الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» نثر الدر المكنون
اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyاليوم في 4:55 من طرف الشيخ شوقي البديري

» مقاتل الطالبيّين مقاتل الطالبيّين المؤلف :أبي الفرج الاصفهاني
اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyأمس في 22:42 من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج1
اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyأمس في 21:27 من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج2
اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyأمس في 20:59 من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج3
اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyأمس في 20:34 من طرف الشيخ شوقي البديري

»  كلام جميل عن التسامح
اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyأمس في 19:57 من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مفهوم التسامح مع الذات
اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyأمس في 19:48 من طرف الشيخ شوقي البديري

» أقوال الحكماء والفلاسفة
اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyأمس في 9:01 من طرف الشيخ شوقي البديري

» أقوال وحكم رائعة
اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyأمس في 8:55 من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1

    اذهب الى الأسفل 
    انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 20:46

    فأتوني برأسه ، فكبسنا الدار كما أمرنا فوجدناها دارا سرية كأن الأيدي رفعت عنها في ذلك الوقت ، فرفعنا الستر وإذا سرداب في الدار الاخرى فدخلناها وكأن بحرا فيها ، وفي أقصاه حصير ، وقد علمنا أنّه على الماء وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلّي فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا ، فسبق أحمد بن عبد الله ليخطي فغرق في الماء ، وما زال يضطرب حتّى مددت يدي إليه فجلست فخلّصته وأخرجته فغشي عليه وبقي ساعة ، وعاد صاحبي الثاني إلى فعل ذلك فناله مثل ذلك ، فبقيت مبهوتا فقلت لصاحب البيت : المعذرة إلى الله وإليك ، فو الله ما علمت كيف الخبر وإلى من نجيء ، وأنا تائب إلى الله ، فما التفت إلي بشيء ممّا قلت فانصرفنا إلى المعتضد فقال : اكتموه وإلّا ضربت رقابكم (1).
    السابع : ممّن رآه في غيبته الصغرى : في البحار عن يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من أصفهان قال : حججت في سنة إحدى وثمانين ومائتين ، وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا فلمّا قدمنا مكّة تقدّم بعضهم فاكترى لنا دارا في زقاق بين سوق الليل ، وهي دار خديجة تسمّى دار الرضا ، وفيها عجوز سمراء فسألتها ـ لما وقفت على أنّها دار الرضا ـ ما تكونين من أصحاب هذه الدار؟ ولم سمّيت دار الرضا؟ فقالت : أنا من مواليهم وهذه دار الرضا علي بن موسى عليه‌السلام ، أسكننيها الحسن بن علي عليه‌السلام فإنّي كنت من خدمه.
    فلمّا سمعت ذلك منها أنست بها وأسررت الأمر عن رفقائي المنافقين المخالفين ، فكنت إذا انصرفت من الطواف بالليل أنام معهم في رواق الدار ، وتغلق الباب ونلقي خلف الباب حجرا كبيرا كنّا نديره خلف الباب ، فرأيت غير ليلة ضوء السراج في الرواق الذي كنّا فيه شبيها بضوء المشعل ، ورأيت الباب قد انفتح ولا أرى أحدا فتحه من أهل الدار ، ورأيت رجلا ربعة أسمر إلى الصفرة مائل ، قليل اللحم ، في وجهه سجادة ، عليه قميصان وإزار رقيق ، قد تقنّع به وفي رجله نعل طاق ، فصعد إلى الغرفة في الدار حيث كانت العجوز تسكن ، وكانت تقول لنا إنّ في الغرفة ابنة لا تدع أحدا يصعد إليها ، فكنت أرى الضوء الذي رأيته يضيء في الرواق على الدرجة عند صعود الرجل إلى الغرفة التي يصعدها ، ثمّ أراه في الغرفة من غير أن أرى السراج بعينه ، وكان الذين معي يرون مثل ما أرى ، فتوهّموا أنّ هذا الرجل يختلف إلى ابنة العجوز وأن يكون قد تمتّع بها ، فقالوا : هؤلاء البلدية يرون المتعة
    __________________
    (1) كشف الغمّة : 3 / 303 ، وفرج المهموم : 248 بتفاوت.

    وهذا حرام لا يحلّ فيما زعموا ، وكنّا نراه يدخل ويخرج ويجيء إلى الباب وإذا الحجر على حاله الذي تركناه ، وكنّا نغلق هذا الباب خوفا على متاعنا ، وكنّا لا نرى أحدا يفتحه أو يغلقه والرجل يدخل ويخرج والحجر خلف الباب إلى وقت ننحيه إذا خرجنا.
    فلمّا رأيت هذه الأسباب ضرب على قلبي ووقعت في قلبي فتنة ، فتلطّفت العجوز وأحببت أن أقف على خبر الرجل فقلت لها : يا فلانة إنّي أحبّ أن أسألك وافاوضك من غير حضور من معي فلا أقدر عليه ، فأنا احبّ إذا رأيتني في الدار وحدي أن تنزلي إلي لأسألك عن أمر ، فقالت لي مسرعة : وأنا أريد أن أسرّ إليك شيئا فلم يتهيّأ لي ذلك من أجل من معك ، فقلت : ما أردت أن تقولي؟ فقالت : يقول لك ـ ولم تذكر أحدا ـ لا تحاشن أصحابك وشركاءك ولا تلاحهم فإنّهم أعداؤك ودارهم. فقلت لها : من يقول؟ فقالت : أنا أقول ، فلم أجسر لما دخل قلبي من الهيبة أن اراجعها فقلت : أيّ أصحابي تعنين؟ وظننت أنّها تعني رفقائي الذين كانوا حجّاجا معي.
    قالت : شركاؤك الذين في بلدك وفي الدار معك. وكان جرى بيني وبين الذين معي في الدار شركة عنت في الدين ، فسعوا إلي حتّى هربت واستترت بذلك السبب ، فوقفت على أنّها عنت اولئك ، فقلت لها : ما تكونين أنت من الرضا؟ فقالت : كنت خادمة للحسن بن علي عليه‌السلام ، فلمّا استيقنت ذلك قلت لأسألها عن النائب فقلت : بالله عليك رأيته بعينك؟ فقالت : يا أخي لم أره بعيني فإنّي خرجت واختي حبلى وبشّرني الحسن بن علي عليه‌السلام بأنّي سوف أراه في آخر عمري ، وقال لي : تكونين له كما كنت لي ، وأنا اليوم منذ كذا بمصر ، وإنّما قدمت الآن بكتابة ونفقة وجّه بها إلي على يد رجل من أهل خراسان لا يفصح بالعربية وهي ثلاثون دينارا ، وأمرني أن أحجّ سنتي هذه فخرجت رغبة منّي في أن أراه ، فوقع في قلبي أنّ الرجل الذي كنت أراه هو ، فأخذت عشرة دراهم صحاحا فيها ستّة رضوية ومن ضرب الرضا عليه‌السلام ، قد كنت خبأتها لالقيها في مقام إبراهيم ، وكنت نذرت ونويت ذلك فدفعتها إليها وقلت في نفسي : أدفعها إلى قوم من ولد فاطمة أفضل ممّا ألقيها في المقام وأعظم ثوابا ، فقلت لها : ادفعي هذه الدراهم إلى من يستحقّها من ولد فاطمة ، وكان في نيّتي أنّ الذي رأيته هو الرجل ، وإنّما تدفعها إليه فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة ثمّ نزلت وقالت : يقول لك : ليس لنا فيها حقّ اجعلها في الموضع الذي نويت ، ولكن هذه الرضوية خذ منّا بدلها

    وألقها في الموضع الذي نويت ، ففعلت وقلت في نفسي : الذي امرت به عن الرجل.
    ثمّ كان معي نسخة توقيع خرج إلى القاسم بن العلاء بأذربايجان فقلت لها : تعرضين هذه النسخة على إنسان قد رأى توقيعات الغائب؟ فقالت : ناولني فإنّي أعرفه ، فأريتها النسخة وظننت أنّ المرأة تحسن أن تقرأ ، فقالت : لا يمكنني أن أقرأ في هذا المكان ، فصعدت الغرفة ثمّ أنزلته فقالت : صحيح وفي التوقيع : أبشّركم ببشرى ما بشّرت به غيركم ، ثمّ قالت : يقول لك : إذا صلّيت على نبيّك كيف تصلّي؟ فقلت : أقول : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وبارك على محمّد وآل محمّد كأفضل ما صلّيت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد. فقالت : لا ، إذا صلّيت فصلّ عليهم كلّهم وسمّهم. فقلت : نعم ، فلمّا كان من الغد نزلت ومعها دفتر صغير فقالت : يقول لك : إذا صلّيت على النبيّ فصلّ عليه وعلى أوصيائه على هذه النسخة ، فأخذتها وكنت أعمل بها ، ورأيت عدّة ليال قد نزل من الغرفة وضوء السراج قائم وكنت أفتح الباب وأخرج على أثر الضوء ، وأنا أراه أعني الضوء ولا أرى أحدا حتّى يدخل المسجد ، وأرى جماعة من الرجال من بلدان شتّى يأتون باب هذه الدار ، فبعضهم يدفعون إلى العجوز رقاعا معهم ، ورأيت العجوز قد دفعت إليهم كذلك الرقاع فيكلّمونها وتكلّمهم ولا أفهم عينهم ، ورأيت منهم في منصرفنا جماعة في طريقي إلى أن قدمت بغداد.
    ونسخة الدفتر الذي خرج : بسم الله الرّحمن الرحيم اللهمّ صلّ على محمّد سيّد المرسلين وخاتم النبيّين وحجّة ربّ العالمين ، المنتخب في الميثاق ، المصطفى في الظلال ، المطهّر من كل آفة ، البريء من كلّ عيب ، المؤمّل للنجاة ، المرتجى للشفاعة ، المفوّض إليه دين الله. اللهمّ شرّف بنيانه وعظّم برهانه وأفلح حجّته وارفع درجته وأضئ نوره وبيّض وجهه ، وأعطه الفضل والفضيلة والدرجة والوسيلة الرفيعة وابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون والآخرون.
    وصلّ على أمير المؤمنين ووارث المرسلين وقائد الغرّ المحجّلين وسيّد الوصيّين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على الحسن بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على الحسين بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على علي بن الحسين إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ

    العالمين ، وصلّ على محمّد بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على جعفر بن محمّد إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على موسى بن جعفر إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على علي بن موسى إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على محمد بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على علي بن محمد إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على الحسن بن علي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين ، وصلّ على الخلف الصالح الهادي المهدي إمام المؤمنين ووارث المرسلين وحجّة ربّ العالمين.
    اللهمّ صلّ على محمّد وأهل بيته الأئمّة الهادين المهديين العلماء الصادقين الأبرار المتّقين ، دعائم دينك وأركان توحيدك وتراجمة وحيك وحجّتك على خلقك وخلفائك في أرضك ، الذين اخترتهم لنفسك واصطفيتهم على عبادك وارتضيتهم لدينك وخصصتهم بمعرفتك وجللتهم بكرامتك وغشيتهم برحمتك وربيتهم بنعمتك وغذيتهم بحكمتك وألبستهم نورك ورفعتهم في ملكوتك وحففتهم بملائكتك وشرّفتهم بنبيّك.
    اللهمّ صلّ على محمّد وعليهم صلاة كثيرة دائمة طيّبة لا يحيط بها إلّا أنت ولا يسعها إلّا علمك ولا يحصيها أحد غيرك.
    اللهمّ وصلّ على وليّك المحيي سنّتك القائم بأمرك الداعي إليك الدليل عليك وحجّتك على خلقك وخليفتك في أرضك وشاهدك على عبادك ، اللهمّ أعزّ نصره ومدّ في عمره وزيّن الأرض بطول بقائه ، اللهمّ اكفه بغي الحاسدين وأعذه من شرّ الكائدين وازجر عنه إرادة الظالمين وخلّصه من أيدي الجبّارين ، اللهمّ أعطه في نفسه وذريته وشيعته ورعيته وخاصّته وعامّته وعدوّه وجميع أهل زمانه ما تقرّبه عينه وتسرّ به نفسه ، وبلّغه أفضل أمله في الدنيا والآخرة إنّك على كلّ شيء قدير.
    اللهمّ جدّد به ما محي من دينك ، وأحي به ما بدّل من كتابك ، وأظهر به ما غير من حكمك حتى يعود دينك به وعلى يديه غضّا جديدا خالصا مخلصا لا شكّ فيه ولا شبهة معه ولا باطل عنده ولا بدعة لديه. اللهمّ نوّر بنوره كلّ ظلمة وهدّ بركنه كل بدعة واهدم بعزّته كلّ ضلالة واقسم به كلّ جبّار وأخمد بسيفه كلّ نار وأهلك بعدله كلّ جائر وأجر

    حكمه على كلّ حكم وأذلّ بسلطانه كلّ سلطان. اللهمّ أذلّ كلّ من ناواه وأهلك كل من عاداه وامكر بمن كاده واستأصل من جحد حقّه واستهان بأمره وسعى في إطفاء نوره وأراد إخماد ذكره.
    اللهمّ صلّ على محمّد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن الرضا والحسين المصطفى وجميع الأوصياء مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم ، وصل على وليّك وولاة عهده والأئمّة من ولده ومدّ في أعمارهم وزد في آجالهم وبلغهم أقصى آمالهم دينا ودنيا وآخرة إنّك على كلّ شيء قدير (1).
    الثامن : ممّن رآه في غيبته الصغرى : في الكافي عن أبي سعيد غانم الهندي قال : كنت بمدينة الهند المعروفة بقشمير الداخلة ، وأصحاب لي يقعدون على كراسي عن يمين الملك أربعون رجلا ، كلّهم يقرأ الكتب الأربعة ، التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم ، نقضي بين الناس ونفقّههم في دينهم ونفتيهم في حلالهم وحرامهم ، يفزع إلينا الملك ومن دونه ، فتجارينا ذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقلنا : هذا النبي المذكور في الكتب قد خفي علينا أمره ويجب علينا الفحص عنه وطلب أثره ، واتفق رأينا وتوافقنا على أن أخرج فأرتاد لهم ، فخرجت ومعي مال جليل فسرت اثني عشر شهرا حتّى قربت من كابل ، فعرض لي قوم من الترك فقطعوا علي وأخذوا مالي وجرحت جراحات شديدة ، ودفعت إلى مدينة كابل فأنفذني ملكها لمّا وقف على خبري إلى مدينة بلخ ، وعليها إذ ذاك داود بن العباس بن أبي أسود فبلغه خبري وأنّي خرجت مرتادا من الهند ، وتعلّمت الفارسية وناظرت الفقهاء وأصحاب الكلام فأرسل إلى داود بن العبّاس فأحضرني مجلسه ، وجمع عليّ الفقهاء فناظروني فأعلمتهم أنّي خرجت من بلدي أطلب هذا النبي الذي وجدته في الكتب.
    فقال لي : من هو؟ وما اسمه؟ فقلت : محمّد فقال : هو نبيّنا تطلب ، فسألتهم عن شرائعه فأعلموني ، فقلت لهم : أنا أعلم أنّ محمّدا لنبي ولا أعلمه هذا الذي تصفون أم لا ، فأعلموني موضعه لأقصده فأسأله عن علامات عندي ودلالات ، فإن كان صاحبي الذي طلبت آمنت به ، فقالوا قد مضى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت : فمن وصيّه وخليفته؟ فقالوا : أبو بكر. قلت : فسمّوه لي فإنّ
    __________________
    (1) بطوله في غيبة الشيخ : 279 وبحار الأنوار : 52 / 20 ح 14.

    هذه كنيته؟ قالوا : عبد الله بن عثمان ، ونسبوه إلى قريش. قلت : فانسبوا لي محمّدا ، وهل لمحمّد قرابة إلى وصيّه وخليفته؟ فنسبوه ، فقلت : ليس هذا صاحبي الذي طلبت ، صاحبي الذي أطلبه خليفته أخوه في الدين وابن عمّه في النسب وزوج ابنته وأبو ولده ، وليس لهذا النبي ذريّة على الأرض غير ولد هذا الرجل الذي هو خليفته.
    قال : فوثبوا بي وقالوا : يا أيّها الأمير إنّ هذا قد خرج من الشرك إلى الكفر هذا حلال الدم. فقلت لهم : يا قوم أنا رجل معي دين متمسّك به لا افارقه حتّى أرى ما هو أقوى منه ، إنّي وجدت صفة الرجل في الكتب الذي أنزلها الله عزوجل على أنبيائه ، وإنّما خرجت من بلاد الهند ومن العزّ الذي كنت فيه طلبا له ، فلمّا فحصت عن أمر صاحبكم الذي ذكرتم لم يكن النبي الموصوف في الكتب فكفّوا عنّي ، وبعث العامل إلى رجل يقال له الحسين بن أسكب فدعاه فقال له : ناظر هذا الرجل الهندي ، فقال له الحسين : أصلحك الله عندك الفقهاء والعلماء وهم أعلم وأبصر بمناظرته ، فقال له : ناظره كما أقول لك واخل به والطف به ، فقال لي الحسين بن إسكيب بعد ما فاوضته : إنّ صاحبك الذي تطلبه هو النبي الذي وصفه هؤلاء وليس الأمر في خليفته كما قالوا ، هذا النبيّ محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب ووصيّه علي ابن أبي طالب بن عبد المطّلب وهو زوج فاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأبو الحسن والحسين سبطي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    قال غانم أبو سعيد : فقلت : الله أكبر هذا الذي طلبت فانصرفت إلى داود بن العبّاس فقلت له : أيّها الأمير وجدت ما طلبت وأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله. قال : فبرّني ووصلني وقال للحسين تفقده. قال : فمضيت إليه حتّى أنست به وفقّهني فيما احتجت إليه من الصلاة والصيام والفرائض. قال : فقلت له : إنّا نقرأ في كتبنا أنّ محمّدا خاتم النبيّين لا نبي بعده وأنّ الأمر من بعده إلى وصيّه وخليفته من بعده ، ثمّ إلى الوصي ، لا يزال أمر الله جاريا في أعقابهم حتّى تنقضي الدنيا فمن وصي وصي محمد؟
    قال : الحسن ثمّ الحسين عليهما‌السلام ابنا محمّد ، ثمّ ساق الأمر في الوصية حتّى انتهى إلى صاحب الزمان عليه‌السلام ، ثمّ أعلمني ما حدث فلم يكن لي همّة إلّا طلب الناحية ، فوافى قم وفد من أصحابنا في سنة أربع وستّين ، وخرج معهم حتى وافى بغداد ومعه رفيق له من أهل السند كان صحبه على المذهب ، فحدّثني غانم قال : وأنكرت من رفيقي بعض أخلاقه

    فهجرته ، وخرجت حتّى صرت إلى العبّاسية أتهيّأ للصلاة واصلّي وأنا واقف متفكّرا فيما قصدت لطلبه إذا أنا بآت قد أتاني فقال : أنت فلان ـ اسمه بالهند ـ؟ قلت : نعم ، قال : أجب مولاك، فمضيت معه فلم يزل يتخلّد في الطرق حتّى أتى دارا وبستانا فإذا أنا به عليه‌السلام جالس فقال : مرحبا يا فلان ـ بكلام الهند ـ كيف حالك وكيف خلفت فلانا وفلانا وفلانا ، حتّى عدّ الأربعين كلّهم فسألني عنهم واحدا واحدا ، ثمّ أخبرني بما تجاريناه كلّ ذلك بكلام الهند ، ثمّ قال : أردت أن تحجّ مع أهل قم؟ قلت : نعم يا سيدي. فقال : لا تحجّ معهم وانصرف سنتك هذه وحجّ في قابل ، ثمّ ألقى إليّ صرّة كانت بين يديه فقال لي : اجعلها نفقتك ولا تدخل إلى بغداد إلى فلان ـ سمّاه ـ ولا تطلعه على شيء وانصرف إلينا إلى البلد ، ثمّ وافانا بعض الفيوج فأعلمونا أنّ أصحابنا انصرفوا من العقبة ، ومضى نحو خراسان فلمّا كان في قابل حجّ وأرسل إلينا بهدية من طرف خراسان فأقام بها مدّة ثمّ مات رحمه‌الله (1).
    التاسع : ممّن رآه في غيبته الصغرى : في البحار عن محمد بن أحمد بن خلف قال : نزلنا مسجدا في المنزل المعروف بالعبّاسية على مرحلتين من فسطاط مصر ، وتفرّق غلماني في النزول وبقي معي في المسجد غلام أعجمي ، فرأيت في زاويته شيخا كثير التسبيح فلمّا زالت الشمس ركعت وصلّيت الظهر في أوّل وقتها ودعوت بالطعام وسألت الشيخ أن يأكل معي فأجابني ، فلمّا طعمنا سألته عن اسمه واسم أبيه وعن بلده وحرفته ، فذكر أنّ اسمه محمد بن عبيد الله وأنّه من أهل قم ، وذكر أنّه يسيح منذ ثلاثين سنة في طلب الحقّ وينتقل في البلدان والسواحل ، وأنّه أوطن مكّة والمدينة نحو عشرين سنة يبحث عن الأخبار ويتتبع الآثار ، فلمّا كان في سنة ثلاث وتسعين ومائتين طاف بالبيت ، ثمّ صار إلى مقام إبراهيم فركع فيه وغلبته عينه فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله.
    قال : فتأمّلت الداعي فإذا هو شاب أسمر لم أرقط في حسن صورته واعتدال قامته ، ثمّ صلّى فخرج وسعى فتبعته وأوقع الله في نفسي أنّه صاحب الزمان ، فلمّا فرغ من سعيه قصد بعض الشعاب فقصدت أثره ، فلمّا قربت منه إذا أنا بأسود مثل الفنيق (2) قد اعترضني فصاح بي بصوت لم أسمع أهول منه : ما تريد عافاك الله؟ فارتعدت ووقفت وزال الشخص عن بصري وبقيت متحيّرا ، فلمّا طال بي الوقوف والحيرة انصرفت ألوم نفسي وأعذلها بانصرافي
    __________________
    (1) الكافي : 1 / 517 ح 3.
    (2) الفنيق : الفحل من الابل المكرم.

    بزجرة الأسود ، فخلوت بربّي عزوجل أدعوه وأسأله بحقّ رسوله وآله أن لا يخيب سعيي ، وأن يظهر لي ما يثبّت به قلبي ويزيد في بصري ، فلمّا كان بعد سنين زرت قبر المصطفى صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فبينا أنا في الروضة التي بين القبر والمنبر إذ غلبتني عيني فإذا محرّك يحرّكني فاستيقظت فإذا أنا بالأسود فقال : ما خبرك وكيف كنت؟ فقلت : أحمد الله وأذمّك. فقال : لا تفعل فإنّي امرت بما خاطبتك ، به وقد أدركت خيرا كثيرا فطب نفسا وازدد من الشكر لله عزوجل على ما أدركت وعاينت ، ما فعل فلان ـ وسمّى بعض إخواني المستبصرين ـ فقلت : ببرقة (1). فقال : صدقت ففلان؟ ـ وسمّى رفيقا لي مجتهدا في العبادة مستبصرا في الديانة ، فقلت : بالاسكندرية ، حتّى سمّى لي عدّة من إخواني ، ثمّ ذكر اسما غريبا فقال : ما فعل فغفور؟ قلت : لا أعرفه. فقال : كيف لا تعرفه وهو رومي فيهديه الله فيخرج ناصر من قسطنطينة.
    ثمّ سألني عن رجل آخر فقلت : لا أعرفه. فقال : هذا رجل من أهل هيت من أنصار مولاي ، امض إلى أصحابك فقل لهم : نرجو أن يكون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين وفي الانتقام من الظالمين ، وقد لقيت جماعة من أصحابي وأديت إليهم وأبلغتهم ما حملت وأنا منصرف ، واشير عليك أن لا تتلبّس بما يثقل به ظهرك وتتعب به جسمك ، وأن تحبس نفسك على طاعة ربّك فإنّ الأمر قريب إن شاء الله ، فأمرت خازني فأحضر لي خمسين دينارا وسألته قبولها فقال : يا أخي قد حرّم الله علي أن آخذ منك ما أنا مستغن عنه كما أحلّ لي أن آخذ منك الشيء إذا احتجت إليه.
    فقلت : هل سمع هذا الكلام منك أحد غيري من أصحاب السلطان؟ فقال : نعم أخوك أحمد بن الحسين الهمداني المدفوع عن نعمته بأذربايجان ، وقد استأذن للحج أملا أن يلقى ما لقيت ، فحجّ أحمد بن الحسين الهمداني رحمه‌الله في تلك السنة فقتله زكرويه بن مهرويه ، وافترقنا وانصرفت إلى الثغر ، ثمّ حججت فلقيت بالمدينة رجلا اسمه طاهر من ولد الحسين الأصغر يقال إنّه يعلم من هذا الأمر شيئا ، فثابرت عليه حتّى أنس بي وسكن إلي ، ووقف على صحّة عقيدتي فقلت له : يا ابن رسول الله بحق آبائك الطاهرين لما جعلتني مثلك في العلم بهذا الأمر ، فقد شهد عندي من توثقه بقصد القاسم بن عبيد الله بن سليمان بن وهب إيّاي بمذهبي واعتقادي ، وإنّه غزا بلادي مرارا فسلّمني الله منه. فقال : يا أخي اكتم ما تسمع
    __________________
    (1) قرية من قرى قم.

    منّي الخبر في هذه الجبال ، وإنّما يرى العجائب الذين يحملون الزاد في الليل ويقصدون به مواضع يعرفونها ، فقد نهينا عن الفحص والتفتيش ، فودّعته وانصرفت عنه (1).
    العاشر : ممّن رآه في غيبته الصغرى : في البحار عن يوسف بن أحمد الجعفري قال:حججت سنة ست وثلاثمائة وجاورت بمكّة تلك السنة وما بعدها إلى سنة تسع وثلاثمائة ثمّ خرجت عنها منصرفا إلى الشام ، فبينا أنا في بعض الطريق وقد فاتتني صلاة الفجر فنزلت من المحمل وتهيّأت للصلاة ، فرأيت أربعة نفر في محمل فوقفت أعجب منهم فقال أحدهم : مم تعجب ، تركت صلاتك وخالفت مذهبك؟ فقلت للذي يخاطبني : وما علمك بمذهبي؟ فقال : تحبّ أن ترى صاحب زمانك؟ فقلت : نعم ، فأومى إلى أحد الأربعة. فقلت :إنّ له دلائل وعلامات ، فقال : أيّما أحبّ إليك أن ترى الجمل وما عليه صاعدا إلى السماء ، أو ترى المحمل صاعدا إلى السماء؟ فقلت : أيّهما كان فهي دلالة؟ فرأيت الجمل وما عليه يرتفع إلى السماء ، وكان الرجل أومى إلى رجل به سمرة وكأن لونه الذهب ، بين عينيه سجادة (2).
    الحادي عشر : ممّن رآه في غيبته الصغرى : عن علي بن إبراهيم الأودي قبل سنة ثلاثمائة : بينا أنا في الطواف قد طفت ستّة وأريد أن أطوف السابعة ، فإذا أنا بحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه ، طيّب الرائحة ، هيوب ومع هيبته متقرّب إلى الناس ، فلم أر أحسن من كلامه ولا أعذب من منطقه في حسن جلوسه فذهبت اكلّمه فزبرني (3) الناس ، فسألت بعضهم : من هذا؟ فقال : ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يظهر للناس في كلّ سنة يوما لخواصّه فيحدّثهم. فقلت : مسترشدا إيّاك فأرشدني هداك الله.
    قال : فناولني حصاة فحوّلت وجهي فقال لي بعض جلسائه : ما الذي دفع إليك ابن رسول الله؟ فقلت : حصاة ، فكشفت عن يدي فإذا أنا بسبيكة من ذهب فذهبت ، فإذا أنا به قد لحقني فقال : ثبتت عليك الحجّة ، وظهر لك الحقّ ، وذهب عنك العمى أتعرفني؟ فقلت : اللهمّ لا. قال : أنا المهدي ، أنا قائم الزمان ، أنا الذي أملأها عدلا كما ملئت جورا ، إنّ الأرض لا
    __________________
    (1) بحار الأنوار : 52 / 4 ح 2 وغيبة الشيخ : 257.
    (2) بحار الأنوار : 52 / 5 ح 3 وغيبة الشيخ : 258.
    (3) أي : زجرني ومنعني.

    تخلو من حجّة ، ولا يبقى الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل ، وقد ظهر أيّام خروجي ، فهذه أمانة في رقبتك فحدّث بها إخوانك من أهل الحقّ (1).
    الثاني عشر : ممّن رآه في غيبته الصغرى : في البحار عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال : كنت حاضرا عند المستجار بمكّة وجماعة زهاء ثلاثين رجلا ، لم يكن منهم مخلص غير محمّد بن القاسم العلوي ، فبينا نحن كذلك في اليوم السادس من ذي الحجّة سنة ثلاث وتسعين ومائتين ؛ إذ خرج علينا شاب من الطواف ، عليه إزاران محرم بهما وفي يده نعلان ، فلمّا رأيناه قمنا جميعا هيبة له ، ولم يبق منّا أحد إلّا قام فسلّم علينا وجلس متوسّطا ونحن حوله ، ثمّ التفت يمينا وشمالا ثمّ قال : أتدرون ما كان يقول أبو عبد الله عليه‌السلام في دعائه الإلحاح؟ قلنا : وما كان يقول؟
    قال : كان يقول : اللهمّ إنّي أسألك باسمك الذي به تقوم السماء وبه تقوم الأرض وبه تفرّق بين الحقّ والباطل وبه تجمع بين المتفرّق وبه تفرّق بين المجتمع ، وبه أحصيت عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار ، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تجعل لي من أمري فرجا ومخرجا ، ثمّ نهض ودخل الطواف فقمنا لقيامه حتّى انصرف ، ونسينا أن نذكر أمره وأن نقول من هو وأي شيء هو إلى الغد في ذلك الوقت ، فخرج علينا من الطواف فقمنا له كقيامنا بالأمس وجلس في مجلسه متوسّطا وتوسّطنا ، فنظر يمينا وشمالا وقال : أتدرون ما كان يقول أمير المؤمنين عليه‌السلام بعد صلاة الفريضة؟ فقلنا : وما كان يقول؟
    قال : كان يقول إليك رفعت الأصوات ودعيت الدعوة ، ولك عنت الوجوه ، ولك خضعت الرقاب ، وإليك التحاكم في الأعمال ، يا خير من سئل ويا خير من أعطى يا صادق يا بارئ ، يا من لا يخلف الميعاد يا من أمر بالدعاء ووعد بالإجابة يا من قال (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (2) يا من قال : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (3) يا من قال : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (4) لبيك وسعديك ، ها أنا ذا بين
    __________________
    (1) غيبة الشيخ الطوسي : 253 فصل ما روي من الأخبار المتضمّنة لمن رآه وهو لا يعرفه.
    (2) سورة غافر : 60.
    (3) سورة البقرة : 186.
    (4) سورة الزمر : 53.

    يديك المسرف وأنت القائل : (لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) (1) ثمّ نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء فقال : أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول في سجدة الشكر؟ فقلت : وما كان يقول؟
    قال : كان يقول : يا من لا تزيده كثرة العطاء إلّا سعة وعطاء ، يا من لا تنفد خزائنه ، يا من له خزائن السماوات والأرض ، يا من له خزائن ما دق وجل لا تمنعك إساءتي من إحسانك ، أنت تفعل بي الذي أنت أهله فأنت أهل الجود والكرم والعفو والتجاوز ، يا رب يا الله لا تفعل بي الذي أنا أهله فإنّي أهل العقوبة وقد استحققتها لا حجّة لي ولا عذر لي عندك ، أبوء لك بذنوبي كلّها وأعترف بها كي تعفو عنّي وأنت أعلم بها منّي ، أبوء لك بكل ذنب أذنبته وكلّ خطيئة احتملتها وكلّ سيّئة عملتها ، ربّ اغفر لي وارحم وتجاوز عمّا تعلم إنّك أنت الأعزّ الأكرم. وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه ، وعاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لإقباله كفعلنا فيما مضى ، فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا فقال : كان علي بن الحسين سيّد العابدين يقول في سجوده في هذا الموضع ـ وأشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب ـ : عبيدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، فقيرك بفنائك ، سائلك بفنائك يسألك ما لا يقدر عليه غيرك.
    ثمّ نظر يمينا وشمالا ونظر إلى محمّد بن القاسم من بيننا فقال : يا محمّد بن القاسم أنت على خير إن شاء الله ، وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الأمر ، ثمّ قام فدخل الطواف فما بقي منّا أحد إلّا وقد الهم ما ذكره من الدعاء ، ونسينا أن نتذاكر أمره إلّا في آخر يوم ، فقال لنا أبو علي المحمودي : يا قوم أتعرفون هذا؟ هذا والله صاحب زمانكم. فقلنا : وكيف علمت يا أبا علي؟ فذكر أنّه مكث سبع سنين يدعو ربّه ويسأله معاينة صاحب الزمان ، قال : فبينا نحن يوما عشية عرفة وإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته ، فسألته ممّن هو؟ فقال : من الناس. قلت : من أيّ الناس؟ قال : من عربها. قلت : من أيّ عربها؟ قال : من أشرفها. قلت : ومن هم؟ قال : بنو هاشم. قلت : من أيّ بني هاشم؟ قال : من أعلاها ذروة وأسناها. قلت : ممّن؟ قال : ممّن فلق إلهام وأطعم الطعام وصلّى والناس نيام. فقال : فعلمت أنّه علوي فأحببته على العلويّة ، ثمّ افتقدته من بين يديّ ، فلم أدر كيف مضى ، فسألت القوم الذين كانوا حوله تعرفون هذا العلوي؟ قالوا : نعم يحجّ معنا في كلّ سنة ماشيا. فقلت : سبحان الله والله ما أرى
    __________________
    (1) الزمر : 53.

    به أثر مشي.
    قال : فانصرفت إلى المزدلفة كئيبا حزينا على فراقه ونمت من ليلتي تلك فإذا أنا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا أحمد رأيت طلبتك. فقلت : ومن ذاك يا سيّدي؟ فقال : الذي رأيته في عشيتك هو صاحب زمانك. قال : فلمّا سمعنا ذلك منه عاتبناه أن لا يكون أعلمنا ذلك ، فذكر أنّه كان ينسى أمره إلى وقت ما حدثنا به (1).
    الثالث عشر : ممّن رآه في غيبته الصغرى : في البحار عن الزهري قال : طلبت هذا الأمر طلبا شافيا حتّى ذهب لي فيه مال صالح ، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته وسألته بعد ذلك عن صاحب الزمان فقال لي : ليس إلى ذلك وصول ، فخضعت فقال لي : بكّر بالغداة ، فوافيت واستقبلني ومعه شاب من أحسن الناس وجها وأطيبهم رائحة بهيئة التجّار ، وفي كمّه شيء كهيئة التجّار ، فلمّا نظرت إليه دنوت من العمري فأومى إلي فعدلت إليه وسألته فأجابني عن كلّ ما أردت ، ثمّ مرّ ليدخل الدار وكانت من الدور التي لا نكترث لها ، فقال العمري : إذا أردت أن تسأل سل فإنّك لا تراه بعد ذا ، فذهبت لأسأل فلم يسمع ودخل الدار وما كلّمني بأكثر من أن قال : ملعون ملعون من أخّر العشاء إلى أن تشتبك النجوم ، ملعون ملعون من أخّر الغداة إلى أن تنقضي النجوم ، ودخل الدار (2).
    الرابع عشر : ممّن رآه في غيبته الصغرى : في الكافي عن بعض أهل المدائن قال : كنت حاجّا مع رفيق لي فوافينا إلى الموقف فإذا شاب قاعد عليه إزار ورداء ، وفي رجله نعل صفراء ، قوّمت الإزار والرداء بمائة وخمسين دينارا ، وليس فيه أثر السفر ، فدنا منّا سائل فرددناه فدنا من الشاب فسأله فحمل شيئا من الأرض وناوله ، فدعا له السائل واجتهد في الدعاء وأطال فقام الشاب وغاب عنّا ، فدنونا من السائل فقلنا له : ويحك ما أعطاك ، فأرانا حصاة ذهب مضرسة قدرناها عشرين مثقالا فقلت لصاحبي : مولانا عندنا ونحن لا ندري ، ثمّ ذهبنا في طلبه فدرنا الموقف كلّه فلم نقدر عليه ، فسألنا من كان حوله من أهل مكّة والمدينة فقالوا : شاب علوي يحجّ في كلّ سنة ماشيا (3).
    __________________
    (1) غيبة الشيخ : 259 ح 227 ، والبحار : 52 / 8 ح 5.
    (2) البحار : 52 / 15 ح 13 والاحتجاج : 2 / 479.
    (3) الكافي : 1 / 332 والخرائج والجرائح : 2 / 694 بتفاوت.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 20:48

    الخامس عشر : ممّن رآه في غيبته الصغرى : في البحار عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة وهو محمد بن الحسن بن عبد الله التميمي وكان زيديا قال : سمعت هذه الحكاية من جماعة يروونها عن أبي رحمه‌الله أنّه خرج إلى الحير قال : فلمّا صرت إلى الحير إذا شاب حسن الوجه يصلّي ، ثمّ إنّه ودّع وودّعت وخرجنا فجئنا إلى الشرعة فقال لي : يا أبا سورة ، أين تريد؟ فقلت : الكوفة. فقال لي : مع من؟ قلت : مع الناس. قال لي : لا تريد نحن جميعا نمضي. قلت : ومن معنا؟ فقال : ليس نريد معنا أحدا.
    قال : فمشينا ليلتنا فإذا نحن على مقابر مسجد السهلة فقال لي : هو ذا منزلك فإن شئت فامض ، فسألني الرجل عن حالي فأخبرته بضيقتي وبعيلتي ، فلم يزل يماشيني حتى انتهيت إلى النواويس في السحر فجلسنا ، ثمّ حفر بيده فإذا الماء قد خرج فتوضّأ ثمّ صلّى ثلاث عشرة ركعة ثمّ قال : امض إلى أبي الحسن علي بن يحيى فأقرئه السلام وقل له : يقول لك الرجل ادفع إلى أبي سورة من السبعمائة دينار التي مدفونة في موضع كذا وكذا مائة دينار ، وإنّي مضيت من ساعتي إلى منزله فدققت الباب فقيل : من هذا؟ فقلت قولي لأبي الحسن : هذا أبو سورة ، فسمعته يقول : ما لي ولأبي سورة ثمّ خرج إلي فسلّمت عليه ، وقصصت عليه الخبر فدخل وأخرج إليّ مائة دينار فقبضتها فقال : صافحته؟ فقلت : نعم فأخذ يدي فوضعها على عينيه ومسح بها وجهه (1).
    __________________
    (1) غيبة الشيخ : 270 والبحار : 52 / 15 ح 12.

    الفرع السادس
    في ذكر جملة من معاجزه ودلائله
    الاولى : في كشف الغمّة عن أبي الحسن المسترق الضرير قال : كنت يوما في مجلس حسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة فتذاكر لي أمر الناحية قال : كنت أزري عليها إلى أن حضرت مجلس عمّي الحسين يوما فأخذت أتكلّم في ذلك فقال : يا بني قد كنت أقول بمقالتك هذه إلى أن ندبت إلى ولاية قم حين استصعبت على السلطان ، وكان كلّ من ورد إليها من جهة السلطان يحاربه أهلها ، فسلم إلي جيش وخرجت نحوها ، فلمّا خرجت إلى ناحية طرز وخرجت إلى الصيد ففاتتني طريدة فاتبعتها وأوغلت في أثرها حتّى بلغت إلى نهر فسرت فيه ، كلّما سرت يتسع النهر ، فبينا أنا كذلك إذ طلع علي فارس تحته شهباء وهو متعمّم بعمامة خزّ خضراء ، لا أرى منه سوى سواد عينيه ، وفي رجليه خفّان أحمران فقال لي : يا حسين. وما أمرني وما كنّاني فقلت : ما ذا تريد؟ فقال : لم تزري على الناحية؟ ولم تمنع أصحابي خمس مالك؟
    وكنت رجلا وقورا لا أخاف شيئا فأرعدت وتهيبته وقلت له : أفعل يا سيّدي ما تأمر به. فقال : إذا أتيت إلى الموضع الذي أنت متوجّه إليه ، فدخلته عفوا وكسبت ما كسبته فيه تحمل خمسه إلى مستحقّه. فقلت : السمع والطاعة. فقال : امض راشدا ولوى عنان دابته وانصرف ، فلم أدر أي طريق سلك فطلبته يمينا وشمالا فخفي عليّ أمره ، فازددت رعبا وانكفأت راجعا إلى عسكري وتناسيت الحديث.
    فلمّا بلغت قم وعندي أنني اريد محاربة القوم خرج إلي أهلها وقالوا : كنّا نحارب من يجيئنا لخلافهم لنا ، وأمّا إذ وافيت أنت فلا خلاف بيننا وبينك ، ادخل البلدة فدبرها كما ترى ، فأقمت فيها زمانا وكسبت أموالا زائدة على ما كنت أتوقّع ثمّ وشى القواد بي إلى السلطان ، وحسدت على طول مقامي وكثرة ما اكتسبت ، فعزلت ورجعت إلى بغداد فابتدأت بدار السلطان فسلّمت وأقبلت إلى منزلي ، وجاءني فيمن جاءني محمد بن العثمان

    العمري فتخطّى رقاب الناس حتّى اتكأ على متكئي ، فاغتظت من ذلك ، ولم يزل قاعدا لا يبرح والناس يدخلون ويخرجون ، وأنا أزداد غيظا فلمّا تصرّم المجلس دنا لي وقال بيني وبينك سرّ فاسمعه. فقلت : قل. فقال : صاحب الشهباء والنهر يقول : قد وفينا بما وعدنا. فذكرت الحديث وارتعشت من ذلك وقلت : السمع والطاعة ، فقمت وأخذت بيده وفتحت الخزائن ، فلم يزل يخمسها إلى أن خمّس شيئا قد كنت أنسيته ممّا كنت قد جمعته وانصرف ، ولم أشكّ بعد ذلك وتحقّقت الأمر ، فأنا منذ سمعت هذا من عمّي أبي عبد الله زال ما كان اعترضني من شكّ (1).
    المعجزة الثانية : في كشف الغمّة عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال : لمّا وصلت بغداد في سنة سبع وثلاثين للحجّ ، وهي السنة التي ردّ القرامطة فيها الحجر إلى مكانه من البيت ، كان أكبر همّي بمن ينصب الحجر لأنّي مضى عليّ في أثناء الكتب قصّة أخذه وأنّه ينصبه في مكانه الحجّة في الزمان ، كما في زمن الحجّاج وضعه زين العابدين في مكانه فاستقرّ ، فاعتللت علّة صعبة خفت فيها على نفسي ولم يتهيأ لي ما قصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام ، وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدّة عمري وهل تكون المنية في هذه العلّة أم لا ، وقلت : همّي إيصال هذه الرقعة إلى واضع الحجر في مكانه وأخذ جوابه وإنّما أندبك لهذا ، فقال المعروف بابن هشام : لما حصلت بمكّة وعزم على إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكّنت معها من الكون بحيث أرى واضع الحجر في مكانه ، فأقمت معي منهم من يمنع عنّي ازدحام الناس ، فكلّما عمد إنسان لوضعه اضطرب ولم يستقم ، فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه ، فاستقام كأنّه لم يزل عنه ، وعلت لذلك الأصوات فانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكاني أتبعه وأدفع الناس عنّي يمينا وشمالا حتّى ظنّ بي الاختلاط في العقل ، والناس يفرجون لي ، وعيني لا تفارقه حتّى انقطع عنّي الناس وكنت أسرع الشدّة خلفه وهو يمشي على تؤدة ولا ادركه ، فلمّا حصل بحيث لا يراه أحد غيري وقف والتفت إلي فقال : هات ما معك فناولته الرقعة ، فقال من غير أن ينظر فيها : قل له لا خوف عليك في هذه العلّة ، ويكون ما لا بدّ منه بعد ثلاثين سنة. قال : فوقع علي الزمع حتّى لم أطق حراكا وتركني وانصرف.
    __________________
    (1) كشف الغمّة : 2 / 501 الباب 25.

    قال أبو القاسم : فأعلمني بهذه الجملة فلمّا كانت سنة سبع وستّين اعتل أبو القاسم ، فأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلى قبره ، وكتب وصيّته واستعمل الجدّ في ذلك فقيل له : ما هذا الخوف ونرجو أن يتفضّل الله بالسلامة فما عليك مخوفة ، فقال : هذه السنة التي وعدت وخوفت منها فمات في علّته (1).
    المعجزة الثالثة : في البحار عن أبي محمد عيسى بن مهدي الجوهري قال : خرجت في سنة ثمان وستّين ومائتين إلى الحجّ ، وكان قصدي المدينة حيث صحّ عندنا أنّ صاحب الزمان عجل الله فرجه قد ظهر ، فاعتللت وقد خرجنا من فيل (2) فتعلّقت نفسي بشهوة السمك والتمر ، فلمّا وردت المدينة ولقيت بها إخواننا وبشّروني بظهوره بصابر فصرت إلى صابر فلمّا أشرفت على الوادي رأيت عنيزات عجافا ، فدخلت القصر فوقفت أرقب الأمر إلى أن صلّيت العشاءين وأنا أدعو وأتضرّع وأسأل ، فإذا أنا ببدر الخادم يصيح بي : يا عيسى ابن مهدي الجوهري ادخل ، فكبّرت وهلّلت وأكثرت من حمد الله عزوجل والثناء عليه ، فلمّا صرت في صحن القصر رأيت مائدة منصوبة ، فمرّ بي الخادم إليها فأجلسني عليها وقال لي : مولاك يأمرك أن تأكل ما اشتهيت في علّتك وأنت خارج من فيل. فقلت : حسبي بهذا برهانا فكيف آكل ولم أر سيدي ومولاي؟
    فصاح : يا عيسى كل من طعامك فإنّك تراني فجلست على المائدة فإذا عليها سمك حار يفور وتمر إلى جانبه أشبه التمور بتمرنا ، وبجانب التمر لبن فقلت في نفسي عليل وسمك وتمر ولبن فصاح بي : يا عيسى أتشكّ في أمرنا فأنت أعلم بما ينفعك ويضرّك؟ فبكيت واستغفرت الله تعالى وأكلت من الجميع ، وكلّما رفعت يدي منه لم يتبيّن موضعها فيه فوجدته أطيب ما ذقته في الدنيا فأكلت منه كثيرا حتّى استحييت ، فصاح بي لا تستحي يا عيسى فإنّه من طعام الجنّة لم تصنعه يد مخلوق ، وأكلت فرأيت نفسي لا تنتهي عنه من أكله فقلت : يا مولاي حسبي. فصاح بي أقبل إليّ ، فقلت في نفسي : آتي مولاي ولم أغسل يدي ، فصاح بي يا عيسى وهل لما أكلت غمر؟ فشممت يدي وإذا هي أعطر من المسك والكافور ، فدنوت منه فبدا لي نور غشّى بصري ورهبت حتّى ظننت أنّ عقلي قد اختلط ،
    __________________
    (1) كشف الغمّة : 2 / 502 باب 25 والخرائج : 477.
    (2) في البحار والهداية وإثبات الهداة : فيد ، وهي قلعة في طريق مكّة ، وفيل هو باب في مسجد الكوفة.

    فقال عجل الله فرجه : يا عيسى ما كان لك أن تراني لو لا المكذّبون القائلون : بأين هو؟ ومتى كان؟ وأين ولد؟ ومن رآه؟ وما الذي خرج إليكم منه؟ وبأيّ شيء نبأكم؟ وأي معجز أتاكم؟أما والله لقد دفعوا أمير المؤمنين عليه‌السلام مع ما رووه وقدّموا عليه وكادوه وقتلوه وكذلك آبائي ، ولم يصدقوهم ونسبوهم إلى السحر وخدمة الجنّ إلى ما تبين ، يا عيسى فخبّر أولياءنا ما رأيت وإيّاك أن تخبر عدوّنا فتسلبه ، فقلت : يا مولاي ادع لي بالثبات ، فقال : لو لم يثبتك الله ما رأيتني ، وامض بنجحك راشدا ، فخرجت أكثر حمدا لله (1).
    المعجزة الرابعة : في مدينة المعاجز : سئل محمد بن عبد الحميد البزاز ومحمد بن يحيى ومحمد بن ميمون الخراساني وحسين بن مسعود الفزاري عن جعفر الكذّاب وما جرى من أمره قبل غيبة سيّدنا أبي الحسن وأبي محمد صاحبي العسكري عليه‌السلام ، وبعد غيبة سيّدنا أبي محمّد عليه‌السلام وما ادّعاه جعفر وما ادعي له. فحدّثوا أنّ سيّدنا أبا الحسن كان يقول : تجنبوا ابني جعفرا فإنّه منّي بمنزلة نمرود من نوح الذي قال الله عزوجل فيه : قال نوح (إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي) قال الله (يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) (2) وأنّ أبا محمّد عليه‌السلام كان يقول لنا بعد أبي الحسن : الله الله أن يظهر لكم أخي جعفر على سرّ ، فو الله ما مثلي ومثله إلّا مثل هابيل وقابيل ابني آدم حيث حسد قابيل هابيل على ما أعطاه من فضله فقلته ، ولو تهيّأ لجعفر قتلي لفعل ولكنّ الله غالب على أمره ، ولقد عهدنا بجعفر وكلّ من في البلد وكل من في العسكر من الحاشية والرجال والنساء والخدم يشكون إلينا إذا وردنا أمر جعفر فيقولون : إنّه يلبس المضي من النساء (3) ويضرب له بالعيدان ويشرب الخمر ويبذل الدراهم والخلع لمن في داره على كتمان ذلك عليه ، فيأخذون منه ولا يكتمون.
    وإنّ الشيعة بعد أبي محمّد عليه‌السلام أرادوا هجره وتركوا السلام عليه ، وقالوا : لا تقية بيننا وبينه نتجمل به ، وإن نحن لقيناه وسلمنا عليه ودخلنا داره وذكرناه نحن فنضل الناس فيه وعملوا على ما يروننا نفعله فيكون ذلك من أهل النار ، وإنّ جعفرا لمّا كان في ليلة وفاة أبي محمد ختم على الخزائن وكلّما في الدار ، وأصبح ولم يبق في الخزائن ولا في الدار إلّا شيء يسير
    __________________
    (1) الهداية الكبرى : 373 ، وإثبات الهداة : 3 / 700 ح 138 ، البحار : 52 / 69 ح 54.
    (2) هود : 45 ـ 46.
    (3) في الهداية : يلبس المصنعات من ثياب النساء ، وفي مدينة المعاجز : المصبغات.

    نزر وجماعة من الخدم والإماء فقالوا : لا تضربنا فو الله لقد رأينا الأمتعة والذخائر تحمل وتوقر بها جمال في الشارع ، ونحن لا نستطيع الكلام ولا الحركة إلى أن سارت الجمال وتغلقت الأبواب كما كانت ، فولّى جعفر على رأسه أسفا على ما أخرج من الدار وإنّه بقي يأكل ما كان له معه ويبيع حتّى لم يبق له قوت يوم ، وكان له من الولد أربعة وعشرون ولدا ، بنين وبنات وأمّهات أولاد ، حشم وخدم وغلمان فبلغ به الفقر إلى أن أمر الجدّة وجدّة أمّ أبي محمد أن يجري عليه من مالها الدقيق واللحم والشعير لدوابه وكسوة أولاده وأمّهاتهم وحشمه وغلمانه ونفقاتهم ، ولقد ظهرت منه أشياء أكثر ممّا وصفناه ، ونسأل الله العصمة والعافية من البلاء في الدنيا والآخرة (1).
    المعجزة الخامسة : في البحار عن أحمد الدينوري السراج المكنّى بأبي العبّاس الملقّب باستارة قال : انصرفت من أردبيل إلى دينور واريد أن أحجّ ، وذلك بعد مضيّ أبي محمد الحسن بن علي عليه‌السلام بسنة أو سنتين ، وكان الناس في حيرة فاستبشر أهل دينور بموافاتي واجتمع الشيعة عندي فقالوا : اجتمع عندنا ستّة عشر ألف دينار من مال الموالي ونحتاج أن نحملها معك وتسلّمها بحيث يجب تسليمها. قال : فقلت : يا قوم هذه حيرة ولا نعرف الباب في هذا الوقت؟ قال : فقالوا : إنّما اخترناك لحمل هذا المال لما نعرف من ثقتك وكرمك ، فاعمل على أن لا تخرجه من يديك إلّا بحجّة. قال : فحمل إليّ ذلك المال في صرر باسم رجل رجل ، فحملت ذلك المال وخرجت ، فلمّا وافيت قرميسين كان أحمد بن الحسن بن الحسن مقيما بها فصرت إليه مسلّما ، فلمّا لقيني استبشر بي ثمّ أعطاني ألف دينار في كيس وتخوت ثياب ألوان معكمة لم أعرف ما فيها ثمّ قال لي : احمل هذا معك ولا تخرجه عن يدك إلّا بحجّة. قال : فقبضت المال والتخوت بما فيها من الثياب ، فلمّا وردت بغداد لم يكن لي همّة غير البحث عمّن اشير إليه بالنيابة فقيل لي : إنّ هاهنا رجلا يعرف بالباقطاني يدّعي النيابة وآخر يعرف بإسحاق الأحمر يدّعي النيابة وآخر يعرف بأبي جعفر العمري يدّعي النيابة.
    قال : فبدأت بالباقطاني وصرت إليه فوجدته شيخا مهيبا له مروّة ظاهرة وفرس عربي وغلمان كثير ، ويجتمع إليه الناس يتناظرون قال : فدخلت إليه وسلّمت عليه فرحّب وسرّ
    __________________
    (1) مدينة المعاجز : 7 / 527 ، والهداية الكبرى للخصيبي : 382.

    وقرّب قال : فأطلت القعود إلى أن أخرج أكثر الناس قال : فسألني عن ديني فعرّفته أنّي رجل من أهل دينور وافيت ومعي شيء من المال أحتاج أن اسلّمه ، فقال لي : احمله. قال : فقلت : اريد حجّة. قال : تعود إلي في غد. قال : فعدت إليه من الغد فلم يأت بحجّة وعدت إليه في اليوم الثالث فلم يأت بحجّة.
    قال : فصرت إلى إسحاق الأحمر فوجدته شابّا نظيفا منزله أكبر من منزل الباقطاني وفرسه ولباسه ومروته أسرى وغلمانه أكثر من غلمانه ويجتمع عنده من الناس أكثر ممّا يجتمع عند الباقطاني قال : فدخلت وسلّمت فرحّب وقرّب ، قال : فصبرت إلى أن خفّ الناس قال : فسألني عن حاجتي. فقلت له كما قلت للباقطاني وعدت إليه ثلاثة أيّام فلم يأت بحجّة. قال : فصرت إلى أبي جعفر العمري فوجدته شيخا متواضعا عليه مبطنة بيضاء ، قاعد على لبد في بيت صغير ليس له غلمان ولا له من المروة والفرس ما وجدت لغيره ، قال : فسلّمت فردّ الجواب وأدناني وبسط منّي ثمّ سألني عن حالي فعرّفته أنّي وافيت من الجبل وحملت مالا ، قال : فقال : إن أحببت أن يصل هذا الشيء إلى من يجب أن يصل إليه تخرج إلى سرّ من رأى وتسأل دار ابن الرضا عليه‌السلام وعن فلان بن فلان الوكيل ـ وكانت دار ابن الرضا عامرة بأهلها ـ فإنّك تجد هناك ما تريد.
    قال : فخرجت من عنده ومضيت نحو سرّ من رأى فصرت إلى دار ابن الرضا عليه‌السلام ، وسألت عن الوكيل فذكر البوّاب أنّه مشتغل في الدار وأنّه يخرج آنفا ، فقعدت على الباب أنتظر خروجه فخرج بعد ساعة ، فقمت وسلّمت عليه وأخذ بيدي إلى بيت كان له وسألني عن حالي وما وردت له ، فعرّفته أنّي حملت شيئا من المال من ناحية الجبل وأحتاج أن اسلّمه بحجّة ، قال : فقال : نعم ، ثمّ قدّم إليّ طعاما وقال لي : تغدّ بهذا واسترح فإنّك تعبت فإنّ بيننا وبين الصلاة الاولى ساعة فإنّي أحمل إليك ما تريد.
    قال : فأكلت ونمت فلمّا كان وقت الصلاة نهضت وصلّيت وذهبت إلى المشرعة واغتسلت وانصرفت إلى بيت الرجل وسكنت إلى أن مضى من الليل ربعه ، فجاءني بعد أن مضى من الليل ربعه ومعه درج فيه : بسم الله الرّحمن الرحيم وافى أحمد بن محمد الدينوري وحمل ستّة عشر ألف دينار في كذا وكذا صرّة فيها صرّة فلان بن فلان كذا وكذا دينار ، إلى أن عدّد الصرر كلّها وصرّة فلان بن فلان الزراع ستّة عشر دينارا ، قال : فوسوس لي

    الشيطان فقلت : إنّ سيّدي أعلم بهذا منّي فما زلت أقرأ ذكره صرّة صرّة وذكر صاحبها حتّى أتيت عليها عند آخرها ، ثمّ ذكر : قد حمل من قرميسين من عند أحمد بن الحسن المادرائي أخي الصوان كيس ألف دينار وكذا وكذا تختا من الثياب منها ثوب فلان وثوب لونه كذا حتّى نسب الثياب إلى آخرها بأنسابها وألوانها ، قال : فحمدت الله وشكرته على ما منّ به عليّ من إزالة الشكّ عن قلبي ، فأمر بتسليم جميع ما حملت إلى حيث يأمرك أبو جعفر العمري.
    قال : فانصرفت إلى بغداد وصرت إلى أبي جعفر العمري ، قال : وكان خروجي وانصرافي في ثلاثة أيّام قال : فلمّا بصر بي أبو جعفر العمري ، قال : وكان خروجي وانصرافي في ثلاثة أيّام قال : فلمّا بصر بي أبو جعفر قال : لم لم تخرج؟ فقلت : يا سيّدي من سرّ من رأى انصرفت ، قال : فأنا أحدّث أبا جعفر بهذا إذ وردت رقعة على أبي جعفر العمري من مولانا صاحب الأمر ومعها درج مثل الدرج الذي كان معي ، فيه ذكر المال والثياب وامر أن يسلّم جميع ذلك إلى أبي جعفر محمّد بن أحمد بن جعفر بن القطان القمي ، فلبس أبو جعفر العمري ثيابه وقال لي : احمل ما معك إلى منزل محمد بن أحمد بن جعفر القطان القمي قال : فحملت المال والثياب إلى منزل محمد بن أحمد بن القطان وسلّمتها إليه وخرجت إلى الحجّ ، فلمّا رجعت إلى دينور اجتمع عندي الناس فأخرجت الدرج الذي أخرجه وكيل مولانا عليه‌السلام إليّ وقرأته على القوم فلمّا سمع بذكر الصرّة باسم الزراع سقط مغشيا عليه ، وما زلنا نعلّله حتّى أفاق ، فلمّا أفاق سجد شكرا لله عزوجل وقال : الحمد لله الذي منّ علينا بالهداية ، الآن علمت أنّ الأرض لا تخلو من حجّة ، هذه الصرّة دفعها إليّ هذا الزراع ، لم يقف على ذلك إلّا الله عزوجل.
    قال : فخرجت ولقيت بعد ذلك أبا الحسن المادرائي وعرّفته الخبر وقرأت عليه الدرج ، فقال : يا سبحان الله ما شككت في شيء فلا تشكّ في أنّ الله عزوجل لا يخلي أرضه من حجّة ، اعلم أنّه لما عرك أذكوتكين يزيد بن عبد الله بشهرزور وظفر ببلاده واحتوى على خزائنه ، صار إلى رجل وذكر أن يزيد بن عبد الله جعل الفرس الفلاني والسيف الفلاني في باب مولانا ، قال : فجعلت أنقل خزائن يزيد بن عبد الله إلى أذكوتكين أولا فأوّلا وكنت ادافع بالفرس والسيف إلى أن لم يبق شيء غيرهما ، وكنت أرجو أن أخلص ذلك لمولانا عليه‌السلام ، فلمّا اشتدّت مطالبة أذكوتكين إيّاي ولم يمكنّي مدافعته جعلت السيف والفرس في نفسي ألف دينار ووزنتها ودفعتها إلى الخازن وقلت له : ارفع هذه الدنانير في أوثق مكان ولا تخرجنّ إليّ

    في حال من الأحوال ولو اشتدّت الحاجة إليها ، وسلمت الفرس والسيف.
    قال : فأنا قاعد في مجلسي بالذي أبرم الامور وأوفي القصص وآمر وأنهى ؛ إذ دخل أبو الحسن الأسدي وكان يتعاهدني الوقت بعد الوقت وكنت أقضي حوائجه ، فلمّا طال جلوسه وعليه بؤس كثير قلت له : ما حاجتك؟ قال : أحتاج منك إلى خلوة فأمرت الخازن أن يهيّئ لنا مكانا من الخزانة ، فدخلنا الخزانة فأخرج إليّ رقعة صغيرة من مولانا فيها : يا أحمد بن الحسن الألف دينار التي عندك ثمن الفرس والسيف سلّمها إلى أبي الحسن الأسدي. قال :فخررت لله ساجدا شكرا لما منّ به علي ، وعرفت أنّه حجّة الله حقّا ، لأنّه لم يكن وقف على هذا أحد غيري ، فأضفت إلى ذلك المال ثلاثة آلاف دينار اخرى سرورا بما منّ الله عليّ بهذا الأمر (1).
    المعجزة السادسة : في البحار عن محمد بن أحمد الصفواني قال : رأيت القاسم بن العلاء وقد عمّر مائة سنة وسبع عشرة سنة ، منها ثمانون سنة صحيح العينين ، لقي مولانا أبا الحسن وأبا محمد العسكريين وحجب بعد الثمانين وردت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيّام ؛ وذلك أنّي كنت مقيما عنده بمدينة ألوان من أرض أذربايجان وكان لا ينقطع توقيعات مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه على يد أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري ، وبعده على يد أبي القاسم الحسين بن روح قدّس الله أرواحهما ، فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين فقلق رحمه‌الله لذلك ، فبينا نحن عنده نأكل إذ دخل البوّاب مستبشرا فقال له : فيج العراق لا يسمّي بغيره ، فاستبشر القاسم وحوّل وجهه إلى القبلة فسجد ، ودخل كهل قصير يرى أثر الفيوج عليه ، وعليه جبّة مضربة وفي رجله نعل محاملي وعلى كتفه مخلاة ، فقام القاسم فعانقه ووضع المخلاة عن عنقه ودعا بطست وماء فغسل يده وأجلسه إلى جانبه ، فأكلنا وغسلنا أيدينا ، فقام الرجل فأخرج كتابا أفضل من نصف المدرج ، فناوله القاسم فأخذه وقبّله ودفعه إلى كاتب له يقال له ابن أبي سلمة ، فأخذه أبو عبد الله ففضّه وقرأه حتّى أحسّ القاسم بنكاية فقال : يا أبا عبد الله بخير؟ فقال : خير ، فقال : ويحك خرج فيّ شيء؟
    فقال أبو عبد الله : ما تكره فلا.
    قال القاسم : فما هو؟ قال : نعي الشيخ إلى نفسه بعد ورود هذا الكتاب بأربعين يوما وقد
    __________________
    (1) بطوله في محاسن البرقي : 1 / 39 ، وبحار الأنوار : 51 / 300 ح 19.

    حمل إليه سبعة أثواب ، فقال القاسم : في سلامة من ديني؟ فقال : في سلامة من دينك ، فضحك رحمه‌الله فقال : ما اؤمل بعد هذا العمر ، فقام الرجل الوارد فأخرج من مخلاته ثلاثة ازر وحبرة يمانية حمراء وعمامة وثوبين ومنديلا ، وكان عنده قميص خلعه عليه مولانا الرضا أبو الحسن عليه‌السلام ، وكان له صديق يقال له عبد الرّحمن بن محمد السنيزي وكان شديد النصب ، وكان بينه وبين القاسم نضّر الله وجهه مودّة في امور الدنيا شديدة ، وكان القاسم يودّه وقد كان عبد الرّحمن وافى إلى الدار لإصلاح بين أبي جعفر بن حمدون الهمداني وبين ختنه ابن القاسم ، فقال القاسم لشيخين من مشايخنا المقيمين معه ، أحدهما يقال له أبو حامد عمران المفلس والآخر أبو علي بن جحدر أن أقرئا هذا الكتاب عبد الرّحمن بن محمد فإنّي احبّ هدايته وأرجو أن يهديه الله بقراءة هذا الكتاب. فقال له : الله الله الله فإنّ الكتاب لا يحتمل ما فيه خلق من الشيعة فكيف عبد الرّحمن بن محمد فقال : أنا أعلم أنّي مفش لسرّ لا يجوز لي إعلانه لكن من محبّتي لعبد الرّحمن بن محمد وشهوتي أن يهديه عزوجل لهذا الأمر هو ذا أقرئه الكتاب.
    فلمّا مرّ ذلك اليوم وكان يوم الخميس لثلاث عشرة خلت من رجب دخل عبد الرّحمن ابن محمّد وسلّم عليه ، فأخرج القاسم الكتاب فقال له : اقرأ هذا الكتاب وانظر لنفسك ، فقرأ عبد الرّحمن الكتاب فلمّا بلغ إلى موضع النعي رمى الكتاب عن يده وقال للقاسم : يا أبا محمد اتق الله فإنّك رجل فاضل في دينك متمكّن من عقلك ، والله عزوجل يقول : (وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ) (1) وقال : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً) (2) فضحك القاسم وقال : أتمّ الآية (إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) ومولاي هو الرضا من الرسول ، وقال : قد علمت أنّك تقول هذا ولكن أرّخ اليوم ، فإن أنا عشت بعد هذا اليوم المؤرّخ في هذا الكتاب فاعلم أنّي لست على شيء ، وإن أنا متّ فانظر لنفسك ، فأرّخ عبد الرّحمن اليوم وافترقوا.
    وحمّ القاسم يوم السابع من ورود الكتاب واشتدّت به في ذلك اليوم العلّة واستند في فراشه إلى الحائط ، وكان ابنه الحسن بن القاسم مدمنا على شرب الخمر ، وكان متزوّجا إلى أبي عبد الله بن حمدون الهمداني ، وكان جالسا ورداؤه مستور على وجهه في ناحية من
    __________________
    (1) سورة لقمان : 34.
    (2) سورة الجنّ : 26.

    الدار ، وأبو حامد في ناحية ، وأبو جعفر بن جحدر وأنا وجماعة من أهل البلد نبكي إذ اتّكى القاسم على يديه إلى خلف وجعل يقول : يا محمد يا علي يا حسن يا حسين يا مواليّ كونوا شفعائي إلى الله عزوجل وقالها الثانية وقالها الثالثة فلمّا بلغ في الثالثة : يا موسى يا علي تفرقعت أجفان عينيه كما يفرقع الصبيان شقائق النعمان ، وانتفخت حدقته وجعل يمسح بكمّه عينيه وخرج من عينيه ، شبيه بماء اللحم ثمّ مدّ طرفه إلى ابنه فقال : يا حسن إليّ يا أبا حامد ، إليّ يا أبا علي فاجتمعنا حوله ونظرنا إلى الحدقتين صحيحتين.
    فقال له أبو حامد : تراني! وجعل يده على كلّ واحد منّا وشاع الخبر في الناس والعامّة.
    وأتاه الناس من العوامّ ينظرون إليه وركب القاضي إليه وهو أبو السبائب عتبة بن عبيد الله المسعودي وهو قاضي القضاة ببغداد ، فدخل عليه فقال له : يا أبا محمد ما هذا الذي بيدي ، وأراه خاتما فصّه فيروزج فقرّبه منه فقال : عليه ثلاثة أسطر فتناوله القاسم رحمه‌الله فلم يمكنه قراءته وخرج الناس متعجّبين يتحدّثون بخبره ، والتفت القاسم إلى ابنه الحسن فقال له : إنّ الله منزلك منزلة ومرتبك مرتبة فاقبلها بشكر. فقال له الحسن : يا أبه قد قبلتها. قال القاسم : على ما ذا؟ قال : على ما تأمرني به يا أبه. قال : على أن ترجع عمّا أنت عليه من شرب الخمر.
    قال الحسن : يا أبه وحقّ من أنت في ذكره لأرجعن عن شرب الخمر ومع الخمر أشياء لا تعرفها ، فرفع القاسم يده إلى السماء وقال : اللهمّ ألهم الحسن طاعتك وجنبه معصيتك ، ثلاث مرّات ، ثمّ دعا بدرج فكتب وصيّته بيده رحمه‌الله ، وكانت الضياع التي في يده لمولانا وقف وقفه أبوه وكان فيما أوصى الحسن أن قال : يا بني إن اهّلت لهذا الأمر ـ يعني الوكالة لمولانا ـ فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرجيدة ، وسائر ما أملك لمولاي ، وإن لم تؤهل له فاطلب خيرك من حيث يتقبّل الله ، وقبل الحسن وصيته على ذلك ، فلمّا كان في يوم الأربعين وقد طلع الفجر مات القاسم رحمه‌الله فوافاه عبد الرّحمن يعدو في الأسواق حافيا حاسرا وهو يقول : وا سيداه ، فاستعظم الناس ذلك منه وجعل الناس يقولون : ما الذي تفعل بذلك فقال : اسكتوا فقد رأيت ما لم تروه ، وتشيّع ورجع عمّا كان عليه ووقف الكثير من ضياعه وتولّى أبو علي بن جحدر غسل القاسم ، وأبو حامد يصبّ عليه الماء وكفن في ثمانية أثواب ، على بدنه قميص مولاه أبي الحسن عليه‌السلام وما يليه السبعة الأثواب التي جاءته من العراق ، فلمّا كان بعد مدّة يسيرة ورد كتاب تعزية على الحسن مولانا في آخره دعاء : ألهمك

    الله طاعته وجنّبك معصيته ، وهو الدعاء الذي كان دعا به أبوه وكان آخره : قد جعلنا أباك إماما لك وفعاله لك مثالا (1).
    المعجزة السابعة : وفيه عن محمد بن الحسن الصير في المقيم بأرض بلخ : أردت الخروج إلى الحجّ وكان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضّة ، فجعلت ما كان معي من الذهب سبائك ، وما كان معي من فضّة نقرا ، وكان قد دفع ذلك المال إليّ لاسلّمه إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس‌سره. قال : فلمّا نزلت سرخس ضربت خيمتي على موضع فيه رمل ، وجعلت أميز تلك السبائك والنقر ، فسقطت سبيكة من تلك السبائك منّي وغاصت في الرمل وأنا لا أعلم. قال : فلمّا دخلت همدان ميّزت تلك السبائك والنقر مرّة اخرى اهتماما منّي بحفظهما ، ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل أو قال : ثلاثة وتسعون مثقالا فسبكت مكانها من مالي بوزنها سبيكة وجعلتها بين السبائك.
    فلمّا وردت مدينة السلام قصدت الشيخ أبا القاسم الحسين بن روح قدّس الله روحه ، وسلّمت إليه ما كان معي من السبائك والنقر فمدّ يده من بين السبائك إلى السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلا ممّا ضاع منّي ، فرمى بها إليّ وقال لي : ليست هذه السبيكة لنا ، سبيكتنا ضيّعتها بسرخس حيث ضربت خيمتك في الرمل ، فارجع إلى مكانك وانزل حيث نزلت واطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنّك ستجدها وتعود إليّ هاهنا فلا تراني ، فرجعت إلى سرخس ونزلت حيث كنت نزلت ووجدت السبيكة وانصرفت إلى بلدي فلمّا كان بعد ذلك حججت ومعي السبيكة فدخلت مدينة السلام ، وقد كان الشيخ أبو القاسم الحسين بن روح رحمه‌الله مضى ، ولقيت أبا الحسن السمري رضى الله عنه فسلّمت إليه السبيكة (2).
    المعجزة الثامنة : في البحار عن الحسين بن علي بن محمد القمّي المعروف بأبي علي البغدادي قال : كنت ببخارى فدفع إلي المعروف بابن جاوشير عشر سبائك ذهبا وأمرني أن اسلّمها بمدينة السلام إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح قدس‌سره ، فحملتها معي فلمّا بلغت أموية ضاعت منّي سبيكة من تلك السبائك ، ولم أعلم بذلك حتّى دخلت مدينة السلام ، فأخرجت السبائك لاسلّمها فوجدتها ناقصة واحدة منها فاشتريت سبيكة مكانها بوزنها
    __________________
    (1) بطوله في غيبة الشيخ : 315 ، وبحار الأنوار : 51 / 315 ح 37.
    (2) البحار : 51 / 340 ح 68.

    وأضفتها إلى التسع سبائك ، فدخلت على أبي القاسم الروحي رحمه‌الله ووضعت السبائك بين يديه فقال لي : خذ تلك السبيكة التي اشتريتها وأشار إليها بيده ، فإنّ السبيكة التي ضيّعتها قد وصلت إلينا وهو ذا هي ، ثمّ أخرج إليّ تلك السبيكة التي كانت ضاعت منّي بأمويه فنظرت إليها وعرفتها.
    فقال الحسين بن علي المزبور : ورأيت تلك السنة بمدينة السلام امرأة تسألني عن وكيل مولانا عجل الله فرجه من هو؟ فأخبرها بعض القمّيين أنّه أبو القاسم الحسين بن روح رحمه‌الله ، وأشار لها إليّ فدخلت عليه وأنا عنده فقالت له : أيّها الشيخ أيّ شيء معي؟ فقال : ما معك فألقيه في دجلة ، ثمّ ائتني حتّى أخبرك فذهبت المرأة وحملت ما كان معها فألقته في دجلة ثمّ رجعت ، ودخلت إلى أبي القاسم الروحي رحمه‌الله فقال أبو القاسم لمملوكة له : أخرجي إليّ الحقّة ، فأخرجت إليه حقّة فقالت للمرأة : هذه الحقّة التي كانت معك ورميت بها في دجلة اخبرك بما فيها أو تخبرين؟ فقالت له : بل أخبرني. فقال : في هذه الحقّة زوج سوار ذهب وحلقة كبيرة فيها جوهر وحلقتان صغيرتان فيهما جوهر وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق ، وكان الأمر كما ذكر لم يغادر منه شيئا ، ثمّ فتح الحقّة فعرض عليّ ما فيها ونظرت المرأة إليه فقالت : هذا الذي حملته بعينه ورميت به في دجلة ، فغشي عليّ وعلى المرأة فرحا بما شاهدناه من صدق الدلالة.
    قال الحسين لي بعد ما حدّثني بهذا الحديث : أشهد بالله تعالى أنّ هذا الحديث كما ذكرته لم أزد فيه ولم أنقص منه ، وحلف بالأئمّة الاثني عشر عليهم‌السلام لقد صدق فيما حدّث به ما زاد فيه ولا نقص منه (1).
    المعجزة التاسعة : في البحار عن أحمد بن فارس عن بعض إخوانه : أنّ بهمدان ناسا يعرفون ببني راشد وهم كلّهم يتشيّعون ، ومذهبهم مذهب أهل الإمامة ، فسألت عن سبب تشيّعهم من بين أهل همدان ، فقال لي شيخ منهم رأيت فيه صلاحا وسمتا : إنّ سبب ذلك أنّ جدّنا الذي ننسب إليه خرج حاجّا فقال أنّه لما صدر من الحج وساروا منازل في البادية قال : فنشطت في النزول والمشي فمشيت طويلا حتّى أعييت وتعبت ، وقلت في نفسي : أنام نومة تريحني فإذا جاء أواخر القافلة قمت.
    __________________
    (1) كمال الدين : 518 ، والبحار : 51 / 342 ح 69.

    قال : فما انتبهت إلّا بحرّ الشمس ، فلم أر أحدا فتوحّشت ، ولم أر طريقا ، ولا أثرا فتوكّلت على الله عزوجل وقلت أسير حيث وجّهني ، ومشيت غير طويل فوقعت في أرض خضراء نضرة كأنّها قريبة عهد بغيث ، وإذا تربتها أطيب تربة ونظرت في سواء (1) تلك الأرض إلى قصر يلوح كأنّه سيف فقلت : يا ليت شعري ما هذا القصر الذي لم أعهده ولم أسمع به ، فقصدته فلمّا بلغت الباب رأيت خادمين أبيضين ، فسلّمت عليهما فردّا عليّ ردّا جميلا فقالا : اجلس فقد أراد الله بك خيرا ، وقام أحدهما فدخل واحتبس غير بعيد ثمّ خرج فقال : قم فادخل ، فدخلت قصرا لم أر بناء أحسن من بنائه ولا أضوأ منه ، وتقدّم الخادم إلى ستر على بيت فرفعه ثمّ قال لي : ادخل فدخلت البيت فإذا فتى جالس في وسط البيت وقد علّق على رأسه من السقف سيف طويل تكاد ظبته تمسّ رأسه ، والفتى بدر يلوح في ظلام فسلّمت فردّ السلام بألطف الكلام وأحسنه ثمّ قال لي : أتدري من أنا؟ فقلت : لا والله.
    فقال : أنا القائم من آل محمّد أنا الذي أخرج في آخر الزمان بهذا السيف ـ وأشار إليه ـ فأملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ، فسقطت على وجهي وتعفّرت فقال : لا تفعل ، ارفع رأسك ، أنت فلان من مدينة بالجبل يقال لها همدان. قلت : صدقت يا سيدي ومولاي. قال : فتحبّ أن تئوب إلى أهلك؟ قلت : نعم يا سيدي وأبشّرهم بما أتاح الله عزوجل لي. فأومى إلى الخادم فأخذ بيدي وناولني صرّة وخرج ومشى معي خطوات ، فنظرت إلى أطلال وأشجار ومنارة مسجد فقال : أتعرف هذا البلد؟ قلت : إنّ بقرب بلدنا بلدة تعرف باستاباد وهي تشبهها. قال : فقال هذه استاباد ، امض راشدا ، فالتفتّ فلم أره ودخلت استاباد وإذا في الصرّة أربعون أو خمسون دينارا ، فوردت همدان وجمعت أهلي وبشّرتهم بما أتاح الله لي ويسّره عزوجل ، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير (2).
    أقول : استاباد هي التي تعرف اليوم بأسدآباد وهي قريب من همدان وبينهما عقبة كئود ، وسمعت أنّ قبر هذا الرجل بأسدآباد معروف والله تعالى العالم.
    المعجزة العاشرة : في البحار : لمّا كان بلدة البحرين تحت ولاية الإفرنج جعلوا واليها رجلا من المسلمين ليكون ادعى إلى تعميرها وأصلح بحالها ، وكان هذا الوالي من النواصب وله
    __________________
    (1) سواء تلك الأرض : أي وسطها.
    (2) الثاقب في المناقب : 606 ، والبحار : 52 / 41 ح 30.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 20:49

    وزير أشدّ نصبا منه ، يظهر العداوة لأهل البحرين لحبّهم لأهل البيت عليهم‌السلام ، ويحتال في إهلاكهم وإضرارهم بكل حيلة ، فلمّا كان في بعض الأيام دخل الوزير على الوالي وبيده رمّانة فأعطاها الوالي فإذا كان مكتوبا عليها : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله أبو بكر وعثمان وعمر وعلي خلفاء رسول الله ، فتأمّل الوالي ورأى الكتابة من أصل الرمّانة بحيث لا يحتمل عنده أن يكون صناعة بشر فتعجّب من ذلك وقال للوزير : هذه آية بيّنة وحجّة قويّة على إبطال مذهب الرافضة ، فما رأيك في أهل البحرين؟ فقال له : أصلحك الله إنّ هؤلاء جماعة متعصّبون ينكرون البراهين ، وينبغي لك أن تحضرهم وتريهم هذه الرمّانة فإن قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك ، وإن أبوا إلّا المقام على ضلالتهم فخيّرهم بين ثلاث : إمّا أن يؤدّوا الجزية وهم صاغرون ، أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البيّنة التي لا محيص لهم عنها ، أو تقتل رجالهم وتسبي نساءهم وأولادهم وتأخذ بالغنيمة.
    فاستحسن الوالي رأيه وأرسل إلى العلماء والأفاضل الأخيار والنجباء والسادة الأبرار من أهل البحرين ، وأحضرهم وأراهم الرمّانة وأخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شاف من القتل والأسر وأخذ الأموال وأخذ الجزية على وجه الصغار كالكفّار ، فتحيّروا في أمرها ولم يقدروا على جواب وتغيّرت وجوههم فارتعدت فرائصهم فقال كبراؤهم : أمهلنا أيّها الأمير ثلاثة أيّام لعلّنا نأتيك بجواب ترتضيه وإلّا فاحكم فينا ما شئت ، فأمهلهم فخرجوا من عنده خاشعين مرعوبين متحيّرين ، فاجتمعوا في مجلس وأجالوا الرأي في ذلك فاتفق رأيهم على أن يختاروا من صلحاء البحرين وزهّادهم عشرة ، ففعلوا ثمّ اختاروا من العشرة ثلاثة فقالوا لأحدهم : اخرج الليلة إلى الصحراء واعبد الله فيها واستغث بإمام زماننا وحجّة الله علينا لعلّه يبيّن لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء ، فخرج وبات طول ليلته متعبّدا خاشعا داعيا باكيا يدعو الله ويستغيث بالإمام عجل الله فرجه حتّى أصبح ولم ير شيئا ، فأتاهم وأخبرهم. فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم ، فرجع كصاحبه ولم يأتهم بخير.
    فازداد قلقهم وجزعهم فأحضروا الثالث وكان تقيّا فاضلا اسمه محمد بن عيسى فخرج الليلة الثالثة حافيا حاسر الرأس إلى الصحراء ، وكانت ليلة مظلمة فدعا وبكى وتوسّل إلى الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البلية عنهم ، واستغاث بصاحب الزمان ، فلمّا كان آخر الليل إذا هو برجل يخاطبه ويقول : يا محمّد بن عيسى ما لي أراك على هذه الحالة

    ولما ذا خرجت إلى هذه البرية؟ فقال له : أيّها الرجل دعني فإنّي خرجت لأمر عظيم وخطب جسيم لا أذكره إلّا لإمامي ولا أشكوه إلّا إلى من يقدر على كشفه عنّي. فقال عجل الله فرجه : يا محمّد بن عيسى أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك؟ فقال : إن كنت هو فأنت تعلم قصّتي ولا تحتاج إلى أن أشرحها لك. فقال : نعم ، خرجت لما دهمكم من أمر الرمّانة وما كتب عليها وما أوعدكم الأمير به.
    قال : فلمّا سمعت ذلك منه توجّهت إليه وقلت له : نعم يا مولاي قد تعلم ما أصابنا وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنّا ، فقال صلوات الله عليه : يا محمّد بن عيسى إنّ الوزير لعنه الله في داره شجرة رمّان فلمّا حملت تلك الشجرة صنع شيئا من الطين على هيئة الرمّانة وجعلها نصفين وكتب في داخل كلّ نصف بعض تلك الكتابة ثمّ وضعها على الرّمانة وشدّها عليها وهي صغيرة فأثّر فيها وصارت هكذا ، فإذا مضيتم غدا إلى الوالي فقل له جئتك بالجواب ولكنّي لا أبديه إلّا في دار الوزير ، فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك ترى فيها غرفة فقل للوالي : لا اجيبك إلّا في تلك الغرفة ، وسيأبى الوزير عن ذلك وأنت بالغ في ذلك ولا ترض إلّا بصعودها فإذا صعد فاصعد معه ولا تتركه وحده يتقدّم عليك ، فإذا دخلت الغرفة رأيت كوة فيها كيس أبيض فانهض إليه وخذه ، وترى فيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة ، ثمّ ضعها أمام الوالي وضع الرمّانة فيها لينكشف له جلية الحال.
    وأيضا يا محمّد بن عيسى قل للوالي : إنّ لنا معجزة اخرى وهي أنّ هذه الرمّانة ليس فيها إلّا الرماد والدخان وإن أردت صحّة ذلك فأمر الوزير بكسرها فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته ، فلمّا سمع محمد بن عيسى ذلك من الإمام فرح فرحا شديدا وقبّل يدي الإمام صلوات الله عليه ، وانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور ، فلمّا أصبحوا مضوا إلى الوالي ففعل محمد بن عيسى كلّما أمره الإمام عجل الله فرجه وظهر كلّ ما أخبره فالتفت الوالي إلى محمد بن عيسى وقال : من أخبرك بهذا؟ فقال : إمام زماننا وحجّة الله علينا. فقال : ومن إمامكم؟ فأخبره بالأئمّة عليهم‌السلام واحدا بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الأمر صلوات الله عليهم. فقال الوالي : مدّ يدك فأنا أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله وأنّ الخليفة بعده بلا فصل أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، ثمّ أقرّ بالأئمّة إلى آخرهم عليهم‌السلام وحسن إيمانه وأمر بقتل الوزير واعتذر إلى أهل بحرين وأحسن إليهم وأكرمهم ، قال من قال : وهذه القصّة

    مشهورة عند أهل البحرين ، وقبر محمّد بن عيسى عندهم معروف يزوره الناس (1).
    المعجزة الحادية عشرة : في البحار : عن أبي الحسن بن أبي البغل الكاتب قال : تقلّدت عملا من أبي منصور بن صالحان ، وجرى بيني وبينه ما أوجب استتاري فطلبني وأخافني فمكثت مستترا خائفا ، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة ريح ومطر فسألت أبا جعفر القيم أن يغلق الأبواب ، وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما اريده من الدعاء والمسألة ، وآمن من دخول إنسان لم آمنه وخفت من لقائي له ، ففعل وقفل الأبواب وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع ، ومكثت أدعو وأزور واصلّي.
    فبينا أنا كذلك إذ سمعت وطئا عند مولانا موسى عليه‌السلام وإذا برجل يزور فسلّم على آدم واولي العزم ثمّ الأئمّة عليهم‌السلام واحدا بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان عجل الله فرجه فلم يذكره ، فعجبت من ذلك وقلت : لعلّه نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب لهذا الرجل ، فلمّا فرغ من زيارته صلّى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر عليه‌السلام فزار مثل تلك الزيارة وذلك السلام وصلّى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه ، ورأيته شابّا تامّا من الرجال ، عليه ثياب بيض وعمامة محنك وذؤابة ، ورداء على كتفه مسبل فقال : يا أبا الحسن بن أبي البغل أين أنت عن دعاء الفرج؟ فقلت : وما هو يا سيّدي؟
    فقال : تصلّي ركعتين وتقول : يا من أظهر الجميل وستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر يا كريم الصفح يا عظيم المنّ يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا منتهى كلّ نجوى ويا غاية كلّ شكوى يا عون كل مستعين يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا ربّاه ، عشر مرّات ، يا سيّداه ، عشر مرّات ، يا مولاه ، عشر مرّات ، يا غايتاه ، عشر مرّات ، يا منتهى غاية رغبتاه ، عشر مرّات ، أسألك بحقّ هذه الأسماء وبحقّ محمّد وآله الطاهرين إلّا ما كشفت كربي ونفّست همّي وفرّجت غمّي وأصلحت حالي ، وتدعو بعد ذلك ما شئت وتسأل حاجتك ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرّة في سجودك : يا محمّد يا علي يا علي يا محمّد اكفياني فإنّكما كافياي وانصراني فانّكما ناصراي ، وتضع خدّك الأيسر على الأرض وتقول مائة مرّة : أدركني ، وتكرّرها كثيرا وتقول :
    __________________
    (1) بطوله في بحار الأنوار : 52 / 180 ـ 181.

    الغوث الغوث الغوث ، حتّى ينقطع النفس ، وترفع رأسك فإنّ الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله.
    فلمّا شغلت بالصلاة والدعاء خرج فلمّا فرغت خرجت إلى أبي جعفر لأسأله عن الرجل وكيف دخل فرأيت الأبواب على حالها مغلقة مقفلة ، فعجبت من ذلك وقلت لعلّه باب هاهنا ولم أعلم فانتهيت إلى أبي جعفر القيّم ، فخرج إلى عندي من بيت الزيت فسألته عن الرجل ودخوله ، فقال : الأبواب مقفلة كما ترى وما فتحتها ، فحدّثته بالحديث فقال : هذا مولانا صاحب الزمان ، وقد شاهدته مرارا في مثل هذه الليلة عند خلوّها من الناس ، فتأسّفت على ما فاتني منه ، وخرجت عند قرب الفجر وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستترا فيه ، فما أضحى النهار إلّا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي ويسألون عنّي أصدقائي ، ومعهم أمان من الوزير ورقعة بخطّه فيها كلّ جميل فحضرته مع ثقة من أصدقائي عنده ، فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه ، وقال : انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات الله عليه.
    فقلت : قد كان منّي دعاء ومسألة. فقال : ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان صلوات الله عليه في النوم ، يعني ليلة الجمعة ـ وهو يأمرني بكلّ جميل ويجفو علي في ذلك جفوة خفتها فقلت : لا إله إلّا الله أشهد أنّهم الحق ومنتهى الحقّ ، رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي كذا وكذا وشرحت ما رأيته في المشهد فعجب من ذلك وجرت منه امور عظام حسان في هذا المعنى ، وبلغت منه غاية ما لم أظنّه ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه وسلّم (1).
    المعجزة الثانية عشرة : في مهج الدعوات عن محمّد بن علي العلوي الحسيني وكان يسكن بمصر قال : دهمني أمر عظيم وهمّ شديد من قبل صاحب مصر ، وخشيته على نفسي وكان قد سعى بي إلى أحمد بن طولون ، فخرجت من مصر حاجّا وسرت من الحجاز إلى العراق ، فقصدت مشهد مولاي الحسين بن علي عليه‌السلام عائذا به ولائذا بقبره ومستجيرا به من سطوة من كنت أخافه ، فأقمت في الحائر خمسة عشر يوما أدعو وأتضرّع ليلي ونهاري ، فتراءى لي قيّم الزمان وولي الرّحمن وأنا بين النائم واليقظان ، فقال لي : يقول لك الحسين يا
    __________________
    (1) البحار : 51 / 305 ح 19.

    بني خفت فلانا؟ فقلت : نعم ، أراد هلاكي فلجأت إلى سيّدي أشكو إليه عظيم ما أراد بي ، فقال : هلّا دعوت الله ربّك وربّ آبائك بالأدعية التي دعا بها من سلف من الأنبياء ، فقد كانوا في شدّة فكشف الله عنهم ذلك. قلت : وما ذا أدعوه؟ فقال : إذا كان ليلة الجمعة فاغتسل وصلّ صلاة الليل ، فإذا سجدت سجدة الشكر دعوت بهذا الدعاء وأنت بارك على ركبتيك ، فذكر لي دعاء.
    قال : ورأيته في مثل ذلك الوقت يأتيني وأنا بين النائم واليقظان قال : وكان يأتيني خمس ليال متواليات يكرّر عليّ هذا القول والدعاء حتّى حفظته ، وانقطع عنّي مجيئه ليلة الجمعة ، فاغتسلت وغيّرت ثيابي وتطيّبت وصلّيت صلاة الليل وسجدت سجدة الشكر ، وجثوت على ركبتي ودعوت الله جل وتعالى بهذا الدعاء ، فأتاني ليلة السبت فقال : قد اجيبت دعوتك يا محمّد وقتل عدوّك عند فراغك من الدعاء عند من وشى به إليه ، فلمّا أصبحت ودّعت سيّدي وخرجت متوجّها إلى مصر ، فلمّا بلغت الأردن وأنا متوجّه إلى مصر رأيت رجلا من جيراني بمصر وكان مؤمنا ، فحدّثني أنّ خصمي قبض عليه أحمد بن طولون فأمر به فأصبح مذبوحا من قفاه قال : وذلك في ليلة الجمعة وأمر به فطرح في النيل ، وكان ذلك فيما أخبرني جماعة من أهلنا وإخواننا الشيعة أنّ ذلك كان فيما بلغهم عند فراغي من الدعاء كما أخبرني مولاي عليه‌السلام (1).
    المعجزة الثالثة عشرة : في البحار : أنّ الحسن بن نضر وأبا صدام وجماعة تكلّموا بعد مضيّ أبي محمّد عليه‌السلام فيما في أيدي الوكلاء ، وأرادوا الفحص فجاء الحسن بن نضر إلى أبي صدام فقال : إنّي اريد الحجّ ، فقال أبو صدام : أخّره هذه السنة ، فقال له الحسن : إنّي أفزع في المنام ولا بدّ من الخروج ، وأوصى إلى أحمد بن يعلى بن حمدان وأوصى للناحية بمال ، وأمره أن لا يخرج شيئا من يده إلى يد غيره بعد ظهوره ، فقال الحسن : لمّا وافيت بغداد اكتريت دارا فنزلتها فجاءني أحد الوكلاء بثياب ودنانير وخلّفها عندي فقلت له : ما هذا؟
    قال : هو ما ترى ، ثمّ جاءني آخر بمثلها وآخر حتّى كبسوا الدار ثمّ جاءني أحمد بن إسحاق بجميع ما كان معه فتعجّبت وبقيت متفكّرا فوردت علي رقعة الرجل : إذا مضى من النهار كذا وكذا فاحمل ما معك ، فرحلت وحملت ما معي ، وفي الطريق صعلوك يقطع
    __________________
    (1) مهج الدعوات : 279.

    الطريق في ستّين رجلا فاجتزت عليه وسلّمني الله منه ، فوافيت العسكر ونزلت فوردت عليّ رقعة أن احمل ما معك فصببته في صنان الحمّالين ، فلمّا بلغت الدهليز فإذا فيه أسود قائم فقال : أنت الحسن بن النضر؟ فقلت : نعم. قال : ادخل ، فدخلت الدار ودخلت بيتا وفرغت ما في صنان الحمّالين ، فإذا في زاوية البيت خبز كثير فأعطى كلّ واحد من الحمّالين رغيفين واخرجوا ، وإذا بيت على ستر فنوديت منه ، يا حسن بن النضر احمد الله على ما منّ به عليك ولا تشكّنّ ، فودّ الشيطان أنّك شككت. وأخرج إليّ ثوبين وقيل لي : خذهما فتحتاج إليهما ، فأخذتهما. قال سعد بن عبد الله راوي الحديث : فانصرف الحسن بن النضر ومات في شهر رمضان وكفّن في الثوبين(1).
    المعجزة الرابعة عشرة : في العوالم عن إكمال الدين عن محمد بن عيسى بن أحمد الزوجي قال : رأيت بسر من رأى رجلا شابّا في المسجد المعروف بمسجد زيد ، وذكر أنّه هاشمي من ولد موسى بن عيسى فلمّا كلّمني صاح بجارية وقال : يا غزال ويا زلال ، فإذا أنا بجارية مسنّة فقال لها : يا جارية حدّثي مولاك بحديث الميل والمولود. فقالت : كان لنا طفل وجع فقالت لي مولاتي ادخلي إلى دار الحسن بن علي عليه‌السلام فقولي لحكيمة تعطينا شيئا نستشفي به مولودنا ، فدخلت عليها وسألتها ذلك فقالت حكيمة : ائتوني بالميل الذي كحل به المولود الذي ولد البارحة ـ يعني ابن الحسن بن علي ـ فأتيت بالميل فدفعته إليّ وحملته إلى مولاتي فكحلت به المولود فعوفي وبقي عندنا ، وكنّا نستشفي به ثمّ فقدناه (2).
    المعجزة الخامسة عشرة : في البحار عن الخرائج عن أحمد بن أبي روح قال : وجهت إلى امرأة من دينور فأتيتها فقالت : يا ابن أبي روح أنت أوثق من في ناحيتنا دينا وورعا ، وإنّي اريد أن اودعك أمانة أجعلها في رقبتك تؤدّيها وتقوم بها ، فقلت : أفعل إن شاء الله ، فقالت : هذه دراهم في هذا الكيس المختوم لا تحلّه ولا تنظر فيه حتّى تؤديه إلى من يخبرك بما فيه ، وهذا قرطي يساوي عشرة دنانير ، وفيه ثلاث حبّات تساوي عشرة دنانير ، ولي إلى صاحب الزمان حاجة اريد أن يخبرني بها قبل أن أسأله عنها ، فقلت : وما الحاجة؟ قالت : عشرة دنانير استقرضتها أمّي في عرس ، ولا أدري ممّن استقرضتها ، ولا أدري إلى من أدفعها ، قالت : إن أخبرك بها فادفعها إلى من يأمرك بها. قال : [فقلت في نفسي :] وكيف أقول لجعفر بن علي؟
    __________________
    (1) البحار : 51 / 308 ح 25.
    (2) كمال الدين : 517 ح 46 باب 45.

    فقلت : هذه المحنة بيني وبين جعفر بن علي ، فحملت المال وخرجت حتّى دخلت بغداد ، فأتيت حاجز بن يزيد الوشاء فسلّمت عليه وجلست قال : ألك حاجة؟ قلت : هذا مال دفع إلي لا أدفعه إليك حتّى تخبرني كم هو ومن دفعه إلي فإن أخبرتني دفعته إليك.
    قال : يا أحمد بن أبي روح توجّه به إلى سرّ من رأى ، فقلت : لا إله إلّا الله لهذا أجلّ شيء أردته ، فخرجت ووافيت سرّ من رأى فقلت أبدأ بجعفر ، ثمّ تنكّرت فقلت : أبدأ بهم فإن كانت المحنة من عندهم وإلّا مضيت إلى جعفر ، فدنوت من دار أبي محمّد فخرج إلي خادم فقال : أنت أحمد بن أبي روح؟ قلت : نعم.
    قال : هذه الرقعة اقرأها فإذا فيها مكتوب : بسم الله الرّحمن الرحيم يا ابن أبي روح أودعتك عاتكة بنت الديراني كيسا فيه ألف درهم بزعمك ، وهو خلاف ما تظنّ وقد أدّيت فيه الأمانة ولم تفتح الكيس ولم تدر ما فيه ، وفيه ألف درهم وخمسون دينارا ومعك قرط زعمت المرأة أنّه يساوي عشرة دنانير صدقت مع الفصّين اللذين فيه ، وفيه ثلاث حبّات لؤلؤا شراؤها عشرة دنانير ويساوي أكثر ، فادفع ذلك إلى خادمتنا فلانة فإنّا قد وهبناه لها ، وصر إلى بغداد وادفع المال إلى الحاجز وخذ منه ما يعطيك لنفقتك إلى منزلك ، وأمّا عشرة الدنانير التي زعمت أن أمّها استقرضتها في عرسها وهي لا تدري من صاحبها ، بل هي تعلم لمن ، هي لكلثوم بنت أحمد وهي ناصبية ، فتحرّجت أن تعطيها وأحبّت أن تقسّمها في أخواتها ، فاستأذنتنا في ذلك فلتفرّقها في ضعفاء أخواتها ، ولا تعودنّ يا ابن أبي روح إلى القول بجعفر والمحنة له ، وارجع إلى منزلك فإنّ عمّك قد مات ، وقد رزقك الله أهله وماله ، فرجعت إلى بغداد وناولت الكيس حاجزا ، فوزنه فإذا فيه ألف درهم وخمسون دينارا فناولني ثلاثين دينارا وقال : أمرت بدفعها إليك لنفقتك ، فأخذتها وانصرفت إلى الموضع الذي نزلت فيه ، وقد جاءني من يخبرني أنّ عمّي قد مات وأهلي يأمروني بالانصراف إليهم ، فرجعت فإذا هو قد مات وورثت منه ثلاثة آلاف دينار ومائة ألف درهم (1).
    المعجزة السادسة عشرة : فيه : عن رجل من أهل استراباد قال : صرت إلى العسكر ومعي ثلاثون دينارا في خرقة ، منها دينار شامي فوافيت الباب ، وإنّي لقاعد إذ خرج إليّ جارية أو غلام ـ الشكّ من الراوي ـ قال : هات ما معك؟ قلت : ما معي شيء ، فدخل ثمّ خرج وقال:
    __________________
    (1) البحار : 51 / 296 ح 11.

    معك ثلاثون دينارا في خرقة خضراء منها دينار شامي ، وخاتم كنت نسيته ، فأوصلته وأخذت الخاتم (1).
    المعجزة السابعة عشرة : في الإرشاد عن محمّد بن إبراهيم بن مهزيار : شككت عند مضي أبي محمد الحسن بن علي عليه‌السلام ، واجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركبت السفينة معه مشيّعا له ، فوعك وعكا شديدا فقال : يا بني ردّني فهو الموت وقال لي : اتق الله في هذا المال ، وأوصى إلي ومات بعد ثلاثة أيّام فقلت في نفسي : لم يكن أبي يوصي بشيء غير صحيح ، أحمل هذا المال إلى العراق وأكتري دارا على الشط ولا أخبر أحدا بشيء فإن وضح لي شيء كوضوحه في أيّام أبي محمد أنفذته ، وإلّا أنفقه في ملاذّي وشهواتي ، فقدمت العراق واكتريت دارا على الشط ، وبقيت أيّاما فإذا أنا برقعة مع رسول فيها : يا محمّد معك كذا وكذا ، حتّى قصّ عليّ جميع ما معي ، وذكر في جملته شيئا لم أحط به علما فسلّمته إلى الرسول وبقيت أيّاما لا أرفع لي رأسا فاغتممت فخرج إلي : قد أقمناك مقام أبيك فاحمد الله (2).
    المعجزة الثامنة عشرة : فيه : عن محمد بن عبد الله السياري قال : أوصلت أشياء للمرزباني الحارثي فيها سوار ذهب فقبلت وردّ علي السوار ، وامرت بكسره فكسرته فإذا في وسطه مثاقيل حديد ونحاس وصفر ، فأخرجته فأنفذت الذهب بعد ذلك فقبل (3).
    المعجزة التاسعة عشرة : فيه : عن علي بن محمّد : أوصل رجل من أهل السواد مالا فردّ عليه وقيل له : أخرج حقّ ولد عمّك منه وهو أربعمائة درهم ، وكان الرجل في يده ضيعة لولد عمّه فيها شركة ، قد حبسها عنهم فنظر فإذا الذي لولد عمّه من ذلك المال أربعمائة درهم فأخرجها وأنفذ الباقي فقبل (4).
    المعجزة العشرون : فيه : عن أبي عبد الله بن صالح : خرجت سنة من السنين إلى بغداد ، فاستأذنت في الخروج فلم يؤذن لي ، فأقمت اثنين وعشرين يوما بعد خروج القافلة إلى النهروان ، ثمّ اذن لي بالخروج يوم الأربعاء وقيل لي : اخرج فيه ، فخرجت وأنا آيس من
    __________________
    (1) البحار : 51 / 294 ح 6.
    (2) الإرشاد : 2 / 355 باب طرف من دلائل صاحب الزمان عليه‌السلام.
    (3) الإرشاد : 2 / 356.
    (4) الإرشاد : 2 / 356.

    القافلة بأن ألحقها ، فوافيت النهروان والقافلة مقيمة ، فما كان إلّا أن علفت جملي حتّى رحلت القافلة فرحلت وقد دعى لي بالسلامة فلم ألق سوءا والحمد لله (1).
    المعجزة الحادية والعشرون : فيه : عن محمد بن يوسف الشاشي قال : خرج بي ناسور فأريته الأطبّاء وأنفقت عليه مالا فلم يصنع الدواء فيه شيئا ، فكتبت رقعة أسأل الدعاء فوقع إلي : ألبسك الله العافية ، وجعلك معنا في الدنيا والآخرة ، فما أتت علي جمعة حتّى عوفيت ، وصار الموضع مثل راحتي فدعوت طبيبا من أصحابنا وأريته إيّاه فقال : ما عرفنا لهذا دواء وما جاءتك العافية إلّا من قبل الله بغير احتساب (2).
    المعجزة الثانية والعشرون : فيه : عن حسن بن الفضل ، قال : وردت العراق وعلمت على أن لا أخرج إلّا عن بيّنة من أمري ، ونجاح من حوائجي ، ولو احتجت أن اقيم بها حتّى أتصدّق. قال : وفي خلال ذلك تضيق صدري بالمقام وأخاف أن يفوتني الحجّ قال : فجئت يوما إلى محمد بن أحمد ـ وكان السفير يومئذ ـ أتقاضاه فقال لي : سر إلى مسجد كذا وكذا فإنّه يلقاك رجل. قال : فصرت إليه فدخل عليّ رجل ، فلمّا نظر إلي ضحك وقال لي : لا تغتمّ فإنّك ستحجّ في هذه السنة ، وتنصرف إلى أهلك وولدك سالما ، فاطمأننت وسكن قلبي وقال : هذا مصداق ذلك.
    قال : ثمّ وردت العسكر فخرجت إليّ صرّة فيها دنانير وثوب ، فاغتممت وقلت في نفسي : جرى عند القوم هذا واستعملت الجهل فرددتها ، ثمّ ندمت بعد ذلك ندامة شديدة وقلت في نفسي : كفرت بردّي على مولاي ، وكتبت رقعة أعتذر من فعلي وأبوء بالإثم وأستغفر من زللي ، وأنفذتها وقمت أتطهّر للصلاة ، وأنا إذ ذاك افكّر في نفسي وأقول : إن ردّت علي الدنانير لم أحلل شدّها ، ولم أحدث فيها شيئا حتّى أحملها إلى أبي فإنّه أعلم منّي ، فخرج إليّ الرسول الذي حمل الصرّة وقال لي : أقبل أسأت إذ لم تعلم الرجل ، إنّا ربّما فعلنا ذلك بموالينا ابتداء ، وربّما سألونا ذلك يتبرّكون به ، وخرج إليّ : أخطأت في ردّك برّنا ، فإذا استغفرت الله فالله تعالى يغفر لك ، وإذا كانت عزيمتك وعقد نيّتك فيما حملناه إليك ألّا تحدث فيه حدثا إذا رددناه إليك ، ولا تنتفع به في طريقك فقد صرفنا عنك ، وأمّا الثوب فخذه لتحرم فيه ، قال : وكتبت في معينين وأردت أن أكتب في الثالث ، فامتنعت منه مخافة
    __________________
    (1) الإرشاد : 2 / 357.
    (2) المصدر نفسه.

    أن يكره ذلك ، فورد الجواب : المعينين والثالث الذي طويت مفسّرا والحمد لله.
    قال : كنت وافقت جعفر بن إبراهيم النيشابوري بنيشابور على أن أركب معه إلى الحجّ وازامله ، فلمّا وافيت بغداد بدا لي وذهبت أطلب عديلا فلقيني ابن الوجناء ، وكنت قد صرت إليه وسألته أن يكتري لي فوجدته كارها ، فلمّا لقيني قال لي : أنا في طلبك ، وقد قيل : إنّه يصحبك فأحسن عشرته واطلب له عديلا واكتر له (1).
    المعجزة الثالثة والعشرون : فيه : عن الحسن بن عبد الحميد : شككت في أمر حاجز فجمعت شيئا ثمّ صرت إلى العسكر ، فخرج إلي : ليس فينا شكّ ولا فيمن يقوم مقامنا ، بأمرنا تردّ ما معك إلى حاجز بن يزيد (2).
    المعجزة الرابعة والعشرون : فيه : عن محمّد بن صالح : لمّا مات أبي وصار الأمر إليّ كان لأبي على الناس سفاتيج من مال الغريم ، يعني صاحب الأمر عجل الله فرجه. قال الشيخ المفيد رحمه‌الله : وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ، ويكون خطابها عليه للتقية. قال : فكتبت إليه اعلمه وكتب إليّ : طالبهم واستقض عليهم ، فقضاني الناس إلّا رجل واحد ، وكان عليه سفتجة بأربعمائة دينار ، فجئت إليه أطلبه فمطلني واستخف بي ابنه وسفه علي ، فشكوته إلى أبيه فقال : وكان ما ذا! فقبضت على لحيته وأخذت برجله ، فسحبته إلى وسط الدار فخرج ابنه مستغيثا بأهل بغداد يقول : قمي رافضي قد قتل والدي ، فاجتمع علي منهم خلق كثير فركبت دابتي وقلت : أحسنتم يا أهل بغداد تميلون مع الظالم على الغريب المظلوم ، أنا رجل من أهل همدان من أهل السنّة ، وهذا ينسبني إلى قم ويرميني بالرفض ليذهب بحقّي ومالي. قال : فمالوا عليه وأرادوا أن يدخلوا إلى حانوته حتّى سكنتهم ، وطلب إليّ صاحب السفتجة أن آخذ مالها وحلف بالطلاق أن يوفيني مالي في الحال فاستوفيته منه (3).
    المعجزة الخامسة والعشرون : فيه : عن أحمد بن الحسن قال : وردت الجبل وأنا لا أقول بالإمامة ولا احبّهم جملة ، إلى أن مات يزيد بن عبيد الله فأوصى في علّته أن يدفع الشهري
    __________________
    (1) الإرشاد : 2 / 360.
    (2) الإرشاد : 2 / 361.
    (3) الإرشاد : 2 / 362.

    الفرس السمند وسيفه ومنطقته إلى مولاه ، فخفت إن لم أدفع الشهري (1) إلى اذكوتكين (2) نالني منه استخفاف ، فقومت الدابة والسيف والمنطقة بسبعمائة دينار في نفسي ولم أطلع عليه أحدا ، ودفعت الشهري إلى اذكوتكين ، فإذا الكتاب قد ورد علي من العراق : أن وجّه السبعمائة دينار التي لنا قبلك من ثمن الشهري والسيف والمنطقة (3).
    المعجزة السادسة والعشرون : وفيه : عن حسين بن عيسى العريضي : لمّا مضى أبو محمد الحسن بن علي عليه‌السلام ، ورد رجل من أهل مصر بمال إلى مكّة لصاحب الأمر عجل الله فرجه فاختلف عليه وقال بعض الناس : إنّ أبا محمّد عليه‌السلام قد مضى من غير خلف ، وقال آخرون : الخلف من بعده جعفر ، وقال آخرون : الخلف من بعده ولده ، فبعث رجلا يكنّى أبا طالب إلى العسكر يبحث عن الأمر وصحّته ، ومعه كتاب فصار الرجل إلى جعفر وسأله عن برهان فقال له جعفر : لا تتهيّأ في هذا الوقت ، فصار الرجل إلى الباب وأنفذ الكتاب إلى أصحابنا الموسومين بالسفارة فخرج إليه : آجرك الله في صاحبك فقد مات وأوصى بالمال الذي كان معه إلى ثقة يعمل فيه بما يجب ، وأجيب عن كتابه وكان الأمر كما قيل له (4).
    المعجزة السابعة والعشرون : وفيه : حمل رجل من أهل أبة شيئا يوصله ، ونسي سيفا بآبة كان أراد حمله ، فلمّا وصل الشيء كتب إليه بوصوله ، وقيل في الكتاب : ما خبر السيف الذي انسيته (5)؟
    المعجزة الثامنة والعشرون : فيه : عن محمد بن شاذان النيشابوري : اجتمع عندي خمسمائة درهم ينقص عشرون درهما ، فلم أحب أن أنفذها ناقصة فوزنت من عندي عشرين درهما ، وبعثتها إلى الأسدي ولم أكتب مالي فيها ، فورد الجواب : وصلت خمسمائة درهم لك منها عشرون درهما (6).
    المعجزة التاسعة والعشرون : وفيه : كتب علي بن زياد الصيمري يسأل كفنا ، فكتب إليه: إنّك تحتاج إليه في سنة ثمانين ، وبعث إليه بالكفن قبل موته (7).
    المعجزة الثلاثون : وفيه : عن محمد بن هارون الهمداني : كان للناحية عليّ خمسمائة
    __________________
    (1) الشهري : ضرب من البرذون ، وفي المجمع (3 / 357) اسم فرس.
    (2) اسم أحد أمراء الترك من أتباع بني العبّاس.
    (3) الإرشاد : 2 / 363. والمحاسن للبرقي : 1 / 32.
    (4) الإرشاد : 2 / 364.
    (5) الإرشاد : 2 / 365.
    (6) المصدر نفسه.
    (7) الإرشاد : 2 / 366.

    دينار فضقت بها ذرعا ثمّ قلت في نفسي : لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة وثلاثين دينارا قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ولم أنطق بذلك ، فكتب إلي محمد بن جعفر : اقبض الحوانيت من محمد بن هارون بخمسمائة دينار التي لنا عليه (1).
    المعجزة الحادية والثلاثون : ذكر المحدّث الجليل البارع الفاضل النراقي في خزائنه قال:حدّثني الشيخ الجليل محمد جعفر النجفي قدس‌سره ـ وهو من مشايخ إجازتي ـ في مسافرتي معه إلى زيارة العسكريين والسرداب المقدّس في سرّ من رأى أنّه كان لي في تلك البلدة المشرّفة صاحب من أهلها ولكن أحيانا إذا تشرّفت للزيارة أنزل عنده ، فأتيته في بعض الأحيان فوجدته مريضا في غاية الضعف والنقاهة ، مشرفا على الموت فسألته عن ذلك ، قال لي : إنّه قدم علينا من سرّ من رأى في هذه الأوان جمعا (2) من الزوّار ، وفيهم من أهل تبريز فقمت على عادتنا الخدمة في شراء الزوّار وتزاورنا إيّاهم واكتسابنا منهم ، وإذا بشابّ فيهم في غاية الصلاح ونهاية الصفاء والطراوة قد أشرف على الدجلة ونزل واغتسل في الشط ، ثمّ لبس الثياب الطيّبة النفيسة وتقدّم إلى الزيارة في غاية الخضوع ونهاية التذلّل والخشوع ، حتّى انتهى إلى الروضة المقدّسة ووقف على باب الرواق ، وبيده كتابه المزار ، فأخذ في الدعاء والاستئذان والدموع تسيل على خدّيه ، فأعجبني غاية خشوعه ورقّته وبكاؤه فأتيته وجررت رداءه وقلت : أريد أن أزورك فمدّ يده في جيبه وأخرج دينارا من ذهب ، وأشار لي بالرجوع عنه وعدم التعرّض إيّاه ، فلمّا نظرت إلى الدنانير طار قلبي وتحرّكت عروق الطمع ؛ إذ كنت في أيّام لم يحصل لي من صناعتي عشر من أعشار ذلك المبلغ ، فأخذني الطمع أن أتعرّضه أيضا فرجعت إليه ثانية وهو في بكائه وحضور من قلبه فزاحمته ، وأعدت إليه ما قلته فدفع إلي نصف دينار ، وأشار لي بالرجوع وعدم التعرّض.
    فرجعت ونار الطمع تشتعل في جوارحي وأنا أقول : لا يفوتك الرجل فنعم الصيد صيدك ، إلى أن رجعت إليه ثالثة وزاحمته وكرّرت عليه الكلام ، وأمرته بإلقاء الكتاب وجررت رداءه وهو في عين تخشّعه وبكائه ، فدفع إلي في هذه المرّة ريالا واشتغل بما هو فيه ، وأنا لم أزل فيما أنا عليه إلى أن أقامني الطمع ذلك المقام رابعا ، فانصرف الرجل عمّا هو فيه وتمّ حضور قلبه وطبق كتاب المزار ، وخرج من غير زيارة فندمت من ذلك فأتيته
    __________________
    (1) الإرشاد : 2 / 366 باب طرف من دلائل صاحب الزمان.
    (2) الصحيح : جمع.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 20:51

    وقلت له : ارجع إلى ما كنت عليه فلا أتعرّضك بعد أبدا ، فأجابني ودموعه تنحدر أنّه لم يبق لي حال الزيارة وقد زال ما بي من الخشوع ، فأسفت على ما فعلت ولمت نفسي ورجعت إلى الدار ، فلمّا دخلت الفضاء وإذا بثلاثة واقفين على السطح وهم يحاذونني ، والذي بينهم أقصر سنّا وبيده قوس وسهم ، ينظر إليّ نظرة الغضب ، وقائل : لم منعت زائرنا وصرفته عن حاله ، ثمّ وضع السهم في كبد قوسه فما شعرت إلّا وقد اخترق صدري ، فغابوا عن بصري واحترق صدري ، فجرح بعد يومين وقد زاد الآن كما ترى ، فكشف عن صدره وإذا قد أخذ مجموع صدره ، فما مضى أيّام إلّا ومات (1).
    المعجزة الثانية والثلاثون : وفيه : قال رحمه‌الله : أخبرني الورع التقي الحاج جواد الصبّاغ ، وهو من أعاظم التجّار وثقاتهم وكان ناظرا على تعمير الروضة المقدّسة والسرداب من قبل بانيه جعفر قلي خان الخوئي ، أخبرني حين تشرّفي إلى زيارة المشهد المقدّس والسرداب المشرّف وذلك في سنة عشر ومائتين بعد الألف ، أيّام مسافرتي إلى بيت الله الحرام فمضيت إلى سرّ من رأى ، واتّفق لي مصاحبته في تلك البلدة ، فحكى لي عن رجل ناصبي يدعى بسيد علي ، وكان مأمورا هناك من والي بغداد وحكومة العثماني ، وكان حاكما على أهلها ـ وذلك في سنة خمس ومائتين بعد الألف ـ ويأخذ من كلّ زائر ريالا للدخول في الروضة المقدّسة ويسوم ساقهم ، ويعلمهم علامة لا يشتبه بغيره بعد ذلك.
    فبينما ذات يوم هو جالس على سرير له بباب الصحن وبين يديه المأمورون ، وبيده خشبة طويلة يسوق بها الزوّار بعد أخذ الريال منهم وسوم ساقهم إذ أقبل شاب من زوّار العجم ومعه زوجته ، وهم من أهل بيت الشرف والعفّة ، ودفع إليه ريالين فطبع ساقه وأشار إلى زوجته بالطبع فقال الشاب : دع الامرأة وأنا اعطي لكل دخول لها في الروضة المقدّسة ريالا من غير أن يكشف لها ساق ، ولم أرض بهذه الفضيحة ، فصاح عليه الناصبي ـ السيد علي المذكور ـ وشتمه بالرفض والعصبية وقال : أتغير عليها يا فلان؟ فأجابه الشاب باللين والرفق. فصاح ثانيا بأنّه لا يمكن لها الدخول في الحرم إلّا وأكشف عن ساقها وأطبع عليها ، فأخذ الشاب بيدها وقال : ارجعي فقد كفتنا هذه الزيارة ، فاغتاظ الناصبي لذلك وصاح عليه قائلا : يا رافضي استثقلت ما أمرتك فيها ، ثمّ مدّ يده وأخذ الخشبة الطويلة التي كانت عنده
    __________________
    (1) الخزائن للنراقي : 427 والكتاب مخطوط بين العربي والفارسي وهذه القصّة مترجمة منه.

    وركنها إلى صدر المرأة وأوقعها على الأرض وجانب بعض ثيابها وكشف عن بدنها ، فأقامها الشاب وتوجّه إلى الحرم الشريف ودموعه تنحدر وتجري وقال : يا سيّدي أترضى به فإنّي راض برضاكم ـ يعني حاشاك أن ترضى ـ ثمّ أخذ بيدها وعاد إلى منزله.
    قال الحاج جواد : كنت حينئذ في الدار إذ طرق عليّ طارق معجلا بعد ثلاث أو أربع ساعات وهو يقول : أجب والدة السيّد علي وأدركه ، فقمت مسرعا ولم أخرج ولم أصل إليه إلى أن تواتر عليّ الرسل ، فدخلت عليه ، فإذا به ملقى على فراشه يتململ تململ السليم وينادي ويشكو من وجع القلب وعياله حوله ، فلمّا رأتني أمّه وزوجته وبناته وأخواته اجتمعن حولي بالبكاء ، واستدعين منّي الذهاب إلى الشاب المزبور والاسترضاء عنه ، هذا وهو ينادي في فراشه ويقول : إلهي أسأت وظلمت وبئس ما صنعت ، فأتيت منزل الشابّ وأخبرته بالخبر وسألته الرضا عنه فقال : أمّا أنا فقد رضيت عنه ، ولكن أين عنّي ذلك القلب المنكسر والحالة التي كنت فيها؟ فما رجعت إلّا وقد ارتج دار السيد علي بالبكاء ، والنساء ناشرات الشعر لاطمات الخدّ مشرفات بالحرم ، يردن الشفاء من الضريح المطهّر وأسمع أنين السيّد علي من الدار إلى الصحن الشريف ، فحضر فريضة المغرب والعشاء وأتيت وقمت للصلاة فما أتممت صلاتي إلّا ونودي نداء موته ، وضجّت عياله بالبكاء عليه فغسل في ساعته وأتي بالجنازة لتوضع في الرواق إلى الصبح.
    ولمّا كانت مفاتيح الروضة المقدّسة في تلك الأوقات لتعمير الحرم الشريف عندي وبيدي ، فأمرت بسدّ الأبواب والتجسّس في أطراف الحرم والرواق ، وبالغنا في التخلية عن جميع من يكون وذلك لحفظ الخزانة والآلات المعلّقات وغيرها حتّى اطمأننا ، فوضعت الجنازة في الرواق وانسدّت الأبواب بيدي وأخذت المفاتيح ، فلمّا جئت وقت السحر لفتح الأبواب ففتحتها جاء الخدم وعلق الشموع ، وإذا بكلب أسود قد خرج من الرواق إلى الصحن فامتلأت غضبا على الخدمة والمأمورين الذين كانوا معي في الرواق بالتجسس فحلفوا ، وأنا أعلم أنّهم لم يقصّروا ولم يكن شيء قطّ في الحرم وقالوا : إنّا تفحّصنا غاية التفحّص ، فلمّا كان غداة غد اجتمع الناس لدفن السيّد علي وإذا بالتابوت وفيه كفن خال ممّا فيه ، فتعجّبت واعتبرت كما تعجّب الناس وتفرّقوا ، وهذا ممّا شاهدته بعيني (1).
    __________________
    (1) لم أجده في البحار ولا غيره من المصادر.

    ريحانة معطّرة من ثمرة هذا الفرع
    جعلتها التحفة لمن زار الرضا عليه‌السلام
    وتمسّك بعروة الله الوثقى
    في دار السلام للمحدّث النوري رحمه‌الله عن المعتمد المؤتمن آقا محمد التاجر عن نور الدين محمد قال : لمّا كنت في البندر (1) المسمّى بريك مشغولا بتجهيز سفر البحر ، والسير إلى بندر كنك أحد البنادر المعمورة ، حدّثني جماعة كثيرة عن رجل ثقة معتمد من أهل گيلان ، وكان يتردّد في البلاد للتجارة قال : دخلت مرّة في سفر الهند وبقيت في البنگالة قريبا من ستّة أشهر ، وكان بجنب حجرتي التي كنت فيها حجرة كان فيها رجل غريب ، وكان في تمام أوقاته متحيّرا مستغيثا باكيا مهموما متفكّرا ، لا يفتر عن حزنه ساعة.
    فلمّا رأيت كثرة بكائه وعويله وخروجه عن العادة عزمت على استكشاف حاله ، فأنست به بلسان ذلق وكلام ليّن فوجدته ضعيفا نحيفا قد تحلّلت قواه ودقّ عظمه ورقّ جلده ، فسألته عن طول حزنه ودوام بكائه وهمومه فأبي فألححت عليه فقال : جمعت في اثنتي عشرة سنة قبل ذلك أموالا وأمتعة نفيسة وحملتها في السفينة مع جماعة عازما على التجارة ، فلمّا توسّطنا البحر والسفينة تجري بريح طيّبة ومضى علينا عشرون يوما ، إذ أتتنا ريح عاصف وبلاء مبرم فانكسرت السفينة وغرقت الأموال والنفوس ، وتعلّقت بلوح من ألواحها والريح تلعب به يمينا وشمالا إلى أن وقع بصري على جزيرة ، فسكن خاطري وقرّت عيني ، والموج يلطمني لطمة بعد لطمة إلى أن طرحني في الساحل فسجدت لله تعالى شكرا.
    ورأيت جزيرة مونقة معشوشبة خالية عن جنس البشر ، فبقيت مدّة اعتلف من كلائها في اليوم ، وأبيت على الأشجار خوفا من السباع الضارية ، ومضى عليّ كذلك سنة فاتفق أنّي كنت يوما مشغولا بالوضوء على عين ماء ، فرأيت فيها عكس صورة امرأة ، فرفعت رأسي
    __________________
    (1) كلمة فارسية الأصل تعني المرفأ.

    فإذا على بعض أغصان الشجرة امرأة حسناء غراء فرعاء لم أر مثلها ، وكانت عريانة فلمّا رأت أنّي أنظر إليها أدلت شعرها على جسدها وتستّرت به عنّي وقالت : أيّها الناظر إلى ما يحرم عليك أما تستحي من الله تعالى ورسوله؟ فاستحيت من كلامها وأطرقت برأسي ، وأقسمت عليها بالله تعالى وقلت : أنت من البشر ، أو من الملائكة أو من الجنّ؟ فقالت : من البشر والآن قريب من ثلاث سنين أعيش في هذه الجزيرة ، أبي كان رجلا من أهل إيران فعزم الرحيل إلى الهند ، ولمّا بلغنا قبّة البحر انكسرت سفينتنا ووقعت أنا في هذه الجزيرة.
    ولمّا علمت بحالها حكيت لها قصّتي وقلت : لو خطبك أحد ترغبين فيه ، فسكتت فعلمت برضاها ، فحوّلت وجهي حتّى نزلت من الشجرة فعقدت عليها ، وكنت أتمتّع بها وأفرح بها فرزقني الله تعالى هذين الغلامين اللذين تراهما ، فكنت أطيب خاطري تارة بمصاحبتها وأتسلّى مرّة بوجودهما والاشتغال بها وكذلك بهما ، وكذلك المرأة وكانت عاقلة وكنّا نعيش في الجزيرة كذلك إلى أن بلغ أحدهما تسع سنين والآخر ثماني ، ولمّا كنّا عراة وعلى أبداننا شعور طوال قبيحة المنظر قلت يوما لها : ليت كان لنا قطعة لباس نستر بها عوراتنا ، ونخرج بها عن هذه الفضيحة ، فتعجّب الولدان وقالا : هل بغير هذا الوضع والمكان وضع آخر ومكان وطريقة اخرى؟
    فقالت أمّهما : نعم إنّ لله تعالى بلادا ورجالا كثيرة ومأكولات ومشروبات لا تحصى ، ولكنّا عزمنا المسافرة وركبنا السفينة فكسرتها الرياح العاصفة ، وطرحتنا بوسيلة لوح منها في هذه الجزيرة. فقالا : لم لا ترجعون إلى أوطانكم المألوفة؟ فقالت : لا يمكن العبور من هذا البحر الزخار بلا سفينة مستعدّة ، فقالا : نحن نصنع السفينة ، فلمّا رأتهما عازمين أشارت إلى شجرة كبيرة كانت في ساحل البحر وقالت : لو قدرتما على نحت وسطها لعلّ الله بعنايته يرحمنا ويوصلنا إلى مكان نستر به عوراتنا ، فلمّا سمع الغلامان مقالة أمّهما عمد إلى جبل كان قريبا منّا وأخذا بعض الأحجار التي كانت رءوسها محدّدة ، وشرعا في نحت الشجرة وحرّما على أنفسهما الطعام والشراب والنوم ولم يفترا عن العمل في مدّة ستّة أشهر إلى أن صار وسط الشجرة خاليا كهيئة الزوارق وكان يسع اثني عشر نفرا يقعدون فيه.
    فلمّا رأينا كذلك شكرنا الله تعالى على هذه النعمة وهداية الغلامين إلى هذا العمل وطاعتهما لنا ، وأمّهما كانت في غاية السرور والفرح ، والحثّ على إتمامها وترتيبها لما بلغ بها الوحشة وألم العري وفقد المحلّ والمأوى النهاية ، ثمّ عمدوا إلى حمل العنبر من صفح

    جبل قريب كان في حوالي الجزيرة ، وكان في غاية الارتفاع ، وكان في خلف الجبل غيضة أشجارها قرنفل ، وكان النحل تأكل في فصل الربيع من أزهارها ويبادرون إلى قلّة الجبل ، فيجتمع لسببها فيها عسل كثير ، ثمّ يأتي المطر فيغسله ويجريه إلى البحر فيشربه الحيتان ، ومن شمعه يحصل العنبر الأشهب ، فإن في وقت الجريان من الجبل يبقى شيئا فشيئا في سفح الجبل ، وبإشراق الشمس على تلك الشموع تتفرّق في تمام تلك الصحراء ، وكنّا نأتي منه في كلّ يوم أمنان إلى أن جمع مائة منّ ، وصنعنا منه في الزورق حوضا ، وصنعنا منه ظروفا وحملنا الماء منها إلى الحوض حتى ملئ منه ، ثمّ جمعنا لطعامنا من الاصول المعروفة بچيني ، وكان كثيرا في الجزيرة ثمّ صنعنا من لحاء الأشجار حبالا وثيقة وشددنا بها رأس الزورق ، وربطناه برأسها الأخرى على شجرة عظيمة.
    ثمّ انتظرنا أيام مدّ البحر وزيادة مائه إلى أن بلغ وقته ، ووقع الزورق فوق الماء فحمدنا الله تعالى وجلسنا فيه فلم يتحرّك من مكانه فتأمّلنا فإذا برأس الجبل مشدود على الشجرة ، ونسينا أن نفكّه فأراد أحد الغلامين أن ينزل فنزلت أمّهما قبلهما ، وفكّت الحبل وأخذ الموج الحبل من يدها ، وأذهب بالزورق إلى وسط البحر ، فأخذت المرأة في البكاء والنحيب والصياح والعويل والحركة من طرف إلى طرف ، فلمّا بعدنا منها صعدت شجرة تنظر إلينا وتبكي وتتحسّر ، فلمّا غبنا طرحت نفسها منها ، والغلامان لمّا يئسا منها شرعا في البكاء والأنين والقلق والاضطراب إلى أن وصلنا قبّة البحر ، خافا من نفسها فسكتا ، فلمّا مضى علينا سبعة أيّام وصلنا إلى الساحل ولمّا كنّا عراة صبرنا حتّى أظلم الليل ، فعلوت على مرتفع فرأيت سواد بلاد وضوء نار ، فذهبت إليه مهتديا بعلامة النار ، فلمّا وصلت إليه رأيت بابا عاليا فدققت الباب فكانت الدار لرجل تاجر من رؤساء اليهود ، فخرج فأعطيته قليلا من العنبر الأشهب ، وأخذت منه أثوابا وفرشا ورجعت في الليل إلى ولدي وسترنا عوراتنا ، فلمّا أصبحنا دخلت البلد ، وأخذت هذه الحجرة في هذا الخان ، وجئت بولديّ وصيّرت من الفرش جوالق حملت بها في الليل العنبر والچيني من الزورق إلى الحجرة ، وبعت منها على التدريج ، واشتريت متاع البيت وصرت في زيّ التجّار ، والآن قريب سنة أنا في الهمّ والبكاء والقلق من فراق العاجزة الضعيفة المهجورة وكذلك الأولاد.
    فلمّا بلغ كلامه هذا المقام عرضتني رقّة فبكيت معه ساعة ثمّ قلت له : لا رادّ لقضاء الله وتدبيره ، ولا مغيّر لمقاديره وحكمته ، ولكنّي أظنّ أنك لو زرت الإمام الثامن أبا الحسن

    الرضا عليه‌السلام ، وشكوت إليه ما دهاك من هذه المصيبة ، وعرضت عليه قصّتك وقصّة زوجتك لأجاب سؤلك وكشف ضرّك ونفّس همّك ، فإنّه لم يلجأ إليه أحد إلّا أصلح حاله ، ولم يستعن به ضعيف إلّا أعانه ، ولم يستغث إليه مضطرّ إلّا أغاثه ، فإنّه أبو الأيتام وملجأ الأنام وذخر المفلسين وكهف المظلومين.
    فلمّا سمع كلامي أثر في قلبه ووقع في روعه ، فعاهد الله تعالى مخلصا في هذا المجلس أن يصنع قنديلا من الذهب الخالص ، ويمشي راجلا إلى زيارته ، ويشكو إليه ضرّه وفاقته ويطلب منه الاجتماع مع زوجته ، ثمّ قام وطلب الذهب من يومه وصنع القنديل وركب السفينة وقطع الفيافي والقفار ، إلى أن بلغ مرحلة من المشهد الرضوي ، ورأى المتولّي في تلك الليلة الإمام عليه‌السلام في المنام وقال عليه‌السلام له : غدا يدخل علينا زائر لنا فاستقبله ، فلمّا أصبح خرج مستقبلا مع جميع أرباب المناصب في الحضرة الرضوية ، وأدخلوه في البلد معزّزا مكرّما ، وأدخلوا القنديل في الروضة وعلّقوه في محلّه ، فلمّا استقرّ به الدار خرج من هيئة المسافر واغتسل ودخل الروضة المنوّرة ، وقبّل تلك القبّة الشريفة واشتغل بالزيارة والدعاء إلى أن مضى برهة من الليل ، وأخرجوا الخدّام غيره من الزائرين وسدّوا الأبواب ومضوا لشأنهم ، فلمّا اختصّ به الحرم ورأى نفسه فريدا سكت ساعة ، ثمّ اشتغل بالتضرّع والبكاء والاستغاثة بالإمام عليه‌السلام ، وسأل منه الوصول إلى زوجته وألحّ فيه إلى أن بقي ثلث الليل وقد أعيى من كثرة الإلحاح والدعاء ، فسجد فغلبه النوم فسمع هاتفا يقول : قم ، فلمّا قام من السجدة رأى الإمام الهمام أبا الحسن الرضا عليه‌السلام واقفا فقال له : قم فقد اوتيت بزوجتك وهي الآن واقفة خلف الروضة فاذهب إليها.
    فقال : فديتك بنفسي إنّ الأبواب مسدودة. فقال عليه‌السلام : الذي أتى بها من ذاك المكان البعيد إلى هنا يتمكّن من فتح الأبواب المغلقة ، فخرج فكلّما مرّ بباب انفتح له إلى أن بلغ خلف الروضة ، فرأى زوجته على الهيئة التي خلّفها في الجزيرة متحيّرة خائفة ، فلمّا رأت بعلها تعلّقت به فقال لها : من أبلغك إلى هذا المقام؟ فقالت : كنت في شاطئ البحر جالسة متفكّرة ، وقد أصاب عيني رمد شديد وألم موجع من شدّة البكاء ، أتأوّه من شدّته فإذا بشاب قد أضاء بنور وجهه جميع البرّ والبحر في هذا الليل المظلم ، فأخذ بيدي وقال : غمضي عينيك فغمضتهما وفتحتهما بعد زمان ، فرأيت نفسي في هذا المكان ، فذهب بها إلى الحجرة عند ولديه ، وجاوروا بعد ذلك في ذاك المكان الشريف إلى أن توفوا.

    الفرع السابع
    في بيان نوّابه وسفرائه الممدوحين الذين كانوا
    في زمان غيبته الصغرى وسائط بين الشيعة
    وبينه عليه الصلاة والسلام
    أوّلهم : أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري وكان من نوّاب أبي الحسن وأبي محمّد في الأوّل ، وكانت توقيعات إمام العصر تخرج على يدي عثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمد ابن عثمان إلى شيعته وخواصّ أبيه أبي محمّد بالأمر والنهي عنه ، والأجوبة عمّا تسأل الشيعة ، وترجمه رحمه‌الله في البحار مفصّلا ، وقبر عثمان بن سعيد بالجانب الغربي من مدينة السلام في شارع الميدان في أوّل الموضع المعروف بدرب حيلة (1).
    الثاني : من السفراء ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري ، قام مقام أبيه بنصّ أبي محمد وأبيه عثمان بأمر القائم عليه‌السلام ، وخرج التوقيع إليه في التعزية بأبيه رضى الله عنه ، وفي فصل من الكتاب : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، تسليما لأمره ورضا بفعله وبقضائه ، عاش أبوك سعيدا ومات حميدا فرحمه‌الله وألحقه بأوليائه ومواليه فلم يزل مجتهدا في أمرهم ، ساعيا فيما يقرّبه إلى الله عزوجل وإليهم ، نضّر الله وجهه وأقال عثرته.
    وفي فصل آخر : أجزل الله لك الثواب وأحسن لك العزاء ، رزيت وأوحشك فراقه وأوحشنا ، فسرّه الله في منقلبه ، وكان من كمال سعادته أن رزقه الله ولدا مثلك يخلفه من بعده ويقوم مقامه بأمره ويترحّم عليه ، وأقول الحمد لله فإنّ الأنفس طيّبة بمكانك وما جعله الله عزوجل فيك وعندك ، وأعانك الله وقوّاك وعضدك ، ووفّقك وكان لك وليا وحافظا وراعيا.
    وهما رأيا القائم عجل الله فرجه ، وقبره عند والدته في شارع باب الكوفة في الموضع الذي كانت دوره ومنازله ، وهو الآن في وسط الصحراء (2).
    __________________
    (1) بحار الأنوار : 51 / 347 وغيبة الطوسي : 358.
    (2) الاحتجاج : 481 ذكر طرف ممّا خرج أيضا عنه من المسائل الفقهية.

    الثالث من السفراء : أبو القاسم حسين بن روح النوبختي ، أقامه محمد بن عثمان بعد مقامه بأمر الإمام عجل الله فرجه وهو من أعقل الناس عند الموافق والمخالف وكان يستعمل التقية.
    في البحار : عن أبي جعفر محمد بن علي بن الأسود قال : كنت أحمل الأموال التي تحصل في باب الوقف إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري رحمه‌الله فيقبضها منّي ، فحملت إليه يوما شيئا من الأموال في آخر أيّامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين ، فأمرني بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي رضى الله عنه ، فكنت اطالبه بالقبوض فشكى ذلك إلى أبي جعفر رضى الله عنه ، فأمرني أن لا اطالبه بالقبوض وقال : كلّ ما وصل إلى أبي القاسم فقد وصل إليّ ، فكنت أحمل بعد ذلك الأموال إليه ولا اطالبه بالقبوض (1).
    وفيه : عن جعفر بن أحمد بن منيل : لمّا حضرت أبا جعفر محمّد بن عثمان العمري الوفاة كنت جالسا عند رأسه أسأله وأحدّثه وأبو القاسم بن روح عند رجليه فالتفت إليّ ثمّ قال : امرت أن اوصي إلى أبي القاسم الحسين بن روح. قال : فقمت من عند رأسه وأخذت بيد أبي القاسم وأجلسته في مكاني وتحوّلت إلى عند رجليه (2).
    وحسين بن روح من أعقل الناس عند الموافق والمخالف وكان يستعمل التقيّة ، وقبره رحمه‌الله في النوبختية في الدرب الذي كانت فيه دار علي بن أحمد النوبختي النافذ إلى التل وإلى الدرب الآخر وإلى قنطرة الشوك. وقد كانت العامّة تعظّمه رحمه‌الله حيّا وميّتا ، وقد تناظر اثنان في دار ابن يسار وهو رحمه‌الله حضر تقيّة فزعم واحد أنّ أبا بكر أفضل الناس بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثمّ عمر ثمّ علي ، وقال آخر : علي أفضل من أبي بكر وعمر فزاد الكلام بينهما ، فقال أبو القاسم رضى الله عنه : الذي اجتمعت عليه الصحابة هو تقديم الصدّيق ثمّ بعده الفاروق ثمّ بعده عثمان ذو النورين ثمّ علي الوصيّ ، وأصحاب الحديث على ذلك وهو الصحيح عندنا ، فبقي من حضر المجلس متعجّبا من هذا القول وكانت العامّة يرفعونه على رءوسهم ، وكثر الدعاء له والطعن على من يرميه بالرفض.
    فوقع عليّ الضحك فلم أزل أتصبّر وأمنع نفسي وأدسّ كمي في فمي فخشيت أن
    __________________
    (1) البحار : 51 / 354 ح 4 وكمال الدين : 501.
    (2) الخرائج والجرائح : 3 / 1120 والبحار : 51 / 254 ح 5.

    أفتضح ، فوثبت عن المجلس ، ونظر إليّ فتفطّن بي ، فلمّا حصلت في منزلي فإذا بالباب يطرق فخرجت مبادرا فإذا بأبي القاسم بن روح راكبا بغلته قد وافاني من المجلس قبل مضيّه إلى داره فقال لي : يا عبد الله أيّدك الله لم ضحك وأردت أن تهتف بي ، كأن الذي قلته عندك ليس بحقّ؟ فقلت له : كذاك هو عندي ، فقال لي : اتق الله أيّها الشيخ فإنّي لا أجعلك في حلّ أن تستعظم هذا القول منّي. فقلت : يا سيدي رجل يرى بأنّه صاحب الإمام عجل الله فرجه ووكيله يقول ذلك القول لا يتعجّب منه ولا يضحك من قوله هذا! فقال لي : وحياتك لئن عدت لأهجرنّك ، وودّعني وانصرف (1).
    الرابع من السفراء : أبو الحسن علي بن محمد السمري رحمه‌الله ، أوصى أبو القاسم الحسين بن روح إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري رحمه‌الله فلمّا حضرت السمري الوفاة سئل أن يوصي قال لله أمر هو بالغه ، فالغيبة التامّة هي التي وقعت بعد مضيّ السمري.
    في البحار عن أبي محمد الحسن بن أحمد المكتب قال : كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ أبو الحسن علي بن محمد السمري قدّس الله روحه ، فحضرته قبل وفاته بأيّام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته : بسم الله الرّحمن الرحيم يا علي بن محمّد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك ، فإنّك ميّت ما بينك وبين ستّة أيّام ، فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك ، فقد وقعت الغيبة التامّة فلا ظهور إلّا بعد إذن الله تعالى ، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا ، وسيأتي شيعتي من يدّعي المشاهدة ، ألا فمن ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذّاب مفتر ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.
    فلمّا كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه فقيل له : من وصيّك من بعدك؟ فقال:لله أمر هو بالغه.
    وقبره رحمه‌الله في الشارع المعروف بشارع الخلخي من ربع باب المحول ، قريب من شاطئ نهر أبي عتاب ، ومات رحمه‌الله في سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، وقد كان في زمان السفراء رضوان الله عليهم أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنسوبين للسفارة : (منهم) أبو الحسين محمد بن جعفر الأسدي ، أتى الجواب عن الناحية بعد السؤال عن
    __________________
    (1) غيبة الشيخ الطوسي : 385 ح 347 ذكر إقامة أبي جعفر محمد بن عثمان العمري.

    قبض شيء : فليدفع إليه ، من ثقاتنا.
    (ومنهم) أحمد بن إسحاق وإبراهيم بن محمد وأحمد بن حمزة ، خرج التوقيع في مدحهم.
    (ومنهم) إبراهيم بن مهزيار وابنه محمد ووقع التوقيع في حقهما.
    (ومنهم) الحسن بن محبوب أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ومحمد بن علي بن بلال وعمر الأهوازي وأبو محمد الوجناني ، وبعض آخر لا حاجة بذكرهم هنا ، ثمّ اعلم أنّ الذين ادّعوا البابية كذبا وافتراء كثيرون لعنهم الله ، لا حاجة لنا بذكرهم في هذا المقام (1).
    __________________
    (1) راجع البحار : 51 / 362 ح 10.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 20:52

    الفرع الثامن
    في علّة الغيبة وكيفية انتفاع الناس به في غيبته عليه‌السلام
    في العوالم والبحار عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن الصادق عليه‌السلام : إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة لا بدّ منها ، يرتاب فيها كل مبطل ، فقلت له : ولم جعلت فداك؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم. قلت : فما وجه الحكمة في غيبته؟ قال : وجه الحكمة في غيبات من تقدّمه من حجج الله تعالى ذكره ، إنّ وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلّا بعد ظهوره ، كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسى عليه‌السلام إلّا وقت افتراقهما. يا ابن الفضل إنّ هذا الأمر أمر من أمر الله ، وسرّ من سرّ الله وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا أنّه عزوجل حكيم صدقنا بأنّ أفعاله كلّها حكمة وإن كان وجهها غير منكشف لنا (1).
    وفيه : عن الأعمش عن الصادق عليه‌السلام قال : لم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجّة لله فيها ، ظاهر مشهور أو غائب مستور ، ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجّة لله فيها ، ولو لا ذلك لم يعبد الله. قال سليمان : فقلت للصادق عليه‌السلام : فكيف ينتفع بالحجّة الغائب المستور؟
    قال عليه‌السلام : كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب (2).
    وفيه : عن إسحاق بن يعقوب أنّه ورد عليه من الناحية المقدّسة على يد محمّد بن عثمان : وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزوجل يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (3) إنّه لم يكن أحد من آبائي إلّا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي. وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا أبواب السؤال عمّا لا يعنيكم ، ولا تتكلّفوا على ما قد
    __________________
    (1) البحار : 52 / 91 ح 4 وكمال الدين : 482.
    (2) البحار : 23 / 5 ح 10 وأمالي الصدوق : 253.
    (3) سورة المائدة : 101.

    كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج ، فإنّ ذلك فرجكم والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى (1).
    وفيه : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : أقرب ما يكون العبد إلى الله عزوجل وأرضى ما يكون عنه إذا افتقدوا حجّة الله فلم يظهر لهم ، وحجب عنهم فلم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنّه لم تبطل حجج الله ولا بيّناته ، فعندها فليتوقّعوا الفرج صباحا ومساء. وإنّ أشدّ ما يكون الله غضبا على أعدائه إذا أفقدهم حجّته فلم يظهر لهم ، وقد علم أنّ أولياءه لا يرتابون ولو علم أنّهم يرتابون ما أفقدهم حجّته طرفة عين (2).
    وفيه : عن جابر الجعفي عن جابر الأنصاري أنّه سأل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : هل ينتفع الشيعة بالقائم عجل الله فرجه في غيبته؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إي والذي بعثني بالنبوّة إنّهم لينتفعون به ، ويستضيئون بنور ولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن جلّلها السحاب (3).
    أقول : التشبيه بالشمس المجلّلة بالسحاب يومئ إلى امور كما يستفاد من كلمات العلّامة المجلسي رحمه‌الله (4).
    الأوّل : أن نور الوجود والعلم والهداية يصل إلى الخلق بتوسّطه عليه‌السلام ، إذ ثبت بالأخبار المستفيضة أنّهم العلل الغائية لإيجاد الخلق ، فلولاهم لم يصل نور الوجود إلى غيرهم ، وببركتهم والاستشفاع بهم والتوسل إليهم يظهر العلوم والمعارف على الخلق ، ويكشف البلايا عنهم ، فلولاهم لاستحق الخلق بقبائح أعمالهم أنواع العذاب ، كما قال الله تعالى : (وَما كانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ) (5) ولقد جربنا مرارا لا نحصيها أنّه عند انفلاق الامور وإعضال المسائل والبعد عن جناب الحقّ تعالى وانسداد أبواب الفيض لمّا استشفعنا بهم وتوسّلنا بأنوارهم ، فبقدر ما يحصل الارتباط المعنوي بهم في ذلك الوقت تنكشف تلك الامور الصعبة ، وهذا معاين لمن أكحل الله عين قلبه بنور الإيمان.
    الثاني : كما أنّ الشمس المحجوبة بالسحاب مع انتفاع الناس بها ، ينتظرون في كلّ آن انكشاف السحاب عنها وظهورها ليكون انتفاعهم بها أكثر ، فكذلك في أيّام غيبته ينتظر
    __________________
    (1) الاحتجاج : 284 ، والبحار : 53 / 181 ح 10.
    (2) البحار : 52 / 94 ح 9 ، وكمال الدين : 339.
    (3) البحار : 52 / 92 ح 8 ، والأنوار البهية : 341.
    (4) البحار : 52 / 93 ح 8.
    (5) سورة الأنفال : 33.

    المخلصون من شيعته خروجه وظهوره في كلّ وقت وزمان ولا ييأسون منه.
    الثالث : أنّ منكر وجوده مع وفور ظهور آثاره ، كمنكر وجود الشمس إذا غيّبها السحاب عن الأبصار.
    الرابع : أنّ الشمس قد تكون غيبتها في السحاب أصلح للعباد من ظهورها لهم بغير حجاب ، فكذلك غيبته عجل الله فرجه أصلح لهم في تلك الأزمان ؛ فلذا غاب عنهم.
    الخامس : أنّ الناظر إلى الشمس لا يمكنه النظر إليها بارزة عن السحاب ، وربّما عمي بالنظر إليها لضعف الباصرة عن الإحاطة بها ، فكذلك شمس ذاته المقدّسة ربّما يكون ظهوره أضرّ لبصائرهم ، ويكون سببا لعماهم عن الحقّ ، وتحتمل بصائرهم الإيمان به في غيبته كما ينظر الإنسان إلى الشمس من تحت السحاب ولا يتضرّر بذلك.
    السادس : أنّ الشمس قد تخرج من السحاب وينظر إليها واحد دون واحد ، فكذلك يمكن أن يظهر عليه‌السلام في أيّام غيبته لبعض الخلق دون بعض.
    السابع : أنّهم كالشمس في عموم النفع وإنّما لا ينتفع بهم من كان أعمى ، كما فسّر به في الأخبار قوله تعالى : (وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (1).
    الثامن : أنّ الشمس كما أنّ شعاعها يدخل البيوت بقدر ما فيها من الروازن والشبابيك ، وبقدر ما يرتفع عنها من الموانع ، فكذلك الخلق إنّما ينتفعون بأنوار هدايتهم بقدر ما يرفعون الموانع عن حواسّهم ومشاعرهم التي هي روازن قلوبهم من الشهوات النفسانية والعلائق الجسمانية ، وبقدر ما يدفعون عن قلوبهم من الغواشي الكثيفة الهيولانية ، إلى أن ينتهي الأمر إلى حيث يكون بمنزلة من هو تحت السماء يحيط به شعاع الشمس من جميع جوانبه بغير حجاب. فقد فتحت لك من هذه الجنّة الروحانية ثمانية أبواب ، ولقد فتح الله عنّي بفضله ثمانية اخرى تضيق العبارة عن ذكرها ، عسى الله أن يفتح علينا وعليك في معرفتهم ألف باب ، يفتح من كلّ باب ألف باب (2).
    عن ابن عمير عمّن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام قلت له : ما بال أمير المؤمنين عليه‌السلام لم يقاتل
    __________________
    (1) الإسراء : 72.
    (2) الوجوه الثمانية للعلّامة المجلسي في بحاره : 52 / 93 ، وقد ذكرت في كتابنا قصص أهل البيت ثمانية وجوه اخرى فمن أراد فليرجع إليها.

    مخالفيه في الأول؟ قال : لآية في كتاب الله عزوجل (لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (1) قال : قلت : وما يعني بتزيلهم؟ قال : ودائع مؤمنون في أصلاب قوم كافرين ، ومنافقين فلم يكن علي عليه‌السلام ليقتل الآباء حتى تخرج الودائع فلما خرج ظهر على من ظهر وقتله ، فكذلك القائم لن يظهر أبدا حتّى تخرج ودائع الله عزوجل ، فإذا خرجت ظهر على من ظهر من أعداء الله عزوجل جلاله فقتلهم (2).
    وفيه : سأل أبو خالد أبا جعفر عليه‌السلام أن يسمّي القائم حتّى أعرفه باسمه. فقال عليه‌السلام : يا أبا خالد سألتني عن أمر لو أنّ بني فاطمة عرفوه لحرصوا على أن يقطّعوه بضعة بضعة (3).
    وفيه : قال الشيخ رحمه‌الله : لا علّة تمنع من ظهوره إلّا خوفه على نفسه من القتل (4) ، لأنّه لو كان غير ذلك لما ساغ له الاستتار ، وكان يتحمّل المشاق والأذى ، فإنّ منازل الأئمّة وكذلك الأنبياء إنّما تعظم لتحمّلهم المشاق العظيمة في ذات الله تعالى (5).
    فإن قيل : هلّا منع الله من قتله بما يحول بينه وبين من يريد قتله؟
    قلنا : المنع الذي لا ينافي التكليف هو النهي عن خلافه والأمر بوجوب اتباعه ونصرته وإلزام الانقياد له ، وكلّ ذلك فعله تعالى ، وأمّا الحيلولة بينهم وبينه فإنّه ينافي التكليف وينقض الغرض ، لأنّ الغرض بالتكليف استحقاق الثواب ، والحيلولة ينافي ذلك ، وربما كان في الحيلولة والمنع من قتله بالقهر مفسدة للخلق فلا يحسن من الله فعلها ، وليس هذا كما قال بعض أصحابنا أنّه لا يمتنع أن يكون في ظهوره مفسدة وفي استتاره مصلحة ؛ لأنّ الذي قاله يفسد طريق وجوب الرسالة في كلّ حال ، ويطرق القول بأنّها تجري مجرى الألطاف التي تتغيّر بالأزمان والأوقات والقهر والحيلولة ، ليس كذلك ولا يمتنع أن يقال في ذلك مفسدة ولا يؤدّي إلى فساد وجوب الرئاسة.
    فإن قيل : أليس آباؤه كانوا ظاهرين ولم يخافوا ولا صاروا بحيث لا يصل إليهم أحد؟
    __________________
    (1) سورة الفتح : 25.
    (2) تفسير القمّي : 2 / 292 ط. الأعلمي ، وعلل الشرائع : 1 / 147 ح 3 ، باب 122 بتفاوت فيهما.
    (3) البحار : 52 / 98 ح 21 ، وغيبة النعماني : 289.
    (4) أقول : مراده قدس‌سره من الخوف على النفس الخوف من انقطاع الحجّة على الناس بقتله ، وهذا غير الخوف على النفس المنافي للقاء الله وحبّ الشهادة في سبيله.
    (5) غيبة الشيخ : 329 ، البحار : 52 / 98 ح 22.

    قلنا : آباؤه عليهم‌السلام حالهم بخلاف حاله لأنّه كان المعلوم من حال آبائه لسلاطين الوقت وغيرهم لا يرون الخروج عليهم ، ولا يعتقدون أنّهم يقومون بالسيف ويزيلون الأول ، بل كان المعلوم من حالهم أنّهم ينتظرون مهديا وليس يضرّ السلطان اعتقاد من يعتقد إمامتهم إذا أمنوهم على مملكتهم ، وليس كذلك صاحب الزمان ؛ لأنّ المعلوم منه أن يقوم بالسيف ويزيل الممالك ويقهر كلّ سلطان ويبسط العدل ويميت الجور ، فمن هذه صفته يخاف جانبه وتتقى فورته فيتبع ويوصل ويوضع العيون عليه ، ويعنى به خوفا من وثبته ورهبة من تمكنه ، فيخاف حينئذ ويخرج إلى التحرّز والاستظهار بأن يخفي شخصه عن كلّ من لا يأمنه من وليّ وعدوّ إلى وقت خروجه.
    وأيضا فآباؤه إنّما ظهروا لأنّه كان المعلوم أنّه لو حدث بهم حادث لكان هناك من يقوم مقامه ويسدّ مسدّه من أولادهم وليس كذلك صاحب الزمان عجل الله فرجه لأنّ المعلوم أنّه ليس بعده من يقوم مقامه قبل حضور وقت قيامه بالسيف ، فلذلك وجب استتاره وغيبته ، وفارق حاله حال آبائه ، وهذا واضح بحمد الله.
    فإن قيل : بأيّ شيء يعلم زوال الخوف وقت ظهوره ، بالوحي من الله فالإمام لا يوحى إليه ، أو بعلم ضروري فذلك ينافي التكليف ، أو بأمارة توجب غلبة الظنّ ففي ذلك تقرير بالنفس.
    قلنا : عن ذلك جوابان :
    أحدهما : أنّ الله أعلمه على لسان نبيّه وأوقفه عليه من جهة آبائه زمان غيبته المخوفة وزمان زوال الخوف عنه ، فهو يتبع في ذلك ما شرع له واوقف عليه ، وإنّما أخفى ذلك عنّا لما فيه من المصلحة ، فأمّا هو فعالم به لا يرجع إلى الظنّ.
    والثاني : أنّه لا يمتنع أن يغلب على ظنّه بقوّة الامارات بحسب العادة قوّة سلطانه ، فيظهر عند ذلك ويكون قد اعلم أنّه متى غلب في ظنّه كذلك وجب عليه ، ويكون الظنّ شرطا والعمل عنده معلوما ، كما تقوله في تنفيذ الحكم عند شهادة الشهود ، والعمل على جهات القبلة بحسب الامارات والظنون ، وإن كان وجوب التنفيذ للحكم والتوجّه إلى القبلة معلومين وهذا واضح بحمد الله (1).
    __________________
    (1) غيبة الطوسي : 331.

    وأمّا ما روي من الأخبار من امتحان الشيعة في حال الغيبة ، وصعوبة الأمر عليهم واختيارهم للصبر عليه ، فالوجه فيها الإخبار عمّا يتّفق من ذلك من الصعوبة والمشاق ، لا أن الله تعالى غيّب الإمام ليكون ذلك ، وكيف يريد الله وما ينال المؤمنين من جهة الظالمين ظلم منهم لهم ومعصية والله لا يريد ذلك ، بل سبب الغيبة هو الخوف على ما قلناه ، وأخبروا بما يتّفق في هذه الحال ، وما للمؤمن من الثواب على الصبر على ذلك والتمسّك إلى أن يفرّج الله عنهم (1).
    فاكهة : اعلم أنّ بعض المخالفين يشنعوننا بأنّه إذا لم يمكن التوسّل إلى إمام زمانكم ، ولا أخذ المسائل الدينية عنه فأيّ ثمرة تترتّب على مجرّد معرفته حتّى يكون من مات وليس عارفا به فقد مات ميتة الجاهلية؟ والإمامية يقولون : ليست الثمرة منحصرة في مشاهدته وأخذ المسائل عنه ، بل نفس التصديق بوجوده وأنّه خليفة الله في الأرض أمر مطلوب لذاته ، وركن من أركان الايمان كتصديق من كان في عصر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله بوجوده ونبوّته.
    وقد روي عن جابر بن عبد الله أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر المهدي فقال : ذلك الذي يفتح الله عزوجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، يغيب عن أوليائه غيبة لا يثبت فيها إلّا من امتحن الله قلبه للايمان ، فقلت : يا رسول الله هل لشيعته انتفاع به في غيبته؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إي والذي بعثني بالحقّ إنّهم يستضيئون بنوره وينتفعون بولايته في غيبته كانتفاع الناس بالشمس وإن علاها السحاب(2).
    ثمّ قالت الإمامية : إنّ تشنيعكم علينا مقلوب عليكم ؛ لأنّكم تذهبون إلى أنّ المراد بإمام الزمان في هذا الحديث صاحب الشوكة من ملوك الدنيا كائنا من كان ، عالما أو جاهلا عدلا أو فاسقا ، وأيّ ثمرة على معرفة الجاهل الفاسق ليكون من مات ولم يعرفه فقد مات ميتة جاهلية؟
    فاكهة اخرى : حكى السيّد صاحب المقام رضيّ الدين علي بن طاوس أنّه اجتمع يوما في بغداد مع بعض فضلائه فانجرّ الكلام بينهما إلى ذكر الإمام محمّد بن الحسن المهدي ، عجل الله فرجه وما تدّعيه الإمامية من حياته في هذه المدّة الطويلة ، فشنع ذلك الفاضل على من يصدق بوجوده ويعتقد طول عمره إلى ذلك الزمان إنكارا بليغا. قال
    __________________
    (1) غيبة الطوسي : 335.
    (2) أمالي الصدوق : 111 المجلس 23 ح 9.

    السيّد رحمه‌الله : فقلت له : إنّك تعلم أنّه لو حضر اليوم رجل وادّعى أنه يمشي على الماء لاجتمع لمشاهدته كلّ أهل البلد ، فإذا مشى على الماء وعاينوه وقضوا تعجّبهم منه ، ثمّ جاء في اليوم الثاني آخر وقال : أنا أمشي على الماء أيضا فشاهدوا مشيه عليه ، لكان تعجّبه أقل من الأوّل.
    فإذا جاء في اليوم الثالث آخر وادّعى أنّه يمشي على الماء أيضا ، فربّما لا يجتمع للنظر إليه إلّا القليل ممّن شاهد الأولين ، فإذا مشى سقط التعجّب بالكلية فإذا جاء رابع وقال : أنا أيضا أمشي على الماء كما مشوا ، فاجتمع عليه جماعة ممّن شاهدوا الثلاثة الأول ، ثمّ أخذوا يتعجّبون منه تعجّبا زائدا على تعجّبهم الأوّل والثاني والثالث لتعجّب العقلاء من نقص عقولهم وخاطبوهم بما يكرهون ، وهذا بعينه حال المهدي عجل الله فرجه فإنّكم رويتم أنّ إدريس حيّ موجود في السماء من زمانه إلى الآن ورويتم أنّ الخضر حي موجود من زمان موسى عليه‌السلام أو قبله إلى الآن ، ورويتم أن عيسى عليه‌السلام حيّ موجود في السماء وأنّه سيعود إلى الأرض إذا ظهر المهدي عجل الله فرجه ويقتدي به ، فهذه ثلاثة نفر من البشر قد طالت أعمارهم زيادة على المهدي عجل الله فرجه ، فكيف لا تتعجّبون منهم وتتعجبون من أن يكون لرجل من ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اسوة بواحد منهم ، وتنكرون أن يكون من جملة آياته صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يعمر واحد من عترته وذريّته زيادة على المتعارف من الأعمار في هذا الزمان (1)؟
    __________________
    (1) كشف المحجّة : 55 ط. النجف ، وكتاب الأربعين للشيخ الماحوزي : 220 ط. الأولى 1417 ه‍.

    الفرع التاسع
    في توقيعاته الشريفة التي صدرت من
    الناحية المقدّسة
    الأول : في الاحتجاج عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري رحمه‌الله : أنّه جاء بعض أصحابنا يعلمه أنّ جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرّفه كتابا نفسه ، ويعلمه أنّه القيّم بعد أخيه وأنّ عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلّها. قال أحمد ابن إسحاق : فلمّا قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان وصيّرت كتاب جعفر في درجه فخرج إلي الجواب في ذلك : «بسم الله الرّحمن الرحيم آتاني كتابك أبقاك الله والكتاب الذي أنفذت في درجه» وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمّنه على اختلاف ألفاظه وتكرّر الخطأ فيه ، ولو تدبّرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه ، والحمد لله ربّ العالمين حمدا لا شريك له على إحسانه إلينا وفضله علينا ، أبي الله عزوجل للحقّ إلّا إتماما وللباطل إلّا زهوقا ، وهو شاهد عليّ ممّا أذكره ، ولي عليكم بما أقوله إذا اجتمعنا لليوم الذي لا ريب فيه ويسألنا عمّا نحن فيه مختلفون ، وإنّه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه ولا عليك ولا على أحد من الخلق جميعا إمامة مفترضة ولا طاعة ولا ذمّة ، وسأبيّن لكم جملة تكتفون بها إن شاء الله :
    يا هذا يرحمك الله إنّ الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ولا أهملهم سدى ، بل خلقهم بقدرته وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا ، ثمّ بعث إليهم النبيّين مبشّرين ومنذرين يأمرونهم بطاعته ، وينهونهم عن معصيته ، ويعرّفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم ، وأنزل عليهم كتابا وبعث إليهم ملائكة ، وباين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعل لهم عليهم ، وما آتاهم الله من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة والآيات الغالبة ، فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا ، ومنهم من كلّمه تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا ، ومنهم من أحيى الموتى بإذن الله وأبرأ الاكمه والأبرص بإذن الله ، ومنهم من علّمه

    منطق الطير واوتي من كلّ شيء ، ثمّ بعث محمّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله رحمة للعالمين وتمّم نعمته وختم به أنبياءه ، وأرسله إلى الناس كافّة ، وأظهر من صدقه ما أظهر ، وبيّن من آياته وعلاماته ما بيّن ، ثمّ قبضه صلى‌الله‌عليه‌وآله حميدا فقيدا سعيدا ، وجعل الأمر من بعده إلى أخيه وابن عمّه ووصيّه ووارثه علي بن أبي طالب عليه‌السلام.
    ثمّ إلى الأوصياء من ولده واحدا بعد واحد ، أحيى بهم دينه ، وأتمّ بهم نوره ، وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمّهم والأدنين فالأدنين من ذوي أرحامهم فرقا بيّنا تعرف به الحجّة من المحجوج والإمام من المأموم ، بأن عصمهم من الذنوب وبرأهم من العيوب ، وطهّرهم من الدنس ونزّههم من اللبس وجعلهم خزّان علمه ومستودع حكمته وموضع سرّه وأيّدهم بالدلائل ، ولو لا ذلك لكان الناس على سواء ، ولادّعى أمر الله عزوجل كلّ أحد ، ولما عرف الحقّ من الباطل ولا العلم من الجهل ، وقد ادّعى هذا المبطل المدّعي على الله الكذب بما ادّعاه ، فلا أدري بأي حالة هي له رجا أن يتمّ دعواه في دين الله ، فو الله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرّق بين خطأ وصواب ، فما يعلم حقّا من باطل ولا محكما من متشابه ، ولا يعرف حدّ الصلاة ولا وقتها ، أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفريضة أربعين يوما يزعم ذلك لطلب الشعوذة (1) ولعلّ خبره تأدى إليكم ، وهاتيك طروق منكرة منصوبة وآثار عصيانه لله عزوجل مشهودة قائمة ، أم بآية فليأت بها أم بحجّة فليعمّها أم بدلالة فليذكرها قال الله عزوجل في كتابه (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ، ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ ، قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ، وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ وَإِذا حُشِرَ النَّاسُ كانُوا لَهُمْ أَعْداءً وَكانُوا بِعِبادَتِهِمْ كافِرِينَ) (2).
    فالتمس تولّى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك وامتحنه ، واسأله عن آية من كتاب الله يفسّرها أو صلاة يبيّن حدودها وما يجب فيها لتعلم حاله ومقداره ، ويظهر لك عواره ونقصانه والله حسيبه ، حفظ الله الحقّ على أهله وأقرّه في مستقرّه ، وقد أبى الله عزوجل أن
    __________________
    (1) الشعبذة.
    (2) سورة الأحقاف : الآيات 1 ـ 6.

    تكون الإمامة في أخوين إلّا في الحسن والحسين عليها‌السلام ، وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحقّ واضمحل الباطل وانحسر عنكم ، وإلى الله أرغب في الكفاية وجميل الصنع والولاية وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلّى الله على محمّد وآل محمّد (1).
    الثاني : من التوقيعات وفيه : عن علي بن أحمد الدلّال القمّي قال : اختلف جماعة من الشيعة في أنّ الله عزوجل فوّض إلى الأئمّة صلوات الله عليهم أن يخلقوا ويرزقوا ، فقال قوم : هذا محال لا يجوز على الله تعالى ؛ لأنّ الأجسام لا يقدر على خلقها غير الله عزوجل. وقال آخرون : بل الله عزوجل أقدر الأئمّة على ذلك ، وفوّض إليهم فخلقوا ورزقوا ، وتنازعوا في ذلك تنازعا شديدا. قال قائل : ما بالكم لا ترجعون إلى أبي جعفر محمد بن عثمان فتسألونه عن ذلك ليوضّح لكم الحقّ فيه ، فإنّه الطريق إلى صاحب الأمر عجل الله فرجه ، فرضيت الجماعة بأبي جعفر وسلّمت وأجابت إلى قوله فكتبوا المسألة وأنفذوها ، فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته : إنّ الله تعالى هو الذي خلق الأجسام وقسّم الأرزاق لأنّه ليس بجسم ولا حالّ في جسم ، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، وأمّا الأئمّة فإنّهم يسألون الله تعالى فيخلق ويسألونه فيرزق إيجابا لمسألتهم وإعظاما لحقّهم (2).
    الثالث : من التوقيعات وفيه : عن أبي عمرو العمري ، قال : تشاجر ابن أبي غانم القزويني وجماعة من الشيعة في الخلف وذكر ابن أبي غانم أنّ أبا محمد مضى ولا خلف له ، ثمّ إنّهم كتبوا في ذلك كتابا وأنفذوه إلى الناحية وأعلموه بما تشاجروا فيه ، فورد جواب كتابهم بخطّه عليه‌السلام وعلى آله وآبائه : بسم الله الرّحمن الرحيم عافانا الله وإيّاكم من الفتن ، ووهب لنا ولكم روح اليقين ، وأجارنا وإيّاكم من سوء المنقلب ، إنّه أنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين وما دخلهم من الشكّ والحيرة في ولاة أمرهم فغمّنا ذلك لكم لا لنا ، وساءنا فيكم لا فينا ؛ لأنّ الله معنا فلا فاقة بنا إلى غيره ، والحقّ معنا فلن يوحشنا من قعد ، ونحن صنائع ربّنا والخلق بعد صنائعنا ، يا هؤلاء ما لكم في الريب تتردّدون ، وفي الحيرة تنعكسون؟
    أو ما سمعتم الله عزوجل يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
    __________________
    (1) الاحتجاج : 468 احتجاج الحجّة القائم عليه‌السلام.
    (2) الاحتجاج : 471 احتجاج الحجّة القائم عليه‌السلام.

    الْأَمْرِ مِنْكُمْ)؟ (1) أو ما علمتم ما جاءت به الآثار ممّا يكون يحدث في أئمّتكم على الماضين والباقين منهم السلام؟ أو ما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم عليه‌السلام إلى أن ظهر الماضي ، كلّما غاب علم بدا علم ، وإذا أفل نجم طلع نجم ، فلمّا قبضه الله إليه ظننتم أن الله أبطل دينه وقطع بينه وبين خلقه؟ كلّا ما كان ذلك وما يكون حتّى تقوم الساعة ويظهر أمر الله وهم كارهون ، وإنّ الماضي مضى عليه‌السلام سعيدا فقيدا على منهاج آبائه عليهم‌السلام حذو النعل بالنعل ، وفينا وصيّه وعلمه ومنه خلفه ومن يسدّ مسدّه ، ولا ينازعنا موضعه إلّا ظالم آثم ولا يدّعيه دوننا إلّا كافر جاحد ، ولو لا أنّ أمر الله لا يغلب ، وسرّه لا يظهر ولا يعلن لظهر لكم من حقّنا ما تبتز منه عقولكم ويزيد شكوككم ، ما شاء الله كان ، ولكل أجل كتاب فاتّقوا الله وسلّموا لنا وردوا الأمر إلينا ، فعلينا الإصدار كما كان منّا الإيراد ، ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم ، ولا تميلوا عن اليمين وتعدلوا إلى اليسار ، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودّة على السنّة الواضحة فقد نصحت ، والله شاهد عليّ وعليكم.
    ولو لا ما عندنا من محبّة صاحبكم ورحمتكم والإشفاق عليكم لكنّا عن مخاطبتكم في شغل ممّا قد امتحنّا به من منازعة الظالم العتلّ الضالّ المتتابع في غيّه ، المضاد لربّه ، المدّعي ما ليس له ، الجاحد حقّ من افترض الله طاعته ، الظالم الغاصب ، وفي ابنة رسول الله صلّى الله عليه وعليها لي اسوة حسنة وسيردى الجاهل رداء عمله وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار ، عصمنا الله وإيّاكم من المهالك والأسواء والآفات والعاهات كلّها برحمته ، فإنّه ولي ذلك والقادر على ما يشاء ، وكان لنا ولكم وليّا حافظا ، والسلام على جميع الأوصياء والأولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته ، وصلّى الله على محمّد النبي وآله وسلّم تسليما (2).
    الرابعة : من التوقيعات فيه : عن الكافي عن إسحاق بن يعقوب قال : سألت محمد بن عثمان العمري رحمه‌الله أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت عليّ فورد التوقيع بخطّ مولانا صاحب الزمان عجل الله فرجه : أمّا ما سألت عنه ـ أرشدك الله وثبّتك ووقاك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمّنا ـ فاعلم أنّه ليس بين الله وبين أحد قرابة ، ومن أنكرني فليس منّي وسبيله سبيل ابن نوح ، أمّا سبيل عمّي جعفر وولده فسبيل إخوة
    __________________
    (1) النساء : 59.
    (2) الاحتجاج : 466 احتجاج القائم عليه‌السلام.

    يوسف ، وأمّا الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالشلماب (1) ، وأمّا أموالكم فلا نقبلها إلّا لتطهروا ، فمن شاء فليصل ومن شاء فليقطع ، وما آتانا الله خير ممّا آتاكم.
    وأمّا ظهور الفرج فإنّه إلى الله ، وكذب الوقّاتون ، وأمّا قول من زعم أنّ الحسين لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال. وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله ، وأمّا محمد بن عثمان العمري فرضي‌الله‌عنه وعن أبيه من قبل فإنّه ثقتي وكتابه كتابي ، وأمّا محمّد بن علي بن مهزيار الأهوازي فسيصلح الله قلبه ويزيل عنه شكّه ، وأمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا إلّا لما طاب وطهر ، وثمن المغنية حرام ، وأمّا محمد ابن شاذان بن نعيم فإنّه رجل من شيعتنا أهل البيت ، وأمّا أبو الخطّاب محمد بن أبي زينب الأجذع ، فإنّه ملعون وأصحابه ملعونون ، فلا تجالس أهل مقالتهم فإنّي منهم بريء وآبائي منهم برآء ، وأمّا المتلبّسون بأموالنا فمن استحلّ منها شيئا فأكله فإنّما يأكل النيران ، وأمّا الخمس فقد ابيح لشيعتنا وجعلوا منه في حلّ إلى وقت ظهور أمرنا لتطيب ولادتهم ولا تخبث.
    وأمّا ندامة قوم شكّوا في دين الله على ما وصلونا به فقد أقلنا من استقال ولا حاجة لنا إلى صلة الشاكّين ، وأمّا علّة ما وقع من الغيبة فإنّ الله عزوجل يقول : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) (2) ، إنّه لم يكن أحد من آبائي إلّا وقد وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي ، وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب ، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء ، فأغلقوا أبواب السؤال عمّا لا يعنيكم ، ولا تتكلّفوا علم ما قد كفيتم ، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإنّ ذلك فرجكم والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلى من اتّبع الهدى (3).
    الخامسة : من التوقيعات فيه : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال : كنت عند
    __________________
    (1) شراب يتخذ من الشيلم وهو الزوان الذي يكون في البرّ يشبه الشعير ، فيه تخدير نظير البنج.
    (2) سورة المائدة : 101.
    (3) لم أجده في الكافي وهو في البحار : 53 / 180 ح 10 عن الكليني ، وفي الاحتجاج : 469 احتجاج القائم عليه‌السلام.

    الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رحمه‌الله مع جماعة منهم علي بن عيسى القصري فقام إليه رجل فقال له : إنّي اريد أن أسألك عن شيء ، فقال له : سل عمّا بدا لك ، فقال الرجل : أخبرني عن الحسين بن علي عليه‌السلام أهو ولي الله؟ قال : نعم.
    قال : أخبرني عن قاتله لعنه الله أهو عدوّ لله؟ قال : نعم. قال له الرجل : فهل يجوز أن يسلّط الله عزوجل عدوّه على وليّه؟ فقال له أبو القاسم قدّس الله روحه : افهم ما أقول لك : اعلم أنّ الله تعالى لا يخاطب الناس بمشاهدة العيان ولا يشافههم بالكلام ولكنّه جلّت عظمته يبعث إليهم من أجناسهم وأصنافهم بشرا مثلهم ، ولو بعث إليهم رسلا من غير صنفهم وصورهم لنفروا عنهم ولم يقبلوا منهم ، فلمّا جاءوهم ، وكانوا من جنسهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق قالوا لهم : أنتم مثلنا لا نقبل منكم حتّى تأتونا بشيء نعجز عن أن نأتي بمثله فنعلم أنّكم مخصوصون دوننا بما لا نقدر عليه ، فجعل الله عزوجل لهم المعجزات التي يعجز الخلق عنها ؛ فمنهم من جاء بالطوفان بعد الإعذار والإنذار فغرق جميع من طغى وتمرّد ، ومنهم من القي في النار فكانت عليه بردا وسلاما ، ومنهم من أخرج من الحجر الصلد ناقة وأجرى من ضرعها لبنا ، ومنهم من فلق له البحر وفجّر له من العيون وجعل له العصا اليابسة ثعبانا تلقف ما يأفكون ، ومنهم من أبرأ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله ، وأنبأهم بما يأكلون وما يدّخرون في بيوتهم ، ومنهم من انشق له القمر وكلّمته البهائم مثل البعير والذئب وغير ذلك.
    فلمّا أتوا بمثل ذلك وعجز الخلق من اممهم عن أن يأتوا بمثله كان من تقدير الله جل جلاله ولطفه بعباده وحكمته أن جعل أنبياءه مع هذه المعجزات في حال غالبين واخرى مغلوبين ، وفي حال قاهرين واخرى مقهورين ، ولو جعلهم الله عزوجل في جميع أحوالهم غالبين وقاهرين ولم يبتلهم ولم يمتحنهم لاتخذهم الناس آلهة من دون الله عزوجل ، ولما عرف فضل صبرهم على البلاء والمحن والاختبار ، ولكنّه جعل أحوالهم في ذلك كأحوال غيرهم ليكونوا في حال المحنة والبلوى صابرين ، وفي حال العافية والظهور على الأعداء شاكرين ، ويكونوا في جميع أحوالهم متواضعين غير شامخين ولا متجبّرين ، وليعلم العباد أنّ لهم إلها هو خالقهم ومدبّرهم فيعبدونه ويطيعون رسله ، وتكون حجّة الله ثابتة على من تجاوز الحدّ فيهم وادّعى لهم الربوبية أو عاند وخالف وعصى وجحد بما أتت به الأنبياء

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 20:56

    بملك بادوكة ، وهو ختن (ص) رحمه‌الله من بينهم ، فاغتمّ بذلك وسألني ـ أيّدك الله ـ أن اعلمك ما ناله من ذلك ، فإن كان من ذنب فاستغفر الله منه وإن كان غير ذلك عرّفته ما تسكن نفسه إليه إن شاء الله.
    التوقيع : لم نكاتب إلّا من كاتبنا وقد عودتني ـ أدام الله عزّك ـ من تفضّلك ما أنت أهل أن تجريني على العادة وقبلك ـ أعزّك الله ـ فقهاء قالوا : إنّا محتاجون إلى أشياء تسأل لنا عنها(1).
    روي لنا عن العالم عليه‌السلام أنّه سئل عن إمام قوم صلّى بهم بعض صلاتهم وحدثت عليه حادثة كيف يعمل من خلفه؟ فقال : يؤخّر ويتقدّم بعضهم ويتمّ صلاتهم ويغتسل من مسّه.
    التوقيع : ليس على من نحّاه إلّا غسل اليد ، وإذا لم تحدث حادثة تقطع الصلاة تمّم صلاته مع القوم (2).
    وروي عن العالم عليه‌السلام أنّ من مسّ ميّتا بحرارته غسل يده ، ومن مسّه وقد برد فعليه الغسل ، وهذا الإمام في هذه الحالة لا يكون إلّا بحرارته فالعمل في ذلك على ما هو ، ولعلّه ينحيه بثيابه ولا يمسّه ، فكيف يجب عليه الغسل؟
    التوقيع : إذا مسّه على هذه الحال لم يكن عليه إلّا غسل يده (3).
    وعن صلاة جعفر إذا سها في التسبيح في قيام أو قعود أو ركوع أو سجود ، وذكره في حالة اخرى قد صار فيها من هذه الصلاة ، هل يعيد ما فاته من ذلك التسبيح في الحالة التي ذكرها أم يتجاوز في صلاته؟
    التوقيع : إذا سها في حالة من ذلك ثمّ ذكر في حالة اخرى قضى ما فاته في الحالة التي ذكره (4).
    وعن المرأة يموت زوجها يجوز أن تخرج في جنازته أم لا؟
    التوقيع : تخرج في جنازته (5).
    وهل يجوز لها في عدّتها أن تزور قبر زوجها أم لا؟
    التوقيع : تزور قبر زوجها ولا تبيت عن بيتها (6).
    __________________
    (1) الاحتجاج : 481 ذكر طرف ممّا خرج أيضا عن صاحب الزمان.
    (2) الاحتجاج : 481.
    (3) المصدر نفسه.
    (4) المصدر نفسه.
    (5) المصدر نفسه.
    (6) المصدر نفسه.

    وهل يجوز لها أن تخرج في قضاء حقّ يلزمها ، أم لا تبرح من بيتها وهي في عدّتها؟
    التوقيع : إذا كان حقّ خرجت فيه وقضته ، وإن كانت لها حاجة ولم يكن لها من ينظر فيها خرجت بها حتّى تقضيها ، ولا تبيت إلّا في بيتها (1).
    وروي في ثواب القرآن في الفرائض وغيرها أنّ العالم عليه‌السلام قال : عجبا لمن لم يقرأ في صلاته (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) كيف تقبل صلاته. وروي : ما زكت صلاة لم يقرأ فيها (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وروي أنّ من قرأ في فرائضه الهمزة اعطي من الدنيا ، فهل يجوز أن يقرأ الهمزة ويدع هاتين السورتين اللتين ذكرناهما مع ما قد روي أنّه لا تقبل صلاة ولا تزكو إلّا بهما؟
    التوقيع : الثواب في السور على ما قد روي ، وإذا ترك سورة ممّا فيها الثواب وقرأ (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) و (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) لفضلهما اعطي ثواب ما قرأ وثواب السورة التي ترك ، ويجوز أن يقرأ غير هاتين السورتين وتكون صلاته تامّة ولكن يكون قد ترك الفضل (2).
    وعن وداع شهر رمضان متى يكون فقد اختلف فيه أصحابنا فبعضهم يقول : يقرأ في آخر ليلة منه ، وبعضهم يقول : هو في آخر يوم منه إذا رأى هلال شوّال.
    التوقيع : العمل في شهر رمضان في لياليه ، والوداع يقع هو في آخر ليلة منه ، فإذا خاف أن ينقص الشهر جعله في ليلتين (3).
    وعن قول الله عزوجل (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ) (4) أرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المعني به؟ (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ) ما هذه القوّة؟ (مُطاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) ما هذه الطاعة؟ وأين هي؟ ما خرج لهذه المسألة جواب ، فرأيك ـ أدام الله عزّك ـ بالتفضّل علي بمسألة من تثق به من الفقهاء عن هذه المسائل ، وإجابتي عنها منعما ، مع ما يشرحه لي من أمر علي بن محمد بن الحسين بن الملك المتقدّم ذكره بما يسكن إليه ويعتدّ بنعمة الله عنده ، وتفضّل علي بدعاء جامع لي ولإخواني في الدنيا والآخرة ، فعلت مثابا إن شاء الله.
    التوقيع : جمع الله لك ولإخوانك خير الدنيا والآخرة (5).
    الثالثة عشرة : من التوقيعات كتاب آخر لمحمّد بن عبد الله الحميري أيضا إليه عليه
    __________________
    (1) المصدر نفسه.
    (2) المصدر نفسه.
    (3) الاحتجاج : 483.
    (4) سورة الحاقة : 40.
    (5) الاحتجاج : 483.

    الصلاة والسلام في مثل ذلك : فرأيك ـ أدام الله عزّك ـ في تأمّل رقعتي والتفضّل بما أسأل من ذلك لأضيفه إلى سائر أياديك عندي ومننك عليّ ، واحتجت ـ أدام الله عزّك ـ أن تسأل لي بعض الفقهاء عن المصلّي إذا قام من التشهّد الأوّل إلى الركعة الثالثة ، هل يجب عليه أن يكبّر فإنّ بعض أصحابنا قال : لا يجب عليه التكبير ويجزيه أن يقول : بحول الله وقوّته أقوم وأقعد.
    الجواب : إنّ فيه حديثين ؛ أمّا أحدهما فإنّه إذا انتقل من حالة إلى حالة اخرى فعليه التكبير ، وأمّا الآخر فإنّه روي أنّه إذا رفع رأسه من السجدة الثانية فكبّر ثمّ جلس ثمّ قام ، فليس عليه في القيام بعد القعود تكبير ، وكذلك في التشهّد الأوّل تجري هذا المجرى وبأيّهما أخذت من جهة التسليم كان صوابا.
    وعن فصّ الجوهر ، هل تجوز فيه الصلاة إذا كان في اصبعه؟
    الجواب : فيه كراهية أن يصلّي فيه ، وفيه إطلاق والعمل على الكراهية.
    وعن رجل اشترى هديا لرجل غائب عنه ، وسأله أن ينحر عنه هديا بمنى ، فلمّا أراد نحر الهدي نسي اسم الرجل ونحر الهدي ثمّ ذكره بعد ذلك أيجزي عن الرجل أم لا؟
    الجواب : لا بأس بذلك وقد أجزأ عن صاحبه.
    وعندنا حاكة مجوس يأكلون الميتة ولا يغتسلون من الجنابة وينسجون لنا ثيابا فهل تجوز الصلاة فيها قبل أن تغسل؟
    الجواب : لا بأس بالصلاة فيها.
    وعن المصلّي يكون في صلاة الليل في ظلمة ، فإذا سجد يغلط بالسجادة ويضع جبهته على مسح أو نطع ، فإذا رفع رأسه وجد السجّادة ، هل يعتدّ بهذه السجدة أم لا يعتدّ؟
    الجواب : ما لم يستو جالسا فلا شيء عليه في رفع رأسه بطلب الجمرة.
    وعن المحرم يرفع الظلال ، هل يرفع الخشب العمارية أو الكنيسية ويرفع الجناحين أم لا؟
    الجواب : لا شيء عليه في تركه ورفع الخشب.
    وعن المحرم يستظلّ من المطر بنطع أو غيره حذرا على ثيابه وما في محمله أن يبتلّ ، فهل يجوز ذلك أم لا؟
    الجواب : إذا فعل ذلك في المحمل في طريقه فعليه دم.

    وعن الرجل يحجّ عن أحد ، هل يحتاج أن يذكر الذي حجّ عنه عند عقد إحرامه أم لا؟
    وهل يجب أن يذبح عمّن حجّ عنه وعن نفسه أم يجزيه هدي واحد؟
    الجواب : قد يجزيه هدي واحد وإن لم يفعل فلا بأس.
    وهل يجوز للرجل أن يحرم في كساء خزّ أم لا؟
    الجواب : لا بأس بذلك وقد فعله قوم صالحون.
    وهل يجوز للرجل أن يصلّي في بطبط لا يغطي الكعبين أم لا يجوز؟
    الجواب : جائز.
    وعن الرجل يصلّي وفي كمه أو سراويله سكين أو مفتاح حديد ، هل يجوز ذلك؟
    الجواب : جائز.
    وعن الرجل يكون معه بعض هؤلاء ويكون متّصلا بهم ، يحجّ ويأخذ على الجادّة ولا يحرم هؤلاء من المسلخ ، فهل يجوز لهذا الرجل أن يؤخّر إحرامه إلى ذات عرق فيحرم معهم لما يخاف الشهرة أم لا يجوز إلّا أن يحرم من المسخ؟
    الجواب : يحرم من ميقاته ثمّ يلبس الثياب ويلبّي في نفسه ، فإذا بلغ إلى ميقاتهم أظهر.
    وعن لبس النعل المبطون ، فإنّ بعض أصحابنا يذكر أنّ لبسه كريهة.
    الجواب : جائز ، وذلك لا بأس به.
    وعن الرجل من وكلاء الوقف مستحلّا لما في يده ، ولا يرع عن أخذ ماله ، ربّما نزلت في قريته وهو فيها إذ أدخل منزله وقد حضر طعامه ، فيدعوني إليه فإن لم آكل من طعامه عاداني عليه وقال : فلان لا يستحلّ أن يأكل من طعامنا ، فهل يجوز أن آكل من طعامه وأتصدّق بصدقة؟ وكم مقدار الصدقة؟ وإن أهدى هذا الوكيل هدية إلى رجل آخر فأحضر فيدعوني إلى أن أنال منها ، وأنا أعلم أنّ الوكيل لا يرع ، إن اخذ ما في يده ، فهل عليّ فيه شيء إن أنا نلت منها؟
    الجواب : إن كان لهذا الرجل مال أو معاش غير ما في يده فكل طعامه واقبل برّه وإلّا فلا.
    وعن الرجل ممّن يقول بالحقّ ويرى المتعة ويقول بالرجعة إلّا أنّ له أهلا موافقة له في جميع اموره ، وقد عاهدها أن لا يتزوّج عليها ولا يتمتّع ولا يتسرّى ، وقد فعل هذا منذ تسع عشرة سنة ، ووفى بقوله فربّما غاب عن منزله الأشهر فلا يتمتّع ولا تتحرّك نفسه أيضا لذلك ،

    ويرى أنّ وقوف من معه من أخ وولد وغلام ووكيل وحاشية ممّا يقلّله في أعينهم ، ويحب المقام على ما هو عليه محبّة لأهله وميلا إليها وصيانة لها ولنفسه لا لتحريم المتعة ، بل يدين الله بها ، فهل عليه في ترك ذلك مأثم أم لا؟
    الجواب : يستحبّ له أن يطيع الله تعالى بالمتعة ليزول عنه الخلف في المعصية ولو مرّة (1).
    الرابعة عشرة : من التوقيعات في كتاب آخر لمحمّد بن عبد الله الحميري إلى صاحب الزمان عجل الله فرجه من جوابات مسائله التي سأله عنها في سنة سبع وثلاثمائة : وسأل عن المحرم يجوز أن يشدّ المئزر من خلفه على عقبه بالطول ، ويرفع طرفيه إلى حقويه ويجمعهما إلى خاصرته ويعقدهما ، ويخرج الطرفين الآخرين من بين رجليه ويرفعهما إلى خاصرته ، ويشدّ طرفيه إلى وركيه فيكون مثل السراويل ويستر ما هناك ، فإنّ المئزر الأوّل كنّا نتزر به إذا ركب الرجل جمله يكشف ما هناك وهذا أستر.
    فأجاب : جاز أن يتّزر الإنسان كيف شاء إذا لم يحدث في المئزر حدثا بمقراض ولا إبرة ، يخرجه به عن حدّ المئزر وغزره غزرا ولم يعقده ولم يشدّ بعضه ببعض ، وإذا غطّى سرّته وركبتيه علاهما ، فإنّ السنّة المجمع عليها بغير خلاف تغطية السرّة والركبتين ، والأحبّ إلينا والأفضل لكلّ أحد شدّه على السبيل المألوفة المعروفة للناس جميعا إن شاء الله.
    وسأل : هل يجوز أن يشدّ عليه مكان العقد تكّة؟
    فأجاب : لا يشدّ المئزر بشيء سواه من تكة ولا غيرها.
    وسأل عن التوجّه للصلاة أن يقول على ملّة إبراهيم عليه‌السلام ودين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنّه إذا قال على دين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقد أبدع ؛ لأنّا لم نجده في شيء من كتب الصلاة خلا حديثا في كتاب القاسم بن محمد عن جدّه الحسن بن راشد أنّ الصادق عليه‌السلام قال للحسن : كيف تتوجّه؟ فقال : أقول : لبّيك وسعديك. فقال له الصادق عليه‌السلام : ليس عن هذا أسألك كيف تقول وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما؟ قال الحسن : أقول. فقال له الصادق عليه‌السلام : إذا قلت ذلك فقل على ملّة إبراهيم ودين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ومنهاج علي بن أبي طالب عليه‌السلام والائتمام بآل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله حنيفا مسلما وما أنا من المشركين.
    __________________
    (1) بطوله في الاحتجاج : 483 ذكر طرف ممّا خرج أيضا عن صاحب الزمان في المسائل الفقهية.

    فأجاب : التوجّه كلّه ليس بفريضة والسنّة المؤكّدة فيه التي هي كالإجماع الذي لا خلاف فيه : وجّهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما على ملّة إبراهيم ودين محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهدى علي أمير المؤمنين عليه‌السلام وما أنا من المشركين إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك امرت وأنا من المسلمين ، اللهمّ اجعلني من المسلمين ، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرّحمن الرحيم ، ثمّ يقرأ الحمد. قال الفقيه الذي لا يشكّ في علمه : إنّ الدين لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله والهداية لعلي أمير المؤمنين لأنّها له عليه‌السلام وما في عقبه باقية إلى يوم القيامة ، فمن كان كذلك فهو من المهتدين ، ومن شكّ فلا دين له ونعوذ بالله من الضلالة بعد الهدى.
    وسأله عن القنوت في الفريضة إذا فرغ من دعائه أن يرد يديه على وجهه وصدره للحديث الذي روي أنّ الله عزوجل أجلّ من أن يرد يدي عبده صفرا ، بل يملأها من رحمته أم لا يجوز فإنّ بعض أصحابنا عمل في الصلاة؟
    فأجاب : ردّ اليدين من القنوت على الرأس والوجه غير جائز في الفرائض ، والذي عليه العمل فيه إذا أرجع يده في قنوت الفريضة ، وفرغ من الدعاء أن يرد بطن راحته على تمهل ويكبّر ويركع ، والخبر صحيح وهو في نوافل النهار والليل دون الفرائض والعمل به فيها أفضل.
    وسأل عن سجدة الشكر بعد الفريضة ، فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنّها بدعة ، فهل يجوز أن يسجدها الرجل بعد الفريضة ، وإن جاز ففي صلاة المغرب هي بعد الفريضة أو بعد الأربع ركعات النافلة؟
    فأجاب : سجدة الشكر من ألزم السنن وأوجبها ، ولم يقل أنّ هذه السجدة بدعة إلّا من أراد أن يحدث في دين الله بدعة ، فأمّا الخبر مروي فيها بعد صلاة المغرب والاختلاف في أنّها بعد الثلاث أو بعد الأربع فإنّ فضل الدعاء والتسبيح بعد الفرائض على الدعاء بعقيب النوافل كفضل الفرائض على النوافل ، والسجدة دعاء وتسبيح ، والأفضل أن تكون بعد الفرض فإن جعلت بعد النوافل أيضا جاز.
    وسأل أنّ لبعض إخواننا ممّن نعرفه ضيعة جديدة بجنب ضيعة خرابة ، للسلطان فيها

    حصّة ، واكرته (1) ربّما زرعوا حدودها ، ويؤذيهم عمّال السلطان ويتعرّض في الكلّ من غلّات الضيعة ، وليس لها قيمة لخرابها وإنّما هي بائرة منذ عشرين سنة ، وهو يتحرّج من شرائها ؛ لأنّه يقال إنّ هذه الحصّة من هذه الضيعة كانت قبضت عن الوقف قديما للسلطان ، فإن جاز شراؤها من السلطان وكان ذلك صلاحا له وعمارة لضيعته ، فإنّه يزرع هذه الحصّة من القرية البائرة لفضل ماء ضيعته العامرة وينحسم عنه طمع أولياء السلطان وإن لم يجز ذلك عمل بما تأمره.
    فأجابه : الضيعة لا يجوز ابتياعها إلّا من مالكها أو بأمره ورضا منه.
    وسأل عن رجل استحلّ امرأة خارجة من حجابها وكان يتحرّز من أن يقع له ولد ، فجاءت بابن فتحرّج الرجل أن لا يقبله فقبله وهو شاكّ فيه ، وجعل يجري عليه وعلى أمّه حتّى ماتت الامّ ، فهو ذا يجري عليه وهو شاكّ فيه ليس يخلطه بنفسه ، فإن كان ممّن يجب أن يخلط بنفسه ويجعله كسائر ولده فعل ذلك ، وإن جاز أن يجعل له شيئا من ماله دون حقّه فعل.
    فأجاب : الاستحلال بالمرأة يقع على وجوه ، والجواب مختلف فيها فليذكر الوجه الذي وقع الاستحلال به مشروحا ليعرف الجواب فيما يسأل عنه من أمر الولد إن شاء الله.
    وسأله الدعاء.
    فخرج الجواب : جاد الله عليه بما هو جلّ وتعالى أهله ، إيجابنا لحقّه ورعايتنا لأبيه رحمه‌الله وقربه منّا ، وقد رضينا بما علمناه من جميل نيّته ووقفنا عليه من مخالطة المقربة له من الله التي يرضى الله عزوجل ورسوله وأولياؤه عليهم‌السلام بما بدأنا نسأل الله بمسألته ما أمّله من كلّ خير عاجل وآجل ، وأن يصلح له من أمر دينه ودنياه ممّا يحبّ صلاحه إنّه ولي قدير (2).
    الخامسة عشرة : من التوقيعات ، كتب إليه صلوات الله عليه أيضا في سنة ثمان وثلاثمائة كتابا سأله فيه عن مسائل اخرى كتب فيه : بسم الله الرّحمن الرحيم أطال الله بقاك وأدام عزّك وكرامتك وسعادتك وسلامتك وأتمّ نعمته عليك ، وزاد في إحسانه إليك وجميل مواهبه لديك وفضله عليك وجزيل قسمه لك ، وجعلني من السوء كلّه فداك وقدمني قبلك ،
    __________________
    (1) عمّاله.
    (2) التوقيع بطوله في الاحتجاج : 485 إلى 487 وفيه : ما يجب صلاحه.

    إنّ قبلنا مشايخ وعجائز يصومون رجبا منذ ثلاثين سنة وأكثر ، ويصلون شعبان بشهر رمضان وروى لهم بعض أصحابنا أنّ صومه معصية.
    فأجاب له : قال الفقيه : يصوم منه أيّاما إلى خمسة عشر يوما ثمّ يقطعه ، إلّا أن يصومه عن الثلاثة الأيّام الثابتة للحديث : إنّ نعم شهر القضاء رجب.
    وسأله عن رجل يكون في محمله والثلج كثير قدر قامة رجل فيتخوّف إن نزل الغوص فيه وربّما يسقط الثلج وهو على تلك الحال ، ولا يستوي أن يلبد شيئا منه لكثرته وتهافته ، هل يجوز له أن يصلّي في المحمل الفريضة ، فقد فعلنا ذلك أيّاما فهل علينا في ذلك إعادة أم لا؟
    الجواب : لا بأس به عند الضرورة والشدّة.
    وعن الرجل يلحق الإمام وهو راكع فيركع معه ويحتسب بتلك الركعة ، فإنّ بعض أصحابنا قال : إن لم يسمع تكبيرة الركوع فليس له أن يعتدّ بتلك الركعة.
    فأجاب : إذا لحق الإمام من تسبيح الركوع تسبيحة واحدة اعتدّ بتلك الركعة ، وإن لم يسمع تكبيرة الركوع.
    وسأل عن رجل صلّى الظهر ركعتين ودخل في صلاة العصر ، فلمّا أن صلّى من صلاة العصر ركعتين استيقن أنّه صلّى الظهر ركعتين ، كيف يصنع؟
    فأجاب : إن كان أحدث بين الصلاتين حادثة يقطع بها الصلاة أعاد الصلاتين ، وإذا لم يكن أحدث حادثة جعل الركعتين الأخيرتين تتمّة لصلاة الظهر بعد ذلك.
    وسأل عن أهل الجنّة هل يتوالدون إذا دخلوها أم لا؟
    فأجاب : إنّ الجنّة لا حمل فيها للنساء ولا ولادة ولا طمث ولا نفاس ولا شقاء بالطفولية وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين كما قال سبحانه ، فإذا اشتهى المؤمن ولدا خلقه الله عزوجل بغير حمل ولا ولادة على الصورة التي يريد كما خلق آدم عبرة.
    وسأل عن رجل تزوّج امرأة بشيء معلوم إلى وقت معلوم وبقي عليها وقت ، فجعلها في حلّ ممّا بقي له عليها ، وقد كانت طمثت قبل أن يجعلها في حلّ من أيّامها بثلاثة أيّام ، أيجوز أن يتزوّجها رجل آخر بشيء معلوم إلى وقت معلوم عند طهرها من هذه الحيضة أو يستقبل بها حيضة اخرى؟
    فأجاب : يستقبل حيضة غير تلك الحيضة لأنّ أقلّ تلك العدّة حيضة وطهرة تامّة.

    وسأل عن الأبرص والمجذوم وصاحب الفالج هل تجوز شهادتهم فقد روي لنا أنّهم لا يؤمّون الأصحّاء؟
    فأجاب : إن كان ما بهم حادثا جازت شهادتهم وإن كان ولادة لم تجز.
    وسأل : هل للرجل أن يتزوّج ابنة امرأته؟
    فأجاب : إن كانت ربيت في حجره فلا يجوز وإن لم يكن ربيت في حجره وكانت أمّها في غير عياله فقد روي أنّه جائز.
    وسأل : هل يجوز أن يتزوّج بنت ابنة امرأة ثمّ يتزوّج جدّتها بعد ذلك أم لا؟
    فأجاب : قد نهي عن ذلك.
    وسأل عن رجل ادّعى على رجل ألف درهم وأقام به البيّنة العادلة ، وادّعى عليه أيضا خمسمائة درهم في صكّ آخر ، وله بذلك كلّه بيّنة عادلة ، وادّعى عليه أيضا ثلاثمائة درهم في صكّ آخر ومائتي درهم في صك آخر وله بذلك كلّه بيّنة عادلة ، ويزعم المدّعى عليه أنّ هذه الصكوك كلّها قد دخلت في الصك الذي بألف درهم ، والمدّعي منكر أن يكون كما زعم ، فهل يجب الألف درهم مرّة واحدة أو يجب عليه كلّما يقيم البيّنة به وليس في الصكاك استثناء إنّما هي صكاك على وجهها؟
    الجواب : يؤخذ من المدّعى عليه درهم مرّة وهي التي لا شبهة فيها ، ويردّ اليمين في الألف الباقي على المدّعي ، فإن نكل فلا حقّ له.
    وسأل عن طين القبر يوضع مع الميّت في قبره ، هل يجوز ذلك أم لا؟
    الجواب : يوضع مع الميّت في قبره ويخلط بحنوطه إن شاء الله.
    وسأل فقال : روي لنا عن الصادق عليه‌السلام أنّه كتب على إزار إسماعيل ابنه : إسماعيل يشهد أن لا إله إلّا الله. فهل يجوز لنا أن نكتب مثل ذلك بطين القبر أم غيره؟
    الجواب : يجوز ذلك.
    وسأل : هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر؟ وهل فيه فضل؟
    فأجاب : يسبح به فما من شيء من السبح أفضل ، ومن فضله أن الرجل ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له التسبيح.
    وسأل عن السجدة على لوح من طين القبر وهل فيه فضل؟

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 20:59

    فأجاب : يجوز ذلك وفيه الفضل.
    وسأل عن الرجل يزور قبور الأئمّة عليهم‌السلام هل يجوز أن يسجد على القبر أم لا؟ وهل يجوز لمن صلّى عند بعض قبورهم أن يقوم وراء القبر ويجعل القبر قبلة أو يقوم عند رأسه أو رجليه؟ وهل يجوز أن يتقدّم القبر ويصلّي ويجعل القبر خلفه أم لا؟
    فأجاب : أمّا السجود على القبر فلا يجوز في نافلة ولا فريضة ولا زيارة ، والذي عليه أن يضع خدّه الأيمن على القبر ، وأمّا الصلاة فإنّها خلفه ويجعل القبر أمامه ، ولا يجوز أن يصلّي بين يديه ولا عن يمينه ولا عن يساره لأنّ الإمام لا يتقدّم عليه ولا يساوى.
    وسأل فقال : هل يجوز للرجل إذا صلّى الفريضة أو النافلة وبيده السبحة أن يديرها وهو في الصلاة؟
    فأجاب : يجوز إذا خاف السهو أو الغلط.
    وسأل : هل يجوز أن يدير السبحة بيده اليسرى إذا سبّح أو لا يجوز؟
    فأجاب : يجوز ذلك والحمد لله ربّ العالمين.
    وسأل فقال : روي عن الفقيه في بيع الوقوف خبر مأثور : إذا كان الوقف على قوم بأعيانهم وأعقابهم فاجتمع أهل الوقف على بيعه وكان ذلك أصلح أن يبيعوه ، فهل يجوز أن يشتري من بعضهم إن لم يجتمعوا كلّهم على ذلك وعن الوقف الذي لا يجوز بيعه؟
    فأجاب : إذا كان الوقف على إمام المسلمين فيبيع كلّ قوم ما يقدرون على بيعه مجتمعين ومتفرّقين إن شاء الله.
    وسأل : هل يجوز للمحرم أن يصير على إبطه المرتك أو التوية لريح العرق أم لا يجوز؟
    فأجاب : يجوز ذلك وبالله التوفيق.
    وسأل عن الضرير إذا اشهد في حال صحّته على شهادة ثمّ كفّ بصره ولا يرى خطّه فيعرفه هل تجوز شهادته أم لا؟ وإن ذكر هذا الضرير الشهادة ، هل يجوز أن يشهد على شهادته أم لا يجوز؟
    فأجاب : إذا حفظ الشهادة وحفظ الوقت جازت شهادته.
    وسأل عن الرجل يوقف ضيعة أو دابّة ويشهد على نفسه باسم بعض وكلاء الوقف ، ثمّ يموت هذا الوكيل أو يتغيّر أمره ويتولّى غيره ، هل يجوز أن يشهد الشاهد لهذا الذي اقيم

    مقامه إذا كان أصل الوقف لرجل واحد؟
    فأجاب : لا يجوز غير ذلك ، لأنّ الشهادة لم تقم للوكيل وإنّما قامت للمالك ، وقد قال الله تعالى (وَأَقِيمُوا الشَّهادَةَ لِلَّهِ) (1).
    وسأل عن الركعتين الأخيرتين قد كثرت فيها الروايات فبعض يروي أنّ قراءة الحمد وحدها أفضل ، وبعض يروي أنّ التسبيح فيهما أفضل ، والفضل لأيّهما نستعمله؟
    فأجاب : قد نسخت قراءة أمّ الكتاب في هاتين الركعتين التسبيح ، والذي نسخ التسبيح قول العالم : كلّ صلاة لا قراءة فيها فهي خداج ، إلّا للعليل أو من يكثر عليه السهو فيتخوّف بطلان الصلاة عليه.
    وسأل فقال : يتّخذ عندنا ربّ الجوز لوجع الحلق والبحبحة ، يؤخذ الجوز الرطب من قبل أن ينعقد ويدقّ دقّا ناعما ويعصر ماؤه ويصفّى ويطبخ على النصف ويترك يوما وليلة ثمّ ينصب على النار ، ويلقى على كلّ ستّة أرطال منه رطل عسل ، ويغلى وينزع رغوته ويسحق من النوشادر والشبّ اليماني (2) من كلّ واحد نصف مثقال ، ويداف بذلك الماء ويلقى فيه درهم زعفران مسحوق ويغلى ، ويؤخذ رغوته ويطبخ حتّى يصير مثل العسل ثخينا ثمّ ينزل عن النار ويبرد ويشرب منه ، فهل يجوز شربه أم لا؟
    فأجاب : إن كان كثيره يسكر أو يغيّر فقليله وكثيره حرام ، وإن كان لا يسكر فهو حلال.
    وسأل عن الرجل تعرض له حاجة ممّا لا يدري أن يفعلها أم لا فيأخذ خاتمين فيكتب في أحدهما : نعم افعل وفي الآخر : لا تفعل ، فيستخير الله مرارا ثمّ يرى فيهما فيخرج أحدهما فيعمل بما يخرج ، فهل يجوز ذلك أم لا؟ والعامل به والتارك له أهو مثل الاستخارة أم هو سوى ذلك؟
    فأجاب : الذي سنّه العالم عليه‌السلام في هذه الاستخارة بالرقاع والصلاة.
    وسأل عن صلاة جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام في أيّ أوقاتها أفضل أن يصلّي فيه؟ وهل فيها قنوت؟ وإن كان ففي أيّ ركعة منها؟
    __________________
    (1) سورة الطلاق : 2.
    (2) في الوسائل : النوشاذر ، والشبّ حجارة الزاج يقطر من الجبل وينجمد ويتبخّر ، وأحسنها ما يجلب من اليمن.

    فأجاب : أوقاتها صدر النهار من يوم الجمعة ثمّ في أيّ الأيّام شئت ، وأيّ وقت صلّيتها من ليل أو نهار فهو جائز ، والقنوت فيها مرّتان في الثانية قبل الركوع والرابعة.
    وسأل عن الرجل أن ينوي إخراج شيء من ماله وأن يدفعه إلى رجل من إخوانه ثمّ يجد في أقربائه محتاجا ، أيصرف ذلك عمّن نواه له في قرابته؟
    فأجاب : يصرف إلى أدناهما وأقربهما من مذهبه ، فإن ذهب إلى قول العالم : لا يقبل الله الصدقة وذووهم محتاجون ، فليقسم بين القرابة وبين الذي نوى حتّى يكون قد أخذ بالفضل كلّه.
    وسأل فقال : قد اختلف أصحابنا في مهر المرأة فقال بعضهم : إذا دخل بها سقط عنه المهر ولا شيء لها. وقال بعضهم : هو لازم في الدنيا والآخرة فكيف ذلك؟ وما الذي يجب فيه؟
    فأجاب : إن كان عليه بالمهر كتاب فيه ذكر دين فهو لازم له في الدنيا والآخرة ، وإن كان عليه كتاب فيه ذكر الصداق سقط إذا دخل بها ، وإن لم يكن عليه كتاب فإذا دخل بها سقط باقي الصداق.
    وسأل فقال : روي لنا عن صاحب العسكر عليه‌السلام أنّه سئل عن الصلاة في الخز الذي يغشى بوبر الأرانب ، فوقّع : يجوز. وروي عنه أيضا أنّه لا يجوز ، فأيّ الأمرين نعمل به؟
    فأجاب : إنّما حرم في هذه الأوبار والجلود ، وأمّا الأوبار وحدها فحلال ، وقد سئل بعض العلماء عن قول الصادق عليه‌السلام : لا يصلّى في الثعلب ولا في الأرنب ولا في الثوب الذي يليه فقال : إنّما عنى الجلود دون غيرها.
    وسأل فقال : نجد بأصفهان ثيابا عنابية على عمل الوشي من قز أو إبريسم ، هل تجوز الصلاة فيها أم لا؟
    فأجاب : لا تجوز الصلاة إلّا في ثوب سداه أو لحمته قطن أو كتّان.
    وسأل عن المسح على الرجلين بأيّهما يبدأ باليمين أو يمسح عليها جميعا معا؟
    فأجاب : يمسح عليهما جميعا معا فإن بدأ بإحداهما قبل الاخرى فلا يبتدئ إلّا باليمين.
    وسأل عن صلاة جعفر في السفر هل يجوز أن تصلّى أم لا؟
    فأجاب : يجوز ذلك.

    وسأل عن تسبيح فاطمة من سها فجاوز التكبير أكثر من أربع وثلاثين ، هل يرجع إلى أربع وثلاثين أو يستأنف ، وإذا سبّح تمام سبعة وستّين هل يرجع إلى ستّة وستّين أو يستأنف وما الذي يجب في ذلك؟
    فأجاب : إذا سها في التكبير حتّى تجاوز أربعا وثلاثين عاد إلى ثلاث وثلاثين ويبني عليها ، وإذا سها في التسبيح فتجاوز سبعا وستّين تسبيحة عاد إلى ستّة وستّين ويبني عليها ، فإذا جاوز التحميد مائة فلا شيء عليه (1).
    السادس عشر من التوقيعات : وفيه ورد من الناحية المقدّسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد :
    بسم الله الرّحمن الرحيم أمّا بعد سلام الله عليك أيّها الولي المخلص في الدين المخصوص فينا باليقين ، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلّا هو ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين ونعلمك ـ أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ـ أنّه قد اذن لنا في تشريفك بالمكاتبة وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قبلك أعزّهم الله بطاعته وكفاهم المهمّ برعايته لهم وحراسته ، فقف أمدّك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه على ما نذكره ، واعمل في ناديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين ؛ فإنّا نحيط علما بأنبائكم ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم ومعرفتنا بالأزل الذي من جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ، ونبذوا العهد المأخوذ منه وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون أنّا غير مهملين لمراعاتكم ولا ناسين لذكركم ، لو لا ذلك لنزل بكم اللأواء (2) واصطلمكم الأعداء ، فاتّقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم يهلك فيها من حمّ أجله ويحمى عنها من أدرك أمله ، وهي أمارة لازوف حركتنا (3) ومباينتكم بأمرنا ونهينا والله متمّ نوره ولو كره المشركون.
    __________________
    (1) التوقيع بطوله في : الاحتجاج : 487 إلى 492 والوسائل : 25 / 383.
    (2) اللأواء : الشدّة.
    (3) أي : هي علامة لاقتراب حركتنا.

    اعتصموا بالتقيّة من شب نار الجاهلية يحششها عصب اموية تهول بها مهدية ، أنا زعيم بنجاة من لم يرم فيها المواطن الخفية ، وسلك في الطعن منها السبيل المرضية ، إذا حل جمادى الاولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيها واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه ، سيظهر لكم من السماء آية جلية ، ومن الأرض مثلها بالسوية ، ويحدث في أرض المشرق ما يحزن ويقلق ، ويغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مرّاق ، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق ، ثمّ تنفرج الغمّة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار ، ثمّ يسير بهلاكه المتّقون الأخيار ويتفق لمريدي الحجّ من الآفاق ، ما يؤمّلونه منه على توفير غلبة منهم وإنفاق ، ولنا في تيسير حجّهم على الاختيار منهم والوفاق ، شأن يظهر على نظام واتساق ، فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبّتنا ويتجنّب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا ، فإنّ أمرنا بغتة فجأة حين لا ينفعه توبة ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة ، والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته.
    التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام : هذا كتابنا إليك أيّها الأخ الولي والمخلص في ودّنا الصفيّ ، والناصر لنا الوفيّ ، حرسك الله بعينه التي لا تنام ، فاحتفظ به ولا تظهر على خطّنا الذي سطّرناه ولا بما فيه ضمنّاه أحدا ، وأدّ ما فيه إلى من تسكن إليه ، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين (1).
    السابع عشر من التوقيعات فيه أيضا : ورد عليه كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجّة سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخته : من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله : بسم الله الرّحمن الرحيم سلام عليك أيّها الناصر للحقّ الداعي إليه بكلمة الصدق ، فإنّا نحمد الله إليك الذي لا إله إلّا هو إلهنا وإله آبائنا الأوّلين ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا محمّد خاتم النبيّين وعلى أهل بيته الطاهرين وبعد : فقد كنّا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه لك من أوليائه وحرسك من كيد أعدائه وشفعنا ذلك الآن من مستقرّ لنا ينصب في شمراخ (2) من يهمأ ، صرنا إليه آنفا من
    __________________
    (1) الاحتجاج : 495 ذكر طرف ممّا خرج عن صاحب الزمان من المسائل الفقهية.
    (2) واحد شماريخ النخل وهي العثاكيل التي عليها البسرة ، والعثكال ما يكون فيه الرطب ، والشمراخ غرة الغرس.

    غماليل ألجأنا إليه السباديث (1) من الإيمان ، ويوشك أن يكون هبوطنا إلى ضحضح من غير بعد من الدهر ولا تطاول من الزمان ، ويأتيك بناء منّا بما يتجدّد لنا من حال ، فتعرف بذلك ما يعتمد من الزلفة إلينا بالأعمال والله موفّقك لذلك برحمته ، فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام ، أن تقابل بذلك فتنة تسبل نفوس قوم حرشت (2) باطلا لاسترهاب المبطلين ، يبتهج لدمارها المؤمنون ويحزن لذلك المجرمون ، وآية حركتنا من هذه اللوثة (3) حادثة بالحرم المعظم من رجس منافق مذمم مستحلّ للدم المحرّم ، يعمل بكيده أهل الايمان ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم لهم والعدوان ؛ لأنّنا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب من ملك الأرض والسماء.
    فليطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب ، وليتّقوا بالكفاية منه وإن راعتهم به الخطوب ، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهي عنه من الذنوب ، ونحن نعهده إليك ـ أيّها الولي المخلص المجاهد فينا الظالمين أيّدك الله بنصره الذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين ـ أنّه من اتّقى ربّه من إخوانك في الدين وأخرج ممّا عليه إلى مستحقّيه كان آمنا من الفتنة المبطلة ومحنها المظلمة المضلّة ، ومن يبخل منهم بما أعاده الله من نعمته على من أمره بصلته ، فإنّه يكون خاسرا بذلك لاولاه وآخرته ، ولو أنّ أشياعنا وفّقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد لما تأخّر عنهم العمى بلقائنا ، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا ، فما يحبسنا عنهم إلّا ما يتّصل بنا ممّا نكره ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل وصلواته على سيّدنا البشير النذير محمّد وآله الطاهرين وسلّم.
    وكتب : في غرّة شوّال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها : هذا كتابنا إليك أيّها الولي الملهم للحقّ العلي ، بإملائنا وخطّ ثقتنا فأخفه عن كلّ أحد واطوه واجعل له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا شملهم الله ببركاتنا إن شاء الله ، الحمد لله والصلاة على سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين (4).
    __________________
    (1) في الاحتجاج والتهذيب : 1 / 39. من بهماء ـ اسباريت.
    (2) الاحتراش : أن يقصد الرجل إلى جحر الضبّ فيضربه بكفّه ليحسبه الضب أفعى.
    (3) اللوثة : الجرح والاسترخاء ، واللوثة الشرّ والدنس.
    (4) الاحتجاج : 498 وتهذيب الأحكام : 1 / 39.

    فاكهة
    في البحار عن الكافي عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي : ممّن وقف على معجزات صاحب الزمان عليه صلوات الله الملك المنّان ، ورآه من الوكلاء ببغداد : العمري وابنه وحاجز والبلالي والعطّار ، ومن الكوفة العاصمي ، ومن الأهواز محمد بن إبراهيم بن مهزيار ، ومن أهل قم أحمد بن إسحاق ، ومن أهل همدان محمد بن صالح ، ومن أهل الري البسامي الأسدي ، ومن أهل أذربايجان القسم بن العلاء ، ومن نيشابور محمد بن شاذان.
    ومن غير الوكلاء من أهل بغداد : أبو القاسم بن أبي جالس وأبو عبد الله الكندي وأبو عبد الله الجندي وهارون القزّاز والنيلي وأبو القاسم بن دبيس وأبو عبد الله بن فروخ ومسرور الطباخ مولى أبي الحسن وأحمد ومحمد ابنا الحسن وإسحاق الكاتب من بني نيبخت وصاحب الفرار الصرّة المختومة ، ومن همدان محمد بن كشمرد وجعفر بن حمدان ومحمد ابن هارون بن عمران ومن الدينور حسن بن هارون وأحمد ابن أخيه وأبو الحسن ، ومن أصفهان ابن بادشاله ، ومن الصيمرة زيدان ، ومن قم الحسن بن نضر ومحمد بن محمد وعلي ابن محمد بن إسحاق وأبوه والحسن بن يعقوب ، ومن أهل الري القاسم بن موسى وابنه وأبو محمد بن هارون وصاحب الحصاة وعلي بن محمد ومحمد بن محمد الكليني وأبو جعفر الرن ، ومن قزوين مرداس وعلي بن أحمد ومن قابس رجلان ، ومن شهر زور ابن الخال ، ومن فارس المجروح ، ومن مرو صاحب الألف دينار وصاحب المال والرقعة البيضاء وأبو ثابت ، ومن نيسابور محمد بن شعيب بن صالح ، ومن اليمن الفضل بن يزيد والحسن ابنه والجعفري وابن الأعجمي والشمشاطي ، ومن مصر صاحب المولودين وصاحب المال بمكة وأبو رجا ، ومن نصيبين أبو محمد ابن الوجنا ، ومن الأهواز الحصيني (1).
    __________________
    (1) غير موجود في الكافي وهو في البحار : 52 / 31 ح 26 عن الكافي.

    الفرع العاشر
    انتظار الفرج ومدح الشيعة في زمان الغيبة
    وما ينبغي فعله في ذلك الزمان
    في البحار عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل أعمال أمّتي انتظار فرج الله عزوجل (1).
    وفيه عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : من رضي من الله بالقليل من الرزق رضي‌الله‌عنه بالقليل من العمل ، وانتظار الفرج عبادة (2).
    وفيه عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل أعمال امتي انتظار الفرج (3).
    وفيه عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : تمتد الغيبة بولي الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله والأئمّة بعده. يا أبا خالد إنّ أهل زمان غيبته القائلون بإمامته المنتظرون لظهوره أفضل أهل كلّ زمان ، لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والأفهام والمعونة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالسيف ، اولئك المخلصون حقّا وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرّا وجهرا. وقال : انتظار الفرج من أعظم الفرج (4).
    وفيه عن أبي بصير عن الصادق عليه‌السلام : طوبى لمن تمسّك بأمرنا في غيبة قائمنا فلم يزغ قلبه بعد الهداية ، فقلت له : جعلت فداك وما طوبى؟ قال : شجرة في الجنّة أصلها في دار علي بن أبي طالب وليس من مؤمن إلّا في داره غصن من أغصانها وذلك قول الله عزوجل (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) (5) (6).
    وفيه سئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزوجل : (الم ذلِكَ الْكِتابُ) إلى (يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (7) فقال : المتّقون شيعة علي ، والغيب فهو الحجّة الغائب ، وشاهد ذلك قول الله
    __________________
    (1) عيون أخبار الرضا : 1 / 39 ح 87.
    (2) أمالي الطوسي : 405 ح 907.
    (3) الإمامة والتبصرة : 163.
    (4) البحار : 52 / 31 ح 26 والاحتجاج : 2 / 50.
    (5) سورة الرعد : 29.
    (6) البحار : 52 / 123 ح 6.
    (7) مطلع سورة البقرة : 1 إلى 3.

    عزوجل : (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (1) فأخبر عزوجل أنّ الآية هي الغيب ، والغيب هو الحجّة ، وتصديق ذلك قول الله عزوجل : (وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً) (2) يعني حجّة (3).
    وفيه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي : يا علي .. واعلم أنّ أعظم الناس يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وحجب عنهم الحجّة ، فآمنوا بسواد في بياض (4).
    وفيه عن سيّد العابدين عليه‌السلام : من ثبت على ولايتنا في غيبة قائمنا أعطاه الله أجر ألف شهيد مثل شهداء بدر واحد (5).
    وفيه عن أبي عبد الله : من مات منكم على هذا الأمر منتظرا له كان كمن كان في فسطاط القائم (6).
    وفيه عنه عليه‌السلام : إنّ لصاحب هذا الأمر غيبة ؛ المتمسّك فيها بدينه كالخارط الشوك القتاد بيده ، ثمّ أومى أبو عبد الله بيده هكذا قال : فأيّكم يمسك شوك القتاد بيده ، ثمّ أطرق مليا ثمّ قال : لصاحب هذا الأمر غيبة ليتقوا الله عند غيبته (7) وليتمسّك بدينه (Cool.
    وفيه عنه عن أبيه عليهما‌السلام : لا بدّ لنار من أذربيجان لا يقوم لها شيء ، وإذا كان ذلك فكونوا جلاس بيوتكم ، والبدوا ما لبدنا فإذا تحرّك متحرّك فاسعوا إليه ولو حبوا ، والله لكأنّي أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد ، على العرب شديد ، ويل لطغاة العرب من شرّ قد اقترب (9).
    وفيه عنه عليه‌السلام : أوحى الله إلى إبراهيم عليه‌السلام أنّه سيولد لك فقال لسارة فقالت (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ) (10) فأوحى إليه : أنّها ستلد ويعذّب أولادها بردّها الكلام عليّ. قال : فلمّا طال على
    __________________
    (1) سورة يونس : 20.
    (2) سورة المؤمنون : 50.
    (3) كمال الدين : 18.
    (4) من لا يحضره الفقيه : 4 / 366 ، والبحار : 52 / 125 ح 12.
    (5) اعلام الورى : 402 ، والبحار : 52 / 125 ح 13.
    (6) محاسن البرقي : 1 / 173 ح 147 ، البحار : 52 / 125 ح 15.
    (7) في الكافي وغيبة النعماني (169) : إن لصاحب هذا الامر غيبة فليتق الله عبد.
    (Cool الكافي : 1 / 335 ، والبحار : 52 / 111 ح 21.
    (9) غيبة النعماني : 194 ، والبحار : 52 / 293 ح 42.
    (10) سورة هود : 72.

    بني إسرائيل العذاب ضجّوا وبكوا إلى الله أربعين صباحا فأوحى الله إلى موسى وهارون ليخلصهم من فرعون فحطّ عنهم سبعين ومائة سنة فقال الصادق عليه‌السلام : هكذا أنتم لو فعلتم لفرّج الله عنّا ، فأمّا إذا لم تكونوا فإنّ الأمر ينتهي إلى منتهاه (1).
    وفيه قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم : ليتني قد لقيت إخواني. فقال له أبو بكر وعمر : أولسنا إخوانك آمنّا بك وهاجرنا معك؟ قال : قد آمنتم وهاجرتم. وأعادا القول فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنتم أصحابي ولكن إخواني يأتون من بعدكم يؤمنون بي ويحبّونني وينصرونني ويصدّقونني وما رأوني ، فيا ليتني قد لقيت إخواني (2).
    في العوالم : عن علي بن الحسين عليه‌السلام قال : والله لا يخرج واحد منّا قبل خروج القائم عجل الله فرجه إلّا كان مثله مثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحا فأخذه الصبيان فعبثوا به (3).
    وفيه عن المحاسن قيل لأبي عبد الله عليه‌السلام : ما تقول فيمن مات على هذا الأمر منتظرا له؟
    قال : هو بمنزلة من كان مع القائم في فسطاطه ، ثمّ سكت هنيئة ، قال : هو كمن كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (4).
    في البحار عن إبراهيم الكوفي : دخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام فكنت عنده إذ دخل أبو الحسن موسى بن جعفر وهو غلام فقمت إليه وقبّلت رأسه وجلست فقال لي أبو عبد الله : يا أبا إبراهيم أما إنّه صاحبك من بعدي ، أما ليهلكن فيه أقوام ويسعد آخرون ، فلعن الله قاتله وضاعف على روحه العذاب ، أما ليخرجنّ الله من صلبه خير أهل الأرض في زمانه بعد عجائب تمرّ به حسدا له ، ولكن الله بالغ أمره ولو كره المشركون ، يخرج الله تبارك وتعالى من صلبه تكملة اثني عشر إماما مهديا اختصهم الله بكرامته وأحلّهم دار قدسه ، المنتظر للثاني عشر كالشاهر سيفه بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يذبّ عنه ، فدخل رجل من موالي بني امية وانقطع الكلام ، وعدت إلى أبي عبد الله عليه‌السلام خمس عشرة مرّة اريد استتمام الكلام فما قدرت على ذلك ، فلمّا كان من قابل دخلت عليه وهو جالس فقال عليه‌السلام لي : يا إبراهيم هو المفرّج للكرب عن شيعته بعد ضنك شديد وبلاء طويل وجوع ، فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان وحسبك يا إبراهيم. قال أبو إبراهيم : فما رجعت بشيء أسرّ إليّ من هذا ولا أفرح لقلبي
    __________________
    (1) تفسير العياشي : 2 / 154 سورة هود.
    (2) أمالي المفيد : 63 مجلس 7 ح 9.
    (3) غيبة النعماني : 199 ح 14.
    (4) المحاسن للبرقي : 173 ح 146 باب 38.

    منه (1).
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 21:01

    منه (1).
    وفيه عن الحكم بن عيينة : لما قتل أمير المؤمنين عليه‌السلام الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لقد شهدنا في هذا الموقف اناس لم يخلق الله آباءهم ولا أجدادهم بعد. فقال الرجل : وكيف يشهدنا قوم لم يخلقوا؟ قال : بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا فيما نحن فيه ويسلمون لنا فاولئك شركاؤنا فيما كنّا فيه حقّا حقّا (2).
    وفيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام : إذا أصبحت وأمسيت لا ترى إماما تأتمّ به فأحبب من كنت تحبّ وأبغض من كنت تبغض حتّى يظهره الله عزوجل (3).
    وفيه عنه عليه‌السلام : أقرب ما يكون العباد إلى الله عزوجل وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجّة الله فلم يظهر لهم ولم يعلموا بمكانه (4).
    وفيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى لا ينجو منها إلّا من دعا بدعاء الغريق ، قال عليه‌السلام تقول : يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك. قال الراوي فقلت : يا مقلّب القلوب والأبصار ثبّت قلبي على دينك. فقال : إنّ الله عزوجل مقلّب القلوب والأبصار ، ولكن قل كما أقول : يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك(5).
    وفيه عن علي عليه‌السلام في نهج البلاغة : الزموا الأرض واصبروا على البلاء ولا تحرّكوا بأيديكم وسيوفكم وهوى ألسنتكم ، ولا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم ، فإنّه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة ربّه وحقّ رسوله وأهل بيته مات شهيدا ، ووقع أجره على الله فاستوجب ثواب ما نرى من صالح عمله وقامت النيّة مقام إصلائه بسيفه فإنّ لكلّ شيء مدّة وأجلا (6).
    وفيه عن عمّار الساباطي قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : العبادة مع الإمام منكم المستتر في السرّ في دولة الباطل أفضل أم العبادة في ظهور الحقّ ودولته مع الإمام الظاهر منكم؟ فقال : يا
    __________________
    (1) تفسير العياشي : 2 / 20 سورة الأعراف ، والبحار : 52 / 130.
    (2) محاسن البرقي : 1 / 262 ح 322.
    (3) الكافي : 1 / 342 ح 28.
    (4) البحار : 52 / 148 ح 71.
    (5) كمال الدين : 352 ، والبحار : 12 / 277 ح 49.
    (6) نهج البلاغة : 2 / 133 خطبة 190 وفيه تفاوت ، والبحار : 52 / 144 ح 63.

    عمّار الصدقة في السرّ والله أفضل من الصدقة في العلانية ، وكذلك عبادتكم في السرّ مع إمامكم المستتر في دولة الباطل أفضل لخوفكم من عدوّكم في دولة الباطل ، وحال الهدنة ممّن يعبد الله في ظهور الحقّ مع الإمام الظاهر في دولة الحقّ ، وليس العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة مع الأمن في دولة الحقّ ، اعلموا أنّ من صلّى منكم صلاة فريضة وحدانا مستترا بها من عدوّه في وقتها فأتمّها كتب الله عزوجل له بها خمسا وعشرين صلاة فريضة وحدانية ، ومن صلّى منكم صلاة نافلة في وقتها فأتمّها كتب الله عزوجل له بها عشر صلوات نوافل ، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها فأتمّها كتب الله عزوجل له بها عشر صلوات نوافل ، ومن عمل منكم حسنة كتب الله له بها عشرين حسنة ، ويضاعف الله تعالى حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان الله بالتقيّة على دينه وعلى إمامه وعلى نفسه ، وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة كثيرة إنّ الله عزوجل كريم.
    قال : فقلت : جعلت فداك قد رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكنّي أحبّ أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام منكم الظاهر في دولة الحقّ ونحن وهم على دين واحد وهو دين الله عزوجل؟ فقال : إنّكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله وإلى الصلاة والصوم والحجّ وإلى كلّ فقه وخير وإلى عبادة الله سرّا من عدوّكم مع الإمام المستتر ، مطيعون له صابرون معه منتظرون لدولة الحقّ ، خائفون على إمامكم وعلى أنفسكم من الملوك ، تنظرون إلى حقّ إمامكم وحقّكم في أيدي الظلمة قد منعوكم ذلك ، واضطروكم إلى جذب الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم وعبادتكم وطاعة ربّكم والخوف من عدوّكم ، فبذلك ضاعف الله أعمالكم فهنيئا لكم هنيئا.
    قال : فقلت : جعلت فداك وما نتمنّى إذا أن نكون من أصحاب القائم في ظهور الحقّ ونحن اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا صاحب دولة الحقّ؟ فقال : سبحان الله أما تحبّون أن يظهر الله عزوجل الحقّ والعدل في البلاد ، ويحسن حال عامة الناس ، ويجمع الله الكلمة ويؤلّف بين القلوب المختلفة ، ولا يعصى الله في أرضه ويقام حدود الله في خلقه ، ويرد الحقّ إلى أهله فيظهره حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق. أما والله يا عمّار لا يموت منكم ميّت على الحال التي أنتم عليها إلّا كان أفضل عند الله عزوجل من كثير ممّن شهد بدرا واحدا فأبشروا (1).
    __________________
    (1) البحار : 52 / 128 ح 20.

    الفرع الحادي عشر
    في شمائله وأوصافه وخصائصه وأسمائه وألقابه وكناه عليه‌السلام
    وفيه ثمرات
    الثمرة الاولى : في شمائله وأوصافه.
    في العلوي : أبيض مشرب حمرة ، عن الصادق عليه‌السلام : أسمر يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل. عن أهل السنّة : لونه لون عربي ، وجسمه جسم إسرائيلي وجسم إسرائيلي في طول القامة وعظم الجثّة. وفي العلوي : شاب مربوع. في النبوي : أجلى الجبينين (1).
    وعن الصادق : مقرون الحاجبين أقنى الأنف. وعن العلوي : حسن الوجه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه (2).
    وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : وجهه كالدينار ، على خدّه الأيمن خال كأنّه كوكب درّي (3).
    وعن علي عليه‌السلام : أفلج الثنايا حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبيه (4).
    وفي خبر سعد بن عبد الله : وعلى رأسه فرق بين وفرتين كأنّه ألف بين واوين (5).
    وعن الباقر عليه‌السلام : مشرف الحاجبين ، غائر العينين بوجهه أثر (6).
    وعن الصادق عليه‌السلام : شامة في رأسه ، منتدح البطن (7).
    __________________
    (1) غيبة الطوسي : 226 وفيه : صلت الجبين.
    (2) الإرشاد : 2 / 382 والاختصاص : 45 مسائل عبد الله بن سلام.
    (3) غيبة الشيخ : 266 والخرائج والجرائح : 787 باب 15.
    (4) شرح النهج لابن أبي الحديد : 19 / 130 نبذة من غريب كلامه. ومجموعة ورام : 1 / 19.
    (5) كمال الدين : 457 باب من شاهده ودلائل الإمامة : 275.
    (6) الفتن لنعيم بن حمّاد : 425 ، ومقتل الحسين لأبي مخنف : 374.
    (7) كمال الدين : 653 واعلام الورى : 465 فصل 4 وفيهما : مبدح.

    وعن علي عليه‌السلام : مبدح البطن (1). وأيضا عنه عليه‌السلام : ضخيم البطن (2) ، وكلّها متقاربة.
    وعن الباقر عليه‌السلام : واسع الصدر مترسل المنكبين عريض ما بينهما (3). وعنه أيضا : عريض ما بين المنكبين (4).
    وعن الصادق عليه‌السلام : بعيد ما بين المنكبين.
    وعن علي عليه‌السلام : عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان ؛ شامة على لون جلده وشامة على شبه شامة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (5).
    وعن علي عليه‌السلام : كثّ اللحية أكحل العينين برّاق الثنايا في وجهه خال في كتفه علائم نبوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عريض الفخذين. وعنه عليه‌السلام : أذيل الفخذين على فخذه اليمنى شامة.
    وعن الصادق عليه‌السلام : أحمش الساقين (6).
    وعن الصادق والباقر عليهما‌السلام : شامة بين كتفه من جانبه الأيسر ، تحت كتفيه ورقة مثل الآس (7).
    وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار (Cool.
    وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا : كأنّ وجهه كوكب دريّ ، في خدّه الأيمن خال أسود أفرق الثنايا (9).
    وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله : المهدي طاوس أهل الجنّة ، وجهه كالقمر الدريّ عليه جلابيب النور (10).
    وعن الرضا عليه‌السلام : عليه جيوب النور تتوقّد بشعاع ضياء القدس (11).
    وعن علي بن إبراهيم بن مهزيار : كأقحوانة وأرجوان قد تكاثف عليها الندى ، وأصابها ألم الهوى كغصن بان أو كقضيب ريحان ، ليس بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق ، مربوع القامة مدوّر الهامة صلت الجبين أزج الحاجبين أقنى الأنف سهل الخدّين ، على خدّه الأيمن خال
    __________________
    (1) المصدر السابق.
    (2) مجموعة ورام : 1 / 19 وفيه : فخم.
    (3) بصائر الدرجات : 188 ح 56 باب ما عند الأئمّة من سلاح وفيه : مسترسل.
    (4) كتاب الفتن لنعيم : 236 ، والسنن الكبرى النسائي : 5 / 412.
    (5) كمال الدين : 653.
    (6) فلاح السائل : 200 فصل 21.
    (7) غيبة النعماني : 216.
    (Cool غيبة النعماني : 247.
    (9) كشف الغمة : 2 / 470 ذكر علاماته.
    (10) الصراط المستقيم : 2 / 241.
    (11) غيبة النعماني : 180.

    كأنّه فتات مسك على رضاضة عنبر (1).
    وفي خبر آخر عنه : رأيت وجها مثل فلقة قمر ، لا بالخرق ولا بالنزق ، أدعج العينين (2).
    وفي خبر آخر : واضح الجبين أبيض الوجه دريّ المقلتين شثن الكفين معطوف الركبتين (3).
    وفي خبر إبراهيم بن مهزيار : ناصع اللون واضح الجبين أبلج الحاجب مسنون الخدّ. إن شاء الله (4).
    __________________
    (1) الخرائج والجرائح : 787 باب 15.
    (2) كمال الدين : 468.
    (3) كمال الدين : 407 والخرائج والجرائح : 958.
    (4) كمال الدين : 446.

    الثمرة الثانية
    في خصائصه عليه‌السلام
    الاولى : امتياز ظلّه وشبحه في عالم الأظلّة كما في حديث المعراج.
    الثانية : شرافة نسبه الشريف.
    الثالثة : سيره في أعلى سرادق العرش بعد تولّده ، وخطاب الله له.
    الرابعة : له بيت حمل يشتعل السراج فيه من يوم تولّده إلى يوم خروجه.
    الخامسة : ليس لأحد أن يجمع اسم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكنيته وحرام له سواه.
    السادسة : حرمة ذكر اسمه الشريف.
    السابعة : هو خاتم الأوصياء.
    الثامنة : غيبته يوم تولّده وتوديعه بروح القدس وتربيته في عالم النور.
    التاسعة : بعده عن الكفّار والمنافقين للخوف.
    العاشرة : غاب ولم يكن لأحد عليه بيعة حتّى يقوم مع السيف.
    الحادية عشرة : على ظهره شامة كما على ظهر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    الثانية عشرة : اختصّه الله في الكتب السماوية وأخبار المعراج من سائر الأوصياء ، وذكره بألقابه تبجيلا بشأنه ومقامه.
    الثالثة عشرة : ظهور العلامات والآيات السماوية والأرضية لتولّده وخروجه كما قال تعالى : (سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ) (1).
    الرابعة عشرة : الصيحة السماوية مقارن خروجه عجل الله فرجه كما في تفسير (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) (2) وأشار إلى ذلك ما كتب على جدران المدينة الواقعة في برية الأندلس التي بنيت قبل زمان الإسكندر ، ووجدوها في زمان عبد الملك : حتّى يقوم بأمر الله قائمهم من السماء إذا ما باسمه نودي ، كما في الفرع الثامن من الغصن الثالث في ذكر أخبار الكهنة والسابقين بأعيان الأئمّة مشروح.
    __________________
    (1) سورة فصلت : 53.
    (2) سورة ق : 41.

    الخامسة عشرة : توقّف الأفلاك وبطؤها عن السير والحركة ، كما في الخبر كلّ سنة من سني زمانه يطول ويكون مقدار عشرة سنين.
    السادسة عشرة : ظهور مصحف علي عليه‌السلام الذي جمعه بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كما في أخبار زمان ظهوره عن علي عليه‌السلام في غيبة النعماني يقول : كأنّي بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة ، يعلّمون الناس القرآن كما انزل. قيل : يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما انزل؟ قال : لا ، محي عنه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم وما ترك اسم أبي لهب إلّا ازدارء لرسول الله لأنّه عمّه (1).
    السابعة عشرة : إظلال الغمامة البيضاء على رأسه الشريف.
    الثامنة عشرة : حضور الملائكة والجنّ في عسكره وظهورهم لنصرته.
    التاسعة عشرة : عدم تصرّف الليل والنهار والفلك الدوّار في بنيته الشريفة وجثته المنيفة ، ويبقى بصورة أبناء أربعين سنة.
    العشرون : تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها.
    الحادية والعشرون : كثرة الأمطار وثمرات الأشجار في زمانه وظهور تأويل (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ) (2).
    الثانية والعشرون : تكميل عقول الناس من بركة وجوده.
    الثالثة والعشرون : إحياء جمع من الأموات وحضورهم في ركابه.
    الرابعة والعشرون : طول عمر الرجل حتّى يولد له ألف ولد ذكر.
    الخامسة والعشرون : إذا قام أشرقت الأرض بنورها واستغنى العباد عن ضوء الشمس وذهبت الظلمة.
    السادسة والعشرون : استغنى الناس بما رزقهم الله من فضله حتّى لا يوجد أحد يقبل زكاة مال أخيه ، ولا يجد الرجل موضعا لصدقته ولا لبرّه بشمول الغنى جميع المؤمنين.
    السابعة والعشرون : إعطاء كلّ رجل من أصحابه وأنصاره قوّة أربعين رجلا.
    الثامنة والعشرون : نزع حمة كل ذات حمة من الهوام وغيرها وذهاب سمّ كل ما يلدغ.
    التاسعة والعشرون : ترعى الشاة والذئب بمكان واحد ويلعب الصبيان بالحيّات
    __________________
    (1) غيبة النعماني : 318 ح 5 باب 21 ، ومراده عليه‌السلام ليس إثبات النقص في النصّ القرآني إنّما بشّر أنّه انزل مع تفسيره وشرح مبهمه.
    (2) سورة إبراهيم : 48.

    والعقارب لا يضرّهم شيء. وفي رواية ترعى الوحوش والسباع وتلعب بهم الصبيان (1).
    الثلاثون : تأمن النساء على أنفسهن ، ولو أنّ امرأة في العرباء لم تخف على نفسها.
    الحادية والثلاثون : إزالة البلايا والعاهات ، كما عن زين العابدين : إذ قام القائم أذهب الله عن كلّ مؤمن العاهة وردّ إليه قوّته (2).
    الثانية والثلاثون : نشر الأموات من القبور ورجوعهم إلى الدنيا فيتعارفون فيها ويتزاوجون.
    الثالثة والثلاثون : نشر الراية التي ما نشرت بعد بدر والجمل وهي راية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نزل بها جبرئيل يوم بدر كما قال أبو جعفر عليه‌السلام ثمّ قال : والله ما هي قطن ولا كتّان ولا قز ولا حرير.
    فقيل : من أي شيء هي؟ قال : من ورق الجنّة ، نشرها رسول الله يوم بدر ، ثمّ لفّها ودفعها إلى علي فلم تزل عند علي حتّى كان يوم البصرة فنشرها أمير المؤمنين عليه‌السلام ففتح الله عليه ، ثمّ لفّها وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتّى يقوم القائم ، فإذا نشرها فلم يبق في المشرق والمغرب أحد إلّا لقيها ، ويسير الرعب قدامها شهرا وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا.
    الحديث في غيبة النعماني (3).
    الرابعة والثلاثون : اعتدال درع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله على قامته الشريفة.
    الخامسة والثلاثون : له الغمامة التي فيها الرعد والبرق والصواعق كما عن الباقر عليه‌السلام : أما إنّ ذا القرنين قد خيّر بين السحابين فاختار الذلول وذخر لصاحبكم الصعب. قيل : وما الصعب؟ قال : ما كان من سحاب فيه رعد وصاعقة أو برق لصاحبكم يركبه. الحديث (4).
    السادسة والثلاثون : زوال الخوف والتقية من المؤمنين عن الكفّار والمنافقين والمشركين ، ولا يبقى كافر ولا منافق ولا مشرك ، قال الله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً) (5).
    السابعة والثلاثون : جريان أمره في المشرق والمغرب والبر والبحر (وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي
    __________________
    (1) راجع لذلك : سنن أبي داود : 4 / 117 ح 3424 والمستدرك : 2 / 595 ، ومقتضب الأثر : 11 ـ 12 ، وإثبات الهداة : 1 / 709 ح 149.
    (2) غيبة النعماني : 317 ح 2.
    (3) غيبة النعماني : 307 ح 2 باب 19.
    (4) الاختصاص : 199 ، مدينة المعاجز : 1 / 543.
    (5) سورة النور : 55.

    السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) (1).
    الثامنة والثلاثون : يملأ الأرض قسطا وعدلا.
    التاسعة والثلاثون : يحكم بين الناس بحكم داود ولا يطلب البيّنة.
    الأربعون : جريان الأحكام التي ما جرت إلى زمانه من قبيل رجم المحصن وقتل مانع الزكاة وميراث الأخ من الأخ في الدين.
    الحادية والأربعون : ظهور تمام مراتب العلوم ونشر علوم الأنبياء.
    الثانية والأربعون : هبوط السيوف من السماء لنصرته.
    الثالثة والأربعون : إطاعة الوحوش والطيور والبهائم أنصاره عجل الله فرجه.
    الرابعة والأربعون : جريان نهرين وانبعاثهما في ظهر الكوفة بالماء واللبن دائما فمن كان جائعا شبع ومن كان عطشان روي (2).
    الخامسة والأربعون : معه حجر موسى وأنّه إذا أراد أن يتوجّه إلى الكوفة نادى مناديه : ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ، ويحمل حجر موسى الذي انبجست منه اثنتا عشرة عينا فلا ينزل منزلا إلّا نصبه فانبجست منه العيون فمن كان جائعا شبع ومن كان ظمئا روي (3).
    السادسة والأربعون : امتيازه عن سائر الأئمّة ليلة المعراج بأنّه يحلّل الحلال ويحرم الحرام وينتقم من أعداء آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    السابعة والأربعون : نزول عيسى إلى الأرض لنصرته عجل الله فرجه.
    الثامنة والأربعون : عدم جواز الصلاة بسبع تكبيرات على أحد سوى علي عليه‌السلام والمهدي عجل الله فرجه.
    التاسعة والأربعون : قتل الدجال الذي هو عذاب للمؤمنين بيده ، يعني بأمره في زمانه.
    الخمسون : انقطاع سلطنة الجبابرة ودولة الظالمين ، واتصال دولة آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالقيامة ويترنم ويقول [الإمام] الصادق عليه‌السلام :
    لكلّ اناس دولة يرقبونها
    ودولتنا في آخر الدهر تظهر (4)

    __________________
    (1) سورة آل عمران : 83.
    (2) الكافي : 1 / 231.
    (3) بصائر الدرجات : 208 ح 54 ، والكافي : 1 / 231.
    (4) روضة الواعظين : 212.

    الثمرة الثالثة
    في أسمائه وألقابه وكناه سلام الله عليه وعلى آبائه (1).
    الاولى : أبو القاسم ، كما قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في المستفيضة : سميّي وكنيّي (2). الثانية : أبو عبد الله ، كما ذكر الكنجي الشافعي في كتابه البيان قال رسول الله : لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لبعث الله فيه رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي يكنّي أبا عبد الله (3) ، وسيأتي أنّه عجل الله فرجه يكنّي بكنية أجداده. الثالثة : أبو جعفر. الرابعة : أبو محمّد. الخامسة : أبو إبراهيم.
    السادسة : أبو الحسين. السابعة : أبو تراب ، ككنية جدّه أمير المؤمنين عليه‌السلام لأنّه مربي الأرض.
    الثامنة : أبو بكر ، وهذا من كنى الرضا عليه‌السلام. التاسعة : أبو صالح ، وهذه الكنية معروفة عند الأعراب عند التوسلات والاستغاثات.
    العاشرة : الأصل ، ومعناه ظاهر ، وعند الكسائي الأصل الحسب ، ويكون هذا اللقب إشارة إلى نسبه الشريف ، وحسبه المنيف كما لا يخفى على ذي لب بأنّ نسبه الذي ينتهي إلى علي عليه‌السلام وفاطمة عليهما‌السلام وخاتم الرسل هو خير الأنساب ، ويمكن أن يكون هذا اللقب إشارة بأنّه أصل الهداية ، لأنّ بعد غلبة الكفر والنفاق بحيث لا يبقى من الإسلام إلّا اسمه ولا يبقى من القرآن إلّا درسه ، وملئت الأرض ظلما وجورا ، بوجوده يرجع كلّ شيء إلى أصله وهو الهداية.
    الحادية عشرة : أحمد ، كما عن الإكمال وهذا من أسمائه المخفية. الثانية عشرة : أمير الأمراء ، كما عن فضل بن شاذان عن الصادق عليه‌السلام : ثمّ يخرج أمير الامراء وقاتل الفجرة وسلطان مأمول. الثالثة عشرة : أيدي وهو جمع اليد وهو النعمة ، قال الله تعالى : (وَأَسْبَغَ
    __________________
    (1) ذكر المصنّف هنا مائة وستة وثمانين اسما ولقبا للحجّة عليه‌السلام بعضها بيّن الثبوت ، وبعضها ورد في الروايات والزيارات ، وبعضها في كتب التوراة والإنجيل وغيرها ، وبعضها صفات من شيعته.
    (2) تفسير الأصفى : 1 / 217 وتفسير كنز الدقائق : 2 / 506.
    (3) عقد الدرر : 218 ، وملاحم ابن طاوس : 142.

    عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً) (1) فالنعمة الظاهرة الإمام الظاهر والنعمة الباطنة الإمام الغائب.
    الرابعة عشرة : ايزدشناس. الخامسة عشرة : ايزد نشان ، وهذان عند المجوس. السادسة عشرة : إحسان. السابعة عشرة : ايستاده ، وهذا عندهم أيضا عن كتاب شامكونى. الثامنة عشرة : بقيّة الله ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام : إنّ أوّل ما يتكلّم به عند الكعبة يقول : أنا بقيّة الله خير لكم إن كنتم مؤمنين ، ثمّ يقول : أنا بقيّة الله وحجّته وخليفته عليكم ، فيسلّمون عليه ويقولون : السلام عليك يا بقيّة الله في أرضه (2). التاسعة عشرة : بقيّة الأنبياء (3) ، عن حكيمة بعد تولّده وأمر أبوه بالتكلّم قال : يا حجّة الله وبقيّة الأنبياء ونور الأصفياء وغوث الفقراء وخاتم الأوصياء ونور الأتقياء وصاحب الكرة البيضاء (4). العشرون : برهان الله ، والبرهان في اللغة الحجّة والدليل. الحادية والعشرون : الباسط ، وهو الذي يبسط العدل كما ذكر في كتاب وجد عند صخرة تحت أرض الكعبة كما ذكرناه في الفرع السادس من الغصن الثالث ، وفيه ذكر النبي والأئمّة إلى الإمام الثاني عشر إلى أن يقول : يرعى الذئب في أيّامه مع الغنم ، الحديث (5). الثانية والعشرون : بئر معطّلة ، كما في آية (وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ) (6) ونعم ما قال من قال ولله درّه :
    بئر معطلة وقصر مشرف
    مثل لآل محمّد مستطرف

    فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى
    والبئر علمهم الذي لا ينزف (7)

    الثالثة والعشرون : بقيّة الأتقياء ، كما في المشارق عن حكيمة في قضية حال تولّده عجل الله فرجه (Cool. الرابعة والعشرون : بنده يزدان ، ترجمته بالعربية : عبد الله. الخامسة والعشرون :پرويز بابا ، ترجمته بالعربية : أبو الپرويز. السادسة والعشرون : البهرام. السابعة والعشرون : البلد الأمين. الثامنة والعشرون : التمام ، لأنّه تام في جميع الصفات الحميدة والكمال
    __________________
    (1) لقمان : 2.
    (2) أعلام الورى : 2 / 292 ، وإثبات الهداة : 3 / 570 ح 686.
    (3) بحار الأنوار : 99 / 293 ضمن حديث طويل.
    (4) مجمع النورين للمرندي : 290 ومشارق أنوار اليقين : 157 بتحقيقنا.
    (5) مقتضب الأثر : 11 ، والبحار : 36 / 219.
    (6) الحج : 45.
    (7) معاني الأخبار : 112 باب معنى البئر المعطلة ح 3.
    (Cool المشارق : 157 ، وراجع بحار الأنوار ؛ 99 / 293 زيارة الحجّة لمحمد العمروي الأسدي.

    والأفعال وشرافة النسب والحسب والشوكة والسلطنة والقدرة والعبادة والخلق والخلق والعلم والحلم والشجاعة والسخاوة. التاسعة والعشرون : التأييد ، لأنّ المؤمن في زمانه مؤيّد وذو قوّة وشجاعة فإنّه ورد أنّ الرجل منهم يعطى قوّة أربعين رجلا ، أو لأنّ الملائكة يؤيّدونه لقوله تعالى (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) (1) وعن أبي عبد الله عليه‌السلام : يفرح المؤمنون بنصر الله عند قيام القائم عجل الله فرجه (2). الثلاثون : التالي ، وعدّه يوسف بن قزأغلي سبط ابن الجوزي من الألقاب (3). الحادية والثلاثون : الثائر ، وهو الذي لا يبقى على شيء ولا يستقيم حتّى يدرك ويطلب ثأره ، لما ثبت في الأخبار أنّه عجل الله فرجه يطالب بدم جدّه السعيد الشهيد بكربلاء. الثانية والثلاثون : الجمعة ، إمّا باعتبار تولّده لأنّه عجل الله فرجه تولّد في الصبح من يوم الجمعة المنتصف من شعبان على المشهور ، أو باعتبار خروجه فإنّ خروجه عجل الله فرجه في يوم الجمعة ، ففي الزيارة المختصّة له عجل الله فرجه : يا مولاي يا صاحب الزمان صلوات الله عليك وعلى آل بيتك هذا يوم الجمعة وهو يومك المتوقّع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يديك.
    الثالثة والثلاثون : الجعفر ، وعبروه بهذا اللقب خوفا من عمّه يقولون : رأينا جعفرا أو هو إمام أو وقع التوقيع أو هذه الصرّة له عجل الله فرجه وأمثال ذلك حتى لا يطلعوا تابعي عمّه جعفر الكذّاب بحالهم. الرابعة والثلاثون : الجابر ، وسببه معلوم لأنّه شجاع ويجبر القلوب المنكسرة عند ظهوره. الخامسة والثلاثون : جنب ، كما في آية (يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) (4). السادسة والثلاثون : الجوار الكنس ، وهي النجوم المخفية تحت شعاع الشمس كما في تفسير (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ) (5). السابعة والثلاثون : حجّة وحجّة الله ، وهو الدليل والبرهان ونقش خاتمه : أنا حجّة الله وخالصته (6). الثامنة والثلاثون : الحق ، قال الله تعالى (قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْباطِلُ) (7) وفسّره بالحجّة القائم ، وفي زيارته :
    __________________
    (1) سورة الروم : 4 ـ 5.
    (2) تأويل الآيات : 1 / 434 ح 2 وتفسير البرهان : 3 / 257 ح 2.
    (3) تذكرة الخواص : 325 فصل في ذكر الحجّة المهدي عليه‌السلام.
    (4) الزمر : 56.
    (5) سورة التكوير : 15.
    (6) بحار الأنوار : 99 / 215 ضمن زيارته.
    (7) سورة الإسراء : 81.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 21:03

    السلام على الحقّ الجليل (1). التاسعة والثلاثون : الحجاب كما في زيارته : السلام على حجاب الله القديم الأزلي (2). الأربعون : الحاشر ، في الحديث قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ لي أسماء ، وعدّ منها : وأنا الحاشر الذي يحشر الناس خلفه وعلى ملّته دون ملّة غيره (3) ، فعلى هذا يمكن أن يكون لقبه بحاشر إشارة إلى أنّه يحشر جمعا من الأخيار والأشرار في زمان ظهوره. الحادية والأربعون : الحامد. الثانية والأربعون : الحمد. الثالثة والأربعون : الخلف ، وهو بالتحريك والسكون كلّ من يحيى بعد من مضى إلّا أنّه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشرّ وأنّه خلف جميع الأنبياء والأوصياء وحامل علومهم وصفاتهم وحالاتهم ، ويمكن أنّه لما كان أبوه عقيما لا ولد له ويقولون هو عقيم ويعتقدون بذلك فلمّا تولّد عجل الله فرجه بشّر الشيعة بعضهم بعضا بظهور الخلف للحسن العسكري.
    الرابعة والأربعون : الخازن ، فإنّه خازن جميع علوم الأنبياء والأوصياء ويمكن أن يكون إشارة إلى أنّه مالك خزائن الأرض كلّها وتظهر له جميع خزائن الأرض ولا يبقى فقير ولا محتاج على وجه الأرض حتّى يقبل الزكاة. الخامسة والأربعون : الخنّس : عن أبي جعفر عليه‌السلام : الخنس إمام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عن الناس سنة ستّين ومائتين ، ثمّ يبدو كالشهاب الثاقب في ظلمه الليل فإن أدركت ذلك قرّت عيناك (4). السادسة والأربعون : خليفة الله ، ففي البيان لمحمد بن طلحة الشافعي الكنجي عن رسول الله : يخرج المهدي عجل الله فرجه وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي : هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه (5).
    السابعة والأربعون : خاتم الأصفياء ، كما في التاسعة عشرة.
    الثامنة والأربعون : خاتم الأوصياء. التاسعة والأربعون : خاتمة الأئمّة. الخمسون : خجسته ، كما عن كتاب كندرال فرنج. الحادية والخمسون : خسرو ، كما عن كتاب جاويدان مجوس. الثانية والخمسون : خداشناس ، كما عن كتاب شامكونى. الثالثة والخمسون : خليفة الأتقياء. الرابعة والخمسون : الخلف الصالح. الخامسة والخمسون : دابة الأرض ، ولا يخفى
    __________________
    (1) في مزار الشهيد الأوّل : السلام على الحق الجديد : 208 وكذا في البحار : 99 / 119 ، وفي البحار أيضا : 99 / 199 : السلام على الحقّ الجلي.
    (2) معجم أحاديث الإمام المهدي : 4 / 489 ح 1433 ، ومصباح الزائر : 327.
    (3) اعلام الورى : 1 / 49.
    (4) اصول الكافي : 1 / 341 ح 23.
    (5) الأمالي للطوسي : 292 ح 566 ، والبيان للشافعي : 511 باب 15.

    أنّ ذلك من ألقاب أمير المؤمنين عليه‌السلام واسند ذلك اللقب إليه لأنّه في وقت الظهور يدعو الناس بالايمان مقدار طرفة عين. السادسة والخمسون : الداعي ، فإنّ في زيارته : السلام عليك يا داعي الله (1) ، لأنّه يدعو الخلائق إلى الله. السابعة والخمسون : رجل ، فإنّ الشيعة يتكلّمون بذلك في زمان التقية. الثامنة والخمسون : ربّ الأرض ، كما في تفسير (2) (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) (3). التاسعة والخمسون : راهنما كما عن كتاب باتنكل. الستون من أسمائه : ناخواه زندا فريس كما عن كتاب مارياقين. الحادي والستون : السلطان المأمول ، كما عن فضل بن شاذان عن الصادق عليه‌السلام : بعد خروج الدجّال يظهر أمير الأمرة وقاتل الكفرة والسلطان المأمول (4). الثانية والستون : سدرة المنتهى. الثالثة والستون : السناء.
    الرابعة والستون : السبيل. الخامسة والستون : السيّد ، لأنّه يطلق على الربّ والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم والرئيس والكبير والمقدّم والمطاع ، ومعلوم أنّ تلك الصفات صادقة في حقّه عجل الله فرجه. السادسة والستون : الساعة ، عن الصادق عليه‌السلام : أنّه المراد في آية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) (5) وآية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) (6) وآية (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (7) وآية (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ) (Cool إلى قوله تعالى : (أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) (9) والمراد بالساعة هو المهدي عجل الله فرجه (10).
    السابعة والستون : سروش إيزد ، كما عن كتاب زمزم زردشت. الثامنة والستون : الشريد ، وهو الطريد ، ومعلوم أنّه مطرود عن هذا الخلق المنكوس الذين ما عرفوا مقدار نعمة وجوده. التاسعة والستون : شماطيل ، كما عن كتاب ارماطش. السبعون : صاحب الكرّة البيضاء ، كما مرّ في التاسعة عشرة. الحادية والسبعون : صاحب. الثانية والسبعون : صاحب الدار. الثالثة والسبعون : صاحب الرجعة. الرابعة والسبعون : صاحب الناحية ، وهذا يطلق
    __________________
    (1) مزار المشهدي : 569 ، والاحتجاج : 2 / 316.
    (2) تأويل الآيات : 2 / 524 ح 37.
    (3) سورة الزمر : 69.
    (4) منتخب الأثر : 466 ح 2 ، ومعجم أحاديث الإمام المهدي : 3 / 24 ح 578.
    (5) الاعراف : 187.
    (6) النازعات : 42.
    (7) الزخرف : 85.
    (Cool الشورى : 17.
    (9) الشورى : 18.
    (10) تفسير العياشي : 1 / 334 ح 157 الهامش ، وتفسير الصافي : 2 / 72 الهامش.

    عليه وعلى جدّه وأبيه عليهم‌السلام. الخامسة والسبعون : صاحب الغيبة. السادسة والسبعون : صاحب الزمان. السابعة والسبعون : صبح مسفر ، وفسر (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) (1) به عجل الله فرجه(2). الثامنة والسبعون : صاحب العصر. التاسعة والسبعون : صاحب الدولة البيضاء. الثمانون : صاحب الدولة الزهراء. الحادية والثمانون : صاحب الأمر. الثانية والثمانون : صالح. الثالثة والثمانون : الصدق. الرابعة والثمانون : الصراط. الخامسة والثمانون : الصمصام الأكبر ، كما عن كتاب كندرال (3). السادسة والثمانون : الضياء. السابعة والثمانون : الضحى في (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) (4) عن أبي عبد الله عليه‌السلام : الشمس أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وضحاها قيام القائم (5). الثامنة والثمانون : الطريد ، وهذا قريب بشريد في المعنى. التاسعة والثمانون : طالب التراث ، من جنس الوارث. التسعون : العالم. الحادية والتسعون : العدل. الثانية والتسعون : عاقبة الدار.
    الثالثة والتسعون : عين ، يعني عين الله (6) كما في زيارته ، وإطلاقها على جميع الأئمّة شائع. الرابعة والتسعون : العصر. الخامسة والتسعون : عزة. السادسة والتسعون : الغائب. السابعة والتسعون : الغلام. الثامنة والتسعون : الغيب ، كما في آية (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (7) عن الصادق عليه‌السلام : المتّقون شيعة علي والغيب الحجّة الغائب (Cool ، والشاهد على ذلك (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (9). التاسعة والتسعون : الغريم ، وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ويكون خطابها عليه للتقية. المائة : الغوث. الحادية ومائة : غاية الطالبين. الثانية ومائة : الغاية القصوى. الثالثة ومائة : الغليل. الرابعة ومائة : غوث الفقراء. الخامسة ومائة : الفجر ، كما في (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) إلى (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) أي مطلع فجر القائم عجل الله فرجه. السادسة ومائة : الفتح ، عن تفسير علي بن إبراهيم في تفسير (نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) (10)
    __________________
    (1) المدثر : 34.
    (2) كما تقدّم.
    (3) معجم أحاديث الإمام المهدي : 4 / 494 ح 1435 والبحار : 102 / 83 ح 2.
    (4) الشمس : 1.
    (5) تأويل الآيات : 2 / 803.
    (6) جمال الاسبوع : 41.
    (7) سورة البقرة : 2 ـ 3.
    (Cool تقدّم الحديث مع تخريجه.
    (9) يونس : 20.
    (10) العنكبوت : 10.

    أنّ المراد بالفتح هو فتح قائم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله (1). وعن كتاب تنزيل وتحريف لأحمد بن محمد السياري في آية (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (2) أنّ المراد بالفتح فتح قائم آل محمّد. السابعة ومائة : الفقيه ، كما في التوقيعات التي صدرت من الناحية : قال الفقيه ... ، الثامنة ومائة : فرج المؤمنين. التاسعة ومائة : الفرج الأعظم. العاشرة ومائة : الفردوس الأكبر ، كما عن كتاب قبرس الروم. الحادية عشرة ومائة : فيروز ، كما عن كتاب فرنج. الثانية عشرة ومائة : فرخنده ، كما عن كتاب شعيا النبي.
    الثالثة عشرة ومائة : فيذموا ، وذلك لقب الثاني عشر من الأئمّة في التوراة ، ومعناه المفقود من أبيه وأمّه ، الغائب بأمر الله وبعلمه ، والقائم بحكمه وتفصيله في البشارة الخامسة عشرة من البشارات السماوية في الفرع الثاني من الغصن الثاني من هذا الكتاب. الرابعة عشرة ومائة : قائم ، وإنّما سمّي بالقائم لقيامه بالحقّ كما عن أبي عبد الله عليه‌السلام (3). الخامسة عشرة ومائة : قائم الزمان ، كما في «الحادي عشر ممّن رآه» (4) أنّه قلب الحصاة سبيكة ذهب وسأل عنه أن يعرّفه نفسه ، قال : أنا قائم الزمان. السادسة عشرة ومائة : قيّم الزمان كما في خبر العلوي المصري. السابعة عشرة ومائة : قاطع. الثامنة عشرة ومائة : قاتل الكفرة. التاسعة عشرة ومائة : القوّة. العشرون ومائة : القابض القيامة. الحادية والعشرون ومائة : القسط. الثانية والعشرون ومائة : القطب عند العرفاء والصوفية. الثالثة والعشرون ومائة : كاشف الغطاء. الرابعة والعشرون ومائة : الكمال. الخامسة والعشرون ومائة : كلمة الحقّ. السادسة والعشرون ومائة : كيقباد دوم ، أي العادل عند المجوس. السابعة والعشرون ومائة : كوكما ، وذلك منقول عن كتاب بختا.
    الثامنة والعشرون ومائة : كائر ، أي يخرج وينتقم. التاسعة والعشرون ومائة : اللواء الأعظم. الثلاثون ومائة : لسان الصدق. الحادية والثلاثون ومائة : لنديطار. الثانية والثلاثون ومائة :المنتقم ، كما في الخطبة الغديرية : ألا إنّه المنتقم من الظالمين (5). وفي علل الشرائع عن
    __________________
    (1) تفسير القمي : 2 / 366.
    (2) النصر : 1.
    (3) كما تقدّم.
    (4) راجع الفرع الخامس من هذا الكتاب : فيمن رآه بعد أبيه في غيبته الصغرى.
    (5) روضة الواعظين : 97.

    الباقر عليه‌السلام : إذا ظهر قائمنا تحيى إحدى الزوجات ليقام عليها الحدّ وينتقم لفاطمة عليهما‌السلام(1). وقال عليه‌السلام لأحمد بن إسحاق : أنا بقية الله في أرضه والمنتقم (2). الثالثة والثلاثون ومائة : المنتظر ، قال الله تعالى (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (3) وقال الصادق عليه‌السلام في ذيل هذه الآية : الغيب هو الحجّة القائم المنتظر (4). الرابعة والثلاثون ومائة : الموعود ، قال الله تعالى (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) (5) والموعود الذي وعدتم ووعد الأنبياء اممهم هو المهدي وفي زيارته عجل الله فرجه : السلام على المهدي الذي وعد الله به الامم أن يجمع به الكلم (6). وفي الزيارة الجامعة في أوصافه عجل الله فرجه : واليوم الموعود وشاهد ومشهود.
    الخامسة والثلاثون ومائة : المنصور كما في تفسير (فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) (7). السادسة والثلاثون ومائة : المهدي ، عن الصادق عليه‌السلام : وإنّما سمّي القائم مهديا لأنّه يهدي إلى أمر مضلول عنه (Cool. وفي علل الشرائع عن الباقر عليه‌السلام : انّما سمّي المهدي مهديا لأنّه يهدي لأمر خفي ، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بإنطاكية ، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور وبين أهل الفرقان بالفرقان ، وتجمع إليه أموال الدنيا كلّها ما في بطن الأرض وظهرها فيقول للناس : تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء وركبتم فيه محارم الله ، فيعطي شيئا لم يعط أحد ممّن كان قبله (9). السابعة والثلاثون ومائة : الماء المعين ، عن كتاب الإكمال (10) في تفسير (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (11).
    الثامنة والثلاثون ومائة : مبلي السرائر ، لأنّه يحكم بالواقع والسرائر عنده ظاهرة حتّى أنّ الرجل قائم ويفعل ويحكم ويأمر فيأمر بقتله. التاسعة والثلاثون ومائة : مبدي الآيات ، فإنّه
    __________________
    (1) علل الشرائع : 2 / 580 ح 10 باب 385 نوادر العلل.
    (2) كمال الدين : 2 / 384 باب 38 ح 1 والخرائج : 3 / 1174 ح 68.
    (3) يونس : 20.
    (4) ينابيع المودّة : 3 / 241 ح 20.
    (5) سورة الذاريات : 22.
    (6) مزار الشهيد الأوّل : 209 ، والبحار : 99 / 101.
    (7) الإسراء : 33.
    (Cool روضة الواعظين : 264 والبحار : 51 / 30.
    (9) عقد الدرر : 39 الباب الثالث ، وإثبات الهداة : 3 / 497 ح 268.
    (10) كمال الدين : 326 ح 3.
    (11) الملك : 30.

    مظهر آياته بل هو مظهر آياته. الأربعون ومائة : المفضل ، ولا شكّ أنّه عجل الله فرجه مظهر هذا وهو اسم الله. الحادية والأربعون ومائة : الموتور ، لأنّه هو صاحب الوتر الطالب له ، يعني طالب دم المقتول أي دم جدّه الحسين عليه‌السلام وآبائه عليهم‌السلام. الثانية والأربعون ومائة : المأمول ، عن الصادق عليه‌السلام بعد ذكر جملة من العلامات : ثمّ يقوم القائم المأمول والإمام المجهول (1). وفي زيارته المأثورة : السلام عليك أيّها الإمام المأمول (2). الثالثة والأربعون ومائة : المضطرّ ، قال الله تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) (3) وأوّل المضطرّ بالمهدي عجل الله فرجه. الرابعة والأربعون ومائة : المقتصر ، أي اقتصر من الأنصار والأعوان على المؤمنين المخلصين لقوله تعالى (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (4) ومدحهم الله بقوله (عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) (5). الخامسة والأربعون ومائة : المنتصر ، كما في تفسير (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (6). السادسة والأربعون ومائة : الناقور (7) ، كما في تفسير (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) (Cool.
    السابعة والأربعون ومائة : الناطق ، كما عن خبر طويل : أنّ الحسن بن علي صامت أمين عسكري فابنه حجّة الله ابن الحسن المهدي الناطق القائم بحق الله (9). وفي زيارة عاشورا : وأن يرزقني ثاركم مع إمام مهدي ناطق لكم (10). الثامنة والأربعون ومائة : النهار ، كما في تفسير (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) (11). التاسعة والأربعون ومائة : النور ، كما في تفسير (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) (12) (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) (13) (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ)(14).
    الخمسون ومائة : نور الأصفياء. الحادية والخمسون ومائة : نور آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله. الثانية
    __________________
    (1) غيبة النعماني : 275 ، والبحار : 52 / 235.
    (2) مزار المشهدي : 570 ومعجم الإمام المهدي : 4 / 503 ح 1436 والبحار : 99 / 94.
    (3) النمل : 62.
    (4) الأنبياء : 105.
    (5) الإسراء : 5.
    (6) الشورى : 41.
    (7) راجع غيبة الطوسي : 164 وتأويل الآيات : 2 / 732.
    (Cool المدثر : 8.
    (9) دلائل الإمامة : 449.
    (10) كامل الزيارات : 330.
    (11) الليل : 2.
    (12) الصف : 8.
    (13) الزمر : 69.
    (14) النور : 35.

    والخمسون ومائة : نور الأتقياء ، وهذان في التاسعة عشرة. الثالثة والخمسون ومائة : نجم. الرابعة والخمسون ومائة : الناحية المقدّسة. الخامسة والخمسون ومائة : نفس. السادسة والخمسون ومائة : المجازي بالأعمال. السابعة والخمسون ومائة : المخبر بما يعلن. الثامنة والخمسون ومائة : المصباح الشديد الضياء. التاسعة والخمسون ومائة : من لم يجعل الله له شبيها ، وفي بعض بدل شبيها : سميّا. الستون ومائة : الفرج الأعظم. الحادية والستون ومائة : المنّان. الثانية والستون ومائة : المدبر. الثالثة والستون ومائة : المأمور. الرابعة والستون ومائة : المقدرة ، أي كأنّه عين القدرة. الخامسة والستون ومائة : مظهر الفضائح. السادسة والستون ومائة : المحسن. السابعة والستون ومائة : المنعم الثامنة والستون ومائة : منية الصابرين. التاسعة والستون ومائة : ميزان الحق ، عن كتاب اژى النبي. السبعون ومائة : مسيح الزمان ، نقل عن كتاب الافرنج. الحادية والسبعون ومائة : الماشع ، كما عن التوراة. الثانية والسبعون ومائة : مهميد الآخر ، كما عن التوراة. الثالثة والسبعون ومائة : محمّد عليه‌السلام. الرابعة والسبعون ومائة : نور الله. الخامسة والسبعون ومائة : واقيذ ، في الكتب السماوية ، أي الغائب.
    السادسة والسبعون ومائة : وتر. السابعة والسبعون ومائة : ولي الله ، كما في الخبر ليلة المعراج ، قال الله تعالى هو وليي صدقا وإنّ وقت خروجه ينادي سيفه : أخرج يا وليّ الله (1). الثامنة والسبعون ومائة : الوجه ، كما في زيارته : السلام على وجه الله المتقلّب بين أظهر عباده (2). التاسعة والسبعون ومائة : الوارث ، كما في الخطبة الغديرية : ألا إنّه وارث كل علم والمحيط به (3). وما في الأخبار أنّ ميراث الأنبياء وودائعهم عنده. الثمانون ومائة : وهول كما عن التوراة الحادية والثمانون ومائة : الهادي الثانية والثمانون ومائة : اليد الباسطة ، في الخبر : هو يد الله الباسطة. الثالثة والثمانون ومائة : يمين. الرابعة والثمانون ومائة : يعسوب الدين الخامسة والثمانون ومائة : المجدّد السادسة والثمانون ومائة : المشيّد وهما في دعاء العهد عن الصادق عليه‌السلام : ومجدّدا لما عطّل من أحكام كتابك ومشيّدا لما ورد من أعلام دينك (4).
    __________________
    (1) كمال الدين : 268 واعلام الورى : 190.
    (2) بحار الأنوار : 99 / 99.
    (3) الاحتجاج : 1 / 61 والصراط المستقيم : 1 / 303 باب 9.
    (4) الإمامة والتبصرة : 154 ، ومصباح الزائر : 169

    فهرس المطالب
    ترجمة المصنف 5
    الغصن الأول
    وفيه ثمرات :
    الثمرة الاولى : في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة 12
    الثمرة الثانية : فيمن مات ولم يعرف إمام زمانه ودان الله بغير إمام 15
    الثمرة الثالثة : في حالات الإمام وكيفيّاته وعلاماته 17
    الثمرة الرابعة : في جامع صفاتهم صلوات الله عليهم 30
    الثمرة الخامسة : في معرفة الإمام عليه‌السلام 36
    الفرع الثاني : في أنّ الإمامة في الأعقاب وأنّها لا تعود في عمّ ولا أخ إلّا الحسن والحسين عليهما‌السلام 48
    الفرع الثالث : في عدم مدخلية البلوغ في الإمامة ولا يضرّها صغر السن 51
    الغصن الثاني
    إخبار الله تعالى بقيام القائم عليه‌السلام وفيه فرعان :
    الفرع الأول : إخبار الله تعالى بوجود القائم وغيبته وعلامات ظهوره وقيامه في آخر الزمان والآيات المؤوّلة به 52
    فاكهة أولى 104
    فاكهة ثانية 104
    الفرع الثاني إخبار الله عزوجل في كتب أنبيائه السلف وبشاراته بقيام القائمعليه‌السلام :
    البشارة الاولى 110

    البشارة الثانية 111
    البشارة الثالثة 122
    البشارة الرابعة 123
    البشارة الخامسة 124
    البشارة السادسة 124
    البشارة السابعة 125
    البشارة الثامنة 126
    البشارة التاسعة 127
    البشارة العاشرة 129
    البشارة الحادية عشرة 130
    البشارة الثانية عشرة 130
    البشارة الثالثة عشرة 130
    البشارة الرابعة عشرة 131
    البشارة الخامسة عشرة 131
    البشارة السادسة عشرة 133
    البشارة السابعة عشرة 133
    البشارة الثامنة عشرة 134
    البشارة التاسعة عشرة 135
    البشارة العشرون 136
    البشارة الحادية والعشرون 137
    البشارة الثانية والعشرون 138
    البشارة الثالثة والعشرون 141
    البشارة الرابعة والعشرون 143
    البشارة الخامسة والعشرون 143

    البشارة السادسة والعشرون 145
    البشارة السابعة والعشرون 145
    البشارة الثامنة والعشرون 146
    البشارة التاسعة والعشرون 147
    البشارة الثلاثون 147
    البشارة الحادية والثلاثون 148
    البشارة الثانية والثلاثون 148
    البشارة الثالثة والثلاثون 148
    البشارة الرابعة والثلاثون 149
    البشارة الخامسة والثلاثون 149
    البشارة السادسة والثلاثون 150
    الغصن الثالث
    في إخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة من طرق الخاصة والعامة بقيام المهدي عليه‌السلام في آخر الزمان من ولد فاطمة عليهما‌السلام مع عيسى ، وأخبار الدجّال وما جرى مع الدجّال وهو مشتمل على فروع :
    الفرع الأوّل : إخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة عليهم‌السلام بقيام المهدي عليه‌السلام من ولد فاطمة عليهما‌السلام من طرق العامّة 152
    الفرع الثاني : إخبار النبي والأئمّة عليهم‌السلام بقيامه من طرق الخاصّة 159
    الفرع الثالث : في الآيات القرآنية المفسّرة بأعيان الأئمّة الاثني عشر عليهم‌السلام 166
    الفرع الرابع : إخبار النبي والأئمّة بأعيان الأئمّة من طريق أهل السنّة 172
    الفرع الخامس : إخبار النبي والأئمّة بأعيان الأئمّة وأسمائهم من طرق الخاصّة 185
    الفرع السادس : في ذكر كتاب وجد عند صخرة تحت أرض الكعبة 207
    زهرتان :
    الزهرة الاولى 209

    الزهرة الثانية 211
    لطيفة 212
    الفرع السابع : إخبار أهل الجفر والحساب بأعيان الأئمّة عليهم‌السلام 214
    الفرع الثامن : إخبار الكهنة والسابقين بأعيان الأئمّة وقيام القائم عجل الله فرجه 219
    الفرع التاسع : في ذكر الدجّال وبعض أخباره وحالاته 222
    الفرع العاشر : في أن اثني عشر لا ينطبق في بني اميّة كما زعم ولا في بني العبّاس بل في بني فاطمة عليها‌السلام 227
    الفرع الحادي عشر : في كراهية التوقيت وظهوره بعد الإياس والنهي عن التسمية ووجوب القيام عند ذكر لقب القائم وفيه ثمرات :
    الثمرة الاولى : في كراهية التوقيت 239
    الثمرة الثانية : في القيام عند ذكر لقب القائم عليه‌السلام 249
    الثمرة الثالثة : في النهي عن التسمية 251
    الغصن الرابع
    في إمكان الغيبة وعدم استبعادها ومن اتّفقت لهم الغيبة من الأنبياء والأولياء والأوصياء وذكر جمع من المعمّرين 252
    الفرع الأوّل : في إمكان الغيبة ومن اتّفقت لهم 252
    الفرع الثاني : في ذكر جمع من المعمّرين 261
    الغصن الخامس
    في أخبار أمّه وتولّده والمعترفين بولادته من أهل السنّة والجماعة ومن رآه في حياة أبيه عليه‌السلام وبعد وفاته في غيبته الصغرى والكبرى ومعاجزه وسفرائه وتوقيعاته ، وهو مشتمل على فروع :

    الفرع الأوّل : أخبار أمّه 285
    الفرع الثاني : أخبار تولّده عجل الله فرجه 289
    الفرع الثالث : في ذكر بعض المعترفين بولادته من أهل السنّة والجماعة 293
    الفرع الرابع : من رآه في حياة أبيه 309
    الفرع الخامس : فيمن رآه بعد أبيه في غيبته الصغرى 324
    الفرع السادس : في ذكر جملة من معاجزه ودلائله 345
    ريحانة معطّرة من ثمرة هذا الفرع جعلتها التحفة لمن زار الرضا عليه‌السلام 372
    الفرع السابع : في بيان نوّابه وسفرائه الممدوحين الذين كانوا في زمان غيبته الصغرى وسائط بين الشيعة وبينه عليه الصلاة والسلام 376
    الفرع الثامن : في علّة الغيبة وكيفية انتفاع الناس به في غيبته عليه‌السلام 380
    فاكهة 385
    فاكهة أخرى 385
    الفرع التاسع : في توقيعاته الشريفة التي صدرت من الناحية المقدّسة 387
    فاكهة 413
    الفرع العاشر : انتظار الفرج ومدح الشيعة في زمان الغيبة وما ينبغي فعله في ذلك الزمان 414
    الفرع الحادي عشر : في شمائله وأوصافه وخصائصه وأسمائه وألقابه وكناه وفيه ثمرات :
    الثمرة الاولى : في شمائله وأوصافه عليه‌السلام 419
    الثمرة الثانية : في خصائصه عليه‌السلام 422
    الثمرة الثالثة : في أسمائه وألقابه وكناه سلام الله عليه وعلى آبائه 426
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2976
    نقاط : 4629
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1   اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1 - صفحة 2 Emptyالأحد 27 أكتوبر 2024 - 21:03

    السلام على الحقّ الجليل (1). التاسعة والثلاثون : الحجاب كما في زيارته : السلام على حجاب الله القديم الأزلي (2). الأربعون : الحاشر ، في الحديث قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنّ لي أسماء ، وعدّ منها : وأنا الحاشر الذي يحشر الناس خلفه وعلى ملّته دون ملّة غيره (3) ، فعلى هذا يمكن أن يكون لقبه بحاشر إشارة إلى أنّه يحشر جمعا من الأخيار والأشرار في زمان ظهوره. الحادية والأربعون : الحامد. الثانية والأربعون : الحمد. الثالثة والأربعون : الخلف ، وهو بالتحريك والسكون كلّ من يحيى بعد من مضى إلّا أنّه بالتحريك في الخير وبالتسكين في الشرّ وأنّه خلف جميع الأنبياء والأوصياء وحامل علومهم وصفاتهم وحالاتهم ، ويمكن أنّه لما كان أبوه عقيما لا ولد له ويقولون هو عقيم ويعتقدون بذلك فلمّا تولّد عجل الله فرجه بشّر الشيعة بعضهم بعضا بظهور الخلف للحسن العسكري.
    الرابعة والأربعون : الخازن ، فإنّه خازن جميع علوم الأنبياء والأوصياء ويمكن أن يكون إشارة إلى أنّه مالك خزائن الأرض كلّها وتظهر له جميع خزائن الأرض ولا يبقى فقير ولا محتاج على وجه الأرض حتّى يقبل الزكاة. الخامسة والأربعون : الخنّس : عن أبي جعفر عليه‌السلام : الخنس إمام يخنس في زمانه عند انقطاع من علمه عن الناس سنة ستّين ومائتين ، ثمّ يبدو كالشهاب الثاقب في ظلمه الليل فإن أدركت ذلك قرّت عيناك (4). السادسة والأربعون : خليفة الله ، ففي البيان لمحمد بن طلحة الشافعي الكنجي عن رسول الله : يخرج المهدي عجل الله فرجه وعلى رأسه غمامة فيها مناد ينادي : هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه (5).
    السابعة والأربعون : خاتم الأصفياء ، كما في التاسعة عشرة.
    الثامنة والأربعون : خاتم الأوصياء. التاسعة والأربعون : خاتمة الأئمّة. الخمسون : خجسته ، كما عن كتاب كندرال فرنج. الحادية والخمسون : خسرو ، كما عن كتاب جاويدان مجوس. الثانية والخمسون : خداشناس ، كما عن كتاب شامكونى. الثالثة والخمسون : خليفة الأتقياء. الرابعة والخمسون : الخلف الصالح. الخامسة والخمسون : دابة الأرض ، ولا يخفى
    __________________
    (1) في مزار الشهيد الأوّل : السلام على الحق الجديد : 208 وكذا في البحار : 99 / 119 ، وفي البحار أيضا : 99 / 199 : السلام على الحقّ الجلي.
    (2) معجم أحاديث الإمام المهدي : 4 / 489 ح 1433 ، ومصباح الزائر : 327.
    (3) اعلام الورى : 1 / 49.
    (4) اصول الكافي : 1 / 341 ح 23.
    (5) الأمالي للطوسي : 292 ح 566 ، والبيان للشافعي : 511 باب 15.

    أنّ ذلك من ألقاب أمير المؤمنين عليه‌السلام واسند ذلك اللقب إليه لأنّه في وقت الظهور يدعو الناس بالايمان مقدار طرفة عين. السادسة والخمسون : الداعي ، فإنّ في زيارته : السلام عليك يا داعي الله (1) ، لأنّه يدعو الخلائق إلى الله. السابعة والخمسون : رجل ، فإنّ الشيعة يتكلّمون بذلك في زمان التقية. الثامنة والخمسون : ربّ الأرض ، كما في تفسير (2) (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) (3). التاسعة والخمسون : راهنما كما عن كتاب باتنكل. الستون من أسمائه : ناخواه زندا فريس كما عن كتاب مارياقين. الحادي والستون : السلطان المأمول ، كما عن فضل بن شاذان عن الصادق عليه‌السلام : بعد خروج الدجّال يظهر أمير الأمرة وقاتل الكفرة والسلطان المأمول (4). الثانية والستون : سدرة المنتهى. الثالثة والستون : السناء.
    الرابعة والستون : السبيل. الخامسة والستون : السيّد ، لأنّه يطلق على الربّ والمالك والشريف والفاضل والكريم والحليم والرئيس والكبير والمقدّم والمطاع ، ومعلوم أنّ تلك الصفات صادقة في حقّه عجل الله فرجه. السادسة والستون : الساعة ، عن الصادق عليه‌السلام : أنّه المراد في آية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) (5) وآية (يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ) (6) وآية (وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) (7) وآية (وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ) (Cool إلى قوله تعالى : (أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ) (9) والمراد بالساعة هو المهدي عجل الله فرجه (10).
    السابعة والستون : سروش إيزد ، كما عن كتاب زمزم زردشت. الثامنة والستون : الشريد ، وهو الطريد ، ومعلوم أنّه مطرود عن هذا الخلق المنكوس الذين ما عرفوا مقدار نعمة وجوده. التاسعة والستون : شماطيل ، كما عن كتاب ارماطش. السبعون : صاحب الكرّة البيضاء ، كما مرّ في التاسعة عشرة. الحادية والسبعون : صاحب. الثانية والسبعون : صاحب الدار. الثالثة والسبعون : صاحب الرجعة. الرابعة والسبعون : صاحب الناحية ، وهذا يطلق
    __________________
    (1) مزار المشهدي : 569 ، والاحتجاج : 2 / 316.
    (2) تأويل الآيات : 2 / 524 ح 37.
    (3) سورة الزمر : 69.
    (4) منتخب الأثر : 466 ح 2 ، ومعجم أحاديث الإمام المهدي : 3 / 24 ح 578.
    (5) الاعراف : 187.
    (6) النازعات : 42.
    (7) الزخرف : 85.
    (Cool الشورى : 17.
    (9) الشورى : 18.
    (10) تفسير العياشي : 1 / 334 ح 157 الهامش ، وتفسير الصافي : 2 / 72 الهامش.

    عليه وعلى جدّه وأبيه عليهم‌السلام. الخامسة والسبعون : صاحب الغيبة. السادسة والسبعون : صاحب الزمان. السابعة والسبعون : صبح مسفر ، وفسر (وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ) (1) به عجل الله فرجه(2). الثامنة والسبعون : صاحب العصر. التاسعة والسبعون : صاحب الدولة البيضاء. الثمانون : صاحب الدولة الزهراء. الحادية والثمانون : صاحب الأمر. الثانية والثمانون : صالح. الثالثة والثمانون : الصدق. الرابعة والثمانون : الصراط. الخامسة والثمانون : الصمصام الأكبر ، كما عن كتاب كندرال (3). السادسة والثمانون : الضياء. السابعة والثمانون : الضحى في (وَالشَّمْسِ وَضُحاها) (4) عن أبي عبد الله عليه‌السلام : الشمس أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وضحاها قيام القائم (5). الثامنة والثمانون : الطريد ، وهذا قريب بشريد في المعنى. التاسعة والثمانون : طالب التراث ، من جنس الوارث. التسعون : العالم. الحادية والتسعون : العدل. الثانية والتسعون : عاقبة الدار.
    الثالثة والتسعون : عين ، يعني عين الله (6) كما في زيارته ، وإطلاقها على جميع الأئمّة شائع. الرابعة والتسعون : العصر. الخامسة والتسعون : عزة. السادسة والتسعون : الغائب. السابعة والتسعون : الغلام. الثامنة والتسعون : الغيب ، كما في آية (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) (7) عن الصادق عليه‌السلام : المتّقون شيعة علي والغيب الحجّة الغائب (Cool ، والشاهد على ذلك (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (9). التاسعة والتسعون : الغريم ، وهذا رمز كانت الشيعة تعرفه قديما بينها ويكون خطابها عليه للتقية. المائة : الغوث. الحادية ومائة : غاية الطالبين. الثانية ومائة : الغاية القصوى. الثالثة ومائة : الغليل. الرابعة ومائة : غوث الفقراء. الخامسة ومائة : الفجر ، كما في (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) إلى (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) أي مطلع فجر القائم عجل الله فرجه. السادسة ومائة : الفتح ، عن تفسير علي بن إبراهيم في تفسير (نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) (10)
    __________________
    (1) المدثر : 34.
    (2) كما تقدّم.
    (3) معجم أحاديث الإمام المهدي : 4 / 494 ح 1435 والبحار : 102 / 83 ح 2.
    (4) الشمس : 1.
    (5) تأويل الآيات : 2 / 803.
    (6) جمال الاسبوع : 41.
    (7) سورة البقرة : 2 ـ 3.
    (Cool تقدّم الحديث مع تخريجه.
    (9) يونس : 20.
    (10) العنكبوت : 10.

    أنّ المراد بالفتح هو فتح قائم آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله (1). وعن كتاب تنزيل وتحريف لأحمد بن محمد السياري في آية (إِذا جاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ) (2) أنّ المراد بالفتح فتح قائم آل محمّد. السابعة ومائة : الفقيه ، كما في التوقيعات التي صدرت من الناحية : قال الفقيه ... ، الثامنة ومائة : فرج المؤمنين. التاسعة ومائة : الفرج الأعظم. العاشرة ومائة : الفردوس الأكبر ، كما عن كتاب قبرس الروم. الحادية عشرة ومائة : فيروز ، كما عن كتاب فرنج. الثانية عشرة ومائة : فرخنده ، كما عن كتاب شعيا النبي.
    الثالثة عشرة ومائة : فيذموا ، وذلك لقب الثاني عشر من الأئمّة في التوراة ، ومعناه المفقود من أبيه وأمّه ، الغائب بأمر الله وبعلمه ، والقائم بحكمه وتفصيله في البشارة الخامسة عشرة من البشارات السماوية في الفرع الثاني من الغصن الثاني من هذا الكتاب. الرابعة عشرة ومائة : قائم ، وإنّما سمّي بالقائم لقيامه بالحقّ كما عن أبي عبد الله عليه‌السلام (3). الخامسة عشرة ومائة : قائم الزمان ، كما في «الحادي عشر ممّن رآه» (4) أنّه قلب الحصاة سبيكة ذهب وسأل عنه أن يعرّفه نفسه ، قال : أنا قائم الزمان. السادسة عشرة ومائة : قيّم الزمان كما في خبر العلوي المصري. السابعة عشرة ومائة : قاطع. الثامنة عشرة ومائة : قاتل الكفرة. التاسعة عشرة ومائة : القوّة. العشرون ومائة : القابض القيامة. الحادية والعشرون ومائة : القسط. الثانية والعشرون ومائة : القطب عند العرفاء والصوفية. الثالثة والعشرون ومائة : كاشف الغطاء. الرابعة والعشرون ومائة : الكمال. الخامسة والعشرون ومائة : كلمة الحقّ. السادسة والعشرون ومائة : كيقباد دوم ، أي العادل عند المجوس. السابعة والعشرون ومائة : كوكما ، وذلك منقول عن كتاب بختا.
    الثامنة والعشرون ومائة : كائر ، أي يخرج وينتقم. التاسعة والعشرون ومائة : اللواء الأعظم. الثلاثون ومائة : لسان الصدق. الحادية والثلاثون ومائة : لنديطار. الثانية والثلاثون ومائة :المنتقم ، كما في الخطبة الغديرية : ألا إنّه المنتقم من الظالمين (5). وفي علل الشرائع عن
    __________________
    (1) تفسير القمي : 2 / 366.
    (2) النصر : 1.
    (3) كما تقدّم.
    (4) راجع الفرع الخامس من هذا الكتاب : فيمن رآه بعد أبيه في غيبته الصغرى.
    (5) روضة الواعظين : 97.

    الباقر عليه‌السلام : إذا ظهر قائمنا تحيى إحدى الزوجات ليقام عليها الحدّ وينتقم لفاطمة عليهما‌السلام(1). وقال عليه‌السلام لأحمد بن إسحاق : أنا بقية الله في أرضه والمنتقم (2). الثالثة والثلاثون ومائة : المنتظر ، قال الله تعالى (وَيَقُولُونَ لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ) (3) وقال الصادق عليه‌السلام في ذيل هذه الآية : الغيب هو الحجّة القائم المنتظر (4). الرابعة والثلاثون ومائة : الموعود ، قال الله تعالى (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ) (5) والموعود الذي وعدتم ووعد الأنبياء اممهم هو المهدي وفي زيارته عجل الله فرجه : السلام على المهدي الذي وعد الله به الامم أن يجمع به الكلم (6). وفي الزيارة الجامعة في أوصافه عجل الله فرجه : واليوم الموعود وشاهد ومشهود.
    الخامسة والثلاثون ومائة : المنصور كما في تفسير (فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) (7). السادسة والثلاثون ومائة : المهدي ، عن الصادق عليه‌السلام : وإنّما سمّي القائم مهديا لأنّه يهدي إلى أمر مضلول عنه (Cool. وفي علل الشرائع عن الباقر عليه‌السلام : انّما سمّي المهدي مهديا لأنّه يهدي لأمر خفي ، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بإنطاكية ، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور وبين أهل الفرقان بالفرقان ، وتجمع إليه أموال الدنيا كلّها ما في بطن الأرض وظهرها فيقول للناس : تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء وركبتم فيه محارم الله ، فيعطي شيئا لم يعط أحد ممّن كان قبله (9). السابعة والثلاثون ومائة : الماء المعين ، عن كتاب الإكمال (10) في تفسير (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ) (11).
    الثامنة والثلاثون ومائة : مبلي السرائر ، لأنّه يحكم بالواقع والسرائر عنده ظاهرة حتّى أنّ الرجل قائم ويفعل ويحكم ويأمر فيأمر بقتله. التاسعة والثلاثون ومائة : مبدي الآيات ، فإنّه
    __________________
    (1) علل الشرائع : 2 / 580 ح 10 باب 385 نوادر العلل.
    (2) كمال الدين : 2 / 384 باب 38 ح 1 والخرائج : 3 / 1174 ح 68.
    (3) يونس : 20.
    (4) ينابيع المودّة : 3 / 241 ح 20.
    (5) سورة الذاريات : 22.
    (6) مزار الشهيد الأوّل : 209 ، والبحار : 99 / 101.
    (7) الإسراء : 33.
    (Cool روضة الواعظين : 264 والبحار : 51 / 30.
    (9) عقد الدرر : 39 الباب الثالث ، وإثبات الهداة : 3 / 497 ح 268.
    (10) كمال الدين : 326 ح 3.
    (11) الملك : 30.

    مظهر آياته بل هو مظهر آياته. الأربعون ومائة : المفضل ، ولا شكّ أنّه عجل الله فرجه مظهر هذا وهو اسم الله. الحادية والأربعون ومائة : الموتور ، لأنّه هو صاحب الوتر الطالب له ، يعني طالب دم المقتول أي دم جدّه الحسين عليه‌السلام وآبائه عليهم‌السلام. الثانية والأربعون ومائة : المأمول ، عن الصادق عليه‌السلام بعد ذكر جملة من العلامات : ثمّ يقوم القائم المأمول والإمام المجهول (1). وفي زيارته المأثورة : السلام عليك أيّها الإمام المأمول (2). الثالثة والأربعون ومائة : المضطرّ ، قال الله تعالى : (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفاءَ الْأَرْضِ) (3) وأوّل المضطرّ بالمهدي عجل الله فرجه. الرابعة والأربعون ومائة : المقتصر ، أي اقتصر من الأنصار والأعوان على المؤمنين المخلصين لقوله تعالى (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (4) ومدحهم الله بقوله (عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) (5). الخامسة والأربعون ومائة : المنتصر ، كما في تفسير (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ) (6). السادسة والأربعون ومائة : الناقور (7) ، كما في تفسير (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) (Cool.
    السابعة والأربعون ومائة : الناطق ، كما عن خبر طويل : أنّ الحسن بن علي صامت أمين عسكري فابنه حجّة الله ابن الحسن المهدي الناطق القائم بحق الله (9). وفي زيارة عاشورا : وأن يرزقني ثاركم مع إمام مهدي ناطق لكم (10). الثامنة والأربعون ومائة : النهار ، كما في تفسير (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى * وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى) (11). التاسعة والأربعون ومائة : النور ، كما في تفسير (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ) (12) (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها) (13) (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ)(14).
    الخمسون ومائة : نور الأصفياء. الحادية والخمسون ومائة : نور آل محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله. الثانية
    __________________
    (1) غيبة النعماني : 275 ، والبحار : 52 / 235.
    (2) مزار المشهدي : 570 ومعجم الإمام المهدي : 4 / 503 ح 1436 والبحار : 99 / 94.
    (3) النمل : 62.
    (4) الأنبياء : 105.
    (5) الإسراء : 5.
    (6) الشورى : 41.
    (7) راجع غيبة الطوسي : 164 وتأويل الآيات : 2 / 732.
    (Cool المدثر : 8.
    (9) دلائل الإمامة : 449.
    (10) كامل الزيارات : 330.
    (11) الليل : 2.
    (12) الصف : 8.
    (13) الزمر : 69.
    (14) النور : 35.

    والخمسون ومائة : نور الأتقياء ، وهذان في التاسعة عشرة. الثالثة والخمسون ومائة : نجم. الرابعة والخمسون ومائة : الناحية المقدّسة. الخامسة والخمسون ومائة : نفس. السادسة والخمسون ومائة : المجازي بالأعمال. السابعة والخمسون ومائة : المخبر بما يعلن. الثامنة والخمسون ومائة : المصباح الشديد الضياء. التاسعة والخمسون ومائة : من لم يجعل الله له شبيها ، وفي بعض بدل شبيها : سميّا. الستون ومائة : الفرج الأعظم. الحادية والستون ومائة : المنّان. الثانية والستون ومائة : المدبر. الثالثة والستون ومائة : المأمور. الرابعة والستون ومائة : المقدرة ، أي كأنّه عين القدرة. الخامسة والستون ومائة : مظهر الفضائح. السادسة والستون ومائة : المحسن. السابعة والستون ومائة : المنعم الثامنة والستون ومائة : منية الصابرين. التاسعة والستون ومائة : ميزان الحق ، عن كتاب اژى النبي. السبعون ومائة : مسيح الزمان ، نقل عن كتاب الافرنج. الحادية والسبعون ومائة : الماشع ، كما عن التوراة. الثانية والسبعون ومائة : مهميد الآخر ، كما عن التوراة. الثالثة والسبعون ومائة : محمّد عليه‌السلام. الرابعة والسبعون ومائة : نور الله. الخامسة والسبعون ومائة : واقيذ ، في الكتب السماوية ، أي الغائب.
    السادسة والسبعون ومائة : وتر. السابعة والسبعون ومائة : ولي الله ، كما في الخبر ليلة المعراج ، قال الله تعالى هو وليي صدقا وإنّ وقت خروجه ينادي سيفه : أخرج يا وليّ الله (1). الثامنة والسبعون ومائة : الوجه ، كما في زيارته : السلام على وجه الله المتقلّب بين أظهر عباده (2). التاسعة والسبعون ومائة : الوارث ، كما في الخطبة الغديرية : ألا إنّه وارث كل علم والمحيط به (3). وما في الأخبار أنّ ميراث الأنبياء وودائعهم عنده. الثمانون ومائة : وهول كما عن التوراة الحادية والثمانون ومائة : الهادي الثانية والثمانون ومائة : اليد الباسطة ، في الخبر : هو يد الله الباسطة. الثالثة والثمانون ومائة : يمين. الرابعة والثمانون ومائة : يعسوب الدين الخامسة والثمانون ومائة : المجدّد السادسة والثمانون ومائة : المشيّد وهما في دعاء العهد عن الصادق عليه‌السلام : ومجدّدا لما عطّل من أحكام كتابك ومشيّدا لما ورد من أعلام دينك (4).
    __________________
    (1) كمال الدين : 268 واعلام الورى : 190.
    (2) بحار الأنوار : 99 / 99.
    (3) الاحتجاج : 1 / 61 والصراط المستقيم : 1 / 303 باب 9.
    (4) الإمامة والتبصرة : 154 ، ومصباح الزائر : 169

    فهرس المطالب
    ترجمة المصنف 5
    الغصن الأول
    وفيه ثمرات :
    الثمرة الاولى : في أنّ الأرض لا تخلو من حجّة 12
    الثمرة الثانية : فيمن مات ولم يعرف إمام زمانه ودان الله بغير إمام 15
    الثمرة الثالثة : في حالات الإمام وكيفيّاته وعلاماته 17
    الثمرة الرابعة : في جامع صفاتهم صلوات الله عليهم 30
    الثمرة الخامسة : في معرفة الإمام عليه‌السلام 36
    الفرع الثاني : في أنّ الإمامة في الأعقاب وأنّها لا تعود في عمّ ولا أخ إلّا الحسن والحسين عليهما‌السلام 48
    الفرع الثالث : في عدم مدخلية البلوغ في الإمامة ولا يضرّها صغر السن 51
    الغصن الثاني
    إخبار الله تعالى بقيام القائم عليه‌السلام وفيه فرعان :
    الفرع الأول : إخبار الله تعالى بوجود القائم وغيبته وعلامات ظهوره وقيامه في آخر الزمان والآيات المؤوّلة به 52
    فاكهة أولى 104
    فاكهة ثانية 104
    الفرع الثاني إخبار الله عزوجل في كتب أنبيائه السلف وبشاراته بقيام القائمعليه‌السلام :
    البشارة الاولى 110

    البشارة الثانية 111
    البشارة الثالثة 122
    البشارة الرابعة 123
    البشارة الخامسة 124
    البشارة السادسة 124
    البشارة السابعة 125
    البشارة الثامنة 126
    البشارة التاسعة 127
    البشارة العاشرة 129
    البشارة الحادية عشرة 130
    البشارة الثانية عشرة 130
    البشارة الثالثة عشرة 130
    البشارة الرابعة عشرة 131
    البشارة الخامسة عشرة 131
    البشارة السادسة عشرة 133
    البشارة السابعة عشرة 133
    البشارة الثامنة عشرة 134
    البشارة التاسعة عشرة 135
    البشارة العشرون 136
    البشارة الحادية والعشرون 137
    البشارة الثانية والعشرون 138
    البشارة الثالثة والعشرون 141
    البشارة الرابعة والعشرون 143
    البشارة الخامسة والعشرون 143

    البشارة السادسة والعشرون 145
    البشارة السابعة والعشرون 145
    البشارة الثامنة والعشرون 146
    البشارة التاسعة والعشرون 147
    البشارة الثلاثون 147
    البشارة الحادية والثلاثون 148
    البشارة الثانية والثلاثون 148
    البشارة الثالثة والثلاثون 148
    البشارة الرابعة والثلاثون 149
    البشارة الخامسة والثلاثون 149
    البشارة السادسة والثلاثون 150
    الغصن الثالث
    في إخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة من طرق الخاصة والعامة بقيام المهدي عليه‌السلام في آخر الزمان من ولد فاطمة عليهما‌السلام مع عيسى ، وأخبار الدجّال وما جرى مع الدجّال وهو مشتمل على فروع :
    الفرع الأوّل : إخبار النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمّة عليهم‌السلام بقيام المهدي عليه‌السلام من ولد فاطمة عليهما‌السلام من طرق العامّة 152
    الفرع الثاني : إخبار النبي والأئمّة عليهم‌السلام بقيامه من طرق الخاصّة 159
    الفرع الثالث : في الآيات القرآنية المفسّرة بأعيان الأئمّة الاثني عشر عليهم‌السلام 166
    الفرع الرابع : إخبار النبي والأئمّة بأعيان الأئمّة من طريق أهل السنّة 172
    الفرع الخامس : إخبار النبي والأئمّة بأعيان الأئمّة وأسمائهم من طرق الخاصّة 185
    الفرع السادس : في ذكر كتاب وجد عند صخرة تحت أرض الكعبة 207
    زهرتان :
    الزهرة الاولى 209

    الزهرة الثانية 211
    لطيفة 212
    الفرع السابع : إخبار أهل الجفر والحساب بأعيان الأئمّة عليهم‌السلام 214
    الفرع الثامن : إخبار الكهنة والسابقين بأعيان الأئمّة وقيام القائم عجل الله فرجه 219
    الفرع التاسع : في ذكر الدجّال وبعض أخباره وحالاته 222
    الفرع العاشر : في أن اثني عشر لا ينطبق في بني اميّة كما زعم ولا في بني العبّاس بل في بني فاطمة عليها‌السلام 227
    الفرع الحادي عشر : في كراهية التوقيت وظهوره بعد الإياس والنهي عن التسمية ووجوب القيام عند ذكر لقب القائم وفيه ثمرات :
    الثمرة الاولى : في كراهية التوقيت 239
    الثمرة الثانية : في القيام عند ذكر لقب القائم عليه‌السلام 249
    الثمرة الثالثة : في النهي عن التسمية 251
    الغصن الرابع
    في إمكان الغيبة وعدم استبعادها ومن اتّفقت لهم الغيبة من الأنبياء والأولياء والأوصياء وذكر جمع من المعمّرين 252
    الفرع الأوّل : في إمكان الغيبة ومن اتّفقت لهم 252
    الفرع الثاني : في ذكر جمع من المعمّرين 261
    الغصن الخامس
    في أخبار أمّه وتولّده والمعترفين بولادته من أهل السنّة والجماعة ومن رآه في حياة أبيه عليه‌السلام وبعد وفاته في غيبته الصغرى والكبرى ومعاجزه وسفرائه وتوقيعاته ، وهو مشتمل على فروع :

    الفرع الأوّل : أخبار أمّه 285
    الفرع الثاني : أخبار تولّده عجل الله فرجه 289
    الفرع الثالث : في ذكر بعض المعترفين بولادته من أهل السنّة والجماعة 293
    الفرع الرابع : من رآه في حياة أبيه 309
    الفرع الخامس : فيمن رآه بعد أبيه في غيبته الصغرى 324
    الفرع السادس : في ذكر جملة من معاجزه ودلائله 345
    ريحانة معطّرة من ثمرة هذا الفرع جعلتها التحفة لمن زار الرضا عليه‌السلام 372
    الفرع السابع : في بيان نوّابه وسفرائه الممدوحين الذين كانوا في زمان غيبته الصغرى وسائط بين الشيعة وبينه عليه الصلاة والسلام 376
    الفرع الثامن : في علّة الغيبة وكيفية انتفاع الناس به في غيبته عليه‌السلام 380
    فاكهة 385
    فاكهة أخرى 385
    الفرع التاسع : في توقيعاته الشريفة التي صدرت من الناحية المقدّسة 387
    فاكهة 413
    الفرع العاشر : انتظار الفرج ومدح الشيعة في زمان الغيبة وما ينبغي فعله في ذلك الزمان 414
    الفرع الحادي عشر : في شمائله وأوصافه وخصائصه وأسمائه وألقابه وكناه وفيه ثمرات :
    الثمرة الاولى : في شمائله وأوصافه عليه‌السلام 419
    الثمرة الثانية : في خصائصه عليه‌السلام 422
    الثمرة الثالثة : في أسمائه وألقابه وكناه سلام الله عليه وعلى آبائه 426
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    اللزام الناصب في اثبات الحجه ج1
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
     مواضيع مماثلة
    -
    » اللزام الناصب في اثبات الحجه ج2

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 36-منتدى الكتب الدينيه المنوعه-
    انتقل الى: