدة بلا خلاف وكذلك إن طلقها بائنا قبل الدخول لأنه لم يفصل.
    قوله سبحانه :
    (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) فيه دلالة على أن من لا تحيض لصغر أو كبر وليس في سنها من تحيض يجب أن تعتد بالشهور لأن قوله (وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ) معناه اللائي لم يحضن كذلك.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ) يستدل به على أنه إذا تزوج امرأة ثم خالعها ثم تزوجها فطلقها قبل الدخول بها لا عدة عليها لأنه طلقها قبل المسيس.
    قوله سبحانه :
    (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) يدل على أن عدة المتوفى عنها زوجها إذا كانت حاملا أبعد الأجلين من وضع الحمل أو الأربعة أشهر وعشرة أيام لأنها مخصوصة بالمطلقات وقد وردت عقيب ذكرهن وهذا الاعتبار مجمع على انقضاء العدة وليس على ما ذكروه دليل وهو طريق الاحتياط لأن العدة عبادة يستحق عليها الثواب والثواب فيما قلناه أوفر لأن المشقة فيه أكثر ويدل على أنه إذا طلقها وهي حامل فولدت توأمين بينهما أقل من ستة أشهر فإن عدتها عند وضع الثاني لأنها ما وضعت.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً) دال على أن المتوفى عنها زوجها تعتد أربعة أشهر وعشرا حاضت فيها أو لم تحض لأنه لم يفصل ودال على أن أم الولد إذا زوجها سيدها من غيره ثم مات زوجها وجب عليها أن تعتد لذلك لأنه لم يفرق.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ) دال على أن المطلقة البائنة إما بطلاق ثلاث

    أو خلع لا يجب عليها الإحداد لأن استعمال الزينة والطيب الأصل فيه الإباحة.
    قوله سبحانه :
    (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) دال على أنها استحقت السكنى بالطلاق في منزل الزوج بدلالة أنه تعالى نهى عن إخراجها منه إلا مع إتيانها بفاحشة مبينة والذي يكون ملكا لا يجوز أن يخرج منه على كل حال.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ. إِلَّا عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) فيه دلالة على أن الرجل إذا اشترى مملوكه جاز له التلذذ بمباشرتها ووطئها فيما دون الفرج وإن لم تكن مستبرأة لأنها ملك يمينه
    فصل
    قوله تعالى : (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) يدل على أن الرضاع أنما يكون للصغير ويكون إلى الحولين ورد على أبي ثور في قوله إنه يجبر الرجل زوجته على الرضاع لأن الآية محمولة على الاستحباب والأصل براءة الذمة والإجبار يحتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ) يدل على أن المولود إذا حقن باللبن لا ينشر الحرمة ويدل أيضا على أنه إذا شيب اللبن بغيره ثم سقى المولود لم ينشر الحرمة.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى) دال على أن البائن إذا كان لها ولد يرضع ووجد الزوج من يرضعه تطوعا وقالت الأم أريد أجرة المثل كان له نقله عنها لأن هذه طلبت الأجرة وغيرها يتطوع فقد تعاسرا ولا يخالفه قوله (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَ) لأنه يفيد لزوم الأجرة إن أرضعت ويدل على أنه إذا صح العقد استحقت الأجرة عاجلا إلا أن يشرط التأجيل.

    قوله سبحانه :
    (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) وقوله (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) وأكثره في غالب العادة تسعة أشهر بلا خلاف وينضاف إلى ذلك أشهر الريب وهي ثلاثة أشهر وهي أكثر أيام الطهر بين الحيضتين فيصير أكثر مدة الحمل سنة وهو مجمع عليه وليس على قول من ذهب إلى أنه سنتان أو أربع أو سبع دليل.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) وقوله (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَإِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) يدلان على أن الإعسار لا يوجب الفسخ لأنه لم يفصل في الآية الأولى وندب الفقراء إلى النكاح في الآية الثانية فلو كان سببا يملك فيه فسخ النكاح لما ندب إلى النكاح.
    قوله سبحانه :
    (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضآرُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَ) يدل على أنه لا نفقة للبائن لأنه لما ذكر النفقة شرط الحمل وأن من ليس بحامل لا نفقة لها ويدل أيضا على أن البائن إذا كانت حاملا فلها النفقة على أمه وأمهاتها وإن علون
    فصل
    قوله تعالى : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) دال على أن في الإيمان ما هو مكروه وما ليس بمكروه لأن معنى الآية لا تبروا للناس ولا تتقوا الله وقيل أو لا تكثروا الأيمان بالله.
    قوله سبحانه :
    (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ) دليل على أن اليمين لا تنعقد إلا بالنية وإذا نوى انعقد يمينه بلا خلاف وليس على انعقادها بغير نية دليل لغو اليمين هو أن يسبق اليمين إلى لسانه ولم يعقدها بقلبه وفيه

    دليل على أنه لا يكون انعقاد اليمين لزوم الكفارة بالمخالفة لأن ذلك تابع لانعقاد اليمين وموجب عنه فكيف يفسر الانعقاد به والآية دالة على أن اليمين لا تنعقد على ماض سواء كانت على نفي أو إثبات ولا يجب بها الكفارة صادقا كان أو كاذبا عالما كان أو ناسيا لأن اللغو لا يعتد به والمؤاخذة بما عقدت ويدل على ذلك أيضا قوله (وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ) لأنه لا يمكن حفظها على الحنث.
    قوله سبحانه :
    (وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ) و (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) يدلان على أن اليمين المنعقدة هي التي يجب حفظها والوفاء بها ولا خلاف أن اليمين على المعصية بخلاف ذلك فيجب أن يكون غير منعقدة وما لم تنعقد فلا كفارة فيها فصح مقالنا إن من حلف بالله تعالى أن يفعل قبيحا أو يترك واجبا لم ينعقد يمينه ولم يلزمه كفارة.
    قوله سبحانه :
    (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَ) الآية لا يدل على أن القائل إذا قال إن فعلت كذا فامرأتي طالق أو هي علي كظهر أمي أو عبدي حر أو مالي صدقة لأن كل واحد منها يحتاج في صحتها إلى شروط ولا يلزم حنث بإجماع الطائفة والحالف بغير الله تعالى عاص وإذا كان انعقاد اليمين حكم شرعي لم يقع المعصية والمخالفة للمشروع والأصل براءة الذمة من الحقوق ومن أثبت ذلك كان عليه الدليل.
    قوله سبحانه :
    (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) وَقَوْلُ النَّبِيِّ ص رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ. الكفارة وضعت في الشرع لإزالة الإثم وقد سقط الإثم عن الناسي بلا خلاف فلا كفارة عليه وأيضا فإن النسيان والإكراه يرفعان التكليف العقلي فكيف لا يرفعان التكليف السمعي فهذه دلالة على أن من حلف بالله أن لا يدخل دارا أو لا يفعل شيئا ففعله ناسيا أو مكرها فلا كفارة عليه.
    قوله سبحانه :
    (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) وقوله (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي

    أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَالطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) فيهما دلالة على أن أحدا إذا حلف والله لا أكلت طيبا ولا لبست ناعما كان يمينه مكروهة وحلها طاعة.
    قوله سبحانه :
    (وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَها) وقوله (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْماً طَرِيًّا) يدلان على أن من حلف أنه لا يأكل لحما وأكل لحم السمك حنث لأنه أطلق عليه اسم اللحم.
    قوله سبحانه :
    (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) يدل على أن من حلف أنني لا سكنت هذه الدار وانتقل بنفسه بر في يمينه وإن لم ينقل العيال والمال لأنه أضاف السكنى إلى نفسه والمال والعيال خارجان عنه.
    قوله سبحانه :
    (مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها) وقوله (تَنْحِتُونَ الْجِبالَ بُيُوتاً) يدلان على أن من حلف أنه لا يدخل بيتا ودخل في بيت شعر أو وبر أو حجر يحنث لأنه سماها بيوتا.
    قوله سبحانه :
    (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً) دال على أن من حلف أنه يدخل في هذه الدار فانهدمت حتى صارت براحا يحنث.
    قوله سبحانه :
    (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) ثم قال (فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) فيه دلالة على أن من حلف أنني لا كلمت فلانا فكتب إليه كتابا أو أرسل إليه رسولا أو أومأ برأسه أو أشار بيده لم يحنث لأن الإشارة ليست بكلام.
    قوله سبحانه :
    (تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ) دال على أن الأيمان تغلظ بالزمان ويدل على أنه يراعى في المكان إجماع الفرقة المحقة على أنه لا يحلف عند قبر النبي ص أقل مما يجب فيه القطع فدل ذلك على أنه إذا كان كذلك أو زاد

    عليه يغلظ.
    قوله سبحانه :
    (أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ) يدل على صحة رد اليمين لأن المراد به وجوب أيمانهم والإجماع أن اليمين لا يرد إلا بعد حصول يمين أخرى
    فصل
    قوله تعالى : (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) وقوله (أَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ) وقوله (أَوْفُوا بِعَهْدِي) وقوله (وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) تدل على أن من قال لله علي كذا من الخير إن كان كذا من المباح كان نذرا.
    قوله سبحانه :
    (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ) بين أن كفارته عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم (فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ).
    قوله سبحانه :
    (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ) يدل على أن من حلف أنه يضرب عبده مائة عصا أو مائة سوط فضربه بمائة شمراخ أو سوط دفعة واحدة وعلم أن جميعها وقعت على جسده بر في يمينه.
    قوله سبحانه :
    (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) أمره بالطاعة مما لا يحصى ظاهر الأمر يقتضي الإيجاب فيدخل فيه من وطء امرأته وهي حائض أو من تأخر عن صلاة العشاء الآخرة حتى يمضي النصف الأول من الليل أو من تزوج امرأة لها زوج وهو لا يعلم أو من شق ثوبه في موت ولد له أو زوجة أو المرأة جزت شعرها كان عليه الكفارة بما روي عن الأئمة الطاهرين.
    قوله سبحانه :
    (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) وقوله (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) يدلان على أن من صام من الشهر الثاني يوما أو أكثر من صيام الشهرين المتتابعين وأفطر من غير عذر كان مسيئا وجاز له أن يبني على ما تقدم من غير استئناف ويدل أيضا على أن من وجد رقبة أو ثمنها وهو محتاج إليها يجوز له الصوم وعليه إجماع الفرقة والأول

    براءة الذمة.
    قوله سبحانه :
    (أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) التحرير من الحرية والرقبة المجزية من الكفارة السليمة من العاهة صغيرة كانت أو كبيرة مؤمنة أو كافرة والمؤمنة أفضل لأن الآية مطلقة مبهمة والآية تدل على أنه يجوز في كفارة جماع أو يمين أو نذر أو ظهار رقبة مطلقة لأن الله تعالى أطلق الرقبة وإنما قيدها بالإيمان في قتل الخطأ ويدل أيضا أنه يجزي في الموضع الذي يعتبر فيه الإيمان من كان محكوما بإيمانه وإن كان صغيرا ويجوز أيضا على جواز عتق المدبر وولد الزناء في الكفارة واستدل بعض أصحابنا بقوله (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) على أن ولد الزناء لا يعتق في شيء من الكفارات لأنه يطلق عليه هذا الاسم وهو الأقوى.
    قوله سبحانه :
    (فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا) يدل على أنه لا يلزمه أن ينوي التتابع في الصوم بل يكفيه نية الصوم لأنه لم يذكر إيجاب النية للتعيين والآية دالة أيضا على أن المكفر في الصوم إذا وطئ زوجته التي ظاهر منها في حال الصوم عامدا عليه كفارتان لأنه وطئ قبل الشهرين.
    قوله سبحانه :
    (فَإِطْعامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً) يدل على أنه لا يجوز أن يدفع ستين مسكينا إلى مسكين واحد لا في يوم واحد ولا في يومين ويدل على أنه إذا أعطى كفارته لمن ظاهره الفقر ثم بان أنه غني يكون مجزيا.
    قوله سبحانه في كفارة اليمين (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ) فاعتبر العدد فلا يجوز الإخلال به كما لا يجوز الإخلال بالإطعام فمن كسا مسكينا واحدا أو أطعمه عشر مرات لا يجزيه والآية دالة على أن المرأة يجوز لها أن تعطي الكفارة لزوجها إن كان فقيرا لأنه مسكين ولم يفصل.
    قوله سبحانه :
    (أَوْ كِسْوَتُهُمْ) دال على أن أقل ما يجزي من الكسوة ثوبان وإن أعطى مثل قلنسوة أو خف لم يجزه.

    قوله سبحانه :
    (مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ) فإنه تعالى أوجب من أوسط ما نطعم أهلنا دون ما يطعمه أهل البلد كما قال الشافعي.
    قوله سبحانه :
    (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ) دال على أن من أعطى مسكينا من كفارته أو إطعاما له أو فطرته ليس بمحظور أن يشتريه منه إلا أنه مكروه لأنه لم يفصل.
    قوله سبحانه :
    (فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) لا يخلو المراد بالخير أن يكون المال والصناعة وحسن المكسب أو الدين والإيمان ولا يجوز أن يراد بذلك المال ولا الكسب لأنه لا يسمي الكافر والمرتد الموسرين خيرين ولا أن فيهما خيرا وسمى ذا الدين والإيمان خيرا وإن لم يكن موسرا ولا مكتسبا ودال على أنه لا يصح مكاتبة الصبي حتى يبلغ لأن الخير المراد به الإيمان.
    فصل
    قوله تعالى : (وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ) وقد أمر بالتسمية فثبت أنه واجب ويدل أيضا على أن الصيد لا يصح إلا بالكلاب المعلمة دون الجوارح كلها لأنه نص صريح على أنه لا يقوم مقام الكلاب في هذا الحكم غيرها ولفظة مكلبين يخص الكلاب وقال صاحب الجمهرة المكلب هو صاحب الكلاب والجوارح غير الكلب إذا صار صيدا فقتله وفيه دلالة على أن الكلب إذا تتابع أكل الصيد لا يكون ممسكا له على صاحبه بل ممسكا له على نفسه فلا يحل أكله وفيه أيضا دلالة على من أرسل كلبه المعلم بالتسمية على صيد بعينه فصاد غيره حل أكله لأنه لم يفصل وفيه أيضا دلالة على أن الجارح غير الكلب والبازي والفهد ونحوها إذا صاد صيدا فقتله فقد حله الموت وكل حيوان حله الموت فهو ميتة.
    قوله سبحانه :
    (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ

    حُرُماً) ظاهر الآية يقتضي أن جميع صيد البحر حلال وكذلك صيد البر إلا على المحرم خاصة ويدخل فيه أكل الثعلب والأرنب والضب والجري والمارماهي والزمار وكل ما لا فلس له من السمك الجواب أن الصيد مصدر صدت وهو يجري مجرى الاصطياد وإنما يسمى الوحش وهو ما جرى مجراه صيدا مجازا وإلا هو على وجه الحذف لأنه محل الاصطياد فسمي باسمه وإذا كان كلامنا في تحريم لحم الصيد فلا دلالة في إباحة الصيد لأن الصيد غير مصيد ولفظة الطعام في قوله (وَطَعامُهُ مَتاعاً لَكُمْ) إن سلمنا أنه يرجع إلى لحوم ما يخرج من حيوان البحر لكان لنا أن نقول الطعام إنما يطلق على الحلال ولا يطلق على الحرام.
    قوله سبحانه :
    (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ) (وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ) فقوله (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ) خطاب للمؤمنين وهذا التحليل عام لجميع الخلق وإن خص به المؤمنين لأن ما حلل الله للمؤمنين فهو حلال لجميع المكلفين وما حرم عليهم حرام على الجميع والآية فيها دلالة على وجوب التسمية على الذبيحة لأن الظاهر يقتضي أن ما لا يسمى عليه لا يجوز أكله بدلالة قوله (إِنْ كُنْتُمْ بِآياتِهِ مُؤْمِنِينَ) وسمي ما لم يذكر اسم الله شركا وفسقا وهذا نص جلي أن ذبائحهم حرام واليهود والنصارى لا يذكرون اسم الله لأنهم غير عارفين وإن ذكروا فلا يعتقدون وجوبه وكيف وثقتم باليهود وهم لا يأكلون ذبائحكم وقال تعالى (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا).
    قوله سبحانه :
    (وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ) يجب تخصيص هذا الظاهر على نجاستهم فتحمل الآية على غير الذبائح والمائعات على أن في طعام أهل الكتاب ما فيه خمر ولحم خنزير فلا بد من إخراجه من هذا الظاهر وقوله (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) يدل على أن كل طعام عالجه الكفار فهو حرام ولفظ الطعام إذا أطلق انصرف إلى الحنطة وذكر المحاملي في كتابه الأوسط في الخلاف أن أبا حنيفة والشافعي اختلفا فيمن وكل وكيلا على أن يبتاع له طعاما فقال الشافعي لا يجوز أن يبتاع إلا الحنطة وقال أبو حنيفة ودقيقها أيضا ذكره الأقطع في شرح القدوري ثم قال والأصل في ذلك أن الطعام المطلق اسم للحنطة ودقيقها.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 4:59 pm

    (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ) دال على أن من استقبل القبلة عند الذبح مع الإمكان يكون مذكيا بالاتفاق ومن خالف ذلك فلا يكون مذكيا ودال على أن الطافي ميتة وليس بصيد وَفِي سُنَنِ السِّجِسْتَانِيِّ وَالْقَزْوِينِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ عَنِ النَّبِيِّ ص قَالَ مَا أَلْقَى الْبَحْرُ أَوْ جَزَرَ عَنْهُ فَكُلُوهُ وَمَا مَاتَ فِيهِ فَطَفَا فَلَا تَأْكُلُوهُ.
    قوله سبحانه :
    (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) دال على أن القرد نجس لأنه من المسوخ وكذلك كل مسخ.
    قوله سبحانه :
    (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوها وَزِينَةً) لا يمنع أن يكون لغير ذلك من الأكل وغيره يؤكده قوله (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ) الآية.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ) الآيات فيها دلالة على أنه يجوز ركوبها والانتفاع بلبنها لقوله (لَكُمْ فِيها مَنافِعُ).
    قوله سبحانه :
    (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ) فيه دليل على أن الأكل من الأضحية المسنونة والهدايا المسنونة مستحب غير واجب لأنه أخبر أنها لنا وما كان لنا كنا مخيرين.
    قوله سبحانه :
    (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) دال على أنه يستحب أن يقسم الأضحية ثلاثة أقسام
    فصل
    قوله تعالى : (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً) قد استدل قوم بهذه الآية على تحليل النبيذ بأن قالوا امتن الله علينا وعدده من جملة نعمه علينا إذ خلق لنا الثمار التي تتخذ منها السكر والرزق الحسن وهو تعالى لا يمتن بما هو محرم وهذا دلالة فيه لأمور أحدها أنه خلاف ما عليه المفسرون لأنهم قالوا ما

    حرم ليس بالشراب وقال الشعبي منهم أنه أراد ما حل طعمه من شراب وغيره والثاني لو أراد بذلك تحليل السكر لما كان لقوله (وَرِزْقاً حَسَناً) معنى لأن ما أباحه وأحله فهو أيضا رزق حسن فلم فرق بينه وبين الرزق الحسن والكل شيء واحد وإنما الوجه فيه أنه خلق هذه الثمار لينتفعوا بها فاتخذتم أنتم منها ما هو محرم عليكم وتركتم ما هو رزق حسن وأما وجه المنة فبالأمرين ثابت معا لأن ما أباحه وأحله فالمنة به ظاهرة التعجيل الانتفاع به وما حرمه فوجه المنة أيضا ظاهر لأنه إذا حرم علينا وأوجب الامتناع ضمن في مقابلته الثواب الذي هو أعظم النعم فهو نعمة على كل حال والثالث أن السكر إذا كان مشتركا بين المسكر وبين الطعم وجب أن يتوقف فيه ولا يحمل على أحدهما إلا بدليل وهذا مجمع عليه وما ذكروه ليس عليه دليل.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) إنما نهوا عن التعرض للسكر مع أن عليهم صلاة يجب أن يؤدوها في حال الصحو وقيل إنه قد يكون سكران من غير أن يخرج من نقص العقل إلى ما لا يحتمل الأمر والنهي وقال الجبائي النهي أنما دل عليهم أن يعيدوها إن صلاها في حال السكر.
    قوله سبحانه :
    (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ) هذه الآية تدل على تحريم الخمر والقمار لأنه ذكر فيهما إثما وقد حرم الله الإثم بقوله (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ) على أنه وصفهما بأن فيهما إثما كبيرا والإثم الكبير يحرم بلا خلاف وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَابْنُ مَسْعُودٍ وَالْحَسَنُ وَقَتَادَةُ وَابْنُ سِيرِينَ الْمَيْسِرُ هُوَ الْقِمَارُ كُلُّهُ. وَرَوَى الثَّعْلَبِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ أَنَّ عَلِيّاً ع قَالَ فِي النَّرْدِ وَالشِّطْرَنْجِ هِيَ الْمَيْسِرُ. وهو الظاهر في رواياتنا وَرَوَى أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع مَرَّ بِقَوْمٍ يَلْعَبُونَ بِالشِّطْرَنْجِ فَقَرَأَ (ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُونَ) فَشَبَّهَهُ ع بِالْأَصْنَامِ الْمَعْبُودَةِ. وَرَوَى عَنْهُ ع أَنَّهُ قَالَ اللَّاعِبُ بِالشِّطْرَنْجِ أَكْذَبُ خَلْقِ اللهِ يَقُولُ مَاتَ وَمَا مَاتَ يَعْنِي قَوْلَهُمْ شَاهٌ مَاتَ. وفي الآية دلالة على تحريم هذه الأشياء الأربعة من أربعة أوجه أحدها أنه وصفها بأنها رجس وهي النجس والنجس محرم ونسبتها إلى عمل الشيطان لكونه محرما وأمرنا باجتنابه

    والأمر يقتضي الإيجاب وجعل الفور والصلاح باجتنابه والهاء في قوله (فَاجْتَنِبُوهُ) راجعة إلى عمل الشيطان وتقديره اجتنبوا عمل الشيطان.
    قوله سبحانه :
    (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) دال على أن عقد المسابقة جائز لأنه من العقود وَقَدْ أَجْمَعُوا عَلَى قَوْلِهِ ع لَا سَبَقَ إِلَّا فِي نَصْلٍ أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ.
    قوله سبحانه :
    (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ) رَوَى أَبُو عُبَيْدٍ الْقَاسِمُ بْنُ سَلَّامٍ فِي كِتَابِ الْأَشْرِبَةِ وَأَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي الْمُسْنَدِ وَالسَّاجِيُّ فِي اخْتِلَافِ الْفُقَهَاءِ عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ص أَنَّ قَوْماً مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ لَنَا شَرَاباً نَتَّخِذُهُ مِنَ الْقَمْحِ وَالشَّعِيرِ فَقَالَ ع الْغُبَيْرَاءُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ لَا تَطْعَمُوهَا وَسَأَلُوهُ ثَانِياً وَثَالِثاً فَقَالَ ع لَا تَطْعَمُوهَا قَالُوا فَإِنَّهُمْ لَا يَدَعُونَهَا فَقَالَ ع مَنْ لَمْ يَتْرُكْهَا فَاضْرِبُوا عُنُقَهُ. وفي رواية الأسكركة والإسفنط قال زيد بن أسلم الأسكركة هو الفقاع وَرَوَى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ عَنْ ضَمْرَةَ أَنَّهُ قَالَ الْغُبَيْرَاءُ الَّتِي نَهَى النَّبِيُّ ص عَنْهَا الْفُقَّاعُ. قال ابن الرومي:
    اسقني الأسكركة الإسفنط في جعضلفونه
    واطرح الفنجن فيه يا خليلي بعضونه

    يؤكد ذلك إجماع الإمامية ووافقنا في ذلك من كبارهم مثل مالك بن أنس ويزيد بن هارون وقال مالك إنه يلحقه ما به يحرم العصير بعد تحليله ولأجله سمي خمرا وهو الغليان ألا ترى أن العصير في الحال حلال ويحرم إذا غلى وسمي خمرا سواء أسكر أو لم يسكر وخلط بغيره أو شرب مفردا والثاني ضراوة الإناء لمستعمل فيه والثالث من قبل الأفاويه التي يلقى فيه كالداذي يلقى في عصير التمر ليزيد في غليانه والرابع أنه من خليطين من الأقوات فإنه إذا عمل من الشعير تجافى بالتمر وقال غيره لا بد من ذلك أو خلطه بدقيق السميد ليشتد ويزيد قفره عند خروجه من كيزانه وإن بيعه مجهول وبيع المجهول حرام.
    قوله سبحانه :
    (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُواً أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) وقوله (الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً) يدلان على تحريم اللهو واللعب لأن الله تعالى قد ذم من أتى بهما ووعد عليهما العقاب

    والذم والعقاب لا يكونان إلا على ترك الواجب أو فعل القبيح والسماع اللهو واللعب والدليل على أن اللهو هو السماع ما أجمع المفسرون على أنه نزل قوله (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ) عند وصول الميرة من الشام فضربوا الطبول وقوله تعالى : (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) وقوله (وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) يفسرونهما على الغناء ويستدلون بهما على تحريم السماع يؤكد ذلك إجماع أهل البيت.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً) استدل يزيد بن هارون على تحريم أكل الطين بهذه الآية وقال إنما قال (مِمَّا فِي الْأَرْضِ) ولم يقل كلوا من الأرض وفيه خلل
    فصل
    قوله تعالى : (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ) وقوله (إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةً عَنْ تَراضٍ مِنْكُمْ) يدلان على جواز بيع الأعيان الغائبة إذا علمت وجواز بيع الأعمى وشرائه ويدخل فيه أيضا المبيع إذا استثني منه شيء معين كالشاة إلا جلدها أو الشجر إلا شجرة الفلانية ويدلان على أنه إذا فرق بين الصغير وبين أمه لم يبطل البيع والأصل جوازه وبطلانه يحتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) عام في جميع الأحكام وَقَوْلُهُ ع الْإِسْلَامُ يَعْلُو وَلَا يُعْلَى عَلَيْهِ. فإذا لا يجوز شراء الكافر عبدا مسلما ويدل على أنه لا يجوز توكيل الكافر على المؤمن.
    قوله سبحانه :
    (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) معلوم أنه تعالى إنما أراد لا يستوي في الأحكام والظاهر يقتضي العموم إلا ما أخرجه دليل قاطع وقوله (أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ) تخصيص أحد الجملتين وذلك يقتضي تخصيص الأخرى وإن

    كانت متعقبة.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً) وقوله (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) وجه تحريم الربا هو المصلحة التي علمه الله تعالى وقيل فيه وجوه على وجه التقريب منها للفصل بينه وبين البيع ومنها أنه مثل العدل يدعو إليه ويخص عليه ومنها أنه يدعو إلى مكارم الأخلاق بالإقراض وإنظار المعسر وهذا الوجه روي عن الصادق ع واستدل البلخي بما بعد هذه الآية وهي قوله (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) إن آكلي الربا فساق والإجماع حاصل على أن الربا كبيرة فلا يحتاج إلى هذا التعسف وظاهر الآية يدخل الوالد وولده والزوج وزوجته إلا أن إجماع الإمامية ينافيه ثم إن الربا حكم شرعي جاز أن يثبت في موضوع دون آخر كما يثبت في جنس دون جنس وعلى وجه دون وجه وإذا دلت الدلالة على تخصيص هؤلاء وجب القول بموجب الدليل ومما يمكن أن يعارض من ظاهر الكتاب قوله (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ) ومعنى الإحسان ثابت فيمن أخذ من غيره درهما بدرهمين لأن من أعطى الكثير بالقليل وقصد به إلى نفعه فهو محسن إليه وإنما أخرجنا الوالد وولده والزوج وزوجته بدليل قاهر تركنا له الظاهر.
    قوله سبحانه :
    (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) يدل على أنه لا ينفسخ الإجارة بالبيع لأنه عقد فوجب الوفاء به ويدل أيضا على من آجر غيره أرضا ليزرع فيها طعاما صح العقد ولم يجز له أن يزرع غيره.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) يدل على أن المتعاقدين على النصرة أو المدافعة أو الوراثة أو العقل صحت لأنهما قد عاقدا فيجب أن يؤتيا نصيبه.
    قوله سبحانه :
    (فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) شرط القبض ولم يشترط الاستدامة وهذه الآية تدل على جواز رهن المشاع لقوله (فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) ولم يفصل.

    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) دال على أن الإعسار إذا ثبت لم يجز للحاكم حبسه ووجب عليه المنع من مطالبته.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ) وقوله (وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) اشتراط الرشد ومن كان فاسقا في دينه كان موصوفا بالغي ومن وصف بذلك لم يوصف بالرشد لتنافي الصفتين.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ) يدل على أن المبذر يحجر عليه.
    قوله سبحانه :
    (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) دال على أن الصلح جائز بين المسلمين ما لم يؤد إلى تحليل حرام أو تحريم حلال.
    قوله سبحانه :
    (وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) فيها دلالة على أنه يصح ضمان مال الجعالة بشرط أن يفعل ما يستحق به.
    قوله سبحانه :
    (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) نص صريح بأن الوصية للوارث جائزة في المرض المتصل بالموت ولا تنسخ بآية الميراث لأنه لا تنافي بينهما ويمكن العمل بمقتضاهما وقولهم تخص الآية بالوالدين والأقربين إذا كانوا كفارا يفتقر إلى دليل لهم وَقَوْلُهُ لَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ. خبر واحد لا ينسخ القرآن ولو صح نحمله على أنه لا وصية لوارث فيما زاد على الثلث ومن قال إن الوصية ليست فرضا لا يمنع من كونها ندبا ثم إن هذا إحسان إلى أقاربه وقد ندب الله إلى كل إحسان عقلا وسمعا ولم يخص بعيدا من قريب

    ولا فرق بين أن يعطيهم في حياته من ماله وفي مرضه وبين أن يوصي بذلك بأنه إحسان إليهم وفعل مندوب إليه وأيضا قوله (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِها أَوْ دَيْنٍ) وهذا عام في الأقارب والأجانب.
    قوله سبحانه :
    (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَداءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلى أَنْفُسِكُمْ) والشهادة على النفس هي الإقرار ولم يفصل وعلى من ادعى التخصيص فعليه الدليل.
    قوله سبحانه :
    (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) يدل على أن من قال على مال كثير كان إقراره بثمانين لأن المواطن الكثيرة كانت ثمانين موطنا.
    قوله سبحانه :
    (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ) دليل على أن من أوصى بجزء من ماله أنه السبع.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ) يدل على أن من وصى بسهم من ماله أنه الثمن.
    قوله سبحانه :
    (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) فيه دلالة على أن من قال أعتقوا عني كل عبد قديم في ملكي أن يعتقوا ما في ملكه من ستة أشهر.
    قوله سبحانه :
    (تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ) يدل على أن من نذر أنه يصوم جنبا فعليه أن يصوم ستة أشهر.
    فصل
    قوله تعالى : (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي وَكانَتِ امْرَأَتِي عاقِراً فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) استدل المخالف بها على أن البنت لا تحوز المال دون بني العم والعصبة لأن زكريا طلب وليا يمنع مواليه ولم يطلب

    وليه وهذا ليس بشيء لأن زكريا إنما طلب وليا لأن من طباع البشر الرغبة في الذكور دون الإناث من الأولاد فلذلك طلب الذكر على أنه قيل إن لفظة ولي تقع على الذكر والأنثى فلا نسلم أنه طلب الذكر بل الذي اقتضى الظاهر أنه طلب ولدا سواء كان ذكرا أو أنثى.
    قوله سبحانه :
    (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) عام في ذوي أرحام الميت من الرجال والنساء من قبل أبيه ومن قبل أمه جميعا فلا يرث مع الوالدين ولا أحدهما سوى الولد والزوج وإن الميت إذا خلف والديه وبنته أن للبنت النصف وللأبوين السدسان وما يبقى يرد عليهم على حساب سهامهم.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ) أوجب للبنت النصف كملا مع الأبوين فضلا من العم وأوجب لها النصف مع العم كقوله (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ) وذلك أنه إذا كان الأقرب أولى من الأبعد كانت البنت مستحقة للنصف مع العم كما يستحقه مع الأبوين بنص التلاوة فنظرنا في النصف الآخر ومن أولى به أهي أم العم فإذا هي أقرب لأن العم يتقرب بجده والجد يتقرب إلى الميت بابنه والبنت تتقرب بنفسها فوجب رد النصف الباقي عليها بمفهوم آية ذوي الأرحام وورث النبي ص ابنة حمزة جميع تركة أبيها دون العباس وبني أخيه عقيل وجعفر وعلي ولم يرث هو أيضا فدل على أن البنت أحق بالميراث كله من العم والأخ وابن الأخ.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَواهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ) وهذا نص على أن الأبوين إذا كان معهما زوج أو زوجة فللأم الثلث من أصل التركة والباقي بعد سهم الزوج أو الزوجة للأب لأنه لا يفهم من إيجاب الثلث لها إلا من الأصل كما لا يفهم من إيجاب النصف للبنت أو الزوج مع عدم الولد إلا ذلك.
    قوله سبحانه :
    (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ) يدل على

    أنه لا يجوز إعطاء الأخت النصف مع البنت.
    قوله سبحانه :
    (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) إلى قوله (وَحَلائِلُ أَبْنائِكُمُ) وقوله (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَ) إلى قوله (أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَ) دال على أنه يقع اسم الولد على ولد الولد لغة وشرعا وقد أجمع المسلمون على أن عيسى من ولد آدم وهو ولد ابنته وقال تعالى (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) إلى قوله (وَعِيسى وَإِلْياسَ) جعل عيسى من ذريته وهو ينسب إليه من الأم وَقَالَ النَّبِيُّ ص الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ابْنَايَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا. وهما المعنيان بالإجماع في قوله (نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ).
    قوله سبحانه :
    (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً) والنصيب المفروض ما لا يزاد فيه ولا ينقص منه إلا باعتداء وقد فرض الله للنساء في كل قليل وكثير كما فرض للرجال ولم يقل ما بقي فللرجال دون النساء وإن جاز لقائل أن يقول ليس للنساء نصيب جاز لآخر أن يقول ليس للرجال نصيب وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمَالُ لِلْأَقْرَبِ وَالْعَصَبَةُ فِي فِيهِ التُّرَابُ.
    قوله سبحانه :
    (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً) ومن قضاء الجاهلية أن يورث الرجال دون النساء لأنهم ورثوا العم ومنعوا العمة كما ورثوا الأعمام وتركوا الأخوال فاضطروا إلى العول قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِنَّ الَّذِي عَلِمَ عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ لَمْ يَعْلَمْ أَنْ لَا يَكُونُ فِي مَالٍ نِصْفٌ وَنِصْفٌ وَثُلُثٌ. قال الفضل بن شاذان أوجبوا أن الله تعالى فرض المحال المتناقض مثل ما زعموا في أبوين وابنتين وزوج فقالوا للأبوين السدسان وللابنتين الثلثان وللزوج الربع فأوجبوا في مال ثلثين وسدسين وربعا وهذا محال وقالوا في الأختين من الأم الثلثان اثنان من يمينه وإنما هو ربع ونحو ذلك كثير ذكره الفضل في الفرائض الكبير
    فصل
    قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) الآية فيه دليل على أن المهادن إذا زنى أقيم عليه الحد لأنه لم يفصل وإن شرب الخمر حد لِقَوْلِهِ ع مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ. ولم يفرق

    ودليل على أن الحاكم إذا تكلم عنده شهود الزناء ثم ماتوا وغابوا يقيم الحد على المشهود عليه.
    قوله سبحانه :
    (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) وقوله (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) وقوله (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) وقوله (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ) وقوله (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) دالة على أنه إذا اجتمع على نفس حدان وقطعان وقتل فإنه يستوفى منه الحدود كلها ثم يقتل لأنه تعالى لم يفصل ومن ادعى تداخلها فعليه الدليل ودالة على أن من يفعل ما يجب عليه الحد في أرض العدو من المسلمين وجب عليه الحد إلا أنه لا يقام عليه إلى أن يرجع إلى دار الإسلام ودالة على أن من علمه الإمام أو الحاكم من قتله زانيا أو سارقا قبل القضاء وبعده وجب عليه أن يقضي فيه بما أوجبته الآية من إقامة الحدود إجازة في الأموال ولم يجزه أحد في الحدود دون الأموال.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ) وقوله (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ) إلى قوله (سَبِيلاً) يدلان على أن من عقد على ذات محرم أو رضاع ونحو ذلك يقتل.
    قوله سبحانه :
    (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ) دال على أن المريض المأيوس منه إذا زنى وهو يكر يضرب كما ضرب أيوب ع.
    قوله سبحانه :
    (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) الظاهر يقتضي أن القطع أنما وجب بالسرقة المخصوصة وإذا اشترك اثنان في سرقة شيء قطعوا كلهم ويقتضي قطع كل سارق لأنه على عمومه إلا ما أخرجه الدليل وَهُوَ قَوْلُ النَّبِيِّ ص لَا قَطْعَ إِلَّا فِي رُبُعِ دِينَارٍ. ويدل على أن النباش سارق لأن السارق هو أخذ الشيء مستخفيا قوله (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ) ثم إن اسم السارق اسم عام منه النقاب والفشاش والطرار والنباش من ذلك ويدل على أنه يجب عليه العزم والقطع معا لأنه لم يفصل ومن ادعى سقوط

    العزم فعليه الدلالة.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ إِلى أَهْلِها) فيه دليل على أنه إذا دخل مسلم دار الحرب بأمان فسرق منهم شيئا أو استقرض وعاد إلى الإسلام كان عليه رده لأنه دخل بأمان واستحلال مال الغير يحتاج إلى دليل.
    قوله سبحانه :
    (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى) فيها دلالة على أن من غصب شيئا مثل الحبوب والأدهان وجب عليه رده بعينه فإن أتلف فعليه رد مثله.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ) الآية هم قطاع الطريق لأن في سياق الآية (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ) أخبر أن العقوبة تسقط بالتوبة قبل القدرة عليها فلو كان المراد بها أهل الذمة أو أهل الردة كانت التوبة منهم قبل القدرة وبعد القدرة ودال على أن المحارب إذا وجب عليه حد من حدود الله ثم تاب قبل أن يقام عليه الحد سقطت وإن تاب بعد القدرة لا يسقط بلا خلاف وما يجب عليه من حدود الآدميين فلا يسقط ودال على أنه يعم الرجال والنساء.
    قوله سبحانه :
    (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ) يدل على أن السارق يقطع يده من أصول الأصابع فيبقى له الراحة والإبهام وفي الرجل يقطع من صدر القدم ويبقى له العقب واسم اليد يقع على هذا العضو من أوله إلى آخره يقال لمن عالج شيئا بأصابعه إنه فعل بيده وآية الطهارة تتضمن إلى المرافق ولما أمر الله بقطع يد السارق ولم ينضم إلى ذلك بيان مقطوع عليه في موضع القطع وجب الاقتصار على أقل ما يتناوله اسم اليد لأن القطع والإتلاف محظور عقلا فإذا أمر الله تعالى به ولا بيان وجب الاقتصار على أقل ما يتناوله الاسم مما وقع الخلاف فيه وهو ما حكم به علي ع.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ

    جَلْدَةً) لم يفصل بين العبد وغيره ودال على أنه إذا تكامل شهود الزناء ثبت الحكم سواء شهدوا في مجلس واحد أو في مجالس ودال على أنه إذا لم يشهدوا أربعة على المشهود عليه بالزناء لم يثبت ودال على أنه إذا شهد اثنان أنه زنى بالبصرة واثنان أنه زنى بالكوفة فلا حد على المشهود لاختلاف شهادتهم ودال على أنه إذا تكامل شهود الزناء يحكم به سواء كان تقادم أو لم يتقادم لأنه لم يفرق بين الفور والتراخي
    فصل
    قوله تعالى : (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) المراد هاهنا الجنس لا العدد فكأنه قال تعالى إن جنس النفس تؤخذ بجنس النفوس وكذلك جنس الأحرار والواحد والجماعة يدخلون في ذلك ثم إن القتل نقض البنية وإبطال الحياة سواء كان هذا من واحد أو اثنين أو جماعة ولا خلاف أن الواحد إذا قتل جماعة لم يكاف دمه دماءهم حتى يكتفى بقتله عن جماعتهم فيجب في الجماعة إذا قتلت واحدا منهم مثل هذا الاعتبار حتى يكونوا متى قتلوا عادوا أولياء الباقين الدية المأخوذة من قاتل الجماعة بالواحد لأن دم الواحد لا يكافي دم الجماعة والآية دالة على أن من قتل مسلما في دار الحرب متعمدا لقتله مع العلم بكونه مؤمنا وجب عليه القود ويدل عليه أيضا قوله (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً).
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ) إلزام دية قتل الخطإ ليس هو مؤاخذة البريء بالسقيم لأن ذلك ليس بعقوبة بل هو حكم شرعي تابع للمصلحة ولو خلينا والعقل ما أوجبناه وقيل إن ذلك على وجه المواساة والمعاونة وقيل لكي ينصح الأقرباء بعضهم بعضا وقيل لاستحقاق المواريث والآية دالة على أن الكفارة لا تجب بالأسباب مثل من حفر بئرا أو نصب سكينا أو وضع حجرا سواء كانت في ملكه أو في غير ملكه لأن القاتل هو من باشر القتل والأصل براءة الذمة ومن أوجب الكفارة فعليه الدلالة ودالة على أن من قتل أسيرا في أيدي الكفار وهو مؤمن وجبت فيه الدية والكفارة سواء قصده أو لم يقصده ودالة على أن من قتل عبدا عمدا كان أو خطأ يجب عليه الكفارة لأنه لم يفصل في قوله (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ).

    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) يدل على أن من قتل عامدا على أي وجه كان يقتص لأنه لم يفصل بين أن يكون القتل بمحدد أو غيره ويدل على أنه إذا كان ولي المقتول جماعة فعفا أحدهم لم يسقط حق الباقين من القصاص لأنه ولي ويدل على أن من ضرب بما يقصد بمثله القتل غالبا ففيه القود ويدل على أنه إذا كان أولياء المقتول جماعة جاز لواحد منهم أن يستوفي القصاص وإن لم يحضر شركاؤه بشرط أن يضمن لمن يحضر نصيبه من الدية لكي لا يبطل حق الغير ويدل على أنه إذا وجب القصاص لاثنين فعفا أحدهما عن القصاص سقط حقه ولم يسقط حق الآخر ويدل على أنه يقتل الجماعة بالواحد بشرط أن يؤدي ولي الدم إلى ورثتهم الفاضل عن دية صاحبه ويدل على أن المرتد إذا أتلف نفسا أو مالا يطالب بهما سواء كان في منعه أو لا يكون ويدل على أن من قتل رجلا زعم أنه مرتد أو ذمي أو عبد فعليه القود لأنه لم يفصل فيها ويدل على أنه إذا قتل مرتدا نصرانيا له ذمة يؤدي جزيته فإن رجع إلى الإسلام فإنه يقاد به ويدل على أنه إذا قطع يد مسلم فارتد المقطوع ثم عاد إلى الإسلام ثم مات كان عليه القود لأنه لم يفصل.
    قوله سبحانه :
    (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) فيه دليل على أنه لا يقتل المسلم بالكافر وَقَوْلُهُ ع لَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بِكَافِرٍ وَلَا ذُو عَهْدٍ فِي عَهْدِهِ.
    قوله سبحانه :
    (الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثى بِالْأُنْثى) يدل على أنه يقتل الحر بالحر إذا رد أولياؤها فاضل الدية ويدل أيضا على أن الذكر لا يقتل بالأنثى ويدل أيضا على أن الحر لا يقتل بالعبد.
    قوله سبحانه :
    (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) استدل بها على أن الاثنين وما زاد عليهما من العدد إذا قتلوا واحدا قتلوا به أجمعين بشرط التكافي في الدماء وأن يكون جناية

    كل واحد منهم أو انفردوا وأن يرد إلى أوليائها فضل الدية لأن معنى الآية أن القاتل إذا علم أنه إذا قتل قتل كف القتل وكان داعيا إلى حياته وحياة من هم بقتله فلو ترك القود في حال الاشتراك سقط هذا المعنى المقصود ويستدل أيضا في قتل الجماعة بواحد بقوله (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) والواحد والجماعة فيه سواء لأن الكل متعد وأيضا لفظة من يعم الواحد والجميع ويدل أيضا عليه قوله (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) ومن قتله ألف أو واحد فقد قتل مظلوما فيكون لوليه سلطانا.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَ) ... (دِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ) دال على أنه لا تجب الكفارة بقتل الذمي والمعاهد لأن الضمير في كان راجع إلى المؤمن الذي تقدم ذكره فكأنه قال وإن كان المؤمن من قوم بينكم وبينه ميثاق (فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ) بأن يكون نازلا بينهم أو أسيرا في أيديهم أو أسلم عندهم والآية دالة على أن من قتل مؤمنا في دار الحرب وظن أنه كافر فلا دية عليه.
    قوله سبحانه :
    (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ) وقوله (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) يدلان على أن القاتل إذا بدل الدية ورضي بها ولي الدية جاز ذلك وسقط حقه من القصاص.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) وقوله (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً) يدلان على أن القاتل في غير الحرم إذا لجأ إليه لم يقتل بل يضيق عليه في المطعم والمشرب حتى يخرج فيقام عليه الحد لأنها عامة.
    قوله سبحانه :
    (وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ) يدل على جواز الاقتصاص وعلى أن الأطراف كالأنفس فكل نفسين جرى القصاص بينهما في الأنفس جرى بينهما في أطراف لأنه لم يفصل وعلى أنه يقطع ذكر الفحل بذكر الخصي وعلى أنه إذا اشترك جماعة في جرح يوجب

    القود على الواحد كقلع العين أو قطع اليد فعليهم القود لأنه لم يفصل في الآية ويدل على جميع ذلك أيضا قوله (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ).
    قوله سبحانه :
    (فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) دال على أنه إذا قطع إحدى اليدين إلى الكوع وجب بها نصف الدية.
    قوله سبحانه :
    (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) وقوله (وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ) يدلان على أنه إذا قطع المحارب يد رجل وقتله في المحاربة قطع ثم قتل لأن قوله (وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ) لم يفصل بين أن يكون أخذ المال أو لم يكن أخذ وهذا جرح ثم إن القصاص حق الآدمي والقتل في المحاربة حق الله تعالى ودخول أحد الحقين في الآخر يحتاج إلى دليل ويدلان أيضا على أن من قطع يد رجل ثم قتل آخر حكمه كذا.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) الآية دال على أن كل مرتكب للكبيرة إذا فعل به ما يستحقه قتل في الرابعة لأنه على عمومه وَالْخَبَرُ الْمَشْهُورُ أَصْحَابُ الْكَبَائِرِ يُقْتَلُونَ فِي الرَّابِعَةِ.
    فصل
    قوله تعالى : (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ) وقوله (وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ) (فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ) شرط الله العدالة في قبولها ولم يشرط سواها فيدخل في عموم هذا القول ذوو القرابات كلهم إلا ما أخرجه الدليل فتقبل شهادة الأعمى فيما لا يحتاج إلى المشاهدة ولا يناقض ذلك قوله (وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ) لأن الآية مجملة يتضمن ذكر ما يستوون فيه وادعاء العموم فيما لا يذكر غير صحيح وشهادة غريبين عدلين ويبحث إذا لم يعرف وهذا مما يرضى بهما.
    قوله سبحانه :
    (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) فيه دلالة على أن شهادة المختبي

    مقبولة لأنه علمه.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا) يدل على أنه يقبل شهادة اليهود على اليهود وشهادة النصارى على النصارى وإذا اختلف ملتهم لم يقبل لأن الله تعالى أمر بالتبيين والتثبيت في نبإ الفاسق والكافر فاسق وَقَوْلُهُ ص لَا تُقْبَلُ شَهَادَةُ أَهْلِ دِينٍ عَلَى غَيْرِ أَهْلِ دِينِهِمْ إِلَّا الْمُسْلِمِينَ فَإِنَّهُمْ عُدُولٌ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَعَلَى غَيْرِهِمْ.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ) الآية (4/ 24) فيه دلالة على أن القاذف إذا تاب وصلح قبلت توبته وزال فسقه لأن في سياق الآية (أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ. إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) لما اشتمل الخطاب على جمل معطوفة بعضها على بعض بالواو ثم يعقبها استثناء رجع الاستثناء إلى جميعها إذا كانت كل واحدة منها مما لو انفردت رجع الاستثناء إليها كقولك امرأتي طالق وعبدي حر إن شاء الله رجع الاستثناء إلى كل المذكور ولما قبل الله توبته كيف لا تقبل شهادته.
    قوله سبحانه :
    (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا) يدل على أنه إذا كذب نفسه وتاب لا تقبل شهادته حتى يظهر منه العمل الصالح لأنهما مقرونتان.
    قوله سبحانه :
    (وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ) لا يدل على أن الشهادة شرط في العقود لأنه أمر بالإشهاد بعد وقوع البيع فصح أنه محمول على الاستحباب دون الوجوب ثم إنه قال (وَإِنْ كُنْتُمْ عَلى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كاتِباً فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) بالبيع الذي أمرنا بالإشهاد عليه هو البيع الذي أمرنا بأخذ الرهن به عند عدم الشهادة فلو كانت واجبة ما تركها بالرهن ثم قال (فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمانَتَهُ) ولو كانت واجبا لما جاز تركه بالأمانة.
    قوله سبحانه :
    (وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا) يدل على أن من دعي إلى تحمل الشهادة وهو من أهلها فعليه الإجابة.

    قوله سبحانه :
    (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) فيها دلالة على أن من يتحمل الشهادة لزمه أداؤها متى طلبت منه.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) دال على أن الشاهد لا يعول على وجود خطه إلا بعد ذكره لها
    فصل
    قوله تعالى : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) يدل على أن الحاكم ينبغي أن يكون على الصفات التي اعتبرناها لأنه مخبر عن الله تعالى ونائب عن رسوله ص ولا شبهة في قبح حكم الجاهل وكذلك من حكم بالتقليد لم يقطع على الحكم بما أنزل الله.
    قوله سبحانه :
    (فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِ) وقوله (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) يدلان على أن الحاكم يحكم بعلمه في جميع الأحكام سواء كان من حقوق الله أو حقوق الخلق لأن من حكم بعلمه فقد حكم بالعدل والحق وحكمه بشهادة الشاهدين بغلبة ظنه وحكمه بعلمه باليقين واليقين أولى من غلبة الظن.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) يدل على أنه إذا قال الحاكم لحاكم آخر قد حكمت بكذا أو أمضيت كذا لا يحكم بقوله لأن إيجاب قوله يحتاج إلى دليل وليس عليه دليل ودال أيضا على أنه لا يجوز الحكم بكتاب قاض إلى قاض لأن الحكم بذلك اقتفاء بغير علم.
    قوله سبحانه :
    (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً) يستدل بها على أنه لا يجوز للحاكم أن

    يأخذ الأجرة على الحكم وصحة العموم الأخبار الواردة في تحريم الرشا وطريقه الاحتياط وإجماع الطائفة
    (باب الناسخ والمنسوخ)
    فصل
    قوله تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) قال ابن عباس نسخ بقوله قاتلوهم حتى يقولوا لا إله إلا الله أو يقبلوا الجزية وقال قتادة نسختها آية السيف والصحيح أنها ليست منسوخة وإنما أمر الله عزوجل بالقول الحسن في الدعاء إليه والاحتجاج عليه كما قال لنبيه ص (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وقال (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَسُبُّوا اللهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ) وليس الأمر بالقتال ناسخا لذلك لأن كل واحد منهما ثابت في موضعه.
    قوله سبحانه :
    (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) قال ابن عباس إنها منسوخة بقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) وقال قتادة والسدي والربيع نسخت بقوله (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ).
    قوله سبحانه :
    (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) قال ابن زيد وقتادة كان للمسلمين التوجه بوجوههم في الصلاة حيث شاءوا ثم نسخ ذلك بقوله (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ).
    قوله سبحانه :
    (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) قال السدي إنها منسوخة بفرض الزكاة وقال الحسن ليست منسوخة وهو الأقوى لأنه لا دليل على نسخها.
    قوله سبحانه :
    (قاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا) قال الحسن و

    ابن زيد والربيع والجبائي هي منسوخة بقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) وقوله (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ) وقال ابن عباس ومجاهد وعمر بن عبد العزيز إنها غير منسوخة وهو الأقوى لأنه لا دليل على كونها منسوخة.
    قوله سبحانه :
    (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) رُوِيَ عَنْ أَئِمَّتِنَا ع أَنَّ قَوْلَهُ (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) نَاسِخٌ لِقَوْلِهِ (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ) وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) نَاسِخٌ لِقَوْلِهِ (وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ وَدَعْ أَذاهُمْ).
    قوله سبحانه :
    (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) قال قتادة والجبائي إنها منسوخة بقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ).
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) قال الحسن وقتادة وابن زيد نسختها قوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) والصحيح أنها ليست بمنسوخة لأن قوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ) نزلت في سنة تسع عند مصالحة أهل نجران.
    قوله سبحانه :
    (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) قال بعضهم نسخت بقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ).
    قوله سبحانه :
    (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ) الآية قال أبو عبيد القاسم بن سلام نسخ قوله (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) وكذلك قوله (فَاعْفُ عَنْهُمْ) نسخ قوله (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ).
    قوله سبحانه :
    (وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ) قال السدي واجب على الكاتب في حال فراغه وقال مجاهد وعطاء غير واجب وقال الضحاك نسخها قوله (وَلا يُضَارَّ كاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ) وقوله (أَنْ يَكْتُبَ كَما عَلَّمَهُ اللهُ فَلْيَكْتُبْ).

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 5:00 pm

    (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) إلى قوله (حَكِيمٌ) قيل إن في الآية نسخا لأن التي لم يدخل بها لا عدة عليها لقوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ) إلى قوله (فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها) لأن الحامل عدتها وضع ما في بطنها لقوله (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) وهي عندنا أبعد الأجلين.
    قوله سبحانه :
    (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما) الآية زعم بكر بن عبد الله أنها منسوخة بقوله (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ) الآية وعند جميع المفسرين أنها غير منسوخة.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَ) ناسخة لقوله (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِيَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْراجٍ) وإن كانت مقدمة في التلاوة وقال ابن عباس والحسن وقتادة ومجاهد إنها منسوخة بآية الميراث وذلك باطل لأن آية الميراث لا تنافي الوصية فلا يجوز أن تكون ناسخة لها.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا) نسخ قوله (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ).
    قوله سبحانه :
    (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ) نسخ بقوله (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ) حرم المغفرة على الكافر ولم يؤيس المؤمن منها ما لم يغرغر.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) نسختها (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) الآية.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ) نسخ بقوله (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى)

    إلى قوله (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ) وخفف بركعات في آخر الليل.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ) نسخها بقوله (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) الآية.
    قوله سبحانه :
    (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) قال أبو عبيد القاسم بن سلام نسخت ما قبلها (فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ).
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً) نسخت بقوله (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ).
    قوله سبحانه :
    (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَ) الآية وقوله في المطلقات (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) نسخهما بقوله (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) الآية.
    قوله سبحانه :
    (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) قال إبراهيم والسدي منسوخة بفرض العشر ونصف العشر لأن الزكاة لا يخرج يوم الحصاد ولأن الآية مكية وفرض الزكاة نزل بالمدينة ولما روي أن الزكاة نسخ كل صدقة وقال الرماني هذا غلط لأن يوم حصاده ظرف لحقه وليس بظرف للإيتاء المأمور به.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ) وقوله (فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً) وقوله (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ) قال ابن عباس وإبراهيم وأبو علي هي منسوخة الحكم وقال الحسن وأكثر أهل العلم إنها غير منسوخة ولأنها لم ينسخ من سورة المائدة شيء لأنها آخر ما نزل وهو الذي يقتضيه مذهبنا.

    فصل
    قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ فِي الْقَتْلى الْحُرُّ بِالْحُرِّ) الآية يقال إنها منسوخة بقوله (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) وليس كما قالوا لأن الله تعالى إنما أخبرنا أنه أثبتها على اليهود قبلنا لا علينا وشريعتهم منسوخة بشريعتنا ثم إن هذه الآية ما تضمنه معمول عليه ولا تنافي بينه وبين قوله (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) لأن تلك عامة وهذه خاصة.
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) قال ابن عباس وطاوس وأبو علي إنها غير منسوخة وقال قتادة والربيع والسدي وابن زيد هي منسوخة بقوله (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع لأنهم ذهبوا إلى أنه يدخل فيه القيام بالقسط في حال الأمن والخوف.
    قوله سبحانه :
    (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) قال سعيد بن المسيب لما نزل قوله (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ) نسخ الأولى وبه قال أكثر الفقهاء والرماني وعن أبي جعفر ع أن الآية نزلت في أصحاب الرايات فأما غيرهن فإنه يجوز أن يتزوجها وإن كان الأفضل غيرها ويمنعها من الفجور.
    قوله سبحانه :
    (أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ ... أَوْ بُيُوتِ إِخْوانِكُمْ) إلى قوله (أَشْتاتاً) قال الجبائي منسوخة بقوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) وَبِقَوْلِ النَّبِيِّ ص لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلَّا مِنْ طِيبِ نَفْسِهِ. وَالَّذِي رُوِيَ عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ع لِأَنَّهُ لَا بَأْسَ بِالْأَكْلِ مِنْهَا وَلَا مِنْ بُيُوتِ مَنْ ذَكَرَهُ اللهُ تَعَالَى بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ قَدْرَ حَاجَتِهِمْ مِنْ غَيْرِ إِسْرَافٍ.
    قوله سبحانه :
    (قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ) لما نزلت هذه

    الآية اشتد على الصحابة فنزل (آمَنَ الرَّسُولُ) السورة.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّما أَمْرُهُمْ إِلَى اللهِ) قال الفراء والسدي معناه النهي عن قتالهم ثم نسخ بقوله (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ).
    قوله سبحانه :
    (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزارَها) قال ابن عباس والضحاك والفراء منسوخ بقوله (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى) وقال ابن عمر والحسن وعطاء وعمر بن عبد العزيز ليست بمنسوخة.
    قوله سبحانه :
    (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) قال ابن عباس والحسن وابن جبير وقتادة وعامر والضحاك نسخ ذلك بقوله (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ).
    قوله سبحانه :
    (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ) قال الحسن نسخ ذلك بقوله (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا) ... (أَشْتاتاً).
    قوله سبحانه :
    (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ) أجمع أهل التأويل على أنها نزلت في عصاة أهل الصلاة إلا ما حكى عن الربيع أنه قال إنها في المنافقين وهذا غلط لأن المنافقين كفار قوله (وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ) وقال الربيع أيضا إن الآية منسوخة بقوله (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) وهذا أيضا خطأ لأن النسخ لا يدل في الخبر الذي يجري هذا المجرى.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) كان الرجل إذا زنى في الجاهلية رسمه

    الإيذاء والمرأة إذا زنت حبست حتى ماتت قال الفراء نسخت هذه الآية الأولى يعني قوله (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ).
    قوله سبحانه :
    (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آياتِنا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ) ثم رخص للمؤمنين بقوله (وَما عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسابِهِمْ) بأن يجالسوهم إذا كانوا مظهرين للنكر عليهم غير خائفين منهم (وَلكِنْ ذِكْرى) أي ينهونهم إن ذلك يسوؤهم (لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ثم نسخ ذلك بقوله (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ اللهِ يُكْفَرُ بِها) إلى قوله (إِذاً مِثْلُهُمْ) وهذا قول السدي وابن جبير والبلخي وجعفر بن مبشر.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ) يقول فإذا غنمتم فأعطوا زوجها صداقها الذي كان ساق إليها من الغنيمة ثم نسخ هذا الحكم في براءة فنبذ إلى كل ذي عهد عهده.
    قوله سبحانه :
    (ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ) قال قتادة حكم الآية يختص بالنبي ص دون الخلفاء وقال الأوزاعي وابن المبارك وجماعة إنها عامة للمجاهدين وقال ابن زيد هذا حين كان المسلمون قليلين فلما كثروا نسخ بقوله (ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ) وهذا هو الأقوى لأن الجهاد من فروض الكفايات.
    قوله سبحانه :
    (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) قال قتادة ومجاهد والضحاك إنه منسوخ بوجوب الجهاد وقال الجبائي أمر بأن يصفح عنهم فيما كانوا يسفهون عليه من شتمه وسفاهتهم عليه.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ) الآية قال ابن زيد

    هذه الآية منسوخة بآية الجهاد.
    قوله سبحانه :
    (مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) قال ابن عباس إنها منسوخة بقوله (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) وهذا بعيد لأن النسخ لا يدخل في الخبر الذي يتضمن الوعد وإنما يجوز دخوله فيما طريقه الأحكام الشرعية التي يجوز تغيرها من حسن إلى قبيح.
    قوله سبحانه :
    (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) قالوا إنها منسوخة بآية المواريث وهذا خطأ وقد بينته فيما تقدم.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً) رَوَى الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَاشِمِيُّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ع أَنَّهُ مَنْسُوخٌ بِقَوْلِهِ (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ). الآية.
    قوله سبحانه :
    (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ) قال أبو يوسف والمزني إنها منسوخة وقد اجتمع الفقهاء كلهم على أن صلاة الخوف جائزة غير منسوخة ومن ادعى نسخ القرآن والإجماع والسنة فعليه الدلالة قال الطوسي النسخ في القرآن على ثلاثة أوجه ما نسخ حكمه دون لفظه كآية العدة بالحول في المتوفى عنها زوجها قوله (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ) وآية النجوى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ) فنسخه بقوله (أَأَشْفَقْتُمْ) وقوله (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ) الآية وآية تشديد القتال (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ) ثم نسخ بقوله (الْآنَ خَفَّفَ اللهُ عَنْكُمْ) وما نسخ لفظه دون حكمه كآية الرجم فإن وجوب الرجم على المحصن لا خلاف فيه والآية على قول بعض أصحابنا هي في سورة النور قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كُنَّا نَقْرَأُ فِي سُورَةِ النُّورِ الشَّيْخُ وَالشَّيْخَةُ إِذَا زَنَيَا فَارْجُمُوهُمَا الْبَتَّةَ فَإِنَّهُمَا قَضَيَا الشَّهْوَةَ جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللهِ وَاللهُ

    عَزِيزٌ حَكِيمٌ. وَرُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ قَالَ كُنَّا نَقْرَأُ لَا تَرْغَبُوا عَنْ آبَائِكُمْ فَإِنَّهُ كُفْرٌ لَكُمْ. وما نسخ لفظه وحكمه نَحْوُ مَا رَوَاهُ الْمُخَالِفُونَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ كَانَ فِيمَا أَنْزَلَهُ اللهُ أَنَّ عَشْرَ رَضَعَاتٍ يُحَرِّمْنَ فَنُسِخَ ذَلِكَ بِخَمْسٍ. وَرَوَى أَبُو مُوسَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْرَءُونَ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ إِلَى آخِرِهِ. وَرَوَى أَنَسٌ أَنَّ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ نَزَلَ قُرْآناً فِيهِمْ بَلِّغُوا عَنَّا قَوْمَنَا أَنَّا لَقِينَا رَبَّنَا فَرَضِيَ عَنَّا وَأَرْضَانَا.
    (باب مما جاء من طريق النحو)
    فصل
    قوله تعالى : (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) وقوله (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ) التأنيث والتذكير راجعان إلى النخل وهو يذكر ويؤنث أو إلى الشجر وهو يذكر ويؤنث وقوله (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) وفي موضع (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ. فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ) وقوله (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً) ثم قال (إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا) ثم وصفها فقال (إِنَّها بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ).
    قوله سبحانه :
    (بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ) وفي موضع (بَلْدَةً مَيْتاً) العرب تارة تخرج النعت على ظاهر الكلام وتارة على باطن معناه يعني المكان نظيره (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) وفي موضع (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ) أي السقف.
    قوله سبحانه :
    (فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا) وقوله (فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا) التأنيث راجع إلى المرأة والتذكير إلى لفظ الفرج وقيل التذكير راجع إلى جيب القميص.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ) وفي موضع (مِمَّا فِي بُطُونِها) التذكير راجع إلى لفظ نظيره لتستووا على ظهوره وقوله (ما يَفْتَحِ اللهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ) فالتأنيث راجع إلى الرحمة

    والتذكير إلى لفظ ما وقيل التذكير راجع إلى ظاهر لفظ الأنعام لأن النعم والأنعام بمعنى والتأنيث إلى معناه وهي جماعة كما قال (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى) ثم قال (ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ) التذكير راجع إلى لفظ ما وهو اسم مبهم لا يتبين فيه التذكير والتأنيث والواحد والجمع ولذلك سمي مبهما.
    قوله سبحانه :
    (ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) وفي موضع (كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) التذكير راجع إلى لفظ العذاب والتأنيث راجع إلى النار وقالوا التذكير راجع إلى فعل النار وهو الإحراق والتأنيث راجع إلى عين النار نظيره (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي) ويقال التذكير راجع إلى حقيقة النار ومعناها.
    قوله سبحانه :
    (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) وقوله (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً) وقوله (عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) وقوله (جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ) وقال (لِسُلَيْمانَ الرِّيحَ عاصِفَةً) وقوله (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) الريح يذكر ويؤنث مثل السكين والسبيل قوله (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي) وفي موضع (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) وقالوا ريح العذاب مذكر لأن المراد منه العذاب وريح الرحمة مؤنثة لأن المحصول منها الرحمة وهي مؤنثه ويقال التذكير راجع إلى لفظ الريح وهو مذكر قوله (جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ) بمنزلة حائض وحامل.
    قوله سبحانه :
    (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا وَمُحَرَّمٌ عَلى أَزْواجِنا) قال الفراء (خالِصَةٌ) راجعة إلى ما في بطون الأنعام من الأولاد ومحرم بلفظ التذكير راجع إلى ما يذكر كقوله (وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) فالتأنيث يرجع إلى الحجارة والتذكير إلى ما وقيل التأنيث راجع إلى جماعة الأنعام والتذكير إلى جمع الأنعام وكل ما ليس في ظاهر لفظه علم التأنيث يجوز تذكيره من جهة لفظه وتأنيثه من جهة معناه كقوله (فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بازِغَةً قالَ هذا رَبِّي هذا أَكْبَرُ) فالتأنيث راجع إلى معنى

    الشمس وهي مؤنثه والتذكير إلى لفظ الشمس وليس فيه علم التأنيث لكنها مصدر وهاء المصادر تتنوع في أبوابها تكون بمعنى الفاعل قال الشاعر:
    وردت سلاما كارها ثم أعرضت
    كما انجازت الأفعى مخافة ضارب.

    فلو لم يكن مصدرا لقال كارهة ويكون بمعنى المفعول يقال خذ ميسوره ودع معسوره أي يسره وعسره ويكون بمعنى الفاعل قوله (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) يعني بالطغيان (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) يعني البقاء (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) لم يقل ليست.
    قوله سبحانه :
    (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) نعت الدين فأضيف الدين إلى نعته نحو قول الحق (زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا) و (مَكْرَ السَّيِّئِ) و (الدَّارُ الْآخِرَةُ) والهاء لأجل رأس الآية كما يقول هذه داهية ومنكرة وفروقة وقيل بل هي نعت للملة كأنه قال دين الملة القيمة وسأل أبو بكر الأنباري المبرد ألف مسألة من نحو ذلك فقال ما كان هذا الباب فتذكيره على اللفظ محمول وتأنيثه على المعنى
    فصل
    قوله تعالى : في البقرة (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) وفي آل عمران (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) وكلاهما في قصة اليهود أما قوله (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) يعني ما دون العشرة شاهد ذلك قوله (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) وهي أيام النحر وقوله (أَيَّاماً مَعْدُودَةً) هي ما فوق العشرة وقد كانت اليهود اختلفوا في تعذيب الله إياهم فصاروا فرقتين قال قوم (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) وهي أربعين يوما الأيام التي عبدوا العجل فيها قوله (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) وقال قوم (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) وهي سبعة أيام من الأيام الآخرة قوله (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ).
    قوله سبحانه :
    (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) ولم يقل سنة والعدد إذا جاء بعد العشرة يوحد كما قال (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) وقال (اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) وأما قوله (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ) نزل أولا هذا القدر فسئل عنى بهذه الساعات أم الأيام أم الشهور أم السنين فميز الله تعالى ذلك وأنزل قوله (سِنِينَ) فخرج مخرج التمييز لا مخرج العدد و

    قيل ولم يقل سنة لأنها في المعنى مقدمة وإن كانت في اللفظ مؤخرة معناه ولبثوا في كهفهم سنين ثلاثمائة فجمعه على وجه التقديم والعدد إذا كان مقدما يجوز جمعه كما يقال أعطيت دراهم ثلاثمائة أو ستمائة وهي منصوبة لوقوع الفعل نظيره (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً).
    قوله سبحانه :
    (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) الكناية راجعة إلى معنى السورة وهو القرآن قوله (فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَياتٍ) ولم يقل مثلها وهذا كقوله (أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ) والآية هاهنا الكتاب اسم عام يدخل على القرآن والقرآن يدخل على السورة والسورة تدخل على الكلمة والكلمة تدخل على الحرف
    فصل
    قوله تعالى : (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْناها مِنَ الْغابِرِينَ) إنما قال من الغابرين لأن بقاءها كان مع الذكور وإذا اجتمع الذكور مع الإناث فالغلبة للذكور نظيره (إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئِينَ) وقوله (وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ) وقوله (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) وقوله (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ) وقيل إنه من وصف القوم الذين كانت المرأة منسوبة إليهم وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين وكذلك قوله (قَدَّرْنا إِنَّها لَمِنَ الْغابِرِينَ) أي من القوم الغابرين.
    قوله سبحانه :
    (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) لم يقل ادخلن لأنه لما ذكر الله أفعالا مثل أفعال العاقلين وهو النداء والقول ونحوهما جعل صفتها كصفة العاقلين كقوله (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كانُوا يَنْطِقُونَ) وقوله (فَلَمَّا أَفَلَ قالَ لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ) وقوله (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) وقوله (فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) وقوله (وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ) وقوله (فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ).
    قوله سبحانه :
    (فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) حمله على المعنى وقال في موضع آخر (فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ) حمله على المعنى.

    قوله سبحانه :
    (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) أضاف المثل إلى الجمع ثم شبهه بالواحد الجواب الذي بمعنى الذين في الآية كقوله (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) وقال الشاعر:
    وإن الذي جاثت بفلج دمائهم
    هم القوم كل القوم يا أم خالد.

    ووجه ثان وهو أن في الآية حذف كما قال (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) ووجه ثالث وهو أن الموضع الذي مثل الله به جماعة المنافقين بالواحد الذي جعله مثلا لأفعالهم فجائز وله نظائر كقوله (تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) والمعنى كدور أعين الذين وكقوله (ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ) لأن التمثيل وقع للفعل بالفعل.
    قوله سبحانه :
    (وَأَطْرافَ النَّهارِ) جمع لأنه أراد أطراف كل نهار فالنهار في معنى جمع وإنه بمنزلة قوله (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) وإنه أراد طرف أول النصف الأول وأول النصف الآخر وآخر النصف الآخر فلذلك جمع.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ) والمراد المسجد الحرام أو بيت المقدس الجواب أن كل موضع من الأرض مسجد فيكون إنما يصلح أن يقع على جملته وعلى كل موضع سجد فيه وقال الجبائي إنه يدخل فيه المساجد التي بناها المسلمون للصلاة بالمدينة.
    قوله سبحانه :
    (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ) إنما ذكره بلفظ التذكير لأنه اسم جنس يدل على الكثير.
    قوله سبحانه :
    (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) جمعت السموات ووحدت الأرض في جميع القرآن لقوله (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً) جمع لئلا توهم التوحيد الواحدة

    من هذه السبع وقد دل منع ذلك قوله (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) على معنى السبع ولكنه لم يجز على جهة الإفصاح بالتفصيل في اللفظ
    فصل
    قوله تعالى : (هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي) بلفظ التذكير على المعنى أراد هذا فضل قالت الخنساء:
    فذلك يا هند الرزية فاعلمي
    ونيران حرب حين شب وقودها.

    وقال آخر:
    هنيئا لسعد ما اقتضى بعد وقعتي
    بناقة والعشية بارد

    ذهب إلى العشي.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) قال الفراء فيه إضمار معناه أن رحمة الله مكانها قريب وقال ابن السكيت الفعيل بمعنى المفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث وقيل القريب على وجهين قريب بمعنى القرابة لا يفرق فيهما بين المذكر والمؤنث تقول هذه قريبتي من القرابة وقريب من الدنو نظيره هذه امرأة بعيدة القرابة وبعيد الدار ومثله (وَما هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ) وقيل الهاء في الرحمة هاء المصدر وهاء المصدر لا يكون للتأنيث نظيره (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ) ويقال إنه عنى بالهاء فيهما المؤنث وترك طريق المصدر وقيل أراد بالرحمة هاهنا المطر والقريب نعت المطر نظيره (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى) أراد بالقسمة الميراث والهاء المكنية راجعة إلى المعنى دون اللفظ نظيره (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) عنى بالفردوس الجنة والكناية راجعة إلى المعنى ويقال (قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) أي إن رحمة الله شيء قريب وكل لفظ يقتضي التأنيث في ظاهره والتذكير في معناه فلك أن تحمل على الوجهين وقال الخليل كل ما لا روح فيه فأنت في تأنيثه وتذكيره بالخيار.
    قوله سبحانه :
    (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) مصدر جاء على لفظ الفعيل كالنعيق

    والصهيل وقال بعضهم الرميم نعت على ميزان الفعيل بمعنى مفعول فيستوي فيه المذكر والمؤنث نحو (قالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) قفا نبك من ذكرى حبيب.
    قوله سبحانه :
    (ما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا) البغاء في النساء أكثر قوله (وَلا تُكْرِهُوا فَتَياتِكُمْ عَلَى الْبِغاءِ) والعرب تسمى الإماء بغايا وكل اسم خص بالنساء لا يكون فيه علامة التأنيث نحو حائض وطالق ومرضع وقال أبو إسحاق الفعيل إذا كان نعتا للمؤنث بمعنى مفعول يكون بغير هاء التأنيث تقول ملحفة غسيل وامرأة لديغ ودابة كسير وعظام رميم وقال بعضهم البغي على وزن الفعول والنعت إذا كان على مفعول يستوي فيه المذكر والمؤنث تقول امرأة صبور وشكور.
    قوله سبحانه :
    (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) إنما وحد الرفيق وهو نعت للجماعة لأنه يذكر الواحد في كلام العرب ويراد به الجمع كما قال (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ) وقال (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 5:01 pm

    طِفْلاً) وقال (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) أي سنة.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) لفظ الواحد في معنى الجمع لأن الجماعة لا يستثنى من واحد.
    قوله سبحانه :
    (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ) قال الفراء السماء واحد يدل على الجمع فلذلك ذكرها بلفظ الواحد ثم كنى عنها بلفظ الجمع في قوله (فَسَوَّاهُنَ) وقال الأخفش السماء اسم جنس يدل على القليل والكثير كقولهم أهلك الناس الدينار والدرهم وقال بعضهم السماء جمع واحدة سماوة مثل بقرة وبقر وتمرة وتمر فلذلك أنث قوله (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) وذكرت أخرى وقيل (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ).
    قوله سبحانه :
    (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) فقيل هن أم الكتاب لأنه قدر

    تقدير الجواب على وجه الحكاية كأنه قيل ما أم الكتاب فقيل هن أم الكتاب كما يقال من نظير زيد فيقال نحن نظيره وقيل قوله (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) أي جعلناها آية ولو أريد أن كل واحد منهما آية على التفصيل لقيل آيتين.
    قوله سبحانه :
    (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) إنما ذكر جمع لأن كل اسم لا يكون فيه علم التأنيث يجوز تأنيثه على معنى اللفظ وقال بعضهم إنما عنى بالتذكير الضوء.
    فصل
    قوله تعالى : (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) جمع بين الواحد والجمع لأن المغضوب على وزن مفعول ولفظة المفعول إن وقع تحت متعد محض يتعدى بغير صلة ويتبين التثنية والجمع فيه نحو مضروب مضروبان مضروبون وإن وقع تحت فعل لازم يتعدى بصلة ولا يتبين التثنية والجماعة تقول مرغوب فيه مرغوب فيهما مرغوب فيهم وجماعة صفاته دليل على جماعة.
    قوله سبحانه :
    (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) معطوف على اسم الله تعالى فكأنه قال وما يعلم تأويله إلا الله وإلا الراسخون في العلم وإنهم مع علمهم به يقولون آمنا به فوقع قوله (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) موقع الحال (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) مستأنف غير معطوف على ما تقدم ثم أخبر عنهم بأنهم (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) غير معطوف ويكون المعنى وما يعلم تأويل المتشابه بعينه ولا على سبيل التفصيل إلا الله لأن أكثر المتشابه قد يحتمل الوجوه الكثيرة المطابقة للحق ولا يقطع على مراد الله تعالى بعينه فيعلم في الجملة أنه أراد أحدها ولا يعلم منها المراد بعينه.
    قوله سبحانه :
    (وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) نصب لام ليقولن لأنه تقدم على الفعل ثم قال بعدها (وَلَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ لَيَقُولُنَ) رفع لام ليقولن لأنه تأخر عن الفعل.

    قوله سبحانه :
    (يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ) فيه ياءان ياء الجمع وياء الإضافة وقوله (يا بَنِيَ) فيه ثلاث ياءات ياء التصغير وياء الأصل وياء الإضافة.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ) وإنهم جماعة والمصطفين تثنية الجواب هي جماعة وكان حقه أن يقول مصطفيين بياءين ياء لام الفعل وياء الجماعة وكان ياء لام الفعل ساكنا فدخل عليه ياء الجماعة فحذفوا ياء لام الفعل لأنها معتلة وهي أولى بالحذف لأن ياء الجماعة علامة والعلامة لا تحذف ونصب الفاء من المصطفين فرقا بين الفاعل والمفعول وهاهنا مفعول وانتصب النون من المصطفين لأنه نون الجماعة ونون الجماعة إذا كانت على هجاءين يكون منصوبا تقول مصطفون ومصطفين مثل مسلمون ومسلمين
    فصل
    قوله تعالى : (وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ) قال آية لأن قصتهما واحدة فلفظ الآية معبر عن القصة لا عن ذاتهما فكأنه قال فنفخنا فيه من روحنا وجعلنا قصتهما آية للعالمين وقيل ذكر آية والمراد آيتين لأن العرب تذكر واحدا وتريد اثنين كما قال (لَنْ نَصْبِرَ عَلى طَعامٍ واحِدٍ) وهما طعامان المن والسلوى وقوله (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) أراد به رسولا.
    قوله سبحانه :
    (وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً) ولم يقل ونساء كثيرا نظيره (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً) معناه أنزل على عبده الكتاب قيما ولم يجعل له عوجا والقيم نعت الكتاب وقوله (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) معناه وإنه لقسم عظيم لو تعلمون فالعظيم نعت القسم.
    قوله سبحانه :
    (وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ)

    (34 /2) الخطاب متوجه إلى آدم وحواء وذريتهما لأن الوالدين يدلان على الذرية كما حكى إبراهيم وإسماعيل (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا) والخطاب يختص آدم وحواء وخاطب الاثنين بالجمع لأن التثنية أول الجمع قوله (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) أراد لحكم داود وسليمان والخطاب لآدم وحواء ولإبليس اللعين والجميع مشتركون في الأمر بالهبوط وقد جرى ذكر إبليس في قوله (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ).
    قوله سبحانه :
    (يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى) الخطاب إلى آدم خاصة فبخطابه اكتفى من خطاب حواء ومثله (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) وقيل إن الله تعالى خص آدم بالمخاطبة دون حواء لبيان فضله على حواء كما قال (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) والمعنى ويا هارون نظيره (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ) وقيل إن الله تعالى خص آدم بالخطاب دون حواء وفي خطاب المتبوع خطاب التابع لأنه داخل في حكمه كما قالوا (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَ) وقيل خاطب آدم دون حواء لأنها خلقت من آدم فكانت كعضو منه
    فصل
    قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) وقال (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) انجر بأحكم الحاكمين مع الإضافة لزوال اللبس ولم ينجر بأعلم مع عدمها خوف اللبس وعلامة عدم الصرف.
    قوله سبحانه :
    (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ) وفي موضع (ادْخُلُوا مِصْرَ) إن أسماء البلدان لا تنصرف في المعرفة وتنصرف في النكرة وقال بعضهم أسماء البلدان إذا كانت على ثلاثة أحرف أوسطها ساكن إن شئت صرفته لخفته وإن شئت لم تصرفه لتأنيثه وتعريفه مثل مصر وبلخ وكذلك أسماء الإناث مثل هند ودعد.
    قوله سبحانه :
    (وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) وقوله (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ) ثم قال

    (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ) قال المبرد يقال لكل جبل طورا فإذا أدخلت الألف واللام كان معرفة لشيء بعينه.
    قوله سبحانه :
    (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ) وقال (وَآتَيْنا ثَمُودَ النَّاقَةَ) لما جاز في ثمود أن يكون مرة للقبيلة ومرة للحي ولم يكن لحمله على أحد الوجهين مزية حسن صرفه وترك صرفه
    فصل
    قوله تعالى : (أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) الفتحة إذا أشبعت ظهرت منها ألف والضمة إذا أشبعت تولدت منها واو والكسرة إذا أشبعت تولدت منها ياء وقال بعضهم إن هذه الألفات ألفات الوقف لأن الحركة لا يوقف عليها فألحقت هذه الألفات بأواخر هذه الأسماء ليعلم حركتها لأن الألف لا يمكن النطق بها إلا أن يكون ما قبلها مفتوحا.
    قوله سبحانه :
    (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) اعترضت الواو في وصف أبواب الجنة ولم تكن في وصف أبواب النار وقال الخليل الواو هاهنا واو التكرار معناه حتى إذا جاءوها جاءوا وفتحت أبوابها وقال بعضهم هي زائدة كقوله (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) وقال بعضهم هي واو الحال لأن أهل الجنة إذا دخلوا إليها وأبواب الجنة في تلك الحال مفتوحة كرامة لهم بدليل قوله (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوابُ) وأهل النار إذا دخلوا إليها وجدوا أبوابها في تلك الحال مفتوحة وقال بعضهم هي واو الثمانية الدالة على أبواب الجنة نظيره (وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) وفي قوله (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ) ثم قال (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ) وفي قوله (وَأَبْكاراً) وفي قوله (سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ) وقال بعضهم (وَثامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ) واو التحقيق لأنهم اختلفوا في عددهم فحقق سبعة والواو في حال (وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ) واو العموم لأن صاحبها يعرف هذه الأشياء الحسان والواو في قوله (وَأَبْكاراً) واو التمييز لأنه لا يجتمع الثيابة والبكارة في امرأة واحدة ثم إن النحاة لا تعرف واو الثمانية.
    قوله سبحانه :
    في سورة البقرة (وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) وقوله في سورة إبراهيم (إِذْ أَنْجاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ

    سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) دخلت الواو هاهنا قال الفراء معنى الواو أنه كان يمسهم من العذاب عند التذبيح كأنه قال يعذبونكم بغير الذبح وإذا طرحت كان تفسير الصفات للعذاب.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) وقال في سورة الحج (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) أدخل الفاء في الآية الثانية ولم يدخل في الأولة لأن ما دخل فيه الفاء من خبر الذي وأخواته مشبه بالجزاء وما يكون فيه فاء فهو على أصل الخبر فإذا قلت مالي فهو لك جاز على وجه ولم يجز على وجه فإن أردت أن معنى الذي فهو جائز وإن أردت أن مالي تريد به المال ثم تضيف ذلك كقولك غلامي لك لم يجز كما لا يجوز فهو لك.
    قوله سبحانه :
    (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) أدخل الباء في الآيات دون الثمن وفي سورة يوسف أدخله في الثمن قوله (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) قال الفراء إنما كان كذلك لأن العروض كلها أنت مخير فيها في إدخال الباء إن شئت قلت اشتريت الثوب بكساء وإن شئت قلت اشتريت بالثوب كساء أيهما جعلته ثمنا لصاحبه جاز فإذا جئت إلى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثمن كقوله (بِثَمَنٍ بَخْسٍ) لأن الدراهم ثمن أبدا.
    قوله سبحانه :
    (حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها) وقوله (حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) وقال (حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ) عطف القتل على لقاء الغلام بالفاء ولم يدخل في خرق السفينة ولا على الاستطعام لأهل القرية لأن اللقاء لما كان سببا للقتل أدخلت الفاء إشعارا بذلك ولما لم يكن المركوب في سفينة سببا لخرقها ولا إتيان القرية سببا للاستطعام لم يدخل الفاء
    فصل
    قوله تعالى : (لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) وقوله (رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَ) حذف الألف من إحدى الكلمتين دون الأخرى فرقا بين الاستفهام والخبر لأن قوله (لِمَ

    استفهام وقوله (ما أَحَلَّ اللهُ) بمعنى أحل الله وهو خبر كقوله (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) وعما قليل فرقا بينهما لأن عم استفهام وعما قليل صلة الكلام وإنما حذفت الألف من الاستفهام دون الخبر لأن الاستفهام مبني على الخفة والخبر لم يبن عليها.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً) ذكر الخطيئة والإثم ثم كنى عن الواحد دون الآخر الجواب الكناية راجعة إلى الإثم لأنه يشتمل على أجناس الخطايا نظيره (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) رجعت الكناية إلى الله لأن رضاه يشتمل على رضا رسوله وكذلك قوله (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها).
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) الكناية راجعة إلى الفؤاد لأنه سابق بالسعي على السمع والبصر من معنى الهمة والإرادة ولأن القلب رئيس الجسد فاكتفى بالكناية عنه وقالوا الكناية راجعة إلى السعي وإن كان في الظاهر غير مذكور ونظيره (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً) عني به القوادى وقوله (ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ) أي على ظهر الأرض وقالوا الكناية راجعة إلى لفظ الكل معناه كل واحد عن أولئك كان عنه مسئولا والكل موحد اللفظ مجموع المعنى قوله (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ) وقوله (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً).
    قوله سبحانه :
    (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ) الهاء راجعة إلى الصلاة لشهرتها وكثرة استعمالها بين الخاص والعام نظيره (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها) خص الفضة لكثرة الاستعمال وقالوا الهاء راجعة إلى الاستعانة وهي مؤنثه تشتمل على الصبر والصلاة وكذلك (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) وقيل الهاء راجعة إلى كليهما والعرب تذكر شيئين ثم تكني عن الواحد منهما نحو قوله (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها).
    قوله سبحانه :
    (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) أضاف أيا إلى الأرض مؤنثة و

    اكتفى بتأنيثهما عن تأنيث أي كما قال الشاعر:
    لما أتى خبر الزبير تهدمت
    سور المدينة والجبال الخشع.

    أنث السور لإضافته إلى المدينة فلما جاز تأنيث المذكر لإضافته إلى المؤنث جاز أيضا تذكير المؤنث لإضافته إلى المذكر وقيل المراد بالأرض القدم والقدم يذكر ويؤنث.
    قوله سبحانه :
    (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) ذكر السماوات بلفظ الجماعة والأرض بلفظ الواحد قال أهل البصرة الأرض لفظه لفظ المصدر والمصدر لا يثنى ولا يجمع نظيره (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ) وقوله (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً) ولم يقل رتقين لأن لفظه لفظ المصدر
    فصل
    قوله تعالى : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوى) وحد نجوى لأنه مصدر يوصف به الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث كقولهم الرجال صوم والمنازل حمد ويقال معناه وإذ هم أصحاب نجوى فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) فوحد الفعل ثم قال (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ) لأن لفظة من تعم الواحد والجمع والأنثى والذكر فإن ذهب إلى اللفظ وحد وإن ذهب إلى المعنى جمع قال (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كانُوا لا يُبْصِرُونَ) فجمع مرة من الفعل لمعناه ووحد أخرى على اللفظ.
    قوله سبحانه :
    (وَجَعَلَ الظُّلُماتِ) بلفظ الجماعة (وَالنُّورَ) بلفظ الواحد لأن النور يقع على الواحد والجمع قال (جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً) وسمى الظلمات وهي مختلفة في ذلك قوله (يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) ونظيره (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) قال ابن

    الزبعرى راتق ما فتقت إذا أنا بور.
    قوله سبحانه :
    (الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) للواحد وقوله (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) للجمع فالعلة في ذلك أن واحده وجمعه سواء.
    قوله سبحانه :
    (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ) وكان واحدا وهو الخفاش وقال في الجمع (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ) وقال (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ) وقال (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ).
    قوله سبحانه :
    (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) قدم النساء على الرجال لأن الزناء في النساء أشهر وقوتهن فيه أكثر كَمَا جَاءَ فِي الْخَبَرِ أَنَّ الشَّهْوَةَ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ تِسْعَةٌ مِنْهَا لِلنِّسَاءِ وَوَاحِدٌ مِنْهَا لِلرِّجَالِ. وقدم الرجال في السرقة قوله (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) لأنها فيهم أكثر لأنها تكون بقوة القلب وقوة القلب في الرجال أكثر وقيل إنما قدم النساء في الزناء على الرجال لأن بدء الزناء منهن وذلك أن الزناء تبع الزينة والزخرف وقدم الرجال في السرقة لأن السرقة مع السلاح وهذا من عمل الرجال.
    قوله سبحانه :
    (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) إنما قدم السجود على الركوع لأن اعتقادات الأنبياء في العقليات سواء ومختلفة في الشرعيات فيمكن أن يكون السجود قبل الركوع وَقِيلَ إِنَّهَا سَأَلَتْ زَكَرِيَّا ع أَيَجُوزُ لِلنِّسْوَةِ أَنْ يُصَلِّينَ مَعَ الرِّجَالِ فِي الْجَمَاعَاتِ فَقَالَ يَجُوزُ. كما أخبر الله تعالى عنهما فقال (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ) الآية أي صلي مع الرجال في الجماعة كما قال في موضع آخر (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) فلما قال (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) فقد أجمل الصلاة بأسرها ثم أمر بهذه الصلاة فقال (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) نظيره (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ).

    قوله سبحانه :
    (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) تأكيد ولا يجوز الاستثناء بعده الجواب الاستثناء وقع على الأمر لا على الدخول والتأكيد وقع على الدخول معناه (إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) غير خائفين.
    قوله سبحانه :
    (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا) 60 15 قال أبو عبيدة كان أبو يوسف يتأول فيها أن الله تعالى استثنى آل لوط من المجرمين ثم استثنى امرأة لوط فرجعت امرأته في التأويل إلى القوم المجرمين لأنه استثناء رد إلى استثناء كان قبله وكذلك كل استثناء في الكلام إذا جاء بعد الآخر عاد المعنى إلى الأول كقول الرجل لفلان علي عشرة دراهم إلا أربعة إلا درهما فإنه يكون إقراره بسبعة وكذلك إن قال له علي خمسة إلا درهما إلا ثلاثا كان إقراره بأربعة وثلاث ولو قال لامرأته أنت طالق ثلاثا إلا اثنتين إلا واحدة كانت بثنتين.
    قوله سبحانه :
    (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) كلام مبني على الشرط والجزاء مقصود به إليهما والمعنى من يكن في المهد صبيا كيف نكلمه وقال قطرب معناه من صار في المهد ومن هو في المهد كما تقول إن كنت أبي فصلني قال زهير:
    أجزت إليه حرة أرجبية
    وقد كان لون الليل مثل الأزندج.

    وقيل كان هاهنا بمعنى خلق ووجد يقال كان الحر والبرد وقيل لفظة كان وإن أريد به الماضي فقد يراد به الحال والاستقبال قوله (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) و (كانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) قال الشاعر:
    فأدركت من قد كان قبلي ولم أدع
    لمن كان بعدي في القصائد مصعدا.

    قوله سبحانه :
    (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) قال الفراء والزجاج هو من صفة الراسخين لكن لما طال واعترض بينهما كلام نصب المقيمين على المدح مثل قوله

    (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) وقال آخرون هو من صفة غير الراسخين في العلم هاهنا وإن كان الراسخون في العلم من المقيمين قالوا وموضع المقيمين خفض عطفا على ما في قوله (يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) ويؤمنون بالمقيمين المعنى يؤمنون بإقام الصلاة وقوله (وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) قالوا عطف على قوله (وَالْمُؤْمِنُونَ) وقالوا المعنى والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ويؤمنون بالمقيمين الصلاة وهم المعصومون (وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) كما قال (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) وقالوا (الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) منهم من المقيمين الصلاة قالوا فموضعه خفض وهذا ضعيف وقال الطبري المقيمون الصلاة هم الملائكة وإقامتهم الصلاة تسبيحهم ربهم واستغفارهم لمن في الأرض ومعنى الكلام والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالملائكة.
    قوله سبحانه :
    (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً) نكرة بعد المعرفة والنكرة بعد المعرفة تكون منصوبة على القطع نظيره (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) وقوله (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) وقال بعضهم نصب على الحال كقوله (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً) وقوله (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً) والكسائي لا يفرق بين الحال والقطع يقول إذا تم الكلام انتصب الاسم بعده على الحال والقطع.
    قوله سبحانه :
    (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) الآية انتصب حذر الموت لأنه مفعول له معناه يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت وهذا قول أهل البصرة وقيل نصب على الحال معناه في حال حذرهم من الموت كقولك جاءني زيد راكبا نظيره (يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) و (يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) وقيل انتصب على نزع الخافض معناه يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق من حذر الموت نظيره (رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ)
    فصل
    قوله تعالى : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) ارتفع هذان على معنى الابتداء لأن إن هاهنا بمعنى نعم وقيل هذا لغة بلحرث بن كعب من اليمن وإنهم يرفعونه في حال الخفض

    والنصب يقولون إن أخواك عندك ومررت بأخواك وابتعت ثوبان واشتريته بدرهمان وقال الشاعر : إن أباها وأبا أباها وقال الفراء ألفه أصلية وقال غيره إنها عماد وليس بألف التثنية وألف التثنية ترجع إلى الياء في التثنية فلما كان هذا مبهما غير متمكن من الإعراب زيد في آخره نون بدل التثنية وأخرى في الإعراب على حالة واحدة وحدانه وجمعه وتثنيته تقول رأيت هذا ومررت بهذا وجاءني هذا وفي الجمع رأيت هؤلاء ومررت بهؤلاء وجاءني هؤلاء ولو بني على قياس الأسماء المتمكنة لوجب أن يقال هذاان بألفين ثم يثنى ألف التثنية دون ألف الوصل أو العماد وقرئ بتسكين النون بمعنى ما واللام على معنى الاستثناء معناه ما هذان إلا ساحران نظيره (وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ).
    قوله سبحانه :
    (صَغَتْ قُلُوبُكُما) القلب لا يصغى وإنما يتعلق بغيره ما يحل فيه من محبات وإرادات ودواع فحذف ذكر الحال وأقام المحل مقامه وجمع المحل الذي هو القلب لما كان الحال جمعا كما أقام المضاف إليه مقام المضاف في قوله (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) وقوله (صَغَتْ قُلُوبُكُما) وهما قلبان مثل قوله (أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ) وهما اثنان عائشة وصفوان وكذلك قوله (خَصْمانِ اخْتَصَمُوا) وقوله (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) وهو الواحد وقيل إنما ذكر فعل اثنين بلفظ الجماعة لأن العدد عدد مفرد في بابه وكل ما خرج من حيز الواحد دخل في حيز الجماعة نحو الرجلين يصليان جماعة على مذهب من يقول أقل الجمع اثنان.
    قوله سبحانه :
    (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا) وفي موضع (هَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) كل اسم جاء على لفظ المصدر فالواحد والتثنية والجمع فيه سواء نظير (حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ) وقال (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) وقيل إنما قال اختصموا لأنهما جمعان ليسا برجلين عنى به اليهود والنصارى وإذا كان اثنان غير مقصود بهما ذهب بهما مذهب الجمع لأنه يكون عاما كقوله (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ)
    فصل
    قوله تعالى : (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ)

    أي فمتعوهن متاعا فيه ضمير ناصب ومثله (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً) وكل مرفوع لا يظهر رافعه فهناك ضمير نحو (سُورَةٌ أَنْزَلْناها) يعني هذه السورة لأن النكرة لا يبدأ بها ومثله (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسانٍ) ومثله (فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ).
    قوله سبحانه :
    (فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ) وقوله (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) إنما يريد بالكل التوكيد والتكثير كقولك أكلنا اليوم كل شيء وكنا في كل سرور وكقولك هذا قول أهل العراق وأهل الحجاز.
    قوله سبحانه :
    (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) المعنى أن الخلق جميعا يتقلبون في رحمته ورزقه وسأكتب ثوابها للمتقين خاصة والمعنى الآخر وسعت كل شيء دخل فيها وأرادها.
    قوله سبحانه :
    (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) إلى قوله (الْمُتَّقُونَ) أراد تعالى ليس الصلاة هي البر كله بل تبقى عليكم صنوف الواجبات وضروب الطاعات ويقال إن النصارى لما توجهوا إلى المشرق واليهود إلى بيت المقدس واعتقدوا في الصلاة إليهما أنها بر وطاعة خلافا على الرسول ص أكذبهم الله تعالى في ذلك وبين أن ذلك ليس من البر إذ كان منسوخا بشريعة النبي ص وأن البر ما تضمنه الآية.
    قوله سبحانه :
    (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) ذمهم بالغفلة وهي من فعله تعالى لأنها السهو أو ما جرى مجراه مما تنافي العلوم الضرورية ولا تكليف على الساهي قلنا المراد هاهنا بالغفلة التشبيه لا الحقيقة وذلك أنهم لما أعرضوا عن تأمل آيات الله تعالى والانتفاع بها أشبهت حالهم حال من كان ساهيا غافلا عنها فأطلق ذلك عليهم كما قال (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) ويقال أنت ميت وراقد وما لك لا تسمع ولا تبصر.

    قوله سبحانه :
    (ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) وإن كان حكمة فإنما وصفه بأنه حكيم لما كان فيه من الدلالة بمنزلة الناطق بالحكمة حسن وصفه بأنه حكيم من هذه الجهة كما وصفت بأنها دليل لما فيها من الدليل والبرهان.
    قوله سبحانه :
    (رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها) ويكون فيها الأطفال والمجانين وإنما قلنا ذلك تغليبا للأكثر كقولك قال أهل البصرة وإن كان قولا لبعضهم
    فصل
    قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) علق الخلود بدوام السماوات والأرض وهما يفنيان الجواب أنما علق به على طريق التبعيد وتأكيد الدوام تقول العرب لا أفعل كذا ما لاح كوكب وما أضاء الفجر وما اختلف العصران وما تغنت حمامة ونحوها ومرادهم التأبيد ويجري ذلك مجرى قولهم لا أفعل كذا أبدا لأنهم يعتقدون أنه لا يزول ولا يتغير وعباراتهم تجري بحسب اعتقاداتهم لا بحسب ما يجري عليه الشيء في نفسه كما اعتقد بعضهم في الأصنام أن العبادة تحق لها فسماها آلهة بحسب اعتقاده لا بحسب الحقيقة وقيل إنه أراد به الشرط وعنى بالآية دوام السماوات والأرض المبدلتين لأنه تعالى قال (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) فأعلمنا أنهما تبدلان وقد يجوز أن يديمهما بعد التغيير أبدا بلا انقطاع وإنما المنقطع هو دوام السماوات والأرض التي يعلم الله تعالى انقطاعهما ثم يزيدهم الله على ذلك ويخلدهم ويؤبد مقامهم.
    قوله سبحانه :
    (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ) وفي موضع (مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) لأن من لفظ الواحد ومعناها الجمع فمرة يحمل على اللفظ وأخرى على المعنى.
    قوله سبحانه :
    (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ) وقوله (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) وقوله

    (لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ) دخل لو لا على الماضي لأنها للتحضيض والتوبيخ.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) المراد بالرؤية العلم إلا أن العلم لم يتناول كونها سبيلا للرشد وكونها سبيلا للغي بل يتناولها لأمر من هذا الوجه ثم إنهم عالمين بسبيل الرشد والغي غير أنهم لاتباع الهوى يعدلون عن الرشد إلى الغي ويجحدون ما يعلمون المراد بالرؤية الأولى العلم وبالثانية رؤية البصر والسبيل المذكور في الآية هي الأدلة والآيات لأنها مما تدرك بالبصر وتسمى بأنها سبيل الرشد وسبيل الغي هي الشبهات والمخاريق من نصب المبطلين.
    قوله سبحانه :
    (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) التكذيب قد يطلق في الأخبار وغيرها يقال فلان يكذب بكذا إذا اعتقد بطلانه كما يقال يصدق بكذا إذا اعتقد صحته ولو صرفنا التكذيب هاهنا إلى أخبار الله التي تضمنها كتبه جاز فتكون الآيات هي كتب الله دون سائر المعجزات.
    قوله سبحانه :
    (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) وإن كانوا يستبقون الأطفال من البنات تغليبا لأنهم كانوا يستبقون الصغار والكبار كما يقال أقبل الرجال وإن كان معهم صبيان وقيل اسم النساء يقع على الصغار والكبار كما أن الأبناء يقع على الصغار والكبار وقيل إنهم سموا بذلك على تقدير أنهن يبقين حتى يصرن نساء.
    قوله سبحانه :
    (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) والحكم هي الحكمة وهي حسنة المراد به على ما يدعون من الحكمة (حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) وقال (ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
    قوله سبحانه :
    (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) يعني القرآن قال قتادة إنما كرره بواو

    العطف لأن الكتاب القرآن والحكمة السنة وذلك لاختلاف فائدة الصفتين وذلك أن الكتاب ذكر للبيان أنه مما يكتب ويخلد ليبقى على وجه الدهر.
    قوله سبحانه :
    (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) أثبت شيئا بهذه الهاء ثم قال (لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) المعنى أنه قد كان يرى الضباب وأنه تراه كثيفا من بعيد فإذا دخلت فيه رق وصار كالهواء وغيرك يراه من موضعك كما كنت تراه أولا ويجوز أن يكون معنى إذا جاءه يريد إذا جاء موضعه.
    قوله سبحانه :
    (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) المعنى أنه مالك لجميع الأشياء واجتزأ بذكر بعض الأشياء عن ذكر بعض لدلالته عليه كما قال (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) ولم يقل على ظهورهم لأن من المفهوم أنهم يذكرون على كل حال ومثله (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) لما كان رضى أحدهما رضى الآخر ومثله (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) ولم يقل ينفقونهما لدلالته على ذلك.
    قوله سبحانه :
    (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) لم يحتج أن يقول سبيل المؤمنين لأنهن سبيل المجرمين إذا بانت فقد بان معها سبيل المؤمنين لأنه خلافها حذف إحدى الجملتين لدلالة الكلام عليه كما قال (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) ولم يقل البرد لأن الساتر يعمهما.
    قوله سبحانه :
    (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) التقدير وما قلاك حذف اللام لدلالته عليه ولأن رءوس الآي بالياء فلا تخالف بينهما ومثله (فَآوى) و (فَهَدى) و (فَأَغْنى).
    قوله سبحانه :
    (أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) ولم يتقدم نفاقهم إيمان

    الجواب من ارتكب الضلالة وترك الهدى جاز أن يقال ذلك فيه ويكون معناه كان الهدى الذي تركه هو الثمن الذي جعله عوضا من الضلالة التي أخذها فيكون المشتري مكان المشتري به كما قال الشاعر:
    أخذت بالجمة رأسا أزعرا
    وبالثنايا الواضحات الدررا


    كما اشترى المسلم إذ تنصرا.
    قوله سبحانه :
    (أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) هذا كقول العرب لا مهرب مني ولا وزر ولا نفق الوزر الجبل والنفق السرب فكأنه تعالى نفى أن يكون لهؤلاء الكفار عاصم منه ومانع من عذابه وإن جبال الأرض وسهولها لا تحجز بينهم وبين ما يريد إيقاعه بهم وإذا نفى تعالى أن يكون لهم معقلا فقد نفى المعقل من كل وجه.
    قوله سبحانه :
    (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) إنما سمى مكاءهم بأنه صلاة لأنهم كانوا يقيمون فعلهم الصفير والتصفيق مكان الصلاة والدعاء والتسبيح ثم إنهم كانوا يعملون كعمل الصلاة فيه.
    قوله سبحانه :
    (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) أي يظهر ذلك العمل من الثواب ويقال العامل لك مثل ما عملت أي مثل أجره.
    فصل
    قوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) قال (عَلِمُوا) ثم قال (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) معناه أن الذين قال لهم يعلمون غير الذي لا يعلمون فيكون الذي يعلمون الشياطين كقوله (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) ويكون الذين شروا أنفسهم هم الذين لا يعلمون.
    قوله سبحانه :
    (لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ) معناه لئن نصرهم

    من هو على دين هؤلاء الذين أخبر أنهم (لا يَنْصُرُونَهُمْ) لأن من نصرهم من أهل دينهم فقد دخلوا معهم ووجه آخر (وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ) فذلك خذلان لا نصر.
    قوله سبحانه :
    (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) وهم لم يرجعوا وقد هلكوا معناه (فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كاتِبُونَ) وحرام على قرية أهلكنا هذه الصفة التي وصفنا (أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ) أو يكون لا توكيدا مثل قوله (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) وقوله (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ) كأنه قال حرام عليها الرجوع.
    قوله سبحانه :
    (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) وقوله (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ) دخول لا وما توكيد في كلام العرب كما قال (قَلِيلاً ما تُؤْمِنُونَ فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ) أي بنقضهم وكذلك (أَلَّا يَسْجُدُوا أَلَّا يَقْدِرُونَ) ومثله (لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ) قال زهير:
    مورث المجد لا يغتال همته
    عن الرئاسة لا عجز ولا سام.


    وقال أبو النجم : فما ألوم البيض ألا تسخرا أي ما ألومها أن تسخر.
    قوله سبحانه :
    (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ وَهُمْ لَها سابِقُونَ) إليها كقوله (مُنادِياً يُنادِي لِلْإِيمانِ) و (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) وكقول الأعشى وما عمدت من أهلها لسوايكا ويقال من أجلها كقوله (لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ) و (لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)
    فصل
    قوله تعالى : (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) وقوله (إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا) المعنى إذا أردتم القراءة والصلاة لأن بعد القراءة لا تجب الاستعاذة إلا عند من لا يعتد بخلافه وبعد الصلاة لا يحتاج إلى الوضوء الواجب وقال قوم هو على التقديم والتأخير وهذا ضعيف لأنه لا يجوز التقديم والتأخير عند اللبس والشبهة.

    قوله سبحانه :
    (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَتْلُونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ) قال الفراء ذكر مع سواء أحد الفريقين دون الآخر لأنه محذوف لدلالة ما تقدم من الكلام عليه كما قال أبو ذؤيب:
    عصيت إليها القلب إني لأمرها
    مطيع فما أدري أرشد طلابها.

    ولم يقل أم غي لأن الكلام يدل عليه أنه كان يهواها وقال غيره أن ليسوا سواء تمام الكلام ثم استأنف لما بعده كما يقول القائل إذا ذكر قبيلة ببخل أو جبن ليسوا سواء منهم الجواد والشجاع.
    قوله سبحانه :
    (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا) أي نحيا قبل أن نموت كما تقول شربت وأكلت والأكل كان قبل الشرب ويقال المعنى نموت ونحيا أولادنا لأنهم منا وبعضنا فكأنا قد حيينا نحن بحياتهم.
    قوله سبحانه :
    (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ) المعنى لم قتلتم لقوله من قبل كما قال (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ) أي ما تلت و (يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) أي يخلده قال الشاعر:
    ولقد أمر على اللئيم يسبني
    فمضيت عنه وقلت لا يعنيني.

    قوله سبحانه :
    (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) المعنى من قبل أن ينزل عليهم المطر من قبله أي من قبل المطر لمبلسين فيكون قبل الأولى للتنزيل والأخرى للمطر ويمكن أنه كرر كقولك من قبل ذاك وقبل قال الشاعر:
    يرمى بها من فوق فوق وماؤه
    من تحت تحت سرية يتغلغل.

    قوله سبحانه :
    (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) أي الشرائع أولا فأولا لأن التوحيد لم يزل تاما.

    قوله سبحانه :
    (تَراهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً) أي في حالين أي ركعا وسجدا
    فصل
    قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ) المعنى في ذلك كحب الله المؤمنون وكما يحب الله كقولك بعت جاريتي كبيع جاريتك وأخذت مالي كأخذ مالك أي كأخذك مالك تركت الفاعل وهو حسن.
    قوله سبحانه :
    (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ) (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) المعنى القرآن والمقام كما قال (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) ويقال (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ) المعنى ننزل شفاء من القرآن كله كقولك يجيئني من هذا الثوب قميص أي من الثوب لا كله.
    قوله سبحانه :
    (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها) أي ما آتينا من قليلها وكثيرها (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْها) كأنه قال ومن يرد ثواب الآخرة بالعمل كما يقال من أراد الجنة يعمل لها.
    قوله سبحانه :
    (فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها) قال ابن عباس لما مضى من ذنوبهم وما خلفها ممن بعدها من بني إسرائيل ويقال لما شاهدت من الاسم أي حضرت وما خلفها مما يستقبل.
    قوله سبحانه :
    (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) أي لو كنتم في السماء كقولك ما تفوتني بالبصرة ولا هاهنا وهو معك.
    قوله سبحانه :
    (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً أَوْ نَصارى) جمع بين

    اليهود والنصارى في الحكاية مع افتراق مقالتهما في المعنى وحكى عنهما ما ليس بقول لهما للإيجاز والاختصار وتقريره وقالت اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا وقالت النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا فأدرج الجنة عنهما للإيجاز من غير إخلال إذ شهرة حالهما أغنى عن البيان كقوله (قُلْنَا اهْبِطُوا) وإنما كانت الصورة أهبط لإبليس ثم قيل اهبطا لآدم وحواء فحكاه على المعنى وتقدير الكلام وقال بعض أهل الكتاب لن يدخل الجنة إلا من كان هودا وقال بعضهم لن يدخلها إلا من كان نصارى والبعض الثاني غير الأول إلا أنه لما كان اللفظ واحدا جمع الأول ثم قال (وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) أي من النفس يعني الجنس فهو في اللفظ على مخرج الراجع إلى النفس الأولى وفي تحقيق المعنى لغيرها.
    قوله سبحانه :
    (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) كما يقول اجتنبوا المعصية من الزناء لأن الرجس يكون أيضا من غيرها ويجوز من الأوثان تأتيكم المعصية
    فصل
    قوله تعالى : (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) إنما قال من لتقديره ولكن البار من آمن بالله كقوله (أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً) أي غائرا قال الشاعر:
    تظل جيادهم نوحا عليهم
    مقلدة أعنتها صفونا.

    العرب تخبر عن المصدر بالاسم كقولهم إنما البر الذي يصل الرحم ويخبر عن الاسم بالمصدر والفعل كقول الشاعر:
    لعمرك ما الفتيان أن تنبت اللحى
    ولكنما الفتيان كل فتى ند.

    فجعل أن تنبت وهو مصدر خبر عن الفتيان ثم إنه حذف البر الثاني وأقام من مقامه كقوله (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) قال النابغة:
    وقد خفت حتى ما تريد مخافتي
    على وعل في ذي المطارة عاقل.

    أراد على مخافة وعل ويكون تقديره ولكن البر بر من آمن بالله.
    قوله سبحانه :
    (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ

    مِنْ دُونِ اللهِ) صح أن يقول إذ لأنه لما رفعه الله إليه قال له ذلك فيكون القول ماضيا وقد جاء إذ بمعنى إذا فيقول في القيامة كقوله (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) وقوله (وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ) وقوله (نادى أَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابَ النَّارِ) وقولهم في الدعاء غفر الله لك وأطال الله بقاءك وقال أبو النجم:
    ثم جزاه الله عنا إذ جزا
    جنات عدن في العلا لي العلى.

    قوله سبحانه :
    (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ) إلى قوله (إِذْ قالَ اللهُ) وليس إذ بعلة للأول ولا ابتداء فيكون ذلك على ما ذا أجبتم (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى) أي في ذلك الزمان إذ أرسل الله الرسل وقوله لهم إنما يكون في القيامة.
    قوله سبحانه :
    (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) بلى إنما يكون في جواب الاستفهام وإنما جازت هاهنا لأنه يكون تقديره أما يدخل الجنة أحد فقيل (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) لأن ما تقدم يقتضي هذا السؤال ويصلح أن يكون جوابا للجحد على التكذيب كقولك ما قام زيد فيقول بلى قد قام ويكون التقدير هاهنا ليس الأمر كما قال الزاعمون لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى ولكن من أسلم وجهه لله وهو محسن فهو الذي يدخلها ويتنعم فيها أو بلى من أخلص نفسه لطاعة الله.
    قوله سبحانه :
    (كُنْ فَيَكُونُ) قال يقول له وليس شيء مخلوق بعد الجواب جعل القول فعلا يقال قال برأسه وقال بيده إذا حرك رأسه وأومأ بيده كقوله (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) ولما كان الشيء قد يقوم علمه فيه صار كأنه ماثل بين يديه فجاز أن يقول له كن فيكون ويجوز أن يكون القول لما ينشئ مما كان فقد ابتدأه فهذا كالشيء القائم نحو قوله (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ).
    قوله سبحانه :
    (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) على التقديم و

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 5:04 pm

    التأخير كما يقال عرض الناقة على الحوض
    فصل
    قوله تعالى : (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) الآية ثم قال عقيبها (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً) قالوا كيف قال أعظم درجة من الكفار بالسقاية والسدانة قال الباقر والصادق ع المفاضلة جرت بينهم لأن لجميعهم الفضل عند الله وقال الحسن وأبو علي إنه على تقدير أن لهم بذلك منزلة كما قال (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا) وقال الزجاج المعنى أعظم من غيرهم درجة.
    قوله سبحانه :
    (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ) قال الحسن معنى (شاهِدِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ) أن فيما يخبرون به دليلا على كفرهم لا أنهم يقولون نحن كفار كما يقال للرجل إن كلامك يشهد أنك ظالم وقال السدي النصراني إذا سئل ما أنت قال نصراني وهكذا اليهودي والمشرك فذلك شهادتهم على أنفسهم بالكفر وقال الكلبي شاهدين على نبيهم بالكفر وهو من أنفسهم قوله (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ).
    قوله سبحانه :
    (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) الهاء تكون للدين في قوله (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) (يُؤْفَكُ عَنْهُ) أو أراد يؤفك عنه أي عن النبي ص وإن كان مضمرا فإن ذكره في القرآن قد جرى في كل موضع فجاز إضماره ويجوز أن يؤفك عن القول يعني عن حقه وباطله.
    قوله سبحانه :
    (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) قال ابن الأعرابي الهاء لمحمد ص أي إبراهيم خبر بخبره فاتبعه ودعا له.
    قوله سبحانه :
    (وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً) قال ثعلب يقينا بدل من الهاء كأنه قال وما قتلوا اليقين يقينا ويجوز وما قتلوا الشك يقينا ويجوز وما قتلوا التشبيه يقينا.

    قوله سبحانه :
    (وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) قال ابن الأعرابي الهاء والميم من (فِيهِمْ) لأصحاب الكهف والهاء والميم في (ثامِنُهُمْ) لليهود.
    قوله سبحانه :
    (أَكْرِمِي مَثْواهُ) إنما قال لأن من أكرم غيره لأجله كان أعظم منزلة من يكرم في نفسه.
    قوله سبحانه :
    (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ) إنما قال (مِنْ بُطُونِها) وهو خارج من فيها لأن العسل يخلقه الله في بطن النحل ويخرجه إلى فيه ولو قال من فيها ظن أنه تلقيه من فيها وليس بخارج من البطن.
    قوله سبحانه :
    (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) يعني ذق يا أبا جهل إنك أنت العزيز الكريم في قومك كما كنت تزعم وهذا توبيخ على مقاله ويجوز أن يكون على جهة النقيض كأنه قيل له أنت الذليل المهين إلا أنه قيل ذلك على الاستخفاف به نظيره (إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) يقال للجاهل يا عالم وللقبيحة يا قمر وقيل المعنى أنت الذي تطلب العز في قومك والكرم بمعصية الله تعالى وقيل المعنى أنت العزيز في قومك الكريم عليهم فما أغنى عنك.
    قوله سبحانه :
    (إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ) ليس بمدح لفرعون لأنه قيده بأنه عال من المسرفين والعالي في الإحسان ممدوح وفي الإساءة مذموم.
    قوله سبحانه :
    (وَالَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) والعفو أحسن الجواب هذا شبيه بقوله (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا) والانتصار هاهنا أخذ الحق من المشرك وهو أحسن من العفو.

    قوله سبحانه :
    (فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) قال المبرد أي الذين صاروا مشركين بطاعتهم الشيطان وعبدوا معه الشيطان فصاروا بعبادتهم مشركين ويحتمل أنه عنى به الجبرية.
    قوله سبحانه :
    (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطانَ إِلَّا قَلِيلاً) جاز استثناء القليل لأن المعنى أذاعوا به إلا قليلا ويجوز على علمه الذين يستنبطونه إلا قليلا منهم من لا يعلمه.
    قوله سبحانه :
    (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً) وإنما هو في السماء الدنيا وبينها وبين الثانية مسيرة خمسمائة عام فكيف قال فيهن ومعنى فيهن أي معهن كقوله (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ) ولو كانوا فيكم (ما زادُوكُمْ إِلَّا خَبالاً) والسماوات كلها حيز واحد وإن القمر يخرق السماء الدنيا إلى الثانية فيكون نورا فيهن جميعا.
    قوله سبحانه :
    (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) لا تناقض بينهما لأن ذلك ورد مورد المبالغة بالذم لتضييعهم على ما يلزمهم من أمر الله كأنهم لا يعلمون شيئا ثم بين حالهم فيما غفلوا عنه وما علموه.
    قوله سبحانه :
    (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) قال ثعلب يعني ولا ينقص من عمر آخر غير المعمر المذكور كما تقول العرب عندي دينار ونصفه أي ونصف دينار.
    قوله سبحانه :
    (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) وقوله (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ) لا تنافي بينهما لأنه قول الله ابتداء وقول جبريل إبلاغ والكلام والقول بمعنى واحد

    (باب النوادر)
    الكلام المفيد بين حقيقة ومجاز فالحقيقة من حقها وجوب حملها على ظاهرها والمجاز يجب حمله على ما اقتضاه الدليل ومن حق المجاز أن يكون لفظه لا ينتظم معناه إلا بزيادة أو نقصان أو لوضعه فالزيادة على أنواع فقوله الله أكبر الله أكبر (كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) تكرير اللفظ بعينه وقوله (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) إنما كرر ذلك عقيب كل نعمة كما كرر قوله (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) عند كل زجر وتخويف يقال ألم أحسن إليك ألم أدفع عنك كذا وقوله (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها) كقولهم في الدار زيد قائم فيها وقوله (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ) وقوله (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) تكرير المعنى بلفظين مختلفين قال الشاعر:
    علوته بحسام ثم قلت له
    خذها حذيف فأنت السيد الصمد.

    وقوله (فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ) إشباع وهو إجمال المفصل قال الشاعر:
    ثلاث واثنتان فهن خمس
    وسادسه يميل إلى شمام جبل.

    وقوله (إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) تكرير لفظ على جهة التأكيد كقولهم ذات الشيء ووجه اليوم وعين الصواب وقوله (وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) وقوله (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ) وقوله (يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ) وقوله (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) تأكيد يؤتى به للإحاطة والعموم وقوله (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِراطَ الَّذِينَ) بدل المعرفة من المعرفة نظيره (مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غافِرِ الذَّنْبِ) وقوله (إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. صِراطِ اللهِ) بدل معرفة من نكرة وقوله (بِالنَّاصِيَةِ ناصِيَةٍ) بدل نكرة من معرفة (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) بدل البعض من الكل وقوله (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ) بدل الاشتمال كقولهم سلب زيد ثوبه وقوله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) إلى قوله (عَدْنٍ).
    اعتراض اعترض بين الموضوع والمحمول كلام آخر زيادة للتحقيق والتحسين وقوله (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا) إلى قوله (الْحِجارَةُ) اعتراض اعترض بين الشرط وجوابه وقوله (وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا) وقوله (فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا) أشبع الحرف

    الأخير فتولد الألف وإنما جاز لحفظ التوازن وقوله بسم الله (فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) و (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ) فهذه زيادات وقعت في الأسماء وهي باء ورحمة ووجه ومثل وأنت وقوله (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)
    زيادات وقعت في الأفعال وهي كان وأصبح ونحوها وقوله (لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) في قول (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ)
    زيادات وقعت في الحروف وهي الباء واللام والكاف والواو ومن وعن وإن وأن وإذ وهذه الزيادات في الاسم والفعل والحرف إنما زيد تحسينا للنظم وعمادا للكلام وإن كان المعنى يحصل مع تركها ومتى ما أسقطت لم يختل الكلام وأما ما فقد جاء لأربعة أوجه أن يمنع ما قبله من العمل ولو انتزعتها من الكلام صلح نحو (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) وجاء فلم يمنع ما قبله من العمل ولو أسقطت لم يختل الكلام نحو (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ) وجاء صلة ولو انتزعتها لاختل الكلام نحو (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ) وجاء نحو قوله لأمر ما تصرمت الليالي لأمر ما تصرمت النجوم وأما تكرار القصص في القرآن كقصة آدم وموسى لأنه نزل على حسب الحاجة فكانت تسلية للنبي في ذلك
    فصل
    عادة العرب النقصان في موضع الكفاية حيث تغني الإشارة فيسمى إيجازا وحذفا واقتصارا وقصرا وإضمارا وإنما جاز ذلك إذا كانت دلالة فيما أبقوا على ما ألقوا نحو البر الكر بستين أي بستين دينارا أو بأن يستحيل إجراء الكلام على الظاهر فلا يصح دون المحذوف نحو (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) أي أهلها و (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) أي وقته (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) أي حبه والكلام في هذا الباب على ثلاثة أقسام ما يجوز أن يظهر ويضمر

    وما لا يحسن إضماره ومضمر متروك فما يجوز أن يظهر ويضمر فحذف جملة نحو قوله (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا) وقوله (وَجاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ) تقديره فأرسل فرعون في المدائن حاشرين يحشرون السحرة فحشرهم وقوله (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ) أي فضرب موسى البحر وإنما جاز ذلك لأن أول الكلام وآخره دال عليه فكأنه ملفوظ به.
    وحذف الأجوبة وهو أبلغ قوله (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى) كأنه قال لكان هذا القرآن وقوله (لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلى رُكْنٍ شَدِيدٍ) كأنه قال لمنعتكم وقوله (لَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ) ومنه قولهم لو رأيت عليا بين الصفين.
    وحذف ند أو ضد نحو قوله (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ) ذكر أمة ولم يذكر بعدها أخرى وقوله (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ) ثم قال (هَلْ يَسْتَوِي) ولم يذكر ضده وقوله (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ) وقوله (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ) ثم قال (سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ) وقوله (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً) أراد ولا غير إلحاف وقوله (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) أراد الحر والبرد هذا كقولك لو لا فلان ثم سكت قال التمر:
    فإن المنية من يخشها
    فسوف تصادفه أينما.

    وأما حذف الكلمة ما كان لاسم أو فعل أو حرف فمن الاسم حذف الموضوع وحذف المحمول فالأول هو بناء المجهول على وجوهه ويحذف ذلك إما لشهرة الفعل ومعرفة المخاطب نحو هزم العدو وأخذ اللص (وَغِيضَ الْماءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ فَغُلِبُوا هُنالِكَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً وَسِيقَ الَّذِينَ) الفاعل للعلم بالسابق أو يريد المخبر إخفاء اسم الفاعل وإن لم يعلم المخاطب من فعل ذلك الفعل قوله (ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ) أو أن يحذف لأن الفائدة أنما يقع بذكر المفعول به ويختزل الفاعل ويقام مقام المفعول به مقامه كقولهم لقي الرجل ونفست المرأة (وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَغِيضَ الْماءُ حَتَّى إِذا فُزِّعَ يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) والثاني نحو قوله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً) حذف خبره وقوله (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) أنما جاز ذلك لاستحالة قعيد واحد من الجانبين.
    ويحذف لاختصار الصفة نحو (وَإِذا كالُوهُمْ وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) ويضمر لغير

    مذكور كقوله (كَلَّا إِذا بَلَغَتِ التَّراقِيَ) أي الروح وقوله (ما تَرَكَ عَلَيْها مِنْ دَابَّةٍ) يعني الأرض وقوله (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) يعني القرآن ولم يذكره قبل ذلك ومنه (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) قال المرتضى إنها ترجع إلى الخيل وهو الصحيح.
    وأما المحمول فيحذف ويقام المشبه به مقامه كقولك زيد أسد أي شديد كالأسد قوله (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ) أي سحاب كالجبال وقوله (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) أي هم كالصم والبكم والعمي.
    ويحذف جواب القسم لعلم السامع به نحو قوله (ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ) كأنه قال لتبعثن (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ) وقوله (ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) الآية كأنه قال إنه لحق وقوله (وَالنَّازِعاتِ) إلى قوله (الرَّاجِفَةُ) لم يأت لها بجواب. ويحذف ما يقام المضاف إليه مقام المفعول في إعرابه وتعدى الفعل إليه نحو (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) كأنه قال هم لا يشهدون ولكن الله يشهد بذلك قال ابن جني ومنه الاكتفاء كقوله (يس) إنه اكتفى من جملة الاسم بالسين لأن الياء فيه حرف النداء كَقَوْلِ النَّبِيِّ ص كَفَى بِالسَّيْفِ شَاهِ. أي شاهدا وقال الرماني ومن الحذف قوله (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ) وقوله (طاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ) حذف خبر المبتدأ وقوله (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا) حذف جواب لو ومن حذف المضاف قوله (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) أي بل مكركم بالليل والنهار لأن الليل والنهار لا مكر لهما وقوله (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ) أي إلى حيث أمره ومثله (إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي) لأنه لا يجوز الخروج إليه وأنه ليس في مكان ويذكر في أول الكلام ما يقتضي غيره فلا يستقيم دونه نحو أم وأما وأشباههما مما يقتضي تكراره أو تشبيهه فيقتصر على أحدهما نحو (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ) لم يذكر ما يقتضيه الذي يتعلق به أم كأنه قال يكن هو كذا فحذفه لأن أم يقتضيه ويحذف للاختصار نحو (ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ) أي أمره واحدة أو مرة واحدة.
    حذف الفعل مثل قوله (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً) حذف حلق من حيث كان الفدية متعلقة بالمحذوف الذي هو الحلق دون المذكور فحذف الفعل من غير حذف الفاعل ومثله (وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ) وقوله (فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها) تقديره فضرب فحيي (كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى).
    ويحذف ويقتصر على ما تعدى به من الحروف نحو (بِسْمِ اللهِ) أي ابتدئ باسمه

    جاز ذلك لكثرة الاستعمال وكذلك بالله أحلف وقولهم بأبي وأمي أي أفديك بهما وفي الدعاء بالطالع الأيمن ويا نكد طائر قال وما اشتق منه وإنما جاز ذلك حيث يعطف بكلام على كلام لا يصح أن يكون الثاني من قول الأول نحو (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا) إلى قوله (يَحْيى) فمعلوم أن قوله (يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ) ليس بقول زكريا وأنه جواب لسؤاله
    ويحذف أيضا في غير الجواب نحو (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهِيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعِيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنَّا) من قولهما إذ ليس هاهنا مذكور سواهما وقوله (فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ) تقديره فيقال لهم أكفرتم لأن أما في خبره فاء فلما أضمر القول أضمر الفاء ومثله (تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ) ويعلق الشرط بفعل أو وصف لا يصح تعليقه به على الظاهر نحو (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ) كأنه قال دعني إن كنت تقيا ويعطف آحاد على جملة فيترك الفعل الثاني اقتصارا على الأول من حيث يعلم أن المذكور في الفعل لا يصح في المعطوف نحو (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) أي وادعوا شركاءكم شاعر:
    إذا ما الغانيات برزن يوما
    ورججن الحواجب والعيونا.

    ويحذف في باب الشرط ويقتصر على الجزاء إذا كان المحذوف هو الجزاء بعينه نحو (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ) أي ولو شاء ربك أن يؤمن من في الأرض لآمنوا وقوله (وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ) تقديره ولنعلمه جعلنا ذلك وقوله (وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ) أي وحفظا فعلنا ذلك وقوله (وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها) أي بقراءة صلاتك ومنه قولهم صليت الظهر أي صليت صلاة الظهر وقوله ما شاء الله كان أي ما شاء الله أن يكون كان شاعر : فقلت يمين الله أبرح قاعدا
    ويحذف للاختصار لم أبل ولم أك قوله (وَلَمْ تَكُ شَيْئاً).
    ويحذف للتوازن (وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ) و (يَوْمَ التَّلاقِ) و (يَوْمَ التَّنادِ) الأعشى إذا انتسبت إليه أنكرن ومن الحذف قوله (بَلى قادِرِينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ) أي لجمعها قادرين جعل قادرين حالا من المحذوف إلا أن بلى في الجواب لقوله (أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ) صار كالملفوظ به فلذلك جاز حذفه.
    حذف الحرف وذلك نوعان ما يجوز حذفه وما لا يجوز فالجائز إما أن يكون المعنى متعلقا به كحذف لا يقال والله أفعل ذلك أي لا أفعل قوله (تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) لا تزال تذكر (كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) شاعر : فقلت يمين الله أبرح قاعدا الخنساء :


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 5:05 pm



    فآليت آسى على هالك
    وأسأل نائحة ما لها.

    وإن قوله (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) طرفة:
    ألا أيهذا الزاجري احضر الوغى
    وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي.

    ومن (وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ) أي من قومه وإلى (سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى) وألف مما إذا استفهم نحو (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها عَمَّ يَتَساءَلُونَ) ويا في النداء زيد تعال وعمر اذهب (يُوسُفُ أَعْرِضْ) وللتوازن (الْكَبِيرُ الْمُتَعالِ) لبيد وبإذن الله ريثي وعجل وللاختصار (يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى) أي وأخفى منه ولنداء الترخيم : ونادوا يا مال يا جار لا أرمين منكم بذاهبة إمرؤ القيس: أفاطم مهلا ونون الجمع (وَلا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ) نصب خيرا بالإضمار أي انتهوا يكن الانتهاء خيرا لكم وإضمار من (وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ).
    وحذف التنوين عن محمد بن جعفر وزيد بن عمرو.
    وحذف الكناية في بعض المواضع إذا كانت متعلقة بالفعل فإن الفعل يضمر فيه نحو (وَأَلْقَيْنا عَلى كُرْسِيِّهِ) يعني وألقيناه ومن القصر (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ) (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها قَدْ أَحاطَ اللهُ بِها) و (إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)
    فصل
    وضع الكلام في غير موضعه على ثلاثة أوجه قلب ونقل وتغيير فالقلب على وجوه منها تقديم المؤخر وتأخير المقدم تقول أكرمني وأكرمته زيد أي أكرمني زيد وأكرمته (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً) تقديره آتوني قطرا أفرغه عليه (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) وسئل عبد الله بن طاهر الحسين بن الفضل أيجوز أن يقال (وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ) فقال الحسين معناه خر راكعا بعد أن كان ساجدا. طرفة : كذيب الغضا نبهته المتورد وتقديم الخبر على الاسم (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) وتقديم المفعول على الفاعل زيدا ضربه عمرو وقوله (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) وقلب الفعل نحو أدخلت الخاتم في إصبعي والخف في رجلي وعرضت الدابة على الماء قوله (ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ) وإنما العصبة أولو القوة تنوء بها (ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ ما ذا يَرْجِعُونَ) الأعشى : إذا ما السراب ارتدى بالأكم القطامي : كما طينت بالفدن السياعا.
    وتحويل الخبر إلى الأمر (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي) نقل بعضه إلى لفظ

    الأمر وترك بعضه على لفظ الخبر وقوله (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ) وقوله (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) إنما جاز ذلك حين علم أن الأمر لا يصح هناك وتحويل الأمر إلى الخبر (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) ومثله (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً) وإلى التهديد (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) وإلى التعجب (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا) وإلى التخيير (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) وإلى الدعاء والسؤال (اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) و (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) وإلى الوجوب (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ أَقِيمُوا الصَّلاةَ) وإلى الندب (وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) وإلى الإباحة (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) وإلى التحدي (فَأْتُوا بِسُورَةٍ) وتحويل الدعاء إلى الخبر (قاتَلَهُمُ اللهُ) إمرؤ القيس:
    هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا
    وما ذا يؤدي الليل حين يئوب.

    لفظ الاستفهام للتبعيد (أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا) وللتعجب (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) ثم قال (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) ثم قال (لِيَوْمِ الْفَصْلِ) وللتوبيخ (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا) لفظ الاستفهام ولا يراد به الاستفهام (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ) لفظ الماضي للحال (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) أي أنتم خير أمة.
    وللاستقبال (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) وإنما قال أتى لقوله (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) عبر بلفظ الماضي ليكون أبلغ في الموعظة وإن قوله (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) يدل على أنه بمعنى يأتي (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) و (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ونحوها لأن الله تعالى إذا أخبر بشيء فلا بد من كونه فكأنه واقع و (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ) الحطيئة: شهد الحطيئة حين يلقى ربه أن الوليد أحق بالغدر لفظ المستقبل للماضي (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً) وأما قوله (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) أي كان ويكون وهو كائن قال الفراء في قوله (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ) أتى بمستقبل ثم عطف عليه بماض في قوله (وَأَصابَهُ الْكِبَرُ) وإنما جاز ذلك في يود لأنها تتلقى مرة بأن ومرة بلو فجاز أن يقدر أحدهما مكان الأخرى لاتفاق المعنى فكأنه قال أيود أحدكم لو كان له جنة من نخيل وأعناب وأصابه الكبر وقال الرماني إنه قد دل بأن على الاستقبال ويتضمن الكلام معنى لو على التمني كأنه قيل

    أيحب ذلك متمنيا له والتمني يقع على الماضي والمستقبل وقال أبو علي الفارسي جاء في القرآن من ذلك كثير قوله (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا) وما لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر (وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) الآية وما لفظه لفظ الخبر ومعناه الحكاية (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ) فهذا حكاية لقول اليهود إنهم ادعوا ذلك في كتابهم يدل عليه ما بعده (قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ومثله (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) يدل عليه قوله (قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا).
    خطاب الواحد بلفظ الجمع (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها) والقاتل واحد (فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) والقاتل رجل اسمه قدار هذا كما يقال فعلت بنو تميم كذا وقتل بنو فلان فلانا وإن كان الفاعل أو القاتل واحدا منهم ومنه قراءة من قرأ (فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) بتقديم المفعولين على الفاعلين وهو اختيار الكسائي وثعلب اسم واحد يراد به الجمع قوله (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) والمراد به الأطفال (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) ومن جمع فلاختلاف الصلاة كما قال (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ) قال أبو عبيدة (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ) معناه على أسماعهم ويجوز أن يكون موضع سمعهم فحذف لدلالة الكلام عليه ويكون المراد بالمصدر لأنه يدل على القليل والكثير (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) عبر عن الواحد بلفظ الجمع لأمرين أحدهما أن تقديره جاء بالقول من قبل الناس فوضع كلامه موضع كلامهم والثاني أن الواحد يقوم مقام الناس لأن الإنسان إذا انتظر قوما فجاء واحد منهم قد يقال جاء الناس إما لتفخيم الشأن وإما لابتداء الإيقان بيت : جاء الشتاء وقميصي أخلاق.
    لفظ جمع يراد به الواحد (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ) يعني المسجد الحرام (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ) وهو رجل نادى يا محمد إن مدحي زين وإن شتمي شين (وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الطائفة خرجت من حيز الواحد ودخلت في آخر

    وفي التفسير واحد واثنان فما فوقهما (بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) وهو واحد يدل عليه قوله (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ) يقال ما أحسن ثدياها وترائبها.
    خطاب الاثنين والنص لأحدهما (فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى فَتابَ عَلَيْهِ) وهما آدم وحواء (قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) المعنى ويا هارون و (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) أمر الواحد بلفظ الاثنين (فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) المعنى أن كل واحد منا رسول رب العالمين ويقال افعلا ذلك قال إمرؤ القيس : قفا نبك وقال الأعشى : ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا أراد قفن واعبدن فقلب النون الخفيفة فيهما ألفا أما قوله لمالك (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) ففي أخبار أهل البيت ع إن الخطاب للنبي ص وأمير المؤمنين ع وقال المبرد هذا فعل مثنى للتأكيد كأنه قال ألق ألق.
    لفظ التثنية والمراد الجمع قال الشعبي رجلان جاءوني فقال عبد الملك لحن العراقي فقال الشعبي لم ألحن مع قوله (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا) خطاب الجمع ويحتمل التثنية (وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ويجوز أن يحضر اثنان (فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ) أراد إخوان فصاعدا.
    خطاب الجمع والمراد التثنية (وَأَلْقَى الْأَلْواحَ) وجاء في التفسير أنهما لوحان (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) وهما عائشة وحفصة (أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ) وهما اثنان عائشة وصفوان (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) يقال امرأة ردم المرافق عظيمة الأوراك عظيمة الأنساء وألقى فلان في لهواته ومما يقع على الواحد والجمع أسماء جاءت على لفظ المصدر فيستوي فيه الواحد والتثنية والجمع نحو (فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ) الآية (هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ الْمُكْرَمِينَ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ).
    الأخبار عن الجماعتين بلفظ الاثنين (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) الأسود بن يعفر:
    إن المنايا والحتوف كلاهما
    في كل يوم ترقبان سوادي.

    جمع الفعل عند تقدمه الاسم جاءوني بنو فلان وأكلوني البراغيث (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ) قال الشاعر:
    نتج الربيع محاسنا
    ألقحنها غر السحائب.

    واحد في مقابلة جمع أقررنا به عينا (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ

    لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) قال ابن جريح إنما جاء لعظم القدر كقوله (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) ويقال لأنهم استغاثوا بالله ثم رجعوا إلى مسألة الملائكة جمع في مقابلة واحد (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً).
    إن العواذل لسن لي بأمين
    المال هدى والنساء طوالق

    ذكر شيئين والمراد واحد (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) وإنما يخرج من المالح لا من العذب (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ) والرسل من الإنس دون الجن (وَقاسَمَهُما إِنِّي لَكُما لَمِنَ النَّاصِحِينَ) والقسم كان من إبليس لآدم (نَسِيا حُوتَهُما) وإنما نسيه يوشع لقوله (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) كقولهم عاقبت اللص وقاولت الرجل وعافاه الله.
    ذكر الواحد والمراد اثنان قوله (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنازِلَ) ولم يقل وقدرهما لأنه أراد القمر لأنه يحصي شهور الأهلة شعر:
    رماني بأمر كنت منه ووالدي
    نئوما ومن قعر الطوي رماني.

    جمع شيئين من اثنين (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) ويقال الحسنين والعمرين.
    تذكير المؤنث (وَقالَ نِسْوَةٌ) تأنيث المذكر (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا) وما فيه شيء واحد ذكر على الأمرين (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً قُلْ هذِهِ سَبِيلِي يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها).
    الخطاب الشامل للذكران والإناث (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) غلب الرجال لقوله (الرِّجالُ قَوَّامُونَ).
    جمع الجمع (كَأَنَّهُ جِمالَتٌ صُفْرٌ) في جمع جمال (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ) في جمع أسورة وقول موسى ع (لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ) أقامها مقام الجماعة للإنس بها والسكون إليها في الأمور الموحشة ويجوز أن يكون على طريق الكناية على هذا التأويل.
    فاعل قرن بمفعول (أَنَّى يُؤْفَكُونَ أَنَّى يُصْرَفُونَ) كقولهم أين يذهب بك (وَعْدُهُ مَأْتِيًّا حِجاباً مَسْتُوراً).

    مفعول على لفظ فاعل (فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ حَرَماً آمِناً مِنْ ماءٍ دافِقٍ لا عاصِمَ الْيَوْمَ) كقولهم سر كاتم ومكان عامر وامرأة طالقة.
    لفظ المصدر والاسم للفاعل (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) أي البار ويقال ولكن البر بر من آمن بالله يقال رجل عدل أي عادل ورضى أي مرضي وبنو فلان لنا سلم وحرب أي مسالمون محاربون.
    فعيل بمعنى مفعل (بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي مبدعهما (عَذابٌ أَلِيمٌ) أي مولم
    فعيل بمعنى فاعل (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) ومثله سميع وبصير وحفيظ.
    فاعل بمعنى أفعل (راعِنا لَيًّا) يعني أرعنا سمعك اسم بمعنى المستقبل (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ)
    فصل
    النقل هو الاستعارة والإبدال فالاستعارة أنواع منها أن يستعمل لفظ مكان لفظ من حيث يكون المستعار يفيد المستعار له زيادة حال نحو (فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ) فللصدع تأثير ليس للتبليغ والابتداء باسم العاقبة لكونهما متفقين نحو (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) وإنما كان يعصر العنب (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً) يذهبون إلى الإفناء كقولهم أكلته النار (عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً) ويقال فلان عفيف الإزار أي الفرج والعاقبة باسم الابتداء (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) فالثاني جزاء لا سيئة (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) الشاعر:
    فإن الذي أصبحتم تحلبونها
    دم غير أن اللون ليس بأشقرا.

    وسمى الشيء باسم ما يؤدي إليه (فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) سمى الجنة رحمة من حيث تنال برحمته (يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ) أي نحو السماء للمطر قال رؤبة : كالنخل في ماء الرضاب العذب.
    إجراء ما لا يعقل مجرى من يعقل (يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) إنما كان كذلك لأنه نطق كمن يعقل (وَاللهُ خَلَقَ

    كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ) الآية ومنه في الجمع (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي ساجِدِينَ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ يَنْطِقُونَ).
    جمع العقلاء لمن لا يعقل (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي) يعني الأصنام لما وصفها بالعداوة التي تكون من العقلاء جمعها جمع العقلاء لأنها كالعدو في الضرر بعبادتها ويجوز أن يكون المراد من يعبد الله مع عبادة الأصنام فيكون جمع من يعقل ولذلك استثنى فقال (إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ) فعلى الوجه الأول يكون الاستثناء منقطعا ويكون إلا بمعنى لكن ويقال أرض وأرضون ولقيت منهم الأمرين عبدة بن الطبيب :
    إذ أشرف الديك يدعو بعض أسرته
    إلى الصياح وهم قوم معازيل.

    إضافة الاسم إلى الفعل (عامٌ فِيهِ يُغاثُ النَّاسُ هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) يقال هذا يوم يدخل الأمير.
    إضافة الشيء إلى نفسه (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) تقديره لهو الحق اليقين ويقال صلاة الأولى ومسجد الجامع وكتاب الكامل وحماد عجرد وخاتم فضة وخبز شعير وعنقاء مغرب.
    إقامة وصف الشيء مقام اسمه (وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ) يعني السفينة (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ) يعني الخيل كما يقال ركب الأغر والأشقر إقامة الإنسان مقام من يشبهه (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) أي مثلهن في التحريم يقال زيد عمرو أي في الشبه وأبو يوسف أبو حنيفة أي في الفقه والبختري أبو تمام أي في الشعر.
    وصف الشيء بما يقع فيه (فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) كما يقال ليل نائم وليل ساهر إضافة الفعل إلى غير فاعل قال غلام للعباس بن الحسن العلوي يا مولاي كنت عند فلان فإذا هو يريد أن يموت فضحك الكسائي والبريدي من قوله فقال العباس قد قال الله تعالى (فَوَجَدا فِيها جِداراً يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَ) أي يكاد الراعي:
    في مهمة قلقت به هاماتها
    قلق الفئوس إذا أردن تصولا.

    الراجز امتلأ الحوض وقال قطني أضافه إلى الله تعالى بيت الله خليل الله ناقة الله نار الله في أرض الله في لعنة الله النسبة إلى ما لم يكن (يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) وهم لم يكونوا في النور من قبل (وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ وَالْمُنافِقِينَ)

    يقال عاد فلان شيخا وعاد الماء آجنا إمرؤ القيس:
    وما كلون البول قد عاد آجنا
    قليل الأصوات ذي كلإ محلى.

    الهذلي:
    أطعت العرض في الشهوات حتى
    أعادتني أسيفا عند عبد

    فصل
    التغيير هو ما يقتضيه ظاهره وذلك على وجوه منها تعميم الخصوص قوله (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) معناه خطاب للجماعة وقوله عن موسى ع (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) أي مؤمني زمانه وكذلك قوله عن النبي ص (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) وقال (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا) وإنما قاله قوم وما لفظه لفظ الخاص ومعناه العام (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) وما لفظه لفظ العام ومعناه الخاص قوله (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) والمزكي في الركوع كان عليا ع وقوله (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) والقائل نعيم بن مسعود وقوله (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ) وإنما دمرت قوم عاد وقوله (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) ولا يجوز قطع كل سارق نحو سارق حبة من حرز أو سارق دينار من غير حرز.
    تعميم بعد خصوص قوله (وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) فخصص السبع ثم أتى بالقرآن العام.
    تخصيص بعد عموم قوله (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ) يقال جاء القوم والرئيس والقاضي
    تخصيص البعض قوله (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ) خصص البعض بكونه محكما من حيث وصفه بأنه أم الكتاب أي منه آيات ظاهرات المعاني وإليها المرجع إذ أم كل شيء ما يرجع إليه.
    حمل اللفظ على المعنى في تذكير المؤنث و (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) حمل على السقف وكل ما علاك فهو سماء (وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) حمل على المكان (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) عنى الجنة يضم إلى كشحية كفا مخضبا حمل على العضو حمل اللفظ

    على المعنى في تأنيث المذكر قوله (وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) والسعير مذكر ثم قال (إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها) حمله على النار (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ) الأعشى : شرابهم قبل تنقادها حمل على الخمر غيره سائل بني أسد ما هذه الصوت أي الجلبة حمل الكلام على اللفظ تارة وعلى المعنى تارة قوله (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً).
    الحمل على اللفظ والمعنى للمجاورة (فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكاءَكُمْ) ولا يقال أجمعت شركائي وأجمعت أمري وَقَوْلُ النَّبِيِّ ص ارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأْجُورَاتٍ. والأصل موزورات وقولهم الغدايا والعشايا أصله الغدوات جحر ضب خرب إمرؤ القيس : كبير أناس في بجاد مزمل.
    التسمية بالمجاورة (يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً) أي ينزل المطر من السماء (إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) أي عنبا عفيف الإزار أي الفرج عطف الشيء على آخر لا يصح في الثاني وحور عين بالخفض عطف على قوله (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ) والحور لا يطاف بهن إمرؤ القيس : يا ليت شخصك قد غدا متقلدا سيفا ورمحا والرمح لا يتقلد استثناء الشيء من غير جنسه (فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبى وَاسْتَكْبَرَ) قال النابغة:
    ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم
    بهن فلول من قراع الكتائب.

    والفلول ليس بعيب استثناء لم يدخل في لفظ المستثنى منه (إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي) يعني لكن الذي فطرني (لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ) إنما يريد المكره لأنه مظلوم (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) المعنى لكن الموتة الأولى أو دع الموتة الأولى الجعدي:
    فتكاملت أخلاقه غير أنه
    جواد فما يبقى من المال باقيا

    المعنى لكنه جواد.
    ذكر الشيء والمراد غيره (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) وهذا كثير في القرآن الرجوع من المخاطبة إلى المغائبة (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِها جاءَتْها رِيحٌ عاصِفٌ) خاطب الجماعة بالتفسير ثم

    خص راكب البحر (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمانِينَ جَلْدَةً وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) المعنى فاجلدوا كل واحد منهم ثمانين جلدة (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) ثم قال (مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ما لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ) فكأنه أخبر النبي ثم خاطبه معهم (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ. فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ وَسَقاهُمْ رَبُّهُمْ شَراباً طَهُوراً إِنَّ هذا كانَ لَكُمْ جَزاءً وَكانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُوراً).
    أوس:
    لا زال مسك وريحان له أرج
    على صداك بصافي اللون سلسال.

    الرجوع من الكناية إلى المخاطبة (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُ) إلى قوله (وارِدُها) و (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) إلى قوله (نَسْتَعِينُ) النابغة:
    يا دار مية بالعلياء فالسند
    أقوت وطال عليها سالف الأبد.

    الانتقال من خطاب مخاطب إلى خطاب غيره ومن كناية إلى خلافها قوله (إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً. لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ) فانصرف من مخاطبة المرسل إلى مخاطبة المرسل إليهم ثم قال (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ) وهو يعني مرسل الرسول قال الهذلي:
    يا لهف نفسي كان خدة خالد
    وبياض وجهك للتراب الأعفر.

    لم يقل بياض وجهه ذكر المكان والمراد ساكنه (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) والمراد ساكنها (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) يقال شربت كأسا وأكلت قدرا الاقتصار على البعض للكل (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ) ومن للتبعيض والمراد الكل (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) أي ربك قعد فلان على ظهر دابته لبيد : ويرتبط بعض النفوس حمامها أي كلها ذكر جملة ثم يتلوها التفصيل (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ) وهم الأنصار (يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) وقال فيمن جاء من بعدهم (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) وقوله (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) وإنهم (يَقُولُونَ) مع علمهم (آمَنَّا بِهِ) فوقع آمنا به موقع الحال والمعنى أنهم يعلمونه قائلين آمنا به (كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) وقوله (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ) إلى قوله (شَدِيدُ الْعِقابِ) وقوله (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً) إلى قوله (رَؤُفٌ رَحِيمٌ) العرب تجعل كل ما يقع عليه الإفهام أو يدل على شيء قولا
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 5:06 pm

    وكلاما ونطقا وفعلا كما جاء في حكاية عيسى ع (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) ثم كان هذا الكلام على طوله بالإشارة و (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) و (أَحَطْتُ بِما لَمْ تُحِطْ بِهِ) و (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) و (يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ) و (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) الطائي:
    الدار ناطقة وليست تنطق
    بدثورها إن الجديد سيخلق.

    عنترة في الفرس:
    فأزور من وقع القنا بلبانه
    وشكا إلى بعيرة وتحمحم.

    وقال شاعر عن ناقته :
    تقول إذا دارت لها وضيني
    أهذا دينه أبدا وديني

    أكل الدهر حل وارتحال
    أما يبقى علي ولا يقيني.

    غيره في ذئب:
    يستمحر الذئب إذا لم يسمع
    بمثل مقراع الصفاء الموقع.

    وقال في الذباب:
    مستأسد ذبابة في غيطل
    يقلن للرائد أعشت انزل

    يعني أنه دل بطنينه على المرعى.
    نفى أريد به الإثبات (لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) يعني أنها شرقية وغربية ويصيبانها جميعا يقال هذا لا أسود ولا أبيض ولا حلو ولا حامض وفلان كالخنثى لا ذكر ولا أنثى أي جميع ذلك ثبت :
    أبو فصالة لا رسم ولا طلل
    مثل النعامة لا طير ولا جمل.

    وقال المبرد وثعلب معنى الآية بل شرقية وغربية وهو أحسن ما يكون من الشجر تطلع الشمس وتغرب عليها إثبات أريد به النفي وفيه مبالغة قولهم فلان لا يرجى خيره أي لا خير عنده على وجه من الوجوه ومثله قل ما رأيت مثل هذا الرجل أي إن مثله لم ير إلا قليلا قال إمرؤ القيس : على لاحب لا يهتدي بمناره أي لا منار له يهتدي بها وقال سويد:
    من أناس ليس في أخلاقهم
    عاجل الفحش ولا سوء الجزع.

    أراد نفي الفحش والجزع عن أخلاقهم وقولهم فلان غير سريع إلى الخنى أي لا يقرب الخنى وعلى هذا تأويل آيات منها (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِ) وقوله (وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِياءَ بِغَيْرِ حَقٍ) فدل على أن قتلهم

    لا يكون إلا بغير حق ثم وصف القتل بما لا بد أن يكون عليه من الصفة وهي وقوعه على خلاف الحق وقوله (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) أنما هو وصف لهذا الدعاء وأنه لا يكون إلا عن غير برهان وقوله (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) أي لو كان هناك عمد لرأيتموه فإذا نفى رؤية العمد نفى وجوده وقوله (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) تأكيد في تحذيرهم في الكفر وهو أبلغ من أن يقول ولا تكفروا به وقوله (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً) أي لا مسألة تقع منهم وقوله (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) صار نفي الثمن القليل نفيا لكل ثمن وقوله (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) والإثم والبغي بغير الحق وقوله (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ)
    نفى الشيء لعدم كمال صفته (لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) نفى الموت والحياة لأنهما ليسا بصريحين (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى) من مشرب ولكن سكارى من فزع ووله أبو النجم:
    يلقين بالخيار والأجارع
    كل جهيض لين الأكارع


    ليس بمحفوظ ولا بضائع.
    الدعاء على جهة الذم لا يراد به الوقوع (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) النبي ص عقرى حلقى الشاعر ماله لا عد من نفره
    فصل
    معاني القرآن على أقسام ما اختص الله بالعلم به فلا يجوز لأحد تكلف القول فيه كقوله (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) السورة وما لا يمكن معرفته إلا بالأثر الصحيح كقوله (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) وما يكون ظاهره مطابقا لمعناه كقوله (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ) وما كان اللفظ مشتركا بين معنيين كلاهما يمكن أن يكون مرادا فيجوز كلاهما وإذا دل الدليل على فساد أحدهما حمل المعنى الآخر مثل (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) وهو المتشابه.
    ومحكم وهو ما يجب العمل بظاهره كقوله (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً) وعام وهو ما يعم المكلفين بالخطاب (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ

    فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ) الآية (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ).
    وخاص وهو ما يتناول مكلفا دون مكلف نحو (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) ومجاز قوله (فَذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي) قال خالد القسري في هزيمته أطعموني ماء.
    وما تأويله قبل تنزيله مثل قصص الأنبياء والأمم السالفة وآية الظهار في الجاهلية إذا ظاهر الرجل من امرأته حرمت عليه إلى آخر الدهر ومنه قوله في أنصاري (قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها) ومن ذلك ما نهى عن المجامعة في شهر رمضان وفيه حديث عمر.
    وما تأويله مع تنزيله (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)
    وما تأويله بعد تنزيله (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَعَدَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْكُفَّارَ نارَ جَهَنَّمَ).
    وما اختلفوا في سببه وهو سبعة أنواع اختلاف إعراب الكلمة أو حركة بنائها فلا يزيلها عن صورتها في الكتاب ولا يغير معناها نحو (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) وأطهر (وَهَلْ نُجازِي) وهل يجازى وبالبخل والبخل وميسرة وميسرة واختلاف في إعراب الكلمة وحركة بنائها مما يغير معناها ولا يزيلها عن صورتها نحو (رَبَّنا باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا) على الخبر وعلى الدعاء إذ تلقونه وتلقونه ننشزها وننشزها واختلاف في حروف الكلمة دون إعرابها مما يغير صورتها دون معناها نحو (إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً) وإلا زقية كالعهن المنفوش والصوف المنقوش.
    واختلاف في الكلمة مما يزيل صورتها ومعناها نحو (طَلْحٍ مَنْضُودٍ) وطلع.
    واختلاف بالتقديم والتأخير (وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِ) وسكرة الحق بالموت.
    واختلاف بالزيادة والنقصان مما عملت أيديهم و (ما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) (فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) فإن الله لغني حميد في سورة الحديد وما اتفقوا عليه (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) وما اختلفوا فيه نحو المتشابهات والتأويلات وقصة واحدة أدخل بينهما فاصلة مثل (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُمْ بِهِنَ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ) إلى قوله (ذلِكُمْ فِسْقٌ) ... (فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا) إلى قوله (تُرْجَعُونَ وَأُوحِيَ إِلى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ) الآية (وَإِبْراهِيمَ إِذْ قالَ

    لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللهَ وَاتَّقُوهُ) إلى قوله (تُرْجَعُونَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ) ومسألة استرشاد أين زيد وهل عندك عمرو (وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) ومسألة التوبيخ ألم أحسن إليك فكفرت (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ). جرير:
    ألستم خير من ركب المطايا
    وأندى العالمين بطون راح

    وقوع بعض حروف المعنى مواقع بعض (أَمْ يَقُولُونَ شاعِرٌ) بل يقولون (أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ) أتريدون (أَوْ يَزِيدُونَ) بل يزيدون (أَوْ كَفُوراً) وكفورا (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) ومع ومثله (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) و (إِنْ كُنَّا عَنْ عِبادَتِكُمْ) مع (وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ) إذ (وَما يُشْعِرُكُمْ) إنها لعلها (لِتَشْقى. إِلَّا تَذْكِرَةً) بل تذكرة ومثله (بِعَذابٍ أَلِيمٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِمُصَيْطِرٍ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى) لكن من تولى (إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) إذا و (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى) إذا (أَنَّى يُحْيِي هذِهِ اللهُ) كيف ومثله (أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) متى (بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا) إن الذين لأن القسم له جواب (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ) مع ذلك ومثله (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ) مع ذلك (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ) وكم ومثله (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) وإن لفقدان الجواب كقوله (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ فَلَوْ لا إِذْ جاءَهُمْ) فهلا ومثله (لَوْ لا يَأْتِينا لَمَّا يَذُوقُوا) لم ومثله (كَلَّا لَمَّا يَقْضِ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى) فلم مثل قوله وأي عدلك لا ألما و (قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي) عندي ومثله (لَاتَّخَذْناهُ مِنْ لَدُنَّا وَأَلْفَيا سَيِّدَها) عندها (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) كي (وَما خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى) ومن (فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) على (سَلامٌ هِيَ حَتَّى) إلى (أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) فما دونها يقال فلان أسفل الناس فيقول وفوق ذلك (فَسْئَلْ بِهِ خَبِيراً) عنه علقمة : فإن تسألوني بالنساء فإنني (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) إلى (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى) بالهوى (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا) ومثله (يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ) إي وربي نعم وربي إمرؤ القيس : تصد وتبدي عن أسيل وتتقي هل أتاك قد أتاك ومثله (هَلْ أَتى إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها) ما كل نفس إلا عليها حافظ (وَهُمْ لَها سابِقُونَ) إليها (بِعَذابٍ واقِعٍ) عن (لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا) علينا ومثله (وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ) قال أبو عمرو (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ) ليأكلون وقال ثعلب (وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) أي ما كان أصحاب الأيكة إلا ظالمين وقال أبو عبيدة (اكْتالُوا عَلَى النَّاسِ) من الناس

    فصل
    قد تفرد التنزيل بشيء فيكون أمارة له فمن ذلك ما قال ابن عباس لفظ الريح في الشر ولفظ الرياح في الخير قوله (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ) وقال ابن المسيب لفظ الإمطار للعذاب قوله (وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ) ولفظ المطر للرحمة قوله وقال غيره لفظ ما أدراك مفسر ولفظ ما يدريك مبهم نحو (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ ما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ) وقوله (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً) وقال ابن فارس وفي القرآن ألفاظ تفردت بمعنى لا يشبه أخواتها نحو (بِثَمَنٍ بَخْسٍ) أي حرام و (لِيَجْعَلَ اللهُ ذلِكَ حَسْرَةً) أي حزنا (لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا) أي عونا وخدما (وَصَلَواتٌ) أي بيوت عبادتهم (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً) أي تطهيرا (حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ) أي الحلم (غَضْبانَ أَسِفاً) أي مغتاظا (لَأَرْجُمَنَّكَ) أي لأشتمنك (وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما) أي الضرب في الحد (سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ) أي شيء كرأس الهر له جناحان كانت في التابوت (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) أي السراج (الرُّجْزَ فَاهْجُرْ) أي القسم الذي اجتنبت عبادته (نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ) أي حوادث الزمن (مُنْكَراً مِنَ الْقَوْلِ وَزُوراً) أي كذبا من غير شك (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ) أي شخصت (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) أي ظلما (فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ) أي الحجج (وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) أي القصور المرتفعة في السماء الحصينة (كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) أي المقرون بالعبودية (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) لم يعلموا (حُسْباناً مِنَ السَّماءِ) أي عذابا (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) البرية والعمران (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ) هجم عليه ولم يدخلها (تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما) صحفا وعلما (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً) في النفقة (فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ) العتادة (فَكانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ) المقروعين (وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ) قرناءهم (عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا) وقوله (أَحَدُهُما أَبْكَمُ) أي لا يقدر على الكلام (وَادْعُوا شُهَداءَكُمْ) شركاءكم (جِثِيًّا) في سورة الجاثية أي يجثوا على ركبها و (لَوْ لا أَنْ صَبَرْنا) وقوله (وَاصْبِرُوا عَلى آلِهَتِكُمْ) صبر غير محمود (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ) وهم غير أشقياء حفظ الفروج عن الزناء إلا قوله (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) فإنه الستر
    فصل
    قال نافع بن الأزرق لابن عباس أتعرف العرب الشواظ قال أما أمية بن الصلت فكان يعرف

    حين هجا حسان :
    يمانيا يظل يشد كيرا
    وينفخ ذائبا لهب الشواظ

    قال هل تعرف أمشاجا نبتليه قال أما أبو ذؤيب الهذلي فكان يعرف حيث قال :
    كان النصل والفوقين منها
    خلال الريش سيط به المشيج

    قال هل تعرف بنين وحفدة قال أما جميل بن معمر يعرفه حيث يقول :
    حفدا لو لا يد حولهن وأسلمت
    بأكفهن أزمة الإجمال

    قال وهل تعرف (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) قال أما الأعشى فقد عرفه حيث قال :
    تذكرت ليلى لات حين تذكري
    وعلقت منها حاجة لا تبرح

    قال أتعرف (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) قال أما الشاعر فقد علم لقوله :
    زنيم تداعاه الرجال زيادة
    كما زيد في عرض الأديم الأكارع

    قال وهل تعرف الصمد قال أما القائل فقد عرف لقوله :
    إلا بكر الناعي بخبري بني أسد
    بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد

    قال محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني رضي الله عنه هذا آخر كتاب متشابه القرآن والمختلف فيه مما عولت عليه فإن اتفق فيما بينته وشرحته شيء يمكن أن يذهب فيه إلى معنى سوى ما ذكرته فإن الحقائق متفرقة والمعاني مشتركة إذا كان الذاهب إليهما محققا لمذهب العدل محصلا لمعاني كلام العرب وأسأل الله تعالى العفو والعافية في الدنيا والآخرة وأستغفره إن عثرت فيه عثرة إنه سميع مجيب تم الكتاب في سنة سبعين وخمسمائة.
    (خصوصيات هذه النسخة الشريفة)
    والحمد لله على اختتام طبع هذا الكتاب المستطاب باحسن ما يمكن.
    ولقد اجتهدنا بغاية الجد فى تنقيح هذه المجموعة الشريفة وتصحيحها ومقابلتها ومعارضتها على النسخ المخطوطة وتنظيم جملاتها وتفصيلها بالعلائم المخصوصة المتداولة
    ولما لم يكن عندنا الا ثلث نسخ مخطوطة غير مصححة : فبذلنا جهدنا فى مطابقتها واخراج هذه النسخة منها ، واذا راينا الاختلاف بينها فى كلام فقد اخترنا ما هو الاقرب بالصواب
    ولما شاهدنا بعض الجملات غلقة متشابهة غير مفهمة للمعنى المراد ، فنقلناها بعينها واثبتناها من غير تصرف وتغيير : وذلك ان منظورنا حفظ هذا الكتاب الشريف

    من معرض التلف ، ولم يكن لنا اليوم مجال ازيد من هذا المقدار للتحقيق والعرض. والرجوع الى المآخذ.
    فالمرجو من الله تعالى ان يوفقنا لتجديد طبع هذه النسخة مع زيادة دقة وتحقيق واستدراك ما فات عنا فى هذه الطبعة من ضبط اللغات المشكلة وتوضيح الجملات المتشابهة وضبط الاسماء والامكنة ، وترتيب الفهرس الكامل
    ثم انا اضفنا الى اصل الكتاب بعد الايات المعنونة عددها من السور التى اشرنا اليها بعدها لتكميل الفائدة ، ولما رأينا فى مقام يقتضى تعليقا لازما فذيلناه به بالاختصار
    والحقنا بالجزء الاول فهرسا بعنوان مطالبه ، وجعلنا فى خاتمة الكتاب فهرسا جامعا للايات المعنونة عنها فى الكتاب بترتيب الحروف حتى يسهل تناولها.
    ونسئل الله العناية والتوفيق وان يمن علينا بحسن الختام بمحمد (ص) خاتم النبيين وآله الطاهرين المنتجبين
    وقد فرغنا فى غرة شهر جمادى الاخرة من شهور سنة تسع وستين وثلثمائة بعد الالف من الحجرة النبوية
    حسن المصطفوى

    فهرس الموضوعات (الجزء الثانى)
    ما يتعلق بالنبى (ص) 1 ـ 25
    باب ما يتعلق بالامامة
    وجوب وجود امام او نبى فى كل زمان 25
    عصمة الامام. 26
    الامام افضل رعيته واعلمهم 27
    الامام اشجع الناس وازهدهم 28
    على (ع) ولى المؤمنين 29
    ما كان فى غدير خم 30
    فضائل امير المؤمنين (ع) 31 ـ 40
    استدلال المفيد (ر ه) فى الامامة 44
    فضل الحسنين (ع) 45
    الاستدلال على امامتهما 46
    الامام بعد الحسين (ع) ابنه على (ع) ورد على الكيسانية 47
    استدلالات على امامة الائمة ع 48 ـ 58
    اجر الرسالة مودة القربى 59
    آل ياسين 61
    من هم اهل البيت 62
    اولاد فاطمة (ع) ابناء النبى ص 63
    ايمان آمنة وابى طالب (ع) 64
    فضائل ابى طالب 64
    مثالب بعض السلف 67
    لا يكون الامامة الا باختيار من الله 70
    المهاجرون الاولون 71
    لم يصل النبى (ص) خلف احد 72
    معنى السابقين 74
    سورة البرائة وكلام حولها 74
    كلام حول آية : ثانى اثنين ... 75
    دليل على امامة الائمة 76
    جمع القرآن وحفظه 77
    من هو الباغى 78
    لا يجوز اتباع احد غير الامام 78
    هل يعذب الله قبل ارسال الرسل 79
    هل يكون التكليف قبل الارسال 80
    باب المفردات
    التوبة وشرائطها 81

    حبط الاعمال 86
    الخالدون فى النار 88
    الرزق وان الله هو الرزاق 89
    توتى الملك من تشاء 92
    الاجل 93
    البداء 94
    الموت 96
    الرجعة 97
    اعادة الخلق والقيامة 98
    القبر وسؤاله 99
    معنى العمى فى الدنيا والآخرة 102
    الناس يوم القيمة 103
    اليوم ومقداره 106
    هل يدخل جميع الناس جهنم 107
    الخلود فى النار 108
    الحساب فى القيامة 110
    نشر الصحف ومعنى الطائر والموازين 111
    شهادة الاعضاء والجوارح 112
    الصراط 112
    الجهنم وعذاب الآخرة 113
    الشفاعة 118
    الجنة ولذاتها 120
    جنة آدم (ع) 121
    الدعاء والدعوات فى القرآن 123
    الكفر والاسلام 126
    سجدة الملائكة لآدم (ع) 128
    عصى موسى (ع) 130
    معنى ردوا ايديهم بافواههم 131
    معنى خلق الانسان من عجل 134
    كتابة الاعمال 135
    الرزق بغير حساب 136
    تضعيف الحسنات 137
    تفضيل بنى اسرائيل 138
    معنى الامى 138
    الحروف المقطعة فى اوايل السور 139
    باب ما يتعلق باصول الفقه
    بحوث متفرقة فى معنى الامر ودلالة صيغة افعل 140
    معنى ان شاء الله 145
    الشرط والاستثناء والتخصيص 146
    العموم 147
    ثبوت البيان بالفعل كثبوته بالقول 148
    المجمل وجواز تاخير بيانه 149
    الشاهد واليمين 150

    انواع النسخ 151
    لا يجوز العمل بالخبر الواحد والقياس 153
    هل يجب متابعة افعال النبى 155
    لا بد للاجماع ان يكون شاملا لقول المعصوم (ع) 156
    القياس وبطلانه 156
    باب فيما يحكم عليه الفقهاء
    نجاسة المنى وبطلان الوضوء بالنوم 158
    الميتة 159
    جواز قرائة القران للجنب و ... 159
    عزائم القرآن 159
    الجنابة وبعض احكامه 160
    جواز الجماع بعد انقطاع الحيض 160
    طهارة دم السمكة 160
    نجاسة الكفار 160
    الماء طاهر ما لم يتغير 161
    الوضوء واحكامه 162
    الصلوة واحكامها 167
    الزكوة والخمس والصدقات 173
    الصوم واحكامه 176
    الحج واحكامه 179
    الجهاد واحكامه 185
    النهى عن المنكر والامر بالمعروف 187
    النكاح واحكامه 188
    الطلاق 195
    الظهار 197
    عدة المطلقات 199
    الرضاعة 201
    الايمان والنذر 202
    الكفارات 205
    الصيد والذبائح 207
    المسكرات والحرمات 209
    البيع 212
    الربوا 213
    الصلح والضمان والوصية 214
    الارث 215
    الحدود والديات 217
    الشهادات 223
    القضاء 225
    باب الناسخ والمنسوخ 226
    باب ما جاء من طرق النحو
    التانيث والتذكير 234

    العدد 236
    الغلبة 237
    حذف ما يدل عليه السياق 239
    لا يكون علامة التانيث فى الاسامى المخصوصة بالنساء 240
    الواحد والجمع 240
    غير المنصرف 243
    الاشباع واقسام الواو 244
    الفاء والباء والالف 245
    بعض المتفرقات 246
    الواحد والجمع 247
    الاستثناء والشرط 249
    نصب النكرة بعد المعرفة 250
    ذكر المحل مكان الحال 251
    كل اسم جاء على لفظ المصدر فالواحد والتثنية والجمع فيه سواء 251
    التاكيد 252
    " من" واحد لفظا جمع معنى 253
    دخول لولا على الماضى 253
    بعض المتفرقات 254
    باب النوادر
    الحقيقة والمجاز 265
    حذف ما هو معلوم من السياق 266
    وضع الكلام فى غير موضعه 271
    الاستعارة والابدال 275
    تغيير ما يقتضيه الظاهر 277
    معانى القرآن 281
    قد تفرد التنزيل بشى فيكون امارة له 284
    تمّ والحمد لله

    فهرس الآيات
    سورة الفاتحة (1)
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    4 (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) 1 / 89
    5 (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) 1 / 149
    6 (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) 1 / 125 2 / 129 169
    سورة البقرة (2)
    2 (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) 1 / 128 2 / 147
    3 (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) 2 / 89
    7 (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ ...) 1 / 151 / 153
    9 (يُخادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا) 1 / 178
    10 (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) 1 / 158
    15 (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ) 1 / 169 188
    16 (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ ناراً ...) 2 / 238
    19 (يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) 2 / 250
    21 (يا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ ...) 1 / 181 2 / 141 50 143
    22 (فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً) 1 / 102
    23 (فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ) 2 / 237
    26 (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً) 1 / 86
    26 (يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً) 1 / 135 136
    28 (وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ) 2 / 101
    29 (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً) 2 / 89 1 / 3
    29 (ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ ...) 2 / 240 1 / 68
    29 (وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) 1 / 50
    30 (وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جاعِلٌ ...) 1 / 215


    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    30 (قالُوا أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ فِيها) 1 / 50
    30 (إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ) 1 / 214 150
    31 (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) 1 / 50
    32 (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا ..) 1 / 15 50
    35 (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ ...) 1 / 9 2 / 121
    35 (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) 1 / 211
    34 (أَبى وَاسْتَكْبَرَ وَكانَ مِنَ الْكافِرِينَ) 1 / 18
    36 (اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) 1 / 213
    37 (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فَتابَ عَلَيْهِ) 1 / 214
    38 (اهْبِطُوا مِنْها) 1 / 212
    38 (فَمَنْ تَبِعَ هُدايَ) 1 / 129
    37 (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا ...) 2 / 245
    41 (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) 2 / 76 245
    43 (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) 2 / 43 148 175
    45 (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ ...) 2 / 246
    46 (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ ...) 1 / 72 2 / 139
    47 (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) 2 / 128
    49 (وَإِذْ نَجَّيْناكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ ...) 1 / 187 2 / 244 254
    53 (وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ) 1 / 246
    53 (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) 1 / 128
    55 (وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ ...) 1 / 102
    60 (فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً ...) 2 / 129
    62 (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا ...) 2 / 233 247
    63 (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) 1 / 9
    63 (خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) 1 / 150
    65 (كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) 2 / 209
    66 (فَجَعَلْناها نَكالاً لِما بَيْنَ يَدَيْها وَما خَلْفَها) 2 / 259
    67 (وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللهَ ...) 2 / 149 / 1 / 247
    70 (وَإِنَّا إِنْ شاءَ اللهُ لَمُهْتَدُونَ) 1 / 145
    72 (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها ...) 2 / 135



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    74 (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ ...) 1 / 10
    74 (وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) 1 / 33
    78 (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ ...) 2 / 138
    79 (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ ...) 2 / 219
    83 (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) 2 / 226
    91 (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ) 1 / 189 2 / 99 258
    93 (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ) 1 / 155
    98 (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ) 1 / 16
    102 (وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ ...) 1 / 254
    102 (وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبابِلَ هارُوتَ وَمارُوتَ ...) 1 / 17
    102 (وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) 1 / 162
    102 (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ ...) 2 / 256
    105 (يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ) 1 / 207
    106 (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ ...) 1 / 62 2 / 152
    107 (لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) 2 / 238
    109 (فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ) 2 / 226
    111 (وَقالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كانَ هُوداً ...) 2 / 259
    112 (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) 2 / 261
    114 (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ) 2 / 238
    115 (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ) 2 / 226
    117 (إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) 1 / 48 62 2 / 26
    120 (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي ...) 2 / 16
    124 (وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) 2 / 26
    124 (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ ...) 2 / 76
    125 (وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ) 1 / 226
    128 (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ) 1 / 225
    128 (وَتُبْ عَلَيْنا) 1 / 226
    130 (وَلَقَدِ اصْطَفَيْناهُ فِي الدُّنْيا) 1 / 224
    132 (يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ) 2 / 242
    133 (قالُوا نَعْبُدُ إِلهَكَ وَإِلهَ آبائِكَ) 1 / 227


    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    140 (أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللهُ) 1 / 51
    142 (سَيَقُولُ السُّفَهاءُ مِنَ النَّاسِ ما وَلَّاهُمْ) 2 / 151
    143 (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا ...) 2 / 31 143
    143 (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ) 1 / 110
    144 (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) 2 / 152 167
    149 (وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) 1 / 87
    152 (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) 1 / 87
    153 (إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) 1 / 72
    158 (فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) 2 / 183
    159 (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ) 2 / 154
    161 (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا ...) 2 / 126
    164 (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) 1 / 4
    1 (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ ...) 2 / 259
    163 (يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً) 2 / 212
    169 (إِنَّما يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشاءِ) 1 / 103
    153 (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) 2 / 153
    170 (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ) 1 / 46
    171 (وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ ...) 1 / 13
    174 (ما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ) 2 / 132
    174 (لا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) 2 / 103
    175 (فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ) 1 / 54 2 / 117
    177 (وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ) 2 / 260
    178 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصاصُ) 2 / 221 222 230
    179 (وَلَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ) 2 / 221
    180 (كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ ...) 2 / 214 233
    181 (فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَ ما سَمِعَهُ فَإِنَّما إِثْمُهُ ...) 2 / 101 190
    183 (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ ...) 2 / 176
    184 (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ) 2 / 178
    184 (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) 2 / 177



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    185 (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) 1 / 63
    185 (فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ...) 2 / 176
    186 (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ...) 1 / 65 / 2 / 123
    187 (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ ...) 2 / 238
    187 (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) 2 / 177 178
    187 (وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عاكِفُونَ) 2 / 177 182
    187 (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ...) 2 / 150
    186 (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ) 2 / 226
    189 (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَواقِيتُ ...) 2 / 176 180
    189 (وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ...) 2 / 133 193
    191 (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ) 2 / 84
    194 (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ) 2 / 219
    195 (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) 2 / 188
    196 (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ.) 2 / 179 180 182 184 185
    196 (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ) 2 / 184
    197 (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) 2 / 180
    197 (وَلا جِدالَ فِي الْحَجِ) 2 / 183
    198 (فَاذْكُرُوا اللهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) 2 / 184
    202 (وَاللهُ سَرِيعُ ..) 2 / 109
    203 (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) 2 / 184
    210 (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ) 1 / 83
    212 (وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) 2 / 136
    213 (كانَ النَّاسُ ...) 1 / 207
    213 (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ) 1 / 204
    213 (كانَ النَّاسُ ...) 1 / 207
    213 (وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ ...) 1 / 130
    214 (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ ...) 1 / 52
    214 (وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ ...) 2 / 17
    216 (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) 2 / 128
    217 (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ ...) 2 / 227
    219 (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ...) 2 / 210
    219 (يَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ) 2 / 226
    222 (وَلا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ) 2 / 160


    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    223 (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ ...) 2 / 193
    223 (وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ) 1 / 98
    224 (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) 2 / 202
    226 (لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ...) 2 / 97
    228 (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ ...) 2 / 147 199 228
    228 (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) 2 / 199
    229 (الطَّلاقُ مَرَّتانِ) 2 / 195
    229 (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ) 2 / 228
    233 (وَالْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ ...) 2 / 201
    234 (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْواجاً ...) 2 / 200 328
    234 (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ ...) 2 / 192
    236 (لا جُناحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّساءَ ...) 2 / 197
    236 (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ ...) 2 / 251 192
    237 (وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ ...) 2 / 188 146 192
    238 (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) 2 / 168
    238 (وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ) 2 / 170
    239 (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً) 2 / 153
    241 (وَلِلْمُطَلَّقاتِ مَتاعٌ بِالْمَعْرُوفِ) 2 / 194
    243 (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ ...) 2 / 101
    243 (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ...) 2 / 136
    245 (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً) 1 / 64
    245 (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ) 1 / 81
    247 (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ ..) 2 / 36
    247 (إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ ...) 2 / 28
    250 (رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً) 1 / 250
    252 (تِلْكَ آياتُ اللهِ نَتْلُوها عَلَيْكَ بِالْحَقِ) 2 / 7
    253 (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ) 1 / 206
    253 (وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا) 1 / 140 141
    254 (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) 2 / 87
    255 (اللهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) 1 / 57 90 106



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    255 (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) 2 / 118
    255 (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ) 1 / 56
    255 (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) 1 / 42 69
    255 (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) 1 / 91
    257 (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ...) 1 / 190
    258 (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ) 1 / 221
    258 (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) 1 / 127
    259 (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ وَهِيَ خاوِيَةٌ) 1 / 44
    260 (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى) 1 / 221
    261 (فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) 2 / 137
    264 (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) 1 / 127
    270 (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) 2 / 119
    272 (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ) 1 / 127
    273 (لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا) 1 / 148
    274 (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ ...) 2 / 37
    275 (يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) 1 / 22
    275 (أَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا) 2 / 175 207
    276 (يَمْحَقُ اللهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقاتِ) 2 / 138
    280 (وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ) 2 / 202 214
    282 (وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ) 2 / 150 223
    282 (وَلا يَأْبَ كاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ) 2 / 227
    282 (وَلا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا) 2 / 224
    282 (وَأَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ) 2 / 224
    283 (فَرِهانٌ مَقْبُوضَةٌ) 2 / 213
    283 (وَلا تَكْتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْها ...) 2 / 225
    286 (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها) 1 / 146 / 2 / 178 / 177
    286 (رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا) 1 / 164
    286 (وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) 1 / 146


    سورة آل عمران (3)
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    4 (مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ) 1 / 128
    5 (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) 2 / 29 76 258
    7 (مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) 2 / 240
    7 (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) 2 / 241
    7 (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ ...) 1 / 162
    8 (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا) 1 / 163
    12 (وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ) 2 / 116
    13 (قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ...) 2 / 127
    15 (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ ...) 2 / 67
    18 (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) 1 / 88
    20 (فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ ...) 2 / 18
    26 (قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) 2 / 26 92
    28 (وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ) 1 / 75
    29 (قُلْ إِنْ تُخْفُوا ما فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللهُ) 2 / 230
    32 (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) 2 / 144
    32 (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) 1 / 145
    33 (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً ...) 2 / 50 55
    36 (وَإِنِّي أُعِيذُها بِكَ وَذُرِّيَّتَها مِنَ الشَّيْطانِ) 1 / 22
    37 (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ) 1 / 228
    40 (قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ) 1 / 40
    43 (يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي ...) 2 / 248 / 1 / 14
    45 (أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ) 1 / 256
    46 (وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ) 1 / 257
    48 (وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) 2 / 254
    49 (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ...) 1 / 258 / 2 / 248
    52 (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) 1 / 74
    54 (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) 1 / 177
    56 (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) 2 / 113



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    57 (وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) 1 / 193
    57 (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) 2 / 97
    58 (ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ ...) 1 / 87 2 / 253
    59 (خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ) 1 / 6
    61 (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ ...) 2 / 33 45
    62 (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ) 1 / 104
    63 (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِالْمُفْسِدِينَ) 1 / 51
    64 (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ ...) 1 / 45
    65 (لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَما أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ) 1 / 45
    67 (ما كانَ إِبْراهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرانِيًّا) 1 / 259
    69 (وَدَّتْ طائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) 1 / 136
    77 (وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) 1 / 104
    81 (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) 1 / 8
    83 (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) 2 / 126
    84 (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) 1 / 206
    85 (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) 2 / 186
    86 (كَيْفَ يَهْدِي اللهُ قَوْماً كَفَرُوا) 1 / 126
    89 (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَأَصْلَحُوا) 2 / 224
    90 (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ ...) 1 / 112 2 / 83
    93 (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ) 1 / 230 2 / 92
    95 (قُلْ صَدَقَ اللهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً) 2 / 20
    97 (وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً) 2 / 222 182
    97 (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ) 1 / 149 2 / 143 181
    102 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) 2 / 230
    103 (فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) 1 / 10 154
    106 (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ...) 1 / 112
    108 (وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ) 1 / 193
    109 (لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ ...) 2 / 258
    110 (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) 2 / 8 187
    126 (وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ) 1 / 92


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 5:09 pm


    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    127 (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ...) 2 / 8
    130 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبَوا ...) 2 / 213
    131 (وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ) 2 / 116
    133 (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) 2 / 141
    133 (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) 2 / 120
    140 (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ) 1 / 159
    145 (وَما كانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا ...) 1 / 145 2 / 93
    145 (وَمَنْ يُرِدْ ثَوابَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها) 2 / 259
    148 (فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنْيا وَحُسْنَ ثَوابِ الْآخِرَةِ) 2 / 91
    150 (بَلِ اللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) 1 / 91
    154 (قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ ...) 1 / 154 2 / 148
    154 (وَلِيَبْتَلِيَ اللهُ ما فِي صُدُورِكُمْ) 1 / 54
    155 (إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ ...) 2 / 69
    155 (إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ) 1 / 137
    156 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا ...) 1 / 246
    159 (وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) 1 / 7
    160 (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ) 1 / 92 209
    167 (يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ) 2 / 131
    169 (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً ...) 2 / 100
    176 (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ) 1 / 183
    181 (وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) 2 / 115
    184 (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ) 2 / 17
    185 (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) 2 / 96
    189 (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) 1 / 73
    194 (وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ) 2 / 124
    سورة النساء (4)
    1 (وَبَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَنِساءً) 2 / 242 190
    3 (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ) 2 / 190
    4 (وَآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنَ) 2 / 192



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    5 (فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا ...) 2 / 214
    7 (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ ...) 2 / 217
    8 (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبى وَالْيَتامى) 2 / 232
    10 (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً ...) 2 / 229
    11 (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) 2 / 146
    11 (وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ...) 2 / 216
    14 (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ ...) 2 / 87
    15 (وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ ...) 2 / 229
    16 (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما ...) 2 / 152 231
    18 (وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ ...) 2 / 83 228 231
    20 (وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدالَ زَوْجٍ مَكانَ ..) 2 / 188 191 218
    23 (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ) 2 / 144 149 217
    23 (وَأُمَّهاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ) 2 / 201
    23 (وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ...) 2 / 191
    24 (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ) 2 / 185 194
    24 (وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ ...) 2 / 189
    27 (وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ ...) 2 / 138
    28 (يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ) 2 / 205
    33 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ ...) 2 / 231
    31 (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ ...) 2 / 211
    33 (وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ) 2 / 231
    33 (وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ) 2 / 213
    34 (الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ) 2 / 28
    34 (وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَ) 2 / 198
    35 (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما) 2 / 198
    39 (وَما ذا عَلَيْهِمْ لَوْ آمَنُوا بِاللهِ) 1 / 183
    42 (يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ ...) 2 / 107
    43 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ ...) 2 / 46 160 165
    43 (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا) 2 / 151 146 161
    47 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا) 1 / 183
    48 (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ ...) 2 / 84



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    52 (أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) 2 / 87
    54 (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ ...) 2 / 92
    58 (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَماناتِ ...) 2 / 219
    59 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ ...) 2 / 47
    60 (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ) 1 / 168
    69 (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) 2 / 240
    76 (إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً) 1 / 86
    77 (كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) 2 / 227
    78 (وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا ...) 1 / 194
    79 (ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ) 1 / 194
    82 (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كانَ) 1 / 191
    83 (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ...) 2 / 48
    84 (عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا) 1 / 53
    85 (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ ...) 2 / 264
    88 (فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) 1 / 135
    90 (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ) 1 / 168
    92 (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً ...) 2 / 145
    92 (فَإِنْ كانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) 2 / 222
    92 (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ...) 2 / 146
    93 (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ) 2 / 84
    95 (لا يَسْتَوِي الْقاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ...) 2 / 185 66
    95 (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ ...) 2 / 36
    101 (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ ...) 2 / 17
    102 (وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ) 2 / 172 232
    105 (إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ ...) 2 / 12
    112 (وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ ...) 2 / 246
    113 (وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) 2 / 22
    115 (وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ...) 2 / 51 156
    119 (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ) 1 / 133
    122 (خالِدِينَ فِيها أَبَداً) 2 / 114



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    127 (وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً) 1 / 108
    128 (وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) 2 / 214
    129 (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا ...) 2 / 194
    135 (كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ ...) 2 / 215
    136 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللهِ) 1 / 113
    137 (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ...) 1 / 113 2 / 223
    140 (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ ...) 2 / 187
    140 (فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا ...) 1 / 31
    141 (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) 2 / 221 212
    145 (إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) 2 / 117
    147 (وَكانَ اللهُ شاكِراً عَلِيماً) 1 / 85
    149 (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ ...) 2 / 126
    155 (بَلْ طَبَعَ اللهُ عَلَيْها) 1 / 152
    157 (وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ) 1 / 260
    158 (بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ) 1 / 74
    159 (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَ) 1 / 186 260
    162 (لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ ...) 2 / 249
    165 (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ ...) 2 / 80
    166 (لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ) 1 / 56
    168 (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ ...) 1 / 126
    171 (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ) 2 / 81
    171 (وَرُوحٌ مِنْهُ) 1 / 258
    172 (لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ) 1 / 203
    176 (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ ...) 2 / 216
    سورة المائدة (5)
    1 (أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) 2 / 179 205 211 213
    1 (أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ) 2 / 147
    3 (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ) 2 / 158 209
    5 (وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ حِلٌّ لَكُمْ) 2 / 208



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    5 (وَالْمُحْصَناتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ ...) 2 / 191
    6 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ...) 2 / 158 162
    6 (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) 2 / 162 163 164
    6 (وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ ...) 2 / 148 163 166 164 165
    6 (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) 2 / 143 160 158
    6 (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ) 2 / 165
    6 (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) 2 / 158
    13 (فَبِما نَقْضِهِمْ مِيثاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ) 1 / 159
    13 (وَجَعَلْنا قُلُوبَهُمْ قاسِيَةً) 1 / 154 171
    14 (فَأَغْرَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ) 1 / 181
    15 (قَدْ جاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ) 1 / 130
    21 (ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ ...) 2 / 129
    25 (رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي) 1 / 242
    27 (إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) 2 / 87
    28 (لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ....) 1 / 216
    32 (مَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) 2 / 97
    33 (إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ ...) 2 / 219
    33 (ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ ....) 2 / 86
    34 (إِلَّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ ....) 2 / 83
    35 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ....) 2 / 125
    37 (وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنْها) 2 / 88
    38 (السَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُما) 2 / 148 149 218 223
    41 (وَمَنْ يُرِدِ اللهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ) 1 / 176
    44 (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ ...) 1 / 111 2 / 225
    45 (النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) 2 / 223
    45 (وَالْجُرُوحَ قِصاصٌ) 2 / 223
    48 (إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ) 1 / 72
    49 (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) 2 / 229
    50 (أَفَحُكْمَ الْجاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ ....) 2 / 217
    54 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ....) 2 / 73



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    55 (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...) 2 / 29
    60 (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ) 1 / 164
    63 (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ) 2 / 253
    67 (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) 2 / 149 154 30
    73 (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ) 1 / 105 259
    73 (لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) 2 / 115
    89 (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ ...) 2 / 202 205
    89 (فَكَفَّارَتُهُ إِطْعامُ عَشَرَةِ ....) 2 / 142 206
    89 (مِنْ أَوْسَطِ ما تُطْعِمُونَ) 2 / 207
    89 (أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ) 2 / 206
    89 (وَاحْفَظُوا أَيْمانَكُمْ) 2 / 203
    95 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) 2 / 182
    95 (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّداً) 2 / 184
    95 (فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ) 2 / 181 157 183 184
    96 (أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ ....) 2 / 96
    96 (وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ ما دُمْتُمْ حُرُماً) 2 / 183
    97 (وَأَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) 1 / 51
    106 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ) 2 / 229
    106 (تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ) 2 / 204
    109 (يَوْمَ يَجْمَعُ اللهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ ما ذا أُجِبْتُمْ) 1 / 210
    108 (أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ) 2 / 205
    108 (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ) 1 / 127
    110 (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ...) 1 / 258
    110 (وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرائِيلَ عَنْكَ) 1 / 259
    112 (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ) 1 / 87
    114 (وَارْزُقْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) 2 / 91
    116 (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ....) 2 / 260 1 / 258
    116 (تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ ما فِي نَفْسِكَ) 1 / 76
    118 (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ) 1 / 259
    ***

    سورة الأنعام (6)
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    1 (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ ....) 2 / 247
    2 (ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ) 2 / 93
    3 (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ) 1 / 103
    6 (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ ....) 2 / 47
    6 (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ) 1 / 44
    7 (وَلَوْ نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ) 1 / 170
    8 (وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ) 1 / 14
    9 (وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً) 1 / 179
    14 (أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ) 2 / 15
    17 (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ ....) 1 / 84
    18 (وَهُوَ الْقاهِرُ فَوْقَ عِبادِهِ) 1 / 70
    19 (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللهُ) 1 / 66
    21 (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) 1 / 118
    23 (ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا ...) 1 / 43 174 2 / 23
    24 (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ) 2 / 199
    25 (وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ) 2 / 253
    26 (وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ) 1 / 43
    27 (يا لَيْتَنا نُرَدُّ وَلا نُكَذِّبَ بِآياتِ رَبِّنا) 1 / 167
    30 (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ) 1 / 71
    31 (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقاءِ اللهِ) 1 / 99
    33 (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ....) 2 / 11
    35 (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدى) 1 / 140
    35 (فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِينَ) 2 / 15
    36 (إِنَّما يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ ...) 2 / 80
    38 (وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ) 2 / 132
    39 (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا صُمٌّ وَبُكْمٌ) 1 / 166
    39 (مَنْ يَشَأِ اللهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ) 1 / 139
    44 (فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ) 1 / 164 285



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    44 (فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ) 2 / 252
    48 (فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) 2 / 103
    50 (لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) 1 / 203
    50 (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) 1 / 211
    53 (وَكَذلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ) 1 / 174
    54 (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) 1 / 76
    55 (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ ....) 2 / 255
    59 (وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُها) 1 / 55
    61 (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ) 1 / 17 2 / 96
    67 (وَإِذا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ ...) 2 / 232
    75 (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ...) 2 / 32
    76 (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً) 1 / 220
    89 (فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ ..) 2 / 26 52
    91 (ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ) 1 / 187
    92 (وَهذا كِتابٌ أَنْزَلْناهُ مُبارَكٌ) 1 / 181
    98 (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) 1 / 29
    99 (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) 1 / 26
    101 (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ) 1 / 50
    103 (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) 1 / 93
    103 (اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) 1 / 90
    107 (وَلَوْ شاءَ اللهُ ما أَشْرَكُوا) 1 / 140
    108 (كَذلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ) 1 / 169
    111 (وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ ...) 1 / 64 143
    112 (وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا) 1 / 169
    118 (فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ ...) 2 / 208
    123 (وَكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ) 1 / 176
    125 (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ ....) 1 / 139
    125 (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ) 1 / 135
    128 (وَقالَ أَوْلِياؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ ....) 1 / 24
    129 (وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً) 1 / 168



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    130 (يا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ) 1 / 207
    139 (وَقالُوا ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ ...) 2 / 235
    141 (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ) 2 / 174 228
    145 (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً ...) 2 / 160
    149 (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) 1 / 131
    150 (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا) 2 / 16
    153 (فَاتَّبِعُوهُ) 2 / 155
    153 (وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ) 2 / 78
    159 (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ) 2 / 231
    160 (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) 2 / 137 256
    161 (دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْراهِيمَ) 1 / 221
    سورة الاعراف (7)
    11 (وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ...) 1 / 215 2 / 128
    12 (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ) 2 / 257
    13 (فَاهْبِطْ مِنْها) 1 / 22
    14 (أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) 2 / 125
    17 (لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ) 1 / 19
    17 (وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ) 1 / 22
    20 (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطانُ) 1 / 212
    20 (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ) 1 / 203
    22 (فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ) 1 / 212
    23 (رَبَّنا ظَلَمْنا) 1 / 214
    25 (يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ ...) 2 / 141
    27 (يا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ) 1 / 21
    27 (كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ) 1 / 213
    27 (إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ) 1 / 23
    27 (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ ...) 1 / 170
    30 (فَرِيقاً هَدى وَفَرِيقاً حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلالَةُ) 1 / 127
    31 (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ) 2 / 200



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    43 (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍ) 2 / 122
    43 (وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ ...) 2 / 121
    51 (فَالْيَوْمَ نَنْساهُمْ) 1 / 53
    53 (فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ ....) 1 / 182
    54 (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) 1 / 62
    56 (إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) 2 / 239
    89 (قَدِ افْتَرَيْنا عَلَى اللهِ كَذِباً إِنْ عُدْنا) 1 / 145 237
    136 (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا ....) 2 / 252 254
    143 (رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ) 1 / 96
    143 (فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ) 1 / 97
    143 (فَلَمَّا أَفاقَ قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ) 1 / 243
    146 (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ ....) 1 / 157
    146 (وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ....) 2 / 254
    150 (وَأَلْقَى الْأَلْواحَ) 1 / 243
    155 (أَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا) 1 / 242
    155 (إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ ....) 1 / 135
    156 (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) 2 / 252
    157 (النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ) 2 / 22
    157 (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ) 2 / 161
    158 (هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ) 2 / 95
    158 (وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) 2 / 170
    167 (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ) 1 / 77
    172 (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ ...) 1 / 8
    178 (مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ) 1 / 123 126
    179 (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً ....) 1 / 161 180 191
    179 (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها) 1 / 156
    180 (وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها) 1 / 107
    182 (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ) 1 / 185
    188 (لَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) 2 / 14
    190 (فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) 1 / 215
    206 (لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ) 1 / 15


    سورة الأنفال (Cool
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    2 (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ ...) 1 / 111
    24 (وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ ...) 1 / 154
    33 (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ...) 2 / 17
    35 (وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ ...) 2 / 256
    41 (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ ....) 2 / 175
    42 (لِيَقْضِيَ اللهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً) 1 / 195
    44 (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ ...) 1 / 12 198 2 / 127
    47 (وَاللهُ بِما يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) 1 / 51
    48 (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) 1 / 21 169
    61 (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها) 2 / 227
    72 (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ ....) 2 / 79
    74 (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) 2 / 92
    75 (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) 2 / 47
    سورة التوبة (9)
    1 (بَراءَةٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ) 2 / 74
    5 (فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ ...) 2 / 171 185 186
    6 (حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللهِ) 2 / 264
    12 (وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ) 2 / 78
    17 (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا ...) 2 / 262
    19 (أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِ) 2 / 262
    20 (الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا ...) 2 / 34
    25 (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) 1 / 209 2 / 215
    28 (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ...) 2 / 64 160 167 186
    28 (وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ ....) 1 / 143
    29 (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ ...) 2 / 227 186 185
    30 (وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ ...) 2 / 161 138
    30 (ذلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْواهِهِمْ) 2 / 131



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    32 (وَيَأْبَى اللهُ) 1 / 90
    34 (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) 2 / 148 174
    36 (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ) 2 / 54
    40 (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ ...) 2 / 75
    42 (سَيَحْلِفُونَ بِاللهِ لَوِ اسْتَطَعْنا لَخَرَجْنا مَعَكُمْ) 1 / 120 148
    43 (عَفَا اللهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ) 2 / 6
    45 (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ) 1 / 43
    46 (وَلكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعاثَهُمْ) 1 / 187
    51 (قُلْ لَنْ يُصِيبَنا إِلَّا ما كَتَبَ اللهُ لَنا) 1 / 171
    (فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ) 1 / 185
    55 (وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ) 1 / 186
    60 (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ) 2 / 175 215
    60 (وَفِي سَبِيلِ اللهِ) 2 / 175
    66 (لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ) 1 / 112
    67 (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ) 1 / 54
    67 (إِنَّ الْمُنافِقِينَ هُمُ الْفاسِقُونَ) 2 / 87
    73 (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقِينَ) 2 / 7
    75 (وَمِنْهُمْ مَنْ عاهَدَ اللهَ لَئِنْ آتانا ...) 2 / 203
    80 (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ...) 2 / 150
    84 (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أَبَداً ...) 2 / 64 187
    100 (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ) 2 / 71
    103 (خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً) 2 / 149 174
    105 (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ) 1 / 54
    106 (وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللهِ ...) 2 / 85
    111 (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ..) 2 / 35
    113 (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا ...) 2 / 66
    114 (ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا ...) 2 / 66
    114 (وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ) 1 / 223
    117 (لَقَدْ تابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ ...) 2 / 69
    118 (وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ) 2 / 133
    118 (ثُمَّ تابَ اللهُ عَلَيْهِمْ) 2 / 86



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    119 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ....) 2 / 49 36
    120 (ما كانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ ...) 2 / 232
    121 (لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً ...) 2 / 92
    122 (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ ...) 2 / 154
    125 (وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ...) 1 / 130
    127 (ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) 1 / 157
    سورة يونس (10)
    5 (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً ...) 1 / 34 35 36
    15 (قالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ ...) 2 / 153
    15 (إِنِّي أَخافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) 2 / 115
    22 (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ) 1 / 27
    25 (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ) 2 / 140
    26 (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) 1 / 99
    31 (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) 1 / 49
    41 (وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ) 2 / 232
    42 (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَ) 1 / 147
    49 (قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرًّا) 1 / 145 2 / 13
    55 (هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) 1 / 55
    64 (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) 1 / 38
    80 (أَلْقُوا ما أَنْتُمْ مُلْقُونَ) 1 / 240
    88 (رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ) 1 / 160 242
    88 (رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ ...) 1 / 165
    94 (فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَ) 2 / 15
    49 (فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُنَ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكَ) 2 / 19
    98 (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها ...) 2 / 83
    99 (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ) 1 / 142
    101 (وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ) 1 / 156
    104 (قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي) 2 / 15
    106 (وَلا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ ما لا يَنْفَعُكَ) 2 / 16


    سورة هود (11)
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    1 (كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُهُ) 2 / 129
    3 (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ) 1 / 238
    6 (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ ...) 2 / 89
    7 (وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ) 2 / 241
    12 (وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ) 1 / 90
    18 (أُولئِكَ يُعْرَضُونَ عَلى رَبِّهِمْ) 1 / 71
    20 (أُولئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ) 2 / 256
    20 (يُضاعَفُ لَهُمُ الْعَذابُ) 2 / 116
    20 (ما كانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ) 1 / 147
    34 (وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ) 1 / 218 166
    35 (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ ...) 2 / 17
    37 (وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا) 1 / 219
    38 (إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ) 1 / 219
    42 (وَنادى نُوحٌ ابْنَهُ وَكانَ فِي مَعْزِلٍ) 1 / 220
    45 (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُ) 1 / 217
    54 (إِنْ نَقُولُ إِلَّا اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا) 1 / 229
    56 (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها) 1 / 81
    61 (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ) 1 / 6
    63 (فَما تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ) 1 / 139
    67 (فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ) 2 / 237
    69 (فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ) 1 / 16 221
    72 (قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ) 1 / 225
    73 (قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) 2 / 140
    74 (يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ) 1 / 214
    78 (هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ) 1 / 229
    84 (عَذابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ) 2 / 114
    97 (وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ) 2 / 140
    101 (فَما أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ) 1 / 71



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    102 (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى) 1 / 84
    108 (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ ...) 2 / 253
    109 (فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ) 2 / 14
    113 (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) 2 / 171
    114 (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ) 2 / 167
    117 (وَما كانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرى) 1 / 193
    118 (وَلَوْ شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً) 1 / 141
    119 (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) 1 / 180
    يوسف (12)
    2 (إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا) 2 / 169
    4 (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ) 1 / 230
    8 (إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى ...) 1 / 230
    13 (وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ) 1 / 231
    17 (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ) 1 / 231
    18 (وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) 1 / 231
    20 (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ) 1 / 232
    21 (أَكْرِمِي مَثْواهُ) 2 / 263
    21 (وَاللهُ غالِبٌ عَلى أَمْرِهِ) 1 / 90
    24 (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها) 1 / 232
    24 (لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ) 1 / 233
    31 (وَقُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما هذا بَشَراً) 1 / 204
    33 (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي) 2 / 233
    36 (قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً) 1 / 234
    38 (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ) 2 / 63
    41 (قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيانِ) 1 / 198
    42 (اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) 1 / 234
    51 (قُلْ لَنْ يُصِيبَنا) 2 / 199
    53 (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) 1 / 234
    55 (اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ ...) 1 / 235



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    59 (ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ) 1 / 235
    67 (يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بابٍ واحِدٍ) 1 / 40
    70 (جَعَلَ السِّقايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ) 1 / 234
    72 (وَلِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ) 2 / 214
    76 (كَذلِكَ كِدْنا لِيُوسُفَ) 1 / 178
    84 (وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ) 1 / 231
    97 (قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) 1 / 231
    100 (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ) 1 / 235
    100 (مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي) 1 / 21 235
    106 (وَما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) 1 / 110
    109 (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي) 1 / 207
    110 (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا ....) 1 / 210
    سورة الرعد (13)
    6 (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) 2 / 85
    8 (وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ) 1 / 201
    11 (وَإِذا أَرادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوْءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ) 1 / 156
    12 (هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً) 1 / 28
    13 (وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ) 1 / 179
    14 (وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) 1 / 124
    16 (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ) 1 / 172
    21 (وَيَخافُونَ سُوءَ الْحِسابِ) 2 / 110
    28 (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ) 1 / 113
    31 (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ ...) 1 / 143
    38 (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ) 2 / 94
    39 (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) 2 / 152 94
    سورة ابراهيم (14)
    4 (فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي) 1 / 134 135
    9 (فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْواهِهِمْ) 2 / 130



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    11 (وَلكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) 1 / 85
    21 (لَوْ هَدانَا اللهُ لَهَدَيْناكُمْ) 1 / 127
    27 (يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ) 1 / 135 2 / 99
    35 (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) 1 / 223
    40 (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ) 1 / 223
    41 (رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) 1 / 223
    42 (إِنَّما يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصارُ) 1 / 161
    48 (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ ...) 2 / 99
    سورة الحجر (15)
    19 (وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ) 1 / 28
    32 (يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) 1 / 210
    39 (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي) 1 / 179
    39 (لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) 1 / 19
    41 (هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) 2 / 112
    44 (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ) 2 / 44
    52 (قالَ إِنَّا مِنْكُمْ وَجِلُونَ قالُوا لا تَوْجَلْ) 1 / 224
    58 (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) 2 / 249
    74 (فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها ...) 2 / 128
    85 (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ) 2 / 232
    سورة النحل (16)
    8 (وَالْخَيْلَ وَالْبِغالَ وَالْحَمِيرَ ...) 2 / 209
    9 (وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ) 1 / 143
    10 (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً) 2 / 137
    16 (وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) 1 / 37
    17 (أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) 1 / 173
    25 (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ) 1 / 189
    26 (فَأَتَى اللهُ بُنْيانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ فَخَرَّ ...) 1 / 83 2 / 132
    28 (ما كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ) 1 / 122



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    36 (فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ) 1 / 125
    37 (إِنْ تَحْرِصْ عَلى هُداهُمْ فَإِنَّ اللهَ ...) 1 / 128
    40 (إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ) 1 / 61
    43 (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) 2 / 49
    44 (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ...) 2 / 153
    50 (يَخافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ) 1 / 71
    54 (فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ) 2 / 264
    61 (وَلَوْ يُؤاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ ما تَرَكَ) 1 / 183
    66 (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ ....) 2 / 234
    67 (وَمِنْ ثَمَراتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنابِ ...) 2 / 209
    69 (يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ ...) 2 / 263
    75 (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً عَبْداً مَمْلُوكاً) 1 / 148



    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 5:10 pm

    77 (وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ) 2 / 118
    80 (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها) 2 / 159
    80 (مِنْ جُلُودِ الْأَنْعامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَها) 2 / 204
    84 (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) 2 / 28
    89 (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً) 2 / 25
    98 (فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ ....) 2 / 257
    99 (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا) 1 / 22
    101 (وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ ...) 2 / 152
    104 (إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ) 1 / 126
    106 (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ) 2 / 187
    114 (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّباً) 2 / 91
    125 (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) 1 / 52
    127 (وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ...) 2 / 6
    سورة الاسراء (17)
    1 (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً ...) 2 / 10
    4 (وَقَضَيْنا إِلى بَنِي إِسْرائِيلَ) 1 / 197
    5 (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا ...) 1 / 199



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    13 (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) 2 / 111
    15 (وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) 2 / 79
    16 (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا ...) 1 / 184
    22 (وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) 2 / 16
    23 (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) 1 / 198
    25 (رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما فِي نُفُوسِكُمْ) 1 / 51
    27 (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كانُوا إِخْوانَ الشَّياطِينِ) 2 / 214
    33 (وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً) 2 / 47 220
    36 (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ) 2 / 153 225
    36 (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ ...) 2 / 246
    44 (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) 1 / 24
    45 (وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنا بَيْنَكَ ...) 1 / 158 2 / 3
    46 (وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ) 1 / 153
    47 (إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا ...) 2 / 3
    48 (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثالَ) 1 / 148
    59 (وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ) 1 / 84
    60 (وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا ...) 1 / 84 2 / 17
    61 (أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً) 1 / 19
    62 (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً) 1 / 19
    70 (وَلَقَدْ كَرَّمْنا بَنِي آدَمَ) 1 / 202 204
    74 (وَلَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً) 1 / 165
    77 (سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ ...) 2 / 53
    78 (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى ...) 2 / 167
    78 (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ) 2 / 168
    82 (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ ...) 2 / 259
    85 (وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ ...) 1 / 42 2 / 24
    90 (وَقالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ) 2 / 9
    97 (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ ...) 2 / 105
    106 (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً) 1 / 106


    سورة الكهف (18)
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    7 (إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها) 1 / 27
    13 (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) 1 / 152
    22 (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ) 1 / 210
    22 (وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَداً) 2 / 263
    23 (وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً) 1 / 33 144 2 / 145
    25 (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) 2 / 236
    28 (لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا) 1 / 155
    29 (وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ) 2 / 40
    37 (خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ) 1 / 7
    50 (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كانَ مِنَ الْجِنِ) 1 / 18
    65 (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً) 1 / 264
    66 (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً) 2 / 81
    67 (إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) 1 / 147 245
    69 (سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً) 1 / 150
    69 (وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً) 1 / 245
    70 (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً إِمْراً) 1 / 245
    73 (لا تُؤاخِذْنِي بِما نَسِيتُ) 1 / 246
    74 (لَقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُكْراً) 1 / 245
    77 (حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما) 2 / 245
    79 (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ) 1 / 246
    80 (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ) 1 / 245
    101 (الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ) 1 / 148
    104 (وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) 1 / 43
    سورة مريم (19)
    5 (وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوالِيَ مِنْ وَرائِي) 1 / 228 2 / 215
    9 (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) 1 / 32
    18 (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ) 1 / 256



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    19 (إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ) 1 / 256
    23 (يا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هذا) 1 / 256
    26 (فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) 1 / 257
    28 (يا أُخْتَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ ...) 1 / 256 2 / 240
    29 (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) 2 / 249
    30 (إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ) 1 / 257
    38 (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) 2 / 106
    42 (يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ) 1 / 223
    47 (سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كانَ بِي حَفِيًّا) 1 / 222
    52 (وَقَرَّبْناهُ نَجِيًّا) 1 / 65
    57 (وَرَفَعْناهُ مَكاناً عَلِيًّا) 1 / 217
    62 (وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيها بُكْرَةً وَعَشِيًّا) 2 / 106
    64 (لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا وَما خَلْفَنا) 1 / 72
    64 (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) 1 / 53
    71 (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) 2 / 107
    75 (قُلْ مَنْ كانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ) 1 / 136
    76 (وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً) 1 / 129
    83 (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ) 1 / 168
    88 (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً) 1 / 107
    سورة طه (20)
    1 (طه* ما أَنْزَلْنا) 2 / 25
    3 (إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) 2 / 58
    5 (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) 1 / 66 67
    11 (فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى ...) 1 / 241
    15 (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) 2 / 118
    24 (اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى) 1 / 53
    29 (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ...) 2 / 303
    39 (وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي) 1 / 77
    41 (وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) 1 / 76



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    55 (مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ ...) 2 / 97
    63 (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) 2 / 250
    66 (فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ ...) 1 / 241
    67 (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى) 1 / 241
    74 (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) 2 / 116
    78 (فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ ما غَشِيَهُمْ) 2 / 133
    81 (وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى) 1 / 88
    82 (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ) 1 / 129
    85 (فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ ...) 1 / 175
    88 (عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ) 1 / 242
    94 (يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي ...) 1 / 243
    115 (وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ ...) 1 / 215
    117 (فَقُلْنا يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ ...) 1 / 213 2 / 243
    120 (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطانُ) 1 / 20
    120 (هَلْ أَدُلُّكَ عَلى شَجَرَةِ الْخُلْدِ) 2 / 121
    121 (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) 1 / 212
    129 (وَلَوْ لا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكانَ لِزاماً) 2 / 94
    130 (وَأَطْرافَ النَّهارِ) 2 / 238
    سورة الانبياء (21)
    2 (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) 1 / 59
    21 (أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ) 1 / 105
    29 (وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلهٌ مِنْ دُونِهِ) 1 / 16
    30 (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ) 1 / 29
    37 (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ ...) 2 / 134
    47 (وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) 2 / 111
    62 (أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا ....) 1 / 220
    69 (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاماً) 1 / 225
    78 (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ) 1 / 248
    78 (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) 2 / 144



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    82 (وَمِنَ الشَّياطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ) 1 / 23
    83 (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي ....) 1 / 237
    87 (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً ...) 1 / 255
    91 (وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) 1 / 256
    91 (فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا) 2 / 234
    91 (وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً لِلْعالَمِينَ) 2 / 242
    95 (وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها ....) 2 / 257
    98 (إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) 1 / 260
    104 (كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ) 2 / 98
    107 (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) 2 / 9
    111 (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ) 1 / 176
    112 (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) 2 / 125
    سورة الحج (22)
    1 (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) 1 / 32
    18 (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ ...) 1 / 26
    19 (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا) 2 / 251
    27 (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجالاً) 1 / 225
    28 (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ) 2 / 181
    28 (فَكُلُوا مِنْها وَأَطْعِمُوا الْبائِسَ الْفَقِيرَ ...) 2 / 184
    30 (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ) 2 / 260
    32 (وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ ....) 2 / 209
    33 (ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) 2 / 183
    36 (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ ....) 2 / 209
    37 (وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ) 2 / 177
    40 (وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ) 2 / 64
    41 (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ ....) 1 / 118
    46 (لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِها) 1 / 11
    46 (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ ....) 1 / 46
    47 (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) 1 / 106



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    52 (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ...) 2 / 4
    55 (حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ ....) 2 / 115
    60 (ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللهُ) 1 / 208
    73 (يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ ...) 1 / 48
    75 (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) 1 / 15
    77 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا ...) 2 / 159 162 173
    77 (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) 2 / 159 205
    78 (ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) 2 / 178 187
    سورة المومنون (23)
    4 (وَرَبائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ) 2 / 188
    5 (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ ...) 2 / 189 194
    10 (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ) 2 / 121
    12 (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ) 1 / 7
    37 (إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا) 2 / 258
    56 (نُسارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْراتِ) 1 / 83
    61 (أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ ...) 2 / 257
    72 (وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) 2 / 88
    97 (وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ) 1 / 21
    99 (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ ....) 1 / 181 2 / 96
    106 (رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا) 1 / 180
    سورة النور (24)
    3 (الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً) 2 / 230
    2 (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما ..) 2 / 217 218 248
    4 (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا ...) 2 / 145 219 224
    19 (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ ....) 2 / 83
    22 (وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) 2 / 72
    24 (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ) 2 / 112
    26 (الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ) 1 / 205



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    29 (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَدْخُلُوا ....) 2 / 204
    31 (وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا ما ظَهَرَ مِنْها) 2 / 19
    32 (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ) 2 / 190 182
    33 (فَكاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً) 2 / 207
    35 (اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) 1 / 92
    35 (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ) 1 / 130
    37 (يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) 2 / 113
    39 (كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً ...) 2 / 255
    40 (وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ) 1 / 130
    41 (وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ ....) 1 / 25
    45 (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ ماءٍ) 1 / 29
    55 (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا ...) 2 / 69
    57 (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ...) 1 / 160
    63 (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ) 2 / 155 1 / 175
    سورة الفرقان (25)
    2 (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) 1 / 173
    7 (وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ) 2 / 25
    12 (سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً) 2 / 117
    20 (وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً) 1 / 174
    45 (أَلَمْ تَرَ إِلى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَ) 1 / 81
    48 (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً طَهُوراً) 2 / 150 161
    59 (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) 1 / 172
    68 (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً يُضاعَفْ ...) 2 / 115
    سورة الشعراء (26)
    10 (أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) 1 / 240
    13 (وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي) 1 / 10
    14 (وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ) 1 / 239
    19 (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) 1 / 240



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    20 (قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) 1 / 240
    28 (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ) 1 / 5
    80 (وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) 1 / 37
    89 (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) 1 / 10
    165 (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ مِنَ الْعالَمِينَ ...) 2 / 193
    200 (كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ) 1 / 11
    214 (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) 2 / 30
    218 (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ ....) 2 / 21 64
    سورة النمل (27)
    8 (بُورِكَ مَنْ فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَها) 1 / 220
    10 (وَأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ) 1 / 247
    16 (عُلِّمْنا مَنْطِقَ الطَّيْرِ) 1 / 252
    18 (قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) 2 / 237
    20 (ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ) 1 / 252
    21 (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً) 1 / 252
    22 (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقالَ ...) 1 / 25
    23 (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) 2 / 147
    24 (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ) 1 / 137
    30 (إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللهِ ...) 1 / 254
    39 (وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) 1 / 150
    40 (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ ...) 1 / 253 2 / 28
    50 (وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً) 1 / 177
    41 (نَكِّرُوا لَها عَرْشَها) 1 / 253
    52 (فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً) 2 / 204
    58 (فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ ...) 2 / 237
    84 (وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) 2 / 97
    سورة القصص (28)
    15 (فَوَكَزَهُ مُوسى فَقَضى عَلَيْهِ قالَ ...) 1 / 239
    16 (إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي) 1 / 240



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    26 (يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ) 1 / 238
    27 (عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ) 1 / 238
    31 (وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ ....) 2 / 130
    41 (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ) 1 / 170
    56 (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ) 1 / 128 2 / 66
    68 (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ...) 2 / 70
    70 (لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولى وَالْآخِرَةِ) 2 / 122
    76 (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ) 1 / 39
    76 (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) 2 / 127
    78 (إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي) 1 / 38
    78 (لا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) 2 / 105
    79 (فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ) 1 / 39
    سورة العنكبوت (29)
    1 (الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا) 1 / 174
    3 (فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا) 1 / 55
    4 (ساءَ ما يَحْكُمُونَ) 2 / 254
    12 (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا ....) 1 / 189
    13 (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً ...) 1 / 189
    22 (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) 2 / 259
    29 (وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا) 2 / 91
    31 (وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) 1 / 224
    48 (وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ ...) 2 / 48
    54 (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ) 1 / 112
    69 (وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا) 1 / 125
    سورة الروم (30)
    22 (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) 1 / 173
    25 (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) 1 / 3
    27 (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) 1 / 47



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    30 (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) 1 / 9 151
    46 (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ) 1 / 29
    49 (وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) 2 / 258
    51 (وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحاً فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا) 2 / 235
    57 (فَيَوْمَئِذٍ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا ...) 1 / 111
    سورة لقمان (31)
    6 (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ...) 2 / 211
    9 (خَلَقَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) 1 / 4 2 / 142
    12 (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ) 1 / 63
    31 (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ) 1 / 26
    34 (وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) 2 / 246
    سورة السجدة (32)
    7 (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ) 1 / 55
    10 (أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ) 1 / 131
    11 (قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ) 2 / 96 1 / 17
    13 (وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها) 1 / 142
    سورة الاحزاب (33)
    1 (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ ...) 2 / 16
    4 (ما جَعَلَ اللهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ) 1 / 9
    5 (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) 2 / 203 181
    6 (وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ) 2 / 190
    6 (وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ...) 2 / 216
    8 (لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) 2 / 111
    10 (وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ ....) 1 / 12
    21 (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) 2 / 155
    24 (وَيُعَذِّبَ الْمُنافِقِينَ إِنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ) 2 / 85
    27 (وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيارَهُمْ) 2 / 185



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    30 (يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ ...) 2 / 116
    33 (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ...) 2 / 62 52
    36 (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا ....) 1 / 200
    37 (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ ...) 2 / 5
    38 (وَكانَ أَمْرُ اللهِ قَدَراً مَقْدُوراً) 1 / 202
    40 (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) 2 / 465
    41 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ...) 2 / 169
    49 (ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَ) 2 / 200
    53 (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) 2 / 20
    56 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) 2 / 170
    166 (أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا) 2 / 244
    72 (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) 1 / 30 2 / 261
    سورة السبا (34)
    12 (وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ) 1 / 251
    13 (وَجِفانٍ كَالْجَوابِ وَقُدُورٍ راسِياتٍ) 2 / 23
    17 (وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ) 1 / 112 2 / 109
    21 (وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ) 1 / 20
    24 (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) 2 / 13
    34 (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ ...) 2 / 90
    40 (أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ) 1 / 18
    42 (ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ) 2 / 235
    50 (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّما أَضِلُّ عَلى نَفْسِي) 1 / 137
    سورة الفاطر (35)
    4 (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) 1 / 73
    10 (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) 1 / 68
    11 (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) 2 / 264
    12 (وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ) 2 / 204
    23 (وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ) 2 / 25 1 / 208



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    32 (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) 2 / 50 1 / 206
    36 (لا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) 2 / 114
    41 (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) 1 / 4
    سورة يس (36)
    7 (لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ) 1 / 153
    12 (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) 2 / 95 1 / 41
    26 (قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ) 2 / 100
    30 (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) 1 / 88
    39 (وَالْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ حَتَّى عادَ ...) 2 / 215
    40 (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) 1 / 36
    47 (قالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا ...) 2 / 90
    65 (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلى أَفْواهِهِمْ) 2 / 112
    66 (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) 1 / 142
    69 (وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ) 2 / 23
    71 (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا) 1 / 79
    78 (مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) 2 / 239
    80 (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً) 1 / 27
    سورة الصافات (37)
    6 (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ) 1 / 36
    8 (لا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جانِبٍ) 1 / 23
    36 (وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لَتارِكُوا آلِهَتِنا ....) 2 / 25
    55 (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) 2 / 120
    83 (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) 2 / 262
    88 (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) 1 / 220
    95 (قالَ أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ) 1 / 190 221
    102 (إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ) 2 / 151 226
    103 (فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) 1 / 227
    130 (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) 2 / 170 60



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    140 (إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) 2 / 248
    172 (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ....) 1 / 209
    سورة ص (38)
    18 (إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ) 1 / 249
    21 (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ ...) 1 / 248
    22 (فَفَزِعَ مِنْهُمْ قالُوا لا تَخَفْ خَصْمانِ بَغى) 1 / 248
    24 (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ ...) 1 / 249
    25 (فَغَفَرْنا لَهُ) 1 / 249
    30 (وَوَهَبْنا لَهُ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) 1 / 30
    32 (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ....) 1 / 250
    33 (رُدُّوها عَلَيَ) 1 / 33
    34 (وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمانَ وَأَلْقَيْنا) 1 / 251
    35 (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً ...) 1 / 251
    41 (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ) 1 / 236
    44 (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ ...) 1 / 236 2 / 218 205
    47 (وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ) 2 / 242
    73 (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلَّا إِبْلِيسَ) 2 / 144
    75 (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) 1 / 79
    32 (إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ ....) 1 / 250
    سورة زمر (39)
    3 (أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخالِصُ) 2 / 161
    3 (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كاذِبٌ كَفَّارٌ) 1 / 129
    6 (خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ) 1 / 6
    7 (وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ) 1 / 156
    9 (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) 2 / 27
    16 (لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ ...) 2 / 118
    23 (كِتاباً مُتَشابِهاً مَثانِيَ) 1 / 63
    33 (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ) 2 / 74
    35 (لِيُكَفِّرَ اللهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا ....) 2 / 27



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    53 (قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا) 2 / 228
    56 (ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) 1 / 81
    65 (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ...) 2 / 14 86
    67 (جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ ...) 1 / 80
    71 (حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها) 2 / 244
    سورة المومن (40)
    7 (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ...) 2 / 46
    15 (رَفِيعُ الدَّرَجاتِ ذُو الْعَرْشِ) 1 / 69
    16 (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) 2 / 109
    18 (ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) 2 / 140
    19 (يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ) 1 / 50
    26 (ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى) 2 / 140
    51 (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا) 1 / 208
    60 (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) 1 / 138
    71 (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) 1 / 138
    85 (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا) 2 / 82
    سورة فصلت (41)
    9 (قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ) 1 / 5
    10 (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها) 1 / 200
    15 (هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) 1 / 49
    23 (فَإِنْ يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) 2 / 117
    25 (وَقَيَّضْنا لَهُمْ قُرَناءَ) 1 / 168
    37 (وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ ...) 2 / 159
    46 (وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) 1 / 193
    سورة الشورى (42)
    11 (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) 1 / 104
    13 (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً) 2 / 52



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    15 (لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) 2 / 24
    23 (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) 2 / 59
    29 (وَهُوَ عَلى جَمْعِهِمْ إِذا يَشاءُ قَدِيرٌ) 1 / 64
    39 (الَّذِينَ إِذا أَصابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ) 2 / 263
    51 (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً) 1 / 74 210 247
    52 (ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلَا الْإِيمانُ) 2 / 8
    سورة الزخرف (43)
    4 (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ ....) 1 / 41
    32 (وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ) 2 / 27
    36 (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ ...) 1 / 168
    45 (وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنا ...) 2 / 19
    52 (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) 1 / 244
    55 (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ) 1 / 88
    81 (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ ...) 2 / 12
    84 (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ ....) 1 / 102
    86 (إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) 2 / 22
    سورة الدخان (44)
    22 (فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ) 1 / 242
    29 (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ) 1 / 31
    30 (إِنَّهُ كانَ عالِياً مِنَ الْمُسْرِفِينَ) 2 / 263
    35 (إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ ...) 2 / 98
    43 (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ طَعامُ الْأَثِيمِ) 2 / 116
    49 (ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) 2 / 263
    56 (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا ...) 2 / 98
    سورة الجاثية (45)
    15 (وَلَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ ...) 2 / 138
    18 (وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) 2 / 16
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2892
    نقاط : 4517
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: من متشابه القرأن ومختلفه ج2   من متشابه القرأن ومختلفه ج2 Emptyالخميس أكتوبر 31, 2024 5:11 pm


    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    23 (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ) 1 / 135 88
    29 (هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) 2 / 111
    29 (إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) 2 / 135
    سورة الاحقاف (46)
    8 (وَما أَدْرِي ما يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) 2 / 14
    15 (وَحَمْلُهُ وَفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) 2 / 202
    سورة محمّد (47)
    4 (فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِداءً ....) 2 / 231
    7 (إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ) 1 / 91
    19 (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا اللهُ) 1 / 43
    24 (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى ...) 2 / 154
    36 (وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ) 2 / 174
    سورة الفتح (48)
    2 (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ) 2 / 10
    3 (وَيَنْصُرَكَ اللهُ نَصْراً عَزِيزاً) 2 / 21
    10 (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) 1 / 78
    16 (قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ ...) 2 / 70
    18 (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ ...) 2 / 68
    22 (وَلَوْ قاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ) 1 / 32
    24 (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ...) 2 / 185
    27 (لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ إِنْ شاءَ اللهُ) 1 / 145 2 / 249
    29 (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ ...) 2 / 67
    سورة الحجرات (49)
    1 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ ...) 2 / 71
    6 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ ...) 2 / 154 224
    11 (بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمانِ) 1 / 110



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    13 (يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) 2 / 192
    13 (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) 2 / 28 35
    14 (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا) 1 / 108
    سورة ق (50)
    22 (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) 2 / 113
    30 (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ ....) 2 / 113
    سورة الذاريات (51)
    8 (إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ ...) 2 / 262
    21 (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ) 1 / 46
    35 (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) 1 / 109
    42 (وَفِي عادٍ إِذْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ ...) 1 / 30
    56 (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) 1 / 192
    سورة الطور (52)
    1 (وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) 2 / 243
    21 (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ ...) 2 / 45 101
    سورة النجم (53)
    3 (وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى ...) 2 / 37
    11 (ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى) 1 / 14 101
    26 (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ لا تُغْنِي ...) 2 / 119
    39 (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) 2 / 173
    43 (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) 1 / 34
    سورة القمر (54)
    1 (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) 2 / 109
    49 (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) 1 / 201
    55 (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) 1 / 70


    سورة الرحمن (55)
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    5 (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) 1 / 35
    7 (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) 1 / 28
    26 (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ) 2 / 109
    27 (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) 1 / 77
    29 (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) 1 / 89
    31 (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ) 1 / 89
    46 (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) 1 / 69
    56 (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) 1 / 24
    سورة الواقعة (56)
    10 (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ) 2 / 74 31
    20 (وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) 2 / 122
    22 (وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) 2 / 123
    62 (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) 2 / 98
    79 (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) 2 / 159
    82 (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) 2 / 92
    سورة الحديد (57)
    3 (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) 1 / 57
    6 (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) 2 / 168
    10 (لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ ....) 2 / 72
    27 (وَجَعَلْنا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً) 1 / 171
    سورة المجادلة (58)
    1 (قَدْ سَمِعَ اللهُ ...) 1 / 58
    2 (ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ إِنْ أُمَّهاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ) 2 / 197
    3 (وَالَّذِينَ يُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ) 2 / 147 197
    4 (فَصِيامُ شَهْرَيْنِ مُتَتابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ ...) 2 / 206



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    7 (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ) 1 / 65
    8 (وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ) 2 / 132
    11 (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) 2 / 33
    12 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ ...) 2 / 228 2 / 151
    21 (كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي) 1 / 208
    22 (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) 1 / 171
    سورة الحشر (59)
    2 (فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ) 2 / 157
    8 (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ ....) 2 / 73
    10 (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا) 2 / 70
    12 (لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ ....) 2 / 256
    16 (كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قالَ لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ) 1 / 146
    17 (خالِدَيْنِ فِيها) 2 / 123
    20 (لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ) 2 / 192 212
    21 (لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ) 1 / 33
    24 (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ ...) 1 / 85
    سورة الحشر (60)
    4 (قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ) 1 / 222
    5 (رَبَّنا لا تَجْعَلْنا فِتْنَةً) 1 / 175
    10 (فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ) 1 / 109
    10 (فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ) 2 / 153
    10 (وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا) 2 / 186
    10 (وَلا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوافِرِ) 2 / 191
    11 (وَإِنْ فاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْواجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ) 2 / 232
    24 (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا ...) 2 / 230
    سورة الصف (61)
    5 (فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ) 1 / 163



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    6 (إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً) 2 / 250
    سورة الجمعة (62)
    9 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ ....) 1 / 172
    سورة المنافقون (63)
    6 (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ) 2 / 6
    10 (لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ) 2 / 94
    سورة التغابن (64)
    11 (ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ) 1 / 161
    17 (وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) 1 / 85
    سورة الطلاق (65)
    1 (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ.) 2 / 146 195 196
    1 (لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَ) 2 / 201
    1 (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) 2 / 180
    4 (وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسائِكُمْ ...) 2 / 200
    6 (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ ....) 2 / 202
    6 (وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرى) 2 / 201
    12 (وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) 1 / 51
    سورة التحريم (66)
    1 (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ ...) 2 / 20 245
    4 (صَغَتْ قُلُوبُكُما) 2 / 251
    6 (عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ) 1 / 14
    8 (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ ...) 2 / 81
    12 (فَنَفَخْنا فِيها مِنْ رُوحِنا) 1 / 256

    سورة الملك (67)
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    3 (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ) 1 / 191
    13 (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ) 1 / 173
    16 (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ) 1 / 68
    19 (أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ ...) 1 / 81
    سورة القلم (68)
    6 (ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى) 1 / 5
    42 (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ وَيُدْعَوْنَ) 1 / 82 149
    43 (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سالِمُونَ) 1 / 118
    48 (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ) 1 / 255
    سورة الحاقة (69)
    7 (كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ) 1 / 234
    سورة المعارج (70)
    4 (تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ) 1 / 68
    19 (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً ...) 1 / 172
    24 (وَفِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) 2 / 174
    سورة نوح (71)
    5 (قالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهاراً) 1 / 219
    13 (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً) 1 / 86
    16 (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً ...) 2 / 264
    26 (وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً) 1 / 5
    26 (رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً) 1 / 219
    سورة الجن (72)
    1 (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِ) 1 / 24 209


    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    3 (أَنَّهُ تَعالى جَدُّ رَبِّنا) 1 / 76
    6 (وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ) 1 / 20
    16 (وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ...) 1 / 182
    21 (قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَداً ...) 2 / 21
    28 (أَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) 1 / 54
    سورة المزمل (73)
    1 (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ...) 2 / 228
    5 (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) 2 / 129
    19 (فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) 1 / 149
    19 (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) 2 / 159 169
    20 (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى ...) 2 / 173
    سورة المدثر (74)
    3 (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) 2 / 158
    30 (عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ) 1 / 16
    31 (وَما جَعَلْنا أَصْحابَ النَّارِ إِلَّا مَلائِكَةً) 1 / 16 175
    42 (ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا ...) 2 / 142
    سورة القيامة (75)
    9 (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) 2 / 241
    17 (إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ) 2 / 77
    23 (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) 1 / 94
    سورة الانسان (76)
    13 (إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً) 1 / 124
    14 (وَذُلِّلَتْ قُطُوفُها تَذْلِيلاً) 2 / 122
    30 (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ) 1 / 138

    سورة المرسلات (77)
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    15 (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ) 2 / 3
    35 (هذا يَوْمُ لا يَنْطِقُونَ) 2 / 105
    36 (وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ) 2 / 104
    42 (وَفَواكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ) 2 / 122
    سورة النبأ (78)
    9 (وَجَعَلْنا نَوْمَكُمْ سُباتاً) 1 / 12
    10 (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً) 1 / 29
    سورة النازعات (79)
    5 (فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً) 1 / 36
    سورة عبس (80)
    1 (عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى) 2 / 12
    17 (قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) 2 / 126
    40 (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ) 1 / 111
    سورة التكوير (81)
    8 (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ) 2 / 102
    10 (وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) 2 / 111
    سورة الانفطار (82)
    5 (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) 2 / 102
    8 (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ) 2 / 134
    11 (كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ) 1 / 16
    سورة المطففين (83)
    7 (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) 2 / 110



    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    14 (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) 1 / 154
    15 (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ) 1 / 84 100
    18 (كَلَّا إِنَّ كِتابَ الْأَبْرارِ لَفِي عِلِّيِّينَ) 2 / 110
    سورة الانشقاق (84)
    8 (فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) 2 / 110
    سورة البروج (85)
    1 (وَالسَّماءِ ذاتِ الْبُرُوجِ) 1 / 35
    22 (فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) 1 / 41
    سورة الطارق (86)
    15 (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) 1 / 178
    سورة الاعلى (87)
    1 (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) 1 / 90
    3 (وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى) 1 / 125
    6 (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى) 2 / 18
    15 (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) 2 / 177
    سورة الغاشية (88)
    6 (لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) 2 / 106
    17 (أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ) 1 / 6 44
    سورة الفجر (89)
    22 (وَجاءَ رَبُّكَ) 1 / 82
    سورة البلد (90)
    11 (فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ) 2 / 112


    سورة الليل (92)
    رقم الآية الآية رقم الصفحة
    5 (فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى) 2 / 72
    12 (إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى) 1 / 125
    14 (فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى) 1 / 111
    19 (وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ...) 2 / 176
    سورة الضحى (93)
    3 (ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) 2 / 255
    7 (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى) 2 / 4
    9 (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) 2 / 92
    سورة الانشراح (94)
    1 (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) 2 / 10
    5 (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً ...) 2 / 143
    سورة التين (95)
    4 (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) 2 / 135
    8 (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) 2 / 243
    14 (أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) 2 / 8
    سورة البينة (98)
    5 (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ) 1 / 110 2 / 173 179
    5 (وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) 2 / 236
    سورة العصر (102)
    2 (إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ) 2 / 240
    سورة الماعون (107)
    4 (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ ...) 2 / 171


    سورة الكوثر (108)
    2 (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) 2 / 170
    سورة الكافرون (109)
    6 (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) 2 / 3
    سورة النصر (110)
    3 (وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كانَ تَوَّاباً) 2 / 6
    سورة المسد (111)
    3 (سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ) 1 / 187
    4 (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) 2 / 191
    سورة الاخلاص (112)
    1 (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) 1 / 105
    سورة الفلق (113)
    1 (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) 1 / 192
    4 (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) 1 / 39 2 / 21
    سورة الناس (114)
    2 (مَلِكِ النَّاسِ) 1 / 89
    4 (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ) 1 / 40

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    من متشابه القرأن ومختلفه ج2
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » اعراب القرأن ج1
    » متشابهات القرأن
    » الميزان في تفسير القرأن ج2
    » الميزان في تفسير القرأن ج3
    » اهل البيت عليهم السلام سماتهم وحقوقهم في القرأن

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 37-منتدى كتب القرأن الكريم-
    انتقل الى: