مقال خاص| دور العشائر في ثورة العشرين
إن العشائر العراقية ودورها في ثورة العشرين تاريخ مضيء في مواجهة الاحتلال البريطاني والدفاع عن العراق، ولعبت العشائر والقبائل العراقية دورا مهما في وحدة الموقف وتوحيد الشعب العراقي ضد الاحتلال الإنجليزي بمنهج وطني في الدفاع عن العراق، تنفيذا لما صدر من علماء العراق بالدفاع عن الوطن وقتال المحتل.
وسبق انطلاق ثورة العشرين مقدمات مهمة وحراك عشائري كبير من خلال شيوخها الذين وضعوا أياديهم ضد التآمر على العراق، ويمكن أن نستذكر معارك تؤكد هذا الدور والتلاحم العشائري الذي أثبت أن جميع العراقيين شاركوا في ثورة العشرين، فمنها معركة الرارنجية، وحصار الكوت، ومعارك العارضيات الهاشميات، ومعارك الكفل والحلة، ومعارك عشيرة زوبع وقطعهم سكك الحديد بين بغداد وسامراء، ومعارك العشائر الكردية؛ حيث لم يكن الكرد في معزل عن ثورة العشرين فقد تحركت القبائل والعشائر الكردية تضامنا مع العشائر العربية، وهب ثوار السليمانية واربيل وعقره وسنجار وخانقين وكفري التي وقعت فيها معركة طاحنة بقيادة الكردي إبراهيم خان نهاية عام ١٩٢٠، واشترك الكرد والعرب في ديالى ومندلي وخانقين في القتال ضد الاحتلال الانجليزي كما أن معارك تلعفر وعشائرها التركمانية كانت مشهودة وشرسة وقد هزم فيها جيش الإنكليز.
وكانت الأهازيج و(الهوسات) هي تقنيات الحرب الإعلامية استعملتها العشائر كمحفز إعلامي واحتفظت الذاكرة العراقية بهذه الأهازيج وأصبحت تشحذ الهمم فيها وتفاخر الأحفاد بها.
ومن المعارك التي يمكن أن نضعها أنموذجا لقوة العشيرة هي معركة حدثت في قضاء الهندية والتي صمد فيها أبناء قبيلة العوابد صمدوا فيها كعشيرة تواجه جيش يفوقهم بالعدة والعدد، حيث استطاع رجال عشيرة العوابد من فك الحصار البريطاني عليهم الذي وقف عاجزا أمام صمود وإيمان وشراسة وقوة وتضحيات أبناء العشائر العراقية.
وعندما عجز الاحتلال البريطاني عن التصدي لمقاومي الاحتلال في كثير من المعارك سلك طرق الغدر في محاولة لإخافة العشائر العراقية بعد أن يأس من شراء الذمم، فأقدم الاحتلال على ارتكاب جريمته باغتيال العديد شيوخ العشائر ومنهم الشيخ صبار الكعود شيخ عشيرة البو نمر في أعالي الفرات غرب الأنبار بعد أن كبد المحتل خسائر فادحة مما دفع المحتل إلى قصفه بالطائرات وأدى ذلك إلى استشهاده، ولعل عدم شمول الشيخ ضاري المحمود الزوبعي بالعفو يؤكد حقد المحتل على شيوخ العشائر الذين أفشلوا مشروعهم في العراق.
وهكذا فإن للعشائر العراقية دور كبير في ثورة العشرين، ويتوجب الآن أن تنهض العشائر وتسجل موقفا وطنيا مع العراق لأنه يتعرض إلى مأساة حقيقة، وهو محتل من أمريكا وإيران وإن طريق عشائرنا في ثورة العشرين يجب أن يكون منهجا لنا في وقتنا هذا للدفاع عن العراق لأنها أمانة أجدادنا ولابد أن نسجل موقفا يفخر به أبناء العشائر في تاريخهم لإنقاذ العراق.