ترجمة المصنف :
هو الشيخ علي بن زين العابدين البارجيني (1) ، اليزدي الحائري ، المعروف بشهرنوي(2). نشأ وترعرع رحمهالله في قرية صغيرة من قرى أردكان في محافظة يزد ، وأكمل دراسته البدائية في مسقط رأسه بارجين القرية الصغيرة ، واستمر في دراسته مواظبا عليها حتى أنهاها بتفوق ونجاح ، ولكنه من عائلة ذات أصول دينة عرفت بالالتزام والمحافظة فاستهوته دراسة الحديث والفقه والأصول والخوض في مضاميرها لخدمة الدين الإسلامي والمذهب الحنيف ، فشد الرحال الى كربلاء ـ وهي من المراكز العلمية يوم ذاك ـ ومنها لقّب بالحائري ، لأنّ كربلاء كانت تسمى بالحائر الحسيني ، فدرس المقدمات والسطوح على يد أساتيذ هذا الفن ، حتى شرع بدراسة البحوث العالية.
أساتذته :
درس المؤلف البارجيني رحمهالله تحت أساتذة معروفين وعلماء مرموقين حتى احتل هذه المنزلة في المجتمع الإسلامي.
ومن أساتذته :
1 ـ العلامة السيد زين العابدين الطباطبائي الحائري ، درس عنده الفقه والأصول والحديث وبرع على يديه.
2 ـ العلامة الحاج الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري ، صاحب كتاب «ذخيرة المعاد» في الفروع الفقهية.
3 ـ العلامة الحجة الحاج الميرزا محمد حسين الحسيني المرعشي الشهرستاني الحائري.
__________________
(1) البارجين : قرية ـ زراعية ـ صغيرة من قرى ميبد التابعة لناحية أردكان من محافظة يزد ، ويبلغ عدد نفوسها 456 نسمة (لغة نامة : 3 / 3472).
(2) شهرنو : ناحيتان من نواحي مدينة مشهد ، أحدهما كبيرة والأخرى صغيرة ، عدد نفوس الأولى 23046 نسمة ، والأخرى 2661 نسمة ، ويمارس الأهالي فيها مهنة الزراعة (لغة نامة : 9 / 1288).
وغيرهم من أساطين الفقه والأصول والحديث في كربلاء آنذاك.
وكان الحائري قدسسره فقيها فاضلا مفتيا متوقد الذهن سريع الحافظة ، بل أوحد زمانه في الحفظ ، وفرد أقرانه في الاتقان والضبط كما نقل عنه أصحاب التراجم.
وتدرج به الحال حتى حصل على إجازة الحديث والرواية عن علماء كثيرين منهم أساتذته الذين مرّ ذكرهم ، وكذلك عن العلامة جمال السالكين السيد المرتضى الرضوي الكشميري النجفي ، وعن العلامة الآية خاتم المحدثين الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي ، والعلامة الآية الحاج ميرزا فتح الله شيخ الشريعة الأصفهاني النمازي النجفي.
وغيرهم من العلماء الأعلام والثقات الأفذاذ ، الذي كان رحمهالله محطّ ثقتهم وموضع صدقهم ، وهو التلميذ البار الغيور على الإسلام وأهله.
حتى أصبح الشيخ البارجيني رحمهالله من العلماء المشار إليهم بالبنان وآية من آيات الله في المرجعية والتقليد ، وإلقاء البحوث العالية لدرس الخارج في الفقه والأصول في الحوزة العلمية.
واستجاز منه جماعة في نقل الحديث والرواية عن أئمة أهل البيت عليهمالسلام بالواسطة السلسلية الشريفة.
فممن روى عنه : السيد شمس الدين محمود الحسيني المرعشي النجفي والد العلامة المرجع السيد شمس الدين شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي المتوفى سنة 1338 ه ق ، وتلميذه العلامة الحجة نظر علي بن إسماعيل الكرماني الواعظ ، صاحب أنيس الأنام المتوفى سنة 1348 ه ق.
وغيرهم من الأعلام الثقات.
وكان رحمهالله من أرباب الفضل ورواد العلم والأدب ، وكان يتّصف بالتواضع والسماحة ، ويشجع على طلب العلم ويحث عليه ، حتى جعل هذه المفاهيم مصاديقه عملية حيث كانت داره محط طلاب العلم والفضيلة ، فأسس فيها مكتبة عامرة بألوان وأصناف العلوم الفقهية والأصولية والحديثية والأدبية ، والكلامية وغيرها.
حتى أن معاصره العلامة آغا بزرك الطهراني عند ما كان يأتي إلى كربلاء فإنه يقضي أكثر أوقاته في مطالعة مكتبة العلامة البارجيني ، وهذا يدلّ على عظمة المترجم رحمهالله ومدى
حبه للعلم والعلماء وخدمة الإسلام والمسلمين.
أقوال العلماء في حقه :
ترجم له معاصره العلامة المحقق والآية المدقق الشيخ آغا بزرك الطهراني في أكثر من كتاب وموضوع بقوله : هو الشيخ علي بن زين العابدين البارجيني اليزدي الحائري المعروف بشهرنوي ، عالم متضلع ، وفاضل متتبع.
كان من الأجلاء المشهورين في كربلاء ، كانت له مكتبة كبيرة فتح لها بابا من خارج بيته ، وعرضها لفائدة الناس وأهل الفضل ، فكانوا يرتادونها ويستفيدون منها ، وقد كنت أطيل المكث فيها لدى تشرّفي بزيارة الحسين عليهالسلام (1).
وقال عمر رضا كحالة في ضمن ترجمته للمؤلف رحمهالله :
علي بن زين العابدين البارجيني اليزدي الحائري المعروف بالشهرنوي ، من الأجلاء في كربلاء ، توفي سنة 1333 ه ق.
ثم سرد آثار المؤلف وذكر منها كتابه هذا «إلزام الناصب في أحوال الإمام الغائب»(2).
مصنفات المؤلف رحمهالله :
لقد اغنى المؤلف رحمهالله المكتبة الإسلامية بمؤلفاته وكتاباته وأفاض على المذهب الحق من مداد قلمه الشريف أنوار كلماته ، فرغم جهوده المبذولة في الدرس والتدريس ، وأمور العامة ، والتصدي للفتوى والمرجعية ، كان مترجمنا رحمهالله يخصص بعض الوقت للكتابة والتأليف ما يسعفه وقته الشريف.
وفي المقام نذكر ما وصل إلينا من مؤلفات العلامة الحائري قدسسره في كتب التراجم وهي كالتالي :
1 ـ كتاب تبصرة المتهجدين في آداب صلاة الليل ، وقد طبع في سنة 1331 ه ق (3).
2 ـ كتاب السعادة الأبدية في الأخبار العددية ، لم يطبع (4).
__________________
(1) نقباء البشر : 1442 ترجمة رقم : 1951.
(2) المستدرك على معجم المؤلفين : 488.
(3) الذريعة : 3 / 323 ، نقباء البشر : 4 / 1442 ، مستدرك معجم المؤلفين : 488.
(4) الذريعة : 12 / 180 ، نقباء البشر : 4 / 1442 ، مستدرك معجم المؤلفين : 488.
3 ـ كتاب روح السعادة ، وهو مختصر السعادة الأبدية وقد طبع في سنة 1330 ه ق (1).
4 ـ منظومة في الفقه (2).
5 ـ تواريخ الأنبياء والأئمة ، لم يطبع (3).
6 ـ كتاب حدائق الجنان ، لم يطبع ، وقيل أن إلزام الناصب ضمن كتاب حديقة الجنان (4).
7 ـ بحر الغموم في مقتل سيدنا الإمام أبي عبد الله الحسين السبط الشهيد عليهالسلام(5).
8 ـ كتاب إلزام الناصب في أحوال الإمام الغائب.
وهو هذا الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ الكريم وقد طبع عدة مرات (6) ، فرغ من تأليفه المصنف سنة 1326 ه ق ، وقد أوصى المؤلف المولى محمد حسين القمشهي الصغير أن يطبع كتابه من ثلث ماله ، وقد نشر في سنة 1352 ه ق وترجم له ولده الميرزا علي أكبر الحائري ، وذكر أنه فرغ من تأليفه في سنة 1326 ه ق (7).
وفاته :
توفي العلامة البارجيني رحمهالله في سنة 1333 ه ق ، في مدينة كربلاء المقدسة في العراق ، وكان يوم تشييعه مشهودا في المحافل والحوزات الدينية بفقد هذا العالم والمرجع الكبير. ودفن رحمهالله في حرم سيدنا العباس بن علي بن أبي طالب عليهالسلام بالتحديد قريبا من جهة الرجلين ، فسلام الله عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا.
__________________
(1) الذريعة : 11 / 264 ، نقباء البشر : 4 / 1442 ، مستدرك معجم المؤلفين : 488.
(2) الذريعة : 3 / 323 ، نقباء البشر : 4 / 1442 ، مستدرك معجم المؤلفين : 488.
(3) الذريعة : 4 / 474 ، نقباء البشر : 4 / 1442 ، مستدرك معجم المؤلفين : 488.
(4) الذريعة : 6 / 282 ، نقباء البشر : 4 / 1442 ، مستدرك معجم المؤلفين : 488.
(5) الذريعة : 3 / 43 ، نقباء البشر : 4 / 1442.
(6) طبع في ايران ولبنان مرات عدة جميعها لم تكن مصححة ولا محققة ، وقد وجدنا الكثير من الأخطاء العلمية والنحوية والإملائية ، بل في كثير من الآيات والأحاديث الشريفة ، والتي كان بعضها يؤثر على معنى الحديث.
(7) الذريعة : 2 / 289 و 3 / 43 ـ 323 و 4 / 474 ، مستدرك معجم المؤلفين : 488.
هو الله تعالى شأنه
بسم الله الرّحمن الرحيم
هذا كتاب إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب عجّل الله تعالى فرجه ، أحد مجلّدات حدائق الجنان في ذكر ما ينبغي أن يطلع عليه الإنسان ممّا ألّفه وصنّفه المرحوم المبرور حضرة شيخ الفقهاء والمجتهدين حجّة الإسلام والمسلمين آية الله الكبرى في الأرضين الحاج الشيخ علي اليزدي الحائري أعلى الله مقامه ونوّر الله مرقده ، الذي انتهت إليه الرئاسة العلمية والقضاوة الشرعية وتوفي سنة 1333 في الحائر المقدّسة بعد إقامته خمسا وستّين سنة في تلك البلدة الشريفة ودفن في تلك البلدة عند رجلي العبّاس بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وقد ألّف وصنّف كتبا كثيرة منها السعادة الأبدية في ذكر الأخبار العددية ، ومنها روح السعادة التي هي فذلكة السعادة الأبدية وخلاصة الأخبار العددية التي طبعها رحمهالله في حياته ، ومنها إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب عجّل الله تعالى فرجه ، ومنها منظومة في علم الفقه من الطهارة إلى الزكاة مشتملة على المدارك والاستدلالات.
هذه النسخة الموسومة بالشجرة المباركة
المشتهرة بإلزام الناصب في إثبات
الحجّة الغائب عجّل الله تعالى فرجه
وسهّل الله مخرجه
بسم الله الرّحمن الرحيم
نحمدك اللهمّ يا من خصّنا بحججه البالغة ونعمه السابغة الذين بهم رزق الورى وبيمنهم ثبتت الأرض والسماء ، ولولاهم لساخت الأرض بأهلها ، نشكرك اللهمّ يا من حبانا بخاتم الأوصياء وخاتم الأصفياء وفتننا بغيبته التامّة الإلهية الكبرى والطامة العظمى ومنّ على المؤمنين المنتظرين لدولته ووصفهم بالذكر بقوله (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) ، (1) والصلاة والسلام على خاتم صحيفة النبوّة والمبعوث على الأمّة بالهداية والرحمة ، المبشّر برجعته والمنذر لغيبته ودولته والمذكّر لقيامه وسلطنته حيث أمره الله بقوله (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ) ، (2) وعلى آله وعترته الهداة البررة الكرام ، واللعنة على أعاديهم من الآن إلى يوم القيام.
أمّا بعد فيقول العبد الراجي عفو ربّه الغني ابن المرحوم زين العابدين البارجيني اليزدي الحائري علي : إنّي بعد إقامتي في الحائر المقدّسة على ساكنيه آلاف التحية كنت كثيرا ما عازما أن أمهّد صحيفة جامعة في أحوال سيّدنا وإمامنا النجم الثاقب والإمام الغائب حجّة الله المنتظر عجّل الله تعالى فرجه ولا يسعني الزمان من تقلّب الدهر الخوان واختلال البال وكثرة الاشتغال ، إلى أن كاد الفراغ من كتابنا الجامع الموسوم ب (حدائق الجنان في ذكر ما ينبغي أن يطّلع عليه الإنسان) وقد خرج منه مجلدات وقد سنح ببالي أن أمهّد شجرة منها في ذلك واجعل كراريس في ترجمة الإمام وقطب رحى الإسلام عجّل الله فرجه ، فبينما أنا فيه وإذا بسانحة عظيمة وعويصة فخيمة وداهية قد أوقعتني في محبس الاعتزال ومسجن
__________________
(1) البقرة : 4.
(2) إبراهيم : 5.
الإخمال والإجمال ، وغلقت عليّ الباب ولم يكن لي أنيسا سوى ربّ الأرباب فاحتصرت في فسحة الدار ممنوعا من مراجعة الأخيار ، فأتى على ذلك أيّام وضاق بي المقام واشتدّ عليّ الأمر وبلغت روحي التراق والتفت الساق بالساق ، فسألت الله في ذلك وتوسّلت إلى محيط مركز الامّة وشمس فلك الإمامة ، وعاهدت الله أن أكتب لاستخلاصي منها شرحا مستقلّا يحتوي جلّ ما يتعلّق بأحواله وصحيفة جامعة تفوق الصحف الممهّدة له ، فهاجت نفسي فأخذت فيها قبل أن تلمح المناص وتفوح ريح الاستخلاص.
فحاشا المنتظر المهدي نجل الحجّة العسكري عجّل الله فرجه أن يحجبني دونه الحجاب قبل أوان فراغ غصون هذا الكتاب ، فشرعت فيه على المعهود وصرفت إليه عنان المقصود وعكفت عنان الهمّة إلى اجتماع فصول المهمّة فها هو قد أتى ، كتاب جامع وبرهان قاطع وصحيفة حاولت النمط الأوفى ومعالم الزلفى وجنّة المأوى ، ولعمري قد تضمّن هذه السطور كنوزا من لآلئ المنثور وكتاب مسطور في رقّ منشور ، كاشف الغمّة عن المنتظرين ، والكافي عن عمدة ما أهمّ المسترشدين لإكمال الدين ، بحيرة تضمن بحار الأنوار وعجائب الآثار وينابيع الأخبار بل عيون الأخبار وكشف الأستار عن وجه الغيبة الإلهية النوراء ، وشاخص الأبصار نحو البحر الأبيض والجزيرة الخضراء ، هداة لإرشاد الصراط المستقيم مبرهنا ، براهين إحقاق الحقّ ودر النظيم سيفا لفتوحات عوالم الغيبة ، وحساما لقطع حبائل الناصب عن الشيعة ، فروعه أبواب دار السلام وفي ثمراته غاية المرام وفاكهة الأنام ، ولاشتمالها على أغصان أنواره الزاهرة وأثمار وجوده الباهرة سمّيتها بالشجرة المباركة ، ولما تضمّن من خرق ما نسجته العامّة العمياء وقلع ما أسسته أمّة الطواغيت الطغيا من النقض والإبرام في وجوده وتصرّفاته سمّيتها ب (إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب) ورتبته على أغصان.
ثمّ إنّي اقتصرت فيه على لباب الأخبار بطرح المكررات اللفظية والمعنوية ؛ بإلغاء الأسانيد والرجال من الأخبار المروية ، اعتمادا على الصحاح المشهورة المنقولة واتّكالا على الثقات من الرجال المقبولة ، وأحمد الله تعالى سبحانه أوّلا وآخرا وصلّى الله على خاتم أنبيائه وأشرف سفرائه محمّد وعترته الطاهرين الأنجبين الغرّ الميامين.
الغصن الأوّل
في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة وفيمن مات ولم يعرف إمام زمانه وعلامات الإمام ومعرفته وجوامع صفاته وأنّ الإمامة في الأعقاب ولا تعود في أخ ولا عمّ إلّا الحسن والحسين عليهالسلام وعدم مدخلية البلوغ في الإمامة ولا يضرّها صغر السنّ وفيه فروع :
الفرع الأوّل :في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة وفيمن مات ولم يعرف إمام زمانه وعلائم الإمام ومعرفته وجوامع صفاته ، وفيه ثمرات :
الثمرة الأولى :
في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة
قال الله تعالى في سورة الرعد (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (1) وقال الله تعالى في سورة القصص (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (2).
في معالم الزلفى عن أبي عبد الله عليهالسلام : لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام.
وقال عليهالسلام : آخر من يموت الإمام لئلّا يحتجّ أحد على الله عزوجل أنّه تركه بغير حجّة لله عليه (3). وبهذا المضمون أخبار كثيرة بطرق مختلفة.
وفي الأربعين عن أبي جعفر عليهالسلام : لو بقيت الأرض يوما بلا إمام منّا لساخت بأهلها ولعذّبهم الله بأشدّ عذابه ، إنّ الله تبارك وتعالى جعلنا حجّة في أرضه وأمانا في الأرض لأهل الأرض ، لن يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم ، فإذا أراد الله أن يهلكهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا الله ثمّ يفعل ما شاء وأحب (4).
وفي البحار عن أبي عبد الله عليهالسلام : لما انقضت نبوّة آدم وانقطع أكله أوحى الله عزوجل إليه يا آدم قد انقضت نبوّتك وانقطع أكلك فانظر إلى ما عندك من العلم والإيمان وميراث النبوّة
__________________
(1) الرعد : 7.
(2) الأنعام : 51.
(3) علل الشرائع : 1 / 231 باب 153 ح 6.
(4) بحار الأنوار : 23 / 37 ح 64 عن كمال الدين : 197 باب 21 ح 14.
وأثرة العلم والاسم الأعظم فاجعله في العقب من ذريتك عند هبة الله ، فإنّي لم أدع الأرض بغير عالم يعرف طاعتي وديني ويكون نجاة لمن أطاعه (1).
وفيه عن علي عليهالسلام : لا تخلو الأرض من قائم بحجّة الله إمّا ظاهر مشهور وإمّا خائف مغمور لئلّا تبطل حجج الله وبيّناته (2).
وفيه عن أبي جعفر عليهالسلام : والله ما ترك الله الأرض منذ قبض الله آدم إلّا وفيها إمام يهتدى به إلى الله وهو حجّة الله على عباده (3).
وفيه عن أبي عبد الله عليهالسلام : إنّ الأرض لن تخلو إلّا وفيها عالم (4) كلّما زاد المؤمنون شيئا ردّهم ، وإذا نقصوا أكملهم ، فقال : خذوه كاملا ، ولو لا ذلك لالتبس على المؤمنين امورهم ولم يفرّقوا بين الحقّ والباطل (5).
وفيه عن رسول صلىاللهعليهوآله : إنّما مثل أهل بيتي في هذه الامّة كمثل نجوم السماء كلّما غاب نجم طلع نجم (6).
وفي الكافي عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال للزنديق الذي سأله : من أين أثبت الأنبياء والرسل؟ قال : إنّا لما أنّ لما أثبتنا أنّ لنا خالقا صانعا متعاليا عنّا وعن جميع ما خلق الله وكان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلامسوه فيباشرهم ويباشروه ويحاجّهم ويحاجوه ثبت أنّ له سفراء في خلقه يعبرون عنه إلى خلقه وعباده ويدلّونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبّرون عنه عزوجل وهم الأنبياء وصفوته من خلقه ، حكماء مؤدبين بالحكمة مبعوثين بها غير مشاركين للناس على مشاركتهم في الخلق والتركيب في شيء من أحوالهم مؤيّدين عند الحكيم العليم بالحكمة.
ثمّ ثبت في كلّ دهر وزمان ممّا أتت به الرسل والأنبياء من الدلائل والبراهين لكي لا تخلو أرض الله من حجّة يكون معه علم يدلّ على صدق مقالته وجواز عدالته (7).
__________________
(1) بحار الأنوار : 23 / 20 ح 15 عن المحاسن : 235.
(2) بحار الأنوار : 23 / 20.
(3) المصدر السابق ص 22.
(4) في البحار والعلل هنا زيادة : يعلم الزيادة والنقصان.
(5) علل الشرائع : 1 / 234 باب 153 ح 22.
(6) بحار الأنوار : 23 / 44 عن كمال الدين : 231.
(7) أصول الكافي : 1 / 168 ح 1 كتاب الحجّة باب الاضطرار إلى الحجّة.
وفيه عنه عليهالسلام : إنّ الحجّة لا يقوم لله على خلقه إلّا بإمام حيّ حتّى يعرف (1).
وفيه عنه عليهالسلام : الحجّة قبل الخلق [آدم] ومع الخلق وبعد الخلق [صاحب الأمر] عليهالسلام (2).
وفيه سئل أبو عبد الله : تكون الأرض ليس فيها إمام؟ قال : لا ، قلت : يكون إمامان؟ قال : لا إلّا وأحدهما صامت (3).
وفيه عنه عليهالسلام : إنّ الأرض لا تخلو إلّا وفيها إمام كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردّهم وإن نقصوا شيئا أتمّه لهم (4).
وفيه عنه عليهالسلام : ما زالت الأرض إلا ولله فيها الحجّة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله (5).
وفيه عن أحدهما عليهالسلام : إنّ الله لم يدع الأرض بغير عالم ، ولو لا ذلك لم يعرف الحقّ من الباطل (6).
وقال : إنّ الله أجلّ وأعظم من أن يترك الأرض بغير إمام عادل (7).
وفيه عن أبي جعفر عليهالسلام : والله ما ترك الله أرضا منذ قبض الله آدم إلّا وفيها إمام يهتدى به إلى الله عزوجل وهو حجّته على عباده ولا تبقى الأرض بغير إمام حجّة لله على عباده (
.
وفيه عن أبي الحسن عليهالسلام : إنّ الأرض لا تخلو من حجّة وأنا والله ذلك الحجّة (9).
وفيه عن أبي عبد الله عليهالسلام : لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت (10).
وفيه عن أبي جعفر عليهالسلام : لو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله (11).
وفيه سئل أبو الحسن الرضا عليهالسلام : هل تبقى الأرض بغير إمام؟ قال : لا. قيل : إنّا نروي أنّها لا تبقى إلّا أن يسخط الله عزوجل على العباد. فقال : لا تبقى إذا لساخت (12).
__________________
(1) أصول الكافي : 1 / 177 ح 2.
(2) أصول الكافي : 1 / 177 ح 4 وما بين معكوفتين غير موجود فيه.
(3) أصول الكافي : 1 / 178 ح 1.
(4) أصول الكافي : 1 / 178 ح 2.
(5) أصول الكافي : 1 / 178 ح 3.
(6) أصول الكافي : 1 / 178 ح 5.
(7) أصول الكافي : 1 / 178 ح 6.
(
أصول الكافي : 1 / 179 ح 8.
(9) أصول الكافي : 1 / 179 ح 9.
(10) أصول الكافي : 1 / 179 ح 10.
(11) أصول الكافي : 1 / 179 ح 12.
(12) أصول الكافي : 1 / 179 ح 11.
الثمرة الثانية
فيمن مات ولم يعرف إمام زمانه ودان الله بغير إمام
في الكافي عن أبي جعفر عليهالسلام لمحمّد بن مسلم : من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضالّ متحيّر والله شانئ لأعماله فمثله كمثل شاة ضلّت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبة وجائية يومها ، فلما جنّها الليل بصرت بقطيع غنم بغير راعيها فحنّت إليها واغترت بها فباتت معها في مربضها فلمّا أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجمت متحيّرة تطلب راعيها وقطيعها وبصرت بغنم مع راعيها فحنّت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي : الحقي براعيك وقطيعك فأنت تائهة متحيّرة عن راعيك وقطيعك فهجمت ذعرة متحيّرة نادة (1) ولا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردّها فبينا هي كذلك إذا اغتنم الذئب ضيعتها فأكلها ، وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الامّة لا إمام له من الله جلّ وعزّ ظاهرا عادلا أصبح ضالّا تائها ، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق. واعلم يا محمّد أنّ أئمّة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلّوا وأضلّوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدّت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون ممّا كسبوا على شيء ذلك هو الضلال البعيد (2).
وفيه عن عبد الله بن أبي يعفور قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : إنّي اخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولّونكم ويتولّون فلانا وفلانا ، لهم أمانة وصدق ووفاء ، وأقوام يتولّونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء ولا الصدق. قال : فاستوى أبو عبد الله عليهالسلام جالسا فأقبل عليّ كالغضبان ثمّ قال : لا دين لمن دان الله بولاية إمام جائر ليس من الله ، ولا عتب على من دان بولاية إمام عادل من الله. قلت : لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء! قال : نعم لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء. ثمّ قال : ألا تسمع لقول الله عزوجل (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ) (3) يعني ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كلّ إمام عادل من الله
__________________
(1) في نسخة ثانية : نافرة.
(2) أصول الكافي : 1 / 183 ح 8.
(3) سورة البقرة : 257.
عزوجل وقال (وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِياؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُماتِ) (1) إنّما عنى بهذا أنّهم كانوا على نور الإسلام فلمّا أن تولّوا كلّ إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إيّاه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفّار (أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) (2) (3).
وفيه عنه عليهالسلام : إنّ الله لا يستحي أن يعذّب أمّة دانت بإمام ليس من الله ، وإن كانت في أعمالها برّة تقيّة. وإنّ الله ليستحي أن يعذّب أمّة دانت بإمام وإن كانت في أعمالها ظالمة مسيئة (4).
وفيه عن فضيل بن يسار : ابتدأنا أبو عبد الله يوما وقال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من مات وليس عليه إمام فميتته ميتة جاهلية. قلت : قال ذلك رسول الله!؟ فقال : إي والله قد قال. قلت : فكلّ من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية؟ قال : نعم(5).
وفيه عن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول رسول الله صلىاللهعليهوآله : من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية ، قال : فقلت : ميتة كفر؟ قال : ميتة ضلال. قلت : فمن مات اليوم وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية؟ قال : نعم (6).
وفيه قال أبو عبد الله عليهالسلام : من دان الله بغير سماع عن صادق ألزمه الله تعالى العناء ، ومن ادّعى سماعا من غير الباب الذي فتحه الله تعالى فهو مشرك ، وذلك الباب المأمون على سرّ الله المكنون (7).
وفيه سئل أبو الحسن الرضا عليهالسلام أخبرني عمّن عاندك ولم يعرف حقّك من ولد فاطمة هو وسائر الناس سواء في العقاب [فقال : كان علي بن الحسين عليهالسلام يقول : عليهم ضعفا العذاب] (
.
وفيه عن ابن أبي نصر سألته عليهالسلام الجاحد منكم ومن غيركم سواء؟ فقال : الجاحد منّا له ذنبان والمحسن له حسنتان (9).
__________________
(1) سورة البقرة : 257.
(2) البقرة : 257.
(3) الكافي : 1 / 375 ح 3.
(4) الكافي : 1 / 376 ح 4.
(5) الكافي : 1 / 376 ح 5.
(6) الكافي : 1 / 376 ح 2.
(7) الكافي : 1 / 377 ح 4.
(
الكافي : 1 / 376 ح 4 وما بين المعكوفين زيادة منه.
(9) الكافي : 1 / 378 ح 4.
الثمرة الثالثة
في حالات الإمام وكيفيّاته وعلاماته
في الكافي عن الحكم بن عتيبة (1) قال : دخلت على علي بن الحسين عليهالسلام يوما فقال : يا حكم هل تدري ما الآية التي كان علي بن أبي طالب عليهالسلام يعرف قاتله بها ويعرف بها الامور العظام التي كان يحدّث بها الناس.؟ قال الحكم فقلت في نفسي : قد وقعت على علم من علم علي بن الحسين عليهماالسلام أعلم بذلك تلك الامور العظام. قال : فقلت : لا والله لا أعلم ، ثمّ قلت الآية تخبرني بها يا بن رسول الله. قال : هو والله قول الله (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍ) (2) ولا محدّث وكان علي بن أبي طالب عليهالسلام محدثا. فقال رجل يقال له عبد الله بن زيد كان أخا لعلي لامّة : سبحان الله محدثا! كأنه ينكر ذلك. فأقبل عليه أبو جعفر فقال : أما والله إن ابن أمّك بعد قد كان يعرف ذلك. قال : فلمّا قال ذلك سكت الرجل ، فقال : هي التي هلك فيها أبو الخطّاب (3) فلم يدر ما تأويل المحدّث والنبي(4).
وفي البحار عن أبي عبد الله عليهالسلام : كان علي محدّثا وكان سلمان محدثا. قبل فما آية المحدث؟ قال : يأتيه ملك فينكت كيت وكيت (5).
وفيه عن أبي جعفر عليهالسلام : إنّ عليّا كان محدّثا. فخرجت إلى أصحابي فقلت لهم : جئتكم بعجيبة. قالوا : ما هي؟ قلت : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : كان علي محدّثا. فقالوا : ما صنعت شيئا ، ألا سألته من يحدثه.؟ فرجعت إليه فقلت له : إنّي حدّثت أصحابي بما حدثتني فقالوا : ما صنعت شيئا ألا سألته من يحدثه؟ فقال لي : يحدثه ملك. قلت : فنقول إنّه نبي. قال : فحرّك يده هكذا ثمّ قال أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين ، أو ما بلغكم
__________________
(1) في المصدر : عتبة وهو وهم.
(2) الحج : 52.
(3) «هو محمد بن مقلاص الأسدي كان غاليا ملعونا ، كان يقول إن الأئمة أنبياء لمّا سمع أنهم محدّثون ، ولم يفرق بين النبي والمحدّث ، ثم عدل عنه وكان يقول إنهم آلهة» عن الملل والنحل للشهرستاني.
(4) الكافي : 1 / 229 باب 54 ح 2.
(5) البحار : 6 / 67 باب 2 ح 4.
أنّه عليهالسلام قال : وفيكم مثله (1).
في الكافي عن زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام يقول : لو لا أن نزداد لأنفدنا. قال : قلت : تزدادون شيئا لا يعلمه رسول الله. قال : أما إنّه إذا كان ذلك عرض على رسول الله ثمّ على الأئمّة ثمّ انتهى الأمر إلينا (2).
وفيه عن أبي عبد الله عليهالسلام إنّ لله تعالى علمين علما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه ، وعلما استأثر به ، فإذا بدا الله في شيء منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمّة الذين كانوا من قبلنا (3).
وفي البحار عن أبي عبد الله عليهالسلام : إنّا لنزداد في الليل والنهار ولو لم نزدد لنفد ما عندنا (4). وفيه عنه عليهالسلام ليحيى الصنعاني (5) : يا يحيى في ليالي الجمعة لشأن من الشأن. قال : فقلت له : جعلت فداك وما ذلك الشأن؟ قال : يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى وأرواح الأوصياء الموتى وروح الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء حتّى توافي عرش ربّها فتطوف بها اسبوعا وتصلّي عند كلّ قائمة من قوائم العرش ركعتين ، ثمّ تردّ إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء والأوصياء قد ملئوا وأعطوا سرورا ويصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جم الغفير (6).
وفي الكافي عن سيف التمّار : كنّا مع أبي عبد الله عليهالسلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال :علينا عين. فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا فقلنا : ليس علينا عين. فقال : وربّ الكعبة وربّ البيّنة ـ ثلاث مرّات ـ لو كنت بين موسى والخضر [لأخبرتهما أني أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأنّ موسى والخضر عليهماالسلام] ، (7) أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتّى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله وراثة (
.
وفيه عنه عليهالسلام يقول : إنّي لأعلم ما في السماوات وما في الأرض ولأعلم ما في الجنّة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وأعلم ما يكون. قال : ثمّ مكث هنيئة فرأى أنّ ذلك كبر على
__________________
(1) البحار : 40 / 142 ح 43 وقال العلامة المجلسي بعد الحديث : و «أو» هنا بمعنى «بل» كما قيل في قوله تعالى : (مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ).
(2) الكافي : 1 / 146 ح 11.
(3) الكافي : 1 / 255 ح 1.
(4) البحار : 18 / 270 ح 33.
(5) في المصدر : أبي يحيى.
(6) البحار : 17 / 151 ح 53.
(7) زيادة لازمة من المصدر.
(
الكافي : 1 / 260 ح 1.
من سمعه منه فقال : علمت ذلك من كتاب الله إنّ الله عزوجل يقول «فيه تبيان كلّ شيء» (1).
وفي البحار عن أبي جعفر عليهالسلام سئل علي عن علم النبي فقال عليهالسلام : علم النبي علم جميع النبيّين وعلم ما كان وما هو كائن إلى قيام الساعة. ثمّ قال : والذي نفسي بيده إنّي لأعلم علم النبي وعلم ما كان وعلم ما هو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة (2).
وفيه عن أبي عبد الله عليهالسلام : والله إنّي لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنّة والنار وما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة ، ثمّ قال : أعلمه من كتاب الله ، أنظر إليه هكذا ثمّ بسط كفّيه ثمّ قال : إنّ الله يقول «وأنزلنا إليك الكتاب فيه تبيان كلّ شيء»(3).
وفيه عن مفضل عن الصادق عليهالسلام قال : يا مفضّل هل عرفت محمّدا وعليّا وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين كنه معرفتهم؟ قال : يا مفضل من عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى (4). قال : قلت : عرفني يا سيّدي؟ قال : يا مفضّل تعلم أنّهم علموا ما خلق الله عزوجل وذرأه وبرأه وأنّهم كلمة التقوى وخزّان السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار ، وعلموا كم في السماء من نجم وملك وكم وزان الجبال وكيل ماء البحر وأنهارها وعيونها وما تسقط من ورقة إلّا علموها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلّا في كتاب مبين ، وهو في علمهم وقد علموا ذلك. فقلت : يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت ، قال : نعم يا مفضّل نعم يا مكرم يا محبور نعم يا طيّب ، طبت وطابت لك الجنّة ولكلّ مؤمن بها (5).
في البحار عن أصبغ بن نباتة : كنت جالسا عند أمير المؤمنين عليهالسلام فأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين إنّي لاحبّك في السرّ كما احبّك في العلانية. قال : فنكت أمير المؤمنين عليهالسلام بعود كان في يده في الأرض ساعة ثمّ رفع رأسه فقال : كذبت والله ما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الأسماء. قال الأصبغ : فعجبت من ذلك عجبا شديدا فلم أبرح حتّى أتاه رجل آخر فقال : والله يا أمير المؤمنين لاحبّك في السّر كما أحبّك في العلانية. قال : فنكت بعوده
__________________
(1) الآية : (تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ) ، النحل : 89 والحديث في الكافي : 1 / 59 ح 1.
(2) البحار : 26 / 110 ح 6 وبصائر الدرجات : 147.
(3) البحار : 26 / 110 ح 7 والكافي : 1 / 261 ، والآية هكذا : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْءٍ).
(4) في السنام الأعلى : أي في أعلى درجات الإيمان ، وسنام كل شيء أعلاه.
(5) تأويل الآيات : 2 / 488 ، والبحار : 26 / 116 ح 22.
ذلك في الأرض طويلا ثمّ رفع رأسه فقال : صدقت إنّ طينتنا طينة مرحومة أخذ الله ميثاقها يوم أخذ الميثاق فلا يشذّ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل إلى يوم القيامة أما إنّه فاتخذ للفاقة جلبابا فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله يقول : الفاقة إلى محبيك أسرع من السيل من أعلى الوادي إلى أسفله(1).
وفيه عن أبي عبد الله عليهالسلام أنّ رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليهالسلام وهو مع أصحابه فسلّم عليه ثمّ قال : أنا والله أحبّك وأتولّاك. فقال له أمير المؤمنين عليهالسلام : ما أنت كما قلت : إنّ الله خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام ثمّ عرض علينا المحبّ لنا ، فو الله ما رأيت روحك فيمن عرض علينا فأين كنت؟ فسكت الرجل عند ذلك ولم يراجعه (2).
في البحار عنه عليهالسلام : إنّ الله أكرم وأحكم وأجمل وأعظم وأعدل من أن يحتجّ بحجّة ثمّ يغيّب عنه شيئا من امورهم (3).
وفيه عنه عليهالسلام : من زعم أنّ الله يحتجّ بعبده في بلاده ثمّ يستر عنه جميع ما يحتاج إليه فقد افترى على الله (4).
وفيه عنه عن أبيه عليهماالسلام لجماعة من أصحابه : والله لو أنّ على أفواههم أوكية لأخبرت كلّ رجل منهم ما لا يستوحش إلى شيء ، ولكن فيكم الإذاعة والله بالغ أمره (5).
وفيه عن أبيه سعيد الخدري عن رميلة قال : وعكت وعكا شديدا في زمان أمير المؤمنين عليهالسلام فوجدت من نفسي خفة في يوم الجمعة وقلت : لا أعرف شيئا أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء واصلّي خلف أمير المؤمنين عليهالسلام ، ففعلت ثمّ جئت إلى المسجد فلمّا صعد أمير المؤمنين عليهالسلام المنبر عاد علي ذلك الوعك فلمّا انصرف أمير المؤمنين عليهالسلام ودخل القصر دخلت معه فقال : يا رميلة رأيتك وأنت متشبّك بعضك في بعض. فقلت : نعم وقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه ، فقال : يا رميلة ليس من مؤمن يمرض إلّا مرضنا بمرضه ولا يحزن إلّا حزنا بحزنه ولا يدعو إلّا أمّنا
__________________
(1) البحار : 26 / 117 ح 1 ، وأمالي الطوسي : 410 ح 921.
(2) البحار : 26 / 119 ح 5 ، والكافي : 1 / 438.
(3) بصائر الدرجات : 143 والبحار : 26 / 138 ح 5.
(4) البحار : 26 / 139 ح 8 ، وبصائر الدرجات : 143.
(5) البحار : 26 / 141 ح 13 ، وأمالي الشيخ : 197 ح 336.
بدعائه ولا يسكت إلّا دعونا له. فقلت له : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك هذا لمن معك في القصر أرأيت من كان في أطراف الأرض. قال : يا رميلة ليس يغيب عنّا مؤمن في شرق الأرض ولا في غربها (1).
وفي الكافي عن مفضل بن عمر قال : أتينا إلى باب أبي عبد الله عليهالسلام ونحن نريد الإذن عليه فسمعناه يتكلّم بكلام ليس بالعربية فتوهّمنا أنّه بالسريانية ثمّ بكى فبكينا لبكائه ثمّ خرج إلينا الغلام فأذن لنا فدخلنا عليه فقلت : أصلحك الله أتيناك ونريد الإذن عليك فسمعناك تتكلّم بكلام ليس بالعربية فتوهّمنا أنّه بالسريانية ثمّ بكيت فبكينا لبكائك. فقال عليهالسلام : نعم ذكرت إلياس النبي عليهالسلام وكان من عبّاد أنبياء بني إسرائيل فقلت كما يقول في سجوده ، ثمّ اندفع فيه بالسريانية. فلا والله ما رأينا قسّا ولا جاثليقا أفصح لهجة منه ثمّ فسّره لنا بالعربية فقال : كان يقول في سجوده أتراك معذّبي وقد أظمأت لك هو اجري ، أتراك معذّبي وقد عفّرت لك في التراب وجهي ، أتراك معذّبي وقد اجتنبت لك المعاصي ، أتراك معذّبي وقد أسهرت لك ليلي ، قال : فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإنّي غير معذّبك. قال : فقال : إن قلت لا أعذّبك ثمّ عذبتني كان ما ذا ألست عبدك وأنت ربّي. قال : فأوحى الله إليه أن ارفع رأسك فإنّي غير معذّبك فإنّي إذا وعدت وعدا وفيت به (2).
وفي البحار عن الثمالي عن علي عليهالسلام : لو ثنيت لي وسادة لحكمت بين أهل القرآن بالقرآن حتّى يزهر إلى الله ولحكمت بين أهل التوراة بالتوراة حتّى يزهر إلى الله ولحكمت بين أهل الإنجيل بالإنجيل حتّى يزهر إلى الله ولحكمت بين أهل الزبور بالزبور حتّى يزهر إلى الله ، ولو لا آية في كتاب الله لأنبئنّكم بما يكون حتّى تقوم الساعة (3).
وفيه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إنّ الله تعالى لمّا أنزل ألواح موسى عليهالسلام أنزلها عليه وفيها تبيان كلّ شيء وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة. فلمّا انقضت أيّام موسى عليهالسلام أوحى الله إليه أن استودع الألواح وهي زبرجدة من جبل الجنّة ، فأتى موسى الجبل فانشق له الجبل فجعل فيه الألواح ملفوفة ، فلمّا جعلها فيه انطبق الجبل عليها فلم تزل في الجبل حتّى بعث الله محمّدا صلىاللهعليهوآله نبيّه ، فأقبل ركب من اليمن يريدون النبي صلىاللهعليهوآله فلمّا انتهوا
__________________
(1) البحار : 26 / 140 ح 11.
(2) الكافي : 1 / 227 ح 2.
(3) البحار : 26 / 182 ح 8 وبصائر الدرجات : 154.
إلى الجبل انفرج الجبل وخرجت الألواح ملفوفة كما وصفها موسى فأخذها القوم فلمّا وقعت في أيديهم ألقي في قلوبهم أن لا ينظروا إليها وهابوها حتّى يأتوا بها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله وأنزل الله جبرئيل على نبيّه وأخبره بأمر القوم وبالذي أصابوا ، فلمّا قدموا على النبي صلىاللهعليهوآله ابتدأهم النبي صلىاللهعليهوآله فسألهم عمّا وجدوا. فقالوا : وما علمك بما وجدنا؟ فقال صلىاللهعليهوآله : أخبرني به ربّي وهي الألواح. فقالوا : نشهد أنّك رسول الله ، فأخرجوها ودفعوها إليه ، فنظر إليها وقرأها وكتابها بالعبراني ، ثمّ دعا أمير المؤمنين عليهالسلام فقال : دونك هذه ففيها علم الأوّلين وعلم الآخرين وهي ألواح موسى وقد أمرني ربّي أن أدفعها إليك قال : يا رسول الله لست احسن قراءتها. قال : إنّ جبرئيل أمرني أن آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنّك تصبح وقد علمت قراءتها ، فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علّمه الله كلّ شيء فيها ، فأمره رسول الله صلىاللهعليهوآله أن ينسخها في جلد شاة ، وهو الجفر وفيه علم الأوّلين والآخرين وهو عندنا والألواح ، وعصا موسى عندنا ونحن ورثنا النبي (1).
في الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام : نحن شجرة النبوّة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم وموضوع الرسالة ومختلف الملائكة وموضوع سرّ الله ، ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله الأكبر ونحن ذمّة الله ونحن عهد الله ، فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ومن خفرها (2) فقد خفر ذمّة الله وعهده (3).
في الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : والله إنّي لأعلم كتاب الله من أوّله إلى آخره كانّه في كفّي ، فيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن ، قال الله عزوجل : «فيه تبيان كلّ شيء» (4).
في الكافي عن عبد الرّحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : (قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ) (5) ففرج أبو عبد الله بين أصابعه فوضعها في صدره ثمّ قال : وعندنا علم الكتاب كلّه (6).
__________________
(1) روضة الواعظين : 210 ، والبصائر : 203 ، البحار : 26 / 187 ح 25.
(2) خفرها : نقضها.
(3) الكافي : 1 / 221 ح 3.
(4) الكافي : 1 / 61 بتفاوت.
(5) النمل : 40.
(6) الكافي : 1 / 229 ح 5.
وفيه عن أبي جعفر عليهالسلام قال : إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتّى تناول السرير بيده ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ، ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفا ، وحرف عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم (1).
في الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام يقول : ألواح موسى عندنا وعصا موسى عندنا ونحن ورثة النبيّين (2).
وفيه عن أبي جعفر عليهالسلام : إنّ القائم إذا قام بمكّة وأراد أن يتوجّه إلى الكوفة نادى مناديه : ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ، ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير فلا ينزل منزلا إلّا انبعث عين منه فمن كان جائعا شبع ومن كان ظامئا روي فهو زادهم حتّى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة (3).
في الكافي عن سعيد السمان قال : كنت عند أبي عبد الله إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له : أفيكم إمام مفترض الطاعة؟ قال فقال : لا (4).
فقالا له : قد أخبرنا عنك الثقات أنّك تفتي وتقرّ وتقول به وتسميتهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشمير (5) ، وهم ممّن لا يكذب ، فغضب أبو عبد الله عليهالسلام وقال : ما أمرتهم بهذا ، فلمّا رأيا الغضب في وجهه خرجا. فقال لي : أتعرف هذين؟ قلت : نعم هما من أهل سوقنا وهما من الزيدية وهما يزعمان أنّ سيف رسول الله صلىاللهعليهوآله عند عبد الله بن الحسن. فقال : كذبا لعنهم الله والله ما رآه عبد الله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ولا رآه أبوه ، اللهمّ إلّا أن يكون رآه عند علي بن الحسين عليهماالسلام فإن كانا صادقين فما علامة في مقبضه؟ وما أثر في موضع مضربه؟ وإنّ عندي لسيف رسول الله وإنّ عندي لراية رسول الله ودرعه ولأمته
__________________
(1) الكافي : 1 / 230 ح 1.
(2) الكافي : 1 / 231 ح 2.
(3) الكافي : 1 / 231 ح 3.
(4) قوله عليهالسلام : «لا» تقية ، ولعله أراد تورية : ليس فينا إمام لا بد له من الخروج بزعمكم ، لأن الزيدية لا يعتقدون بإمامة الإمام إلا إذا خرج بالسيف.
(5) التشمير : بمعنى شمّر ورفع الثوب للصلاة ، ويكنى به هنا عن التقوى والطهارة.
ومغفره (1) ، وإن كانا صادقين فما علامة درع رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ وإنّ عندي لراية رسول الله صلىاللهعليهوآله المغلبة ، وإنّ عندي ألواح موسى وعصاه وإنّ عندي لخاتم سليمان بن داود عليهماالسلام ، وإنّ عندي الطست الذي كان موسى يقرب بها القربان ، وإنّ عندي الاسم الذي كان رسول الله صلىاللهعليهوآله إذا وضعه بين المسلمين والمشركين لم يصل من المشركين إلى المسلمين نشابة ، وإنّ عندي كمثل الذي جاءت به الملائكة (2) ، ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل ، كانت بنو إسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم اوتوا النبوّة ، ومن صار إليه السلاح منّا اوتي الإمامة وقد لبس أبي درع رسول الله صلىاللهعليهوآله فخطت على الأرض خطيطا ولبستها أنا فكانت وكانت ، وقائمنا إذا لبسها ملأها إن شاء الله (3).
وفيه عن أبي جعفر عليهالسلام : إنّما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك وأينما دار السلاح فينا دار العلم (4).
وفيه سئل أبو عبد الله عليهالسلام عن الجعفر قال : هو جلد ثور مملوء علما. قال له : فالجامعة؟ قال : تلك الصحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج (5) ، فبها كلّ ما يحتاج الناس إليه وليس من قضية إلّا وهي فيها حتّى أرش الخدش. قال : فمصحف فاطمة عليهاالسلام؟ قال : فسكت طويلا ثمّ قال : إنّكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون ، إنّ فاطمة عليهاالسلام مكثت بعد رسول الله سبعين يوما كان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل عليهالسلام يأتيها ويحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ويخبرها بما يكون بعدها في ذريّتها فكان علي يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة (6).
في الكافي عن أبي عبد الله عليهالسلام : أي إمام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير فليس ذلك بحجّة الله على خلقه (7).
وفيه عن حسن بن جهم ، قلت للرضا : إنّ أمير المؤمنين عليهالسلام قد عرف قاتله والليلة التي يقتل فيها والموضع الذي يقتل فيه وقوله لمّا سمع صياح الإوز في الدار : صوائح تتبعها
__________________
(1) اللأمة : نوع من الدروع. والمغفر : النسيج يلبس تحت القلنسوة.
(2) المراد التابوت كما في البقرة تحمله الملائكة.
(3) الكافي : 1 / 232 ح 1.
(4) الكافي : 1 / 238 ح 2.
(5) الأديم : الجلد المدبوغ ، والفالج : الجمل العظيم ذو السنامين.
(6) الكافي : 1 / 241 ح 5.
(7) الكافي : 1 / 258 ح 1.