منه (1).
وفيه عن الحكم بن عيينة : لما قتل أمير المؤمنين عليهالسلام الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد. فقال الرجل : وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال : بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه ويسلمون لنا فاولئك شركاؤنا فيما كنّا فيه حقّا حقّا (2).
وفيه عن أبي عبد الله عليهالسلام : إذا أصبحت وأمسيت لا ترى إماما تأتمّ به فأحبب من كنت تحبّ وأبغض من كنت تبغض حتّى يظهره الله عزوجل (3).
وفيه عنه عليهالسلام : أقرب ما يكون العباد إلى الله عزوجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجّة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه (4).
وفيه عن أبي عبد الله عليهالسلام : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلّا من دعا بدعاء الغريق ، قال عليهالسلام تقول : يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك. قال الراوي فقلت : يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك. فقال : إنّ الله عزوجل مقلّب القلوب والأبصار ، ولكن قل كما أقول : يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك(5).
وفيه عن علي عليهالسلام في نهج البلاغة : الزموا الأرض واصبروا على البلاء ولا تحرّكوا بأيديكم وسيوفكم وهوى ألسنتكم ، ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم ، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيدا ، ووقع أجره على الله فاستوجب ثواب ما نرى من صالح عمله وقامت النيّة مقام إصلائه بسيفه فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلا (6).
وفيه عن عمّار الساباطي قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : العبادة مع الإمام منكم المستتر في السرّ في دولة الباطل أفضل أم العبادة في ظهور الحقّ ودولته مع الإمام الظاهر منكم؟ فقال : يا
__________________
(1) تفسير العياشي : 2 / 20 سورة الأعراف ، والبحار : 52 / 130.
(2) محاسن البرقي : 1 / 262 ح 322.
(3) الكافي : 1 / 342 ح 28.
(4) البحار : 52 / 148 ح 71.
(5) كمال الدين : 352 ، والبحار : 12 / 277 ح 49.
(6) نهج البلاغة : 2 / 133 خطبة 190 وفيه تفاوت ، والبحار : 52 / 144 ح 63.
عمّار الصدقة في السرّ والله أفضل من الصدقة في العلانية ، وكذلك عبادتكم في السرّ مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل لخوفكم من عدوّكم في دولة الباطل ، وحال الهدنة ممّن يعبد الله في ظهور الحقّ مع الإمام الظاهر في دولة الحقّ ، وليس العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة مع الأمن في دولة الحقّ ، اعلموا أنّ من صلّى منكم صلاة فريضة وحدانا مستترا بها من عدوّه في وقتها فأتمّها كتب الله عزوجل له بها خمسا وعشرين صلاة فريضة وحدانية ، ومن صلّى منكم صلاة نافلة في وقتها فأتمّها كتب الله عزوجل له بها عشر صلوات نوافل ، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها فأتمّها كتب الله عزوجل له بها عشر صلوات نوافل ، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة ، ويضاعف الله تعالى حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان الله بالتقيّة على دينه وعلى إمامه وعلى نفسه ، وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة كثيرة إنّ الله عزوجل كريم.
قال : فقلت : جعلت فداك قد رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكنّي أحبّ أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام منكم الظاهر في دولة الحقّ ونحن وهم على دين واحد وهو دين الله عزوجل؟ فقال : إنّكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله وإلى الصلاة والصوم والحجّ وإلى كلّ فقه وخير وإلى عبادة الله سرّا من عدوّكم مع الإمام المستتر ، مطيعون له صابرون معه منتظرون لدولة الحقّ ، خائفون على إمامكم وعلى أنفسكم من الملوك ، تنظرون إلى حقّ إمامكم وحقّكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك ، واضطروكم إلى جذب الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة ربّكم والخوف من عدوّكم ، فبذلك ضاعف الله أعمالكم فهنيئا لكم هنيئا.
قال : فقلت : جعلت فداك وما نتمنّى إذا أن نكون من أصحاب القائم في ظهور الحقّ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا صاحب دولة الحقّ؟ فقال : سبحان الله أما تحبّون أن يظهر الله عزوجل الحقّ والعدل في البلاد ، ويحسن حال عامة الناس ، ويجمع الله الكلمة ويؤلّف بين القلوب المختلفة ، ولا يعصى الله في أرضه ويقام حدود الله في خلقه ، ويرد الحقّ إلى أهله فيظهره حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق. أما والله يا عمّار لا يموت منكم ميّت على الحال التي أنتم عليها إلّا كان أفضل عند الله عزوجل من كثير ممّن شهد بدرا واحدا فأبشروا (1).
__________________
(1) البحار : 52 / 128 ح 20.
الفرع الحادي عشر
في شمائله وأوصافه وخصائصه وأسمائه وألقابه وكناه عليهالسلام
وفيه ثمرات
الثمرة الاولى : في شمائله وأوصافه.
في العلوي : أبيض مشرب حمرة ، عن الصادق عليهالسلام : أسمر يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل. عن أهل السنّة : لونه لون عربي ، وجسمه جسم إسرائيلي وجسم إسرائيلي في طول القامة وعظم الجثّة. وفي العلوي : شاب مربوع. في النبوي : أجلى الجبينين (1).
وعن الصادق : مقرون الحاجبين أقنى الأنف. وعن العلوي : حسن الوجه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه (2).
وعن النبي صلىاللهعليهوآله : وجهه كالدينار ، على خدّه الأيمن خال كأنّه كوكب درّي (3).
وعن علي عليهالسلام : أفلج الثنايا حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه (4).
وفي خبر سعد بن عبد الله : وعلى رأسه فرق بين وفرتين كأنّه ألف بين واوين (5).
وعن الباقر عليهالسلام : مشرف الحاجبين ، غائر العينين بوجهه أثر (6).
وعن الصادق عليهالسلام : شامة في رأسه ، منتدح البطن (7).
__________________
(1) غيبة الطوسي : 226 وفيه : صلت الجبين.
(2) الإرشاد : 2 / 382 والاختصاص : 45 مسائل عبد الله بن سلام.
(3) غيبة الشيخ : 266 والخرائج والجرائح : 787 باب 15.
(4) شرح النهج لابن أبي الحديد : 19 / 130 نبذة من غريب كلامه. ومجموعة ورام : 1 / 19.
(5) كمال الدين : 457 باب من شاهده ودلائل الإمامة : 275.
(6) الفتن لنعيم بن حمّاد : 425 ، ومقتل الحسين لأبي مخنف : 374.
(7) كمال الدين : 653 واعلام الورى : 465 فصل 4 وفيهما : مبدح.
وعن علي عليهالسلام : مبدح البطن (1). وأيضا عنه عليهالسلام : ضخيم البطن (2) ، وكلّها متقاربة.
وعن الباقر عليهالسلام : واسع الصدر مترسل المنكبين عريض ما بينهما (3). وعنه أيضا : عريض ما بين المنكبين (4).
وعن الصادق عليهالسلام : بعيد ما بين المنكبين.
وعن علي عليهالسلام : عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان ؛ شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي صلىاللهعليهوآله (5).
وعن علي عليهالسلام : كثّ اللحية أكحل العينين برّاق الثنايا في وجهه خال في كتفه علائم نبوة النبي صلىاللهعليهوآله عريض الفخذين. وعنه عليهالسلام : أذيل الفخذين على فخذه اليمنى شامة.
وعن الصادق عليهالسلام : أحمش الساقين (6).
وعن الصادق والباقر عليهماالسلام : شامة بين كتفه من جانبه الأيسر ، تحت كتفيه ورقة مثل الآس (7).
وعن النبي صلىاللهعليهوآله : أسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار (
.
وعنه صلىاللهعليهوآله أيضا : كأنّ وجهه كوكب دريّ ، في خدّه الأيمن خال أسود أفرق الثنايا (9).
وعنه صلىاللهعليهوآله : المهدي طاوس أهل الجنّة ، وجهه كالقمر الدريّ عليه جلابيب النور (10).
وعن الرضا عليهالسلام : عليه جيوب النور تتوقّد بشعاع ضياء القدس (11).
وعن علي بن إبراهيم بن مهزيار : كأقحوانة وأرجوان قد تكاثف عليها الندى ، وأصابها ألم الهوى كغصن بان أو كقضيب ريحان ، ليس بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق ، مربوع القامة مدوّر الهامة صلت الجبين أزج الحاجبين أقنى الأنف سهل الخدّين ، على خدّه الأيمن خال
__________________
(1) المصدر السابق.
(2) مجموعة ورام : 1 / 19 وفيه : فخم.
(3) بصائر الدرجات : 188 ح 56 باب ما عند الأئمّة من سلاح وفيه : مسترسل.
(4) كتاب الفتن لنعيم : 236 ، والسنن الكبرى النسائي : 5 / 412.
(5) كمال الدين : 653.
(6) فلاح السائل : 200 فصل 21.
(7) غيبة النعماني : 216.
(
غيبة النعماني : 247.
(9) كشف الغمة : 2 / 470 ذكر علاماته.
(10) الصراط المستقيم : 2 / 241.
(11) غيبة النعماني : 180.
كأنّه فتات مسك على رضاضة عنبر (1).
وفي خبر آخر عنه : رأيت وجها مثل فلقة قمر ، لا بالخرق ولا بالنزق ، أدعج العينين (2).
وفي خبر آخر : واضح الجبين أبيض الوجه دريّ المقلتين شثن الكفين معطوف الركبتين (3).
وفي خبر إبراهيم بن مهزيار : ناصع اللون واضح الجبين أبلج الحاجب مسنون الخدّ. إن شاء الله (4).
__________________
(1) الخرائج والجرائح : 787 باب 15.
(2) كمال الدين : 468.
(3) كمال الدين : 407 والخرائج والجرائح : 958.
(4) كمال الدين : 446.
الثمرة الثانية
في خصائصه عليهالسلام
الاولى : امتياز ظلّه وشبحه في عالم الأظلّة كما في حديث المعراج.
الثانية : شرافة نسبه الشريف.
الثالثة : سيره في أعلى سرادق العرش بعد تولّده ، وخطاب الله له.
الرابعة : له بيت حمل يشتعل السراج فيه من يوم تولّده إلى يوم خروجه.
الخامسة : ليس لأحد أن يجمع اسم النبي صلىاللهعليهوآله وكنيته وحرام له سواه.
السادسة : حرمة ذكر اسمه الشريف.
السابعة : هو خاتم الأوصياء.
الثامنة : غيبته يوم تولّده وتوديعه بروح القدس وتربيته في عالم النور.
التاسعة : بعده عن الكفّار والمنافقين للخوف.
العاشرة : غاب ولم يكن لأحد عليه بيعة حتّى يقوم مع السيف.
الحادية عشرة : على ظهره شامة كما على ظهر النبيّ صلىاللهعليهوآله.
الثانية عشرة : اختصّه الله في الكتب السماوية وأخبار المعراج من سائر الأوصياء ، وذكره بألقابه تبجيلا بشأنه ومقامه.
الثالثة عشرة : ظهور العلامات والآيات السماوية والأرضية لتولّده وخروجه كما قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) (1).
الرابعة عشرة : الصيحة السماوية مقارن خروجه عجل الله فرجه كما في تفسير (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (2) وأشار إلى ذلك ما كتب على جدران المدينة الواقعة في برية الأندلس التي بنيت قبل زمان الإسكندر ، ووجدوها في زمان عبد الملك : حتّى يقوم بأمر الله قائمهم من السماء إذا ما باسمه نودي ، كما في الفرع الثامن من الغصن الثالث في ذكر أخبار الكهنة والسابقين بأعيان الأئمّة مشروح.
__________________
(1) سورة فصلت : 53.
(2) سورة ق : 41.
الخامسة عشرة : توقّف الأفلاك وبطؤها عن السير والحركة ، كما في الخبر كلّ سنة من سني زمانه يطول ويكون مقدار عشرة سنين.
السادسة عشرة : ظهور مصحف علي عليهالسلام الذي جمعه بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله كما في أخبار زمان ظهوره عن علي عليهالسلام في غيبة النعماني يقول : كأنّي بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة ، يعلّمون الناس القرآن كما انزل. قيل : يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما انزل؟ قال : لا ، محي عنه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم وما ترك اسم أبي لهب إلّا ازدارء لرسول الله لأنّه عمّه (1).
السابعة عشرة : إظلال الغمامة البيضاء على رأسه الشريف.
الثامنة عشرة : حضور الملائكة والجنّ في عسكره وظهورهم لنصرته.
التاسعة عشرة : عدم تصرّف الليل والنهار والفلك الدوّار في بنيته الشريفة وجثته المنيفة ، ويبقى بصورة أبناء أربعين سنة.
العشرون : تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها.
الحادية والعشرون : كثرة الأمطار وثمرات الأشجار في زمانه وظهور تأويل (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ) (2).
الثانية والعشرون : تكميل عقول الناس من بركة وجوده.
الثالثة والعشرون : إحياء جمع من الأموات وحضورهم في ركابه.
الرابعة والعشرون : طول عمر الرجل حتّى يولد له ألف ولد ذكر.
الخامسة والعشرون : إذا قام أشرقت الأرض بنورها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة.
السادسة والعشرون : استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله حتّى لا يوجد أحد يقبل زكاة مال أخيه ، ولا يجد الرجل موضعا لصدقته ولا لبرّه بشمول الغنى جميع المؤمنين.
السابعة والعشرون : إعطاء كلّ رجل من أصحابه وأنصاره قوّة أربعين رجلا.
الثامنة والعشرون : نزع حمة كل ذات حمة من الهوام وغيرها وذهاب سمّ كل ما يلدغ.
التاسعة والعشرون : ترعى الشاة والذئب بمكان واحد ويلعب الصبيان بالحيّات
__________________
(1) غيبة النعماني : 318 ح 5 باب 21 ، ومراده عليهالسلام ليس إثبات النقص في النصّ القرآني إنّما بشّر أنّه انزل مع تفسيره وشرح مبهمه.
(2) سورة إبراهيم : 48.
والعقارب لا يضرّهم شيء. وفي رواية ترعى الوحوش والسباع وتلعب بهم الصبيان (1).
الثلاثون : تأمن النساء على أنفسهن ، ولو أنّ امرأة في العرباء لم تخف على نفسها.
الحادية والثلاثون : إزالة البلايا والعاهات ، كما عن زين العابدين : إذ قام القائم أذهب الله عن كلّ مؤمن العاهة وردّ إليه قوّته (2).
الثانية والثلاثون : نشر الأموات من القبور ورجوعهم إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاوجون.
الثالثة والثلاثون : نشر الراية التي ما نشرت بعد بدر والجمل وهي راية رسول الله صلىاللهعليهوآله نزل بها جبرئيل يوم بدر كما قال أبو جعفر عليهالسلام ثمّ قال : والله ما هي قطن ولا كتّان ولا قز ولا حرير.
فقيل : من أي شيء هي؟ قال : من ورق الجنّة ، نشرها رسول الله يوم بدر ، ثمّ لفّها ودفعها إلى علي فلم تزل عند علي حتّى كان يوم البصرة فنشرها أمير المؤمنين عليهالسلام ففتح الله عليه ، ثمّ لفّها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتّى يقوم القائم ، فإذا نشرها فلم يبق في المشرق والمغرب أحد إلّا لقيها ، ويسير الرعب قدامها شهرا وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا.
الحديث في غيبة النعماني (3).
الرابعة والثلاثون : اعتدال درع الرسول صلىاللهعليهوآله على قامته الشريفة.
الخامسة والثلاثون : له الغمامة التي فيها الرعد والبرق والصواعق كما عن الباقر عليهالسلام : أما إنّ ذا القرنين قد خيّر بين السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب. قيل : وما الصعب؟ قال : ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق لصاحبكم يركبه. الحديث (4).
السادسة والثلاثون : زوال الخوف والتقية من المؤمنين عن الكفّار والمنافقين والمشركين ، ولا يبقى كافر ولا منافق ولا مشرك ، قال الله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (5).
السابعة والثلاثون : جريان أمره في المشرق والمغرب والبر والبحر (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي
__________________
(1) راجع لذلك : سنن أبي داود : 4 / 117 ح 3424 والمستدرك : 2 / 595 ، ومقتضب الأثر : 11 ـ 12 ، وإثبات الهداة : 1 / 709 ح 149.
(2) غيبة النعماني : 317 ح 2.
(3) غيبة النعماني : 307 ح 2 باب 19.
(4) الاختصاص : 199 ، مدينة المعاجز : 1 / 543.
(5) سورة النور : 55.
السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) (1).
الثامنة والثلاثون : يملأ الأرض قسطا وعدلا.
التاسعة والثلاثون : يحكم بين الناس بحكم داود ولا يطلب البيّنة.
الأربعون : جريان الأحكام التي ما جرت إلى زمانه من قبيل رجم المحصن وقتل مانع الزكاة وميراث الأخ من الأخ في الدين.
الحادية والأربعون : ظهور تمام مراتب العلوم ونشر علوم الأنبياء.
الثانية والأربعون : هبوط السيوف من السماء لنصرته.
الثالثة والأربعون : إطاعة الوحوش والطيور والبهائم أنصاره عجل الله فرجه.
الرابعة والأربعون : جريان نهرين وانبعاثهما في ظهر الكوفة بالماء واللبن دائما فمن كان جائعا شبع ومن كان عطشان روي (2).
الخامسة والأربعون : معه حجر موسى وأنّه إذا أراد أن يتوجّه إلى الكوفة نادى مناديه : ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ، ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عينا فلا ينزل منزلا إلّا نصبه فانبجست منه العيون فمن كان جائعا شبع ومن كان ظمئا روي (3).
السادسة والأربعون : امتيازه عن سائر الأئمّة ليلة المعراج بأنّه يحلّل الحلال ويحرم الحرام وينتقم من أعداء آل محمّد صلىاللهعليهوآله.
السابعة والأربعون : نزول عيسى إلى الأرض لنصرته عجل الله فرجه.
الثامنة والأربعون : عدم جواز الصلاة بسبع تكبيرات على أحد سوى علي عليهالسلام والمهدي عجل الله فرجه.
التاسعة والأربعون : قتل الدجال الذي هو عذاب للمؤمنين بيده ، يعني بأمره في زمانه.
الخمسون : انقطاع سلطنة الجبابرة ودولة الظالمين ، واتصال دولة آل محمّد صلىاللهعليهوآله بالقيامة ويترنم ويقول [الإمام] الصادق عليهالسلام :
لكلّ اناس دولة يرقبونها
ودولتنا في آخر الدهر تظهر (4)
__________________
(1) سورة آل عمران : 83.
(2) الكافي : 1 / 231.
(3) بصائر الدرجات : 208 ح 54 ، والكافي : 1 / 231.
(4) روضة الواعظين : 212.
الثمرة الثالثة
في أسمائه وألقابه وكناه سلام الله عليه وعلى آبائه (1).
الاولى : أبو القاسم ، كما قال النبيّ صلىاللهعليهوآله في المستفيضة : سميّي وكنيّي (2). الثانية : أبو عبد الله ، كما ذكر الكنجي الشافعي في كتابه البيان قال رسول الله : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنّي أبا عبد الله (3) ، وسيأتي أنّه عجل الله فرجه يكنّي بكنية أجداده. الثالثة : أبو جعفر. الرابعة : أبو محمّد. الخامسة : أبو إبراهيم.
السادسة : أبو الحسين. السابعة : أبو تراب ، ككنية جدّه أمير المؤمنين عليهالسلام لأنّه مربي الأرض.
الثامنة : أبو بكر ، وهذا من كنى الرضا عليهالسلام. التاسعة : أبو صالح ، وهذه الكنية معروفة عند الأعراب عند التوسلات والاستغاثات.
العاشرة : الأصل ، ومعناه ظاهر ، وعند الكسائي الأصل الحسب ، ويكون هذا اللقب إشارة إلى نسبه الشريف ، وحسبه المنيف كما لا يخفى على ذي لب بأنّ نسبه الذي ينتهي إلى علي عليهالسلام وفاطمة عليهماالسلام وخاتم الرسل هو خير الأنساب ، ويمكن أن يكون هذا اللقب إشارة بأنّه أصل الهداية ، لأنّ بعد غلبة الكفر والنفاق بحيث لا يبقى من الإسلام إلّا اسمه ولا يبقى من القرآن إلّا درسه ، وملئت الأرض ظلما وجورا ، بوجوده يرجع كلّ شيء إلى أصله وهو الهداية.
الحادية عشرة : أحمد ، كما عن الإكمال وهذا من أسمائه المخفية. الثانية عشرة : أمير الأمراء ، كما عن فضل بن شاذان عن الصادق عليهالسلام : ثمّ يخرج أمير الامراء وقاتل الفجرة وسلطان مأمول. الثالثة عشرة : أيدي وهو جمع اليد وهو النعمة ، قال الله تعالى : (وَأَسْبَغَ
__________________
(1) ذكر المصنّف هنا مائة وستة وثمانين اسما ولقبا للحجّة عليهالسلام بعضها بيّن الثبوت ، وبعضها ورد في الروايات والزيارات ، وبعضها في كتب التوراة والإنجيل وغيرها ، وبعضها صفات من شيعته.
(2) تفسير الأصفى : 1 / 217 وتفسير كنز الدقائق : 2 / 506.
(3) عقد الدرر : 218 ، وملاحم ابن طاوس : 142.
عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) (1) فالنعمة الظاهرة الإمام الظاهر والنعمة الباطنة الإمام الغائب.
الرابعة عشرة : ايزدشناس. الخامسة عشرة : ايزد نشان ، وهذان عند المجوس. السادسة عشرة : إحسان. السابعة عشرة : ايستاده ، وهذا عندهم أيضا عن كتاب شامكونى. الثامنة عشرة : بقيّة الله ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : إنّ أوّل ما يتكلّم به عند الكعبة يقول : أنا بقيّة الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ، ثمّ يقول : أنا بقيّة الله وحجّته وخليفته عليكم ، فيسلّمون عليه ويقولون : السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه (2). التاسعة عشرة : بقيّة الأنبياء (3) ، عن حكيمة بعد تولّده وأمر أبوه بالتكلّم قال : يا حجّة الله وبقيّة الأنبياء ونور الأصفياء وغوث الفقراء وخاتم الأوصياء ونور الأتقياء وصاحب الكرة البيضاء (4). العشرون : برهان الله ، والبرهان في اللغة الحجّة والدليل. الحادية والعشرون : الباسط ، وهو الذي يبسط العدل كما ذكر في كتاب وجد عند صخرة تحت أرض الكعبة كما ذكرناه في الفرع السادس من الغصن الثالث ، وفيه ذكر النبي والأئمّة إلى الإمام الثاني عشر إلى أن يقول : يرعى الذئب في أيّامه مع الغنم ، الحديث (5). الثانية والعشرون : بئر معطّلة ، كما في آية (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) (6) ونعم ما قال من قال ولله درّه :
بئر معطلة وقصر مشرف
مثل لآل محمّد مستطرف
فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى
والبئر علمهم الذي لا ينزف (7)
الثالثة والعشرون : بقيّة الأتقياء ، كما في المشارق عن حكيمة في قضية حال تولّده عجل الله فرجه (
. الرابعة والعشرون : بنده يزدان ، ترجمته بالعربية : عبد الله. الخامسة والعشرون :پرويز بابا ، ترجمته بالعربية : أبو الپرويز. السادسة والعشرون : البهرام. السابعة والعشرون : البلد الأمين. الثامنة والعشرون : التمام ، لأنّه تام في جميع الصفات الحميدة والكمال
__________________
(1) لقمان : 2.
(2) أعلام الورى : 2 / 292 ، وإثبات الهداة : 3 / 570 ح 686.
(3) بحار الأنوار : 99 / 293 ضمن حديث طويل.
(4) مجمع النورين للمرندي : 290 ومشارق أنوار اليقين : 157 بتحقيقنا.
(5) مقتضب الأثر : 11 ، والبحار : 36 / 219.
(6) الحج : 45.
(7) معاني الأخبار : 112 باب معنى البئر المعطلة ح 3.
(
المشارق : 157 ، وراجع بحار الأنوار ؛ 99 / 293 زيارة الحجّة لمحمد العمروي الأسدي.
والأفعال وشرافة النسب والحسب والشوكة والسلطنة والقدرة والعبادة والخلق والخلق والعلم والحلم والشجاعة والسخاوة. التاسعة والعشرون : التأييد ، لأنّ المؤمن في زمانه مؤيّد وذو قوّة وشجاعة فإنّه ورد أنّ الرجل منهم يعطى قوّة أربعين رجلا ، أو لأنّ الملائكة يؤيّدونه لقوله تعالى (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) (1) وعن أبي عبد الله عليهالسلام : يفرح المؤمنون بنصر الله عند قيام القائم عجل الله فرجه (2). الثلاثون : التالي ، وعدّه يوسف بن قزأغلي سبط ابن الجوزي من الألقاب (3). الحادية والثلاثون : الثائر ، وهو الذي لا يبقى على شيء ولا يستقيم حتّى يدرك ويطلب ثأره ، لما ثبت في الأخبار أنّه عجل الله فرجه يطالب بدم جدّه السعيد الشهيد بكربلاء. الثانية والثلاثون : الجمعة ، إمّا باعتبار تولّده لأنّه عجل الله فرجه تولّد في الصبح من يوم الجمعة المنتصف من شعبان على المشهور ، أو باعتبار خروجه فإنّ خروجه عجل الله فرجه في يوم الجمعة ، ففي الزيارة المختصّة له عجل الله فرجه : يا مولاي يا صاحب الزمان صلوات الله عليك وعلى آل بيتك هذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقّع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يديك.
الثالثة والثلاثون : الجعفر ، وعبروه بهذا اللقب خوفا من عمّه يقولون : رأينا جعفرا أو هو إمام أو وقع التوقيع أو هذه الصرّة له عجل الله فرجه وأمثال ذلك حتى لا يطلعوا تابعي عمّه جعفر الكذّاب بحالهم. الرابعة والثلاثون : الجابر ، وسببه معلوم لأنّه شجاع ويجبر القلوب المنكسرة عند ظهوره. الخامسة والثلاثون : جنب ، كما في آية (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) (4). السادسة والثلاثون : الجوار الكنس ، وهي النجوم المخفية تحت شعاع الشمس كما في تفسير (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) (5). السابعة والثلاثون : حجّة وحجّة الله ، وهو الدليل والبرهان ونقش خاتمه : أنا حجّة الله وخالصته (6). الثامنة والثلاثون : الحق ، قال الله تعالى (قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) (7) وفسّره بالحجّة القائم ، وفي زيارته :
__________________
(1) سورة الروم : 4 ـ 5.
(2) تأويل الآيات : 1 / 434 ح 2 وتفسير البرهان : 3 / 257 ح 2.
(3) تذكرة الخواص : 325 فصل في ذكر الحجّة المهدي عليهالسلام.
(4) الزمر : 56.
(5) سورة التكوير : 15.
(6) بحار الأنوار : 99 / 215 ضمن زيارته.
(7) سورة الإسراء : 81.