حكم الصداقة في الإسلام بين الرجل والمرأة ٢ المراجع حكم الصداقة في الإسلام بين الرجل والمرأة حفظ الله حُرمة الإسلام بالحدود، وأنار سبيل الرشد بالعفاف، ليغيث القلوب المعوجة بالحياء، فيستقيم اعوجاجها طوعاً لأمر الله، وحفاظاً على النفس من الوقوع في جمرة الشهوات، فإنّ الحياء دواء القلوب وموطنٌ للعفة. حكم صداقة الرجل والمرأة الأجنبية وأما صداقة الرجل والمرأة الأجنبية لا تُباح في الإسلام، لأنها ستؤدي إلى الحرام لا محالة، فلا يصح للمرأة أن تكون أختاً له، إلا أخوة الإسلام، فإن كل مسلم تجمعك به الأخوة العامة، وهي أخوة الدين التي قال فيها الله -تعالى-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ).[١] فيديو قد يعجبك: أما إقامة الصداقة بينهما فمحرمٌ، والمحرم بين الجنسين ليس الزنا فقط وإنما هو أمور كثيرة؛ كالخلوة، والنظر لما لا تحل رؤيته، والخضوع بالقول، وكل ما من شأنه أن يؤدّي إلى الفتنة.[٢] وقد ثبت أن لجوارح الإنسان حظوظاً من الزنا، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ اللهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ النُّطْقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ، أَوْ يُكَذِّبُهُ).[٣] ووضع الله الحدود بين الرجل والمرأة خشية الوقوع في المحرمات، فخلق المرأة وميزها بالعاطفة فهي تحتاج للاحتواء والحب والحماية، في حين جبل الرجل على حبه للنساء، فلا تستطيع المرأة العيش بلا رجل يكون سنداً لها، ولا يستطيع الرجل العيش بلا نساء، وحفاظاً على المجتمع الإسلامي من الوقوع في الفواحش أوجب الله -عز وجل- الزواج، وسد أبواب الحرام بالحلال. حكم الصداقة الإلكترونية والزمالة حرّم الله -عز وجل- اتخاذ الأخدان أي الأصدقاء والصديقات بقوله -تعالى- بخصوص النساء: (مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ)،[٤]وفي خصوص الرجال: (مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ).[٥] واتخاذ الصديق محرم شرعاً سواء كان عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أو اللقاء المباشر، فلا توجد علاقة صداقة بين الرجل والمرأة الأجنبية في الإسلام، فعلاقات التواصل الاجتماعي قد تتحول إلى علاقات شخصية حسية، أو قد تقود في المحرمات فيما نسمع به اليوم من الزنا الإلكتروني والعياذ بالله، وإنما المشروع في صداقة الرجل لزوجته أو لابنته أو الأخ لأخته، ضمن ما شرعه الله عز وجل وقيدهم به.[٦] ولا يغيب عنّا أن النساء قد تضطر أحيانا للتعامل مع الرجال الأجانب، وكذلك الرجال في العمل أو في الجامعات المختلفة، وقد يضطرون لأن يكونوا زملاءً في العمل ولا بد أن هناك ضوابط تحكم هذه الزمالة فأقصى ما يسمح به بين الرجل والمرأة هو الكلام بالمعروف في المكان المفتوح أمام الناس جميعا، في غير ريبة ولا شهوة، ومن غير تماس ولا تقارب ولا مصافحة بينهما ولا ما فوق ذلك.[٧] قال -تعالى-: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا)،[٨]فجعل للتعامل بينهما حدوداً، وأمر المرأة ألّا تخضع في القول حتى لا تُحرّك شهوات الرجل، لأن العاطفة القوية تغطي على العقل، فإذا ضعف العقل أمام العاطفة القوية كانت الأخطار الجسيمة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أضَرَّ علَى الرِّجالِ مِنَ النِّساءِ).[٩]