الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» نثر الدر المكنون
نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 6:12 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» مقاتل الطالبيّين مقاتل الطالبيّين المؤلف :أبي الفرج الاصفهاني
نثر الدر المكنون Emptyأمس في 11:42 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج1
نثر الدر المكنون Emptyأمس في 10:27 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج2
نثر الدر المكنون Emptyأمس في 9:59 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج3
نثر الدر المكنون Emptyأمس في 9:34 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  كلام جميل عن التسامح
نثر الدر المكنون Emptyأمس في 8:57 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مفهوم التسامح مع الذات
نثر الدر المكنون Emptyأمس في 8:48 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» أقوال الحكماء والفلاسفة
نثر الدر المكنون Emptyأمس في 10:01 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» أقوال وحكم رائعة
نثر الدر المكنون Emptyأمس في 9:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     نثر الدر المكنون

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 5:52 am

    بسم الله الرّحمن الرّحيم
    الحمد لله الذى كسا أهل اليمن حلل اليمن والايمان وخصهم بفضائل وعطايا زاهرة فى كل زمان وحمى بلادهم من جراثيم الخمور والفسوق والطغيان ووعد العاملين بشرعه أعلى فراديس الجنان ومن حاد عن دينه القويم وصراطه المستقيم الطرد والخزى والخسران وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له الذى لا يشغله شأن عن شأن وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المبعوث رحمة للانس ـ والجان اللهم صلّ وسلّم عليه وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين سادات أهل الايمان
    اما بعد
    فان حياة الأمم بتاريخها الذى يذكر الأبناء بمجد الأسلاف وما كانوا عليه من عز وسؤدد ورفاهية وأن العالم الأنسانى قد استهل تاريخا جديدا بظهور الدين الاسلامى الذى مزق شمل الشرك وبدد ظلمات الكفر والضلالة وجمع كلمة الامة العربية الى دين الله القويم وصراطه المستقيم ثم من هداه الله من الامم الأخرى والشعوب المختلفة الكثيرة فحررها من قيود مظالم الجاهلية وأزال آثار وحشيتها الشنيعة وهمجيتها التى صارت مضرب الامثال : وهذا العمل العظيم والانقلاب الجسيم والاصلاح الواسع قد كان لليمن السعيد فيه اليد الطولى والقدح المعلى ومسعى مشكور وفضل غير منكور لا زالت بطون الكتب تحفظ لهم أجل الانباء وأعظم الاخبار وأجل الحوادث وأطيب الشهرة الحسنة فهم من أعظم دوحة ظللت على الاسلام وبذلت مهجها وكل ما تملك فى سبيل نصرة الله ورسوله وأحياء معالم الدين واقامة شعائره ومحاربة اعدائه حتى سماهم الله أنصاره وأنصار رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاؤلئك كفانا الله تعالى فى قرآنه العظيم بيان فضلهم بما لا مزيد عليه حيث وصفهم ولقد صادفت كثيرا من هذه الفضائل العديدة والآثار الجليلة وقارنت بينها وبين حال اليمن اليوم وتمسك أهله بالشريعة الغراء والمحجة البيضاء فتجلى لى سر

    حديث (انى لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) فدعانى ذلك الى جمع مؤلّف شامل لما ورد فى فضائل أهل اليمن الميمون من الآيات القرآنية والسنة النبوية وذكر كتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبعوثه وعماله ورسله اليهم ومن أسلموا على يديه والذين تشرفوا بالوفادة عليه واصطفاهم الله لمشاهدة أنوار حبيبه ورسوله الى الجنة والنّاس كافة سيّد ولد آدم محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم وذكر بعض الافذاذ من التابعين ممن أخبر عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وشهد له بالفضيلة ذلك الفريق الذى سطع نور فضله وطعم حتى كان غرة فى تاريخ اليمن وصدرته بمقدمة تاريخية متضمنة مجد الامة اليمنية جاهلية وفخرها اسلاما وخاتمة بذكر بعض ما ورد فى حق من اتصلت بخير المرسلين انسابهم وارتبطت بحسبه احسابهم عترة سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم تبركا بهذه البضعة الطاهرة ووسيلة الى الله تعالى أن ينفعنى بهم والمسلمين وأن يجمعل هذا المؤلف خالصا لوجهه الكريم والفوز بسعادة الدنيا والدين وسميته نثر الدّرّ المكنون من فضائل اليمن الميمون ويشتمل على تسعة ابواب وأربعة وسبعين فصلا وقد اطلعت على رسالة الحافظ ابن الديبع المسماة بتحفة الزمن فى فضائل أهل اليمن المشتملة على ستة وثلاثين حديثا نقلت منها سبعة أحاديث على علاتها لعدم العثور على أصولها وكأن الشيخ رحمه‌الله لم يحررها ولم نقف على ما ألفه ابن أبى الصيف ولا غيره فى هذا المعنى
    فكان هذا أدعى الى بذل المستطاع فى جمع هذا الشرف المؤبد الدال على مكانة اليمن بين الاقطار وسمو اخلاق أهله وقوة إيمانهم التابنة بالسنة السنية وبالواقع المحسوس
    كفى اليمن شرفا أن يجد الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وسلم نفس الرحمن من قبله وسجوده شكرا لله تعالى على اسلام أهله الذى دل مصدره ببرهان ساطع على سعة مداركهم وسلامة عقولهم ومعرفتهم الحق الواضح وتمييزه عن الباطل فكانوا أسرع الامم انقيادا؟؟؟ الاسلامى والايمان به بدون احتياج الى حرب أو مناقشات جدلية وانّما عرفوا الحق فاذعنوا له وسلموا اليه طائعين
    لا يجهل أحد درس التاريخ أن اخلاق الامم لا تتبدل الا بمرور الازمان الطويلة والايام الكثيرة لان السنين العديدة بالنسبة لحياة الامة كساعات يسيرة بالنسبة لحياة الفرد. فاذن نقدر أن نقول أن اليمن الذى خضع للدين الاسلامى منذ أول بزوغ نوره غير مقسور ولا مكره ولا معاند يدلنا فعله على مكانة أهله فى الجاهلية وانهم كانوا على بينة من أمرهم وأن آثار العظمة الماضية لا زالت باقية فى أخلاقهم لهذا كانوا يسيرون مع الحق جنبا لجنب

    جاء الاسلام بنوره الساطع فأشرق على قلوبهم النيرة ووجد مرتعا خصبا فى صدورهم الواسعة فمنحهم ايمانا صادقا ومعرفة حقة فاتبعوه فى كل الادوار ولذلك لا ترى أغلبهم الا فى صف الامام العادل منذ وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتّى عصرنا الحاضر وأن الحوادث الماضية خير برهان على ما قلناه
    لا شك أن كمال الاخلاق دليل رقى الامة وتقدمها ونحن فى مؤلفنا هذا اكتفينا بالشهادات النبوية لأن تاريخ اليمن السعيد يحتاج الى مجلدات ضخمة عديدة ولم نبحث عن الدور الماضى القديم فذلك لا زالت آثاره قائمة غير مكترثة بزعازع الدهور وتقلباته الكثيرة فهذا السد بمأرب لا يفتأ قائما يهزأ بغيره من الآثار حيث لا يراه شخص الا ويعترف بعجز أعظم دول الارض الغابرة عن الاتيان بمثله بقطع النظر عما جرفته السيول بمرور الايام والدهور وأما انقاض الصروح المشيدة كغمدان وغيره فهى من بعض عظمة اليمن التى انجبت ذا القرنين الرائش والتبابعة الّذين لهم المجد والحضارة والعظمة الراسخة ولا برح التاريخ حافلا بأعمالهم الكبيرة وآثارهم القويمة وفى وصف عظمتهم يقول الكلاعى
    ورتبنا مراتب كل ملك*
    فكان لنا الخلائق مقتفينا

    سننا للبرية كل فعل*
    جميل من فعال الاكرمينا

    فهم يتشبهون بما فعلنا*
    وفى آثارنا يتتبعونا

    وليسوا مدركين لنا لأنا*
    جعلنا السابقين الاولينا

    ولسنا بصدد ذلك فان مفاخر الماضى لم نكن لنشير اليها الا من قبيل اثبات عراقة الشعب اليمانى الكريم لمن لا علم له بالتاريخ
    وان لهم السابقية فى الحضارة والتقدم والسيادة على ملوك الاقطار وان لهم ثقافة وعبقرية دلت على قوة مداركهم وتنور اذهانهم هذا مصداق ما رواه البخارى فى صحيحه عن ابى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟؟؟ خيارهم فى الجاهلية خيارهم فى الاسلام اذا فقهوا) وان المعدن اليمنى لهو من خير المعادن ونستشهد على هذا بان المسابقة فى نصرة هذا الدين الحنيف كانت بين اليمانيين شعب همدان والانصار قبل غيرهم من سائر القبائل العربية وسنأتى على رواية قيس بن مالك الارحبى الهمدانى بأنه أول من أجاب دعوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين عرض نفسه على القبائل لينصروه على تبليغ رسالة ربه فقال أنا احملك يا رسول الله الى قومى ولكن قضاء الله وقدره كان سابقا فى علمه أن هذا الشرف الاعظم لا يحوزه الا أبناء عمه صفوة قحطان وخلاصة الأزد الاوس والخزرج أنصار الله ورسوله

    لا شك أن نسبة هذا الشرف السامى الى اليمانيين حجة قويمة تثبت صحة نيتهم فى اتباع الحق وانهم من أعرف الناس به وأشدهم انقيادا اليه وهذا نعم المستند الدال على صفاء جوهر ذلك العنصر الكريم وخلوصه من الشوائب المشينة
    وبما أنا نورد فى مؤلفنا هذا ما بعد الاسلام فيجدر بنا أن نشير الى التحقيق فى صحة نقله والتثبت من جمعه وذكر أصوله كما سيأتى إن شاء الله مفصلا
    فقد شمرنا عن ساعد الجد وبذلنا الهمة فى تحصيلة مدة غير وجيزة لاستخراجه من متفرقات كتب السنة والطبقات وبطون السير والتواريخ الصحيحة وعانينا تعبا كبيرا فى تخريجه من مكنونه وتسهيل السبل لمن يريد أصوله وقد اخترنا أوسع الروايات واصحها وتركنا الكثير منها خشية الاطالة والسآمة وتعدد المكرر وان كان لا يخلوا من الفوائد لاهل الذوق والدراية الا انا فى عصر قصرت فيه الهمم وكلت العزاثم وعسى أن يكون فيما أوردناه كفاية لاثبات ما نبغيه من هذا المؤلف ولا أكتم الحق فانى لست من ارباب هذه الصناعة ولا ممن زاول هذه البضاعة اذ لا مراء ان الذى غاب عنى يزيد عما أتيت به اضعافا مضاعفة وانما حبى لانصار الله ورسوله واحبائه دفعنى الى التقرب بخدمة هذا الحزب الكريم لتشملنى بركة أنصار السنة السمحاء وحماة الشريعة الغراء ولعلى لا احرم من دعوة رجل صالح فى كل عصر يمحوا الله بها سيآتى وما اقترفته جوارحى فى حياتى وأنى أقدم اعتذارى لحضرات المطلعين على هذا المؤلف من سلوكى به فى هذا المأزق ألحرج فان التأليف عرض عقل المرء فى سوق النقد وقلما ينجوا معروض من الانتقاد فان الكمال لله وحده ولم يمنح العصمه الا لانبيائه عليهم الصلاة والسلام
    ومن ذا الذى ترضى سجاياه كلها*
    كفى المرء نبلا ان تعد معائبه

    وهذا أوان الشروع فى المقصود فنقول وبالله التوفيق والاعانة
    مقدمة نذكر فيها نبذة تاريخيه عن دخول الفرس فى اليمن وسببه بمناسبة بزوغ فجر نور الاسلام فى عصرهم والتنوية بعظمة اليمن قبل الاسلام وسبب هجرة أولاد الحسن والحسين الى هذا القطر السعيد
    فنقول كانت اليمن قد انحطت عظمتها وتقوضت صروحها وانهار مجدها الباذخ وسلطانها الشامخ الذى شيدته السبائيون ومن بعدهم يوم ان كانت باسطة سلطانها وسيادتها على ملوك العجم فى كثير من الازمان الغابرة والاجيال الماضية وكانت ملوك اليمن سندا وعضدا قويا لجميع العرب بمثابة خليفة المسلمين يحتمون بها ويستنجدون بقوتها وبطشها لصد غارات ملوك العجم كما هو مبسوط فى بطون التواريخ العديدة فتقلص

    ظلها وطوى بساط عزها ومجدها سنة الله فى خلقه (ولن تجد لسنة الله تبديلا) حتى لم تبق فى يدها الا بلادها ومنبت ارومتها اليمن بل لم تحتفظ بها كل الحفظ لتفرق كلمتها وصدع وحدتها بانفجار براكين الفتن الداخلية بين اقيالها وامرائها واستقل كل قيل ببلاده وما قدر على الدفاع عنه وتشعبت الى ثلاثة طوائق فطائفة اعتنقت اليهودية وطائفة النصرانية والثالثة بقيت على عبادة الاوثان والنجوم فتغلبت اليهودية على النصرانية واستبدت بها وخدت لها اخدودا فى مخلاف نجران اشعلت فيه النيران المتأججة وكل من لم يرجع الى اليهودية يلقى فى النار كما قصه الله تعالى فى كتابه العزيز فهرب القيل دوس ذو ثعلبة الى ملك المروم ومعه نسخة من الانجيل محرقة مستنجدا به على ذى نواس ملك اليهود وقص عليه ما فعله بالنصارى والقائهم فى النار احياء وكان ملك الروم نصرانيا فاستفزه الغضب الا انه استبعد اليمن فقال له اكتب لك الى النجاشى ملك الحبشة فانه على دينى ينصرك وبلاده قريبة من بلادك فكتب قيصر الى النجاشى يستنهضه لنصرة المسيحيين باليمن وارفقه بالانجيل المحرق واخبره بما فعلت اليهود بهم من العسف والوحشية فلما وصل الكتاب والانجيل الى النجاشى اشتد غضبه وفى الحال انجد القيل دوس بسبعين الف مقاتل وأمر عليهم رجلا اسمه ارياط وايده بابرهة فقطعوا باب المندب الى اليمن ولما علم بهم ذو نواسن استنفر جميع اقيال اليمن يدعوهم الى الاتحاد لقتال العدو المشترك والى الدفاع عن وطنهم والذود عن شرفهم فلم يجيبوه الى ذلك لتفرقهم فى الاديان والمعتقدات وقالوا كل رجل منا يقاتل عن بلاده التى هى فى حوزته فلما تحقق خذلانهم وعدم اتحادهم أبت نفسه العالية الانصياع للذل والاستعباد بعد ان كان الآمر الناهى فقابل جموع الحبشة بمن أطاعه من قومه وخاصته فلم تثبت قلتهم أمام جيش الحبشة الجرار فولت منهزمة ولما أيقن ذو نواس بالأسر وأن لا عز له فى الحياة اعترض فرسه فكان العهد به ثم قام بعده ذو جدن وجمع فلول الجيش لصد الحبشة فلم يحد نفعا فاقتحم البحر بفرسه وهلك
    ودخلت الحبشة صنعاء وهرب ذو يزن مستنجدا بقيصر ولم يدر أنه هو السبب الحامل للحبشة على احتلال بلاده وامتلاك ارضه
    فلم ينجده فولى وجهه الى كسرى ملك الفرس وعرج فى طريقه على أخيه فى العروبة والنطق بالضاد ملك الحيرة النعمان بن المنذر ولان ملوك الحيرة بعد انحلال الدولة التبعية صاروا مواليين لملوك الفرس بحكم الجوار وعدم القدرة على الاستقلال التام فعرفه

    بغرضه نحو كسرى وأن يكون همزة وصل بينه وبين ما تكبد المشاق لاجله : فقال له ان لى وفادة فى كل سنة مرة وهذا وقتها قد حان فأوفده فى معيته وأدخله على كسرى وعرفه بمكانته من قومه فاحسن قراه وأكرم مثواه : ثم قص عليه حاجته وما حل بقومه ووطنه وطلب منه النجدة على اخراج الحبشة من أرضه وأطمعه فى اليمن وخيراتها : فقال له كسرى انى لا أحب أن أسعفك بحاجتك الآن لان بلادك بعيدة وسأنظر وأمر بانزاله دار الضيافة فأقام عنده ست سنين يلح عليه فى خلالها طلب النجدة حتى مات وكان له ولد باليمن اسمه سيف فلما علم بموت أبيه خرج من اليمن متنكبا قيصر الى ملك الفرس فاعترضه يوما وقد ركب فى حرسه وخواص أركان دولته وقال له أن لى عندك ميراثا فلما نزل كسرى دعا به وقال له من أنت وما ميراثك قال أنا ابن الملك اليمانى الذى وعدته النصرة فمات برحابك فتلك العدة حق وميراث لى فرق له كسرى وقال له إن بلادك بعيدة وخيراتها قليلة ولست اغرر بجيشى وأمر له بمال جزيل فخرج به ونثره تحت قصره فانتهبه النّاس فعلم بذلك كسرى فطلب احضاره وقال له ما حملك على فعلك هذا؟ فقال له انى لم آتك للمال بل للرجال لاخراج الحبشة من أرضى فان جبال بلادى ذهب وفضة لا مطمع لى فى المال فاستشار كسرى أركان دولته فاشار عليه وزيره الاكبر موبذان موبذ وقال أيها الملك أن لهذا الغلام حق بنزوحه اليك وموت أبيه ببابك وقد وعدته النصرة وفى سجونك رجال ذو ونجدة وبأس فلو ان الملك وجههم معه فان أصابوا ظفرا كان للملك وأن هلكوا فقد استراح واراح أهل مملكته من شرهم فاستحسن كسرى هذا الرأى وانجد الملك سيف بن ذى يزن بسبعة آلاف وخمسمائة وقيل ثمان مائة رجل وأمر عليهم وهرز الديلمى نزلوا بساحل عدن وأمر قائدهم وهرز بحرق السفن ليعلموا أن لا مفر ورائهم البحر وامامهم العدو فلما سمعت قبائل اليمن بعودة ابن مليكهم تهيؤ اللانتقاض على الحبشة واول من لبى نصرة سيف السكاسك من كندة فقابل ملك الحبشة مسروق ابن ابرهة جيش سيف بن ذى يزن وو هرز بمائة الف مقاتل من الحبشة واخلاط عرب اليمن وركب فيلا عظيما وعلى رأسه تاج متدلية منه ياقوتة حمراء بين عينيه مثل البيضة فلما رأى قلة جيش الملك سيف ووهرز تحول من ظهر الفيل الى ظهر الفرس ثم الى ظهر البغلة احتقارا وانفة من ان يحار بهم وهو على ظهر الفيل أو الخيل فعلم بذلك وهرز وقال بنت الحمار ذل وذل ملكه فلما التقى الجمعان وحمى وطيس القتال رمى وهرز مسروقا بسهم الى الياقوتة الحمراء التى بين عينيه فتغلغلت فى رأسه وخر صريعا فلما علمت الحبشة بمصرع مليكهم ذلت وحملت عليهم العرب والفرس واخذتهم

    السيوف من كل جهة ودخل سيف ووهرز صنعاء وارسلا بشير النصر الى كسرى فكتب كسرى الى وهرزان يتوج سيفا على اليمن وفرض عليه أتاوة يدفعها الى خزينته فى كل سنة وأمر قائد النجدة وهرز بالعودة اليه ومدة ملك الحبشة اثنان وسبعون سنة
    تداولتها اربعة ملوك منهم وهم ارياط ثم ابرهة الاشرم ثم ابناه يكسوم ثمّ مسروق
    أخرج ابو نعيم فى دلائل النبوة بسنده الى ابن عباس قال لما ظهر سيف بن ذى يزن على اليمن وظفر بالحبشة ونفاهم عنها وذلك بعد مولد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسنتين اتته وفود العرب واشرافها وشعراؤها تهنئه وتمدحه فأتاه وفد قريش وفيهم عبد المطلب جد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وامية بن عبد شمس وعبد الله بن جدعان وخويلد بن اسد بن عبد العزى ووهيب بن عبد مناف بن زهرة فى أناس من وجوه قريشى فقدموا صنعاء وهو فى رأس قصر له يقال له غمدان وعن شماله الملوك وأبناء الملوك والمقاول فلما دخلوا عليه دنا منه عبد المطلب فاستأذن فى الكلام فقال له سيف بن ذى يزن ان كنت ممن يتكلم بين يدى الملوك اذنا لك فقال عبد المطلب «أيها الملك إن الله عزوجل قد احللك محلا رفيعا : شامخا منيعا : وأنبتك منبتا طابت أرومته وعزت جرثومته : وثبت أصله : وبسق فرعه : فى أطيب موطن : وأكرم معدن فانت أبيت اللعن رأس العرب : الذى له تنقاد : وعمودها الذى عليه العماد ومعقلها الّذى يلجأ اليه العباد : سلفك لنا خير سلف : وأنت لنا منهم خير خلف ولم يهلك من أنت خلفه ولم يخمد ذكر من أنت سلفه : نحن أيها الملك أهل حرم الله وسدنة بيته : أشخصنا اليك الذى أبهجا لكشفك الكرب الذى فدحنا فنحن وفد التهنئة لا وفد المرزئة : فقال سيف وأيهم أنت أيها المتكلم قال : أنا عبد المطلب ابن هاشم بن عبد مناف : قال ابن أخننا قال : نعم : قال فأدناه ثم أقبل عليه وعلى القوم فقال مرحبا وأهلا. وناقة ورحلا ومستناخا سهلا : وملكا ربحلا : يعطى عطاء جزلا قد سمع مقالتكم وعرف قرابتكم وقيل وسيلتكم فأنتم أهل الليل والنّهار ولكم الكرامة ما اقمتم والحبآء اذا ضعنتم اذهبوا الى دار الضيافة والوفود وامر لهم بالانزال فأقاموا شهرا لا يصلون اليه ولا يأمرهم بالانصراف ثم انتبه لهم انتباهة فارسل الى عبد المطلب دونهم فلما دخل عليه أدناه وقرب محله واستحياه ثمّ قال يا عبد المطلب انى مفوض اليك من سر علمى ما لو غيرك يكون لم أبح به ولكن وجدتك معدنه فاطلعتك طلعه فليكن عندك مطويا حتى يأذن الله عزوجل فيه فأن الله بالغ أمره انى أجد فى الكتاب المكنون والعلم المخزون الذى أخترناه

    لأنفسنا واحتجبناه دون غيرنا خبرا عظيما وخطرا جسيما فيه شرف الحياة وفضيلة الوفاة للناس كافة ولرهطك عامة ولك خاصة قال عبد المطلب : مثلك أيها الملك سرور فما هو فداك أهل الوبر زمرا بعد زمر : قال اذا ولد بتهامة : غلام به علامة بين كتفيه شامة : كانت له الامامة : ولكم به الزعامة : الى يوم القيامة : قال عبد المطلب : أبيت اللعن لقد أبت بفخر ما آب به وافد قوم ولو لا هيبة الملك واعظامه واجلاله لسألته من بشارته اياى ما أزداد به سرورا. قال سيف هذا زمنه الذى يولد فيه أو قد ولد اسمه محمد بين كتفيه شامة يموت أبوه وأمه ويكفله جده وعمه قد وجدناه مرارا والله باعته جهارا وجاعل له منا أنصارا يعز بهم أولياءه ويذل بهم أعداءه ويضربهم الناس عن عرض : ويستبيح بهم كرائم الارض ، يعبد الرّحمن : ويدحر الشيطان : ويخمد النيران : ويكسر الاوثان : قوله فصل : وحكمه عدل : يامر بالمعروف ويفعله : وينهى عن المنكر ويبطله : قال عبد المطلب : أيها الملك (عز جارك وسعد جدك وعلا كعبك ونما امرك وطال عمرك ودام ملكك فهل الملك سار بافصاح فقد أوضح بعض لأيضاح) فقال سيف والبيت ذو الحجب والعلامات على النصب انك يا عبد المطلب لجده غير كذب : قال فخر عبد المطلب ساجدا فقال أرفع رأسك فقد ثلج صدرك وعلا امرك فهل أحسست شيئا مما ذكرت لك قال عبد المطلب «نعم أيها الملك كان لى ابن فكنت به معجبا وعليه رقيقا فزوجته كريمة من كرائم قومى آمنة بنت وهب ابن عبد مناف بن زهرة فجاءت بغلام سميته محمدا مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه بين كتفيه شامة وفيه كلما ذكرت من علامة» قال سيف ان الذى ذكرت لك كما ذكرت لك فاحتفظ بابنك واحذر عليه اليهود فانهم له أعداء ولن يجعل الله لهم عليه سبيلا وأطو ما ذكرت لك دون هؤلاء الرهط الذين معك فانى لست آمن أن تدخلهم النفاسة : من أن يكون له الرئاسة : فيبغون له الغوائل : وينصبون له الحبائل : وهم فاعلون أو أبناءهم ولو لا أنى أعلم أن الموت مجتاحى قبل مبعثه لسرت بخيلى ورجلى حتى أصير يثرب دار مملكته : فانى أجد فى الكتاب الناطق : والعلم السابق : أن يثرب دار استحكام أمره وموضع قبره وأهل نصرته : ولو لا أنى أقيه من الافات : واحذر عليه العاهات لاوطأت اسنان العرب كعبه : ولأعلنت على حداثة من سنه ذكره : ولكنى صارف اليك ذلك من غير تقصير بمن معك ثم أمر لكل واحد منهم بمائة من الابل وعشرة أعبد وعشرة أماء وعشر أرطال من فضة وخمسة ارطال ذهبا وكرش مملوءة عنبرا وحلتين من حلل البرود وأمر لعبد المطلب بعشرة

    اضعاف ذلك وقال له اذا كان رأس الحول فأتنى بخبره وما يكون من أمره فهلك الملك سيف قبل رأس الحول وكان عبد المطلب يقول لا يغبطنى يا معشر قريش رجل منكم بجزيل عطاء الملك وان كثر فانه الى نفاد ولكن ليغبطنى بما يبقى لى شرفه وذكره ولعقبى من بعدى وكان اذا قيل له ما ذاك قال سيعلمن ولو بعد حين اه وهو فى كثير من الكتب يطول ذكرها
    وفى مسير وفد قريش الى صنعاء يقول أمية بن عبد شمس المذكور فى الوفد
    جلبنا النصح تحقنه المطايا
    على اكوار اجمال ونوق

    مغلغلة مراتعها تعالى
    الى صنعاء من فج عميق

    تؤم بنا ابن ذى يزن وتفرى
    ذوات بطونها أدم الطريق

    وترعى من مخاتلها بروقا
    مواصلة الوميض الى البروق

    فلما واقعت صنعاء حلت
    بدار الملك والمجد العتيق

    ومن وفود الشعراء امية بن أبى الصلت الثقفى القائل
    لا يقصد الناس الا كابن ذى يزن
    اذ خيم البحر للاعداء احوالا

    وافى هرقلا وقد شالت نعامته
    فلم يجد عنده النصر الذى سألا

    ثم انتحى نحو كسرى بعد عاشرة
    من السنين يهين النفس والمالا

    حتى أتى ببنى الأحرار يقدمهم
    تحالهم فوق متن الأرض أجبالا

    لله درهم من فتية صبروا
    ما إن رأيت لهم فى الناس أمثالا

    بيض مرازبة غلظ أساورة
    أسد ترتب فى الغيظات أشبالا

    يرمون عن شذف كأنها غبط
    بزمجر يعجل المرمى اعجالا

    أرسلت أسدا على سود الكلاب فقد
    أضحى شريدهم فى الارض فلالا

    فأشرب هنيئا عليك التاج مرتفعا
    برأس غمدان دارا منك محلالا

    وأشرب هنيئا فقد شالت نعامتهم
    وأسبل اليوم فى برديك أسبالا

    تلك المكارم لا قبعان من لبن
    شيبا بماء فعادا بعد أبوالا

    وأقام سيف ملكا على اليمن خمسة عشر سنة وكان قد اختص بنفر من بقايا الحبشة يسعون بين يديه بحرابهم فى ذهابه وايابة للتزه فخرج ذات يوم للصيد والقنص والحبشة بين يديه بالحراب كعادتهم فاغتنموا الفرصة
    وقتلوه بحرابهم فلما بلغ كسرى قتل سيف أرسل الى اليمن أربعة آلاف فارس مع وهرز المتقدم ذكره وأمره أن لا يترك فى اليمن حبشيا ولا مولديهم فرجع الى اليمن وفعل ما أمر به سيّده وكتب اليه بذلك وأبقاه على اليمن حتى هلك وأمر

    بعده ابنه المرزبان بن وهرز ثمّ ابنه باذان ثم عزله وابدله بحر حرة بن التنجان ثم عزله واعاد باذان الى اليمن وبقى فيه الى ظهور شمس رسالة خاتم النبيين والمرسلين المبعوث رحمة للعالمين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واقيال اليمن كما قد قدمنا لم ينتظم عقدها بجمع كلمتها وانتظامها تحت لواء ملك واحد منهم حيث هلك ذو نواس وذو جدن وامتلكت عاصمة التبابعة صنعاء وقتل محررهم ومنقذ وطنهم سيف ابن ذى يزن : ضحية التفرق والتنافس فى المرآسة واختلافهم فى الاديان والمعتقدات وهكذا عاقبة كل اختلاف حتى فى أحقر حقير لا يعقبه الا الوبال والخسران عادة الله فى خلقه ، والذى يظهر من منطوق الاسفار أن جنوب صنعاء وشمالها لم تدخل تحت طاعة الحبشة ولا الفرس بل بقيت بيد اقيالها والدليل على ذلك مسير ابرهة الحبشى لهدم الكعية أدام الله شرفها وتقديسها ما دامت السموات والأرض فقد اعترضه ملكان من ملوك الشمال لصده عن تخريبها أحدهما ذو نفر أحد ملوك حمير وصديق عبد المطلب والآخر ملك خثعم نفيل بن حبيب وقعا فى أسره وأخذهما الى مكة كما هو معلوم من السير والتواريخ وأما الفرس فلم يدخلوا اليمن غاصبين بل مؤازرين لابن ملك اليمن فليس لهم مطمع كما صرح بذلك كسرى الذى ملك على اليمن سيفا وسلمه مقاليدها ولذا أفل قائد النجدة وهرز راجعا الى بلاده بأمر كسرى
    واكتفى بقليل من المال يؤدى اليه مقابل اخراج الحبشة من اليمن ومن تتبع ادوار التاريخ الاسلامى وحالة اليمن من اثناء دور العباسيين يظهر له جليا ان اليمن لم تجتمع من اقصاها الى اقصاها لدولة اجنبية قط وما عصر الترك منا ببعيد حيث لم يكن بيدهم الابعض عسير ومرفاه القنفدة وبعض جنوب عسير السواحلية اهمها الحديداء والمخاء الى اصنعاء واما جنوب صنعاء الى اقصى حضر موت فلم يخضع لسلاطين الترك وكذا شمالها الجبلى كله كان بيد أئمة الزيدية بعد خروجهم من صنعاء ومع هذا فقد كانت مع اليمانيين فى حروب دائمة يشيب من هو لها الفطل الرضيع فلم تجتمع اليمن الا لسيد الانبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم وآلهم أجمعين والا لخلفائه الاربعة ومدة بنى أمية واوائل بنى العباس لقربهم من من النور المحمدى وقوة إيمان أهل اليمن وتصديقا لاعلام نبوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنهم أنصار وأعوان كما سيأتى فى الباب الاول فقد كانت رحى الفتح الاسلامى دائرة بجنود اليمن فى أكثر الميادين باسيا وافريقيا وأوروبا لانهم أسرع العرب تلبية لداعى الجهاد فقد أسرعوا اليه بملوكهم واقيالهم وأبنائهم

    ونسائهم كما سيأتى فى كتاب أبى بكر رضى الله عنه اليهم : وما سقطت : بنو أمية فى المشرق الا بعد أن أقصت اليمانيين وما ظهرت فى الاندلس الا بعد أن شد أزرها اليمانيون وكانوا عضدا قويّا وعاملا مؤثرا فى تأسيس الدولة العباسية وتوطيد دعائم سلطانها ردحا من الزمن : وما القصد : من هذه المقدمة الا التنوية بعظمة اليمن جاهلية واسلاما وأن لهم الحظ الاوفر فى نصرة هذا الدين الحنيف :
    فكانت دولة العرب الاسلامية مهابة الجناب رفيعة العماد تواصلها أمداد اليمن الى أن نيطت المناصب العالية لغير أبناء العرب فانقطعت حينئذ أمداد اليمن وابتلى الله المسلمين بفتنة القرامطة وطار شررها الى اليمن وعم ضررها الحاضر والباد فبينما أهل اليمن فى أمر مريج وهول ما عليه من مزيذ مدة ثلاث عشرة سنة اذ بعث الله تعالى لتطهير معظم اليمن من هذه الفرقة الخاسرة امام الائمة عماد الملة الداب عن حوزة الدين غوث المؤمنين سليل الطاهرين صاحب الآثار الخالدة والتآليف النافعه مؤسس دولة الهاشميين فى اليمن أول أمام تشرفت به من ذرية السبط الحسن أمير المؤمنين يحى الهادى لدين الله بن الحسين ابن القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن ابن على بن أبى طالب عليهم‌السلام أول أمام من آل الحسن اغاث الله به اليمن مولده بالمدينة النبوية فى سنة 245 هجرية خرج الى اليمن فى سنة 280 وعاد الى الحجاز ثم طلبه أهل اليمن فخرج اليه فى سنة 284 من هجرة صاحب الرسالة صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله قد خات؟؟؟ معظم اليمن تحت لواء عدله وأهتدت بهديه وطهر الله به وباعقابه أكثر اليمن من القرامطة الملحدين وطمس مذهبهم اللعين وله معهم 99 وقعة لم تكن لاجد بعده وأسس بها دولة الائمة الهاشميين بشهادة؟؟؟ على التقوى والشريعة السمحاء بشهادة الحافظ الحجة ابن حجر رحمه‌الله فى فتح البارى على صحيح البخارى عند شرح حديث ابن عمر فى كتاب الاحكام ج 13 ص 96 قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (لا يزال هذا الامر فى قريش ما بقى منهم اثنان) أخرجه البخارى ومسلم واللفظ للبخارى واليك نص ما قاله الحافظ بالحرف : ويحتمل أن يكون بفاء الامر فى قريش فى بعض الاقطار دون بعض فان بالبلاد اليمنية وهى النجود منها طائفة من ذرية الحسن بن على لم تزل مملكة تلك البلاد معهم من أواخر المائه الثالثة واما من بالحجاز من ذرية الحسن ابن على وهم امراء مكة وامراء ينبع ومن ذرية الحسين بن على وهم امراء المدينة فانهم وان كانوا من صميم قريش لكنهم تحت حكم غيرهم من ملوك الديار المصرية

    فبقى الامر فى قريش بقطر من الاقطار فى الجملة وكبير أولئك أى أهل اليمن يقال له الامام ولا يتولى الامامة فيهم الا من يكون عالما متحريا للعدل اه
    وشهادة القاضى شهاب الدين العلامة أبو العباس أحمد بن يحى بن محمّد الكرامانى الشافعى المعروف بابن فضل الله العمرى وصاحب مسالك الابصار فى أخبار الملوك والامصار وغيره قال فى كتابه المصطلح الشريف ص 13 وما بسطه عليها القلقشندى فى كتابه صبح الاعشا ج 5 من ص 50 الى 54 من طبعة دار الكتب الملكية : ولفظ المصطلح الشريف بعد تعريفهم قال وهذه البقية الآن بصنعاء وبلاد حضرموت وما والاهما من بلاد اليمن وأمراء مكة تسر طاعته ولا تفارق جماعته والامامة الان فيهم من بنى المطهر واسم الامام القائم فى وقتنا حمزة ويكون بينه وبين الملك الرسولى باليمن مهادنات ومفاسخات تارة وتارة
    وهذا الامام وكل من كان قبله على طريقة ما عددها وهى امارة عربية لاكبر فى صدورها ولا شمم فى عرانينها وهم على مسكة من التقوى وترد بشعائر الزهد يجلس؟؟؟ فى ندى قومه كواحد منهم ويتحدّث فيهم ويحكم بينهم سواء عنده المشروف والشريف والقوى والضعيف وربما اشترى سلعته بيده ومشى فى أسواق بلده لا يغلظ الحجاب ولا يكل الامور الى الوزراء والحجاب ياخذ من بيت المال قدر بلغته من غير توسع ولا تكثر غير مشبع هكذا هو وكل من سلف قبله مع عدل شامل وفضل كامل اه
    فلا شك أن هذه شهادة حقة ووثيقة تاريخية تثبت للمنصف شريف الضمير من النوازع والاهواء تمسك أهل اليمن السعيد بالامامة الهاشمية القرشية منذ فجر القرن الثالث الى أواسط القرن التاسع الذى اظهر الحافظ كتابه الفتح فانه أكمله أوّل يوم من رجب فى سنة 842 هجرية ونقل لك أساس هذه الامامة ونحن نقول بما يثبته الواقع والمحسوس لا تزال هذه الدولة القرشية كذلك فى عصرنا الحاضر وهو عصر سليل أهل بيت وجب حبهم على الاسلام عربا وعجما (قل لا أسألكم عليه أجرا) خلاصة العناصر النبوية مصباح المشكاة العلوية أعظم رجل اقتحم خطر السياسة ونجا وحافظ على دينه ووطنه من الاعتداء أبو السيوف النبوية والاقمار الهاشمية أمير المؤمنين يحى بن محمد حميد الدين كما هو معلوم لكل مطلع على حقيقتها وسيرها وما سطرته صحف العالم على لسان من وفد اليها من عظماء المسلمين وغيرهم ورأى بعينى رأسه طهارة البلاد اليمنيه من رجس المسكرات وبيوت الزنا ودور الربا والسينما ومراسح التمنيل والخلاعة والرقص والقمار الذى حرمه الواحد القهار ووعد مرتكبه الفقر

    والخسران والعذاب الاليم فى دار القرار لان شرط من تربع على كرسى هذه الامامه المكرمة وأسه الوحيد العلم وهو باقى مفعوله عندهم الى عصرنا الحاضر لا ينال هذا الشرف النبوى من الاشراف الا من قضى مدة من أول حياته فى تلقى العلوم الدينيه وتوابعها على جهابذة العلماء واعترفوا ببلوغه رتبة أهل التحقيق دراية وفضلا متوسعين فيه العدل والانصاف لا يخاف فى الله لومة لائم حرصا على العمل بالشريعة الغراء طبق ما أمر الله تعالى ورسوله :

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 5:54 am


    ولكن الحروبات الدائمه بينها وبين الدول الاسلامية فى كل عصر حجب فضل هذه الدولة من الانتشار ومن الانتفاع بها والاستعانة بقوة شكيمتها وحرصها على تنفيذ الاحكام الشرعية وتطبيقها بين المسلمين فى جميع عصورها سيان عندها الشريف والوضيع والقوى والضعيف كما أمر الله ورسوله حوصرت فى بقعة صغيرة من الارض من جميع اخوانها المسلمين بحجة أنهم زيدية خارجون عن المذاهب الاربعه ومخالفون للسنة لاجل خاطر السياسة التى لا تتقيد بدين ولا ملة ولا ذنب لهم الا أن صاحب المذهب الشريف من بيت النبوة الشهيد زيد بن على بن زين العابدين ابن الحسين بن على بن ابى طالب عليهم‌السلام المصلوب عريانا فى كناسة الكوفة أربع سنين وبعاهد أحرق جسده الشريف والمدفون أرسه بمصر بعد أن طف به العراق والشام والحجاز المشهور عند عوام المصريين بزين العابدين كأنّه محظور على أهل البيت أن يكون منهم إمام مذهب فى نظر السياسة والحال أن هذا الامام عليه‌السلام مقدس على لسان جميع علماء المسلمين ومناقبه طافحة فى جميع التواريخ والتراجم والطبقات والجرح والتعديل ناطقه بالاجماع على سعة علمه وقضله وزهده وجلالة قدره وبما أكرمه الله لستر عورته مدة صلبه وكان الامام الزيدى رابع أربعة يقيم الشعائر الدينيه فى الحرم المكى مع الامام لشافعى والحنفى والمالكى ولم يكن فيه الامام الحنبلى فبدلت السياسة الامام الزيدى بالحنبلى فى عشر الاربعين وخمسمائه هجرية كما ذكره السيد دحلان رحمه‌الله فى كتابه الفتوحات الاسلامية عن التقى الفاسى فى ترجمة السلطان سليم الاول العثمانى وحجر على الامام الزيدى أن يقيم شعائر الله فى حرمه على مذهب امامه ابن صاحب الشريعة الغراء : فلا حول ولا قوة الا بالله : وقد وقفنا على الاصل لتقى الدين الفاسى وهو شفاء الغرام باخبار البلد الحرام فمن جملة ما ذكره أن الحافظ ابا طاهر السلفى حج فى سنة سبع وتسعين وأربعمائه ورآى فى الحرم أبا محمد بن العرض الشافعى أول أمام يصلى بالناس فى الحرم المقدس قبل إمام المالكيه

    والحنفيه والزيديه ثم قال ولو كان الامام الحنبلى موجودا فى الحرم المكى لذكره ابو طاهر المذكور اه
    وما الحامل على هذا التعصب ضد أتباع هذا الامام الأواب المتسبب عنه المجازر البشرية من غير شفقه ولا رحمة ازهقت بسببه أرواح الملايين من المسلمين من أول اظهار الامام زيد مذهبه الى أول ظهور سلطنة محمد رشاد الخامس العثمانى وضرب الحصار الدائم المحكم بسور من حديد فى طريق انتشار مذهبه وتكثير سواده حتى فى عموم اليمن انما هو الخلافة التى من شرطها فى مذهب الزيديه أن يكون القائم بهذا المنصب النبوى علويا فاطميا الخ : ولان كل مسلم يقدس أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضلا عن علماءهم امتثالا لأمر الله ورسوله وأما المذهب فلا غبار عليه فقد خدمته أئمتهم قبل علماءهم الفوا فيه المؤلفات الجمة رغم اشتغالهم بمقابلة الجيوش الهاجمة عليهم فى كل زمن فهو لا يخرج عن المذاهب الأربعه وأنك لتجد فى كل صحيفة من كتب فقه الزيدية قال أبو حنيفة قال الشافعى ومالك واحمد رحمهم‌الله
    كذا واصحابهم كذا وفاقا أو خلافا بأوسع ما يذكره الشافعى عن مالك مثلا بغاية الكمال والاحترام معترفين بصحة مذاهبهم ومترجمين لأصحابها بما يليق بقدرهم من التجلة وعلو الشأن وها هو الروض النظير شرح مسند الامام زيد الفقهى وشرح الازهار ونيل الاوطار مطبوعات بمصر وغيرها من الكتب التى لم تطبع فيها بسط ما قلته مما يدل على كمال الانصاف والاعتراف
    ومن اراد الزيادة فى التحقيق على ما ذكرناه بشأن هذا المذهب الشريف وموافقته للكتاب والسنة فليرجع الى ما قالوه حماة الدين أكابر علماء الازهز الشريف وغيرهم فى تقارظيهم على الروض النظير شرح مسند الامام زيد المطبوع سنة 1350 ه‍ بمصر منهم أستاذ العلماء وعلامة الدنيا الوحيد الشيخ محمّد بخيت المطيعى مفتى مصر سابقا : وشيخ مشائخ وادى الفرات وعلامه العتره الفذ سماحه السيد محمد سعيد العرفى نزيل مصر سابقا : وترجمان القرآن بحر العرفان الشيخ يوسف الدجوى
    والفار بدينه المهاجر الى الله حليف التواضع العلامة الكبير وكيل المشيخة الاسلامية فى التدريس بعاصمة الدولة العثمانية ومن أكابر علماءها الشيخ محمد زاهد الكوثرى نزيل مصر : والخطيب المفوه مغذى القلوب ببيان سحره العلامه الشيخ مصطفى ابو سيف الحمامى مدرس وخطيب الجامع الزينبى وغيرهم من أكابر العلماء وأيضا فليرجع الى تقاريظ بعضهم على هذا الاصل وهو المسند المطبوع سنة 1340 ه‍ منهم العلامة المذكور الشيخ محمّد بخيت المطيعى والمرحوم العلامة القدير الشيخ

    عبد المعطى السقاء والعلامة النحرير الشيخ عبد القادر ابن احمد بدران السلفى الاثرى السورى وعلى جوابى المرحوم الشيخ بكر بن محمد عاشور الصدفى مفتى مصر والمرحوم شيخ الاسلام الشيخ سليم البشرى على سؤال بشأن الزيدية المنتسبين الى الامام زيد فقد ادوا الامانة بيضا صافيه وبلغوها من لا حقيقة له بمذهب الامام زيد عليه‌السلام جزاهم الله عن الجامعة الاسلامية والعترة المحمّدية أحسن الجزاء
    فعسى ان زمن التعصب المختلق قد انقضى وانقطع فان الحوادث المظلمة قد فرت كبد الاسلام ومزقت جامعته ولم يق لنا الا ان نلفت نظر المخلصين لله ورسوله ويهمهم تكوين الجامعة الاسلامية المقدّسة من العلماء والزعماء الناضجين؟؟؟ الداعين الى الله ورسوله لا الداعين بدعوى الجاهلية وهى الجنسية المنافية لقواعد الاسلام الى وجوب استئصال ما اختلقته السياسة من التفرقة المخزية بين الأسرة الاسلامية ولا سيما اذا درسنا حال هذه الدولة الهاشمية من أول نشأتها الى عصرنا الحاضر فلا نجد لها الا القانون السماوى الّذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه والدولة الباقية من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المحتفظة باستقلالها التام فى جمع شؤنها لا مسيطر عليها رغم الحوادث المظلمة وتربطنا بها جميع الروابط الاسلامية بكل معنى الكلمة ومن الذين أمر الله تعالى فى كتابه العزيز وسنة رسوله الأمة الاسلامية مودتهم وفق الله علماء الاسلام وزعماءها المصلحين للقيام بواجبهم الدينى خير قيام لتأسيس دعائم الجامعة الاسلامية فقد استفحل الداء مع العلم بالدواء فلا فوز الا بالتقوى والرجوع الى الله تعالى والعمل بشرعه فقد وعد النصر لمن نصره وهو عز شأنه لا يخلف وعده ولا ينقض عهده قال تعالى (وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) حقق الله آمالنا وأصلح أحوالنا ووفقنا لما فيه صلاح ديننا ودنيانا آمين ولما توطدت دعائم هذه الدولة فى القسم الاعظم من اليمن وحصنه الحصين وهو الجبال وانقرضت منه الملاحدة والباطنية هاجر الى اليمن من العراق والحجاز جماعات من أولاد الحسن والحسين عليهم‌السلام فرارا من ظلم العباسيين ومنهم جد السادة الاهدلية وبنى القديمى واستوطن جد السادة الاهدلية الامام محمد بن سليمان فى وادى سهام وجد السادة القديمية وادى سردد وانتشرت ذريتهما فى السهل والجبل ولهم مكانة واحترام هناك أضافوا الى شرف النسب شرف الاخلاق العالية والمكارم السامية والنفوس الهاشمية والعزائم المصطفوية ذوو تواضع طبيعى وكرم جبلى يؤثرون على أنفسهم «ولو كان بهم خصاصة» يحبون الخير وأهله منهم الولى المستور والظاهر

    المشهور يؤثرون العزلة ولا يحبون الشهرة منهم الفقهاء والعلماء المشاهير محلاتهم مشهورة وللعلم مقصودة منها المراوعة والمنصورية وزبيد وغيرها وهكذا من سكن تهامة والجبال من غير هاتين الاسرتين من ذرية السبطين عليهم‌السلام لا يقلون فى الفضل والاشتغال بالعلم عنهما اكتفينا بالتنوية عن ذكر شىء من مناقبهم فنحض الجميع على دوام التمسك بهذا الشرف العظيم واليقطة من دجاجلة المستعمرين واستوطن جد السادة العلوية الامام أحمد بن عيسى حضر موت داعيا الى الله تعالى وكانت اذ ذاك تغلى بها مراجل فتنة الخوارج الكفرة الذين يلعنون أمير المؤمنين على بن أبى طالب كرم الله وجهه فجاهدهم بالوعظ والارشاد ثم بالسيف والسنان بمن حفظه الله من اعتناق نجاسة مذهبهم الى أن طهر الله بلاد حضر موت من كلاب النار ورجعت الى محبة قرناء الكتاب وانتشرت ذريته فى اليمن وغيرها وأنحبت رجالا أسلمت على أيديهم فى افريقيا الجنوبية وآسيا من بلاد الهند والملايو وجزائر سمطرا وغيرها من البلاد الجاوية ما ينوف على الخمسين مليونا من أجناس البشر على اختلاف السنتهم والوانهم لا بسيف ولا برمح بل بالدعوة الى توحيد الواحد الديان ممّا هو معلوم للمطلع على تاريخ سير هذه البضعة المباركة وأعمالها المجيدة المقترنة بالاخلاص والاستقامة
    وانى عاجز عن ذكر بعض مناقب هذه الأسرة الطاهرة وما اختصت به من المزايا الفاضلة وتجشمها مشاق الاسفار فى طبقات الارض وظلمات البحار فى سبيل الدعوة الى الله تعالى اقتداء بجدهم الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وارضاء لحالقهم لا يتشجيع درهم ولا دينار من خليفة أو سلطان ولا طمعا فى تأسيس ممالك أوجمع مال مع مالهم من الجاه الرفيع والمحبة الراسخة فى قلوب المسلمين ولم تزل منهم
    دعاة فى هاتيك الديار الى كلمة التوحيد الى عصرنا الحاضر بالأخص فى بلاد الملايو وجزرسو مطرا وجاوا فقد شادوا بها المساجد والمدارس الدينية وكونوا الجمعيات الخيرية للفقراء وفاض مزنها الى فقراء وطنهم أرض الاحقاف فى كل سنة فهذا من بعض مناقب الأسرة العلوية التى يمثلون فيها دعوة النبوة الى الله تعالى خارج وطنهم اليمن السعيد فسبحان معطى الفضل لمن يشاء فلله الحمد والشّكر حيث جعل اليمن منابع تلك الفيوضات النبوية ومناخ تلك الفروع الهاشمية ومستودع تلك السلسلة المحمدية وأبراج تلك الأقمار الفاطمية منهم العلماء العاملون والدعاة والمصلحون وأئمته المحافظون على الشريعة من ألف سنة وكسور لم تكن هذه المدة والمزية لغيرهم من أسر ملوك المسلمين ولن تزال ان شاء الله قائمة بالدين ما بقى

    الموحدون ما دامت الشريعة شعارها والعدل ميزانها حفظ الله بها اليمن من الفتن ومن نكبات هذا الزمن وأباديها جيوش المفسدين والمأجورين على اتلاف الوطن وضياع الدّين عطفا من الله ورحمة على أهل اليمن لإخلاصهم فى الدين وموالاتهم لبضعة الرسول الامين عن عقيدة راسخة من غير تكلف ولا تصنع تلقوها بقلوب طاهرة وآذان واعية خلفا عن سلف عن سيّد الرسل عن الله عزوجل وباقية فيهم وفى أعقابهم إن شاء الله الى يوم يبعثون بسلام آمنين وما ورد فى حقهم من الآيات الشريفة والأحاديث المنيفة الناطقة بفضلهم ما لم يرد فى شعب من الشعوب الاسلامية بعد المهاجرين والانصار الا لتمسكهم بالدين وبالشريعة المطهرة فى سائر عصورهم الماضية والحاضرة وأن المسلم الداخل فى اليمن اليوم تمثل له حالته الراهنة صدر الاسلام بثبوت أهله على الدين والقيام بشعائره من الكبير والصغير نساءهم وصبيانهم
    مساجدهم وبيوتهم بالعبادة وتلاوة آيات الذكر الحكيم عامرة ومدارسهم من البداية الى النهاية بتعليم الدين زاهرة لا يتخلل صفوفهم ملحد ولا زنديق لانّهم لا يرسلون أولادهم الى مدارس أوربا لاعتقادهم الجازم ان من تخرج منها قل ان يرجع مسلما يخدم دينه ووطنه معا وإنما أدخل الالحاد فى بلاد المسلمين وزرعه فى قلوب كثير من أبناءه رجالا ونساء وأهمل التعليم الدينى فى المدارس الاسلامية الا المتعلمون من أبناء المسلمين فى أوربا والمتخرجون من مدارسها وجامعاتها حتى عجز علماء الدين عن ارجاعه اليها كما هو الواقع فاذا كانت هذه عقيدة أهل اليمن فيمن دخل مدارس أوربا من أبناء المسلمين وعدم الثقة به فضلا عن الأجنبى فلا شك أن الالحاد لا يدخل اليمن أبدا ما دام الله يعبد فى أرضه وهذا من أعلام نبوة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما سيأتى إن شاء الله تعالى قريبا فى الاحاديث الشريفة فيجب على أهل اليمن أن يقابلوا هذه النعم الكبرى المتوالية عليهم بالحمد والثّناء لله الواحد الاحد والاستزادة فى طاعته واتقاء محارمه وان يحفظوه ويحفظوا رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى بضعته حكومتهم الهاشمية التى حفظ الله بها وطنهم من دسائس المستعمرين
    وأجرى هذه النعم العظمى على يديها فى بلدهم الامين وأن يكونوا معها أنصار وأعوانا لنصرة دينهم والذود عن وطنهم
    لأن الجميع مسلمون كتابهم واحد والههم واحد ولسانهم واحد أيد الله هذا الدّين الحنيف باجدادهم وأضاء نوره فى أسيا وأفريقيا وأوربا بسيوف اسلافهم

    فاعتبروا بين وطنى أبناء العروبة بما حل بأوطان اخوانكم المسلمين شرقا وغربا وبما فعلته المبشرون والملحدون بالدين الحنيف والغارة عليه سرا وجهرا لتفوزوا بدوام السلامة فى دينكم ودنياكم من هذه الكوارث الكبرى فى الحال والاستقبال والخلود فى دار النعيم الابدى مع النبى الامى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانى أبتهل الى الله الرحمن الرحيم كشاف الكروب بقلب خاشع حزين متوسلا اليه بهذا الرسول الكريم اذ هو وسيلتنا العظما اليه والمحجه البيضا بين يديه ان يطهر جميع بلاد المسلمين من الملاحدة والزنادقة واعداء الدين وان يوفقهم للعمل بدينهم القويم وسلكوهم صراطه المستقيم بجمع كلمتهم الى ما يحبه ويرضاه أمين اللهم أمين
    (الباب الاول)
    فى الآيات الشريفة وما أورده علماء التفسير من الاحاديث الكريمة المؤيدة لما قالوه فى معناها بخصوص فضائل اهل اليمن السعيد قال الله تعالى وهو أصدق القائلين (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) ذكر السيوطى فى الدر المنثور وصديق خان فى فتح البيان قالا أخرج ابن أبى حاتم فى تفسيره والبخارى فى تاريخه والحاكم فى الكنى وأبو الشيخ والطبرانى فى الأوسط وابن مردوية بسند حسن عن جابر رضى الله عنهما قال سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن هذه الآية «قال هؤلآء من أهل اليمن من كندة ثم من السكون ثم من تجيب» وأخرجه النور الهيثمى فى مجمع الزوائد جزء سابع بكتاب التفسير عن الطبرانى فى الأوسط وقال أسناده حسن وأخرج البخارى فى تاريخه وابو الشيخ وابن أبى حاتم عن ابن عبّاس رضى الله عنهما «قال هم قوم من أهل اليمن ثم من كندة ثم من السكون»
    قلت وابن أبى حاتم التزم فى تفسيره أن يخرج أصح شىء فى الباب وأخرج البخارى فى تاريخه عن القاسم بن مخيمرة قال أتيت ابن عمر رضى الله عنهما فرحب بى ثم تلا قوله تعالى (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ) الآية ثم ضرب على منكبى وقال أحلف بالله تعالى انهم لمنكم أهل اليمن ثلاثا وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد فسوف يأتى الله الآية قال هم قوم سبأ وأخرج بن عساكر فى تبيين كذب المفترى وابن جرير فى تفسيره باسنادهما عنه أيضا لنهم قوم سبأ
    وأخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس فسوف يأتى الله الآية «قال هم أهل القادسية

    وأورد الالوسى والبغوى عن الكلبى انهم الذين جاهدوا يوم القادسية الفان من النخع وخمسة الاف من كندة وبجيلة وثلاث الاف من أفناء الناس
    وقال الخازن قيل هم أهل اليمن ثم ذكر حديث «الايمان يمان» وقيل أحياء من اليمن وروى ابن جرير أيضا باسناده عن مجاهد قال أناس من أهل اليمن وأخرج من طريق أخرى عنه مثله : وأخرج باسناده عن شهر بن حوشب قال هم أهل اليمن وأخرج باسناده عن محمد بن كعب القرظى ان عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه وأرضاه أرسل اليه يوما وهو أمير المدينة يسأله عن ذلك فقال محمد يأتى الله بقوم وهم أهل اليمن
    قال عمر يا ليتنى منهم قال آمين واخرج عن عياض الاشعرى قال هم أهل اليمن وفى تفسير أبى السعود وصديق خان قيل هم أهل اليمن لقول النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «هم قوم هذا» يعنى أبا موسى وقيل الفان من النخع وخمسة الاف من كندة وبجيلة وثلاث آلاف من أفناء الناس جاهدوا يوم القادسية ومثله فى الكشاف واخرج الحاكم وصححه والبيهقى فى الدلائل وابن أبى حاتم والحافظ السلفى وأبن عساكر فى تبيين كذب المفترى من طرق وابن جرير وابن سعد وغيرهم عن عياض عن أبى موسى قال تلوت عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسوف يأتى الله الاية فقال «قومك يا ابا موسى أهل اليمن» وقال الحافظ النور الهيثمى رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح وفى تفسير ابن جرير ما ملخصه فى معنى هذه الاية وأن المراد بها أهل اليمن (فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ) المؤمنين الذين لم يرندوا (بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) أعوانا وأنصارا وقال وبذلك جأت الرواية عن بعض من يتأول ذلك كذلك وكون المراد بهذه الاية أهل اليمن هو الاولى بالصواب وقال الحافظ ابن الديبع فى تحفة الزمن واعلم سر ما فى قوله تعالى (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ) إذا كان الحبيب لا يعذب حبيبه بدليل قوله تعالى ردا على اليهود حيث قالوا (نَحْنُ أَبْناءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ (قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ) فثبت لهم بالاية الاولى انهم أحباء الله وثبت لهم بالاية الاخرى انه تعالى لا يعذبهم
    (الاية الثانية)
    قوله تعالى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) الآية مخاطبا خليله ابراهيم عليه الصلاة والسلام بعد اتمامه بناء الكعبة زادها الله شرفا وتعظيما قال السيوطى فى الدر المنثور أخرج ابن أبى حاتم عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما أمر الله ابراهيم عليه الصلاة والسلام أن ينادى فى الناس بالحج صعد أبا قبيس فوضع أصبعيه فى أذيه

    ثم نادى إن الله تعالى كتب عليكم الحج فأجيبوا ربكم فأجابوه بالتلبية فى أصلاب الرجال وأرحام النساء وأول من أجابه اهل اليمن ومثله فى روح المعانى وسيرة الشامى من رواية ابن عباس وفى كتاب أخبار مكة لابى الوليد محمد بن عبد الله بن احمد الازرقى بسنده الى ابن اسحق أن الله تعالى أمر ابراهيم عليه الصلاة والسّلام أن يؤذن فى الناس بالحج فقال ابراهيم يا رب وما يبلغ صوتى قال الله سبحانه وتعالى أذن وعلى البلاغ قال فعلا على المقام فاشرف به حتى صار أرفع الجبال وأطولها فجمعت له الارض يومئذ سهلها وجبالها. وبرّها وبحرها وأنسها وجنها حتى اسمعها جمعيا قال فأدخل اصبعيه فى اذنيه وأقبل بوجهه يمنا وشاما وشرقا وغربا وبدأ بشق اليمن فقال أيّها الناس كتب عليكم الحج الى البيت العتيق فأجيبوا ربكم وبسنده الى عبد الله بن الزبير قال لعبيد بن عمير الليثى كيف بلغك أن ابراهيم دعا الى الحج قال بلغنى انه لما رفع ابراهيم القواعد واسماعيل وانتهى الى ما أراد الله سبحانه من ذلك وحضر الحج استقبل اليمن فدعا الى الله عزوجل والى حج بيته فأجيب أن لبيك لبيك ثم استقبل المشرق والمغرب والشام فأجيب بمثل ذلك
    قال عثمان وأخبرنى زهير بن محمد أن أول من أجاب ابراهيم حين أذن بالحج أهل اليمن قال ابن جريج كان تبع أول من كسا البيت الحرام كسوة كاملة رأى فى المنام أن يكسوها فكساها الابطاع؟؟؟ ثم رأى أن يكسوها الوصائل ثياب حبرة على وزن عنبة من عصب اليمن وجعل لها بابا يغلق ولم يكن يغلق قبل ذلك وقال تبع فى ذلك
    وكسونا البيت الذى حرم
    ه الله ملاء معصبا وبرودا

    وأقمنا من الشهر عشرا
    وجعلنا لبابه اقليدا

    ا ه من صحيفة 35 (الى) 37
    الآية الثالثة
    قوله تعالى (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ) قال البغوى والخازن فى تفسيريهما عن الكلبى هم كندة والنخع
    الآية الرابعة
    قوله تعالى (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) الآية أورد الالوسى فى تفسيره عن ابن عمر رضى الله عنهما انهم أهل اليمن ومن فسرهم بالفرس أو الروم يكون أهل اليمن من السابقين الذين أمتن الله عليهم ببعثة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منهم

    الآية الخامسة
    قوله تعالى (وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) قال صديق حسن خان فى تفسيره عن عكرمة ومقاتل أن المراد بالناس أهل اليمن وفد منهم سبعمائة انسان على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مؤمنون وذكر البغوى عنهما أنهم أهل اليمن ثم ذكر باسناده حديث «أتاكم أهل اليمن» الحديث وفى الخاذن أنهم أهل اليمن ثم ذكر حديث «أتاكم أهل اليمن» الحديث وقال ابن الديبع فى تحفة الزمن قال الماوردى فى تفسيره الناس ههنا هم أهل اليمن قال الحسن البصرى لما فتحت مكة قالت العرب بعضها لبعض لابد لكم بهؤلاء القوم يعنون أهل اليمن اسوة أى قدوة فإنهم جعلوا يدخلون فى دين الله أفواجا يعنى أمة بعد أمة وفى النسفى (وَرَأَيْتَ النَّاسَ) أهل اليمن يدخلون فى ملة الاسلام جماعات كثيرة بعد ما كانوا يدخلون فيه واحدا واحدا واثنين اثنين وفى روح المعانى عن عكرمة المراد بالناس أهل اليمن وفد منهم سبعمائة رجل وأسلموا واحتج له بما أخرجه ابن جرير من طريق الحسين بن عيسى عن معمر عن الزهرى عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال بينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة إذ قال «الله أكبر الله أكبر جآء نصر الله والفتح وجآء أهل اليمن» الحديث سيأتى فى آخر هذا الباب وأحرجه ابن عبد الاعلى عن ابن ثور عن معمر عن عكرمة مرسلا قلت رجاله رجال الصحيح الا محمد بن ثور الصنعانى فثقة فضله أبو زرعة على عبد الرزاق كما فى تهذيب التهذيب وأورد هنا أحاديث تقوية للباب نذكرها فى الباب الثانى إن شاء الله تعالى ثم حكى أقوالا وقال والظاهر أنه ثناء على أهل اليمن لاسراعهم الى الايمان وقبولهم له بلاسيف وقال ومثله فى الثناء عليهم قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واجد نفس ربكم من قبل اليمن» اه وفى تفسير القرطبى قال عكرمة ومقاتل أراد بالناس أهل اليمن وذلك أنّه ورد من اليمن سبعمائة انسان مؤمنين طائعين بعضهم يؤذن وبعضهم يقرأون القرآن وبعضهم يهللون فسر النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك وبكى عمر وابن عباس وروى عكرمة عن ابن عبّاس إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قرأ (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم لية طباعهم سخية قلوبهم عظيمة خشيتهم يدخلون فى دين الله أفواجا اه. وأخرج الحافظ الهيثمى فى الجزء التاسع من مجمع الزوائد عن ابن عبّاس رضى الله عنهما قال لما أنزلت إذا جاء نصر الله والفتح حتى ختم السورة قال نعيت الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نفسه حين نزلت فاخذ باشد ما كان قط اجتهادا فى أمر الآخرة

    وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد ذلك «جاء الفتح وجاء نصر الله وجاء أهل اليمن» فقال رجل يا رسول الله وما أهل اليمن؟ قال «قوم رقيقة أفئدتهم لينة قلوبهم الايمان يمان والفقه يمان» رواه الطبرانى فى الكبير والاوسط باسنادين وزاد «والحكمة يمانية» واحد رجاله رجال الصحيح وفى الجامع الأزهر رواه الطبرانى بأسانيد وأخرجه النسائى من طريق عكرمة عن ابن عباس مرفوعا ورجاله ثقات من رجال الصحيح الا عمرو بن منصور فثقة آخر ثقة من شيوخ ابن عبد الرّحمن النسائى قال النسائى ثقة مأمون وفضله غيره على الاثرم ورواه ابن حبان فى صحيحه وابن جرير كما تقدم والبزار وابن عساكر لما فى تبيين كذب المفترى وابن مردوية وكلهم من طريق ابن أبى حازم عن ابن عباس مرفوعا وأشار اليه الترمذى فى فضائل أهل اليمن بعد ذكر حديث أبى هريرة أتاكم أهل اليمن الحديث وقال حديث حسن صحيح قال وقد روى عن ابن عباس وسكت عليه فهو عنده كالذى قبله كما هو عادته اذا سكت ورواه ابن عساكر أيضا عن ابن عباس مرفوعا بلفظ جاء نصر الله وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم وطباعهم سجيه قلوبهم عظيمة حسنتهم دخلوا فى دين الله أفواجا كما فى الدر المثور
    الباب الثانى
    وفى تبشير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصحابه باسلام أهل اليمن وان الله سيعز بهم الاسلام ويفتح بهم بلاد فارس والروم
    عن عبد الله بن عمرو قال أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالخندق فخندق على المدينة فقالوا يا رسول الله انا وجدنا صفاة لا نستطيع حفرها فقام النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقمنا معه فلما أتى أخذ المعول فضرب به وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال «فتحت فارس» ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط فقال «فتحت الروم» ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها فقال «جآء الله بحمير أعوانا وأنصارا» رواه الطبرانى من طريقين فى احداهما حيى بن عبد الله وثقه ابن معين وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح اه من مجمع الزوائد جزء سادس. قلت روى له الاربعة ووثقه ابن عدى اذا روى عن ثقة وكذلك الذهبى فى الميزان وحسن له الترمذى وذكره ابن حبان فى الثقات واخرج أبو نعيم فى الدلاائل عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 5:55 am

    يوم الخندق فتناول الفاس فضرب به ضربة فقال «هذه الضربة يفتج الله تعالى بها كنوز ـ الروم ثم ضرب الثانية فقال «هذه الضربة يفتح الله بها كنوز فارس» ثمّ ضرب الثالثة فقال «هذه الضربة يأتى الله بأهل اليمن انصارا وأعوانا» وقد وردت احاديث صحيحة فى التبشير بفتح صنعاء لانها عاصمة اليمن حذفاها اختصارا : وروى الأمام احمد وأبو داود والبغوى عن رجل من خثعم ونعيم ابن حماد فى الفتن وابن مندة وأبو نعيم فى المعرفة وابن عساكر عن عبد الله بن سعيد الانصارى ونعيم ابن حماد فى الفتن عن صفوان بن عمرو مرسلا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «ان الله تعالى أعطانى الكنزين فارس والروم» : وفى لفظ «أعطانى فارس وأبناءهم وسلاحهم وأعطانى الروم أبناءهم ونساءهم وسلاحهم وأمدنى بحمير» : وفى لفظ «وامدنى بالملوك ملوك حمير الاحمرين ولا ملك الا الله يأتون فيأخذون من مال الله ويقاتلون فى سبيل الله» قالها ثلاثا اه من سيرة الشامى جزء رابع واحمد فى مسنده ج خامس صحيفة 272 وفى الجامع الازهر رواه احمد واسناده حسن : وعن ابى أمامة الباهلى مرفوعا «أن الله استقبل بى الشام وولى ظهرى اليمن وقال يا محمد انى جعلت ما وراءك مددا وجعلت ما تجاهك عصمة لك ورزقا» ثم قال «والذى نفس محمد بيده لا يزال الله يزيد الاسلام وأهله وينقص الشرك وأهلة حتى يسير الراكب من النطفتين لا يخشى الا جورا أى جور السلطان» قيل يا رسول الله وما النطفتين قال «بحر المشرق والمغرب» ثم قال «والذى نفسى بيده ليبلغن هذا الدين مبلغ النجم» أخرجه بن عساكر فى تاريخه اه من مختصره طبع الشام جزء أول : وأخرجه الطبرانى كما فى الجامع الازهر للمناوى وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «الايمان يمان وهم منى والى وإن بعد منهم المربع ويوشك أن يأتوكم أنصارا وأعوانا فآمركم بهم خيرا» رواه الطبرانى وأسناده حسن اه مجمع الزوائد جزء عاشر وفى تفسير الكشاف فى سورة النصر إنى أجد نفس الرحمن من قبل اليمن قال فى تخريج أحاديث الكشاف للزيلعى هو بهذا اللفظ عن أنس وابى هريرة مرفوعا رواه الديلمى فى الفردوس وفى تذكرة الموضوعات للفتنى هو عند بعضهم مرسلا
    قال الحافظ فى تخريجه لأحاديث الكشاف رواه الطبرانى فى معجمة والبزار فى مسنده والبيهقى فى كتاب الاسماء والصفات عن سلمة بن نفيل وفيه ابراهيم بن سليمان قال البزار غير مشهور. قلت ابراهيم هذا ثقة مشهور ترجم له الحافظ نفسه فى تهذيب التهذيب والمزى فى تهذيبه وذكر أنّه روى عن

    الوليد بن عبد الرحمن الجرشى شيخه فى هذا الحديث وجماعة وروى عنه عبد الله بن سالم اخمصى راوى هذا الحديث عنه وجماعة روى له الترمذى وابن ماجه قال دحيم ثقة ثقة وقال مرة ثقة ثبت ومرة بخ بخ ثقة وقال أبو حاتم لا بأس به وذكره ابن حبان فى التقات اه باختصار ـ وسيأتى هذا الحديث فى الباب الثالث من رواية أحمد والطبرانى من طريقين أخريين صحيحين عن أبى هريرة. وعن أبى هريرة رضى الله عنه قال لما نزلت (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «جآء أهل اليمن هم أرق قلوبا الايمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية» قال الحافظ ابن حجر فى تخريج أحاديث الكشاف أخرجه ابن مردوية من طريق عبد الرزاق انبئنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة مرفوعا واصله فى مسلم دون ما فى أوله وله شاهد فى صحيح ابن حبان والنسائى من حديث ابن عباس ـ قلت تقدم حديث ابن عباس فى آخر الباب الاوّل : وحديث أبى هريرة هذا رواه أحمد فى مسنده ج ثانى صحيفة 277 حدثنا عبد الرزاق انا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين قال سمعت أبا هريرة قال لما نزلت (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا الايمان يمان» الحديث ورجاله كلهم أئمة ثقات من رجال الستة والامام أحمد سمع من عبد الرزاق قبل الاختلاط وهشام بن حسان مجمع على تثبته فى محمد بن سيرين فالحديث صحيح والحمد لله وهو فى صحيح البخارى ومسلم عنه دون ما فى أوله
    وذكر البغوى فى مصابيح السنة جزء ثانى صحيفة 218 وعده من الاحاديث «الحسان عن أنس عن زيد بن ثابت أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نظر قبل اليمن فقال «اللهم اقبل بقلوبهم وبارك لنا فى صاعنا ومدنا» : قلت فى كنز العمال رواه الطبرانى عن زيد بن ثابت ورواه الترمذى فى ج ثانى فى فضائل أهل اليمن من جامعه من طريق عمران القطان عن أنس عن زيد بن ثابت أيضا وقال حسن صحيح غريب وأحمد عن زيد عن أنس فى مسنده ج خامس ص 185 والطيالسى ورجالهما ثقات الا عمران وثقه الجمهور وقد روى هذا الحديث عن أنس من غير ذكر زيد مرفوعا برجال ثقات كما سيأتى فى الباب الثالث ـ وروى الحافظ ابن كثير فى تاريخه قال قال البيهقى انبئنا أبو بكر القاضى وأبو سعيد بن ابى عمرو قال حدثنا عباس الدورى حدثنا على بن بحر القطان حدثنا هشام بن يوسف حدثنا معمر ثنا ثابت وسليمان التميمى عن أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نظر قبل العراق والشام واليمن لا أدرى بايتهن بدأ ثم قال «اللهم اقبل بقلوبهم الى طاعتك وحط من ورائهم)

    ثم رواه الحاكم عن الاصم عن محمد بن اسحاق الصنعانى عن على بن برى فذكره بمعناه وقال أبو داود الطيالسى حدثنا عمران القطان عن قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل اليمن فقال «اللهم اقبل بقلوبهم» ثم نظر قبل الشام فقال «اللهم اقبل بقلوبهم» ثم نظر قبل العراق فقال «اللهم اقبل بقلوبهم وبارك لنا فى صاعنا ومدنا» وهكذا الامر أسلم أهل اليمن قبل الشام قلت ورجال إسناد حديث البيهقى ثقات : وذكر الهيثمى الحافظ فى مجمع الزوائد رواية البيهقى الاولى وقال رواه الطبرانى فى الصغير والاوسط ورجاله رجال الصحيح غير على بن برى وهو ثفة : وذكر فى مختصر تاريخ ابن عساكر فى رواية أبى داود فقال بعد أن ذكر رواية البيهقى الاولى وفى رواية لأبى نعيم والبيهقى والطبرانى عن أنس قال نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل اليمن فقال «اللهم اقبل بقلوبهم» الحديث ورواه أبى عساكر فى تاريخ دمشق من 6 طرق عن أنس رضى الله عنه. وفى ألاصابة رواية ابن شاهين بسنده عن رجل من كندة يقال له ابن جبر الكندى عن أبيه وكان فى الوفد ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى الله على السكاسك والسكون وقال «أسلم أهل اليمن هم الين قلوبا وأرق أفئدة» وبلغنى أنه قال «اللهم أقبل بقلوبهم» ووقع فى مسند تقى بن مخلد فى هذا الحديث عن ابن جبر عن ابيه اه
    الباب الثالث
    فى الاحاديث الواردة فى عموم أهل اليمن بعد اسلامهم. عن عمران بن حصين رضى الله عنه قال انى عند النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذ جاءه قوم من بنى تميم فقال «اقبلوا البشرى يا بنى تميم «قالوا بشرتنا فاعطنا فدخل ناس من أهل اليمن فقال «اقبلوا البشرى يا أهل اليمن اذ لم يقبلها بنو تميم «قالوا قبلنا جئناك لنتفقه فى الدين ولنسألك عن هذا الامر ما كان قال «كان الله ولم يكن شىء قبله وكان عرشه على الماء ثم خلق السموات والارض وكتب فى الذكر كل شىء» ثم أتانى رجل فقال يا عمران أدرك ناقتك فقد ذهبت فانطلقت اطلبها فاذا السراب ينقطع دونها وايم الله لوددت أنها قد ذهبت ولم أقم رواه البخارى من ست طرق فى كتاب التوحيد وباب قدوم الاشعريين وأهل اليمن وباب قدوم وفد بنى تميم وفى قصة عمان والبحرين وفى كتاب بدء الخلق من طريقين ورواه أحمد فى مسنده ج رابع من ثلاث طرق فى صحيفة 430 و 433 و 436 ورواه ابن حبان فى صحيحه

    والبيهقى فى كتاب الاسماء والصفات. والترمذى فى المناقب. والنسائى فى التفسير وابن عساكر فى تبيين كذب المفترى من ثلاث طرق. وأبو عوانه والطحاوى فى مشكل الآثار كما فى المعتصر من طرق قال الحافظ فى الفتح فى باب بدء الخلق ما ملخصه ان المراد باهل اليمن هنا نافع بن زيد الحميرى ومن وفد معه من حمير وقد ذكرت مستند ذلك فى باب قدوم الاشعريين وأهل اليمن وهذا هو السر فى عطف أهل اليمن على الأشعريين مع أن الأشعريين من جملة أهل اليمن لما كان زمن قدوم الطائفتين مخلفا ولكل منهما قصة غير قصة الآخر وقع العطف اه. قلت الأشعريون وفدوا سنة سبع وافوا النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخيبر مع جعفر عليه‌السلام من غير خلاف ووفد حمير كان سنة تسع واتفق قدومهم وقدوم وفد بنى تميم فى آن واحد فهم الّذين تشرفوا بقبول البشرى ولم يقبلها بنو تميم كما هو التحقيق وأشار اليه فى الفتح جزء سادس صحيفة 180 و 181 وفى ج ثامن ص 70 وأيد ذلك بحديث نقله من كتاب الصحابة لابن شاهين من طريق اياس بن عمير الحميرى أنه قدم وافدا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى نفر من حمير فقالوا أتيناك لنتفقه فى الدين الحديث فليراجع وعن زر بن حبيش عن صفوان بن عسال المرادى أنه جاء ليسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن شىء قال (ما أعملك الى الا ذلك) قال ما أعملت اليك الا لذلك قال (فأبشر فانه ما من رجل يخرج فى طلب العلم الا بسطت له الملائكة أجنحتها رضاء بما يفعل حتى يرجع) أخرجه الحاكم فى المستدرك قال المنذرى فى الترغيب والترهيب ج 1 ص 46 رواه أحمد والطبرانى باسناد جيد وابن حبان فى صحيحه والحاكم وقال صحيح الاسناد وفى ص 51 قال رواه الترمذى وصححه وعن ابى سلمة بن عبد الرّحمن أن أبا هريرة سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «الفخر والخيلاء فى الفدادين أهل الوبر والسكينة فى أهل الغنم والايمان يمان والحكمة يمانية» اخرجه البخارى فى صحيحه فى باب المناقب ثم قال سميت اليمن لأنّها عن يمين الكعبة والشام عن يسار الكعبة وأخرجه احمد فى مسنده عنه ج ثانى ص 270 ورواه الطحاوى فى مشكل الاثار عنه من طريقين ولفظ احدهما (الايمان يمان والحكمة يمانية أتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة)
    وعن ابى مسعود قال أشار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيده الكريمة نحو اليمن فقال «الايمان ههنا الا ان القسوة وغلظ القلوب فى الفدادين عند أصول أذناب الابل حيث يطلع قرنا الشيطان فى ربيعة ومضر» رواه البخارى فى صحيحه من ثلاث طرق فى باب خير مال المسلم غنم وفى قصة عمان والبحرين وفى

    باب اللعان : ورواه مسلم فى صحيحه فى باب تفاضل أهل الايمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه. ورواه أحمد فى مسنده ج رابع ص 118 ورواه أبو يعلى والطحاوى فى مشكل الآثار وعن ابن عمر رضى الله عنهما يقول سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «اللهمّ بارك لنا فى مدينتنا وفى صاعنا ومدنا ويمننا وشامنا» ثمّ استقبل مطلع الشّمس فقال «من ههنا يطّلع قرن الشيطان من ههنا الزلازل والفتن» أخرجه الامام أحمد فى مسنده من ثلاث طرق ج ثانى صحيفة 124 وص 126. وأخرجه ابن عساكر عن ابن عمر مرفوعا وعن الحسن مرسلا. ومن طريق بشر بن حرب قال سمعت عمر رضى الله عنه يقول سمعت النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند حجرة عائشة رضى الله عنها فذكره قال ورجاله موثقون واظن أنها أسقطت لفظة ابن وهو عن بشر عن ابن عمر رأيته كذلك أخرجه ابن عساكر يعنى باثبات ابن اه كنز ج 7. وفى الجامع الازهر. روى نحوه الطبرانى عن ابن عمر وابن عبّاس رضى الله عنهم وأسناديهما رجالهما ثقات اه ج 2 خط. قلت اخرجه عن ابن عبّاس ابن عساكر كما فى الكنز : ورواه ابن عساكر من طريق أحمد بن ثابت الخطيب البغدادى عن معاذ بن جبل رضى الله عنه عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال «اللهمّ بارك لنا فى صاعنا وفى مدنا وفى شامنا وفى يمننا وفى حجازنا»
    فقام رجل فقال يا رسول الله وفى عراقنا فامسك عنه فلما كان فى اليوم الثانى قال مثل ذلك مقام اليه الرجل فأعاد مقالته فأمسك عنه فولى وهو بكم ورواه عن النبى؟؟؟ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال «أمن العراق أنت؟ قال نعم قال «أن أبى ابراهيم عليه‌السلام أراد أن يدعو عليهم فاوحى الله اليه لا تفعل فإنّى جعلت خزائن علمى فيهم وسكنت الرحمة فى قلوبهم» اه مختصر تاريخ ابن عساكر جزء أول وسنأتى أحاديث نحو هذا من رواية البخارى وغيره وعن همام بن منبه الصنعانى قال قدمت المدينة فرأيت حلقة عند منبر النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسألت فقيل لى أبو هريرة فسئلت فقال لى ممن أنت قلت من أهل اليمن فقال سمعت حبى أو قال سمعت ابا القاسم يقول «الايمان يمان والحكمة يمانية هم أرق قلوبا والجفاء فى الفدادين أصحاب الوبر وأشار بيده الشريفة نحو المشرق» رواه احمد فى مسنده ج ثانى صحيفة 258 ورجاله ثقات من رجال الستة الا عقيل فثقة وثقه احمد وابن معين وابن حبان وعبد الصمد وروى له أبو داود وعلق له البخارى كما فى تهذيب التهذيب اه وعن عبيد ابن عبد ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال (الخلافة فى قريش والحكم والقضاء فى الانصار والاذان فى الحبشة والشرعة فى اليمن والامانة فى الازد رواه الترمذى خلا قوله والشرعة فى اليمن رواه أحمد

    ورجاله ثقات اه مجمع الزوائد ج رابع من باب القضاء قلت رواه أحمد فى مسنده ج ثانى ص 364 والترمذى فى فضائل أهل اليمن عن أبى هريرة ورواه السيوطى مرفوعا فى كتاب ازهار العروس فى أخبار الحبوش خط وفيه والشرعة فى اليمن وقال رواه أحمد عن عبيد بن عبد وعن عمرو ابن عبسة قال بينما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعرض خيلا وعنده عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزارى فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أنا أبصر بالخيل منك» فقال عيينة وأنا أبصر بالرجال منك «قال فكيف ذاك» قال خيار الرجال الذين يضعون أسيافهم على عواتقهم ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم من أهل نجد فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «كذبت بل خيار الرجال أهل اليمن والايمان يمان وأنا يمان وأكثر القبائل يوم القيامة فى الجنة مذحج وحضرموت خير من بنى الحرث» الحديث رواه أحمد متصلا ومرسلا والطبرانى وسمى الثانى بسر بن عبيد الله ورجال الجميع ثقاة اه مجمع الزوائد قلت رواه أحمد فى مسنده ج رابع صحيفة 387 باسنادين من طريق عبد الرّحمن بن عائذ الازدى عن عمرو بن عبسة مرفوعا ورجاله ثقات والثانى عن رجل عن عمرو بو عبسة مرفوعا ورجاله ثقات ومن رجال الصحيح الا هذا الرجل المجهول ورواه الحاكم فى المستدرك من طريق اخرى عن عبد الرّحمن بن عائذ وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم بخرجاه وأقره الذهبى ورواه الطحاوى من طريق أخرى عن عمرو أيضا فى مشكل الآثار ج 2 ص 347 طبع الهند الذى قال فى خطبته لا يحتوى الا على ما ورد بالاسانيد المقبولة الّتى نقلها ذوو التثبت فيها والامانة عليها الخ وفى كنز العمال ج 6 طبع الهند رواه الطبرانى من ثلاث طرق عن عمرو أيضا وقال المناوى فى الجامع الازهر خط رواه الطبرانى فى الكبير وفيه شيخ الطبرانى بكر بن سهل الدمياطى قال الذهبى حمل عنه الناس وهو مقارب الحال وقال النسائى ضعيف وبقية رجاله رجال الصحيح وفى ذيل تذكرة الموضوعات لمحمّد بن طاهر النهدى بكر بن سهل قواه جماعة وضعفه النسائى وقال الأبى فى شرح صحيح مسلم بكتاب الايمان رواه الطبرى عن عمرو بن عبسة اه
    وعن معاذ رضى الله عنه قال كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فى دارنا يعرض الخيل قال فدخل عليه عيينة بن حصن فقال للنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنت ابصر منى بالخيل وأنا أبصر بالرجال منك فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «فأى الرجال خير؟» فقال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم ويعرضون رماحهم على مناسج خيولهم ويلبسون البرود من أهل نجد فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم «كذبت بل خير الرجال رجال اليمن الايمان يمان وأكثر

    قبيلة فى الجنة مذحج ومأكول حمير خير من اكلها وحضرموت خير من كندة) رواه الطبرانى ورجاله ثقات الا أن خالد بن معدان لم يسمع من معاذ وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «غلظ القلوب والجفا فى أهل المشرق والايمان يمان والسكينة فى أهل الحجاز» قلت هو فى الصحيح باختصار ورواه البزار وفيه ابن أبى الزناد وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح اه مجمع
    وعن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رفع رأسه الى السماء فقال «أتاكم أهل اليمن كقطع السحاب خير أهل الارض» فقال رجل ممن كان عنده ومنا يا رسول الله فقال كلمة خفية «الا أنتم». وفى رواية بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى طريق مكة إذ قال «يطلع عليكم أهل اليمن كانهم السحاب هم خيار أهل الأرض» فقال رجل من الانصار ولا نحن يا رسول الله فسكت فقال ولا نحن يا رسول الله فسكت قال ولا نحن يا رسول الله فسكت فقال كلمة ضعيفة «الا أنتم» رواه أحمد وأبو يعلى الا أنه قال رجل من الانصار الا نحن والبزار بنحوه واحد اسنادى أحمد وأسنادى أبى يعلى والبزار رجاله رجال الصحيح اه مجمع قلت. رواه أحمد فى مسنده ج رابع من طريقين صحيفة 82 و 84. وأخرجه البيهقى فى دلائل النبوة ج سابع خط. ورواه ابن القيم فى زاد المعاد باسناده أيضا عن جبير بن مطعم وزاد قال كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى سفر فقال «أتاكم أهل اليمن» الحديث. وفى كنز العمال ج 6 أخرجه ابن منيع والطبرانى فى الكبير والصغير وابن أبى شيبة ورواه المقدسى فى مختاراته جميعهم عن جبير بن مطعم قال السيوطى فى أول الجامع الكبير جميع ما فى المختارة صحيح. وعن عثمان رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «الايمان يمان الايمان يمان ـ مرتين ـ فى قحطان والقسوة فى ولد عدنان حمير رأس العرب ونابها ومذحج هامتها وغلصمتها والازد كاهلها وجمجمتها وهمدان غاربها وذروتها اللهم أعز الانصار الذين أقام الله الدين بهم الذين آوواو نصروا وحمونى وهم أصحابى فى الدنيا وشيعتى فى الآخرة وأوّل من يدخل الجنة من أمتى» رواه البزار واسناده حسن اه مجمع. قلت رواه الديلمى وفى كنز العمال رواه الرامهرمزى فى الامثال والخطيب وابن عساكر وسيأتى بزيادة فيه عن عثمان أيضا ـ. وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «يخرج من عدن اثنا عشر ألفا ينصرون الله ورسوله هم

    خير من بينى وبينهم» قال المعتمر أظنه قال فى الأعمال رواه أبو يعلى والطبرانى وقال من عدن أبين ورجالهما رجال الصحيح غير منذر الافطس وهو ثقة اه مجمع قلت. ورواه أيضا أحمد فى مسنده ج أول ص 333 ورواه ابن عدى كما فى الكنز. وعن معاذ بن جبل رضى الله عنه أنه قال بعثنى رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن فقال (لعلك أن تمر بقبرى ومسجدى وقد بعثتك الى قوم رقيقة قلوبهم يقاتلون على الحق مرتين فقاتل بمن أطاسك منهم من عصاك ثم يفيئون الى.
    الاسلام حتى تذر المرأة زوّجها والولد والده والأخ أخاه وأنزل بين الحيين السكون والسكاسك» رواه أحمد والطبرانى ورجالهما ثقات الا أن يزيد بن قطب لم يسمع من معاذ اه مجمع. قلت أخرجه أحمد فى مسنده ج خامس ص 235. وعن حيان بن بسطام النهدى رضى الله عنه قال كنا عند عبد الله بن عمر رضى الله عنهما فذكروا حجاج اليمن وما يصنعون فيه فسبهم بعض القوم فقال ابن عمر لا تسبوا أهل اليمن فانّى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (زين الحاج أهل اليمن رواه الطبرانى فى الاوسط والكبير وإسناده حسن فيه ضعيف وثقوه اه مجمع. قلت وأخرجه الديلمى كما فى كنوز الحقائق. وعن عقبة بن عامر الجهنى رضى الله عنه قال انّه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (أهل اليمن أرق أفئدة وأنجغ طاعة) رواه أحمد والطبرانى وإسناده حسن اه مجمع قلت رواه أحمد فى الجزء الرابع من مسنده ص 184 وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الايمان يمان ومضر عند أذناب الابل رواه الطبرانى وفيه عيسى بن قرطاس وهو متروك اه مجمع وعن أبى كبشة الانصارى رضى الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنزلنا منزلا فأتيناه فيه فرفع يديه فقال «الايمان يمان والحكمة ههنا الى لخم وجذام» رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح غير عروة بن رويم وهو ثقة اه مجمع وعن عقبة بن عامر رضى الله عنه ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال الايمان يمان ومضر عند أذناب الابل» رواه الطبرانى وإسناده حسن اه مجمع وعن عقبة بن عامر رضى الله عنه إنّه قال ان رجلا قال يا رسول الله العن أهل اليمن فانهم شديد بأسهم كثير عددهم حصينة حصونهم فقال لا ثم لعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الاعجمين وقال «إذا مروا بكم يسوقون نسائهم يحملون أبنائهم على عواتقهم فأنهم منى وأنا منهم» رواه أحمد والطبرانى الا أنه قال ولعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الاعجمين فارس والروم وقال «إذا مروابكم أهل اليمن يسوقون سائهم ويحملون أبنائهم فأنهم منى وأنا منهم» وإسنادهما حسن فقد صرح بقية

    السماع اه مجمع. قلت رواه أحمد فى مسنده ج رابع ص 184 عن عتبة بن عبد وفى الكنز رواه الطبرانى عن عتبة بن عبد وعن عبد الله إبن عمرو رضى الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونحن جلوس فأوسعت له فجلس فقال (أين أصحابى الذين أنا منهم وهم منى وأدخل الجنة ويدخلونها معى» فقلنا يا رسول الله أخبرنا من هم قال «هم أهل اليمن المطروحون فى أطراف الارض المدفوعون عن أبواب السلطان يموت أحدهم وحاجته فى صدره لم يقضها رواه الطبرانى وفيه جماعة فيهم خلاف اه مجمع وعن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال قبل ان يموت «اللهم بارك لنا فى شامنا وفى يمنا» فقال رجل وفى شرقا يا رسول الله فقال «اللهم بارك لنا فى شامنا وفى يمننا ان من هؤلاء يطلع قرن الشيطان وبه تسعة اعشار الكفر وبه الداء العضال» رواه الطبرانى وأحمد ولفظه ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «اللهم بارك لنا فى شامنا ويمنا اللهمّ بارك لنا فى شامنا ويمننا» فقال رجل وفى شرقنا يا رسول الله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من هناك يطلع قرن الشيطان وبه تسعة أعشار الكفر ورجال احمد رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن عطاء وهو ثقة وفيه خلاف لا يضر اه من مجمع الزوائد جزء عاشر قلت : رواه أحمد فى مسنده ج ثانى ص 90 وابن عساكر فى تاريخ دمشق من طرق كثيرة الى ابن عمر رضى الله عنهما قال فى الكنز ورواه ابن عساكر عن ابن عباس وفى تحفة الزمن لابن الديبع أخرج الطبرانى عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (اللهم بارك لنا فى يمننا) فقال رجل وفى نحدنا فقال (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان وبها تسعه أعشار الشر). وعن ابن عمرو رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أول من أشفع له من أمتى أهل بيتى ثم الاقرب فالاقرب من قريش والانصار ثمّ من آمن بى واتبعنى من أهل اليمن ثم من سائر العرب ثم الاعاجم وأول من أشفع له أولا أفضل» رواه الطبرانى والدارقطنى فى أول الرابع من أفراده وأبو طاهر والمخلص الذهبى فى السادس من حديثه قال العزيزى قال الشيخ حديث صحيح. وعن ابن عمر رضى الله عنهما قال اللهم بارك لنا فى شامنا ويمننا قالوا وفى نجدنا قال (اللهم بارك لنا فى شامنا ويمننا قال قال هنالك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان» رواه البخارى فى صحيحه بأواخر باب الاستسقاء من طريق حسين بن الحسن البصرى عن ابن عوف بصورة الموقوف. وفى باب قول النبى الفتنة من قبل المشرق مرفوعا ولفظه عن ابن عمر رضى الله عنهما قال ذكر النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اللهمّ بارك لنا فى شامنا

    اللهم بارك لنا فى يمننا) قالوا يا رسول الله وفى نجدنا قال (اللهمّ بارك لنا فى شامنا اللهمّ بارك لنا فى يمننا) قالوا يا رسول الله وفى نجدنا فاظن أنه قال فى الثالثة (الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) : قلت ورواية أبى ذر الكشميهينى (يطلع قرن الشيطان يبدء من المشرق ومن ناحيتها يخرج يأجوج ومأجوج والدجال وبها الداء العضال) : قال الحافظ هكذا وقع فى تلك الرواية التى اتصلت لنا بصورة الموقوف على ابن عمر ولم يذكر النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال القابسى سقط ذكر النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من النسخة ولا بد منه لان مثله لا يقال بالرأى اه فتح من أواخر باب الاستسقاء : ورواه الترمذى : مرفوعا وقال حسن صحيح غريب وابو يعلى وابن حبان فى صحيحه من طريقين والاسماعيلى كلهم عن طريق أزهر عن ابن عون مرفوعا والاسماعيلى أيضا من طريق عبيد الله بن عبد الله ابن عون عن أبيه مرفوعا : قال الترمذى بعد ذكر هذه الطريق وقد روى هذا الحديث عن سالم ابن عبد الله بن عمر عن أبيه : قلت وهذه الطريق ذكرها ابن عساكر فى تاريخه ورواه أحمد فى مسنده ج ثانى من طريقين ص 118 و 126 متصلا بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وعن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال (الايمان يمان والكفر من قبل المشرق وان السكينة فى أهل الغنم وإن الرياء والفخر فى أهل الفدادين أهل الوبر وأهل الخيل وياتى المسيح : أى الدجال : من قبل المشرق وهمته المدينة حتى اذا جاء دبر أحد تلقته الملائكة فضربت وجهه قبل الشام هنالك يهلك هنالك يهلك) رواه أحمد فى مسنده ج ثانى من ثلاث طرق ص 397 و 407 و 457 والترمذى وقال حديث صحيح وابن حبان فى صحيحه : وأخرجه مسلم فى صحيحه دون ما فى أوله فى باب صيانة المدينة من دخول الدجال ولفظه يأت المسيح من قبل المشرق وهمته المدينة حتى ينزل دبر احد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهناك يهلك وفى المصابيح فى باب العلامات بين يدى الساعة وذكر الدجال رواه الشيخان : قال كعب الاحبار ان الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة ولا اليمن اما مكة والمدينة فلان على انقابهما ملائكة لصريح السنة وأما اليمن فلانة ذنب بعيد من الارض وذكر المقبلى نحو ذلك لابن عبّاس وفى هذا الأثر بشرى عظيمة لأهل اليمن ويؤيده ظاهر هذا الحديث الوارد من طرق صحيحة وفى خروج الدجال من المشرق أحاديث كثيرة ففى صحيح مسلم انه خارج خلة بين الشام والعراق ـ لعلها من خلة ـ وقد وقع التصريح بالمشرق فى غير ما حديث تقدم فى صحيح البخارى فى رواية أبى ذر الكشميهينى فى حديث

    اللهم بارك لنا فى شامنا ويمننا قال فى آخره يطلع قرن الشيطان يبدأ من المشرق ومن ناحيتها يخرج يأجوج ومأجوج والدجال وبها الداء العضال وفى تعليق مختصر تاريخ ابن عساكر اخرج ابو داود وأحمد عن ابن عمر أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول من حديث طويل فيه (أنه سيخرج أناس من أمتى من قبل المشرق يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج منهم قرن قطع كلما خرج منهم قرن قطع) حتى عدها زيادة على عشر مرات (كلما خرج منهم قرن قطع حتى يخرج الدجال فى بقيتهم) وهنا احاديث كثيرة لا نطيل بذكرها والمراد تقرير الحديث وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونحا بيده نحو اليمن (الايمان يمان الايمان يمان الايمان يمان) ثلاثا (رأس الكفر المشرق والكبر والفخر فى الفدادين أصحاب الوبر) رواه أحمد فى مسنده ج ثانى من خمس طرق ص 426 و 372 و 380 و 541 من طريقين وعن أبى هريرة انه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «جاء أهل اليمن أرق أفئدة والين قلوبا والفقه يمان والايمان والحكمة يمانية والخيلاء والكبر فى أصحاب الابل والسكينة والوقار فى أصحاب الشام» رواه أحمد من عشر طرق فى مسنده ج ثانى ص 480 وصحيفة 235 و 252 و 267 و 397 و 407 و 488 و 502. ورواه البخارى فى صحيحه من خمس طرق فى باب خير مال المسلم غنم وباب قدوم وفد بنى تميم وباب قصة عمان والبحرين. ورواه مسلم فى صحيحه من عشر طرق فى باب تفاضل أهل الايمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه. وهذه الروايات معظمها بلفظ ما أوردناه وبعضها بزيادة ونقصان والطحاوى فى مشكل الآثار ج (1) ص 347 عن أبى هريرة أيضا من سبع طرق والترمذى وقال حسن صحيح وفى الباب عن ابن عباس وابن مسعود ورواه ابن حبان فى صحيحه من ثلاث طرق وأخرجه النسائى والبغوى فى تفسيره باسناده وابن سعد وفى الجامع الصغير أخرجه أيضا الحاكم فى المستدرك مرسلا عن عروة قال الشيخ حديث صحيح وأخرجه مالك فى الموطأ كما فى تيسير الوصول. وعن شبيب بن روح أن أعرابيا أتى أبا هريرة فقال يا أبا هريرة حدثنا عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فذكر الحديث فقال «ألا ان الايمان يمان والحكمة يمانية وأجد نفس ربكم من قبل اليمن الا ان الكفر وقسوة القلب فى الفدادين أصحاب الشعر والوبر الذين تغتالهم الشياطين على اعجاز الابل» رواه أحمد فى مسنده ج ثانى ص 541 قال الحافظ العراقى فى تخريج أحاديث الاحياء ص 92 ج أوّل رجاله ثقات وقال تلميذه الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد رجاله رجال الصحيح

    الا شبيب فثقة وقال الحافظ فى تخريج أحاديث الكشاف رواه الطبرانى فى الأوسط ومسند الشاميين ولا بأس باسناده اه. قلت وفى الخلاصة للخزرجى شبيب بن نعيم الوحاظى الحمصى عن أبى هريره ويزيد ابن خمير وعنه عبد الملك بن عمير وحريز ابن عثمان روى له النسائى وأبو داود ووثقه الخ وقد تقدم نحوه فى الباب الأول عن سلمة بن نفيل برجال ثقات اه. وعن أنس رضى الله عنه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «أتاكم أهل اليمن وهم أرق قلوبا منكم وهم أول من جاء بالمصافحة» رواه أحمد فى مسنده من طريقين ج ثالث ص 212 و 251 ورواه البخارى فى الأدب وأبو داود وابن وهب فى جامعه كلهم من طريق حماد عن حميد عن أنس ورجالهم ثقات أئمة من رجال الستة الا حماد بن سلمة فاحتج به مسلم فى جملة أحاديث والاربعة والبخارى تعليقا وهو ثقة إمام ولا سيما فى حديث خاله حميد فهو أعلم الناس به واثبتهم فيه كما قاله أحمد وبكت ابن حبان على البخارى فى عدم احتجاجه به ورواه من طريقه الحافظ الطحاوى فى مشكل الآثار ج أول اه. وعن أنس رضى الله عنه قال لما قدم أهل اليمن على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قالوا ابعث معنا رجلا يعلمنا كتاب ربنا والسنة قال فأخذ النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيد أبى عبيدة فدفعه اليهم وقال «هذا أمين هذه الأمة «رواه أحمد فى مسنده ج ثالث من ثلاث طرق ص 212 و 125 و 175 وأخرجه مسلم فى صحيحه فى فضائل أبى عبيدة والحاكم فى مستدركه واقره الذهبى والطيالسى فى مسنده وعن عروة بن رويم قال أقبل أنس الى معاوية ابن أبى سفيان وهو بدمشق قال فدخل عليه فقال معاوية حدثنى بحديث سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليس بينك فيه أحد قال قال أنس سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «الايمان يمان هكذا الى لخم وجذام» رواه أحمد فى مسنده ج ثالث ص 224. وعن ثوبان رضى الله عنه أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «انى لبعقر حوضى يوم القيامة أذود عنه الناس لأهل اليمن وأضربهم بعصاى حتى يرفض عنهم» قال قيل للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما سعته قال من مقامى الى عمان يغت فيه ميزابان يمدانه رواه أحمد فى مسنده من ثلاث طرق ج خامس ص 280 و 281 و 282 ومسلم فى صحيحه من طريقين فى باب اثبات حوض نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وابن حبان من طريقين. ورواه أبو يعلى كما فى جامع المسانيد والسنن ولفظ أبى يعلى من طريق سالم بن أبى الجعد عن ثوبان وأتاه ناس فقالوا حدثنا فقد ذهب أصحابك بحديثك وافتقرنا الى ما عندك فحدثنا بما ينفعنا ولا يضرك قال عليكم بكتاب الله فإنه أحسن الحديث وابلغ الموعظة قالوا صدقت

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 5:57 am

    ولكن حدثنا قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «بجنب الحوض أذود عنه الناس لأهل اليمن بعصاى حتى يرفض عنهم» فقال رجل أهل اليمن يا رسول «الله قال نعم أهل اليمن» فقال رجل كم طوله الحديث اه ج ثامن. ورواه عبد الرزاق بسنده عنه. وعن عمرو بن عبسة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «نعم أهل اليمن الايمان يمان الى لخم وجذام وعاملة» الحديث رواه الطبرانى فى الكبير اه الجامع الازهر للمناوى ج 3. وعن عبد الجد بن ربيعة بن حجر بن الحكم الهمدانى انه كان عند النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعنده أناس من أهل اليمن وعيينة بن حصن فدعى للقوم به فقاموا فما بقى أحد الا النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجل يستره بثوبه فقلت ما هذه السنة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «الحياء رزقه أهل اليمن إذ حرمه قومه» كذا فيه قلت وأظن الصواب فقال يعنى عيينة وبذلك جزم ابن عبد البر فقال فى ترجمته سمع النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخاطب ابن حصن فى حديث «الحياء رزقه أهل اليمن وحرمه قومك» هكذا وجدته فى نسخة أخرى فدعى القوم بماء فلم يشرب أحد الا النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورجل يستره اه اصابة من ترجمة عبد الجد. وعن أبى سعيد الخدرى قال خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عام الحديبية فذكر حديثا طويلا فيه أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «ليأتين أقوام تحقرون أعمالكم مع أعمالهم قلنا من هم يا رسول الله قال أهل اليمن هم أرق افئدة والين قلوبا» فقلنا خير ما يا رسول الله قال «لو كان لأحدهم جبل من ذهب فأفقه ما أدرك مدأحدكم ولا نصيفه» الحديث أخرجه الحافظ الطحاوى فى كتابه مشكل الآثار ج أول ص 349 واحتج به وروى ابن شاهين بسنده عن رجل من كندة يقال له ابن جبر الكندى وكان فى الوفد أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صلّى على السكاسك والسكون وقال «أسلم أهل اليمن الين قلوبا وأرق أفئدة» وبلغنى أنه قال «اللهم اقبل بقلوبهم» ووقع فى مسند بقى ابن مخلد فى هذا الحديث عن ابن جبر عن أبيه اه اصابة ج أول وروى الخطيب والديلمى عن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها اليمن ووجدت اكثر أهل اليمن مذحج» وفى نهاية الارب ذكر ابن عبد البر فى روايته أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال اكثر القبائل فى الجنة مذحج وروى الخطيب باسناد حسن عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «زين الحاج أهل اليمن» اه كنز العمال ج سادس

    والجامع الصغير : وعن أبى هريرة. رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ان الله يبعث ريحا من اليمن الين من الحرير فلا تدع أحدا فى قلبه مثقال ذرة من الايمان الا قبضته) رواه مسلم كما فى تيسير الوصول ومستخرج ابى نعيم وسيأتى عن ابن أبى شيبة وان عساكر وابن حبان فى صحيحه ورواه ابو داود والبيهقى فى المعرفة والحاكم فى المستدرك : قال الحفنى فى حاشيته على شرح العزيزى على الجامع الصغير قال قال شيخنا اتفق الحفاظ على انه حديث صحيح وعن أنس ابن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (الايمان يمان الى لخم وجذام) رواه احمد فى مسنده وسعيد بن منصور فى سننه وعن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «الايمان هكذا الى لخم وجذام والجفاء فى هذين الحيين ربيعة ومضر «أخرجه ابن عساكر اه كنز سادس. وعن شداد ابن أوس قال قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (اذا عزت ربيعة ذل الاسلام ولا يزال الله يعز الاسلام وأهله وينقص الشرك وأهله ما عزت مضر واليمن «أخرجه ابن عساكر عن شداد ابن أوس : وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ان دعائم أمتى عصب اليمن وابدال الشام «أخرجه تمام وابن عساكر اه الجزء السادس من كنز العمال قلت : وأخرجه أيضا أبو نعيم فى الحلية ج ثانى وأخرج ابن عساكر من طريق ابن أبى الحوارى قال سمعت أبا سليمان يقول «الابدال بالشام والنجباء بمصر والقطب باليمن والاخيار بالعراق» اه من كتاب الخبر الدال على وجود القطب والاوتاد والنجباء والابدال للحافظ السيوطى وعن سعيد بن عمر القرشى عن أبيه أن عمر رضى الله عنه رأى رفقة من أهل اليمن رحالهم الادم فقال «من أحب أن ينظر الى أشبه رفقة كانوا باصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلينظر الى هؤلاء أخرجه هناد وأبو داود قلت اخرجه أبو داود فى كتاب اللباس ج 2 وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «قيس فرسان الناس يوم الملاحم واليمن رحى الاسلام» أخرجه نعيم ابن حماد فى الفتن عن الاوزاعى بلاغا. وعن عبد الله الديلمى قال حدثنى ابن فيروز قال كنت فى وفد الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت : يا رسول الله انا من قد علمت وجئنا من بين من قد علمت فمن ولينا؟ فقال «الله ورسوله» قالوا حسبنا رواه ابن عساكر واللفظ له اه من كنز العمال ج سابع : وفى مجمع الزوائد ج تاسع رواه أحمد فى مسنده وابو يعلى والطبرانى؟؟؟؟؟؟ قال الصحيح غير عبد الله بن فيروز وهو ثقة اه قلت : رواه

    أحمد فى مسنده ج 4 ص 232 من ثلاث طرق وذكره فى الاصابة وقال أخرجه البغوى وقال ابن عبد البر حديث صحيح وأخرجه أيضا أبو داود والنسائى اه وفى تحفة الزمن فى فضائل اليمن لابن الديبع عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «يأتيكم أهل اليمن هم أرق قلوبا والين أفئدة يريد القوم أن يضعوهم ويأبى الله الا أن يرفعهم» أخرجه ابن أبى الصيف فى فضائل اليمن : وعن أبى ذر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «إذا هاجت الفتن فعليكم بارض اليمن فإنها مباركة» أخرجه الحافظ القرشى فى فضائل اليمن
    وعن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «يرجع ثلثا بركة الدنيا الى اليمن فمن كان هاربا من الفتنة فاليه يهرب فان العبادة فيه» أورده الملا فى كتابه وسيلة المتعبدين وعن أبى سعيد لخدرى رضى الله عنه قال قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليكم باليمن إذا هاجت الفتن فان قومه رحماء وأرضه مباركة والعبادة فيه أجر كبير ،» أخرجه الملا أيضا وعن على كرم الله وجهه : ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : «من أحب أهل اليمن فقد أحبنى ومن أبغضهم فقد أبغضنى» أخرجه بقى ابن مخلد الاندلسى وعن خثيمة بن عبد الرحمن ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «سئل أى الناس افضل قال أهل اليمن. أخرجه الاصفهانى والحافظ وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبا الفقه يمان والحكمة يمانية وأنا رجل يمان رواه الإمام الرازى فى تاريخ صنعاء وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال أنا يمان والحكمة يمانية والجفاء فى أهل الوبر والفدادين وأومأ بيده الى المشرق أخرجه الامام الرازى فى تاريخ صنعاء وعن ابن عباس رضى الله عنها فال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من تعذر عليه الملتمس» يعنى طلب المعاش «فعليه بهذا الوجه» واشار الى اليمن اخرجه الرازى والوجه بمعنى الجهة اه قلت وله شاهد باسناد اخر مرفوعا من حديث طويل اخرجه ابن عساكر فى تاريخه فيه «وأهل اليمن افئدتهم رقيقة ولا يعد منهم الرزق» اه من مختصره ج أوّل ص 61 وعن فروة بن مسيك الغطيفى ثمّ المرادى قال أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت يا رسول الا أقاتل من أدبر من قومى بمن أقبل منهم فقال «بلى» ثم بدا لى فقلت يا رسول الله لابل أهل سبا هم أعز وأشد قوة فأمرنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واذن لى فى قتال سبا فلما خرجت من عنده أنزل الله فى سبا ما أنزل

    فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ما فعل الغظيفى» فأرسل الى منزلى فوجدنى قد سرت فردنى فلما أتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجدته قاعدا وحوله أصحابه فقال «ادع القوم فمن أجابك منهم فاقبل ومن أبى فلا تعجل عليه حتّى تحدث الى» رواه أبن سعد وأحمد وأبو داود والترمذى وقال حسن غريب والطبرانى فى الكبير والحاكم وصححه عبد بن حميد والبخارى في تاريخه وابن المنذر؟؟؟ وابن مرويه اه من منتخب كنز العمال والدّرّ المنثور قلت ورواه الطحاوى فى المشكل وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رجلا من القوم قال يا رسول الله ما سبا أرض أم امرأة «قال ليست بأرض ولا بامرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فاما ستة فتيامنوا وأما اربعة فتشاءموا فأما الذين تيامنوا فمذحج وكندة والازد والاشعريون وانما روحمير؟؟؟ خيرها كلها وأما الذين تشاءموا فلخم وجذام وعاملة وغسان» أخرجه الحاكم فى المستدرك وأقره الذهبى فقال صحيح الاسناد ورواه الطحاوى فى المشكل وعبد بن حميد وابن أبى حاتم وابن عدى وابن مردويه وأحمد والطبرانى والترمذى عن ابن عباس وفروة بن مسيك ورواه الحاكم أيضا عنه وغيرهم وعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «يخرج المهدى من قرية باليمن يقال لها كرعة» اه معجم البلدان قلت قال فى ابراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون رواه أبو نعيم ولم يذكر لفظ باليمن وعن عبد الله بن عوف رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لا يلبث المسلمون بعد دفن عيسى بن مريم الا يسيرا حتى يبعث الله الريح اليمانية» قيل وما الريح اليمانية يا رسول الله قال «ريح من قبل اليمن ليس على الارض مؤمن يجد نسيمها الا قبضت روحه الحديث أخرجه ابن عساكر اه منتخب كنز العمال وعن أم حبيبة رضى الله عنها أن ناسا من أهل اليمن قدموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأعلمهم بالصلاة والسنن والفرائض ثم قالوا يا رسول الله أن لنا شرابا نصنعه من القمح والشعير قال فقال «الغبيراء» قالوا نعم قال «لا تطعموه» ثم لما اردوا أن ينطلقوا سألوه عنه فقال «الغبيراء» قالوا نعم قال «لا تطعموه» قالوا فانهم لا يدعوها قال «من لم يتركها فاضربوا عنقه» رواه أحمد وأبو يعلى والطبرانى فيه ابن لهيعة وحديثه حسن وفيه ضعف وبقية رجال أحمد ثقات اه مجمع الزوائد وروى ابن أبى شيبة وابن حبان عن أبى هريرة عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «لا تقوم الساعة حتى يبعث الله تعالى ريحا حمراء من اليمن فيكفت الله بها كل نفس تؤمن بالله واليوم الآخر وما ينكرها الناس من قلة من يموت منها مات شيخ من

    بنى فلان ماتت عجوز من بنى فلان ويسرى على كتاب الله عزوجل فيرفع الى السماء فلا يبقى على الارض منه آية وتلقى الأرض أفلاذ كبدها من الذهب والفضة فلا ينتفع بهما فيمر الرجل بهما فيضربهما برجله» الحديث اه من سبل الهدى سيرة الشامى جزء رابع وخامس وعن عبد الله بن ادريس عن يحيى بن صالح الليثى قال قدم على عثمان رضى الله عنه حقاف بن عرافة القيسى من مذحج وخديج وهما حيان باليمن فى جماعة من قومه ففرض لهم عثمان العطاء والحقهم بالشام وقال مرحبآ بكم سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «الايمان يمان ألا ورحى الايمان فى قحطان والجفا والقسوة فى ولد عدنان أهل اليمن دعائم الاسلام وعمود الذين ومال المسلمين حمير رأس العرب ونابها وكندة لسانها وسنامها ومذحج هامتها وغلصمتها والازد جمجمتها وكاهلها وهمدان رأسها وغاربها» اه من كتاب أنساب العرب لسلمة بن مسلم العونى الصحارى مكررا فى ص 95 و 108 خط وفى كتاب الانساب لابى سعيد باسناده عن عثمان مرفوعا مثله وأورده الحافظ ابن حجر فى مختصر الفردوس وسكت عليه واما ما أورده بعضهم على معناه فقد رده العلامة الخفاجى فى شرح الشفاء للقاضى عياض وقد تقدم من طرق أخر وعن أبى صالح قال لما قدم أهل اليمن زمان أبى بكر رضى الله عنه وسمعوا القرآن جعلوا يبكون فقال أبو بكر «هكذا كنا ثم قست القلوب» أخرجه أبو نعيم فى الحلية» اه منتخب كنز العمال من آداب تلاوة القرآن وعن سلمة بن نفيل السكونى قال دنوت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى كادت ركبتاى تمسان فخذه فقلت يا رسول الله بهى بالخيل والقى السلاح وزعموا أن لاقتال وقال يعقوب فى حديثه وزعم أقوام أن لا قتال فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «كذبوا» الآن حان القتال لا تزال من أمتى طائفة قائمة على الحق ظاهرة على الناس يزيغ الله تعالى قلوب أقوام فيقاتلونهم لينالوا منهم وقال يعقوب قلوب قوم قاتلوهم لينالوا منهم وقال وهو مول ظهره قبل اليمن انى أجد نفس الرحمن من ههنا وأشار الى اليمن ولقد أوحى الى أنى مكفون غير ملبث وتتبعونى أفنادا والخيل معقود فى نواصيها الخير الى يوم القيامة وأهلها معانون عليها» رواه الطبرانى وقد تقدم توثيق رجاله قال عبد الله بن جعفر بن درستويه بهى اذا عطلت الخيل .. قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انى أجد نفس الرّحمن من ههنا أراد انى أجد الفرج من قبل اليمن افاده البيهقى فى كتاب الأسماء والصفات وفى الاشاعة لأشراط الساعة للسيّد محمّد البرزنجى ص 151 من أثناء حديث طويل من رواية نعيم بن حماد عن ابن مسعود مرفوعا فى وصف

    الملحمة الكبرى بين المسلمين والكفار وحصرهم المسلمين فى دمشق وجبل المعتق بحمص بعد خراب الكفار بيت المقدس قال. (حتى تجيئهم مادة اليمن ألف ألف الله بين قلوبهم بالايمان معهم أربعون ألف من حمير حتى يأتون بيت المقدس فيقاتلون الروم فيهزمونهم ويخرجونهم من جند الى جند حتى يأتون قنسرين وتجيئهم مادة الموالى) الحديث وفيه ما معناه ان مسلمى الفرس تنصر مسلمى العرب فيلحقون الكفار الى القسطنطينية أى استنبول فيحصرونهم بها ليلة الجمعة الى الصباح فيفتحها الله لهم وترجع دار اسلام بيد المسلمين مرة اخرى. وفى مختصر تاريخ ابن عساكر جزء أول طبع الشام ما نصه قال كعب الاحبار ان لله فى اليمن كنزين جاء باحدهما يوم اليرموك قال ابن عساكر صدق كعب كان فيها الازد ثلث الناس وفيها حمير وهمدان ومذحج وخولان وخثعم وكنانة وقضاعة وجذام وزبيد وكنده وحضر موت وليس فيها أسد ولا تميم ولا ربيعة وقال ابن عساكر أيضا قالوا ولقلما رئى يوم أكثر ساقطا وعظما نادرا وكفا طائرة من ذلك الموطن. وعن ابن مسعود رضى الله عنه قال ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (ان المدينة بين عينى السماء عين بالشام وعين باليمن وهى : أى : المدينة أقل الارض مطرا) : أخرجه ابن عساكر فى تاريخ دمشق قلت وقال فى وفاء الوفاء للسمهودى ص 35 وللشافعى رحمه‌الله حديث (أسكنت أقل الارض مطرا وهى بين عينى السماء عين الشام وعين اليمن) اه. وعن أبى رافع قال بعث النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا الى اليمن فعقد له لواء فلما مضى قال (يا أبا رفلع الحقه ولا تدعه من خلفه ولتقف ولا تلتفت حتى أجيئه) فاتاه فاوصاه باشياء فقال (يا على لان يهدى الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس) أخرجه الطبرانى. وعن على عليه‌السلام قال أتى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ناس من اليمن فقالوا ابعث فينا من يفقهنا فى الدين ويعلمنا السنن ويحكم فينا بكتاب الله فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (انطلق يا على الى أهل اليمن ففقهم فى الدين وعلمهم السنن واحكم فيهم بكتاب الله) فقلت ان أهل اليمن قوم يأتونى من القضاء ما لا علم لى به فضرب النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدرى ثم قال (اذهب فان الله سيهدى قلبك ويثبت لسانك) فما شككت فى قضاء بين اثنين حتى الساعة أخرجه ابن جرير وسيأتى فى البعوث عنه عند أحمد وغيره وأخرج ابن جرير عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال (الخلافة فى قريش والقضاء فى الأنصار والأذان فى الحبشة والجفاء فى قضاعه والشرعة فى أهل اليمن والأمانة فى الازد) وقد تقدم نحوه عن أبى هريرة عند الترمذي وأحمد وفى جامع الاصول فى باب فضائل أهل اليمن عن

    أنس أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نظر قبل اليمن (فقال اللهم اقبل بقلوبهم وبارك لنا فى صاعنا ومدنا أخرجه الترمذى كذا ذكره فى الجامع وقد تقدم نقلا عن سنن الترمذى فى باب فضائل أهل اليمن عن أنس عن زيد والله أعلم وفى الجامع الأزهر رواه أيضا أحمد والطبرانى باسناد حسن وفى تحفة الرمن لابن الديبع عن عقبة ابن عامر مرفوعا (أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئده (1) وأنجع طاعة) رواه الطبرانى فى مجامعه الثلاثة اه قلت قال العزيزى قال الشيخ حديث صحيح وقد تقدم هذا الحديث عن مجمع الزوائد وعن ابن مسعود عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (الفقه يمان والحكمة يمانية) رواه أحمد بن منيع وعن أبى هريرة مرفوعا (الايمان يمان والكفر قبل المشرق) رواه الطيالسى اه مسنده وعن البراء أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (ألا ان الأيمان يمان والحكمة يمانية والقسوة وغلظ القلوب فى الفدادين فى ربيعه ومضر عند أصول اذناب الابل حيث يطلع قرن الشيطان) رواه الخطيب اه كنز ج 5
    الباب الرابع
    فى الاحاديث الواردة بخصوص بعض القبائل اليمنية مفردا كل قبيلة بفصل خاص بها ومقدما همدان للمفخرة العظمى التى اختص الله تعالى بها شعب همدان دون سائر ابناء قحطان وهى سجوده صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم شكر الله على اسلامهم ولان قبائل اليمن غير النفر الاشعريين اقتدت بهمدان فى اعتناقها الاسلام من غير مناصبة حرب ولا قتال كما سيأتى بيانه ان شاء الله تعالى عن جابر بن عبد الله رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعرض نفسه على الناس بالمواقف فيقول (هل من رجل يحملنى الى قومه فان قريشا قد منعونى أن أبلغ كلام ربى عزوجل) فاتاه رجل من همدان فقال أنا يا رسول الله فقال (ممن أنت) فقال الرجل من همدان فقال (هل عند قومك من منعة) قال نعم ثمّ ان الرجل خشى أن يخفره قومه فاتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال آت قومى أخبرهم ثم آتيك من عام قابل قال «نعم» فانطلق وجاء وفد الانصار فى رجب رواه أحمد ورجاله ثقاة اه مجمع ج سادس
    __________________
    (1) روى الطبرانى من حديث أبن عنبة الخولانى رفعه (أن لله آنية من أهل الأرض وآنية ربكم قلوب عباده الصالحين وأحبها إليه ألينها وأرقها) وفيه بقيه بن الوليد مدلس صرح بالتحديث اه من تخريج الحافظ العراقى لأحاديث الاحياء ج 3 ص 13 اه مؤلف

    قلت. رواه أحمد فى مسنده ج ثالث ص 390 والحاكم فى المستدرك وقال على شرط الشيخين وأقره الذهبى فقال على شرطهما. والترمذى فى فضائل القرآن وقال حسن صحيح وأبو داود فى السنة وابن أبى شيبه فى مصنفه ورجاله من رجال الصحيحين الا محمد بن عبد الله الأسدى المعروف بكناسة فثقة له ترجمة حسنة فى تهذيب التهذيب وأخرجه ابن سيد الناس فى عيون الأثر باسناده من طريق ابن أبى شيبة وأبو نعيم فى الدلائل والبيهقى فى الدلائل من طريق الحاكم والزرقانى فى شرح المواهب وقال أخرجه اصحاب السنن وابن سعد فى طبقاته وزاد من رواية هشام بن محمّد بسنده أن الرجل الهمدانى رجع ليأخذ النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى قومه همدان فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «نعم وافد القوم قيس» وقال «وفيت وفى الله لك» ومسح بناصيته وأطعمه ثلاثمائة فرق من خيوان زبيب وذرة شطران ومن عمران الجوف مائة فرق جارية من مال الله والفرق مكيال لاهل اليمن. قلت واسم الرجل كما فى الاصابة وغيرها قبس بن مالك بن لائى الارحبى قبيلة من همدان مشهورة بارحب باقى اسمها الى الآن. وعن البراء بن عازب رضى الله عنه قال بعث النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خالد بن الوليد الى اليمن يدعوهم الى الاسلام قال البراء فكنت فيمن خرج مع خالد بن الوليد رضى الله عنهما فأقمنا ستة أشهر يدعوهم الى الاسلام فلم يجيبوه ثم ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث عليا عليه‌السلام وأمره أن يقفل خالدا الا رجلا ممن كان مع خالد أحب أن يعقب مع على عليه‌السلام فليعقب معه قال البراء رضى الله عنه فكنت فيمن عقب مع على عليه‌السلام فلما دنونا من القوم خرجوا الينا ثم تقدم بنا فصلى بنا على كرم الله وجهه ثم صفنا صفا واحدا وتقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاسلمت همدان جميعا فكتب على عليه‌السلام الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باسلامهم فلما قرأ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكتاب خرسا جدا ثمّ رفع رأسه فقال السلام على همدان السلام على همدان ثم تتابعت أهل اليمن على الاسلام رواه الاسماعيلى والبيهقى فى السنن وفى المعرفة وفى الدلائل من طريق الاسماعيلى وقال رواه البخارى مختصرا وتمامه صحيح على شرطه. قلت وأخرجه ابن جرير الطبرى برجال ثقات من طريق يحيى بن عبد الرحمن الارحبى حدثنا ابراهيم بن يوسف الخ وهو الذى أخرجه البخارى من طريقه وأخرجه ابن عبد البر كما فى الرياض النظرة فى مناقب العشرة وفى نيل الاوطار ج ثالث قال المذرى وقد جاء حديث سجدة الشكر من حديث البراء باسناد صحيح يريد هذا الحديث. وأورده ابن سيد الناس

    فى عيون الأثر عن الرشاطى وقال السراج البلقينى وهو الذى أشار اليه : أى هذا الحديث : الامام الشافعى رضى الله عنه فى استدلاله على مشروعية سجدة الشكر وذكره الفقهاء وصححوه واستدلوا به على مشروعيتها منهم ابن القيم فى زاد المعاد والحافظ فى تلخيصه وفى ادلة الاحكام والقسطلانى فى المواهب وفى سبل الهدى للشامى والنووى فى المجموع وغيرهم وفى تاريخ ابن الاثير وابن خلدون ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كرر (السلام على همدان) ثلاث مرات والله أعلم. وعن أبى ثور القهمى قال كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوما فاتى بثوب من ثياب المعافر فقال أبو سفيان بن حرب لعن الله هذا الثوب ولعن من يعمله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (لا تلعنهم فانهم منى وأنا منهم رواه أحمد والطبرانى وإسنادهما حسن اه مجمع ج عاشر. قلت أخرجه أحمد فى ج رابع من مسنده ص 305 وأخرجه الحاكم فى الكنى والحسن بن سفيان والبغوى كلهم من طريق ابن لهيعة وأخرجه ابن منده. ومعافر من بلاد همدان كما فى نيل الاوطار وقال (رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نعم الحى همدان ما أسرعها الى النصر واصبرها على الجهد وفيهم أبدال وفيهم أوتاد الاسلام) أخرجه ابن سعد فى طبقاته عن على بن عبد الله بن يوسف القرشى عمن سمى من رجاله من أهل العلم. اه من كنز العمال عن ابن سعد وفى السيرة النبوية للسيد دحلان كذلك وقد أجمع أئمة المغازى والسير والطبقات أن همدان أول شعب عظيم اعتنق الدين الاسلامى فى اليمن بعد النفر الاشعريين أصحاب السفينة وهم على ما قيل على أصح الاقوال أربعة وخمسون نفرا وأن قبائل اليمن تتابعت على الدخول فى دين الله أفواجا أفواجا بعد همدان والى ذلك يشير العلامة النحرير والنسابة الشهير الشيخ أحمد البدوى الشنقيطى فى نظمه لعمود نست قبائل العرب والعجم
    همدان عيبة على التى
    يود لو يتحفها بالجنة

    على يديه أسلموا جميعهم
    وجاء خير مرسل اسلامهم

    فخر ساجدا وبعدها اليمن
    فى الدين قد تتابعوا على سنن

    وكانوا أجل أنصار الإمام على عليه‌السلام ومحبيه وبلوا معه فى حروبه البلاء الحسن فقال يمدحهم
    يممت همدان الذين همو هموا
    إذا ناب أمر جنتى وسهامى

    وناديت فيهم دعوة فاجابنى
    فوارس من همدان غير لئام

    فوارس ليسوا فى العجاج بعزل
    غزاة الوغا من شاكر وشبام




    ومن أرحب الشم المعاطيس بالقنا
    دونهم؟؟؟ واحياء السبيع ويام

    فلو كنت بوابا على باب جنة
    لقلت لهمدان ادخلوا بسلام

    وقال شاعرهم سعيد بن قيس البكيلى فى يوم الجمل رضى الله عنه وأرضاه
    أية حرب أضرمت نيرانها
    وكسرت يوم الوغا مرانها

    قل للوصى أقبلت قحطانها
    فادع بها تكفيكها همدانها


    همو بنوها وهموا اخوانها
    وأخرج ابن سعد عن على أنه قال يا أهل الكوفة لا تزوجوا الحسن فانه رجل مطلاق فقال رجل من همدان لنزوجنه فما رضى أمسك وماكره طلق
    فصل فيما جاء فى النخع
    عن علقمة قال كنا جلوسا مع ابن مسعود رضى الله عنه فجاء خباب فقال يا أبا عبد الرحمن أيستطيع هؤلاء الشباب أن يقرؤا كما نقرأ قال أما انك لو شئت أمرت بعضهم يقرأ عليك قال أجل قال أقرأ يا علقمة فقال زيد بن حدير أخو زياد بن حدير أتأمر علقمة أن يقرأ وليس باقرئنا قال أما إنك ان شئت أخبرتك بما قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى قومك وقومه أخرجه البخارى. قال الحافظ فى الفتح فكانه يشير الى ثناء النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على النخع وان علقمة من النخع فقد أثنى على النخع فيما أخرجه أحمد والبزار باسناد حسن عن ابن مسعود قال شهدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدعو لهذا الحى من النخع حتى تمنيت انى رجل منهم. وفى رواية عن شعبة عن الاعمش عند أبى نعيم فى المستخرج لتسكتن أولا أحدثنك بما قيل فى قومك وقومه اه قال الحافظ الهيثمى فى كتابه مجمع الزوائد ج عاشر أخرجه البزار وأحمد والطبرانى ورجالهما رجال الصحيح وفى محجة القرب رواه أحمد واسناده صحيح والبزار والطبرانى فى الكبير وفى سبيل الهدى ورجال أحمد ثقات
    فصل فيما جاء فى الاشعريين
    روى البيهقى فى دلائل النبوة ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال للاشعريين حين قدموا عليه من اليمن (من أين جئتم) قالوا من زبيد قال (بارك الله فى زبيد) قالوا وفى رمع قال (بارك الله فى زبيد) قالوا وفى رمع قال بارك الله فى رمع اه من سيرة الشامى ج ثالث. وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (انى لأعرف أصوات الاشعريين بالقرآن حين يدخلون بالليل وأعرف منازلهم من أصواتهم بالقرآن بالليل وان كنت لم أر منازلهم حين نزلوا بالنهار) رواه البخارى فى صحيحه. وعن

    أبى موسى قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان الاشعريين إذا أرملوا فى الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم فى ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم فى اناء واحد بالسوية فهم منى وانا منهم) رواه مسلم وعن زيد بن أسلم رضى الله عنه أن الاشعريين لما هاجروا الى رسول الله وقدموا عليه أرملوا من الزاد فأرسلوا رجلا منهم فلما أتى دار النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سمعه يقرأ (وما من دابة فى الارض إلا على الله رزقها) الآية فقال الرجل ما الاشعريون بأهون من الدواب على الله فرجع ولم يدخل على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال لأصحابه ابشروا أتاكم الغيث ولا يظن قومه الا انه قد كلم النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبينما هم كذلك اذ أتاهم رجلان يحملان قصعة مملوءة خبزا ولحما فأكلوا منها ما شاءوا ثم قال بعضهم لو انا رددنا هذا الطعام الي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقضى به حاجته فقالوا للرجلين إذهبا بهذا الطعام الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانا قد قضينا حاجتنا ثم أتوا رسول الله فقالوا يا رسول الله ما رأينا طعاما أكثر ولا أبرك من طعام أرسلت به الينا فقال رسول الله ما أرسلت لكم بشىء فاخبروه أنهم أرسلوا اليه صاحبهم فسأله النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبره بما سمع وبما قال لهم فقال لهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذاك شىء رزقكم الله تعالى به رواه الإمام أحمد والحاكم أبو عبد الله والترمذى اه من تحفة الزمن للدبيع
    فصل فيما جاء فى الازد
    عن بشر بن عصمة صاحب النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال قال رسول الله للازد (هم منى وأنا منهم أغضب لهم إذا غضبوا وارضى لهم إذا رضوا) فقال معاوية ابن أبى سفيان انما قال ذلك لقريش فقال بشر فاكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو كذبت عليه جعلتها لقومى رواه الطبرانى وفيه من لم أعرفهم اه مجمع عاشر قلت رواه أبو نعيم أيضا اه. وعن عبد الله بن الحرث بن جزى الزبيدى قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (العلم فى قريش والامانة فى الازد) رواه الطبرانى فى الاوسط والكبير واسناده حسن وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (الامانة فى الازد والحياء فى قريش) أخرجه الطبرانى عن أبى معاوية الازدى وفيه من لم أعرفه اه مجمع عاشر. قال أبو نعيم حدثنا سليما بن أحمد حدثنا إبراهيم ابن شهاب البصرى حدثنا سليمان بن داود الشادلونى حدثنا محمد بن حمران حدثنا أبو عمران محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن عن ابيه عن وجده وكانت له صحبة قال نظر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى عصابة قد اقبلت فقال (اتتكم الازد أحسن

    الناس وجوها واعذبها افواها واصدقها لقاء اللهم اجبر كسرهم وآو طريدهم. ولا ترد منهم سائلا «قلت رواه الديلمى من طريقه والطبرانى فى الكبير والاوسط وعن أنس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم» الازد أسد الله فى الارض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله الا ان يرفعهم وليأتين على الناس زمان يقول الرجل يا ليت أبى كان ازديا ويا ليت أمى كانت ازدية) أخرجه الترمذى وقال هذا حديث غريب حسن وقد روى موقوفا على انس وهو عندنا أصح وعن أبى هريرة مرفوعا أنه قال «نعم القوم الازد نقية قلوبهم أيمانهم ـ كذا ـ طيبة أفواههم هذا حديث حسن رواه أحمد فى مسنده عن حسن بن موسى عن ابن لهيعه اه محجة القرب وعن عيلان قال سمعت انس يقول ان لم نكن من الازد فلسنا من الناس رواه الترمذى وقال حسن صحيح غريب وفى المستدرك عن ابن عباس قال وفد على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اربعمائة أهل بيت أو اربعمائة رجل من أزدشنوءة فقال مرحبا بالازد أحسن الناس وجوها وأطيبه أفواها وأشجعه لقاء وآمنه أمانة شعاركم يا مبرور هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وتعقبه الذهبى فقال بل إسماعيل بن عبد الله الرقى منكر الحديث قلت رواه فى الميزان من غير طريقه ولكن ضعف شيخه عمرو بن صالح بن أبى الزاهرية الرقى وفى كنز العمال رواه ابن عدى وابن عساكر عن ابن عباس وابن سعد عن منير بن عبد الله الازدى وسياتى عن الطبرانى فى الاوسط والكبير ولكن فيه أن الوافدين من دوس ولا منافاة فان دوس من ازد شنوءة اه
    فصل فيما جاء فى الازد والاشعريين
    قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «نعم الحى الازد والاشعريون لا يفرون فى القتال ولا يغلبون هم منى وأنا منهم» أخرجه أحمد والترمذى وقال حديث غريب وأبو يعلى والحاكم والطبرانى وابن عساكر عن أبى عامر الاشعرى اه كنز ج سادس وعن أبى يعلى بن الاشدق عن عبد الله ابن جراد عن أبيه قال بعث النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سرية فيها الازد والاشعريون فغنموا وسلموا فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «اتنك الازد والاشعريون حسنة وجوههم طيبة أفواههم لا يغلبون» أخرجه أبو نعيم كنز سادس
    فصل فيما جاء فى أحمس
    عن جابر بن عرفطة قال رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رافعا يديه يقول «اللهمّ بارك فى خيل أحمس ورجالها رواه الطبرانى وفيه من لم أعرفه اه مجمع الزوائد قلت فى الكنز رواه طب ض والرمز الاخير هو رمز الضياء فى المختارة وقد تقدم

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 6:00 am

    لنا فى هذا الكتاب نقلا عن السيوطى فى أول الجامع أن جميع ما فى المختارة صحيح وقال فى ابراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون ذكر جمع من الحفاظ منهم ابن تيمية والزركشى وابن عبد الهادى أن تصحيح صاحب المختارة أعلا مزية من تصحيح الحاكم اه وعن طارق بن شهاب قال قدم وفد بجيلة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال «اكتبوا البجليين وابدؤا بالاحمسيين» فتخلف رجل من قريش قال حتى انظر ما يقول لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فدعى لهم رسول الله خمس مرات «اللهمّ صلّى عليهم أو بارك فيهم» مخارق الّذى شك وفى رواية قدم وفد قيس على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال «ابدؤا بالاحمسيين قبل القيسيين» ودعا لا حمس فقال «اللهم بارك فى أحمس وخيلها ورجالها سبع مرات» رواه كله أحمد والطبرانى بعضه الا أنه قال «ابدؤا بالاحمسيين قبل القيسيين» ورجالهما رجال الصحيح اه من مجمع الزوائد ج عاشر قلت رواه أحمد فى مسنده ج رابع ص 315 وعن جرير أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برك على خيل أحمس ورجالها خمس مرات أخرجه البخارى فى صحيحه وفى المصنف لابن أبى شيبه عن قيس أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لبلال «أجهزت الركب أو الرهط البجليين» قال لا قال «فجهزهم وأبدأ بالاحمسيين قبل القسيريين» وفى سنن أبى داود فى باب فى بعثة البشرآء عن جرير قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ألا تريحنى من ذى الخلصة فاتاها فحرقها ثمّ بعث رجلا من أحمس الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يبشره يكنى أبا أرطاه وعن عثمان بن حازم عن جده صخر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غزا ثقيفا فلما أن سمع ذلك صخر ركب فى خيل يمد النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فوجده قد انصرف ولم يفتح فجعل حينئذ عهد الله وذمته أن لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكتب صخر الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أما بعد فان ثقيفا قد نزلت على حكمك يا رسول الله وأنى مقبل بهم وهم فى خيل فامر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالصلاة جامعة فدعا لاحمس عشر دعوات «اللهم بارك لاحمس فى خيلها ورجالها» الحديث أخرجه أبو داود اه جامع الاصول ج أول ص 148 قلت وفى الباب أحاديث تركناها للاختصار
    فصل فيما جاء فى حمير
    عن أبى هريرة رضى الله عنه قال كنت جالسا عند النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله

    وسلّم فجاء رجل فقال يا رسول الله العن حمير فاعرض عنه ثم جاء من ناحيه فاعرض عنه وهو يقول العن حمير فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «رحم الله حمير أفواههم سلام وأيديهم طعام أهل أمن وايمان» أخرجه أحمد فى مسنده ج ثانى ص 278 وأخرجه رزين وذكر فى روايته أن الرجل قال للنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم العن حمير فاعرض عنه ثم جاء من الشق الآخر فاعرض عنه ثم جاء من الشق الآخر ثم ذكر النبى الحديث وفى رواية للترمذى قال كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجاءه رجل أحسبه من قيس فقال يا رسول الله العن حمير الحديث وعن على عليه‌السلام وأبى بكر رضى الله عنهما قالا ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «قال إذا أقبلت حمير تحمل أولادها ومعها نساؤها نصر الله المسلمين وخذل المشركين» اه من فتوح الشام للواقدى والازدى وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من أثناء حديث عبد الله بن عمرو المتقدم فى الباب الثانى من حديث حفر الخندق ثم ضرب أخرى وكبر فسمعت هدة لم أسمع مثلها قط «جاء الله بحمير أنصارا وأعوانا رواه الطبرانى من طريقين وأبو نعيم كما تقدم وروى وثيمة فى الرده عن ابن اسحق قال بينما حمير مجتمعة الى مقاولها إذ أقبل راكب من الازد يقال له اهود بن عياص فقال يا معشر حمير أنعى اليكم النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له ابن ذى أصبح جدعك الله وافد قوم كذبت ما مات قال بلا والذى بعثه بالحق فما جزعكم فو الله أنا أجزع : مكم ولو وجدت أرق معكم أحد او أغزر عيونا لنعيته اليهم فاخرجوه من بينهم وكان عابدا فقال اللهم انى انما نعيت لهم رسولك لئلا يفتتنوا بعده وليواسونى فى جزعى عليه فلما تواترت الركبان بموته بعد ذلك قال ابن ذى أصحيح المذكور
    جزع القلب أهود
    اذ نعى لى محمّدا

    ليتنى لم أكن رأيت
    أخا الازد أهودا

    اه اصابة
    فصل فيما جاء فى دوس
    عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال جاء الطفيل بن عمرو الدوسى الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال ان دوسا قد عصت وابت فادع الله عليهم فاستقبل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم القبلة ورفع يديه فقال الناس هلكت فقال «اللهم اهد دوسا وائت بهم اللهمّ اهد دوسا وائت بهم» أخرجه أحمد فى مسنده ج ثانى ص 243. قلت ورواه الشيخان عن أبى هريرة أيضا اه تيسر الاصول. وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أربعمائة من

    دوس فقال «مرحبا أحسن الناس وجوها وأطيبهم أفواها وأعظمهم أمانة» رواه الطبرانى فى الكبير والاوسط وفيه عمرو بن صالح الازدى وهو متروك اه مجمع عاشر
    فصل فيما جاء فى حضرموت
    أخرج العراقى فى محجة القرب باسناده الى عكراش الحضرمى قال بعثنى بنو مرة بن عبيد بصدقات أموالهم الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقدمت عليه المدينة فوجدته جالسا بين المهاجرين والانصار فاتيته بايل كانها عروق الارطاة فقال من الرجل فقلت عكراش بن ذئيب فقال أرفع فى النسب فقلت ابن حرقوص ابن جعدة بن عمر بن النزال بن مرة بن عبيد وهذه صدقات بنى مرة بن عبيد فتبسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ثمّ قال هذه ابل قومى هذه صدقات قومى فامر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ان توسم بميسم الصدقات وتضم اليها ثم اخذ بيدى فانطلق الى منزل أم سلمة رضى الله عنها زوج النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال «هل من طعام» فاتينا بجفة كثيرة الثريد الحديث هذا حديث غريب أخرجه الترمذى بتمامه وابن ماجه مختصرا. قال العراقى فى كتابه السابق وفى أثناء حديث صحيح عن عمرو ابن عبسة وحضرموت خير من بنى الحرث» رواه أحمد متصلا ومرسلا. قلت روى من طرق صحاح عند الحاكم والطحاوى والطبرانى وغيرهم وقد تقدم بتمامه ومن خرجه. وفى رواية عن معاذ بن جبل «وحضر موت خير من كندة» رواه أحمد وفى رشفة الصادى للسيد أبو بكر بن شهاب صحيفة 151 نقلا عن مرآة الشموس للسيّد عبد الرحمن مصطفى العيد روس قال أخرج الطبرانى فى الاوسط قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «حضرموت تنبت الاولياء كما تنبت الأرض البقل» وفى كتاب انساب العرب لسلمة بن مسلم العونى الصحارى باسناده الى ابن قلابة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «الامانة فى الازد وحضر موت فاستعينو بهم» اه منه ص 108
    فصل فيما جاء فى مذحج
    قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها اليمن ورأيت أكثر أهل اليمن مذحج» رواه الطبرانى فى الكبير والديلمى عن عائشة رضى الله عنها وجاء فى الحديث الطويل المرفوع أكثر القبائل فى الجنة مذحج وهو حديث صحيح تقدم تخريجه
    فصل فيما جاء فى جمع من القبائل
    لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ألا أخبركم بخير قبائل العرب السكون

    سكون كندة والأملوك أملوك ردمان» وفى رواية رمان «وفرق من الاشعريين وفرق من خولان» أخرجه البغوى عن أبى نجيح وأبو أحمد الحاكم. وعن أبى امامة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ان من خيار الناس الا ملوك أملوك حمير وسفيان والسكون والاشعريون» أخرجه الطبرانى فى الكبير اه من الكنز ج سادس. وعن رجل من قيس يقال له أبو يحى قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ألا أخبركم بخير قبائل العرب» قالوا بلى يا رسول الله قال «السكون سكون كندة والا ملوك أملوك رمّان والسكاسك وفرق من الاشعريين وفرق من همدان» أخرجه بسنده ابن عساكر فى تبيين كذب المفترى طبع الشام وعن عمرو بن عبسة رضى الله عنه قال صلّى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على السكون والسكاسك وعلى خولان العالية وعلى الاملوك أملوك ردمان رواه أحمد فى مسنده ج رابع ص 387 قلت رواه الطبرانى ورجاله ثقات الا عبد الرحمن بن يزيد فلم أجد فيه تعديلا ولا جرحا اه محجة القرب للعراقى ورواه أيضا أبو يعلى وابن عساكر عن الشعبى قال «همدان هامة اليمن وكندة فى اليمن كالشاهير فى الريحان» هذا حديث مقطوع بين الشعبى والنبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ورجال أسناده ثقات اه محجة القرب فى محبة العرب للحافظ العراقى وعن عمرو بن عبسة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعلى السكون السكاسك وأعلى خولان العاليه وأعلى الاملوك أملوك كوان كذا أخرجه الطبرانى فى مجامعه التلاثة اه تحفة الزمن وفى العقد الثمين فى اثبات وصاية أمير المؤمنين للحافظ الشوكانى نقلا عن المغازى لابن اسحاق قال لم يوص رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند موته الّا بثلاث لكلّ من الداريين والرهاويين والاشعريين بخادم ومائة وسق من خيبر الحديث قلت والرهاويون والاشعريون من اليمن
    الباب الخامس
    فيما لبسه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه رضى الله عنهم من منسوجات اليمن كانت اليمن مهيع الحضارة البشرية ومهد الصناعات العمرانية وقد بقى بيدهم شىء يسير مما كان عليه اسلافهم الى زمن البعتة المحمديه على صاحبها وآله أزكا الصلاة والسلام فكانت منسوجات اليمن هى السائدة فى أسواق الجزيرة العربية وغيرها وكانت كسوة الكعبة فى الجاهلية من عصائب اليمن وكساها النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من برود اليمن وكذلك أبو بكر وعمر وعثمان وعلى زمن خلافتهم رضى الله عنهم وكان لباسه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى الغالب من برود اليمن

    وبالاخص يوم الجمع ومواسم الاعياد وعند مقابلة الوفود وكذلك أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ففى تيسير الوصول لابن الديبع ج 4 أخرج أبو داود بسنده عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لما خرجت الحرورية أتيت عليا عليه‌السلام فقال ائت هؤلاء القوم فلبست أحسن ما يكون من حلل اليمن قال أبو زميل وكان ابن عباس رجلا جميلا جهيرا قال ابن عباس فاتيتهم فقالوا مرحبا بابك يا ابن عباس ما هذه الحلة قال ما تعييون على لقد رايت على رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحسن ما يكون من الحلل. قلت سكت عليه المنذرى وأخرجه الحاكم فى المستدرك وأبو نعيم فى الحلية وفيه فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه البمانية. وفى كنز العمال ج 5 عن جندب من مكيث بن جراد قال ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان إذا وفدت عليه الوفود لبس أحسن ثيابه وأمر أصحابه بذلك فرأيته وقد وفد عليه وفد كندة وعليه حلة يمانية وعلى أبى بكر وعمر مثلها رواه الواقدى وأبو نعيم. وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يلبس القلانسى اليمانية وهى البيض المضربة أخرجه الرويانى وابن عساكر اه وأخرج أحمد عن يعلى ابن أمية أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لما قدم مكة طاف بالبيت وهو مظطبع ببرد حضرمى اه نيل الاوطار ج 5 ص 110 وفى مسند أبى داود الطيالسى فى مسند اسامة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فى مرضه الّذى مات فيه أدخلوا على أصحابى فدخلوا عليه وهو متقنع ببرد معافرى الحديث. وأخرج البخارى فى صحيحه بكتاب اللباس عن أنس رضى الله عنه قال كنت أمشى مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليه برد نحرانى غليظ الحاشية الحديث «وعن أنس رضى الله عنه قال كان أحب الثياب الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يلبسها الحبرة : وعن أنس أنه سئل عن أحب الثياب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال الحبرة وعن عائشة رضى الله عنها أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين توفى سجى برد حبرة. وفى سبل الهدى للشامى ج 3 عن عروة بن الزبير ان ثوب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الّذى كان يخرج فيه للوفود ورداؤه حضرمى طوله أربعة أذرع وعرضه ذراعان وشبر فهو عند الخلفاء حتى خلق بطنووه بثوب يلبسونه يوم الاضحى والفطر رواه ابن سعد. وأخرج أحمد عن ابن عباس رضى الله عنهما قال لقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يصلى من الليل فى برد حضرمى متوشحه ما عليه غيره اه ج 1 ص 26 .. وفى دلائل النبوة لأبى نعيم من حديث إجماع قريش على قتل رسول

    الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال لعلى كرم الله وجهه حين خرج من بيته ليلا مهاجرا الى حيث أمره الله تعالى (نم على فراشى وتسج ببردى هذا الاخضر الحضرمى فانه لا يخلص اليك شىء تكرهه) الحديث. ومن دعائه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما فى سنن أبى داود «الحمد لله الذى أطعمنا الخمير وألبسنا الحبير». وعن عامر المزنى عند أبى داود باسناد فيه اختلاف قال «رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنى وهو يخطب على بغلة وعليه برد أحمر وعلى عليه‌السلام أمامه يعبر عنه قال فى البدر المنير واسناده حسن اه نيل الاوطار كتاب اللباس قال الحافظ فى الفتح قال الجوهرى الحبرة بوزن عنبه برديمانى وقال الهروى موشية مخططة .. وقال الداودى لونها أخضر لانها لباس أهل الجنة .. وقال بن بطال هى من برود اليمن تصنع من قطن وكانت أشرف الثياب عندهم .. وقال القرطبى سميت حبرة لانها تجبراى تزين والتحبير التزيين اه
    وفى الاصابة فى ترجمة حازم بن حرام الجذامى انه قال ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كسانى عمامة عدنية رواه الباورى والدولابى والعقيلى اه
    وعن الحسن بن على عليهما‌السلام أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه أراد أن ينهى عن متعة الحج فقال له أبى ليس ذلك لك قد تمتعنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأضرب عمر وأراد ان ينهى عن حلل الحبرة لأنّها تصبغ بالبول فقال له أبى ليس ذلك لك قد لبسهن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولبسنا هذا فى عهده رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح الا أن الحسن لم يسمع من عمر اه من مجمع الزوائد ج 5
    وعن انس أن مالك ذى يزن اهدى الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حلة قومت بعشرين بعيرا فلبسها ثم كساها عمر رضى الله عنه ثم قال اياك ان تخدع عنها وفيه عماره بن زادان وثق كما فى الميزان للذهبى
    «فصل فى تكفينه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ثياب السحول»
    عن عائشة رضى الله عنها قالت كفن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى ثلاثة أثواب بيض سحولية يمانيه ليس فيها قميص ولا عمامة ادرج فيها ادراجا رواه الجماعة اه نيل الاوطار ج 5 قلت الجماعة أصحاب الكتب السته والإمام أحمد وقد وود فى السنة استحباب اتخاذ الكفن من برود اليمن ففر نيل الاوطار بباب اللباس ثبت عند أبى داود قال الحافظ باسناد حسن من حديث جابر مرفوعا إذا توفى أحدكم فوجد شيئا فليكفن فى ثوب حبرة اه

    وقد استحبت الحنفيه ان يكون فى الاثواب التى يكفن فيها ثوب حبرة أفاده الشوكانى فى باب الكفن والسحول مخلاف باليمن مشهور عندهم بسحول ابن ناجى ولعل هذا الباب وحده أكبر حاث وأبلغ واعظ وأعظم مشجع اليوم لابناء اليمن الميمون أبناء إسماعيل وقحطان ونعنى منهم بصورة خاصة اصحاب الاموال والوجاهة ذو والهمم العليه والغيرة الوطنية والنفوس الحية المتشبعة بروح الايمان والاخلاص لترقية الوطن العزيز ان يكونوا منهم الشركات الوطنية لترقية المنسوجات والصناعات والمزروعات وتصدير منسوجات بلادهم وخيرات ارضهم الغنية بتربتها الخصبة الى اسواق العالم واظهارهم فى معترك الحياة بين الامم بمظهر الند للند مستغنين بمنتوجات ارضهم عن استيراد غيرها ليعيدوا لوطنهم حضارته التاريخيه مع ما لهم من العزة والتمسك بالدين ومنهم الّذى قد تغرب عن وطنه ورأى المخترعات البخارية المسهلة للغزل والنسيج ورفع المياه الكثيرة وحلج الاقطان وغير ذلك من مرافق الحياة وتسهيل اسباب المعائش والصنائع ونال بجده ومثابرته على الاتجار سعة من المال أمثال اخواننا الحضارمة يمكنهم من تاسيس ما ذكر فى وطنهم الآمن المفتقر لابنائه البررة أصحاب الاموال فما نهضت الشعوب وترقت فى الصنائع والمخترعات الا بالمخلصين من أبنائها فقد صارت اليمن بحمد الله بيد حكومته الوطنية الهاشمية وراية العدل والامان ترفرف على ربوعه تحت ظل قانون الشريعة الآهية فى سهوله وجباله بهمة صاحب المقامات المشهورة والمواقف المحمودة مولانا أمير المؤمنين يحى وأنجاله الصالحين علماء الدين وحماته المتقين حرسهم الله من كل سوء آمين فاالله الله اخوانى فى وطنكم فان محبته من الايمان وهو أصلح لكم ولابنائكم فى دينهم ودنياهم من البقاء فى الغربة فقد بان لكم واتضح ما حل بالدين الاسلامى من أعدائه حتى من أبنائه ولقد رأينا الكثير من أبنائكم المولدين خارج وطنكم انهمكوا فى الملذات الدنيوية غير ملتفتين لمعرفة دينهم واقامة شعائره مع ضياع لغتهم العربية لغة القرآن الكريم والاستصبح العلاقات الدينية مقطوعة بينكم وبين أبنائكم فى المستقبل لان البيئة تحول بينكم وبين تربيتهم التربية الدينية هذه كلمتى أوجهها باخلاص لبنى وطنى أهل المقدرة والنجابة والقدم الراسخ فى الدين الصادق عليهم قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «الايمان يمان والحكمة يمانية» بمناسبة ما جاء فى هذا الباب من الاحاديث الدالة على قدم حضارة اليمن فى الصناعات وسائر مرافق ألحياة وقال الله تعالى (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (تَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى)

    الباب السادس
    فى مناقب بعض التابعين من أهل اليمن
    اويس بن عامر المرادى وأبو مسلم الخولانى ونقثصر عليهما لان الابناء مرتبطة بالآباء فى العمل الصالح واتباع الحق الواضح قائمين بواجب ما يطلبه الشارع محافظين على دينهم القويم ووطنهم الحصين من طمع الطامعين ودسائس المستعمرين يقظين غير نائمين بزعامة ائمتهم القائمين فى كل عصر بحفظ الشريعة والدين مستعينين بالله وحده لا رب غيره المتكفل بنصر من نصره روى الامام أحمد فى الزهد ومسلم فى صحيحه والحاكم فى المستدرك وابن سعد فى طبقاته عن عمر رضى الله عنه. أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «ياتى عليكم أويس بن عامر مع امداد أهل اليمن من مراد ثم من قرن كان به برص فبرى منه الا موضع درهم له والدة هو بها بر لو أقسم على الله لا بره فان استطعت أن يستغفر لك فافعل» وروى ابن عدى وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «سيكون فى أمتى رجل يقال له أويس ابن عبد الله القرنى وان شفاعته فى أمتى مثل ربيعة ومضر» وفى لفظ «مسلم ان خير التابعين رجل يقال له أويس وله والدة وكان به بياض فمروه فليستغفر لكم». وفى لفظ له «أن رجلا ياتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا الله فاذهبه عنه الا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم» وروى أبو يعلى والبيهقى من وجه آخر عن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «انه سيكون فى التابعين رجل من قرن يقال له أويس بن عامر يخرج به وضح فيدعو الله أن يذهبه عنه فيقول اللهم دع لى فى جسدى ما أذكر به نعمتك على فيدع له منه ما يذكر به نعمته عليه فمن أدركه منكم فاستطاع أن يستغفر له فليفعل». وروى ابن سعد والحاكم من طريق أسير بن جابر عن عمر رضى الله عنة أنه قال لاويس القرنى استغفر لى قال كيف استغفر لك وأنت صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال سمعت رسول الله يقول (أن خيرا التابعين رجل يقال له أويس القرنى) وروى الحاكم عن على عليه‌السلام والبيهقى وأبى عساكر عن رجل أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (من خير التابعين أويس القرنى) وروى مسلم عن عمر رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «خير التابعين رجل من قرن يقال له أويس القرنى

    له والده وكان به بياض فدعا الله فاذهبه عنه الا موضع الدرهم من سرته» قلت لم أجد فى نسخ مسلم المطبوعة لفظة من سرته لعلها سقطت وروى ابن أبى شيبة عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «سيقدم عليكم رجل يقال له أويس كان به بياض فدعا الله فاذهبه عنه فمن لقيه منكم فليستغفر لكم وروى ابن سعد والحاكم فى المستدرك واحمد بسند جيد عن عبد الرّحمن بن أبى ليلى قال نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس قالوا نعم قال انى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «إن من خير التابعين أويس القرنى» ثم ضرب دابته فدخل فى أصحاب على عليه‌السلام وروى الرويانى فى مسنده وغيره بسند لا بأس به من طريق نوفل بن عبد الله عن الضحاك عن أبى هريرة فذكر حديثا فى وصف الاتقياء الاصفياء قال فقلنا يا رسول الله كيف لنا برجل منهم قال ذاك أويس وساق الحديث وأخرج احمد فى الزهد عن عبد الرحمن بن مهدى عن عبد الله بن أشعت ابن سوار عن محارب بن دمار يرفعه أن من أمتى من لا يستطيع أن يأتى مسجده أو مصلاه من العرى يجزئه ايمانه أن يسأل الناس منهم أويس القرنى وفرات بن حيان
    فصل فى استشهاده رضى الله عنه بصفين مع على عليه‌السلام
    روى الحاكم فى المستدرك من طريق يحيى بن معين عن أبى عبيدة الحداد أبو مكيس قال رأيت امرأة فى مسجد اويس القرنى قالت كان يجتمع هو وأصحاب له فى مسجده هذا يصلون ويقرؤن القرآن حتى غزوا فاستشهد أويس وجماعة من أصحابه فى الرجالة بين يدى على عليه‌السلام ومن طريق الاصبع بن نباته قال شهدت عليا كرم الله وجهه يوم صفين يقول من يبايعنى على الموت فبايعه تسعة وتسعون رجلا فقال أين التمام فجاء رجل عليه أطمار صوف محلوق الرأس فبايعه فقيل هذا أويس القرنى فما زال يحارب حتى قتل ومن أثناء حديث فى المستدرك أن أويسا كان يقول اللهم ارزقنى شهادة توجب لى الحياة والرزق قال أسير فلم يلبث حتى ضرب على كرم الله وجهه على الناس بعثا فخرج صاحب القطيفة أويس وخرجنا معه حتى نزلنا بحضرة العدو قال ابن المبارك فحدثنى حماد بن سلمة عن الجريرى بن نضرة عن أسير. قال فنادى على عليه‌السلام يا خيل الله أركبى وأبشرى فصف الناس لهم فانتضى أويس سيفه حتى كسر جفنه فالقاه ثم جعل يقول ايها الناس تموا تموا ليتمن وجوه ثم لا ينصرف حتى يرى الجنة فجعل يقول ذلك ويمشى اذ جاءته رمية فاصابت فؤاده فترى مكانه كانما مات منذ زمن وهو صحيح السند. وعن سعيد بن المسيب قال نادى عمر رضى الله عنه بمنى على المنبر يا أهل قرن فقال شيخ

    أفيكم من اسمه أويس فقال شيخ يا امير المؤمنين ذاك مجنون يسكن القفار والرمال قال ذاك الّذى أعنيه اذا عدتم فاطلبوه وبلغوه سلامى وسلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعادوا الى قرن فوجدوه فى الرمال فابلغوه سلام عمر وسلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال عرفنى عمر وشهر اسمى ثم هام على وجهه فلم يوقف له بعد ذلك على أثر دهرا ثم عاد فى أيام على عليه‌السلام فقاتل بين يديه فاستشهد بصفين فنظر فاذا عليه نيف وأربعون جراحة وروى سنان بن هارون عن حمزة الزيات قال حدثنى بشر سمعت زيد بن على يقول قتل أويس يوم صفين وقال أيضا ولو لا أن البخارى ذكر أويسا فى الضعفاء لما ذكرته أصلا فانه من أولياء الله الصادقين وما روى الرجل شيافيضعف أو يوثق اه بحروفه من الميزان للذهبى
    فصل فيما جاء فى شبيه خليل الرحمن عبد الله بن ذؤيب الخوالانى
    قيل أنه أول من أسلم من أهل اليمن وسماه النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبد الله كما فى الاصابة وغيرها. روى ابن عساكر من طريق اسماعيل بن عباس عن شرحبيل ابن مسلم الخولانى. وابن وهب عن ابن لهيعة. والحافظ أبى طاهر السلفى عن شر حبيل بن مسلم الخولانى أن الاسود بن قيس العنسى الكذاب لما ادعى النبوة باليمن بعث الى أبى مسلم الخولانى فلما جاءه قال أتشهد أنى رسول الله قال ما أسمع فال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فردد ذلك عليه فامر بنار عظيمة فاججت فالقى فيها أبو مسلم فلم تضره فقيل للاسود أنفه عنك والا أفسد عليك من اتبعك فامره بالرحيل فانى ابو مسلم المدينة وقد توفى رسول الله عليه وآله وسلّم واستخلف أبو بكر رضى الله عنه فاناخ ابو مسلم راحلته بباب المسجد فقام يصلى الى سارية فبصر به عمر رضى الله عنه فقام اليه فقال ممن الرجل فقال من أهل اليمن قال فلعلك الذى حرقه الكذاب بالنار قال ذلك عبد الله بن ثوب قال نشدتك الله انت هو قال اللهم نعم فاعتنقه ثم بكى ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبى بكر فقال الحمد لله الذى لم يمتنى حتى أرانى فى امة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فعل به كما فعل بابراهيم صلى‌الله‌عليه‌وسلم خليل الرحمن وفى ذلك يقول صاحب عمود النسب
    خولان معشر ذؤيب بن كليب
    القاه فى النار وما حرت ذؤيب

    عبهلة العنسى ذو الخمار
    فكان كالخليل للمختار

    فال النووى فى بستان العارفين قلت هذه من أجل الكرامات وأنفس الاحوال الباهرات وأخرج ابن لهيعة أن الاسود العنسى لما ادعى النبوه وغلب على صنعاء أخذ ذؤئب بن كليب

    فألقاه فى النار لتصديقه بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم تضره النّار فذكر ذلك النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأصحابه قبل وفاته فقال عمر الحمد لله الذى جعل فى أمتنا مثل إبراهيم وأخرج ابن عساكر من طريق أبى بشر جعفر بن أبى وحشية ان رجلا من خوالان أسلم فاراده قوم الأسود العنسى على الكفر فأبى فالقوه فى النار فلم يحترق منه الا أمكنة لم يكن فيما مضى يصيها الوضوء فقدم على أبى بكر رضى الله عنه فقال له استغفر لى قال أنت أحق قال أبو بكر انك القبيت فى النار فلم تحترق فاستغفر له ثم خرج الى الشام فكانوا يشبهونه بإبراهيم عليه الصلاة والسلام وروى البيهقى بسند صحيح عن سليمان بن المعيزة وابن عساكر عن حميد ابن هلال العدوى وأبو داود فى سننه روايه الاعرابى عن محمد بن زياد وأبو داود وأحمد فى كتاب الزهد عن حميد قالوا ان أبا مسلم الخولانى جاء الى دجلة وهى ترمى الخشب من مدها فقال أجيزوا بسم الله ومر بين أيديهم وفى لفظ أنه وقف على دجلة فحمد الله وأثنى عليه وذكر آلاءه ونعمه ثم قال اللهم أجزت بنى إسرائيل البحر وإنا عبادك وفى سبيلك فأجزنا هذا النهر اليوم تم قال اعبروا بسم الله ومر بين أيديهم فلم يبلغ الماء بطون الخيل حتى عبر الناس كلهم ثم وقف فقال يا معشر المسلمين هل ذهب لاحد منكم شىء فادعو الله تعالى برده وفى لفظ التفت الى أصحابه وقال هل تفقدون من متاعكم شيئا فندعو الله وكان رجل قد القى مخلاته عمدا فقال الرجل مخلاتى وقعت فى النهر فقال له اتبعنى فاذ المخلاة قد تعلقت ببعض اعواد النهر فقال خذها وباسناد الإمام أحمد أيضا أن أبا مسلم كان بأرض الروم فبعث الوالى سرية ووقت لهم وقتا فابطاوا عن الوقت فاهتم أبو مسلم بابطائهم فبينما هو يتوضأ على شط نهر وهو يحدث نفسه فى أمرهم إذ وقع غراب على شجرة مقابلة فقال يا أبا مسلم اهتممت بأمر السرية فقال أجل فقال لا تهتم فانهم غنموا وسيردون عليكم يوم كذا فى وقت كذا فقال له أبو مسلم من أنت يرحمك الله فقال أنا مفرح قلوب المؤمنين فجاء القوم فى الوقت الذى ذكر على ما ذكر. وباسناد أحمد أن أبا مسلم كان جالسا مع أصحابه فى أرض الروم يحدثهم فقالوا يا أبا مسلم قد اشتهينا اللحم فلو دعوت الله تعالى يرزقنا فقال اللهم قد سمعت قولهم وأنت على ما سألوا قادر فما كان الا أن سمعوا صياح العسكر فإذا بظبى قد أقبل حتى مر بأصحاب أبى مسلم فوثبوا اليه فاخذوه. وباسناد النووى الى عطاء عن أبيه قال قالت امرأة أبى مسلم يعنى الخولانى يا أبا مسلم ليس لنا دقيق قال عندك شىء قالت درهم بعنابه غزلا قال أبغينيه أى أعطينيه وهاتى الجراب فدخل السوق فوقف على رجل يبيع الطعام

    فوقف عليه سائل وقال ايابا مسلم تصدق على فهرب منه وأتى حانوتا اخر فتبعه السائل فقال تصدق علينا فلما أضجره أعطاه الدرهم ثم عمد الى الجراب فملاءه من نحاتة النجارين مع التراب ثم أقبل الى باب منزله فنقر الباب وقلبه مرعوب من أهله فلما فتحت الباب رمى بالجراب وذهب فلما فتحته إذا هو بدقيق حوارى فعجنت وخبرت فلما ذهب من الليل الهوى جآء أبو مسلم فنقر الباب فلما دخل وضعت بين يديه خوانا وارغفة حوارى فقال من أين لكم هذا فقالت يا أبا مسلم من الدقيق الذى جئت به فجعل يأكل ويبكى قال النووى قلت ما انفس هذه الحكاية واكثر فوائدها اه وباسناد أبى نعيم الى محمد ابن زياد عن أبى مسلم الخولانى ان امرأته خبثت فدعا عليها فذهب بصرها فاتته فقالت يا أبا مسلم قد كنت فعلت وفعلت ولا أعود لمثلها فقال اللهم ان كانت صادقة فاردد عليها بصرها قال فابصرت اه من الجزء الثالث من سيرة الشامى وبستان العارفين للنووى والجزء الثانى من الحلية لابن نعيم والجزء 2 من الخصائص للسيوطى دخل أبو مسلم على معاوية فقال السلام عليك أيها الاجير فقالوا قل السلام عليك أيها الأمير فقال السلام عليك أيها الاجير فقالوا قل السلام عليك أيها الأمير فقال السلام عليك أيها الأجير فقال لهم معاوية دعوا أبا مسلم فانه أعلم بما يقول فقال أبو مسلم انما أنت أجير استأجرك رب هذه الغنم لرعايتها فان أنت هنأت جرباها وداويت مرضاها وحبست أولاها على أخراها وقال سيدها وان أنت لم تهنأ جرباها ولم تداو مرضاها ولم تحبس أولاها على أخرها عاقبك سيدها
    فصل فيما ذكر الأنبياء المدفونين باليمن
    المشهور منهم نبى الله ورسوله الى قوم عاد هود عليه الصلاة والسلام قبره فى حضرموت فى الكثب الأحمر كما فى تحفة الزمن وله شهرة عظيمة عند أهل حضرموت يتوارثها الأبناء عن الآباء ويعملون له زيارة كبيرة فى كل سنة تشترك فيها جميع قبائل حضر موت وبعض قبائل الشمال مع ما بينهم من الحروبات الدائمة والغارات المستمرة والأحقاد المتأصلة فينبذونها من قلوبهم كان لم تكن مدة ايام الزيارة وحتى ترجع كل قبيلة الى مربعها وتعدى حدود بلادها احتراما لهذا النبى الكريم وقيل أن فى حضور اثنا عشر نبيا مدفونين وفى تحفه الزمن للحافظ ابن الديبع قال ومنهم شعيب المرسل لا أهل حضور كصبور وهو جبل غربى صنعاء وبه قبره وبيته معروف ومشهور وهو غير نبي الله شعيب المرسل لأهل مدين والله أعلم وعن أبى الطفيل عامر بن وائلة قال سمعت على بن أبى طالب يقول لرجل من حضر موت أرأيت كثيبا أحمر بخالطه مدرة حمراء وسدر

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 6:02 am

    كثير بناحية كذا وكذا من حضرموت هل رأيته قال يا أمير المؤمنين انك لتنعته نعت رجل قد رآه قال لا ولكن حدثت عنه قال الحضرمى ما شأنه يا أمير المؤمنين قال فيه قبر هود أخرجه الحاكم فى المستدرك وسكت عليه وكذا الذهبى وفى الكنز ج 6 ص 310 عن أصبغ بن نباته قال أقبل رجل من حضرموت فاسلم على يدى على فقال له على أتعرف الاحقاف فقال له الرجل كأنك تسأل عن قبر هود قال نعم قال خرجت وأنا فى عنفوان شبيبتى فى غلمة من الحى ونحن نريد أن نأتى قبره لبعد صوته (كذا) فينا وكثرة من يذكره منافسرنا فى بلاد الاحقاف أياما ومعنا رجل قد عرف الموضع فانتهينا الى كثيب أحمر فيه كهوف كثيرة فمضى بنا الرجل الى كهف منها فدخلنا فامعنا فيه طويلا فانتهينا الى حجرين قد أحدهما دون الاخر وفيه خلل يدخل فيه الرجل النحيف فدخلته فرأيت رجلا على سرير شديد الادمة طويل الوجه كث اللحية قد يبس على سريره فاذا مسست شيئا من جسده أصبته صليبا لم يتغير ورأيت عند رأسه كتابا بالعربية أنا هود الذى أسفت على عاد بكفرها وما كان لامر الله من مرد فقال لنا على كذلك سمعت من أبى القاسم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رواه ابن عساكر
    الباب السابع
    فى كتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى عظماء أهل اليمن
    يدعوهم الى الاسلام
    مقدما كتاب رسول الله الى كسرى لعلاقته باسلام باذان نائبه بصنعاء وهذا نصه (بسم الله الرّحمن الرّحيم من محمد رسول الله الى كسرى عظيم فارس سلام على من اتبع الهدى وآمن بالله ورسوله وشهد ان لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وانى أدعوك بدعاء الله وانى رسول الله الى الناس كافة لانذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين فاسلم تسلم وان توليت فان اثم المجوس عليك) فلما قرأه شقه وقال يكتب الى بهذا ويقدم اسمه على اسمى ثم كتب الى باذان باليمن أن ابعث الى هذا الرجل الذى بالحجاز رجلين من عندك جلدين فليأتيانى به فبعث باذان رجلا اسمه نابوه وكان كاتبا حاسبا ورجلا آخر من الفرس يقال له خر خسرو وكتب معهما كتابا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأمره أن يذهب معهما الى كسرى وقال لنابوه أن يفحص حقبقة

    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويأتيه بها فخرجا فلما بلغا الطائف وكان فيه حينئذ جمع من أشراف قريش مثل أبى سفيان وصفوان بن امية وغيرهما فسألا عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقالوا إنه بيثرب فلما سمع أبو سفيان بن حرب وصفوان بن أمية بمضمون كتاب باذان وغرض الرجلين فرحا وقالا للجمع ابشروا فقد نصب له كسرى ملك الملوك كفيتم الرجل فخرجا نابوه وخرخسرو من الطائف الى المدينة فقدما على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد حلقا لحالهما وشواربهما فكره النظر اليهما وقال (ويلكما من أمركما بهذا) قالا ربنا يعنون كسرى فقال (ولكن ربى أمرنى أن أعفى لحيتى وأقص شاربى) فاعلماه بما قد قدما له وقالا ان فعلت كتب باذان فيك الى كسرى وأن ابيت فهو يهلكك وقومك فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ارجعا وتأتيانى غدا» واتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الخبر من السماء أن الله سبحانه وتعالى قد سلط على كسرى ابنه شيرويه فقتله فى شهر كذا وكذا بعدما مضى من الليل كذا ساعة فلما اتيا الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الغد قال لهما (إن ربى قد قتل الليلة ربكما بعد ما مضى من الليل سبع ساعات سلط عليه ابنه شيرويه حتى بقربطنه)
    وكانت ليلة الثلاثاء العاشر من جمادى الاولى من السنة السابعة من الهجرة وقال لهما (إن دينى وسلطانى سيبلغ ملك كسرى وينتهى منتهى الخف والحافر) وأمرهما أن يقولا لباذان انك إن أسلمت أعطيتك ما تحت يدك وملكتك على قومك من الابناء ثمّ أعطى خرخسرو منطقة محلاة بالذهب والفضة كان اهداها له بعض الملوك فخرجا من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانطلقا حتّى قدما صنعاء على باذان واخبراه الخبر فقال والله ما هذا بكلام ملك وانى لأرى الرجل نبيا كما يقول ولننظرن؟؟؟ ما قد قال فلئن كان حقا فلا يسبقنى أحد من الملوك فى الايمان به وان لم يكن فسنرى فبه رأينا
    فلم يلبث باذان الا يسيرا حتى قدم عليه كتاب شيرويه بخبره فيه أنه قتل كسرى غضبا لفارس لانه قتل أشرافهم وفرت من حوله وقال له اذا جاءك كتابى هذا فخذ لى الطاعه ممن قبلك وانظر الرجل الذى كان كسرى كتب اليك فيه فلا تهيجه حتى يأتيك أمرى فيه فلما انتهى كتاب شيرويه الى باذان قال إن هذا الرجل لرسول الله حقا فاسلم وأسلمت الابناء من فارس من كان منهم باليمن فبعث باسلامه واسلام من كان معه الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورضى عنهم وأقره عليهم.

    وكتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى الحرث ومسروح ونعيم بن عبد كلال من اقيال حمير
    (سلم أنتم ما آمنتم بالله ورسوله وأن الله وحده لا شريك له بعث موسى بآياته وخلق عيسى بكماته قالت اليهود عزيز بن الله وقالت النصارى الله ثالث ثلاثة عيسى بن الله) : وبعث الكتاب مع عياش بن أبى ربيعة المخزومى وقال (اذا جئت أرضهم فلا تدخلن ليلا حتى تصبح ثم تتطهر فاحسن طهورك وصل ركعتين وسل الله النجاح والقبول واستعذ بالله وخذ الكتاب بيمينك وادفعه بيمينك فى ايمانهم فانهم قابلون وأقرأ عليهم) (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ) (فاذا فرغت منها فقل امن محمد وانا أول المؤمنين فلن تاتيك حجة الا دحضت ولا كتاب الاذهب نوره وهم قارئون عليك فاذا رطنوا فقل ترجموا وقل حسبى آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير فاذا أسلموا فسلهم قضبهم الثلاثة التى اذا حضروا بها سجدوا وهى من الاثل قضيب ملمع ببياض وصفرة وقضيب ذو عجر كأنه خيزران والاسود اليهم فانه من ساسم ثم أخرجها فحرقها بسوقهم) قال عياش فخرجت وفعلت ما أمرنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى اذا دخلت فاذا الناس لبسوا زينتهم قال فمررت لانظر اليهم حتى انتهيت الى ستور عظام على أبواب دور ثلاثة فكشفت ودخلت الباب الاوسط فانتهيت الى قوم فى قاعة الدار
    فقلت أنا رسول رسول الله وفعلت ما أمرنى فقبلوا وكان كما قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اه
    وكتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى أقيال حضرموت وعظمائهم زرعة وفهد والبس والبحيرى وعبد كلال وربيعة وحجر قال شاعر بعض أقيالهم يمدح زرعة
    ألا ان خير الناس بعد محمد
    لزرعة ان كان البحيرى أسلما

    وقال يمدح فهد وعبد كلال
    ألا ان خير الناس كلهم فهد
    وعبد كلال خير سائرهم بعد

    وفهد المذكور هو القائل فيه عمرو بن معديكرب الزبيدى
    ألا عتبت على اليوم أروى
    لأيتمها كما زعمت بفهد

    وما الاحلاف ما يعنى اليه
    ولا وأبيك لا آتيه وحدى



    اه وهو من ملوك حمير كما فى الاصابة بباب الفاء فى القسم الثالث وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى بنى معاوية من كندة بمثل ذلك وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى بنى عمرو من حمير يدعوهم الى الاسلام وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمعدى كرب بن ابرهة أن له ما أسلم عليه من أرض خولان وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لخالد بن ضماد الازدى أن له ما أسلم عليه من أرضه على أن يؤمن بالله تعالى لا شريك له ويشهد أن محمدا عبده ورسوله وعلى أن يقيم الصّلاة ويؤتى الزكاة ويصوم شهر رمضان ويحج البيت ولا يؤوى محدثا ولا يرتاب وعلى أن ينصح لله ولرسوله وعلى أن يحب أحباء الله ويبغض أعداء الله وعلى سيدنا ومولانا محمدا النبى الأمى أن يمنعه مما يمنع منه نفسه وماله وأهله وان لخالد الأزدى ذمة الله وذمة محمد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إن وفى بهذا وكتب أبى بن كعب
    وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا لجنادة الازدى وقومه ومن تبعه ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطاعوا الله ورسوله وأعطوا من الغنائم خمس الله وسهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفارقوا المشركين فان لهم ذمة الله وذمة محمد ابن عبد الله وكتب أبى بن كعب وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى ظبيان الازدى الغامدى يدعوه ويدعو قومه الى الاسلام فاجابه فى نفر من قومه بمكة منهم مخنف وعبد الله وزهير بنو سليم وعبد شمس بن عفيف ابن زهير هؤلاء بمكة وقدم عليه بالمدينة الحجن ابن المرقع وجندب بن زهير وجندب بن كعب ثم قدم بعد مع الاربعين الحكم بن مغفل فاتاه بمكّة أربعون رجلا وكتب النّبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم لابى ظبيان كتابا وكانت له صحبة وأدرك عمر بن الخطاب رضى الله عنهما
    «فصل فى كتبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى بعض أهل اليمن بعد اسلامهم»
    كتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى زرعة بن سيف بن ذى يزن بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد من محمد النبى الى زرعة ذى يزن «اذا أتاكم رسلى فآمركم بهم خيرا معاذ بن جبل وابن رواحة ومالك ابن عبادة وعقبه بن دينار أخرجه بن مندة وابن عساكر وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لربيعة بن ذى مرحب الحضرمى وأخوته وأعمامه ان لهم أموالهم ونخلهم ورقيقهم وآبارهم وشجرهم ومياههم وسواقيهم ونبتهم وشراجعهم بحضر موت وكل مال لآل ذى مرحب وان كل رهن بأرضهم بحسب ثمره وسدره وقصبه من رهنه الذى هو فيه وان كل ما كان فى ثمارهم من خير فانّه لا يسأله أحد عنه وان الله ورسوله برآء وأن نصر آل ذى مرجب على جماعة المسلمين وأن أرضهم بريئة من الجور وأن أمولهم وأنفسهم وزافر حائط

    الملك الّذى كان يسيل الى آل قيس «كذا» وأن الله ورسوله جار على ذلك وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمهر وهو (من محمد رسول الله لمهر بن الابيض على من آمن من مهرة أنهم لا يؤكلون رولا يغار عليهم ولا يعركون وعليهم أقامة شعائر الاسلام من بدل فقد حارب الله ومن آمن به فله ذمة الله وذمة رسول الله اللقطة مؤداة والسارحة منداة النقث السيئة والرفث الفسوق وكتب محمد بن مسلمة الانصارى وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لخثعم هذا كتاب من محمد رسول الله لخثعم من حاضر بيشة وباديتها أن كل دم أصبتموه فى الجاهليه فهو عنكم موضوع ومن أسلم منكم طوعا أو كرها فى يده حرث من خيار أو عزاز (1) تسقيه السما أو يرويه الرشاء فزكاة عمارة فى غير أزمة ولا حظمة فله نشرة وأكلة وعليهم فى كل سيح العشر» شهد ابن جرير عبد الله ومن حضر (وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبارق الازدى هذا كتاب من محمّد رسول الله البارق أن لا تجذ ثمارهم وأن لا ترعى بلادهم فى عرك أو جدب فله ضيافة ثلاثة أيام فاذا أينعت ثمارهم فلا بن السبيل اللقاط بوسع بطنه من غير أن يعتم شهد أبو عبيدة بن الجراح وحديفة بن اليمان وكتب أبى بن كعب) الجدب أن لا يكون مرعى والعرك أن تخلى ابلك فى الحمض خاصة فتأكل منه حاجتها ويعتتم أى يحمل اه من الأصل) (وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لوائل بن حجر لما أراد السخوص الى بلاده قال يا رسول الله اكتب لى الى قومى كتابا) (فكتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا فيه بسم الله الرّحمن الرّحيم من محمد رسول الله الى الاقيال العباهلة والارواع المشابيب فى التبعة شاة لا مقورة الالياط ولا ضناك وانطوا النبجة فى السيوب الخمس ومن زنى مم بكر فاصقعوه مائة واستوفضوه عاما ومن زنى مم نيب فضرجوه مم أضاميم ولا توصيم فى الدين ولا غمة فى فرائض الله تعالى وكل مسكر حرام ووائل بن حجر يترفل على إم أقيال)
    (فصل فى تفسير الفاظه صلى‌الله‌عليه‌وسلم)
    الاقيال الرؤساء دون الملوك والعباهلة الذين أقروا على ملكهم لا يزالون من عبهلة الابل اذا تركتها ترعى متى شاءت والارواع جمع رائع أى ذوو الهيآت الحسنة والمشابيب بفتح الميم والشين المعجمة وباءين موحدتين بينهما مثناة تحتية ساكنة السادة الرؤسا الحسان الوجوه والتيعة بكسر المثناة الفوقية وسكون التحتية وبالعين المهملة أربعون من الغنم وفى القاموس أدنى ما تجب فيه الصدقة من الحيوان أى غير البقر وقوله ولا مقورة الالياط بضم الميم وفتح القاف وشد الواو وسكون اللام
    __________________
    (1) العزاز ما صلب من الارض واشتد وخشن وانما يكون فى أطرافها اه نهاية

    وبعدها تحتية فالف آخره طاء مهملة أى لا مسترخية الجلود لكونها هزيلة والياط جمع ليط بكسر اللام وهو فتر العود فاسنعير للجلد من لاطه يلوطه اذا ألصقه وقيل المقورة المفطوعة والمعنى الناقصة وقوله ولا ضناك بكسر المعجمة وتخفيف النون ضد ما قبلها وهى الكنيرة اللحم السمينة فلا تؤخذ لحودتها وقوله وأنطوا بقطع الهمزة بعدها نون أى اعطوا بلغة اليمن أو بنى سعد وقرىء شاذا (انا أنطيناك الكوثر) وفى الدعاء لا مانع لما أنطيت والنبجة بمثلثة فموحدة فجيم مفتوحات وقد تكسر الموحدة أى أعطوا الوسط فى الصدقة لا من خيار المال ولا من دنيه وفى السيوب بضم المهملة والمثناة التحنية وواو أخره موحدة جمع سيب وهو الركاز أو المعدن ومن زنى مم بكر بكسر الراء بلا تنوين لان الاصل من البكر لكن بعض أهل اليمن يبدلون لام التعريف ميما الخ فاصقعوه بهمزة وصل واسكان الصاد المهملة وفتح القاف وضم العين المهملة أى اضربوه وأصله الضرب على الرأس وقيل الضرب ببطن الكف ويروى فاصفعوه بالفاء بدل القاف يقال صفعت فلانا اصفعه اذا ضربت قفاه واستوفضوه بهمزة وصل وكسر الفاء وضم الضاد المعجمة ثم واو ساكنة فضمير النصب أى غربوه وانفوه وقوله فضرجوه بالضاد المفتوحة وشد الراء المكسورة وبالجيم الضمومة من التضريج وهو التدمية أى ارجموه حتى يسيل دمه ويموت وقوله مم أضاميم بفتح الهمزة والضاد المعجمة وميمين أولاهما مكسورة بينهما تحتية ساكنة أو بالحجارة وقوله ولا توصيم فى الدين بصاد مهملة مكسوره تفعيل من الوصم وهو العيب والعار أى لا عار فى اقامة الحدود أى لا تحابوا فيها أحدا وهذا بمعنى قوله تعالى (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ) وقوله ولا غمة فى فرائض الله بضم الغين المعجة وشد الميم أى لا تستر ولا تخفى بل يظهر ويجهر بها زجرا واقامة لشعائر الدين وقوله يترفل بشد الماء المفتوحة أى يتسود ويترأس استعارة من ترفيل الثوب وهو اسباغه أى تطويله واسباله للفخر والعظمة فاستعير أو هو كناية عن جعله رئيسا عليهم محكما فيهم
    (وقال وائل بن حجر يا رسول الله اكتب لى بأرضى التى كانت لى فى الجاهلية وشهد له أفيال حمير وأقيال حضر موت (فكتب له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هذا كتاب من محمد رسول الله لوائل بن حجر ملك حضرموت وذلك لأنّك أسلمت وجعلت لك ما فى يديك من الارضين والحصون وأنه يؤخذ منك من كل عشرة واحد ينظر فى ذلك ذو وعدل وجعلت لك أن لا تظلم فيها ما قام الدين والنبى والمؤمنون عليه أنصار

    (وكان الاشعث وغيره من كندة نازعوا وائل بن حجر فى واد بحضر موت فادعوه عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكتب به لوائل ابن حجر رضى الله عنه) وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لوفد ثمالة والحدان هذا كتاب من رسول الله لبادية الاسياف ونازلة الأجواف مما حاذت صحار وليس عليهم فى النخل خراص ولا مكيال مطبق حتى يوضع فى الغداء وعليهم فى كل عشرة أوسق وسق وكاتب الصحيفة ثابت بن قيس بن شماس شهد سعد ابن عبادة ومحمد بن سلمة
    «وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمطرف بن الكاهن الباهلى هذا كتاب من محمد رسول لله لمطرف بن الكاهن ولمن سكن بيشة من باهلة أن من أحيا أرضا مواتا بيضاء فيها مناخ الانعام ومراحها فهى له وعليهم فى كل ثلاثين من البقر فارض وفى كل أربعين من الغنم عتود وفى كل خمسين من الابل تاغية مسنة وليس للمصدق أن يصدقها الا فى مراعيها وهم آمنون بامان الله
    وكتب لشعب همدان بسم الله الرّحمن الرّحيم هذا كتاب من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمخلاف خارف وأهل جناب الهضب وحقاف الرمل مع وافدها ذى المشاعر مالك بن النمط ومن أسلم من قومه على أن لهم فراعها ووهاطها وعزازها ما أقاموا الصلاة وآتو الزكاة يأكلون علافها ويرعون عافيها لنا من دفئهم وصرامهم ما سلموا بالميثاق والامانة ولهم من الصدقة الثلب والناب والفصيل والفارض والكبش الحوارى وعليهم الصالغ والقارح لهم بذلك عهد الله وذمام رسوله وشاهدهم المهاجرون والانصار اه وكتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لبنى نهد سيأتى فى وفادتهم لارتباطه بكلام طهفة رضى الله عنه اه ملتقطا من طبقات ابن سعد وسيرة الشامى والحلبى وابن هشام وتاريخ الخميس وكنز العمال
    (فصل فى كتابه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعموم أهل اليمن)
    روى الحاكم فى مستدركه وأقره الذهبى قال أخبرنى أبو بكر محمّد بن عبيد الله الشافعى ببغداد ثنا اسماعيل بن اسحاق القاضى ثنا اسماعيل بن ابى أويس حدثنى أبى عن عبد الله بن أبى بكر ومحمد بن أبى بكر بن عمرو بن حزم عن أبيهما عن جدهما عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكتاب الذى كتبه رسول الله لعمرو بن حزم فاذا بلغ قيمة الذهب مائتى درهم ففى كل اربعين درهما درهم هذا حديث صحيح على شرط مسلم وهو دليل على الكتاب المشروح المفسر أخبرناه أبو نصر أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا الحكيم بن موسى وحدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبرى ثنا أبو عبد الله بن ابراهيم بن سعيد العبدى

    ثنا أبو صالح الحكم بن موسى القنطرى ثنا ابن حمزة عن أبيه عن جده عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه كتب الى أهل اليمن بكتاب الفرائض والسنن والديات وبعثه مع عمرو بن حزم فقرئت على أهل اليمن وهذه نسختها بسم الله الرّحمن الرّحيم من محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى شر حبيل بن عبد كلال والحرث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال قيل ذى رعين ومعافر وهمدان أما بعد فقدر جمع رسولكم وأعطيتم من المغانم خمس الله وما كتب الله على المؤمنين من العشر فى العقار ما سقت السماء أو كان سيحا أو كان بعلا ففيه العشر اذا بلغت خمسة أوسق وما سقى بالرشاء والدالية ففيه نصف العشر اذا بلغ خمسة أوسق وفى كل خمس من الابل سائمة شاة الى أن تبلغ أربعا وعشرين فاذا زادت واحدة على أربع وعشرين ففيها بنت مخاض فان لم توجد ابنة مخاض فابن لبون ذكر الى أن تبلغ خمسا وثلاثين فاذا زادت على خمسة وثلاثين واحدة ففيها ابنة لبون الى أن تبلغ خمسة وأربعين فان زادت واحدة على خمسة وأربعين ففيها حقة طروقه الفحل الى أن تبلغ ستين فان زادت واحدة ففيها جذعة الى أن تبلغ خمسا وسبعين فان زادت على خمس وسبعين واحدة ففيها ابنتا لبون الى أن تبلغ تسعين فان زادت واحدة على تسعين ففيها حقتان طروقتا الفحل الى أن تبلغ عشرين ومائة فما زادت على عشرين ومائة ففى كل أربعين ابنة لبون وفى كل خمسين حقة طروقة الفحل وفى كل ثلاثين باقورة تبيع جذع أو جذعة وفى وفى كل أربعين باقورة بقرة وفى كل أربعين شاة سائمة شاة الى أن تبلغ عشرين ومائة فان زادت واحدة ففيها شاتان الى أن تبلغ مائتين فان زادت واحدة ففيها ثلاث شياه الى ان تبلغ ثلاث مائة فان زادت فما زاد ففى كل مائة شاة ولا تؤخذ فى الصدقة هرمة ولا عجفاء ولا ذات عوار ولا تيس الغنم الا أن يشاء المصدق ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة وما أخذ من الخليطين فانهما يتراجعان بالسوية وفى كل خمسين أواق من الورق خمسة دراهم وما زاد ففى كل أربعين دينارا دينار إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد انما هى زكاة يزكى بها أنفسهم ولفقراء المؤمنين وفى سبيل الله وابن السبيل وليس فى رقيق ولا مزرعة ولا عمالها شىء اذا كانت تؤدى صدقتها من العشر وانه ليس فى عبد مسلم ولا فى فرسه شىء. قال وكان فى الكتاب ان أكبر الكبائر عند الله يوم القيامة الشرك وقتل نفس المؤمن بغير حق والفرار فى سبيل الله يوم الزحف وعقوق الوالدين ورمى المحصنات وتعلم السحر واكل الربا واكل مال اليتيم وان العمرة الحج الاصغر ولا يمس القرآن الا طاهر ولا طلاق قبل إملاك ولا عتاق حتى يباع ولا

    يصلين أحدكم فى ئوب وأحد وشقه بادولا يصلين أحدكم عاكص شعره ولا يصلين أحدكم فى ثوب واحد ليس على منكبه شىء منه وكان فى الكتاب أن من اعتبط مؤمنا قتله عن بينة فانه قود ألا أن يرضى أولياء المقتول وأن فى النفس الدية مائة من الابل وفى الأنف الذى أوعب جدعه الدية وفى اللسان الدية وفى الشفتين الدية وفى البيضتين الدية وفى الذكر الدية وفى الصلب الدية وفى العينين الدية وفى الرجلين الدية والواحدة نصف الدية وفى المأمومة ثلث الدية وفى الجائفة ثلث الدية وفى المنقلة خمس عشرة من الابل وفى كل اصبع من أصابع اليد والرجل عشر من الابل وفى السن خمس من الابل وفى الموضحة خمس من الابل وان الرجل يقتل بالمرأة وعلى أهل الذمة الفرد دينار هذا حديث كثير فى هذا الباب يشهد له أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ومحمد بن مسلمة الزهرى بالصحة وسليمان بن داود الدمشقى الخولانى المعروف بالزهرى فان كان يحيى بن معين غمزه فقد عدله غيره كما أخبرنيه أحمد بن الحسين بن على ثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم سمعت ابى وسئل عن حديث عمرو بن حزم فى كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى الصدقات فقال سليمان بن داود الخولانى عندنا ممن لا بأس به قال أبو محمد بن حاتم وسمعت أبا زوعة يقول ذلك اه وهو أيضا فى تقريب صحيح بن حبان جزء خامس ما عدى زيادات يسيرة وكذا فى مجمع الزوائد جزء ثالث وفى عيون الاثر لابن سيد الناس فيه وانه من أسلم من يهودى أو نصرانى فانه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فانه لا يرد لها وعليه الجزية على كل حالم ذكر أو أنى حر أو عبد دينار واف أو عوضه تبابا فمن انت؟؟؟ ذلك الى رسول الله فانه له ذمة الله وذمة رسول الله ومن منعه فانه عدو لله ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اما بعد فان محمد النبى أرسل الى زرعة ذى يزن أن انا أتاكم رسلى فاوصيكم بهم خيرا معاذ بن جبل وعبد الله بن زبد ومالك بن عبادة وعقبة بن نمر ومالك ابن مرارة وأصحابهم وان أجمعوا ما عبدكم من الصدقة والجزية من مخالفكم؟؟؟ آمنوها رسلى وان أميرهم معاذ بن جبل فلا يقلين؟؟؟ الا راضيا اما بعد فان محمدا يشهد أن لا اله الا الله وأنه عبده ورسوله ثم ان مالك بن مرارة الرهاوى قد حدثنى أنك قد أسلمت من أول حمير وقتلت المشركين فابشر بخير وآمركم بحمير خيرا ولا تخونوا ولا تخاذلوا فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو مولا غنيكم وفقيركم الخ وان مالك قد بلغ الخبر وحفظ الغبب فامركم به خيرا فانه منظور اليه والسّلام عليكم ورحمة الله وكتب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبده لعمرو بن حزم حين بعثه على بنى الحرث يفقهم فى الدين وبعلمهم القرآن والسنة ومعالم الاسلام

    وياخذ منهم صدقاتهم وهو هذا باسم الله الرّحمن الرّحيم هذا بيان من الله ورسوله (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) «عهد من محمد النبى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعمرو بن حزم حين بعثه الى اليمن مره بتقوى الله فى أمره كله فان الله مع الذين اتفوا والّذين هم محسنون وآمره أن يأخذ بالحق كما أمره الله تعالى وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم به ويعلم الناس القرآن ويفقههم فيه وينهى الناس فلا يمس القرآن انسان الا وهو طاهر وان يخبر الناس بالذى لهم والذى عليهم ويلين للناس فى الحق ويشتد عليهم فى الظلم فان الله تعالى كره الظلم ونهى عنه فقال «ألا لعنة الله على الظالمين» وأن يبشر الناس بالجنة وبعملها وينذر الناس النار وعملها ويستألف الناس حتى يفقهوا فى الدين ويعلم الناس معالم الحج وسننه وفرائضه وما أمر الله به والحج الاكبر والحج الاصغر وهو العمرة وينهى الناس أن يصلى أحد فى ثوب واحد صغير الا أن يكون ثوبا واسعا طرفيه على عاتقيه وينهى الناس أن؟؟؟ أحد فى ثواب واحد ويفضى بفرجه الى السماء وينهى أن يعقص أحد شعر رأسه اذا عفا فى قفاه وينهى اذا كان بين النّاس هيج عن الدعاء الى القبائل والعشائر وليكن دعاؤهم الى الله عزوجل وحده لا شريك له فمن لم يدع الى الله ودعا الى القبائل والعشائر فليقطعوه بالسيف حتى تكون دعواهم الى الله وحده لا شريك له ويامر النّاس باسباغ لوضوء فى وجوههم وأيديهم الى المرافق وأرجلهم الى الكعبين وأن يمسحوا برؤسهم كما أمرهم الله وآمره بالصلاه لوقتها واتمام الركوع والسجود والخضوع وأن يغلس بالصيح ويهجر بالهاجرة حين تميل الشمس وصلاة العصر والشمس فى الارض مدبرة والمغرب حين يقبل الليل لا يؤخر حتى تبدوا النجوم فى السماء والعشاء أول الليل وآمره بالسعى الى الجمعة اذا نودى لها والغسل عند الروا؟؟؟ اليها وآمره أن ياخذ من المغانم خمس وما كتب على المؤمنين فى الصدقات من؟؟؟ عشر ما؟؟؟؟؟؟ وعلى ما؟؟؟ الغرب نصف؟؟؟ وفى كل عشر من الإبل شاتان وفى كل عشرين أربع شياة وفى كل أربعين من من البقر وفى كل ثلاثين تبيع تبيعة جذع أو جذعة وفى كل أربعين من الغنم سائمة وحدها شاة فريضة الله التى افترض على المؤمنين فى الصدقة فمن زاد خيرا فهو خير له وأنه من أسلم من يهودى أو نصرانى اسلاما خالصا من نفسه ودان بدين الاسلام فانه من المؤمنين له مثل ما لهم وعليه مثل ما عليهم ومن كان على نصرانيته أو يهوديته فانه لا يرد عنها وعليه الجزية على كل حالم ذكر أو أنثى حر أو عبد دينار واف أو عوضه ثيابا فمن أدى ذلك فانه له ذمة الله وذمة رسوله ومن منع

    ذلك فأنه عدو لله ولرسوله وللمؤمنين جميعا صلوات الله على محمد وآله والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته) اه تاريخ ابن كثير
    (فصل فى ذكر كتابى أبى بكر الصديق رضى الله عنه
    الى أهل اليمن فى الفرائض وفى الجهاد)
    أخبرنا عمر بن محمد بن بجير البجيرى واسحاق بن ابراهيم ببست قالا ثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى قال ثنا أبى عن ثمامة قال حدثنى أنس بن مالك أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه لما استخلف كتب له حيث وجهه الى اليمن هذا الكتاب (بسم الله الرّحمن الرّحيم هذه فريضة الدقة التى فرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على المسلمين التى أمر الله تعالى بها رسوله فمن سألها من المؤمنين على وجهها فليعطها ومن سأل فوقها فلا يعطها فى أربعة وعشرين من الابل فما دونها الغنم فى كل خمس شاة فاذا بلغت خمسا وعشرين الى خمس وثلاثين ففيها ابنة مخاض فان لم يكن بنت مخاض فابن لبون ذكر فاذا بلغت ستا وثلاثين الى خمس وأربعين ففيها ابنة لبون فاذا بلغت ستا وأربعين الى ستين ففيها حقة طروقة الفحل فاذا بلغت واحدة وستين الى خمس وسبعين ففيها جذعة فاذا بلغت ستا وسبعين الى تسعين ففيها ابنتا لبون فاذا بلغت احدى وتسعين الى عشرين ومائة ففيها حقتان طروقتا الفحل فاذا زادت على عشرين ومائة ففى كل أربعين ابنتا لبون وفى كل خمسين حقة وان من بلغت عنده من الابل صدقة الجذعة وليست عنده جذعة وعنده حقة فتقبل منه الحقة ويجعل مكانها شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت عنده صدقة الحقة وليست عنده حقة وعنده جذعة قتقبل منه الجذعة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته الحقة وليست عنده الا ابنة لبون فانها تقبل منه ويعطى شاتين أو عشرين درهما ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده الا حقة فانها تقبل منه الحقة ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته ابنة لبون وليست عنده فانها تقبل منه ابنة مخاض ويعطى معها عشرين درهما أو شاتين ومن بلغت صدقته بنت مخاض وليست عنده وعنده ابنة لبون فانها تقبل منه ابنة لبون ويعطيه المصدق عشرين درهما أو شاتين ومن لم يكن عنده ابنة مخاض وعنده ابن لبون فانه يقبل منه وليس معه شىء ومن لم يكن معه الا أربعة من الابل فليست فيها صدقة الا أن يشاء ربها فاذا بلغت خمسا من الابل ففيها شاة. وصدقة الغنم فى كل سائمة اذا كانت أربعين الى عشرين ومائة شاة فاذا زادت على عشرين ومائة الى أن تبلغ مائتين ففيها شاتان فان زادت على

    ثلاث مائة ففى كل مائة شاة ولا يخرج فى الصدقة هرمة ولا ذات عوار ولا ثيس؟؟؟ الغنم الا أن يشاء المصدق ولا يجمع بين متفرق ولا يفرق بين مجتمع خشية الصدقة وما كان من حليطين فانهما يتراجعان بينهما بالسوية وإذا كانت سائمة الرجل ناقصة من أربعين شاة واحدة فليس فيها صدقة الا أن يشاء ربها وفى الورق ربع العشر فإذا لم يكن ماله الا تسعين ومائة فليس فيها صدقة الا أن يشاء ربها اه من الاحسان فى تقريب صحيح ابن حبان ج 5
    (فصل فى كتابه رضى الله عنه الى أهل اليمن يدعوهم الى فريضة الجهاد)
    (وهو بسم الله الرّحمن الرّحيم) من خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى من قرىء عليه كتابى من المؤمنين والمسلمين من أهل اليمن سلام عليكم فإنّى أحمد اليكم الله الذى لا اله الا هو اما بعد فان الله كتب على المؤمنين الجهاد وأمرهم أن ينفروا خفافا وثقالا وقال تعالى (جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ) فالجهاد فريضة مفروضة وثوابه عند الله عظيم وقد استنفرنا من قبلنا من المسلمين الى جهاد الروم وقد سارعوا الى ذلك وعسكروا وخرجوا وحسنت فى ذلك نيتهم وعظمت فى الخير حسبتهم فسارعوا عباد الله الى فريضة ربّكم والى احدى الحسنيين أما الشهادة وأما الفتح والغنيمة فان الله تعالى لم يرض من عباده بالقول دون العمل ولا يترك أهل عداوته حتى يدينوا بالحق ويقروا بحكم الكتاب أو يؤدوا الجزية عن يد وهم صاغرون حفظ الله لكم دينكم وهذا قلوبكم وزكى أعمالكم ورزقكم آجر المجاهدين الصابرين وبعثه مع أنس بن مالك رضى الله عنه. ما كان من خبر أهل اليمن حدثنا أبو الوليد قال أنبأنا الحسين ابن زياد عن أبى إسماعيل محمد بن عبد الله قال حدثنى محمد بن يوسف عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك قال اتيت أهل اليمن جذاحا جذاحا وقبيلة قبيلة إقرأ عليهم كتاب أبى بكر وإذا فرغت من قراءته قلت الحمد لله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله بسم الله الرّحمن الرّحيم أما بعد فانى رسول خليفة رسول الله ورسول المسلمين اليكم الاوانى قد تركتهم معسكرين اليس يمنعهم من الشخوص الى عدوهم الا انتظاركم فعجلوا الى اخوانكم رحمة لله عليكم أيها المسلمون قال فكان كل من قرىء عليه ذلك الكتاب وسمع منى هذا القول يحسن الرد على ويقول نحن سائرون وكأن قد فعلنا حتى انتهيت الى ذى الكلاع الحميرى فلما قرأت عليه الكتاب وقلت هذا المقال دعا بفرسه وسلاحه ونهض فى قومه من ساعته ولم يؤخر ذلك وأمر بالمعسكر فما برحنا حتى عسكر معه جموع كثيرة من أهل اليمن وسارعوا فلما اجتمعوا اليه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه وصلّى

    على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال أيها الناس ان من رحمة الله اياكم ونعمته عليكم أن بعث فيكم رسولا وأنزل عليه كتابا فأحسن عنه البلاغ فعلمكم ما يرشدكم؟؟؟ ونهاكم عما يفسدكم حتى علمكم مالم تكونوا تعلمون ورغبكم فى الخير فيما لم تكونوا ترغبون ثم قد دعاكم اخوانكم الصالحون الى جهاد المشركين واكتساب الاجر العظيم فلينفر من أراد النفير معى الساعة قال فنفر بعده من أهل اليمن كثير وقدموا على أبى بكر قال فرجعنا نحن فسبقناه بايام فوجدنا أبا بكر بالمدينة ووجدنا ذلك العسكر قبله على حاله ووجدنا أبا عبيدة يصلى بأهل ذلك العسكر فقدمت حمير معها ذو الكراع الحميرى واسمه أيفع بعدد كثير من أهل اليمن وعنده حسنة ومعها نساؤها وأولادها ففرح أبو بكر وجميع الصحابة بمقدمهم فلما رآهم أبو بكر قال عباد الله ألم نكن نتحدث فنقول إذ اقبلت حمير تحمل أولادها ومعها نساؤها نصر الله المسلمين وخذل الله المشركين فابشروا أيها المسلمون قلت ورواية الواقدى أن أبا بكر رضى الله عنه قال لعلى عليه‌السلام يا أبا الحسن أما سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول إذا أقبلت حمير ومعها نسائها تحمل أولادها فابشروا بنصر الله على أهل الشرك قال نعم ثم جأت مدحج فيها قيس بن عبيرة المرادى فى جمع عظيم من قومه ثم الازد وفيهم جندب بن عمرو
    قوم حمزة بن مالك الهمدانى
    حدثنى ابن حماد قال أنبأنا الحسين بن زياد عن أبى إسماعيل محمد بن عبد الله قال وحدثنى عبد الرحمن بن يزيد بن جابر الازدى عن عمرو بن محصن عن حمزة بن مالك الهمدانى أنه قم فى جمع عظيم من همدان على أبى بكر وهم أكثر من الفى رجل فلما رآهم أبو بكر رضى الله عنه فرح بهم وسر بذلك وقال الحمد لله على صنيعه للمسلمين ما يزال الله يتيح لهم مددا من أنفسهم ما يشد به ظهورهم ويقصم به عدوهم ثم تتابعت قبائل اليمن وكان أكثر من شهد فتح الشام أهل اليمن واستوطنها بعضهم اهمن فتوح الشام للشيخ ابى اسماعيل محمد ابن عبد الله الازدى البصرى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الباب الثامن
    (فى بعوث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن)
    مبتدأ بخالد بن ألوليد رضى الله عنه لانه أول من دخل اليمن من بعوثه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعثه الى همدان فى جمع من الصحابة رضى الله عنهم ـ قلت

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 6:04 am

    وهمدان هى المشهورة جاهلية واسلاما بجاشد وبكيل وهى أكثر قبائل اليمن عددا وتفرعها بطونا وأشدها بأسا تنتسب إليها قبائل كثيرة من اليمن منها أرحب وبنو ناجيه ويام والسبيع وبنو شاكر وبنو شبام ونهم وسفيان وبنو مالك وبنو وادعه والاهنوم وبنو الحرث والعود وبنو ود والاوزاع وبنو ثور وبنو ججور وبنو أسلم وبنو حرب وبنو السبيع وبنو خارف وبنو ودان وبنو جشم وقد تفرعوا الى قبائل كثيرة بعد الاسلام فمكث يدعوهم الى الاسلام ستة أشهر لم يجبه الى الاسلام أحد فاعقبه صلّى الله عليه وأسلم بعلى كرم الله وجهه وكتب معه الى خالد أن يقفل راجعا ومن معه الا من أحب أن يعقب مع على عليه‌السلام فليعقب كما سياتى
    (فصل فى بعثة على كرم الله وجهه)
    بعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن سنة ثمان وهذه هى أولى بعثاته عليه‌السلام وكانت بعد رجوعه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الطائف وقسمة الغنائم بالجعرانة أخرج أبو داود وأحمد والترمذى وحسنه وابن جرير وصححه وابن حبان فى صحيحه والحاكم فى المستدرك وابن أبى شيبة وغيرهم من طرق من حديث على عليه‌السلام قال بعثنى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن فقلت يا رسول الله تبعثنى الى قوم أسن منى وأنا حديث السن لا ابصر القضا قال فوضع يده الشريفة على صدرى وقال اللهم ثبت لسانه واهد قلبه وقال يا على إذا جلس اليك الخصمان فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر الحديث. وفى رواية لأبى داود قال ما شككت فى قضابين اثنين قط ورواه الحاكم أيضا عن ابن عباس وأسناده صحيح وروى البيهقى باسناد صحيح من حديث أبى اسحاق عن البر ابن عازب ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث خالدا الى اليمن يدعوهم الى الاسلام قال البراء فكنت مع خالد بن الوليد فافمنا ستة أشهر يدعوهم الى الاسلام فلم يجيبوه ثم ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث عليا عليه‌السلام فأمره ان يقفل خالدا الا رجلا ممن كان مع خالد أجب أن يعقب مع على كرم الله وجهه فليعقب معه قال البراء فكنت فيمن عقب معه فلما دنونا من القوم خرجوا الينا فصلى بنا على كرم الله وجهه ثم صفنا صفا واحدا ثم تقدم بين أيدينا وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلمت همدان كلها فى يوم واحد فكتب على كرم الله وجهه الى رسول الله فلما قرأ الكتاب خر ساجدا شكرا لله على اسلامهم ثم رفع رأسه الشريف فقال السلام على همدان السلام على همدان مرتين وفى رواية ثلاث مرات وأصل الحديث فى صحيح البخارى وقد استوفينا ما جاء فى همدان فى الباب الرابع. ثم أقام عليه‌السلام فيهم يقرئهم

    القرآن ويعلمهم شرائع الاسلام حتى أتاه أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالرجوع وروى الطبرانى عن محمّد بن نصر بن حميد البزار البغدادى عن عبد الرحمن بن صالح الازدى عن عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله العرزمى باسناده ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر عليا ومعاذ ان يسيرا الى اليمن فقال انطلقا فبشرا ولا تنفرا ويسرا ولا تعسرا إنه قد أنزل على «يا أيها النبى انا أرسلناك شاهدا» على أمتك «وبشيرا» بالجنة «ونذيرا» من الناس الحديث اه. أخرج ابن سعد عن أمير المؤمنين على عليه‌السلام قال بعثنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن فانى لأخطب يوما على الناس وحبر من أحبار اليهود وكان واقفا فى يده سفر ينظر فيه فنادانى فقال صف لنا أبا القاسم فقال على كرم الله وجهه انه ليس بالقصير ولا الطويل البائن وليس بالجعد القطقط ولا بالسبط هو رجل الشعر أسوده ضخم الرأس مشرب لونه بحمرة عظيم الكراديس شثن؟؟؟ الكفين والقدمين طويل المسربة وهو الشعر الذى يكون فى النحر الى السرة أهدب الاشفار ومقرون الحاجبين صلت الجبين بعيد ما بين المنكبين اذا مشى يتكفأ كأنما ينزل من صبب لم أر قبله مثله ولم أر بعده مثله. قال على عليه‌السلام ثم سكت فقال لى الحبر وما ذا فقلت هذا ما يحضرنى فقال الحبر أفى عينيه حمرة حسن اللحية حسن الفم تام الاذنين يقبل جميعا ويدبر جميعا فقال على كرم الله وجهه. هذا والله صفتة قال الحبر وشىء آخر قال على كرم الله وجهه ما هو قال الحبر وفيه حياء. فقال على عليه‌السلام هو الذى قلت لك كانما ينحط من صبب. قال الحبر فإنّى أجد هذه الصفة فى سفر آبائى ونجده يبعث من حرم الله وأمنه وموضع بيته ثم يهاجر الى حرمه هو وتكون له حرمة الحرم الذى حرم الله ونجد أنصاره الذين هاجر فيهم قوما من ولد عمر وابن عامر أهل نخل وأهل الارض قبلهم يهود. فقال على كرم الله وجهه هو رسول الله فقال الحبر فانى أشهد أنه نبى وانه رسول الله وأنه أرسل الى الناس كافة فعلى ذلك أحيى وعليه أموت وعليه أبعث ان شاء الله ثم كان ياتى عليا عليه‌السلام فيعلمه القرآن ويخبره بشرائع الاسلام ثم خرج على كرم الله وجهه والحبر هناك حتى مات فى خلافة أبى بكر رضى الله عنه وهو مؤمن برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اه مختصر تاريخ ابن عساكر ج 1 ص 315
    فصل فى بعثه عليه‌السلام الى مذحج
    بعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن من بلاد مذحج فى رمضان سنة عشر من الهجرة وعقد له لواه قال الواقدى أخذ عمامته فلفها مثنية مربعة فجعلها فى رأس

    الرمح ثم دفعها اليه وعممه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيده المباركة ثلاثة أكوار وجعل له ذراعا بين يديه وشبرا من ورائه وقال له أمض ولا تلتفت فقال على كرم الله وجهه يا رسول الله ما اصنع فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذا نزلت بساحتهم فلا تقاتلهم حتى يقاتلوك وادعهم الى قول لا اله الا الله فان قالوا نعم فامرهم بالصلاة فان أجابوا فلا تبغ منهم غير ذلك والله لان يهدى الله بك رجلا وأحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس أو غربت فخرج الى مذحج فى تلاثمائة فارس وكانت أول خيل دخلت بلاد مذحج فلما انتهى اليهم فرق أصحابه فاتوا بنهب بفتح النون وغنائم نعم وشاه ثم لقى جمعهم فدعاهم الى الاسلام فابوا ورموا أصحابه عليه‌السلام بالنبل والحجارة ثم خرج رجل من مذحج يدعو الى البراز فبرز اليه الاسود بن خزاعى فقتله وأخذ سلبه ثم صف على كرم الله وجه أصحابه ودفع لواءه الى مسعود ابن سنان الاسلمى ثم حمل عليهم فقتل منهم عشرين رجلا فانهزموا وتفرقوا فكف على عليه‌السلام عن طلبهم ثم دعاهم الى الاسلام فاسرع الى إجابته ومتابعته نفر من رؤسائهم وقالوا نحن على من ورائنا من قومنا وهذه صدقاتنا فخذ منها حق الله تعالى فجمع على كرم الله وجهه الغنائم فجزءها على خمسة أجزاء وكتب فى سهم منها لله واقرع عليها فخرج أولا سهم الخمس وقسم الباقى على أصحابه وكتب الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك مع عبد الله بن عمرو بن عوف المزنى يخبره الخبر فاتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم كتب الى على عليه‌السلام أن يوافيه الموسم فانصرف عبد الله بن عمرو الى على بذلك فقفل كرم الله وجهه راجعا
    ثم رجع على عليه‌السلام فوافى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكه قدمها للحج أى حجة الوداع والذى فى البخارى لما قدم على كرم الله وجهه قال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما أهللت يا على قال بما أهل به النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فاهد وامكث حراما وكان على كرم الله وجهه تعجل الى رسول الله وخلف على الجيش والخمس أبا رافع وكان فى الخمس من ثياب اليمن أحمال معكومه ونعم وشاه مما غنموا فسأل الجيش أبا رافع أن يكسوهم فكساكل رجل منهم حلة من الخمس فلما دنا القوم من مكة خرج على كرم الله وجهه يتلقاهم فاذا عليهم الحلل فقال لابى رافع ويلك ما هذا قال كسوت القوم ليتجملوا اذا قدموا فى الناس قال ويلك أنزع قبل أن تنتهى به الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فانتزع الحلل وردها فى البز فاشتكى الناس عليا عليه‌السلام فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلى ما لاصحابك بشكوتك قال قسمت عليهم ما غنموا

    وحبست الخمس حتى يقدم عليك فترى فيه رأيك. فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى القوم خطيبا على ماء بقرب المدينة يدعا بغد يرخم سيأتى فى الخاتمة من عدة رواياة. عن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «لا تشكوا عليا فوالله إنه لا خشن فى ذات الله أو فى سبيل الله من أن يشكى» وكان الهدى الذى قدم به مكة من اليمن فى بعض الرويات سبعة وثلاثين بدنة والذى أتى به النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المدينة ثلاثة وستين بدنة فكان هدى محمد وآله مائة بدنة نحر منها عليه الصلاة والسلام ثلاثين بدنه ثم أمر عليا عليه‌السلام أن ينحر ما بقى منها وقال له «أقسم لحومها وجلودها وجلالها بين الناس ولا تعط جزارا منها شيا وخذ لنا من كل بعير جذبة من لحم واجعلها فى قدر واحدة حتى ناكل من لحمها ونحسوا من مرقها». وأخبر صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان منى كلها منحر وان فجاج مكة كلها منحر الحديث
    فصل فى بعثه عليه‌السلام الى بنى زبيد
    روى محمد بن رمضان بن شاكر فى مناقب الإمام الشافعى رحمه‌الله تعالى وأبو عمر بن عبد البر من طريق ابن عبد الحكم قال حدتنا الإمام الشافعى قال وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليا عليه‌السلام وخالد بن سعيد بن العاص الى اليمن وقال إذا اجتمعتما فعلى الامير وان افترقتما فكل واحد منكما أمير فاجتمعا وبلغ عمرو بن معدى كرب مكانهما فاقبل فى جماعة من قومه فلما دنا منهما قال دعونى حتى أتى هؤلاء القوم فانى لم أسم لاحد قط الاها بنى فلما دنا منهما نادى أنا أبو ثور أنا عمرو بن معدى كرب فابتداره على عليه‌السلام وخالد رضى الله عنه وكلاهما يقول لصاحبه خلنى واياه ويفديه بامه وأبيه فقال عمرو حين سمع قولهما العرب تفزع بى وأرانى لهؤلاء جزرة فانصرف عنهما اه سبيل الهدى وفى مجمع الزوائد ج 6 أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث عليا وخالد واستعمل على بن أبى طالب على المهاجرين واستعمل خالدا على الاعراب قال وان كان قتال فعلى بن أبى طالب على الناس رواه الطبرانى اه
    وكان عمرو فارسا مشهورا بالشجاعة فى الجاهلية والاسلام أبلى فى فتح فارس البلاء الحسن وكان شاعرا مجيدا
    فصل فى بعث على عليه‌السلام الى أهل نجران مسلميهم وأهل الذمه منهم
    روى البيهقى فى الدلائل عن شيخه أبى عبد الله الحاكم وساق اسناده الى ابن اسحاق أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث عليا ابن أبى طالب عليه‌السلام الى أهل

    نجران ليجمع صدقاتهم ويقدم بجزيتهم
    وفى تحفة الزمن للحافظ ابن الديبع أنه عليه‌السلام دخل اليمن حاكما ومفقها وأقام بصنعاء أربعين يوما ودخل عدن ابين وعدن لاعة من بلاد حجة وقد خربت من زمن طويل ويقال أنه دخل اليمن فى خلافة أبى بكر رضى الله عنهما ودخل عدن ابين ثانية وخطب على منبرها اه
    وعرضت عليه كرم الله وجهه مسائل عويصة قضى فيها باليمن وأقرها رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ببركة دعائه له منها حديث الزينة؟؟؟ وغيرها حذفناها اختصارا.
    فصل فى بعث وبر بن يحنس الكلبى
    قدم رضى الله عنه على الابناء من عند النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنزل على بنات النعمان بن برزخ وبعث الى فيروز. الديلمى فاسلم والى مركنود وكان ابنه عطا أول من جمع القرآن يعنى باليمن وقال ابن فتحون ذكره الواقدى فيمن أسلم من أهل سبا وأخرج ابن السكن وابن منده عنه أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال اذا قدمت صنعاء فائت مسجدها الذى بحيال الضيل جبل بصنعاء فصل فيه زاد ابن السكن فى روايته فلما قتل الاسود الكذاب قال وبر هذا الموضع الذى أمرنى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن أصنع فيه المسجد اه إصابة وفى كنز العمال عن الضحاك عن فيرروز الديلمى عن حشيش بن الديلمى قال قدم علينا وبر بن يحنس بكتاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يأمرنا فيه بالقيام على ديننا والنهوض فى الحرب والعمد فى الاسود أما غلية أو مصادمة وأن نبلغ عنه من رأينا أن عنده نجده أو دينا فعملنا فى ذلك وكتب النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى أهل نجران الى عربهم وساكن الارض من غير الاعراب (كذا) فثبتوا وقتل الاسود. وأعز الله الاسلام وأهله الحديث رواه سيف وابن ماجه
    فصل فى بعث ابى موسى الاشعرى رضى الله عنه
    بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن سنة عشر وقيل سنة تسع فعن ابى موسى الاشعرى قال اقبلت ومعى رجلان من الاشعريين وكلاهما سأل النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يستعمله فقال لن نستعمل على عملنا من أراده ولكن إهب يا ابا موسى الى اليمن) فبعثه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على زبيد الى عدن من تهامة وفى ابن الاثير وغيره أنه بعثه كان الى مأرب وأما الذى الى الاشعريين وعك الى عدن فهو الطاهر بن ابى هالة ورجع أبو موسى من اليمن فى حجة الوداع

    سنة عشرفوا فى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكة وقال له بما أهللت قال كاهلال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (هل معك من هدى» قال لا قال «طف بالبيت والصفا والمروة وأحل» أى بعد الحلق والتقصير واستعمله عمر على البصرة ثم استعمله عثمان على الكوفة ثم كان أحد الحكمين بصفين اختاره جيش على كرم الله وجهه على غير ارادته وقد حصل ما كان يخشاه على عليه‌السلام من انتدابه لهذه المهمة العظمى وكان حسن الصوت بالقرآن وفى الصحيح المرفوع لقد أوتى مزمارا من مزامير آل داود ومات فى سنة ثلاثة وخمسين بالكوفه أو بمكة وهو ابن نيف وستين سنة وقيل غير ذلك
    فصل فى بعث معاذ رضى الله عنه الى اليمن
    هو معاذ بن جبل بن أوس ويكنى ابا عبد الرحمن اسلم وهو ابن ثمانى عشرة سنة وشهد العقبة مع السبعين وبدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واردفه وراءه وبعثه الى اليمن وشيعه ماشيا وهو راكب ثلاثة فراسخ وكان رضى الله عنه طويلا أبيض حسن الشعر عظيم العينين جعدا قطقطا وفى المنتقى عن ابن عمر رضى الله عنهما قال لما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يبعث معاذ بن جبل الى اليمن صلى صلاة الغداة ثم أقبل علينا بوجهه الشريف فقال «يا معشر المهاجرين والانصار أيكم ينتدب الى اليمن» فقال أبو بكر رضى الله عنه أنا يا رسول الله قال فسكت عنه ولم يجبه ثم قال «يا معشر المهاجرين والانصار أيكم ينتدب الى اليمن» فقام عمر رضى الله عنه فقال أنا يا رسول الله فسكت عنه ولم يجبه ثم قال «يا معشر المهاجرين والانصار أيكم ينتدب الى اليمن» فقام معاذ بن جبل فقال أنا يا رسول الله فقال له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أنت يا معاذ وهى لك يا بلال ائتنى بعمامتى» فعمم بها رأسه وشد له على راحلته وشيعه بجميع المهاجرين والانصار وفتيان الناس من قريش وغيرهم ممن شاء الله ومعاذ راكب ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يمشى الى جنبه يوصيه فقال معاذ يا رسول الله أنا راكب وأنت تمشى ألا أنزل فامش معك ومع أصحابك فقال «يا معاذ انما احتسب خطاى هذه فى سبيل الله» ثم قال «يا معاذ لو أنا نلتقى بعد يومنا هذا لقصرت اليك فى الوصية ولكنا لا نلتقى الى يوم القيامة» وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له «كيف تقضى اذا عرض لك قضاء» قال أقض بكتاب الله» قال «فان لم تجد فى كتاب الله» قال فبسنة رسول الله قال فان لم تجد فى سنة رسول الله» قال أجتهد رائى ولا آلو قال فضرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على صدرى وقال «الحمد لله

    الذى وفق رسول رسول الله» رواه الترمذى وأبو داود اه من المشكاة وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معاذا الى اليمن فقال «انك تأتى قوما أهل كتاب فادعهم الى شهادة أن لا آله الا الله وأن محمدا رسول الله فان هم أطاعوا لك بذلك فاعلمهم ان الله قد فرض عليهم خمس صلوات فى اليوم والليلة فان هم أطاعوا لك بذلك فاعلمهم ان الله فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد فى فقرائهم فان هم أطاعوا لك بذلك فاياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب» رواه البخارى اه من المواهب وتاريخ الخميس
    وروى أحمد عن معاذ أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له حين بعثه الى اليمن لأن يهدى الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم اه من تخريج أحاديث الاحياء للحافظ العراقى ج 1 ص 9
    ذكر سيف فى الفتوح بسند له عن عبيد بن صخر قال قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمعاذ حين بعثه الى اليمن «أنى قد عرفت بلأك فى الدين والذى ركبك من الدين وقد طيبت لك الهدية فان اهدى لك شىء فاقبل» قال فرجع فى خلافة أبى بكر بثلاثين رأسا اهديت له اه اصابة. واخرج ابن عبد الحكم فى فتوح مصر من طريق مكحول عن معاذ بن جبل أن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعثه الى اليمن وحمله على ناقته وقال (يا معاذ انطلق حتى تأتى الجند فحيث ما بركت بك هذه الناقة فأذن وصل وابتن فيه مسجدا» فانطلق معاذ حتى انتهى الجند فدارت به الناقة وابت أن تبرك فقال هل من جند غير هذا قالوا نعم جند ركامة فلما أتاه دارت وبركت فنزل معاذ بها فنادى بالصلاة ثم قام فصلى اه من الخصائص الكبرى للسيوطى ج 2 وفى تاريخ الخميس أن معاذا اتى صنعاء اليمن فصعد على منبرها فحمد الله واثنى عليه ثم صلّى على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قرأ عليهم عهد رسول الله ثم نزل فاتاه صناديد صنعاء فقالوا يا معاذ هذا نزل قد هيئناه لك ومنزل قد فرغناه لك فقال معاذ ما بهذا أوصانى حبيبى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اه ومناقبه رضى الله عنه كثيرة فى الاحاديث والسير منها أعلم امتى بالحلال والحرام معاذ بن جبل ومنها «معاذ بن جبل إمام العلماء يوم القيامه قال ابن مسعود كنا نشبه معاذ بابراهيم الخليل كان أمة قانتا لله حنيفا :
    وفى الفتح ص 45 ج 8 فى باب بعث معاذ وأبو موسى الى اليمن روى أحمد من طريق عاصم بن حميد عن معاذ لما بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن خرج يوصيه ومعاذ راكب الحديث ومن طريق يزيد بن قطيب عن معاذ لما

    بعثنى النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن قال بعثتك الى قوم رقيقة قلوبهم فقاتل بمن أطاعك من عصاك قلت والحديث الاول رواه أحمد باسنادين رجالهما رجال الصحيح عير راشد بن سعد وعاصم بن حميد وهما ثقتان ورواه ابن حبان فى صحيحه وأبو يعلى برجال ثقات وأبو الشيخ ورواه أيضا أحمد والبيهقى مرسلا عن عاصم ابن حميد السكونى
    وفى الفتح ج 3 فى اواخر الزكاة وكان بعث معاذ الى اليمن سنة عشر قبل حج النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما ذكره المصنف فى أواخر المغازى وقيل كان ذلك أواخر سنة تسع عند منصرفه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من تبوك رواه الواقدى بأسنداه الى كعب من مالك وأخرجه ابن سعد فى الطبقات عنه ثم حكى ابن سعد أنه كان فى ربيع الآخر سنة عشر وقيل بعثه عام الفتح سنة ثمان واتفقوا على انه لم يزل على اليمن الى أن قدم فى عهد أبى بكر ثم توجه الى الشام فمات بها واختلف هل كان معاذ واليا أو قاضيا فجزم ابن عبد البر بالثانى والغسانى بالاول اه وكان تحته القسم الجبلى من اليمن الى حضرموت ودخل حضرموت وتزوج من كندة اه
    فصل فى بعث خالد بن الوليد الى نجران
    بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خالدا الى نجران من بلاد اليمن فى سنة عشر الى قبيلة عبد المدان من بنى الحارث وأمره أن يدعوهم الى الاسلام فدعاهم اليه وأسلموا طائعين وفى رواية الى بنى الحارث بن كعب بنجران وقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ادعهم الى الاسلام ثلاثا قبل أن تقاتلهم فان أجابوا فاقبل منهم وأقم فيهم وعلمهم كتاب الله وسنة نبيه» فدعاهم الى الاسلام وأسلموا جميعهم وكتب باسلامهم الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو بسم الله الرحمن الرحيم لمحمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خالد بن الوليد السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته فانى أحمد اليك الله الذى لا آله الا هو أما بعد يا رسول الله فانك بعثتنى الى بنى الحارث بن كعب وأمرتنى اذا اتيهم لا أقاتلهم ثلاثة ايام وان أدعوهم الى الأسلام فان اسلموا قبلت منهم وانى قدمت عليهم ودعوتهم الى الاسلام فاسلموا فانا مقيم فيهم اعلمهم معالم الاسلام فكتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من محمّد رسول الله الى خالد بن الوليد سلام عليك فانى احمد اليك الله الذى لا آله الا هو : اما بعد فان كتابك جاءنى مع رسولك يخبر بان بنى الحارث قد اسلموا قبل أن تقاتلهم فبشرهم وانذرهم واقبل معهم وليقبل معك وفدهم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته» وسيأتى وفدهم فى باب

    الوفود
    فصل فى بعث جرير بن عبد الله البجلى رضى الله عنه
    بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى ذى الكلاع بن باكور بن حبيب بن مالك بن حسان بن تبع الحميرى فاسلم واسلمة امرأته صريمة بنت ابرهة بن الصباح واسم ذى الكلاع سميفع قال الاصمعى كاتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذا الكلاع من ملوك الطوائف على يد جرير بن عبد الله البجلى يدعوه الى الاسلام وكان قد استعلى أمره اه وكان وافدا مع جرير هو وذو حوشب (1) فجاءهم الخبر بوفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى الطريق وأن أبا بكر استخلف والمسلمون على خير فرجعا الى اليمن وبقيا على اسلامهما ثم وفد ذو الكراع فى خلافة عمر ومعه ثمانية آلاف عبد وجدد اسلامه على يده وأعتق من عبيده أربعة آلاف ثم قال عمر يا ذا الكراع بعنى ما بقى عندك من عبيدك أعطك ثلث أثمانهم ههنا وثلثا باليمن وثلثا بالشام فقال أجلنى يومى حتى أفكر فيما قلت ومضى الى منزله فاعتقهم جميعا فلما غدا على عمر قال له ما رأيك الذى قلت لك فى عبيدك قال قد اختار الله لى ولهم خيرا مما رأيت قال وما هو قال هم أحرار لوجه الله تعالى قال أصبت يا ذا الكلاع قال يا أمير المؤمنين لى ذنب ما أظن الله يغفره لى قال وما هو قال تواريت يوما على قومى ثمّ أشرفت عليهم من مكان فسجد لى زهاء مائة الف انسان فقال عمر الاسلام يجب ما قبله. وفى رواية اعتق ذو الكلاع اثنى عشر الف بيت وله وقائع مشهوره مع الروم فى فتوح الشام وقد تقدم فى كتاب ابى بكر الى اليمن يدعوهم الى الجهاد وان ذى الكلاع وفد الى المدينة فى خلافته لا فى خلافة عمر ولعلها تكررت فى عصر الخليفتين رضى الله عنهما وانتقل رسول الله صلى الله
    __________________
    (1) الذى فى البخارى عن جرير قال كنت باليمن فلقيت رجلين من أهل اليمن ذا الكلاع وذا عمرو فجعلت أحدثهم عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال ذو عمرو لان كان الذى تذكر من امر صاحبك لقد مر على اجله منذ ثلاث واقبلا معى حتى اذا كنا فى بعض الطريق رفع لنا ركب فقالوا قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستخلف ابو بكر والناس صالحون وقالا اخبر صاحبك انا قد جئنا ولعلنا سنعود ان شاء الله ورجعا الى اليمن فأخبرت ابا بكر بحديثهم قال ا فلا جئت بهم فلما كان بعد قال لى ذو عمرو يا جرير إن لك على كوامة وانى مخبرك خبرا إنكم معشر العرب لن تزالوا بخير ما كنتم اذا هلك أمير تأمرتم فى اخر فاذا كانت بالسيف كانوا ملوكا يغضبون غضب الملوك ويرضون رضا الملوك اه مؤلف

    عليه وآله وسلّم الى الرفيق الاعلا وعماله على اليمن عمرو بن حزم الانصارى على نجران وخالد بن سعيد بن العاص على ما بين زبيد ونجران وعامر إبى شهر الهمدانى على همدان وشهر بن باذان على صنعا والطاهر بن أبن هالة على عك والاشعريين وعلى مخاليف الجبال من الجند الى حضرموت قاضيا ومعما معاذ بن جبل وعلى الجند يعلى ابن أمية وعلى حضرموت زياد ابن لبيد الانصارى وعلى السكاسك عكاشة بن ثور وعلى بنى معاوية من كنده عبد الله بن المهاجر فاشتكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مرضه الذى توفى فيه فلم يذهب الى محل عمله الا فى خلافة أبى بكر وعلى مراد وزبيد ومذحج كلها فروة بن مسيك المرادى اه من السيرة الحلبية وطبقات ابن سعد وسيرة ابن هشام وسبل الهدى وتاريخ الخميس
    تنبيه ذكرنا بعث على عليه‌السلام الى اليمن أربع مرات والذى يظهر من بعض الروايات انها مرتين الى همدان ومذحج وزبيد ونجران من قبائل الجبال
    الباب التاسع
    فى الوفود
    مقدما وفادة ضماد رضى الله عنه لانه أول وافد الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اخرج مسلم وأحمد فى مسنده والبيهقى وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله عنهما واللفظة لمسلم أن ضمادا قدم مكة وكان من أزد شنؤة وكان يرقى من هذه الريح فسمع سفهاء من أهل مكة يقولون أن محمدا مجنون فقال لو أنى رأيت هذا الرجل لعل الله يشفيه على يدى قال فلقيه فقال يا محمد انى أرقى من هذه الريح وان الله يشفى على يدى من شاء فهل لك فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ان الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا آله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله أما بعد» قال فقال أعد على كلماتك هؤلاء فاعادهن عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاث مرات قال فقال لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء فما سمعت مثل كلماتك هؤلاء ولقد بلغن ناعوس البحر (1) قال فقال هات يدك أبايعك على الاسلام قال فبايعه فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «وعلى قومك» قال وعلى قومى قال فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلّم سرية فمروا بقومه فقال صاحب السرية للجيش هل أصبتم من هؤلاء شيئا فقال
    __________________
    (1) قال النووى ضبطناه بوجهين اشهرهما ناعوس بالنون والعين والثانى قوس بالقاف والميم أى لجته ووسطه

    رجل من القوم أصبت منهم مطهرة فقال ردوها فان هؤلاء قوم ضاد اه
    (فصل فى وفد الاشعريين)
    وفدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة خمس وقيل سنة ست وقيل سنة سبع من الهجرة قال الحافظ فى الاصابة فى ترجمة أبى موسى فى حرف العين أنه أسلم وهاجر الى الحبشة وقيل رجع الى قومه ولم يهاجر الى الحبشة وهذا قول الاكثر فان موسى ابن عقبة وابن اسحق والواقدى لم يذكروه فى مهاجرة الحبشة اه وقيل لا وفادة له قبل هذه والاصح أن الاشعريين وفدوا من اليمن سنة سبع وصادفت سفينتهم سفينة جعفر عليه‌السلام ومن معه من المهاجرين رضى الله عنهم عائدين من الحبشة وقدموا معهم الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخيبر بعد فتحها وكانوا نيفا وخمسين نفرا فاسهم لهم من غنائمها وقال لهم رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (من أين جئتم) قالوا من زبيد قال (بارك الله فى زبيد) قالوا وفى رمع قال (بارك لله فى زبيد) قالوا وفى رمع (قال بارك الله فى رمع) ورمع وادى زبيد كثير المزروعات تربته طيبة سريعة الانبات خيراته ظاهرة تنحدر اليه السيول من جهات الجبال وزبيد مدينة مباركة دار العلم والصلاح اشتهر منها العلماء العاملون من الفقهاء والمحدثين فى كل عصر وطار فضلهم الى كل مصر ببركة دعائه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اه
    فصل فى وفد همدان
    وهم كما قال ابن خلدون اعظم قبائل العرب باليمن ولهم الغلبة على أهله والكثير من حصونه وفد عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مائة وعشرون راكبا فيهم مالك بن النمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك الارحبى الهمدانى الملقب بذى المشاعر وارجب بطن من همدن وكان شاعرا مجيدا ومنهم عمرو ابن مالك الخارفى وضمام بن مالك بكسر الضاد المعجمة السلمانى بطنان من همدان لقوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرجعه من تبورك وعليهم مقطعات الحبرات بكسر الحاء المهملة ثياب مخططه من برود اليمن والعمائم العدنية على الرواحل المهرية والارحبية وكان مالك ورجل اخرير تجزان بالقوم احدهما يقول
    همدان خير سوقة وأقيال
    ليس لها فى العالمين أمثال

    محلها الهضبة ومنها الابطال
    لها أطابات بها وآكال

    ويقول الاخر
    اليك جاوزن سود الريف
    فى هبواب الصيف والخريف



    مخطمات بحبال الليف
    فقام مالك بن النمط بين يدى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال نصية من همدان من كل حاضر وباد أتوك على قلص نواج متصلة بحبائل الاسلام لا تأخذهم فى الله لومة لائم من مخلاف خارف ويام وشاكر أهل السود والقود أجابوا دعوة الرسول وفارقوا آلهات الانصاب عهدهم لا ينقض ما أقام لعع (1) وما جرى اليعفور بصلع
    ومن شعره رضى الله عنه
    ذكرت رسول الله فى فحمة الدجى
    ونحن باعلا رحرحان وصلدد

    وهن بنا خوص طلائح تعتلى
    بركبانها فى لاحب متمدد

    على كل فتلاء الذراعين جسرة
    تمر بنا مر الهجيف (2) الخفيدد

    حلفت برب الرقصات الى منى
    صوادر بالركبان من هضب قردد

    بأن رسول الله فينا مصدق
    رسول اتى من عند ذى العرش مهتدى

    فما حملت من ناقة فوق رحلها
    أشد على أعدائه من محمد

    وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه
    وأمضى بحد المشرفى المهند

    وكتب معه لشعب همدان وأمره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على من أسلم من قومه رضى الله تبارك وتعالى عنهم أجمعين اه من سيرة ابن هشام وفى الاصابة فى ترجمة مالك بن مرارة أخرج البغوى من طريق مجالد بن سعيد قال لما انصرف مالك بن مرارة الرهاوى الى قومه كتب معه النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوصيكم به خيرا فانه منظور اليه قال فجمعت له همدان ثلاث عشرة وستة وسبعون بعيرا اه وقد ثبتت همدان كلها على الاسلام لم يرتد منها أحد قال الحافظ بن حجر فى الاصابة عصمهم الله بعبد الله بن مالك الارحبى الصحابى له هجرة وفضل فى دينه فاجتمعت اليه همدان وقام فيهم خطيبا فقال يا معشر همدان انكم لم تعبدوا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انما عبدتم رب محمد وهو الحى الذى لا يموت غير أنكم أطعتم الله ورسوله بطاعة الله وأعلموا أنّه استنقذكم من النار ولم يكن الله ليجمع أصحابه على ضلالة وذكر ابن اسحاق له خطبه طويلة يقول فيها
    لعمرى لئن مات النبى محمد
    لما مات يابن القيل رب محمد

    دعاه اليه ربه فأجابه
    فياخير غورى ويا خير منجد

    __________________
    (1) اسم جبل وصلع الارض الملسا اه من الروض الانف
    (2) الخفيد ولد النعامة والهجيف الضخم من الروض الانف

    وفى ترجمة مران بن ذى عمير بن أبى مران الهمدانى كان من ملوك همدان وأسلم فيمن أسلم منهم ونقل عن ابن اسحاق أن أهل اليمن لما سمعوا بوفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تكلم سفها همدان بما كرهه حلماؤهم فقال عبد الله بن مالك الارحبى فذكر كلامه ثم قام مران فقال يا معشر همدان إنكم لم تقاتلوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يقاتلكم فاصبتم بذلك الخط ولبستم به العافية ولم يعمكم بلعنة تفضح أوائلكم وتقطع دابركم وقد سبقكم قوم الى الاسلام وسبقتم قوما فاستمسكتم ولحقتم من سبقكم وان اضعتموه لحقكم من سبقتموه فاجابوه الى ما أحب وأنشد له ابياتا رئى فيها النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول فيها
    أن حزنى على الرسول طويل
    ذاك منى على الرسول قليل

    بكت الارض والسماء عليه
    وبكاه خديمه جبريل اه

    ومثله أيضا فى ترجمة عبد الله بن مالك وأما الذى فى ترجمة عبد الله بن سلمة الهمدانى فهو :
    أنه حينما بلغ همدان وفات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعثوا وفدا منهم الى المدينة فدخلوا على أبى بكر وقال عبد الله بن سلمة المترجم له يا معشر قريش انكم لم تصابوا بالنبى دون سائر العرب لانه لم يكن لاحد دون أحد غير انا معترفون للمهاجرين بفضل هجرتهم وللانصار بفضل نصرتهم وأنشد
    إن فقد النبى جزعنا اليو
    م فدته الاسماع والابصار

    ما أصيبت به الغداة قريش
    لا ولا أفردت به الانصار

    فعليه‌السلام ما هبت الريح
    ومدت جنح الظلام أنوار اه أصابه

    فصل فى وفد دوس
    ينتهى نسبهم الى الازد قال ابن اسحاق كان الطفيل بن عمرو الدوسى يحدث أنه قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل الهجرة بمكة فمشى اليه رجال من قريش وكان الطفيل رجلا شريفا شاعرا لبيبا كثير الضيافة فقالوا له انك قدمت بلادنا وهذا الرجل الذى بين أظهرنا فرق جماعتنا وشتت آرءنا وانما قوله كالسحر يفرق بين المرء وابنه وأخيه وزوجه وانا نخشى عليك وعلى قومك ما قد دخل علينا من الكلام فلا تكلمه ولا تسمع منه قال فو الله ما زالوا بى حتى عزمت أن لا أسمع منه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا ولا أكلمه حتى حشوت فى أذنى كرفسا أى قطنا فرقا من أن يبلغنى شىء فغدوت الى المسجد فاذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائما يصلى عند الكعبة فقمت قريبا منه فأبى الله الا أن يسمعنى بعض قوله فسمعت

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 6:06 am

    كلاما حسنا فقلت وائكل أمى والله انى لرجل لبيب شاعر ما يخفى على الحسن من القبيح فما يمنعنى أن أسمع من هذا الرجل ما يقول فان كان يقول حسنا قبلت وان كان قبيحا قمت قال فمكث حتى قام صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى بيته فتبعته حتى اذا دخل بيته دخلت عليه فقلت يا محمد ان قومك قد قالوا لى كذا وكذا فو الله ما برحوا يخوفونى أمرك حتى سددت أذنى كرفسا لاجل أن لا أسمع قولك فاعرض على أمرك فعرض صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الاسلام وتلا على القرآن سورة الاخلاص والمعوذتين فلا والله ما سمعت قولا قط أحسن منه ولا أمرأ ولا أعدل منه فاسلمت وشهدت شهادة الحق وقلت يا رسول الله انى امرؤ مطاع فى قومى وانى راجع اليهم فداعيهم الى الاسلام فادع الله أن يجعل فى اية فدعا وقال «اللهم اجعل له اية» وفى زوايا؟؟؟ نورا قال فخرجت الى قومى حتى اذا كنت بثنيته تطلعنى على الحاضرة وقع نور بين عينى مثل المصباح فقلت اللهم فى غير وجهى إنى أخشى أن يقولوا أنها مثلة وقعت فى وجهى لفراقى دينهم قال فتحول فوقع فوق رأس سوطى كالقنديل المعلق وأن اهبط اليهم من الثنية حتى جئتهم وأصبحت فيهم فلما جئت أتانى أبى وكان شيخ كبيرا فقلت اليك عنى يا أبت فلست منى ولست منك قال ولم يا بنى قلت قد أسلمت وتابعت دين محمد قال يا بنى فدينى دينك قال فقلت فاذهب واغتسل وطهر ثيابك ثم تعال أعلمك ما علمت قال فذهب فاغتسل وطهر ثيابه ثم جاء فعرضت عليه الاسلام فأسلم ثم أتتنى صاحبتى فقلت لها اليك عنى فلست منك ولست منى قالت لم قلت فرق الاسلام بينى وبينك أسلمت وتابعت محمدا فقالت فدينى دينك فأسلمت ثم دعوت دوسا الى الاسلام فأبطؤا على فجئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمكة فقلت يا نبى الله إنه قد غلبنى على دوس الزنا فادع الله عليهم فقال «اللهم اهد دوسا» زا البخارى «وأت بهم» ثم قال ارجع الى قومك فادعهم الى الله وارفق بهم فرجعت اليهم فلم أزل بارض دوس ادعوهم الى الله ثم قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنزلت المدينة بسبعين بيتا وفى رواية بثمانين بيتا من دوس ثم لحقت برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخيبر فلما رآنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال «مرحبا باحسن الناس وجوها وأطيبهم أفواها» أى كلاما «وأعظمهم أمانة» وأسهم لنا مع المسلمين وهذا يدل على اسلامهم قبل الهجرة وقد جزم ابن أبى حاتم بانه قدم مع أبى هريرة بخيبر وهى قدمته الثانية وكانوا فى العدد اربعما ثم لم يزل معه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى فتح الله له مكة فقال ابعثنى يا رسول الله لى صنم عمرو بن حممة حتى أحرقه فبعثه وهدمه وأوقد عليه النار وهو يقول


    يا ذا الكفين لست من عبادك
    ميلادنا أقدم من ميلادك


    انى حشوت النار فى فؤادك
    فلما ارتدت بعض العرب خرج هو وقومه مع المسلمين الى نجد حتى فرغوا من قتال طليحة ثم سار الى اليمامة لقتال مسيلمة ومعه ابنه عمرو فرى رؤيا وهو متوجه الى اليمامة فقال لاصحابه انى رأيت رؤيا فاعبروها لى انى رأيت رأسى قد حلق وأنه خرج من فمى طائر ولقيتنى امرأة فادخلتنى فى فرجها وأن ابنى يطلبنى حثيثا ثم رأيته حبش عنى قالوا خيرا قال أما أنا والله فقد أولتها قالوا بما ذا قال اما حلق رأسى فوضعه وأما الطائر الذى خرج من فمى فروحى وأما المرأة التى أدخلتنى فى فرجها فالارض تحفر لى فأغيب فيها وأما طلب ابنى ايايا وحبسه عنى فانى أراه سيجهد أن يصيبه ما أصابنى فقتل شهيدا باليمامة وجرح ابنه عمرو جراحة شديدة ثم شفى منها واستشهد عام اليرموك فى خلافة عمر رضى الله عنهما ومن شعره بعد ما أسلم وكانت قريش هددته
    ا لا أبلغ لديك بنى لؤى
    على الشنأن والغضب المردى

    بأن الله رب الناس فردا
    تعالى جده عن كل ند

    وأن محمدا عبدا رسولا
    دليل هدى وموضح كل رشد

    وأن الله جلله بهاء
    وأعلى جده فى كل جد

    وفى الفتح عن ابن الكلبى أن حبيب بن عمرو بن حثمة الدوسى كان حاكما على دوس وكذا كان أبوه من قبله عمر ثلاثمائة سنة وكان حبيب يقول انى لأعلم أن للخلق خالقا لكنى لا أدرى من هو فلما سمع بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خرج اليه ومعه خمسة وسبعون رجلا من قومه فاسلم وأسلموا وهذا ببركة دعائه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لدوس
    فصل فى وفد خولان
    وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة عشر فى شعبان عشرة من خولان فقالوا يا رسول الله نحن على من وراءنا من قومنا ونحن مؤمنون بالله عزوجل مصدقون برسوله قد ضربنا اليك آباط الابل وركبنا حزون الارض وسهولها والمنة لله ولرسوله علينا وقدمنا زائرين لك فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أما ما ذكرتم من مسيركم الى فان لكم بكل خطوة خطاها بعير أحدكم حسنة وأما قولكم زائرين لك فان من زارنى بالمدينة كان فى جوارى يوم القيامة» ثم سألهم عن صنم لخولان اسمه عم أنس كانوا يعبدونه فقالوا ابدلنا الله ما جئت

    به وقد بقيت منا بقايا شيخ كبير وعجوز كبيرة متمسكون به ولو قدمنا عليه هدمناه ان شاء الله تعالى فقد كنا منه فى غرور وفتنة فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وما أعظم ما رأيتم من فتنة) قالوا لقد أصابتنا سنة مسنتة حتّى اكلنا الرمة فجمعنا ما قدرنا عليه وابتعنا مائة ثور ونحرناها لذلك الصنم قربانا فى غداة واحدة وتركناها فاكلتها السباع ونحن أحوج اليها من السباع فجاءنا الغيث من ساعتنا ولقد رأينا العشب يوارى الرجال ويقول قائلنا أنعم علينا عم انس وذكروا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما كانوا يقسمون لهذا الصنم من أموالهم وأنعامهم وحرثهم فقالوا كنا نزرع فنجعل له وسطه فنسميه له ونسمى زرعا أخر حجرا أى ناحية لله فاذا مالت الريح بالذى سميناه له اى لله جعلناه لعم أنس ولم نجعله لله فذكر لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن الله أنزل عليه فى ذلك قوله تعالى «وجعلوا الله مما ذرأ من الحرث والانعام نصيبا فقالوا هذا الله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل الى الله وما كان لله ما هو يصل الى شركائهم ساء ما يحكمون» وقالوا كنا نتحاكم اليه فيتكلم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «تلك الشياطين تكلمكم»
    ثم سألوه عن الفرائض الدينية فأخبرهم بها وأمرهم بالوفاء بالعهد وحسن الجوار لمن جاورهم وأن لا يظلموا أحدا فان الظلم ظلمات يوم القيامة ثم ودعوه بعد ايام واجازهم أى أعطى كل واحد اثنتى عشرة ونشا (1) ونصفا ورجعوا الى قومهم فلم يحلو عقدة حتى هدمو صنمهم المسمى بعم أنس
    فصل فى وفادة رسول ملوك حمير
    وفد الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رسول ملوك حمير مالك بن مراه الرهاوى مرجعه من تبول سنة تسع ومعه كتاب الملوك يخبرونه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باسلامهم وهم الحارث بن عبد كلال والنعمان قيل ذى رعين ومعافر وهمدان بعثو اليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بانهم جميعا أسلمو وفارقو الكفر وأهله وقاتلو المشركين فكتب اليهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع رسولهم وقد تقدم فى الفصل الخامس
    فصل فى وفد كندة
    ينتسبون الى كنده لقب جدهم ثور بن عفير وله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جدة منهم وهى أم جده كلاب وفد عليه سنة عشر ثماتون راكبا وقيل ستون وقيل سبعون
    __________________
    (1) النش نصف الاوقية وهو عشرون درهما والاوقية أربعون وقيل النش يطلق على النصف من كل شىء اه نهاية

    فيهم الاشعث بن قيس وكان وجيها مطاعا فى قومه وهو أصغرهم فلما أرادوا الدخول عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سرحوا شعورهم وتكحلوا ولبسوا جيب الحبرة قد سجفوها بالحرير فدخلوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقالوا له أبيت اللعن فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لست ملكا أنا محمد بن عبد الله» قالوا لا نسميك باسمك قال أنا أبو القاسم فقالوا يا أبا القاسم أنا خبأنا لك خبئا فما هو وكانوا خبثوا لرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عين جراده فى ظرف سمن فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «سبحان الله انما يفعل ذلك بالكاهن وان الكاهن والكهانة والتكهن فى النار» فقالوا كيف نعلم أنك رسول الله فأخذ كفا من حصباء فقال «هذا يشهد أنى رسول الله» فسبح الحصى فى يده فقالوا نشهد أنك رسول الله قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ان الله بعثنى بالحق وأنزل على كتابا لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه» فقالوا اسمعنا منه فتلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «والصافات صفا» حتى بلغ «ورب المشارق» ثم سكت بحيث لا يتحرك منه شىء ودموعه تجرى على لحيته فقالوا انا نراك تبكى أمن مخافة من أرسلك «قال خشيتى منه أبكتنى بعثنى على صراط مستقيم فى مثل حد السيف ان زغت هلكت «ثم تلا (ولئن شئنا لنذهين بالذى أوحينا اليك) الاية ثم قال لهم «ألم تسلموا» قالوا بلى قال «فما بال هذا الحرير» فعند ذلك شقوه والقوه ولعلى سجفهم جاوزت الحد الجائز وقال الاشعث ابن قيس لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحن بنوا آكلة المرار وأنت ابن آكلة المرار يعنون جدته أم كلاب كما تقدم أنها من كندة وآكل المرار هو الحارث بن عمرو لقب بذلك لاكله شجرا يقال له المرار فى غزوة غزاها فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لا نحن بنوا النضر بن كنانة لا نقفوا أمنا وننتفى من أبينا أى لا ننتسب الى الامهات ونترك النسب الى الاباء فقال الاشعث بن قيس يا معشر كندة والله لا أسمع رجلا يقولها الا ضربته ثمانين والاشعث هذا ممن ارتد بعد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم عاد الى الاسلام فى خلافة أبى بكر فانه حوصر وجىء به أسيرا فقال لأبى بكر حين أراد قتله استبقنى لحروبك وزوجنى أختك فزوجه أخته أم فروة وعاد الى الاسلام فدخل سوق الابل بالمدينة واخترط سيفه فجعل لا يرى جملا الا عرقبه فصاح النّاس كفر الاشعث فلما فرغ طرح سيفه وقال والله ما كفرت الا أن الرجل يعنى أبا بكر زوجنى أخته ولو كنا ببلادنا كانت وليمة غير هذه ثم قال يا أهل المدينة انحروا وكلوا وأنا أعطى أصحاب الابل أثمانها وفى الاصابة عن وبرة

    بن قيس الخزرجى ان الاشعث بن قيس لما خرج من عند أبى بكر بعد أن زوجه سل سيفه فلم يق فى السوق ذات أربع من بعير وفرس وبغل وشاة وثور الا عقرها فقيل لأبى بكر انه ارقد فقال انظروا اين هو فاذا هو فى غرفة من غرف الانصار والناس مجتمعون اليه وهو يقول هذه وليمتى ولو كنت بلادى لأولمت مثل ما يولم مثلى فياخذ كل واحد مما وجد واغدوا عنا تجدوا الاثمان فلم يبق من دور المدينة دار الا ودخله من اللحم فكان ذلك اليوم قد شبه بيوم الاضحى وفى ذلك يقول وبرة المذكور
    لقد أولم الكندى يوم ملاكه
    وليمة حمال لثقل الجرائم

    لقد سل سيفا كان مذ كان مغمدا
    لدى الحر منها فى الطلى والجماجم

    فاغمده فى كل بكر وسابح
    وثور وبغل فى الحشا والقوائم

    فقل للفتى البكرى أما لقيته
    ذهبت باسنى مجد أولاد آدم

    وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم للاشعث هل لك من ولد فقال لى غلام ولد عند مخرجى اليك وددت أن لى به سبعة قال انهم لمجبنة مبخلة وانهم لقرة العين وثمرة الفؤاد وفى الاصابة عن رجل من قريش قال كنا جلوسا على باب مسجد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اذ أقبل وفد كندة فاستشرف له الناس قال فما رأيت أحسن هيئة منهم فلما دخل رجل متوسط منهم يضرب شعره منكبيه فقلت من هذا قالوا الاشعث بن قيس قال فقلت الحمد لله يا أشعث الذى نصر دينه وأعز نبيه وأدخلك وقومك فى هذا الدين كارهين قال فوثب الى عبد حبشى يقال له يحموم فاقسم ليضرينى ووثب عليه جماعة دونى وثار جماعة الانصار فصاح الاشعث به كف فكف عنى ثم استتزار انى الاشعث فوهب لى الغلام وشيئا من فضة ومن غنم فقبلت ذلك ورددت عليه الغلام فمكثوا أياما بالمدينة ينحرون الجزر ويطعمون الناس وقد شهد الاشعث اليرموك بالشام والقادسية وحروب العراق وابلى فيها البلاء الحسن وسكن الكوفة وشهد حروب الصفين مع على عليه‌السلام ومات بعد استشهاده باربعين ليلة وصلّى عليه الحسن بن على عليهما‌السلام وقيل سنة اثنتين وأربعين والله أعلم
    فصل فى وفد تجيب بضم المثناة الفوقية
    بطن من كندة سميت باسم أمهم ثجيب بنت ثوبان بن سليم بن رها من مدحج وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثلاثة عشر رجلا سنة تسع وقد ساقوا معهم صدقات أموالهم التى فرض الله عليهم فسر رسول الله صلّى الله

    عليه وآله وسلّم بهم واكرم مثواهم وقالوا يا رسول الله انا سقنا اليك حق الله فى أموالنا فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ردوها فاقسموها على فقرائكم» قالوا يا رسول الله ما قدمنا عليك الا بما فضل عن فقرائنا فقال أبو بكر يا رسول الله ما قدم علينا وفد من العرب مثل هذا الوفد فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ان الهدى بيد الله عزوجل فمن أراد الله به خيرا شرح صدره للدين» وجعلوا يسألونه عن القرآن والسنن فازداد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رغبة فيهم وأرادوا الرجوع الى أهليهم فقيل لهم ما يعجلكم قالوا نرجع الى من وراءنا فنخبرهم برؤية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وملاقاتنا له وكلامنا اياه ومارد علينا ثم جاؤوا الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فودعوه فأرسل اليهم بلالا فاجازهم بأرفع ما كان بجيزبه الوفود ثم قال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هل بقى منكم أحد قالوا غلام خلفناه على رحالنا وهو أحدثنا سنا فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أرسلوه الينا» فاقبل الغلام حتى أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال يا رسول الله انا من الرهط الذين أتوك آنفا فقضيت حوائجهم فاقض حاجتى قال «وما حاجتك» قال يا رسول الله حاجتى ليست كحاجة أصحابى وان كانوا راغبين فى الاسلام والله ما أخرجنى الا ان تسأل الله ان يغفرلى ويرحمنى وان يجعل غناى فى قلبى فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «اللهم اغفرله وارحمه واجعل غناه فى قلبه» وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من اراد الله به خيرا جعل غناه فى نفسه وتقاه فى قلبه واذا أراد الله بعبد شرا جعل فقره بين عينيه» ثم أمر له بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه ثم انهم بعد ذلك وافوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمنى فى الموسم الا ذلك الغلام فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ما فعل الغلام الذى أتانى معكم» قالوا يا رسول الله ما رأينا مثله قط ولاحدثنا باقنع منه بما رزقه الله لو ان الناس اقتسموا الدنيا ما نظر نحوها ولا التفت اليها «فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «الحمد لله انى لارجو ان يموت جميعا» فقال رجل منهم أوليس يموت الرجل جميعا قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «تتشعب اهواؤه وهمومه فى اودية الدنيا فلعل اجله يدركه فى بعض تلك الاودية فلا يبالى الله عزوجل فى ايها هلك» قالوا فعاش ذلك الرجل فينا على أفضل حال وازهده فى الدنيا واقنعه بما رزق فلما انتقل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى الرفيق الاعلا ورجع من رجع من أهل اليمن عن الاسلام قام فى قومه فذكرهم الله والاسلام فلم يرجع أحد منهم وكان أبو بكر رضى الله عنه يذكره ويسأل عنه حتّى

    بلغه حاله وما قام به فكتب الى زياد بن لبيد عامل حضر موت يوصيه به خيرا اه وأخرج البزار فى مسنده والطبرانى فى الكبير عن عبد الله بن سندر مرفوعا اسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها وتجيب اجابت الله اه من محجة القرب
    فصل فى وفد الازد
    وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قوم من الازد ينسبون الى جدهم الاعلا وهو لازد بن يغوث بن نبت بن مالك بن ادد بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان روى أبو نعيم عن سويد ابن الحارث الازدى قال وفدت سابع سبعة من قومى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلما دخلنا عليه وكلمناه أعجبه ما رأى من سمتنا فقال ما أنتم أى ما صفتكم قلنا مؤمنون فتبسم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال «ان لكل قول حقيقة فما حقيقة قولكم وايمانكم» قلنا خمس عشرة خصلة خمس منها أمرتنا رسلك ان نؤمن بها وخمس أمرتنا أن نعمل بها وخمس تخلقنا بها فى الجاهلية فنحن عليها الا أن تكره شيئا منها فنتركه فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ما الخمسر التى أمرتكم بها رسلى) قلنا أمرتنا أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وما الخمس الذى أمرتكم بها رسلى أن تعملوا بها) قلنا أمرتنا أن نقول لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونقيم الصلاة ونوتى الزكاة ونصوم رمضان ونحج البيت ان استطعنا اليه سبيلا فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (وما الخمس التى تحلقتم بها فى الجاهلية) قلنا الشكر عند الرخاء والصبر عند البلاء والرضاء بمر القضاء والصدق فى مواطن اللقا وترك الشماتة بالاعدا فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «حكماء علماء كادوا من فقههم؟؟؟ أن يكونوا انبياء» ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «وأنا ازيدكم خمسا فتتم لكم عشرون خصلة ان كنتم كما تقولون لا تجمعوا ما لا تأكلون ولا تبنوا ما لا تسكنون ولا تنافسوا فى شىء انتم عنه غدا زائلون واتقو الله الذى اليه ترجعون وعليه تعرضون وارغبوا فيها عليه تقدمون وفيه تحلدون ، فانصرفوا وقد حفظوا وصيته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعملوا بها توفيقا من الله ببركة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اللهم ارزقنا دوام محبته ومحبة آله وأصحابه الطيبين الطاهرين أمين
    فصل فى وفد مراد
    قال ابن اسحاق قدم فروة بن مسيك المرادى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مفارقا لملوك كندة ومباعدا لهم الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان قبيل

    الاسلام بين مراد وهمدان وقعة اصابب فيها همدان من مراد ما أرادوا حتى أتخوهم فى يوم كان يقال له يوم الردم فكان الذى قادهم الى مراد فى ذلك اليوم الاجدع ابن مالك وقال بن هشام الذى قاد همدان هو مالك بن حزم الهمدانى قال ابن اسحاق وفى ذلك اليوم يقول فروة بن مسيك المرادى
    مررن على لفات وهى خوص
    ينازعنا الاعنة ينتحينا

    فأن نغلب فغلابون قدما
    وان نغلب فغير مغلبينا

    وما ان طبنا جبن ولكن
    منايانا وطعمة آخرينا

    كذاك الدهر دولته سجال
    تكر صروفه حينا فحينا

    فبينا ما نسر به ونرضى
    ولو لبست غضارته سنينا

    اذا انقلبت به كرات دهر
    فالفيت الألى غبطوا طحينا

    فمن يغبط بريب الدهر منهم
    يجد ريب الزمان له خؤنا

    فلو خلد الملوك اذا خلدنا
    ولو بقى الكرام اذا بقينا

    فافنى ذلكم سروات قومى
    كما أفنى القرون الاولينا

    قال ابن اسحاق ولما توجه فروة بن مسيك الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مفارقا لملوك كندة قال
    لما رأيت ملوك كندة أعرضت
    كالرجل خان الرجل عرق نائها

    قربت راحلتى أؤم محمدا
    أرجوا فواضلها وحسن ثرائها

    قال ابن اسحاق فلما انتهى الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال له فيما بلغنى «يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم «قال يا رسول الله من ذا يصيب قومه ما أصاب قومى يوم الردم ولا يسؤه ذلك فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أما ان ذلك لم يزد قومك فى الاسلام الا خيرا (1) واستعمله النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم على مراد وزبيد ومذحج كلها وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة فكان معه فى بلاده حتى توفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال بن سعد واجازه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باثنتى عشرة اوقية وحمله على بعير نجيب واعطاه حلة من نسيج عمان وثبت على الاسلام يغير بمن اطاعه على من ارتد من اليمن اه
    فصل فى وفد زبيد بضم الزاى المعجمة وفتح الباء الموحده
    وهى قبيلة من قبائل مذحج جنوب صنعاء ما زالت باقية باسمها الى الان وفد على رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد زبيد فيهم عمر ابن معدى كرب
    __________________
    (1) ذكر هذا الحديث فى مجمع الزوائد وقول رواه أحمد والطبرانى

    الزبيدى وكان عمرو قد قال لقيس بن مكشوح المرادى وهو ابن اخته كما فى الاصابة فى ترجمة قيس المذكور لانه اسلم وحسن اسلامه حين انتهى اليهم أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يا قيس انك سيد قومك وقد ذكر لنا ان رجلا من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز يقال انه نبى فانطلق بنا اليه حتى نعلم علمه فان كان نبيا كما يقول فانه لن يخفى عليك اذا لقيناه وان كان غير ذلك علمنا علمه فابى عليه قيس ذلك وسفه رأيه فركب عمر بن معدى كرب حتى قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأسلم وصدقه وآمن به فلما بلغ ذلك قيس بن مكشوح توعد عمر او تحطم عليه وقال خالفنى وترك رأيى فقال عمرو فى ذلك
    أمرتك يوم ذى صنعآء
    امرا باديا رشده

    امرتك باتقاء الله
    والمعروف تتعده

    فكنت كذى الحمير
    غره بما به وثده

    وقال من قصيدة
    ا عاذل عدتى سيفى ورمحى
    وكل مقلص سلس القيادى

    ا عاذل انما أفنى شبابى
    اجابتى الصريخ الى المنادى

    مع الابطال حتى سل جسمى
    واقرح عاتقى حمل البجادى؟؟؟

    ويبقى بعد حكم القوم حكمى
    ويفنى قبل زاد القوم زادى

    تمنى ان يلاقينى قيس
    وددت واينما منى ودادى

    فبمن ذا عازرى من ذى سفاه
    يرود بنفسه منى المراد

    اريد حياته ويريد قتلى
    عذيرك من خليلك من مرادى

    وقال قيس فى عمرو
    فلو لاقيتنى لاقيت قرنا
    وودعت الحبائب بالسلام

    (قلت يظهر انها عدة ابيات
    ولم اعثر الا على هذا البيت)

    قال ابن اسحاق فاقام عمرو بن معديكرب فى قومه من بنى زبيد وعليهم فروة بن مسيك المرادى فلما انتقل الرسول الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى الرفيق الاعلا ارتد عمرو بن معديكرب وقال حين ارتد مع الاسود العنسى
    وجدنا ملك فروة شر ملك
    حمارا ساف منخره بثفر

    وكنت اذ رأيت ابا عمير
    ترى الحولأ من خبث وغدر

    ثم رجع الى الاسلام وحسن اسلامه وشهد اليرموك وذهبت فيه احدى عينيه ثم بعثه عمر الى العراق لفتح القادسية وهو الذى ضرب خطم الفيل بالسيف فانهزمت

    الاعاجم وكان سبب الفتح
    وفى الاصابة من ترجمته عن مالك بن عبد الله الخثعمى قال ما رأيت اشرف من رجل ـ يعنى عمرا ـ برز يوم اليرموك فخرج اليه علج فقتله ثم انهزموا وتبعهم ثم انصرف الى خباء له عظيم فنزله ودعا بالجفان ودعا اليها واخرج ابو بكر بن ابى شيبة وابن عائذ وابن السكن وسيف بن عمرو والطبرانى وغيرهم بسند صحيح عن قيس ابن أبى حازم قال شهدت القادسيه فكان سعد بن أبى وقاص على الناس فجعل عمرو بن معدى كرب يمر على الصفوف ويقول يا معسر المهاجرين كونوا اسود أشداء وروى الواقدى من طريق عيسى الخياط قال حمل عمرو بن معد يكرب يوم القادسية على الفرس وحده يضرب فيهم بسيفه ثم لحقه المسلمون وقد أحد قوبه وحين بعثه عمر رضى الله عنهما الى العراق كتب الى سعد بن أبى وقاص انى أمددتك بالفى رجل عمرو بن معدى يكرب وطليحة بن خويلد وأمره أن يشاورهما فى الحرب ولا يعصهما من الامر شيئا فان كل صانع أعلم بصناعته وأخرج. الدولابى عن أبى بكر الوجيهى عن أبيه عن ابن صالح بن الوجيه قال فى سنة احدى وعشرين كانت وقعة نهاوند فقتل فيها النعمان بن مقرن رئيس الجيش ثم انهزم المسلمون فقاتل عمرو بن معدى كرب يومئذ حتى كان الفتح فاثبتته الجراحات فمات بقرية رودة وقد جاوز المائة من عمره قال دعبل بن على الخزاعى يرثيه
    لقد عادت الركبان حين تحملوا
    برودة شخصا لاجبانا ولا غمرا

    فقل لزبيد بل لمذحج كلها
    رزئتم أبا ثور قريع الوغى عمرا

    وفى وفاته أقوال ومن شعره رضى الله عنه فى تلبية الحج
    لبيك تعظيما اليك عذرا
    هذى زبيد قد أتتك قسرا


    يقطعن خبتا وجبالا وعرا
    اه من الاصابة
    فصل فى رسول وفد النخع
    وبسند ابن سعد قال أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبى عن أبيه عن اشياخ قالوا بعث النخع رجلين منهم الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وافدين باسلامهم أرطاة بن شرحبيل بن كعب من بنى حارثة بن سعد بن مالك بن النخع والجهيش واسمه الارقم من بنى بكر بن عوف بن النخع فخرجا حتى قدما على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعرض عليهما الاسلام فقبلاه وبايعاه على

    قومهما فاعجب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شأنهما وحسن هيئتهما فقال «هل وراءكما من قومكما مثلكما» قالا يا رسول الله قد خلفنا من قومنا سبعين رجلا كلهم أفضل منا وكلهم يقطع الامر وينفذ الاشياء ما يشاركونا فى الامر اذا كان فدعا لهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولقومهما بخير وقال «اللهم بارك فى النخع» وعقد لارطاة لواء على قومه فكان فى يده يوم القادسية فقتل يومئذ فاخذه أخوه دريد فقتل رضى الله عنهما فاخذ بن الحارث من بنى جذيمة فدخل به الكوة اه
    فصل فى وفد بنى الحرث مع خالد بن الوليد
    تقدم فى الفصل السادس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعث اليهم خالد بن الوليد وأنهم أسلموا على يديه من غير قتال وأنه كتب بذلك الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكتب لخالد أن يقبل مع وفدهم وأقبل خالد بن الوليد رضى الله عنه ومعه وفدهم فى أواخر سنة عشر فيهم قيس ابن الحصين ذى الغصة ويزيد بن عبد المدان ويزيد بن المحجل وعبد الله بن قراد الزيادى وشداد بن عبد الله الفتاتى وعمرو بن عبد الله الضبابى فلما قاموا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وراهم قال من هؤلاء القوم الذين كانهم رجال الهند قيل يا رسول الله هؤلاء رجال بين الحرث بن كعب فلما وقفوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سلموا عليه وقالوا نشهد أنك رسول الله وأنه لا اله الا الله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «وأنا أشهد أن لا آله الا الله» وبعد أن قعدوا مدة يتعلمون فرائض الدين استأذنوه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى الرجوع الى بلادهم فاذن لهم وأمر عليهم قيس اين الحصين ورجعوا الى بلادهم فاذن لهم وأمر عليهم قيس بن الحصين ورجعوا الى قومهم فى بقية شوال أو فى هلال القعدة وبعث اليهم بعد رجوع وفدهم عمرو بن حزم يفقهم فى الدين ويعلمهم السنة ومعالم الاسلام وياخذ منهم صدقاتهم وكتب له كتابا عهد اليه فيه عهده وأمره فيه بامره وفيه بيان صدقات أموالهم وبيان الديات والجايات والقصاص والحج وغير ذلك من الواجبات الدينية وقد تقدم فى الفصل الخامس وهو مرسل لعموم أهل اليمن والله اعلم وكان بنو عبد المدان من أشراف اليمن قال الشاعر
    ولو انى بليت بهاشمى
    خؤلته الى عبد المدان

    لهان على ما القى
    ولكن تعالوا فانظروا بمن ابتلانى

    ولما ارسل معاوية بسر بن ارطاة الى اليمن ليقتل شيعة على فيها قتل عبد الله بن عبد المدان احد وفد بنى الحارث وابنه مالك وبنى ابنته ولدى عبيد الله بن عباس

    الصغيرين بمدية له وقال عبد الله بن جعفر يرثى عبد الله وابنه
    ولو لا ان تعنفنى قريش
    بكيت على بنى عبد المدان

    فانهم اشد الناس فجعا
    وكلهم لبيت المجدبان

    لهم ابوان قد علمت يمان
    على آبائهم متقدمان

    وذكر وثيمة ان عبد الله قام فى قومه بعد النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنهاهم عن الردة اه وقد تقدم نقلا عن الكنز فى حديث رواه ابن ماجه وسيف أن أهل بحران ثبتوا على الاسلام بعد وفاة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم يرتدوا اه
    فصل فى وفد ازدشنوءة
    وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جمع من الازد فيهم صرد بن عبد الله وكان افضلهم فأمره على من اسلم من قومه وان يجاهد بمن اسلم من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن فخرج حتى نزل بمخلاف جرش وهى مدينة بها قبائل اليمن فحاصرها المسلمون قريبا من شهر ثم رجعوا عنها حتى اذا كانوا بجبل يقال له كشر فلما وصلوا ذلك المحل ظن أهل جرش ان المسلمين انما رجعوا عنهم منهزمين فخرجوا فى طلبهم حتى إذا ادركوهم عطف المسلمون عليهم فقتلوهم القتل الذريع وقد كان أهل جرش بعثوا رجلين منهم الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة يرتادان اى ينظران الاخبار فبينماهما عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذ قال «بأى بلاد الله شكر» فقام الرجلان فقالا يا رسول الله ببلادنا جبل يقال له كشر فقال «انه ليس بكشر ولكنه شكر» قالا فما شأنه يا رسول الله قال «ان بدن الله لتنحر عنده الان» يعنى تقتل قومهم اطلق البدن عليهم على سبيل الاستعارة أو التشبيه البليغ والمعنى ان قومكما الذين هم كالبدن فى عدم الادراك حيث لم يؤمنوا وحاربوا المسلمين ينحرون نحر البدن فجلسا الى أبى بكر وعثمان رضى الله عنهما فقالا لهما ويحكما ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينعى لكما قومكما اى يخبركما بموتهم فقوما اليه فاسألاه ان يدعو الله عن قومكما فسألاه ذلك فقال «اللهم ارفع عنهم» ثم خرجا من عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راجعين الى قومهما فوجدا قومهما قد اصيبوا فى اليوم والساعة التى قال فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما قال ثم بعد ذلك وفد عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد جرش مسلمون فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «مرحبا بكم أحسن الناس وجوها أنتم منى وأنا منكم» وحمى لهم حما حول قريتهم على اعلام معلومة للفرس والراحلة ولبقرة الحرث فمن رعاه من الناس فماله سحت فقال رجل من الازد فى تلك الغزوة وكانت خثعم

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 6:08 am

    تصيب من الازد فى الجاهلية وكانوا يعدون فى الشهر الحرام
    يا غزوة ما غزونا غير خائبة
    فيها البغال وفيها الخيل والحمر

    حتّى اتينا جريشا فى مصانعها
    وجمع خثعم قد شاعت لها النذر؟؟؟

    إذا وضعت خيلا كنت احمله
    فما ابالى جاؤا بعد أم كفروا

    فصل فى وفد عذره
    قبيلة من اليمن من قضاعة روى الواقدى أنهم وفد وافى صفر سنة تسع وكانوا اثنا عشر رجلا منهم حمزة بن النعمان وسعيد وسليم أبنا مالك هكذا فى الاصابة وحمزة ابن النعمان هذا قال الكلبى هو اول من قدم بصدقة قومه الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال الطبرى هو سيد بنى عذرة وحين قدم بصدقة قومه اقطعه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حصر قوسه ورمية سوطه من وادى القرى فنزلها الى ان مات ولما قدموا رحب بهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال «من القوم» فقال متكلمهم من لا تنكر نحن بنو عذرة اخوة قصى لامه نحن الذين عضدا قصيا وازاحوا من بطن مكة خزاعة وبنى بكر ولناقرابات وارحام فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «مرحبا بكم وأهلا ما اعرفنى بكم فما يمنعكم من تحية الاسلام» قالوا كنا على ما كان عليه آباؤنا وجئنا مرتادين لأنفسنا ولقومنا فإلى ما تدعوا؟ قال «الى عبادة الله وحده لا شريك له
    وان تشهدوا انى رسول الله الى الناس كافة» فقال متكلمهم فما وراء ذلك من الفرائض فأخبرهم بحميعها فقالوا الله أكبر نشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله قد اجبناك الى ما دعوت اليه ونحن اعوانك وانصارك يا رسول الله وقالوا له يا رسول الله ان متجرنا الشام وبه هرقل فهل أوحى اليك فى امره بشىء فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ابشروا فان الشام ستفتح عليكم ويهرب هرقل الى ممتنع بلاده» ونهاهم عن سؤال الكاهنة وعن الذبائح التى كانوا يذبحونها واخبرهم ان ليس عليهم الا الاضحية فاقاموا أياما بدار رملة بنت الحرث النجارية كانت دارها تنزل فيها الوفود ثم انصرفوا بعد ان اعطاهم الجائزة وهى العطية والتحفة كما فى القاموس اه
    فصل فى وفد صداء من عرب اليمن
    قال ياقوت الحموى صدا تقع شمال صنعاء وتبعد عنها نحواتين وأربعين فرسخا باسم ابن القبيلة وسبب وفادتهم أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هيأ بعثا اربعمائة من المسلمين واستعمل عليهم قيس بن سعد بن عبادة رضى الله عنهما ودفع له لواء أبيض وراية سوداء وأمره أن يطأ ناحية من بلاد صدا فقدم على

    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجل منهم اسمه زياد بن الحارث الصدانى فلما علم أن الجيش ذاهب الى فتح بلاده أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال يا رسول الله جئتك وافدا عمن ورائى فاردد الجيش وأنا لك بقومى فرد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قيس بن سعد من صدر قناة وخرج الصدائى الى قومه فقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خمسة عشر رجلا منهم فقال سعد بن عبادة يا رسول الله دعهم ينزلون على فنزلوا عليه فحياهم وأكرمهم وكساهم ثم راح بهم الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فبايعوه على الاسلام فقالوا نحن لك على من ورائنا من قومنا فرجعوا الى قومهم ففشا الاسلام فيهم فوافى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منهم مائة رجل فى حجة الوداع ذكر هذا الواقدى عن بعض بنى المصطلق وذكر عن حديث الصدائى انه هو الذى قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال له أردد الجيش وأنا لك بقومى فرده قال وقدم وفد قومى عليه فقال لى يا أخا صدا انك لمطاع فى قومك قال قلت بلى يا رسول الله من الله عزوجل ومن رسوله (فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أؤمرك عليهم) فقلت بلى يا رسول الله فكتب لى بذلك فقلت يا رسول الله مرلى بشىء من صدقاتهم قال نعم فكتب لى كتابا أخر قال زياد وكنت معه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى بعض أسفاره وكنت رجلا قويا فلزمت غرزه أى ركابه وجعل أصحابه بتفرقون عنه فلما كان السحر قال أذن يا أخا صدا فاذنت على راحلتى ثم سرنا حتى نزلنا فذهب لحاجته ثم رجع فقال «يا أخا صداء هل معك ماء» قلت معى شىء فى اداوتى وهى اناء من جلد صغير قال «هاته» فجئته به قال «صب» فصببت ما فى الاداوة فى القعب أى القدح الكبير وجعل أصحابه يتلاحقون ثم وضع كفه على الاناء فرأيت من بين كل أصبعين عينا تفور ثم قال «يا أخا صداء لولا أنى استحى من ربّى عزوجل لسقينا وأسقينا» اى من غير نهاية ثم توضأ وقال «أذن فى أصحابى من كانت له حاجة بالوضوء» بفتح الواو «فليرد» قال فورد الناس من أخرهم ثم جاء بلال يقيم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «إن أخا صداء قد أذن ومن أذن فهو يقيم» قال فاقمت ثمّ تقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فصلى بنا فلما سلّم من صلاته قام رجل يشكو من عامله فقال يا رسول الله ان أخذنا بكل شىء كان بيننا وبينه فى الجاهلية فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لا خير فى الامارة لرجل مسلم» ثم قام رجل أخر فقال يا رسول الله اعطنى من الصدقة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ان الله لم يكل قسمها الى ملك مقرب ولا

    نبى مرسل جزءها على ثمانية أجزاء فان كنت جزأ منها أعطيتك وان كنت غنيا فانما هو صداع فى الرأس وداء فى البطن» ثم قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دلنى على رجل من قومك استعمله فدللته على رجل منهم فاستعمله وقلت يا رسول الله ان لنا بئرا إذا كان الشتاء كفانا ماؤها وان كان الصيف قل علينا فتفرقنا على المياه والاسلام اليوم فينا قليل ونحن نخاف فادع الله عزوجل لنا فى بئرنا فقال رسول الله (ناولنى سبع حضيات) فناولته فعركهن بيده الشريفة ثم دفعهن الى وقال ذا انتهيت اليها فالق فيها حصاة حصاة وسم الله قال ففعلت فما أدركنا لها قعرا حتى الساعة اه
    فصل فى وفد بهراء
    بطن من قضاعة ذكر الواقدى عن كريمة بنت المقداد الاسود الكندى رضى الله عنه قالت سمعت أمى ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب تقول قدم وفد بهرآء من اليمن سنة تسع على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهم ثلاثة عشر رجلا فاقبلوا يقودون رواحلهم حتى انتهوا الى باب المقداد ونحن فى منزلنا نبنى جذية فخرج اليهم المقداد فرحب بهم فانزلهم وجاءهم بحفنة من حيس قد كنا لنجلس عليها فحملها المقداد وكان كريما على الطعام فاكلوا منها حتى نهلوا وردت الينا القصعة وفيها أكل فجمعنا تلك الاكل فى قصعة صغيره ثم بعثنا بها الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع سدرة مولاتى فوجدته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى بيت ام سلمه فقالت ضباعة ارسلت بهذا اقال «سدرة» قلت نعم يا رسول الله قال «ضعى» ثم قال «ما فعل ضيف ابى معبد» قلت عندنا قالت فاصاب منها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكلا هو ومن معه فى البيت حتى نهلوا واكلت معهم سدرة ثم قال «اذهبى بما بقى الى ضيفكم» قالت سدرة فرجعت بما بقى فى القصعة الى مولاتى قالت فاكل منها الضيف ما أقاموا نرددها عليهم وما تفيض حتى جعل القوم يقولون يا ام معبد انك لتنهلنا من أحب الطعام الينا ما كنا نقدر على مثله هذا الا فى الحين وقد ذكر لنا ان الطعام ببلادكم انما هو العلق ونحوه ونحن عندك فى الشبع فاخبرهم ابو معبد بخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه اكل منها ثم ردها فهذه بركة اصابع النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجعل القوم يقولون نشهد انه رسول الله وازدادوا يقينا وذلك الذى اراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتعلموا الفرائض واقاموا اياما ثم جاؤا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وودعوه وامر لهم بالجوائز وانصرفوا الى اهليهم

    فصل فى وفد غامد
    هى قبيلة من الازد بجبال السراة من اليمن قدم عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة عشر من غامد فنزلوا فى بقيع الغرقد وفيه يومئذ أثل وطرفاء ثم انطلقوا الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلفوا أصغرهم فى رحالهم فاقروا بالاسلام وسلموا على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكتب لهم كتابا فيه شرائع الاسلام وقال لهم «من خلفتم فى رحالكم» قالوا أحدثنا سنا قال «فانه قد نام عن متاعكم حتى أتى آت فاخذ عيبة أحدكم» فقال أحدهم ما لاحد عيبة غيرى فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «قد أخذت وردت الى موضعها» فخرجوا حتى أتوا رحالهم فسألو الذى خلفوه فقال فزعت من نومى ففقدت العيبة فقمت فى طلها فاذا رجل كان قاعدا فثار يعد ومنى فانتهيت الى حيث ينتهى فاذا اثر حفر واذا هو قد غيب العيبة فاستخرجتها فقالوا نشهد أنه رسول الله فانه قد أخبرنا خبرها وانها قد ردت فرجعوا وأخبروه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وجاء الغلام الذى خلفوه فاسلم وأمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبى من كعب أن يعلمهم قرآنا ثم أجازهم كما يجيز الوفود وانصرفوا الى بلادهم اه
    فصل فى وفد سعد هذيم
    قبيلة من قضاعة من قبائل اليمن كما فى تاريخ الخميس عن النعمان قال قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وافدا فى نفر من قومى وقد أوطأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم البلاد أى جعلها موطؤة قهرا وغلبة واستولى عليها والناس صنفان إما داخل فى الاسلام راغب فيه وأما خائف من السيف فنزلنا ناحية من المدينة ثم خرجنا نؤم المسجد حتى انتهينا الى بابه فنجد رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم يصلى على جنازة فى المسجد وهى سهل بن بيضاء فقمنا خلفه ولم ندخل مع الناس فى صلاتهم وقلنا حتى يصلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونبايعه ثم انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنظر الينا فدعا بنا فقال «ممن أنتم» فقلنا بنى سعد بن هذيم فقال «أمسلمون أنتم؟» قلنا نعم فقال «هل صليتم على أخيكم؟» فقلنا يا رسول الله ظننا ان ذلك لا يحوز لنا حتى نبايعك فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أينما أسلمتم فانتم مسلمون» قال فأسلمنا وبايعنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم انصرفنا الى رحالنا وقد كنا خلفنا عليها أصغرنا فبعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى طلبنا فأتى بنا اليه فتقدم صاحبنا فبايعه على الاسلام فقلنا يا رسول الله انه أصغرنا وأنه خادمنا فقال

    «أصغر القوم خادمهم بارك الله عليه» قال النعمان فكان والله خيرنا وأقرأنا للقران لدعاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم أمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علينا فكان يؤمنا فلما أردنا الانصراف امر بلالا فاجازنا باواق اه
    فصل فى وفادة فيرون الديلمى رضى الله عنه
    وهو من ابناء فارس الذين بعثهم كسرى الى اليمن مع سيف بن ذى يزن فنفوا الحبشة عن اليمن فلما بلغهم امر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد فيروز بن الديلمى على النبى وفدا عن باذان نائب كسرى على اليمن فاسلم وسمع منه وروى عنه احاديث فمن اهل الحديث من يقول حدثنا فيروز بن الديلمى وبعضهم يقول الديلمى وهو واحد يعنون فيروز بن الديلمى وسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن شراب القمح فقال «أيسكر» قال نعم قال «لا تشربوه» فقال يا رسول الله انا بارض باردة وانا نستعين بشرابه فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ا يسكر» قال نعم قال «فلا تشربوه» فقال فيرون فانهم لا يصبرون عنه قال «فان لم يصبروا فاقتلهم» وكان يكنى فيروز ابا عبد الله وكان فيمن قتل الاسود الكذاب الذى ادعى النبوة فى اليمن فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قتله الرجل الصالح فيروز الديلمى ومات فى خلافة عثمان رضى الله عنه
    فصل فى وفد النخع بفتح النول والخاء المعجمتين
    وهم أخر الوفود وكانت وفادتهم سنة احدى عشرة فى النصف من المحرم وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مائتا رجل مقرين بالاسلام وقد كانوا بايعوا معاذ بن جبل رضى الله عنه وعنهم فقال رجل منهم يقال له زرارة بن عمرو يا رسول الله انى رأيت فى سفرى هذا عجبا وفى رواية رأيت رؤيا هالتنى قال وما رأيت قال رأيت اتانا نركبها فى الحى ولدت جديا اى وهو ولد المعز أسفع أحوى والاسفع الذى سواده مشرب بحمرة والاحوى ليس شديد السواد فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هل تركت لك امة مصرة على حمل قال نعم قال فانها قد ولدت غلاما وهو ابنك قال يا رسول الله فما له اسفع احوى قال «ادن منى ، فدنا منه فقال هل بك برص تكتمه قال والذى بعثك بالحق ما علم به أحد ولا اطلع عليه غيرك قال هو ذاك قال يا رسول الله ورأيت النعمان من المنذر أى وهو ملك عرب الحيرة عليه قرطان أى والقرط ما يكون فى شحمة الاذن ودملجان بضم اللام وفتحها ومسكتان بفتح الميم والسين المهملة قال ذلك ملك العرب رجع الى أحسن زيه وبهجته قال يا رسول الله ورأيت عجوزا شمطاء أى يخالط شعر رأسها الابيض شعر اسود

    خرجت من الارض قال تلك بقية الدنيا قال ورأيت نارا أخرجت من الارض فحالت بينى وبين ابن لى يقال له عمرو وهى تقول لظى لظى بصير واعمى اطعمونى أكلكم وأهلكم ومالكم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلك فتنة تكون فى أخر الزمان» قال يا رسول الله وما الفتنة قال «يقتل الناس إمامهم ويشتجرون اشتجار أطباق الرأس» أى يشتبكون فى الفتنة اشتباك أطباق الرأس وخالف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين أصابعه «يحسب المسىء فيها أنه محسن ويكون دم المؤمن عند المؤمن أسهل» وفى رواية «أحلى من شرب الماء وان مات ابنك أدركت الفتنة وان مت أنت أدركها ابنك» قال يا رسول الله ادع الله إنى لا أدركها فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «اللهم لا تدركها اياه» فمات وبقى ابنه عمرو ولم يجتمع بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو تابعى وكان ممن خلع عثمان قلت وفى الاصابة بترجمة أرطاة ما نصه قال ابن أبى شيبة حدثنا ابن ادريس عن حنش بن الحارث عن أبيه قال مرت النخع فى خلافة عمر رضى الله عنه فاتاهم فتصفحم وهم ألفان وخمسمائة وعليهم رجل يقال له أرطاة قد تقدم فى الوفد الثانى عشر فقال لهم انى لأرى السر فيكم سريعا سيروا الى أخوانكم من أهل العراق فقالوا نسير الى الشأم قال سيروا الى العراق فساروا الى العراق ورواه عن أبى نعيم عن حنش سمعت أبا الحارث يذكر قال قدمنا من اليمن فنزلنا المدينة فخرج علينا عمر فطاف فى النخع نحوه وزاد فاتينا القادسية فقتل منا كثير ومن سائر الناس قليل فسئل عمر عن ذلك فقال ان النخع ولو أعظم الامر وحده اه أحله؟؟؟ وحدهم
    فصل فى وفد نهد من حضرموت
    وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد نهد فيهم طهفة ابن زهير النهدى فقال يا رسول الله أتيناك من غورآء تهامه باكوار الميس ترمى بنا العيس نستحلب الصبير ونستخلب الخبير ونستعضد البرير ونستخيل الرهام ونستجيل الجهام من أرض غائلة النطا غليظة الوطا نشف المدهن ويبس الجعثن وسقط الاملوج ومات العسلوج وهلك الهدى ومات الودى برئنا اليك يا رسول الله من الدثن والعنن وما يحدث الزمن لنا دعوة الاسلام وشريعة الاسلام ما طما البحر وقام تعار ولنا نعم همل أغفال ما تبض ببلال ووفير كثير الرسل أصابتها سنية حمراء مؤزلة ليس بها علل ولا نهل
    فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «اللهم بارك لهم فى محضها ومخضها ومذقها وابعث راعيها فى الدثر ويانع الثمر وافجر له الثمد وبارك فى المال والولد

    من أقام الصلاة كان مسلما ومن أتى الزكاة كان محسنا ومن شهد أن لا اله الا الله كان مخلصا لكم يا بنى نهد ودائع الشرك ووضائع الملك لا تلطط فى الزكاة ولا تلحد فى الحياة ولا تثاقل فى الصلاة»
    وكتب معه كتابا الى بنى نهد صورته :
    بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله الى بنى نهد بن زيد السلام على من آمن بالله ورسوله لكم يا بنى نهد فى الوظيفة الفريضة ولكم العارض والفريش وذو العنان الركوب والفلو الضبيس لا يمنع سرحكم ولا يغضد طلحكم ولا يحبس دركم ما لم تضمروا الرماق وتأكلوا الرباق من اقر بما فى هذا الكتاب فله من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوفاء بالعهد والذمة ومن ابى عليه فعليه الربوة اه
    فصل فى تفسير الفاظ طهفة
    عن على بن أبى طالب كرم الله وجهه ورضى عنه قلنا يا نبى الله نحن بنو أب واحد ونشأنا فى بلد واحد ولك تتكلم بلسان العرب ما لا نعرف اكثره فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ان الله ادبنى فاحسن تأديبى» أى علمنى رياضة ومحاسن الاخلاق الظاهرة والباطنة «ونشأت فى بنى سعد بن بكر» اى فجمع لى بذلك قوة عارضة البادية وجزالتها وخلوصى الفاظ الحاضرة ورونق كلمها قال فى المواهب وتحتاج هذه الالفاظ البالغة اعلا أنواع البلاغة الى التفسير فغورى تهامة ما تحدر منها والاكوار الرحل والميس بفتح الميم وسكون التحتية شجر صلب يعمل منه رحال الابل وتستحلب بالحاء المهملة الصبير بفتح الصاد المهملة وكسر الموحدة سحاب أبيض متراكب بتكائف اى نستدر السحاب ونستخلب الخبير بالخاء المعجمة فيهما والخبير هو العشب فى الارض شبه بخبير الابل وهو وبرها واستخلابه احتشاشه بالخلب وهو المنجل ويقال له الشريم وقيل نستخلب الخبير اى نقطع النبات ونأكله ونستعضد البرير وهو تمر الاراك اى نقطعه لقلة الزاد ونستخيل الرهام بكسر الراء الامطار الضعيفة واحدتها رهمة اى نتخيل المآء فى السحاب القليل ونستجيل الجهام اى نراه جائلا يذهب به الريح ههنا وههنا والجهام بفتح الجيم السحاب الذى فرغ ماؤه وقيل نستخيل بالخآء المعجمة اى لا نتخيل فى السحاب الا المطر وان كان جهاما لشدة احتياجنا اليه وقوله من أرض غائلة النطا بكسر النون اى المهلكة للبعد يقال بلد نطىء أى بعيد والمدهن بالضم نقرة فى الجبل يجتمع فيها الماء وكل موضع حفره السيل وآله المدهن وقارورته وهذا كناية عن جفاف الماء فى جميع نواحيهم والجعثن بالجيم المعجمة والثاء المثلثه المكسورتين بينهما

    بينهما مهملة ساكنة أخره نون أى أصل النبات والأملوج بضم الهمزة واللام وبالجيم ورق شجر يشبه الطرفاء والعسلوج بضم الميم واسكان السين وضم اللام أخره جيم معجمة أى الغصن أى يبست أغصان الشجر وهلكت من الجدب وهلك الهدى بفتح الهاء وسكون الدال ما يهدى الى البيت الحرام من النعم لينحر فاطلق على جميع الابل وان لم تكن هدايا لصلوحها له تسمية للشىء ببعضه ومات الودى بتشديد الياء أى فسيل النخل يريد هكلت الابل ويبس النخيل وقوله برئنا اليك من الوثن اى من الصنم بمعنى تركوا عبادة الاصنام والعنن الشرك والظلم وقيل أراد به الخلاف والباطل وقوله ما طما البحر اى ارتفع بامواجه وقوله تعار بكسر المثاة الفوقية بعدها عين مهملة فالف فراء بوزن كتاب اسم جبل ولنا نعم همل بفتحتين أى مهملة لا رعاة لها ولا من يصلحها ويهديها كانها ضالة واغفال اى لالين بها والوقير القطيع من الغنم كثير الرسل بفتح الراء اى شديد التفرق فى طلب المرعى وقوله سنية بالتصغير وحمراء شديدة الجدب ومؤزلة كناية عن شدة قحطها وكانها سنين عديدة وليس لها علل اى شرب ثانيا ولانهل اى شرب أولا
    فصل فى تفسير الفاظه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
    «اللهم بارك لهم فى محضها» بالحاء المهملة والضاد المعجمة أى خالص لبنها «ومخضها» بالمعجمتين ما مخض من اللبن وأخذ زبده «ومذقها» اى اللبن الممزوج بالماء «وابعث راعيها فى الدثر» بالدل بالمهملة المفتوحة ثم المثلثة الساكنة ويجوز فتحها ثم الراء اى المال الكثير وقيل الخصب والنبات الكثير لانه من الادثار وهو الغطاء لانها غطى وجه الارض «وفجر له الثمد» بفتح المثلثة واسكان الميم وتفتح ألماء القليل اى صيره كثيرا وقوله «ودائع الشرك» قيل المراد بها العهود والمواثيق التى كانت بينهم وبين من جاورهم من الكفار هو وضائع الملك» بكسر الميم اى الوظائف التى تكون على الملك وهو ما يلزم الناس فى اموالهم من الزكاة والصدقة بمعنى لكم وظائف المسلمين الدين عندكم لا تناط بغيركم وقوله لا «تلطلط» بضم المثناة الفوقية ثم اللام الساكنة ثم طاءين الاولى مكسورة والثانية ساكنة اى لا تمنع الزكاة يقال لط الغريم اى منع اعطاء الحق «ولا تلحد» بضم المثناة الفوقية واسكان اللام وكسر الحاء المهملة أخره دال مهملة اى لا تمل عن الحق ما دمت حيا والخطاب لطهفة بن رهم ويروى ولا تلطط فى الزكاة وتلحد فى الحياة بصيغة التفعل «ولا تتثاقل عن الصلاة» اى لا تتخلف عنها وعن ادائها فى وقتها وقوله فى الكتاب «وفى الوظيفة الفريضة» اى الحق الواجب والفريضة هى الهرمة المسنة التى انقطعت عن العمل والأنتفاع بها

    أى لا تأخذ فيها الصدقات هذا الصنف كما لا تأخذ خيار المال «والفارض» بالفاء والضاد المعجمة المريضة اى فهى لكم ولا تأخذها فى الزكاة أيضا «والفريش» بالفاء وكسر الراء وتحتية ساكنة أخرها شين معجمة الابل الحديثة العهد بالنتاج كالنفاس من بنى أدم اى لكم خيار المال كالفريش لانها لبون نفيسة «ولكم شراره» أيضا كالفريضة والفارض «ولنا وسطه» رفقا بالفريقين «وذو العان» بكسر العين ونونين بينهما الف سير اللجام «والركوب» بفتح الراء أى الفرس «والذلول» أى المذلل المركوب أى لا تؤخذ الزكاة من الفرس المعد للركوب بحلاف المعد لغير الركوب بل للتجارة «والفلو» بفتح الفاء وضم اللام وشد الواو المهر الصغير و «الضبيس» بفتح المعجمة وكسر الموحدة أخره سين مهملة المهر العسر الركوب الصعب امتن عليهم بترك الصدقة فى الخيل جيدها وهو ذو العنان الركوب ورديها وهو الفلو الضبيس أى أظهر المنة عليهم فى ذلك لان الله تعالى ما أوحى اليه بأخذ الزكاة فى ذلك لا عليهم ولا على غيرهم وقوله «لا يمنع سرحكم» بضم المشاة انتحتيه وفتح النون وفتح السين وسكون الراء المهملة وبالحاء المهملة ما سرح من المواشى أى لا يدخل عليكم أحد فى مراعيكم «ولا يعضد طلحكم» أى لا يقطع شجركم الذى لا ثمر له فغيره من باب أولى وقوله «ولا يحبس دركم» أى ذوات اللبن عن المرعى الى ان تجتمع الماشية ثم تعد أى يعدها الساعى لما فيه من ضرر صاحبها لعدم رعيها ومنعها درها القصد الرفق بمن تؤخذ منهم الزكاة أى لا تؤخذ ذوات الدر «ما لم تضمروا الآماق» أى ما لم تحلفوا «وتكتموا الآماق» اى الغدر والبغض وفى رواية الرماق وهو الغدر أيضا وقال الزمخشرى هو الكفر وقوله «وتاكلوا الرباق» بكسر الراء وبالموحدة المخففة جمع ربق أصله الحبل الذى يجعل فيه عرى وتشد به البهيمة لتتخلص من الرباط أى لا أن تنقضوا العهد فعليكم ما على الكفرة وقوله «فعليه الربوة» بكسر الراء وفتحها وضعها أى الزيادة يعنى من تقاعد عن اعطاء الزكاة فعليه الزيادة فى الفريضة عقوبة له وهو صادق باى زيادة كانت أى زيادة فى عقوبته ولو بقناله فان مانع الزكاة يقاتل قال فى المواهب فانظر الى هذا الدعاء والكتاب الذى انطبق على لغتهم أى من حيث المماثلة فى غرابة الالفاظ مع أنه زاد عليها فى الجزالة أى حسن النظم والتأليف وقد كان من خصائصه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله أن يكلم كل ذى لغة بلغته على اختلاف لغة العرب وتركيب الفاظها وأساليب كلمها فلما كان كلام من تقدم على هذا الحذو وبلاغتهم على هذا النمط وأكثر استعمالهم لهذه الالفاظ

    استعملها معهم فاستعمالها مع من هى لغته لا يخل بالفصاحة بل هى من أعلى طبقاتها اللهم زده شرفا وتعظيما ومهابة واجلالا ووفقنا لمحبته والعمل بسنته وتوفنا على ملته واحشرنا تحت لوائه واجعلنا من أحبائه ورفقائه ومن المحبوبين لديه أمين اللهم امين
    فصل فى وفد مذحج
    وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ظيان بن حداد فى سراة مذحج فقال بعد السلام على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتناء على الله عزوجل بما هو أهله الحمد لله الذى صدع الارض بالنبات وفتق السماء بالرجع ثم قال نحن قوم من سرات مذحج من بحائر بن مالك ثم قال فتوقلت بنا القلاص من اعالى الحوف ورؤس الهضاب يرفعها عوار الربا ويخفضها بطنان الرفاق وتلحقها دياجى الدجا ثم قال وسروات الطايف كانت لبنى مهلائيل بن قيان غرسوا ودانها وذللوا خشانه ورعوا قربانه ثم ذكر نوحا حين خرج من السفينة بمن معه ثم قال فكان أكثر بنيه بناتا واسرعهم نباتا عادا وثمودا فرماهم الله بالدمالق وأهلكهم بالصواعق ثم قال وكانت بنوهانىء من ثمود تسكن الطائف وهم خطوا مشاربها وأتوا جداولها واحيوا غراسها ورفعوا عريشها ثم قال ان حمير ملكوا معاقل الارض وقرارها وكهول النّاس وعمارها ورؤس الملوك وغرارها فكان لهم البيضاء والسوداء وفارس الحمراء والجزية الصفراء فبطروا النعم واستحقوا النقم فضرب الله بعضهم بعض ثم قال وان قبائل من الازد نزلوا على عهد عمرو بن عامر ففتحوا فيها الترائع وبنوا فيها المصانع واتحذوا الدسائع ثم ترامت مذحج باسنتها وتنزت باعنتها فغلب العزيز ذليلها وقتل الكثير أقلها ثم قال وكان بنو عمرو بن حدبة يخبطون عصيدها ويأكلون حصيدها ويرشحون خضيدها
    فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «ان نعيم الدنيا أقل واصغر عند الله من خرء بعوضة ولو عدلت عند الله جناح ذباب لم يكن لكافر خلاق ولا لمسلم منها لحاق» اه
    فصل فى قوم وائل بن حجر ملك حضرموت
    روى البخارى فى تأريخه والبزار والطبرانى والبيهقى عن وائل بن حجر قال بلغنا ظهور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنا بملك عظيم وطاعة عظيمة فرفضت ذلك ورغبت الى الله ورسوله وفى دينه فلما قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واخبرنى اصحابه انه بشرهم بمقدمى عليهم قبل ان اقدم بثلاث أيام زاد الطبرانى فلما قدمت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رد (هنا بياض فى الاصل) على وبسط لى

    رداءه واجلسنى عليه ثم صعد منبره واقعدنى معه فرفع يديه وحمد الله واثنى عليه واجتمع الناس اليه فقال لهم ايها الناس هذا وائل بن حجر قد اتاكم من ارض بعيدة من حضرموت طائعا غير مكره راغبا فى الله ورسوله وفى دينه بقية ابناء الملوك فقلت يا رسول الله ما هو الا ان بلغنا ظهورك ونحن فى ملك عظيم وطاعة عظيمة فاتيتك راغبا فى الله وفى دينه قال صدقت وعن وائل بن حجر قال جئت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال «هذا وائل بن حجر جاءكم لم يحثكم رغبة ولا رهبة جاءكم حبا لله ولرسوله» وبسط رداءه واجلسه الى جنبه وضمه اليه وصعد به المنبر فخطب الناس فقال ارفعوا به فانه حديث عهد بالملك فقلت ان أهلى غلبونى على ملكى فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «أنا اعطيكه وأعطيك ضعفه» الحديث رواه الطبرانى بسند لا بأس به وذكره ابن سعد وأبو عمر بأبسط من هذاين يزيد احدهما على الاخر قال أبو عمر هو وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل الحضرمى يكنى (1) من اقيال حضرموت وكان أبوه من ملوكهم وروى الطبرانى وأبو نعيم ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اصعده على المنبر ودعا له ومسح رأسه وقال «اللهم بارك فى وائل وولده وولد ولدوه» ونؤدى الصلاة جامعة ليجتمع الناس سرورا لقدوم وائل بن حجر وامر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معاوية ابن أبى سفيان ان ينزله منزلا بالحيرة فمشى معه ووائل راكب فقال له معاوية اردفنى قال لست من ارداف الملوك قال فالق لى نعليك قال لا لأنى لم اكن لألبسها وقد لبستها قال ان الرمضاء احرقت قدمى قال إمشى فى ظل ناقتى كفاك به شرفا فلما اراد الشخوص الى بلاده كتب له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا بما طلب وزيادة تقدم فى الفصل الخامس قلت وهذه اصح الروايات لم يثبت ان معاوية ذهب الى حضر موت او غيرها من البلاد اليمانية
    فصل فى وفد أحمس بطن من بجيلة
    قال ابن سعد رحمه‌الله تعالى وفد قيس بن عذرة الأحمسى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى مائتين وخمسين رجلا من أحمس فقال لهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من أنتم» قال أحمس الله تعالى وكان يقال لهم ذلك فى الجاهليه فقال لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأنتم اليوم لله وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لبلال «اعط ركب بجيلة وأبدء بالأحمسيين» ففعل وعن طارق بن شهاب رضى الله عنه قال قدم وفد بجيلة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال «اكتبو البجليين وابدؤا بالأحمسيين»
    __________________
    (1) بياض فى الأصل

    فصل فى وفد بارق
    وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفد بارق فدعاهم الى الاسلام فاسلموا وبايعوه وكتب لهم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا تقدم فى الباب الساس
    فصل فى وفد جيشان
    وقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفد جيشان عن نفيل بن سعد عن عمرو بن شعيب قال قدم أبو وهب الجيشانى. على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى نفر من قومه فسألوه عن أشربة تكون باليمن فسموا له البتع من العسل والمزر من الشعير فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «هل تسكرون منها» قالوا نعم أن أكثرنا يسكرنا قال «فحرام قليل ما اسكر كتيره» وسألوه عن الرجل يتخذ الشراب عماله فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «كل مسكر حرام» اه
    فصل فى وفد الرهاويين بطن من مذحج
    وقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد الرهاويين روى الطبرانى برجال ثقات عن قتادة الرهاوى رضى عنه قال لما عقدلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على قومى اخذت بيده فودعته فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعل الله التقوى زادك وغفر ذنبك ووجهك للخير حيث سرت وروى ابن سعد فى وفادة العرب عن أبى طلحة التيمى قال قدم خمسة عشر رجلا من الرهاويين وهم حى من مذحج على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنزلوا دار رملة بنت الحارث فاتاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فتحدث عندهم طويلا واهدوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فرسا يقال له المرواح فأمر به فسور بين يديه فاعجبه فاسلموا وتعلموا القرآن والفرائض وأجازهم بارفع ما يجيز به الوافد ثم رجعوا الى بلادهم وقدم منهم نفر فحجوا مع رسول الله صلّى الله تعالى عليه وآله وسلّم من المدينة واقاموا معه فى المدينة الشريفة حتى انتقل الى الرفيق الاعلا ووصى لهم بخادم ووسق هكذا بخيبر فى الكتيبة جارية عليهم وكتب لهم به كتابا فباعوا ذلك فى زمن معاوية
    فصل فى وفد زبيد بضم الزاى
    وقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفد زبيد فى السنة التى انتقل فيها الى الرفيق الاعلا رأت زبيد قبائل اليمن تقدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مصدقين به ثم يرجع راجعهم الى بلادهم وهم على ما هم عليه وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم استعمل خالد بن سعيد بن العاص على صدقاتهم ارسله

    مع فروة بن مسيك المرادى فقالوا لخالد والله لقد دخلنا فيما دخل فيه الناس وصدقنا بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلينا بينك وبين صدقات أموالنا وكنا لك عونا على من خالفك من قومنا قال خالد قد فعلتم قالوا فأوفد منا نفرا يقدمون على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويخبرونه باسلامنا ويقيسون منه خيرا قال خالد ما أحسن ما دعوتم اليه وانا أجيبكم ولم يمنعنى ان أقول لكم هذا الا أنى رأيت وفود العرب تمربكم فلا يهيجنكم ذلك على الخروج فساءنى ذلك منكم حتى ساء ظنى بكم وكنتم على ما كنتم عليه من احداث عهدكم بالشرك فخشيت ان يكون الاسلام لم يرسخ فى قلوبكم فاما إذا طلبتم ذلك فانا ارجوا ان يكون الاسلام راسخا فى قلوبكم
    فصل فى وفد عبد الله بن ذباب الآنسى
    روى ابن سعد عن عبد الرّحمن بن سبرة الجعفى قال لما سمعوا بظهور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وثب ذباب رجل من بنى آنس الله بن سعد العشيرة الى صنم كان لسعد العشير يقال له قراض فحطمه ثم وفد الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال
    تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى
    وخلفت قراضا بدار هوان

    شددت عليه شدة فتركته
    كان لم يكن والدهر ذو حدثان

    ولما رأيت الله اظهر دينه
    اجبت رسول الله حين دعانى

    فاصبحت للاسلام ما عشت ناصرا
    والقيت فيه كلكلى وجرانى

    فمن مبلغ سعد العشيرة اننى
    شريت الذى يبقى بآخر فانى

    وروى بن سعد عن عبد الله بن شريك النخعى قال كان عبد الله بن ذباب الآنسى مع أمير المؤمنين على عليه‌السلام بصفين فكان له عناء عظيم فى نصرته رضى الله عنه وارضاه آمين
    فصل فى وفادة ربيعة العنسى
    وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ربيعة بن رداءة العنسى فوجده يتعشى فدعاه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى العشاء فأكل وقال له «اتشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله» فقال ربيعة أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «راغبا أو راهبا» فقال ربيعة اما الرغبة فو الله ما بيدك مال وأما الرهبة فو الله انا لببلاد ما تبلغها جيوشك ولا خيولك ولكنى خوفت فجئت وقيل لى آمن فآمنت فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «رب خطيب من عنس» فاقام يختلف الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم جاءه فودعه فقال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «اذا احسست حسا

    فزائل الى أهل قرذة» فخرج فأحس حسا فولى الى أهل قردة فمات بها رضى الله عنه اه جامع المسانيد والسنن عن الطبرانى وأخرجه بن سعد فى طبقاته والشامى فى سيرته
    فصل فى وفادة أبى سبرة
    وهو يزيد ، مالك بن عبد الله بن الذؤيب بن سلمة بن عوف بن ذهل بن مران ابن جعفى وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومعه أبناه سبرة وعزيز فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعزيز «ما اسمك» قال عزيز فقال له «لا عزيز الا الله أنت عبد الرحمن» فاسلموا وقال له أبو سبرة يا رسول الله ان ببطن كفى سلعة قد منعتنى من خطام راحلتى فدعا له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقدح فجعل يضرب به على السلعة ويمسحها فذهبت ودعا له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولابنه وقال لرسول الله اقطعنى وادى قومى باليمن وكان يقال له حردان ففعل وعبد الرحمن هو أبو خيثمة بن عبد الرحمن اخرجه ابن سعد واخرجه البيهقى عن الواقدى والطبرانى عن أبى سبرة
    فصل فى وفادة قيس بن مالك الأرحبى
    قال ابن سعد اخبرنا هشام بن محمّد قال حدثنا هانى ابن مسلم بن قيس ابن عمرو ابن مالك الارحبى المهدانى عن اشياخهم قالوا قدم قيس بن مالك بن سعد بن لأى الارحبى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو بمكة قبل الهجرة فقال يا رسول الله اتيتك لاؤمن بك وانصرك فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «مرحبا أتأخذونى بما فى يا معشر همدان» قال نعم بابى وامى قال «فاذهب الى قومك فاءن فعلوا فارجع اذهب معك» فخرج قيس الى قومه ارحب فاسلموا واغتسلوا فى جوف المحورة وتوجهوا الى القبلة ثم خرج باسلامهم الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال قد اسلم قومى وامرونى فقال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «نعم وافد القوم قيس» وقال «وفيت وفى الله لك» ومسح بناصيته وكتب عهده على قومه واطعمه ثلاثمائة فرق من خيوان مائتان زبيب وذرة شطران ومن عمران الجوف مائة فرق برجارية ابدا من مال الله (والفرق مكيال لاهل اليمن) اه باختصار من طبقات ابن سعد. وفى الاصابة فى ترجمة نمط بن قيس ان وفد ارحب كانوا مائة وعشرين رجلا وقد تقدم فى الباب الرابع بيان من خرج وفادته غير ابن سعد (وارحب هذه بطن من همدان التى اسلمت كلها بعد ذلك على يد امير المؤمنين على رضى الله عنه كما تقدم)

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 6:09 am

    فصل فى وفادة كليب الحضرمى
    اخرج ابن سعد بسنده فى طبقاته عن مهاجر الكندى قال كانت امرأة من حضرموت ثم من تبعة يقال لها تهاة بنت كلبب صنعت لرسول الله صلّى الله كسوة ثم دعت ابيها كليب بن سعد بن كليب فقالت له انطلق بهذه الكسوة الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأتاه بها واسلم فدعا له فقال رجل من ولد ولده يعرض بناس من قومه
    لقد منح؟؟؟ الرسول ابا؟؟؟
    ولم يمنح؟؟؟ وجوه بنى بحير

    شبابهم وشيبهم سواء
    فهم فى اللؤم لسان الحمير

    وقال كليب حين اتى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
    من وشز برهوت تهوى بى عذافره
    اليك يا خير من يحفى وينتعل

    تجوب بى صفصفا غبرا مناهله
    تزداد عفوا اذا ما كلت الابل

    شهرين اعملها نضا على وجل
    ارجوا بذاك ثواب الله يا رجل

    انت النبى الذى كنا نخبره
    وبشرتنا بك التوراة والرسل

    فصل فى وفادة زامل العذرى
    اخرج ابن سعد بسنده فى طبقاته قال وفد زامل بن عمرو العذرى على النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاخبره بما سمع من صنمهم فقال ذلك مؤمن الجن فاسلم وعقد له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لواء على قومه وانشد يقول
    اليك رسول الله اعملت نصها
    اكلفها حزنا وقوزا (1) من الرمل

    وانصر خير الناس نصرا مؤزرا
    واعقد حبلا من حبالك فى حبل

    واشهد ان الله لا شى غيره
    ادين له ما اتقلت قدمى نعلى

    فصل فى وفادة عبد الرحمن الاسدى
    وقيل أبى عبيد وقيل عبد الله الازدى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال قدمت على للنبى فى مائة رجل من قومى فلما؟؟؟ من النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقفوا وقالوا لى تقدم اليه فان رأيت ما تحب رجعت الينا حتى نتقدم اليه وان لم ترى ما تحب انصرفت الينا حتى نصرف فأيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقلت أنعم صباحا فقال «ليس هذا سلام المؤمنين» فقلت فكيف يا رسول الله قال «اذا أتيت قوما من المسلمين قل السلام عليكم ورحمة الله» فقلت السلام عليكم ورحمة الله فقال وعليك السلام ورحمة الله فقال لى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «انت
    __________________
    (1) القوز الكثيب الصغير اه مصباح

    ابو راشد عبد الرحمن» ثم اكرمنى واجلسنى وكسانى رداءه ودفع الى عصاه فأسلمت فقال له رجل من جلسائه يا رسول الله انا نراك اكرمت هذا الرجل قال «ان هذا شريف قوم واذا اتاكم شريف قوم فاكرموه» قال وكان معى عبد لى يقال له سرحان فقال لى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من هذا معك يا ابا راشد» قلت عبد لى يقال «هل لك ان تعتقه فيعتق الله عنك بكل عضو منه عضوا من النار» قال فاعتقته فقلت هو حر لوجه الله وانصرفت الى اصحابى فانصرف منهم قوم وادركت منهم قوما فاتو النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاسلموا واخرجه ابن مندة من هذا الوجه مختصرا واخرجه ابن السكن من وجه آخر ايضا مختصرا واخرج العقيلى خبرا آخر عن عبد الرحمن بن خالد من وجه آخر وفى سياقه عن ابن راشد الازدى صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال قدمت أنا واخى عاتكة من سروات الازد فاسلمنا جميعا فكتب لى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا الى جهة الازد اه اصابة من ترحمته رضى الله عنه
    فصل فى وفادة النعمان بن أبى الجون الكندى
    وهو الاسود ابن شراحيل بن حجر بن معاوية الكندى ذكره الطبرى عن الواقدى وقال قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مسلما وقال لرسول الله أزوجك أجمل ايم فى العرب يريد اخته اسماء وساق الحديث فى تزويجها ثم فراقها واخرج قصته الحاكم من طريق الواقدى عن محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن ابى عوف قال قدم النعمان بن ابى الجون فذكره وزاد وكان ينزل هو وابوه مما يلى الشرفة قال وكانت أسماء تحت ابن عم لها هلك عنها وقد رضيت فيك وخطبت اليك قال فتزوجها على اثنتى عشرة أوقية ونش فقال يا رسول الله لا تقصر بها فى المهر فقال «ما اصدقت احدا من نسائى ولا اصدقت احدا من بناتى فوق هذا» فقال النعمان فيك الاسوة يا رسول الله فابعث الى اهلك فبعث معه ابا اسيد الساعدى فلما قدم عليها جلست فى بيتها فاذنت له ان يدخل فقال ابو اسيد ان نساء النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يراهن احد من الرجال فقالت ارشدنى قال لا تكلمى احدا من الرجال الا ذا محرم منك قال ابو اسيد فتحملت معى فى محفة فقدمت بها المدينة فانزلتها فى بنى ساعدة فدخل عليها نساء الحى فرحين بها وكانت من اجمل النساء فدخل عليها داخل من النساء فقالت لها انك من الملوك وان كنت تريدين ان تحظى عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستعيذى منه الحديث اه من ترجمة اخيها النعمان وفى ترجمتها كانت اسماء الكندية من اجمل

    النساء فخاف نساؤه صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن تغلبهن عليه فقلن لها انه يحب اذا دنا منك ان تقولى اعوذ بالله منك ففعلت وقال محمد بن حبيب احضرها أبو اسيد الساعدى فتولت عائشة وحفصة امرها فقالت لها احداهما انه يعجبه اذا دخلت عليه المرأة ان تقول أعوذ بالله منك القصة فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لقد عذت بعظيم الحقى باهلك» فتزوجها المهاجرين امية المخزومى ثم قيس بن مكشوح المرادى المتقدم ذكره اه اصابه
    فصل فى وفادة نفير بن مالك بن عامر الحضرمى
    قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بابنته التى تزوجها النبى فامر له بوضوء فقال «توضأ يا أبا جبير» فبدأ بفيه فقال له النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لا تبدأ بفيك» ذكر الحديث الحاكم فى صفة الوضوء اه اصابه من ترجمته
    فصل فى وفادة عبد كلال
    قال الهمدانى فى الانساب وفد الحارث بن عبد كلال الحميرى أحد أقيال اليمن الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلّم فقال قبل ان يدخل عليه يدخل عليكم من هذا الفج رجل كريم الجدين صبيح الخدين فدخل الحارث فاسلم فاعتنقه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأفرشه رداءه اه من الخصائص الكبرى للسيوطى
    فصل فى وفد جعفى
    وبسند ابن سعد قال اخبر هشام بن محمد بن السائب الكلبى عن ابيه وعن أبى بكر بن قيس الجعفى قال كانت جعفى تحرم أكل القلب فى الجاهلية فوقد الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلان منهم قيس بن سلمة بن شراحيل من بنى مران بن الجعفى وسلمة بن يزيد بن المجمع وهما أخوان لأم وامهما مليكة بنت الحلوبى فاسلما وقال لهما النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «بلغنى أنكم لا تأكلون القلب» قالا نعم فقال لا يكمل اسلامكم الا بأكله ودعا لهما بقلب فشوى ثم ناوله سلمة بن يزيد فلما أخذه ارتعدت يده فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كله فاكله وأنشد يقول
    على انى أكلت القلب كرها
    وترعد حين مسته بنانى

    قال وكتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقيس بن سلمة كتابا تقدم ذكره فى الباب الخامس ومن هذه القبيلة أبو سبرة المتقدم ذكره
    فصل فى وفد ثمالة والحدان
    وهما بطنان من ازدشنؤة قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عبد الله بن علس الثمالى ومسيلمة بن هزان الحدانى على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى رهط من قومهما بعد فتح مكة فاسلموا وبايعوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على

    قومهم وكتب لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا بما فرض عليهم من الصدقة فى أموالهم كتبه ثابت بن قيس ابن شماس وشهد فيه سعد بن عبادة بن سلمة
    فصل فى وفادة ابى ظبيان
    وبسند ابن سعد عن هشام بن الكلبى حدثنا لوط بن يحيى قال كتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى أبى ظبيان الازدى الغامدى يدعوه ويدعو قومه فاجاب فى نفر من قومه منهم مخنف وعبد الله وزهير بنو سليم وعبد شمس بن عفيف ابن زهير هؤلاء قدموا بمكة عليه زاده الله شرفا وتعظيما ومهابة واجلالا وقدم عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جندب بن زهير وجندب بن كعب وابن عبد الله قاتل الساحر بالعراق والحجر بن المرقع ثم قدم عليه بعد الاربعين الحكم بن مغفل وروى البخارى فى تاريخه من طريق خالد الحداء عن ابن عثمان هو النهدى قال كان عند الوليد أمير العراق رجل يلعب فذبح انسانا وابان رأسه فعجبنا فاعاد رأسه فجاء جندب بن كعب فقتله ومن طريق عاصم عن أبى عثمان قال قتله جندب بن كعب وروى البيهقى فى الدلائل من طريق أبى وهب عن ابن لهيعة عن أبى الاسود أن الوليد بن عقبة كان اميرا بالعراق فى خلافة عثمان وكان بين يديه ساحر يلعب فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيقوم خارجا فيرتد فيه رأسه فقال الناس سبحان الله يحيى الموتى ورأه رجل صالح من المهاجرين فنظر اليه فلما كان من الغد اشتمل سيفه فذهب يلعب لعبه ذلك فاخترط سيفه فضرب عنقه وقال ان كان صادقا فليحيى نفسه وروى ابن السكن من طريق صاحب البصرى حدثنى أبى حدثنا الجريرى عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال ساق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باصحابه فجعل يقول «جندب وما جندب» حتى أصبح فقال أصحابه لأبى بكر لقد لفظ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكلمتين ما ندرى ما هما فسأله فقال «يضرب بضربة فيكون أمة وحده» قال فلما ولى عثمان الخلافة ولى الوليد بن عقبة الكوفة فاجلس رجلا يسحر يريهم انه يحيى ويميت فذكر قصة جندب فى قتله وان أمره رفع الى عثمان فقال له اشهرت سيفا فى الاسلام لو لا ما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيك لضربتك باجود سيف بالمدينة وأمر به الى جبل الدخان وفى الاستيعاب مزوجه آخر ان ابن أخى جندب ضرب السبحان واخرج عمه من السجن وقال فى
    ذلك أفى مضرب السحان يسجن جندب
    وتقتل أصحاب النبى الاوائل

    فان يك ظنى بابن سلمى ورهطه
    هو الحق يطلق جندب أو نقاتل

    اه اصابه

    (فصل فى وفادة سعد بن مالك بن الابيض الازدى)
    وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعقد له راية على قومه سوداء فيها هلال أبيض وشهد فتح مصر وله بها عقب اه اصابه من ترجمته
    (فصل فى وفد بجيلة)
    وفدوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سنة عشر فيهم جرير ابن عبد الله البجلى ومعه من قومه مائة وخمسون رجلا عن عبد الله بن حمزة أنه قال بينما هو ذات يوم عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى جماعة من أصحابه اكثرهم أهل اليمن «إذ قال لهم سيطلع عليكم من هذه الفجه خير ذى يمن» قال فبقى القوم كل رجل منهم يرجو أن يكون من أهل بيته فإذا هم بجرير بن عبد الله البجلى قد طلع عليهم من الثنية فجاء حتى سلّم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى أصحابه وقال له «على هذا يا جرير فاقعد» فقال أصحابه يا رسول الله لقد رأينا منك اليوم منظرا وما رأيناه منك لاحد قال «نعم هذا كريم قوم وإذا اتاكم كريم قوم فاكرموه» أخرجه أبو سعيد النقاش فى معجمه وابن النجار والديلمى اه كنز العمال من فضائل الصحابه وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «يطلع عليكم من هذا الفج خير ذى يمن على وجهه مسحة ملك» فطلع جرير بن عبد الله على راحلته ومعه قومه فأسلموا وبايعوا قال جرير بايعنى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال «وعلى ان تشهد ان لا اله الا الله وانى رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتى الزكاة وتصوم شهر رمضان وتنصح للمسلمين وتطيع الوالى وان كان عبدا حبشيا» فقلت نعم فبايعته وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يسأله عما وراءه فقال يا رسول الله أظهر الله الاسلام والاذان وهدمت القبائل أصنامها التى تعبد قال «ما فعل ذو الخلصة» قال هو على حاله فبعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى هدم ذى الخلصة وعقد له لواء فقال انى لأثبت على الخيل فمسح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على صدره وقال «اللهم اجعله هادئا» فخرج فى قومه ومن أحمس وهم زهاء مائتين فما أطال الغيبة حتى رجع وقال له رسول الله «هدمته» قال نعم والذى بعثك بالحق وأحرقته بالنار فتركته يسؤ اهله فدعا لبجيلة ولأحمس اه من تاريخ الخميس وفى تاريخ الذهبى كان جرير بن عبد الله البجلى بديع الجمال مليح الصورة الى الغاية طويلا يصل الى سنام البعير وكان نعله ذراعا اه وهو من الذين امرهم عمر بن الخطاب رضى الله عنه بالتلثم خوف الافتتان بهم وفى الخصائص الكبرى للسيوطى اخرج البيهقى عن جرير البجلى قال قدمت على النبى صلّى الله

    عليه وآله وسلّم فلبست حلتى ودخلت وهو يخطب فرمانى الناس بالحدق فقلت لجليسى هل ذكر رسول الله من أمرى شيئا قال نعم ذكرك بأحسن الذكر بينما هو يخطب اذ عرض له فى خطبته فقال (أنه سيدخل عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذى يمن فان على وجهه لمسحة ملك اه
    (فائدة)
    كان الذين بذوا الناس فى عصرهم طولا وجمالا العباس بن عبد المطلب وولده عبد الله رضى الله عنهما والاشعث بن قيس الكندى وجرير بن عبد الله البجلى وعدى بن حاتم الطائى وابن جدل الطعان الكنانى وابو زيد الطائى وزيد الخيل ابن مهلهل
    فصل فى وفد جرم
    حى من قضاعة اليمن من نهد حالفت بنوا زبيد لدم اصابته من نهد وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم منهم رجلان أحدهما الاصقع بن شريح بن صريم بن عمر بن رباح بن عوف بن عميره بن الهون بن أعجب بن قدامة بن جرم بن ريان بن حلوان بن عمرو بن لحاف بن قضاغة والآخر هوذة بن عمرو ابن يزيد بن عمرو بن رياح فأسلما وكتب لهما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا اه من بلوغ الارب
    فصل فى وفادة سواد بن قارب الدوسى أو السداوسى
    قال ابن الكلبى وقال ابن ابى خيثمة سواد بن قارب سدوسى من بنى سدوس قال أبو حاتم له صحبة قال أبو عمرو كان يتكهن فى الجاهلية وكان شاعرا ثم أسلم وداعبه عمر بن الخطاب رضى الله عنه يوما فقال ما فعلث كهانتك يا سواد؟ فغضب وقال ما كنا عليه نحن وأنت يا عمر من جاهليتنا وكفرنا شر من الكرنة؟؟؟ فما لك تعيرنى بشىء تبت منه وأرجوا من الله العفو عنه وقد روى أن عمر قال له وهو خليفة كيف كهانتك اليوم فغضب سواد وقال يا أمير المؤمنين ما قالها لى احد قبلك فاستحيا عمر ثم قال إبه يا سواد الذى كنا عليه من الشرك أعظم من كهانتك ثم سأله عن حديثه فى بدء الاسلام وما آتاه به رئيه من ظهور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأخبره انه أتاه رئيه ثلاث ليال متواليات وهو فيها كلها بين النائم واليقظان فقال له قم يا سواد فاسمع مقالتى واعقل إن كنت تعقل قد بعث رسول من لؤى بن غالب يدعو الى الله والى عبادته وانشده فى كل ليلة من الثلاث لبال ثلاثة أبيات معناها واحد وأولها


    عجبت للجن وتطلا بها
    وشدها العيس باقتابها

    تهوى الى مكة تبغى الهدى
    ما صادق الجن ككذابها

    فارحل الى الصفوة من هاشم
    ليس قدامها كأذنابها

    وذكر تمام الخبر وفى آخره شعر سواد حين قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأنشده ما كان من الجن رئيه اليه ثلاث ليال متواليات وذكر قوله فى ذلك
    أتانى نجى بعد هدء ورقدة
    ولم يك فيما قد بلوت بكاذب

    ثلاث ليال قوله كل ليلة
    أتاك نبى من لؤى بن غالب

    فرفعت أذيال الازار وشمرت
    بى الفرس الوجناء بين السباسب

    فأشهد أن الله لا رب غيره
    وانك مأمون على كل غائب

    وانك أدنى المرسلين وسيلة
    الى الله يا ابن الاكرمين الاطائب

    فمرنا بما يأتيك من وحى ربنا
    وان كان فيما جئت شيب الذوائب

    وكن لى شفيعا يوم لاذو شفاعة
    بمغن فتيلا عن سواد بن قارب

    اه من الاستيعاب لابن عبد البر
    وفى الروض الانف ان له مقاما محمودا فى دوس حين بلغهم وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام فيهم حينئذ واعظا فقال يا معشر الازد ان من سعادة القوم أن يتعظوا بغيرهم ومن شقائهم الا يتعظوا الا بانفسهم ومن لم تنفعه التجارب ضرته ومن لم يسعه الحق لم يسعه الباطل وانما تسلمون اليوم بما أسلمتم به أمس وقد علمتم أن النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد تناول قوما أبعد منكم فظفر بهم وأوعد قوما أكثر منكم فأخافهم ولم يمنعه منكم عدة ولا عدد وكل بلاء منسى الا ما بقى أثره فى الناس ولا ينبغى لاهل البلاء الا أن يكونوا أذكر من أهل العافية للعافيه وانما كف نبى الله عنكم ما كفكم عنه فلم تزالوا خارجين مما فيه أهل البلاء داخلين مما فيه أهل العافيه حتى قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيبكم ونقيبكم فعبر الخطيب عن الشاهد ونقب القيب عن الغائب ولست أدرى لعله تكون للناس جولة فان تكن فالسلامة منها الاناة والله يحبها فاحبوها فاجابه القوم وسمعوا قوله فقال فى ذلك
    ملت مصيبتك الغداة سود
    وأرى المصيبة بعدها تزداد

    أبقى لنا فقد النبى محمد
    صلى الاله عليه ما يعتاد

    حزنا لعمرك فى الفؤاد مخامرا
    وهل لمن فقد النبى فؤاد




    كنا نحل به جنابا ممرعا
    جف الجناب فاجذب الرواد

    فبكت عليه أرصنا وسماؤنا
    وتصدعت وجدا به الاكباد

    قل المتاع به وكان عيانه
    حلما تضمن سكرتيه رقاد

    كان العيان هو الطريف وحزنه
    باق لعمرك فى النفوس تلاد

    ان النبى وفاته كحياته
    الحق حق والجهاد جهاد

    لو قيل تفدون النبى محمدا
    بذلت له الاموال والاولاد

    وتسارعت فيه النفوس ببذلها
    هذا له الاغياب والاشهاد

    هذا وهذا لا يرد نبينا
    لو كان يفديه فداه سواد

    انى أحاذر والحوادث جمة
    أمرا لعاصف ريحه أرعاد

    ان حل منه ما يخاف فانتم
    للارض ان رجعت بنا أوتاد

    لو زاد قوم فوق منية صاحب
    زدتم وليس لمنية مزداد

    فصل فى وفادة ابو ذباب المذحجى من سعد العشيرة
    قال الحافظ فى الاصابة بسنده قدم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بيوم جمعة قال فكنت استقبل منبره الشريف فصعد يخطب فقال بعد ان حمد الله تعالى واثنى عليه «انى لرسول الله اليكم بالآيات البينات وان اسفل منبرى هذا لرجل من سعد العشيرة قدم يريد الاسلام ولم اره قط ولم يرنى الاساعتى هذه وسيحدثكم بعد ان اصلى عجبا» قال فصلى وقد ملئت منه عجبا فلما صلّى قال لى «ادن منى يا اخا سعد العشيرة حدثنا خبرك وخبر صافى وقراط» يعنى كلبه وصنمه قال فقمت على قدمى فحدثته حديثى حتى اتيت على اخره فرأيت وجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانه للسرور مذهب فدعانى الى الاسلام وقرأ على القرآن فاسلمت الحديث وكذا أخرجه أبو سعيد النيسابورى فى شرف المصطفى مطولا وفى اخره ثم استأذنته فى القدوم على قومى فاتيتهم ورغبتهم فى الاسلام فاسلموا فاتيت بهم النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفى ذلك أقول
    تبعت رسول الله اذا جاء بالهدى
    وخلفت قراطا بدار هوان

    فمن مبلغ سعد العشيرة أننى
    شربت الذى يبقى بما هو فان

    اه اصابة
    فصل فى وفادة حجر رضى الله عنه
    هو حجر بن عدى بن معاوية بن جبلة بن عدى بن ربيعة ابن معاوية الاكرمين الكندى الحضرمى المعروف بحجر الادبر وحجر الخير ذكر ان

    سعد ومصعب الزبيرى فيما رواه الحاكم عنه أنه وفد على النبى صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو وأخوه هانى بن عدى شهد رضى الله عنه حروب القادسية وكان على اليسرة وفتح مرج عذراء وكان من جملة من شهد موت أبى ذر ودفنه بالربذة رضى الله عنهم وكان صاعدا بالحق لا يخاف فى الله سيوف لظلمة الملوله شهد مع على عليه‌السلام حرب الجمل وصفين وكان على كندة ومن فضلآء الصحابة الزاهدين العابدين والأبطال الجاهدين وكان فى الفين وخمسمائة من العطاء وكان شديد الانكار على شاتمى على عليه‌السلام حىء به مغلغلا فى الحديد من الكوفة الى دمشق مع جمامعة من العباد وقتل بمرج عذراء بامر معاوية فى قصة طويله ليس هذا محلها وقبل قتله صلّى ركعتين وقال لو لا ان تظنوا بى غير الذى بى لا اطلتهما فانها أخر صلاتى من الدنيا وقال لا ننزعوا عنى حديدا ولا تغسلوا عنى دما فانى لاق معاوية على الجادة ولما بلغ عائشة رضى الله عنها حبسه ارسلت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام الى معاوية تتشفع فيه وأصحابه فوصل دمشق بعد قتلهم بيوم ولما بلغ الربيع بن زياد الحارثى وكان عاملا لمعاوية على خراسان قتل حجر دعا الله عزوجل وقال اللهم ان كان الربيع عندك خير فاقبضه اليك وعجل فلم يبرح من جلسه حتى مات قال نافع كان ابن عمر فى السوق فنعى اليه حجر فاطلق حبوته وقام وقد غلبه النحيب وكان الحسن البصرى يعظم قتل حجر اه من أسد الغابة والاصابة باختصار وفى الاستيعاب لابن عبد البر فى ترجمته عن محمد بن سيرين أنه كان اذا سئل عن الركعتين عند القتل قال صلاهما خبيب وحجر وهما فاضلان وروى أيضا عن مبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يقول وقد ذكر معاوية وقتله حجرا واصحابه ويل لمن قتل حجرا واصحاب حجر قال احمد قلت ليحيى بن سليمان أبلغك ان حجرا مجاب الدعوة قال نعم وكان من افاضل اصحاب النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعن مسروق بن الاجدع قال سمعت عائشة ام المؤمنين تقول اما والله لو علم معاوية ان عند اهل الكوفة منعة ما جتراء على ان يأخذ حجرا واصحابه من بينهم حتى يقتلهم بالشام ولكن ابن أكلة الاكباد علم انه قد ذهب الناس أما والله أن كانوا لجمجمة العرب عزا ومنعة وفقها ولله در لبيد حيث يقول
    ذهب الذين يعاش فى اكنافهم
    وبقيت فى خلف كجلد الاجرب

    لا ينفعون ولا يرجى خيرهم
    ويعاب قاتلهم وان لم يشعب

    اه من ترجمته
    وروى يعقوب بن سفيان وابن عساكر عن ابن الاسود قال دخل معاوية على عائشة رضى الله عنها فقالت له ما حملك على قتل أهل عذرا حجرا وأصحابه فقال

    يا أم المؤمنين انى رأيت قتلهم صلاحا للامة وبقاءهم فسادا للامة فقالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «سيقتل بعذراء ناس يغضب الله لهم وأهل السماء» وروى ابن عساكر عن سعد بن هلال ان معاوية حج فدخل على عائشة فقالت يا معاوية قتلت حجر بن الأدبر وأصحابه أما والله لقد بلغنى انه «سيقتل بعذراء سبعة نفر يغضب الله لهم وأهل السما» اه ج 4 من سيرة الشامى وكذا فى جامع كرامات الاولياء للشيخ النبهانى وغيرهما من ترجمته وقالوا إنه كان مجاب الدعوة وجب عليه الغسل وهو فى سجن دمشق فطلب من السجان ماء فأبى فدعا الله عزوجل فانسكبت له سحابة بالماء فاغتسل وكان قتله سنة احدى وخمسين هجرية وقبره بعذراء مشهور رضى الله عنه ونفعنا به وبسائر الشهداء آمين وقد رثى أهل عذراء عبد الله بن خليفة الطائى بقصيدة عدد أبياتها خمسون وستة أبيات منها
    على أهل عذراء السلام مضاعفا
    من الله وليسق الغمام الكفوهرا

    ولاقى بها حجر من الله رحمة
    فقد كان ارضى الله حجر واعذرا

    ولا زال تهطال ملث وديمة
    على قبر حجر أو ينادى فيحشرا

    فيا حجر من للخيل تدمى نحورها
    وللملك المفرى اذا ما تغشمرا

    ومن صادق بالحق بعدك ناطق
    بتقوى ومن أن قيل بالجود غيرا

    فنعم أخو الاسلام كنت واننى
    لأطمع ان تؤتى الخلود وتحبرا

    وقد كنت تعطى السيف فى الحرب حقه
    وتعرف معروفا وتنكر منكرا

    اه إبن الاثير
    فصل فى ترجمة عفيف الكندى
    ابن عم الاسعث بن قيس وقيل عمه وبه جزم الطبرى وقيل أخوه والاكثر على أنه عمه وأخوه لامه وبه جزم أبو نعيم. قال ابن حبان له صحبة وقال الطبرى اسمه شرحبيل وعفيف لقب وقال الجاحظ اسمه شراحيل ولقب عفيفا لقوله فى أبيات
    وقالت لى هلم إلى التصافى
    فقلت عففت عما تعلمينا

    وروى البغوى وأبو يعلى والنسائى فى الخصائص والعقيلى فى الضعفاء من طريق أسد بن وداعه عن أبى يحيى ابن عفيف عن أبيه عن جده قال جئت فى الجاهلية الى مكة وأنا أريد أن ابتاع لأهلى فاتيت العباس رضى الله عنه فانا عنده جالس انظر الى الكعبة وقد حلقت الشمس فى السماء إذ جاء شاب فاستقبل الكعبة ثم لم ألبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه ثم جاءت امرأة فقامت خلفهما فركع الشاب

    فركع الغلام والمرأة ثم رفعوا ثم سجدوا فقلت يا عباس أمر عظيم قال أجل قلت من هذا قال هذا محمد بن عبد الله بن أخى وهذا الغلام على ابن أخى وهذه المرأة خديحة وقد أخبر ، ان رب السموات والارض أمره بهذا الدين ولا والله ما على الارض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة قال عفيف فتمنيت ان أكون رابعهم قال ابن عبد البر
    هذا حديث حسن جدا. قلت وله طريق أخرى أخرجها البخارى فى تاريخه والبغوى وابن أبى خيثمة وابن مندة وصاحب الغيلانيات كلهم من طريق يعقوب إبن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن اسحق حدثنى يحيى بن الاشعث عن إسماعيل بن الياس بن عفيف عن أبيه عن جده فذكر نحوه وقال فى أخره ولم يتبعه على أمره الا مراته وابن عمه وهو يزعم أنه ستفتح عليه كنوز كسرى وقيصر فكان عفيف يقول وقد أسلم بعد لو كان الله يرزقنى الاسلام يومئذ كنت ثانيا مع على عليه‌السلام اه
    فصل فى وفادة أبيض بن حمال السبائى
    قال ابن سعد ابيض بن حمال الماربى هو من الازد ممن اقام بمارب من ولد عمرو بن عامر وفد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة على ثلاثة اخوة من كدة كانوا عبيدا له فى الجاهلية أخرج أبو داود عن أبيض بن حمال الماربى الحميرى انه كلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى الصدقة حين وفد عليه فقال يا أحاسبا لابد من صدقة فقال انما زرعنا لقطن يا رسول الله وقد تبددت سبأ ولم يبق منهم الا قليل بمارب فصالح نبى الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على سبعين حلة من قيمة وفائز المعافر (كذا) كل سنة عمن بقى من سبا بمأرب فلم يزالوا يؤدونها حتى قبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى الرفيق الاعلا وان العمال انتقضوا عليهم بعد قبض رسول الله فيما صالح ابن حمال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى الحلل السبعين فرد ذلك أبو بكر رضى الله عنه وقبضها منهم حتى مات وانتقض ذلك وصارت على الصدقة واخرج الطبرانى والضياء المقدسى فى المختاره وابن حبان فى صحيحه عن ابيض بن حمال انه وفد الى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستقطعه فاقطعه الملح فما ادبر قال رجل يا رسول الله أتدرى ما أقطعته انما أقطعته الماء العذب قال فرجع فيه وعنه انه كان بوجهه حزازة يعنى القوية فالتقمت انفه فدعا له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومسح على وجهه فلم يمس ذلك اليوم بانفه أثر رواه الطبرانى ورجاله ثقات وثقهم ابن حبان اه من مجمع الزوائد

    هذا ما يسر الله لى جمعه من الوفود وذكرت بعض من وفد منفردا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهذا غيض من فيض ولان كنانى؟؟؟ هذا لا يفى لاستقصاء اسمائهم وتدوينها فاقتصرت على بعض الافراد البارزة شخصياتهم تبركابهم ولكونوا بمثابة رؤس مسائل ولا سيما ان مثل هؤلاء رضى الله عنهم قد أفعمت بهم الكتب الخاصة بتدوين أسماء الصحابة رضى الله عنهم كالاصابة واسد الغابة والاستيعاب وغيرهم وكتب الرجال فرحم الله مؤلّفيها رحمة واسعة فان كثيرا من رجال اليمن وقفوا أنفسهم للجهاد وبقى فريق كبير منهم من الصحابة والتابعين فى الشام والعراق وفارس ومصر والمغرب وأروبا فى الاندلس فقد ذكرت أسماؤهم فى طبقات وتواريخ تلك الديار ومن رجع طرفه الى الاسفار المدونة يجد ان اليمن انحب رجالا خدموا أيضا الاسلام بحفظ حديث المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالقلم واللسان كما خدموه بالسيف والسنان فليعذرنا المطلع على الاكتفاء بما تقدم فانما الغرض من ذكر بعضهم تيامنا باسمائهم مبتهلين الى الله الكريم ان يحشرنا والمحبين فى زمرة أنصار الدين والاخيار المخلصين تحت ضل لواء سيد المرسلين سيدنا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسائر أصحابه الطاهرين أمين
    تنبيه
    ربما اغفلت شبئا من العزو الى اصله فى باب الوفود فانى لم أخرج الى غير السيرة الحلبيه وسيرة ابن هشام والروض الانف عليها وسيرة الشامى وطبقات ابن سعد والمواهب اللدنية وشرحها والاصابة والخصائص الكبرى للسيوطى وتاريخ الخميس والاستيعاب لابن عبد البر والعقد الفريد لابن عبد ربه وتاريخ ابن الاثير وأسد الغابة الا وفد جرم فانى نصيت علته
    خاتمة فى بعض فضائل العترة عليهم‌السلام
    قد سبق لنا فى المقدمة بعض صفات أهل اليمن الدينية ومودتهم الثابتة فى اعماق قلوبهم لآل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صادرة عن ايمان ثابت كما وصفهم به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ناسب ان نختم كتابنا هذا ببعض الاحاديث الواردة فى البضعة المحمدية تبركا ووسيلة الى الله تعالى ان يحشرنى والمحبين يوم الفزع الاكبر مع من أحبه الله ورسوله لاشك ان الشعب ايمانى الكريم قد فاز وأخذ باوفر نصيب من آية المودة والاحاديث النبوية الموجبة على كل مسلم آمن بالله ورسوله ان يود قرابة من أرسله رحمة للعالمين ومنقذها من عذاب الجحيم الذى لا يبتغى اجرا على هدايتهم الا ان يحفظوه فى أهل بيته فلا تجد

    يمنيا الا وهو شغوف بطبيعته محب لهم حتى انه لا ينطق بالصلاة البتراء التى نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عنها الا كما أمر أصحابه رضى الله عنهم ونقلتها أمته عنهم وهى الصلاة عليه وعلى آله كما هى مذكورة فى سائر كتب الحديث بالاجماع ولان أشراف اليمن وساداتها أسر معروفة وأنسابهم محفوظة لا يدخل فيهم دجال ولا كذاب منهم الائمة القائمون بشريعة سيد العرب والعجم حماة اليمن ومنهم العلماء العاملون والعباد المخلصون محلاتهم مشهورة يفيدون اليها طلاب العلم من سائر قبائل اليمن والصومال ومسلمى الحبشة ولا يشتغلون الا بالعلوم الدينية ومتعلقاتها من نحو وبلاغة وغير ذلك من العلوم التى تخدم الدين ويقوى بها اليقين فلهذا لا يوجد يمنى يشم منه رائحة الالحاد والزندقة فى عموم اليمن من أقصاه الى أقصاه وان تغرب عن وطنه وانك لتجد المغرب منهم فى بلاد الافرنج وغيرها وما أكثرهم اميا أو غير امى باقيا على دينه وعقيدته لا يتزحزح عنهما ولا يغتر بزخارف الحياة الفانية مهما لحقه من الفقر والمسغبة لا يندمج فى سلك أى جمعية تخالف دينه أو عقيدته فيرجع الى وطنه كما خرج منه بكمال الايمان والاخلاص حامدا وشاكرا على سلامة وطنه من انتشار المعاصى والالحاد بين أبناءه متعظا بما علم وراد فى غربته من الاباحة لمحارم الله والكفر به
    فمن كانت هذه صفاتهم فالدين ان شاء الله سيبقا محفوظا فى وطنهم عزز الجناب رفيع العماد يفدونه بالنفس والنفيس حتى يأتى وعد الله اصلح الله حال المسلمين فى سائر بقاع الارض أمين اللهم آمين
    حديث الثقلين
    عن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خطيبا بماء يدعى خما بين مكّة والمدينة فحمد الله واثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال (أما بعد الا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتينى رسول ربى وانى تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال (وأهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى أذكركم الله فى أهل بيتى) فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال آل على وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم أخرجه مسلم فى صحيحه من طرق. ولفظه فى احد؟؟؟ أى لزيد من أهل بيته نساؤه قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر

    من الدهر ثم يطلقها فترجع الى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة. وأخرجه الحاكم من عدة طرق وقال فى كل منها صحيح على شرط الشيخين وأقره الذهبى. وأخرجه الترمذى فى جامعه عن جابر وزيد ابن أرقم وحسنه وقال وفى الباب عن أبى ذر وأبى سعيد الخدرى وحذيفة بن أسيد. ولفظ حديث زيد قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (إنى تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أحدهما أعظم من الاخر كتاب الله تعالى حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتى أهل بيتى ولن يفترفا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفونى فيها) وأخرجه الامام أحمد فى مسنده عن زيد بن أرقم وأبى سعيد الخدرى من طريقين وزيد ابن ثابت. ولفظه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انى تركت فيكم خليفتين كتاب الله عزوجل حل ممدود ما بين السماء والارض وعترتى أهل بيتى وانهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض) وأخرجه الطبرانى فى الكبير قال الحافظ الهيتمى فى كتابه مجمع الزوائد ج تاسع وأسنادهما حسن. وأخرجه البارودى عن زيد بن أرقم والنسائى عن جابر بن عبد الله وزيد بن أرقم. وأخرجه عبد بن حميد عن زيد بن ثابت والحافظ ابن عقدة فى المولاه عن ضمرة الاسلمى وعامر بن أبى ليلى وحذيفة بن أسيد وأخرجه البزار عن أبى هريرة. وأبو يعلى فى مسنده عن زيد بن أرقم والطبرانى أيضا فى الاوسط. وأخرجه الحافظ محمد العزيزى الاخضر فى معالم العترة النبوية وفيه ـ يعنى ـ (كتاب الله كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومثلهم) ـ أى أهل بيته ـ (كمثل باب حطة من دخله غفرت له الذنوب). وأخرج السيد أو الحسين يحى بن الحسين فى كتابه أخبار المدينة عن محمد ابن عبد الرحمن بن خلاد وكان من رهط جابر حديث أحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يد على والفضل بن العباس فى مرض وفاته قال فخرج يعتمد عليهما حتّى جلس على المنبر وعليه عصابة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال (أما بعد أيها الناس فما ذا تستكرون من موت نبيكم ألم ينع اليكم نفسه وينع اليكم أنفسكم أم هل خلد أحد ممن بعث قبلى فيمن بعث اليه فأخلد فيكم الا انى لاحق ربى وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله بين أظهركم تقرؤنه صباحا. مساء فيه ما تأتون وما تدعون فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا اخوانا كما أمركم الله ألا ثم أوصيكم بعترتى أهل بيتى ثم أوصيكم بهذا الحى من الانصار) الحديث. وعن أبى ذر رضى الله عنه انه أخذ بحلقة باب الكعبة فقال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (انى تارك

    فيكم الثقلين كتاب الله عزوجل وعترتى) الحديث وقد اشار اليه الترمذى. وأخرجه ابن عقدة فى المولاة من حديث سعد بن طريف عن الاصبغ بن نباتة وأخرجه بطوله عن أبى رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وعن أبى الطفيل رضى الله عنه ان عليا كرم الله وجهه قام فحمد الله وأتنى عليه ثم أنشد الله من شهد يوم غدير خم الاقام ولا يقوم رجل يقول نبئب أو بلغنى الا رجل سمعته أذناه ووعاه قلبه فقام سبعة عشر رجلا منهم خزيمة بن ثابت وسهيل ابن سعد وعدى بن حاتم وعفيف بن عامر وأبو أيوب الانصارى وأبو سعيد الخدرى وأبو شريح الخزاعى وأبو قدامة الانصارى وأبو ليلى وأبو الهيثم ابن التيهان ورجال من قريش فقال عليه‌السلام هاتوا ما سمعتم فقالوا نشهد إنا أقبلنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع حتى اذا كان الظهر خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فامر بشجرات فشذ بن والقى عليهن ثوب ثم نادى بالصلاة فخرجنا فصلينا ثم قام فحمد الله واثنى عليه ثم قال (أيها الناس ما انتم قائلون) قالوا قد بلغت قال (اللهم اشهد) ثلاثا مرات قال انى (اوشك ان ادعى فاجب وانى مسؤل وانتم مسؤلون) ثم قال (الا إن دماءكم واموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا او حرمة شهركم هذا واوصيكم بالنسآء واوصيكم بالجار واوصيكم بالمماليك واوصيكم بالعدل والاحسان (ثم قال يا أيها الناس انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتى أهل بيتى فانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض نبأنى بذلك اللطيف الخير) وذكر الحديث فى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (من كنت مولاه فعلى مولاه) فقال على كرم الله وجهه صدقتم وانا على ذلك من الشاهدين اخرجه الحافظ ابن عقدة من طريق محمد بن كثير عن قطر وابن الجارود وكلاهما عن أبى الطفيل : وعن حذيفة ابن اسيد قال لما صدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن سمرات متفرقات فى الصحرآء بالبطحآء ان ينزلوا تحتن ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى عندهن ثم قام فقال (يا أيها الناس انه قد نبأنى اللطيف الخبير انه لم يعمر بنى عمر الذى يليه من قبله وانى لأظن انى اوشك ان ادعى فاجيب وانى مسؤل وانتم مسؤلون فماذا انتم قائلون) قالوا نشهد انك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيرا قال (أليس تشهدون ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله وان جنته وناره حق وان الموت حق وان البعث حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من فى القبور) قالوا بلى نشهد بذلك قال (اللهم اشهد) ثم قال (يا أيها الناس ان الله مولاى وانا مولى

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 6:11 am

    المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعنى على عليه‌السلام اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه ثم قال يا أيها الناس انى فرط لكم وانتم واردون على الحوض حوض ما بين بصرى الى صنعآء فيه عدد النجوم قيحان؟؟؟ من فضة وانى سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تحلفونى فيهما الثقل الاكبر كتاب الله عزوجل سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا وعترتى أهل بيتى فانه قد نيأنى اللطيف الخبير انهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض) رواه الطبرانى باستادين وفى أحدهما زيد بن الحسن الانماطى قال أبو حاتم منكر ووثقه أبى حبان وبقية رجاله رجال الصحيح ورجال السند الآخر كذلك غير نصر بن عبد الرحمن الوشأ وهو ثقة وأخرجه أبو يعلى فى مسنده وقد ذكر العلامة محمد بن يوسف الشامى الدمشقى الشافعى فى كتابه جزء رابع من سبل الهدى جمعا كبيرا من المحدثين خرجوا هذا الحديث فى كتبهم تواتر عن جمع من الصحابة رضى الله عنهم نذكرهم فى هذه الخاتمه تتميما للفائده أحسن الله اليه ورحم والديه ووالدينا والمؤمنين أمين روى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عباس وابن أبى شيبة والامام أحمد عن ابن عباس عن بريدة والامام أحمد وابن ماجه عن البراء والطبرانى فى الكبير عن جرير وأبو نعيم عن جندع والبخارى فى التأريخ وابن قانع عن حبشى بن جنادة والترمذى وقال حسن غريب والنسائى والطبرانى فى الكبير والضيآء عن أبى الطفيل عن زيد بن ارقم وحذيفة بن اسيد الغفارى والطبرانى فى الكبير وان أبى شيبة والضياء عن أبى أيوب الأنصارى وجمع من الصحابه وابن أبى شيبة وابن عاصم والضياء عن أبى سعد بن أبى وقاص والشيرازى فى الالقاب عن عمر والطبرانى فى الكبير عن مالك بن الحويرث وأبو نعيم فى فضائل الصحابة عن يحيى بن جعة عن زيد بن أرقم وابن عقدة فى المولاة عن حبيب بن بدين بن ورقاء وقيس بن ثابت وزيد بن شراحيل الأنصارى والإمام أحمد عن على وثلاثة عشر رجلا وابن أبى شيبة عن جابر والحاكم وابن عساكر عن على وطلحة والامام أحمد والطبرانى فى الكبير والضياء عن على وزيد بن ارقم وثلاثين رجلا من الصحابة وأبو نعيم فى فضائل الصحابة عن سعد بن أبى وقاص والخطيب عن انس بن مالك والطبرانى فى الكبير عن عمرو ابن مرة وزيد بن أرقم معا وحبشى بن جنادة وابن أبى شيبة والامام أحمد والنسائى وابن حبان والحاكم والضياء عن بريدة والنسائى عن سعيد ابن وهب عن عمر بن ذر مرفوعا وعبد الله ابن الامام أحمد عن القواريرى عن يونس بن ارقم من طرق صحيحة عن ابى الطفيل وعن زيد

    ابن ارقم وعن ابن عباس وعائشة بنت سعد وعن البراء وابن اسيد والبجلى وسعد والطبرانى فى الكبير عن ابى الطفيل عن زيد بن أرقم وابن أبى شيبة عن ابى هريرة واثنا عشر رجلا من الصحابة وذكر شطر الحديث الخاص بموالاة على عليه‌السلام اه من فضائل الكرام كرم الله وجهه
    حديث السفينة
    عن أبى الصبهاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (مثل أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق) أخرجه الطبرانى والبزار وأبو نعيم فى الحلية. وأخرجه الفقية أبو الحسن المغازلى فى المناقب من طريق المفضل ومن طريق اياس بن سلمة وفيه (ومن قاتلنا آخر الزمان فكانما قاتل مع الدجال). وعن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما ان النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (أهل بيتى مثل سفينة نوح من ركبها سلّم ومن تركها غرق) أخرجه البزار. وأخرج الطبرانى فى الصغير والاوسط عن أبى سعيد الخدرى وعن على عليه‌السلام وأنس رضى الله عنهم قالوا قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (النجوم امان لاهل السماء وأهل بيتى أمان لاهل الارض فاذا هلك أهل بيتى جاء من الآيات ما كانوا يوعدون) ورواه الامام أحمد فى المناقب عن على وأنس رضى الله عنهما وأخرجه أبو يعلى من حديث أبى الطفيل عن أبى ذر بلفظ (ان مثل أهل بيتى فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وان مثل أهل بيتى فيكم مثل باب حطة فى بنى اسرائيل) وأخرجه البزار من طريق سعيد بن المسيب عن أبى ذر والطبرانى فى مجامعه ابتلاتة؟؟؟ ورواه ابن أبى شيبة فى مسنده وأبو يعلى ومسدد فى مسنده وابن عساكر والطبرانى عن سلمة بن الاكوع بلفظ (النجوم أمان لاهل السماء وأهل بيتى أمان لأهل الارض). وعن حنش الكنانى قال سمعت أبا ذر رضى الله عنه يقول وهو آخذ بباب الكعبة من عرفنى فانا من عرفنى ومن أنكرنى فانا أبو ذر سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (الا ان مثل أهل بيتى فيكم مثل سفينة نوح من قومه) الحديث
    حديث المهدى
    عن أبى أيوب الانصارى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لفاطمة عليها‌السلام «نبينا خير الانبياء وهو أبوك وشهيدنا خير الشهداء وعم أبيك حمزة ومنا من له جناحان يطير بهما فى الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر

    ومنا سبطا هذه الامة الحسن والحسين وهما أبناك ومنا المهدى «رواه الطبرانى فى الصغير وعن أم سلمة أم المؤمنين رضى الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول المهدى من عترتى من «ولد فاطمة» أخرجه أبو داود والنسائى وابن ماجه والبيهقى وآخرون وعن ابن مسعود رضى الله عنه عن النّبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ولو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله رجلا منى أو من أهل بيتى شك من الراوى يواطىء اسمه اسمى واسم أبيه اسم أبى يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا أخرجه أبو داود والترمذى وقال حديث حسن صحيح وقال وفى الباب عن على وأم سلمة وأبى سعيد الخدرى وأبى هريرة ثم روى حديث أبى هريرة. وعن أنس رضى الله عنه قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول «نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا وحمزة والعباس وعلى وجعفر والحسن والحسين والمهدى» أخرجه ابن ماجه. وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لن تهلك أمة أنا اولها وعيسى بن مريم فى آخرها والمهدى فى وسطها رواه أبو نعيم والحاكم فى التاريخ وابن عساكر. وعن أبى هريرة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «لو لم يبق من الدنيا الا يوم لطوله الله تعالى حتى يملك رجل من أهل بيتى جبل الديلم والقسطنطينية رواه ابن ماجه. وعن عائشة رضى الله عنها قالت قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «المهدى رجل من عترتى يقاتل على سنتى كما قاتلت أنا على الوحى رواه نعيم ابن حماد. وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «المهدى من ولدى وجهه كالكوكب الدرى اللون لون عربى والجسم اسرائيلى يملا الارض عدلا كما مئت جوارا» الحديث قلت وأحاديث المهدى كثيرة شهيرة أفردها غير واحد بالتأليف
    أحاديث حسبه ونسبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن جابر رضى الله عنهما أنه سمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه يقول للناس حين تزوج أم كلثوم بنت على بن أبى طالب عليه‌السلام الاتهؤنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول (ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب ألا سببى ونسبى) رواه الطبرانى فى الاوسط والكبير باختصار ورجالهما رجال الصحيح غير الحسن ابن سهل وهو ثقه وعن ابن عباس رضى الله عنهما ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببى ونسبى رواه الطبرانى ورجاله ثقات اه من الجزء التاسع من مجمع الزوائد للحافظ الهيثمى وأخرجه أبو الحسن بن المغازلى فى المناقب من طريق عبد الله بن محمد بن عمر بن على بن أبى طالب عليهم‌السلام وأخرجه الدار قطنى من حديث يونس ومن حديث الليث بن سعد عن أبى موسى بن على بن رباح عن بيه عن عقبة بن عامر الجهنى وأخرج الحاكم والامام أحمد عن المسور

    أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فاطمه بضعة منى يغضبنى ما يغضبها ويبسطنى ما يبسطها وان الانساب تنقطع يوم القيامة غير نسبى وسببى وصهرى» وأخرج الامام أحمد فى مسنده عن المسور بن مخرمة قال بعث حسن بن حسن الى المسور يخطب بنتاله قال توافينى فى التمه؟؟؟ فلقيه فحمد الله المسور فقال ما من سبب ولا صهر أحب الى من نسبكم وصهركم ولكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال فاطمة شجنة منى يبسطنى ما يبسطها ويقبضنى ما قبضها وانه يقظع يوم القيامة الانساب والاسباب الا نسبى وسببى وتحتك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك فذهب عاذر له وأخرجه ابن سعد عن أنس بن عياض عن جعفر بن محمد عن أبيه وأخرجه الحاكم وتابعه الذهبى وعن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببى ونسبى وكل ولد آدم فان عصبتهم لابهم ما خلا ولد فاطمة فانا أبوهم وعصبتهم» أخرجه المحب الطبرى وأبو صالح المؤذن فى أربعينه فى فضل الزهراء والحافظ أبو محمد عبد العزيز الاخضر كلاهما من طريق شريك القاضى وأخرجه أبو نعيم فى معرفة الصحابة من طريق شر بن مهران وأخرجه ان السمان عن المستظل ولفظه قال خطب عمر بن الخطاب رضى الله عنه الى على عليه‌السلام أم كلثوم فاعتل بصغرها فقال له عمرو الله ما أردت الباءة ولكنى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول كل سبب ونسب مقطوع يوم القيامة ما خلا سببى ونسبى وكل بنى أثنى فعصبتهم لابيهم ما خلا ولد فاطمة فانى أنا عصبتهم» وأخرج الطبرانى فى الكبير من طرق يحيى بن العلاء الرازى عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ان الله جعل ذرية كل نبى فى صلبه وان الله يجعل ذريتى فى صلب على بن أبى طالب
    حديث الشفاعة
    عن ابن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (أول من اشفع له يوم القيامة أهل بيتى ثم الاقرب فالاقرب) الحديث تقدم فى الباب الثالث وقال العزيزى قال الشيخ حديث صحيح وأخرج الامام أحمد فى المناقب عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا معشر بنى هاشم والذى بعثنى بالحق لو أخذت بجلقة باب الحنة ما بدأت الا بكم»
    حديث وجوب محبة آل رسول الله
    صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والوعيد بحرمان شانيهم شفاعته وورود حوضه وانه من أهل النار وان اسلامه لا ينفعه قال الله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ

    فِي الْقُرْبى) وقال تعالى (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ) عن جابر بن عبد الله قال خطبنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فسمعته يقول «يايها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره الله تعالى يوم القيامة يهوديا» فقلت يا رسول الله وان صام وصلّى قال وان صام وصلّى وزعم انه مسلم احتجر بذلك من سفك دمه وان يؤدى الجزية) الحديث رواه الطبرانى فى الاوسط وفيه من لم أعرفهم اه مجمع الزوائد وعن ابن عمر وعمار بن ياسر وأبى هريرة قالوا قسمت درة بنت أبى لهب مهاجرة فنزلت دار الابن المعلى الزرقى فقال لها نسوة جالسات اليها من بنى زريق أنت ابنة أبى لهب الذى قال الله فيه (تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) ما يغنى عنك مهاجرتك فأنت درة النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فشكت له ما قلن لها فقال لها اجلسى ثم صلّى بالناس الظهر وجلسى على منبره ساعة وقال (أيها الناس مالى أوذى فى أهلى فو الله ان شفاعتى لتنال حيى حاء وحكم وصداء وسلهب يوم القيامة) رواه عنهم الطبرانى ورواه عن ابن أبى حسين مرسلا وفيه الكم نسب وليس لى نسب فوثب عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال أغضب الله من اغضبك يا رسول الله فقال هذه بنت عمى فلا يقول لها أحد الا خيرا وعن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (يا بنى عبد المطلب انى سألت الله لكم ثلاثا أن يثبت قائمكم وان يهدى ضالكم وان يعلم جاهلكم وسألت الله أن يجعلكم حوداء نجباء رحماء فلو أن رجلا صفن بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقن الله وهو مبغض لاهل بيت محمد دخل النار) وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والذى نفسى بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد الا أدخله الله النار أخرجهما الحاكم فى مستدركه والذهبى فى تلخيصه وقالا على شرط مسلم وأخرج رواية أبى سعيد ابن حبان وصححه وأخرج الترمذى وحسنه والطبرانى والحاكم وقال صحيح الاسناد والبيهقى فى الشعب عن عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (احبوا لله لما يغذوكم به من نعمه وأحبونى بحب الله وأحبوا أهل بيتى) وروى الإمام أحمد فى المناقب وابن عدى فى الاكليل والديلمى فى مسنده عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (من أبغض أهل البيت فهو منافق» وروى الطبرانى وابن حبان فى الثواب وأبو الشيخ والبيهقى فى الشعب والديلمى عن ابن أبى ليلى مرسلا قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا يؤمن عبد حتى أكون أحب اليه من نفسه وتكون عترتى أحب اليه من عترته وأهلى أحب اليه من أهله وذاتى أحب اليه من ذاته»

    وأخرج ابن عساكر عن أنس رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (اللهم أهل بيتى وانا مستودعهم كل مؤمن) وأخرج الحاكم عن عبد الرحمن ابن عوف قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (يايها الناس انى فرط لكم على الحوض وانى أوصيكم بعترتى خيرا موعدكم الحوض) وأخرج الديلمى عن أبى سعيد الخدرى قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اشتد غضب الله تعالى على من اذانى فى عترتى وأخرج الخطيب عن عثمان بن عفان رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (من صنع صنيغة الى أحد من خلف عبد المطلب فى الدنيا فعلى مكافاته اذا لقينى) وأخرج الطبرانى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (لا تزول قدما عند؟؟؟ حتى يسئل عن أربع عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه وعن محبتنا أهل البيت) وعن عاصم بن أبى النجود عن زيد بن حبيش عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (ان فاطمة حصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار) أخرجه تمام فى فوائده والنزار فى مسنده والطبرانى فى الكبير وأبو يعلى والعقيلى وابن شاهين وأخرج الطبرانى عن الحسن بن على عليهما‌السلام أنه قال لمعاوية ابن خديج إيّاك وبغضنا فان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (لا يغضنا أحد ولا يحسدنا الا أزيل يوم القيامة عن الحوض بساط من نار) وأخرج الطبرانى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال ان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال (بغض بنى هاشم والأنصار كفر وبغض العرب نفاق» قال الشيخ العزيزى فى شرح الجامع الصغير اسناده حسن صحيح وروى ابن ماجه والطبرانى وأحمد والبيهقى والترمذى وابن أبى عاصم وابن منده وعمر الملا الموصلى والحاكم وأبو نعيم والبغوى والرومانى فى صحيحه ومحمد بن نصر وغيرهم ان العباس بن عبد المطلب أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو مغضب فقال يا رسول الله ما لنا ولقريش فقال (ما لك ولهم) قال القى بعضهم بعضا بوجوه مشرقة فاذا لقونا لقونا بغير ذلك وفى لفظ «انك تركت فينا ضغائن منذ صنعت» أى بقريش والعرب وفى لفظ (يا رسول الله ان قريشا اذا القى بعضهم بعضا لقوهم يبشر حسن واذا لقونا لقونا بوجوه لا نعرفها) وفى لفظ ما ذاك الا انهم يبغضوننا فغضب صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى استدر عرق بين بنيه فلما أسقر عنه قال (والذى نفس محمد بيده لا يدخل قلب امرىء الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله) الحديث وفى لفظ (أو قد فعلوها والذى نفسى بيده لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبى) وفى لفظ) والله لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم

    منى» وفى لفظ «لا يبللغ الخير أو قال الايمان عبدا حتى يحبكم لله ولقرابتى» وأخرج ابن ماجه عن ابن عباس قال كنا نلقى قريشا وهم بتحدثون فيقطعون حديثهم فذكرنا ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال «ما بال أقوام يتحدثون فاذا رأوا الرجل من أهل بيتى قطعوا حديثهم والله لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم منى» وروى البخارى من حديث عائشة رضى الله عنها قال أبو بكر رضى الله عنه والذى نفسى بيده لقرابة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحب الى من أن أصل قرابتى وأخرجه الدارقطنى من عدة طرق ولفظ (والله لان أصلكم أحب الى من أصل قرابتى لقرابتكم من رسول الله ولعظيم حقه الذى جعله الله على كل مسلم) وروى البخارى فى صحيحه أيضا قال أبو بكر (يايها الناس أرقبوا محمدا فى أهل بيته) وأخرجه الدارقطنى من عدة طرق وروى الحافظ أبو نعيم فى الجزء الاول من الحلية عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من؟؟؟ أن يحيى حياتى ويموت مماتى ويسكن جنة عدن التى غرسها ربى فليوال عليا من بعدى وليوال وليه وليقتد بالائمة من بعدى فانهم عترتى خلقوا من طينتى رزقوا فهما وعلما وويل للمكذبين بفضلهم من أمتى القاطعين فيهم صلتى لأنالهم الله شفاعتى) وقال رضى الله عنه بعد إيراد هذا الحديث
    فالمتحقتون بموالاة العترة الطيبة هم الذليل الشفاه المعترشون الجباه الأذلاء فى نفوسهم العتاة المفارقون لمؤثرى الدنيا من الطغاة هم الذين خلعوا الراحات وزهدوا فى لذيذ الشهوات وأنواع الاطعمة وألوان الاشربة قد درجوا على منهاج المرسلين والاولياء الصديقين ورفضوا الزائل النافى ورغبوا فى الزائد الباقى فى جوار المنعم المفضال ومولى الايادى والنوال اه من ترجمة الكرار كرم الله وجهه
    تنبيه لم اتعرض لذكر الآيات الشريفة الواردة فى حق آل البيت عليهم‌السلام كآية التطهير والمباهلة وآية (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) وغيرها من الآيات الكريمة ولا لأحاديث الكسا وأحاديث كيفية تعليم رسول الله أصحابه الصلاة عليه وعلى آله خشية فمات الغرض المقصود من هذه ألخاتمة حيث وقد أفرد الحفاظ والعلماء ما جاء فى آل البيت بمؤلفات جمة طبع منها البعض ففيها الكفاية رحم الله مؤلفيها رحمة الابرار ونفعنا بهم فى دار القرار وقد جمعت أحاديث هذه الخاتمة من صحيح البخارى ومسلم والترمذى ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وتلخيص الذهبى ومجمع الزوائد والحلية لأبى نعيم وسبل الهدى للشامى وكنز العمال وجامع المسانيد والسنن وجواهر العقدين للسمهودى وتلخيصه الاشراف على فضل الاشراف لابن

    أخيه واحيا الميت للسيوطى والصواعق المحرقة لابن حجر وابراز الوهم المكنون لصاحب السماحة العلامة المحدث السيد أحمد بن محمد الصديق المغربى نزيل مصر حالا وقد بذلت غاية الجد فى البحث والتنقيب لجمع رواتها ومخرجيها من الاصول المذكورة ولم أكتف بكتاب واحد عن غيره لانا فى عصر كثرت فيه الزنادقة والمحلدون يتظاهرون بالاسلام ويفسرون ايات الله على حسب هواهم ويطعنون فى كل حديث فيه روح الدين وبالاخص إذا كان فى مناقب ال بيت النبى الرسول الامين صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خوفا من أن يغتر بهم الجاهل بحالهم أو من فى قلبه مرض ضعف الايمان ليهلك من هلك عن بينة ويحى من حى عن بينة فانها فتنة كبرى أعاذنا الله منها فجزا الله أئمة الحديث عن الصادق الامين وعن آله الطاهرين أفضل الجزاء حيث حفظوا لنا سنته وما ورد فى فضل آل بيته وموالاتهم ومعرفة حقهم على أمته ووجوب محبتهم رغم ما أصيب ال البيت وما جاهر بموالاتهم من القتل والتشريد زمن بنى أمية وبعض بنى العباس حاشا أمير المؤمنين العادل عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه قال العلامة الماوى علامة صدق الحب حب كل ما ينسب الى المحبوب فان من يحب انسانا يحب كلب محنته وان المحبة إذا قويت تعددت من المحب الى كل ما يكشف بالمحبوب ويحيط به اه فكيف بمن يدعى انه مؤمن بالله ولا يحب بضعة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهى رمزه ومحك الايمان بما جاء به وقد جرى على كمال محبتهم عليهم‌السلام أكابر المهاجرين والأنصار وما قل عدد الانصار الى أندر وجود بث؟؟؟ منهم فى المدينة المنورة تلكم القيلات العظيمتان عن الاسلام الاوس والخزرج الا لشدة والاتهم ونصرتهم لآل البيت فاصابهم من القتل والتشريد ما أصابهم بعد الخلفاء الأربعة رضى الله عنهم والحسن بن على عليهما‌السلام مما ومذكور فى جميع التواريخ فوقع ما كان يتخوف وقوعه عليهم رضى الله عنهم بعده صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع كثرة ما أوصى بمحبتهم ومعرفة بلائهم فى نصرة الدين حتى فى مرض موته كما فى البخارى من رواية أنس رضى الله عنه قال صعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المنبر ولم يصعده بعد ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليهم ثم قال (أوصيكم بالأنصار فانهم كرشى وعيبتى وقد قضوا الذى عليهم وبقى الذى لهم) الحديث : وعنه قال (ستلقون بعدى أثرة فاصبروا حتى تلقونى وموعدكم الحوض ومن رواية ابن عباس رضى الله عنهما قال (اما بعد فان الناس يكثرون وتقل الأنصار حتى يكونوا كالمح فى الطعام) الحديث اه صحيح البخارى وفى هذا الباب أحاديث كثيرة فى سائر كتب الحديث وهم سبب نزول آية المودة من رواية

    ابن عباس رضى الله عنهما للطبرانى فى الاوسط قال سمع النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئا فخطب فقال للانصار رضى الله عنهم (ألم تكونوا أذلاء فاعزكم الله بى ألم تكرنوا أضلاء فهداكم الله بى ألم تكونوا خائفين فامنكم الله بى ألم تردون على) قالوا أى شىء نجيبك قال (تقولون ألم يطردك قومك فآويناك ألم يكذبك قومك فصدقناك) يعدد عليهم قال فجثوا على ركبهم وقالوا أموالنا وأنفسنا لك فنزلت (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) رواه الطبرانى من طريق شيخه على بن بشير وفيه لين وبقية رجاله ثقات اه مجمع الزوائد عاشر
    وفى كتاب الشرف المؤيد لآل محمد للعلامة صاحب المصنفات النافعة الشيخ يوسف النبهانى قال قال المناوى عن الحافظ الزرندى لم يكن أحد من العلماء المجتهدين والأئمة المهتدين الا وله فى موالاة آل البيت الحظ الوافر والفخر الزاهر كما أمر الله تعالى بقوله (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ) أى على تبليغ الرسالة (أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) قلت وانما قيد الحافظ بالعلماء المجتهدين والأئمة لمهتدين لانهم قدوة الامة فاذا كانت هذه صفهتم فلا ينبغى لمؤمن أن يتخلف عنهم قال وصف الايمان كاف بوجوب مودة أهل البيت عليهم‌السلام هذا الإمام الاعظم أبو حنيفة النعمان رضى الله عنه والى إبراهيم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط رضى الله عنهم وأفتى الناس بلزوم وجردهم معه ومع أخيه محمد وقيل ان حبسه فى الباطن لهذا السبب وفى الظاهر لا متناعه من القضا
    وهذا امام دار الهجرة مالك بن أنس رضى الله عنه والى إبراهيم ابن زيد بن على زين العابدين عليهم‌السلام وافتى الناس بلزوم وجودهم معه واختفى من أجله عدة سنين وقيل ان الذى والاه الامام مالك هو محمد أخو ابراهيم ابن عبد الله المحض الذى والاه الامام أبو حنيفة ولا أحفظ عن الامام الجليل أحمد بن حنبل شيئا مخصوصا فى ذلك غير أنه مع كمال ورعه ودقة نظره قال بكفر يزيد بن معاوية وجواز لعنه وما ذاك الا لولائه لآل المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع ما ثبت عنده من الدليل اه كتاب الشرف المؤبد قلت وصح أن جعفر بن سليمان العباسى والى المدينة ضرب الامام مالك رضى الله عنه حتى حمل مغشيا عليه فدخل عليه الناس فافاق فقال أشهدكم انى قد جعلت ضاربى فى حل فسئل بعد ذلك فقال خفت أن أموت فالقى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاستحى من أن يدخل بعض آله النار

    بسببى ولما دخل المنصور الخليفة العباسى المدينة مكن مالكا من القود من ضاربه فقال أعوذ بالله والله ما ارتفع منها سوط عن جسمى الا وقد جعلته فى حلى لقرابته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وثبت ان الامام أحمد عوتب فى تفريبه لرجل متشيع لآل بيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال سبحان الله رجل أحب قوما من أهل بيت النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو ثقه وكان إذا جاء شريف بل قرشى قدمه وخرج وراءه اه الصواعق المحرقة.
    قال الشيخ يوسف النبهانى فى كتابه الشرف المؤبد المذكور وأما الامام القرشى سيدنا ومولانا ابن عم النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم محمد بن إدريس شافعى رحمه‌الله تعالى عنه فقد حمل ـ اى من اليمن ـ الى بغداد مكبلا بالقيود بسبب شدة ولائه لآل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووقع له فى ذلك أمور يطول شرحها بل بلغ معه الحال فى محبتهم الى ان نسبه أهل الزيغ والضلال الى؟؟؟ وروى ابن سبكى فى طبقاته بسنده المتصل الى الربيع بن سليمان المرادى صاحب الامام الشافعى قال خرجنا مع الشافعى من مكة يريد منى فلم ينزل واديا ولم يصعد شعبا الا وهو يقول :
    يا راكبا قف بالمحصب من منى
    واهنف؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    سحرا اذا فاض الحجيج الى منى
    فيضا كمطم؟؟؟ الفرات الفائض

    ان كان رمضا حب آل محمد
    فليشهد الثقلان انى راصى؟؟؟

    وقد نص رضى الله عنه على فريضة محبتهم بقوله
    يا آل بيت رسول الله حبكم
    فرض من الله فى القران أنزله

    يكفيكم من عظيم الفخر أنكم
    من لم يصل عليكم لا صلاة له

    اه من ص 87 و 88 وفى كتاب الجوهر اللماع فيما ثبت بالسماع من حكم الامام الشافعى رضى الله عنه المنظومة والمنثورة للعلامة حسين بن عبد الله باسلامة الحضرمى الشافعى المكى ما نصه أخرج الحافظ بن حجر من طريق ابن أبى حاتم أنشدنا لمزنى سمعت الشافعى رضى الله عنه يقول
    اذا نحن فضلنا علينا فانا
    روافض بالتفضيل عند ذوى الجهل

    وفضل أبى بكر اذا ما ذكرته
    رميت بنصب عند ذكرى للفضل

    فلا زلت ذا نصب ورفض كلاهما
    بحبيهما حتى أوسد فى الرمل

    وروى الفخر الرازى عن الشافعى رضى الله عنه
    أنا شيعى فى دينى وأصلى
    بمكة ثم دارى عسقلية




    بأطيب مولد وأعز فخر
    وأحسن مذهب تسمو البرية

    ذكر الشبلنجى فى نور الأبصار عن الشافعى قال
    آل النبى ذريعتى
    وهمو اليه وسيلتى

    أرجو بهم أعطى عدا
    يدى اليمين صحيفتى

    وفيه أيضا عن الامام الشافعى رضى الله عنه فى حب على عليه‌السلام
    قالوا ترفضت قلت كلا
    ما الرفض دينى ولا اعتقادى

    لكن توليت غير شك
    خير إمام وخير هادى

    ان كان حب الولى رفضا
    فاننى أرفض العباد

    اه من ص 84 و 96 و 108 و 113 وما تقدم كله فى جواهر العقدين للحافظ السمهودى وفيه أيضا روى البيهقى عن الربيع بن سليمان أحد أصحاب الشافعى قال قيل للشافعى ان ناسا لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة لأهل البيت فاذا رأوا احدا منا يذكرها يقولون هذا رافضى ويأخذون فى كلام آخر فانشد الشافعى رضى الله عنه
    إذا فى مجلس ذكروا عليا
    وسبطيه وفاطمة الزكية

    فاجرى بعضهم ذكرا سواهم
    فايقن انه لسلقلقية

    إذا ذكروا عليا أو بنيه
    تشاغل بالرويات العلية

    وقال تجاوزوا يا قوم هذا
    فهذا من حديث الرافضية

    برئت الى المهيمن من أناس
    يرون الرفض حب الفاطمية

    على آل الرسول صلاة ربى
    ولعنته لتلك الجاهلية

    وقال الحافظ جمال الدين الزرندى فى كتابه معراج الوصول نقل أبو القاسم الفضل ابن محمد المستلمى ان القاضى أبا بكر سهل بن محمد حدثه قال قال أبو القاسم بن الطيب بلغنى ان الشافعى رضى الله عنه أنشد هذه المرثية فى آل البيت
    تأوب همى والفؤاد كئيب
    وأرق عينى والرقاد غريب

    ومما نفى نومى وشيب لمتى
    تصاريف أيام لهن خطوب

    تزلزلت الدنيا لآل محمد
    وكادت لهم صم الجبال تذوب

    فمن مبلغ عنى الحسين رسالة
    وان كرهتها أنفس وقلوب

    قتيل بلا جرم كأن قميصه
    صبيغ بما الارجوان خضيب

    نصلى على المختار من آل هاشم
    ونغزوا بنيه إن ذا لعجيب

    لئن كان ذنبى حب آل محمد
    فذلك ذنب لست منه أتوب



    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2985
    نقاط : 4638
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    نثر الدر المكنون Empty
    مُساهمةموضوع: رد: نثر الدر المكنون   نثر الدر المكنون Emptyاليوم في 6:12 am

    همو شفعائى يوم حشرى وموقفى
    وحبهم للشافعى ذنوب

    انشدنى شيخى الحافظ السيد أحمد الصديق الحسنى المغربى قال أنشدنى شيخنا الامام العارف بالله تعالى أبو عبد الله سيدى المحدث الحافظ محمد بن جعفر الكتابى الحسنى يوم السبت فاتح صفر سنه (344) بالمنزه من أعمال دمشق للامام الشافعى رضى الله عنه فى قصيدة
    لو فتشوا صدرى أصابوا به
    سطرين قد خطا بلا كاتب

    العلم والتوحيد فى جانب
    وحب أهل البيت فى جانب

    ان كنت فيما قلته كاذبا
    فلعنة الله على الكاذب

    وفى هذه النبذة اليسيرة كفاية من بعض مولات الائمة الاربعة لآل نبيها مع استعمالهم التقية ومع ذلك لحق بعضهم من الاذى ما لحقه فى سبيل موالاتهم للعترة فانى لم أكن بصدد جمع كل ما نقل عن الائمة الأربعة وغيرهم من علماء المسلمين ومجتهديهم فى ذلك فقد اختلفوا فى كثير من المسائل رضى الله عنهم واتفقوا فى وجوب محبة آل البيت عليهم‌السلام بالإجماع لصريح الكتاب والسنة بذلك ما عدى الخوارج فلا يعنينا شأنهم لان السنة مصرحة بكفرهم ولو لا الحجر والتنكيل على من يلتف حول آل البيت ويواليهم من بعض ملوك المسلمين طمعا فى بقاء الحلافة بيدهم مع اعترافهم بفضلهم لما بقى لفرق الخوارج ودعاتهم الى هذا الزمن حى يذكر وقد ثبت عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى ذم الخوارج ما عده الحفاظ وبن تميمة متواترا عن جمع من الصحابة
    من رواية أمير المؤمنين على ابن أبى طالب وأبى سعيد الخدرى وسهل ابن حنيف وأبى ذر الغفارى وسعد بن أبى وقاص وعبد الله بن عمر وابن مسعود وأبى بكر وعمر بن الخطاب وأبى قلابة ورافع بن عمرو الغفارى وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عباس وأبى بكره وحذيفة وابن أبى أوفا وعقبة بن عامر وعبد الرحمن بن عديس وعبد الله بن عمرو بن العاص وعمار بن ياسر وأبى برده وأبى امامه وعبد الله بن خباب بن الارت وأبى برزه وأبى هريرة وأبى الطفيل وأبى يزيد الأنصارى فهؤلاء ثمانية وعشرون صحابيا منهم من تواترت الطرق عنه على انفراده كعلى بن أبى طالب عليه‌السلام وأبى سعيد الخدرى رضى الله عنه وبالجملة فانه لم يرد فى طائفة من الطوائف ولا نقل بطريق التواتر ما ورد من الذم البالغ والوعيد الشديد لهذه الطاثقة الخبيثة التى حكم عليها صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بانها شر الخلق والخليقة وانهم كلاب النار وما ذاك الا ببغضهم آل بيت رسول الله

    صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وانحرافهم على على كرم الله وجهه وسرد مخازى هذه الطائفة يستعدى طولا ويخرج بنا عن الموضوع وفيما ذكرناه إشارة وتنبيه لما وراءه والله الموفق
    وقد أخرج البخارى فى صحيحه فى باب قتل الخوارج ان ابن عمر رضى الله عنهما كان يراهم شر خلق الله وقال انهم انطقو الى ايات نزلت فى الكفار فجعلوها على المؤمنين اه وهذه شنشتهم فى كل زمن وقد بسط الحافظ الكلام عليهم فى الفتح ج 12 من ص 230 الى ص 247 وقال ان الخوارج شر الفرق المبتدعة من الامة المحمدية ومن اليهود والنصارى فلله تعالى فى خلقه شؤن له الأمر من قبل ومن بعد ولو شاء لهدى الناس جميعيا اللهم انا نعوذ بك من شر خلقك ومن الغواية بعد الهدية أمين
    وكان جمع هذا السفر الجلى على يد المفتقر الى عفو ربه العلى محمد بن على الحسينى اليمنى الأهدلى الازهرى والفراغ منه فى شهر ربيع الاول من سنة الخمسين بعد الثلاثمائة والالف من هجرة صاحب الشفاعه العظمى والحوض المورود فجاء بحمد الله وتوفيقه على الترتيب الذى ذكرناه والشرط الذى الترمناه فى الخطبة فاسال الله ذا الفضل والإحسان بجاه سيدنا محمد سيد ولد آدم ان يتقبله منى ويرضى به عنى ويجعله خالصا لوجهه الكريم وسببا فى الفوز بجنات النعيم والمحبين آمين
    اللهمّ صلّى على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركة على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد

    تقاريظ العلماء
    ولما فاح مسك ختام طبع هذا الكتاب المستطاب قرظة جمع من جهابذة العلماء المحققين جزاهم الله عنى وعن الامة اليمنية أحسن الجزاء فقال حضرة المحدث الكبير الحافظ الحجة العلامة المتفنن استاذى الفاضل الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطى مدرس الحديث بالازهر الشريف
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذى شرف أهل اليمن بقوة الايمان من بين أجناس البشر والصلاة والسلام على نبينا وسيدنا محمد رسول الله أشرف بين مضر. بل أشرف الخلق جميعا انسا وجنا وملكا اجماعا وعلى آله المطهرين بارادة الله تعالى كما انزله فى القرآن. وأمر نبيه فيه بسؤال أمته مودتهم فى قوله تعالى (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) وفى ذلك أبلغ بيان. وعلى أصحابه المجاهدين لاعلاء كلمة الله الذين لولاهم لما تواتر لنا القرآن تواترا صحيحا دون اشتباه. ولولاهم لما صحت لنا احاديث أهل اليمن. وعلى اتباعهم من الائمة المجتهدين رواة الاحاديث على اقوم سنن. «أما بعد» فقد اطلعت على نثر الدر المكنون من فضائل اليمن الميمون. تاليف صديقنا وتلميذنا الاستاذ الفاضل صاحب للكرمات والفضائل السيد النسيب الحسيب صاحب الاخلاق المرضيه. والمآثر الحميدة النبويه. السيد محمد بن السيد على الأهدلى الحسينى اليمنى الازهرى فاجلت نظرى فى فسيح رياضة وامعنت فكرى فيه وارتشفت من رحيق عذب حياضه. فاذا هو سفر جليل وافق اسمه مسماه وطابقه. ودل عليه دلالة المطابقه. فقد نثر فيه أحاديث در فضل اليمن المكنون. فى اصداف دفاتر كتب السنه التى اعتنى بتخريجها واتقانها العلماء المحدثون. فلقد تتبع مؤلفه حفظه الله ونفع الناس بكتابه كتب السنن والمسانيد حتى جمع من أحاديث فضائل اليمن وأهله ما ليس عليه من مزيد. فقد كان يمكث عندى اسبوعا ثم اسبوعا ثم يطلعنى على نحو عشرين حديثا فى فضل أهل اليمن لم تكن فى حفظى بل ولم أطلع عليها مع كون فن الحديث هو فنى ومحل مسقط رأسى وعليه معولى ولا غرابة فى ذلك فقد كان يمر على أحاديث مسند الامام أحمد ابن حنبل مع طوله حتى يلتقط منه كل حديث فى هذا الموضوع وهكذا صنيعه فى سائر ما هو بالايدى من كتب الحديث وما فى الخزائن الخطية منها فقد تكبد مشقة فادحه فى جمع

    هذه النفحة الربانية. من الأحاديث النبوية الصحيحة الكافيه. وما اراد الله ان تكون له عليه من غير الله اعانه. فقد كنت وعدته بان اتتبعه واهذبه له فعاقت عوائق عن تلك الاعانة. فاعانه الله تعالى على اتفانه وتحريره ونعم المعين فحرره بنفسه ونقحه وبينه للناس غاية التبيين. وقد احتوى كتابه هذا على صحيح ما ورد من الاحاديث فى فضل اليمن وأهله وعلى بيان جميع وفود اليمن الى رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلّم وعلى كتبه عليه وعلى آله الصلاة والسلام لهم قبل اسلامهم وبعده وعلى بعوثه وما كتبه لهم أبو بكر رضى الله عنه فى الصدقة واستنفارهم للجهاد وجعل له خاتمة فى فضائل آل البيت لكون اليمن تحلى من قديم بامامة نخبة من آل البيت الطاهرين فكان ذلك من مصداق قوله عليه الصلاة والسلام الايمان ايمان اذ لا شك ان محل إمامة آل البيت لا يفارقه الايمان والبركة وقد أمر النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم امته بالتمسك بكتاب الله وال بيته كما ورد فى احاديث صحيحة بالفاظ متقاربة فى المعنى فلم تزل تلك الامامة والامارة لائمة آل البيت من قديم باليمن ولن تزال ان شاء الله تعالى مادام كتابه تعالى بين أظهر هذه الامة يتلى لان نبى الله تعالى عليه الصلاة والسلام أخبر بأنهما لن يفترقا ابدا الى الامد الذى عينه فى الحديث وممن نص على أن طائفة من آل البيت كانت لهم مملكه اليمن من أواخر المائة الثالثه الحافظ ابن حجر فى فتح البارى فى كتاب الأحكام من صحيح البخارى فى باب الامراء؟؟؟ فى قريش عد حديث لا يزال هذا الأمر فى قريش ما بقى منهم اثنان ونصه فان بالبلاد اليمنية وهى النجود منها طائفة من ذريه الحسن بن على لم تزل مملكة تلك البلاد معهم من أواخر المائة الثالثه وأما من بالحجاز من ذرية الحسن بن على وهم أمراء مكه وأمراء ينبع ومن ذرية الحسين بن على وهم أمراء المدينه فانهم وان كانوا من صميم قريش لكنهم تحت حكم غيرهم من ملوك الديار المصريه فبقى الأمر فى قريش بقطر من الاقطار فى الجملة وكبير أولئك أى أهل اليمن يقال له الامام ولا يتولى الامامة فيهم الا من يكون عالما متحريا للعدل وقال الكرمانى لم يخل الزمان عن وجود خليفة من قريش اذ فى المغرب خليفة منهم على ما قيل وكذا فى مصر الى آخر كلامه وقد نقله المؤلف فى كتابه هذا بتمامه حفظه الله وجزاه عن آل البيت بل وعن جميع الامة أحسن الجزاء (قال مقيده محمد حبيب الله الشنقيطى اقليما وفقه الله تعالى لما فيه رضاه) أمين قول الحافظ بن حجر وكبير أولئك اى أهل اليمن يقال له الامام ولا يتولى الامامة فيهم الا من يكون عالما متحريا للعدل اه لا زال مشاهد الى الان بحسب الوقت فى ملوك اشراف اليمن فلا يتولى الامامه

    منهم الا من يكون عالما متحريا للعدل فامامهم الان فى سنة 1350 من الهجرة النبوية هو الامام الشريف النسب. العالم المحقق الحائز من جميل المناقب اعلى الرتب أمير المؤمنين الامام يحى بن الامام محمد حميد الدين المتحرى للعدل فى سائر رعيته المحافظ على صيانة بلاده من احتلال الأجانب وكل ما يجر لفساد الرعية لا زالت الامامة والديانة محفوظتان فيه وفى خلاصة ذريته ولا شك أن سر ابقاء الامامة لهم فى ذلك القطر هو محافظتهم على عدم جعل الامامة الا فى يد من هو أهل لها بالشرف والعلم حذرا من الوقوع فيما نهى عنه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بفهوم قوله اذا وسد الأمر الى غير أهله فانتظر الساعة فتحفظ آل البيت باليمن بتوفيق الله على حفظ هذه الامانة من الاضاعة. نسئل الله تعالى ان يؤيد إمامهم على اعزاز الاسلام ويؤيد انجاله سيوف الاسلام الامراء الاشراف الكرام وانى أقول يتعين على من اطلع على هذا الكتاب الجليل وعلى أهل اليمن خاصة وعلى ائمة آل البيت الذين هم حكامه المحافظة على هذه المزايا الدينيه والعمل بها في كل زمن فقد واصل المؤلف ليله مع نهاره فى تحصيلها واجهد نفسه فى تنقيحها وقام بخير واجب على ذوى الاخلاص والدين قدمه لابناء وطنه خاصة وللناس عامة باظهاره مجد أهل اليمن ومآثرهم الثابتة بالنصوص الشرعيه من الآيات القرآنيه والاحاديث النبوية والأخبار الصحيحة واكمل طراز ذلك بمآثر ابناء البضعة النبوية ففاح مسك ختامه بذلك وسهلت لتاليه ومطالعه ببركاتهم كل المسالك قاله بلسانه. وقيده ببيانه خادم نشر العلم بالحرمين الشريفين سابقا وبالتخصص للازهر المعمور لاحقاء محمّد حبيب الله ان الشيخ سيدى عبد الله بن ما يأبى الجكنى ثم السيوفى نسبا الشنقيطى اقليما المدنى مهاجرا ختم الله له بها بالايمان بجوار رسول الله صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم باحسان. فى 7 رجب سنة 1350
    تقريظ صاحب السماحة العلامة البليغ والكاتب القدير البحاثه الفاضل استاذى شيخ علماء وادى الفرات السيد محمد سعيد العرفى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله. والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله. وعلى آله الطيبين وأصحابه المتقين أما بعد فان شمس العلم لا تبرح بازغه. يتفاوت اشراقها بحسب

    الازمنة والامكنه. على حسب ما يريده الله ويرضاه وأن البلاد التى أصابتها بركة دعوة رسول الله صلّى الله. عليه وآله وسلّم كان لها سهم وافر من هذه القسمة وذلك الضياء الذى ينير حالك الدجى فيدعه نورا ساطعا. إذ لا شك ان من لا ينطق عن الهوى أعلم الخلق. بالبقاع الطاهرة التى لها خاصية وميزة على ما سواها لذلك دعا لبعضها بالبركة ثلاث مرات. اليمن والشام فى حين أنه أبى على الملحين شمول الدعوة بلاد نجد المتاخمة للحجاز مشرق أنوار النبوة وقبله المسلمين وهذا هو السر فى ان التاريخ يخبرنا عن تغلغل الاسلام ورسوخ قدمه الثابتة فى الديار اليمنيه حتّى لم يجد أهل الاهوأء والزيغ مجالا لنشر ضلالاتهم وأباطيلهم وتسميم النفوس بالنصب والشعوبية ومقدمات الالحاد ودواعيه. بل قد صارت معقلا لائمة الهدى (يوم كانت البلاد الأخرى مرسحا للمتغلبين الذين اتخذوا الدين الاسلامى ستارا. لنشهر ما كانوا عليه قبل الدخول فيه من عقائد زائغة وأهوال سول لهم بها الشيطان ورضيتها النفس الامارة بالسوء). لا بدع أن يكون اليمن متقدما غيره بالفضائل لانه إذا زاحمته الشام بالدعوه فى البركة فقد امتاز عليها بان (الايمان يمان والحكمة يمانية) وأن (اهل اليمن أرق الناس أفئدة) وان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول فيهم (انى لبعقر حوضى أذود الناس لأهل اليمن) أضرب بعصاى حتى يرفض عنهم) أخرجه مسلم فى صحيحه زد على ذلك انه مقر للعترة الطاهرة من القرن الثالث الى يومنا هذا متحفظا بالامانة العظمى الشرعية كما نقله الحافظ ابن حجر فى فتح البارى شرح صحيح البخارى فلا عجب إذا اشتمل على الفضائل الكثيرة والفواضل العديدة والكمالات ألجمه. فانه وان كانت الظروف القاسية والوضع الطبيعى لذلك القطر المنزوى عن غيره قد جعلت المواصلات عسيره أو مفقودة فانها بين كل حين وآخر ترسل لنا شعلة علمية تعرب لنا عن احتواء ذلك الاقليم على العلم الغزير. والفضل العظيم
    وإذا كانت الكتب التى وصلتنا مشعره بفضائله غير وافية بالمرام فان الاستاذ العلامة والاديب الحسيب النسيب السيد محمد بن على الأهدل الحسينى اليمنى حفظه الله قد أو فى الموضوع حقه. وأتى بما عجز عنه غيره فابرز للعالم من مكنون كنون القماطر ما يستحق عليه المدح والثناء حيث بذل جهدا كبيرا. وسيعا حثيثا. حتّى أوجد لنا كتابه النفيس المسمى (نثر الدر المكنون من فضائل اليمن الميمون) فانه الكتاب الوحيد الذى أحاط بمعظم ماورد فى فضائل اليمن. والوفود التى أتت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والكتب المرسلة منه اليهم مع بيان بعض امر

    القطر قبل الإسلام وبعده وفى عصر الخلفاء الراشدين وذيله المؤلف حفظه الله بصفوة ما ورد من أصح الاحاديث فى فضائل العترة الطاهرة وبالجملة فقد جمع فاوعى وانه الكتاب الذى جاء ذكره فى مقدمة الرسائل اليمنية المطبوعة حديثا عام 1348 هجرية ومؤلفة هو بعض الافاضل المنوه عنه وقد أحسن المؤلف فى اختياره تلك الخاتمة الحسنى لان الائمة هم من نخبة آل بيب النبوة وهم الذين حافظوا على اليمن وحفظوه من انتشار الزيغ والعقائد الفاسدة فلم يجرأ أحد من الطامعين على أن يمس كيانه بادى؟؟؟ ولم يستطع أن يلعب فيه كغيره باسم الارشاد والصح والمعاونة والحماية وغير ذلك
    ومن هنا يظهر لنا سر حديث (الايمان يمان والحكمة يمانية) لان من يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا. بل كيف يصيب ذلك القطر الطاهر اذى ونفس الرحمن من قبله؟ تلكم فضائل جمة ليس استيعاب جزء منها فى هذه العجالة ممكنا غير أنا نقصد ايراد نموذج تظهر فيه مزية عظم قيمة هذا الكتاب الجليل وانه من خير ما حوته خزائن الكتب. وانه ضرورى لمعرفة قطر عظيم وقف قرونا طويلة طودا شامخا لم يتزعزع حتى جاز أن يدعى ذلك النظر معقل الاسلام المنيع فمن طالع هذا الكتاب الذى نحث المحدث والمؤرخ والعالم الاجتماعى على اقتنائه ليسهل عليه معرفة سر ثبات اليمن غير متأثر بدعاية باطلة. حتى. أن الدسائس التى حبكت له لم تنجح بل كان نصيبها الفشل والخسران ولقد أورد المؤلف فى سفره هذا ما هو زبدة المجلدات الضخمة. وكان خير هديه فى هذا القرن الذى تحتاج الامة فيه الى معرفة بعضها بعضا فان المسلمين عموما ولعرب خصوصا لم يصبهم ما هم فيه من أمر مزعج. وحال مؤسف الا لما يجهلونه من حياة بعضهم حتى كانت كل بلدة أمة على حدة. وشعبا منفردا فتفرقوا. واجتمع أعداؤهم فضعف أمر المتفرق حتى أصبحت امته مستعبدة. وبلاده مستعمرة. وقوى أمر المجتمع فأصبح سيدا يملى ارادته على حسب اهوائه ورغباته مستمدا من قوته ووهن اخصامه انها وأيم الحق لذكرى مؤلمة ليس هذا محل ذكرها الا أن هذه الآلام المزعجة نشأت من عدم التعارف. وفقد الاجتماع. وإنا فى عصر أصبح أعظم الاقطار العربية الاسلامية المستقلة فيه. هو اليمن السعيد فالاهتمام بتاريخه والكلام على ما كان لسلفه وعلاقته بالخلف أمن ضرورى لابد منه ومن هنا تظهر اسمية هذا الكتاب وأن مؤلفه جدير بكل اجلال وتكرمة جزاء الله أفضل الجزاء. وأنا له الحسنى وزياده. ووفقه لطريق الخير والسعادة على ان الشىء لا يستغرب من معدنه

    فالمؤلف فرع لتلك الدوحة الطاهرة التى لم تفتأ مشمرة للفضيلة والكمالات فى العصور المختلفة وما زالت مثلا أصلا للاخلاق الحسنة والمزايا العالية تقود الأمة الى الخير وما فيه النفع فى الدنيا والاجر الجزيل فى الآخرة وعظماؤها يذهبون اثر بعضهم ضحية للأمة وشهداء فى سبيل الله وأداء الواجب يبتغون فضلا من الله ورضوانا وكل مادح مقصر بعد قول الله تعالى (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). اللهمّ صلّ على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم فى العالمين انك حميد مجيد. وسلّم تسليما كثيرا والحمد لله رب العالمين كتبه محمد سعيد العرفى فى 24 جماد الثانى سنة 1350 تقريظ حضرة صاحب السماحة العلامة المحقق الحجة ترجمان القرآن فى هذا العصر استاذى الشيخ يوسف الدجوى الحسنى من هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه أما بعد فقد اطلعت على هذا الكتاب المسمى نثر الدر المكنون من فضايل اليمن الميمون لحضرة الاستاذ الجليل السيد محمد بن على الاهدلى الحسينى اليمنى الازهرى فوجدته روضا يفوح شذاء وبدرا يضوء سناء كتاب جمع الى نضرة المعنى رونق الأسلوب الى مختلف الموضوعات جودة الترتيب الى جمال الإشارة حسن العبارة فهو بما جمع من طرايف الحكما وظرائف الظرفاء ومنية الأديب يعجبه ان يشتم روائح الأزهار من رقائق الاشعار ويتنسم نسيم الوصال من أحاديث الجمال ويسمع تغريد الطيور من بين حروف السطور ويبهج بخرير الماء منسابا فى الفضاء من صرير اقلام الفصحاء والبلغاء وان شئت فدونك من التاريخ الصحيح ما يعتمد على البرهان ولا يعرف الرواية عن هيان؟؟؟ بن بيان ومن طرق الأخبار مارق وراق ولا تكاد تعثر عليه الا بعد بحث طويل فى بطون لاوراق وان شئت فدونك من السنة ما صحت روايته ولطفت اشارته فجزى الله مؤلفه؟؟؟ على ما انفق من وقت وبذل من جهد حبالبلاده ووطنه واخلاصا لدينه وأمته وانّى لمعجب بذلك الأخلاص المتدفق من ذلك القلب الطاهر وتلك النفس الشريفة التى حملت صاحبها ان ينقب فى بطون الدفتر عن مجد بلاده جاهلية واسلاما ويأتى بمالم يأت به عالم قبله مستندا فى ذلك الى التاريخ الصحيح والسنة الشريفة وهكذا الأخلاص يسهر أهله والناس نائمون وينصب ذووه والناس مستريحون (وإذا كانت النفوس كبارا* تعبت فى مرادها الاجسام) هذا وأرانى مسوقالان انتهز هذه الفرصة فاقم كلمة نصيحة واخلاص لأخواننا اليمنيين فأقول انا نحب للأمة اليمنية اذت المجد القديم والشرف الصميم أن تسابق الامم فى نهضتها الحديثة ووسائلها

    الجديدة فى كل نوع من مرافق الحياة مما يرقى الامة ويزيد العمران مع المحافظة على التربية الدينية والتعاليم الاسلامية ولو بدعوة فنيين مختلفين من مصر وغيرها ولا بأس من إرسال بعض أبناء اليمن من ذوى الاستعداد الشريف الذين تربو تربية دينية صحيحة للتخصص بأروبا فى تلك العلوم تحت مراقبة رجل من أهل الدين والعلم أو أجتلاب بعض الاخصائيين من هناك كما كان يفعل المرحوم محمد على باشا الكبير حتى يبقى المتعلمون العصريون تحت ضغط جوهم الاسلامى فى بيئتهم العربية ولعلهم وهم العلماء الحكماء ورثة الانبياء يفكرون فى كل مشروع نافع كمشروعات الرى والطرق الحديدية وغيرهما مما يزيد ثروة البلاد ويستخرج كنوزها وبركتها ثم يلتفتون الى اعداد؟؟؟ وسائل القوة من مدافع وطيارات وغواصات وغيرها من المخترعات الحديثة فقد أصبحنا فى زمان آخر (تغيرت فيه البلاد ومن عليها) والفوز ليس الا لمن برز فى ميادين السباق فى المخترعات والمكتشفات وقد جعلكم الله خير الامم ولن تكونوا كذلك الا اذا سابقتموهم فسبقتموهم فى كل فرع من فروع الحياة وقد قال تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) والقوة تختلف مظاهرها باختلاف العصور فتفسر فى كل عصر بما يكفل النصر والغلبه (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) ولن تكون العزة للمؤمنين الا إذا فاقوا غيرهم فى كل شىء ومن ذا يبلغ المسلمين فى كل أنحاء المعمورة انهم آثمون أكبر الاثم بهذا التخاذل والتواكل والتفرق والانقسام وها هى ذى أوربا قد التهمت كثيرا من الامم الاسلاميه وهى متحفزة للتهام باقيها ان لم تستيقظ من سباتها لا قدر الله وكيف نفرط فى تلك الوسائل التى لا يمكننا ان نحفظ ديننا ولا وطننا ولا عاداتنا ولا مقوماتنا الا بها وقد قررنا فى علم الاصول ان المقدور الذى لا يتم الواجب الا به فهو واجب كما أن الدين برىء من الجحود فهو برىء من الجمود وانا لنأمل فى أمير اليمن العظيم الامام يحى حميد الدين وبعد نظره ورفيع حكمته (وبلاده مستقلة والحمد لله) ان بحدد مجد الاسلام عامة واليمن خاصة ومن أولى منه بهذا وهو سلالة السادة الفاتحين وخير من ينتهج نهج جدّه سيد المرسلين وانا لنحبه حبا جما (ولا غرو فنحن من أبناء الحسن سادات اليمن) أسأل الله أن يرشد المسلمين الى ما جاء فى دينهم مما يجعلهم خير الامم على الاطلاق وأعزها على الاطلاق بمنه وكرمه يوسف الدجوى من هيئة كبار العلماء بالازهر الشريف فى غره رجب سنة 1350

    تقريظ حضرة العلامة الجهبذ البحاثه المحقق صاحب المفاخر الساميه الشهيرة وكيل شيخ الاسلام فى التدريس بالقسطنطينية واحدا ساطين علما الدولة العثمانية الشيخ محمد زاهد بن الحسن بن على الكوثرى نزيل مصر القاهرة حالا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله الذى أرسل غيث نعمه على الناس مدرارا» وصورهم وأحسن صورهم وخلقهم أطوارا ، وفضل بعضهم على بعض خلقا وخلقا ودارا وجعلهم شعوبا وقبائل وأسكنهم أقطارا ، واعطى كل شعب وقطر ميزة وفخارا عناية من الله سابقة بها يتسابقون الى الخيرات بدارا ، ويتنافسون فى سلوك سبيل الاحتفاظ بتلك المفاخر أجيالا وأدوارا ، لا يتعدى الموفقون منهم فى ذلك حدود ما أنزل الله ايرادا واصدارا ، والصلاة والسلام الاتمان الاكملان ، على سيدنا ونبينا محمد المبعوث من بنى عدنان ، المرسل رحمة للعالمين وعلى آله الأطهار الطيبين. وأصحابه الأخيار المهديين ، والتابعين لهم بإحسان الى يوم الدين ، أما بعد فقد اسعدنى الحظ بالاطلاع على كتاب «نثر الدر المكنون من فضائل اليمن الميمون» للسيد الجليل المسميدع والتقى الورع الاروع ، المفضال مثال حسن الخلق وكرم الخلال ، مظهر الصون الالهى والنفحة الرحمانيه ، فرع تلك الدوحه الزاكيه الاهدليه اليمانيه : سليل بيت النبوة الشهم السرى ما السيد محمد بن على الاهدلى الحسينى اليمانى الازهرى ، حفظه الله ، وأتم عليه نعمه فى دنياه وأخراه ، فاخذت أتصفح صفحات هذا السفر الجليل على عجل ، ولن كان المستعجل لا يخلوا من زلل ، فاذا به ما استلب لبى ، وأخذ بمجامع قلبى ، من تحقيقات عزيزة المنال ، وتدقيقات لا تصدر الا من كمل الرجال فمضيت على تنسيم نسيم هذه الروضة الغناء ، والتمتع بشميم ورودها الفيحاء ، وكلما زدت نظرا فى الكتاب ازددت سرورا وابتهاجا ، ووجدت به نورا وسراجا وهاجا ، يضىء سيل الاطلاع» على فضائل الاقطار اليمانيه وتلك البقاع ، وفضايل أهليها الذين هم أرق الناس أفئده وأعرقهم ايمانا ، وأقدمهم حضارة وأسبقهم عمرانا ، وأكثرهم مفاخرا جاهلية واسلاما ، وأطوعهم للذى جعله الله للمتقبن إماما ، وألفيته رايع الترتيب والتصنيف ، بديع التبويب والترصيف ، حسن المطلع رايق المقطع ، ابتدأ مؤلفه البارع بالإشاره فيه الى ما للقطر اليمانى من المفاخر فى الغابر والحاضر ، اشارة مورخ ماهر ثم ألم بمذهب أهل البيت الطاهر ، وساق آيات الكتاب الكريم المتعلقه : بأهل اليمن آية ايه ، وسرد فى ذلك أقوال المفسرين بالرواية ، واستقصى من أصول السنة وكتب الصحاح والسنن والمسانيد

    والمعاجم والجوامع وأمهات كتب السير والتاريخ الأحاديث والآثار وللاخبار المتعلقة بفضل اليمن وأهله وقبائله وبكتب الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى عظماء الاقطار اليمانيه وبالوفود المتواردين منها الى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فى أبواب متناسقة وفصول مترافقة مستوفيا الكلام على أسانيد تلك الروايات ومتونها وشرح غريب الفاظها من أوثق المصادر. استيفاء لا مزيد عليه لباحث عنها فى بطون الدفاتر. واستقصاء ينبىء عن علم جم وعظم فهم وسعة اطلاع وطول باع ، واختتم الكتاب أحسن اختتام بذكر بعض ما للعترة النبوية الزكية ، من الفضايل والماقب المروية عن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على اسلوب لطيف ، وطراز شريف فخدم مؤلفه بذلك أجل خدمة نحو بلاده ونحو أهل بيت النبوة عليهم‌السلام ومحبيهم من أهل الاخلاص والايمان ، على رغم أنوف أهل النفاق والخذلان ، والله سبحانه ينفع المسلمين بهذا التأليف الجليل وبكافىء مؤلفه الفاضل أحسن مكافاة على هذا العمل النبيل ، وهو ولى المحسنين نعم المولى ونعم الوكيل ، والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على سيدنا محمد وآله وسلّم؟
    فى 14 رجب الفرد سنة 1350
    كتبه الفقير اليه سبحانه محمد زاهد الكوثرى عفى عنه
    تقريظ صاحب السماحة المحدث النجيب الفهامة النحرير الناقد البحاثه الحافظ شيخى السيد أحمد محمد الصديق الحسن المغربى الغمارى نزيل مصر القاهرة حالا
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين. والصلاة والسلام على أشرف المرسلين : سيدنا محمد الطاهر الأمين : وعلى آله الكرام : وصحابته أجمعين : أما بعد فقد وقفت على كتاب نثر الدر المكنون : من فضائل اليمن الميمون. تاليف الاستاذ المحقق البحاثه الفاضل والواعية الكامل السيد النقى الجليل : والسند التقى النبيل : أبى عبد الله السيد محمد بن على الأهدلى الحسينى اليمنى الأزهرى حفظه الله وأدام مجده السنى. فمتعت الطرف فى رياضى لطايفه وازهاره. وكرعت من حياض معارفه وأنواره. فاذا هو مؤلف نفيس حليل. ومصنف ليس له فى بابه مثيل : طابق اسمه مسماه. ونثر مؤلفه حفظه الله درر الآثار حقا كما سماه. اذ نظم فى عقده من الأحاديث النبوية ما يثلج صدور الحفاظ الفحول ونسج فى برده من الأخبار السيرية ما يبهج أفكار ذوى الرواية والقول «وابان فيه عن تنع كامل» واطلاع واسع لم يترك منه لكاتب ما ينقل أو يقول وقم لأهل وطه من نشر

    مفاخرهم الثمينة العاليه وبث مدائحم العزيزة الغالية؟؟؟ المعامة؟؟؟ بنصها الصريح : والمعربة بلسانها الفصيح : إن خير أهل الأرض ساكنوا الاقطار : اليمنيه وانهم انسان عين العصابة الناجية : وانه لم يرد فى غيرهم ما يوازى فضائهم الساميه فافق به من طرق هذا الباب. أورام قبله جمع هذه المفاخر فى كتاب : نشكر الله سعيه وأنا له مرغوبه : وأجزل له الاجر والمثوبة آمين
    كتبه فى 10 رجب سنة 1350 لفقير الى الله تعالى خادم الحديث أحمد محمد الصديق الحسنى تقريظ صاحب الفضيلة العلامة والدى الشيخ محسن بن ناصر أبى حربه شيخ رواق الساده اليمنية بالازهر الشريف (بسم الله الرحمن الرحيم) والصلاة والسلام على أشرف ولد آدم سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أنصار الدين (أما بعد) فقد اطلعت على كتاب نثر الدر المكنون من فضائل اليمن الميمون تأليف ولدنا الاستاذ النبيل صاحب الهمة السامية والاخلاق العاليه السيد محمد بن على الحسينى الاعدل فالفيته سفرا عظيما حوى من الاحاديث النبوية والأخبار السيرية والتواريخ ما صح منها فى فضل الامة اليمنية جمع قلوعى؟؟؟ ولم يترك مؤلفه لناقل نقلا اليه يسعى دل كنهه وحسن ترتيبه وتسيقه على نبالة مؤلفه وجلالة؟؟؟ دفعه الى ذلك قوة ايمانه واخلاصه لاباء وطنه مما سيخلد ذكره فى صفحات قلوبهم حيلا بعد جيل فيجدر بكل فرد من أفراد أهل اليمن أن يحقق هذه الفضائل فى شخصيته وان يشمر عن ساعد الحمد لخدمة وطنه والاخذ باسباب تكوين وحدتهم وسعادة وطنهم لعل الله ان يعز بهم الاسلام كما عزه باسلافهم وكنت أريد أن أقول كلمتى فى هذا السفر الجليل وناثر عقده ولكن سبقنى الى ذلك جهابذة العلما المشاهير فلا يسعنى الا ان اتمثل بقول القائل لا عطر بعد عروس فشكر الله سعى مؤلفه ونفع به وأنا له الحسنى وزياده أمين والحمد لله أولا وآخرا املاه الفقير الى عفو ربه محسن بن ناصر بن صالح الشهير بأبى حربه فى 23 رجب سنة 1350 ه‍
    وقد ختمنا عند هذه التقاريظ بقصيدة عصما جادت بها قريحة صاحب الفضيلة العلامه والشاعر الاديب صديقى الابر السيد حامد بن أبى بكر بن الحسين بن أحمد المحضار العلوى
    بنى اليمن الميمون هذا كتابكم
    يقص عليكم ما لكم من فضائل

    بنى اليمن الميمون هذا كتابكم
    يخلد للاحفاد مجد الاوائل

    لكم فيه ما يحدو النفوس الى العلا
    ويزجر أن تاتى بفعل الاراذل

    فما حرك الأبناء نحو العلا كما
    يحركها مجد الجدود الفطاحل



    خذوه كتابا جاء فيه فخاركم
    أحاديث يرويها عن أصدق قائل

    ففيه لكم مغنى وما عنه من غنى
    وهل باقل يغنيك عن ابن وائل

    لعمرى لقد وفى المقام فلم يدع
    مجالا البحث أو مقالا لقائل

    أكب على تأليفه من شتاته
    أخو الجد حتى لم شعث الفضائل

    خبير بها ما زال يغشى خدورها
    الى أن أتانا بالحسان العقائل

    قضى فى تقاضيها من الكتب ما قضى
    مدين ملح من غريم مماطل

    فلما تقاضاها كما شاء صاغها
    عقودا بها ازدانت نحور القبائل

    فجاءت كما شاء الكمال لانها
    كما أتى عن كامل وابن كامل

    محمد قلدت اليمانين منة
    بلا منة يا ابن الكرام الافاضل

    نزلت بها منا القلوب وانها
    منازل تخليد الرجال العواهل

    أفضت عليهم صيا من مناقب
    فكان حياة للقلوب الذوابل

    سيذكوا به بذر الطموح الى العلا
    وتمتد أعناق القروم النواسل؟؟؟

    وتصبوا نفوس الشىء عند سماعه
    حديث الاولى عاشوا كرام الشمايل

    ويهتز منهم للنهوض؟؟؟ بشعهم
    مغاوير أمجاد شراف التناسل

    يهمون؟؟؟ بالشعب الأبى الى العلا
    الى العزة القعساء فعل الأماثل

    فهما بنى الايمان واليمن هيئوا
    نفوسكم نوئوا بعبء الجلائل

    فشعكم شعب كريم نجاره
    كثير المزايا ما له من مطاول

    قديما سمى فوق الشعوب وبذها
    بآباكم ذو غدوا فى القساطل

    له المجد فى الاسلام والمجد قبله
    له فو فه؟؟؟ مسلم وابن جاهل

    سلوا كتب التاريخ عنه وخيرها
    كتاب أخينا الالمعى الحلاحل

    محمّد من بر اليمانين؟؟؟ وسعه
    وأطلع فهم كوكبا غبر آفل

    كتاب بانوار الفضائل مشرق
    فلله ما حررت يابن الاهادل

    نثرت به در الفضائل حلية الرجال
    فمل يا قوم من متناول

    خذوه عطاء من كريم وأرخوا
    لنثر الدر المكنون أهنأ؟؟؟ نائل

    780 ـ 235 ـ 197 ـ 57 ـ 81 ـ 1350 (بيان واعتدار) كان أول من شرفى بتقريظ هذا المؤلف قبل وضع الخاتمة حضرة المحدث الشهير الشيخ محمد الحصر الشنقيطى والزعيم الرحالة فقد الإسلام الحجة النقادة أحد توابع علماء السادة العلومة المرحوم السيد محمد بن عقيل ومع أسفى الشديد فتدامنى حال ارادة طبعهما؟؟؟ كما أنى أقدم خالص الشكر لحضرات من شرفونى بتقاريظهم ولم اثبتها أن يلمسوا؟؟؟ لى عذرا؟؟؟ طروف؟؟؟ جزاه الله الجميع أحسن الجزاء أمين

    فهرست الکتاب
    5 مقدمة تاریخیة عن مجد الیمز جاهلیة وإسلام 56 فصل فى استشهاده
    19 الباب الاول فی الایات الوارده فی فضائل اهل الیمن 57 فصل فی شبه خلیل الله ابراهیم علیه الصلاه والسلام
    22 الباب الثانی فی تشیر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اصحابه باسلام اهل یمن وان الله سیعن بهم الاسلام الخ 59 فصل في ذكر الأنبياء المدفونين باليمن
    26 الباب الثالث فی الاحادیث العمومیه فی فضائلهم بعد اسلامهم 59 الباب السابع فى كتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى أهل اليمن قبل اسلامهم
    42 الباب الرابع فی الاحادیث الوارده مناقب بعض القبائل 60 الباب السابع فى كتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى عظماء أهل اليمن
    45 فصل فيما جاء فى النخع 60 فصل فی کتبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعموم أهل الیمن یدعوهم الی الاسلام
    45 فصل فيما جاء فى الاشعريين 63 فصل فی کتبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد اسلامهم
    46 فصل فيما جاء فى الازد 36 فصل فی کتبه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعموم أهل الیمن فی الفرائض والصدقات الخ
    47 فصل فيما جاء فى الازد والاشعريين 70 فصل فی کتاب أبی بکر رضی الله عنه لعموم أهل الیمن فی الصدقة والجهاد الخ
    47 فصل فيما جاء فى أحمس 72 الباب الثامن فى بعوثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى اليمن
    48 فصل فيما جاء فى حمير 73 فصل فى بعث على علیه الله السلام الی همدان
    49 فصل فيما جاء فى دوس 74 فصل فى بعثه عليه‌السلام الى مذحج
    50 فصل فيما جاء فى حضرموت 76 فصل فى بعثه عليه‌السلام الى بنى زبيد
    50 فصل فيما جاء فى مذحج 76 فصل فى بعث على عليه‌السلام الى أهل نجران
    50 فصل فيما جاء فى جمع من القبائل الیمنیة
    51 الباب الخامس فی لباس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولباس اصحابه رضوان الله علیهم وکسوء الحکمة من منسوجات الیمن
    53 فصل فی تکفینه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و؟؟؟ من منسوجات الیمن
    55 الباب السادس فی مناقب بعض؟؟؟ معدما أو یس المرادی


    77 فصل فى بعث وبر بن يحنس الكلبى 107 فصل فى وفد مذحج
    77 فصل فى بعث ابى موسى 107 فصل فى قوم وائل بن حجر ملك حضرموت
    78 فصل فی بعث معاذ 107 فصل فى وفد أحمس
    80 فصل فی بحث خالد الی نجران 107 فصل فى وفد جيشان
    81 فصل فى بعث جرير 107 فصل فى وفد الرهاويين
    82 الباب التاسع فى الوفود 107 فصل فى وفد زبيد
    83 فصل فى وفد الاشعريين 110 فصل فى وفد عبد الله بن ذباب الآنسى
    83 فصل فی وفد همدان 110 فصل فى وفادة ربيعة العنسى
    85 فصل وفد دوس 111 فصل فى وفادة أبى سبرة
    87 فصل فى وفد خولان 111 فصل فى وفادة قيس بن مالك الأرحبى
    88 فصل فى وفادة رسول ملوك حمير 111 فصل فى وفادة كليب الحضرمى
    88 فصل فى وفد كندة 112 فصل فى وفادة زامل
    90 فصل فى وفد تجيب 112 فصل فى وفادة عبد الرحمن الاسدى
    92 فصل فى وفد الازد 112 فصل فى وفادة النعمان الكندى
    92 فصل فى وفد مراد 113 فصل فى وفادة نفير
    93 فصل فى وفد زبيد 114 فصل فى وفادة عبد كلال
    95 فصل فى رسول وفد النخع 114 فصل فى وفد جعفى
    96 فصل فى وفد بنى المحراث 114 فصل فى وفد ثمالة والحدان
    97 فصل فى وفد ازدشنوءة 114 فصل فى وفادة ابى ظبيان
    98 فصل فى وفد صداء 115 فصل فى وفادة سعد بن مالك
    100 فصل فی وفد بهراء 116 فصل فى وفد بجيلة
    100 فصل فى وفد غامد 117 فصل فى وفد جرم
    102 فصل فى وفد سعد هذيم 117 فصل فى وفادة سواد بن قارب
    102 فصل فى وفادة فيرون الديلمى 119 فصل فى وفادة ابو ذباب المذحجى
    102 فصل فى وفد النخع 119 فصل فى وفادة حجر
    103 فصل فى وفد نهد 121 فصل فى ترجمة عفيف الكندى
    104 فصل فى تفسير الفاظ طهفة 122 فصل فى وفادة أبيض بن حمال
    105 فصل فى تفسير الفاظه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم 123 خاتمه فی بعض فضائل آل الست


    124 حديث الثقلين 142 تقریظ فضلة السید سعید العرقی
    128 حديث السفينة 146 تقریظ فضیلة الشیخ یوسف الدجوی
    128 حديث المهدى 147 تقریظ فضیلة الشیخ محمد بن الحسن ازهد الکوثری
    139 احادیث حسبه ونسبه صلی الله علیه وآله وسلم 148 تقریظ فضیلة خادم الحدیث السید أحمد بن محمد الصدق الجسی
    130 حديث الشفاعة 149 تقریظ فضیلة شیخ رواق؟؟؟ الیمنه الشیخ محسن ناصر؟؟؟؟؟
    130 حديث وجوب محبة آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مولاة الائمة الاربعة لهم وأشعار الامام الشافعی رضی الله عنه الخ 149 قصیده صاحب الفضیلة الایب السید حامد أبی؟؟ حسین المحضار العلوی
    140 تقریظ فضلة محمد؟؟؟ الله

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    نثر الدر المكنون
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 46- قائمة الكتب المنوعه الدينيه-
    انتقل الى: