| عشائر العراق | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 4:59 pm | |
| عشائر العراق
عشائر العراق الجزء الاول بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين - المقدمة - كانت الاقوام ولا تزال النفرة بينها قائمة على قدم وساق من أمد بعيد، وكذا التمايز سائراً على وتيرة، وان شيوع الحضارة، والتعارف العلمي، وسهولة وسائط النقل المؤدي للأختلاط والالفة ... كل هذه لم تؤلف بين الشعوب، ولا دعت الى التقريب بينهم، ولم تزل الفروق باقية، والبغضاء سائدة فلم ترتفع الشحناء مما ولدته العصبية الباطلة، والنعرات المذمومة بحيث صارت لا ترتكز على ارادة خير الانسانية، والعمل لصلاحها، أو تعاونها على هذه الحياة بتذليل صعابها ... وهذه الفكرة يتخلل صفوفها مجموعات تدعو الى الفة أخرى هي الاخوة المبدئية، والقوة الحزبية، ونرى أساسها الاشتراك في الآراء للتعاون، والوحدة في السلوك، وحب التآخي ... وان اختلفت القوميات وتناءت الاقطار ... وهذه أيضاً في تكاتف شديد، واتصال مكين وان كان الموضوع لا يراد به إلا تطلب الاصلاح في ناحية معينة وتعديل السلوك فيها خاصة ... ولا تزال الامم في خطر من هذا العداء؛ والمبادي ضعيفة، وتقوية ناحيتها من الامور المشهودة؛ وان الفروق والميزات مما نفر بين الاقوام بعضها من بعض ... والعرب لم يخرجوا من نطاق هذا بل كان فيهم ما يزيد، ووسائل العداء فيما بينهم كثيرة، يدعو اليها وضعهم وما هم فيه.. من غزو وغارة وقتال مستمر ... يتكوّن بينهم غالباً لادنى حادث أو لأقل سبب ... والذي يتأهب لمثل هذه الامور يختلق، أو يوجد ما يدعو لتنفيذ رغبته والقيام بعمليته ... هذه الحالة نراها في كافة اوضاعهم الجاهلية، ووقائعهم المعروفة في ازمانهم الغابرة وامثلتها كثيرة جداً ... بل التاريخ طافح بها من هذا النوع ... فكان من نصيب الاسلامية ان غيرت هذه الحالة وجعلت اساسها احترام الشعوب والقبائل، وجعلتها واسطة التعارف، ووقفتها عند حدودها، ودعت الى الاسلام والتآلف، وحثت على الوفاء بالعهود، ولم تبرر نقض العهد بوجه، ومنعت من المفاجآت الحربية بلا سبب صحيح ... فسيرت هؤلاء نحو الطريقة المثلى، والاخوة العامة، وازالة البغضاء من البين ... أصلحت الحالة الاجتماعية، وسيرت القوم نحو السيرة اللائقة ... ولما كان العرب اول من بدأت الدعوة فيهم بسبب تغلب البداوة عليهم لزم تسييرهم بمقتضى تلك الشريعة فقامت اولا باصلاح البيت وأركانه، ثم امرت بالتقريب بين القبائل ومجاوريها، ومنعت مما يضر بالفتها كالتنابز، وذكرالمعايب والمثالب ... وحرمت النفوس والاموال بل جعلتهما محترمين ... فمشى الكل من بدو وحضر على مرسومها باخلاص في مراعاة سياسة موحدة مبناها المبدأ القويم والاخوة المبدئية، ورفعت الحواجز الرديئة من نعرة جاهلية، وعصبية باطلة ... ومن ثم كان لتعاليمه وقع قبول واذعان بين العرب، لما فيهم من الاوصاف الفاضلة، النبيلة فزال العداء وذهب الخصام، وبقي الوضع القبائلي مداراً للتعارف والتآلف فصاروا اخواناً بعد ان كانوا اعداء مما لم تر البشرية مثله في عصورها السالفة والحاضرة معاً ... الغاية شريفة، والوحدة صحيحة والغرض سام لا شائبة فيه للتحكم والاستعباد، والعقيدة خالصة، والطريقة مثلى، والادارة قويمة، ذلك ما مكنهم في الارض، وجعلهم الوارثين ... هذه الروحية مضت على سيرتها تلك مدة، وسيّرت الامم الأخرى بمقتضى نهجها، ولكن لم تستمر على حالتها هذه طويلا ... وانما أصابها ركود، واعتراها فتور في نشاطها الذي ولدته في حينه وحصل من الأسباب ما دعا للخمول والعودة الى الأوضاع السابقة، ومراعاة العرف الجاهلي، والنفرة القبائلية ... فتأسست البغضاء ثانية، وبشكل آخر، ورجعنا الى ما كنا عليه في جاهليتنا، من التنابز، ونسينا التوحيد والوحدة فحلت الشحناء، وتمكن العداء. وأسباب التخريب على قلتها وتفاهة شأنها - كما يتراءى للناظر - أودت بالأمة، وأثرت في الأمم الأخرى المجاورة، وللأثر السيئ حكمه ...
وعلى كل تظهر هذه الأوضاع في العشائر أكثر وأوضح، وهي أيضاً صفحة من موضوع حياة العرب في إدارتهم، وثقافتهم، واجتماعهم ولها أثرها في مقدراتهم، وهم مجموعة كبرى ... فمن الضروري دراسة أوضاع قبائل العرب قبل دخول الاسلامية وبعدها في حاضرها وماضيها البعيد والقريب.. وبهذا نقف على احوالها في مختلف الازمان ونحصل على فكرة نأمل ان تكون صحيحة ... ولا نوسع الموضوع بل نقصر البحث على قبائل العراق حباً في التوغل في دقائقه ليكون مستوفى ... ونترك للاقطار الاخرى نصيبها من البحث ... وهذا من أعوص المواضيع الاجتماعية عندنا، وهو أحق بالاهتمام، واولى بالبحث، وأن أهميته لا تقتصر على المعرفة، او الوقوف على الحالة الحاضرة، وان كانت هذه من لوازم البحث وأركانه ولكن تسيير الجماعة، وتوجيه استقامتها مما يحتاج الى افتكارات عميقة، وقدرة علمية بل خبرة كاملة للتمكن من معرفة نواحي النقص، والوقوف على محط الفائدة تحقيقاً للغرض الاجتماعي الذي لا يصح اهماله، أو التهاون به، وفوات المدة في التلوّم، او التردد مما يؤخر في التقدم والاخذ منه بنصيب ... وليس الامر من نوع المباحث اللاذة أو السمر فحسب، أو المواضيع الادبية البحتة وان كانت لا تخلو منها ... وانما يهم القائمين بأمر القبائل واصلاح شؤونهم وملاحظة نواحي ادارتهم، وتربيتهم، ورفاه حالتهم، وخصوماتهم، وآدابهم، وتطوراتها وتقلباتها ... بقصد تأسيس ثقافة سليمة، وآداب نافعة، وادارة صالحة ... مما يجب ان يراعيه الاجتماعي، أو من يعنيه صلاح هذه المجموعة الكبرى بان ينظر الى كافة شؤونها، ووسائل اصلاحها، وتنظيم جماعاتها، والطرق التي ترفع مستواها الى آخر ما يتحتم الالتفات اليه باستطلاع الآراء من كل ناحية وصوب حتى تتكامل المعرفة ومن ثم يعرف ما يستقر حسن الادارة عليه، وهناك تتأسس الحضارة ... ومن المؤسف اننا لم يسبق لنا اشتغال بسعة في هذه المباحث، أو الافتكار بها وعرضها للنقد والتمحيص، ولا استطلعنا الآراء في موضوعها، او الالتفاف اليه بعناية زائدة إلا من نفر قليل لا تتناسب مباحثهم وأهمية هذا الموضوع ... ومشارب الناس، ومناحي آرائهم في تلقي موضوع العشائر مختلفة: 1) البدوي. يتطلع الى ان يعرف مكانته من القبائل الاخرى ليعين القربى ودرجتها، والعداء ومبلغه ... ويرغب في التقرب الى من يمتّ اليه بصلة تبعاً لمقتضيات الغزو وما ماثل، أو لمن يصلح لمن يكون له كفواً، أو لمن هو أعلى منه باعتباره أصل نسبه الى غير ذلك من الاعتبارات، أو ركونه الى ناحية الثأر وما يولد الخصام والانتقام ... 2) - الحضري. يحاول الانتساب والقربى مجردة لمعرفة قومه الذين تشعب منهم، ولا يلتفت الى ما كان ينظر إليه البدوي من تقوية تلك الأواصر، والاستفادة منها للحروب والغزو، واثارة العداء، أو تأسيس الولاء وهكذا ... 3) - الأجنبي. وهو بعيد عن هذا كله لا يلتفت الى ما كان يهم أولئك، وإنما يتطلع الى ما يعين ناحية القوة والقدرة، والعصبية، والبيوت وعددها، ومقدار البنادق، وبيت الرياسة ليتفاهم معه، ويحاول أن يتبصر بالموالي والمعادي ... اختلفت وجهة النظر، وتباعدت نزعة البحث، وزال التقارب، وتناكرت المطالب في تمثيل الرغبات. وإذا كان هناك ما يدعو للاستفادة من ناحية الاشتراك فهو قليل جداً وهذا لا يخلو - إذا تناولته اليد الغريبة - من وقوع في غلط، وسقوط في هوة لا قرار لها، وقد ينال الوضع الحقيقي منها مسخاً وتشويهاً فيؤدي الى شيوع الخطأ، أو يتولد من تكراره والأخذ به أن يعود الصحيح مغلوطاً فتعكس القضية أو تشوه ... وشتان بين هذه النظرات وبين النظرة الحقيقية المؤسسة على بيان الوضع الصحيح، ولا يتيسر هذا الا بعد مراجعة نصوص كثيرة، وتفكر عميق في الحالة، وتثبيت ما عليه العشائر في الماضي والحاضر ... لنعدّ المادة للباحث الاجتماعي، أو المربي فنسأل أنفسنا بعد أن يتم العمل وتنتهي المباحث بقولنا: إذا كانت العشائر بهذه الروحية، وتلك النزعة، وعلى هذا النمط من الحياة الاجتماعية والأدبية ... فما الذي يجب أن نراعيه في صلاحها ووحدتها، أو تسييرها؟ وما هي النواقص الطارئة؟ وما العمل المثمر للوصول الى الاصلاح.؟
المراجع التاريخية ومن ثم تبدأ وظيفة الاجتماعي أو المربي فتستدعي حلَّه، أو تسترعي نظره ... ! وفي موضوعنا هذا تسهيل لمهمته، وتعيين صحيح للوضع حذراً من أن يغلط المتتبع فيقع في سلسلة نتائج كلها أو أكثرها عثرات ... ولا أريد بالاجتماعي الفرد واختباراته الخاصة ... ! ولما كانت هذه تجربة ولأول مرة، فمن الملحوظ أن تعرض لها أخطاء كثيرة من ناحية الغفلة وعدم الالتفات، أو التقصير في الاستقصاء، أو وجود بعض الحالات في جهة، وما يعارضها في أخرى، وهكذا مما لا يحصى أو لا يحاط به وطبعاً نظرتنا فردية وجهودنا قليلة ولكنها بذرة للمتتبعين، والأمل أن تكون نافعة وقد قيل لا يترك الميسور بالمعسور. ومن الله التوفيق المراجع التاريخية غالب من بحث عن القبائل من كتاب العرب القدماء ذكروا تاريخهم القديم ولم يتعرضوا في الأكثر الى حالاتهم الحاضرة في أيامهم ... فكأن القدماء هم المقصودون أصلاً وأساساً، أو من ناحية العلاقة بالاسلامية ورجال حديثها وحملته أو كان اغفال ذلك مبتنياً على معلوميته ... فجاءت المباحث ناقصة، أو مبتورة غير موصولة، ومقصورة على عهد معين هو العهد السابق للإسلامية ... وكذا معاصرونا فاتتهم أشياء كثيرة، ومواضيعهم تتعلق بأمور لا تخص النواحي المذكورة ... ذلك كله أدى أن يسلم أكثرنا المقاليد الى الأجانب في بحوثهم، ويأخذوا عنهم ما كتبوه دون تمحيص ولا تروٍ فوقعوا في أغلاطهم ... فكانت مشيتنا لحد الآن غير مثمرة لأنها لم تكن ناشئة عن تتبعنا ولا عن ثمرة جهودنا ... مما جعلنا نحترز ونراعي التروي في النقل، وأن نشير الى هذه الأغلاط التي شاعت على أيدي مؤلفينا ومن طريقهم، ليزول ما علق في الأذهان من صحتها والجزم بها ... رأينا الجم الغفير ممن زاولوا البحث ونقلوا أو عربوا حرصوا على السهولة فاستغنوا بهذه المراجع، وبكثرة المباحث وشيوعها فاستهوتهم بسعتها والتفاتها الى مطالب اجتماعية، أخذوها عفواً وبلا تعب ... ثم وقعوا بما وقع فيه أولئك، وجاءت كتاباتهم على الرغم من الجهود المبذولة لا تستحق الاطراء بل يتحتم نبذها. لأنها زادت في الطين بلّة، وأوقعت في أوهام فاضحة على ما سيوضح عند ذكر القبائل وما لحق بعضها أو فروعها من أغلاط ... والنصوص العربية هي معوّلنا في الغالب. وهذه نالها أيضاً من أيدي النساخ والكتاب ما شوه بعض ألفاظها ... فصارت تضارع كتب بعض الأجانب. وذلك أنهم في عصورهم المنحطة عادوا لا يبالون بالعناية ... والمقابلات بين النصوص المختلفة أو الرجوع الى المخطوطات القديمة لمعرفة الفرق، ومراجعة الكتب العديدة في اللغة وفي الأنساب خاصة مما يسهل تلافي النقص وإصلاح الغلط بقدر المستطاع ... وأقل الأخطاء ما نراه في كتاب (العقد الفريد) بين (المنتفق) و (المشتق) (1) مثلاً فإنه غلط ناسخ قطعاً. وفي بعض الكتب الحديثة بين (الضفير) القبيلة المعروفة وبين (الدفير) الواصل من طريق الأجانب، وعنزة القبيلة المشهورة و (عينيزة) (2) ومثل هذه يقال ما قيل في غلط الأفكار.. أو في كتابات يراد بها أن يلتذ السامع ... راعينا الأخذ عن القبائل مباشرة، ونبهنا الى ما وقع من غلط، وجل ما في الموضوع أن جعلنا نهجنا الترصد والاسترابة حتى نستبين طريق الصواب بقدر الاستطاعة، والتوقي حسب الامكان من الاعتماد على كتب الأجانب، ومن كتب أصحابنا إلا بعد التمحيص والتدقيق الزائد على ما في ذلك من صعوبة.. ولا يفوتنا أن نشير الى أن الغرض ليس هو النقد المجرد، أو التنديد بالمؤلفين السابقين أو المعاصرين، ولا الوقيعة بالأجانب والاسترابة منهم فيما يكتبونه بلا قيد أو شرط، فلا أعتقد أن غالبهم يتعمد الغلط، أو يكتب الباطل، أو ينقل السخيف. وإنما همهم العلم الصحيح، وقد تكبدوا المشاق في هذا السبيل وأفادوا كثيراً ... إلا أن الغلط وصل اليهم على أيدي جهال، أو أنهم لم يتمكنوا من النطق بوجه الصحة فكتبوا كما لفظوا، أو كما وصل اليهم ... وجل قصدنا مصروف الى البيان الصحيح، وتعيين وجه الاستفادة من هذه الآثار للوصول الى ما نحاول بلوغه مع التنبيه الى ما وقعوا فيه للتجنب منه ...
1 - سبائك الذهب وغاية ما نقوله هنا أن المراجع التاريخية - وإن كانت كثيرة - قليلة المادة ولا نكتفي بواحد منها إذ لم نجد فيها من قصر موضوعه على البحث عن القبائل خاصة، وتكلّم عليها بسعة وتفصيل. وهذه لا مجال لوصغها وإنما أقصر القول على المهم منها مما يتعلق بالعراق خاصة ولكن قبل الكلام على المراجع أقول أننا لم نجد مؤلفات عديدة عن القبائل في مختلف العصور وبصورة متوالية لنعلم العلاقات المستمرة بين عشائرنا الحاضرة والماضية، ولنقف على الاشتقاق والتفرع في الأنساب ولنقطع في معرفة التجولات والتفرعات، فالأسماء تغيرت، وما شاهدناه من القبائل في موطن لمدة قد لا نجد له أثراً في الحاضر، أو أن قسما منه هاجر الى موطن آخر ولكن لا يعرف تاريخ هجرته وهكذا مما صعب المهمة ... فخفي علينا شيء كثير من أحوال العشائر تاريخياً لعدم الالتفات الى تدوين وقائع مثل هذه إلا أن هذا يجب ألا يثبط العزم بل يدعو الى البحث، والتدوين بقدر الإمكان في مواصلة المراجع، والآثار بلا كلل ولا ملل، فيزيد المتأخر ما فات سابقه ... أما كتب التاريخ فإنها كتبت لتدوين الحضارة الاسلامية وأثرها في النفوس والخلافة وما قامت به، والملوك ووقائعهم ... وأما الحالة القبائلية فلم تتعرض لها إلا أحياناً، وبصورة ضئيلة جداً لا تكشف عن حقيقة الوضع، ولا هي وافية بالغرض وكل ما بحثت عنه أنها دوّنت أعمال الرجال الرسميين والوقائع الشاذة والغرائب فلم تبال بالمألوف المعتاد ولا اهتمت به بل قد نراها عديمة الفائدة فيما يتعلق بالعشائر كأن يقال تحارب فلان مع أمير العرب ولم يسمه (1) أو كما جاء في تاريخ المغول من أن الخليفة جهز أعراب البوادي (2) ... ولم يذكر أسماء قبائلهم ... والملحوظ أن كتب الأنساب لم تعرّف بالصلة في القبائل المعاصرة إلا قليلا ومع هذا نرى العصور التالية لم تستمر في البيان، ولم تدوّن التبدلات، ولا عينت الأفخاذ دائماً ونجد العناء كل العناء في تعيين وقائع القبائل باستنطاق مؤرخين كثيرين وتقريب النصوص التاريخية مع بعضها ليتيسر الإيضاح، وفي الغالب يمتنع.. وخير معين لمعرفة العشائر كتب الأنساب وكتب الأدب وكتاب الأغاني، والعقد الفريد، وأكثر الدواوين لمشاهير الشعراء، وكتب التاريخ فإنها تذكر بعض المباحث عن قبيلة بقصد أو بدون قصد فيستفيد الباحث منها. ومن أهم المراجع ابن خلدون فإنه كان ذا علاقة بالقبائل واتصال بها، يبحث عنها أحياناً فيوفي الموضوع حقه في نظرات صادقة، وإيضاح نافع يصلح للاستفادة. ومثله كتب ابن حجر سواء الدرر الكامنة أو أنباء الغمر في أبناء العمر فإنه كاد يضارع ابن خلدون في طريقته ... ومن هذه المراجع وغيرها ظهر لنا ان التاريخ لم يدوّن كافة هجرات القبائل الى الانحاء ولا عرّف بتجولاتها، أو ما أحدثوه من حركة أو سير تاريخي لا لكل قبيلة ولا بصورة عامة ... ذلك ما دعانا أن نفتش عما فيها من شعلة - ولو ضئيلة - لنسير على نورها.. ولما كان عملنا فردياً فلا يؤمل منه الكمال وإنما يتم بإضافة جهود الآخرين وتأملاتهم وتتبعاتهم في الموضوع وابداء ملاحظاتهم الوافية فيضاف ما فات، أو أهمل ... أما الكتب الحديثة عن العشائر فإن فائدتها محدودة وقليلة. ومهما يكن فمراجعنا مؤلفات كثيرة نكتفي بوصف بعضها مما يخص القبائل، والباقي يتعين بالنقل عنه في محله ... وهذه أشهر المراجع الخاصة بعشائر العراق أو بالقبائل بصورة عامة: 1 - سبائك الذهب كنا نظن - لأول وهلة - إننا عثرنا على ضالتنا المنشودة في كتاب سبائك الذهب وهي معرفة الصلة بين القبائل ودرجة الارتباط بين القديمة منها والحديثة ... ولكن لم يلبث أن خاب الظن، رأينا الكتاب قد مثل عصراً قديماً، وراعى أصلا يرجع الى عهد بعيد، وهو تأليف الشيخ أبي الفوز محمد أمين بن أبي السعود محمد سعيد بن أبي البركات عبد الله الشهير بالسويدي وكان المؤلف قد توفى سنة 1246هـ - 1831م أثناء رجوعه من مكة المكرمة في القصيم من ديار نجد (1) والكتاب مرتب بصورة مشجر على نحو الشجرة وتفرع أغصانها كأن يذكر الأصل ويفرع عنه ما حدث من فروع أو أغصان كالشجرة.. أوله:
2 - عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد الحمد لله الذي خلق الخلق فاختار منهم العرب الخ. وهو مفيد من جهات عديدة ونافع في موضوعه، ويؤخذ على مؤلفه أنه حوّل كتاب القلقشندي المسمى (نهاية الأرب في أنساب العرب) الى مشجر فهدم وضعه، وغيّر شكله مما أدى إلى نسبة كل قبيلة الى مشاركتها باللفظ من القبائل القديمة التي لا تعرف لها هذه الصلة والقرابة وإنما كان لمجرد الموافقة بالاسم، وفاتته عشائر كثيرة قديمة السكنى في العراق، أو حديثة النزوح إليه ... لمجرد أنه لم يتمكن من إيجاد علاقة لها بالقبائل القديمة ... وقد سبقه كثيرون في ترتيبه هذا، وكان الأولى أن يرجع الى المشجرات من نوعه ... وفيها ما يفي بالغرض ... ولعله لم يعثر على بغيته، أو ما يوافق رغبته.. وهنا نراه راعي أنساب القلقشندي مع أنه مصري بعيد عن عشائر العراق وأصولها لضعف علاقة عشائر العراق بمن هناك. اعتمده وطبقه على العشائر العراقية فذكر ما ذكره، وأهمل ما أهمله ... وبهذا تغير الوضع التاريخي. قال المؤلف: " أحببت أن أجعله - نهاية الأرب - على ترتيب مخالف لترتيبه، وأسلوب مغاير لاسلوبه، وذلك بأن أوصل آخر القبائل بأوائلها، بخطوط تمتد من الآباء إلى أبناءها ... وزدت عليه كلاماً كثيراً ... " اه. والمؤلف لم يستطع القيام بما رسمه، ولم يطق وصل العلاقة بين العشائر في الماضي والحاضر، وكثير مما بينه غير صحيح، أو مفقود الصلة ومقطوع ببطلانه كما نرى عن طيء في صحيفة 58 و59 منه فإنه أوصلها بصلة غير صحيحة، والمدونات التاريخية ومحفوظات القبائل لأنسابها تخالفه في كثير منها، ولم يبين علاقة خزاعة بالموجودين اليوم، وهكذا في حرب وقبائل أخرى. ولما رأى الحمداني لم يذكر شيئاً عن أصلها عدها من المتحيرة. ومن هذا الكتاب نسخة خطية من مكتبة المرحوم نعمان خير الدين الآلوسي من مكتبة الأوقاف العامة برقم 2717 ليس فيها تاريخ ولكنها متقنة. طبع على الحجر في بغداد في أواخر شهر رمضان لسنة 1280هـ - 1864م. والمؤلف من آل السويدي في بغداد الأسرة التي لها مكانتها العلمية في الماضي من أيام الشيخ عبد الله السويدي المتوفي سنة 1170هـ - 1757م والسياسية والحقوقية في الوقت الحاضر، ورجالها المعروفون اليوم الأساتذة ناجي السويدي، وعارف، وتوفيق، والطبيب شاكر أولاد يوسف السويدي، وترجمة أسرته في المسك الأذفر للآلوسي ... وللكلام على هذه الأسرة الشهيرة موطن غير هذا. 2 - عنوان المجد في تاريخ بغداد والبصرة ونجد هذا التاريخ لابراهيم فصيح الحيدري المتوفي في 5صفر سنة 1300هـ - 1883م فلم يخرج به عمن سبقه، وإنما راعى عين الطريقة تقريباً، وأساساً كان اعتماده على كتابين لا ثالث لهما وهما السبائك ونهاية الأرب للقلقشندي بإضافة بعض الاختبارات الشخصية إلا أنه يلام في أنه عدّ بعض القبائل وبطونها معاً باعتبارها قبائل، أو عشائر لقبيلة واحدة كما أنه راعى اللفظ فنسب الحديث من القبائل لمن له لفظ شبيه به عند القدماء كالسويدي فقد قال عن العبيد أنهم من قضاعة وهم الذين قال فيهم الأعشى حاكياً: ولست من الكرام بني العبيد والغلط ظاهر ومنشأوه ما جاء عنهم في التواريخ من أن آثارهم باقية في برية سنجار من الجزيرة الفراتية آخرهم الضيزن وهم من أهل الحضر فظن أن المراد من العبيد قبيلة العبيد المعروفة اليوم بعامل المكان والمشابهة بالاسم، وأمثال ذلك كثير. وغاية ما يقال فيه انه لم يعين في الغالب الصلات، أو أنه لم يتمكن من ذلك، وكذا ما بين الافخاذ وفروعها، أو الطوائف ودرجة قرابتها ... نعم ان بعض القبائل وإن كانت لا تزال تعتبر من (القبائل المتحيرة) لا تستطيع أن تعد نفسها من أحد الجذمين القحطاني والعدناني بسبب اشتهارها باسمها الحديث ونسيانها علاقتها القديمة، لكنها قليلة جداً فالكتاب كسابقه لم يكن علمياً وإن كانت الاستفادة منها غير محجودة على ما سيبين عند الكلام على القبائل. أما مواضيعه الأخرى من بغداد والبصرة ونجد من عمارة جسور وأنهار وبيوت قديمة، ومشاهير رجال، فهي مهمة وتتعلق بالقطر العراقي فلا تكاد توجد في غيره وكان ختام تأليفه سنة 1286هـ - 1875م. 3 - نهاية الارب في معرفة انساب العرب
4 - القبائل العراقية هذا الكتاب مرجع المؤلفين السابقين أو أصلهما وعليه عوّلا، مرتب على حروف الهجاء وهو بمثابة دائرة معارف لقبائل العرب، ومبناه القبائل القديمة ولم يتعرض للحاضرة الى زمانه إلا قليلا، وغالبها يعود لمصر وما والاها ذلك ما دعا الى ارتكاب الغلط من جراء الاعتماد عليه في البحث عن قبائل العراق إلا من نقطة الاشتراك، وقد وصفه صاحب كشف الظنون ... الفه أبو العباس الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الله (1) القلقشندي النسابة المصري المتوفى سنة 821هـ - 1419م وله كتاب (صبح الأعشى) ومختصره (ضوء الصبح المسفر) وفي صبح الأعشى مباحث في الأنساب مهمة كشفت عن غوامض كثيرة (2) طبع كتاب النهاية ببغداد قبل الاحتلال، والظاهر من مراجعة المخطوطة ان الكتاب فيه نقص وطبع على نقصه ... وجاء في مقدمته: " لما كان العلم بقبائل العرب وأنسابهم ... قد درس بترك مدارسة معالمه، وانقرض بانقراض علمائه من العصر الاول ... مع مسيس الحاجة اليه في كثير من المهمات، ودعاء الضرورة الى معرفته في الجليل من الوقائع والملمات ... أحببت أن أخدم ... بتأليف كتاب في قبائل العرب والعلم بانسابها يجدد بعد الدرس رسومها ... فشرعت في ذلك ... وأصلاً كل قبيلة من القبائل بقبيلة، وملحقاً كل فرع من الفروع الحادثة باصوله، مرتباً له على حرف المعجم. (الى ان قال) ثم ان هذا الكتاب وان كان جمع فاوعى وطمع في الاستكثار فلم يكن بالقليل قنوعا، فانه لم يأت على قبائل العرب باسرها، ولم يتكفل على كثرة الجمع بحصرها، فان ذلك يتعذر الاتيان عليه، ويعز على المتطلب الوصول اليه.. " اه. وفي هذا ما يعين ان المؤلف انصف في مقاله وأؤيد قوله ان العشائر لا تحصى وأقول ان العراقية منها بعيدة عنه فلا يعوّل عليه في البيان، وان كان يعد كمرجع للاستسقاء من معينه ... وترجمة المؤلف مبسوطة في مقالة مذكورة في أول الجلد الرابع من صبح الأعشى. 4 - القبائل العراقية للعلامة السيد مهدي القزويني (1) المتوفى سنة 1300هـ - 1883م. أوله: الحمدلله الذي أنشأ الانسان من نفس واحدة.. الخ عندي نسخة خطية منه. وهذا لا يعدّ تاريخاً للعشائر فانه سمى بعض القبائل ووقف عند ذلك، أو ذكر بعض البطون للعشائر القريبة من سكناه والمتصل بها غالباً واكتفى بنسبتها الى قبيلتها، ولم يحلل اسماء القبائل وارجاعها الى اصولها الأولى إلا قليلا جداً.. فهو في الحقيقة فهرس للقبائل، وله الفضل في انه حفظ بعض أسماء القبائل الصغرى وفرّع بعض البطون عن الأصل ولكن يصعب الحصول عليها بلا كلفة مراجعة الكل فكان الأولى أن يذكرها عند الكلام على القبيلة ... وليس فيه مباحث خاصة بعادات القبائل وأوضاعها المختلفة ولا يحتوي بيانات عن نفسياتها. وعلى كل لا يخلو من فوائد مهمة ومباحث قيمة.. 5 - عشائر الآلوسي للاستاذ السيد محمود شكري الآلوسي المتوفى في 4 شوال سنة 1342هـ - 1924م فانه لم يدوّن تاريخاً خاصاً بالعشائر العراقية وانما ذكر في مسودّة تاريخه بعض القبائل المهمة ونسبها الى أصولها. ويظهر من كتابته في هذا الموضوع انه كان عازماً على تأليف واسع في موضوعه إلا انه لم تساعده الأيام على ابرازه بصورة كاملة أو لم يتمكن من الاتصال بالعشائر والتجوال بينها والاختلاط معها. لذا يؤسف لعدم اتمامه ومع هذا لا يخلو من فائدة زيادة عما جاء في الحيدري والسبائك. فان أهم ما يدعو للانتباه نسبة القبائل الى اصولها بقدر الامكان. وكتابه (تاريخ نجد) تعرض فيه للقبائل في نجد وهذه ذات صلة قريبة بالقبائل العراقية وبعضها لم تفقد تسميتها ولم يعدم اتصالها كما ان قسماً من هذه القبائل قد يكون في نجد والقسم الآخر في العراق وسورية ولكنه مع هذا لم يتجاوز تعداد القبائل فلم يبحث بحوثاً خاصة عنها.. وكتابه (تاريخ بغداد) في حالة مسودّة (1) . وقد كتب فيه كثيراً من القبائل وعرّف ببعضها ولكنه لا يقال انه اكمل بحثه أو أتم تعقيبه ما زال لم يخرج عن المسودّة وما زال قد اكتفى بالتعداد.. وكان رحمه الله تعالى يشكو من قلة الوسائل ونقصان المصادر وهو الذي نشكو منه أيضاً. ولكن هذا لا يثبط عزمنا عن البحث ولا يمنع من تدقيق مؤلفه ووضعه موضع المناقشة ... ليظهر المخفي وينجلي المبهم ...
نبذة من تاريخ عرب العراق وأما أثره الخالد (كتاب بلوغ الارب في احوال العرب) فقد تكلم فيه على ما كان معروفاً من اخبارهم قبل الاسلام وأيامهم ومشاهيرهم وأديانهم ... وكان كلامه عن العرب عامة وعن اوضاعهم قبل الاسلام بما وصل اليه ولم يتعقب الموضوع الى اليوم ولم يختص بحثه في عشائر العراق ولكنه مرجع مهم لمن يريد ان يتعقب الأوضاع العربية في كافة مواطنها فهو كتاب جليل في موضوعه ... وهو أحد مراجعنا ... نبذة من تاريخ عرب العراق رسالة في عشائر العراق المتفرقين في الجزيرة ما بين اورقة وبغداد وأطراف الشامية كتبها السيد جرجس حمدي الى نائب القنصل الفرنسي في اللاذقية، كان طلب اليه أن يؤلف رسالة في هذا الموضوع. وبقيت في يد المسيو كويس قنصل فرنسة في دمشق وهذا أعارها الى (م. هوار كليمان) فترجمها الى اللغة الفرنسية وطبعها في باريس عام 1879م وهذا نص كتاب مؤلفها الاصلي السيد جرجيس حمدي المؤرخ 21 شوال 1281هـ و19 مارت سنة 1865م قال: " كنت أمرتني بتحرير نبذة عن تاريخ العرب المتفرقين الآن في الجزيرة ما بين أورفة وبغداد وأطراف الشامية وان اوجاعي واسقامي واشتغال افكاري كانت قد منعتني عن ذلك. وبهذا الحين قد منّ الله عليّ بالشفاء من الأسقام فاخليت فكري مما فيه وطلبت المساعدة على ذلك من بعض الاخوان وحررت هذه النبذة على قدر الامكان باللغة العربية الدارجة ليسهل فهمها على أي من كان. فالمرجو العفو عن التأخير. فالعبد لا زال عند خضم كرمكم غارقاً في بحار التقصير ... " اه. إن مترجم هذه الرسالة لم يتصرف بالاعلام وإنما أوردها بلفظها العربي فادى واجب الصحة والتثبت كما أنه أشار الى مراجع عن الموضوع وأقوال الأوربيين عنه في مظانهم فخدم ابناء قومه خدمة جُلىّ. ونظراً لاختصار هذه الرسالة لا تفيد العرب إلا من ناحية ذكرى الماضي لبعض رؤساء القبائل ببيان اسمائهم ... وانهم كانوا احياء حين تحرير الرسالة وكانت مواطنهم في المحل الفلاني عندما نعلم انها تحولت الى موطن آخر ... وأساساً ان هذه الرسالة كتبت بناء على الرغبة الاوربية ومناهجها في البحث عن العشائر فاقتصر على ذكر الشيوخ والرؤساء واسم العشيرة وموطنها، وعدد بيوتها، وحالتها من نقطة المعيشة والسلطة وعلاقتها بالحكومة وبالناس بصورة بسيطة جداً لا تسمن ولا تغني من جوع.. فلم ينظر الى أصل القبيلة، وتاريخ هجرتها، وعلاقتها بالعشائر المجاورة ... فكانت محدودة المطالب، والفكرة المدونة عن العشائر ضعيفة وقليلة، وهذه الرسالة كالكتب الأخرى لمس بل وغيرها من كتاب الغربيين فإنها كلها تقريباً مضت على هذه السنن في تأليفها وإن كانت أشارت أحياناً إلى بعض الأحوال التأريخية عرضاً، أو لم تتمكن منه تماماً وإنما اكتفت بالنبذة اليسيرة عن الماضي القريب ومضت. وخير هذه المؤلفات من اوردت اسم القبيلة بالحروف العربية كما فعلت المس بل ... 7 - كتاب الاشتقاق في أنساب العرب للشيخ أبي بكر محمد بن الحسن المعروف (بابن دريد) المتوفى سنة 321هـ - 933م (1) . وفيه تحليل لألفاظ القبائل وتعرض لرجالها الى أيامه، والكتاب عظيم الفائدة، ويتكلم في مطالب جليلة عن القبائل لا يستغني عنها أحد ... طبع في مجلد واحد سنة 1854م في غوتنجن باعتناء المستشرق فرديناند وستنفلد. أوله: الحمد لمن فتق العقول بمعرفته، واطلق الالسن بحمده ... الخ. وفيه ردّ على الطاعنين في أسماء القبائل واشتقاقها وكونها لا أصل لها يرجع اليه فجعل كتابه جواباً لأمثال هؤلاء الذين لا يخلو منهم عصر، وهم أعداء العرب. وليتنا وصل الينا ما يتمم مباحثه وما كان من نوعها فننجو من عناء كبير ... 8 - الأنساب للسمعاني. وهو أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي المتوفى سنة 562هـ - 1167م. وفيه مباحث عميمة الفائدة عن العرب ومشاهدات خاصة لا يتيسر العثور عليها في كتاب، والنقول المذكورة عنه خلال هذا الكتاب تعين قيمته العشائرية فقد سبق غيره في الايضاح ممزوجاً بما عاينه أو رآه ونقله عن غيره ... فلا يستغنى عنه بوجه، طبع على الحجر سنة 1912م إلا ان النسخة المطبوع عليها مغلوطة، وخطوطها مختلفة وهي سقيمة جداً مع اني رأيت في استانبول نسخاً منه كاملة وصالحة للطبع، والحاجة اليها متوفرة لاحتوائها على معارف نافعة ومهمة جداً. | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:00 pm | |
| 9 - شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم والملحوظ ان المؤلف قلب تاريخ البغدادي الى الأنساب وزاد عليه من جهة واختصره من اخرى فابرزه بوضع لائق ومقبول ... 9 - شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم في اللغة ثمانية عشر جزءاً لنشوان بن سعيد الحميري اليماني المتوفى سنة 573هـ - 1178م. سلك فيه مسلكاً غريباً، يذكر فيه الكلمة من اللغة فان كان لها نفع من جهة ذكره، وذكر في كل مادة أبواب الكلمة واستعمالاتها. ثم اختصره ابنه في جزئين وسماه (ضياء العلوم في مختصر شمس العلوم) وأول (ضياء العلوم) أما بعد حمد الله مستحق الحمد ... الخ. كذا في كشف الظنون والظاهر ان صاحب الكشف رأى المختصر ولم ير الأصل. وقد طبعت بعض منتخبات منه تتعلق باخبار اليمن وهي مفيدة في مباحث العشائر وخاصة القبائل القحطانية النجار، فانه من المراجع القيمة وقد استعنا به في أمور كثيرة لايضاح بعض القبائل ... والمهم فيه انه متأخر عن كثير من كتب الأنساب والقبائل ... فهو من مهمات المراجع ... 10 - قبائل العرب في مصر ظهر منه الجزء الأول ويخص القبائل التي توطنت مصر، وفيه ما يفيد في معرفة انتشار القبائل العربية، ونرى أقسام القبيلة الواحدة قد مالت من الجزيرة الى أنحاء مختلفة، ونشاهد قبائل العراق تشترك في تجوالاتها هذه وقبائل مصر حتى في بعض فروعها على ما سيجيء الكلام عليه في محله، والكتاب مهم من هذه الناحية وإن كنا لا نسلم لمؤلفه في تفريعه القبائل وبيان أصولها فلا يقال أن لخماً من طيء، وأن جذاماً منها ... والمؤلف راجع كتباً عديدة، ومصادر وافرة ولم يجد في غير كتب الأجانب ما يبرد غلته وإن كان ليس لهم أصل يؤيده، أو يدعوه للقبول ... 11 - القصد والأمم في التعريف بأصول أنساب العرب والعجم: للشيخ أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي المتوفى سنة 463هـ - 1071م والمؤلف من رجال التاريخ وخاصة تاريخ الصحابة وله فيه (الاستيعاب) ، والفقه والحديث وتاريخها في (جامع أصول العلم وفضله) ، والأنساب وهو هذا. وله التمهيد من أجل الآثار في تاريخ الفقه والحديث.. ومؤلفاته نافعة جداً ... وكتابه هذا في بيان أصول القبائل وانتشارها، والآراء الشائعة فيها، وعلاقاتها بالأقوام المجاورة للعرب ودرجة اختلاطها ... وهو على صغر حجمه قيم ونافع جداً فهو خلاصة الأقوال المعروفة الى أيامه ... طبع بمطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1350هـ - 1932م. 12 - الانباه على قبائل الرواه لابن عبد البر المذكور سابقاً. وهذا هو المدخل لكتابة الاستيعاب. طبع مع القصد والأمم، والارتباط شديد بين هذه الرسالة والتي قبلها. والملحوظ في هذه أن المؤلف اعتمد على أمهات كتب الأنساب وأيام العرب مما لا يزال أكثرها مجهولاً أو غير معروف: 1 - كتاب أبي بكر محمد بن اسحاق. 2 - " أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي. 3 - " أبي عبيدة معمر بن المثنى. 4 - " محمد بن عبيدة بن سليمان. 5 - " محمد بن حبيب. 6 - " أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد العدوي في نسب قريش. 7 - " الزبير بن بكار في نسب قريش. 8 - " عمه مصعب بن عبد الله الزبيري في نسب قريش أيضاً. 9 - " علي بن عبد العزيز الجرجاني. 10 - " عبد الملك بن حبيب الأندلسي. وقد ذكر المؤلف شيئاً مهماً من الحديث والآثار ونوادر اقتطفها من كتب أهل الأخبار، واختار من ذلك عيونه، وما يحب الوقوف عليه مما يجمل بأهل الأدب والكمال معرفته والانتساب إليه كما قال المؤلف في مقدمته (1) . والحق انه كتاب جليل.. 13 - نسب عدنان وقحطان
14 - الجوهر المكنون في القبائل والبطون لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد المتوفى سنة 285هـ - 899م. وهذه من الرسائل النافعة التي كتبت في الأنساب على صغر حجمها وقلة مادتها فانها عرفت باصول القبائل وما تفرع منها باوجز عبارة. ومن ثم تعينت غالب الصلات به ولا يخلو من بيان الفروع وطريقة تشعبها في غالب أوضاعه والكتاب جامع ومختصر أو قل هو متن في الأنساب واف ومفيد الفائدة الحسنة، وجامع الغرض ولا نريد أن نحقق الأنساب أو أن نكون نسابين وإنما نريد أن نعين الأوضاع من هذه الناحية لنجعلها تمهيداً لمباحثنا في العشائر والاتصالات الاجتماعية فيها ... ورابطة النسب يعول عليها البدوي كثيراً وهي أساس أعماله الاجتماعية. فهي تفسر زواجه، وتقرر عرفه، وتعين وضع الحرب. وهكذا.. طبع حديثاً في مطبعة لجنة التأليف والترجمة نشرته اللجنة بمصر (سنة 1354هـ - 1936م) فسدّ فراغاً وثلمة كبيرة.. 14 - الجوهر المكنون في القبائل والبطون للشريف أبي البركات حسن بن محمد الجواني النسابة المتوفى سنة 588هـ - 1192م وهو من الكتب الجامعة في الأنساب، اتقن صاحبه أصولها، وأورد فيه من الأنساب ما ينتفع به اللبيب، ويستغني بوجوده الكاتب الأديب. (1) وهذا رأينا مختصره في كتاب نهاية الارب للنويري، وفيه مباحث جليلة ونافعة ومؤلفه عمدة ... وفيه قال النويري: " أتقن أصولها، وحرر فصولها، وأورد فيها من الأنساب ما ينتفع به اللبيب، ويستغني بوجوده الكاتب الأريب ... " اه. وسماه النويري بالسيد الشريف نقيب النقباء أبي البركات ابن أسعد بن علي بن معمر الحسيني الجوّاني النسابة.. (2) ومنه نسخة في دار الكتب المصرية مخطوطة وأخرى فوتوغرافية (مصورة) . 15 - تاريخ العرب قبل الإسلام لجرجي زيدان صاحب الهلال الكاتب المشهور وهو من أنفس آثاره القيمة في موضوعه، وكان مفرداً لم يزاحمه غيره الى أيام قريبة منا ... وهذا يقال فيه ما قيل في كتاب المرحوم الاستاذ شكري الآلوسي. فإن موضوعه لم يتعلق بالعشائر وحدها، ولا يخص مكانها في قطر، وتاريخ تقلبها فيه، وتيار هجرتها اليه.. وفوائده عظيمة وعميقة. ومثله كتابه في أنساب العرب القدماء.. وهذا موضوعه أقرب لمباحثنا ... وعلى كل لا يستغني عنهما باحث أو متتبع ... فقد درس العرب دراسة لا يستهان بها، وبذل جهوداً قهارة في احياء ذكر العرب باستنطاق مختلف الآثار (1) فكان الأول في بابه ... ويهمنا من تاريخ العرب قبل الاسلام ما يخص قبائل عرب العراق ... ولعل ضيق المادة أخّر من ظهور المجلد الثاني منه ... والأول مطبوع في مصر ومتداول. 16 - كتاب عشائر العرب ويسمى (كتاب الدرر المفاخر في أخبار العرب الأواخر) للشيخ محمد ابن حمد البسام التميمي المتوفى في مكة بالوباء سنة 1246هـ - 1831م. وهو والد حمد المتوفى قبل سبع سنوات تقريباً عن نحو مائة سنة، وجدّ محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن المؤلف محمد المذكور. والأخير محمد بن عبد الله قد توفي في 10 ذي القعدة سنة 1353هـ - 12 شباط سنة 1935م. والكتاب تكلم فيه مؤلفه عن عشائر العرب جمعاء في مختلف الأنحاء في نجد والحجاز واليمن والعراق والجزيرة، وهو مهم في موضوع عشائر العراق إلا أن مباحثه موجزة، وفي بعضها تفصيل قليل، دوّن الرجل ما وصل إليه علمه، وذكر عشائر عديدة في العراق، ووصفها بما فيها من سجايا، ولم يعد الصواب. أوله: " الحمد لله المتفرد بايجاد الأنواع. الخ " اه. وجاء في مقدمته: " وبعد فقد هز معاطفي، وأمال هذاء سوالفي بعض الأصدقاء من أولي الأدب لضم شمل المتأخرين من قبائل العرب فوصلت له جناح الأمل، ووافقته في اقتراحه مسابق القول بالعمل، وسأذكر ما جدّ اسمه، وأحيي ما درس في الغابرين رسمه، وأوجز في تشخيصهم وتعيينهم، واصرف بنات فكري لتوضيحهم وتنبيههم، مع اني في تلك الأيام السعيدة الداعية لهذا المرام وتسويده مشغول البديهة من غير بكم، وموكل بجزء من أجزاء الحكم. الخ " اه.
17 - كتب أخرى ولغة الكتاب قريبة من العامية، وكلامه موجز جداً، خصوصاً في القبائل العراقية، إلا أنه لا يخلو من فائدة، وفيه وصف لطيف لبعض العشائر ... وكان مؤلفه كتبه بناء على رغبة المقيم البريطاني المستر ريج واقتراحه، فاهداه له، وفيه بيان واف عن طلب المقيم المومى إليه ومنه نسخة في المتحفة البريطانية. وهذا كانت سياسة حكومته الاطلاع على خبايا هذا المحيط ومعرفة أحواله، فلم يقف عند العشائر وإنما كتب عن العراق الشيء الكثير، وأوعز إلى آخر أن يتجول في كافة الأرجاء العراقية، ويدوّن مشاهداته، فقام بهذه الخدمة فكتب رحلة فارسية مختصرة طبق المراد. وهذا الكاتب اسمه عبد الله المنشي البغدادي، وقد عربت هذه الرحلة الى العربية، وعندي النسخة الأصلية الفارسية أيضاً. 17 - كتب أخرى وعدا ما ذكر مراجع (تاريخ العراق) لعهد المغول وما يليه من العصور الى احتلال بغداد فإنها جامعة لمطالب مهمة عن العشائر. وهنا تلخيص واجمال لتلك المباحث من جهة وسعة من اخرى ... وهناك مراجع أخرى ذكرت في بطون الكتب والأوراق بصورة مشتتة لا نرى عائدة في بيانها الآن وسوف نعين النقل عنها في محله ونصرّح به في وقته فنسب كل قول لقائله ... أما كتب الأدب والتواريخ العامة السابقة لعهد المغول فإنها كثيرة جداً ولا طريق لاستقصاء مباحثها هنا وإنما يأتي النقل عنها في حينه. وكذا الكتب العصرية.. العرب وقبائلهم - 1 - أصل العرب الفكرة السائدة في العصور الماضية ان العرب من الأقوام السامية كغيرهم من الأراميين والعبرانيين. والمشهور أن اصلهم الأصيل من العراق فكانت لغتهم السريانية وبها كانوا يتفاهمون ثم تبلبلت الألسن وتغيرت الألفاظ وماج الناس بعضهم في بعض فنطقت كل طائفة منهم بلغة وخرجوا من أرض العراق وانتشروا في الأطراف ومنهم العرب. ولم يبق في العراق سوى ولد أرفخشد ... ومن هؤلاء تكوّن الكلدانيون والآثوريون وسائر النبط ... ومن ثم توزعت الأرضون بين أولاد نوح (ع) وذريته وسائر من ركب الفلك معه فصارت كل بقعة لواحد. وهذه الفكرة وصلت من العراق وعلى يد علماءه وهم السريان وغيرهم ومنهم انتقلت الى علماء العرب وأساسها كتبهم الدينية ممزوجة بمعلوماتهم وآراء رجالهم.. وقد عارضتها آراء أخرى. والمعوّل عليه تاريخياً وواقعياً بالنظر للمجاري التاريخية والهجرات ان العرب أصل الساميين والهجرة كانت من أرض العرب الى العراق وسورية ومصر في بعض الأحيان سواء في أقدم العصور وأقصى التواريخ أو في الأيام الإسلامية ... والعصور المتأخرة ... وهذا مما ثبت اللغة بأشكالها السامية المعروفة من كلدانية وآثورية وعبرية فأدى إلى أن يعرف كل فريق بلغته ... فالعربية نالت تطوراتها ولم تثبت بشكلها المعروف بان اندثرت منها لغات وتولدت ألفاظ جديدة ... ولم تستقر في اللغة الفصحى إلا بظهور الإسلامية فسجلت هذا الوضع بسبب القرآن الكريم ... وأما العامية المشتقة منها واللغات الأخرى أو اللهجات المعاصرة لها في سائر الأنحاء فقد عرض لها بعض التبدل مما أبعدها عن الفصحى، أو حافظت على وضعها الأصلي وأثرت تأثيرها من جراء الاختلاط مع أهل الفصحى بالرغم من المباينة أو المخالفة في حينها التي أوجدت المتضادات، والمشتركان، أو المترادفات ... فاللغات الشائعة آنئذ قد نالت شيوعاً في الأنحاء فاكتسبت اللغة العامية أو الشائعة أوضاعها المشاهدة في هذه الأيام ... والظواهر أمثال ذلك من أكبر الأدلة على التحولات التاريخية ... أما القول بان أصل العرب من الحبشة فهذا مما لا يعوّل عليه ولم تؤيده البراهين الصحيحة وإنما منشأه الهجرة الى مصر وتلك الأطراف ثم الاندماج في الأهلين وتغلب اللغة العربية بتبديل ... فحصلوا على شكل مختلط في لغتهم دعا القائلين الى الاقتناع بهذا الرأي فقيل ان الحبشة أصل العربية وان اصل العرب من هؤلاء. فالخطأ جاء من هذه المشابهة أو المقاربة ... مما لا يحقق أصل العنصرية واشتقاقها، فالتمسك باللغة لاثبات العنصرية يؤدي الى أغلاط كبرى مثل هذه ... والتشكلات البدنية وأوصاف العرب الأساسية تنافي هذه الدعوة ...
- 2 ولذا يقال عن الحادثات التاريخية المشاهدة في أقدم العصور المؤكدة ان سكان العراق كانوا أقواماً متخالفين، متباعدين عن الأقوام السامية ... فهم السمريون والكوشيون والأكديون فجاء الكلدانيون والأثوريون فأزاحوهم ... وحينئذ شاعت لغتهم وتدونت في أقدم أزمانها وأصلهم من جزيرة العرب ولا نجد في اللغات المجاورة في أطرافهم من تصلح للمقابلة، والمقاربة سوى العربية.. فهم عرب ويعدّ تثبيت لغتهم أول تدوين في اللغة العربية ... فلم يكن هؤلاء أصل سكان العرب ليكون العرب قد تفرعوا عنهم.. ومن المحتمل أن يقال ان أصل العراقيين كانوا من أولاد نوح (ع) وأنهم تدافعوا هناك بسبب الهجرات القديمة وتبلبلت لغاتهم بداعي الاختلاط والتغلب على العنصر السامي وتكاثرهم عليه فجلوهم عن العراق ودفعوهم، ثم أعادوا الكرة.. وهذا لم يعرف لحد الآن في النصوص التاريخية الموجودة.. وإن كان نطق به مشاهير المؤرخين متابعة للنصوص الدينية وتفسيراتها ... وعقليات أقوامها في تفسير الخلقة وانتشار الناس في هذه الأرض ... ومهما يكن من الآراء فإننا نرى الجزيرة منشأ العرب وان غالب العراقيين منها كما هو مؤيد بالأدلة المارة وبما سيجيء. هذا مع التوقف عن قبول سائر الأفكار ما دامت أدلتها ضعيفة في نظرنا ... ولنعدّد الأقوام العربية القديمة كما جاء في تواريخنا باجمال وسرعة نظراً للعلاقة التي لا تنفك عن موضوع العشائر. - 2 - العرب البائدة هؤلاء لم يعرف عنهم الا أسماؤهم وبعض الأخبار، وفيها ما هو ممزوج بخرافات واضافات ونظراً لبعد العهد عاد القطع في أخبارهم غير ممكن ... قال مؤرخونا بعد تبلبل الألسن والتوزع في الأطراف كان نصيب أولاد ارم بن سام بن نوح (ع) (اللغة العربية) وهؤلاء هاجروا الى جزيرة العرب على الرأي الأول المستند الى التوراة وشراحها، أو أنهم كانوا في الأصل سكان جزيرة العرب ... ومهما كان فيقال انه من أولاد ارم تألفت (العرب البائدة) وتسمى أيضاً (العرب العاربة) كما عليه أهل الأنساب وغيرهم. فصار كل واحد من هؤلاء جد قبيلة. ويقال لهؤلاء (العرب الأولى) أيضاً وفي الحقيقة لا يدرى ما كان يدعى به هؤلاء القوم. وإنما التسمية بعرب - كما يظهر من النصوص التاريخية - حادثة وقعت بعد أن تكوّن أولاد يعرب، أو كما يقول النسابة: العرب ضد العجم، من أعرب عن نفسه أي أوضح عنها، وأعرب في كلامه أي فصح فيه، ومن هذا الأيم تعرب عن نفسها. الخ وقالوا عن العرب العاربة عاد وثمود في الدهر الأول وهم الذين تحولت ألسنتهم الى العربية حيث تبلبلت الألسن، تبلبل منهم عاد وثمود وطسم وجديس قبائل درجوا. الخ (1) وهذه قبائلهم المعروفة: 1 - عاد. ومنهم العمالقة. سكنوا اليمن وأرسل عليهم هود (ع) . 2 - ثمود. أقامت بين الشام والحجاز. ونبيهم صالح (ع) . 3 - طسم. نزلوا عمان والبحرين. وقال نشوان الحميري: كانوا باليمامة وهم ولد طسم بن لاوذ بن سام. كان لهم ملك جبار يقال له عمليق تصرف بقومه تصرفاً غير لائق فقتلته جديس هو وقومه فاستصرخ واحد منهم يقال له رياح حسان بن اسعد تبع فسار اليهم فقتلهم حتى افناهم.. (1) 4 - صحار. حلوا بين الطائف وجبلي طيء. 5 - جاسم. توطنت ما بين الحرم الى سفوان. 6 - وبار. اقاموا فيما وراء الرمل في البلاد التي تعرف بهذا الاسم. قال نشوان الحميري: وبار اسم أرض كانت لعاد في مشارق اليمن وهي اليوم مفازة لا يسلكها احد لانقطاع الماء، يوجد بها قصور قد كستها الريح بالرمل ويقال انها كانت لأهل الرس وهم امة من ولد قحطان ... (2) 7 - جديس. سكنوا اليمامة. وهم ولد جديس بن غاثر (عابر) بن ارم ابن سام وهم اخوة ثمود واليمامة المرأة المعروفة في قوة نظرها منهم. ولاخبارها في هذا الحادث قصة ... (3) ان الطبري ومثله صاحب الأخبار الطوال (الدينوري) قد عينا مواقع هذه القبائل من الجزيرة. والملحوظ ان هذه القبائل المنقرضة هي القبائل الكبرى المعروفة ولم يعلم عن الصغرى، والتي لم تكن لها علاقة أو ذكر على الألسن.. وهذه تاريخها غامض جداً، والتتبعات متضاربة في شأنها ... وسيتبين للقارئ ان بعض القبائل من العرب البائدة لا تزال بقاياها معلومة على ما هو شائع وإن كانت نسيت اسمها الأصلي أو تناسته ... * * * - 3 - العرب المتعربة
) العرب القحطانية ( (العرب القحطانية) حلت هذه محل الأولى. ويقال ان قوماً من الساميين من ولد ارفخشد أخى ارم جاؤوا من العراق فتعلموا العربية وهم قحطان (1) وأولاده ويقال له (يقطان) أيضاً فقحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح (ع) . وقالوا: فالغ أخو قحطان وهو جد إبراهيم (ع) وهؤلاء القحطانيون محوا البقية الباقية من العرب الأولى وأهلكوهم حرباً وورثوا لغتهم تعلموها ممن اتصلوا به وكانت امهم عربية فتكلموا جميعاً بلسان أمهم. والمنقول عن ابن الشرية ان الذين كان قد خرج الى اليمن يعرب بن قحطان وكان اكبر اخوانه سناً (2) . وهناك صفت لهم الأرض. وفي أصل القحطانية أقوال كثيرة، ونظراً لبعد العهد لا تعرف العرب عنهم إلا الاجمال وهو ان العرب شطر كبير منهم من ولد قحطان وشطر الآخر من عدنان وكفى. وأما نسبة قحطان واتصاله باسماعيل أو عدم اتصاله، وتعداد اجداده وما ماثل ما لا يقوم عليه دليل. ومن أشهر الأقوال ما ذكر أعلاه والبعض انه ابن ارم بن سام، ومنهم من يقول انه منسوب الى اسماعيل، ومنهم من يميل الى انه ابن هود وقد جاء في شعر المتنبي.. الى آخر ما هناك من الأقوال.. والتفصيل في كتاب الانباه على قبائل الرواه. والعرب مهما كان من الاختلاف لا تعرف سوى الجذم القحطاني والجذم العدناني (1) . والقبائل المتكونة أخيراً من هؤلاء نشأوا من أولاد قحطان وابنه يعرب وسميت جميعها (بالعرب القحطانية) أولاد قحطان: 1 - يعرب. 2 - جرهم. 3 - المعتمد. 4 - المتلمس. 5 - عاصم. 6 - منيع. 7 - القطامي. 8 - عاصي. 9 - حمير. وقد ذكر المؤرخون - غير صاحب الأخبار الطوال - إن حمير هو ابن سبأ بن يشجب بن يعرب المذكور. وهو غيره كما يظهر من عمود النسب ... ثم ان هؤلاء تكاثروا بأرض اليمن وملكوا عليهم سبأ بن يشجب بن يعرب ابن قحطان ثم ولّوا حمير بن سبأ وهذا جعل ابنه كهلان وزيره. وكان اسماعيل (ع) في هذا العصر. ثم ملك اليمن (2) ملوك كثيرون من آل قحطان توالوا على الملك وكان يبالغ في سعة ملكهم وعظم سلطانهم. وما أصدق ما قاله الطبري في هذا الموضوع عن اليمن وكذا سائر الأمم من انه غير ممكن الوصول الى علم التاريخ بهم إذ لم يكن لهم ملك متصل في قديم الأيام وحديثه ... وقد كان لليمن ملوك لهم ملك غير انه كان غير متصل وإنما كان يكون منهم الواحد بعد الآخر وبين الأول والآخر فترات طويلة لا يقف على مبلغها العلماء لقلة عنايتهم بها وبمبلغ عمر الأول منهم والآخر إذ لم يكن من الأمر الدائم فإن دام منه شيء فإنما يدوم لمن دام له منهم بأنه عامل لغيره في الموضع الذي هو به لا يملك بنفسه وذلك كدوامه (لآل نصر) (1) ... فلم يزل ذلك دائماً لهم من عهد اردشير بن بابكان الى ان قتل كسرى أبرويز النعمان فنقل عنهم الى اياس بن قبيصة الطائي. (2) وعلى كل وفي أيام القحطانية تكاثر العدنانيون من ذرية اسماعيل (ع) . ومن أشهر حوادث القحطانية قصة بلقيس مع سليمان (ع) وسيل العرم. ومن ملوكهم التبابعة، توالى ملوكهم الى ان تملك الحبشة عليهم فانتزعوها من ملكها ذي نواس. ثم استعادوا الملك بنصرة من الفرس، ثم حكم الفرس على اليمن الى ان ظهر الإسلام. وكان حاكمها أيام العهد الإسلامي باذان (3) . والقبائل القحطانية كثيرة ومنها طيء ولخم ومذحج وهمدان والأزد (الأسد) وقضاعة. ومن هؤلاء وغيرهم انتشرت جماعات في الأطراف استولت على بعض الأقطار العربية كالبحرين والحجاز ومنهم من مال الى العراق واريافها فتكونت منهم إمارات من آل نصر اللخميين وغيرهم ... ويعزى أول تفرق اليهم كان بسبب سيل العرم ... والتفصيل في اليعقوبي (1) . ولا زال شطر كبير من العرب متكوناً منهم، وأكثر قبائل العراق اليوم منهم، ومنهم قبائل كبرى أيضاً في غير العراق.. لا تكاد تحصى عداً.. ولا تزال منتشرة في جزيرة العرب وسورية ومصر ... - 4 - العرب المستعربة (العرب العدنانية) وهؤلاء من ولد اسماعيل (ع) (1) فإنه كان قد ترك أولاداً كثيرين وكانت أمور مكة بيد ابنه (نابت) فلما توفي غلبت جرهم على البيت والحرم فخرج ابنه الآخر (قيذر) بأهله وماله يتتبع مواقع القطر فيما بين كاظمة وغمر ذي كندة والشعثمين. وما الى تلك الأرضين حتى كثر ولده وانتشروا في جميع أرض تهامة والحجاز ونجد (2) .
- 5 | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:02 pm | |
| وفي خلال هذه المدة واثر حادثة سيل العرم انفصل عن جماعة الأزد (3) فريق منهم، عمرو بن ربيعة المعروف ب (لحي) ومن معه فانتشروا بالحجاز وما والاها فصار قوم الى عمان وآخرون الى الشام. وإن عمرو بن لحي أزاح جرهم وولي أمر مكة وكان أمير خزاعة فبقيت الامارة في أيدي قبيلة خزاعة.. ومن هؤلاء تكونت بطون كثيرة. (4) وعلى كل قد أزاحوا جرهم باتفاق مع ذرية اسماعيل (ع) ولم تمض مدة حتى جاءت النوبة الى أولاد معد بن عدنان من سلالة اسماعيل (ع) فتكاثروا وتكونت منهم قبائل أسد، وكنانة، وربيعة وتميم، وعنزة، وأياد، وأنمار، ومضر، وغيرها.. ومن هؤلاء مضر وربيعة هما الصريحان من ولد اسماعيل بن ابراهيم (ع) وتنازع النساب في أياد وأنمار فمنهم من عدّهم من نزار ومنهم من اعتبرهم من قحطان والباقون إما من ربيعة أو من عدنان قطعاً.... ومن ثم سمّوا (بالعرب العدنانية) كما ان عرب اليمن من قحطان قيل لهم (العرب القحطانية) (1) . وقف العلماء عند عدنان ولم يقطعوا في سلسلة نسب آباءه وأجداده الى اسماعيل فقد اختلفوا في ذلك اختلافاً كبيراً جداً إلا أنهم أجمعوا على أن عدنان من ذرية اسماعيل (ع) وعند التجاوز قالوا: (كذب النسابون) وفي الحقيقة لا يقوم دليل على عدّ الأنساب والمعرفة في هذا اجمالية، وهي المعوّل عليها ... ولا يهمنا إيراد ما قيل في آباء العدنانيين وسرد الاختلافات في انسابها. والتفصيل في كتاب الانباه على قبائل الرواه وغيره والأكثر ممن يرغب في الإيضاح يركن الى قصيدة أبي العباس عبد الله بن محمد الناشي في الكتاب المذكور (2) . والتساهل ظاهر في التسمية للقبائل المتفرعة، أو الناجمة من أصل اسماعيل (ع) من العدنانية، أو المعدية، أو النزارية، أو المضرية، وكلها تعني القبائل المستعربة أو الاسماعيلية. - 5 - اختلاط العدنانية والقحطانية ثم ان هذه القبائل تكاثرت وحصلت على اسمائها المعروفة أخيراً من عدنانية وقحطانية وتركت التسمية الأولى ولازمها اسمها الجديد الى اليوم. فمن هؤلاء خزاعة تسلطت على العدنانية ثم تقوّت هذه عليها وبعدها كانت العلاقات متوالية والقبائل في توافق وتدافع حتى تغلبت العدنانية ومال قسم من هذه نظراً لضيق ارضها بها كعنزة وربيعة الى البحرين. وهناك تحالفوا مع القحطانيين على التنوخ وتعاقدوا على التناصر حتى صاروا يداً واحدة فاختلط العدناني منهم بالقحطاني وضمهم اسم (تنوخ) وان كانت كل قبيلة احتفظت باسمها الأصلي ... ومن ثم شعروا بالقوة فطمعوا أن يغلبوا الأعاجم على ريف العراق مما يلي بلاد العرب فساروا الى العراق ونزلت تنوخ من الأنبار الى الحيرة في الأخبية لا يسكنون بيوت المدر فاستمروا على بدواتهم ... وهذا الاتفاق من أمد بعيد جداً ويقال انه ايام بختنصر كما سيأتي التفصيل. وبالنظر للقبائل الموجودة كان الأول من نوعه على ما هو معروف وإلا فقد سبقته هجرات كثيرة من العرب معروفة تاريخياً ... وقد اطنب المؤرخون في التحقيق والتدوين عن العرب في العراق. - 6 - انتشار العربان في الاطراف ومن هذا يرى ان هذه القبائل كان بدء انتشارها ومجيئها الى العراق أيام بختنصر وان أولاد اسماعيل (ع) كان أصلهم من العراق أيضاً ثم عادوا بالاتفاق مع القحطانية وتملكوا قسماً منه ... والتاريخ يبرهن ان صلة العرب بالعراق غير مقطوعة من عهد ابعد مما ذكره مؤرخو العرب وان الكلدان جاؤوا من جزيرة العرب، وهم في الحقيقة أول عرب قطنوا هذه الديار ثم ملكوها ... وعلى كل حال استمر اتصالهم ولم ينقطعوا بالرغم من تحكم ملوكه واستبدادهم حتى جاء الاسلام فقضي على حكومة فارس في العراق وكوّن حكومة عربية واسعة النطاق ... ولا يزال تأثيرها باقياً، وأثرها ثابتاً الى اليوم ...
- 8 فالعراق لم يقف عند سكانه الأصليين ولم يبق عليهم بل لم يقطع الباحثون في أصل سكانه، والأطماع موجهة اليه من كل صوب، ومن شعر بقوة مال اليه وحله أو ان من ضاقت به أرضه رمى بنفسه اليه ... والصحيح لم يعرف بالتحقيق عن أصل سكانه ممن سبق الكلدان والأثوريين ولا عرف بصورة واضحة عن كيفية تكوّنهم ومجيئهم.. والمظنون ان العرب دفعوا سكانه السابقين لهم ممن كانوا قد زاحموهم أو تغلبوا عليهم واقاموا فيه من أبعد عصوره فكوّنوا النبط (الكلدان والاثوريين) وهذه أول هجرة للعرب علمها التاريخ من جزيرة العرب فدوّنت اللغة وكان من هذا التدوين شكلها الأول ... ثم دوّنت ثانية على يد العبرانيين في توراتهم وهكذا ما سجلته الآثار الحجرية. وبعدها جاءت اللغة الفصحى على يد العرب المسلمين ... فثبتها القرآن الكريم اما ما قبل الكلدان فليس بمعلوم ... وان تيار هذه الهجرات مؤيد بالمشاهدات الحاضرة، وبالتاريخ وبمقطوعية العنصر، والسحنات ... واللغة.. هذا ما رأيناه من بين تلك الآراء الشائعة قديماً وحديثاً وهو الذي ايدته اللغة أيضاً ولا يسع المحل التفصيل باكثر من هذا. - 8 - ترتيب الانساب مر بعض البيان عن تيار الهجرة واختلاط العرب. ونظراً لآراء علماء الأنساب وللتوراة وما تقصه عن ولد نوح (ع) وهم البقية الباقية من البشر ان العرب جدهم معروف أي انهم وصلوا قبائلهم بولد من اولاد نوح (ع) ومن ثم قالوا يتكوّن العرب الأولى وهي العاربة، ثم المتعربة، والعدنانية المستعربة على النحو الذي تقدم القول عنه. فالحقوا القبائل الكبرى من العدنانية باسماعيل، والقحطانية بيعرب أو أحد اخوته ... ثم تدافعوا ولم يبق من اولئك سوى القحطانية والعدنانية وانقرض الآخرون، أو تشتتوا بين القبائل الموجودة واندغموا بها أو مالوا إليها وإندمجوا إليها ... ثم استمروا في ترتيب انسابهم فجعلوا القبائل التالية للقبائل الكبرى المذكورة انها في الأصل أبناء لأولئك ... وهكذا سلسلوا الأنساب وأقوى سند يعوّلون عليه في هذه السلسلة الحافظة من جهة واشتقاق الأفخاذ الحاضرة من جهة أخرى ... أما الحافظة فهذه ليس في طاقتها أن تبقى مستمرة في حفظها وسيرها حتى تصل الى اليوم.. أو الى أن شرع التاريخ بتدوين مشاهداته.. ولهذا السبب وقع الاختلاف بين نسابي القبائل في أصلها وفي سلسلة أجدادها، وفي الجد الذي تناسلوا منه وفي بيان عمود النسب.. ولكن من المقطوع به ان بعض القبائل عدنانية والأخرى قحطانية وكفى، وإيصال الأشخاص أو أسماء القبائل بالأشخاص التاريخية الأولى من ولد نوح (ع) مما لا يعوّل عليه ... وان كان الانتساب الى القبيلة مقطوع به في اكثر الاحيان. وهنا قبائل لا يعرف انتسابها الى احد هذين الشطرين يقال لها (القبائل المتحيرة) وسيأتي الكلام عليها. ولما كانت الاقوام والقبائل اختلطت واشتبكت في وقائع كثيرة فاللغة وتخالف اللهجة عادا لا يصلحان تماماً وقطعاً وليس فيهما كفاية للتفريق، واما النسب، والنخوة: فهما مما يؤيد وجود القربى، او الاتصال ... ولم يكن ذلك معوّلاً عليه في سنده من كل وجه. وما قاله صاحب اشتقاق الانساب من ان الحميرية لا تقف على اشتقاق (1) لبعد العهد بمن كان يعرفها ... دليل آخر على ان الانساب عادت لا تعرف ايضاً إلا اجمالا لعين السبب، ولم يصح اتصال الاشخاص وحفظ اسمائهم بالتوالي ... (2) إلا لمقدار معلوم ومعين. - 8 - تمحيص وخلاصة والحاصل ان انتهاج العرب الى الجزيرة من ارض العراق ايام الكلدان او قبلهم او في اوائلهم غير مقطوع به، وان وجودهم في الجزيرة قديم العهد، وان التاريخ قد دوّن هجرات العرب الى العراق
- 9 وكذا المشاهد ان العرب استمرت هجرتهم الى العراق وسائر الارياف حينما كانت تتكاثر نفوسهم وكانت الجزيرة لا تفي بسكانها، او لاحوال اضطرارية فتعود مادتها لا تفي لسد الحاجة والعوز من قحط وغيره، او لتدافع آخر عدائي او اتفاقي مما لا تحصى اسبابه.. فنرى الوقائع التاريخية ونصوصها متضافرة في طريق الهجرة ... لا للعراق وحده وان الانساب لا يعتمد دائماً على ماعينته من تسلسل الأجداد وعمودها ... وإنما يجب أن يكتفي بالاجمال لارتباط القبائل واتصالها دون أن يعوّل على تعداد الأجداد وذكرها اعتماداً على الحافظة.. وسيرد من الأمثلة الكثيرة ما يؤيد قولنا من هذه الناحية ... ويلاحظ هنا ان العرب في انسابهم هذه، وترتيبها واستقرارها، واشتقاق قبائلها، والطريقة التي راعوها فيها صار معوّل جميع الأمم وعليه مشى أكثر المؤرخين للأقوام والشعوب الأخرى إجمالا أو تفصيلا فجعلوا اسم الأمة جداً أعلى فوصلوه بأولاد نوح (ع) ثم الأقوام التالية اعتبرت أولاد ذلك الجد، وان الفروع الأخرى أولاد أولاده ... وهكذا حتى رتبوا أنسابهم بهذا الوجه.. فالعقلية العربية مشت على هذا النحو في أنسابها لما رأته من اشتقاق فروعها ... ولما تناقلته من أنسابها بواسطة النسابة المعروفين لديها.. وان هذه يداخلها بعض الارتياب في الصعود والنزول من ناحية التفريعات للأسباب المذكورة، ولاختلاف أعمدة النساب بين هؤلاء.. وكذا القول في من تابعها على هذا النحو.. فهو يصدق من جهة الإجمال ويرتاب فيه من التوغل في التفصيلات والأحوال الأخرى ... لقصر في الحافظة وبعد مدى في النقل. ولا نرى صحة للقول بأن العرب اشتقوا من الكلدان والاثوريين.. وإنما المعروف أن هؤلاء نزحوا من جزيرة العرب فكانوا أول من حكم العراق منهم أو عرف انه حكم العراق، ثم تلاهم غيرهم وهكذا توالت الهجرات وآخرهم من نراهم اليوم وهم أكثر عرب العراق الحاضرين ... فهم في اتصال به وارتباط دائم ومستمر ... ولا يفسر القول بأنهم أصل العرب إلا أن يكون العرب ساروا بحذافيرهم من الجزيرة ولم يبق إلا القليل النادر فكان هؤلاء القليلون يحفظون أنسابهم بأنهم من أولئك. وهذا لم يقم عليه سند. في حين إن قدم الموجودين في الجزيرة مقطوع به ... - 9 - القبائل وفروعها 1 - القبائل قبل الكلام على القبائل العراقية ومكانتها في العراق لزم ان نتكلم عن البيت أو الأسرة وكيفية تكوّنهما في البداوة إذ هما اساس الفخذ والعشيرة فالقبيلة فالامارة بالنظر للتشكيلات الحاضرة وانها نتيجة الماضي. ولما كان للتشكيلات الاجتماعية خواص يمتاز بها بعض الأمم عن البعض الآخر وإن اتفق الكل على الاجتماع، وشعر بالضرورة لوجود أو تعيين نهجه.. فللوصول الى هذا الغرض سلكت الأمم والجماعات سبلاً مختلفة ومتباينة أو متفاوتة كل جماعة فكرت أنها هي صاحبة الطريقة المثلى، والصالحة المرضية.. وبالرغم من اختلاف الأمم والأقوام وتعارض المصالح بين بعضها وبعض نراها متحدة من حيث الغاية والغرض. ولكن البيئة ولدت ما يجب سلوكه ... واليوم لما تعرفت بعض الجماعات أو الأقوام ببعضها صارت تسعى الى مراعاة الأوصاف القويمة، والاجتماعيات المقبولة لدى الأخرى لتكون مشتركة بين الكل ومتفقة عليها شأنها في إدارة الحكومة، والحقوق الدولية بين الحكومات، واقتباس خير القوانين، أو الاستقاء من معينها، والاستفادة من تجارب الأمم ومجرياتها.. مع نبذ الأمور البالية والرديئة.. ذلك عدا ما يعترض هذه من موانع قومية، وعنعنات، واعتيادات فالفكرة سائرة الى اتباع الأحسن وتمثيله، ومراعاته بقدر الحاجة وما تسمح به الظروف المسهلة للأخذ. فلا تخرج الأوضاع الاجتماعية عن هذا النهج وما يتعلق به من صلات أو يرتبط من علائق ... إن درس أوضاع الأمم هذه وما هي عليه ضروري إلا أن المطلوب هنا تدوين بعض ما اتصفت به الأمة العربية من خصائص واضحة، وأوصاف جلية.. من طريق العشائر والقبائل فإن أكثر ما تظهر هذه الخصائص في العشائر وأساساتها الاجتماعية، والتعرف بأصل بنيتها القومية مما يتعلق بقطرنا خاصة فإنه أقوى في المعرفة وأقرب للتناول في البحث والتنقيب وتدوين ما يظهر ...
2 - البيت) الأسرة ( ومن ثم يتحقق لنا ما يعرض للجماعة من إضافات وزوائد بمقتضى الحاجة المدنية مما دعا الى هذا التحول وإن كان تدريجياً. فالأصل للبحث عن أمة هو درس البداوة العريقة فيها والمتأصلة أكثر فذلك بمنزلة معرفة الماضي ... إذ ما نشاهده في العرب من الطبائع والأوصاف إنما هو من بقايا تلك بل من أصولها وأسسها العامة المشتركة الموجودة في باديتهم فلم تنتزع منهم بسهولة، أو تفقد بسرعة فلا تتغير أو تتحول وإنما نالت استقراراً حتى أن الحضارة لم تتمكن من تغييرها أو اجتثاثها فتيسر الجمع بينهما والألفة وبنيت حضارتهم على أسسها والتبديل لا معنى له إذا كان تسيير الجماعة به ممكنا ... هذا خصوصاً بعد أن محا الدين الإسلامي المرذول من عوائدهم.. وهذه متلازمة في كافة الحالات الاجتماعية. فإذا عرفنا إن الوضع لا نجد مندوحة من النظر إليه من كل ناحية وشعبة ومن ثم تتيسر المقارنة. فالمهم تثبيت الحالة العشائرية وذلك لأن العربي يؤلف البيت أو الأسرة أو العائلة، ومن هذا يتكوّن الفخذ فالعشيرة، فالقبيلة والإمارة. والكل سائر على نحو متماثل أو متقارب.. وعلى هذا الترتيب كانت طبقات العرب الشعب، والقبيلة، والعمارة، والبطن والفخذ ... (1) ويلاحظ هنا ان كل واحد من هذه ينال وضعاً أكبر وتقل العلائق ويقتصر على بعضها وهي الأصول المعوّل عليها.. وتتنازل في التفريغ الى أفخاذ تالية. وحينئذ تكتسب الأسرة الأولى اسماً أعظم بالنظر لعظم الفخذ الأول المتفرع منه فيدعى عشيرة، وهكذا يتقدم في السعة والضخامة كلما زادت النفوس وتكاثر التوالد ... حتى ينال اسم قبيلة أو يحصل على لقب الإمارة.. وتقادم العهد كفيل بذلك وضامن له ... وكلما حصلت حالات اجتماعية مثل هذه نرى التبدلات ثابتة قد مشت على وتيرة واحدة ولازمت وضعاً مستقراً. فتكاد تكون السيرة الاجتماعية متطابقة ومتوافقة من كل وجه ثلاث نقاط بل ان السياح الغريب أو المرء الأجنبي إذا شاهد واحدة لا يكاد يفرق بسهولة خصائصها عن رفيقتها فكأنها جرت على نهج تربيوي. أو اتفاق اجتماعي.. والتفاوت في العادات قليل أو لا يعتبر كبيراً إلا من حيث المقدار أو الكثرة والقلة أو التقرب من محيط يستدعي وجود عوائد، وأمحاء أخرى قديمة ... ولما كان البيت اس هذه الجماعات ومبدأ تكوّنها وان التشعبات للأفخاذ والقبائل ناشئة من هذا الأصل الأول اقتضى بسط القول فيه بسعة ... 2 - البيت (الأسرة) البيت أصل القبيلة. والى الآن يطلق (البيت) في كثير من مواطن العراق على الفخذ ونجد هذا المصطلح في أنحاء العمارة والكوت والمنتفق وغيرها، فيقال بيت جنديل، وبيت عبد العال ... الخ. والبيت لغة ما يحتوي على هذه الأسرة ويجمعها ويكون من الشعر أو من غيره من سائر الخيام كالصرايف والأكواخ كما يطلق على البيوت من الآجر وغيرها من مواد البناء ويراد به في الأكثر الغرفة.. وأصله من البيت المعروف في البادية ... ويتألف البيت من ركنين مهمين الزوج والزوجة وما يتولد منهما أو ما يتبعهما بعلاقة الارتباط العائلي للتكاتف على المعيشة وهذا أمر طبيعي. ولا يسع هذا البيت أكثر من هؤلاء فإن تزوج أحد الأولاد كوّن بيتاً جديداً. وهذا البيت الجديد لا يستقل من كل وجه وإنما يحافظ البيت الأول على سلطته ومعونته لما تولد منه، واحترام الناجم لمن درج منه وعوّل عليه في نموّه واستقلاله.. وهذه وإن كانت تفقد بعض الاستقلال في الانقياد والطاعة والتفادي.. كانت لأمر مهم هو الرغبة في ازدياد هذا الولاء وتقويته والتضامن لحفظ الكيان، ومراعاة الحياة في صيانة بقاء النوع والنفس. ذلك لأن هذا (البيت الجديد) تهدده الأخطار من كل صوب، وتنتابه الآلام من نواح مختلفة، يريد أن يعيش، ويحس بضرورة إلى التكاتف مع الأصل إذ لا يسعه أن يميل إلى من هو أبعد منه وإنما يعتضد بمن هو أقرب إليه وأحق برعايته وموافقته على السراء والضراء في كافة مطالبه. ومن ثم حصل التفاني في سبيل المنفعة والتكاتف بين هذين البيتين بحيث صار ما يصيب الواحد يتألم منه الآخر ويتضامنون جميعاً لدفع الغوائل ويتهالكون في النضال..
3 - كيف تكونت الأسرة ولم تقف الأمور عند هذا الحد فكلما زاد أفراد البيت وتكاثروا كوّنوا بيوتاً جديدة منهم على عين الشروط، والبيوت المتفرغة منها ما يحافظ على اسم البيت الأول والباقون يستقلون باسمائهم ... إلا أن ما يهم الأول والثاني أعظم مما يهم الثالث والرابع بالتوالي في الاشتقاق والقرب والبعد ... ومن هنا راعوا درجة هذا التكاتف وقوته بالنظر لقوة القرابة ودرجتها وهذا صار أساساً مهماً في الارث الاسلامي. والتضامن في الغالب يكون لحد خمسة. بطون أو أظهر - كما نراه اليوم - فإن تجاوز الخمسة فلا يهم الواحد أمر الآخر وإنما المهم حينئذ ما يخص الكل ويتعلق بالجميع ... فيقل التكاتف على الأمور الشخصية، والمالية الفردية. إلا أن يكون هناك خطر عام يهدد كيان الجميع، أو قريباً من ذلك كأن يكون من نوع (من حلقت لحية جار له فليسكب الماء على لحيته) ، ومن البيت الأول نشأت الرياسة على عدة بيوت إلى أن شملت الفخذ، أو العشيرة أو القبيلة.. وهكذا الامارة ... وعلى هذا الأساس صاروا يقولون (الحلال بخمسة) و (الدم بخمسة) ويترتب عليها الوسكة (الوسقة) و (الأخذ بالثار) وما ماثل مما سيأتي البحث عنه. فلا يسألون مالياً أو بدنياً أكثر من خامس بطن، أو ظهر لا في المال ولا في الرجال ... إلا في الأمور العظمى، والأخطار الكبرى مما يهدد كيان القبيلة في الخارج ... ويحرج موقعها، أو يزلزل مكانتها ... وقد يبلغ بهم التضامن في نوائب الدهر لحد أن قال قائلهم: لا يسألون أخاهم أن هؤلاء منتهى ما يتألف من (البيت) وفروعه القربى المسمى أخيراً (بالفخذ) ، أو (الفندة) ، أو (الفرع) ، أو (البديدة) ... كما أن الحقوق متكافئة بين هؤلاء ويعدون - وإن تفرقت بيوتهم - أسرة واحدة. ومن ثم كوّنوا جماعات (أفخاذاً) منها تألفت (العشيرة) .. 3 - كيف تكوّنت الأسرة يحسب بعض الأجانب ممن لا خبرة له ولا اطلاع أن تكوّن الأسرة العربية كان بصورة همجية ووحشية اقتضاها المحيط فلا تعد من الأسر المنتظمة، ولا الشرعية.. الخ. وهذا الزعم باطل تكذبه الحالة التي عليها الأسرة العربية مهما بلغت من العراقة في البداوة، فهنا يفرق بين البداوة والوحشة في أن الأولى تابعة لنظام والأخرى لا تعرفه. إن العائلة كان تكوّنها نتيجة تمثلات وتطورات واتباعاً لشرائع ونظم قويمة سواء كانت مكتوبة في الأصل أو متلقاة من أهل الشرائع أو الحالة اقتضت ذلك.. وهذه الحال لا يدرك أولها لقدمها وهي مألوفة الى أن ظهرت الإسلامية، وان الشريعة الغراء لم تغير فيها تغييراً كبيراً لأن أساسها من مقتضيات البيئة، وإنما أجرت إصلاحاً شذّب فيها وأكمل نقصها ودعا الى ما هي عليه اليوم.. أي أنها لا تفترق في تركيب عائلتها، وتأليفها سواء في اسلاميتها، أو في جاهليتها إلا قليلا ... وانكحة العرب (1) التي يذكرها أهل الآداب هي أشكال لا أساس أصلياً، أو كانوا يفعلونها لأحوال خاصة، أو أن المرأة لم تكن مصونة، ولا قاهر عليها تخشى منه ... !! واليوم تتمشى على قانون (الدين الاسلامي) ولكن التطبيق فيه متفاوت تفاوتاً ليس بالكبير واصلاحه مهم بالرغم من قلته، أحدث انقلاباً في الاسرة وفي غيرها محكم، قوي وبسيط ناشيء من روح القوم، سهل الاخذ مما لا نراه في شرائع الأمم السابقة بل وشرائع اليوم ... وقرر حقوق العائلة وافرد أحكاماً لكل من الزوجين. واساساً ان صلاح كل من الزوجين مطلوب ومرغوب فيه وأساسه (وعاشروهنّ بالمعروف) و (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) و (فامساك بمعروف او تسريح باحسان) ... الخ. والتاريخ يقص علينا الشيء الكثير من نظام الأسرة ومكانتها عند العرب فلا نجدها تابعة للاهواء، متبدلة كل يوم، فتطبق وفق الرغبات، او الاحوال الآنية ... بل ثابتة مستقرة لا تقبل التبديل والتعديل بوجه بخلاف ما نراه اليوم في كثير من الأمم وانظمتها فاننا نجدها تابعة
للأهواء، والآراء الآنية، لا تستقر على حالة ... فالاسلامية اصلحت في نظام العائلة وساوت في الحقوق بين الزوج والزوجة ومنعت الظلم عنها وأقرت الزواج المشروع ومنعت ما هو مستكره وهو اتخاذ (الاخدان) ، او (البغايا) ، ووافقت على العنعنات المرعية الفاضلة والاعتيادات التي لا تؤدي الى الاجحاف، او القسوة ... مما لا يخل بالاساس ... ومنعت الوأد، والعضل، وقررت نظام الارث ... وبهذا صانت حقوق المرأة سواء كانت اماً، او زوجة، او بنتاً، او ما ماثل ... فالبيت يتكون من الركنيين المذكورين. وهذا أس العائلة ودعامتها المكينة ولا يستطيع احد ان يتزوج بدون عقد، أي ان يغشى امرأة دون ان ينال عقوبته، او ان يكون منفوراً ... والعقر عند العرب دية التجاوز على عفاف المرأة ... فلو كانت غير مرتبطة بعقد لما احتيج الى ذلك، ولا روعيت الولاية عليها ... ومما ابقته اللغة والقرآن الكريم لفظ (الخدن) وهو الصاحب بلا زواج ولا عقد فانه مرذول كما هو المنقول، ومنفور منه ... وان المرأة التي تسلك هذه الطريق تعد خدناً، او فاحشة، او زانية، او بغياً، وان لم تكن مبتذلة للكل ... واذا كان لها اقارب او عشيرة قتلتها وغسلت العار ... لحد ان العربي كان يوجس خيفة من لصوق العار فيقتل ابنته حية بطريق (الوأد) قبل ان يأتي أوان زواجها خشية ان ترتكب ما يجلب العار وهذا التوهم وتوقع العار ساقه الى ارتكاب جناية قتلها ... قبل ان يقع الذنب. وقد منع الاسلام منه ووقف القوم عند حدود الشرع (واذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) . وكانوا ولا يزالون يبذلون جهوداً لانتقاء الزوجة واستيلاد من يكونون مثل آبائهم واسرتها وأمثلة هذا جمة سنأتي بالكثير منها في حينها عن كل قبيلة ... مما هو محفوظ عنها ومرتكز في نفوس القوم ... والعرب يكرهون بل يمقتون ان ياكلوا فضلات غيرهم او يلغوا في اناء ولغ فيه كلب ما ... او يشربوا سؤره، والحاصل ان نفوسهم تعاف مأكول الغير، ومشروبه ويمقتون القبيلة التي تبيّت أكلها، فمن الاولى ان لا يتصل بامرأة هي متاع كل واحد او فضالة كل شارب، وهذا عام في كل القبائل ... يأنفون من ذلك كل الأنفة: اذا وقع الذباب على اناء ... رفعت يدي ونفسي تشتهيه وتجتنب الاسود ورود ماء ... اذا كان الكلاب ولغن فيه وقد وصف القرآن الكريم هذا النوع من الاتصال باشنع وصف واصدقه (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا) . واما الزواج المشروع فقد نوّه بذكره وحبّذه بقوله: (ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجاً لتسكنوا اليها وجعل في قلوبكم مودة ورحمة) الآية والغاية في ذاك ارضاء الشهوة وهي معروفة. وليس الغرض اتصال الود والرأفة ... والمهر ايضاً معروف لديهم ومتبع عندهم ويتغالون به ونكاح الشغار مما ابطاله الاسلام بل اوجب فريق من الفقهاء الزام مهر المثل فيه ... وكذا هو منفور منهم وقول العوام (غصه بغصه ولا كصه بكصه) (1) المثل العامي مما يؤيد معتادهم. وليس هذا معناه شراء المرأة، او مساواتها بمبلغ معروف معين واستكراه هذه الحالة من بعض المتمدنين، او الذين يحاولون هدم كل قديم ... فالامر لا يفهم منه ذلك وإنما هو ضمان للزوجة ان تعيش بضرورة بل لدفع كفافها، وحراسة وضعها لمدة حتى تتبصر من امرها وتعين وجهتها ... وحكاية ام شهلبه وبنت الفوري تعين ذلك (2) . وكذا يقال عن المراسيم للأعراس والزفاف ومراعاة الكفاءة والنهوة لمن لم تعرف كفاءته وذلك من أي قريب حفظاً للسمعة والنسب. ولكن الاسلامية تحوطت في هذا الامر وجعلت له سياجاً معقولاً من التصرف. كما ان الغرض مصروف الى الاهتمام والمغالاة لئلا تكون المرأة بضاعة رخيصة او مبتذلة. ومن ثم نرى العرب قد حافظوا على انسابهم وأعراضهم وصيانة اخلاقهم. وهذا نظام متأصل فيهم من زمن قديم لا يدرك اوله، ومزاعم أهل الطوتمية مردودة، وغير معروفة (3) . ونكتفي بهذا لمناسبة البيت وبيان اركانه ... ولا يسع المرء ان ينكر ما يشاهده في العرب عن خيولهم التي هي وسائل نجاتهم من الاخطار وأنهم قد حفظوا على انسابهم (ارسانها) وبالغوا في ذلك وحكوا الحكايات عن الكراب على الفرس أو حمل الاثقال عليها ... مما يدل على ان القوم كما يهتمون بانفسهم يرعون بعين الاهتمام ما هو أعز لديهم من خيول لانها وسائل نجاتهم وكسبهم في حروبهم ...
5 - العشيرة 4 - الفخذ: ويقال له (البديدة) وجمعها بدايد والفندة وجمعها (فند) وكذا يقال له (بيت) كما تقدم. والفخذ في الاصل عدة بيوت من جد قريب لا يكاد يتجاوز الجد الخامس في الاغلب. وهذا تابع لكثرة النفوس، ولظهور من ينال مكانة ويحصل على مقدرة شخصية ومواهب مؤهلة حتى يكون رأس بيت او فخذ جديد. ونرى التلازم والتكاتف بين افراد هذه البيوت والتضامن بينهم قوياً جداً فالمسؤولية الشخصية للواحد على الآخر متجلية في هذا ... كما ان التكافوء في الحقوق ظاهر ... ومن ثم تتضاءل الرابطة حينما تعلو وتقل وحينئذ يكون التكاتف في المصلحة العامة والاحوال التي تخص القبيلة او العشيرة ... ومن هنا ساء ظن من زعم ان هؤلاء وحوش لا جامعة تجمعهم ولا رابطة تربطهم، وانهم بيوت مبعثرة في الصحراء. واننا لنعجب ممن يكتب ولا يعرف حقيقة ما يكتب وإنما يقرأ بعض المباحث من المغرضين ويتخيلها حقيقة فيبني عليها اوهاماً من عنده ومطالعات فاسدة من رأيه فيحسب انه قطع جهيزة كل كاتب وخطيب ... والحال ان الفخذ في تضامن وتكاتف وفق ترتيب معهود لديهم وشكل منظم معروف ... وركنه الركين الاحتفاظ بحياة الجماعة، والتكاتف للشر غير مقصود ... فهو ضمان الجماعة، ودعامة بقائها، وأس صلاحها.. وعلى هذا الفخذ تترتب الاحكام التالية: 1 - الدية. هو المسؤول عنها لحد خمسة بطون أو أظهر أو ان الكل مسؤولون كما هو معتاد كثيرين من القبائل المحدودة في موطن وترى الضرورة تدعوها الى هذا التضامن فشاعت في الكل وصارت نظاماً لهم ... وحينئذ لا تقتصر المسؤولية عند الأقرب فالكل مطالبون ... ومن مؤيدات هذه الفكرة ان قاتل قريبه مسؤول شخصياً تشديداً للعقوبة عليه مع الجلاء وما ماثل ... 2 - الحلال بخمسة أيضاً أو المسؤولية المالية. 3 - الوسكة (الوسقة) تجري على هؤلاء المسؤولين وتشدد على السارقين من الأقارب أوالجيران لعين السبب المذكور في الفقرة الأولى. وأمثال ذلك من المطالب عن الجناية الشخصية أو المالية ... ويلاحظ هنا ان بعض الأفراد قد يجلى أو يرحل الى قبيلة أخرى لأسباب كثيرة فيحافظ على مكانته ويؤسس له اسماً فينسى جذمه الذي درج منه. وحينئذ لا يمكن أن نعده فرعاً من فروع القبيلة أو بيتاً من بيوتها وانما نعلم اجمالا انه من تلك القبيلة. وهذا وقع كثيراً في مواطن متعددة ... واذا كان نسي أصله فيعد من هذه القبيلة الأخيرة ... ملحوظة: قد شاعت التسمية بالبيت، وكذا بالعشيرة أو القبيلة باسم مؤسسها أو من اشتهر أمره منها. وقل من تسمى باسم غيره إلا أن يكون بنبز كسنجاره وآل الجرباء ... ولم تعرف التسمية الى المواطن إلا قليلا وهذا قد يكون للفصل بين المواطن والأماكن فيما اذا تفرقت القبيلة كأن يقال شمر الجبل وشمر الجزيرة ... الخ بصورة عامة وإلا فأكثر القبائل تنسب الى جدها وتعرف باسمها ... والأقوام الأخرى كالاثوريين والكرد، والترك، إنما تعرف قبائلهم باسمها الأصلي المعروفة به وبقريتها أو أرضها التي تحل فيها، وهذا هو الغالب فيهم ... ولا يؤمل الاطلاع الى ما هو شبيه او مماثل لما عند القبائل العربية من تفريع وافخاذ ... وإذا عرف هذا في الرؤساء فهو وقتي ولمدة. والترك اقرب الى الأوضاع القبائلية في بداوتهم ... 5 - العشيرة وتتألف من عدة أفخاذ أو بيوت وتعيش مجتمعة بالوجه المتعارف ... أو قد يتفرع الفخذ الواحد الى عدة أفخاذ فرعية بناء على تقادم العهد في بناء البيت فيتكاثر أفراده ويتشعبون بتزايد نفوسهم وحينئذ يتسمى ما كان قد تسمى بالفخذ أو البيت (بالعشيرة) . وهذه قد يتساهل في تسميتها فيقال لها (قبيلة) ولكن المعروف أكثر هو ما قدمنا وقد يقال (الفريق) إذا كان جزءاً من القبيلة وغير منفك عنها ... وهؤلاء الأفراد متكافؤون في الحقوق ومتساوون وتجمعهم صلة القرابة أو ما يدعى (بالعمة أو العمومة) وهنا يقال للفريق (جمعاً) حينما يبلغ الف بيت باصطلاح عنزة وشمر في غالب الأحيان. وإلا فعندما عشائرنا يقال لجملة بيوت تسكن في موطن فريقاً. و (نار الفريق) منه.
والفريق أو الجمع في الغالب لا يراعى فيه القربية أو الاشتقاق من جد واحد وإنما تراعى فيه القربى البعيدة وقد يكونون مختلفي الأفخاذ والبدايد ... وأساسه أن يتفوقوا على أمر من غزو أو ما ماثل ... وباصطلاح عشائرنا لا يختلف معنى الفريق عن (الجمع) والجموع.. وغالب الجموع أن تؤلف للحرب خاصة أو للغزو ولذا يقول المثل: (قال يا محورب حورب! قال: تلاقت الجموع) بخلاف الفريق فانه يتكوّن من أفخاذ مختلفة بسبب المراعي والتجوّل الموقت ايام الربيع فيعود بعد ذلك كل الى قومه وجماعته (عشيرته أو فخذه) . أما المسؤولية المالية والشخصية في هذه فانها غير مرعية لدى القبائل البدوية أي إذا طالب المنهوب منه أو المسروق منه فلا يسعه ذلك. وأما أموال القبيلة فهي محترمة ... ولكنها لدى قبائلنا المتاخمة للمدن أو المجاورة لها فالمسؤولية فيها من قبل المجاورين عامة وان المعتدى عليه يتوسق (يتوسك) من ظفر به. ويمثلون لهذه بان العشيرة (غابة) فلا يمكن الوصول الى كل مواضعها ولذا يؤخذ من الأطراف أو الجوانب التي يتيسر الأخذ منها. وهذا يعد طريقاً لاستيفاء الحق وواسطة للحصول عليه فليس عندهم الجناية شخصية أو فردية على حد ما ورد في القرآن الكريم (ولا تزر وازرة وزر أخرى) . وقد نهى الإسلام عن ذلك وأمر أن لا يسأل عن ذنب المرء غيره ويرد بقوله: " أفحكم الجاهلية يبغون " لمن لا يرضى إلا أن يكون الحصول على الحق من الأمور الكيفية، ويجعلها تابعة للقوة والتمكن من أخذ الحق ... ولكن القبائل ترى هذا لا من ناحية مخالفة النص الصريح، وإنما هو تدبير لحراسة الحقوق المتقابلة ... وإن مثل هذا إنما يراعى في المواطن التي لا حكومة فيها ذات سلطة فيستعين المرء بقوة قبيلته فيستوفي حقه ممن عثر عليه، أو ظفر به من أقارب عدوّه. فكأن القوم في حرب. وفي هذا ضمان لم يجد أهل البادية بداً من الركون إليه ولا رأوا ضماناً له غير هذا ... أو بالتعبير الأصح لم يتمكنوا من اكتشاف طريقة أسلم من هذه فهي الطريقة المثلى عندهم بالنظر للتجارب التي مرت عليهم، وقد رأوا كثيراً ما لهذه الطريقة من النفع والحصول على الحق أو صيانته بتأمين المطلوب. وحينئذ تحسب هذه الأمور إذا أريد الصلح أو المسالمة. وقد تدعو هذه لحروب دموية. وإذا خلت من التجاوز وهو واقع قطعاً كانت ضماناً وحراسة للحقوق. رأينا بعض الرؤساء من يحرم الوسقة (الوسكة) من الأقارب ويراعي أحكام القرآن الكريم ولا يسأل سوى الجارم كما في آية (ولا تزر وازرة وزر أخرى) وعلى هذا يقولون (كل شاة معلقة من كراعها) . أما العشائر البدوية فلا تسأل أكثر من الخامس في درجة القربى من البطون ولا تطالبه لا بالمسؤلية الشخصية ولا بالجناية المالية ... أياً كان ومن أي قبيل سواء كان قريباً أو بعيداً على أن لا يكون من عشيرة أخرى. وتمنع التطاول على أموال القبيلة بتاتاً وفي حالة أن يكون القريب جنى على قريبه جناية ما سواء كانت مالية أو بدنية فإن المسؤولية تقتصر على الفخذ ولا تتجاوزه. وهذا لم يقدر بالخمسة ولكنه في الحقيقة لا يتجاوزها وأما إذا كانت قد وقعت الجناية بين أهل الفخذ فتكون المسؤولية على الفاعل نفسه دون غيره وتضاعف في الأكثر ...
6 - القبيلة | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:03 pm | |
| ثم ان هذه الحالة للجماعات العشائرية من الألفة والتكاتف واحتماء بعضها بالبعض قد يسبب العداء بينها وبين المجاورين وتؤدي الى ما يؤذن بالخطر، أو يهدد كيان الجماعة ويتكاتفون لأجله أو بالتعبير الأصح ان ذلك لا يحتاج الى مقاولة أو معاهدة وإنما يتم بمجرد وقوع الخطر وحدوثه ... والمهددات لكيان العشائر كثيرة ومتعددة. ولذا نجدهم يتخذون وسائل عديدة لتقوية التضامن بينهم ويتأهبون لدفع الطوارئ والعوادي وأهمها: التذكير بالوقائع القريبة العهد والاجتماعات المتوالية في المجالس والدواوين تنبه على لزوم التضامن في حراسة الأموال والأنفس وتهييج العداء بالهوسات وبذكرى الوقائع السابقة وحكايتها واستخدام العماريات والخطابة المشوبة بحماس ومقترنة بالأشعار ومتى شعرت جماعة أو عشيرة بضعف ركنت الى التحالف مع العشائر الأخرى المجاورة مذكرة لها بقرابة ولو بعيدة، كالاشتراك في القحطانية أو العدنانية ... أو بجوار، أو بوقائع متماثلة أعانتها بها، أو بالأخطار التي تنجم من جراء ذلك أو استعطافها وأنها سوف ينالها ما ينال هذه، وقد تستخدم عدة وسائل من هذه وفي خلال ذلك ترى التهويل، والاستنهاض ... ومن ثم يحصل الاتفاق، أو التحالف أو يتدخل في أمر الصلح ... وهذه حالات أشبه بالحقوق الدولية أو أنها مصغرتها، والطبيعية منها ... ونترك الآن البحث عن العلاقات بين العشائر المتقاربة أو المتباعدة وان كان الأصل من نجار واحد ... فقد نرى لهذه علاقات وصلات متنوعة لا يسهل الكلام عليها ما لم نعرف عن العشائر وخصوصياتها شيئاً ... قبل أن نرجع الى العلاقات الخارجية ... 6 - القبيلة وقد تتألف الجماعة العربية من عدة عشائر بان تكتسب ضخامة وسعة في تكوّنها.. وحينئذ يقال لها (القبيلة) وقد يتساهل في التعبير فتسمى العشيرة باسم القبيلة كما تقدم. وهذه لا تفترق عن العشيرة إلا في الرياسة العامة بأن يكون رؤساء العشائر منقادين لرئيس القبيلة، وقد يصح التعبير إذا قلنا ان القبيلة عشيرة موسعة، وبالغة حداً كبيراً من التفرع والتشعب ... فهي لا تختلف في حكمها عن العشيرة وحينئذ تكون الكلمة واحدة وان كانت كل عشيرة تدار داخلياً من قبل رئيسها.. فالرؤساء هنا بمنزلة رؤساء الأفخاذ في العشيرة ... وهذه لا تكون المسؤولية العامة فيها إلا في المطالب العظمى والحالات الشاذة فهم متناصرون فيما بينهم. وكذا رئيس القبيلة هو واسطة التفاهم مع الحكومة دون رؤساء العشائر.. أو تتدخل الحكومة لحل النزاع بين فريق وفريق من العشائر المتخالفة ممن هم تحت سلطة رئيس القبيلة.. فيتفاهم معه، أو يتفاهم مع رؤساء العشائر المتخالفين ... وعلى كل حال ان هذه الحالة ضئيلة العلاقة. فليست كالفخذ في شدة ارتباطه ولا كالعشيرة في تكاتف افخاذها. وإنما هي سلطة عامة وغالبها اسميّ وتنفذ الأوامر على أيدي الرؤساء على العشائر فهي أشبه بالادارة العامة للولاية أو اللواء بالنظر للأقضية والنواحي في نظام المدن ... والفرق هو ان بين الحكومة وأفرادها عمومية وأما في هذه فلا يتولى الرياسة على العشيرة إلا من كان من بيت الرياسة، أو من أبدى مهارة بحيث رضيت عنه العشيرة فانتزعها ممن لا يصلح لها وهذا نادر جداً ... وكذا يقال في الرياسة العامة فانها لا يتولاها على القبيلة إلا من كان من بيت الرياسة وما شذ عن هذه القاعدة فذاك لأسباب غالبها ظهور الخطر المهدد لكيان القبيلة، ووجود المقدرة وخمول بيت الرياسة ... خصوصاً إذا علمنا ان الرياسة في العشائر تكون لمن هو أشجع من غيره، أو أكرم منه، أو جمعها معاً حتى ارتضته القبيلة من بيت الرياسة، أو من بيت آخر مالت إليه وعدلت من الأصل الذي كانت تعترف له. وهذا مشاهد كثيراً ... والحاصل ان القبائل تظهر قوة تكاتفها في أمور منها الدية، والمطالبة بالدم أو الثأر وبضمانات الجرائر ... وكذا القيام بفورة الدم، ومعاونة الضعيف واعطائه (الحذية) ..الخ. وعلى كل حال لا يحصر أمر التعاون والتضافر ويتجلى عند منازعات القبائل وحروبها وغزواتها ... وأساس ذلك انه تراعى فيه الدرجات بالنظر للحوادث. وفي المثل يقال (ضم أخاك لابن عمك وابن عمك للغريب) وهكذا يقال عنهم في كافة أمورهم.. فمثلاً ان القبيلة التي تمت الى القربى مقدمة لديها دون غيرها ولو كانت القربى بعيدة جداً ...
7 - الامارة وهذه الأحوال تلاحظ عند الملمات فتهيج كامن القربى والعداء مع القبائل الأخرى ... وحينئذ تثير أمشاج القربى ووشيجة النسب فيتحرك وتر الشعور ودقات الاحساس فتدفعها لتيارها وتسوقها لغرضها.. وهكذا. وهنا نرى البلاغة والتلاعب في جلب النفوس في الشعر فالحكايات والهوسات وهكذا كل ما يسلك طريقه فيها ويجذب رغبة. 7 - الامارة وقد تتقارب عدة قبائل، أو تتكاثر الى أن تكون قبائل عديدة فيتولى امارتها رئيس الفخذ الأول، أو أن ينال رئيس إحدى العشائر أو القبائل مكانة ويبدي همة زائدة لجمع الكلمة فيعول عليه ... وهذا قليل، والعنعنة مرعية. وذاك الرئيس هو (الأمير) . وفي نجد كلمة أمير عامة تقال لرئيس كل قبيلة، أو عشيرة ولكن أصل وضعها للامارة على عدة قبائل وتولي رياستها ... وهذه علاقتها أكبر وان كانت أضعف من حيث التدخل في شؤون كل قبيلة. وإنما هي سيطرة عامة، وزعامة ... تنظر في العلائق العامة بين القبائل كما ان رؤساء القبائل ينظرون الى العلائق بين عشائرهم. وكذا تلاحظ مكانتها بالنظر للامارات، أو القبائل الأخرى بين أن تكون على سلم، أو حرب، أو غزو ... وهنا تترتب حقوق لا تفترق عن حقوق القبيلة أو العشيرة بصورة أعم وأعظم ... وسيأتي الكلام على عرف القبائل. وكذا على علاقتها مع بعضها مما يستدعي البحث الطويل والاستقصاء عن الأحوال.. وهذا البحث لاذ جداً. ومن أهم مباحث القبائل. ويبطل مزاعم من ينظر الى القبائل كنظرة همجية أو وحشية فيتصورها لا همّ له سوى الغزو والنهب دون قانون ولا عادات تكبحها وحقوق تردعها، أو تعاملات توقفها عند حدّها. وغاية ما أقوله الآن انها لم تخرج عن النظام والعادات المقررة حتى في غزوها وقيادتها للغزو، وتقسيم الغنائم ... الخ ملحوظة: وإذ قد عرفنا تكوّن البيت والفخذ، والعشيرة، والقبيلة، والامارة، ومكانة كل من هذه بالنظر للأخرى اجمالا تحتم علينا أن نبحث عن الشكل الكامل (القبيلة) . والكلام عليها لا يفترق عن الإمارة بوجه ... فالكلام على القبائل هو كلام على كافة الجماعات العربية ولا نفرق بين ان يكون قبيلة إذا كان كبيراً، وبين أن يكون عشيرة فيما إذا كان كذلك. لذا ترانا قد نفخذ القبيلة الى افخاذ متتالية والى شعب أخرى مما لا يراعى فيه التصنيف المار الذكر اكتفاء بما علم. هذا مع بيان العلاقة والقربى بين القبائل ... فلا يوجه النقد الى ان الواجب ان تعد بعض القبائل امارات نظراً لتكاثر فروعها وتفرعهم الى من هو دونهم ... ولا مشاحة في الاصطلاح. وإنما الغرض هنا أن نتكلم عن القبيلة وما تفرعت إليه من الفروع التالية دون التزام لبيان قبيلة، أو عشيرة أو ما ماثل وإنما نكتفي بالاسم الصحيح المعروفة به الكتلة الموضوعة البحث قبيلة كانت أو عشيرة فيحافظ على اسمها مع غضّ النظر عن فروعها أو كثرة تفرعها ... وباقي المباحث تذكر عند خصوصية كل قبيلة بحيالها. - 10 - عرب العراق إن هجرة العرب ونزوحهم الى العراق والشام وسورية ... والى مصر والبحرين ... قديمة العهد، ولعلها ابتدأت من أيام الحكومة الحمورابية، أو قبلها بأمد لا نستطيع تعيينه حتى تكوّنت هذه الحكومة كما ارتأى ذلك مؤرخون كثيرون ولم تنقطع صلتهم بالعراق، أو احتكاكهم به على بعد الزمن، وتعزى الهجرة بالنظر لمؤرخينا الى سعة ملك اليمن واكتساح ملوكهم الممالك الأخرى، ثم الى سيل العرم في اليمن، ثم الى تكاثر القحطانيين والعدنانيين مما أدى الى الاختلاط وايجاد حلف عربي قيل له (التنوخ) كما سميت القبائل المتفقة (القبائل التنوخية) فكانت تجري الهجرة الى الأرياف وأهمها (العراق) ... ولا نعدم بعض النصوص التاريخية عن هذه الهجرات والتدافع بين القبائل والتداخل أو الانقياد والتمثل ... ولا يعرف في الحقيقة وبالضبط تاريخ النزوح الى العراق وإنما هو قديم، وإن كافة العرب الموجودين في العراق يحفظون أصلهم وانه من جزيرة العرب، وان فريقاً منهم يمت الى القحطانية، وآخر الى العدنانية ومنهم من هو من العرب الأولى كما يراه البعض ... فهم بالرغم من الاختلاط حافظوا على تجارهم واصلهم الأصيل ولكن الملحوظ هو ان السلطة كانت للقحطانية وان كان يقال عن تغلب العدنانية فالازد لم يضيعوا سلطتهم ...
- 11 ولما صالح خالد بن الوليد أهل الأنبار رآهم يكتبون بالعربية ويتعلمونها فسألهم ما أنتم فقالوا: " قوم من العرب نزلنا الى قوم من العرب قبلنا فكانت اوائلهم نزلوها أيام بختنصر (1) حين أباح العرب ثم لم نزل عنها. " ويفسر هذا القول بالمحفوظ لهم ... فقال ممن تعلمتم الكتاب؟ قالوا: " تعلمنا الخط من اياد وأنشدوه شعراً: قومي أياد لو انهم أمم ... أولوا أقاموا فتهزل النعم قوم لهم باحة العراق إذا ... ساروا جميعاً والخط والقلم " اه (2) . ومما يبين محفوظات القوم عن أصلهم ان خالداً حينما جاءه رؤساء أهل الحيرة للمفاوضة في أمر الصلح قال: ويحكم ما أنتم؟ أعرب فما تنقمون من العرب؟ أو عجم فما تنقمون من الانصاف والعدل؟ فاجابه عدي اللخمي بل عرب عاربة وأخرى متعربة فقال: لو كنتم كما تقولون لم تحادوننا وتكرهون أمرنا فقال له عدي: ليدلك على ما نقوله انه ليس لنا لسان إلا بالعربية فقال صدقت..الخ. ثم قال له اختاروا واحدة من ثلاث ان تدخلوا في ديننا فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، أو الجزية، أو المنابذة والمناجزة فقال بل نعطيك الجزية فقال خالد: - تباً لكم ويحكم ان الكفر فلاة مضلة فاحمق العرب من سلكها فلقيه دليلان أحدهما عربي فتركه واستدل الأعجمي ... ! فصالحوه على مبلغ معين. ولكنهم ثقل عليهم ضياع الأمرة واعطاء الجزية فقال ابن بقيلة: ابعد المنذرين ارى سواماً ... تروح بالخورنق والسدير وبعد فوارس النعمان ارعى ... قلوصاً بين مرة والحفير فصرنا بعد هلك أبي قبيس ... كجرب المعز في اليوم المطير تقسمنا القبائل من معد ... علانية كايسار الجزور وكنا لا يرام لنا حريم ... فنحن كضرة الضرع الفخور * * * كذاك الدهر دولته سجال ... فيوم من مساءة أو سرور وفي هذه الأبيات يتألم القحطاني في العراق من تغلب المعدية وسيطرتها عليهم بعد أن كان لا يرام لهم حريم ولم يلاحظ العربية الجامعة والأخوة القومية والدين الشامل ... فالمفاخرات وتسلط القبائل العدنانية مما رآه مصابا جللا ... وكذا يقال عن محاورة عمرو بن عبد المسيح وما جرى له مع خالد بن الوليد مما برهن به على قدرة تلاعبه بالعربية وبيانه عنها. وفي وقعة الحيرة وانتهائها بالصلح قال القعقاع بن عمرو مبيناً أن أهل الحيرة عرب مالوا الى الأرياف: سقى الله قتلى بالفرات مقيمة ... وأخرى باثباج النجاف الكوانف فنحن وطئنا بالكواظم هرمزاً ... وبالثني قرني قارن بالجوارف ويوم أحطنا بالقصور تتابعت ... على الحيرة إحدى المصارف حططناهم منها وقد كاد عرشهم ... يميل به فعل الجبان المخالف رمينا عليهم بالقبول وقد رأوا ... غبوق المنايا حول تلك المجارف صبيحة قالوا نحن قوم تنزلوا ... الى الريف من أرض العريب المقانف ومن هذا كله يعلم ان عرب العراق من جزيرة العرب مالوا الى الأرياف أو تنزلوا إليها ... وكانت السلطة بايديهم ولكنها في قوة تارة وضعف اخرى. والعرب في الجزيرة لا يعدون من انفصل منهم انه يعود اليهم يوماً ... ولذا ينسى فلا يحفظون له تاريخاً ... نراهم يقولون عن قوم منهم لا نعرفهم ... وهذا ظاهره الطعن ولكنه في الحقيقة نسيان واهمال لشأنه ... بسبب الوقائع المؤلمة والحوادث القاسية التي دعت فلم يتمكنوا من العودة وطاب لهم المقام ... - 11 - قبائل العراق الى ايام الفتح الإسلامي لا يقطع في طريق الانتساب أو الصلة في الكثير من عرب العراق المتحضرة بل نرى الذين مالوا الى الأرياف وسكنوا المدن انقطعت صلتهم عن العشائر ولم تبق لهم حاجة الى معرفة الصلة النسبية وانما يكتفون بقولهم انهم عرب ... وأما القبائل المعروفة ممن ذكرت في التواريخ أيام الفتح الإسلامي فإنها لما كانت قريبة العهد ولها صلة بقبائل الفتح دوّن المؤرخون مسموعاتهم عن أصلها وتاريخ ورودها العراق. والقديم منها فكلموا عنه مجملاً والآخر أوسعوه تفصيلا ...
1 - قبيلة اياد وأننا نورد بعض النصوص التاريخية قال الطبري (1) : كان بدء نزول العرب أرض العراق وثبوتهم فيها واتخاذهم الحيرة والأنبار منزلا ان بختنصر أمر أن يغزو العرب الذين لا اغلاق لبيوتهم ولا ابواب (اهل البادية الرحل) ويطأ بلادهم بالجنود فيقتل مقاتلتهم ويستبيح اموالهم. فخرجت طوائف منهم مسالمين مستأمنين فانزلهم بختنصر السواد على شاطئ الفرات فابتنوا موضع عسكرهم بعد فسموه الانبار كما انه اتخذ حيراً على النجف وحصن من كان عنده وحرسهم، ثم خلى عن اهل الحيرة فاتخذوها منزلا. فلما مات بختنصر انضمّوا الى اهل الأنبار وبقي ذلك الحير خراباً. ويقال انه دخل على العرب وحارب عدنان فاجتمع اكثر العرب فقتل فيهم واثخن. ثم رجع بختنصر الى بابل بما جمع من سبايا العرب فالقاهم بالانبار فقيل (انبار العرب) . وبذلك سميت الانبار. وخالطهم بعد ذلك النبط. وبقيت بلاد العرب خراباً ... وفي هذه الاثناء تطاحنت العرب فيما بينها واقامت عدنان بمكة..اه وفي خلال سطور التاريخ نجد ان ملوك اليمن قد انبسط ملكهم ودانت لهم الاطراف ومضوا الى العراق والى ما هو أبعد منه ... جاء في تاريخ الطبري (1) ما نصه: " ... إن ملك اليمن وهو تبّع المعروف تبان أسعد سار بجيوشه حتى جاء الى جبلي طيء ثم مضى يريد الانبار فلما انتهى الى الحيرة ليلا تحير فاقام مقامه. ولذا سمي ذلك الموضع (الحيرة) . ثم سار وخلف به قوماً من الأزد، ولخم، وجذام، وعاملة، وقضاعة، فبنوا وأقاموا. ثم انتقلت اليهم أناس من طيء، وكلب، والسكون، وبلحارث بن كعب، واياد. ثم توجه الى الأنبار ... ثم انكفأ راجعاً الى اليمن.. وفي رواية خرج تبع في العرب حتى تحيروا بظاهر الكوفة وكان منزلا من منازله فبقي فيها من ضعفة الناس فسميت الحيرة لتحيرهم. وخرج تبع سائراً فرجع اليهم وقد بنوا وأقاموا وأقبل تبع الى اليمن وأقاموا هم. ففيهم من قبائل العرب كلها من بني لحيان، وهذيل، وتميم، وجعفى، وطيء، وكلب ... وأيد ذلك التاريخ الإسلامي في وقائع كثيرة منها أن الوفود الى الرسول صلى الله عليه وسلم نجد فيهم قبائل من اليمن ونرى اخوانهم في العراق فمثلاً بهراء جاءت وفودها الى الرسول صلى الله عليه وسلم كما في طباق ابن سعد، وحاربها خالد في العراق على ما سيجيء ... والحاصل ان الأقوال التاريخية - مما مصدره العرب والعراق - كثيرة في بدء سكنى العرب في العراق وسبب نزوحهم ... ودوامهم، وهجراتهم المتوالية اليه. وعلى كل حال هو قديم لم يدر أوله ... وقبل ما ذكروا فلا يحدّ له وقت ومن بين القبائل التي سكنت قبائل العرب البائدة من عمالقة وغيرهم ممن انقرضوا ولم تبق لهم بقايا معروفة مقطوع بصحة انتسابها ونرى ذكرهم مر مجملا ... ولكن القبائل التي سكنته قبيل الإسلام وعند ظهوره معروفة ولا تزال تشترك في قبائل العرب وفروعها ... هذا. والقبائل العراقية كثيرة وغالبها قحطانية وقسم منها عدنانية وبينها ما هو متردد بين العدنانية والقحطانية مثل أياد وأنمار ... ولهذه القبائل فروع كثيرة ولا نجد بين هؤلاء ما هو خارج عن الجذمين القحطاني والعدناني. ولكننا نرى بعضها يعزى الى العاربة الأولى البائدة ... والقبائل العراقية المذكورة جمعاء مفرقة في بطون الكتب. وهذه أشهر القبائل: 1 - قبيلة اياد هذه القبيلة كان قد تنازعها نسابة اليمن من القحطانية ونسابة العدنانية. قال العدنانيون ان اياد بن نزار بن معد بن عدنان. واياد هذا سار باهله الى اطراف العراق ... وأيدوا دعواهم بقول الشاعر وهو أبو دؤاد الايادي واسمه حارثة ابن الحجاج (1) وكان اشعر شعرائهم (2) : وفتو حسن اوجههم ... من اياد بن نزار بن معد وبقول الكميت بن زيد الاسدي: اياد حين تنسب من معد ... وإن رغمت انوف الراغمينا وكانوا في الذؤابة من نزار ... وأهل لوائها مترزنينا وفي ابن هشام ان اياداً هو ابن معد واورد: قومي اياد لو انهم أمم ... أو لو أقاموا فتهزل النعم قوم لهم ساحة العراق إذا ... ساروا جميعاً والقط والقلم (3) وهذا هو المشهور وأيده السمعاني في كتاب الأنساب. ومن بني أياد كعب ابن مامة الايادي وكان يضرب المثل بجوده، وقس بن ساعدة الأيادي وكان يضرب بفصاحته المثل.
أما اليمانية فادعت ان اياد بن احاظة بن سعد بن حمير. (1) وهذه القبيلة قديمة العهد في سكنى العراق. ولعلها من اقدم القبائل المعروفة. وكانت ديارها - على ما جاء في اليعقوبي - بعد اليمامة الحيرة ومنازلهم الخورنق وسدير وبارق ثم أجلاهم كسرى عن ديارهم فانزلهم تكريت ... ثم اخرجهم الى بلاد الروم. وقال ابن عبد البر: وقوم من الروم يزعمون انهم من اياد وانهم دخلوا مع هرقل إذ هزمهم المسلمون. وقيل انه رحل مع هرقل من اياد نحو سبعين ألفاً ونزلوا أنقرة. وقد ذكر ذلك الأسود بن يعفر في شعره إذ ذكر أنقرة فقال: نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ... ماء الفرات يجيء من اطواد (2) وقال ابن الأثير عند الكلام على العلائق الحربية بين العرب والفرس: " لما ملك سابور وكان صغيراً ذاع خبر صغره في الأطراف وكانت العرب أقرب الى بلاد فارس وسواحل اردشيرخُرّه وغلبوا أهلها على مواشيهم ومعايشهم واكثروا من الفساد وغلبت اياد على سواد العراق ... فمكثوا حيناً لا يغزوهم أحد من الفرس لصغر ملكهم ... فلما كبر سابور اوقع بالعرب فقتل واسر واكثر ثم قطع البحر الى الخط فقتل من بالبحرين ... وسار الى هجر وبها ناس من تميم وبكر بن وائل وعبد القيس وقصد اليمامة واكثر في اهلها القتل وغوّر مياه العرب وقصد بكراً وتغلب فيما بين مناظر الشام والعراق فقتل وسبى ... وكان ينزع اكتاف الرؤساء ممن يظفر بهم فسموه ذا الاكتاف ... وكان لقيط الايادي معهم فكتب الى اياد: سلام في الصحيفة من لقيط ... الى من بالجزيرة من اياد بان الليث كسرى قد اتاكم ... فلا يشغلكم سوى العتاد اتاكم منهم سبعون الفاً ... يزجون الكتائب كالجراد فلم يقبلوا منه وداموا على الغارة فكتب اليهم: ابلغ اياداً وخلل في سراتهم ... اني ارى الرأي ان لم اعص قد نصعا فلم يحذروا واوقع بهم سابور وأبادهم قتلا إلا من لحق بارض الروم (1) اه. ومن وقائعهم مع الفرس (وقعة دير الجماجم) في ملك سابور بن سابور ذي الاكتاف. وكانت اياد تؤرخ بهذه الوقعة قال شاعرهم: على رغم سابور بن سابور اصبحت ... قباب أياد حولها الخيل والنعم كما كانوا يؤرخون خروجهم من العراق الى الجزيرة حين اوقع بهم سابور وقد تمثل بهذه الوقعة بعض الشعراء: قلت والليل مطبق بغراب ... أرقب النجم لا احس رقادا ان حياً يرى الصلاح فساداً ... ويرى الغي في الأمور رشادا لقريب من الهلاك كما ... اهلك سابور بالعراق ايادا (2) قال اليعقوبي: " لما تفرق اهل اليمن قدم مالك بن فهم بن غنم بن دوس حتى نزل أرض العراق في أيام ملوك الطوائف فاصاب قوماً من العرب من معد وغيرهم بالجزيرة فملكوه عشرين سنة، ثم قدم جذيمة الأبرش فتكهن وعمل صنمين يقال لهما الضيزنان فاستهوى أحياء من احياء العرب حتى صار بهم الى ارض العراق وبها دار اياد ابن نزار وكانت ديارهم بين ارض الجزيرة الى ارض البصرة فحاربوه حتى صار الى ناحية يقال لها بقة على شط الفرات بالقرب من الأنبار وكان تملك تلك الناحية امرأة يقال لها الزباء، وكانت شديدة الزهادة في الرجال. فلما صار جذيمة الى أرض الأنبار واجتمع له من اجناده ما اجتمع قال لاصحابه إني قد عزمت على أن أرسل الى الزباء فاتزوجها وأجمع ملكها الى ملكي فقال غلام له يقال له قصير ان الزباء لو كانت ممن تنكح الرجال لسبقت اليها فكتب اليها وكتبت إليه أن أقبل إليّ أزوجك نفسي فارتحل إليها فقال له قصير لم أر رجلاً يزف إلى امرأة قبلك وهذه فرسك العصا قد صنعتها فاركبها وانج بنفسك فلم يفعل فلما دخل عليها كشفت عن فخذها فقالت أدأب عروس ترى قال دأب فاجرة بظراء غادرة فقطعته الزباء وركب قصير الفرس العصا ونجا. ولما قتل جذيمة ملك مكانه ابن اخته عمرو بن عدي بن نصر ... " اه (1) وفي تاج العروس ما نصه: " واياد حي من معد وهم اليوم باليمن قال ابن دريد هما ايادان اياد بن نزار واياد بن سود بن الحجر بن عمار بن عمرو (2) قال ابو دؤاد الايادي: في فتو حسن أوجههم ... من اياد بن نزار بن مضر " (1) وقال صاحب اشتقاق الانساب:
" واياد بطون ... ومن اياد ابو البهاء الشاعر، ومنهم بنو علي بن سود لهم خطة بالبصرة وحوض. ومن بني علي سلم بن محمد بن حجر صاحب حوض بني علي بالبصرة.. " اه (2) فعد اياداً من قبائل طاحية بن سود ومن بطونهم اياد، وعلي، وعبد الله، وبهذا يكونون من القبائل القحطانية.. ولكل وجهة ... اما اليوم فلا نشاهد قبيلة بهذا الاسم، تعد من بقاياهم بل ولا نعرف قبيلة في العراق تمت اليهم بنسب وقربى. وفي انساب السمعاني ذكر انها تنسب الى اياد بن نزار بن معد ابن عدنان وتشعبت منه القبائل ثم عدّ جماعة ممن اشتهروا بالنسبة الى هذه القبيلة فلا محل لا يرادها هنا، ونكتفي بالاشارة اليها. (3) وان اياداً هذه حافظت على مكانتها وعلى اسمها الى ظهور اياس بن قبيصة الطائي ووقعة ذي قار فان هذه القبيلة كانت مع اياس امير العرب فارسلت الى بكر سراً بان أي الأمرين أحب اليكم أن نطير تحت ليلتنا فنذهب أو نقيم فنفر حين تلاقوا القوم..! قالوا بل تقيمون فإذا التقى القوم انهزمتم بهم. ففعلوا ما ارادت بكر ... (4) وكانت الامارة فيهم قبل أن تأتيهم القبائل التنوخية الى العراق وبعد ان جاءوا الى العراق كانت لهم اليد في مقدرات هذه الامارة كما نرى ذلك في امارة عدي بن عمرو بن ربيعة من آل نصر اللخمي ... وفي كل هذه المدة حافظوا على انسابهم ولم يختلطوا بالاعاجم وسائر الفرس. ولكن بسبب مساكنتهم لتخوم الفرس ومخالطتهم لهم صار سائر العرب يكرهون قربهم من العجم ويعدّون ذلك ضياعاً لعربيتهم وعروبتهم. ولذا يرون منزلتهم نازلة، ومكانتهم حقيرة لحد انهم عدّوهم من العجم ونبزوهم بذلك واتقيت مداخلتهم.. ويبعّد هذا احتفاظهم بانسابهم ... ولم يبالوا بالاعراب الذين يطعنون فيهم.. (1) وفي اليعقوبي ذكر لجماهير قبائلهم فليراجع ... ! (2) وكانوا في اوائل امرهم يناصرون الفرس والفرس يناصرونهم وذلك حينما كانت السلطة بايديهم ... ومما يشير الى ذلك بعض الوقائع التي من شأنها ان تولد البغضاء بين اياد وسائر العرب ... فيقال انه في بعض الايام نزل رجل من قبائل بكر وتغلب ابني وائل بناحية قريبة من بلاد الفرس من منازل اياد ومعه ابنته وكانت من اجمل نساء العالم فوشى به رحيل من اياد لدى ملك الفرس فاغتصبها من ابيها ويقال انه عرض جميع المشتهيات وخوّفها بجميع العقوبات ومسّها بكثير من المؤلمات ليرى وجهها فأبت وخيرته بين ان يقتلها، أو يعيدها لأبيها، فلما يئس منها اسكنها في موضع واجرى عليها الوظائف الترفيهية واكتفى برؤية قامتها تحت ملابسها في بعض الأحيان. وبسبب ذلك نشبت حروب بين العرب والفرس وانقضى الأمر بقتل ملك الفرس وتخليص الفتاة. وهذه الوقعة بين المحفوظات التي لم يعلم تاريخها ولا وقتها. وعلى كل نرى لاياد يداً في الحصول عليها كما نرى لطيء اصبعاً في وقعة ذي قار.. وكان اسم هذه البنت (ليلى بنت لكيز) . ومن كلامها اثناء ما حصل لها تحث اهلها والعرب على تخليصها والغريب ان تعد اياداً في جملة من تستصرخهم على ذلك وتطلب نفي العار عنهم ... وفي هذه القصيدة تعد القبائل المعروفة والمعوّل عليها آنئذ فتقول: ليت للبراق عيناً فترى ... ما ألاقي من بلاء وعنا يا كليباً وعقيلا اخوتي ... يا جنيداً اسعدوني بالبكا عذبت اختكموا يا ويلكم ... بعذاب النكر صبحاً ومسا غللوني قيدوني ضربوا ... ملمس العفة مني بالعصا يكذب الأعجم ما يقربني ... ومعي بعض حشاشات الحيا قيدوني غللوني وافعلوا ... كل ما شئتم جميعاً من بلا فأنا كارهة بغيكم ... ويقين الموت شيء يرتجى يا بني كهلان يا أهل العلا ... اتدلون عليّ الأعجما يا أياداً خسرت أيديكموا ... خالط المنظر من برد عمى فاصطباراً وعزاء حسناً ... كل نصر بعد ضرّ يرتجى اصبحت ليلى يغلل كفها ... مثل تغليل الملوك العظما وتقيّد وتكبّل جهرة ... وتطالب بقبيحات العنا
2 - أنمار قل لعدنان هديتم شمروا ... لبني مبغوض تشمير الوفا واعقدوا الرايات في اقطارها ... واشهروا البيض وسيروا لي ضحا يا بني تغلب سيروا وانصروا ... وذروا الغفلة عنكم والكرى احذروا العار على اعقابكم ... وعليكم ما بقيتم في الدنى * * * ومن ابياتها ان بني كهلان هم الذين دلوا عليها فتعاتبهم وتستصرخ اياداً، وكذا عدنان وبني تغلب منهم تطلب ان يشمروا لانقاذها.. وفي امثالها يسمع الكثير أيام الحروب، والأمور التي يهيج لها القوم للوقيعة بأعدائهم.. والظاهر أنها إن صحت في وقعة عامة ولذا تطلب معاونة عامة ... وفيها تستنهض الهمم وتحرك الشعور والاحساس ... هذا. والمعروف من اياد بنو سُبين وهم بالحيرة منهم بقيلة صاحب القصر الذي يقال له قصر بني بقيلة بالحيرة. ومنهم عبد المسيح بن عمرو بن حيان ابن بقيلة الذي صالح خالد بن الوليد على الحيرة وكان من المعمرين وهو الذي بعث به كسرى برويز الى سطيح الشام في رؤيا الموبذان ... (1) ومن مشاهير اياد ابنة الخس وجمعة بنت حابس منهم ... (2) 2 - أنمار قبيلة أيضاً مختلف في نسبها بين النزارية والقحطانية. والأولون يقولون أنمار ابن نزار وأيدوا ذلك بقول الشاعر: وأنمار وان رغمت أنوف ... معدّيو العمومة والخؤول لهم لغة تبين من أبيهم مع ... العز الشواذخ ذي الحجول وفي تاج العروس: " وأنمار بن نزار بن معد بن عدنان ويقال له أنمار الشاة وذكر في مادة (ح م ر) وقال ابن الجواني النسابة في المقدمة الفاضلية: وأما قولهم ربيعة الفرس ومضر الحمراء فزعم بعض النسابين ان نزاراً لما توفي اقتسم بنوه ميراثه واستهموا عليه فذكرهم الى أن قال: وكان لنزار قدح كبير يسقي فيه الضيوف اللبن فاصابه أنمار ثم قال وقيل أن نزاراً لما حضرته الوفاة قسم ميراثه بين بنيه المذكورين وقال إن اشكل عليكم الأمر فعليكم بالأفعى الجرهمي حكم العرب فلما مات نزار واختلفوا مضوا إليه فذكروا القصة الى أن قال وقضى لأنمار بالدراهم والأرض. وقال سيبويه: النسب الى أنمار أنماري لأنه اسم للواحد. " اه (1) واليمانيون يقولون أنمار بن أراش بن الغوث وهو الأزد. (2) ومنهم شق الأنماري (كاهن العرب) (3) وعمر على ما يقال ثلاثمائة سنة وكان معاصراً لسطيح وهما في أيام ربيعة بن نصر اللخمي وفي الاشتقاق أن أنمار أصل بجيلة وخثعم. (4) وقال نشوان بن سعيد الحميري: " وأنمار حي من اليمن من ولد أنمار ابن سبأ الأكبر. " اه (5) وفي سيرة ابن هشام بعد ان بين ان أنمار بن نزار قال ابن اسحق أنمار أبو خثعم وبجيلة وقد تيامنت فلحقت باليمن. وقال اليمن بجيلة أنمار بن أراش ابن لحيان بن عمرو بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ. ويقال أراش بن عمر بن لحيان بن الغوث (وهو موافق لما جاء في التنبيه والاشراف) . ودار بجيلة وخثعم يمانية. (1) ومن بجيلة يعقوب أبو يوسف القاضي وهو ابن إبراهيم بن حبيب، وعدد في الاشتقاق جماعة منهم. وبين فروعهم ... وأما خثعم فقد ذكر جماعة من رجالهم أيضاً ... (2) وهذه النقول عن أصل القبيلة وسائر القبائل كانت دوّنت في حينها إلا أن بعض الكتب اشتهرت بسبب شيوعها وماتت الآراء الأخرى.. ولذا لم يقطع النسابة في قوم ... حتى فيمن نعدهم من المقطوع بهم نظراً لبعد العهد، وإنما يؤخذ بالمشهور المعروف ولا يلتفت إلى الأقوال الأخرى ... وعلى هذا قال النسابة أن نسب الرسول صلى الله عليه وسلم مقطوع به الى عدنان وما فوقه لم يضبط بيقين وبواعثه الحفظ والغلط فيه ... ولا نرانا في حاجة الى ان نستقصي كل ما قيل عن كل قبيلة ... وفي الحديث " تعلموا من انسابكم ما تصلون به أرحامكم " و " كلكم بنو آدم وآدم من تراب " (3) مما يعين القربى بين الكل، ويؤلف بينهم ... 3 - قبائل قضاعة المشهور ان قضاعة من القبائل القحطانية الكبرى، وساق أهل الانساب عمود نسب قضاعة في عمرو بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير ابن سبأ، ويقولون ان قضاعة كان مالكاً الشحر وقبر قضاعة في جبل الشحر. قال شاعرهم: قضاعة قومي ان قومي ذؤابة ... بفضل المساعي في الملمات تعرف
4 - قبيلة طيء | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:05 pm | |
| وقد نسبت قضاعة في أيام العصبية الى معد في وقت معاوية وابنه يزيد، وبذلا لرؤسائهم أموالاً جسيمة على الانتفاء من اليمن والانتساب في معد، فساعدهماالى ذلك بعض رؤسائهم فلما بلغ ذلك قضاعة غضبوا غضباً شديداً وأنكروا ذلك أشد الإنكار فحشدوا واجتمعوا ثم دخلوا مسجد دمشق يوم الجمعة على يزيد وهم يرتجزون ويقولون: يا ايها الداعي ادعنا وابشر ... وكن قضاعياً ولا تنزر نحن بنو الشيخ الهجان الازهر ... قضاعة بن مالك بن حمير النسب المعروف غير المنكر ... من قال قولا غير ذا تنصر أي فهو من النصارى ثم قالوا ليزيد انا قوم من اهل اليمن يسعنا ما يسعهم ويضيق عنا ما ضاق عنهم فالحقنا بهم قال: قد فعلت. (1) ومنهم من يجعل قضاعة بن معد بن عدنان وبهذا يعدون من العدنانية ... وعلى هذا قالوا: أبوكم معد كان يكنى ببكره ... قضاعة ما كنى به من تجمجما ولكن علماء الأنساب عبروا عن ذلك بقيل ... وهم قبائل عديدة وفي أيام خالد بن الوليد حينما هاجم العراق كانت طوائف قضاعة فوق الانبار فوجه اليها المثنى بن حارثة فاغار عليها وأصاب ما فيها وقتل وسبى ... (2) ومن بطونهم: 1) - بهراء. صادفهم خالد بن الوليد عند سوى. وكان عليهم حرقوص ابن النعماني البهراني من قضاعة واكتسح أموالهم حين مسيره الى الشام ... (1) والمعروف في هذه المدّ فيقال بهراء والنسبة اليها بهراني على غير القياس كما في تاج العروس ... والى ظهور الإسلامية كانت بهراء أيضاً في بلاد اليمن وجاءت وفودها الى الرسول صلى الله عليه وسلم (2) مما يعين ان اجزاء القبيلة كانت تميل الى الأنحاء الأخرى ... 2) - كلب. وماؤهم (قراقر) و (سوى) وكانوا أيام خالد مع بهراء وهم ممن حاربهم خالد فوق الأنبار ... ولكلب فرع يقال لهم العدسيون في الحيرة وقصر العدسيين ينسب اليهم ... وقبيلة زبيد المشهورة في العراق منها فرع كبير ومعروف ينتخى بقوله (كلبي) . والظاهر المقطوع به ان هؤلاء من قضاعة من (كلب) الفرع القديم المعلوم على ما سيجيء عند الكلام على زبيد في حينه ... وممن اجتمعت اليه قضاعة زهير بن خباب الكلبي. وكان يدعى الكائن لصحة رأيه، وقد جرت له وقائع كثيرة وأهمها مع قبيلة (صداء) من مذحج، ومع بكر وتغلب ابني وائل ... ولزهير هذا قصيدة يفخر بها في انتصاره. (3) وابن الكلبي مؤرخ معروف يمت الى هذه القبيلة. 3) - بنو العبيد. وهم الذين عناهم الاعشى بقوله: بني الشهر الحرام فلست منهم ولست من الكرام بني العبيد وهؤلاء انقرضوا بانقراض امارة الحضر ... وهنا عدّ الحيدري العبيد القبيلة المعروفة اليوم من هؤلاء واستدل بقول الأعشى المذكور نظراً للموافقة بالاسم وليس بصحيح. (1) 4) - جهينة. وهو ابن زيد بن سويد بن أسلم بن قضاعة ... (2) 5) - جرم. وهؤلاء قبائل ذكرهم ابن دريد في كتاب الاشتقاق. 6) - بليّ. قبيلة من اليمن من قضاعة والنسبة اليهم بلوي. وهم ولد بليّ ابن عمرو بن الحاف بن قضاعة. قال المثلم بن قرط البلوي: الم تر ان الحي كانوا بغبطة ... بمأرب إذ كانوا يحلونها معا بليّ وبهراء وخولان اخوة ... لعمرو بن حاف فرع من قد تفرعا اقام بها خولان بعد ابن امه ... فاثرى لعمري في البلاد واوسعا (3) 7) - آل سليح. ذكرهم النويري. (4) وكذا ابن عبد البر قال: كل هذه القبائل خرجت مع هرقل ملك الروم عند خروجه من الشام فتفرقت في بلاد الروم ... (5) والحاصل ان قبائل قضاعة كثيرة ولكل قبيلة فروع لا تكاد تحصى ... وهؤلاء كانوا من أقدم سكان العراق ايام حكومة الحضر ... وغالب القبائل متفرقة في أنحاء عديدة، والقبائل العربية كلما أحست بضعف رحبت بالنازح إليها من القبائل الأخرى ممن لها صلة به وقربى فتستعيد القوة. وهناك فروع وقبائل أخرى في غير العراق لا محل للاطالة في القول فيهم ... 4 - قبيلة طيء
من القبائل القحطانية، وطيء ك (سيد) ، ويجوز التخفيف ك (حي) . وهو جد هذه القبيلة، واصل اسمه (جلهمة) بن أدد بن زيد بن يشجب ابن عريب (1) بن زيد بن كهلان ... واشتقاق اسمه من طاء بمعنى أبعد في المرعى، أو من طاء في الأرض إذا ذهب وجاء، أو لأنه أول من طوى المناهل، وقيل لأنه طوى بئراً من العرب، ولم يقطع من العلماء أحد في هذا الاشتقاق والنسبة اليه طائي على خلاف القياس كما يقال حاري في النسبة الى الحيرة. وكانت هذه القبيلة تنزل اليمن فخرجت منها على اثر خروج الازد عند تفرقهم بسيل العرم فنزلوا بنجد والحجاز على القرب من بني أسد، ثم غلبوا بني أسد على جبلي أجا وسُلمى من بلاد نجد فعرفا بجبلي طيء. وكانت طيء من القبائل التنوخية التي جاءت العراق وحصلت على امارة فيه مدة وكان من امرائهم إياس بن قبيصة وهو عامل كسرى على الحيرة. ومن استنطاق مؤرخين عديدين يظهر انهم لم يميلوا ميلة واحدة في تنوخ الى العراق وإنما بقي قسم آخر منهم متوطناً اليمن ونجداً والحجاز ولكن لا ينكر الاتصال والتعلق بسبب القربى.. ومن ثم افترقوا في أول الاسلام زمن الفتوحات في الأقطار، وصار منهم أمم كثيرة ملأت السهل والجبل حجازاً وشاماً وعراقاً (1) ولم يعين علماء الأنساب كافة فروعهم. وإنما ذكروا الأصول الأساسية تارة، والفروع المتفرعة اخرى، وكل واحد كتب من كان في جهته ... ومن بطونهم: 1 - بنو تميم بن ثعلبة. ويقول امرؤ القيس في رئيسهم المعلى: كأني إذا نزلت على المعلى ... نزلت على البواذخ من شمام فما ملك العراق على المعلى ... بمقتدر ولا ملك الشآم أفرّ حشا امرئ القيس بن ... حجر بنو تيم مصابيح الظلام ومنهم أوس بن حارثة بن لام سيد طيء. 2 - بنو نبهان. ومنهم زيد الخيل وسماه الرسول صلى الله عليه وسلم زيد الخير بن مهلل كان قد جاءه مع وفد طيء وكان رأسهم وسيدهم. وهو الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد، فإنه لم يبلغ كل ما فيه. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث علي ابن ابي طالب (رض) الى الفُلس صنم طيء يهدّمه ويشن الغارات فخرج في مائتي فرس فاغار على حاضر آل حاتم فاصابوا ابنة حاتم ... في سبايا من طيء. وفي حديث هشام بن محمد ان الذي اغار عليهم خالد بن الوليد (رض) وهرب عدي ابن حاتم من خيل النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالشام وكان على النصرانية، وكان يسير في قومه (بالمرباع) وجعلت ابنة حاتم في حظيرة بباب المسجد. وكانت امرأة جميلة، جزلة، فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت إليه فقالت هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن عليّ من الله عليك. قال من وافدك؟ قالت عدي بن حاتم. فقال الفارّ من الله ومن رسوله، وقدم وفد من قضاعة من الشام قالت فكساني النبي وأعطاني نفقة وحملني وخرجت معهم حتى قدمت الشام على عدي فجعلت اقول له القاطع الظالم، احتملت باهلك وولدك وتركت بقية والدك. فاقامت عنده اياماً، وقالت له أرى ان تلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه وهو في المسجد فقال من الرجل قال عدي بن حاتم فانطلق به الى بيته والقى له وسادة محشوة بليف وقال اجلس عليها فجلس رسول الله على الأرض وعرض عليه الاسلام فأسلم عدي واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه. وعدي هذا كان من أجواد المسلمين. قدم على عمر (رض) فلم ير منه ما يعجبه فقال اما تعرفني يا أمير المؤمنين؟ فقال بلى! والله أعرفك! اكرمك الله بأحسن المعرفة، أسلمت إذ كفروا، وعرفت إذا انكروا، ووفيت إذ عذروا، وأقبلت إذ ادبروا. فقال حسبي يا أمير المؤمنين. (1) 3 - بنو ثعل. ومن هؤلاء عمرو بن المشيح (في الطبقات المسبح) وجاء في الطبقات انه من بني معن وهم من بني ثعل وكان ارمى اهل وقته. وفيه يقول امرئ القيس: رب رام من بني ثعل ... مخرج كفيه من (1) ستره قدم عمرو المذكور على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ ابن خمس ومائة سنة كما في عقد الفريد وفي كتاب الاشتقاق 150 سنة فسأله عن الصيد فقال كُل ما اصميت ودع ما انميت. (2)
6 - قبائل بكر بن وائل 4 - بنو سنبس. حاتم وابنه عدي من هذه القبيلة. وهؤلاء لا تزال بقاياهم في العراق. وذكر صاحب قبائل مصر ان هذه كانت قد تكاثرت في جنوب فلسطين واقلقت بال الحكومة هناك فاضطرتها الى الجلاء فهبطت مصر سنة 442 هجرية. (3) ومن اجداد حاتم اخزم الذي يضرب به المثل فيقال (شنشنة اعرفها من اخزم) . 5 - جديلة. وهؤلاء في اليمن فجاءت وفودهم فيمن جاء من طيء. 6 - بولان. وجاءت في عقد الفريد بالياء وليس بصواب. 7 - سلامان. وهؤلاء فروعهم كثيرة، وغالبهم في العراق. وقد جاء وفدهم الى الرسول صلى الله عليه وسلم سنة عشر للهجرة. 8 - هني. (بفتح الهاء وسكون النون كما في ابي الفداء) . وفي انساب الجواني (هناء) . وصاحب الأنساب ضبطه بكسر الهاء والنون في النسبة فقال هني. ومن هؤلاء اياس بن قبيصة الذي ملك العرب بعد النعمان. وكانت الرياسة في العراق على طيء في الجاهلية لاياس ولاعقابه الى حين انقراض ملك الفرس وكانت زوجة النعمان بن المنذر وهي سعدى بنت حارثة من طيء. ولما التجأ النعمان اليهم ولحق بجبلي طيء كانت سعدى عنده فسأل طيئاً أن يمنعوه من كسرى فلم يقدروا فانصرف عنهم.. ومن بني هني ابو زيد الشاعر واسمه حرملة ابن المنذر. 9 - سُدوس. وهؤلاء وفد منهم وزر بن جابر في طيء. وهم يرجعون الى نبهان. وذكرها صاحب عقد الفريد ولم يذكرها الجواني في أنسابه. وسدوس المذكور هو ابن اصمع، قال فيه امرؤ القيس: إذا ما كنت مفتخراً ففاخر ... ببيت مثل بيت بني سدوسا 10 - بنو لام. وهؤلاء من بني ذهل إلا أنهم استقلوا في التسمية وسنفرد لهم بحثاً خاصاً. 11 - بنو معن. يرحبون الى بني ثعل. ومنهم عمرو بن عبد المسيح الطائي المذكور. ولهم فروع كثيرة في العراق. وأبو حارثة ذرب بن عبد الله منهم وهذا حكم في الجاهلية حكومة وافقت السنة في الإسلام وكانت حكومته في خنثي: منّا الذي حكم الحكومة وافقت ... في الجاهلية سنة الإسلام (1) 12 - بنو شمّر. بطن من طيء قاله نشوان الحميري ولم يصلهم باحد الفروع المعروفة والآن هم قبائل قائمة برأسها والتفت حولها قبائل اخرى من طيء وقحطان وسنفصل القول فيها. (1) 13 - بحتر بن عتود. واليها ينسب ابو عبادة البحتري الشاعر. والملحوظ ان هذه القبيلة اشتهر منها جماعة كثيرة من الأجواد والفرسان والشعراء والمحدثين كذا في تاج العروس، وذكر بعضهم، ويطول بنا تعداد من ظهر منهم من المشاهير، وجاء في السمعاني: خرج من طيء ثلاثة لا يطير لهم حاتم في جوده، وداود بن نصير في فقهه وزهده، وأبو تمام في شعره. (2) وسيأتي الكلام على طيء مفصلا عند ذكر العشائر الحاضرة وتكوّنها. وفي القائمة التالية ما يعين ترتيب فروعهم وطريق تسلسلها. وهي أكثر بكثير مما هو مذكور ... 5 - قبيلة تميم: وهذه من قبائل العراق قديماً والمترددة اليه بكثرة واصلها من القبائل العدنانية ومن أشهر رؤسائها حاجب بن زرارة التميمي صاحب القوس (قوس حاجب) الذي يضرب به المثل في الوفاء. وكان قد اعتنق المجوسيّة ويقال انه تزوج ابنته على عقيدة القوم فرجع وممن اشتهر من رجالهم في العراق عدي بن زيد وكانت له مكانة عند الفرس والمناذرة، ومن مشاهير الشعراء، ويعاب في شعره انه قروي يصف ما لم ير فيضعه في غير موضعه ... وحذق في الفارسية والعربية معاً فكان أفصح الناس بالعربية والفارسية (1) كان المنذر قد جعل ابنه النعمان في حجورهم فارضعوه ... وكان المنذر قد بعث عدي بن زيد واخويه أبياً وسمياً الى كسرى ليترجموا له فلما مات المنذر اختار بسبب عدي النعمان فنال الامارة ولكن ابن مرينا (عدي بن أوس ابن مرينا) شوش ما بينهما واغضب النعمان على عدي بن زيد فحبسه ثم قتله، وان اخوة عدي بن زيد اغضبوا كسرى على النعمان حتى قتله في خانقين، وحدثت بعد ذلك (وقعة ذي قار) المشهورة. (2) ولهذه القبيلة فروع عديدة منتشرة في الأنحاء العراقية، وسيأتي الكلام عليها عند بيان عشائر العراق الحاضرة ... 6 - قبائل بكر بن وائل هذه القبائل قديمة العهد في ورودها العراق جاءت بعد اياد الى الأنحاء القريبة من العراق، قصدت في بادئ امرها البحرين ومنها توجهت مع القبائل التنوخية الى أنحاء العراق ... وقد حافظت على كيانها ومكانتها القبائلية الى ظهور الإسلام وانتشاره في العراق ...
7 - قبيلة تغلب ووقعة هؤلاء مع العجم ومن لف لفهم من قبائل في (ذي قار) مشهورة. وكان رئيسهم في هذه الحرب يزيد بن مسهر الشيباني وعلى ميمنته ثعلبة بن سيار العجلي ... ولما جاء خالد بن الوليد العراق حارب بعض قبائلهم فاصاب منها ما اصاب.. (1) ومن قبائلهم: 1) - بنو شيبان. وكانت الرياسة فيهم في وقعة ذي قار، وفي هذه الحرب قطعوا ايدي اقبيتهم.. وحاربوا.. وكان سببها كما قال اليعقوبي: أن " وجه كسرى الى هانئ بن مسعود (أميرهم) ان ابعث اليّ مال عبدي (يعني النعمان) الذي عندك وسلاحه وبناته (وكان أودعها النعمان عندهم بعد ان جعلت العرب تمتنع من قبولها) فلم يفعل هانئ فوجه اليه كسرى بجيش فاجتمعت ربيعة وكانت وقعة ذي قار فمزقت العرب العجم وكان اول يوم ظفر فيه العرب بالعجم ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: (هذا اول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا) . " اه (2) ومن هذه القبيلة المثنى وهذا وقائعه معروفة في حروب العراق ايام الفتوح الإسلامية وكان على ناحية الحيرة.. وهو أشهر من أن يذكر. وقد مدح بعضهم المثنى بقوله: ما ان رأينا اميراً بالعراق مضى ... مثل المثنى الذي من آل شيبانا ان المثنى الأمير القرم لا كذب ... في الحرب اشجع من ليث بخفانا ومن هؤلاء في جاهليتهم مرة وجسّاس قاتل كليب، وطرفة بن العبد صاحب المعلقة وفي العصور الإسلامية عرف منها كثيرون من اصحاب المكانة الرفيعة في العلم والأدب وغير ذلك.. بينهم الفوطي المؤرخ ... 2) - بنو عجيل. وهذه ايام الفتح كانت ولا تزال مشهورة. وان رئيسهم الذي مال الى الإسلامية وناصر العرب المسلمين في حروب فارس هو سويد بن قطبة العجلي. وكان هذا يغير على فارس من ناحية الابلة في خلافة أبي بكر ... 3) - اللهازم. وهؤلاء ابلوا بلاء كبيراً في حرب ذي قار. (1) هذا ومن بكر بن وائل بنو حنيفة الذين ظهر منهم مسيلمة الكذاب ولا محل لاستقصاء اخبارهم ... 7 - قبيلة تغلب وهذه من القبائل العدنانية كانت تسكن العراق وهي ممن حارب خالد ابن الوليد ايام الفتح الإسلامي كان وجه إليهم النسير بن ديسم بن ثمود وهم عند ماء لهم فطرقهم ليلاً فقتل وأسر. فسأله رجل من الأسرى أن يطلقه على أن يدله على حي من ربيعة فاتاهم النسير فبيتهم فغنم وسبى ومضى الى ناحية تكريت في البر فغنم المسلمون. (2) وكان جمع منهم بالمضيح والحصيد مرتدين عليهم ربيعة بن بجير فاتاهم فقاتلوه فهزمهم وسبى وغنم وبعث بالسبي الى أبي بكر، فكانت منهم أم حبيب الصهباء بنت حبيب بن بجير وهي أم عمر بن علي بن أبي طالب (رض) . وهؤلاء كان فريق منهم في عين التمر (شفاثة) (1) وفي ايام خالد ابن الوليد قضي عليهم ... (2) وفي تغلب قال المهلهل وهو منهم: انا بنو تغلب شم معاطسنا ... بيض الوجوه إذا ما افزع البلد قوم إذا عاهدوا وفوا وان عقدوا شدوا وان جاهدوا يوم الوغى اجتهدوا لا يرقدون على وتر يكون لهم وان يكن عندهم وتر العدى رقدوا وسكناهم في الغالب بالثرثار. (3) 8 - قبيلة ربيعة هؤلاء ممن حاربهم خالد أيام مسيره الى العراق (4) . فانه بعد أن حارب تغلباً سار الى حي منهم فغلبه ... وربيعة كانت هي التي ابلت في وقعة ذي قار مع مشتقاتها ... وربيعة يقال لهم ربيعة الفرس. لأن ربيعة المذكور ورث عن أبيه نزار ابن معد الخيل وهذا تفرعت منه قبائل وبطون ومن قبائلهم بكر وتغلب وعنزة ... وقد مر بعض قبائلهم ويأتي البعض الآخر.. وذكر اليعقوبي لها فروعاً كثيرة، وبيّن من نال الرياسة من تلك الفروع كما أنه عدّد ايامهم المشهورة وآخرها يوم ذي قار ومن أراد التوسع فليرجع إليه. (1) والى (تاريخ العرب قبل الإسلام) وفيه بيان لوقائع ربيعة وتميم، أو بينها بعضها مع بعض أو مع الآخرين ... (2) وحرب البسوس اشهر من أن تذكر وفيها وفي حرب العجم بذي قار كتاب خاص طبع في مصر. (3) وتزال ربيعة في العراق والإمارة فيها لتغلب، ولا تزال نخوتهم (تغالبة) وسيأتي التفصيل عن قبائل ربيعة الحاضرة في حينه ... 9 - النمر:
10 - مذحج وهؤلاء من قبائل ربيعة كانوا في عين التمر وهم من ذرية النمرين قاسط والنسبة اليهم نمري (بفتح النون والميم كما في السمعاني) . ورئيسهم ايام خالد بن الوليد هلال بن عقبة فصلبه في الوقعة التي اوقعها بهم. (4) وكان عمر (رض) استنفر الناس الى العراق فخفوا في الخروج.. وكان ممن قدم عليه انس بن هلال في جمع من النمر بن قاسط. (5) قال في تاج العروس: " والنمر بن قاسط بن هنب بن افصى بن دعمي بن جديلة بن اسد بن ربيعة ككتف ابو قبيلة.. " اه ولعل النمور الموجودين الآن منهم وسيذكرون بين افخاذ قبيلة (زوبع من قبائل شمر) ... 10 - مذحج وتلفظ كمجلس. ومنهم من يضم الميم وهي من قبائل اليمن وتضم قبائل عديدة. وإنما سميت (مذحجاً) لأن أباها مالك بن أدد ولد على أكمة تعرف بهذا الاسم، أو ان أمه لما هلك بعلها لم تتزوج بعده وان اللفظ يؤدي هذا المعنى وقيل غير ذلك في وجه تسميتها ومالك هو أخو طيء أصل القبيلة المذكورة سابقاً ومن النسابة من يقول انها تمت الى كهلان رأساً، ومالك بن زيد بن كهلان. ومن اشهر القبائل المتفرعة عنها: 1 - سعد العشيرة. وهؤلاء بطون ... 2 - زُبيد. (بصيغة التصغير) وهو منبه بن صعب بن سعد العشيرة. وهذا هو زبيد الأكبر وإليه ترجع قبائل زبيد ومن ولده منبه بن ربيعة بن سلمة ابن مازن بن ربيعة بن منبه المذكور اعلاه وهو (زبيد الأصغر) . قال ابن الكلبي إنما قيل لهم زبيد لأن منبهاً الأصغر قال من يزد لي رفده فأجابه اعمامه بنو زبيد الأكبر فقيل لهم جميعاً زبيد. ومن زبيد الأصغر ابو ثور عمرو بن معدي كرب فارس العرب ادرك الإسلام وشهد القادسية، واستشهد بنهاوند زمن عمر (رض) وحوادثه في العراق اشهر من ان تذكر وهو القائل: اذا لم تستطع شيئاً فدعه ... وجاوزه الى ما تستطيع 3 - بنو علة. ومن هؤلاء النخع والجسر، ومن النخع صلاءة ورزام. 4 - الرهاء. 5 - بنو صُداء. مر الكلام عليهم. 6 - الحكم ومنهم بنو جشم. 7 - جعفي. وهؤلاء سكنوا العراق ابان الفتح الإسلامي. 8 - أود. ومنهم الافوه الاودي الشاعر. 9 - عنس. منهم عمار بن ياسر. ولا تزال بقاياهم في اليمن. 10 - جنب. 11 - الحارث. 12 - سلهم. ولا مجال لاستيعاب بطونهم، واستقصاء المشاهير المعروفين منهم. واخبارهم في كتاب الاشتقاق وفي تاج العروس وفي انساب السمعاني وكتب كثيرة لا يحتملها البيان.. 11 - القبائل التنوخية غالب قبائل العراق تنوخية أي مزيج من قبائل قحطانية، وأخرى عدنانية. وقد تعاهدت هذه القبائل على ان لا تبغي الواحدة على الأخرى.. قال السمعاني: " تنوخ (بفتح التاء وضم النون المخففة وفي آخرها الخاء) وهو اسم لعدة قبائل اجتمعوا قديماً بالبحرين وتحالفوا على التوازر والتناصر وأقاموا هناك فسموا تنوخاً، والتنوخ الاقامة.. " اه (1) وقد ذكر الطبري وابن الأثير سبب تنوخها ودواعي اتفاقها. وكانت اقامت في البحرين أولاً ثم مالت الى العراق لما شعرت من قوة، ونالت مكانتها المعروفة. وذلك انه لما مات بختنصر انضم الذين كان اسكنهم الحيرة من العرب حين امر بقتالهم الى اهل الأنبار وبقيت الحيرة خراباً فقضوا زماناً طويلاً لا تطلع عليهم طالعة من بلاد العرب، ولا يقدم عليهم قادم وبالأنبار اهلها ومن انضم اليهم من أهل الحيرة من قبائل العرب. فلما كثر اولاد معد بن عدنان ومن كان معهم من قبائل العرب. فلما كثر اولاد معد بن عدنان ومن كان معهم من قبائل العرب وملأوا بلادهم من تهامة وما يليهم فرقتهم حروب وقعت بينهم وحدثت بينهم احداث فيهم فخرجوا يطلبون المتسع والريف فيما يليهم من بلاد اليمن ومشارق الشام واقبلت منهم قبائل حتى نزلوا البحرين وبها جماعة من الأزد. وكان الذين اقبلوا من تهامة من العرب من قضاعة واياد ... فاجتمع هؤلاء بالبحرين وجماعة من قبائل العرب فتحالفوا على التنوخ وهو المقام وتعاقدوا على التوازر والتناصر فصاروا يداً على الناس وضمهم اسم (تنوخ) فكانوا بذلك الاسم كأنهم عمارة من العمائر وتنخ عليهم بطون من نمارة ابن لخم ...
- 12 وكان اجتماع من اجتمع من قبائل العرب بالبحرين وتحالفهم وتعاقدهم ازمان ملوك الطوائف الذين ملكهم الاسكندر ... فتطلعت انفس من كان بالبحرين من العرب الى ريف العراق وطمعوا في غلبة الاعاجم على ما يلي العرب منه، أو مشاركتهم فيه، واهتبلوا ما وقع بين ملوك الطوائف من الاختلاف فاجمع رؤساؤهم بالمسير الى العراق. فكان طلوعهم متوالياً فاستولوا على ما بين نُفّر الى الابلة واطراف البادية ... ومنهم من مال الى الانبار فاكتسحها. وآخرون نزلوا الحيرة الى طف الفرات وغربيه الى ناحية الأنبار وما والاها في المظال والاخبية لا يسكنون بيوت المدر، ولا يختلطون باهلها، واتصلت جماعتهم فيما بين الانبار والحيرة بمن كان يسكنها من القدماء الذين قد سبقوهم في سكنى العراق على ما جاء مفصلا في ابن الأثير والطبري.. وكانوا يسمون (عرب الضاحية) (1) وبين هذه القبائل: 1 - الازد. وفي اوائل الفتح الإسلامي قد اشترك الازد في حرب العراق.. وهم منتشرون في اطراف عديدة من جزيرة العرب والعراق وقبائلهم كثيرة ويقال لهم (الأسد) بالسين كما في كتاب الاشتقاق وقبائلهم قحطانية. ومنهم خزاعة والاوس والخزرج والغساسنة ولهم امارة في العراق ... 2 - قضاعة. مر الكلام عليها. 3 - عنزة. من قبائل ربيعة. 4 - بكر بن وائل. 5 - تغلب. قد اشتهروا في العراق. 6 - ربيعة. 7 - غطفان. 8 - لخم. هؤلاء جاؤواالعراق مع سائر القبائل التنوخية وفيها دامت لهم الامارة مدة طويلة وهي قحطانية تنتسب الى لخم بن عدي وسنوضح امارتهم فيما يلي وننقل ما قيل في نسبهم ... 9 - اياد. مرّت. 10 - كندة. ولهم امارة ومنهم (السكون) من قبائل العراق ... ومنهم بنو الحارث. 11 - النجدة. وهم قبيلة من العماليق يدعون الى كندة. 12 - بنو لحيان. وهم بقايا من جرهم. 13 - جعفي. فرع من مذحج. 14 - طيء. مضى الكلام عليهم. 15 - كلب. كذا. 16 - تميم. كذا. 17 - أسد. 18 - كنانة. 19 - غنم. 20 - الرباب. 21 - قيس عيلان. وهؤلاء كانوا يجاورون ملوك الحيرة. 22 - جذام. 23 - عاملة. 24 - بلحارث بن كعب. 25 - هذيل. 26 - الضباب. وغير هذه من القبائل الأخرى أو فروعها مما لا محل لتعداده والقبائل متجاورة ولا تخلو من علاقة فلا يسع المجال استقصاء ما في الجزيرة إلا ان هؤلاء اقرب الى العراق او من قطانه. وكانت الامارة في بعض هذه من ازد، ولخم وكندة، وطيئ. ومن هؤلاء لخم واما طيئ فقد جاءتهم النوبة في منتهى امرهم فانقرضت امارتهم على يد العرب المسلمين ... وفي الأخبار الطوال وابن الأثير والطبري تفصيلات كافية عن (القبائل التنوخية) فلا مجال للاطالة في كل قبائل العراق بالتفصيل ... سوى انني اقول بعد هذا الاتفاق لم تقف العرب عند مخذولية، أو مغلوبية.. وكانت تعلم ان لا تدوم غلبة، والايام دول ... فكانوا اكثر الأمم مراعاة للمصالح، وتمرناً على الحروب والمناجزة، او المتاركة ... تبعاً للأوضاع والحالات القاهرة أو الظروف المقتضية والبواعث الجابرة ... ذلك ما دعا ان يطول بقاؤهم في العراق رغم النفرة بينهم وبين المالكين لزمام الملك ... - 12 - امارات العرب وهذه غالبها قبائلية، وأقدم من عرف منهم حكام حلوان (1) المعروفة باسمهم وكانت كورة (لواء) كبيرة، وهم من قضاعة ... ولم تصل الينا اخبار كافة الامارات القبائلية لاسباب كثيرة اهمها ان الحكومات في ادوارها لم تدوّن إلا القليل من شؤون شعبها وانما تكتفي بالاسرة المالكة او باعمال ملوكها الى زمن قريب منا.. ومن الأولى ان لا تلتفت الحكومات الى القبائل التي لا علاقة لها بها إلا في أحوال خاصة.. واشهر الامارات التي نالت ذكراً، وعرفت على ألسن المؤرخين والشعراء: 1 - امارة الحضر
2 - امارة الازد | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:06 pm | |
| وهذه من الامارات الأولى من قبائل العرب التي كانت بين النهرين (الجزيرة) وان سابور بن اردشير (241 - 272م) قضى على حكومتها، ولم تعرف الأخبار الصحيحة عنها بالضبط ومن المؤرخين من يقول انهم لخميون، من القبائل التنوخية، ومنهم من يقول انها حكومة قائمة برأسها، وآخرون يقولون انها غسانية.. وعلى قول هشام الكلبي انها من قضاعة، وان الضيزن هو ابن معاوية بن العبيد بن الاجرام من قضاعة، وأمه من تزيد بن حلوان اسمها جيهلة، وانه كان يعرف بامه، ملك أرض الجزيرة، وكان معه من بني العبيد، ومن قضاعة قبائل لا تحصى، وان ملكها بلغ الشام.. إلا ان الطبري طعن في هذه الرواية وقال: كان حاكمها من الجرامقة يقال له الساطرون والعرب تسميه الضيزن من أهل باجرمي ... (1) والجرامقة قوم من العجم سكنوا الموصل. وكان الضيزن آخر امرائهم، وامارته في الحضر وهو قصر ومدينة بالقرب من مدينة تكريت بين دجلة والفرات، وتصلها مياه الثرثار تمر بمدينة الحضر ثم تصب في دجلة اسفل تكريت. (2) ولا تزال اطلالها باقية، وآثارها ناطقة بعظمتها البائدة ... وقد قيل في انقراض هذه الامارة: الم يحزنك والانباء تنمى ... بما لاقت سراة بني العبيد ومصرع الضيزن وبني ابيه ... واحلاس الكتائب من تزيد اتاهم بالفيول مجللات ... وبالابطال سابور الجنود فهدم من اواسي الحضر صخراً كأن ثقاله زبر الحديد وفي هذه الأبيات بيان لبعض قبائلهم هناك. (3) وقال عدي بن زيد العبادي: ايها الشامت المعيّر بالده ... ر أأنت المبرأ الموفور أم لديك العهد الوثيق من الأ ... يام بل أنت جاهل مغرور اين كسرى كسرى الملوك انوشر ... وان ام اين قبله سابور وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج ... لة تجي اليه والخابور شاده مرمراً وجلله كل ... ساً فللطير في ذراه وكور الى أن قال: ثم أضحوا كأنهم ورق جف ... فالوت به الصبا والدبور وحكاية التسلط عليهم تذكر كخرافة اساطيرية. وهذه الحكومة لم يعين تاريخها ونشأتها وطريق توصلها للحكم، ولا عرف تسلسل ملوكها ... 2 - امارة الازد وهي أول الامارات التنوخية، وحكمها على قبائل تنوخ والقبائل السابقة لها. وليت ما بين الحيرة والأنبار، وكانت امارتهم تصادف عهد حكومات الطوائف السابقة للدولة الساسانية. وأول من حكم منهم مالك بن فهم. وجاء في النويري انه مالك (1) بن زهير بن عمرو بن فهم عرف بجده كما هو الشائع في امثاله عند العرب، وهو المشهور ب (تنوخ) . (2) وسائر المؤرخين ذكروا انه مالك بن فهم بن غنم بن دوس الازدي من كهلان. استولى على الملك سنة 210 ميلادية وكان مقره بالأنبار رماه ابنه سليمة بن مالك بسهم دون ان يعرفه فاصاب مقتله. وكان قد ملك انحاء واسعة وذكر صاحب (تحفة الأعيان بسيرة اهل عمان) (1) وقائعه مع الفرس وانتصاره عليهم وفيه بيان لما حكمه من الأقطار وتوزع أولاده في الأنحاء وهو القائل: أعلمه الرماية كل يوم ... فلما استد (2) ساعده رماني ثم ملك أخوه عمرو بن فهم، ثم ملك بعده ابن أخيه جذيمة الأبرش ابن مالك بن فهم سنة 230 ميلادية. وهذا هو صاحب النديمين مضرب المثل (كندماني جذيمة) ويقال ان جذيمة هذا من العاربة الأولى من بني وبار وكان يبالغ في سعة ملكه ونطاق امارته وهو الذي قيل فيه: اضحى جذيمة في يبرين منزله قد حاز ما جمعت في دهرها عاد وكانت اياد في نزاع معه. وهذا قتلته الزباء وقصتها المشهورة في قتله وفي الانتقام منها على يد (قصير) وتحيله في قتلها ... والتفصيل في خلاصة الكلام في تاريخ الجاهلية والإسلام (3) وبلوغ الارب للآلوسي (4) وفي تاريخ ابن الأثير والطبري وغالب كتب الأدب. 3 - امارة لخم الأولى ويقال لهم آل نصر. وهؤلاء اضطربت كلمة المؤرخين فيهم. والمعروف انهم من لخم وهم من القبائل التنوخية، حكموا الحيرة، واتصلوا بالاكاسرة ودام سلطانهم مدة طويلة ... فجعلوا لهم سلطاناً على العرب وأول من حكم منهم في أنحاء العراق عمرو بن عدي مؤسس هذه الامارة.
4 - امارة اوس بن قلام وساق اليعقوبي نسبه بانه عمرو بن عدي بن نصر بن ربيعة بن عمرو ابن الحارث بن مالك بن عم بن نمارة بن لخم (1) وفي التنبيه والاشراف زيادة اسماء وتغيير ... (2) ويصادف اوائل هذه الامارة حكومة اردشير بن بابك (226 - 241م) فكره كثير من قبائل تنوخ ان يقيموا في مملكة العراق وان يدينوا له فخرج من كان منهم من قبائل قضاعة فلحقوا بسورية بمن كان هناك من قضاعة ... " كانت امارة هؤلاء في غالب احوالها من الأكاسرة، يؤدون اليهم الطاعة ويحملون الخراج، وكانت قبائل معد مجتمعة عليهم، وكان أشدهم امتناعاً غطفان وأسد بن خزيمة وكان يأتيهم الرجل من معد على جهة الزيارة فيحيونه ويكرمونه. " اه (3) وعمرو بن عدي صاحب المثل السائر. شب عمرو عن الطوق وهو ابن اخت جذيمة الأبرش الذي قتلته الزباء. (4) وكان قد خلف خاله على الامارة ... ويبالغ في عمره ومدة حكمه، ويقال انه ملك قبل ان يحكم العراق اردشير ودامت حكومته 118 سنة. وقيل غير ذلك والتفصيل في تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء. (1) وامراء هذه القبيلة سواء زمن استقلالهم، أو سيطرة الفرس عليهم ... كانوا ملجأ العرب ومحل هجرتهم. فسدّت العشائر العوز عمن ذهب الى سورية وتوالى تيار هجرتهم ... فكانت امارة آل نصر خير ركن يركنون اليه إلا أنهم كانوا محصورين تحت دائرة ضيقة لا يستطيعون تجاوز حدودها.. ثم ان عمراً خلفه ربيعة امرؤ القيس ابنه ويقال له المحرق ثم صار بعده ابنه عمرو بن امرئ القيس.. وبوفاة هذا انتقلت الامارة الى اسرة اخرى. 4 - امارة اوس بن قلام ولي هذه الامارة واستعمله الفرس وهو على ما قال هشام من العماليق فثار عليه بعض اللخميين فقتله وكانت مدة امارته خمسين سنة. وفي (تاريخ دول العرب والإسلام) انه بوفاة عمرو بن امرئ القيس انتقل الملك الى اثنين من العمالقة ثم عاد الى بني عمرو بن عدي ... (2) 5 - امارة لخم الثانية ثم نال الامارة امرؤ القيس البدء بن عمرو بن امرئ القيس، وبعده ولي النعمان الأكبر بن امريء القيس صاحب الخورنق الذي بناه له (سنّمار) وبنى (السدير) وكان قد كردس الكراديس وغزا الشام مرارً، ومن لم يدن له من العرب. وهو من اشد الناس نكاية بعدوّه وابعدهم مغاراً. وملك الفرس جعل معه كتيبتين: (دوس) وهي لتنوخ، و (الشهباء) لفارس ويقال لهما القبيلتان. ثم تنسك وزهد في الدنيا ... وانقرضت امارته هذه. ومن تاريخها يفهم ان للفرس السلطة في الامارة على العرب والتدخل في شؤونها إلا انهم كانوا يرون تصلباً من العرب فلم يذعنوا لسلطة العجم رأساً، ولا الى التدخل الكبير في شؤونهم.. وان استفادوا منهم في بعض المطالب والحالات ... 6 - امارة كندة هاجم الحارث بن عمرو بن حجر الكندي الحيرة وما والاها فسار على النعمان فقاتله وقتل النعمان وجماعة من اهل بيته وأفلت منه المنذر بن النعمان.. كذا في ابن الأثير وأما ابن الكلبي فانه لم يتعرض لهذا الحادث وانما بين انه ملك النعمان ابنه. ويظهر ان هذه الحكومة لم يطل أمد حكمها.. وفي تاريخ اليعقوبي: وبعد أن نزل - الحارث - الحيرة فرق ملكه على ولده وهم حجر، وشرحبيل، وسلمة الغلفاء، ومعد يكرب. فانه جعل لكل واحد على بضع قبائل فملك حجراً في أسد وكنانة، وملك شرحبيل على غنم وطيئ والرباب، وملك سلمة الغلفاء على تغلب والنمر، وملك معد يكرب على قيس عيلان. ثم قتل الحارث وقام ولده بما كان في ايديهم وصبروا على قتال المنذر حتى كافؤوه، فلما رأى المنذر تغلبهم على أرض العرب نفسهم ذلك واوقع بينهم الشرور فوجه الى سلمة الغلفاء بهدايا ثم دس الى شرحبيل من قال له ان سلمة اكبر منك وهذه الهدايا تأتيه من المنذر فقطع الهدايا فاخذها ثم اغرى بينهما حتى تحاربا فقتل شرحبيل فكانت معه تميم وضبة ... وتنكر بنو أسد بحجر بن عمرو. وهكذا مما دعا لاستعادة لخم الامارة ... (1) 7 - امارة لخم الثالثة مهما يكن من الروايات فقد ملك المنذر بعد أبيه النعمان وهذا وقعت له وقعة مع أمير العرب في سورية خالد بن جبلة وذلك ان هذا كان قد هاجمه فطلب ملك الفرس دية القتلى واستعادة الأموال المنهوبة من ملك الروم (غطيانوس) فلم يلتفت. ذلك ما دعا ان يسير عليه كسرى وينكل به ويأخذ بالحيف. (2)
8 - امارة ابي يعفر اللخمي ثم ملك بعده ابنه الأسود، ثم أخوه المنذر بن المنذر، ثم النعمان بن الأسود وبه انتقلت الامارة الى غيرهم. 8 - امارة ابي يعفر اللخمي وهذه من غير الأسرة المالكة وإن كان أميرها لخمياً. ملك ثلاث سنوات ثم عادت مرة أخرى الى آل نصر وإن كانت لم تخرج من لخم. 9 - امارة لخم الرابعة ولي بعد ذلك أمرؤ القيس الثالث ثم المنذر ابنه، وفي أيامه عزله كسرى قباذ وجعل مكانه الحارث بن عمر بن حجر الكندي لأنه لم يقبل بدين الزنادقة ثم أعاده كسرى انوشروان. ثم ملك ابنه عمرو بن المنذر، ثم قابوس أخوه ابن المنذر. وهذا قتله رجل من يشكر. ثم ولي السهراب. وهذا لم تذكره غالب التواريخ، ثم المنذر أبو النعمان بن المنذر. وبه انتهى أمد آل نصر وانتقلت الامارة الى طيء. 10 - امارة طيء ثم نالت الإمارة قبيلة طيء ورئيسها اياس بن قبيصة الطائي. قال هشام ابن محمد قد بعث الرسول صلى الله عليه وسلم لسنة وثمانية أشهر مضت على ولاية اياس. وكان اياس هذا مشهوراً بالشجاعة والجود، عالماً بأيام العرب ووقائعهم ... وولايته سنة 611م. وفي أيامه حدث يوم ذي قار وهو أول يوم انتصف فيه العرب من العجم كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك وفرح بهذه النصرة ... (1) وفيها أبلي بلاء لا مثيل له، وكانت طيء مع الفرس وكذا قبائل أخرى كأياد ولم يعرف سوى اياد ولم يذكروا سواها وبينوا انهم سراً كانوا مع العرب على الفرس وذلك بقصد اماتة الضغائن لئلا تبقى مشتعلة دائماً وتجر الى غيرها ... وهذه الوقعة التي أشار إليها أبو تمام بقوله: وانتم بذي قار امالت سيوفكم ... عروش الذين استرهنوا قوس حاجب 11 - امارة ازاذبة وفي بعض التواريخ ان وقعة ذي قار حدثت في إمارة ازاذبة ثم عاد الملك الى لخم. وازاذبة هذا ولي الحيرة بعد اياس بن قبيصة الطائي ... 12 - امارة لخم الخامسة ولي بعد وقعة ذي قار المنذر بن النعمان بن المنذر سنة 634 ميلادية وهو الذي تسميه العرب المغرور وقتل بالبحرين يوم جؤاثى فكان آخر من بقي من آل نصر فانقرض أمرهم بزوال ملك فارس من العراق ... (1) وفي التواريخ الأخرى ان الذي ملك بعد ازاذبة هو الأسود بن المنذر أخو النعمان. وفي أيامه اشتهر الحارث بن كلدة الثقفي طبيب العرب، ثم ملك بعده المنذر بن النعمان المذكور. هذا. ويلاحظ ان قائمة اسماء الأمراء من المناذرة واسلافهم من آل نصر مختلفة جداً، والتواريخ ذكرتها بصورة مضطربة، فلا يعوّل على واحد منها، واعتمدنا الطبري فانه من أوثق المراجع، وفيه بيان واف عن سني حكمهم ووقائعهم مما يصلح لتثبيت التاريخ نوعاً. وقائمة امرائهم في اليعقوبي مبتورة. (2) وفي تاريخ سني ملوك الأرض ذكر لهم ولمن عاصرهم من ملوك ساسان، وقائمته تخالف سابقيه، ولا تأتلف مع ما ذكره صاحب (كتاب العرب قبل الإسلام) وما أورد صاحب (الحيرة) . ولا محل هنا لتحقيق هذا الاضطراب لأن موضوعنا عشائر العراق ... والطريقة الصحيحة أن نبدأ بالوقائع المعلومة المقطوع بها ونمضي صعوداً ونزولاً فنعتمد التواريخ المعتبرة، وأساس ذلك ان من حفظ حجة على من لم يحفظ. لنتدارك ما فات الآخرين من أسماء أمراء، ونقابل سني حكمهم بأزمان ملوك فارس ووقائع الغسانيين المعلومة وغيرها من وقائع المسلمين ... وأما وقائعهم التاريخية فانها معروفة ومدوّنة إلا في بعضها تداخلا.. - 13 - الآداب العربية في القبائل العراقية
أحوال القبائل ظهر شعراء كثيرون برعاية امارة اللخميين من جهة، وفي القبائل التي حلت العراق. وموضوع الآداب في البداوة واسع جداً ففي الأغاني ذكر النابغة الذبياني وعدي بن زيد وشعراء كل قبيلة ... وبين هذه قبائل عراقية كثيرة، وأورد ابن قتيبة جماعة، وكذا صاحب مهذب الاغاني ساق جملة ... وفي اسواق العرب كان لهم الذكر المعروف، ومنهم من له معلقة، أو مختارة معتبرة ... وأمثال العراقيين وخطبهم وأخبار رجالهم مبسوطة في اليداني وغيره.. وتعين آثارهم الأدبية الدواوين المعروفة، وجمهرة أشعار العرب، والبيان والتبيين للجاحظ، وامالي القالي وعقد الفريد، وبلوغ الارب للآلوسي. وبينهم (أول من طرفت له العصى) ، وبينهم العنبري الأسير في بكر بن وائل وهو من بني العنبر من تميم (1) ومحاورة عبد المسيح مع خالد بن الوليد ... ولا يخلو كتاب ادب من ذكر لهم، أو إيراد لأمثالهم ... وكتب التاريخ مملوءة من أخبارهم الأدبية.. وقصة وفود العرب على كسرى معروفة ... وكانت مكانتهم الأدبية اشتهرت أكثر أيام آل لخم فذاعت في الاطراف وانتشرت في انحاء العرب المختلفة ... ويضيق بنا القول هنا، ولا يسعنا التفصيل ... وجاءت الفصحى بكتابها العزيز ففاضت على آدابهم بمحسنات ومعان جديدة كانت لها مكانتها السامية فكستها رقة، وزادت في تلطيف شعورها وسلاسة الفاظها، ونفخت فيها روحاً طيبة لم تكن لتعهدها.. - 14 - أحوال القبائل - و - اوضاعها الأخرى جالت أقلام الكتاب والمؤرخين في مواضيع لم تحافظ على مكانتها إلا قليلاً وكانت الدواعي لطرق مباحثها متوفرة خصوصاً ما كان منها رديئاً، أو مخالفاً للعقائد الإسلامية فتراعى فيه المقابلة وبيان مزايا الشريعة الغراء.. وأهم ما يدور عليه الكلام ما يتعلق ببعض العوائد، والعبادات الوثنية، والمجوسية، وعقائد الزندقة، واليهودية، والنصرانية، وعبادة الكواكب ... فتقص هذه الأمور، وتذكر انكحة العرب، وانتهاك المحرمات ... كل هذه كان يبحث عنها وتدقق لمصلحة الإسلامية ووسائل تأييدها، وبيان قوة عقيدتها، وصلاح عباداتها بالنظر لعقائد العصور السابقة وتقاليدها ... فغطت على الكل، وقبلها غالب العرب، وفي مدة قليلة تم انتشارها وكادت تقضي على التقاليد والأديان الأخرى.. وكل ما عرف ان الزرادشتية وسائر الديانات الفارسية كالمانوية لم تؤثر على العرب، ولم تقبل العرب عقائد اولئك بسهولة من جراء انها عبادة اشخاص، وسيطرة على النفوس وتذليل لها.. فكانت في الغالب وثنية، فشت فيها الزندقة وعبادة الكواكب.. ومن أوثان قبائل العراق (الضيزنان) ، و (سبد) . وباقي الأوثان معروفة عند كل المعتقدين بها في الجزيرة ... وشاعت في بعض القبائل اليهودية، وفي أخرى النصرانية، وفي القليل المجوسية.. إلا ان النصرانية انتشرت في أيامها الأخيرة ... ولما جاءت الإسلامية طمى سيلها، وقبل بها الاكثر ... وهكذا يقال عن عاداتهم القديمة وهي كثيرة إلا ان اقتباسهم من العجم قليل بالرغم من المجاورة، فلم تنل رغبة لما للعرب من شمم ومكارم أخلاق لا توجد عند اولئك، أو لا تتألف وما اعتادوه.. كما أن العقائد كذلك. وإنما تسلطت الإسلامية ونفذت في اعماق قلوب القوم فغيرت من عوائدهم لما في عقائدها من سهولة وقوة وبساطة وأحكام.. ومحت الكثير مما كانوا عليه فكان لها أثرها في نفوس القوم.. ومن حين قبلت هذه القبائل بالعقيدة الإسلامية عادت متحضرة وسكنت المدن.. وقضي على الكثير من أحكامهم البدوية واعتياداتهم الشائعة آنئذ.. فتركوا ما كانوا عليه من عرف بما استطاعوا امتثالاً لآية (أفحكم الجاهلية يبغون) .. ولايهمنا اثارة المندثر مما كانوا عليه وإنما بعض عوائدهم الباقية هي التي ستكون موضوع بحثنا عند الكلام على القبائل الحاضرة، ومن ثم نكون قد جعلنا مواضيع اليوم ذات مساس مباشر بالماضي ودرجة نفوذه.. وحينئذ تخرج الأبحاث عما كانت عليه من حاجة الماضي للبحث فيها.. وصار موضوع اليوم العوائد الحاضرة مراعىً فيها القديم وأثره في نفوس القوم.
آخر القول وعلى كل حال جدت المباحث وتماسها بالأوضاع الحاضرة، وتدقيقها تاريخياً من نواحي العلاقة والارتباط بالماضي القريب والبعيد.. كل هذا سننظر فيه في عشائرنا الحاضرة لتكون أقوى صلة وأشد علاقة.. وفي الكتب الأخرى ما يبرد غلة الماضي وما كان عليه العرب في أزمانهم الغابرة مما لم يبق لغالبه أثر الآن ... ولا يفوتنا أن نذكر هنا أن من أكبر الأبحاث علاقة واتصالاً بنا المناسبات بين القبائل وحالاتهم في جوارهم وحربهم، وكلأهم وحياة مواشيهم.. وكل هذه سندققها في حينها مع ملاحظة ما كانت عليه في ماضيها قدر الطاقة.. * * * - 15 - آخر القول في العشائر واماراتهم ولا نطيل القول في عشائر العراق القديمة، والمعروف انها قضت ادواراً مديدة في سكناه وبين هؤلاء العرب البائدة، والمتعربة والمستعربة ويهمنا أن نعين العلاقات. ومما مر نعلم ان إيران لم تسيطر على العرب سيطرة مباشرة وقد خذلت مراراً في تجارب عديدة.. وانما ساقتها تجاربها ان تتفاهم مع الأمراء وهؤلاء يقومون بادارة اقوامهم فلم يرضخ العربي لأعجمي، وقد ماشى بعض العرب العجم أحياناً ولمآرب خاصة، وفي كل هذا لم يقطعوا صلتهم من قومهم.. يدل على ذلك (وقعة ذي قار) حينما رأوا الجد في الأمر، وشاهدوا العزم على انزال الضربة بالعرب. فهم وان كانوا بينهم على العداء والغضاضات القديمة والمفاخرات.. وجدوا الضرورة تدعوهم الى الحلف والاتفاق ودفن الضغائن فلم يذكروا القبائل التي كانت في جهة عدوهم بسوء.. فاتفقوا في الخفاء كما وقع قبل هذا بين القبائل التنوخية ... وهكذا كان يفعل بعض القبائل مع بعض من الاتفاقات الصغرى.. ولكنهم علموا ان هذه الحرب سوف تقضي على اكبر القبائل ويكون من السهل الوقيعة بالباقية حتى التي كانت متفقة معها ... وعلى كل نرى السياسة العشائرية كانت ترضى منها الحكومات في الغالب بالميل الى جهتها واستخدامها على عدوّها ومناصرتها لها من اخرى كما وقع اثناء الحروب مع سورية.. وباقي أحوال العشائر العراقية لا تفترق بها عن سائر العرب في الجزيرة وفي الأقطار الأخرى من اكرام ضيف، وشمم، واباء، وصبر على المشاق، والحرية، وقلة الارتباط بادارتها العامة بصورة تقف عند اعتزاز القبيلة أو الامارة وان لا تهان.. وقد اشير الى ما كانوا عليه من آداب، وعوائد، وروحية، وحروب، وتعاملات. والبحث عن هذا سيبسط عند الكلام على قبائل العراق البدوية، والريفية ... وهنا يلاحظ ان اكبر تبدل في حياة القبائل وروحيتها ما أحدثه الإسلام فيهم ولم يسر بهم خلاف مألوفهم وإنما راعى الاصلاح فيما هو المثل الأعلى، والى ما حسّن عيشتهم، وأصلح عوائدهم وتقاليدهم وعقائدهم.. دون أن يهاجم بالامحاء فكان اصلاحه دعوة الى خير طريقة مما يسيرون عليه والندبة الى الأمور التي تعود بالنعيم العميم ... وغاية ما يقال هنا ان العشائر واماراتها لم تكن صاحبة السلطة والقول الفصل في مقدراتها وكثيراً ما نالها من الاهانات والتضييقات المرة مما مضى الكلام عليه من أيام بختنصر وإيران ... فمنهم من خلعت أكتافهم، ومنهم من اودي باماراتهم.. وهكذا. فكان للدعوة الإسلامية أثر كبير في نفوسهم، وتحريك لهم في الثورة على القسوة والظلم، ووقع عظيم في القوم، فتفادوا في النضال عنها، والنصر لمباديها. ومن ثم ظهر في العراق من مالوا الى الحضارة، وتركوا حياة البداوة من حين قبلوا الإسلامية فكانوا من أكبر الأعضاء الفعالة للمجتمع ... وخدموا مختلف الثقافات، فكانت اعمالهم خالدة وعامة ... عشائر العراق الحاضرة - 1 - البدو وهم الذين غلبت عليهم البداوة ولم يتوغلوا في حياة الارياف ويتناول البحث عن قبائل (شمر) و (عنزة) و (الضفير) و (حرب) و (صليب) الخ ... عشائر العراق الحاضرة (- 1 - القبائل الإسلامية كلمة: هذا هو القسم الثاني من عشائر العراق ويتضمن الكلام على العشائر الحاضرة ويتناول بعض المباحث عن العشائر في صدر الإسلام كتمهيد للمباحث وتوطئة للتوصل إلى أصل الموضوع ... 1 - العشائر العراقية
2 - تأثير الإسلامية على العشائر العراقية مضى الكلام على العشائر إلى ظهور الإسلام إجمالاً. وكانت في الحقيقة مستعبدة نوعاً فلا تخلو من تضييق قلّ أو كثر بالنظر لعلاقة العرب وقبائلها بالحضارة وتباعدها عنها ... والقبائل العربية أقل علاقة بالإدارة الفارسية.. ولما ظهر الإسلام جاءت قبائل جديدة وصارت تسرح وتمرح لا في العراق وحده بل في الأقطار الشرقية الأخرى إلا أننا نرى بعض عشائر الفتح قليل الميل إلى الحضارة وقبولها ... والقبائل الموجودة اليوم أكثرها قريبة العهد بسكنى العراق وإن الاحتفاظ بالاسم القديم، وإنه كان معروفاً في العراق لا يعين قدم القبيلة وإنما نشاهد كل قبيلة في العراق القديم والحديث ذات أصل قديم في الجزيرة. وتوالي ورودها معروف تاريخياً، ومشهود حساً.. 2 - تأثير الإسلامية على العشائر العراقية كان قبل الإسلام يدبر شؤون القبائل أمراء إلا أن الامارات أصابها بعض الوهن، وصارت إيران في أيامهم الأخيرة تتدخل في شؤونهم أكثر ... مما سبب النفرة والضجر من العجم خصوصاً أن وقعة (ذي قار) لا تزال ترن في الآذان ... فلما جاء خالد بن الوليد إلى العراق لم ير تصلباً كبيراً أو تعنداً من هذه العشائر وكان من السهل التفاهم معها خصوصاً بعد أن رأت شيبان قد مالت إلى الإسلامية، وأميرها المثنى المشهور، وعجل أيضاً ركنت إليها وحاربت في وجه أهل الأبله، والحيرة تفاوضت ومثلها الأنبار وقد ضرب الغزاة بعض القبائل من تغلب وبهراء وما ماثل مما مرّت الإشارة إليه.. وأساساً كان لمحاورة خالد (رض) مع عرب الحيرة وأعيانها أعظم أثر في قبول الإسلامية وبعض أقسامها ارتبط مع المسلمين بعهد ومعنى ذلك أنها صارت معهم وهكذا الأمر كان في حروب العرب لفارس، فساعد العرب جيوش المسلمين لأنهم كانوا عرباً وتعصبوا للعرب أبناء جلدتهم ومن هذه القبائل قبيلة طييء وقبائل أخرى.. ومهما يكن فقد كانت العرب تميل إلى إخوانها في الدم واللغة يؤيد ذلك ما مر بيانه من الأشعار والأقوال ... والمعلوم أن هؤلاء القبائل قد تولد فيهم النشاط، وزال الخمول وذهب الخوف والخور فاعتزوا وصارت كلمتهم العليا، وتركوا التقاليد السخيفة من عبادة الأصنام، أو نار كالمجوس وما ماثل. فذهب عنهم البؤس بأمه.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما جاءتهم قبائل عديدة قوّت هذا النشاط وزادت في علو الهمة، ونفثت فيهم روح الحزم والعزم.. فصار الدور لهم ولم يكتفوا بالعراق وحده وإنما مضوا إلى الأطراف الأخرى، والأقطار النائية، فصارت غنيمة باردة لهم، وأكلة مريئة. مر بنا الكلام على القبائل القديمة ... أما القبائل الجديدة فكثيرة أيضاً ولا تكاد تحصى عداً فكأن الجزيرة خلت من سكانها ومالت إلى العراق وإلى سائر الممالك المفتوحة فشكلت عنصراً فعّالاً، صار آلة فتح ودعوة خير، وتبشير بالدين الإسلامي القويم وقد رأوا في سبيل متابعته والدعوة إليه ما لم يخطر في بال. والتبدّل الفجائي الذي تمكن منه العرب سواء في العقائد أو في الفتوح غيّر من أوضاعهم وجعلهم بحالات غير معروفة ولا معتادة.. فانتشروا في الأرض انتشاراً هائلاً ... رأت الأمم أن الحاجة كبرى للخلاص من جور ملوكهم، وتحكم أرباب الأديان وتكاتفهم مع السلاطين لامتصاص جهود الشعوب والسيطرة عليها ... فساعدوا كثيراً لقبول الدين الإسلامي وصاروا من أعظم دعاته ومعتنقيه.. 3 - مصير العشائر القديمة والإسلامية وهذه القبائل سواء منها الحديث العهد في سكنى العراق وقديمه لم يتمكن فيه إلا القليل منها وأكثر من فقد مزاياه القبائل القديمة في العراق فإنها كانت أقرب إلى الاستفادة من هذه الأوضاع فأخذت من المدينة بنصيب ... والآن صرنا لا نعرف الكثير منها لإنتشارها في الأطراف. والعالم كله كان مفتوحاً أمامها.. وهكذا يقال عن القبائل العديدة التي جاءته أيام الفتح فلم يبق منها إلا النزر.. وكانت لها مكانتها المهمة في حروبها ونضالها.. ولا يهمنا في عجالتنا هذه أن نبحث عن مصير كل قبيلة في العراق، أو من وردت إليه وبيان ماضيها وإنما نقتصر على (العشائر الحاضرة) ونذكر ما له علاقة بالماضي وبيان الحالة التي كانت عليها.. تاركين جانباً القبائل التي حلت العراق في وقت واندثرت بقبولها الحضارة..
4 - القربى في العشائر الحاضرة | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:07 pm | |
| نكتفي هنا بالالماع إلى ما مضى ونشرع في بيان القبائل الحاضرة مع العودة إلى تاريخها بقدر ما تسمح به الظروف والنصوص.. 4 - القربى في العشائر الحاضرة أنساب العرب القبائلية معروفة من قديم الزمان ولا يزالون محافظين عليها، وهي توافق روحيتها ومزاجها جمعاء، ولا يزالون يعتمدون عليها في القربى والعداء للتكاتف والمناوأة ونسب القبائل الحاضرة مهم لمعرفة أحوالها بالنظر لبعضها.. ولما كانت هذه العشائر كلها أمية تقريباً فلا يحصل فيها إلا الواحد أو الاثنان من المجموع ممن يستطيع القراءة والكتابة وفي أكثر الأحيان الأمية ضاربة أطنابها عليهم ... فمن هؤلاء لا يؤمل أن يحفظوا أنسابهم فيوصلوها برجال التوراة أو غيرها.. - نعم يحفظون من أنسابهم أنهم لهم صلة قرابة مع القبائل الأخرى أو أنها ليست منها ويعينون درجة ذلك تقريباً وذلك بطريق التلقي عن آبائهم وأجدادهم وأما تعداد آبائهم وأجدادهم بحيث يوصلونها بمن شاؤوا فهذا اختبرته وامتحنته مراراً عديدة فتبين لي غلطه أو التشكيك فيه وعدم صحته فلا يعوّل عليه لقدم العهد واشتباه الأسماء وتداخلها بغيرها.. فإذا كانوا يتمكنون من وصل الأفخاذ بالعشيرة أو القبيلة وهذا غالب فيهم فلا يستطيعون أن يعينوا الصلة القطعية بين قبيلة وقبيلة بسرد أفراد كل ... وهذا لا يمنع أن يقطعوا في القربى ودرجتها بلا ارتياب.. والمعرفة والتلقي الصحيح.. قد يؤيدان بأدلة لغوية وأوصاف قومية، وأخلاقية، وعنعنات كثيرة مشتركة ومحفوظات لا تقبل التردد.. فلو لم تعرف القبائل وصل القرابة بتسلسل الأجداد فلا تشتبه منها بوجه وإن كانت لا تقدر على تعيين الظهور والبطون بالضبط ... فالغالب فيهم حفظ النسب على وجه الصحة إجمالاً ولا يغلطون في نسبة قبيلة إلى جذمها القحطاني أو العدناني وصلتها بأصلها ... ويؤيد هذا التواتر في النقل من تلك القبيلة والقبائل المجاورة والنائية ... زيادة على اللغة، والمحفوظ لكل قبيلة. فلم نجد قبيلة انتسبت إلى غيرها أو ادعت أنها من غيرها كذباً، فالتضافر حينئذ للتكذيب والطعن يكون قطعياً لا يقبل الاشتباه.. وفي الحال الحاضر نشاهد بعض القبائل قد اعتزت بكيانها وعرفت باسمها الجديد فلم يعد يعرف تقريباً الأصل الذي درجت منه ... وقد بذلنا الجهد في إرجاع كل قبيلة من هذا النوع إلى قريبتها بحيث لم يبق لنا شك في النسبة والتحقيق من أكابر القبائل وحفاظ أنسابها وهم كثيرون. وهنا ليس غرضنا أن ندوّن جمهرة أنساب كما فعل ابن الكلبي وغيره بتعداد الأجداد وإيصالها برجال التوراة فذلك إذا كان متيسراً له فهو الآن صعب بل يكاد يكون ممتنعاً ... وإنما المقصود بيان القربى بالنظر للمحفوظ، واللغة، والنخوة والعوائد ... مما هو مؤيد بالشهادات للقبائل الأخرى ولا يهمنا تعيين آباء القبائل وتسلسلها خصوصاً بعد أن قطعنا أنه مما لا يعوّل عليه ولا يوثق من المحافظة وإنما الأسماء قد تتشابه فيبتلع الكثير منها. وقد صحت الأنساب إجمالاً وتواتراً.. رأينا الصعوبة العظيمة في إرجاع كل قبيلة والتحقيق عن نسبتها إلى أرومتها العدنانية أو القحطانية، أو نجارها الأصلي. مما هو موضع شبهة، وإلا فالكثير من القبائل لا يرتاب في نسبها وأنها عدنانية أو قحطانية ... ولكن لا تزال بعض القبائل (متحيرة) ونسبتها إلى أحد هذين الجذمين مترددة أو غير معروفة مثل (الصليب) ومن على شاكلتهم من القبائل أو متداخلة لا يمكن تمييز الأصلي فيها والدخيل منها ... وعلى كل ان القبائل مجموعات، أو كتلات تتصل مع بعضها لا في العروبة فحسب، وإنما تعوّل على القرابة النسبية القريبة، وتعد ذلك سبباً قوياً للتعارف، والبعيدة واسطة النفرة، خصوصاً في أيام العداء والحروب، أو في وقت يتوسم فيه الخصام ... ومن ثم تقوى جهة المنافرة، والمفاخرة، وتعداد المعايب، والمثالب، وإثارة الوقائع السالفة، والحروب الماضية ... أو المزايا الداعية للفخر والتفوق، فنسمع الطعن من جهة والفخر من أخرى ... وهكذا ... 5 - آل وبني
6 - البدو وأهل الريف قسمة بعيدة العهد، ومقرونة بمثل شائع عن العشائر للتدليل على قدم الزمن يقولون (من آل وبني) أي من عهد تفرع القبائل إلى آل، وإلى بني. وبالنظر إلى الأنساب الأصلية تركن إلى هذا الموضوع، وذلك أن قبائلنا تقسم إلى (آل) و (بني) أو إلى (قبائل قحطانية) يقال لها (آل) وإلى قبائل عدنانية أو مضرية ونزارية تتسمى ب (بني) . وهاتان المجموعتان معروفتان جداً والتقسيم بهما بهذا الطراز قديم لم يدرك أوله. ولا نرى قبيلة أو عشيرة لا تنتسب إلى أحدهما ما عدا (القبائل المتحيرة) المذكورة التي لا تحفظ انتسابها إلى أحد هذين الجذمين. وذلك سواء في الجاهلية، أو في عهد الإسلام وما يليه إلى أيامنا.. وقد عدّد علماء الأنساب جماعة ليست بالقليلة من القبائل المتحيرة، وكذا صاحب عقد الفريد فإنه بيّن مقداراً جماً من القبائل المتحيرة. ولا يزال عصرنا يقطع بأن بعض القبائل (متحيرة) ولا يعرف بالتحقيق انتماؤها إلى أي جذم من ذينك الجذمين ... لنسيان العلاقة، والانتساب إلى الجد الأخير والوقوف عنده ... 6 - البدو وأهل الريف وهذا التقسيم قديم ومعروف أيضاً باعتبار ما قطنه العربان من (بادية) أو (أرياف) أو (مترددة) بينهما فتكون ثلاث مجموعات (بدوية) و (ريفية) و (مترددة) . ولو راعينا هذه القسمة في تصنيف القبائل لخرجنا عن أنساب القبائل ومزجنا بعضها ببعض دون تروّ وهكذا الحال فيما لو لاحظنا المواطن الجغرافية خاصة وفصلنا مباحثها بالنظر إلى ما تسكنه من ألوية وأنحاء ... أو المعيشة وبهذا نكون قد أهملنا خصيصة سائدة لم يتركها القوم في تنقلاتهم، وأهملنا ما هم عليه للآن من الاحتفاظ بالأنساب. واغفال هذا غير صحيح من وجوه: 1 - إن الموطن غير مستقرة. وذلك لتغييرهم الأمكنة بصورة فجائية عند حدوث أحوال ضرورية وكثيراً ما تقع.. متمثلين بقول شاعرهم: ولا يقيم على ذل يراد به ... إلا الاذلان عير الحي والوتد 2 - لا نقدر حينئذ أن نراعي القبائل، والحالة القبائلية بالنظر لاختلاط القبائل وتقربها من الحضارة بحيث لا يبعد أن تكون هذه المجموعة بعد لأي قرية أو قرى.. في حين أنهم لم يهملوها ... 3 - نرى المزايا القبائلية مستقرة (لآل وبني) ومتمايزة فيها وهي السبب الوحيد في وقائع عديدة ... فلو أهملناها كنا أغفلنا أهم خصائص القوم وعدلنا إلى اشتباك أنسابها، وهذا غير واقع حتى عند اختلاط بعض القبائل فكل فريق محتفظ بنسبه.. والأمر لا اختيار فيه، وإنما الغرض تثبيت الحالة التي هم عليها لا إيجاد تقسيم غير معروف، أو أن نهمل أمراً لا يزال موجوداً، ونكون قد زدنا في هذا الاشتباك، أو شوّشنا وضعاً معروفاً.. 4 - إن كافة هذه القبائل حريصة على مراعاة أنسابها حتى الأفراد ولا يمكنها أن تنساها بعصور كثيرة. فاهمال ذلك والتغافل عما هو موجود غلط لا يغتفر ... وهنا لا ننسى بأن القسمة الأصلية إلى قحطانية وعدنانية يصح الاستفادة منها بأن تكون واسطة تعارف وألفة لأعداء ومقارعة.. ولا ينكر أيضاً أن القبيلة قد تنال مزايا جديدة بسبب ركونها إلى الأرياف من حيث العمل والاستثمار واهمال روح الغزو وتعاطي أسباب العمارة، والوداعة والعيشة الهنيئة ... فسوف لا نترك أمر ذلك، بل نراعيه بوضوح ونفرق بين البداوة والعيشة الريفية، وما بينهما من التردد وانتهاز الفرص للركون إلى العيشة الريفية لأول حادث أو استفادة من أي تطور في الأحوال الاجتماعية. والمسهلات لذلك ودواعيه كثيرة من قحط ووباء وحروب عامة أو خاصة، وسيل جارف. الخ الخ ... 7 - العودة إلى الحياة العشائرية وقبل أن ننهي البحث لزم أن نقول أن العودة إلى عيشة العشائر نادرة خصوصاً الانتقال من المدن إلى الحياة العشائرية أو من الأرياف إلى البداوة، وهذه إذا حصلت تكون شخصية أكثر منها قبائلية. ولذا نشاهد بعض الأفراد لظروف خاصة كعلائق تجارية مع البدو، أو ارتكاب جريرة تدعو إلى ضرورة الالتجاء إلى البادية والاعتزاز بها، ثم طيب العطن وتحبب الاقامة في خلالها، أو يقسر عليها بأن يتربى أولاده عليها أو تمنعه موانع زواج وما شاكل ...
8 - الجمع والتقسيم كل هذه مما يسبب سكنى العشائر والتنقل بهم من الحضارة إلى البداوة، أو الأرياف ... وقد يكون المرء ابن بادية في الأصل ولم تنقطع علاقته من البادية فتعن له سكناها ويحن إلى أهله وأقاربه ... فيعود. وقد شاهدنا الكثيرين حينما يزول المانع لهم يعودون لباديتهم إذ لم ترتكز وسئلها في أذهانهم بعد، أو لم تنل رغبة منهم ولم تحبب إليهم. نرى هؤلاء يوردون المثل البدوي المعروف (عنّت عليّ ديرة هلي (1 ". هذه دواعي التنقل من البداوة إلى الأرياف، فالمدن وبالعكس، ولا نطيل القول بأكثر من هذا ... 8 - الجمع والتقسيم وعلى كل يجب أن نرجع تقسيم القبائل إلى الجذمين المذكورين وبيان قبائلهما كل واحدة على حدة بالتفصيل ... سوى أننا نلاحظ بعض الأوصاف من البداوة أو الريفية، ونقدم بعض القبائل البدوية التي تقربت إلى الحضارة ولم تقبلها بعد، ثم نذكر القبائل الأخرى من ريفية ... ولم نفصل بين القحطانية والعدنانية إلا أننا نشير إليها حين الكلام عليها.. ولا نفوت الاجمال عن خصائص كل ... فلا نراعي الترتيب ونكتفي أن نشير إلى العدنانية والقحطانية ... ونعين أصل القبيلة سواء كانت من أحد هذين الجذمين أو متحيرة ... كما أننا نذكر موطن القبيلة مجموعة أو متفرقة، ونقدم قوائم في القبائل المشهورة الموجودة في تقسيماتنا الادارية تسهيلاً للمعرفة معززين لها بخارطة. وبهذا نكون قد جمعنا بين الحالات والأوضاع المعروفة ... - 2 - القبائل البدوية ومن يمت إليها يهمنا جمعاً بين القبائل المشتركة الصفات من بعض الوجوه: أن نجعل القبائل مجموعتين أساسيتين وهما (القبائل البدوية) وخصيصة البداوة تجمعها، لبروز هذه الصفات فيها.. ومن أهمها التنقل دون تقيد بمكان خاص، تتبع الكلأ وتراعي الغزو ... و (القبائل الريفية) تميل إلى الأرياف وتتعاطى الزراعة وما يتعلق بها من تربية المواشي وما ماثل ... والقبائل لا تخرج عن هاتين الخصيصتين ولكن قد تتداخل فترى من هؤلاء من قد مالوا إلى الأرياف، أو ركن بعض أهل الريف إلى البداوة ... وهم أقرب إلى التداخل بالنظر لما يجدون من الأحوال التي تدعو لمثل هذا التطور، والأوضاع.. وبيانها بهذه الصورة لا يغير ماهية الموضوع. هذا والآن نرى أن نبحث عن أشهر القبائل البدوية وخصائصها ونبدأ بقبائل شمر ... - 3 - قبائل شمّر 1 - أصل شمر إن المدوّنات عن هذه القبيلة قليلة جداً وهي قحطانية، ذكرها الحمداني فقال: " بنو شمر بطن من العرب مساكنهم جبلاً طييء أجأ وسلمى بجوار لام ". كذا نقل صاحب السبائك (السويدي) ولم ينسبهم إلى قبيلة، وهذا محمول إلى أنه لم يتصل بهم ولم يتحقق ذلك من رجالهم، وآخر من ذكرهم القزويني قال: " شمر بالتشديد والتخفيف. قبيلة من العرب ذات بطون تنسب إلى شمر ذي الجناح من قحطان منهم في نجد ومنهم في العراق ومنهم في الموصل إلى سنجار. والظاهر أنهم ينسبون إلى شمر يرعش بن افريقس بن ابرهة ذي المنار أحد ملوك التبابعة من اليمن ... " اه. وما ذكره من أنه الظاهر فليس بظاهر، والنسبة التي نسبها غير معروفة. كما أن التخفيف لا قائل به، ولكن القزويني راعى اللفظة في قواميس اللغة ومعانيها وليس لدينا من العرب من ينطق بالتخفيف ويريد هذه القبيلة ... وقال الحيدري: " ومن أجل عشائر العراق شمر وهم عدة قبائل.. وتبلغ قبائل شمر مائة ألف نفس فأكثر وحمائلهم آل محمد من طييء. وجميع قبائلهم تعود إلى قحطان.. " اه. وقال البسام: " شمر من ذرية حاتم ... من سكان الجزيرة وهم أكرم العشائر وأرفعهم عماداً، وأكرمهم أخولاً وأجداداً، وأصحهم في ذكر المكارم اسناداً، وأقدم في الحرب.. وشيخ هؤلاء يقال له (الجربا) وسقمانهم ألفان وفرسانهم ألف ومائتان ... " اه. والمنقول المحفوظ عنهم أن شمر ليس جداً وإنما هو وصف لحقهم وذلك أنهم آخر من خرج من اليمن وكانت قد ألحتهم السنون فهاجروا إلى أنحاء أجأ وسلمى فدفعوا بعض القبائل وأزاحوهم عن مواطنهم. فشمروا عن ساعد الجد وأوعز إليهم رؤسائهم ب (شمّروا) . ومن ثم دعوا ب (شمر) واللغة تساعد على هذا التفسير قالوا:
2 - بيت الرياسة) الجرباء - آل محمد ( وكانت قبائل طييء وزبيد هناك فدفعوهم ومال هؤلاء الى انحاء العراق وسورية وغيرها. والظاهر ان قبائل طييء (سكان أجأ وسلمى) كان بينها خصام وخلاف فحالف قسم منها قبائل قحطانية جاءت من انحاء اليمن فانتصر على عدوه ومن ثم استقل في السلطة وصارت له الرياسة على قبائله والقبائل المتحالفة معه. والكل يرجعون الى القحطانية فأن طيئاً من قحطان ايضاً. فصار الكل يدعى باسم البطن (شمر) المنتصر على عدوّه وقيل للجميع (شمر) تغلبياً وإلا فلا تزال قبائل (عبدة) من شمر تمت الى القحطانية رأساً، وقبائل (الاسلم) الى طييء. وكذا (قبائل زوبع) . هذا هو الذي نراه جمعاً بين المحفوظ والنصوص المنقولة من طريق التاريخ.. وبسبب هذه الوقائع الوبيلة تمكنوا من ازاحة قبائل زبيد وقبائل طييء الاخرى كما مر.. ورئيس قبائل زبيد آنئذ واميرهم يقال له (بهيج) ويعد في نظر القبائل الزبيدية جداً لها، والحال انه كان رئيساً والى هذا اشار الشمري مفتخراً بهذه الوقعة والانتصار على القبائل الاخرى بقوله: وكبلك (1) بهيج حدّروه السناعيس ... من عكدة ماتحلحل كناها (2) يريد أن يهيجاً المذكور كان قبلك وقد أصابته الضربة القوية منا فأنزلناه من أجأ وسلمى (جبلي طييء) فلا نخشاك ولا نبالي بك وأنت أقل قدرة منه ... ويراد بالسناعيس الذين ينتخون بالسنعوسية وهم قبائل مهمة من شمر ... وقولون بتكرار ان لفظ (شمر) ليس اسماً لقبيلة باعتباره جداً لها وإنما هو ناشيء عن الايعاز المذكور. وأرى الذي أوقع في اللبس النقل المتقدم عن السويدي لأنه لم ينسبهما كما نقل عن الحمدانمي للسبب الذي ذكرته والحال انني نقلت في ما سبق في قبائل العراق القديمة عن نشوان الحميري ما نصه: " بنو شمر بطن من طييء " إلا أنه لم يصلهم بالبطون المعروفة. ويفسر هذا ما جاء في تاج العروس: " وشمر أيضاً اسم رجل قال امرؤ القيس: فهل أنا ماش بين شوط وحية ... وهل أنا لاق حي قيس بن شمرا قال الصاغاني: قال ابن الكلبي قيس بن شمر وأخوه زريق ابنا عم جذيمة ابن زهير بن ثعلبة بن سلامان الطائي. " اه. ومن هنا ظهر انهم بطن مستقلة وعرف طريف اتصالهم. وهذا جاء مؤيداً للمحفوظ الذي اتفقت كلمة المؤرخين عليه من أنهم من طييء، وتبين أنه اسم جد ... ان شمر من طييء وبالاتفاق مع بعض القحطانية أزاحوا طيئاً وزبيداً وحلوا محلهم.. واشتهرت تسميتهم بشمر وتغلبت على القحطانية، والكل الآن لا يفرق بينهم ويعدون من شمر، إلا أن القحطاني منهم معروف. هذا مع العلم بأن التسمية بشمر كانت شائعة عند العرب فلم يبق مجال أن يقال أنه ناشيء عن الايعاز فهم بطن من طييء، وعرفت مكانتهم بين البطون المذكورة سابقاً ... 2 - بيت الرياسة (الجرباء - آل محمد) كانت الرياسة ولا تزال في (آل الجرباء) وهم (آل محمد) من طييء قطعاً. ولم تفقد منهم الرياسة ولم تتحول إلى اليوم. أما امارة ابن رشيد فانها لم تؤثر على سلطتهم، وإنما كانت امارة ابن رشيد صولة وسطوة واسعة، لم ينالوها في سالف أيامهم وكانت وقتية ولأمد، وبانقراض آل الرشيد استمرت الرياسة في آل محمد ودامت فيهم. وسنوضح امارة الرشيد في موطنها. والجرباء نبز وصل إليهم من أمهم، والعرب لا يزالون يتنابزون بأمثال هذه يقال أنها أصابها (مرض جلدي) فتركها أهلها ورحلوا إلى موطن آخر ثم تعافت فلزمها هذا الاسم. ومن عادة البدوان يتركوا المصاب بالجدري وما ماثله ويرحلوا عنه حتى يبرأ أو يموت تخلصاً من عدواه ويراقبونه من بعيد ويضعون له ما يحتاج من أكل وشرب. وقبيلة أمهم على ما هو معروف، محفوظة وهي من الفضول من طييء (من بني لام) . ومن القبائل القديمة التي سميت باسم أمها حندف، وبجيلة، وقبائل عديدة ... وهذه التسمية أما لغرابة في الاسم، أو لنبز كما تقدم. وستمر بنا أمثلتها الكثيرة. وقد اتخذ هذه التسميات بعض أعداء العرب وسيلة للطعن بالأنساب ومن لاحظ تكوّن الأفخاذ، فالعشائر، والعمائر، والقبائل، وحدوث النبز لأدنى علاقة وسبب.. قطع لا وجود للأمومة (الطوتمية) عند العرب ... ولا أثر لها في مدوّناتهم، وإذا كان هناك شيء قبل التاريخ لم نشاهد بقاياه ...
3 - عمود نسبهم وهذه التسمية قديمة ترجع إلى أميرهم الأول محمد الذي يدعون به فيقال (آل محمد) والجرباء هذه أم سالم بن محمد المذكور وهو المحفوظ أيضاً ولم يقطعوا في صحة تاريخها لقدم العهد وهؤلاء لم يصح ما كان يشيع عنهم بعض العربان أنهم من الشرفاء، أو من البرامكة، فعلقت في أذهان بعضهم ... ونقل ذلك ابن خلدون في تاريخه وكذبه ... فهم من طييء كما قال الحيدري: " وحمائهم من آل محمد من طييء " اه. ويؤيد هذا ما قاله صاحب مطالع السعود (عثمان بن سند) : " وقد سمعته - (بنية) - ينتسب إلى طييء القبيلة المعروفة.. " اه (1) وقد ذكر صاحب (قلب جزيرة العرب (2 " إن الجرباء من قبيلة سنجارة وفرّعها إلى (العامود) و (الجرباء) وبيّن أن من الجرباء آل حريز، والحسنة، والبريج. والمنقول عنهم ان سنجارة قبيلة زوبعية وترجع إلى الحريث من طييء والجرباء من طييء رأساً وأنها من بطونهم القديمة. 3 - عمود نسبهم هم (آل محمد) كما تقدم. ومحمد رأس عمود نسبهم وأقدم من عرف من أجدادهم ممن لا يزال محفوظاً إلى الآن ... ونبدأ في تعريفهم من أحد أجدادهم مجرن بن محسن بن مشعل بن مانع بن سالم بن محمد والملحوظ أن قد ابتلعت بعض الأسماء نظراً لعدم القطع الذي علمته من كثيرين منهم فلم يتمكنوا من الحفظ التام. * * * وفرحان بن صفوق أولاده كثيرون وهم: 1 - عبد العزيز. 2 - شلال. وهؤلاء أولاد درة. 3 - فيصل. 4 - عبد المحسن. 5 - هايس. أولاد السرحة. 6 - ثويني. 7 - العاصي. 8 - مجول. أولاد جزعة. 9 - جار الله. 10 - مطلك. ويقال له ابن العيط من زوجته بنت نوير العيط. 11 - الحميدي. 12 - زيد. 13 - أحمد. ويقال لهم الباشات (أولاد الجرجرية) . 14 - ميزر. 15 - سلطان وهذا ابن بهيمة بنت ابن جشعم ويقال له ابن الجشعمية. من هؤلاء فيصل والحميدي وأحمد وزيد لا يزالون في قيد الحياة. وان عبد العزيز ترك عجيل الياور وهو (أمير شمر) اليوم وشيخ مشايخهم. وهؤلاء نقول فيهم ما تيسرت لنا معرفته: 1 - محمد وهو الجد الأعلى الذي تسمت به فرقة الرؤساء فيقال لهم (آل محمد) . ويقال أنهم كانوا سبعة من الأخوة أحدهم (الصديد) وهو جد (الصديد) . وآخر هو جد البريج من الخرصة. والباقون ماتوا بلا عقب. ومن هذا يعلم أن (آل محمد) أو من يمتون إلى جد واحد هم هؤلاء. 2 - سالم وهذا هو المعنيّ بقول شاعرهم: من دور سالم والشريف محنّا للجاسي ليان حنّا جما غش العراك نلحكك على طول الزمان ومن هذا البيت يستدل البعض على أنهم من الشرفاء. والظاهر أنه يشير إلى وقعة جرت لسالم مع الشريف المعاصر له، لا باعتباره جداً لهم. وهذا القول للعاصي يقصد أننا من زمن سالم لم ينل مراسنا للقاسي الصعب المراس. وإنما نحن كحشرة العراق ويريدون بها (الأزريجي (1 " نصل إلى غرضنا على طول الزمن وبلا استعجال. هذه الحشرة تقتل الابل على طول الزمن. يقول أننا ننتصر على عدوّنا ولو بعد حين فلا ينجو منا. وهذه حالتنا من زمن سالم. وقرن به الشريف للاشارة إلى وقعة كانت معروفة. والحق أن هذه الاناة والتوأدة أوضح صفة فيهم. 3 - مانع. 4 - مشعل وهذا يمتون إليه بالنسب الأقرب فيقال لهم آل مشعل. ونخوتهم الأخيرة نشأت من زمنه وهي (حرشة وأنا ابن مشعل) ويقول قائلهم: مرد على سرد من أولاد مزيد ... حماة الدار لياجاه البلا من ضديده اليجمع الوكرين بيوكر واحد ... العين توّه تهنّت بي رجيدة تصافوا الصيداد هم وآل مشعل ... وتبشرت النوك بأيام عيده يقول شبان من أولاد مزيد على خيل سرد يحمون ديارهم إذا جاءها البلاء من عدوهم. وهؤلاء يجمعون بينهم وبين أقاربهم فيخشى الأعداء سطوتهم وتهاب بطشهم وينامون في رقدة هنيئة من جراء اتفاق آل صديد وآل مشعل فتبشرت النوق بأيام عيدها. وآل مشعل هم آل محمد والصيداد آل صديد وهم من آل محمد، أو كما قلت سابقاً من اخوة آل محمد رؤساء الصايح على اختلاف في ذلك ويجمعهم مزيد وهو جد أعلى. 5 - محسن. 6 - مجرن. 7 - الجعيري. 8 - الحميدي
9 - مطلق وهو والد فارس الجربا. ويعرف ب (الأمسح) لأنه ولد وعينه مسحاء فلم يظهر لها أثر. ويعد من مشاهير شيوخ آل محمد. وقد ترك أولاده ذكراً ذائعاً وهم مطلق وفارس ومن يليهم. وهم ألصق بنا وحوادثهم قريبة منا ولا تزال ترددها التواريخ أو تتناقلها الألسن. ومن أولاد الحميدي (عمرو) ومنه آل عمرو وأخو فارس ... ولا يزال فرعهم معروفاً.. 9 - مطلق يعرف ب (أخو جوزة) وهذا أراد مهادنة الامام ابن سعود (1) ولكن ابنه مسلطاً لم يرضخ لمطالب الامام من زكاة وقص الشعاف (شعر الرأس) وما ماثل. فشوق اباه على القيام في وجه ابن سعود فحاربه. وهذه مبادئ نزوحهم الى أنحاء العراق ومن بواعث الميل اليه. وأساساً كانت حكومة العراق أيام المماليك تحرق الارم على الأمير ابن سعود وترغب كثيراً في جلب عشائره لجانبها لتكون أعرف بما عنده ... وقد حكى عثمان بن سند (1) حادثة له مع ابن سعود قال: " وأغار في سنة 1212هـ - 1798م سعود بن عبد العزيز بن محمد السعود على بادية العراق وكان مطلق ابن محمد (2) الجرباء نازلاً في بادية العراق. فلما صبحهم سعود فر منهم من فر وثبت من ثبت. فممن ثبت وقاتل جيش سعود مطلق جرباء فكّر على الفرسان مرة بعد أخرى. فكلما كرّ على كتيبة هزمها فحاد عن مطاعنته الشجعان. فعثرت فرسه في شاة فسقط من ظهر فرسه فقتل.. وكان قتله عند سعود من أعظم الفتوح إلا أنه ودّ أسره دون قتله. هذا. ومطلق من كرام العرب، عريق النجار، شريف النسب، من الشجعان والفرسان الذين لا يمتري بشجاعتهم إنسان. له مواقف يشهد له فيها السنان والقاضب ووقائع اعترف له بالبسالة فيها العدو والصاحب. وأما كرمه فهو البحر حدث عنه ولا حرج. وأما أخلاقه فألطف من الشمول وأذكى من الخزامى في الارج وأما بيته فكعبة المحتاجين وركن الملتمسين ... (إلى أن قال) : يا بحر لا تفخر بمدك واقصر ... عن أن تضارع حاتمياً شمري ما حل في كفيه مقسوم على ... كل الأنام غنيهم والمعسر ما ثم مأثرة سمت الاروى ... مرفوعها عنه لسان الاعصر ففناؤه مأوى طريد خائف ... وحباؤه مغن لضيف معسر انتهى ما قاله صاحب المطالع. وأصل هذه الوقعة ان الحكومة العثمانية كانت تلح بازعاج لمحاربة ابن سعود والقضاء على غائلته، فقد كانت تعهدها من أكبر الغوائل في نظرها ... فجهزت ثويني شيخ المنتفق قبل هذه الوقعة بسنة (سنة 1211هـ - 1797م) . خصوصاً بعد ان استولى ابن سعود على الاحساء وفر من وجهه آل عريعر أمراء بني خالد بقبائلهم ملتجئين الى العراق فاغتنم القوم هذه الفرصة ... فلم ينجح بها ثويني وانتصر ابن سعود عليهم وقتل ثويني. فكان ذلك داعية الهجوم على العراق وذلك انه في رمضان هذه السنة (سنة1212هـ - 1798م) سار سعود ابن عبد العزيز آل سعود بجيشه وعشائره وأغار على انحاء المنتفق (سوق الشيوخ) فصبح القرية المعروفة ب (أم العباس) وقتل منها كثيرين ... وكان الشيخ حمود في البادية فلم يدركه وعاد إلى أطراف نجد، ثم عطف وأغار في سنته على تلك البادية وقصد جهة السماوة وقد علم ان العربان الكثيرة مجتمعة في الأبيض الماء المعروف قرب السماوة فأغار عليها. وبين هذه شمر والضفير وآل بعيج والزقاريط وغيرهم ... فكانت الوقعة التي قتل فيها مطلق الجرباء. والتفصيل في تاريخ العراق ... وله أيام منها يوم العدوة: وهذا ماء معروف وهو مزرع لشمر قرب بلد حائل وكان - كما قال الشيخ عثمان بن بشر - قد نهض سعود (سنة 1205هـ - 1791م) الى قبائل مطير وقبائل شمر ولستنفر أهل نجد وقصدهم في تلك الناحية فوقع قتال شديد فانهزمت تلك القبائل وقتل منهم قتلى كثيرة وحصل قوم سعود على غنائم كثيرة ... ثم أعادوا الكرة على جموع سعود وكان مقدمهم مسلط بن مطلق الجرباء وكان قد نذر أن يجشم فرسه صيوان سعود فاراد أن يتم نذره فقتل ... والتفصيل في عنوان المجد. (1) وقال ابن سند: " العدوة: لسعود بن عبد العزيز عليه (على مطلق) . وفي ذلك اليوم قتل ابنه مسلط. وكان شجاعاً ... طاعن ذلك اليوم حتى كف كل رعيل، وقرى كل ذابل وصقيل.. وأما مطلق فإنه في ذلك اليوم هزم الكتائب وأروى من دم الفرسان كل سنان وقاضب: قوم إذا حربوا فآساد الشرى ... وإذا هم أعطوا فابحر جود
10 - مسلط) 1 ( | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:09 pm | |
| يا عين إن ماتوا فقد مات الندى ... فعليهم حزناً بدمعك جودي خاضوا الوغى بصوارم وشياظم ... قب البطون تؤم جيش سعود فتفرقت منه الكمأة كأنهم ... نقد (2) نوافر من زئير أسود لاقاهم الأسد الضبارم مطلق ... فتلقوا بشليل قعود فلما ضاقت على سعود الأوهاد والنجود، خان ابن هذّال (3) فلم يكن لمطلق مجال فنكص على العقب ... ونجا هو وبنو عمه فاناخ رحاله في بادية العراق الى أن اخضر عيشه وراق. " اه (4) وهذه الوقعة تعين تاريخ نزوحهم الى العراق (سنة 1205هـ - 1791م) ثم سار مطلق من العراق الى سورية وتوجه مع أحمد باشا الجزار الى الحج فرجع الى العراق وبقي في بادية العراق وله السلطة الكبيرة والنفوذ العظيم. ولما قتل رثاه ابن سند في قصيدة طويلة ... والى المترجم ينسب آل (مطلك) " مطلق " ... ومنهم الآن سطام بن سميط بن سلطان بن فهد بن مطلك بن الحميدي ... ؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ 10؟ - مسلط (1) هو ابن مطلق ويلقب بالمحشوش أي الغضوب. وهو شجاع مشهور بالبسالة وتفوق على كثير من القبائل كقبيلة بني خالد وكان رئيسهم ابن حميد آل عريعر وكان قد قال لابن حميد (ولد حمرة حزك) أي انهم يلتمسون الحسن والجمال دون عراقة النسب وطيب الأرومة. وكان قد أبرز لهم أمه وكانت بادية الأنياب مهولة المنظر فقال ان ابي التمس مثل هذه لتلد مثلي. ومما يحكى عنه ان أمه كانت تخشى بطشه فتحذره. من ذلك انه سألها يوماً أي أشجع، هو أو أبوه؟ فلم تجبه فلما ألحّ عليها قالت له كل منكما شجاع وبعد الالحاح الزائد ذكرت ان أباه أشجع فضربها ضربة كادت تطير بأم رأسها. وكان قد تحارب أبوه مطلق مع إحدى القبائل فقتل له ولدان فحملهما على بعير ومع هذا لم يبال واتصل بأمهما في ذلك اليوم فولدت مسلطاً هذا فصار من تلك العلقة وشاعت أخباره ... وهو مشهور بالكرم. أجرى السمن سواقي وصار يأكله الضيوف مع التمر وقد شاهد كرمه الأعداء والأقارب ... توفي قبل أبيه كما أشير الى ذلك فيما مر. ويحكى عنه أنه حينما قوى أمر ابن سعود وأمر بجز الشعاف وتأدية الزكاة امتنع أن يتكلم مع أحد وصار يراقب على رجم (تل) يبقى فيه طول النهار وقسماً من الليل فحسبوا أنه عاشق أو مختل العقل فأرسل إليه أبوه أن يأتيه ويطيع أوامر ابن سعود فأبى وضرب عبد ابن سعود. فأدمى جبينه. وحينئذ غضب الأب وتناول سيفه وتقدم إليه قاصداً قتله فقال مسلط: نطيت راسي مشمخرات العراجيب ... الرحم الطويل النايف المجلح الزي ونيت ونه ما تهجع بها الذيب ... وأوجس ضلوعي من ضميري تنز اشجي لاخو جوزة (1) ستر الرعابيب ... الحر عند دار المذلة (2) ينز ليصار ماناتي سواة الجلاليب (3) ... وكلايع بايماننا نبزي (4) يريد اعتليت عراقيب عالية وهناك ترى انيني لا يهجع له ذئب ويكاد قلبي يلتهب لها ... أشكو لابي صيانه عرضي، والحر لا يرضى بدار الذل والاهانة ... ولو منعنا من الغزو، فلا نستطيع ان تكون غنائمنا في تصرفنا.. فما حياتنا حينئذ وما عيشتنا ... ! وحينئذ أدرك الأب مرامي ولده فاجابه: اصبر تصبرّ واجمع الخبث للطيب ... وهذي حياة كل ابوها تلز (5) أخاف من كوم روسها جاليعابيب ... وسيف على غير المفاصل يحز يقول لابنه ناصحاً له اصبر وتأن في الأمور، واجمع خبثك الى طيبك، والحياة هذا شأنها، والسياسة ضرورية. وإنما أنا خائف من هؤلاء القوم فيها، وأخشى أن تحز سيوفهم غير المفاصل ... !! والمغزى ظاهر، والنصح بيّن ولكن ابنه أبى أن يقيم في دار زعمها دار هو ان له ولم يفكر بابعد من هذا.. فكانت هذه الوقعة على ما يحكى - منشأ الحروب فيما بينهم وبين ابن السعود ... وقد قيل بعض الشعر في ابن السعود وفيه بعض التهجمات تجاه تبدل الحالة الغير المألوفة مما حفظه قصاد شمر وكثير من أفرادهم ...
11 - عمرو بن الحميدي إلا أن هذه كانت أوقات نزاع وحرب وفي مثلها تظهر الخصومات في الشعر والكلام فضلاً عن الأفعال وامتشاق السيف وهز الرماح.. ولكنها لا تلبث أن تزول، فلا تقلل من فضل آل السعود وخدماتهم الجلي لتوحيد القبائل العربية وجمع شمل البدو واتفاق الكلمة مما دعى الى تمكنها في جزيرة العرب واخلاصها العظيم في حماية العقيدة. قتل مسلط سنة 1205هـ - 1791م كما ذكر اعلاه.. 11 - عمرو بن الحميدي واليه تنسب الفرقة المعروفة ب (آل عمرو) ولا تزال قائمة برأسها. 12 - شلاش بن عمرو وهذا معلوم عنه الكرم. ويقال له (تل اللحم) اشارة الى ما يقدمه الى الضيوف. قتل قرب هور عقرقوف، في محل يقال له (ابو ثوب) وقبره هناك. 13 - فارس آل محمد جاء هذا ومطلق وسائر اقاربهم وأهليهم الى أرياف العراق، فرحبت الحكومة بهم. ووقائع شمر في العراق تبتديء في الحقيقة من فارس هذا. وفي زمنه استقرت قدم شمر ونال فارس شهرة فائقة. وكان النفوذ في بغداد لآل الشاوي وقبيلة العبيد التزمت الحكومة فاعتزت بها ... والمحفوظ عن بعضهم ان ابراهيم بك (1) ابن عبد الجليل بك هو الذي جاء بفارس الى العراق لمصلحة عداء ابن سعود، ولسحق العشائر وما ماثل. والصحيح ما قدمنا، وان ابراهيم بك ينتسب الى شمر من (الجعفر) الذين منهم آل الرشيد. وبسبب هذا الرئيس اعني فارساً خضدت شوكة قبيلة العبيد نوعاً بل كادت تمحى لولا أن يتوالى نبوغ رجال مشاهير من آل شاوي يساعدون قبيلتهم العبيد في حين ان هؤلاء البدو لا ناصر لهم غير قوة ساعدهم وتمرّنهم على الحروب والذكاء الفطري في معرفة الوضع السياسي للحكومة فاستغلوا الحالة عن معرفة وخبرة فنالوا مكانتهم الممتازة لدى ولاة بغداد. وكانت الحكومة ترغب في إمالة قبيلة عظيمة مثل هذه اليها واستخدامها على العبيد والقبائل الأخرى وكانت تخشى بطشهم وترهب سطوتهم.. وهي أيضاً في حاجة لمعرفة ما يجري في جزيرة العرب وهذا ما كانت تنويه في بادئ الأمر ثم التفتت الى الأوضاع الأخرى في حينها ... أو أنها نظرت للأمرين معاً. وكل آمالها مصروفة الى محو البعض بالبعض تأميناً لحاكميتها وتأييداً لسلطتها وقهرها للأهلين. ولذا قامت بعد ذلك بوقائع تؤكد نواياها وتبين وضعها وسائر مطالبها وأغراضها نحو الأهلين. (2) وأول ما رأته الحكومة من فارس الجرباء - عدا ما ذكر - وهو ما حدث سنة 1213هـ - 1798م زمن الوالي سليمان باشا الكبير فانها أرادت الوقيعة بابن سعود فجمعت كل ما استطاعته من قوة عشائرية وعسكرية فكان فارس الجرباء بعشائره وكذا شيخ المنتفق بمن معه من قبائل ومحمد بك الشاوي وجماعات كثيرة جعلهم الوزير تحت قيادة علي باشا الكتخدا. إلا ان هذا لم يكن عارفاً بالأمور الحربية ولم يسمع نصائح اكابر رجاله من رؤساء القبائل المتمرنين على حرب أمثال هذه خصوصاً الجرباء. وفي هذه الوقعة لم يسجل التاريخ سوى غارة على قبيلة السُبيع (1) فغنم منهم ابلاً وشاءاً. وفي هذه الغارة كان فارس وابن أخيه بُنَيّة بن قُرينس غنموا ما غنموا وقتلوا من قتلوا من قبيلة السبيع وعادوا ولكن الكتخدا خذل في هذه الحروب وخسرت الحكومة خسائر فادحة لا تقدر ولولا العشائر معه لدمّر شر تدمير. فانتهت بالصلح الظاهر والمغلوبية الحقيقية التامة ... (2) وقد أوضحت هذه في موطنها من تاريخ العراق. وفي عام 1216هـ - 1801م أغارت سرايا من أهل نجد على العراق فأرسل الكتخدا علي باشا لمقاتلتهم محمد بك الشاوي وفارس الجرباء ومعهما عسكر الوزير فوجدوا القوم قد تحصنوا بالرواحل وشمروا عن ساق الحرب بالبنادق والمناصل فأحجم من أرسله الكتخدا ورأوا ذلك أحمد فرجعوا إلى شفاثى (عين التمر) كارهين النزال فأنّبهم ابن سند في تاريخه بقوله: رأوا البيض مصلتات فظنوا ... أنها أنؤر بليل تشب فانثنوا يهرعون عنها فهلا ... وردوها وبالشياظم خبوا انكوصاً عن أن تراق نفوس ... بسيوف على الرؤوس تصب
14 - قرينص هذا ولم يعلم ابن سند ان المخاطرة بلا أمل نصرة شطط وكان الجيش منهوك القوى فصادف على حين غرة أناساً مستريحين وقد عقلوا ابلهم وصاروا ينتظرون الحرب بهدوء وراحة فكف الجيش عن قتالهم ومال إلى جانب للأسباب المذكورة ولأحوال حربية ... والظاهر أنهم أرادوا أن يسحبوا عدوّهم بحيلة حربية فيعقبوا أثرهم فلم يحصل مطلوبهم ولم يفلحوا. فانقضت الوقعة بسلام ... ولم يقف فارس الجرباء وقومه عند هذا الحد بل ازداد نفوذهم فإنهم أزاحوا العبيد وغيرهم وتمكنوا في مواطنهم، جاءوا بين النهرين - الجزيرة - في باديء الأمر بقصد أن يردوا المواطن وبعد ذلك جاءهم فارس بقوم كثيرين فوقعت بعض الحروب المؤلمة ... ومما تناقلته الألسن أنه حين ورود فارس الجزيرة دعا رؤساء القبائل المجاورة وقدم لهم منسفاً كبيراً جداً (جفنة) فيه الطعام الكثير وفي أطرافه سكاكين مربوطة بأمراس لقطع اللحوم، فاستعظموا ما رأوا وحسبوا الحساب لما وراءه وكان بين المدعوين رؤساء العبيد والجبور. وإن رئيس قبائل الجبور أبى أن يأكل بحجة أنه صائم لئلا يمنعه الملح والزاد من أن يوقع بهذا الرئيس أو يغدر به وشاور أصحابه فيما أضمر له في أن يقتلوه فيأمنوا شره قبل أن يتوارد إليه قومه ويعظم أمرهم. فلم يوافقه سائر الرؤساء لأنه نزيل ولأنه لم يأت محارباً فاضطر إلى العدول عن رأيه ... ومن ثم تواردت شمر حتى عظم أمرها، واحتلت الجزيرة، فدفعت هذه القبائل إلى أنحاء مختلفة، فمالت قبيلة العبيد إلى الحويجة، وأزاحت البيات إلى أماكنهم الحالية. وهكذا جرى على الجبور فتفرقوا ... وفي هذه كان الايعاز من الحكومة فأغرت على هذه القبيلة، وقد صور ابن سند مكانة فارس آنئذ فقال: " كانت لفارس وابن أخيه بنية أيام الوزير علي باشا أبهة عظيمة وصدارة " اه. (1) فتقلص ظل العبيد وكاد يمحى فعبروا إلى الحويجة. ولا يزالون بها إلى الآن وان رؤساء القبيلتين يذكرون هذه الوقائع التي ولدتها السياسة واستغلت القدرة من احد الجانبين للوقيعة بالآخر. وما ذلك إلا نكاية بآل الشاوي. ولكن الحكومة لم تر من شمر النتائج التي كانت تأملها فرأتهم أصعب مراساً ولم يكونوا تابعين لكل أمر.. وكانت وقيعة الوالي علي باشا بمحمد وعبد العزيز آل الشاوي حدثت في أوائل حكومته، كان قد ذهب بنفسه إلى سنجار. وبعد أن رحل غضب عليهما فخنقهما سنة 1218هـ - 1803م وحينئذ قدم فارس الجرباء وابن اخيه بنية المذكورين فمحا بيت الشاوي وناصر رؤساء (شمر) . (2) ومن هؤلاء فرع لا يزال معروفاً ب (آل فارس) . ومنهم مجول بن محمد الفارس ... 14 - قُرينص ويلفظ كرينص كما هو عادة تلفظ البدو والحضر. وقد ضبطه ابن سند بضم القاف وفتح الراء فياء ساكنة فنون مكسورة فصاد ولم يذكر له من الوقائع شيئاً مهماً. 15 - بنية. هذا هو ابن قرينص. ويقال له الأشمل أي أنه يزاول أعماله وحوبه بيده اليسرى (شماله) ويقال لفرسه (الجنيدية) نوع من الخيل معروفة وضبطه ابن سند بضم الموحدة وفتح النون وتشديد الياء ويليها هاء التأنيث. من فرسان العرب وكرمائهم كانت له كعمّه فارس أيام الوزير علي باشا أبهة عظيمة وصدارة. أما كرمه فهو الغيث بل البحر الخضم. وأما منع الجار.. فهو منه في الذروة والناس إنما يحذون حذوه.. وأما النسب فهو من بيوتات العرب: تنميه للشرف العالي بنو ثعل (1) ... أسد الشرى وسراة القادة الأول النازلون من البيداء فوق ربا ... والشائدون بيوت العز بالأسل الناحر وجزر الأضياف نحرهم ... أسد العرين بما سلوا من النصل والمانعو الجار بالأسياف لامعة ... بين الخميسين والعسالة الذبل
16 - صفوق) 1 ( وبنية هذا عبر من الجزيرة لغربي الفرات عندما تولى وزارة بغداد سعيد باشا لما بين عمه فارس وآل العبيد من الضغائن لاسيما اميرهم قاسم بن محمد الشاوي. وقد كان سعيد باشا ولي زمام اموره لقاسم فلما بين فارس وقاسم المذكور لم يستقر بنية في الجزيرة فنزل بعشيرته على خزاعة في سنة 1231هـ - 1816م ليكتال ومن ثم حدثت المعركة التالية وذلك: ان شيخ الرولة من عنزة المعروف بالدريعي أرسل الى حمود بن ثامر شيخ المنتفق فاستنفره فنفر بفرسان عشيرته لمساعدة الدريعي لما بينهما من الائتلاف. وكذلك خرج عسكر الوزير سعيد باشا وهم عقيل وكبيرهم قاسم الشاوي فقامت الحرب على ساق وقائد شمر بنية وهذا ما كر على جناح أو قلب إلا هزمه حتى تحامته الفرسان فقدر الله عليه في بعض كراته أن أصابته رمية بندقية فخر من صهوة فرسه قتيلاً. (1) ثم قال صاحب المطلع أيضاً: ولما لبنية من المكارم والشجاعة وارتفاع الصيط وللمودة بيني وبينه رثيته ارتجالا ... (2) وذكر قصيدة طويلة مطلعها: قضى فلدمعي في الخدود سفوح ... هزبر عليه المشرفي ينوح أغر كريم النسبتين من الأولى ... فخارهم كالنيرين يلوح وجاء في عنوان المجد في تاريخ نجد أنه كان لحقه فارسان فلما أحس بهم أو أنهم دعوه للمبارزة جذب عنان جواده جذبة منكرة ليجرفه عليهم فرفعت الفرس رأسها ويديها وسقطت على ظهرها إلى الأرض وهو فوقها فصار تحت السرج والفرس فوقه فأدرك وقتل (3) . وكان عمه فارس معه في هذه الوقعة. وأما أثر قتلته هذه فكان كبيراً وله وقع في نفوسهم. ومما قاله ابن عجاج في وقعة المنتفق هذه مقابل انتصارهم الأول على آل الشاوي يخاطب شيخ المنتفق ويذمه على افتخاره في قتلة بنية. وكان هارباً من آل محمد ونزيلاً عند المنتفق. ينقلون أنه قال: خذلت شيخ دوم يخذلك ... وعطيت له حبل الشرك وثم كفيت تسعين راس من كومك غدت لك ... وشعاد يا خصّاي الدياج سويت يرمي البدوي قبائل المنتفق في خصي الديكة وهذا ما يتهمهم به ويعده أمراً معيباً ... ويقول خذلت شيخاً كان يخذلك دوماً وقد قتل تسعين من قومك فماذا فعلت ... ؟! وعلى كل حال كانت وقائعه مشهورة. ولكن نهضة آل الشاوي للمرة الثانية مما ضعفت من عزمه فتألب القوم عليه وحارب حتى قتل بمناصرة من الحكومة والمنتفق وعنزة.. وإن عمه كان ولا يزال حياً ومعه في هذه الوقعة.. وقد مضت مدة حتى استعادوا مكانتهم أيام داود باشا وبهم استعانت الحكومة وبغيرهم من العشائر على حرب العجم في أيام الشيخ صفوق (صفوك) ابن فارس وهذه المغلوبية التي أصابت بنية لم تؤثر على قبائل شمر وإنما هي حرب مبارزة ولم تكن حرباً حاسمة.. 16 - صفوق (1) وهذا أشهر من نار على علم وقد لقبته الحكومة بلقب (سلطان البر) سنة 1249هـ - (1835م) (2) ، خلف بنية ابن عمه في مكانته ونال حظوة لدى الحكومة ايام داود باشا الوزير. هذا وتكاثرت المدونات في أيامه أو أن الذي وصلنا أكثر لقرب العهد. ويمتاز بالممارسة على الحروب أكثر ممن سبقه، وتدابيره في سوق الجيش مهمة. ولا ينكر لأمثال هؤلاء أن ينبغوا في أمر الحروب وقد ذاقوا حلوها ومرّها ونالوا منها الامرّين واعتادوها. فالفطرة السليمة، وعيشة البادية، والرياسة، والتمرن الزائد في أمر الحروب، والذكاء المفرط، مما يعوض نوعاً عن التجارب الفنية خصوصاً إذا كانت ترافقه رباطة جأش، وصبر على المكاره، وانتباه قد يحصل ببضع وقائع محفوظة مع الحالة العملية، فيعوض عن دراسات عديدة، وقضاياهم لا تحتاج الى ما يحتاج اليه في الحروب المنظمة ... وإذا كان المرء مشبوعاً بحب الحروب ومائلاً إليها بكليته، وبيئته مساعدة للقيام بأمرها دائماً، أو مراعاة ما يعوض عنها من مطاردة الصيد أيام السلم، فهناك حدّث عن الشجاعة، وعن الخطط الحربية، والتدابير الصائبة ولا حرج. ولو دوّنت وقائعهم التي يقصونها، والوسائل التي يتخذونها لتنفيذ خططهم لهال الامر أو لحصل الاذعان في الكفاءة لهم والمقدرة. ومن المؤسف أن تصرف الهمم لأمثال هذه الأمور في غزو بعضهم البعض وكل واحد نراه ماهراً فيما زاوله. والخطر والصعوبة في أن ينال الواحد من الآخر حظه ...
1 - يوم بصالة. وهو يوم انتصر فيه شمر على عنزة سنة ومترجمنا هذا يعد في طليعة شجعان العرب وأكابر قوادهم ولو وجد له تربة صالحة وبيئة مناسبة لظهر أعظم. وقعته مع العجم: وقد قال صاحب المطالع في حوادث سنة 1238هـ - 1823م عن وقعة العجم التي حدثت سنة 1237هـ - 1822م: " أخبرني ثقات عدة أن صفوقاً غزا ابن الشاه وعبر ديالى بفوارس من عشيرته الى ان كان من عسكر ابن الشاه بمرأى فركب فرسان العسكر لما رأوه وكرّوا عليه فاستطردهم حتى عبروا ديالى وبعدوا عنها فعطف هو ومن معه من عشيرته ومن الروم عليهم فادبرت فرسان العجم وقفاهم فوارس شمر وقتلوا منهم من ادركوا وأتوا بخيلهم وسلبهم ... وأخبرني غير واحد أن هذه غير الأولى التي ذكرها المؤرخ التركي. " اه. (1) والمحفوظ في هذه الوقعة انها كانت بالاشتراك مع قبيلة العزة وأنهم أبلوا فيها البلاء العظيم فتكاتفوا على عدوهم وعولوا على أنفسهم ولا ناصر لهم من جيش الروم (الترك العثمانيين) واذا كان معهم من عقيل بعض افراد فلا تعطف لهم أهمية ... وشمر هؤلاء في حروبهم يهارشون المقابل ويطمعونه في النصرة دون غلبة قطعية حتى يأتوا إلى مجال الطراد وموطن العطفة - كما عبر ابن سند - فيعودوا الكرة على عدوّهم. ولذا يسمون أهل (العادة) وهكذا فعل صفوق في ترتيب خطته ونجاحها وهم أكثر تعوداً لها وأساساً من صغره يزاولها. وتفصيل الوقعة في تاريخ العراق بين احتلالين. وقد مدح ابن سند وقعته هذه مع العجم ومؤازرته للوزير وبيّن أنه كان قائد الجيش ومعه العشائر حتى قال: " ولما نصر صفوق هذا الوزير ... أقطعه عانة وما يتبعها من القرى فنال منزلته عند الوزير فعادى أعداءه ووالى أوليائه ... وأما كرم صفوق فمما سارت به الأمثال وأقرت به الأمثال ... " اه (2) ولصفوق هذا مع قبائل عنزة وقائع أشهرها: 1 - يوم بصّالة. وهو يوم انتصر فيه شمر على عنزة سنة 1238هـ - 1823م ... 2 - في السنة التالية انتصرت عنزة عليهم وهي عام 1239هـ - 1824م. وفي هذه الوقعة الأخيرة انكسرت شمر فشد الوزير عضد كبيرهم صفوق ... كذا قال ابن سند. ولا محل للتفصيل هنا. وعلى كل حال ان كسرة شمر هذه المرة لم تكن القاضية وإنما هي على عادة العرب في قولهم (الحرب سجال) . ولذا لم تتركهم الحكومة وإنما أخذت بيدهم فاستعادوا مكانتهم الأولى فقاموا بمهماتهم الحربية مع العشائر المناوأة. وكان للحكومة من العشائر ما هم بمنزلة جيش متأهب للطوارئ وحاضر للكفاح والاستنفار ... وحوادث صفوق الأخرى من هذا النوع. ومنها ما يتعلق بالقبائل الشمرية ولكن حادثة سنة 1249هـ - 1833م تدل على انه بقى على ولاء داود باشا الوزير وكره حكومة علي رضا باشا اللاز فلم يذعن له. وذلك ان والي الموصل يحيى باشا كان أيضاً على رأي الشيخ صفوق الفارس وكانت بينهما مراسلات. حث صفوقاً على القيام فناوأ الحكومة وتمكن من قطع الطريق بين بغداد والموصل وصار يتجول بين النهرين فجمع قوة كبرى وجاء إلى قرب الامام موسى الكاظم فحارب علي رضا باشا الوالي وجيش الحكومة وأمله كبير في أن ينكل بالقوة التي أمامه ويستولي على بغداد فكان لهذا الحادث وقع عظيم في نفس الحكومة ... وفي نتيجة هذه الحرب اضطر الشيخ صفوق على الانسحاب وترك الأثقال ... (1) ولما أطلعت الحكومة على نوايا والي الموصل عزلته وعينت مكانه سعيد باشا الوالي السابق وكان في بغداد. (2) إن الحكومة بعد وقعة صفوق هذه مع علي رضا باشا اللاز قد احتالت فقبضت عليه وأبعدته الى الأستانة ومعه ابنه فرحان باشا وكان صغيراً تعلم التركية خلال بقاء والده هناك. وكانت المدة التي قضاها ثلاث سنوات.
ومن غريب ما يحكى عنه أنه جاء إلى السلطان بتوسط الشريف عبد المطلب فدخل عليه وعندئذ صار ينظر يميناً وشمالاً. وهذا ما دعا ان يغضب عليه السلطان مرة أخرى ويطرده من عنده ولم يدر السبب في حين انه كان يأمل أن يكرمه. ذلك لما رآه السلطان منه من سوء الأدب ... هكذا كان يظن السلطان فيه ولم يدر انه بدوي، وأمثاله لا يعرفون مراسم التشريفات.. والحكومة أساساً لا تعرف تقاليد العرب وعاداتها فلا يستغرب من السلطان ان يعتقد فيه ما اعتقد وهو بعيد عن البداوة، ولم يتعود التجول، ولا السياحات الوطنية على الأقل ... ولا بيده من كتب العشائر ما يبصره باوضاعهم ... وقد رأينا من المغفور له الملك فيصل صبراً عظيماً من جفاء العشائر وخشونتها وهو يسمع جميع هوساتها ... ويتلقاها بكل سعة صدر وارتياح، لانه عارف بهم وبضروب طباعهم واحوالهم. ثم انه توسط له الشريف مرة ثانية في الدخول فوافق السلطان. ولكنه حينما جاء الى الصدر الاعظم صار يوصيه بمراعاة المراسم اللائقة وان لا يرفع بصره ولا يلتفت الى جهاته ... فقال لا ادخل، ولا فائدة لي من ذلك الدخول وحينئذ ارجح البقاء لأني سوف أذهب الى قبائلي واحدثهم اني رأيت السلطان وشاهدت بلاطه وما فيه من كذا وكذا ... ولو قلت لهم اني خرجت كما دخلت فلم أنظر شيئاً فحينئذ لا يصدقونني بل يكذبونني وقالوا لا نصدق انك دخلت.. فاوصل خبر ذلك الى السلطان فاستانس بما قصه. وسمح له ان يدخل واذن السلطان له بمشاهدته وان يتفرج على الأماكن الأخرى والنظارات (الوزارات) وكل المباني البديعة، والقصور الفخمة والآثار.. (1) عفا عنه السلطان، واختبر هو الوضع من جهة، ومن أخرى ان قبيلته معتادة الغزو والنهب ولا يمكن تعيين أي السببين قد دعا لقيامه على الحكومة مرة أخرى زمن الوالي نجيب باشا. (2) ويقال في هذه المرة لم تعلن الحكومة مطاردته وانما اتخذت طريق المسالمة والحيلة للقبض عليه وأرسلت اليه رؤساء القبائل المشهورين لتقريبه من الصلح والانقياد والطاعة، فجاءوا به كمطيع، مسالم لها ومنقاد. فلما وصل الى هور عقرقوف وقارب بغداد سلّ محمد بك سيفه عليه وضربه فقتله غدراً وعلى غفلة منه ... وجاء في تاريخ لطفي: محمود بك والصحيح محمد بك ابن محمد بك. مات ابوه وهو في بطن أمه فسمي باسمه، وانه من آل سيد بطال المشهور عند الترك وبيد ابنه حسين فرمان ينطق بذلك فقد كان اولاً باشبوغ في ايام الهايتة، وانه عين الى العونية برتبة ميرالاي عند تأليف العساكر النظامية، وان ختمه كان (بنده صمد السيد محمد) . توفي حوالي سنة 1306هـ - 1889م ودفن في الشيخ معروف وأولاده احمد توفي صغيراً، وعلي توفي بلا عقب، وحسين ولد سنة 1298هـ - 1881م تقريباً ولا يزال حياً ومنه علمت بعض الايضاح عن والده بالوجه المذكور ... وكان محمد بك شاباً حين الوقيعة ومن ثم سمي ب (كنج أغا) لاكتسابه هذا المنصب شاباً. وكان الشيخ صفوق قد قضى أكثر ايامه بالحروب فهو متمرن عليها، ولا يستريح بدونها. وقصصه أشبه بقصص الابطال القدماء وحروبهم، ومجالس شمر لا تخلو في وقت من ذكريات بسالته، والتغني بمآثره ومناقب شجاعته.. واليوم بيت الرياسة العامة على شمر في (آل صفوق) . قيل كان قتل صفوق على يد الأتراك بالوجه المذكور سنة 1840 - 1841م كما جاء في كتاب عشائر سورية وفيه نظر. لأن وقائعه مع علي رضا باشا بعد هذا التاريخ ... كما رأيت ... ومن أولاده: فرحان، وعبد الكريم، وعبد الرزاق وفارس (والد مشعل باشا) . وممن رثاه ردهان بن عنكة قال: ونيت وانا من غفيله ... ونة عجوز وكفت بالمتاريس لكت ولدها غادي مع حليله ... وعكب الطرب بدلت بالهداريس واويل كيل صفوك واطول ويله ... ويل يموّس بسرة الكلب تمويس من غبت عنا يا ابن اخي سبيله ... غاب السعد عن نزلنا والنواميس ونجفل جفيل الصيد ونرتع رتيعه ... وصرنا مثل فرج المواعز بلا تيس
17 - فرحان باشا أنت وانا من غفيلة أنة عجوز وقفت بالمتاريس وقد وجدت ابنها قد ذهب وحليلته معه فابدلوا الطرب بالهلاك. ويلى على قالة صفوق ويا طول ويلي عليه، فاجد سرة قلبي تتقطع تقطيعاً حزناً عليه، وألماً لمصابه ... ولما غبت عنا يا ابن اخي سبيلة ذهب السعد عن ديارنا والذكريات المشرفة، وصرنا نجفل جفلة الصيد ونرتع رتيعه خائفين وجلين، ونحن كقطيع المعز لا رئيس لنا ... ولم نتمكن من ايراد جميع ما قيل فيه من المدح في حياته. فان ذلك يحتاج الى سعة زائدة والى طول اقامة في البادية. وقد كتبنا ما حضرنا من محفوظات البدو وغاية ما يقال فيه انه خلد صيتاً مقروناً بالكرم والشجاعة والعز، واعاد للعرب مجد شجعانهم الأقدمين وطيب اخبارهم. 17 - فرحان باشا هذا ابن صفوق. وكانت وجاهته عند الحكومة رفيعة. ولم يقع له من الحوادث ما يكدر صفو الأمن ولا عرفت منه معارضة للحكومة. وان الحكومة العثمانية انعمت عليه برتبة باشا وكان قد ذهب مع ابيه صفوق مبعداً الى الأستانة كما ذكر. والمعروف عند البدو انه صاحب بخت (حظ) . ويدعو البدو دائماً ببخته فيقال (يا بخت فرحان) . وكانت مشيخته وعلاقته ببغداد. وله راتب منها وهو في خدمتها للأمور المدلهمة ... نعم انه سالم الحكومة. ولذا راعت جانبه ورضيت عنه. وكان يساعد الحكومة اذا كان قريباً منها أو أخوه عبد الكريم اذا كان الحادث قريباً من ارفه ... وقد ترك فرحان باشا اولاداً كثيرين وقد بينّاهم عند ذكر سلسلة بيتهم. 18 - عبد الكريم وهذا ابن الشيخ صفوق. اشتهر اسمه ونال مكانة معروفة وكانت مشيخته في ارفة وله راتب. وهو أخو فرحان باشا. ويعرف (بالشيخ) فالقبيلة تعرف هذا شيخها فسمي أولاده (بالشيوخ) وقد شنق سنة 1868م بعد ان احاق بالموصل خطراً ... وقد اتخذت الحكومة التدابير للوقيعة به بعين ما قامت به في حادث صفوق او قريب منه ... وهذا ترك محمداً، وعبد المحسن، وصفوقاً ولهؤلاء أولاد. ومما قيل في عبد الكريم: عبد الكريم اليارجب يعبوبه ... ليجن رجله عند الكفا عايبه جده من امه من موارث حاتم ... وابوه شيال الحمول النوايبه حامي الرمك معطي الرمك ... له هدة تكثر بها الجنايبه لو يكضب الياكوت ما عيابه ... تلكى الندى بين الحاجبين رايبه يقول: كأن عبد الكريم قد عيبت رجله حينما نراه راكباً جواده، وجده لامه من ذرية حاتم وابوه القائم بالاعباء الثقيلة، حامي الخيل، ومعطي الصواهل، وان هدّته (صولته) تكثر فيها الجنائب (الغنائم) ، ولو امسك على الياقوت لما حرص عليه، وتجد الكرم معتاده ... ومما قاله فجمان الفراوي من المطير في عبد الكريم: نبي ناخذ على الهجن سجه ... من بين ابو بندر وبين الامام ونبي ناخذ على الهجن هجه ... لديار سمحين الوجيه الاكرام ترى الكرم ما به عجه ولجه ... ولا احد يغالطهم جنوب وشامي مكابل الجربان فرض وحجه ... هل السيوف اللي تكص العظام قال نريد نأخذ شوطاً على الهجن (الابل) بين ابي بندر وبين ابن سعود الامام، ونبغي نمضي بهن غارة ملحاحة الى ديار سمحي الوجوه الكرماء. اعلم ان ملاقاة الجربان (آل محمد) فرض وحجة، وهم اصحاب السيوف التي تقطع العظم.. وان ولده فارساً عاش أيضاً مسالماً للحكومة ومراعياً جانبها وهو شيخ شمر في انحاء سورية، صاحب مقام رفيع هناك. وممن جمع صفات الرجولة والدهاء وحفظ الوقائع الماضية وعلاقة القبائل الأخرى بهم ولكنه دائماً يود ان يظهر علو قبيلته على سائر القبائل ... ؟ 19 - فارس هو ابن صفوق (1) ووالد مشعل باشا. كان قد جاء عالي بك والي طربزون السابق ومدير الديون العمومية بسياحة رسمية الى بغداد دوّنها في كتابه المسمى (سياحت زورنالي) (2) المحرر باللغة التركية والمطبوع عام 1314هـ - 1897م كان قد كتبه كرحلة عن سنة 1300هـ - 1883م الى سنة 1304هـ - 1887م مبيناً ما رآه في طريقه من الأستانة الى بغداد فالهند (3) . قال: | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:11 pm | |
| 20 - فيصل بن فرحان باشا " قد ذهبت لمواجهة الشيخ فارس الجرباء - بعد مروره من ماردين - فاستقبلنا ابنه محمد (ومحمد هذا ليس ابنه وانما هو ابن اخيه عبد الكريم) وادخلنا خيمته. وهي من شعر وطولها من 60 الى 70 ذراعاً وعرضها من 25 الى 30 ولها عمد كثيرة وهي جسيمة جداً. (وقد وصف بيوتهم وطعامهم وقهوتهم (4) ومجلسهم ولكنه لم يعرف العربية أو أن المجلس كانت فيه الرسمية غالبة لم يتحدث القوم في مطالب لينبه عليها الا انه قال) : وفي مجلس الشيخ فارس نحو 60 من الرؤساء وقال: لم يكن عند العرب هناك ما يدعو للتكريم والمراسم للقيام والقعود. فلا نشاهد قياماً لديهم (والظاهر ان السياح الموما اليه لم يعلم ان الجالس معه لا يوجد اكبر منه ليقوم له. وطبعاً تستولي الحشمة على مجلسه خصوصاً انهم رأوا غريباً عند شيخهم او بالتعبير الصحيح اميرهم) وقال: كان بعضهم يتعاطى شرب النارجيلة، والأصوات بينهم تعلو ويتكلمون جميعهم معاً فيكثر اللغط في معاشرتهم (لم يعرف الحرية عند البدو ولا قدر سلطة الرؤساء وانها محدودة إلا بحق) ثم تغدى ووصف المنسف المقدّم له وان الشيخ كان يدعو جماعات بعد اخرى للأكل الى ان بقي منه القليل فدعا الصبيان. وهؤلاء دخلوا نفس المنسف وأكلوا فيه لأن أيديهم لا تصله نظراً لعظمه. ولما رأى المنسف وعظمه وانه مملوء ارزاً ولحماً اخذته الحيرة وصار ينظر في وجه صاحبه كأنه يشير الى عظمته. وقال: ان الشيخ فارساً كنا قد ألححنا عليه فأبى أن يأكل معنا وقال هكذا اعتدنا حتى انه مما دعا لحيرتهم انه بقي واقفاً طول جلوسهم للأكل وبقي في خدمتهم بنفسه شأن العرب مع الضيف العزيز. ولكن لما رأى الاصرار الواقع منه دعا من يأكل معه من الحاضرين نحو 7أو 8 قال أكلوا معنا بالخمس.! ثم يقول وبعد ان ودعنا ومضينا راجعين من عنده لمسافة جاءنا ابنه (ابن اخيه) محمد وقدم لنا حصاناً. وكنا قدمنا له بندقية ... ولما كنا اكرمناه البندقية قبلنا هديته هذه بشكر ".اه ملخصاً. وهذا هو والد الشيخ مشعل باشا. ومن قول هذا السياح التركي وما رآه من الحاج الشيخ فارس وتقديم الطعام له واكرامه بفرس عربي ووصف مقامه تعرف مكانة سائر شيوخ شمر. وللشيخ فارس هذا - عدا مشعل باشا - من الأولاد ملحم، ومسلط والحميدي. 20 - فيصل بن فرحان باشا قد شاهدته مراراً ولا يزال قوياً بالرغم من أنه طاعن بالسن. وهذا لم اتمكن ان اعرف منه أكثر من حوادث الغزو. فاذا تجاوزت ذلك يقول لي اسأل عجيلاً (الشيخ عجيل الياور ابن اخيه) وكانت حكاياته عن الغزو لاذة ومنعشة. وكان يقول شيخ الربيعين في العراق (مبرد بن سوكي) عن فيصل انه فوق ما يحدّث. وأغرب ما سمعته منه قصة الخنزير الذي اراد ان يقتل اخاه عبد العزيز (والد الشيخ عجيل) وكانا صغيرين فذهب لمعاونته وتخليصه ولكنه وقع معه في مأزق فلم يستطع الخلاص منه ولم يجرأ اخوه ان يساعده.. وذلك انه قبض على ذنبه من جانب فلم يستطع ان يفلته خوفاً منه وصار يدور معه فلم يقدر على النجاة. ثم تمكن عبد العزيز من هذا الخنزير فضربه بطلقة بشتاوه (يقال لها عندنا فرد وهي من نوع بندقية البارود الا انه صغير كالمسدس ولا يحوي الا طلقة واحدة في الأغلب. ويوضع في حزام المرء او في بيت خاص كبيت المسدس بلا فرق) . أما غزواته وأخباره في حروبه فهذه كثيرة جداً. وأهم ما فيها ما ناله منها عناء وجروح وأسر أو هزيمة. ولسان حاله ينشد: فأبت الى فهم ولم أك آيباً ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر ولا يسع المقام الإطالة في هذه. وإلا فانها تشكل سمراً. وكل حكايات شجعان البدو من هذا القبيل ولا تخلو من غرابة ودقة.. وللشيخ المشار اليه اولاد ملؤهم الذكاء والشجاعة والروح العالية منهم مشعان. 21 - الحميدي وهذا ابن فرحان باشا. كان قد درس في مدرسة العشائر في الأستانة. وهو اليوم يتجاوز الخمسين من عمره، مشهور بالصلاح، سلفي العقيدة، ملازم قراءة القرآن الكريم، وصحيح النجاري وكتب الحديث المعتبرة ... فهو من الأخيار الطيبين. وفي سنة 1353هـ - 1935م صار نائباً. وقد شاهدت له ابناً صغيراً وقد حادثته وسألته عن الأمسح فكان يفسره لي فاستأذنت لشرحه ... وفيه روح بدوية، ويؤمل فيه كل خير ...
22 - زيد والحميدي ينهزم من ذكر عنعنات القبائل، وتقاليدهم لاعتقاده انها مخالفة للشرع الشريف. ولا يحب الفخر بالأجداد. وكلما حاولت استطلاع رأيه في بعض الأمور كان جوابه مختصراً وبقدر الحاجة ... 22 - زيد شاهدته مراراً. وله اختلاط وألفة مع العشائر المجاورة ومعرفة بأفرادهم وهو يحفظ بعض القصائد. وله خبرة نوعاً بأحوال شمر ... 23 - أحمد شاهدته. وكان اجتماعي به قليلاً جداً فلم أتمكن من محادثته لأزن مقدرته وهو اشبه باخيه زيد. 24 - العاصي من مشاهير أولاد فرحان والمحفوظ عنه ما قاله في ابنه الهادي والد دهام المعروف اليوم: يا صكرة ربيتها من عكب اخو شاهه (1) فساد ... بوه الحميدي والدويش واعضيب خال امه وكاد يقول ان الصقر الذي ربيته بعد اخي شاهه (الهادي) فساد فلا يصلح. لعدم وجود مثيل للهادي يصطاد به ... وهو يمت الى الحميدي، والدويش وان عضيباً هو خال أمه بتأكيد ويريد انه من جهة أبيه وأمه وأخواله وأخوال أبيه رئيس وابن رؤساء فهو عريق في الشرف ... 25 - عجيل الياور هو اليوم شيخ مشايخ شمر في العراق، وابن عبد العزيز بن فرحان باشا وأكثر معلوماتي عن قبائل شمر اقتبستها منه رأساً أو بالواسطة ومن مبرد بن سوكي وبعض شيوخ شمر المشاهير ممن يعتمد عليهم. شاهدته امرءاً منطقياً، عاقلاً، كاملاً، حسن المعاشرة من كل وجه، وقد اتصلت به كثيراً، فلم أعثر على ما يمل منه وانما هناك لين الجانب، ودماثة الأخلاق، وحسن المنطق، وقوة البيان، وصدق اللهجة، وان القلم ليعجز ان يذكر كافة مزاياه. ومجمل ما يسعني ان أقوله أنه جامع لصفات العرب النبيلة. ولا أنسى محادثاته عن القبائل وعن عرفها وتوجيهه لبعض الوقائع والأحكام البدوية مما لم أجده عند غيره، ولا يعثر عليه لدى أكثر العوارف الذين شاهدتهم ... أولاد صفوق الآخرون: لم نعثر على وقائع مهمة عن أولاده الآخرين سوى ان عبد الرزاق وقعت له معركة مع الأتراك. وأما فرحان وفارس فقد كانت علائقهما مع الحكومة العثمانية حسنة جداً، وحصلا على رتبة (باشا) ، وتمكناً ما ناله أجدادهما من السلطة والنفوذ على قبائلهم فغطت شهرتها على الباقين من سائر رؤساء شمر. فلا نطيل القول بذكر تفرعاتهم. 4 - الرياسة الحاضرة في شمر كانت قبائل شمر تتجول في جزيرة العرب وما بين النهرين بلا معارض ولا منازع سوى ما يحدث من جراء اختلاف القبائل بعضها مع بعض أو مع الحكومة أحياناً ... وبعد احتلال العراق من الجيش البريطاني (سنة1917م) وسورية من الجيش الافرنسي استقل كل فريق من شمر في جهته وعهدت الرياسة الى عراقي في المملكة العراقية والى سوري في المملكة السورية. وهذه الرياسة لم يكن هذا سببها الوحيد وهناك رياسة من كل من آل محمد على ناحية أو قبيلة أو عدة قبائل. فالسلطة منقسمة بتكاثر آل محمد وتعددهم وفي زمن الحكومة العثمانية يعرف واحد منهم. واذا كان غير صالح لإدارة القبائل فالعشائر تميل الى من تهواه من آل محمد ويبقى الرئيس واسطة التفاهم ... أما اليوم فكل واحد عرف رئيساً في جهته. ان رياسة شمر في العراق قررت الى الشيخ عجيل الياور، فهو اليوم شيخ مشايخهم لا يزاحمه فيها مزاحم، وقد خلف دهاماً آل الهادي الذي ذهب الى سورية. والآن هو في الحدود ويقود (شمر الحدود) كما سمتهم السلطة الفرنسوية. وان مشعل باشا صار شيخاً على شمر الزور (كذا سمتهم حكومة سورية) وهم شمر الذين يسكنون دير الزور. وهناك شمر آخرون يقودهم مثكل العجي (كذا في عشائر سورية) وتسميهم الحكومة الفرنسوية (شمر دميرقبو) . وهنا يلاحظ ان الرقابة موجودة بين عجيل الياور وبين دهام الهادي ابن عمه ولكن لم يقع بين هذين الرئيسين ما كانت تتوقعه السلطات الفرنسية من جراء العداء أو تتنبأ به من حدوث ما يثير كامن الحقد والضغينة وانهم سوف يبقون اعداء طول حياتهم استنتاجاً من حوادث الصلح الظاهرية التي وقعت خلال عام 1926م في عانة وعام 1929م في حسيجة ... (1)
5 - فروع آل محمد الأخرى ولا يعدو هذا عن امور حدسية يظن تحققها أو أن تتوتر شقة الخلاف بين أقسام قبيلة قوية يخشى بطشها وسلطانها فيما اذا اتفقت وتوحدت كلمتها نظراً لخصومة آنية وقعت بين قريبين لا تؤدي الى أكثر من ان تكون عداءاً شخصياً فلا يدع مجالاً لأن تتقاتل شمر بعضها مع بعضها ... وعلى كل - كما قلنا سابقاً ونقول - ان اختيار الرياسة في البدو انما يكون لمواهب يرونها من افراد بيت الرياسة. 5 - فروع آل محمد الأخرى ان الذين عددناهم كانت تنتقل اليهم الامارة. وهناك من آل محمد غير هؤلاء وهم: 1 - آل عمرَو. وهؤلاء في سورية وقد اشير الى القول عنهم. وثلة منهم عند الأتراك. قال البسام في (عشائر العرب) : بعد أن ذكر شمر بالوجه المنقول عنه في صحيفة 128. " وشيخ هؤلاء المشهورين سلماً وحرباً، يقال له عمر الجرباء.. " اه (1) وقد سهوت عن ذكره فجاء تمام العبارة هنا كاملاً فاقتضى التنبيه والظاهر من نطقهم عمراً بفتح العين انه عمرو لا عمر. 2 - آل زيدان. منهم في سورية وفي العراق مع الخرصة ورئيسهم اسعد ابن سميري بن نجم بن مجرن بن زيدان. ويقال لهؤلاء (الزيادين) ايضاً. ومن رؤسائهم اسعد المذكور وهو القائل القصيدة التي مطلعها: عبعوب غطي مهرتي بيجلاله ... واحلب لهادر من ذواد مغاتير * * * ومنها: يصفوك آتيك بالويلات رمل الهلالي ... رخم الجموع مغترّين المداوير يصفوك عدنا للسيافه رجال ... خيل وتتلى خيل كلها مشاهيرد هنا ينعت الشاعر مهرته (فرسه) ويقول غطي يا عبعوب مهرتي يحلها، واحلب لها الحليب من اذواد مغاتير (وصف للأبل) ... ثم يهدد صفوقاً بانه سيأتيه بالويلات من رجال كعديد الرمل الهلالي وبفرسان تتلوها فرسان وترى جموعهم مغترين المداوير (ملثمين) ... واننا يا صفوق عندنا رجال لمن عندك من السيافة (1) وخيولهم كلها مشهورة وتتلوها خيول وهكذا.. وبهذه الأبيات يعد نفسه كفواً له وانه قادر على ان يقابل جموعه السيافة برجال مشاهير ولا يبالون بهم ... 3 - آل فهد. منهم في سورية وفي العراق. 4 - آل مشحن. وهؤلاء مع الخرصة. 5 - آل صديد. وهم رؤساء قبائل الصائح. ويجتمعون مع شمر الجرباء (بياس) ولم يعرف طريق اتصاله اليوم. 6 - آل فارس. وهم متفرعون من ابن فارس وهو محمد الفارس فسموا باسم جدهم خاصة دون سائر أولاده وهم في العراق. 7 - آل صفوق. مر البحث عنهم. ومن الجرباء الوطيفي مشهور والآن لم يبق من نسله سوى النساء ... والحشاش يسكن مع الخرصة وكذا ابن مشحن، وابن ضُمن وابن صلال.. والعتوية. ويعرفون بآل عبد الرحمن. والخرصة في الجزيرة. والظاهر ان اتصالهم بعيد إلا انهم يقطعون به. والبدوي أينما حل وحيثما سكن لا يضيع أصله ... ملحوظة: أوصاف القبائل البدوية تكاد تكون مشتركة، وهذه تصلح للكل، ومن نال مكانة هؤلاء أبرز عين المقدرة، أو أظهر ما لا يخطر ببال ... وهي فيهم أجمع تقريباً ... 6 - خلاصة القول في آل محمد ما اقول فيهم إلا ما قال ابن عثيمر من التومان: اليغالطهم جذوب مماري ... تسري وتلكى على اثرهم رواميس بطعون مثل شل الغزالي (1) ... ورخص الطعام لياغداله (2) حراريس يريد ان هؤلاء لا يغالطهم الا كذوب، ممار، فقد تذهب، وتسري الى انحاء مختلفة فتجد علائم مجدهم وآثاره بارزة، وأخبارهم في الطعن كشل القرب ذائعة، مشهورة، ومثلها رخص الطعام للضيوف بتقديمه لهم، وانه لا قيمة له عندهم في الوقت الذي يعتز به غيرهم ويحتفظ به فترى عليه الحراس ... وقال آخر في قصيدة يمدح بها فارس بن عبد الكريم: وعيال المحمد مثل فروخ الذيابه ... والا الجواهر غاليات بالأثمان أي ان آل محمد في الشجاعة كالذئاب او كالجواهر الثمينة قيمة.
تقسيمات قبائل شمر هذا ويطول بنا إيراد كل ما مدحوا به، ويخرج بنا عن موضوعنا. ومهما امكن حذفنا الكثير، واقتصرنا على القليل خشية ان يظن بنا ظان اننا اخترنا المدح والاطراء، أو التفضيل على الغير ... ونحن بعيدون عن هذا ولا نرى فضلاً لقبيلة على أخرى إلا بصالح الأعمال وقبائل اليوم لا هم لهم إلا الافتخار بما ذكروا به ... وهذه قامت بأعمال مرغوبة عند العرب من شجاعة وكرم، ولم تجلب سبة ... واني اعد من الحيف لن اخفي محامدها الذائعة، او اقلل من شأنها. والحق يقضي بان لا اعدل عما وقع ولا اميل الى الاجحاف او كتمان ما هو واجب الذكر، فنوعت المراجع، ليعلم القارئ انني راعيت الاختصار كثيراً وهو فوق ما كتبت ... - 4 - تقسيمات قبائل شمر وتفريعاتها 1 - اصول قبائل شمر تبين من نصوص تاريخية عديدة ان قبائل شمر قسم منهم يرجعون الى طييء وهم من اصل (بطن شمر) ، وآخرون الى القبائل القحطانية. وهذه القبائل وان كانت تتفق في النسبة الأصلية إلا أنها تبتعد من حيث النسبة القريبة. ومفاخرات العشائر الكثيرة وملاحظة القرب بينها انما تستخدم لأغراضهم السياسية والحربية ... ويجمعها في وحدتها: 1 - ضياغم. وهو مستفاد من قول باذراع من الضفير الذي ذكر القبائل التي تمت الى اصل واحد ان سلت عنا يا سويطي كحاطين حنا وعبده والهيازع بجدين ضياغم والحذانا لفايج يقول ان قومه (قوم باذراع) وعبدة من شمر والهيازع من عنزة كلهم من القحطانيين.. وان عبدة من الضياغم وهم يجتمعون بجدين مع شمر، واما الآخرون الذين يحاذونهم (يريد خصومه من آل سويط) فهم ملفقون.. 2 - السناعيس. اصحاب هذه النخوة. 3 - اهل الحيسة. يسمون بهذا الاسم لانهم كرماء اجواد. 4 - أولاد علي. بطن من الجعفر من عبدة. وهذه القبائل الثلاثة هي المقصودة. قال عواد الوبيري من العفاريت (1) لمتعب من آل الرشيد والد عبد العزيز الرشيد يذكره بمفاخر قومه وان ينظر اليهم بعين العطف والرأفة حينما كان قد غضب عليهم لخلاف وقع فاسترضاه بهذه القصيدة التي يسلم بها رأساً: الله يعينك يا موالف عطية ... وجيف انت ياشيخ جسبت النواميس ويا شيخ ترها عزوة الشمرية ... ويا شيخ ترهم زوبع والسناعيس وهل الحيسة ان جانها بالحمية ... وأولاد علي مخضبين المتاريس ليضكهم مضنك خطاة الشكية (2) ... مسكفات الرماح المناسيس وبيدك شامان مثل الحنية ... وحلو اصطفاكك بيوجيه الملابيس وبهذه الأبيات عرف مجموع قبائل شمر وعددها جميعها وهم: 1 - زوبع. 2 - السناعيس. 3 - أهل الحيسة. 4 - أولاد علي. والكلام على ما يدخل من القبائل ضمن كل واحدة من هذه القبائل الكبرى يأتي في محله ... هذا. ولا محل لتفصيل كل قسم من هذه الأقسام الأربعة الآن وكل ما نعلمه أن قبائل شمر متنوعة ومتفرقة جداً. ولا يكاد المرء يحيط بها لكثرتها. ولكنها ترجع الى الأصول المذكورة أعلاه ولا تعرف قبائل الآن بتلك الأسماء الأربعة المارة. والذي يقطع به انها ترجع الى هذه الأقسام باعتبار (نخوتها) ويوم الحرب ومراعاة الصلة النسبية والقرابة القومية. والقبائل المذكورة اختلطت فروعها بعضها ببعض. ولما كانت الصلة القبائلية لا تزال معروفة ومرعية لوجود دواعيها حافظوا عليها وفاخروا بها واستمروا على مراعاتها. 2 - مجموعات من القبائل الشمرية قبائل شمر قد تعتبر مجموعات كبرى بالنظر لأعظم وصف عرفت به من جراء حوادث الهجرة والنزوح من مكان الى مكان أو الاحتفاظ بموطنها وذلك: 1 - شمر الجبل
2 - شمر الجرباء وهم الذين كانوا تحت امارة آل الرشيد. وسموا بهذا الاسم لاقامتهم في الجبال المعروفة في نجد بأجأ وسلمى وإلا فان القبائل البدوية متجولة فلا تستقر في موطن وفي نظرها كل جزيرة العرب ميدان لها ولا يصدها عن التجول إلا الحرب والغزو ممن لا طاقة لها به لقوته او لبعده. وهذه القبائل لا تفترق عن قبائل شمر الأخرى إلا في المواطن التي هي مركز امارتها وإلا فالاقسام الموجودة فيها من القبائل معروفة بعينها وتنطوي على ما انطوت عليه. ولكن للتفريق فيما بينها وبين غيرها قيل لها شمر الجبل، أو قبائل ابن رشيد وهذه التسمية الأخيرة حادثة. 2 - شمر الجرباء وهؤلاء هم القبائل التي انضوت تحت لواء آل الجرباء وانفصلت قبل ان تكوّن آل الرشيد وسائر شمر الجبل وان لم تنقطع الصلة النسبية. وكل هذه القبائل لا تفترق عن سابقاتها وانما تفيد انخزال قسم من تلك القبائل وتجد أسماء القبائل وبعض افخاذها مشتركة في نجد وفي العراق على حد سواء. وهذا ما يدعنا نعتقد ان هؤلاء لا تنقطع هجرتهم بل يتوالى مجيئهم الى هذه الأنحاء ... وقد سبق الكلام على اقسامهم في العراق وفي سورية وفي الجمهورية التركية. 3 - شمر طوقة وهؤلاء قبائل أو أفخاذ قبائل شمرية اصابتها جائحة، أو نالها ما تكره من ارضها أو رؤسائها، أو عزمت على الهجرة لأسباب أخرى. وتنسب قبائلها الموجودة الى قبائل شمر المعروفة ونرى كل عشيرة او فرع من فروعهم ناجماً من قبيلة شمرية لا تزال معروفة وكثيرون منهم يعدون سلسلة نسبهم ويصلون الى جد يقولون هذا الذي جاء الى العراق. وكان نزوحهم الى العراق في عهد المماليك ولم نجد لهم ذكراً قبله ... 4 - الصايح وهؤلاء كشمر طوقة بلا فرق. فانهم فرق مختلفة من قبائل شمر المعلومة اليوم. فلا يقال انهم خارجون عن الأقسام الأصلية بوجه ولكن أستقل هؤلاء بالتسمية المذكورة كما انفرد شمر طوقة بلقبهم ذلك. وهؤلاء كانوا في العراق قبل أن تتكون حكومة المماليك من ايام الوزير حسن باشا وقبله.. وقد نعتهم البسام بقوله: " وما أشبه آخر هؤلاء بأولهم وفي الحقيقة هم في السبق لاستدراك الجميل افضلهم، كرام بأموالهم، اسود عند أشبالهم، يقتحمون الدواهي، ويجتنبون النواهي، ولم يخب لمؤملهم أمل، ولم يبطلوا لعاملهم عمل، وكلهم على هذه الطريقة منتعلين زحل، عددهم الف سقمان وستمائة من الفرسان، وهم تبع ايوب ابن تمر باشا " اه. وهؤلاء فوق ما وصف البسام ... وأفعالهم مشهورة في كافة حروبهم ... ولم يكونوا تبعاً لقبيلة الملية الذين يرأسهم تمر باشا ولعل ذلك كان في وقت ... وفي الحقيقة قبائل شمر عند الاطلاق يراد بهم مجموعة واحدة كما تقدم ولم يكن التقسيم بين شمر الجرباء وبين شمر الجبل إلا منذ ان نزحت قبائل الجرباء وتكونت بعدها رياسة آل الرشيد وإلا فالقبائل واحدة. والبحث عنها بصورة متفرقة يدعو لتكرار الموضوع والكلام عليه مرتين أو أكثر كما ان الاتصال كان ولا يزال بين هذه القبائل ولم يستقل الواحد بانفصاله عن الآخر من كل وجه وانما القرابة لا تزال معروفة والتعارف والتقارب دائم. لذا رأينا ان نتكلم على قبائل شمر الجرباء والجبل مرة واحدة ونشير الى ما يدعو الى من سكن الجبل في نجد ومن هو متوطن العراق ونذكر بعض القبائل التي تفرعت من شمر كشمر طوقة إلا أنها فقدت بعض مزايا البدو ولا تزال معروفة بحيالها ... ولا يفوتنا ان قبائل شمر منها ما انفصل من اصله وسكن العراق مستقلاً باسمه من زمن بعيد وكاد ينسى الأصل الذي درج منه والقبيلة التي تفرع منها مثل المسعود وهذا سوف نتكلم عليه في مبحث خاص تحت عنوان (قبائل شمرية أخرى) يكون خاتمة القول عن تفرع قبائل شمر ... ومنها تظهر درجة انتشار هذه القبائل وتوغلها في العراق بصورة متوالية حتى كادت تحتله جميعه وتضع يدها على كافة مراعيه ووديانه. خصوصاً بعد انقراض آل الرشيد. وما ذلك إلا لوجود الصلة بين قبائله وعدم نسيانها بتاتاً. فلا ترى نفرة، ولا وحشة بين القبائل القديمة والحديثة. وهذا التقرب وتلك الصلة كانت ولا تزال دواعيهما كثيرة، والأوضاع السياسية، وسنوح الفرص، وما ماثل من الأمور مما سهل أو عجل بالهجرة والاختلاط. وجامع ذلك الوحدة والتعاون بل التكاتف والقربى..
قبائل شمر الطائية ذلك ما دعا ان رجحنا الكلام عليها مجموعة لتتوضح الصلة بذكر اساسها وتفرعاتها، ولأنها لا تزال بدوية ولم تقطع مرحلة ما من مراحل التطور فبقيت على حالتها الأولى التي كانت عليها قديماً بوجه التقريب وهي التي نعبر عنها ب (قبائل شمر) وهذا اجمع للقول ... * * * - 5 - قبائل شمر الطائية 1 - القبائل الطائية والقبائل القحطانية قبائل شمر سواء كانت طائية أو قحطانية في الأصل بدو رحالة، مالت جماعات منها الى الأرياف واتخذت الزراعة مهمتها، ولكن لا يزال القسم الأكبر - موضوع بحثنا - على حالته الأولى ... ولكل قبيلة من قبائلها رئيس لا يتجاوز نفوذه نطاقها، ويحتفظ ببيت الرياسة، وله مكانته المحترمة وسلطته القاهرة. والرياسة العامة لآل محمد كما تقدم. جاء هؤلاء العراق بصورة متأخرة، ومتوالية، وكانت حالتهم ابان ورودهم العراق على اتفاق مع فريق من القبائل وحرب مع آخر استفادة من الأوضاع والحالات الراهنة، وهكذا ما يقع بين الفروع من إلفة أو عداء. وكان قد تم نزوح قسم من القبائل ايام مجيء آل محمد، وقسم آخر كان قد سبقهم في سكنى العراق، وهكذا حتى كادت تتكامل جموعهم ... وكانت قد أثرت عليهم قبائل عنزة كثيراً، مالت هذه الأخيرة الى أرياف العراق، وصادف مجيئها في هذا الزمن، وصارت في نزاع وقراع بينها وبين القبائل العراقية من جهة، وبينها وبين قبائل عنزة الكبرى التي ركنت الى العراق وسورية من أخرى، فكان لهذا الوضع حكمه. 2 - القبائل الطائية والقبائل الطائية من شمر ترجع في الأصل الى قبيلة طيء واتصالها بعيد جداً ومنها ما تمت رأساً الى شمر ومنها الى الطائية، وقد أوضحنا العلاقة فيما سبق ولكن كل قبيلة منها احتفظت بأسماء وانفصلت بهذه التسمية الخاصة عما تمت اليه. والمعروف ان الكثير من هذه الطوائف والفروع أو الأفخاذ الجديدة اشتهرت بأسماء جديدة إلا أن القسم الآخر حافظ على التسمية الأولى. 1 - قبيلة الخرصة هذه من قبائل شمر الشهيرة، وهي عضد آل محمد (أمراء شمر) ولا يفرقون هذه القبيلة من انفسهم، ولا يتهاونون في شأنها، بل يناضلون عنها كنضالهم عن أنفسهم، وهي أيضاً تستميت في سبيل نصرتهم. والمعروف أنهم يتصلون بها في جد واحد، والكل من قبيلة طيء. والخرصة قسم منها في سورية، ويرأسه الشيخ دهام الهادي من آل الجرباء ويسكنون الخابور، ونخوة القبيلة (سيافة) والمحفوظ أنهم (بنو ياس) ونظراً لتقادم العهد لا تعرف مكانة ياس من عمود نسبهم ولا يعدون من الصايح وإنما هم من عيال زوبع) ويقال لهم (سود الروس) ومما يدل على تداخل القبائل أن الخرصة والصبحى والعامود يقال لهم ضنا زائدة أي أنهم أولاد زائدة والحال انهم متباعدون ولكنهم في عين الوقت متداخلون مما يشير إلى أنه قد حصل تداخل في الأفخاذ ... وتاريخ دخولهم يبتدئ بدخول آل الجرباء العراق ... وفرقهم: 1 - الغشم ورئيسهم حاجم بن غشم ولد حصيني، والأدهم، وأفخاذهم الغشم. رئيسهم حاجم بن غشم. الصبحة: رئيسهم الفند الملحان: رئيسهم ابن سليم 2 - الهضبة رئيسهم بردان بن جليدان، وابن فلاج 3 - آل عليان رئيسهم ابن دايس. وهؤلاء يتفرعون الى حثاربة. رئيسهم علي بن جناع العصواد آل سبيه. رئيسهم حواس بن سبيه آل دايس. فخذ الرؤساء آل عكاب. رئيسهم محمد بن عكاب الشحاذة. رئيسهم ابن شحاذة المعزي. رئيسهم ابن معزي الطرابلة 4 - البريج رئيسهم الكعيط وهؤلاء وان كانوا يعدون الآن من الخرصة إلا أنهم في الحقيقة من آل محمد، ويتصلون معهم بجد قريب وفروعهم (1) البهيمان. رئيسهم بهيمان وابن غراب. وكل منهما صار يسمى فخذه باسمه واستقل به. (2) الحصنة. رئيسهم الكعيط وابن سعدي العارفة المشهور وهؤلاء منهم: (أ) الجداية ورئيسهم سلطان بن فلاح وغثيث بن جدعان (ب) آل سويحان (3) السعدي (4) الغوارب (5) الماجد (6) الولفة
5 - العامود. رئيسهم حسن بن عامود. وهو عارفة مشهورة ونخوتهم) عصلان (أو 5 - العامود. رئيسهم حسن بن عامود. وهو عارفة مشهورة ونخوتهم (عصلان) أو (أهل العصلة) ويحكى عن سبب هذه النخوة أنه وقعت لهم حرب مع بعض أعداءهم وكان لامرأة ناقة (عصلاء) وهي التي لا ذنب لها فأكثر القوم النضال عنها لاستخلاصها من أيدي عدوهم وكانت صيحتهم عليها (عصلة) فكرروها ومن ثم صارت لقباً لهم. منهم في العراق ومنهم في نجد والذين في نجد يرأسهم ابن فنيدي وهذه حالة مألوفة من قديم الزمان وأساسها التنابز بالألقاب وهكذا يكون منشأ الألقاب أو التسميات في غالب أهل البادية ... وقد يترك الاسم الأصلي ويتمسك بهذه الألقاب وحدها لكثرة ما تتردد على الألسن. وأفخاذ هذه الفرقة: التجاغفة. رئيسهم جاجان بن مصيول آل غضا. رئيسهم حسن بن محيسن آل خلف. رئيسهم حسن بن عامود. وهو رئيس كل الفرقة وعارفتها خلفاً عن سلف 6 - الصبحة وهؤلاء لم يكونوا من الخرصة كما هو المحفوظ والمنقول وإنما هم من الفضول من بني لام أو من طيء. وكذا الغزي من الفضول ... ومنهم من يعدهم من الغشوم كما تقدم. والقربى ظاهرة سواء كانوا من طيء رأساً أو بالواسطة والاختلاف كثير من جهة الحافظة واستمرارها فانها لا تتمكن من ضبط الاتصال وهناك الاختلاف. ومن عوارف الخرصة: 1 - متيوت بن صحن بن سعدي بن البريج وهو عارفة العموم 2 - مسلط من العامود وقد توفي والآن حسن العامود ... ومن أقوالهم الشعرية مما يؤيد أن أصلهم من بني ياس السربة الحرشة عليها بني ياس ... واستلغفوا بعكاب (1) راسك معه راس أظن أن هذا البيت تغنوا به فحسبوه يخصهم أو أنه جد ليس بالبعيد وإلا فقبيلة (بني ياس) ذكر عنها صاحب (عشائر العرب) انها تبع القواسم من قبائل عمان وقال عنها: " قبيلة قوية، ذات طعن وحمية، وهؤلاء شعارهم الركاب العمانيات والضرب باليمانيات، والطعن بالردينيات، ولم يستعملوا ركوب الخيل، ولا يعرفون إلا مناجاة حريبهم في الليل، وعدد سقمانهم خمسة آلاف راكب امضى في المهمات من حدرد القواضب. " اه (1) وقد يجوز ان تكون التسمية متماثلة ولكن العلاقة في القربى لا وجود لها ... وان جد الخرصة أو احد رؤسائهم كان يقال له " سيف " فتنخوا به وصاروا يقولون " سيافة " كما أن أحد أجدادهم " ياس " واحتفظوا باسمه ... ملحوظة: 1 - الخرصة يقال لهم (غلبه) فهي تعمهم جميعاً. وما عدا الثابت 2 - والثابت يرجعون الى زايدة فيقال لهم ضنا زائدة والخرصة 3 - والفداغة والعامود والحريرة يقال لهم (بني ياس ومن ثم 4 - والعامود ترى درجة القربى ومكانة بعضها من البعض. 5 - والصبحى وهي من مؤيدات ما قلناه اعلاه. لذا قيل: لو اهني من حطهم بس عامه من حطهم ما بين تيمه والسياح جسابة العيدان ريش النعامة غلبه وعنهم تكع الاسلاف تنزاح 2 - قبيلة سنجارة وهذه القبيلة تشترك وقبيلة زوبع وهما من نجار واحد، وكانت تسكن نجداً والآن قسم منها في نجد والقسم الآخر في العراق، جاؤا اليه بعد الاحتلال فراراً من الاخوان. ونخوتهم العامة (زوبع) والخاصة (جدعة) أو (خيال الجدعة ذريبي) ويقال ان اصل تسميتهم هو ان جدهم الأول قد ربته امة يقال لها (سنجارة) فسموا باسمها للسبب المذكور في نخوة العامود والتنابز بالالقاب عادة الجاهلية لا تزال آثارها معروفة. ورئيسهم متعب الاحدب واصلهم زوبع من طيء من فرقة الحريث وينتمون الى محمد الحريث من طيء هكذا يحفظون نسبهم. ولعل طارقة دعت الى اتفاقهم مع سائر شمر الطائية وكلهم يمتون الى القحطانية وفرقها: 1 - الثابت: وهذه فرقة كبير من سنجارة وتتفرع الى: (1) آل زرعه: رئيسهم متعب الاحدب وفروعها: أ. آل عكبه ومنهم من يتلفظها بكعة: رئيسهم الاوضيح وظاهر الرويس: (1) الجودان (2) الروسان (3) الوضحان (4) آل شرارة ب. آل جاسم: (1) الحدبان. رؤسائهم رؤساء الثابت (2) آل وسيد. ج. الحذانا. (2) آل نجم: رئيسهم بن محيثل. أ. آل متيتة: رئيسهم ابن رطني ب. آل دجارة. رئيسهم ابن جديان وابن عزام (3) آل عمار. رئيسهم ابن محيثل: العجارشه. رئيسهم العجرش (مطلك) ب. الذياب. رئيسهم ابن محيثل. وكان رئيس كل الثابت فترك
3 - قبيلة زوبع | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:12 pm | |
| (4) آل تومان. وقد يعدون فرقة برأسها. ورئيسهم نواف بن بندر التمياط ومشل بن برغش التمياط ونخوتهم (المساعيد) أي أن جدهم مسعود وهناك فرقة تدعى المسعود سيأتي الكلام عليها. أ. الأوضاح. رئيسهم نواف التمياط ب. الهدبة. رئيسهم مطلك بن عايش ج. الربعة. رئيسهم سعد بن سطام الربع. وغالب هؤلاء في الموصل. 2 - الفداغة: فرقة من سنجارة. ويعدون من زوبع. وأساساً الكل من زوبع ويعدون منهم أيضاً لما بينهم من اتصال قريب مع زوبع الموجودين. ونخوتهم (بلهه فديغي) أو (خيال البلهه فديغي) ، (كلايع زوبع) . ورئيسهم الأصلي هجر بن وتيد والآن قسم كبير منهم في أراضي اليوسفية ورئيسهم سهيل المهاوش ورعد المهاوش ويعدون من أقسام زوبع وسيجيء الكلام عليهم هناك. وأفخاذهم: الزملات. رئيسهم غديف أبو الوأ (بالوأ) (الجيس) . الحمير. آل غريب. رئيسهم هجر بن وتيد. المطعاي (المطعات) . رئيسهم خليف اللكلكك الرثعة. رئيسهم حيزان آل سيد. رئيسهم سليمان بن جابر 3) الطيور. رئيسهم ابن كدور آل كدور آل نابت، أو النوابت 4) آل سويد رئيسهم الحمزي. ويعد كل الفداغة من آل سويد وفي الحقيقة أن آل سويد فرقة مهمة فيهم. ولكن الذين يأتون من نجد الى سنجارة في العراق يقال لهم (آل كدور) ويتسمون بهذا الاسم. ويدخل ضمنها (آل غريب) والمطعاي (والطيور) ..الخ وجاء في قلب الجزيرة أن فروعهم: الفضلي الكريشة الحرابدة 5) الدغيم. رئيسهم ابن عبد العزيز. وغالب الفداغة في قضاء المحمودية في نهر السوسفية وقسم منهم مع سنجارة والآخر في نجد. وفي قلب الجزيرة ان الفداغة: الرعجان الزملات 3 - الغفيلة. رئيسهم غضبان بن رمال الرمال. رئيسهم غضبان بن رمال الجرذان. رئيسهم العيبان المايج (دمنان بن مزيريج) 1. المياكك (آل مايج) 2. الحيكان. رئيسهم ابن مزيريج وابن فروة. آل كني. رئيسهم ابن مسطح المزيريب وبين هؤلاء من هم مع الصائح وفي قلب جزيرة العرب سماهم (الحفيل) وليس بصواب وعدد من أفخاذهم ما يلي: آل جارد آل حازم آل سليق آل كلاب العمور آل زبيد آل بو علي آل رحام قال: " ومنازلهم أجا، وبيضا نثيل، وسلمى ". 4 - الزميل. رئيسهم بابج بن ثنيان وزوبع من هؤلاء أو تصل معهم الى جد واحد فهم أقرب اليهم من غيرهم.... وأفخاذهم: الشلكان النمصان آلابي سعد (آل ابي سعد) الشيحه الرخيص. رئيسهم عيادة بن رخيص. الثنيان. رئيسهم بابج بن ثنيان السلمان. رئيسهم ابن سمير النبهان. رئيسهم جاسم بن رخيص العفاريت: الضفير. منهم محمد الضفيري (10) آل الضو. رئيسهم حسبان الضوي. (11) الخمسان. رئيسهم حواس ابن خمسان (12) اللواحق. رئيسهم اللاحقة. (13) الذرفان. رئيسهم الذرفي ومن هؤلاء من هم مع الصايح. وفي قلب الجزيرة قسم الزميل الى: أ. آل سهيل وهذه افخاذهم: آل سلمان آل شيحا الابي سعد الضرفان النمسان المغافل الربظان السلقان ب. النبهان وهذه فروعهم: الشمروخ الخمسان الوضنان آل كويس آل ضو 5 - التومان. رئيسهم نواف بن بندر التمياط ومثل ابن برغش التمياط. وهؤلاء يعدون من الصايح. لأنهم تابعوا الصديد حينما تنافر مع الجرباء. وقد مر الكلام عليهم عند ذكر سنجارة ... اعتبر صاحب قلب الجزيرة التومان قبيلة قائمة برأسها من بين قبائل شمر وقال مجموع قبائل شمر سنجارة والتومان وأسلم وعبده ولم يعين الصلة بين هذه القبائل. والمحفوظ عنها ما ذكرت وهم في العراق. وعدد الحيدري في كتابه (عنوان المجد في تاريخ البصرة وبغداد ونجد) الفروع والقبائل جميعاً ولم يفرق بين الأصل والفرع، ومثله فعل الآلوسي. 3 - قبيلة زوبع قال الشاعر: اليا لفونا زوبع من فوك ضمر ... كبّ يطيرن العجاج اليجادر يامير ترهم زوبع والسناعيس وهل الحيسه ان جانها بالحمية وهذه القبيلة تعد نفسها من سنجارة أو أنها وقبيلة سنجارة من جذم واحد والحقيقة أن بعض الفرق تحافظ على الاسم القديم وبقية اقسامها تسمى باسماء جديدة وان كان الفرع كبيراً بالنسبة لمن حافظ على أصل التسمية وزوبع من هذا القبيل والمحفوظ ان زوبع هو اسم جد بهذا الاسم ابن محمد الحريث، قبيلة معروفة من طيء. وهو جد سنجارة أيضاً ويقول لي الطاعنون في السن ان زوبع من الزميل على ان زوبع جميعها من الحريث كما تقدم.. وكانت نخوتهم (معن) . وهذا هو المنقول عن الشيخ ظاهر المحمود حكاه لي أحفاده.. ولا صحة لما اورده الشيخ علي الشرقي في مجلة الاعتدال من انهم من ربيعة العدنانية وتغلب البداوة على هذه القبيلة وان كانت تقربت من المدن واتخذت الزراعة مهنة لها. فلا تزال الروح البدوية غالبة عليها. ورئيسها الشيخ ضاري بن ظاهر المحمود مات بعد قتلته للجمن. ووقعته معه مشهورة. والرئيس الآن خميس بن ضاري الظاهر المحمود. قال صاحب (عشائر العرب) : " ومنهم زوبع المعروفين والكرام المألوفين، السالكين مسالك الحمد. والمالكين أزمة المجد، ذوي العفو عند المقدرة، والسخاء بلا معذرة.. " اه ص47 وكانوا قبل هذا التاريخ ورد ذكرهم في وقائع العراق سنة 1169هـ - 1756م ورئيسهم آنئذ بكر الحمام. والآن فرقة من الحمام تعرف به. (1) ولكل فرقة من فرق هذه القبيلة نخوة خاصة وان كانت نخوتهم العامة محفوظة أيضاً. وتشترك هذه مع سنجارة في كثير من أفخاذها وقد سبقت سنجارة في مجيئها الى العراق. والمحفوظ أنهم جاءوا الى هذه الأنحاء أيام حمام جد فرقة الرؤساء منهم ... والحريث من طيء وهي منتشرة في الأنحاء العراقية وسنتناول موضوعها عند الكلام على قبائل طيء الحاضرة وزوبع هم المقصودين بقول أحد الدغير لعبد الله آل رشيد أمير شمر حينما رآه صاداً عنهم وملتزماً جانب مطير وعتيبة: يامير ترهم زوبع والسناعيس وهل الحيسه ان جانها بالحمية ويسكنون في أراضي أبي غريب وفي اليوسفية وقسم منهم في البادية ولا يزال الباقون مع سنجارة ويعيشون في البداوة وسكنى الصحاري البعيدة ... وفرقهم الأساسية: 1 - الحيوات 2 - الجدادة 3 - الفداغة وهؤلاء يعدون (عيال زميل) . وهم أو رؤساؤهم في الأصل من الحريث جذم من طيء. وهذا عندهم مقطوع به، ومنقول عن أجدادهم وعن ظاهر المحمود، وانهم أيام محمود كانت نخوتهم (معناً) ، وأكدوا أكثر حينما ذهب ظاهر اليهم فاراً، والتحق بالترك. 1 - الحيوات وهؤلاء يتفرعون الى فروع عديدة وهي: الحمام، والسعدان، والشيتي والكروشيين. الحمام: وهؤلاء يتشعبون من أولاد حمام وهم بكر وظاهر وعودة وعساف وتتألف منهم فروع الحمام. وهذه تفصيلاتهم: 1) الظاهر. ورئيسهم درع بن محمود بن ظاهر بن حمام بن سليمان وفروعهم: (1) المحمود. وهم الرؤساء (2) الحميدي (3) الحامد (4) الجعدان (5) الجنديل (6) المحمد (7) الفارس ( الحماد (9) العواد وهؤلاء أولاد ظاهر بن حمام بن سليمان المذكور وصار كل واحد منهم رأس الفخذ الذي تولد منه وسمي باسمه. ونكتفي هنا ببيان فرع الرؤساء وهو أولاد ظاهر ابن محمود بن ظاهر بن حمام. 2) - العودة. رئيسهم مطلك المحيميد. وفروعهم: (1) السعد (2) العكيدي 3) العساف. ورئيسهم حسين المخلف. 4) - البكر. رئيسهم صالح بن عواد بن سليم بن بكر الحمام. ومن هذا الرئيس علمت الشيء الكثير عنهم. ومن الوقائع المدونة لبكر الحمام هذا الذي تسمى به الفخذ الوقعة المؤرخة سنة 1169هـ - 1756م وهي حادثة غزو ابل انتهبها من قرب الست زبيدة في بغداد. وفروعهم: (1) السليم. والرئيس منهم. (2) الطرفة. رئيسهم عباس اليوسف (3) الحماد. رئيسهم فرحان العباس ب. السعدان: وهؤلاء يتصلون والحمام بجد واحد وذلك أن حمام هو ابن سليمان بن حماد وان جد السعدان هو حمود اخو حماد المذكور وان ولده سعدان رأس الفرع المتسمى باسمه الذي هو جد السعدان. ورؤساؤهم يوسف العرسان وشكر المحمود. وفروعهم: (1) الخضير (2) الخضر (3) العابد (4) الفرهود (5) اليونس (6) العبيد ويلحق بهم: 1) الزوينات. وهم من الجبور 2) العناز. من عنزة من الفدعان 3) الخوابرة. من اهل الخابور. ج. الشيتي: 2 - قبائل وفروع أخرى) ملحقة بالحيوات ( وهؤلاء رئيسهم محمد العيد ويتصلون والحمام في جد واحد. وفروعهم: 1) الشيتي. 2) - الحليفات. هـ. الكروشيين: رئيسهم فزع الشنيتر ونخوتهم (ضواري) ، يرجعون الى الحيوات. وهم اولاد راشد العبد الله. يسكنون في محيريجة، والربع الخالي، والسلطانيات وام عزب، وهوير معلى، وكنيسة، والعكروشيات، والعجيلية، والزبدية، وغبينه وعكروكية، وهوير الباشه في ابي غريب، والسديره، والشطافيه؛ والسهيلية في الرضوانية. وفرقهم: 1 - الزامل: الرفوش. رئيسهم ويس الخضر الحطحوط. رئيسهم عثمان الشحل. رئيسهم خليف الزكم العزبة. رئيسهم فزع الشنيتر 2 - الفليح. رئيسهم ناصر العلي ومحسن الخليل الدندن. هم الرؤساء الطهماز. حسن بن شحاذة وحميد بن شحاذة اللوابدة. فليج المحمود الزوابعة. عبد العايد المنيصير. حسن المحسن، وشلال الحسين الصناحي الكرير نفس المنيصير الكطوم. حسين العنيد اللافي. حسين السالم 3 - الشنادخة. رئيسهم عبطان واغوان اولاد حمود. الدلي. رئيسهم علوان الحسين المصري. مغيض بن دنبوس العديد. فياض العديد نفس الشندوخ. عبطان واغوان. 4 - الحناظلة. رئيسهم كاطع الموسى: ولد سلمان ولد كاطع ولد محمد الفرحان 5 - الخماس. رئيسهم طفش الكاظم، ويقال لهم البادوش وهم البواديش من الهداب: البادوش. الدغش. المحمد. الدهش. 6 - الهداب. رئيسهم فضل الفهد: الكطيمي المحمد سعيد المحسن الجساب 2 - قبائل وفروع أخرى (ملحقة بالحيوات) وهناك قبائل وفروع كانوا قد سكنوا قبل ورود زوبع، أو جاءوا أيام سكناهم فصاروا يعدون منهم، وهم حلف لهم، أو اندغموا فيهم. وهؤلاء كثيرون نذكر اشهرهم: أ. الغريباويون، ويقال لهم (الجلابيون) وهم (الكلابيون) . وهؤلاء يرجعون الى (التويم) من الجلابيين، وبينهم من (المسعود) ويقال لهم (السعد) أيضاً. والمعروف أنهم من الكلابيين. وفروعهم: 1) - البو عيسى 2) - البو راشد 3) - البو وليد 4) - التويم 5) - البو ناجي ب. الشورتان. وهم من الموالي ويسكنون في الهويرات من الكرمة وفروعهم: (1) - البو فرج (2) - البو ناصر ج. الصبيحات. وهؤلاء من الموالي أيضاً. د. الحرصة. من الرمال وهم من غفيلة (سنجارة) وهم من قوم ابن رمال. هـ. النمور. وهؤلاء من الجدادة. ومنهم من يعدهم من الجبور ويقال انهم من النمر القبيلة القديمة المعروفة. و. الهليل. وهم من المجمع ز. القراغول وسيأتي الكلام عليهم في حينه. ح. اللهيب. وهم من البو عطية من الجبور ويسكنون الهويرات في الكرمة بجوار الشورتان وفروعهم: 1) - درافلة 2) - دوايخ ط. الخوالد. يقال انهم من بني خالد ي. الفياض من بني تميم. ك. العبد الله. من العبد الله من عنزة. ل. الهيتاويون. يسكنون أراضي النعيمية من الرضوانية واراضي البداعي من أبي غريب ونخوتهم (أخوة عوفة) رئيسهم شبل بن كاظم المسلط. ويحفظون انهم يرجعون الى العبد الله من زبيد. وأفخاذهم: 1) - الخان. رئيسهم محيميد الخضير 2) - المسلط. هم الرؤساء 3) - الزايد. رئيسهم صعيجر بن مطرب 4) - العواد. رئيسهم سعود الغزال 5) - الحسين. رئيسهم حافظ الهجيج 6) - الحماد. رئيسهم عبد بن حسين 7) - السليمان. ومنهم جسام المحمد ولم يبق منهم الا القليل - العابر. رئيسهم محمود الحنش. ويجاورهم الجميلة، والفياض من بني تميم، والزرفات من البو سودة من زبيد والشيتي والسعدان. م. الجناعرة. وهؤلاء من الجنابيين، تبع الكروشيين العاشور المجبل الخواف ن. التكارتة. ويقال لهم الفلوجيون، وأصلهم من تكريت. رئيسهم يعقوب اليوسف: السماعيل المردي الخضير س. اللكاكدة. رئيسهم محسن العلي. ويرجعون سلالمة من المسعود ع. الفريجات. رئيسهم حسين الفياض. ويرجعون الى البو هيازع من قبيلة العبيد. ق. الشعار: وهؤلاء يرجعون في الأصل الى الجبور، ونخوتهم (عيال العود) إلا أن اختلاطهم بزوبع قديم جداً ويعدون منهم فلا يفترقون عنهم، ويسكنون في ابي غريب من قنطرة رحيم الى البيوضات. وفرقهم: 1 - السويلم. رئيسهم خليف السلطان السويلمات. الحاجم الخماس الحميزة العكيدي الخليفات ويلحق بهؤلاء (الحلاف) ى وهم من المنتفق. 4 - الفداغة 2 - الغضيان. رئيسهم جياد الدغش. وفروعهم: الموسى المهنا جفال العتيج. وهؤلاء من بني صخر الجلب علي. الرشيد ويتبعهم (الخلف) . وهؤلاء من البو هيازع من العبيد. 3 - الجدادة: رئيسهم صلال المزعل. ونخوتهم (حميدي) أو (حميد) وينتسبون الى حميد بن مكدود. ويسكنون اليوسفية، والدويليبي والمعروف عنهم انهم يرجعون الى سنجارة. وأفخاذهم: (1) الزبار. رئيسهم نجم العبد الله وهم في الرضوانية وهؤلاء يتفرعون الى: 1 - آل مغامس 2 - الدخبن 2) البرغوث. فرقة الرؤساء. رئيسهم صلال بن مزعل وفروعهم: 1 - العيال 2 - المحمد 3) الخماس. رئيسهم عباس العايد ويسكنون اليوسفية ومكيطيمة. وبدايدهم: الغليون الفياض الفدعوس العلي البلاسم 4) الحميد. رئيسهم صايل بن عداي آل بصل. والآن عايد بن عداي هو الرئيس. وكانت القضوة فيهم ولا تزال. فهم عوارف وفروعهم: الظاهر الكاظم 5) السهيل. رئيسهم حسين المدلول وفروعهم: العميرة الحسين الطرفة 6) الجهيم. ورئيسهم صبح بن هذال الساير: الحني نفس الجهيم 7) الكمزان. ومنهم من يعد الكمزان فخذاً برأسه. رئيسهم راشد ابن حنفوش العزم. رئيسهم نايف العاتي ومنه ومن غيره تحققت أحوالهم.. 9) - الربعية. رئيسهم الهزاع 10) الذوالفة. رئيسهم دعيس بن ميلان. 11) - الرموث. 12) - الراضي. من الصايح. 13) - البرطلية. رئيسهم عبد الدعفوس. وهم من عباده. ومن العشائر النازلة معهم: العزة. رئيسهم مهاوش الجاسم العفنه. من الجانبيين الكوام الكراد. عشيرة بهذا الاسم. 4 - الفداغة رئيسهم عراك السعود ورعد المهاوش. وهؤلاء اصلهم من سنجارة وقد مضى الكلام على فرقهم وهذا الجذم يعد الآن من قبيلة زوبع. واساساً القربى بينهم موجودة.. نخوتهم (غريب) ، والعامة (زوبع) ، يسكنون في أراضي اليوسفية، في اراضي ابي حصوة قرب القصر الأوسط. أفخاذهم: 1 - النابت. رئيسهم محمد السرحان. ويقال لهم النوايت أيضاً. وهؤلاء من الطيور من فداغة المذكورين في سنجارة. 2 - الدغيم. رئيسهم عراك السعود وعبيد الشبيب. 3 - النصار. رئيسهم مطر المهاوش. 4 - الزيود. رئيسهم جميل المخلف. 5 - الحرابة. زوبع في طريق الزراعة ان حياة هذه القبيلة في العراق كان في بادئ الأمر لا يختلف عن سائر قبائل البدو من اعتياد الغزو، ولا نلبث ان نرى تداخل افخاذهم، واختلاط فروعهم التي مر بيانها ويرجع سبب ذلك الى ركونهم الى الزراعة، ففي حالة بداوتهم، وسيطرتهم استخدموا فلاحين، ثم طالت العيشة، وذاقوا حلاوة الراحة فامتزجوا وصاروا يعدون منهم بحيث عاد لا يفرق بسهولة بين زوبع الأصليين، وقطان الأراضي القدماء، أو الملتفين حول هذه القبيلة والملتحقين بها. ألفت الزراعة حتى نسيت حياة الغزو، وسهل ذلك اختلاطهم بمن اتصل بهم ممن اعتاد الزراعة فمكنهم في اراضي خاصة، وكانوا يتجولون بين ماردين، وبغداد لا يصدهم صاد ... ومن ثم رغبوا عن حياة التنقل، وصاروا لا يودون مفارقة اماكنهم ولا يزالون محافظين على لغتهم البدوية والكثير من عاداتهم.. وفي هذه الأيام حذت حذوهم قبائل بدوية اخرى، وهذه قبائل شمر الجرباء صارت تميل الى الزراعة، وتراعي حياة الراحة والطمأنينة من جراء اهمال الغزو، او تركه لمدة مما دعا ان يميلوا الى الأرياف، وفي مقدمة هؤلاء شيخ شيوخ شمر عجيل الياور وأقاربه الأدنون.. ملحوظة القبائل الطائية من شمر المذكورين يقال لهم (القبائل الزوبعية) والمعروف انهم ينتمون الى جد واحد، والقربى بينهم قوية.. 4 - قبائل الصالح قال شاعرهم: صوايح والخيل عزم ... وليالكدنا ما نشوف عاداتنا رمي المحزم ... لعيون كل غر وهنوف وهذه القبائل لم يكن اسمها هذا هو الذي يجمعها، وإنما هي في الحقيقة تسمية حادثة اطلقت على مجموع من قبائل شمر كانت قد تابعت الصديد لما ان حارب الجرباء او نازعها. فمن صار في جهة الصديد، او تبعه واجاب نداءه اطلق عليه الصائح، ومن مال الى الجرباء وتابع رؤساءها عدّ من الجرباء. وكانت بينهم الخصومات مشتعلة فلا يريدون ان يرضخوا لمطالب الجرباء وأساساً الصديد منهم. ومما قيل في ذلك: لو جيت ابو فرحان كله عبرنا جزاعة ما ندعي العرض ينداس لو جيت ابو فرحان كله عبرنا جزاعة ما ندعي العرض ينداس ولو ترجب الروام كله باثرنا لا بد لنا يصفوك من هزة الراس وحنا على حرابة جدودك صبرنا ... ما هي منك وجاي يا ذيب المراس كبل الجزيرة يوم نجد ديرنا ... وامواتنا فيها تطارد على فراس يصفوك والله ما نخلي سكرنا ... كود الجزيرة خالية ما بها اوناس ان جان المحزم شبر وحنا ذرعنا ... رمي المدرع من كديم لنا ساس ومن الأشعار المقولة في الحداء: يطارش من عندنا ... سلم على عم العبيد من دور فارس ضدكم ... تبيد الدنيا ولا نبيد ومن ذلك قولهم: رمحه فتلنا عكالها ... ودلو الدنيا يستدير يطارش لابو نواف (1) ... فنه علينا ما يصير حنا على خطو المرام ... نضرب على الدرب العسير ويجمع هذه القبائل: الأسلم. الصبحى. الزميل من سنجارة. التومان من سنجارة. والكلام عليها بالنظر لترتيب قبائلها. 1 - قبيلة الأسلم تعرف ب (ضنا كدير) و (أهل الحيسة) نوّه عنهم الشاعر فيما سلف، المحفوظ انهم لا يتصلون اتصالاً قريباً، ولا يمتون الى جد ادنى بل هم يجتمعون ب (كدير) المذكور وهو - كما يقولون - (عيال وهب) . والبعير، والجحيش، وانبيجان منهم ينتمون الى خالد. وهم مشهورون بالكرم ولهذا نعتوا ب (أهل الحيسة) ، ومنهم من يعد الأسلم وعبدة (عيال رضا) . ومن نخواتهم (ستر سلمى) أي انهم حماته وعزه، وهو جبل معروف. والأسلم ذكرها السويدي في حديقة الوزراء في حوادث سنة 1152هـ - 1740م وفي حادث (يوم السبيخة) سنة 1239هـ - 1767م جرت لهم حرب مع قبيلة عنزة كانوا قد غلبوا فيها وقتل من شجعانهم مطرب بن حمد الأسلمي، وكانوا في (يوم بصالة) قد انتصروا على عنزة سنة 1238هـ - 1726م والتفصيل في مطالع السعود. واقدم ذكر لهم كان لغانم ابن حسان احد رؤسائهم ورد في قويم الفرج بعد الشدة للمولوي في حوادث سنة 1118هـ - وكان في اوائل القرن الثاني عشر وتفصيل وقائعهم في (تاريخ سبعة وزراء) ، وفي (تاريخ المماليك) من تواريخ العراق بين احتلالين. وقد وصفهم البسام فقال: " هم الطاعنون العدا، والواجدون الندى، ذوو الفهم الدقيق الذاكي، والحلم المنيع الزاكي، يقر لهم اضدادهم، وتشهد لهم جيادهم، بأنهم ساق الحرب، وكماة الطعن والضرب اندى في الجود، واعرف بمسالك الجود. " اه (1) . وهم كما وصف وفوق ذلك. وفرقهم: أ. انبيجان. ورئيسها ذياب ابن احسان، واخوته سطام وفاضل ابناء جزاع بن مانع بن حمد بن خطاب بن دندن بن غانم بن حسان. وهذا الأخير (حسان) اصل اسم اسرتهم، ومنشأ الشهرة. وغانم هو الذي عرف في تاريخ العراق وهو اول من ورد ذكره في وقائع الوزير حسن باشا فاتح همذان ومنه يعلم انهم كانوا قد جاءوا العراق قبل هذا التاريخ. وهذه الفرقة تتفرع كما يلي: 1 - اللحالحة 2 - الهدر 3 - الجباريين. أو الجبارية 4 - اللهيب. اصلهم جبور ولحقوا بشمر من زمن بعيد: الزعتمان. المشهد. العمران. الدويزات. الشواذب. الدوايخ. 5 - الجذله. 6 - السلمه. ب. البعير: رئيسهم حواس بن ثامر بن مطني السراي وكان عمه الرئيس مذري السراي وقد توفي. وافخاذهم: 1 - السلمان. 2 - الطريف. 3 - الهمزان. 4 - الزبيدات واصلهم من زبيد. ج. الجحيش: رئيسهم خلف بن دليان والشريطي. اصلهم من نجد جاءوا من زمن قديم. وهم غير الجحيش من زبيد.. الشوادحه الجنيفه. اصلهم من نجد نفس الجحيش ومن هؤلاء العيادة ورئيسهم ابن عيادة وهو خلف الدليان. د. الوهب: رئيسهم محمد بن ضاري بن طوالة. ومنهم من يعدهم من البعير. هـ. المنيع: رئيسهم محمد بن ضاري بن طواله وهو رئيس الاسلم في نجد. وفروعهم: الجامل. الغرير. رئيسهم عليّج الهيرار. المناصير. رئيسهم ابن شكر المسعود. رئيسهم بنيه المذعور. ومن هذه قسم كبير في انحاء كربلاء ولهم الأكثرية هناك. المذعور الوجعان اللعنيصم الزماي العديم الفضاله الصلته. النفكان. آل غشام الفايد. رئيسهم محمد الوجعان الكتفه وعد في قلب الجزيرة منهم: الفرده آل شحيم 2 - الصبحى السكوت (الظاهر السكوك) الهيض السليط فمن هؤلاء الوهب والبعير والجحيش وانبيجان يرجعون الى خالد. ولا يعرف من هو خالد فلم يتمكنوا من تعيينه. والطوالة من المنيع بل المنيع جميعهم يقولون انهم اشراف (من الشرفاء) وهكذا نجد دعوى المناصير من شمر طوكه (طوقه) . ومن عوارف الصايح: راكان بن عكيد من الصبحي عارفة جميع الصايح. وقد يرجعون عند النزاع الى عوارف عبده. وهؤلاء سكناهم في العراق قديمة قبل الجرباء بأكثر من مائة سنة وقد نقلنا حوادثهم في (تاريخ سبعة وزراء) . 2 - الصبحى وهذه القبيلة نخوتها (صبحي) ويقولون (صبحاي) ورئيسها جنعان ابن صديد. وعارفتها المشهور خابور بن عجيل. ويلاحظ هنا ان النخوة تشتهر لكل قبيلة بصورة ولكن في ايام الأمور المدلهمة، أو ما يسمى (باليوم الكبير) المعروف عند البدو (يوم قسمة الرضمة) نخوة تشمل الكل أي ينتخي بها العموم.. ومنهم من يعد الصبحي مع العمود والخرصة (ضنا زايده) والتداخل في الفرق كبير وهذا هو منشأ الخلاف. وفرقهم: 1 - الحريره رئيسهم بشير الزعيلي. ومن رؤسائهم السابقين ابن عجاج من الحريرة القائل في قتلة بنية من قبل المنتفق: خذلت شيخاً دوماً يخذلك الخ. وافخاذ الحريرة: أ. - آل زعيل. ورئيسهم الزعيلي ويتفرعون الى: آل غانم آل حسين آل سالم ب. - آل صكر. رئيسهم مسلط بن شريعيب ج. - الخليف. د. - الشريان. هـ. - الكويمه: رئيسهم صعصع بن عكيدي. آل عكيدي آل سميحه الخولان و. - البدن. ز. - آل موعد: آل عبيد التوام آل مريبد الغمالسة 2 - الصديد. وهؤلاء فرق عديدة وهم من الجرباء. وهذه اشهرها: أ. الميامين: السنيان الوشاشه الفرحه المناثره ب. الخماس. رئيسهم سيد الراوي: الخاشوكه آل مسلم آل هليل ج. الوحدان: آل مشوح آل غويتم آل جرذي آل فلوان د. الشبيش. وهم: الهيشان المثلوثة الخماس هـ. الصيداد: آل صالح العبلان آل خويطر الكطيفان الدبيان الشواريج 4 - الزميل: وهذه القبيلة مرّ ذكرها. 5 - التومان: مر ذكرهم أيضاً وصاروا يعدون من الصائح لمتابعتهم الصديد وهم في الأصل من الثابت ومن فروعهم: أ. الاوضاح. وفرقهم: المصارع آل محجم آل رويان آل وكيع الخلوف ب. الهدبة. وشعبهم: آل فواز التويله آل كريفان آل حزمي السعيد ج. النجبان وهم فروع: آل فنيسان المهصان آل حويمل د. الصدكه وفروعهم: آل حميضان آل عويصي آل هزيمي هـ. الصخيل. و. الربعة. - 6 - قبائل شمر القحطانية او السنعوسية هذه القبائل مشهورة بنخوتها (سناعيس) وهي قبائل كثيرة، كلها من شمر القحطانية والقبائل المذكورة سابقاً من خرصة وصايح وزوبع ترجع الى طيء. فشمر جمعت القبائل المتخالفة والمتفرقة. ولذا يقال انها لم تكن جداً أي جداً جامعاً يجمع الكل في الاتصال. وقد تبين ان شمر جد تنتمي اليه فرقة الرؤساء وسائر الفرق والطوائف الطائية. ويقال ان اصل (سناعيس) (سنا العيس) أي سوقها بالحاح وشدة. ونظراً لصفتهم هذه عرفوا بها. وقال الأب الاستاذ انستاس ماري الكرملي: " أصلها (قناعيس) ومفردها قنعاس وهو الرجل الشديد وان القاف يبدل بالسين في بعض اللهجات مثل ساحة، و (قاحة) . وملس الأرض وملقها، وقبه وسبه بمعنى قطعة، ومر مسندلا ومقندلا أي مسترخياً في مشيته. " اه (1) وهو الأشبه الأقرب للصحة. وقبائلهم عديدة وكلها يجمعها قبيلة عبدة. - 7 - قبيلة عبدة من أشهر قبائل شمر وأكبرها ذكراً واتصالاً بالقرابة مع عشائر العراق الكثيرة، منها في نجد ومنها في العراق ونخوتهم (سناعيس) كما تقدم وهم من قحطان ويتفرعون الى عدة فروع: 1 - اليحيا: رئيسهم شيخ عكاب بن عجل وهو عارفة الكل ومسلط بن شريم (1) أ. الفضيل. رئيسهم شيخ عكاب وهو رئيس الكل: آل سنان. رئيسهم ابن عجل المناصير. رئيسهم نايف بن داود أبو الميخ الحيساج. رئيسهم هايل بن صياف ب. المفضل. ورئيسهم برجس بن جبرين ج. الجنده. رئيسهم ابن دهام د. آلجري. رئيسهم حمدان الفديد هـ. الشميلة. رئيسهم المشوي و. آل هامل. رئيسهم صيلح بن مثيجل ز. السليط. 2 - الدغيرات: رئيسهم حواس بن هثمي وهؤلاء يعدون من اليحيى: آل عليان. رئيسهم عسوك بن غازي الحسين. رئيسهم كريدي بن سعدي. ويعدون تبع اليحيى: آل حتمور. فلاح الدوح الحضر البدو الغيثه. آل شريهه. رئيسهم التبيناوي التريبان. رئيسهم مطلك بن دليهان الغازي. ملحوظة: الدغيرات من اليحيى وكلهم ينتسبون الى جد واحد والباقون يعدون من الربيعية.. 3 - الربيعية: هؤلاء والغرير والحمدانيون يرجعون الى اصل واحد كما هو المنقول عنهم وعن الغرير، منهم في نجد، ومنهم في العراق. وهؤلاء فرق عديدة. أ. الجعفر: رئيسهم عباس بن علي. وهم في نجد ومنهم في العراق متفرقين في مواطن عديدة وبصورة مبعثرة ... 1 - العلي. رئيسهم عباس بن علي: (وهو عارفة) والآن هايس العباس ومنهم (العدلان) امارة آل علي: وكانت امارة جبل شمر فيهم قبل أن تتكون امارة الرشيد، وعرف منهم محمد بن عبد المحسن بن علي في وقعة له سنة 1208هـ - 1794م ثم خلفه اخوه صالح. وهذا عزل سنة 1251هـ - 1836م وقتل في السنة المذكورة هو ومن معه من آل علي. وحاول عيسى ابن علي استعادة الامارة الا انه لم يدم له الامر، وقد توفي في آخر سنة 1256هـ - 1841م. (1) 2 - آل خليل. منهم (امارة الرشيد) . رئيسهم عويد بن سحيمان امارة الرشيد: وهذه خلفت امارة آل علي في جبل شمر ولي امارتها عبد الله بن علي ابن رشيد سنة 1215 هـ - 1836م وهؤلاء امارتهم عشائرية كسابقتها، وكانوا في طاعة آل السعود مرة، وجموح عليهم اخرى، وهم بين قوة وضعف.. إلا أنهم اعتزوا بالحكومة العثمانية وحصلوا على ابهة ومكانة. توفي عبد الله في جمادى الأولى سنة 1263هـ - 1847م فخلفه ولده طلال، وتوفي في صفر سنة 1283هـ وقيل في ذي القعدة سنة 1284هـ - 11 آذار سنة 1868م. وخلف طلالا أخوه متعب. وهذا قتله ولدا أخيه بندر وبدر في 2 ربيع الثاني سنة 1285 (23 تموز سنة 1868م) وقيل في 20 رمضان سنة 1285 (4 كانون الثاني سنة 1869) . في 20 رمضان سنة 1286 (1875م) ثار محمد بن عبد الله الرشيد على بندر ابن اخيه فقتله والحق به اخوته وابناء اخوته كافة، وانفرد بالامارة، وامتد حكمه الى اطراف العراق والى مشارف الشام وغلب على نجد كلها، وادخل ابن سعود في طاعته. وكان صارماً في حكومته، عدلاً في ادارته.. مات في سنة 1315هـ (كانون الأول سنة 1897م) ولم يعقب ولداً، فخلفه ابن اخيه عبد العزيز بن متعب وكان سفاكاً للدماء، سيء الادارة قتل في 14 صفر سنة 1324 (1906م) فخلفه ولده متعب ولم يطل أمره أكثر من سنة فقتله سلطان بن حمود بن عبيد بن علي الرشيد في ذي القعدة سنة 1324 (1907م) وقيل في شعبان تلك السنة وصار اميراً مكانه ولم يطل أمره، وبعد أشهر قلائل طرد من الامارة وقام مقامه اخوه سعود بن حمود، ثم ثار حمود بن سبهان على هذا وجاء بسعود بن عبد العزيز وكان قاصراً فلما بلغ الرشد اجلسه على كرسي الامارة سنة 1326هـ (1908م) وبقي اميراً الى الحرب العامة، ثم قتله أحد أخواله سعود السبهان في ربيع عام 1332هـ (1914م) وضم ابن سعود حائل وتوابعها الى ملكه واعتقل من بقي من آل الرشيد، وطوى بساطهم. نعم قام بعضهم ولكن لم تكن لهم منم المكانة ما تستحق الذكر. وآخرهم محمد بن طلال (1) وهذا على يده انقرضت الامارة تماماً واستولى عليها آل سعود في 29 صفر سنة 1341 (سنة 1922م) فانتهى حكم آل الرشيد. (2) وهذه الامارات لا همّ لها سوى السلب والنهب، أو قل ان المحاربات فيما بينها اشبه بحروب العصابات وكانت عديدة، وهي عشائرية في غالب حياتها. ولم تر المملكة راحة حتى فيض الله للجزيرة آل سعود فانقذ الناس مما هم فيه من الخطر على المال والحياة، وسنتعرض لهم عند ذكر قبيلة عنزة.. ولنرجع الى باقي فروع الجعفر: 3 - الجشاعمه. رئيسهم آل عبيد 4 - آل احيمر. رئيسهم عبد الله 5 - آل ريه 6 - العطوان (آل عطا) 7 - العبيدات. وقبائل الجعفر منتشرة في العراق بصورة متفرقة في انحاءه.. وسنفصل الكلام عليهم عند ذكر (شمر طوقه) . ب. العفاريت: رئيسهم تركي بن مبرد بن مناور بن سوكي. ولهم رؤساء آخرون: المفاضلة. فرقة الرؤساء الكعود. رئيسهم حسين بن علي الحريز آل ساعد. رئيسهم عفين بن مجيحيم المجادعه. رئيسهم بصيلان بن رحيمان المطران. رئيسهم سيف المطيري السرحان. رئيسهم برغش الثوير المراوبة. رئيسهم سعيد المرّوب الصويان. رئيسهم نده بن نهيرّ والآن حلو بن نهير (اخوه) الوبير. رئيسهم فهد الاوبير 10) الهرشان. رئيسهم هباس بن هباس ج. الجدي: رئيسهم ظاهر العفين. آل غنيمان. رئيسهم ظاهر العفين المراحلة. رئيسهم جزاع بن عنيزان آل خنيفس. رئيسهم كورز بن مشجي العكيدات. رئيسهم ابن محمود التومة. رئيسهم نهار بن شايع العنيزان فرقة الرؤساء والعارفة منهم د. المردان: رئيسهم نهار الحربي (من الاخوان) البرك. محيميد بن برك آل تبلس. محمد الظاهر الحروب آل عطا السليم هـ. المحيسن. رئيسهم كنيفد الجربة. ويقال انهم من العفاريت آل شعيب و. الزكاريط: رئيسهم عراك بن سيف بن طلال بن مهنا ابن مغامس. نخوتهم (السناعيس) أيضاً. وقد جاء عنهم في عشائر العرب: " الزكاريك بالقرب من سيدنا الحسين، وهؤلاء أظرف الفرسان مجاوله، وامنعهم محاولة، واكرم الحواضر والبوادي، وانطق لساناً في اجتماع النادي، واقدم في عزائمهم، واصدم لمقاومتهم.. " اه (1) 1) النصر الله: رئيسهم عراك المذكور ويتفرعون كما يلي: 1. المحمد: ويتفرعون الى: 1 - آل يوسف: واقسامهم: 1) آل مغامس: آل مشعل آل سلطان آل مهنا آل مسربت آل محمد منهم الرؤساء عراك وسائر اقاربه وموازي بن حميدان بن حاجم بن سلطان المغامس. ويلحق بهم: 1. الرحبه من اليحيى 2. المزازره أو المزار. من الجنابيين 2) آل فاضل: رئيسهم بندر الفرحان: آل يعكوب آل نصار 3) آل رميزان. هذال آل بطين آل حشيش 4) آل فارس. شعلان بن حمور 2 - آل غراب: آل مشاري آل صكر آل شمران 3 - آل ذياب 4 - آل جمال 5 - كنامه ج. آل طلاع: رئيسهم صخيل بن خميس. وهم ثاني فخذ من آل نصر الله: آل محيسن آل سهيل آل غبو د. الشوردي: ومنهم العوارف وهم فرقة. وهم فخذ ثالث من آل نصر الله: آلساير. الرؤساء (عوارف) آل بطوش. الرؤساء (عوارف) 2) آل علي: ثاني فخذ اخوة نصر الله وكلهم اولاد صبيح رئيسهم عجيل بن تركي وسالم بن هويت بن علي. وهم عوارف الزكاريط ايضاً. التركي. رئيسهم عجيل الحسين. رئيسهم سالم بن هويت ومنهم السميط آل حماد العتيج 3) ال عكاب: رئيسهم زيدان بن كفش بن عواد وهؤلاء ثالث فخذ من أخوة نصر الله: الخنين. ال خان. رئيسهم مشعان بن دبيسان الفوّاز. 4) - أهل الحجلة: رئيسهم حمود المعافي. وهؤلاء رابع فخذ من اخوة نصر الله: 1 - الجفيل: العودة. فرقة الرؤساء ال معافي فخذ واحد يسمى العويد والمعلج 2 - العويد المعلج منهم الرميض 3 - الغضيان 4 - ال شدوخ 5 - ال زنوح. تبع من الشميله من اليحيى. 6 - ال جنهاب 7 - ال جيناب 8 - الزريف. محمد ال زريف. اصلهم جنابيون. 9 - الرماة. لحق ثم هناك افخاذ اخرى ملحقة بهم ولكنهم متصلون بهم ويعدون من فروعهم ... 5) - المغره: رئيسهم علي بن هوير أ. المسيعيد الرميح رئيسهم وارش ال زياره مصارع ابن بدعي ال شتيوي ال وادي. عبيد الحطاب ب. المهايره: ال شليت. جبر ابو كطينة ال ماضي. حمدان ال حبل ال نكيط. جداح الجياميز. سلمان الظاهر ج. الشريفات: 1 - البطنين: السعدون ال سعد المساعده الجبران 2 - آل لهيمص: العذية. الحمران ال غرداش الخليفات العجاج المعيجل المغاليث المشعان الحنيان د. خسرج: رئيسهم مخيمر بن فهيد وشاهر بن دهش الرحاحله الدولاب الصفيرات ال عفر ال خضر هـ. التمايم محمد الشماص من (بني تميم الملالطة المويمن و. الحباب: البكاط السرحان الزبيدات. عوارف عبده: مسلط بن شريم من اليحيى من الفضيل جزاع بن عنيزان من الجدى عارفة الربيعية في نجد. وكذا اخوه زغير بن عنيزان. عباس ووادي ابنا علي من الجعفر. في جهة السماوة والديوانية. من ال علي. ظاهر العفين ابن جدي رئيس ال جدي. حالة عبدة اليوم: خلاصة تاريخية | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:14 pm | |
| الكثيرون من عبدة ركنوا الى الزراعة ونوعا مالوا عن البداوة الى الحياة الريفية وان كانت لا تزال عاداتها مألوفة لهم ولا يودون أن يتركوا منها شيئا. وللمحيط تأثيره الخاص، في نسيان الغزو والحروب ولا ينكره أثره على سجاياهم وأخلاقهم وروحيتهم..!! أوصاف شمر: يصفهم قومهم والمجاورون باوصاف عديدة اشهرها: الطنايا. زينو المحازم. طيار الشاف. عيون الحصن. عقبان ديم. خلاصة تاريخية في قبائل شمر عرفنا مما مر اصل قبائل شمر، وتفرعاتها، والاندغام فيما بين الأفخاذ وبين المجاورين والسكان الأصليين.. وهذا هو تاريخها الحقيقي، وبيان وضعها الواقعي، وهكذا يقال عن تاريخ تجولها وورودها العراق.. ومثل هذا آدابها وعاداتها وسائر تقاليدها وأحوالها الأخرى، وفي ذلك تاريخ للقبيلة وهو سيرتها الناطقة.. وبتثبيت هذه الجهات نكون قد علمنا تطوراتها وتاريخها ... وأما تدوين وقائعها التاريخية بالنظر للحكومة، أو للقبائل الأخرى فالقسم الأكبر منه يعود لتاريخ العراق ويطول بنا التعرض لهذه والتبسط فيها هنا، وبذكرها يحصل تكرار لمواضيع التاريخ ... ذلك ما دعا ان نترك هذه لتاريخ العراق والاشارة احياناً الى بعض الحوادث، وان اهمالها، او الاشارة اليها لا يعني إلا ارجاء البحث الى التاريخ وان الضرورة ماسة الى بيان العلاقات العشائرية مجموعة ودرجة اتصالها بالشعب والحكومة معاً. واعتقد ان هذا كاف لمعرفة تاريخ القبيلة.. وفي ضمن ذلك تدخل العادات والآداب والأحوال الروحية مما يجب ان يخص القبيلة أو القبائل التي تشترك في صفات واحدة أو متماثلة وسيجيء بحثه. والملحوظ أن شمر جاءت وقائعها التاريخية في أوائل القرن الثاني عشر، فان غانم ابن حسان منهم، ورد ذكره في حوادث سنة 1118هـ - 1707م وحوادث الأسلم جاءت سنة 1152هـ - 1740م وزوبع عرفت وقائها سنة 1169هـ - 1756م ورئيسهم كان بكر الحمام. والغرير كانوا معروفين في القرن الحادي عشر. وكل هؤلاء سبقوا شمر الجرباء. ومثلهم شمر طوقة.. جاء شمر آل محمد (الجرباء) على اثر تسلط آل سعود على الجزيرة وكان ذلك في اوائل القرن الثالث عشر الهجري والخرصة معهم، وفي هذا التاريخ كان ورود الضفير، وعنزة.. وان تحقق تيار الهجرة لبعض قبائلهم والفروع التي تمت اليهم حصل قبل هذا الزمن بكثير.. وهكذا تواتر سيل هذه القبائل فكان آخرهم وروداً قبيلة سنجارة وميل هذه الى العراق حصل بتواريخ متوالية تبتدئ من اوائل القرن الثاني عشر للهجرة او قبله، وكادوا يستكملون الهجرة والنزوح الى هذه الأنحاء، ووجدوا من يرحب بمجيئهم ويرغب في تكامل جموعهم للتناصر بهم وللقرابة النسبية، كما ان آخرين عارضوا وقاوموا حتى حصل الاستقرار. والرغبة مصروفة الى ان ميل الأقسام الأخرى من هذه القبائل كان يجري لأدنى فرجة يرونها في صفوف العشائر بركون جماعات منها الى الزراعة او الى القرى والمدن فتخلو البادية لهم دون مناع، او بمقاومات قلت أو كثرت.. ولولا بعض الأحوال غير الاعتيادية لرغب البعض في المجيء الى العراق لما تقدم، ولآمال اخرى غير هذه.. والأسباب الداعية للهجرة لا تقف عند المحل والغلاء الذي يحدث أحياناً، ولا العداء القبائلي، وانما هناك تدافع على السلطات وامارات القبائل، أو السيطرة على الجزيرة كما وقع لابن سعود. او ان فروع القبائل مالت الى ارياف العراق وارادت ان تقوى وتعتز باقاربها ومن لها علاقة نسبية وصلة بها فحسنت الأمر، وصارت ترحب بالنازحين افراداً أو جماعات فلا تمضي مدة حتى يستكمل الفخذ عدده، أو القبيلة رجالها وهكذا.. وأمراء قبائل شمر كان من اسباب هجرتها ان رأى امرائها من آل سعود ما لا يحبونه، وشاهدوا ما لا يرضونه، أو بالتعبير الأصح لم تقو هذه القبائل على حب النظام المطلوب، وارادت ان تكون سلطتها لنفسها دون ان تصير تابعة ... فمالت الى العراق، ووجدت مناصرة من الحكومة من جراء عدائها لابن سعود آنئذ من جهة، ولكسر شوكة قبيلة العبيد من جهة أخرى..
شمر طوقة والحاصل ان الهجرة دعت اليها حاجة المعيشة فمال ابن حسان بقومه وزوبع بجملتهم وشمر طوقة بمختلف جماعاتهم.. والثانية ضرورة مناصبة العداء لآل السعود والميل الى الحكومة العثمانية وكانت اكبر عدو لهم بأمل أن يعتزوا بها وهكذا تخللت حوادث هجرة بين هاتين الهجرتين وما تلاهما.. ومن الجانب الآخر ان الحكومة رحبت بهم للأسباب المارة وغيرها.. ووقائعهم مدونة في تاريخ العراق، وغالبها غزو ونهب، ولم تساعد بوقائعها الحكومة إلا في قضايا خاصة، او حوادث ضرورية.. ولكن ميلهم للزراعة وأخذهم بنصيب منها كل هذا بأمل أن ينالوا حظهم من منافع البلاد وخيراتها من طريقها المشروع! وأن يتقربوا من الحضارة، ويتقدموا اليها خطوة ... ملحوظة: يتفرع من قبائل شمر قبائل كثيرة تفاوت تاريخ مجيئها الى العراق فنالت اسماء جديدة كما تقدم أو عرفت باسم قبائلها الأولى وسكنت في هذه الديار ويتكون منها مجموعات تحتاج الى مباحث طويلة. واسعة الأكناف تكاد تزيد على اصلها وتفوقه في الكثرة الا انهم لا يكادون يشبهون اصلهم اليوم فاكتسبوا عوائد جديدة اقتبسوها من محيطهم وبيئتهم ونالوا عرفاً لم يعهدوه فيما سبق. ولما كان اصلها واصل (شمر البدو) واحد رجحنا البحث عن المشهور منها تسلسلاً لمعرفة اصل القبائل ووحدتها وعلاقاتها من حيث النسب والأرومة ولم نفردها بحيالها بل ذكرناها بعد الكلام على هذه القبائل.. - 7 - شمر طوقة هؤلاء من شمر الأصليين، نزحوا الى انحاء العراق من مدة طويلة فاذا كانوا الصائح سموا بهذا الاسم فلسبب آخر سميت هذه بطوقة. ويقال - كما هو شائع - أنهم حينما عبروا دجلة الى الجانب الأيسر من مواطنهم الآن كانت امرأة تنادي كلبتها وتدعوها بقولها (طوقة) وكررت ذلك مرات عديدة الى ان ازعجت الناس هناك بكثرة صياحها ومن ثم اطلق عليهم (شمر طوقة) فاتخذ نبزا لهذه القيبلة أو القبائل المتجمعة.. ولا يحفظون سبباُ آخر لتسميتهم بهذا.. وما جاء في دائرة المعارف للبستاني من ان (شمر طوقاء) منازلهم في ارض نجد وباديتها وشيخهم محمد الرشيد.. فغير صحيح قطعاً. وإنما هم من سكان العراق في الجانب الشرقي من دجلة بين نهر ديالى والكوت، وان هذا الوصف لحقهم عند عبورهم دجلة بالوجه المذكور.. (1) وان شمر الجرباء يعترفون لهم، وانهم انفصلوا عنهم ولكنهم تركوا البداوة فهم معيبون لديهم من هذه الناحية وعلى هذا يوجهون اللوم عليهم. أما نسابة شمر فانها تحفظ لهم انسابهم وتعترف بانهم من قبائلها ومن طالع افخاذ شمر وفرقهم الأصلية يقطع بانهم منهم. وكذا النخوات العامة مؤيدات. وما اورده الحيدري من ان (شمر الجرباء) ينكرون نسبهم فغير صحيح فان الانفصال من الاصل كان قد تباعد وكاد ينسى. وهذا لا يخول الطعن بوجه ... ولكنهم تجمعوا من فرق مختلفة وافخاذ متباعدة القربى كما سترى عند الكلام على كل فرع من فروعهم. قال صاحب (عشائر العرب) : " ومنهم شمر الجانب الشرقي من دجلة.. كبيرهم حمد البردي، ومشكور الزوين وهؤلاء لم يجد اللوم عليهم مدخل، ولم يذكر في احدهم قول انه جبان او بخيل، بخيلين الا في النوال، وحيبن الا في النزال، سادتهم أحلامهم فاعلت اعلامهم، وتشابهت لياليهم بأيامهم، كلهم طالب فخرا، أو مذخره ذخرا " اه ص48 وهؤلاء يرجعون في الأصل الى: غرير صلته صدعان وهذه الأقسام كلها في الحقيقة من شمر. والكل يقيمون بين مصب نهر ديالى والكوت الى قرب (شادي) المقاطعة المشهورة. وفي لواء ديالى منهم مقدار ليس بالقليل يرأسهم سعيد العدوان. وفي لواء الكوت الرياسة للشيخ حميد السيد الصفوك بن محمد بن بردي وينازعه جلوب الطرفه. 1 - الصلة: ونخوتهم (صليتى) ورئيسهم حميد السيد المذكور. وهذه النخوة دليل على انهم من شمر.. وفرقهم: أ. المجابلة. رئيسهم جلوب الطرفه بن صبر بن مالح بن جليب بن بشارة بن جليب بن طرفة ابن ربيع. من بيت مالح الكليب. وهم في الأصل من الأسلم ونخوتهم (يمغ) وكلهم يرجعون جتفه (كتفه) من الأسلم: 1) الحميان: رئيسهم علي البطيخ
وهؤلاء كان قد استعان بهم شاطي الخالد رئيس النفافشة على قبيلة الجعفر وكانوا اهل الرياسة على شطر كبير منهم فتمكن من ازاحتهم وتامين الرياسة على قسم كبير من شمر طوقة حتى خلصت الرياسة للنفافشة على شمر طوقة، ورئيس الحميان آنئذ رايط بن دهلة بن ادريس بن غانم ابن رديني (ويسمى الفخذ باسمه) بن تهام. ورايط هذا ترك: راشداً ومن اولاده يوسف وعبد الله وجبارة. ولهذا الأخير ابن اسمه منشد. ناهض وهذا خلفه من الأولاد: عنكود. ولهذا ولد اسمه عبد عون. دبشي. وله ابن اسمه دنبوس ترك ضمدا، وفجاجاً، وعداي، وطوفان. بطيخ. وله من الأولاد الشيخ علي وهو الرئيس وسلمان وحمد وسويلم وعقال وفهد وكامل وثامر. عودة. وله من الأولاد منحي وحسين ومحمد. وفروع الحميان: الرديني. منهم الرؤساء الرواضي. هزاع العلي السلامة. رئيسهم ايدام المنصور الخليفة. حمزة النهير المساعد. رئيسهم حسن النايف 2) البنوه: رئيسهم مزعل الحسين. ونخوتهم (حمده) وفروعهم: الخضر. رئيسهم عجه المغير. بيت مسعود. رئيسهم شغيدل الصالح. والآن ابنه عاصي. بيت حسين الفاضل. رئيسهم مزعل الحسين بيت العجه (العيه) (1) . رئيسهم هندي العبيد بيت حنظل. رئيسهم جاسم الحسين 3) الهذيل. رئيسهم عبد الحسن بن خلف المتيني. ونخوتهم (ناهيه) و (صليتي) : بيت مرعي. الرؤساء. بيت حيدر. السماح. بيت عرنوس. ويلحق بهم: الخوالد. النداوات. وهؤلاء لم يكونوا من شمر. 4) - الدسوم. رئيسهم جبجاب المحمد. 5) - الكتافه. فرقة الرؤساء او الجتفه ومنهم الطرفة. ورئيسهم الشيخ جلوب. ب. الدلابحه وهم من (المعاضيد) ونخوتهم (اجمرات) ويلفظ (ايمرات) . رئيسهم رغيف الداود: الرويح. ومنهم الرؤساء الكويطع. رئيسهم عباس البريسم الوحيش. رئيسهم محمد الشديد الزبيدي. رئيسهم جاسم المحمد الهداب. خربوط الغضبان. العراجله. وهؤلاء في الأصل من بني تميم. ويعدون من الدلابحه ج. داور. رئيسهم مطلك المحمد العبد العالي بن صبيح ونخوتهم (أولاد حسن) وصليتي وسناعيس يسكنون زوية الزرع وهمينية (1) في انحاء العزيزية وقسم في الجانب الغربي من أراضي الزبيدية في مقاطعة الرجيبية والطويل. والمشهور انهم دغيرات من عبده. ولا يزالون يحفظون انسابهم ولا يلتفت الى قول الآلوسي انهم مجهولو النسب. فانهم من الدغيرات من عبده. بيت زريف. رئيسهم سعيد الخميس ومنهم بيت منصور في اراضي همينية. بيت صينخ. رئيسهم محمد الحمدي. بيت حمور. رئيسهم شيخ مطلك المحمد في زوية الزرع. فرقة الرؤساء وهؤلاء من بيت صينخ. الدواورة. رئيسهم جعاطه الحنظل. متجولون. بيت وادي. رئيسهم شنو الخلاف في الرداد. بيت خالد. رئيسهم حمد الحواس. في اراضي عتبة قرب العزيزة من جهة بغداد ويعدون فخذاً واحداً مع بيت زريف. بيت دبش. رئيسهم عويد اللهواك. في اراضي الرجيبية شعبة الزبيدية. بيت خماس. بيت طرفه. هؤلاء في الجانب الشرقي من دجلة. ويجاورهم المجابلة، والدلابحه، والقراغول، والبنوة، والهذيل. وأما الذين في الجانب الغربي فيجاورهم العاصم من الدليم، والجعفر (ورئيس الجعفر ورور اخو سالم) ، والغوافله من الدليم والبو عامر من زبيد والغبيشات من الدليم، والصباح من الدليم. د. عتبه. رئيسهم صحن العاصي وعلي المشعل ونخوتهم (شيابين) . والمشهور انهم من ربيعة: المعين. رئيسهم علي المشعل: بيت سلطان بيت دلي بيت خويلد البو خريف بيت سحاب بيت اسماعيل البو عليوي الغنيمة المحاسنة. رئيسهم سالم المشعل. هـ. الخوالد. رئيسهم مطلق الراشد والآن عليوي العبد الله نخوتهم (هبوس) أو (أولاد هباس) ويقال انهم من بني خالد. ومنهم البو مطير والبو وحيد وبيت عباده والسلمات والسحاب والعبابسة يسكنون اراضي الدبوني والياقوت في اراضي القطنية: بيت وحيد. رئيسهم علوان الشايش بيت صليبي. رئيسهم صخي الحسون الغشام. رئيسهم كنيهر بن ظاهر (تبع) البو مطير. رئيسهم محيسن الحسن بيت عباده. رئيسهم عليوي العبد الله السلمات. رئيسهم شلال الجويعد العبابسه. رئيسهم خضير الحسن البو محيسن. رئيسهم عباس العنفوص الرمح. رئيسهم محمد الرمح السحاب. رئيسهم لفته الراشد
ملحوظة و. القراغول. رئيسهم عيال بن حزام ونخوتهم (باشه) او (اولاد باش) . وهم من القبائل الملحقة: الحمد الله. رئيسهم هادي العبطان: النعيمات البو هلال الجمعة البو عبد عون. رئيسهم زيدان الخلف وعيال الحزام: الحبيب الشبيب البو سهيل. رئيسهم مصطاف المحيسن: بيت كاظم بيت حسن بيت نوار بيت نده البو كناص. رئيسهم صالح المهيدي: البو سلامة بيت خلاوي وللقراغول بحث خاص في عشائر العراق في قسم الريفيين.. ملحوظة منهم من يعد الشجيرية أيضاً فرقة من القراغول. والقراغول في الغراف منهم: الجنعان، والسهيل، ونخوتهم في جهة الغراف (دعاج) ومنهم من ينتخى (باش) وهناك هوسات معروفة، تنقل كنبز والظاهر انها لا صحة لها: كبل البسم الله يمد ايده ربيتك حايج لهدومي مكتوب اسم الله بمنكوكه ز. المسعود. نخوتهم (الحصاة) ، و (بسعد) : الهرير. رئيسهم صالح العبد علي. الاخيدم. ومنهم المشلح. رئيسهم عمير بن مسلم. الغربان. رئيسهم فريح اللطيف. الشاكر. رئيسهم سلمان الشده. الطويلع. وهؤلاء من المسعود الذين في انحاء كربلاء جاؤا مؤخراً. وسنفرد لهم الكلام. وهؤلاء الذين مع شمر طوقه هم اهل بعير وتجول ومنهم اهل فلاحة. 2 - الغرير لانكاد نجد قبيلة لم تكن متداخلة مع اخرى بحيث يستحيل تمييزها لمن لم يخالط القبيلة ويستنطق الكثيرين. وهؤلاء قد اختلطوا بالصلته واتصلوا بها اتصالاً قوياً ولا يفرقون من سائر شمر طوقه إلا بأوصاف خاصة من نخوات، أو حفظ انساب وما ماثل، وهم من الربيعيين ويرجع اصلهم اليهم كما اني علمت ان الصلته يرجعون ايضاً الى الغرير ولكنهم استقلوا بوضعهم. ومن راجع قبائل شمر الأصلية يجد طريق الاتصال. ونخوتهم (غريري) ولم يكن رئيسهم مستقلاً وانما لكل طائفة منهم رئيس على حدة. وسيأتي الكلام على الغرير القبيلة المشهورة وهناك يعرف اتصالهما في الربيعيين. وهؤلاء الغرير مع الصلته يتناخون في اليوم الكبير (سناعيس) . وفرقهم: أ. المناصير: رئيسهم كشمور العلي. وشوكان بن حمود ونخوتهم (اولاد منصور) . ويقال انهم يرجعون الى شرفاء مكة والأكثر يعدونهم انهم من المجابله. وفي عمان المناصير قبيلة مشهورة ولا يعرف فيما اذا كانت لها صلة بهؤلاء، أو أن الاسم وافق اللفظ.. (راجع عنهم عشائر العرب للبسام ص40 - 2) الحمران ومنهم كشمور. ويقال ان هؤلاء الحمران من الصلته. العساف. رئيسهم كشمور. العويضه. رئيسهم تميم بن مغيتر. المحيسن. الغانم. العياف. شوكان بن حمود. الزوابعه. ناصر الحسين. كفيفان. رئيسهم عبود النذير. وهذا هو عبود بن نذير بن عباس بن سيد بن فراس بن محمد بن يوسف بن زعيري بن كفيفان. ويقال ان جدهم غليس وهو جد كفيفان كان في نجد ويتصلون بالنفافشة. ومن رؤسائهم حبيتر الخسباك نخوتهم حشيش. وبعضهم يقول نخوتهم (دشر) و (صليتي) : الفراس. رئيسهم عبود النذير وهؤلاء يقتنون الجاموس. العرب: رئيسهم ابن خسباك (أخوة جمله) بقوا على بداوتهم ولذا يقال لهم العرب: العوض. حبيتر الخسباك. البو مطر. رئيسهم مطلك الحسين. بيت سيف. كاظم السرحان. البو خليف. كنان الفرحان بيت ابو خيوط. ج. شويفي. رئيسهم سلمان الضيدان ومخليف السيد ونخوتهم (غرير) ويسكنون القطنية: البو خزام. رئيسهم مخيلف السيد. حرادنه (الحردان) . مرزوك الساحل. الحمود والسعد فرقة منهم. رئيسهم عباس الحمادي. د. هيرار. رئيسهم كاظم العباس. نخوتهم (كحيلي) : الرباع. رئيسهم كاظم العباس. السجله (السيله) . رئيسهم جبر المحمد. المعن. رئيسهم ايدام الهربوت. خريف. رئيسهم مكطوف الدنين. هـ. نفافشه. رئيسهم حميد بن سيد بن صفوك بن محمد البردي بن خالد بن محمد بن حمد بن خالد بن ناصر بن عبيد بن جراح بن دواس وهذا الاخير يرجع الى البعير من الاسلم، ولكنهم ترأسوا الغرير وصاروا يعدون منهم، وان تداخل الافخاذ في شمر طوقه كبير جداً وفيهم من كل افخاذ شمر المعروفة تقريباً وعلى كل حال لا يعرفون انفسهم الاغريرية. ونخوتهم (حردة غريري) وهم اصل الغرير:
ملحوظة 1 - البردي. حميد السيد وسعيد العدوان بن مروح ابن شاطي بن خالد و (البردي) فخذ الرؤساء وبردي هذا له أخ اسمه شاطي كانت له الرياسة وهو الذي انتصر على الجعفر وصار يرأس قسماً من شمر، وما زالوا في تقوية حتى ازاحوا الجعفر، وانتزعوا الرياسة من ايديهم. وقد ترك شاطي (مروحا) وابنه عدوان، وسعيد بن عدوان الآن في لواء ديالى وهو رئيس على قسم من شمر طوقه. أما بردي فله: 1.حمد. ووقائعه ايام داود باشا معروفة. ولحمد هذا ابن اسمه سعود ترك ولدين أحدهما سلمان وله ابن اسمه داود، وثانيهما مهجهج وله ابن اسمه علي. 2. - محمد وهذا ترك صفوقا، وحسينا. اما صفوق فقد ترك (سيداً) وهذا له من الأولاد حميد (وهو الرئيس) ومحمود وحمدان واحمد، وحميد السيد المذكور هو الرئيس العام. واما حسين فله معيدي وزبيدي ونداوي. 3. - جاعد. وهذا له ثلاثة ابناء احدهم وشل وهذا ترك ابناً اسمه رشيد ولرشيد هذا ولد اسمه محمود، وثاني اولاد جاعد شطب، ترك سعدوناً. ولهذا ابن اسمه دوجل. والثالث من اولاد جاعد مشل وله ابن اسمه ظاهر. ومن وقائعهم المحفوظة ان الحكومة العثمانية قتلت شاطي الخالد جد سعيد العدوان وراشد الرايط جد علي البطيخ، ومصارع جد جرك العنان شيخ الصدعان. وكان في هذه الأثناء جاعد البردي صغيراً وهو أخو حمد البردي المعروف في التاريخ. وهذا قد علم ان ما جرى كان بتحريك من عبد الحسن الكيطوف فسطا عليه فقتله، وعبد الحسن هذا كان من أقارب مشكور الزوين من الجعفر وتعين هذه الوقعة ان الحكومة كانت تتوصل الى سحق بعضهم ببعض لتأمن غوائلهم ولكن الجعفر تقلصوا وزالت رياستهم العامة بصورة تدريجية، فلم يكن الآن لهم شأن كبير نظراً لقلة سلطتهم.. 2) - الزبن. صلبي المطرب. 3) - البو ناصر. عيد الوشل. 4) - الحمود. تمن الخليف. 5) - المرزه. منهم السباهي. جليب العضيب. 6) - العيد. رمح الطرفة (تبع) . ملحوظة الباوية يعدون من شمر طوكة. وفي الاصل هم من ربيعة من قبيلة الشحمان كذا ذكر اهل هذه الطائفة والآن يعدون من النفافشة.. و. السكوك (الزكوك) . رئيسهم عبد الله بن حسوني المحمد. ونخوتهم (هموش) : المكحول. رئيسهم سعد الحسين. الختيت. رئيسهم سعيد الرويزي. الفلاح. رئيسهم عبد الحسوني. السواك. رئيسهم خلف الحسين. ز. الجعافرة (الجعفر) . رئيسهم علي بن دنبوس بن جباره بن مشكور بن زوين ومشكور الزوين مرالنقل فيما يخصه عن عشائر شمر طوقة من كتاب (عشائر العرب) للبسام. ونخوتهم (سناعيس) وهؤلاء من الجعفر من عبده وهم منتشرون في لواء ديالى ايضاً ولكن بصورة قليلة وكانت الرياسة منهم في الهلال، ومواطنهم في نهر الهلالية شرقي الدرعية في انحاء سلمان الفارسي (رض) ولم يبق من هؤلاء الا علي الدنبوس ويقال لهم الهلال و (الزوين) . والآن يسكنون في مهروت في نهر الرهبي غربي السكوك لما تولد بينهم وبين النفافشة من عداء بالوجه المذكور ... وهم بعض بيوت، محافظون على انسابهم: عوادل: البو عاشج. البورمح. الزوين. العلي. وهم أصل الجعفر. رئيسهم علي الدنبوس. وهؤلاء فقدوا رياسة شمر من ايام عبد المحسن الكيطوف من اقارب مشكور الزوين وصارت الرياسة للنفافشة قوم حمد البردي المعروف في تاريخ العراق، وفي عشائر البسام.. وجاءت حادثة شيخ شمر مشكور الزوين في حوادث سنة 1233هـ - 1818م.. المعيان. رئيسهم عبد النايف وفيهم الجعافرة وهم من الجعفر ورئيسهم مهيدي الصالح. ويسكن المعيان في القطنية، وفي شويفي غربيها. ح. المردان. رئيسهم مغير البديوي. وليس لهم افخاذ كبيرة لقلتهم. ونخوتهم (مرادين) وسناعيس (اصلهم من عبده) : بيت بستان. بيت خلف الجلو. بيت حاجم. بيت غيمه. البو هله. الدويج. ويجاورهم الزكيطات والنفافشه.. ط. الشهيلات. رئيسهم محمد العطروز نخوتهم (اخوة هكشة) اصلهم عساجره من ربيعة.. البو طعيمه: عساجره. ومنهم المهاوش وهم الرؤساء: المهاوش. خماس. ي. الباوية. رئيسهم محمود المسلم. نخوتهم عمور واصلهم من ربيعة. ك. الزكيطات. اصلهم جبور: بيت صينخ خشف. بيت خضير ل. الوشيلات. في الزمر رئيسهم محمد العطروز. 3 - الصدعان
- 8 هؤلاء يرجعون الى منيع رئيسهم مسرهد المناحي والآن ابنه محمود ابن مسرهد بن مناحي بن حمد بن رحمه بن شاهي وفيهم المثل المعروف (ما من ورا الصدعان فود) ومنهم من يحفظه في غيرهم فيقولون (ما من ورا الفدعان فود) وهم من شمر ومعهم من قبيلة الوهب وهم الثوابت والطليحة وهم: أ. اصل الصدعان. رئيسهم محمود بن مسرهد ونخوتهم (أولاد حسن) : الفارس. فرقة الرؤساء: الشاهين. بيت رحمه. الهويمل. وهم من عبده من اليحيى. الجليب. رئيسهم هزاع الشلش. الشهاب. رئيسهم شاطي بن بريج. ب. الثوابت. رئيسهم خلف الثويني. نخوتهم (أولاد وهب) . وهم من سنجاره. ج. دعجه (وتلفظ دعيه) . رئيسهم جليب المحمد. نخوتهم أولاد حسن. الشويخات. رئيسهم حسين الكاسر. المطار. رئيسهم كاظم الردّام. الشديد. رئيسهم غلام الهايس. الصلخة. رئيسهم كاظم العامود. السالم. فرقة الرؤساء. الزور. رئيسهم هندال بن جوير. الشيخ راشد. رئيسهم شاهين الصكر. العميره. رئيسهم هندال الجوير. الرميح. رئيسهم حواس الحمود. د. الطليحه. رئيسهم محل الذياب العلو وهم من وهب ونخواتهم (أولاد وهب) . هـ. الدلفية: وهؤلاء من عبده، ونخوتهم (سناعيس) . ورئيسهم دعدوش بن فرحان السالم ومنسي الحسين، ويقال لهم (صبيان الابريسم) ، يسكنون اراضي الفتاح بقرب عقروب الافتاح من حدود القطنية. وافخاذهم: ربيعان. ومنهم الرؤساء. الجويمل. السحيب. المطاردة. الحالوبة. الجورانية. وهؤلاء حلفهم. ويعدون من الصدعان وفي الحقيقة هم من عبده. نظرة في شمر طوقة: من هذه الفرق وتداخلها بعضها ببعض يظهر ان المكان والتوطن أثر كثيراً فحصل الاختلاط الذي لم يعد يحصل معه التمييز بين الفرق الا بصعوبة بسبب الدوام على الالفة والجوار الطويل بحيث جعلهم بمثابة فرقة واحدة فأدى ذلك الى ان تكون صحبتهم واحدة والا فهم كما رأيت من بدايد مختلفة. ومع هذا كله نرى الاختلاط في الغالب مبنياً على القرابة البعيدة. فان غالب من اختلط مع الغرير يمت اليهم او يرجع واياهم الى نجار واحد مثل الجعفر فانهم لا يبعدون عنهم وكذا كل من ينتخي بالسنعوسية مما أدى الى اتصالهم وتقاربهم في المنزل وفي الصيحة. فالدلابحة في الأصل غرير ومما يتمثلون به " راعي الشعبتين غريري " ولكنهم يعدون من الصلته وهكذا يقال عن المناصير والنفكان. عوارف شمر طوقة: طرفه الصير بن جتفه من المجابلة وهو والد الشيخ جلوب وقد توفي سنة 1353هـ - 1936م أخو سالمه من الجعفر. شاهين بن صكر من الدعجه. شوكان بن حمود شيخ المناصير. - 8 - المسعود من قبائل شمر، والآن لا يشبهون شمر في حياتهم المعايشية، ولا يأتلفون غالباً معهم في آدابهم وعوائدهم وسائر أحوالهم وسكناهم، فهم من القبائل الريفية، ولم يكونوا بعيدي العهد في الانفصال ولكنهم مالوا الى الأرياف وألفوها فصاروا من أهليها بلا فرق.. وغالبهم في كربلاء وفي المسيب، ولا يزال بعض أفخاذهم المعروفين بهذا الاسم مع شمر طوكه كما أشرنا الى ذلك، ورئيسهم في الشامية عبد المحسن ابن الحاج سعود الحاج هتيمي، ومن رؤسائهم فوّاز، ونخوتهم (عليه) وفي الأيام المعضلة (بسعد) وهذه نخوة بني سعد والظاهر انهم مالوا اليهم واختلطوا بهم بحيث صاروا يعدّون أنفسهم منهم، ويسكنون في أطراف نهر الحسينية في كربلاء وأفخاذهم متداخلة ومختلطة ببعضها ولا يظهرون بكيان مجتمع، وكتلة واحدة في الحقيقة وانما هم متفرقون في البساتين والمزارع والمجموع منهم قليل جداً. وهذه أشهر أفخاذهم: الغرير، رئيسهم نعمه بن فوّاز، وهذه فرقة الرؤساء. الامارة، رئيسهم علوان بن مزعل، وهؤلاء من الغرير أيضاً. الغيلان، رئيسهم حوار الكعيد، من الغرير. الهنداس، رئيسهم مركب بن عمد، من الغرير. الفرحان، رئيسهم عبد المحسن بن الحاج سعود من الغرير. الكوام، رئيسهم علو بن مزعل بن علاوي الدربين وشعلان العيفان. الحيف، رئيسهم محمد بن سلمان، وهؤلاء من الكوام أيضاً. السمير، رئيسهم نايف العلي، من الكوام. البو غانم، ويعدون معداناً وهم من الكوام. العوّاد، رئيسهم سلمان بن ردام. الهرير، دهش السلمان. البو مصري، وهؤلاء يعدون من المعادي. وأصلهم غرير أو ملحقون بهم.
- 9 العكابات، رئيسهم عمران الهدهود وعبد العافص في المسيب. الزميلات، رئيسهم نايف العلي الزمبلي، في المسيب. الهوابر، رئيسهم رئيسهم مغير بن فرحان الجسام، في المسيب. الصعيبيين، رئيسهم عبد العزيز، في المسيب. المناجعة، رئيسهم عسل بن ساحل. المحازمة، رئيسهم علي بن فرحان الفياض الحمزة. بني سعد، رئيسهم كاظم المحيسن الأحمر، وهؤلاء ليسوا منهم وان كانوا على اتفاق، وكثرة المسعود في كربلاء وفي المسيب وهم أسلم ولكنهم تخالطهم أفخاذ أخرى من قبائل شمر الأخرى كما يلاحظ من مقارنة الفروع بالاصل.. ويجاورهم أو يساكنهم بنو حسن، والجنابيون، واليسار، وبني سعد والنصاروه. - 9 - قبيلة الغرير هذه القبيلة كانت مشهورة بوقائعها في أوائل القرن الثاني عشر الهجري أيام الوزير حسن باشا والي بغداد وقد اشتهرت باسم (غرير وشهوان) وهي من قبائل شمر التي وردت العراق قبل غيرها.. وقد جاءت حوادثها سنة 1116هـ - 1705م في (تاريخ سبعة وزراء) ؛ ونخوتها (سناعيس) وعمور والمحفوظ انها تتصل مع الربيعيين من شمر عبدة وأنهم وآل شهوان أخوة، ومن المعروف لديهم انهم من الحمدانيين ويرجعون اليهم ولم يدعم هذا سند ما سوى المحفوظ المنقول. وفي الحيدري من أجل العشائر، من حمير وقبائلهم آل شهوان وآل بكر. ويسكنون في هذه الأيام في قضاء المحمودية وشيشبار ورؤساؤهم علي ابن دليمي وعبود العبهول ويجاورهم الجبور وزوبع الجحيش والبو محيي من البو عامر، والجنابيون. وفرقهم: أ. الخليفة. رئيسهم عبود الخليل: الطلاع. رئيسهم ربيع العلي. البو حمود. رئيسهم حسن العلي. البو عبد الله. رئيسهم عبود الخليل. البو جمعه. رئيسهم ابراهيم العلي. ب. العمران، رئيسهم حرج الراشد: البو دنانه. رئيسهم حرج العاشم. البو حربي. معافي بن بديوي. البو حسين. محمد العنيزان. ج. العبابده. فرقة الرؤساء رئيسهم عبود بن عبهول ومحمد الدليمي، ويقال ان هؤلاء من اولاد حمدان، وفروعهم: البو منصور. رئيسهم الحاج عبود العبهول. البو ناصر ويقال لهم العكل رئيسهم محمد بن دليمي. البو غانم. رئيسهم ابراهيم السلمان. الكنابره. رئيسهم علي السلطان. البو عشيش. رئيسهم عباس العزيز. نفس البو عشيش. البو جوعي. د. الغويثات. رئيسهم راشد العبد الله والآن ابنه صالح وهؤلاء من الطرشان من البو حسين. هـ. الجواسمه. رئيسهم راشد العوده. و. البو جناد. رئيسهم حسين العبد الله: البو سيد. راشد الروط. المراشدة. محمد الحسون البو حسين الراشد. فخذ الرؤساء. ز. السعيدات رئيسهم احمد السعيد. وهم في الاصل من قبيلة السعيد من قبائل زبيد: البو جمعه. رئيسهم احمد السعيد المذكور. الحميدات. رئيسهم عود الجواد. البو شلش. رئيسهم حمد المرموص. ح. السفافحه. رئيسهم عبد الله الجواد. البو عبود. رئيسهم حران الحسين. البو غلام. رئيسهم عبد الجواد. ط. البو حسين: البو حسن. رئيسهم عبد. المظالمة. رئيسهم محان. البو عياده. رئيسهم شنيج العجه. نفس البو حسين. رئيسهم عباس الكريدي. ي. الشريفات. رئيسهم علوان الراشد: وهؤلاء كلهم والبوحسين الذين في انحاء الموصل، وكذا الذين في جهات كركوك غالب فروعهم مشتركة ولا يزالون في اتصال معهم، وكثيراً ما تجيء بعض البيوت من هناك فتنزل مع هؤلاء وفرقهم عند الغرير ممن جاء من انحاء الموصل: البو حسين. رئيسهم دحام بن محمد الظاهر وهو رئيس الكل. وان غالب فرق الغرير ترجع الى هؤلاء. البو دوله. البو اسماك. البو حمدان. البو صباح. في كركوك. البو شرف. في انحاء كركوك في القنطرة. شاهدت شيخ العبابدة محمد الدليمي مراراً فاقتبست منه هذه المعلومات ومن شيخهم الآخر الحاج عبود العبهول وقد تكررت المواجهات معهما بكثرة. هذا والشهوان في الزاب. وهم منهم والكل من الجعفر من عبدة كما هو محفوظهم أو يتصلون معهم بجد واحد.. وعلى كل حال ان هؤلاء عادوا عشائر ريفية، يتعاطون الزراعة ولم يبق لديهم من حالات البدو سوى نخوتهم فلا تزال محافظاً عليها.. ومن الغرير: أ. الزابية. وهؤلاء في الهندية، ليس لهم رئيس عام؛ ويعدون من الفتله بسبب اختلاطهم بهم ونخوتهم (عامر) ، وقد اكد لي شيخ الغرير انهم منهم، وهذه فروعهم: الملحان.
- 10 البو كمر. البو ضمانه. الحمران. البو مكصود. وبعضهم في المشخاب مع آل علي. هذا ما علمته من هادي آل عباس من البو كمر، ومن شيخ الغرير. ب. المعاضيد. يعدونهم منهم. ج. العبابدة. وهؤلاء مع السعيد. د. البوبنية. وهم مع بني حسن. - 10 - قبائل عنزة من قبائل العرب الكبرى، منتشرة في العراق، وسورية، ونجد، والحجاز، وآل سعود ملوك نجد والحجاز اليوم منها، وكذا آل صباح، وآل خليفة. ولا يزال امراؤها محافظين على سيادتهم ولم يقلل من قيمتها تفرق قبائلها فانها كثيرة العدد والعدد. وكانوا في قلة. قال ابو عبيدة معمر ابن المثنى: " وعدد العنزيين في الارض قليل " اه. جاء في كتب التاريخ ذكر قبائل كثيرة مسماة بهذا الاسم ولكن لم يشتهر منها الآن سوى هذه القبيلة فهي اشهر من نار على علم. والمعروف انها من أولاد (عنز) ابن وائل اخو بكر بن وائل وأخوهما تغلب. قال السمعاني: " عنزة حي من ربيعة وهذه عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد ابن عدنان. قال له ابن حبيب واحمد بن الحباب الحميري، وقال ابن حبيب في الازد عنزة. وفي خزاعة عنزة. والعنزي بفتح العين المهملة وسكون النون وكسر الزاي هذه النسبة الى عنز وهو عنز بن وائل اخو بكر بن وائل وأخوهما تغلب. " اه (1) وعدد رجالاً اشتهروا بالنسبة الى هذه القبائل اما عنزة اليوم فانها تحفظ انها من وائل وان جدها عناز والتقارب في اللفظ ظاهر بين عنز وعناز. والمحفوظ المنقول يؤيد المدون تاريخياً من انهم من ولد وائل. فهم اصل عنزة. قال الحيدري " وهم من ربيعة وائل من عدنان. " اه مع ان ربيعة اخوتهم وقد اشتبه الأمر عليه، وعلى آخرين فعدوهم من عنزة بن أسد بن ربيعة بن نزار ابن معد بن عدنان. والظاهر ان القربية في الانتساب الى العدنانية، والاخوة لربيعة مما ساق الى هذا الوهم المخالف للمحفوظ والقبيلة أعرف بنسبها وهو غير مطعون به ولا مشتبه فيه. ومن مؤيدات هذا ما جاء في أنساب الحواني - المنقول عن نهاية الارب - قال: " وأما وائل بن قاسط ابن هنب فأعقب من اربع أبطن: تغلب ابن وائل، وبكر بن وائل، وعنز بن وائل ساكنة النون، وعمرو بن وائل. فمن عنز بن وائل بن قاسط فخذان وهما رفيدة بن عنز، وأراشه بن عنز وفيها عدة أفخاذ وعشائر. " اه (1) ولعل الحي المنوه عنه عنزة بن اسد بن ربيعة اندمج في تلك القبيلة الكبرى، أو درج. وفي كتاب غاية المراد في الخليل الجياد للسيد رشيد السعدي: " عنزة من ربيعة من الاشراف وعددهم لا يحصى كثرة وشجاعتهم معروفة ولهم من الشيم ومكارم الاخلاق العربية وصدق اللهجة، والغيرة، والجود، والبأس مالو حرّر لبيض وجوه القراطيس. وغالبهم في نواحي العراق في الشامية. " اه (2) . عدهم من ربيعة وليس بصواب كما تقدم. وأصل موطن هذه القبيلة الحجاز في انحاء المدينة المنورة ولم تأت الى العراق الا من زمن قريب جداً ويصادف ذلك زمن مجيء شمر الجرباء الى هذه الأنحاء تقريباً. ولكن لم ينقطع مجيء بعض القبائل منها قبل ذلك التاريخ بكثير وتمت الى العنزية الا انها لم تعرف الا باسم قبيلتها الخاص كما سيسجيء الكلام عليها. ولكنها مضت الى سورية قبل ان تجيء الى العراق وازاحت بعض قبائلها وكوّنت مجموعة كبرى هناك. ووقائع هذه القبائل مذكورة في التاريخ ونشير هنا الى بعض وقائعها التاريخية ففي سنة 1214هـ - 1800 جاء ذكر وقعة لهم في انحاء بغداد، ورئيسهم فاضل وهذا هو فاضل بن ملحم من الحسنة من ضنا مسلم. وفي سنة 1231هـ - 1816م كان رئيسهم يسمى الدريعي وهو من الرولة وكانت الرياسة فيهم. حارب شمر، وللصقور (الصكور) منهم وقعة في سنة 1233هـ - 1818م وكانت لهم وقعة يوم بصاله مع شمر سنة 1238هـ - 1823م انتصر عليهم شمر وفي سنة 1239هـ - 1824م انتصروا عليهم في يوم سبيخة وكان رئيسهم ابن هذال. وهكذا مضت وقائعهم، ولا مجال للتبسط (1) سوى اننا نقول ان المحفوظ المعروف عند القبيلة اول من جاء الى العراق اميرهم الحميدي من الهذال وهو والد عبد المحسن المشهور بين قبائله واما الشيخ فهد الهذال ابن عبد المحسن فكان له الشأن في ايامه، وعمر طويلا، واشتهر في الغالب بموالاته الحكومة ويعد من افذاذ الرجال وهو والد شيخ مشايخ عنزة في العراق اليوم محروت الهذال.
1 | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:16 pm | |
| وهنا نقول ان بعض القبائل دخلها بعض الفروع من القبائل الأخرى المجاورة ولا يزال معروفاً مثل الاهيازع كما اشير الى ذلك اثناء البحث عن قبائل شمر. وكذا (بنو وهب) فانهم من شمر وسكنوا مع عنزة. (2) ولا تختلف قبائل عنزة عن قبائل شمر في الكثير من اعتياداتها وكافة احوالها الا قليلاً وكانتا خرجتا الى العراق وسورية في حين واحد تحملان عين التقاليد والعوائد وتوطنتا متقاربتين القبيلة تغزو الأخرى أو تتصالح معها أحيانا. وللآداب اشتراك تام وللقصيدة من كل شاعر بدوي شهير لها تأثيرها على القومين على حد سواء.. والآن بين قبائل شمر وعنزة صفاء تقريباً. وقد شاهدت بين الشيخ عجيل الياور شيخ مشايخ شمر، وبين الشيخ محروت الهذال شيخ مشايخ عنزة مودة وألفة فلا أثر للتنافر. هذا وان والدة محروت بنت النمياط احد رؤساء التومان من شمر، والصهرية بين امثال هذه القبائل لها حسن اثر في الألفة بين القبائل سوى ان هكذا مسائل اجتماعية يكون الغالب فيها العداء الموروث والرؤساء لا يخرجون عن نهج قومهم ورغبتهم كما ثبت في وقائع كثيرة، والرئيس يكون مضطراً لموافقة قبيلته فلا يخرج عن ارادتها ولا يرضى أن يتجاوز أحد عليها أو تنالها اهانة، أو كسرة.. فلا يدع مجالاً لقبول مثل هذه ولا تؤثر الصهرية على حد قول القائل: وهل أنا الا من غزية ان غوت ... غويت وان ترشد غزية ارشد ولنترك الآن الأبحاث العامة ولنرجع الى القبائل وبيان فروعها أو بالتعبير الأصح نعين درجة اتصالها بعضها ببعض. ونعيد القول هنا عمن كتب عن القبائل مثل الحيدري والآلوسي فانهم لم يراعوا التفخيذ وطريقه وانما لاحظوا تعداد القبائل فلم يتبعوا الطريق العلمي مقروناً بالمحفوظ بقدر الامكان.. وهنا قبل ان اتكلم عن قبيلة عنزة لزم ان اشير الى ان قبائل كثيرة من عنزة قد مالت الى العراق وسكنته برمتها دون ان تبقي لها أثراً في نجد أو في الحجاز مع عنزة التي هي اصل القبيلة وامثال هذه لا نتعرض لها هنا وانما نجدها الآن ريفية، ومستقلة باسمها الخاص.. والمشتقات من عنزة كثيرة جداً لذا أرجئنا البحث عنها الى موطنها من عشائر الريف.. وفي كثرة هذه القبيلة حاضراً ما يغنينا عن بيان مشتقاتها من القبائل الريفية ولكن نعين انتسابها عند الكلام عليها في حينه. ان قبائل عنزة ينتمون جميعهم الى جد واحد هو عنزة بن وائل وهم يقولون انهم اولاد قشير بن عنز بن وائل وهذا لم يعثر عليه في كتب الأنساب ولا ذكر في سلسلة (عنز) المعروف. ولعل الغلط في المحفوظ تطرق بنسيان الجد الأعلى واتصاله بالأشخاص التاريخية. والظاهر ان احد رؤسائهم كان يسمى قشيراً ونسوا اتصاله لأنه جد أعلى. وهم كثيرون لا يكادون يحصون بل أن كل فرع يماثل في عدده أكبر القبائل. وهذه الوفرة لم تكن قريبة العهد، ولذا يقال في المثل الشايع (عنزة دود الفرث) مبالغه في زيادة العدد. والمعروف اليوم انهم ينقسمون الى جذمين كبيرين (بشر) و (مسلم) ومن هذين تفرعت كافة قبائلهم. 1 - قبائل بشر فمن بشر تكونت قبائل عديدة يجمعها: أ. ضنا عبيد. وهو ابن بشر وقبائله: الأسبعه. الفدعان. ب. (العمارات) من عماره: الجبل. الدهامشه. (عيال دهمش) . وجبل ودهمش اخوان. 1 - ضنا عبيد 1 - السبعة: (الاسبعة) وهؤلاء رئيسهم راكان ابن مرشد من الكمصة وصالح ابن هديب. وهم مع الفدعان من ضنا عبيد. وهؤلاء مع العمارات يقال لهم (بشر) و (الأسبعة) قبيلة كبيرة من قبائل عنزة. ونخوتها (عرفة سبيعي) . ويسكنون اليوم سورية وفي الشتاء يميلون الى العراق في أراضي (لاهه) والكعرة في العراق، ويجاورهم الفدعان، والرولة، ويعدون من حيث المجموع ثمن عنزة. قال في عشائر العرب: " ومنهم السبعة المشهورون، والكماة المدخرون النازلون المخوف، والمقرون الضيوف، ذوو الأكف الوطف والرماح الرهف، والمارقون من الذم مروق السهم من الصف أولئك هم خيرة البرية. " اه ص57 - 1 وفرقهم: الاعبده. رئيسهم برجس بن هديب، ويتجولون في وادي المياه الى المناظر حتى حمص. وفروعهم: الموايجه. فخذ الرؤساء. الامسكة. رئيسهم ابن جلادان وابن هدلان. الدوام. رئيسهم هزاع الفككي. البيايعه. رئيسهم سلمان بن موينع. الأعرفه. رئيسهم ظاهر بن فاعور. 2 - الفدعان الرماح. رئيسهم جدعان بن وايل. العبادات. رئيسهم احمد بن كردوش. الوثره. رئيسهم دليّ بن دعيبل. البطينات. رئيسهم راكان بن مرشد. ومنه تحققت تفرعات هذه القبيلة بمساعدة من الشيخ محروت الهذال وفروعها: الكمصة. فخذ الرؤساء: العميره. رئيسهم راكان السحيم. رئيسهم عزيز بن شتيوي. المواهيب. رئيسهم ابن غشم. المصاربه. رئيسهم رشيد المصرب. الخمسان. الرحمه. الدريب. 2) - الرسالين. رئيسهم ابن عيده. العجلان. الجاسم. رئيسهم محمد الدحو. الهويشان. الشفيع. 2 - الفدعان وهؤلاء يرأسهم مجحم ابن مهيد. وهم ثمن عنزة، ومواطنهم قرب حلب بين الخابور والفرات ونهر البليخ والخابور حتى حلب. وهذه هي القبيلة الثانية من ضنا عبيد. وجاء عنها في عشائر العرب: " ومنهم - قبائل حلب - الفدعان من عنزة، ذوي الوعود المنجزة، والهبات المبرزة، وهم اربع عشائر منهم آل غبين، والخرصة، والوالد، وآل مهين (لعلها المهيد) ، وكل قبيلة من هؤلاء الف سقماني والف خيال. " اه (1) وهذا التفريع للقبيلة غير صحيح منه، ولعله نظراً للبعد لم يتمكن من التحقيق ولا تزال مواطنهم في انحاء حلب كما جاء في النص المذكور اعلاه. وأقسامهم: الولد. رئيسهم مجحم ابن مهيد. وهؤلاء يتفرعون الى: أ. ضنا منيع: المهيد. الروس. الشميلات. ب. العجاجره. رئيسهم ابن حريمس. ج. الساري. رئيسهم جريس بن ساعد. ضنا ماجد. رئيسهم مذود بن كعيشيش. والآن ابنه عبد العزيز وفروعهم: أ. خرصة: ضنا عربان. ضنا الحيده: جفل. ملحود. ب. ضنا كحيل: الغبين. رئيسهم عبيد ابن غبين. ولد سليمان. وهؤلاء قسم منهم في سورية والقسم الأكبر في خيبر الى بيضاء نثيل وهم اهل بادية يتبعون المراتع والكلأ ويتجولون الى قرب حايل ورئيسهم العواجي ويتفرعون الى: الجعافره. فرقة الرؤساء. المطاردة. رئيسهم ابن سويلم. الغضاورة. رئيسهم المرتعد. المغرة. رئيسهم ابن مخيليل. السلمات. رئيسهم الشفاوي. الخمشه. رئيسهم ابو زهره. الايمنه. الفضيل. 3) - الاجدعه. رئيسهم جاعد بن عرنان. 4) - العواد. 2 - العمارات وهؤلاء صنفان: الجبل. جبل ودهمش اخوان. الدهامشة. 1 - الجبل رئيسهم الشيخ محروت ابن هذال وهم ثمن عنزة ونخوتهم (اخوة بتله) ومن الأقوال الشائعة (أخوة انسب الحمايل) . قال في عشائر العرب: " منهم ابن هذال ومن تبعه من الكماة والأبطال (الجبل) التي لا يدرك فخرها، ولا يسر في الظلمات بدرها، الذين هم جذوة المقتدي، ونجدة المجتدي، ومآل الآمل، وكمال الفضائل، بدور السعود ونجاز الوعود، ورياض المفاخر، الذي نشرها أولاً ولآخر، تقصر الألسن عن مدحهم، وتضيء الدياجي بقدحهم، خير القبائل في الندى، وأبعدهم عن مشائيم الردى. عددهم ثلاثة آلاف سقماني، وفرسانهم ألف فارس. " اه (1) والحق أنهم كما وصف، وفوق ذلك. وهم: أ. الحبلان. ومنهم ابن هذال. آل هذال. فرقة الرؤساء ونخوتهم (أخوة بتله) . آل عبد المحسن. فرقة الرؤساء. الدغيم. الثامر. المنديل. العبد الله. الفواز. 2) - الجعيثن: الرويان. المكاحطه. الصوينع. 3) - السحيم: المويهي. المديلع. التومه. 4) - الحسن: المطيره. المتين. الشحوم. الكهموس. آل هشال. المحوص. 5) - آل حسين رئيسهم عوض السهيم. الغشوم. نفس الحسين. 6) - الدشاش. 7) - الهيازع: رئيسهم مناجد وهو عارفة. ويقال رئيسهم مناكد بن هيازع وأصلهم من خيبر أو أن موطنهم هناك. ومعه بعض العشائر من زبيد. وقد تحققت من الشيخ محروت الهذال بان هؤلاء منا ولا نعدهم من غيرنا لا علاقة لهم بهيازع العبيد ولا هناك أفخاذ متشابهة معهم واذا كان هناك قربىفالظاهر ان الذين مع العبيد من هؤلاء ولما قلت له المسموع ان اصلهم قحطانيون كما يقال: حنا وعبده والهيازع بجدين قال: وانا اسمع هذا. والظاهر انهم قحاطين. ولكن سكناهم معنا وقدم اختلاطهم بنا لا يخرجهم منا بوجه.! ونخوتهم (خيال الروده هيزعي) قال وهم عندنا قليلون ولا يتذكر افخاذهم. وإنما لهم رؤساء معلومون. وليس بينهم من افخاذ البو هيازع أحد. هذا وان نخوة البو هيازع من العبيد (طريف) فلا تقارب بينهما. ولكن المحفوظ يعين أنهم قحطانيون والتسمية المتشابهة لا يعول عليها مالم يعضدها أمر آخر من نخوة أو غيرها. - الختارشة. رئيسهم العفين البصر. 9) - الغشوم. رئيسهم محده بن جروان. 10) - البسيسات. رئيسهم ضحوي المغرنج. 11) - المداميغ. رئيسهم مرضي بن رفيد المديميغ. 12) - الذيبه. رئيسهم سلمان العماري. 13) - العيير. رئيسهم عسكر البكان. ب. الصكور (الصقور) نخوتهم. (خيال البويضه جلوي) : الجلال: رئيسهم دريبي بن موجف. آل داغر. المجيتل. الغدفان. المجول. 2 - الدهمان: رئيسهم حويكم بن صلعان. المريبد. الشعاره. الجداعه. المسعود. الترشان. الشرمان. الوضاحين. 3 - المصاعب: رئيسهم عناد الزوين. العتيج. النمره. الكحطه. الشبول. الدغالبه. 4 - الدلمه: رئيسهم مناع الجاسب. 5 - الثويبت: رئيسهم برغوث بن جلوي. 6 - العطيفات: رئيسهم صالح ابو الروس. ج. السلكه. رئيسهم مرضي الرفدي وهم جمعان. والحبلان جمع واحد والصكور جمع واحد ويسكنون الشامية مع ابن هذال. الشملان. رئيسهم مرضي الرفدي منهم في نجد ومنهم في العراق. البشير. الكاوح. المراجله. الجبور أو الزيود. 2 - المضيان. رئيسهم ظاهر بن دخيل نخوتهم خيال الصبحة مضياني. الحمايره. الرؤساء منهم المريحب وابن حامد. الثعيل. الساعد. الخنفه. وهم الرؤساء. السنيد. رئيسهم عياد بن سحلان. الزريعه. 3 - الأحسني. رئيسهم فهد بن شمران وخشم بن تمران. وأمير البحرين ابن خليفة منهم. العويضات. النجاده. العزيز. العطاعطه. 2) - الهوامل. الرباع. السويلم. الكماجمه. 4 - المطارفة: رئيسهم جاسب السحالي وهو عارفة نخوتهم خيال العشوه مطرفي: الفكعه. النصره. فرقة الرؤساء: السحاليه. الذهاهبه. النبيجات. 2 - الدهامشة: نخوتهم (أولاد علي غريب الدار) . رئيسهم جزاع بن مجلاد. وهؤلاء يتفرعون الى: أ. العلي. وهؤلاء ينقسمون الى: الزينة. ورئيسهم جزاع بن راكان ومحمد التركي: الجميشات: (ويعدون عشيرة مستقلة عن الزبنه) : العتيج. محمد العجرفي. الاغره. رئيسهم عدافه بن عاصم. الصكار. رئيسهم خضير بن صكار. الابلّه. رئيسهم حباب بن غلاب. الزناتيه. رئيسهم دبوسي الزناتي. الصعول. رئيسهم فضل الصعل. الفلايجه. رئيسهم خلف بن فلج. العرضان. رئيسهم شلاش العريض هو الرئيس. الملعب. رئيسهم مطر بن ملعب. الكهاده. دعلوج الكهيدي. 2) - السبابيح. محيه بن جريبيع. 3) - الجعبان. حجاج الحبيب. 4) - الصرمة. رئيسهم سهيل الصرم. 5) - الركعان. رئيسهم صحن الفايد الركع. 6) - الجواسم. رئيسهم عبيد بن جاسم. 7) - الفويزه. رئيسهم دليم بن مثيب. - المجلاد. وهم رؤساء الزبنه. 9) - الخزام. رئيسهم معزي بن نجب. 10) - العرايف. رئيسهم هديان العرافه. 11) - زينين العيون. رئيسهم محمد زين العين. 12) - الخدران. 2 - المحلف. رئيسهم ضاري بن ضبيان. والآن نده بن ذعار بن ضاري وفروعهم: العياش: الضبيان. رئيسهم نده المذكور. البلاليز. رئيسهم سلامه بن غريب البلاز. الغرير. رئيسهم مشعان بن فنتوخ. المعجل. رئيسهم زيد بن وادي. اللمعان. رئيسهم غانم اللميع. 2) - الذوايده. رئيسهم محمد بن سلطان: المزيد. رئيسهم بدر بن البير. السلطان. رئيسهم محمد بن سلطان الجديع. رئيسهم مطلك بن جديع. المنور. رئيسهم نايف بن منور. الكعود. رئيسهم مصارع بن كعود. 3) - المحينات. رئيسهم ناصر ابو الروس: الروسان. رئيسهم ناصر المذكور. الموزم. رئيسهم زيد بن مربذه. النمور. رئيسهم مرجي بن وطيان. العقيلات. رئيسهم دغيم بن ضويحي. 4) - الشلخان. رئيسهم فلجي بن عيفان. العيفة. فخذ الرؤساء. الشلخه. رئيسهم جالي الشليخي. 5) - المتاريك. رئيسهم ابن حويكم. والأكثر يعدون المحلف شعبتين العياش والمذاوده، وباقي الفروع انما تتفرع منها. ب. الجلاعيد. رئيسهم بنيدر بن جلعود: نفس الجلاعيد. فرقة الرؤساء. السليمة. رئيسهم سليمان الروغى. السليم. رئيسهم عايد بن مسلم. الزعير. رئيسهم فياض. ج. السويلمات. رئيسهم عايد بن بكر والآن مناحي بن بكر: المحيسن. رئيسهم عايد بن بكر. الهمل. وهؤلاء يتفرعون الى: الطننه. رئيسهم مسعود بن جليدان. 2 النواحله. رئيسهم زميلان النويحل. الزنفه. رئيسهم شنان الموط. 3) - العتكان. رئيسهم معطش بن فجري. 4) - الوطبه. رئيسهم هجرس الديدب. ومن هؤلاء: 1. المناهره. رئيسهم عايد المنيهري. 5) - الحماطره. رئيسهم طخطيخ الغرو. د. السلاطين. رئيسهم سمير بن كنفد الآن ابنه خضير. المحاور. رئيسهم جضيع ابو الكاح. الجراده. القنفذ. رئيسهم حامد بن كنفد. الشحوم. رئيسهم محمد الشحمي. القضاة. رئيسهم مجول القاضي. من هؤلاء: المجلاد، والزبنه، والجميشات والسلاطين، والجلاعيد، والمحينات والشلخان، والذوايده غادروا العراق الى سورية سنة 1338هـ - 1920م وبقوا خمس سنوات ثم عادوا الى العراق سنة 1343هـ - 1925م واستقاموا نحو خمسة اشهر ثم ساروا الى نجد وذهبت معهم جميع عشيرة الدهامشة وبقوا مترددين بين العراق ونجد يتبعون الكلأ والآن منهم جماعة مع الشيخ محمد التركي ومناحي بن بكر وباقي قبائل الدهامشة الآن في نجد مع رئيسهم العام جزاع بن مجلاد. 2 - قبائل مسلم ويقال لهم (ضنا مسلم) ولا تعرف جهة اتصال بشر بمسلم ويقولون انهما اخوان ولم يظهر دليل سوى المحفوظ ولا عثر على شعر يؤيد ذلك. وعلى كل حال نحتفظ بالمسموع حتى نعثر على ما يؤيده.. وهؤلاء جميعاً يرجعون الى: جلاس. وهب. والفريق الأول (الجلاس) يتفرع الى روله، ومحلف والفريق الثاني (الوهب) الى قبائل وهب. 1 - الرولة: رئيسهم النوري ابن شعلان وقد علمت فروع هذه القبيلة من فرحان ابن مشهور حينما ورد العراق ومن غيره. وقد وافت الأخبار ان الشيخ فواز الشعلان قتله في سنة 1353هـ - 1935م وهؤلاء كثيرون جداً فكان قسم منهم مع النوري والآخر في نجد. وقال عنهم في عشائر العرب: " ومنهم الرولة شيخهم الدريعي المشهور، وهذه القبيلة اطول باعاً في الكرم، ورعي الذمم، والمواساة للعائل، والارتكاب للفضائل، والطعن في المضايق، والضرب في المفارق، اولئك المجد عليهم اجمل، واخبارهم في المكرمات اعرض واطول. وكل هؤلاء من بصرى الى الشام. " اه (1) وهذه فرقهم بل عشائرهم: أ. جمعان: وهؤلاء يتفرعون الى: المرعض. وهم: الشعلان. طائفة الرؤساء. وفرقها: آل هزاع. آل مشهور. كان رئيسهم فرحان بن فهد بن برجس بن مشهور. آل زيد. آل مجول. آل مبهل. الصبيح. آل بنّيه. آل روضان. 2) - آل نصير. رئيسها صليبي بن نصير وجلعود ابن عشيران: العشيران. قوم ابن زاهي. 3) - النواصره. رئيسها عياط المجارمي. وفرقها: المجارمي. فرقة الرؤساء. آل غمر. الروابعه. البشمه. الكواطع. الكطاعه. 4) - الموسرين. ورئيس هذه العشيرة بشيتان بن بنيه. 5) - السبته. 6) - النصير. رئيسهم كريص بن نصير. 7) - العلمه: الراشدي. آل حمد. آل مدحم. آل دويج. 4) - الدغمان: مقيمون في الجوف رئيسهم درزي ابن دغمي. وفرقهم: الدغمي. فرقة الرؤساء. آل هكشه. آل حسن. البرابره. 3 - الدرعان: رئيسهم الجنيفي. الجنفان. رؤساؤهم. البطنان. 4 - الصوالحه: رئيسهم نحيطر بن ماهل. 5 - آل مهنا: رئيسهم كميان بن مهنا. ب. الكواجبه: ورئيسهم مدبغ الكويجب: الوكلان. الخمسي. العرضان. الختام. الوهيب. الكويجب. آل شكير. المدلوشه. المزاهيه. الشريفات. ج. الكعاجعة: رئيسهم المنفي بن حنيان. الربشان: العوينان. آل جرذي. العجيل. 2) - آل مانع. 3) - الغشوم. 4) - المصطفجه. د. الفرجة: رئيسهم عويضه الاخضع: الخضعان. الفلته. آل مشيط. السمران. آل سباح. آل رماح. الهطلان. 2 - المحلف: (من ضنا مسلم) وهؤلاء هم الجذم الثاني من قبائل الجلاس وقد مر بنا الكلام عن الجذم الأول وهم الرولة. والمحلف تعود الى سورية وتتردد بين الجوف والشام. وفرق المحلف هم: 1 - الاشاجعة وردوا في عشائر العرب بلفظ اشايعة " من عنزة كبيرهم ابن معجل، ذو حمية زائدة وهمم متزايدة. فاقوا من قبلهم، واكتسب المتأسي بهم من فضلهم وهم ستمائة فارس والف سقماني " اه (1) المعجل. رئيسهم فرحان بن معجل وهو رئيس الكل. البلاعيس. رئيسهم كضكاض البلعاسي. المهيوب. رئيسهم فهد الحمادي. البدور. رئيسهم هلال الكوسان. 2 - العبد الله 3 - السوالمة. رئيسهم عافت بن مجيد. وهؤلاء جاء عنهم في عشائر العرب: " ومنهم عبد الله بالتخفيف عددهم ثلاثمائة خيال وخمسمائة سقماني، وفيهم الشجاعة ما لم يدرك مقابلته بتع ولا بضع الاستطاعة " اه (2) 3 - السوالمة. رئيسهم عافت بن جندل. وفي عشائر العرب: " من عنزة من قبيلة الدريعي المشهور وهم خمسمائة خيال والف سقماني " اه (3) الوهب وهذه قبيلة كبرى من ضنا مسلم وتسمى بهذا الاسم، وتعرف الآن بولد علي فاشتهرت بأحد فروعها ويقال ان الوهب من الأسلم من شمر وهم الفريق الثاني من ضنا مسلم ولعل نسبهم الى شمر نبز والا فعند التفريع قد تعين مكانهم بين قبائل عنزة املاكهم وبساتينهم في خيبر يضعون فيها عبيدهم وفلاحيهم وهم أهل بادية يتبعون المراعي والكلأ وسكناهم من الحجر الى تيماء ومن خيبر الى اطراف حايل وهم بين الجوف والشام ويكتالون من بلد (الوجه) ومن الملحوظ ان نسيان الصلة ساق الى القول بهذا. وجاء في عشائر العرب ما يميط اللثام عن هذه التطولات قال: " ومنهم آل فاضل، ذوو البراز والتناضل وهؤلاء هم حكان عنزة سابقاً ويعرفون ب (الحسنه) ، القول فيهم انهم الحق اذا حصحص، والبرق اذا بصبص والأساة للمضيوم، والمواساة للمظلوم، وعدهم صادق، وسهمهم راشق، تنوب قلوبهم عن الدروع، اذا لبسوها بيوم مروع، وأما فيض أياديهم ببواديهم فلا تقاومه الجون الغوادي، ولا يدرك حصره حاضر ولا بادي، قد شمل الا كم، والعرب والعجم. " اه (1) وكفاهم فخراً ان ابن سعود ملك نجد والحجاز منهم. وفروع الوهب: 1 - المنابهة: رؤساؤهم طراد ابن ملحم وابن يعيش وسلطان الفجير وهم: الحسنة. رئيسهم طراد بن ملحم، ومن رؤساؤهم عبد الله بن فاضل ابن ملحم ومن هؤلاء فاضل ورد ذكره في وقائع العراق كما تقدم. المصاليخ. رئيسهم ابن يعيش والمعروف ان ابن سعود منهم وبعض النسابة يعدون المصاليخ من الحسنة. وهذا يدل على ان الفرع استقل بتسميته الخاصة ويقيمون اليوم في الجوف. آل سعود كانت نجد قبائل متفرقة، وامارات صغيرة نستطيع ان نقول كل بلدة مستقلة بادارتها وامارتها كما ان كل عشيرة منفصلة عن غيرها، ولا تكاد توجد امارة عشائرية متكونة من قبائل عديدة تستطيع أن تؤسس امارة ذات شأن وسيادة على جزيرة العرب.. ومن ثم نرى الفوضى ضاربة أطنابها الامن مفقود، والسلب والنهب من أعظم وسائل ارتزاق الأهلين ومدار عيشتهم حتى قيض الله لنجد ان تكون ادارتها موحدة، وسلطتها تابعة لتلك الادارة، وأساسها التوفيق بين المطالب السياسية، والأغراض الدينية الصحيحة فكانت نتيجة هذه الألفة ان سادت الطمأنينة، وصادفت ما وافق هوى في النفوس، بل رغبة أكيدة، وميلاً تاماً واذعاناً من الجميع. دعوة قوية من عالم مجاهد، وفاضل حريص على التمسك بالشرع هو محمد ابن عبد الوهاب، ومناصرة من حاكم قرية ضعيفة، وبلدة مستكينة. ومن جراء هذه المناصرة، وتلك الدعوة إن ذاعت في الأطراف وانتشرت إنتشاراً هائلاً حتى قبضت على السلطة، توسع النطاق، ونجحت الدعوة فتكونت قوة هائلة لم تلبث أن سيطرت على انحاء عديدة. وفي كل أدوارها حافظت على هذا الاتصال بين الحكومة في عدلها، والدين في بث تعاليمه وتربيته الصحيحة فكان له شأنه، وذاع صيته في الخافقين. دعوة بسيطة، محكمة تلخص في اذاعة أساسات الدين الإسلامي وعقائده القويمة وإن يلتزم القوم (التوحيد، والسمع والطاعة) وركنها بعد اتباع العقيدة التوحيدية آية " ... واسمعوا وأطيعوا " ادارتها صارمة في أحكام الشريعة لا تقبل تهاوناً في حسن ادارة الشريعة في امة أمية لا تستطيع أن تعلم إلا مطالب محدودة وسهلة ومتينة. 2 - ولد علي قام آل سعود بهذه الإدارة وهم من قبيلة المساليخ، وتلفظ المصاليخ من ولد علي، أو بالتعبير الصحيح ان (ولد علي) قبيلة من قبائل وهب وشاع اطلاقها على الكل بما فيهم المنابهة وولد علي ومنهم المساليخ ووقائع آل سعود في العراق كثيرة ولها مكانتها من التدقيق والتثبيت لا مجال لبسطها هنا وانما نكتفي ببيان قبيلتهم وطريق انتسابهم الى قبائل عنزة المشهورة لتعيين الصلة وكان خروجهم من الوضع العشائري بعيد العهد وامارتهم مدنية تبتدئ من أوائل القرن الثاني عشر، ولم تنل سعتها وكمالها إلا في أواخره وأوائل القرن الثالث عشر وقد رأوا شدة ورخاء، ولا زالوا مثابرين على خطتهم الأولى خصوصاً وقد رأوا فيها النجاح كله، وعلموا أن الخذلان في التهاون بهذا المبدأ القويم المبدأ الإسلامي الصحيح ذلك ما مكنهم في الأرض وجعلهم الوارثين.. وكانت قد حدثت معارضات شديدة من الحكومة العثمانية، ومن آل رشيد ومن غيرهم من الامارات العشائرية التي لا تصلح للحكم فلم تنجح هذه كلها بل كان حظها الخذلان، والغرض نجاح الجزيرة وسيادتها وقد تم لهذه الامارة الحكم على تمام نجد والحجاز وعسير. والموضوع عشائري لا يحتمل التفصيل. (1) هذا وقبائل عنزة لا تقف عند حالاتها العشائرية وانما حصلت على امارات في الحقيقة أقوى مما نالته الامارات الأخرى. ولنرجع الى باقي فروع المنابهة. الفكره (الفقره) . رئيسهم سلطان الفجير. الخماعله. رئيسهم خميس الخمعلي. تبع الفكير. الصكره. حجاج. رئيسهم ابن رويق. 2 - ولد علي رؤساؤهم عناد بن سمير ومحمد الايده وسلطان الطيار. وجاء في عشائر العرب عنهم ما نصه: " شيخهم دوخي السمير.. وهؤلاء يحملون الحاج، ولهم صرّ من الدولة العليه معيناً كل سنة. " اه (1) العويفات. رئيسهم عناد بن سمير. الطلوح. رئيسهم هويدي بن خليل. الرهوب. رئيسهم ابن سعده ومنهم من لا يعدهم أفخاذ مستقلة وانما يجعلهم من الطلوح وأصلهم منهم وموجودون في حرب مع انهم من هذه القبيلة. الدمجان. رئيسهم الكعيط بن حييف. الحماميد. رئيسهم ابن دويهيس. الجذالمه. رئيسهم أبو خشبة. المشاذجه. رئيسهم سلطان الطيار والمريخي. جباره. رئيسهم ابن ضويحي. الطوالعه. رئيسهم الطويلعي. 3 - الايده وهؤلاء قرب المدينة المنورة. رئيسهم محمد بن فرحان الايده وهو الرئيس العام: الشملان. الجريده. العبادله. قال في عشائر العرب: " الايدى ومنهم الشملان الجميع اربعة آلاف سقماني وسبعمائة خيال. " (1) عوارف قبائل عنزة أ. في قبائل بشر: ابن زرعه من المهيد. ابن هيازع من الحبلان؛ ويرى كافة الدعاوي ما عدا حقوق النساء، وقضايا الخيل. ويقال لهذه المكلدات (المقلدات) . ابن جلعود من الجلاعيد (الدهامشة) . السحالي من المطارفة من السلكه (السلقة) . وهذا يرى المقلدات. ابن عيده من الرسالين من السبعة. الجعيب. من الزبنة. ب. في قبائل مسلم: الطيار. جندل من السوالمة. ابن معجل. عسكر ابن كويجب (كويكب) من الكواجبه (الكواكبه) . كميان ابن دغمي. رئيس المهنا. موينع. رئيس النصير. بشيتان بن بنيه. عويضة الاخضع. رئيس الفرجة. ليلى المجارمي. الكعكاع (القعقاع) من الرولة. والآن مونس وشاجي من رؤساؤهم. ملحوظات: ليس لقبائل عنزة نخوة عامة وانما هم متفرقون في المنازل لكثرتهم ومتباعدون الا اذا مست الحاجة. الجمع عندهم الف محارب. ولا تزال تعد بعض قبائل او تعتبر جموعاً وعلى هذا جرى تقسيمهم الى جموع اشبه بالجيوش وقوادها فكل جمع له قائد يسمى (العقيد) ، أو كما يقولون (عجيد) ويجب ان يقود الالف ايام الحروب بينهم.. ولا فرق بين الف فارس أو محارب. الضفير | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:17 pm | |
| من اختبارات كثيرة نتيقن ان التفريعات صحيحة اجمالاً والتدخلات بين الفروع قليلة. أما الأنساب للأشخاص وتسلسلها فلا يعول علي المحفوظات فيها وانما نرى الحافظة تقدم أو تؤخر أو تنسى مما جعلنا بعد امتحانات عديدة واختبارات كثيرة لا نقطع فيها من ناحية تعداد الأسماء وغالبها مبني على اعتبار كل فرع جدا وكل عدة فروع اولاد لمن هو أعلى وهكذا مع اننا نعلم انه لا يشترط ان يكون الفرع مشتقاً من أصله رأساً أو لوسائط كثيرة. ومن تعداد الجدود المحفوظين نرى قلة في الأجداد مع طول الزمان.. وعلى كل حال ان هذه الفروع أسماء لمن اشتهر من جذم سابق وأصلهم أشخاص فصاروا أسماء فروع.. محروت الهذال شيخ مشايخ عنزة في العراق هو ابن فهد بن عبد المحسن بن الحميدي بن عبد الله بن هذال بن عدينان بن جعيثين بن جمعه بن حبلان وهذا هو الذي ينتسب اليه جمع الحبلان من جمعه من الجبل من العمارات. وقد ذكرنا في أصل التاريخ وقائعهم في العراق. والمحفوظ عنهم انهم جاؤا الى العراق في زمن الحميدي وأقاربه من آل هذال وقبلهم كان قد ذهب الى سورية عبد الله من ابناء عمهم ويجتمع معهم في عبد الله الآخر ويقال لفخذه آل عبد الله (وهو الأول) ومن ثم تمكنوا في سورية والعراق وهم حديثو عهد بالنزوح الى العراق والآن يعزون السبب في نزوحهم الى ابن مسعود وخلافهم معه.. ولا محل هنا لاستقصاء اخبارهم.. هذه لوحة في عمود آل هذال والفروع المتصلة بهم. الضفير من أشهر قبائل نجد والعراق، والقسم الكبير منها يتجول في الجانب الغربي من الفرات بين الزبير وانحاء السماوة، ولها مكانتها المعروفة، ومضى لها دور لا يستهان به أيام ورودها العراق في أول القرن الثالث عشر الهجري، جاءت من نجد الى العراق، يشملها هذا الاسم مع تباين في النسب والجد، وهم في الأصل على كيانها، والتزام الوفاق بما يعود لها من بسط سطوتها بحيث صارت قوة كبيرة يخشى صولتها. ومثلها عندنا (قبيلة المجمع) ، متألفة من عدة قبائل، أو فروع من قبائل متعددة. واليوم لا تزال الضفير تعد من القبائل البدوية المعروفة وان كان قد مال بعض منها الى الأرياف.. كتب صاحب عنوان المجد الضفير بالظاء. ولما كان لفظه عامياً فلا يعول على تلفظه في ضبط الكلمة دون تنبيه ونرى في هذه الأيام ان قد جاء ذكرها في كتب حديثة أخرى بالظاء أيضاً متابعة في عنوان المجد والتضافر والتساند المعروف عنهم يؤيد كتابة القبيلة بالضاد. وجاء في القلقشندي عن هذه القبيلة انها تحت أمرة آل فضل من طيء، وعدهم الحمداني من عرب برية الحجاز من أحلاف آل فضل والمعنى واحد ولا يعرف بالتحقيق تاريخ هذا التضافر والتساند، وان المدونات التاريخية لم تعين ذلك ولم تكشف ما يرفع اللبس عنه. وعلى كل الألفة الطويلة والتماسك القديم أدى الى أن يكونوا قبيلة واحدة. ومن المقطوع به ان كل قسم من قبائلها يرجع الى اصله المنسوب اليه والمحفوظ عنده وكذا المعروف عند المجاورين.. وان تشتت الآراء في اصل نسبهم ناجم من اختلاف فروعهم وعدم التمكن من ارجاعها الى اصل واحد من جهة انهم متألفون من قبائل متعددة، وكان الأولى ان يعين كل فرع وما يمت اليه من قبيلة معروفة.. وقد ذكرهم مؤرخون عديدون وجاء عنهم في عشائر العرب للبسام ما نصه: " ومنهم - من عشائر نجد - الضفير المشهورون، والكماة المذكورون ذوو التقلب كتقلب الفلك، والتنقل من ملك الى ملك، يحمون نزيلهم، ويضفون جميلهم، حمدهم سائر، وفخرهم شاهر، وفضائلهم لا تحصى، ومحامدهم لا تستقصى.. " اه ولم تكن علاقة سابقة بالعراق، ولا جرى لهم ذكر في تواريخنا الى ظهور (آل سعود) وحينئذ عرفوا بمناصبتهم العداء لهم، ووقوع الحروب الدموية حتى مالوا الى العراق بعد ان رأوا التنكيل المرّ، والتدمير القاهر.. وقال في مطالع السعود: " وسمعت ممن أثق به انهم من بني سليم. فان صح ما ذكره كانوا عرانين، اباة الضيم، فقد كان يقال اذا كنت من تميم ففاخر بحنظلة، وكاثر بسعد، وحارب بعمرو، واذا كنت من قيس ففاخر بغطفان، وكاثر بهوازن وحارب بسليم " اه (1) وقال الحيدري: " من أعظم عشائر العراق وهم قبائل كثيرة يبلغون ثلاثين ألفاً فأكثر ومنهم بنو حسين من الأشراف ومنزلهم في منازل المنتفك بين نجد والبصرة " اه.
ومن هذا نعلم درجة قربى بعض اقسامهم الى عدوان التي تدعى انها من الضفير وهي قبيلة معروفة ذكرها صاحب (شرقي الأردن) وعدد فروعها (1) . ولا يبعد ان يتجول هؤلاء الضفير في طول الجزيرة وعرضها، وان يتركوا قسماً منهم في مواطن نائية، والظاهر ان بعض فروع عدوان عاشت مع الضفير. وعدوان هذه من القبائل القيسية ذكرها في كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد (2) . وحياتهم غالبها في تجول وتنقل مستمرين فقد نراهم في انحاء البصرة مرة، كما نشاهدهم في أطراف سنجار أخرى، وهكذا في شرقي الأردن وفي الحجاز ونجد ... ولا مجال هنا لذكر وقائعهم قبل ورودهم العراق وعلاقاتهم وحوادثهم بالشرفاء في الحجاز وبابن سعود، أو ما جرى من حروب مع أمراء آل حميد من بني خالد في أنحاء الاحساء - فهذا يطول بنا كثيراً، ووقائعها عديدة. كانت لهم واقعة مع الفضول في سنة 1108هـ - 1697م وكان رئيسهم آنئذ سلامة ابن مرشد بن سويط وهكذا لم يخلوا في وقت من غزو وحرب وكل وقائعهم قبائلية ذكر غالبها صاحب (عنوان المجد في تاريخ نجد) وكلها متماثلة تقريباً في وضعها وشكلها ... وتفصيل وقائعهم في العراق من حين ورودهم اليه كان له قيمة خاصة ... وهو مذكور في تاريخ العراق ويهمنا ان نقول هنا ان نزوحهم كان بسبب وقائعهم مع آل سعود كما مرت الاشارة. وذلك انه كانت قبائل الضفير كسائر القبائل مستقلة بنفسها تغزو من ارادت، وتحالف، وتتجول.. ولما تأسست حكومة آل سعود في نجد انقادت لها ولم تقدر على مقاومتها فاذعنت بالطاعة ... وكان سعود امير نجد قد قصد الشمال في ذي القعدة لسنة 1219هـ - 1805م. وكان قبيل ذلك قد حدث بين قبيلة مطير والضفير بعض القتال فقتل من مطير احد رؤساؤها من الدوشان، وقتل من الضفير مسلط بن الشابوش بن عفنان (ومن فروعهم العفنان فخذ يسمى باسمه) فارسل اليهم سعود وهو في الدرعية فاصلح بينهم وكف بعضهم عن بعض وتوعد من اعتدى منهم على الآخر. فلما سار سعود في هذه الغزوة اجتاز بقبائل الضفير وهم في الدهنا، من جهة (لينه) الماء المعروف فامرهم ان ينفروا معه غزاة فنفر معه شرذمة رئيسهم الشابوش ابن عفنان. فاستقل سعود غزوهم فانتهر الشابوش وغضب عليه. فقال انهم عصوني وهم يريدون المسير لقتال مطير. وكان سعود شرب من لينة ومال منها يريدالعراق فحرف الجيوش اليهم وشن عليهم الغارة وأمر فيهم بالقتل والنهب، ثم بعد ذلك اعتق غالبهم من القتل وقتل من عامة الضفير قتلى كثيرة من كل قبيلة واخذ جميع اموالهم من الابل والخيل والغنم والسلاح والحلل والامتاع والازواد. ولم ينج منهم الا الشريد من اقاصيهم وتفرقوا ... فمنهم من هرب الى المنتفق، ومنهم من فرّ الى جزيرة بين النهرين، وبعضهم هلكوا في نجد. هذا وكان قد حدث من عربان الضفير حوادث أخرى عديدة علمها الأمير سعود منهم تضييع بعض فرائض الدين، وايواء المحدثين وتوهيلهم واضافتهم واتاهم غزو من قبائل الشمال فأغاروا على نجد واجتازوا بالضفير فاضافوهم، وذكر لسعود ان ناساً منهم يغزون مع أعدائه على قبائلهم ... كل هذا كان منهم وعلمه سعود، وان الحادث الأخير قوّى الشيهة فيهم، وجعله يقطع في صحة ما نسب اليهم فكان ما كان ... وهذا سبب نزوحهم الى العراق في هذه السنة وهي سنة 1219هـ. (1) وبعد أن جاءوا الى العراق ضبطت وقائعهم، وعرفت حوادثهم مع الحكومة.. ومن وقائعهم في العراق انهم في سنة (1220هـ - 1806م) كان غزو منهم برياسة روخي بن خلاف السعدي الضفيري، وراشد بن فهد بن عبد الله السليمان ابن سويط، ومناع الضويحي رؤساء الضفير. وأكثر هذا الغزو منهم ومن رؤساؤهم وهم في الموضع المعروف ب (فليج) في الباطن قرب الحفر فصادفتهم سرية من جيش سعود فاستأصلتهم تقريباً ولم يسلم منهم الا الشريد ... (2) وفي هذه الحادثة وبعدها لم يبق أمل لهذه القبيلة في مقارعة آل سعود ... وتعدّ خاتمة الوقائع في الانتقام منهم، والحكومة العثمانية بطولها وعرضها، وقوة جيشها وجمهرة قبائلها ... لم تتمكن من آل سعود فكيف بالقبيلة الواحدة وعلى كل حال هذه حاسمة الوقائع بينهم وبين آل سعود. وفي سنة 1224هـ - 1810م حدثت للضفير وعنزة حادثة مع شمر وأمدّ الوزير سليمان باشا قبيلة شمر ولكن انتصر الضفير وعنزة على شمر وعلى الجيوش ...
وقال المؤرخ الشهير سليمان فائق ابن الحاج طالب كهية في تاريخ المماليك عن هذه القبيلة بعد ورودها العراق ما نصه: " هذه القبيلة من القبائل النجدية العظمى، أرادت ألا تنقاد الى آل سعود بأداء الزكاة عن أنعامها، وألا يسيطر عليها أحد فيما ترتكبه من الجرائر والمفاسد ففروا من سلطة الوهابيين وجاءوا الى الخطة العراقية ... وقد شوقهم على المجيء أمراء المنتفق كسائر من تمكنوا من جلبه لجانبهم بقصد التقليل من سورة الوهابيين وتقوية جهتهم واعزازها بأمثال هؤلاء مبدين لولاة بغداد صلاح ذلك وأنهم قاموا بخدمة مهمة في تزييد قوتهم ومكنتهم واعتزاز عشائرهم ... أظهروا ذلك وحسّنوه للوزراء والحال ان هؤلاء انما رحبوا بهم وقبلوا دخالتهم لأغراض أخرى غير هذه وذلك أنهم أضمروا أيضاً أن يستخدموهم على حكومة بغداد فأمّنوا صولة الوهابيين في الظاهر وعادية الوزراء في الباطن إلا أن الوزراء لم يطلعوا على هذه الجهة فعدّوا ذلك منهم مفخرة، وخدمة جلى.. ولذا نالوا كل اعزاز وتكريم لما قاموا به ... ! وبذلك فتحوا باباً جديداً من الغوائل وهي غائلة الضفير. كانت هذه القبيلة قد مضت الى أورفة، وان الوزير سليمان باشا عزم على التنكيل بها ولكنه عاد بالخيبة ولم ينل مطلوبه بل ان هذه الحركة منه بفيلق عظيم وتجاوزه حدود إيالة بغداد وتدخله في شؤون إيالة أخرى دون استيذان من حكومته مما أسخط عليه رجال الدولة ... " اه (1) وعلى كل حال ان تاريخ نزوح هذه القبيلة الى العراق قد عرف بالوجه المشروح وتعين بصورة واضحة، ولا يخلو من بعض المقدمات. إلا أن مؤرخها سليمان فائق تحامل على أوضاع هذه القبيلة، واتصالها بأمراء المنتفق من جهة أطراد الوقائع، ومن حدوث وقائع مستقلة قد فسرها تفسيراً لا يحلم به البدوي، والحالة الراهنة هي التي تدعو، والتفسير حدث بعد الوقوع لا بالوجة المنوي أو المتفق عليه ... وقائعهم معروفة، ومدونة في تاريخ العراق، والملحوظ ان هذه القبيلة لا ترغب أن تحافظ على نظام بل من مصلحتها أن تشوش كما يفهم من تاريخها الى عهد آل سعود، ولما قضى هؤلاء على عوائد كثيرة كلها حرب وغزو مالوا الى العراق.. وهذه القبيلة تتألف من فروع كل منها ينتسب الى قبيلة ذلك ما دعا أن تضطرب كلمة النسابة فيهم.. والصواب أن نسب كل فرق معروف ومعترف به والنبز لا يعول عليه، وإنما يذكر كحادث أدبي كما ينقل عن جرير وغيره في مهاجاتهم ... وفرقهم: 1 - البطون. وهؤلاء يعدّون فروعاً كثيرة وكل منها ينتسب الى قبيلة والتسمية بالبطون توضح هذه الفكرة وأشهرها: البويت. وهذا تنقاد له عشائر الجزيرة عند الخلاف في قضاء، وهو المعروف ب (المنهى) ، وهو بمقام (محكمة التمييز) عندنا، وقوله الفصل، ولا يرد له قضاء. بنو حسين. رئيسهم مسعود بن مرشد. وهؤلاء مع البطن السابق يدعون أنهم من الشرفاء، وعلاقاتهم التاريخية تؤيد دعواهم، وفي النص المنقول عن الحيدري ما يحقق هذه. وهم أعرف بنسبهم ونخوتهم (أولاد حسن) . آل سعيد. ومن رؤساؤهم ابن خلاف من فرقة الضفير القائل: ان سلت عنا يا سويطي كحاطين ... حنا وعبده والهيازع بجدين وكان رؤساؤهم حماد المديهم ومحسن بن خلاف وثوات بن خلاف: الخضور. رئيسهم عبد الرزاق بن خلاف. العجالين. رئيسهم اللحيس. بنو خالد. آل كثير (آل جثير) . رئيسهم ابن جريد. الطلوح. يدعون انهم من عنزة. السويط. الرياسة كانت من القديم فيهم وهم من آل ضويحي ... ومن رؤسائهم المعروفين قديماً فيصل بن سهيل السويط، وسلامة، ومسلط ابن الشابوش بن عفنان وآخرون ذكرهم صاحب عنوان المجد في تاريخ نجد بلفظ (صويط) صحيحه سويط ورئيسهم اليوم جدعان السويطي وعجمي الحمود السويط ونخوتهم (خيال الكروه سويطي) . ولا صحة للنبز القائل بأنهم من الصلبة. السلطان. آل مذعر. الحولة. البطاح. العفنان. الضويحي. وهؤلاء كانت الرياسة فيهم، ومنهم آل سويط. الرسمي. يدعون أنهم من شمر. عدوان. وهؤلاء من القبائل القيسية. 2 - الصمدة. وهؤلاء قديمون جداً ونخوتهم أخوة سلمة ووقائعهم مع عنزة كثيرة. ومنها أيام دجيني بن سعدون با ذراع. ورئيسهم لزام بن ظاهر با ذراع وفروعهم: آل عريف. يدعون انهم من قحطان. رئيسهم نحيطر العصاب.
- 12 الجواسم. يدعون انهم من سبيع. رئيسهم محمد بن عفيصان. ونخوتهم (خيال الصبحه طماح) . النفيسان. آل معلم. يدعون انهم من تميم، ويقال لهم المعاليم. رئيسهم طميش البريكي. المسامير. يدعون انهم من عنزة. رئيسهم محمد بن عفيصان أيضاً. العسكر. رئيسهم منوخ بن كحيصان. العلجانات. رئيسهم محمد الهكيش. الذرعان (1) . يدعون أنهم من قحطان، نخوتهم (أخوة سلمه) كنخوة سائر الصمدة ويتصلون بشمر. وهم رؤساء الصمدة (آل با ذراع) . ورئيسهم لزام بن ظاهر با ذراع ولا صحة للقول بأنهم من العبيد الزنوج، وإنما ذلك ناشئ عن غضاضة ونبز بين القبائل فلا يعول عليه وبا ذراع هو القائل: عاشت يمينك يولد ... شوايعك جتنا من بعيد هذي مراكيل الولد ... ما يضرب الا بالوريد يابا الخلا ذرب جوابك ... يا شين محنا عبيد حنا دراكم من شمال ... يوم انت بالركعي تصيد (2) قال ذلك لما أن سمع السويطي يتهمه بأنه عبد، ومن هذا ما يقال ان السويطي سأل با ذراع من أين مهب الريح يعرض بأن أصله صلبي فأجابه: من مسكت ... ! وقال با ذراع ابو عجاجه وش بلاك صارت براسك رابعه ست أكوان مطبكات وبعد عليك السابعه ومن راجع تاريخ هذه القبيلة ووقائعها مع الحكومة ومع القبائل الأخرى علم درجة نشاطها وقوة تجولها، وهي في أوضاعها القبائلية من أذكى العرب وأنشطهم ... كابدت وجالدت لتعيش عيشة راضية فلم تفلح، ولا تزال في عناء وضعف ... لم يطب لها القرار في موطن، ولا تزال على بداوتها إلا قليلاً وشهرتها في الكرم والشجاعة والإباء معروفة. - 12 - قبيلة حرب هذه القبيلة أصل مواطنها الحجاز ونجد، وفي الأيام الأخيرة بسبب واقعة آل سعود في الحجاز مال قسم منها الى العراق؛ وصارت تسكن الشامية قرب الاخيضر بين الأبيّض في انحاء الحجرة وبين عين التمر، وغالب الفرق متوزعة في القسمين كما أن الرؤساء منهم في العراق، ومنهم في الحجاز ولكن هذه لم تتمكن في العراق، رأيت رئيسها مرتين وجرت محادثات معه كثيرة حول قبيلتهم وهو الذي بين لي فروعها، وكنت سألته عن بعض عوائد القبيلة، وكان صريحاً في لهجته كسائر البدو، ولما قلت له عن الحشم من جراء انتهاك حرمة امرأة قال ليس لدينا سوى القتل للاثنين، ولم يستطع أن يعلل قتل المرأة المعتدى على عفافها وذكر انه لم يقع شيء ولم ير حادثاً من هذا النوع ... ولم يكن طاعناً في السن، وروح البداوة ظاهر فيه، والخشونة غالبة شأن من لم يألف المدن ورقة أهليها، أو مراعاة آداب معاشرتها ... ! قضت هذه القبيلة بضع سنوات وقد سمعت في هذه الأيام عودتها الى مواطنها الأصلية في الحجاز وسكناها هناك فلم يطب لها المقام في العراق، ولم أقف على الأسباب التي دعت الى العودة مع حسن الريف وكثرة النعيم، فلا لوم عليهم، والبدو عندنا لم يألفوا حياة الريف، وما يتعلق بها من زراعة ... دون غزو ونهب ... ! وأصل هذه القبيلة على ما علمته من رئيسهم من القبائل العدنانية أخت عنز ابن وائل، وتقول ان جدها معاز بن وائل ومنه تكوّنت. وهذا لم يعرف في كتب الأنساب، وفي كتاب قلب الجزيرة ان اكثرها من العدنانية وهي مجموعة أحلاف يدخل فيها كثير من العناصر المتباعدة في النسب. وفي تاج العروس " قبيلة في الحجاز " ولم يزد علي ذلك. وكل هذا لا يبرد غلة إلا أن حفظ القبيلة يؤيده ما جاء في القلقشندي في أنسابه من أن " بني حرب من بكر ابن وائل من العدنانية " (1) ولكن لم يعرف اسم (معاز) الجد الذي يدعون الانتساب اليه. وفرقها: 1 - بنو علي. والرؤساء منهم، رئيسهم بندر بن سلطان الفرم، ورئيسهم في الحجاز محسن الفرم. وهؤلاء يتفرعون الى: الجبور. ومنهم الفرم وولد مرير: الكراشيف. اللهامق. الدواغره. المشارطة. الكلخه. الكتمد. الفقوع. ولد مرير. وينقسمون الى: 1) آل دهيم. وهؤلاء رئيسهم نايف بن مبارك. 2) - الطرفا. 3) - العبدة. وعوارف بني علي: نامي بن طريف. مجول بن دهيم. مطلك بن غنام. صحن بن خربوش. هايف بن جبر. 2 - بنو عمرو: ورئيسهم هندي بن ناهس الذويبي. وهو عارفة أيضاً. وهؤلاء يتفرعون الى الفروع التالية: العطور: الذوية.
- 13 الربعة. الطرمسان. الحوامضة. المواعزة. ب. الشعب. ج. البيضان. د. الفيادين. هـ. البدارين. وعوارفهم: مبارك بن مسلط. ناصر بن حمدان. مسلط بن متروك. 3 - بنو سالم: رئيسهم حجاب بخيت. وهو عارفة أيضاً. ومن عوارفهم برك بن هادي ويتفرعون الى: مزينة. رئيسهم سلطان بن هادي. آل مسعود. آل عريمان. الحضنان. المشارية. الهواملة. ب. ولد علا: الجملا. الغربان. الحنانية. ج. ولد محمد: الأحامده. الزغيبات. د. ولد سليم. 4 - الفرده: رئيسهم دعار بن حماد ويسمى الحماد. وهو عارفة أيضاً. وفروعهم: الحماد. الهضان. الفريد. النومان. الدواميك. الخليفة. ومن عوارفهم: مخلف بن هديب. مطلك بن رشيدان. عجب أبو العشائر. 5 - مخلف: رئيسهم ابن مطلح. 6 - عوف: رئيسهم سعيد الذجري. وهو من العوارف: سويد. السهليه. اللهابه. الصفران. الكنادرة. 7 - البدرين: رئيسهم وعارفتهم رباح بن غليفيس. 8 - الوهوب: رئيسهم وعارفتهم دعار بن سعده، ومن عوارفهم ماجد: المضيخ. العويض. الخلصه. الشراذين. المضحان. هذا ما علمناه من الرئيس وأضفنا إليه بعض التفريعات التي في قلب جزيرة العرب. وهم الآن عادوا الى مواطنهم ولم يكن في الامكان التحقيق منهم رأساً عما جاء في نقول قلب الجزيرة، أو التوسع في موضوعها وقد أثبت ما علمته من الرئيس. وسوف أوضح عرفهم كما علمته منه في موطنه ... - 13 - صليب أو الصلبة هذه القبائل نستطيع ان نعدها من (القبائل المتحيرة) ، والمشهود أنها من (آل) أي القحطانية وتلفظ (صليب) . وهم بدو يترددون الى انحاء العراق في كل سنة ولا يفترقون عن سائر البدو الا من جهة انهم يتعاطون اموراً في نظر العرب خسيسة كبيع ادوية نباتية يصنعونها، ونساؤهم يطرقن بالحصا ويقال له عندهم (الطشة) . فيرتزقون منها في المدن ولا يأتيهم مريض إلا ويقولون له عندنا الشفاء وانه يكون بكذا وكذا بصورة مقطوع بها لا يتردد الواحد منهم. ولا يحملون السلاح للحرب والمناجزة أو الغزو والنهب.. وهم منتشرون في انحاء مختلفة فلا يستطيعون أن يعيشوا كتلة كبيرة. وأصلهم بدو قد قضت عليهم الحروب في أبعد الأزمان فانقرضوا وبقوا متفرقين فهم بقاياهم المنتشرة. وهم أعرف بالقيعان وأدرى بمواطن الماء (الآبار) والمياه الأخرى. فكم أنقذوا من الهلاك تائهاً كاد يقضي عليه العطش والجوع في صحراء بعيدة المدى، لا يدرك لها ساحل ولا يعرف لها نهاية طبعاً بالنظر لوسائط النقل المعروفة ... ونرى العرب يعدون من أظلم الظلم التجاوز عليهم ولا يتصور أن يغدروا بتائه ضل الطريق. والعرب لا تعترف بسمو نسبهم. ولكنهم أنفسهم يعتقدون أنهم (صبه، صليبه) أي من العريقين في النسب ولكنهم نسي أصلهم أو أخفوه لأمر سياسي أو حربي لحقهم وكتموا نسبهم حتى عن أولادهم فبقي مجهولاً ... وما قاله بعض الكتاب من أنهم من الصليبيين فهذا من أبعد الأمور وأغربها ... فلا علاقة لهم بالصليبيين ولا باليونان، أو الرومان ... فهم منقطعون عن الأمم الأخرى ولا نجد في لغتهم ما يؤيد فكرة الصليبيين. ومعرفتهم بالحيوانات الوحشية والنباتات للأدوية ما يمنع عدهم من الصليبيين ... وإذا كانوا اقتبسوا بعض الألفاظ من أهل المدن مع أننا لا نرى منها شيئاً بسبب المراجعة فهذا لا يدل على صلة سابقة أو قرابة بعيدة ... والصحيح أنهم أنفسهم لا يعرفون أصلهم فقد نسي بادئ بدء وأخفي عن الأولاد وعاشوا بمعزل عن العشائر ضاربين في البراري ... وكل فرع من فروعها ينتسب الى قبيلة معروفة وهذا يؤول في أنهم تحت رعايتهم وحمايتهم في ترددهم الى موطن ما. وقد جاء ذكرهم في دائرة المعارف للبستاني في مادة (صليبية) ، وفي المقتطف في المجلد الثاني عشر وفي مجلة المشرق ج1 ص675 وفيها بيان لبعض أوصافهم إلا أن الجميع لم يعينوا أصلهم بوجه الصحة وغاية ما ضربوا عليه وتر الصليب ووجود علاقة بينه وبينهم ولم يدعموا ذلك بأي دليل سوى مشابهة اللفظ وموافقة حروفه لا غير ...
والإستدلال بأنهم ليسوا من العرب باستنطاق ملامحهم وبعض خصائصهم البدنية ونحافة جسمهم مما لا يدعمه برهان ولا يؤيده أثر خارجي ... في حين إنني رأيت نظمهم بدوية لا تفترق عن عوائد البدو من شمر وعنزة وسائر عشائر الشامية، ومن عوائدهم المخالفة ما يعين أنها ناشئة من عدم اتصالهم بالعشائر الأخرى إلا نعاشرة طفيفة ومؤقتة. ومثل هؤلاء ما ينقل عن سكان جبل عكاد الذين لا يختلطون بقوم كما نقل العرب عنهم في بداية تدوين اللغة ونقل كلام العرب من نفس المتكلمين باللغة العربية. وأما ما يقال من أن العرب يعتبرونهم غير عرب فهذا غير صحيح. وإنما يقولون أنهم يتعاطون أخس الأمور ولم يناوؤا قبيلة ولا يغفرون ذمة لضعفهم، ومن جهة أنهم ليس لهم نسب معروف ... وان لاختيار النسب علاقة في نبذهم كما نبذ العرب باهلة لصفات اختصوا بها. ومنهم من يعدهم من باهلة. والظاهر ان هذا ليس بصواب. أما ديانتهم فلا يسع المرء انكار انهم مسلمون. وان التقولات عن أصلهم عبارة عن اذاعات من النصارى وفي طبعهم ألفة لكل أحد فلم ينفروا من أحد ولم يخالفوا امرءاً ولكنهم على وضعهم البدوي. وهنا أمر جدير بالانتباه وهو أنهم لم يقوموا بالوجائب الدينية والمراسم والتقاليد الشرعية تماماً فهذا غالب في أكثر البدو مما عدا اتباع ابن سعود. وعلى كل حال هم بدو ولكن عيشتهم أخس عيشة فلا يزاحمهم فيها أحد. يطاردون الغزلان والحيوانات الوحشية ومن جلودها يتخذون لباسهم وبيوتهم ويقتنون الحمر الوحشية وسائر الحمر التي لا يقتنيها البدو ... وأكلهم بسيط جداً فهم قنوعون أكثر من كل العرب. ولا صحة للقول بأنهم يتخذون المكيار. ولكنهم يتخذون البارودات في أقدم أشكالها مثل تفكه شيشخان والكرطة وهي معروفة. واليوم أسلحتهم لا تفترق عن سائر البدو. وهم أعرف بمواقع الأمطار ومن أخلاقهم ألا يسرقوا ولا يخادعوا ولا يمكروا، يؤدون الدين. ولكن الكدية غالبة في طباعهم. لا يحرم في نظرهم طعام إلا المحرمات الشرعية المعروفة. العفة والطهارة غالبان فيهم. وللزوجة علاقة واتصال بزوجها تسير معه حيثما سار، وتعينه في مشاق حياته. ويسكنون خيام الجلد - جلد الغزال - ولا يستقرون في مكان يرتادون الكلأ البعيد عن ممر الطريق أو ملاجئ العشائر، فلا يزاحمون أحداً ... وليس فيهم خلاعة ولا سوء أخلاق ولا ما يجلب الأنظار أو يخل بالآداب. وطبّهم نباتي صرف أي أدوية معمولة من النباتات. ولهم حذاقة في صنعها وتكاد تمثل أقدم أزمان الطب عند الأمم العريقة في البداوة. ويقولون (هذا دواء الكهر) أي دواء القهر أي المياسير. ويقومون بأنواع الكيّ. وهذه صنائع قديمة محفوظة لهم ولسائر العرب والناس يركنون اليهم في اكثر الأحيان مع وجود أطباء العرب وأطباء المدن ... فكم رأينا من أهل المدن والبادية عندنا من يميلون الى تجاربهم في الطب ويرجحونها على الطب الحديث ويعتقدون ان مبناها التجارب ويرون ان فيها فائدة. ومن أدوية صليب: الفتيل وأدوية أخرى للدود ... ولا يختلفون عن سائر البدو في الأمور الأخرى. والمهم ملاحظته ان الباحثين لم ينظروا الى قبائلهم، وفروعهم، ولا الى جماعاتهم مما يعين لدراستهم من جهاتهم البدوية ولا الاطلاع على حالاتهم الروحية، ولا أوردوا اشعارهم، ولا عينوا آدابهم ودرجة علاقتها بآداب البدو ... ولا نرى اتصالاً بين هذه القبائل لنعد التفريع حقيقياً فنرجع فيه كل فريق الى من يمت اليه وفي الغالب نجد نخوتهم (أولاد صلبي) أو (أولاد غانم) الا أنهم يعدّون من (آل) فهم ينغون الى القحطانية أو ما ماثلها، وهي على كل حال تعتبر من (القبائل المتحيرة) التي نسي ماضيها.... ولا تزال قبائل قد جهلت ماضيها فلا تحفظ أنها قحطانية أو عدنانية على ان هذا لا يخرجها عن عروبتها ... وقد تحققت من الكثيرين منهم انهم لا يقطعون في معرفة جذمهم وفي الغالب يرجعون الى فروع من قبائل أخرى ... والملحوظ أن بعضهم شتيت من قبائل منقرضة، ومن قبائل لا تزال باقية والحوادث دعت بعض أفرادها فعاشوا معهم وصاروا منهم ... وهذه أشهر فروعهم أو مجموعاتهم: 1 - نفس صليب: وهؤلاء نخوتهم (عيال الصليبي) ورئيسهم ابن حليس. وهم لبة الصلبة كما يقولون. يتفرعون الى فروع منها:
1 - الجميل. وهؤلاء في الشامية غالبهم مع ابن سعود. ورئيسهم غنيم ابن سريعة ونخوتهم (أخوة سلمة) . ويقولون ترجع الى الجميل من بني حسن ومن جراء الاشتراك في النخوة صار يطعن القوم وينبزون الصمدة من الضفير في حين ان الاشتراك في النخوة لا يعني دائماً القربى. وهناك نخوات كثيرة تتشابه وبين قبائلها تباعد كبير. وهم: مضيان. يدعون انهم من السلقة من عنزة. جميل. نخوتهم اخوة سلمة. 2. - آل ماجد في العراق وفي أنحاء الكويت. ورئيسهم حمود الشنوف ونخوتهم عيال غانم ويرجعون الى غانم بن صليب. وفروعهم: الغوازي. قوم الغوزي. في انحاء سنجار. رئيسهم عابد الغوزي ومطير أخوه. الحريج. رئيسهم ابن خلده. الغنمي. نخوتهم أولاد غانم. الضبيب. ويدعون انهم من الجواسم من الضفير. الكبان. الرويعي. نملان بن حمود العضب. 3. - البذاذلة. قوم سعران بن حاني ونخوتهم (الهديب) . يسكنون في انحاء الجرباء في سنجار. وفروعهم: الهديب. سعران بن حاني. المضحى. الهرشان. 4. - الهزيم. رئيسهم فرج الفريخات وكانوص بن هذال. وهم خلفة بلادان ومن اولاده كودر بن بلادان وهؤلاء يجمعون الكل. وهم في أنحاء شفائه (عين التمر) في محل أبعد. وفروعهم: البيّات. الهزيم. منهم من أولاد غانم. 5. - آل مسيلم. ونخوتهم (عيال مسلم) ، يرجعون الى رشايده من ذوي رشيد. ومنهم من يقول يرجعون الى هتيم. ورئيسهم مطلك بن طمهور والآن أخوه علي بن طمهور وهلال بن كطن والآن أخوه هيجل بن حمدان بن كطن. في الطكطكانه والحدود من أنحاء كربلاء والنجف الأشرف. وفروعهم: العويويد. رئيسهم مطير السعود. ومنازلهم حول الرحبة، واللصفه، والشبجه ... الكطن. رئيسهم هيجل بن حمدان. العليان. رئيسهم رواك بن رجعان: الهويمل. الصغير. نفس العليان. الجمعه (عيال جمعه) . رئيسهم حبيّب بن عمر: الصبيخان. رئيسهم ماجد بن محسن. الدهام. رئيسهم عايد بن روضان. الحديب. هم الرؤساء. الوعلان. 6. - العناترة. رئيسهم خليف الخليوي (بتفخيم اللام) ، في أنحاء السماوة نخوتهم (أولاد عنتر) ودياحين على نخوة بعض فرق مطير. وفروعهم: المخاشبه. رئيسهم سعدون بن ناصر. الخليوي. فرقة الرؤساء. المحارفة. بريم بن بريّم. العسابلة. الصبح. 7. - البناك. يرجعون الى أولاد غانم وهؤلاء اقرب الى الجوف في حدود لواء كربلاء. ورئيسهم فرحان بن كرموش ويتصلون مع الماجد بغانم. وفروعهم: الكرموش. الحصاة. الفرحان. 8. - السعد. نخوتهم اخوة سلمة. ويقال انهم أصل كل الصلبة وينتسبون الى سعد العشيرة من قحطان، ويقال لهم السعدات، وهم خلفة غانم عيال صليب. وفروعهم: السيالان. في أنحاء قضاء سامراء وسنجار. رئيسهم ضبيعان الحنيان. الحماد. رئيسهم مطر الصايد. المعيبي. في نجد. العرمان. في نجد. النويشي. في نجد. الطرفه. العراكيه. الحسن. في الجزيرة. رئيسهم ابن جراد. الهدلان. خلفة جاسم. 9. - الخصيلات: وهؤلاء يرجعون الى العجمان الى الجبعر. يتفرعون الى: المزايدة. ونخوتهم عيال مزيد: الكنيصات. المبارك. البريجات. رئيسهم عبود الخصيلي ويعرف في العراق باسم سليمان. السميان. الننه. الظهران. 2) - السليمان. ونخوتهم أولاد سليمان وأصلهم والمزايدة أولاد جد واحد: الفرح. الحبّور. الخميس. 10. - الصبيحات. 11. - المالج. 12. - الهريريات. 13. - الصريرات. 3 - هتيم: قبيلة أخرى من الصلبه وكثير من قبائلهم ترجع اليها. وقد أورد في قلب جزيرة العرب بطونهم، وهي: الذيبة. الجلدة. آل براك. الدوامش. الفجاوين. والمعروف منهم عندنا: الشرارات. وهم (عيال العود) . ولهؤلاء فروع عديدة أشهرها: الحلسة. الفليحان. العزام. ولكل من هذه فروع ... 2) - الحازم. رئيسهم معيذف بن خلف. وهم عشائر عديدة: آل عيسى. آل موسى. 3) - العوازم. وهؤلاء يراجعون الكويت. 3 - السبوت. الآن قليلون. 4 - الهليّل. رئيسهم سارع بن المريخي. 5 - الشيخات. ذكرهم في قلب جزيرة العرب. 6 - آل رويعي. (ورد في قلب جزيرة العرب آل رويع) . وهؤلاء تبع الماجد. وهم يرجعون الى عبس.
7 - الصليلات. هذه من القبائل المتحيرة وتعد من الصلبة وتعزى الى عبس ونخوتها (أولاد عبس) . ومواطنها في أنحاء الكويت والزبير وجهات نجد، ولما كانت بعيدة عن العراق لم نتمكن من تحقيق صحة عزوتها وانتسابها. وهذه أفخاذها: الغافل. رئيسهم علي بن غافل. الشعبان. رئيسهم معتك بن شعبان. الهنادسة. رئيسهم الهنيدسي. الرضيلات. رئيسهم عبدي الرضيلة. الكواميخ. رئيسهم حمود الكاموخه. المعيتك. رئيسهم حنيد المعيتك. المغامس. رئيسهم جويعد. الطواثيب. رئيسهم عبد الله. وعلى كل حال ان الصليب معروفون بمخايلة البرق، وفي التطبيب باستخدام بعض العقاقير النباتية، وعيشتهم بسيطة جداً، ولم يتطلبوا ما هو معروف عند البدو من الغزو والنهب والمفاخرة نظراً لضعف حالهم وقوة عصبيتهم. والآن اعتزوا في نجد بقبولهم مذهب السلف وصاروا قوة لا يستهان بها. وقد عدد صاحب قلب الجزيرة والرؤساء الذين قبلوا العقيدة السلفية. وهم الوحيدون الذين يعيشون على البداوة الأولى، ويتمكنون أن يحصلوا على رزقهم منها ... ويستغنون بها. ولا يختلفون في الغالب عن سائر البدو إلا في بعض الخصال التي يأنف منها العربي ... ويقال لهم (ولد الخلا) ... وعندهم لا تكره المرأة على الزواج، وإنما يؤخذ رضاها. والمهر عندهم تابع للرضا وهو متفاوت جداً. وعند المسيلم منهم المهر بعيران أحدهما يقال له (هفيان) وهو الذي يأخذه أهل الزوجة، والآخر يسمى (نميان) وهو الذي تأخذه وينمو لها. وإذ تفاتحوا (تطالقوا) كان ذلك بناء على موافقة. أما إذا تزوجها غريب وعلم بذلك ابن عمها ونهى لزمه ان يؤدي ما صرف ولو دخل بها.. وبهذا لا يختلفون عن كثير من القبائل. وممن اشتهر من نسائهم: دكيس. وهي مزيدية من الخصيلات. قالت قصيدة في ماجد الدويش كان قد تزوجها، ويحفظها كثيرون. وهذه بعض أبياتها: يا الله يا عايد على كل ديره يرب يا منشيب مزن مصادير يا الله ما تكره النفس خيره يا والي الدنيا عليك التدابر وجدي على اللي جدم (1) بيته حجيره اللي تمناه العجاف المعايير (2) وليه يماجد تبتن بجبيره وزود على تلطيخكم بالمعايير صلبية يا شيخ ماني نحيره وانتم ذبايحكم ركاب المناعير (3) وماجد ليارجب الجواد الظهيره تكطعت حيرانها والمخاليل خيال مال يردد نشيره وغاد على روس النوازي (4) دعاثير زبن الحصان اللي كطاته جبيره وفكاك بالضيجات زمل الغنادير (5) وعلى هذه القصيدة أمر أن لا يؤلمها أحد بقول وأسكنها ... ولهذا كانت تتغزل به: برك مجنب عنك لو كان له نور لا تستخيله ولو ربيعة شفاكه ومن لا يشورك لا تراجيه بالشور ومن لا يودك نور عينك فراكه انا بشفى واحد من هل الكور (6) وهو عشكني من ناجلين التفاكه لعب بكلبي لعبة الغوش (1) بالكور واوما بي أوماي العصا بالعلاكه هو صار لي عوك وانا صرت عوك والكل منا صار شوفه شفاكه عوك الظليم الياتحدر مع الخور مخ الكرى يدرج على عظم ساكه خليتني لحدي ولبدي ولا ثور جني خلويّ عاجلينه وساكه وهذه قصيدة طويلة لم أتمكن من تدوينها كلها ... وهذه تعدّ من أديبات البادية، شعرها رقيق، وشعورها حي ... كان لها ابن عم طلب أن يتزوجها ودعا الحليس ابو رثيعة رئيس الطرفة من السعد في قصيدة ليتدخل في أمره ويسعى في زواجها قال: يا حليس ياللي للطراريش تومي ... يا حاط فوك العصيب (2) الادامي يفدونك اللي ما بهم غير زومي ... تخدمت وجيهاً بالأخدامي أبيك تكصر لي عنان العزومي ... تاخذ بنا يحليس اجر وثامي خلاف ذا يا راجب فوك كومي (3) وملكطات من روك الجهامي (4) دافي الحشا ودّك براسه تعومي ... وعكب العشا ودّك بحضنه تنامي وبريم (5) يذبح ببطن هضومي ... ومشرع فوك الثنايا الزمام البارحة جني على الداب (1) نومي ... وأجالب الجنبين مدري علامي من واحد حكمه جما حكم رومي ... حكمه وزير ووالي له نظامي
- 14 | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:22 pm | |
| من واحد يبجي وانا له ملوم ومن جادل (2) تسوى ثلاث الهجامي (3) يحليس ما بي وارمات الجضومي (4) كبار العتارى (5) وافيات الخصامي (6) ومن جامع تجمع عليّ الهموم ... ومهي لمثلي يا عشيرك ولامي وليندهته بالغرض ما تكومي ... وما تنتهض لو تضربه بالمكامي 2 - ربده. وهذه أيضاً جمعت لجمالها أدباً غزيراً ... ومما قاله فدغم في ربده الصلبية: وشيب عيني جان صليب حوال (7) اكفوا بربده سيد كل البنات شدوا لها شهرية ( بنت هروال (9) مضراب كينة بالدعث بينات والله لولا لابه تلحجن عار لا لبس جديد الفرو وارمي العباة ويطول بنا ذكر ما قيل والغرض الفات النطر والا فلا حد للاستقصاء.. 3 - منحه. وهذه من جميلات صليب. قال رميح (1) الخمشي من الدهامشة فيها: يا ليت ابوي ابن عم هلال ... من شان منحه واحيرّها وانزل برس شعيبه سال ... من مزنة تو ما طرها واشد شدادي على الهروال ... واخذ حميري ودشرها 4 - اللبيبة. 5 - فتيخة. وهاتان من العناترة ومما قيل فيهن: عانكتني فتيخة واللبيبة ... حصتين على كل المعاني واللبيبة جما بكره حبيبه ... وزامين شطها على الرجاب ومما قيل في صليب: يابا الخلا يا با الزنانيح ... حطيت بالكلب ونّه يا من حريمه بالكرايا مشاويح ... يا من حميره مركب عالي ركنه تنبيه: الخصيلات قبيلة مستقلة، وكذا السليمان ومن هذه الأخيرة يتفرع المزايدة. وسائر الفروع فليصحح. - 14 - استعراض من مجرى المباحث والحوادث المارة أن البدو في تنقل، وعداء أو صلح مع المجاورين، أو الحكومة وأساس هذا مراعاة المصالح، وما يرافق الحالة الراهنة. وهذه العلاقات يتكوّن منها حقوق ضافية ... والبدوي لا يقف عند حالة أو وضع، ولكنه يراعي الوفاء بالعهد ولا يخرق الذمام ... لايطيق الذل أو الضعف، وإنما يميل الى الأنفع، فلا يرضخ لقوة، ولا يستكين ... وأقرب طريق لإدراك أوضاعهم إنما يكون بالرجوع الى وقائعهم المدونة، وأن نلاحظ مغازيها، فهي تميل تارة لواحدة أو تقارع أخرى في أوقات مختلفة؛ وعند حدوث حالات متجددة ... وفي كل هذه ليس للبدوي منهج معين، أو خطة ثابتة، فإذا كانت قبائل شمر مالت الى الحكومة العثمانية لغرض تقوية نفوذها فقد ثبتت وضعها، وكذا الحكومة كانت راغبة في كسر قوة العبيد واستخدام شمر علي ابن السعود وهذا كان لمنافع متقابلة. ومثله يقال في الضفير، وفي عنزة، وآل الرشيد وبني خالد.. وهكذا ما كان يجري بينهم ... وفي التاريخ أمثلة كثيرة هي خير وسيلة للمعرفة. وفيها كفاية للاطلاع مجملا على سير القبائل بالاستفادة من الحالات الواقعية ... وللقربى دخل في تقوية أواصر الضعيف واعتزازه، وللقوي سلطة زائدة ... - 15 - عرف البدو 1 - الزواج - النسب 1 - الحالة العامة مرّ البحث عن تكون القبائل وتفرعها، وحوادث انتشارها، والاشارة الى بعض وقائعها، وهناك تنقل مستمر، وتحول دائم وراء الغزو، أو رعي الابل.. ولا نريد أن نتبسط في هذه الحياة، وإنما نحاول هنا أن ندوّن بعض الظواهر، والأمثلة الواقعة نشرح بها علاقاتها الاجتماعية المألوفة.. وهذه لا يتذوق بها إلا من عرف أهليها، وشاركهم في أوضاعهم لتظهر الخفايا بجلاء، لا تشوبها الرسميات ولا تدخلها الحالات المصطنعة ... يستغرب الحضري، ويعجب كل العجب من عيشة البدوي، ووضعه ومحيطه وأغرب ما يدعو لانتباهه أن يراه يقطع البيد، ويجتاز الفيافي، يشاهد مقتنياته مثله، موافقة لحاجته، ولا تختلف عن حياته، أقوى منه وأصبر على المشاق، وهكذا ابنه وعشيره، وتأخذه الدهشة حينما يرى الخريت لا يضل في أرض منقطعة، وبعيدة عن المياه يقدر مسافاتها، ويعين درجة تحمل مشاقها لحد في العطش، ويعلم مواطن مياهها وآبارها، والطاقة والصبر لها مدى.. 2 - الزواج - النسب الحياة البدوية خشنة جافة، ما أصعبها وأقواها، وأقسى مصابها، وأسوأ حالتها، وأنكى آلامها حينما تنقطع السبل في البدوي، حياة شظف، وعيشة عناء ومخاطر..! وهذه لم تكن كذلك دائماً، وإنما هناك أيام الربيع، وأيام الراحة، والطرب، ومجالس الأنس، وأوقات الغنائم ... يتجول البدوي بين خمائل الأزهار، ويتحول من نفح وطيب، الى تضوع وروائح ... ويتمنى أن لو دام، وبقي هو وعشيره يرعيان البهم يردد معنى ما يقوله الشاعر: فيا ليت كل اثنين بينهما هوى ... من الناس والأنعام يلتقيان فيقضي حبيب من حبيب لبانة ... ويرعاهما ربي فلا يريان ربيع جميل، وخير متدفق، زائد عن الحاجة، ورخاء ونعيم، لا يعوزه الا الدوام، والغنى الوافر، والأمن الدائب، والقوة المنيعة ... وهناك الحياة الطيبة، والعيشة الراضية، والأمل الكبير، والعمر الطويل ... وكذا الحضري لو رآها تمنى أن يبعد عن غوغاء الحضارة؛ وضوضاء المدن، وعفونة الهواء، وضيق العطن، والانهماك في ملاذ لا حد وراءها، نغص في العيش، وسهر دائم، وعلل متوالية، وأمراض فتاكة، وإذا أضيف إليها قسوة المجتمع وظلمه، فهناك الويل والثبور ... ورغب في هذه الحياة الهادئة المطمئنة ... ! والحياة لا تبقى على حالة، وهذا النعيم لا يطول، قصير عمره، مستأهل تخليده، لو أن حياً خالد ... مشوبة بغزو وقتل، ونهب وسلب، ومنغصات كثيرة، ومزعجات عديدة ... هذه البادية في أقاصي المعمورة، وأبعد المنقطعات لا يرغب فيها المتنعمون، ولا أهل الثراء، منغصة دائماً، ومكدرة دوماً، ما أحلاها أيام الربيع وأصعب مركبها، وما ألطفها في سني الخير وألذ حياتها لولا ما فيها من تلك المنغصات.. مشوبة أفراحها باتراح وصحتها بعلل، وشبابها بشيخوخة، فإذا قال الأول: لا طيب للعيش ما دامت منغصة ... لذاته بادكار الموت والهرم فكيف اذا كانت الحياة في بيداء جرداء، وعادية عوادي، وهجوم ضواري وحرارة قيظ، وبرد وقر.. لا يهدأ البدوي من قلق وتوقع اخطار ... فهو دائماً في بصيرة نافذة، والتفاتات جميلة، ودقة فكرة ... يصدق عليه انه " ثعلب البادية " او " جن الارض "، ومضرب المثل في الذكاء (العربان غربان) : علمته البادية ما نحن بحاجة الى الاخذ ببعضه، ومدرسته الصحراء، وكتبه الحوادث، وعلمه حب الحياة، بل هو (شيطان الفلاة) ، او (عفريت الموامي) . يهزأ من علمنا، ويسخر من فكرنا، بل يقطع في جهلنا، ويرى ان حياتنا مطردة وعلمنا مكرراً، ومثله عملنا هو كل يوم على رزق جديد، وفي ابتكار عميق، ودقة فائقة، ولا تخلو حياته من افراح، ومن مجالس أنس، وطيب عيشة، ويرى ان مزعجاته قليلة، ويعد عناءه راحة، ولا يشعر بخطر ... اعتاد هذه الحياة، والف الحالات المفاجئة، بل قد يخطر باختياره، ويناضل برغبته ... وكل ما نقوله عنه انه: ينام باحدى مقلتيه ويتقي ... باخرى المنايا فهو يقظان هاجع حياة رياضية بطبيعتها، في سباقها وصيدها، وفي غزوها وافراحها والعابها، حياة النضال، والجيش المدرب المعود، يقومون بهذه لا للتمرن وحده، بل للاستفادة. وفي بيان بعض عوائدهم منتزعة من امور واقعية تبصرة لما هم فيه، وهي ذات مساس بالآداب او لا تنفك عنها ... ولا تقتصر على فصل القضايا المصطلح عليها بالعرف القبائلي، وانما هي بعض هذه المطالب، نريد بها ان نعين الحالة التي هم عليها موضحة بامثلة ترغيباً في تتبع زائد، واتصال مكين، وتدوين صحيح ... 2 - الزواج - النسب من سمر البادية، ومن اكثرما يلهج به البدوي اختيار الزوجة، ومراعاة آصلها، وطيب نجارها، وعراقة نسبها، وهي عونه في حياته، أو شقاؤه ومذلته، ويلهج العربي بقوله (العرق دساس) ، و (ثلثا الولد لخاله) ، و (دور علي المنسب ترى الخال جرارّ) ، و (بنت الذلول ذلول) ... وكلها تدعو الى لزوم التحري عن الزوجة اللائقة ... وأساساً ان الزوجة ليست بضاعة تشترى أو تباع، وتتداولها الايدي ... والقوم اذا راوا أدنى عيب في القبيلة يتوقون من الاتصال بها، ويتباعدون خشية ان يدس العرق، واذا كان المخول رديئاً نراهم يتباعدون حذر ان يتورث عرق الخؤولة ... وهكذا الوراثة مرعية عندهم في الخيل والابل ... 3 - بنت رغيلان - ام شهلبة وفي الوقت نفسه يحضون على اخذ النساء والاكثار منهن ليكون للمرء اولاد يكيد بهم اعداءه، ويقهر منافسيه ... فيقولون: خوذ من النسا وجيد العدا (خذ من النساء وكد الاعداء) ... ولا يحصى القول في هذا الموضوع. واني ذاكر بعض الحكايات في النسب، واختيار الزوجة، ولا يختلف فيها البدو والمثال لا يقتصر على من قيل فيهم ... وانما الامر مشترك في الكل، ومعتبر بين الجميع ... ولا يستثنى الا الصلبة فانهم يعدون غير اكفاء لسائر العرب في الاختيار ... 3 - بنت رغيلان - ام شهلبة يحكون ان احد رجال شمر المعروفين، فهيد ابن الغواري من العمود دعا ابنه ان يتزوج ابنة صالح ابن رغيلان من قبيلة اليحيا من شمر وهم اخوال صفوك وفارس آل محمد. ولما كانت هذه الأسرة معتبرة عند البدو حض ابنه أن يتزوج ببنت صالح، وهو يعلم ان والد البنت لا يمنعها لما لعشيرته وأبيه من المنزلة النبيلة والمكانة المعتبرة عندهم ... ذهب الولد فرحب به والد البنت، وبعد المفاوضة طلب مهراً (سياقا) عشرة من النوق الغتر (لبيض) فلم يبد الابن موافقة واستكثر الطلب، وان يدفع لبنت هذا القدر من المال، وعنده أن كل ناقة تساوي امرأة، أو عشرة من النساء.! رجع الولد دون ان يظهر غرضه.. وسأله ابوه فكان جوابه ان اباها لم يوافق على اعطائها له، فاستنكر والده ذلك، وغضب على ابنه وقال له: طلب منك ما استكثرته، ولامه على فعلته، ثم حثه على العودة مرة اخرى، وفي السنة التالية بين انه يقدم العشرة المطلوبة، فاجابه ابو البنت انها ليست بضاعة يساوم عليها فأن شئت ان تعطي عشرين ناقة من الغتر تقدم، فلا اوافق على امل..! وفي هذه المرة استعظم المقدار، وعزم ان لا يتزوجها وعاد بصفقة المغبون فلقي من والده لائمة اكبر، وأمره ان يأخذها بما كلفه الامر، وان يقدم له ما يطلب منه وان لا يتردد في القبول، أو يتأخر في أنهاء القضية ذاكراً أنه إذا حصل منها ولد فأنه النعمة التي لا يعد لها ثمن، ولا يقدر بابل وشاء وان اباها لا يردك أن رأى منك رغبة صادقة مراعاة لجاه ابيك..! وفي هذه المرة نزل ضيفاً عند الاب، وكان قد خرج الى البر لقضاء حاجته، فوجد بنتاً جميلة جداً خرجت من البيت ذاهبة للاحتطاب فاعجبته فسألها عن البنت المطلوبة فمدحتها واثنت على جميل خصالها، وقالت: انا لست بشيء بالنظر اليها، ولامته بل عنفته على تأخره عن الاخذ، وان والدها ليس له امل في اخذ المال ... ! طلب الاب منه هذه المرة ثلاثين ناقة، وابدى أنه لا يعدل عن واحدة فلم يتردد الولد وأعطى المطلوب. اما الاب فانه اثر ذلك وبعد تمام العقد اعاد الابل جميعها واعطى ناقة للبنت من ماله واخرى لخادمتها، وسيّرها بالوجه اللائق والاتم.. وبيّن انه اراد ان يبرهن للولد بان البنت عزيزة عنده ولم تكن ذليلة، ولا غرضه ان يساوم، أو يربح ربحاً منها.! وبعد ثلاث سنوات ولدت له ابناً ثم آخر ... ! مضت مدة على زواجه، وفي يوم من الايام صادف ليلاً ناراً موقدة في بيت من بيوت البدو فوجد عندها بنتاً تصطلي على النار (تتشلهب) ، فاعجبه بياض ساقيها، ونعومة بشرتها وفي تلك الليلة طلبها من ابيها فتزوجها، وعلقت منه وصار له منها ولد. كبر الاولاد، وكانوا قد بلغوا مبلغ الرجال، ويؤمل منهم ما يؤمل من امثالهم للحروب والغزو، أو حفظ المال والاهل والنضال عنهما عند الملمات ... !! وكانت قد حصلت منافرة في هذه الايام بينهم وبين قبيلة عنزة المشهورة، فمال عليهم بعض غزاتها فنهبوا ابلهم، وكان من رأي ابن (أم شلهبة) ان لا قدرة لهم على الحرب، والاولى ان يعودوا ويفروا بانفسهم فاعترضه ابنا (بنت رغيلان) بانهما كيف وباي وجه يرجعان الى جدهما وقد اخذت ابلهم ونهبت من بين ايديهم فاجاب ابن ام شلهبة نعوض له ابلا اخرى تعود لنا ... فلم يوافقوا على هذا، ولم يرجعوا وانما تحاربوا مع العدو وانتزعوا الابل المنهوبة ومعها بعض (الكلايع) (1) ورجعوا غانمين، ظافرين ... وكان قد سبقهم ابن ام شلهبة فاخبر جده بما خاطر به الاولاد الآخرون، وما جازفوا، فبقي صامتاً ساكتاً، لا ينبس ببنت شفة وآثار التألم بادية عليه، ولا طريق له في هذا الليل ان يعمل عملا ما وصار لا يهجع وكان يعبث بالنار، في عصا بيده ويزيد في الوقود.. وهو مضطرب.. 4 - اختيار النسب - الحب وعلى كل كان احر من الجمر، وبينما هو كذلك جاء احد الولدين وكان قد سبق صاحبه راكباً فرسه ليبشر جده، وبقي الآخر مع الابل يمشي على مهل ... فبشره بالنجاح واستعادة الابل، وما جرى من انتصار، وانه سارع لاخباره.. ففرح الجد، ولقب الفارّ بابن (ام شلهبة) وبقي هذا النبز ملازماً له وخاطب المنتصر قائلاً: ان جدت انا جاذبك من مجاذبك ... وان برت هو اولاد الصكور تبور وهكذا يقصون الحكايات الكثيرة من هذا الموضوع وكلها لا تخلو من دقة وعناية ادبية ... وعندنا ايضاً (العرق دساس) ، و (اياكم وخضراء الدمن) والاشعار في هذا الباب كثيرة ... ! والبدو يتلاعبون في البيان ويراعون كل وضع ادبي، تصدر هذه ممن يعرف كيف يستهويهم بلفظه، واشاراته، وتزويق رأيه مما يزيد في الحكايات رشاقة، وفي الكلمات رقة وحلاوة، وفي السبك طلاوة ... ولا يتيسر هذا لكل بدوي فما كل من نطق خطيب، ولا كل من كتب بليغ، ولا من زاول النظم شاعر ... وانما هناك مواهب قرنت بممارسة وتمرين. وكل فتور، أو ظهور حوادث جديدة يتخذونها موضوعاً لتقوية فكرتهم المعتادة من لزوم اختيار الزوجة من نسب عريق، وأخلاقهم العامة تأبى أن يتناولوا كل مأكل ... وهم كما قيل: ولو كتموا أنسابهم لعزتهم ... وجوه وفعل شاهد كل مشهد أو نراهم يقولون: خواله ما هم من عمامه دور الاصل والمغني الله ابن ابنك ابنك وابن بنتك لا ولا يراعون دائماً الحب والعشق او الحسن في الدرجة الأولى، وانما يلتزمون الأصل الصريح ... ويقولون (مضرّباً) لمن أخواله ليس من اعمامه، أو من أصل رديء وهو المعروف ب (الهجين) ... وهكذا الأمر معتبر عند العرب القدماء، وفي كتب الأدب مباحث خاصة في الخؤولة عند العرب. (1) 4 - اختيار النسب - الحب عوائد القوم في الزواج مقرونة بتقاليد لم يكن اساسها الجمال وحده كما أن الاختلاط واتصال الجنسين معروف في البدو، ويراعى اختيار الوالدين في انتخاب الزوجة ... وللتودد دخل، وأصله الرغبة الخالصة ومثل هذا ليس بالقليل، وقد يجتمع الأمران ... إن الضرورة أو الحاجة تدعو الى الاتصال الدائم والاختلاط المستمر سواء في حلهم وترحالهم ... وفي الأفراح والأعراس يختلط القوم ويشتركون جميعاً وهم في هذه الحالة بمنزلة عائلة واحدة ... وكذا الأمور التي تجلب السخط، والزرايا العامة، والمصائب الطارئة ... اثناء الغزو وهجوم الأعداء، أو موت عزيز أو قتله ... ومن ثم نرى التكاتف، والتأثر بما يحدث مما يؤدي الى هذا الاختلاط نوعاً ومثله الجيرة، والقربى، والمجالس المعروفة بالدواوين، بل وسكنى الخيام ... كل هذه من دواعي التحابب والتقرب في الزواج، ولكن ذلك كله محاط بسياجات قوية من عفاف، وخوف هما نتيجة تقاليد موروثة مثل النهوة من الأقارب مما لم يبق أملاً في العشق والحب أو الرغبة وإلا عرض المرء نفسه لأخطار قد تشترك فيها جميع افراد القبيلة بالتناطح والتطاحن وتحول دون الرغبة في الزواج. وفي هذا يراعى رغبة الزوجة فاذا قالت انا باغيته، أو أنا ما باغيته فلا يخالفون ذلك، وغالباً ما تلاحظ الزوجة الشجاعة وحسن السمعة والكرم وسائر الصفات المرغوب فيها ... كل هذا لا يمنع أن ينتقى النسب الصالح ويغالى فيه والتحوطات لها مكانتها مما تجب مراعاته في الغالب؛ والمرأة إذا لم تقبل بواحد ورفضته فلا يتقدم عليها أو يأنف قربها بعد أن تعلن أنها راغبة عنه ... وكذلك هو لا يتصل بها وان ملكت جمال العالم وكان نسبها خلل، أو في أصلها عذروبة (علة) كما يقولون ... 5 - بنت الذلول ذلول هذا المثل يعين ناحية مهمة في اختيار الأصل والنسب المقبول بطريقة ان من لم يراع حكم هذا المثل يناله ما نال الرجل الذي كان مضرب هذا المثل فيقع بما لا يرضى ولا يحمد ... وذلك أنهم يحكون أن رجلاً أحب امرأة، وأراد أن يشاور آخر في أمر زواجها، وكان يأمل أن يشاركه في التشجيع على الأخذ في حين انه يعرف أن أصلها رديء، وكانت أمها مشتبهاً في عفافها.. 6 - المهر - الحداد نهاه صاحبه أن يتصل بها نظراً لسوء جرثومتها، وان لا يختار هذا المركب فلم يوافق على رأي المستشار وقال له ليس من المعلوم أن تتابع أمها، بل تتجنب ذلك السلوك الرديء ولا تعلم عنه ... ولما كان عازماً على التزوج نهاه صاحبه ولامه من جراء استشارته فقال مضطراً على مراعاة فكرتك..!! انتهى الحديث بينه وبين رفيقه وتزوجها ... وفي أحد الأيام أراد أن يعبر من مكان فيه نهر وقد امتنعت عليه الابل من العبور، وتعسر عليه ذلك استطلع رأي زوجته في الأمر فقالت له: - عندنا بكرة أمها ذلول، وهذه تعبر، وتتبعها الابل. فقال لها انها ليست ذلولاً ولم تركب بعد. فقالت له: ضع زمام امها في رأسها وهي تعبر فاعترضها فقالت: انها - (بنت ذلول) على كل تكون ذلولاً. وحينئذ وضع الزمام في رأسها فانقادت وعبرت الابل.! - ومن ثم تيقن الرجل صحة قول رفيقه من ان (بنت الذلول ذلول) وقطع في هذه التجربة التي أجراها على يد زوجته، وعلى هذا اخبر زوجته بانه سوف لا يرضاها، وأنه يخشى أن تكون ذلولاً كأمها فطلقها، ولم يسمع منها دليلاً أو كلاماً آخر بعد أن وضح لها الأمر عياناً في المثال المضروب ... ثم تبين للزوج انها كانت قد خانته ولكنه لم يستطع ان يعلم ذلك وانما عرف الحقيقة بعد أن تزوجت بآخر فظهر عليها ما كانت تكتمه خفية.. وهكذا تضرب الأمثال في رداءة النسب وما يجرّ إليه، وصلاح النسب وقيمته الأدبية..! وفي الخؤولة لا تراعى القاعدة دائماً، وانما يتزوجون من القبائل الأخرى المماثلة ومن أكفاء القبائل، ولا يشترط ان يكون من نفس القبيلة، وانما يقصدون بالمخول المخول الرديء ... وقد مرّ ان بعض القبائل تزوجت رؤساؤها بنساء من قبائل أخرى لا تمت اليها بصلة.. 6 - المهر - الحداد يلاحظ في الزواج انه تابع للرضى، ومقدار المهر مختلف جداً، والزوجة لها مهر يقال له (هفيان) ، أو (الهافي) وهذا تستحقه بالزواج، ومهر آخر يقال له (النميان) وهذا عند النزاع والتفاخت (الطلاق) يعاد الى الزوج وأكثر ما يتوضح في قضايا صليب ... وهناك شيء شبيه بالنهوة وهو أن الزوجة إذا لم تأتلف مع زوجها، ناصرها أقاربها في تقوية هذا الخلاف وتفاختوا (تطالقوا) ، ولكنه في الأثناء قد يشعر الزوج بان في ذلك تدخلاً، وان هناك من يرغب في التزوج بها بعد طلاقها ... وحينئذ يستعمل الزوج حق (الحداد) . وهذا الحق هو أن ينهى الزوج أولئك المشتبه بهم فيهم في التزوج بها بعده، ينذر أولياء الزوجة فينهاهم بمحضر شهود وينهي المشتبه فيهم، ومن ثم تكون له المطالبة بهذا الحق عند حصول الزواج بعد الفراق وهذا محدد في التزوج بمن عينهم خاصة ... 7 - جمال البادية وصف الشعراء في الجاهلية المتجردة وغيرها فأبدعوا، والمتنبي (ظباء الفلاة) ورجحهن على الحضريات فاجاد كل الاجادة ... ولكن لا يقل عنه في الابداع والاجادة ما نسمعه من شعراء البدو من نعوت بنات اليوم، وقد يزيدون في كثير من الخصال والجمال الطبيعي ... فاذا تعشق البدوي ينطق ويستنطق، وليس هناك ريبة، ولا ارتياب، بل قد يكون واسطة تحريك النفوس، ولا يتجاوزون في الوصف الا اذا كان بطريق التعمية دون ذكر الاسم، أو بيان ما يدفع الشبهة كأن يقول حبيبته في موطن بعيد يصعب الوصول اليه، ويبدي حيرته في عظم الشقة.. ليبعد سامعيه عن مراميه ... يحكون أشبه ما هو معروف بالروايات، وتصوير حوادث أشبه بحادث المتجردة، أو يصف ما جرى بينه وبين محبوبته كأنه واقعي، وهناك الاستجواب والحوار ولا يستطيع أحد أن يصرح باسم وانما يعد هذا عيباً كبيراً ويؤدي الى نتائج وخيمة ... فهذا سالم بن عبد الرشيد يصف وصفاً لا يقل عن شعر عمر ابن ابي ربيعة قال: البارحة (1) يوم الكبابيل نعوسي ... وخليف ساهر والمخاليج غافين لكيت غرو (2) دالع باللبوسي ... كالت لغيري، كلت انتي تسدين كالت اصيحن كلت منتي عروسي ... والله لصيحن لو بغيتي تصيحين كالت يجونك كلت ماني نسوسي (1) أله يحكم ابليس وانتي تشوفين كالت تعلمّ كلت ماني بلوسي (2) ... وعلى العلم يا بنت ما حدني شين ومثل هذا حكاية أخرى لشمري يصف بها امرأة، ولا تعدو التصوير قال: 2 غاب الحليل وشفت بالترف ميلاح ... وجيت اتخطى جن أهلها نسابه كالت تهلع لارهج النزل بصياح ... ماني من اللي بالردى ينهكى به (3) كمت اتبطح له واديره بالمزاح ... لان الحبيب وكام يضحك بنابه ثار الحبيب وطبك البيب بسياح ... وكشفت عن نابي الردايف ثيابه غطيت بالثوب الحمر زين الملاح ... لمّا (4) شعاع الصبح بيّن سرابه كالت تنكل هذا الصبح باح ... ووداعتك عرضنا، والحزابه (5) كلت ماني ولد عفن على السر بياح اللي ليا كفّى رفيجه حجابه (6) وأراد أن يبعد المرمى، ويزيل الشبهة فقال: علمي بهم بغنيم يوم المطر طاح ... واليوم مدري وين ربي دوابه (7) مدري مع اللي سندوا يم السياح ... والا وياللي فيضوا يم طابه ( وهكذا يقول آخر: يضحك لي بحجاج العين كله رضى لي مخفى كلامه، خايف من دناياه والعارض المنكاد من دون خلي ... والوشم وسدير مع جملة كراياه ما ياصل المجمول كود فاطرلي ... متكمت المرباع والصيف ترعاه يريد ان عشيقته تضحك له بحجاج عينها، ولم تطق أن تظهر نفسها، ولا تبدي كلامها خوفاً من أقاربها الأدنون.. ولما رأى أن قد أو جسوا منه، وشعروا أنه وهو لا يستطيع الوصول اليها، فشوش الغرض، وغير القصد، وأعلن حبه كما يريد وأبلغها ذلك..!! ولابن رشيد: يحمود انا عارضي شابي ... وطرد الهوى جزت انامنّه كود وضّاح الانياب ... هذاك مني وانا منّه الزين لو هو ورا الباب ... لزم عيوني يراعنّه نبنوبة حشو الثياب ... ونهود للثوب زمنّه ويا محلا جدع الاثياب ... واركاي سني على سنّه فاجابه حمود: - وصلت خيراً يا محفوظ! ويطول بنا ايراد ما هنالك مما يصور نفسياتهم المختلفة من حب وخلاعة واعلان أغراض متنوعة ... ! ولهم في الوصف وابداء الحب تلاعب وتنوع، كل يحكي نفسيته وينطق بما خالج ضميره، وهم اقدر على البيان، وأسرع في ادراك الدقة والملاحظة وما تأثر به من الجمال وهذا كثير لا يحصى حتى أن بعضهم قال لي لو اردت أن تكتب حمل بعير كتبت ... وقد يتهالك القوم، ويقع التزاحم على المورد العذب، فيكون ذلك من اسباب اهمالهن أو تأخرهن مدة خوف الفتنة، ومن جراء كثرة الرغبات. وقد تطالب المرأة بشعر وتبدي رغبتها من جراء ما ترى من تزاحم وان لا يتمكن الواحد من الاقدام عليها ... وهذه البدوية وهي مويضي المطيرية تقول: يا عم جيتك باتشكي ... دوك الركايب بروكي يالعن ابو عمر ما تزكى ... تر زكاة العمر هزّ الوروكي وأحياناً تؤدي المنازعات الى قتال عنيف ... وبعض جميلات البادية طلبهن رؤساء كثيرون فلم يوافقن الا على من كان شهيراً في عراقة نسبه، وله الذكر الجميل في الشجاعة والحرب. ويطول بنا ذكر من اشتهر بالجمال.. والحاصل بعض عوائد القوم في الزواج مقبولة، وبعضها مثل (النهوة) مدخولة، ولا تلاحظ فيها الكفاءة وحدها وانما هناك المنع عن التزوج بمن تحبه لمجرد ان الناهي ابن عم، أو ما ماثل. والزواج عندهم جار على قانون الشرع، وعلى العقد الصحيح، بل اختيار النسب هو المقبول المعتبر ... وكل هذا لا يجعل ريباً في ان الامومة لا أصل لها، وأصول الزواج قديمة جداً، لا تفترق في أحكامها اليوم عن تلك ... 2 - الأفراح والأعياد البدو يظهرون أفراحهم في أيام الاعياد والاعراس، واوقات الختان، وفي مواسم الربيع، وحينما يعود رجالهم من الغزو ظافرين ... واني ذاكر بعض ما يقومون به لاظهار شعورهم ... 1 - الدحة 2 - العراضة ليس للبدوي من الوسائل والوسائط التي يستخدمها الحضري لاظهار سروره وابداء فرحه ... وإنما عند الألعاب كثيرة، والسباق معروف، والنشيد او القصيد في الأحوال الداعية للفرح والسرور مما هو متداول ومشتهر ويتغنى به، ومثله في الاكدار وبيان الأحزان ... وكل ما يعبرون به في اوضاع وحالات خاصة لا يكاد يحصر أو يحد، وكله يشير الى اظهار الشعور والاحساس مهما كان ... ومن أشهر ما يجريه البدو في أفراحهم، وفي الختان خاصة (الدحّة) المعروفة، ولا تقتصر على الختان وان كانت خاصة به، وانما تراعى في الزواج، وفي ايام الربيع واوقات الراحة ... وهذه رقص بأوضاع خاصة، وأصول مألوفة تقوم بها بنات القبيلة، تتقدم الواحدة تلو الأخرى، وتلعب دورها، فتمسك سيفاً في الغالب، والمتفرجون في الجانبين ... ويقال لهذه اللاعبة (الحاشي) ، وتوصف بأوصاف جميلة، فتتقدم، وهناك يجري اللعب بكل سكينة وهدوء ... يجتمع القوم كحلقة طولانية، وتكون هي في الوسط ... وهناك كصاد (قصاد) ، ودحاحة ... وقبل ان تشرع اللاعبة، أو تعرف من هي التي تدخل الدحة ياقل في معرض التشويق والترغيب ما نصه: يا نعماً لك بالطيب. ان جبت الحاشي تكوده. يجاب من آخرين: قول وفعل يا ولد! تستاهل حب النشمية! يا هلابه يا هلابه! (اهلا به) . وقد تردد باشكال اخرى مثل: يا من عين لي (فلان) . صلاة محمد مثنيه. يسمع حسك يولد. تستاهل حب النشمية. ومثله: اطلع (يفلان) اطلب راسك الكصاد. ابشر بالحاشي. ابشر بالحاشي! العب والعب! ابشر بالخير ابشر! دحيّ، دحيّ! فاذا جاءت البنت ودخلت الدحه، قابلها الكصاد موجهاً كلامه نحو الدحاحين ونادى قائلاً: يا حاشينا يا بو بشيت! على صيتك تعنيت! فك روحك يا بالحوش! اكلوا بالحويش اكلوه! ويخاطبها: كومي العبي لي والعب لج! وكلب الجاهل يطرب لج! العبي لي يا زينه ... ويقول أحياناً: كوم العب لي يا بالحوش! وحبك بالبراطم نوش! وهكذا يمضي في أقواله، ومن ثم يحاول الدحاح الواحد، أو الدحاحة الكثيرون أن يختلس الفرصة للتقرب، أو لمس ناحية منها وهم على تباعد، وبيدها السيف تهارفهم، وتبدي انها عازمة على الضرب به فهي في حالة الرقص واتقانه والحذر أن تدع فرصة للدحاحة ... ولكنها قد تتهاون نوعاً مع من تحب، وتغفر له خصوصاً اذا كان خطيبها.! وفي هذه الحالة لا يقدر بوجه أن يقوم أحد بما يخالف الآداب، ولا تتردد هي أن تضرب؛ ويباح لها اثناء اللعب ... واقارب البنت بالمرصاد، والخلاعة لا محل لها، ولا تسمع هناك كلمات بذيئة، او اقوال رديئة..! ويقال للدحه هذه (سامري) أيضاً، ويقصدون فيها قصيداً يرددونه، والدحاح غير القوال او الكصاد (القصاد) ... لا نرى في هذه اللعب الا مراعاة الأوضاع المألوفة، ولا نجد خلاعة، او ما هو معروف في دور الرقص ... بل نرى انه لا تدخله ريبة، وانما هناك الحب الحقيقي، ومعرض الجمال واللعب القومي، وغالب ما ينتهي الرقص البدوي غالباً بزواج، وليس فيه ألاعيب وتوصلات دنيئة مما يفعله بعض السفلة لقضاء شهوة ووطر لمدة قصيرة ... وبنات القبيلة لا يفرق بينهن في اللعب، وليس هناك لاعبات يزاولن هذا الرقص، وهي عامة في كافة البدو، وآل محمد لا تدخل نساؤهم الدحة ... والملحوظ ان هذا يجري بين افراد اسرة، أو مجاوريها مما بينهم الفة، أو أفراد عشيرة، أو قبيلة واحدة ... والمرأة في وضعها هذا اذا كانت حاشياً تتعب كثيراً، وينالها عناء كبير، فهي في احتراس دائم، وحذر من ان يتمكن احد من لمس شيء منها ... ولا تفترق في الاحساس عما يسمى ب (الجوبي) الا ان هذا تقوم به واحدة ثم تتلوها أخرى وهكذا. وليس فيه ما هو معروف عند أهل المدن والقرى من وسائل مساعدة كالدفوف والطبول، ولكنه لا يخلو من غناء وتغني بالقصيد بنغمة خاصة وحالة معتادة من التغني ببعض المقطوعات. وتغلب فيه ذكر (دح، دح ... ) من الدحاحة وتتكرر مراراً، ومن ثم سميت بالدحة اظهاراً للوضع وحكاية للصوت الجاري الغالب تكرره فيها.. ولكل قوم وسائل لاظهار الفرح والسرور، وأوقات طرب وانس..! 2 - العراضة 3 - العاب واحتفالات اخرى | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:23 pm | |
| وهذه تجري ايام الأفراح الأخرى، والأعراس، أو الحروب والنفير الذي يحدث أحياناً ... والعراضة ان تجتمع الخيل مستعرضة تلعب، ونساء القبيلة امامهن ... وفي هذه يكثر القصيد حسب الموضوع الذي لأجله احتفلوا ... واذا كانت لفرح كثر فيها القصيد الذي فيه تشويق للشبان على الزواج، ونعتوت البنات الجميلات ... والعراضة وان كانت اجتماعاً عاماً إلا أنها ليس فيها أوضاع الدحة ... وإنما تكون النساء بجانب، والخيول مستعرضة، والغناء، أو القصيد يجري بالوجه المرغوب فيه ... 3 - العاب واحتفالات اخرى وهناك ألعاب أخرى منها ما يجري بين صبيان القبيلة مثل (الزاب) المعروف عندنا ب (الحاح) أو (البلبل) ، وكذا (عظيم ضاح) ، و (كبة) ، و (كورة) و (ربعه) ويقال لها (البية) ، أو مجالس الفرح وفيها يغني ب (الربابة) . وكلها ملاهي يتعاطاها الصغار، أو الكبار في أوقات الفراغ والراحة وليست عامة في الكل وإنما يقوم بها سائر الناس دون أهل الوجاهة والمكانة.. ويلاحظ انه في أوقات الحزن والألم لا نرى مراسم تجري، ولا مهرجانات ولا ما هو معروف عندنا ب (المعادة، والعياط) ، وإنما يغلب ان يكتفى بالبكاء البسيط، وذكر (واويلي، واويلي) أو ما شابه مما يردده الرجال والنساء ولا يشكل وضعاً خاصاً، أو مراسم معينة ... ( 3 - الغزو 1 - اسبابه - حكايته أصل الغزو تابع للأخذ بالثأر، والحرب المتقابل وهو الشغل البدوي الشاغل بل هو أكبر مشغلة له وأعظم مورد من موارد رزقه ... لا يقف عند العداء، وقد يكون سببه وأكثر آدابهم المنقولة ووقائعهم المعروفة إنما تتعلق بذكرياته ... قال الأول: ولو ان قوماً غزوني غزوتهم ... فهل انا في ذا يا لهمدان ظالم متى تصحب القلب الذكي وصارما ... وانفاً حمياً تجتنبك المظالم وهناك حالات أخرى تدعو للغزو كعداء فجائي، وتجاوز آني، أو أن يكون على قوم ليس بينهم عهد؛ أو على الكلأ والمراعي، أو الآبار ... والأساس ان تعتبر الحالة حربية بين القبائل، والغزو دائب ... وأسباب العداء كثيرة، وفي الغالب تحترم العهود والوقائع السابقة، أو تكون العامل في اثارة البغضاء.. والقصص التي ينقلونها لا تكاد تحصى، والقصائد المهمة كثيرة ... ومن البواعث عندهم ما لا علاقة له بأحد المتخاصمين كأن يقوم بالحرب والغزو ارضاء لزوجته التي تنفر ممن لا تشيع اخباره في الشجاعة والكرم ... كما ينقل عن أحد رؤساء بني لام الذي كانت له زوجة وتوفي عنها فتزوجها أخوه، وكان يضارعه في رسومه وأشكاله، إلا أنه بعيد عن الحروب والغزو على خلاف ما كان عليه زوجها الأول، فلم يرق لها الزوج الجديد، وقالت قصيدة. منها: الزول زوله والحلايا حلاياه ... والفعل ما هو فعل ضافي الخصائل تريد انه كزوجها الأول في شكله وحلاياه ولكنه لم يكن ضافي الخصائل مثله ... علم الخبر، واطلع على مكنون سرها، ومن ثم هاجت همته، وزاد حنقه، وعد ذلك اهانة منها له ... فعزم أن يظهر بما ترضاه، ويقوم بما كانت تأمله فذهب للغزو وصار الى محل ابعد، فغنم غنائم وافرة، وقام بأعمال جليلة بغرض أن تكون له مكانة مرغوبة عندها، ويعمر ما قامت به من اهانة ... ! عاد من غزوته ظافراً، فاستقبلته بقصيد مدحته بها ليرضى عنها، ففتر غيضه، وزال غضبه، وعفا عنها، وعرفت له منزلته، وذهبت منها الفكرة الأولى ... ! والبدوي لا يغزو قريبه، أو يسرقه ... الا أن يكون قد حصل عداء بين الفرق أو القبائل التي بينها قربى والا يجل، ويضاعف عليه بدل المسروق غالباً وكذا لا يسوغ له أن يمد يده على الجار أو الحليف، والغزو انما يكون على العدو او من جوز القوم نهب امواله، او اعتباره محارباً.. واذا قبل هذا الأساس نجد الاتفاقات تجري بين الأفراد، أو العشائر، أو أصحاب الغزو للوقيعة بالعدو، والحرب معه، أو بقصد الحصول على غنائم ... وهذه الاتفاقات قد تعود بالويل والخيبة، (الف تعبة على البدوي بلاش) ... ! أو يكون العكس بان يغنم الهاجم، ويربح الغازي ... ومن ثم يقابل بالفرح والابتهاج ويرحب به الترحيب الزائد ... 2 - الصلح والحرب إن الصلح والحرب من أعظم المسائل الاجتماعية عند البدو، ولهم حلول قد تخفى على الكثيرين، أو أن ادراكها بعيد عمن لم يكن ملتفتاً الى حقيقة ما عندهم ...
3 - وقائع الغزو المشهورة وإذا أردنا أن نتوغل في هذه الناحية وجب علينا ان ننظرها كحالات دولية، أو مناسبات سياسية، تابعة الى حقوق واسعة النطاق، وبعيدة الغور في دقتها وأصلها ولكن بصورة مصغرة ... وهذه الحقوق متعامل عليها، ومعروفة من قديم الزمان، ومضى القوم عليها وان لم تدون، أو تسجل في شريعة، أو قانون ... والإسلام في اوائل ظهوره دوّن بعض الوقائع المخالفة، وسجل العلماء الشائع ... وهكذا استمر، بل ان الإسلام تأسست فيه الحقوق الصحيحة، والوقائع المتعارفة ... وقد قبل ما يصلح ان يكون تشريعاً عاماً ... ولم توافق الشريعة الغراء على الحرب والغزو بلا سبب صحيح، أو اعتداء ظاهر ... وفي سعة هذه العلاقات وكثرة وقائعها لا نستغني عنها اليوم لمعرفة الحقوق القديمة عندنا، وخاصة في جزيرة العرب، وفيها ما لم ينتبه الى صور حله، وطريق حسمه، ولا يقلل من قيمة هذه الحقوق انها غير مكتوبة ... ولكننا نقول ان العربي احفظ لعهوده، واقرب لسياسته الحقة والصريحة، لا ينكث عهده الا ان يرى من مقابله ما يدل على العداء او التحرش او الاجحاف.. وهذا لا يقع دوماً، وإنما هو قليل جداً ... وفي الوقت نفسه نرى البدوي يثأر فلا ينسى ما أصابه من حيف، أو ناله من ظلم ... ولهم أشعار كثيرة في الثأر والترة، مدوّنة في غالب كتب الأدب مثل ديوان الحماسة لأبي تمام، وللبحتري وسائر الكتب الأدبية ... وهذه حالتهم حتى اليوم. وعندهم المحالف، أو الجار لا تنتهك حقوقه بوجه وانما هو محل رعاية، وكذا النزيل فان رعايته اكبر، واحترامه أزيد. وهم في كافة أحوالهم يتجنبون الحرب ووقائعه المؤلمة بكل ما يستطيعون من قدرة وقوة، وعقلاء القوم دائماً يكبحون شرة المتهورين الجامحين، ويحذرون الفتن ... ومع هذا اذا وقع العداء وتمكن لا تكون الحرب حاسمة، يتفقون مع المجاورين، ومن لهم صلة قربى ... بل يجري الغزو بين آونة وأخرى، وينتهب الواحد ما تصل اليه يده ... وفي الغالب لا هاجمون على وجه نهار، ولا دون مبالاة، وانما يأتون على حين غرة وبنتيجة حساب للأمر وافتكار فيه؛ والغالب ان القتل في الغزو غير مقصود، وانما المقصود المال، وقد يكتفون بالتهويل ... وهكذا ... ! وفي هذه الأيام مات الغزو تقريباً. والفضل في منعه راجع الى وسائط النقل الحاضرة، وسهولة استخدامها، وتكاتف الحكومات المجاورة لقطع دابره، وتفوق الأسلحة والعدد التي لا تستطيع القبائل مقاومتها كالمدرعات والرشاشات ... والملحوظ ان الغزو اذا قام من البين، وان (البدو) حرموا منه، ومنعوا وجب ان نساعدهم في مراعيهم، وفي تجولاتهم، وتسهيل مهمتهم ليكونوا مثمرين لا أن يكونوا عاطلين..! وهذا كل ما يتطلبه البدوي، يريد ان يسير على البسيطة بسكينة وينتفع من المراعي ... وفي هذا ترفيه لحالته وتحسين لها ... وهو أول عمل يجب مراعاته وتقديمه على كل عمل، ثم تراعى طرق اصلاحه الأخرى ... 3 - وقائع الغزو المشهورة مرّ بنا ذكر بعض الحوادث، ولكن هذه كثيرة لا تحصى، ولها شواهد وقصائد مقولة ومحفوظة ليست بالقليلة.. وهذه في العراق غالباً. ولا يعوزنا تدوينها الا أن الصعوبة كل الصعوبة في معرفة تاريخ حدوثها. ولا تعد الوقائع مدونة فيما بين نفس قبائل شمر بعضها مع بعض، أو بين عنزة، أو ما يقوم بها بعض هذه القبائل نحو الأخرى ... ومنها يتكوّن سمر القوم، وحديث مجالسهم ... ومحفوظ كل قبيلة لا يعتبر عاماً، وان كان يلهج به القوم، ويتناقلونه ... الا انه لا تعطف له أهمية عظيمة، ولا تكاد تعد وقائع مثل هذه، وما يتحدث به القوم من حوادث شجاعة، وما يتغنى به القوم ... وللصائح ولزوبع وللسبعة ولغيرها وقائع كثيرة وقد تكون فيها من الغرابة ما لا يوجد في الوقائع المهمة بين القبائل العظيمة واني اشير الى بعض الحوادث التي نالت شهرة وصارت حديث المجالس ... 4 - لعيون حصة ما تمصه
حصة هذه بنت الحميدي وأخت عبد المحسن جد الشيخ محروت، وهذه شاع فيها المثل (لعيون حصة ما تمصه) . وتفصيل الواقعة ان قوم ابن هذال من عنزة اصابتهم سنة فامحلت ارضهم، فاقتضى ان يعبروا الى الجزيرة، وكان يسكنها قبائل شمر. وكان الذي عبر هو الحميدي ابن هذال، وعبرت عنزة معه، وهذه لا تفكر الا في قبائل شمر وتعدها عدوها، أو ضدها. ومن مألوف البدو أن يبعثوا ركباً يدعون الضديد (الضد) الى المسالمة. ويطلبون أن يقضوا سنتهم ... والى مثل هذه يميل الضعيف ويطلب ما يطلب من المهادنة ... ولكن القوي لا يمنعه مانع، ولا يركن الى هذا النوع بل يعده ذلاً، واعترافاً بالضعف، وعنزة لم ترضخ لشمر في وقت، ولم تبد اذعاناً، أو ما ماثل. وان كانت الحروب بينهم سجالاً إذا غلبت قبيلة مرة، استعادت قوتها وأخذت بحيفها مرة أخرى ... ! عبروا ولم يبالوا، ومضوا لسبيلهم. وأما شمر فقد اتخذت هذه فرصة سانحة عرضت، ومن ثم تناوخوا، والكل متأهب لقتال صاحبه، وطال المناخ لمدة شهرين ولم تكن النتيجة لصالح عنزة، وانما انتصرت شمر انتصاراً باهراً ... وفي هذه الوقعة كانت حصة بنت الحميدي بين من أسر واستولوا عليه من نساء عنزة، والعادة ان لا يتعرض القوم للنساء، ولا يمسهن احد بسوء، ولكن هذه المرة رأت حصة اهانة من بعض افراد شمر عرف انها بنت الحميدي فتطاول عليها وطعنها.. ومن ثم صاحت حصة " الدريعي يا رجالي "! وصل خبر هذه الصيحة الى الدريعي، وكان من رؤساء عنزة المعروفين آنئذ وعادت عنزة في هذه الحرب مخذولة. أما الدريعي فانه لم ينم على هذه الندبة من حصة وأمر قبائله في سورية أن تتأهب للحرب المقبلة، وإن من كان عنده فرس ذبح مهرها لئلا تذهب قوتهامن الرضاع ... تأهبوا لأخذ الثار ونفروا للحرب، وصاروا يخاطبون أمهارهم بقولهم: " لعيون حصة ما تمصّه " أي أن أخذ ثأر حصة دعا أن حرمناك من الرضاع من ثدي امك. والبدوي متأهب بطبعه للغزو، ولكن الاهتمام في هذه الوقعة زاد، والتأهب والعناية بلغا حدهما ... ومن نتائج هذه ان تحالف الهذال والشعلان على ان يصدقوا الحرب، وان يكون المتقدم للحرب الهذال بقبائلهم، وطلبوا الى الشعلان أن ينهبوا ويقتلوا من يتخلف عن الحرب من قبائل الهذال، وشاع أمر ذلك، ليكون القوم على يقين من القتل والنهب فيما إذا لم يتفادوا، ويحاربوا عدوهم، وهو قوي مثلهم، لا يقعقع له بالشنان. وفي هذه الحرب في السنة التالية لتلك الواقعة طال المناخ ثلاثة أشهر، ولم يظهر الغالب؛ و (الحمل وزان) كما يقول المثل وكان يقتل بعض الفرسان من الطرفين، وضاق الأمر بآل هذال من عنزة، وكادوا يفشلون في هذه الحرب لولا أن علم آل الشعلان بأن التناوخ دام، وطال، وعلموا أن سرح شمر كان يجري على مرادهم ولم يكن عليه خطر، بخلاف ابل عنزة فإنها لا تستطيع أن تخرج فتسرح وتمرح ... فعلم آل الشعلان أن الأمر ضاق بآل هذال، ونفروا بعضهم لمناصرة عشائر الهذال وانقاذهم مما أصابهم من ورطة ... ومن ثم مضوا اليهم، وأرسلوا من يخبرهم بالقصة، وأعلموهم أنه في يوم كذا سوف يهاجمون السرح لقبائل شمر، ويضعضعون أوضاعهم، ويهاجمهم آل هذال من أمامهم تأميناً للإنتصار ففعلوا ... وفي هذه المرة، وبهذه الطريقة تمكنوا من شمر، وانتصروا عليهم، وفي هذا أظهر ابن جندل من رؤساء الجلاس تدبيره في لزوم المساعدة السريعة، مضوا اليهم بلا ضعون ولا اثقال، واختاروا من يعولون عليه، وتمكنوا بسرعة من اللحاق والانتصار ... بل وأخذ الانتقام بطعن بنت الجرباء بالصورة التي رأتها حصة ... ! وفي هذه نشاهد التدابير الحربية، وطرق الغزو للوقيعة، والشجاعة، وحسن الإدارة وما ماثل مما يتخلل الوقعة، وقد يصعب بيان قيمة بعض الأشخاص وما قاموا به، أو زاولوه من أعمال ... ويتكون من هذه مجموع سمر قد يغني عن مطالعة الكتب، وإنما هو التحدث بالمجد، وأشخاص الوقائع لا يزالون في قيد الحياة، أو يحدث عنهم أبناؤهم، وتظهر مفاخرهم ... وهناك القصائد، وذكر المخاطر، والسمر اللذيذ ... نرى البدوي يهول في مواطن الهول، ويظهر المهارة والقدرة في موطنها، والعزة القومية. وصفحات بيانه تكتسب أوضاعها، ويكاد المرء يشعر أن الوقعة أمامه ويشاهد مخاطرها ... !
5 - المهاجم من عدوه وعلى كل حال ان العداء والمنازلة، والانتصارات والمغلوبيات، كل هذه تجري مع الأسف لما يفيد اذلال بعضنا البعض والافتخار في التغلب عليه، وتهييج العداء الكامن ... والوجهة ان نربح من هذه الأوضاع ونستخدمها لصالح الأمة وعزتها القومية، وأبهتها بين الشعوب، وفخرها على غيرها، ويعز علينا أن نجد صناديدنا وشجعاننا يذهبون ضحية وقائع أمثال هذه، ونخرب بيوتنا بأيدينا.! ولو كانت نشوة الانتصار هذه على عدو حقيقة ممن لم يكن من قومنا لشكل فخراً كبيراً، أما هذا فهو في الحقيقة ضياع لأكابر الرجال.. وكل واحد من هؤلاء يصلح أن يكون قائداً لجيش عرمرم.. وملحوظتنا أن هذه الوقعة كانت بين شمر وعنزة، ولم تكن للحكومة علاقة بها مما دعا إن لم تدوّن ... وأعتقد أنها وقعة يوم بصالة، وتاليتها يوم سبيخة.. وكل حوادث البدو متقاربة، وتلخص بغزو بعضها بعضاً ... والمهارة المعروفة وقدرة القواد تبز بأوضاعها، وأحوالها الكثير من وقائع التاريخ مما لا يسع المقام تفصيله ... 5 - المهاجم من عدوّه والطرف المقابل الذي قد هوجم يتهالك في الدفاع، ويستميت عند ماله وحريمه، ويناضل نضال الأبطال، وهناك يشتهر بالشجاعة من يشتهر، وكم صدوا العدو واعادوه على أعقابه خائباً، أو مغلوباً بصورة فاحشة خصوصاً إذا علم القوم وأخبرهم (السبر) بنوايا عدوّهم، أو بتوجه الغزو الى ناحيتهم وما أصدق قول المتنبي على الكثير من قبائل البدو: ولو غير الأمير غزا كلابا ... ثناه عن شمو سهم ضباب ولاقى دون ثايهم طعاناً ... يلاقى عنده الذئب الغراب وخيلا تغتدي ريح الموامي ... ويكفيها من الماء السراب ويتحاشى البدو كثيراً من الحرب عند الضعون، أو الهجوم على العدو عند البيوت ... وفي هذه الحالة تكون له (غوارات) وهي الخيول التي تهاجم، و (ملزمه) وهم الذين يكمنون ويحافظون خط الرجعة ولذا يقول المثل (غوارات وملزمة) ... 6 - العمارية - العطفة العمارية بنت يعدّ لها قتب في (هودج) ، يقال له (العُطفة) ، وهو حصار يزين لها بأنواع الزينة، والبنت في الغالب تكون من أعز بنات القبيلة، بنت الشيخ، أو العقيد، ومن جميلات البنات الأبكار، وفيها همة ونشاط، تحث القوم وتحرضهم على القتال، وإذل رأت منهزماً عنفته، وطلبت اليه أن يعود لنصرة اخوانه وان لا تذل النساء بيد الأعداء و (العادة) ، أو (العودة) الى القتال كثيراً ما تؤدي الى انتصار المغلوبين بسبب ما يبدونه من استماتة، وشمر أهل العادة، ولهم الشهرة فيها ... وهذه البنت تفرع (تكشف رأسها) ، وتتدلع، وتنخى القوم وتشوقهم على القتال، وتكون من العارفات برجال الحي وأوصافهم المقبولة، ومزايا كل؛ تمدح في مواطن المدح، وتحض على الحرب ... ! ولما ان ترى رجوعاً في الرجال، وغلبة طرأت، أو كسرة عرضت تستحثهم على العودة، فلا يطيقون الصبر على لائمتها وعتابها، أو تقريعها، تشجع وتعيد المنهزم، تستعيده فيستميت القوم في القتال ... ! وكثيراً ما يناضل الأبطال عنها وهي تقصد العدو، وتتقدم اليه، ليكون الحرب أشد وأقوى ... ! وبسبب هذا التشجيع والتثريب لمن ترى منه ضعفاً يعود القوم الكرة ... ولهذا نرى بني لام يسمونها (العيادة) باعتبار انها تدعوهم الى العودة وتعتلي بيتاً أو محلاً بارزاً، وتصرخ بهم قائلة: العودة! العودة! أو العادة، العادة! عليهم! عليهم! وعلى كل حال تعرف ب (العمارية) أيضاً، تسوق ناقتها الى الأمام بأمل أن ينقذوها، وأن يتقدموا نحو أعدائهم، ويتفادوا في سبيل خلاصها ... ! ومثل هذه تكون صاحبة جنان قوي لا تهاب الموت، وكثيراً ما تصاب قبل كل أحد، ويقصدها العدو خشية أن تشجع القوم، وتجعلهم في حالة استماتة وتفاد عظيم في الدفاع ... ! وهذه عادة قديمة في البدو، ولم تكن من عوائد هذه الأيام، ولا دخيلة في العرب، وإنما هي موجودة من زمن الجاهلية: يقدن جيادنا ويقلن لستم ... بعولتنا اذا لم تمنعونا وغاية ما ينتفع من هذه العمارية، أو العماريات حينما يشعر القوم بضعف، أو قلة في العدد، وخور في العزائم، فيركن النساء الى ما يشجع ويقوي العزائم..
7 - الغنائم | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:24 pm | |
| والأمم لا تزال تستخدم أنواع الأساليب لإثارة الهمم، وتقوية العزم وتوليد العقيدة الراسخة للاستماتة، كاستعمال خطابات، واذاعة نشرات، وركون الى تهييج عداء سابق وتذكير به، ونظم أشعار حماسية ... وإلا فالقوة والعدد الكاملة ليس فيها ما يكفل النجاح، وإنما يجب أن تقوى الروح في التفادي والتهالك في سبيل الدفاع الوطني ... وهذه الحالة النفسية لا يجرد منها البدوي كما لا يجرد المدني ... !! والنزاع لا يقتصر على الكلأ والمراعي، ولا لسوء معاملة من المجاور، ولا من جراء انتهاك حرمة دخيل، فقد يكون من جرائم قتل، أو من تعرض لعفاف ... مما لا يحصى ... ! والغزو من أشهر أسباب حروبهم ... والعمارية تتخذ لها (عطفة) كما مر وهو هودج خاص، ويعمل من خشب، ويغطى بريش النعام، وله شكل معروف عندهم. والآن ليس له وجود في القبائل إلا عند ابن شعلان ... والمعتاد عند القبائل ان من تذهب عطفته في حرب كأن استولى عليه العدو لا يستطيع أن يأخذ عطفة غيرها ... وذلك ما دعا أن تنعدم من جميع البدو، ولا تستعاد إلا أن تكون القبيلة أخذت عطفة عدوها وغنمتها، فيحق لها أن تتخذ عطفة جديدة ... وقد انعدمت العطفة من اكثر القبائل، بل كلها. فاعتاضوا عنها ب (العمارية) في سائر القبائل ما عدا الشعلان.. وتعد العمارية من أكبر الوسائل لاستنهاض الهمم، وتويتها بعد الفتور والضعف وخور العزم ... وهوادج النساء غير العطفة: الحصار. ظُلة. كن. وهو نوع هودج، أو هو مرادف له، ويسميه الزراع (باصور) 7 - الغنائم في المثل البدوي (من طوّل الغيبات جاب الغنائم) فإذا تم الحرب أو الغزو بالربح والغنيمة فكيف تقسم الغنائم وتوزع بين الغانمين؟ يكون هذا تابعاً لما اتفق عليه القوم أو جروا عليه. والرئيس، أو العقيد إذا كان شجاعاً وبصيراً بأمر الحروب أخذ المرباع المعروف قديماً، أو حسب ما اتفق عليه مع الذين غزوا معه ... وهؤلاء لا يشترط أن يكونوا من فخذ واحد، أو من قبيلة، بل قد يتجمع اليه أناس مختلفون لا يجمع بينهم إلا قرابة بعيدة، أو مجاورة، وقرابة قريبة ... والكل على الغريب والبعيد الذي ليس بينهم وبينه عهد ... وهكذا.. ولكن في حالة العداء والمنافرة بين قبيلة وأخرى، أو قبائل مع معاديتها كانت الجموع تابعة للقدرة، وقد مرّ بنا ما تعتبره عنزة، وتسمي كل الف أو ما قاربه (جمعاً) ، وكان له قاعدة أو زعيمة ... والغنائم تابعة في قسمتها الى احكام عديدة، ومختلفة تبعاً للمقاولات، أو المعتاد في امثالها والكل تابعون للعقيد المسمى (منوخاً) وهذا العقيد من حين سلموا اليه القيادة صار يتحكم بنفوسهم وأرواحهم فهو مطاع، بل مفترض الطاعة، لا يعصى له قول ... ! وهو الذي عناه شاعرهم: وقلدوا أمركم لله دركم ... عبل الذراع بأمر الحرب مضطلعا نعم ان امره حاسم، لا يقبل تردداً، وهو في الوقت نفسه يشاور اصحابه الذين يجد في آرائهم فائدة فيمضي دون تردد، ويقطع فيما يرون القطع فيه ... وغالب المنازعات، والأثرة نراها تظهر عند تقسيم الغنائم، والاختلافات تؤدي الى مراجعة العارفة، والحلول قطعية اذا كانت من (منها) ، أو تقبل عادة النظر اذا كانت صحيحة وطريقها معتاد ... والعارفة في امثال هذه ربحه وافر، وغنيمته انما تكون وافرة عند حدوث النزاع على الغنيمة ... وهكذا. والغنائم في الغزو غيرها في الحروب الحاسمة كما مر في قصة (حصة) ... 7 - قسمة الغنائم وهذه نوضح فيها بعض المصطلحات ثم نصير الى طريق قسمتها ... - جماعات الغزو: وهذه متفاوتة جداً بالنظر لمقدار الغزاة وهم: الركب. ويقال للعشرين فما دون. الجمعه. جيش على ذلول وهم من مائة الى ألفين. السربه. مثل الركب إلا أن أصحابها فوارس يركبون الخيل دون الابل. اللواء. ويقال له (البيرك) . وهذا للرؤساء يقودون الالوف. الراكضة. وهي في مقام الجمعه من الخيالة من مائة الى ألفين. ويسمى بالجمع ما كان (ألفاً) أو نحوه، وفي المثل (يامحورب حورب) قال: (تلاقت الجموع) . - العقيد: ويسمى المنوخ اذا كان عقيد الجمعة، وهذا يتولى قيادة الجمع أو أقسامه المذكورة أعلاه، ونصيبه متفاوت على ما سيجيء. - الخشر: وذلك بأن يتفق الغزو على ان تكون الغنائم لجميع الغزاة ... ولقسمتها قواعد تابعة لنوع الغزو وماهية الغنائم ... 8 - العكلة - الحذية - كل مغيرة وفالها: ومن هذه يتفق الغزاة على ان تكون الغنيمة لغانمها ولا يشاركه فيها أحد إلا أن نصيب المنّوخ أو العقيد محفوظ ومعترف به ... - العقادة ونصيب الغانمين: وهذه تابعة لنوع الأغراض التي غزا القوم من أجلها وشروط العقد الجاري. وغالب ما هناك أن نصيب العقيد مختلف. ففي (الركب) يأخذ العقيد النصف اذا كان الكسب من (المرحول) ، أو يكون نصيبه (المرحول) وحده اذا كانت الغنائم مختلطة ... وعادة الركب في الغالب أن تكون الغنائم بينهم (خشراً) ، ولا يدخل الخشر ما استولى عليه الغازي بصورة (القلاعة) وهي ان يجندل محاربه ويستولي على فرسه. وهذه تسمى (قلاعه) . ومن يتناول الغنائم قبل كل احد فيربح نصيباً وتكون له (طلاعة) وهي ناقة أو ناقتان الى ثلاثة وتسمى (حوايه) . وسربة الخيل لا تختلف عن الركب في حكم الغنائم. وغالب الجمعه أن تتفق على أن تكون (كل مغيرة وفالها) أي أن يكون الكسب لمكتسبه.. وفي هذه يؤخذ العقيد الخزيزة وتسمى ناقة الشداد يختارها من كل الغنيمة ... ثم يأخذ العوايد وهي ما يسمى ب (أبكع ظهر) ويقال له المرحول ويراعى الطيب مع من يوده فيبره ببعض العطايا أو يمنح من ظهرت له قدرة ومهارة ... والباقي في حالة الخشر يوزع بين الغانمين. وفي البيرك (البيرق) أو (اللواء) يأخذ الشيخ وهو العقيد ما يختاره مما يمرّ من أمامه، ويسمونه (مسرباً) ، ولا يأخذ من المعروفين من العشيرة ممن هم لزمته (أقاربه الأدنون) ، وكذا لا يأخذ من الفارس الطيب وهو الذي يتفادى في حروبه، ولا من المحترمين ... وبعض الأحيان لا يأخذ الرئيس إلا أنه إذا أخذ يوزع القسم الأكبر منه ... وعلى كل حال لقسمة الغنائم طرق متبعة، والاختلاف فيها كبير، ومن جراء هذا يرجعون الى العوارف ... 8 - العكلة - الحذية قد يرجع الى الغزاة الغانمين بعض من نهبت أمواله، ويطلب منهم أن يعيدوا له قسماً منها فيقول (الحذية) ويقال له (ابشر بالعطيه) . وهذا يرى ان سوف لا يتمكن أن يعيش بعد أن ذهب كل ما عنده، يلتمس ويطلب أن يعطوه، ولم يكن من المحتم أن يبذلوا له، فقد يمنعونه ويحرمونه، إلا أن العطاء يدل على نبل وكرم في النفس، والمنع يدل على لؤم وخسة في الطبع ... ولا يقع في الأغلب، وقد تكون نفس من نهبت أمواله أبية لا ترضى أن يطلب العون والمساعدة من عدوّه، وإذا كانت الغضاضة قوية وفيها قتل وإيلام فلا يعطى طالب العكلة والمنع نادر جداً ... والعكلة هي المال الذي يعطى للمنهوب منه ويسمى (حذية) . والحذية أيضاً ما يمنح به المتخلف عن الغزو لسبب، أو يكون الطالب فقيراً، وفيه من الضعف ما لم يستطع به أن يقدر على الغزو ... فتكون له شرهه على اقاربه الغانمين. وكل ما نقوله في العكلة أو الحذية أن البدوي كبير النفس، نراه يعفو في أشد ساعات الحرج، وفي النجاح وأوقات الربح يمنح، ويعد عندهم العفوعند المقدرة من كريم الخصال؛ ونرى القوم يفتخرون دائماً بما عفوا به، او منحوه لطالب العكلة ... وكأن طالب العكلة يريد ما يتقوت به كما أن العكلة واسطة نجاة الحياة ... ملحوظة يقال للآبار ثبرة وجمعها (ثبار) في البادية وتسقى منها الابل ويقال لها (عكلة) أيضاً. وغالب الحروب بين البدو على العكلة هذه، وقد يتقاسمون الوقت بينهم، بسبب تدخل العاذلين خصوصاً إذا كانوا أقارب.. ولكل عكلة اسم خاص بها مثل (الحزل) . ومن آبارهم المعروفة: البريت، والمجمي، واللصف، والمعنيّه، والنصاب، والحمّام، والعاشورية، واللعاعه، والشبرم، وواقصه، والشبجه، والصيكال، والصميت، والامكور وهي عكل كثيرة ... وبين هذه الآبار المطوي، والعكلة ... والوقائع عليها كثيرة لا تحصى ... للمؤرخين تدوينات في آبار العرب ... 9 - ما قيل في غزاة البدو اشتهر كثيرون بالشجاعة والحروب. ويطول بنا ذكر من اشتهر، أو كل من قيل فيه شعر لما برز من شجاعة، وابدى من تفادي.. ومما قيل في عبد المحسن والد فهد وعجيل آل هذال: يا مزنة غرّه تمطر شمالي ... ترمي على روس المعالي جلاميد زبيديها (1) يفهيد روس الرجالي ... وعشبها كرون (2) منيهبن الأواليد يتلون ابو عجيل ماضي الفعالي ... ماص الحديد (3) الي يكص البواليد ومما قيل فيه في وقعة عبد الكريم قالها شارع ابن اخيه: 4 يا عم يا مسجي الكبايل هدب شيح ... يا حامي الوندات (4) يوم الزحامي جيف الفرس تركض على الكاع وتميح ... يا عاد ما يجعد صفاها (5) اللجامي جيف الفرايش (6) تنهزع للمفاتيح ... ليا صار ما يركى عليها الابهامي وهذا عبد الله بن تركي من آل سعود يخاطب آخر ويفتخر بحروبه ويلوم صاحبه قال: وشعاد لو لبسك حرير تجره ... وانت مملوك الى حمر العتاري الزاد سوالك سنام وسرّه ... من الذل شبعان من العز عاري يوم كل من خويه تبرّه ... أنالي الأجرب (7) خوي مباري نعم الصديج ولو سطا ثم جره ... يدعي مناعير النشامى حباري من طول المسره سرى واستسره ... ويمدح مصابيح السرى كل ساري قال محمد من الصكور: يمزنه غره من الوسم مبدار ... بركج جذبني من بعيد رفيفه كطعانّا ما يكبلن دمنة الدار ... يرعن صحاصيح الفياض النظيفة وترعى بها كطعانّا غر وجهار ... وتربع بها العر النشاش الضعيفه يبني عليها بنيه اللبن بجدار ... وعكب الضعف راحت ردوم منيفه وترعى بذر الله ومتعب (1) ومشعان (2) ومغيزل (3) يروي حدود الرهيفه وحنه ترى هذا لك الله لنا كار ... وعن جارنا ما عاد نخفي الطريفه واحد على جاره بخترى ونوار ... واحد على جاره صفات محيفه وخطو الولد مثل النداوي لياطار ... وصيده جليل ولا يصيد الضعيفة وخطو الولد مثل البليهي (4) لياثار ... وزود على حمله نكل حمل اليفه وخطو الولد يبنش على موتة النار ... وعود على صفر تضبه جتيفه والجار ليبده مجفي عن الجار ... وكل على جاره يعد الوصيفه نرفي خماله رفيه العيش بالغار ... وندعي له النفس الجوية ضعيفه من القصائد المقولة نعلم أوضاع البدو، وروحياتهم في حروبهم، وشعورهم مما تعين آدابهم في الغزو وهي غزيرة وفياضة جداً ... وهم عند الغلبة قد يلجأون الى ما يسمى ب (المنع) . وهذا يعني ان المنهزم أو المنهزمين قد يجدون أنفسهم في خطر فيكونون في (منع) أحد وجهاء الغانمين، ويتمكن هذا من اعطاء حق المنع لواحد فأكثر الى مائة ... ويدفع عنهم القتل إلا أنه تباح له خاصة أموالهم، ولا يستطيع أن يتعرض لهم أحد لمجرد أنهم دخلوا في منعه..وفي بعض الأحوال لا تقبل الدخالة، ولا يجري (المنع) اذا كان بين المتحربين تأثرات ووقائع مؤلمة أدت الى قاعدة (الطريح لا يطيح) فيقتل كل من استولوا عليه ... وهذا يجري حكمه في الحقوق المتقابلة وانتهاك حرمتها بين المتقاتلين ... و (المنع) في الغزو غير (الوجه) المعروف بين القبائل ... 4 - الصيد والقنص البدوي اذا جاع افترس، واذا شبع لعب، واذا اصابه ضيم سهر، وعلى كل حال لا يهجع على حالة، ولا يستقر على رأي، ولا ينام على مكروه ... يترقب الأوضاع تارة، ويثير العداء تارة أخرى، ويغزو آونة ... فاذا قل عمله حارب الوحش، واتخذ الصيد، وطارد القنص ... وكأن حياته مشوبة بشغب، أو أنه خلق من زعازع ... لا يهدأ، ولا يطمئن بل الهدوء والطمأنينة خلاف طبعه وضد ما يلائمه ... ولهم في الحيوانات المفترسة وطريق قتلها والانتصار عليها حكايات لا تحصى ... لا يستعصى عليه الصيد، وهو أسهل عليه، وأقرب الى متناوله ... وهو في حياته يكافح الصناديد فلا يبالي ان يدرك قنصه. والغالب أنه في غنى عنه، لا يقنص إلا ما هو مهم: وشر ما قنصته راحتي قنص ... شهب البزاة سواء فيه والرخم والبدو لا يميلون كثيراً للصيد العادي، ولا يقنصون إلا في أيام الربيع بقصد اللعب والأنس ... إلا أن صليب يغلب عليهم تعاطي الصيد اعتيادياً، ويتخذون الوسائل الغريبة للحصول عليه، وتراهم يطاردون الظباء، والنعام، والوعول، وحمار الوحش وسائر القنص الذي يستفيدون منه لحاجياتهم، تلحهم الضرورة اليها في الغالب. وطيور الصيد لا يتعاطى البدو جميع أنواعها دائماً. والمعروف منها: 5 المانعيات وهذه في الشامية. رقبتها طويلة أطول من الصقر. وهي من نوع الحر. البدريات. طيور حرة في البحر. الكبيدي. يصاد بين النخيل يأتي من البحر. الوجري (الوكري) الوجاري. وهذا في جبل حمرين، وجبل مكحول، وغيرهما. الفارسي. طير حر في البحر. الباز. وهو البازي، في حدود إيران. وهو يصيد الدراج، والحبارى، والأوز ... والباقيات للصيد كله. الحر الكطامي. وهو مقبول. ويستعان في الصيد بالكلاب السلوقية ويطاردونها على ظهور الخيل، وغالب صيدهم الغزال، وباقي الصيود لا قيمة لها. وهناك من الطيور ما يصيد لنفسه مثل (ابو حكب) ، و (الحدأة) ، و (الشاهينة) و (النسر) ، و (الباشق) . وصليب في كل موسم لهم صيد، ومن صيدهم الغزال، والوضيحي، والوعل والنعام، ومن صيدهم الوبر وهو أشبه بالأرنب ويسمى (جليب الدو) وسائر الطيور والحيوانات الوحشية.. ويستعملون في الصيد (الزنانيح) و (الفخ) ... 5 - العرب البدو 1 - الخيل قال المتنبي: وما الخيل الا كالصديق قليلة ... وان كثرت في عين من لا يجرب اذا لم تشاهد غير حسن شياتها ... واعضائها فالحسن عنك مغيب 1 - الخيل كان العرب ولا يزالون في حب شديد لخيولهم، وتعد من أنفس ثرواتهم، يتغالون بها ويعنون بأنسابها وأرسانها، ويلحظون شياتها وعيوبها، وما يجب أن يراعى في تربيتها، واستيلادها، وذكر الوقائع العظيمة التي جرت على يدها، وهي عندهم كالأهل والولد، وربما كانت أعز، وأحق بالعناية والرعاية، عليها المعول في حياة المرء، وغنمه وربحه، وعزه ومكانته، أو تكون سبب هلاكه، أو خسرانه، والعربي القديم لا يفترق عن ابن اليوم وان كانت السيارات قد صارت تطاردها، وتسابقها في طريق نجاتها، ولكنها لم تقلل من قيمتها ... واذا كان البدوي ممن يتعاطى الغزو والحروب، وله أمل في النجاة، والخلاص من المخاطر، فإنه يراعي حسن اختيار فرسه، ورسنها المعتبر ... وله حكايات كثيرة يتكون منها آداب سمرهم ومحادثاتهم، وهي صفحات مهمة ولاذة، يصفون نجابتها، وأشكالها وعدوها، وفعالها في الحرب، ويتشائمون من بعض شياتها ... ومواضيع الخيل يتكون منها آداب قد تعجز الافلام عن الاحاطة بها او استيعابها، وكتب الخيل القديمة والحديثة لم تف بالبيان، ولم تتمكن من الاحاطة بكل المباحث، ووجهات الأنظار متفاوتة. والاستقصاء يطول. يتردد على الألسن دائماً (الخيل معقود في نواصيها الخير) ، و (نواصي واعتاب) ومن الخذلان على الأمة ان تكون قد تركت شأن خيولها، واهملت الركوب والطراد على ظهورها، ولكن لا بطريق السباق المعروف اليوم. فالسباق المرغوب فيه اختبار قدرة الفرس بامتحان ركوبها، والفارس وتجربته، وتعوده بتقوية عضلاته، وممارسته على المشاق ... وفي ذلك ما يجلب الانتباه الى حالة الفرس وأوصافها البدنية، ومعرفة صحة أصلها ونجابة نجارها ... ومن لم يزاول الغزو ير في ركوب الخيل، ومطاردة الصيد، والتعود على الرياضة والخشونة أكبر فائدة وأعظم نفع ... بل ان الحضارة تتطلب الحصول على خشونة البداوة بمزاولة هذه الرياضة، وهي خير من الرياضة الصناعية، فيها حركات في الركوب والغارة، وقطع الفيافي، والاستفادة من القوة، وتنشق النسيم الطلق، وامتحان البصر، ومراقبة الصيد وترصده، ومطاردة الوحوش ... وكلها من خير وسائل الصحة والتمرن على الفروسية ... أنسابها (أرسانها) عرفت خيول كثيرة قديماً وحديثاً، ونجحت في حروب عديدة، وصارت عزيزة ومعتبرة عند أصحابها ... وهذه هي السبب في تكون الرسن، فهي الصديق الذي ينقذ صاحبه من مهلكة، أو ورطة عظيمة، ووقعة خطرة ... والبدوي يحفظ لها هذا، ووفاؤه يمنع أن يبذلها، أو يتهاون في شأنها.. ويتحدث دائماً عن الوقائع التي أدت الى نجاته بسببها.. ولابن الكلبي كتاب (نسب الخيل في الجاهلية والإسلام) . وفيه عدد المشهور من خيل العرب ... ولأبي عبد الله محمد ابن الاعرابي (كتاب اسماء خيل العرب وفرسانها) (1) والعراق مشتهر بخيله الأصيلة، ذاع صيتها، وصارت تطلب من انحاء العالم خصوصاً في السباقات الدولية، وقد يقتنيها الملوك للركوب والزينة.. ولكن البدوي لا يلتفت الى كل هذا ولا يبالي بتجارتها، ولا شهرتها ... وإنما تعرف عنده بما تقوم به من جولات حربية، وحوادث مهمة، فتنال شهرة بعدوها، وبراكبها وشجاعته في حومات الوغى وحسن تدبيره لها ... هذا وتوالي الوقائع مما أكد له عراقة نسبها وكون لها رسناً مقبولاً عنده ... يا بني الصيداء ردوا فرسي ... انما يفعل هذا بالذليل عودوه مثل ما عودته ... دلج الليل وايطاء القتيل وعلى كل يحافظ على الرسن كثيراً، والحصان الصالح يستولد منه، ولهم العناية الزائدة ويتقاضون أجراً على هذا فيقولون (حصان شبوة) ... وكان يراعى في أنساب الخيل أن بعض هذه تقع حادثة، فينجو بها صاحبها وتكون سبب حياته فيسميها باسم يلازمها دائماً، واذا تكررت الحوادث منها أو من نسلها فهناك يتكون الرسن ولا تنسى، وفي هذا اعتزاز بسلسلتها، ووفاء لما قامت به ... وقد يلازم الرسن البيت مدة فيسمى به. والملحوظ هنا أن الاحتفاظ بالرسن دون مراعاة الاعتبارات الأخرى قد أدى الى انعدام الخيل الأخرى مما لم يشتهر لها رسن، أو أن يقل الاهتمام بها، ولا يكثر رسنها ... وهذا نقص اويشير الى عدم التغالي فيها ... وفيه وقوف عند الجنس الرديء وإن كان أصله مقبولا. وحرصوا حرصاً زائداً وقالوا (الأصل يجود) ترقيعاً لما رأوا من عثرات لمرار عديدة، فتصلبوا في المحافظة، وتعصبوا تعصباً لا يكادون يسمعون خلافه ... على ان ايام الطراد، والرهان قد عينت خيولاً مقبولات، وصار يحتفظ بهن. ومن أشهر أرسان الخيل: الجدرانية. وهذه عند حسن العامود من شمر، وصلت اليه من الفرجة من عنزة، واسم صاحبها الأول جدران فسميت باسمه، ووبير ان اخوه، واليه تنسب (الوبيرانية) . العبية. عند ابن عليان من السبعة، وعند الشيخ عجيل الياور، وعند المرحوم السيد محمود النقيب والآن لا أعرف اين صارت؟ ومنها (السحيلية) عند السحيلي من فداغه، و (ام جريس) عند مدحي بن زهيان البريجي، و (الشراكية) عند نوري الشعلان، ويقال لها الشراكية الاخدلية، والاخدلي من الفدعان من ضنا ماجد ومنها (الهونية) . المعنكية. وهذه منها: الحدرجية. السبيلية. وهذه من الحدرجية وهي عند ابن سبيل من الرسالين وعند ابن غراب من شمر. 4) - الكحيلة. وهذه يضرب المثل بعراقة أصلها؛ فاذا وصفت امرأة بنجابتها قيل (كحيلة) ، منها: كحيلة العجوز. وهي كثيرة ومنها الاخدلية عن الاخدلي من الخرصة وجبيحة للصائح والآن عند شيخ محروت الهذال. كحيلة الأخرس. عند الاسبعة. كحيلة كروش. عند (العلي) من المنتفق. وعند الدويش في نجد. وهذه على ترتيبها ارجح الخيول المعروفة عند البدو كما هو المنقول عن الشيخ فهد الهذال. 5) - حمدانية سمري. وتسمى (العفرية) عند العفارة فخذ من السلكه وعند ابن غراب من شمر، وعند داود آل محمد باشا. 6) - الصقلاوية. منها الدغيم من الهذال، وعند زبينة من الفدعان وعند ابن عامود، وعند الاوضيح من الثابت، والاجويدي من الثابت. ومنها: الجدرانية. الوبيرية. النجيمة. 7) - النواكيات. عند الدويش من آل محمد، والنواك أصلاً عند الجاسم من الاسبعة. - الوذنه. في نجد، وعند المريجب من المضيان (السلكة) في العراق. 9) - الربده. عند لابد الرزني من عبدة. 10) - ريشه. عند ابن عيده من الرسالين " سبعة " وعند ابن هتمي " من عبدة ". 11) - شويهة ام عركوب. عند الرولة. 12) - الدهمة. من خيل ابن هيازع. وصلت من امام اليمن الى آل سعود ومنهم صارت الى ابن يعيش " من ضنا مسلم " خال فهد الهذال ومنه تفرقت وتكاثرت. والآن قليلة. وقد يقال " دهمة عامر ". ويظهر من هذه التسميات، والمعروف من أصولها انها سميت باسم اول من اقتناها فاشتهرت عنده أو بصفة خاصة بها أو ما ماثل ... قال البدوي: الخيل عز للرجال وهيبة ... والخيل تشريها الرجال بمالها وعارضه آخر: العز بوروك النسا ... واللي عريب ساسها (1) تطلع منه كطم الاخشوم عنابر ... عنابر تسجي العدوّ امرارها 3 - شياتها وأسنانها هذا وتعد من نوع اهانة الفرس وانتهاك حرمة رسنها أن يحرث عليها، أو يجعلها دابة حمل ونقل أثقال ... وعلى هذا يترتب (الحشم) عندهم، اعتزازاً بأصلها، وزيادة اهتمام به. 3 - شياتها وأسنانها في البدو أرباب معرفة في أوصاف الخيل وبيان جمالها وحسن شكلها وتناسب أعضائها ومنها المقبولة، والمشئومة. فإذا كانت فيها سيالة (غرة في جبينها) ، ومثلها محجلة الرجلين، وتسمى (المرسولة) ، واذا كانت فيها غرة فهي مبروكة. وكذا يقال في محجلة اليسرى، وتسمى (المرجبة) ، وهناك (المخوضة) وهي التي كل ايديها وارجلها بيضاء، واذا كانت اليد اليسرى والرجل اليسرى مخوضة، أو محجلة قيل لها (الزنية) وصاحبها يركب على بياض، وينزل على بياض ... وهذه كلها مقبولة. ومما يتشائمون به من الخيول وتظهر المقدرة في تعيينها (الشعرة) تكون في الجبهة، أو في الصدر، أو في الرقبة، أو البطن ... ومن ثم يدركون بركتها أو شؤمها وعندهم تجارب عديدة، ومعارف موروثة.. وغالبها ملازمة لما يفسرون به فالذي يسقط من فرسه فيموت، أو يدخل الغزو فيصاب، أو يكون تكلع أو ما ماثل يقولون انه ما ناله ما ناله لشؤم في فرسه، ولا يرغبون ان ينفروا من حرب ... ولعل هذا هو السبب في توليد هذه الخرافة ... وعندهم محجلة الايدي رزقها محدود، والشؤم عندهم في محجلة اليد اليسرى ويقال لها (كفن) فكأنها بمثابة كفن لراكبها.. وهكذا الشقراء الخالصة مشؤمة ... والفرس اذا ذرعنا مؤخرها من الحافر الى القطاة وكان أطول مما بين حافر اليد الى الحارك تكون سريعة الجري، واذا كانت صدور الخيل عريضة، ومناخرها واسعة، وعيونها كبيرة، وجبهتها مربعة فهي مرغوب فيها ... وقد نعت بدوي فرسه فقال: فيها من صفات الأرنب: نومه، وسرع كومه. ومن صفات الظبي: فزه، وكبر وزه (1) . ومن الثور: كصر جين (2) ، ووسع عين. ومن الجاموسة: وسع حجب (3) ، وقوة عصب. ومن البعير: وسع جوف، وبعد شوف. وفي (كتاب الخيل) للأصمعي بيان عن أوصاف الخيل وتفصيل اعضائها، والاستشهاد بأبيات قديمة لشعراء كثيرين. وعندي نسخة مخطوطة منه، ورسالة مخطوطة في (فضائل الخيل) لم أقف على اسم مؤلفها تبين جياد الخيل، وترتيب سبقها ... ورسالة أخرى منسوبة لامرء القيس في الفراسة ومعرفة الخيل، والعلامات الحسنة وغيرها، و (اسبال الذيل في ذكر جياد الخيل) ، لنجم الدين بن خير الدين الرملي ... وأسنان الخيل أو أعمارها في الحاضر: الطريح. اذا كان قد سقط لمدة ستة أشهر الحولي. اذا ولد لمدة سنة واحدة الجذعة. التي تبلغ من العمر سنتين. وتشبى في هذا السن. الثنية. لها من العمر ثلاث سنوات. الرباع لها من العمر اربع سنوات الخماس. لها من العمر خمس سنوات وتسمى كرحة (قرحاء) . 4 - التجفيل - التجبيش: (السباق) تعويد الفرس، وتنفيرها باجراء تمارين وممارسات عديدة لها يعرف ب (التجفيل) أو (التجبيش) ... وهذا من خير الطرق لنجاح الفرس في السباق أو في الغزو أو الحرب ... ولتربيتها أصول، وطرق اعتناء، ومراعاة الحالة التي يجب ان يجريها، والعناية ضرورية، ونعلم ان البدوي يهتم بفرسه، ويلاحظها اكثر من نفسه، ولكن السباق يحتاج الى وصايا صحية، وأوضاع خاصة في أكلها وشربها ... وركضها وتمرينها ولا يقوم بهذا عندهم سوى مالكها. والبدوي على حالة غير حالة الريفي فانه يجفل فرسه دائماً، ويطارد عليها فنكون في وضع تأهب على الغارة، وتابعة لأدنى اشارة.. بخلاف الريفي فانه لا يراعي هذه إلا في اوقات خاصة ولا مجال له ان يطارد في اراض محدودة، فالخيل لا ترى ميداناً فسيحاً، وتحتاج الى تمرين لتنال مكانة في الركض، وغالب الخيل القوة النشيطة هي التي تعيش في مكان عذي (هواؤه عذب ونشيط) ومن ثم يكون النجاح كفيلها ... والألعاب، والسباق على ظهور الخيل من ألذّ ما يجري بين العربان في أيام افراحهم، أو ابان التمرن على الحروب ... والتأهب للغزو. 5 - أسماء الخيل | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:26 pm | |
| وهنا يظهر المجلى من الخيول، وهذه تابعة لتقدير قوة الأعصاب للعدو ... ونفس الركض وميدانه حتى ان بعض الخيل قد لا تسبق اذا لم يطل ميدانها، وتنال السبق على الكل اذا طال المدى ... فاذا لم تقدر هذه النواحي وأمثالها فلا أمل في نجاح غيرها، ويضرب العرب الأمثال في المدى وطوله ... وعلى كل حال هناك أمور يجب الانتباه اليها وتحتاج الى خبرة وفكرة قويمة، وغالب من يقوم بهذه المهمة متمرن عارف ... وفي هذه الأيام راج سوق الخيل في السباق، وتولدت بينهم مصطلحات كثيرة لما رأينا من عناية الأجانب بها، واستفادتهم منها، وتعيين درجات السبق، والرهان عليه ... ومن ثم رجحت من نالت السبق لمرات، وصاروا يتغالون في أثمانهابالنظر لما تربحه، واشتهرت كثيرات قد لا تكون علاقة للرسن بهن، وانما انحصر ذلك في خيل معينة، وبهذا حصل انتقاء في السوابق، وطوي ذكر الخيل الأخرى، وان كن من الخيل العراب ... وفي المثل (عند الرهان تعرف السوابق) . وهذا من ضروب المقامرة بل من اعظم المقامرات، ومن أشد الاضرار على الخيل والاجحاف بحقوقها بل التجاوز عليها، ويجب ان لا يشيع بكثرة وانهماك في أمة حريصة على اوضاعها الحربية، والانتفاع من نشاط خيلها، وقيمتها الحربية ... وقد مر الكلام على السباق المرغوب فيه ... ومن المؤسف أن يروج سوق الخيل من طريق سباق المقامرة، وتزيد العناية بها من أجله ... 5 - أسماء الخيل وأسماء الخيل المعروفة قديماً وحديثاً كثيرة عندنا، ولها في هذه الأيام اسماء جديدة، واشتهر من الخيل القسم الكبير لما كان لها من مواقف بارزة في الحروب كما اشتهر شجعانها فحافظت من جراء ذلك على أرسانها، واليوم يعوزنا احصاء اسماء الخيول المعروفة ... وتعداد كل ما عرف واشتهر في السباق وغيره يطول كثيراً. وهذه بعض المشهورات: عسيلة. تاج عطية. ردحة. حمية. فضيلة الهوى. هذا ويضيق المقام عن التعداد. وللأسف كل هذه الخيول العراقية لم تشتهر بوقائعها وانما عرفت بسباقها ... !! 6 - سرقة الخيول من ابدع ما يجلب الاسماع، ويدعو للانتباه واللذة معاً ما يورده البدو عن سرقة الخيول من اناس تعودوا على ذلك وتمرنوا.. وكل ما يوردونه من حكايات وقصص يدل على عزة الخيل ومنزلتها عندهم؛ فهي من أعز ما عندهم، ولذا يبالغون في اطرائها، يذكرون شطارة السراق وحسن مهارتهم، وما يقدم لهم من فداء أملا في استعادة الفرس المسروقة، والتهالك وبذل الجهود في استعادتها، وما عاناه صاحبها، أو ذكر خيبته ... والسراق منهم (الحايف) وهو الذي يسرق ليلاً وخلسة، و (البطاح) هو الذي يركب الفرس ويفر بها على مرأى منهم ... و (ربيط البدو) في الغالب من كان متعوداً على سرقة الخيول وهو الذي يبطح على الفرس. وهذا يحبس ويحدد بحديد الفرس، ويبقى حتى يسلم المسروق أو يفك نفسه بمبلغ يتقاضونه منه أو من كفيله والربيط قد يكون مطلوباً سابقاً بأموال أخرى أو (وسكة) ، ويحتاج الى أن يفك نفسه. 7 - شركة الخيل - بيوعاتها يعتز البدوي بفرسه كثيراً، ولا يهون عليه ان يعطيها، أو يملكها لغيره ببيع وسائر التمليكات الا لضرورة، او لحاجة تعرض له ... وقد يكتفي ببيع حصة شائعة كأن يبيع (عدالة) ، أو نصفاً شائعاً، أو رجلاً، أو نصف رجل. وهذه شاع البيع بها حتى عند غير البدو، وحافظوا على ارسانها، والبيع في مثل هذه الحالة لا تظهر غرابته في بيع الكل وقطع العلاقة كما هو المعتاد في سائر البيوعات والامتعة وتداولها.. وكل الخيل ليست كرائم، وانما هناك خيول تباع وتشترى على المعتاد كالضأن والبقر ... الا ان البدوي في الخيل خاصة لا يريد ان يقطع علاقته بفرسه. وهذه أشهر بيوعاتهم: بيع مثانى. وذلك بأن تكون أول بطن للبائع، وبعدها للمشتري والثالثة للبائع، ومن ثم تنقطع العلاقة بها ... واذا كان المولود (فلواً) فلا عبرة به، وتجري القسمة على ما عداه ... بيع النصف. وفي هذا تكون القسمة على البائع، والخيار للمشتري لأنه هو الجاني (المربي) للفرس. وقد تبقى الشركة لمدة طويلة.. بيع العدالة. وفي هذا يكون البطن الأول اذا كان انثى للبائع وتفك على ان يكون للمشتري منها البطن الأول أيضاً وتنقطع العلاقة. بيع الرجل. وهي الربع على الشيوع.
2 ومن هذه كلها اذا كانت الخيل مشتركة قسم الشريك وكان الخيار لصاحب الرسن وهو القائم بتربية الخيل، وينقطع الخيار لمرتين وفي الثالثة ليس له ان يرجع عن اختياره وذلك انه يختار فاذا وافق الطرف الآخر فله ان ينكل عن الخيار، ثم يقسم الشريك مرة أخرى وله أيضاً ان ينكل، وفي الاثلثة ليس له ان يرجع عما اختاره، ويكون هذا قطعياً ... 2 - الابل اذا كانت الخيل وسائط نجاة مهمة لحياة البدوي فلا شك ان الأبل قوام هذه الحياة ووسيلة بقائها وطريقة سد حاجياتها.. فمنها لبنه، ومنها وبره ومنها لحمه، وجلدها نافع له ... وهي واسطة نقله من مكان الى آخر، وحمل اثقاله فهي في نظره (سفن البر) ... ولولاها لكانت حياته منغصة، وعيشته مرة، وآماله ضيقة ... وهذه فيها غناؤه وثراؤه بل من اعظم ثروة له، ومن أهم تجارته، وأكبر واسطة لنماء أمواله ... لا تعيش للبدوي أنعام وهو في حالة غزو، وتنقل سريع من مكان الى مكان الا اذا كانت كهذه الابل تتحمل المشاق، وتتكبد الصعوبات والاراضي الوعرة، والفيافي البعيدة عن العمران ... فهي بحق تعدّ أعظم نعمة ناسبت اوضاعه فكأنها خلقت لأجله، وقدرت له في أصل الخلقة ... وفي آية " أفلا ينظرون الى الأبل كيف خلقت " دليل الامتنان بهذه النعمة، ولولا الابل لما تمكن البدوي ان يبلغ المكان الذي يريده الا بشق الانفس وصعوبتها، وهكذا المشاهد والمنتفع به أكبر دليل وأعظم نعمة ... والعرب في آثارهم الكثيرة من كتب الأدب واللغة تعرضوا للكلام عليها، واوسعوا المباحث ومن اقدم من كتب، وخص الأبل بمباحث خاصة الأصمعي فقد نشرت له في الأيام الأخيرة رسالتان في الأبل وردتا في (الكنز اللغوي) للدكتور أوغست هفنر استاذ اللغات السامية في كلية فينا. طبعت هذه المجموعة في بيروت سنة 1903 والرسالتان احداهما جاءت في صحيفة 66 والأخرى في صحيفة 137. وعلى كل حال يهمنا ان ننظر الى ثروة البدوي، ونقدر قيمتها ومكانتها ونعين طريق معيشته من وراء هذه الثروات لنتخذ له التدابير الملائمة للانتاج، والطرق الصالحة للتكثير، ومخارج للبيع والصرف في المواطن الأخرى للاستفادة من نواح عديدة منها.، فنكون قد ساعدناه وجعلنا حالته في رفاه وربحنا منه في تجارتنا، وضرائبنا، وسهلنا له مهماته ... والابل في العراق كثيرة، وكانت لها فائدتها قبل شيوع السيارات؛ فهي من أرخص وسائط النقل، وإن كانت بطيئة ... اهمال هذه الثروة دون عناية في امرها غير صحيح، ومن اهم ما يعرض للبدوي قلة المراعي لها، ومن الوسائل الفعالة افساح المجال له للسرح في مواطن لا يستفيد منها سواه، وفي هذا تخيف لويلاته ومصائبه مما قد يؤدي الى ضياع كافة ابله ... والابل انواع كثيرة، وبينها ما هو معروف قديماً، ويعد من نجائب الابل لما فيه من المزايا المختارة من سرعة، وتحمل مشاق، أو ما ماثل ... أنواع الابل: وأشهر المعروف منها مما ينتفع به للحليب والحمل: ويسمى (البعير) ويقال له (الرحول) : 1 - الخواوير. وواحدها خوار، وهي اباعر عنزة وشمر وغالب البدو بصورة عامة، وهذه ابل بادية الشام، تصبر على العطش، وتستخدم للغزو، تعيش خارج المياه في البادية الجرداء. وهذه لا تعيش في العراق في الأرياف من جهة القارص (الزريجي) والمعروف منها (بنات وضيحان) ، و (بنات عبجلي) ، و (النجبانيات) ، و (الشراريات) . 2 - الجوادة. واحدها الجودي وهذه في الغالب عند المنتفق وغزية والصمدة من الضفير وسائر القبائل الريفية كالزكاريط (الزقاريط) وغيرها. ولا تصبر هذه على الضمأ، ولا تتحمل المشاق التي تصيب البدو ... وابل شمر طوقه كلها (جواده) . وهناك قسم آخر يستفاد منه للركوب غالباً ويقال له (الذلول) ومن أنواعه: التيهية. وهذه صغيرة، ولها رسن، تفيد للسرعة وللمغازي، وتقطع مسافات بعيدة. وهي عند الشرارات من الصلبة، والحويطات منهم. وهذه تطرح النعام، والغزال، وهي للركوب خاصة، ويقال ان اضلاعها سبعة في كل جانب. الحُرّه. تعيش في البادية، وتصبر على الماء، وهي عند شمر وعنزة، وعند الشرارات. وبها يتمكون من اللحاق بالخيول ... العمانية. من نوع الجودي، وهي جميلة ووافية، وغالب ما تكون عند المنتفق ويحتفظون بها، وقليلة في سائر الأنحاء، ومواطنها على ساحل خليج فارس. الباطنية. وهذه قليلة في العراق.
شواذيب وعذاريب قال صلبي يخاطب عشيقته: (للسيلان منهم) يا نديبي شد لي كور مهذالي ... من ضراب التيه وامه شرارية لشنطته بالرسل صابه حفالي ... مثل دانوك حدته الشماليه نحره يم الغضى طيب الغالي ... عين خشف مرتعه له بوسميه الوانها: الوضحة. بيضاء الصفرة. دبسة، غامقة. شعلة. أقل انكشافاً، والجواده القسم الأعظم منها هذا لونه. الملحة. سوداء. الزركه. عشمه. الشكحة. بين البيضاء والشعلة. وهذه كلها في الخواوير. حمرة. على احمرار وفيها غمق. والبيض منها كلها تدعى (المغاتير) ، وما كان فيه سواد، أو ملح يقال لها (السحمية) ، أو (السحمة) . ومن أوصافها: (الصجرية) ، و (ابكع ظهر) ... شواذيب وعذاريب من العيوب في الأبل ما يسمى الشاذب، أو الشاذوب والضبطه فيقال ليس فيه (ضبطه وشاذب) ، والعذوربه أو العذاريب وقد يطلق الواحد على الآخر كلفظ مترادف ويقال (سالم العذاريب) . وهذه أشهر ما هو معروف: الطير. سكتة دماغية الخراش. نوع جنون الضلع. الجرب. الجدري. وهذا يكون في صغره الورك. مرض في الابط. وأصل الشاذب عظم زائد في صفحة زور البعير. وهناك عيوب لا عن مرض وانما هي عيوب في الخلقة، أو نقص في الأعضاء: الجدعه. مقطوعة الاذن. العصلة. مقطوعة الذنب الحرده. تضرب بيدها على الأرض؛ وهو نوع فالج. الخطلة. مرتخية أعصاب الرجل عكس الحرده. جنفه. فيها لحمة كبيرة تحت أبطها النجبه. مخلوعة الزند (مفسوخته) . أسنان الأبل المخلول. عمره سنة1 المفرود. عمره سنة2 اللجي. عمره سنة3 الجذع. عمره سنة 4 وهذه يبتدئ فيها اللقاح وهو الضراب. الثني. عمره سنة5 الرباع. عمره سنة6 الخماس. عمره سنة7 الجالس. عمره سنة8 ومدة الحمل 12 شهراً ومن النوادر أن يكون 13 أو 14 شهراً. الوسم والشاهد وللأبل عند كل قبيلة، أو فرع من فروعها علامة يسمونها بها لتعرف وهذه تختلف اشكالها بالنظر لما تتخذه القبائل ولا نجد تقارباً في الوسم الا قليلاً، وكذا يقال للشاهد وهو نوع الوسم الا انه لا يعول عليه في التفريق، وإنما هو أشبه بالاشارة الخاصة ... والوسم يكون على اليمين أو على اليسار، أو على الرقبة ... والشاهد يكون على يمين الوسم، أو يساره، وقد يكون الوسم على اليد اليمنى، أو اليسرى ... والشاهد على الرقبة، أو يكون قريب الخشم ويصير محاذياً للعين، أو نازلاً الى الفك وعلى كل لا يعول على الشاهد. وسم شمر طوقة كاشارة على يمين الناقة، والصلتة منهم يجعلون الشاهد قدامه، والغرير منهم في يساره، والزقاريط عندهم الوسم اشبه بحرف T اللاتينية ويكون في اليسرى وشاهدهم في الوجه على الجانب الأيسر في منحدر الرسن والنصر الله (فرقة منهم) على الفك ... ولا يكاد يحصى الوسم لكل قبيلة وشاهده، ولقبائل عنزة لكل منها وسم خاص، كما لقبائل شمر كذلك ... شركة الابل وشركة الابل للانتفاع منها تكون بأمور عديدة ولكن هذه لا تظهر إلا في القضايا الجزئية والمطالب الصغيرة مما يجرى بين الطبقة الضعيفة، أو بين ضعيف وغني ... ومن هذه: شركة عظم. وذلك أن يشتري الموسر الابل، ويشغلهن عند آخر حتى تفك اثمانهن من النماء والربح، وحينئذ يشترك معه مناصفة ... ولكن هذه الشركة يصح ان تفك عند الطلب، ولا تكون مقيدة بشرط، ومع هذا اذا وجد شرط لزم مراعاته ... وفي هذه الحالة اذا طلبها صاحبها قبل ان تفك فحينئذ تباع وما زاد عن قيمتها يقسم بينهما ... فالتعب الذي بذله العامل لا يهمل بوجه، ولا يضيع ... شركة العدالة وتكون في الغالب في الغنم، وتقل في الابل وذلك بأن تعطى الشياه او الابل الى آخر ويشارك في النماء، ولا يكون شريكا في العظم الأصلي بل في الصوف والدهن ... ان تودع الابل على ان تكون الاجرة مثالثة، ثلث للجاني وهو الذي قام باعارتها ... ويتسلمها المكاري كاملة الحدايج والثاية ... واذا كانت كثيرة فيصح ان يشترط على صاحب الابل اكثر، وان يستخدم معه آخر فيكون نصيبه النصف ... ويطول بنا تعداد كل ما هو معروف، وانما الغرض الفات الأنظار الى هذه النواحي، وعند الاختلاف يرجعون الى العارفة، والضعيف يلجأ وان كانت القضايا تافهة. بيوعات
الرعى في الابل قد يكون البيع صفقة واحدة وتنقطع العلاقة وقد لا يكون كذلك وتبقى العلاقة لمدة بأن يشتري المخلول والغركان، والمخلول منهما تراه، ويكون مولوداً، ويؤخذ وقت طلوع سهيل، أو أن يسلم صيفاً ... وإن المشتري في هذه الحالة يسمى (شراي حبل) والمفرود ويقال له الغرقان، كأن يشترى في بطن أمه ثم يأخذه المشتري بعد أن يفطم من أمه وذلك بأن يحول عليه الحول أو أزيد واذا مات المبيع في هذه الحالة فهو مضمون.. ويسمى (المجفوت) . هذا ما يعين البيوعات عندهم، وان الضمان يترتب لأنه لم يسلم الى المشتري في الوقت المضروب، وغالب هذه يجريها الضعفاء والفقراء فيما بينهم، وهي التي توضح بقايا بيوعهم.. والغرض من هذه البيوعات الشراء سلفاً، وان يكون تحت ادارة البائع لمدة ... الرعى اذا أراد أن يسرح في الابل يعطى مخلولا ومبلغاً معيناً يقدر بدينار أو أكثر، أو مفرده وحده، أو مبلغ وحده وذلك حسب قلة الابل وكثرتها ... الدخيل تعطى الابل الى آخر فيذهب بها الى نجد أو الى مكان آخر، وذلك الراعي أو آخذ الابل ضامن ويجعل الابل مرخوصاً من قبله يقال له (الدخيل) والوصي وهذا هو الذي وكله ... فاذا رفض وكالته فحينئذ يصرح بذلك ويشهد ثم يخلط الأموال (الابل) بما عنده، ولا يضمن المقدرات أي لا يتوجه عليه ضمان الدرك، فاذا مات بعير يثبت الشهود على موته وحينئذ لا يبقى حق. اما لو طالب المالك ببعيره فامتنع من اعطائه الى الوصي ضمن أي انقلبت يده الى يد ضمان. وداعة البدو للبدو وهذه امانة لا تفرق عن سائر الامانات الا انه يتصرف بها وينميها، أو يبقيها امانة على حالتها دون تصرف ... والبدوي في أحوال عديدة يريد أن يسير الى أهله، وليس في امكانه الا ان يكون مجرداً، وتكون هذه محترمة ومحتفظ بها للأمرين المذكورين، وللأمين الحق في اختيار احداهما، ولا يفترق المودع بين ان يكون بدوياً أو غير بدوي، ولكن يصرح غير البدوي بغرضه فيقول هذه (وداعة البدو للبدو) أي أنها الوديعة المصطلح عليها عندهم. وللامين الحق في حفظ عينها، او التصرف بها. فاذا كانت الوديعة شاة مثلاً تكاثرت عنده، أو حواراً، أو بعيراً كان الأمر كذلك، واذا باعها اشترى بثمنها ما ينمو، كأن كانت بعيراً فحلا كرى عليه ما عنده ونمّى الحاصل، أو باع البعير واشترى به ناقة، فاستولدها ... والحاصل لا يسوغ له بوجه ان يخون هذه الأمانة، وإنما يستثمرها لصالح المودع، واذا كانت مبالغ اشترى بها ما فيه فائدة الى آخر ما هنالك، وقد يعين المالك الذي ائتمنه ان يتقاضى أجراً عوض العناية، وهذا غير ما يعطى للراعي أجرة رعيه وسرحه ... 3 - اموال اخرى لا تعتبر الأموال الأخرى في الحقيقة من أموال البدو المهمة، وإنما الأموال الحقيقية هي التي تلائم أوضاعهم الحياتية ... فاذا تقربوا من الأرياف صاروا يقتنون الغنم، ويلاحظون أمر رعيها وتكثيرها ... واذا وجدت أموال أخرى فهذه لا تعد من أموالهم الأساسية. والغرض بيان ما يعوّل عليه البدوي من الأموال في بداوته، ومن أشهر أموالهم الأخرى الغنم ... - 6 - الشيم والأخلاق ضيق المعيشة، وضنك الرزق، وقلة الموارد قد تجعل المرء في لبس من تصديق ان البدوي لا يكذب، وانه صريح القول، ينفذ ما عزم على فعله وما قطع في امره ... وهو في هذه الحالة لا يشهد كذباً، ولا يحابي ... وفيه من الشمم والأباء والعفة بمعناها الصحيح، واكرام الضيف، وحمى الجار والنزيل ما لا يوصف. شاهدنا وقائع اعترف فيها البدوي انه قتل، أو أنكر القتل فلم يحلف، ولم يخن أمانة، ووفى بعهده وهكذا.. وكم أخذتنا الحيرة في وقت لا نراه يقدم على الكذب وهو في أشد المواطن خطراً، وأعظمها حرجاً ... نرى أوصافاً كثيرة عند البدو ولا نجدها عند غالب اخوانهم من الحضر فكأن البداوة ملازمة للصدق، والانفة من الخديعة والكذب، وكأن الحضر غير منفكين من الأوصاف الرديئة الا من عصم الله تعالى ... ذلك ما دعا ان يأمن الحضري معاملته مع البدو، ويتخوف البدوي من أهل المدن وحيلهم والطرق التي يتخذونها لسلب ما عنده، فهو في حذر وخوف حتى انه اذا اشترى بضاعة يشترط أن تكون (سالمة، مسلمة للمناخ) وهكذا ...
1 - النخوة ونخشى في هذه الحالة أن تتطرق اليهم بعض صفات أهل المدن الرديئة، وتنتقل عدواها وان القائمين بأمر اصلاح المجتمع يحتم عليهم الواجب ان يلاحظوا هذه المهمة، وان يتذرعوا بوسائل مانعة من التسرب الى هؤلاء، وأن يسيروا بهم الى التربية الحقة ... ! مرت أمثلة كثيرة تبين صراحة البدوي وصدق لهجته، وصفاء سريرته ... ونحن في حاجة كبرى الى أن نتعلم منه المهم من الأخلاق الفاضلة، والسجايا النبيلة ... وان لا نتهاون في أمرها، لا أن نفسده وهو سهل الخديعة، فيتذرع بالوسائل الرذيلة ... ونتمنى ان لا يدخله الاصلاح قبل ان ننال قسطاً منه والا سقناه الى ما نحن فيه، وبهذا انتهكنا حرمة أخلاقه وعلوها وسمّو سجاياه وفضائلها ... وهل من الصلاح ان نتولى امر الاصلاح ونحن لم نتسلح بما عنده من سجايا، ونتطلب منه ما هو مفقود وقد قيل (فاقد الشيء لا يعطيه) .. جلّ آمالنا ان يحتفظ هذا البدوي بحسن سلوكه، وطيب اخلاقه، وصفاء نيته الى ان تتبدل حالة التربية العامة بخير منها، وتكون اولى مما هي فيه ... - نعم قد تكون في البدوي بعض الصفات التي اكتسبها من حاجته ومحيطه، ويهزأ بمن يذمها، أو يلومه من أجلها أمثال الغزو ... ولكن هذه بالنظر الى منع حوادث الغزو، والاتفاق والتكاتف بين الدول المجاورة على منعه تغيرت هذه الحالة، وماتت من نفسها، وصار يشعر بأن ماله ما اقتناه من طريق مشروع ... وستقوى هذه الخصيصة ويتعود مغزاها في حين انه قبل هذا اذا قيل له: - الله يحرمك من غارة الضحى! كان يجيب: - وهل (1) وجه، وهل وجه ... ! يريد بل أنت تحرم منها!! وكانوا يؤدون من غارة الضحى بعض الصدقات عن موتاهم..!! وغرضهم من غارة الضحى أنها على وجه نهار، ولم تكن خفية، أو خلسة ... ! ومهما كان الأمر فالبدوي يغزو وينهب، ويقتل ولكنه لا يكذب، ولا يخدع، ولا يخون الامانة، ولا يقبل بذل، ولا يرضخ لقوة..!! يعيش بعزّ، ولا يرضى ان يهان، حر الضمير، صريح القول، وعفيف الذيل في غالب أحواله.. وهو أيضاً كريم بطبيعته، شريف في نفسه، أبي، لا يتردد عن معونة، ولا يحجم عن مساعدة ... والقلم ليعجز ان يجري في بيان كل خصاله الحميدة المقبولة ... والمرء ينجذب بل يكون مغرماً بأوصافه هذه وأتمنى أن تكون هذه بصورة عامة عندنا ... وأن نمضي على كثير منها ... سجايا قوية، عالية، لا تفترق بوجه عن أوصاف العرب القدماء؛ ولا تقل عنها، ويعوزها ما أعوز تلك من اصلاح حقيقي، وتهذيب اجتماعي، لا يشبه ما نحن عليه اليوم، ولا يأتلف وما نحن فيه ... ولم أكن في قولي هذا ساخطاً على المجتمع أو غاضباً عليه الا أني أرغب أن يتحلى بأكمل صفات الرجولة، وأن ينال حظه من الحضارة مقرونة بتلك السجايا الفاضلة ... وهم كما نعتوا انفسهم: حنّا جما صافي الذهب ... وانظف من الخام الجديد ولا نريد أن يزيف هذا الذهب، أو تنال ذلك الخام نكتة تكدر لونه او تودي بصفائه وجميل رونقه ... فاذا كان: حسن الحضارة مجلوب بتطرية ... وفي البداوة حسن غير مجلوب فالأخلاق فاضلة، وعزيزة، لم تدخلها التطرية، حسنها طبيعي، وسالم من العذاريب الكثيرة كما يصطلحون عليها ... وهنا نذكر بعض أوصافهم العامة: 1 - النخوة وهذه من أكبر وسائل التكاتف، ويقال لها (العزوة) أيضاً، وفيها تتشارك القبائل التي تمت الى نجار واحد، وغالب القبائل تعرف القربى بينها بسبب هذه النخوة ... وقد مرّ بنا ما ينتخى به القوم، وهي دليل الأخوة، وشارة التكاتف والظاهر ان اصلها (انااخوة) ومنه اشتقت (النخوة) ومثلها العزوة ويراد بها الانتساب الى نجار واحد ... قال الشاعر: لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا وهذه هي النخوة، والندبة مثلها ... واذا صرفت النخوة الى ناحية التكاتف على اتباع الحق، ونصرة المظلوم، ومقاومة الشر فما أحلاها. والتلقين الى هذه الناحية قد يؤدي الى نتائج مرضية ... 2 - الدخيل، الدخالة في القتل يدفع عن القاتل لمدة ثلاثة أيام على ان لا يسارى ولا يبارى ... وفي المطالب الأخرى غير قتل النفس يكون الوجه لمدة سنة، فلا يتعرض له أحد. الا أن (فورة الدم) لا يصد احد فيها، والوجه لا يمنع غالباً الا أن يكون قوياً ويتمكن من زبن الهاجمين ... 3 - الوداعة
- 7 وهم أحفظ للأمانة، وأحرص على الوديعة، وقد مرّ بيان بعض حوادثها الخاصة، ويتفادى البدوي في صيانة الوديعة ... وعلى كل حال تظهر أوضاعهم العامة وأخلاقهم الاجتماعية، وكذا الفردية من طريق تثبيت الوقائع الاعتيادية، وفي مواطن الحروب واوقات الغزو وقد اشير الى ذلك فيما مرّ، وسيأتي من الأمثلة في خصوماتهم مما يعين أخلاقهم في بعض الأوصاف والأقوال التي يعابون من أجلها، ويحق لهم أن يطالبوا بالحشم، أو يعقروا من جراء ما نالهم من اهانة، أو يلتمس منهم العفو أو التعويض ... وليس لهم حكومة يلجأون إليها، وإنما يستعينون بقوتهم. ولا مجال لحصر المقبول من فضائلهم، والأخلاق المعتبرة فيهم ... وتتجلى اكثرها في حالاتهم الشاذة، وخصوماتهم، ومنازعاتهم.. ولو استثنينا الغزو والوسكة وما ماثل لقلنا هناك الانسانية الكاملة ... ولكن للضرورات، وللمحيط حكمهما، وطبعهما ... والتربية الصحيحة تعدل في الأوضاع المدخولة، وتؤدي الى الاصلاح الكبير وللتعديل القليل حكمه وأثره في الحياة الفردية والاجتماعية ... هذا ولا تفيد التعديلات المادية، وإنما الأثر النافع للمبادئ القومية، والتربية الفاضلة، والعوامل النفسية، فهي شديدة الأثر، وكبيرة الفائدة ... والأخلاق تحتاج الى حسن ادارة وخبرة تامة، وعلاقة قوية بالعقيدة..!! - 7 - العقائد والعبادات العقيدة عند البدو قليلة الكلفة، بسيطة، وأساسها قبول ما كان قريباً من أذهانهم، وأحق بالأخذ ... ومن حين دخلهم الإسلام زالت منهم عبادة الأشخاص والأصنام، وحل التوحيد، فلا يميلون الى الرسوم، والأوضاع الزائدة ... ومما يحكى عن الشيخ صفوق انه كان في مجلس ببغداد، فرأى ان قد جاء شيخ، ونال احتراماً من أهل المجلس فقالوا له هذا الشيخ فلان! قال هو شيخ أي قبيلة فأجيب بأنه شيخ الطريقة النقشبندية، وهي طريقة دينية ... فكان جوابه ان الدين ليس له نقوش ... !! ومن المعلوم ان الإسلام أعلن عقائده بأوجز عبارة، وهي ايمان وعمل صالح، او استقامة ... مع قبول الارشاد لتعيين هذا المطلب، والبدوي لا يريد أن يعرف غير ذلك ولا يشغل ذهنه بأكثر ... وفي هذه الحالة يجب ان لا نخرج به في تهذيبه الديني عن هذا، وبعض الايضاح المتعلق به والا كان نصيبنا الخذلان في نهجنا ... ومن طبع البدوي ان لا يميل الى زيارة المراقد، ولا يهتمون بها، وهم أقرب الى التوحيد الخالص، وتراهم في نفرة من مراقد الصلحاء.. وغالبهم على مذهب السلف بسبب المجاورة لنجد، أو هم قريبون منهم ... رأيت فرحاناً ابن مشهور حين وروده العراق في ديوان المرحوم السيد محمود الكيلاني النقيب السابق، وكنت حاضر المباحثة معه في بعض اوضاعنا الدينية، وكان ابن مشهور ينقدها، ويورد الآيات وبعض الأحاديث تقوية لحجته، وان سماحة النقيب يوضح له، ويوجه أغراض اهل بغداد، ويعتذر له من أخرى ويقول: هؤلاء صلحاء لا أكثر، ولا نعتقد فيهم غير ذلك! اما ابن مشهور فانه استمر في بيان تلك الأوضاع حتى قال: ما هذه اذن؟ (واشار الى قبة الشيخ عبد القادرالكيلاني) ألم تكن طاغوتاً ألم يقدم لها الاحترام!! وهكذا نسمع الشمري يقول وكان قد رأى ما يخالف عقيدته: يا عون من طالعك برزان ... ونام بشناكك هني ويا عون من فاركك البرغوث ... وفراك عبادة علي وبرزان قصر ابن رشيد في نجد، واراد بعبادة علي الشيعة في حين انهم لا يعبدون الامام علياً (رض) وانما يعتقدون فيه الامامة، وهؤلاء البدو لا يفرقون، ويرون مجرد الانقياد الى الشخص عبادة ... ومن حاول اصلاح هؤلاء وجب عليه ان يلقنهم العقيدة من ناحية تفكيرهم دون أن يدخل فيها ما لا تقبله افهامهم ... بأن تلخص له أساسات العقيدة بلا توغل في تفرعات زائدة، وان لا يعرف بالمذاهب الا انهم علماء معروفون لا اكثر ... وأرى أن يكثر له من تدريس القرآن الكريم، وأن لا يعدل عنه، وان يسترشد بأحكامه ... وفي هذا اصلاح لأخلاقه وعقيدته معاً، وفيه أبعاد عن كل نعرة طائفية، واستهواآت حزبية ... فيكون مصروفاً الى ادلته الحقة، وأن نقربها لفهمه.. وهم في الغالب مالكية، أو حنابلة ويجب أن يلقنوا العبادات على مذاهبهم بما لا تصح بدونها، وان يلاحظ تقليل التكليفات قدر الامكان، والدين يسر ...
- 8 وعلى كل حال رغبة الاصلاح تستدعي التفكير الطويل، واستطلاع الآراء حتى تظهر الفكرة القوية الصالحة ... وأرى من الضروري تدريسهم مجمل التاريخ الإسلامي، وذكر الغزوات والملاحم الإسلامية بحيث يتجلى لهم النشاط، وصفاء الأخلاق، والتفادي في سبيل هذا المبدأ الجليل، وان لا تنسى العلاقة، وان يحتل هذا التاريخ محل القصص الخرافية، والحكايات التي لا يؤمل منها نفع تهذيبي ... - 8 - الخصومات - الدعاوي يقولون: المرجله ما بين حيل وحيله ... والحك يبري للي سيوفه كواطع أو: ما ينفعك زاد كليته ليافات ... " ولا ينفع المفلوج عوج الطلايب " 1 - العرف القبائلي ان القدرة، والشجاعة من اكبر الوسائل لحفظ الحقوق، وأعظم الحواجز دون انتهاك الحرمات، ويردد البدو " الحك بالسيف والعاجز يريد شهود " وفي هذا لا يقصد غالباً الا حماية الحق؛ والبدو من خير مزاياهم ان لا يكذبوا، ولا يتخذوا الوسائل لابطال الحقوق وقد قالوا " ولا ينفع المفلوج عوج الطلايب "، ولا يخلو المرء من لدود وخصام، وهم اصحاب حجة، ومنطق عذب، وفكرة قويمة في الغالب والنزاع في الأكثر بين المتكافئين، والحكم بينهم يجب ان يكون ذا قدرة على حل القضايا والا فلا يتنافرون اليه، وإنما يميلون الى صاحب مواهب كافية لادراك ماهية هذه الخصومات والوقوف على جهات التلاعب في ادلاء الحجج ... وهؤلاء لم يكونوا ملائكة، وانما هناك بواعث مهمة تثير الخلاف وغالبها يقع على المنهوبات (الغنائم) ، أو على (حقوق النساء) ، أو على (البيوعات) و (الامانات) وهكذا مما لا حد له لتعيين قضاياهم وهذه لا تخرج عن مادة الفقه. وأصل مواضيعه ... وتسمى في مصطلح اليوم ب (العرف القبائلي) من دون سائر العوائد ... ولا نريد في عجالة كهذه ان نتوسع في حقوق القبائل البدوية (عرفها) ، وفصل خصوماتها، وطريق حلها ... وكفانا أن ندّون بعض القضايا الواقعية، ونشرح بعض الأمثلة، ونراعي صور الحسم من محادثات مع بعض العوارف، ومناقشات في خصوماتهم، ومباحثة معهم ومعارضة لأفكارهم بقصد أن نتبين حقيقتها، ونعلم ماهيتها ... واقتصرنا على ما يكفي للمعرفة والامام وإلاّ طال الأمر، وصعب كثيراً، وتشبعت أطرافه.. وعلى كل حال النظر يقتصر على ما يدعو للخصام ومراجعة العارفة ... هذا وأحكام عرفهم متقاربة، وليس فيها تفاوت كبير والتغلب والاثرة أبقيا أثراً محسوساً فيها من مخالفات وأوضاع تعاملية منها ما لا يأتلف والشريعة الغراء.. 2 - العارفة والعوارف لا يقصد البدوي من الالتجاء الى العارفة سوى حلّ قضيته حلاً مرضياً يقطع النزاع، والا فالتحكم، والاجبار على صورة حل ترضي جانباً وتغضب الآخر وتضطره أن يقبل بقوة وقسر مما لا يميت الحقوق، وليس الغرض مجرد الحسم ... ويصدق على مثل هذا قول (حكمت ولا أبالي) ... ولعل التجارب العديدة بصرت بمراعاة (فصل الخصومات) من طريق (العوارف) ... والملحوظ أن الناس كانوا يلجأون الى الأقوى لحسم النزاع دون ان تلاحظ الصحة استناداً الى هذه القوة أو أن يميل القوم الى الطاعن في السن ويطلب حله ... ثم قطع البدو مراحل حتى وصلوا الى طريق القضاء بواسطة من أهّب نفسه، وأعدها لفصل الخصومات وكانت له بصيرة. وقديماً يقال له (الحكم) ... ويقول أمراء شمر نحن الذين نصبنا عوارفنا واخترناهم من جهة اننا نظراً لمشغولياتنا لا نقدر أن نرى الخصومات بأنفسنا، فأودعناها الى من اعتمدناه، وبمرور الأيام صارت موروثة فيهم، ولا يعتبر عارفة الا من كان ابوه عارفة ... وهذه الفكرة اقرب للصواب في تعليل موضوع العوارف، ولكنها قديمة جداً، وحكام العرب في الجاهلية لم ينالوا منصب القضاء، ولم يشتهروا الا لما فيهم من المواهب، وان كان هناك آخرون لم يلجأ اليهم أحد، والعارفة القدير يميل الناس اليه ولا يعدلون عنه كما انهم لا يجبرون على احد بعينه ... 3 - محادثة مع عارفة قد جرت بيني وبين حسن ابن عامود من شمر المحادثة التالية: - هل تقرأ وتكتب؟ - لا! كيف تقضي بين الناس؟ كان آبائي وأجدادي عوارف ... وكنت أشاهد قضاياهم، وأسمع ما حكموا به، وتناقلوه ... وأنا أنظر في القضية، وعندي قلب واع ... فماذا تريد وراء هذا؟
4 - المنهى) محكمة تمييز البدو ( وكأنه يقول عرفت تاريخ الخصومات والعرف ممن سبقني، وأدقق المسألة الموضوعة البحث، ولي بصيرة وادراك ... وهذه من وسائل معرفة المحق من المبطل، وهي من دواعي الحكم ... هذا مع العلم بأن هذا العارفة ليس هو من أكبر العوارف وأعظمهم. (لم يكن منهى) . ولا أظن الحقوقي يحتاج الى اكثر من معرفة تاريخ الحقوق، والنظر في الموضوع، واستعمال عقله فيه ... وبحق قال الزمخشري (العربان غربان) ... ولم يراع هؤلاء أصول مرافعات، ولا قانوناً يرجع اليه سوى المعهود من تعاملاتهم إلا أن القضايا السابقة التي كان قد حلها عارفة آخر قبلا تعتبر أساساً وليس للمتأخر أن يتعداها، أو يتجاوزها في حكمه.. وكأن هذه المعلومية تكسبها قوة ويمهل المتضرر أن يأتي بدليل على هذا الحكم السابق. وهي بمثابة رجوع الى فتاوى، أو الى مقررات محكمة التمييز ... والآن في حكومة ابن سعود يسمون العوارف ب (الطواغيت) . لأن حكمهم لم يبن على أحكام الشرع وإنما هو على تعامل قديم، ووقائع سابقة ولا يرجع فيها الى الأحكام الشرعية وهذه قد تكون موافقة، أو مخالفة، ولكن الشرع وموافقته غير مقصودين ... 4 - المنهى (محكمة تمييز البدو) وهناك من لا يرضى بحكم العارفة ولا يقبل بطريقة حسمه، وحينئذ له أن يعارض حكمه ويطلب ان يرجع الى (المنهى) وهو آخر محكمة بل آخر حاكم يلجأ اليه في نظر البدوي فيأذن له. وهؤلاء المناهي قليلون، لا يختلفون عن العوارف إلا في القدرة المسلمة لهم لا بانتخاب رئيس ولكن بحكم الشيوع والشهرة ... وقد يعارض الحكم بما قضى به من سبقه، ويشترط أن يقدم شهادة من عارفة آخر كان قد حكم بما خالفه ... وعلى كل حال سواء العارفة، أو المنهن لا يجوز مخالفة أحكامهم، أو مراجعة غيرهم وإلا أدى أن يطالب العارفة بالحشم، ويعد تحقيراً له إذا راجع أحد غيره كما أن غيره إذا عرف لا يقضي ولكن يجري ذلك تحت تحوطات خاصة، فإذا أودعت قضية الى عارفة فليس لآخر التعرض لها، أو التدخل فيها فإن فعل أخذ منه الحشم. وعند قبيلة حرب إذا عرض قضية الى عارفة وكان قد عرضها لآخر قبله أخذ منه الحشم. ومن هذا يعرف ان حكم العرافة قطعي، وحسمه لا يقبل النظر مرة اخرى إلا بالتحوطات المارة أو ما ماثلها ولذا نجد العربي القديم يفتخر بقوله: أنا الذي لا يعاب لي قول، ولا يرد لي قضاء. أو كما قيل: ومنهم حكم يقضي ... فلا ينقض ما يقضي والمشهور ان القدماء من العرب وضعوا قاعدة (البينة على من ادعى واليمين على من انكر) ومثله قولهم في الخنثى (اتبعه مباله) وبعضهم حكم فقبل الإسلام قضاءه ... مما لا حد لاستقصاءه.. وللتحري عن حكم معارض كان قد سبق أن حكم به يمهل في ايام القيظ ثلاث ليال وفي الشتاء سبع ليال للتحري عن نص الحكم. ويقال له: " ردك الله للسوالف انها قبل ماضية ... " 5 - امرأتان تتنازعان ابناً يحكى أن رجلاً تزوج امرأتين فولدتا في يوم واحد، وكانت القابلة أم أحدهما، أولدتها فاعطت بنتها ابن الأخرى وهذه اخذت بنتها دون ان تعلم ... مضت بضعة أيام، والأخرى تميل الى الابن ولا رغبة لها بالبنت، وأخيراً قالت ان الابن هو ولدي فحصل نزاع ادى أن تثور الفتنة بين القبيلة ... تحاكموا الى العارفة فكانت نتيجة تدقيقاته ان وزن حليب ام البنت، وحليب ام الولد كما أنه أخذ الحليب من حيوانات أخرى فوزن حليب الذكر وحليب الأنثى فوجد حليب الابن اثقل فحكم بان المدعية لها الحق في المطالبة بابنها ... 6 - لو بطني فرّ فريت كانت الجموع من شمر متقابلة، والحرب مشتعلة بين الفريقين فكان أحد رجال شمر وهو مذود الزعيلي قد هوى على عدوه وهو من الفر من العامود بضربه سيف فسقط قتيلا، وذلك بمشاهدة هذه الجموع. أما القاتل فقد هرب الى عنزة وبقي مدة حتى مرض وأراد أن يموت بين أقاربه وقومه وأن لا تتوجه المطالبة عليهم مع أنه لم يكن القاتل في الحقيقة ... فعاد ودخل على رئيس شمر وطلب منه الحق فيما وجه اليه من قتل الرجل من ال (فر) ، فقام المجلس في وجهه وقالوا له قتلته بمرأى من الجموع والآن تطلب الحق فأجابهم:
7 - البدوي لا يورد عليه شاهد | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:28 pm | |
| - " لو ببطني فر فريت "! يريد أنه لم يقتل أحداً من فر ولو كان قتله لفر منهم وهرب فصارت مثلا!! فتحاكموا الى العارفة بأمر من الرئيس فكان العارفة قد سمع بينه مذود المذكور وهو المهتم بالقتل في انه كان قد هوى على الفري بالسيف الا أن قطعة الرمح من آخر هي التي أزالت أم رأسه وقتلته. ومن ثم توجهت الخصومة على من شهد عليه الشهود. 7 - البدوي لا يورد عليه شاهد من أغرب ما اعتاده البدو انهم لا يبرهنون على دعاويهم الجزائية ببينة أو شاهد ... وإنما يطلبون اليمين رأسا وهذا عام فيهم وذلك فيما عدا توجيه المطالبة فانها تسمع فيها الشهود ... وقد رأيت بعضهم لم يحلف لأنه كان قاتلا واعترف وآخر طلب أن لا تسمع بينة عليه فلم يلتفت الحاكم وانتهره قائلا هل انتم أولياء ولا يقبل شاهد عليكم؟ فكان جوابه اننا كلنا خصوم، جمعان تقاتلنا فلا يصح أن يشهد بعض أعداءنا علينا. فلم يجد منه إذنا صاغية! فطلب ان يحيل القضية الى العارفة ومن ثم يرى رأيه فيما يطلب ... ! فوافق، وكان العرافة لم يطلب سوى اليمين. ومن الأدلة على ان البدوي لا يورد عليه شاهد قصة (لو ببطني فر فريت) المارة. ورأيت مبرد بن سوكي رئيس الربيعيين من شمر قد عين السبب في ان الدعاوي بأوضاعها تجعل كل واحد يتحرى عن الشهود، وتسوق الى الكذب، وأساساً لا يلزم القاتل وحده فلا يحلف كذباً قطعاً فلا محل للركون الى الشهادة ... ! 8 - الفصل طريقة حسم النزاع كما في الأمثلة المارة يقال لها الفصل. وهذه الطريقة يجبر عليها البدوي من جانب الرئيس، أو يلجأ إليها أحياناً دون الاستعانة بقوته خشية الفتنة، والخوف من وقوع حوادث قد تجر الى ما لا تحمد عقباه بين القبائل أو بين القبيلة الواحدة ... على ما قيل: وجرم جره سفهاء قوم ... فحل بغير جارمه العقاب وهذا لا يسير على قاعدة معينة؛ وإنما يختلف بالنظر لعرف كل قبيلة والقبائل المجاورة لها ... والعارفة لا يمضي على قانون أو قاعدة مطردة، وإنما يجب أن يكون ملما بما هنالك من سنن ومن خلاف بين عرف كل ... إننا نرى وحده في ماهية الوقائع. وتقارباً في صور الحل، ولا يكون مشتركا من كل وجه، وإنما فيه خلاف، والملحوظ أن هذا الخلاف أما أن تكون ولدته القوة، والضعف وتحكم المجاورين، أو تباعد العرف بسبب أن كل قبيلة عاشت في موطن غير موطن الأخرى ... وهناك جهات مشتركة هي التي نتناول موضوعها ولكننا سوف لا نهمل خصوصيات بعض القبائل، وما يجري بينها من قواعد الحل ... إلا أننا هنا نشير الى معتاد القبائل بصورة عامة كما ذكرنا ذلك سابقاً ... وغالب ما يعد جريرة في قبيلة فهو جريرة في أخرى وإن تفاوتت العقوبة أو اختلف مقتدار الضمان ... 9 - الحوادث التي تستدعي الفصل الجرائر أو الجرائم معتبرة نوعاً عند الكل، ولا يفرق بين قبيلة وأخرى إلا في بعض الأحوال وهذه أشهر الحوادث التي تستدعي الفصل: القتل. السرقة والنطل. الجروح والشجاج. الحشم. العقود. النهوة. الوسكة الى آخر ما هنالك. وهذه في غير الغزو، وفي الغزو يستحكم العداء وذلك أن الأرض وإن كانت مباحة إلا أن كل قبيلة لها مواطن رعي وكلأ، وحما ... وكل هذه لا يجتازها كل واحد ولا يمر منه بل دون ذلك خرط القتاد ... إلا أن يتدخل المصلحون، ويجري على يد الرؤساء والعوارف في صور الحل بعد الاتفاق على الاساس ... وفي المثل (هفا من وفى) . وأما قسمة الغنائم فقد اشير اليها فيما سبق وهذه تستدعي الرجوع الى العارفة ويحدث من جرائها اختلافات كبيرة. لأن الغانمين بعد أن يستولوا على المال تتعلق به حقوق هي في الحقيقة أشبه بالمحرزات من صيد وغيره وتتنازعها أيدي الغانمين في بعض الأحوال. وأما في الشريعة الغراء فالغزو المعروف غير مقبول بوجه بل هو نهب صريح وغارة ... على اموال الغير ... والحكم به مما ينافي الشرع الذي يحث على حفظ الحقوق وإيصالها الى اهلها ومراعاة العدل في حسم القضايا المتعلقة بها وامحاء الاجحاف والغصب وتعويض ما يصيبه التلف من الأموال ... ذلك ما دعا ان يندد الشارع بالعرف من هذا القبيل في آية " أفحكم الجاهلية يبغون ". والفصل يكون في المطالب الآتية: الدية، أو الودي. التعويضات والحقوق.
10 - القتل - الدية وقد يقال الفصل للحكم بالدية عن القتل تغليباً من جهة انه من أوضحها ... والقوي لا يعتدي أحد عليه، وإذا حصل اعتداء فمن الممكن أخذ الحيف، واستيفاء الحق ... 10 - القتل - الدية القاتل لا يقبل منه غير القتل وقاعدة (القتل انفى للقتل) جاهلية، والقاتل مهدد دائماً وكثيراً ما رأينا في شمر من لم يقبل الفصل وأبى أن يدخل في الصلح وإنما قال: أقتل ثم ادخل الفصل وامتنع بصورة باتة من قبول الدية وأن يأخذ بدلا عن قتيله ... ولكن القربى، والجوار وتوسط المصلحين قد يؤدي الى مراجعة العارفة وحل القضية صلحا. والدية معروفة قديماً، وأول من سن الدية مائة من الابل أبو سيارة العدواني، ويقال ان عبد المطلب اول من سنها فأخذ بها قريش والعرب وأقرها الإسلام ... وهو أو ل من قطع في السرقة في الجاهلية ... (1) والحالات الاجتماعية، والأوضاع الخاصة تستدعي لزوم الحل صلحا، وحسم النزاع خشية أن يتطاير شرره ... وحق التأثر للقبيلة كلها ويعد المقتول ابنها ولا تقتصر المطالبة على الأب أو على أقرب المقتول الأدنين ... وبعد تسليم الدية وقبول الصلح تدفن الضغائن، ويزول الحقد والحنق واذا اثيرت الغضاضة فهذا معيب جداً ... ولكن وقع أن أصرت الحكومة والرؤساء على بعض عشائر شمر في قبول الصلح ومراعاة الفصل فلم يوافقوا مدعين ان الحق في جانب واحد وهو الذي يحق له المطالبة واذا كان لا يرغب في الصلح فلا يجبر عليه، ولا يتدخل في فصل ... ! وهذا غير قبول الصلح ثم انتهاك حرمته ... 11 - مقدار الدية وتوزيعها وهذا مختلف جداً بين القبائل، ويتفاوت مقداره بين افراد القبيلة والقبائل المجاورة ... وإذا كانت القتلى من كل جهة كثيرين تراعى قاعدة (هفا من وفى) أي يتساقط القتلى ويودى ما يبقى ... وهو المعروف عندنا بقولهم (دمدوم، وجرف مهدوم) ويريدون به دفن المطالبات ... ومقدار الدية يختلف بين ان يكون المتقاتلان من قبيلة واحدة، او من فخذ واحد، او من قبائل اجنبية ... وفي حالة كون القاتل من الأقارب لحد خمسة أظهر فانه يسقط من ديته مقدار ما يصيبه لو كان القاتل أجنبياً، والباقي يوديه ... والدية بين هؤلاء الذين هم من قبيلة واحدة 50 بعيراً، وفرس واحدة، والاسلم بينهم خاصة 25 بعيراً، وكذا عبدة واما الصبحي والاخرصة فيما بينهم 50 بعيراً وهو الغالب في سائر البدو، والجار مثل القريب، وبينهم وبين الأجانب وهم الريفيون 7 من الابل. وهنا يختلف التوزيع بين القبائل الريفية والبدوية وذلك ان الثلثين وفرس الكبل تعطى لأهل المقتول (ورثته) والباقي يوزع بين الأقارب الى الظهر الخامس، ولا يأخذ الظهر الخامس اكثر من بعير واحد ثم يتضاعف للتالين في الدرجة. وهكذا يقال في الأخذ منهم وان فرس الكبل تؤخذ من القاتل خاصة ... وهذا عند زوبع وعبده وسائر شمر ... وعلى كل حال المسؤولية القبائلية محدودة بدرجة القربى فلا تتجاوز الخمسة الا ان يكون المقتول لم يعرف قاتله فتسأل القبيلة حينئذ. وفي هذه الحالة يكون الوضع كالقسامة في الشريعة الغراء ... والدية في القبائل الأخرى لا تتفاوت كثيراً ... ففي صليب بينهم الدية 75 ديناراً، وللمرأة نصف دية، ومثلها تعطيل عضو. وتسلم نصفها نقوداً والباقي سوام ... وبين الأقارب 150 دينار والمرأة نصفها وكذا تعطيل العضو. وعند القبائل في الغالب تعطى للوارثين، وعند بعضهم لا تعطى للزوجة ولا للبنات وعند حرب تعطى لأهل المقتول، وعندهم ان الابناء يشتركون فيها الا ان الابن الاكبر يعطى حصة يقال لها (الكبرة) وهي نصيب زائد يستحقه ... والملحوظ ان البدو ليس لهم حق عام الا ان هناك ما هو شبيه به وهو التكاتف والتضامن، والالصق هم المطالبون (بكسر اللام) والمطالبون (بفتح اللام) وفي هذه الحالة لو لم يطالب القريب، أو كان غير قادر على المطالبة فان أهل القبيلة يطالبون فالمقتول عندهم ابن القبيلة ... ومما يجب ملاحظته ان التفاوت في الدية غير صحيح، وكان حكم الرسول " ص " (القتلى بواء) ، وفي القرآن الكريم (النفس بالنفس) والدية عوض فيجب ان يكون متساوياً في الكل ليتجلى العدل ... 12 - السرقة والنطل
13 - الوسكة) الوسقة ( في هذه تظهر أحكام الوسكة، ويلاحظ فيها اعادة المسروق والتعويض المرتب على هذه السرقة اذا كان المسروق منه من الأقارب، أو من النزيل ... ويضاف المسروق في مراعاة أربعة أضعافه اذا كان من الحيوانات على عدد قوائمه، أو يراعى فيها ذلك بالقياس عليها.. ومن حكم العوارف في هذا الباب ما فيه غرابة ودقة وذلك أن رجلا أكل زاد مضيفه؛ ثم سرق منه فكان الواجب عليه أن يحكم بما شاء حتى يعفو عنه وإلا ترفع عليه الجناة (عصى معروفة) في العربان ويشهر حاله، وحينئذ يهدر ماله لكل أحد ... ولكنه قضى بخلاف ذلك من جراء أن الموجهة عليه التهمة بيّن أنه نهب الفرس من سارقها الذي كانت بيده ولم يعلم أنها تعود لمضيفه، وعلى هذا لم يحكم عليه ... هذا ما حكاه لي المرحوم السيد محيي الدين الكيلاني. والظاهر من مجرى الوقعة أنه لم يتبين دليل على السرقة، وغاية ما هنالك حيازة لا غير والمعاقبة عليها غير معروفة في وقعة مسموعة وذلك أن النهب والغارة مباحة لهم، ولم تتحقق السرقة في هذه الحادثة ... 13 - الوسكة (الوسقة) ويراد بها الطريقة للوصول الى المال المغصوب او المسروق، ولكن لا من الطريق القانوني، وليس البدوي كالحضري يراجع المحاكم، ويستعين بقوة الحكومة، خصوصاً إذا كان الناهب أو السارق من قبيلة أخرى في منعة وقوة لا يستطيع أن يصل إليها دون مخاطرة كبرى وهكذا ... فيتوصل صاحب الحق أن يغرم أقارب الناهب، أو ما يسمى ب (لزمته) ... وهذا لا يقبله الشرع بوجه، واعلن بأن (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ، وإنما يراعى الأولى والأقرب لاستيفاء الحق، وإن العقل والشرع لا يقبلان أن يلزم غير المعتدي، وأن يؤاخذ غير الجارم. ولكن القبيلة أو الفخذ، أو الأقارب لم يكونوا بمعزل عن قربهم، وإنما هم بمنزلة اسرة واحدة بينهم تكاتف، وإذا لم يشتركوا في هذه الجريرة فهم متضامنون في السراء والضراء، يلبون عند الدعوة، ويجيبون النداء. يغضبون لغضب قريبهم دون أن يعلموا السبب.. وفي الأمور المالية يلاحظ هذا بدرجة محدودة عند البدو وإن قالوا (حلاهم دناهم) أي أحلى ما يتوصل به الى الحق هو الأقرب تناولا أو كما يقال (أقرب شاة للذبح) ويقال (الوسكة قربة للحق) ... وذلك أن الوسقة يطالب بها لحد خمسة أظهر ويعللون ذلك بأن السيف إنما يقبض عليه بالأصابع الخمسة فإذا سقطت سقط السيف، ولا يبقى محل آنئذ للمؤاخذة ولذا يقولون (احلال بخمسة) .... فلا يؤاخذ من هو أعلى من الخمسة أظهر.. وكأنه يقل التكاتف والتضامن الى هذا الحد ... وفي هذه الحالة اذا ظفر صاحب الحق بشيء ولم يتمكن من استخلاصه لضعف فيه، أو لبعد أهله وعدم قدرته على الطلب ... أو ما ماثل، فإنه يأخذ ما يصلح لاستيفاء الحق ممن تمكن سواء من السارق أو من غيره من أقاربه ويودعه حالاً عند أحد أفراد قبيلته ممن هو فوق الخامس، ويدعوه الى ايصاله اليه، وانه كفيل، وحينئذ يكون ملزما بإيصاله بأي واسطة وحسب قدرته، وأن لا يثلم وجهه بذلك ... ! وفيها كما يقول مثلهم قربى للحق، ودعوة للصلح، وتحريض من الأقارب على الفصل ... وهذه الحالة شاملة للمسؤليات الأخرى في القتل وفي غيره من سائر الضمانات القبائلية مما مرّ بيانه ... 14 - النهوة وهذه لا يرضاها الشرع بوجه وإنما يشترط الكفاءة، وإذن الولي عند بعض المذاهب والتحجير على حرية الشخص وتقييدها أمر غير مرضي، والتحوط ضروري، ومن كانت له علاقة تربية، وقربى قريبة يؤخذ رأيه، وتراعى رغبته ... وغير هذه تعدّ من الأمور الممقوتة شرعاً ... وامحاء الاجحاف بالحقوق، وصيانتها من الأمور الملتزمة ولكن هذه الاعتيادات قد يكون منشأوها ضعف الحالة، وقلة النساء، وما شابه ... ومع هذا نرى البدوية لا تزوج قسرا، كما أنها لا تتزوج بدون رضا أوليائها ... والحالة مبناها الرعاية لحقوقها، والعناية في الانتقاء والاختيار ... وملاحظة حقوق الأقارب في الترجيح ولكن تمكن هذا الحق وصار يسمى ب (التحجير) وإنذار الأقارب من طالب الزواج (نهوة) . ومن تزوج بعد أن نهي أو أنذر عرض نفسه للخطر، وفي هذه الحالة يرجع الى العارفة فيقضي بما هو الأصلح إماتة للفتنة، وقلعاً للفساد المتوقع ... ! 15 - الحشم - القعر
16 - الجروح والشجاج إن المرء قد يتعدى عليه بالكلام، أو تصيبه إهانة من قذف أو ما ماثل مما يدعو أن يكون ذليلا عند قومه، أو أن يحقر دخيله، أو نزيله، أو ينال جسرة أو يرمى بسرقة أو أن يسرقه جاره أو أن يكون قد نهى عن امرأة يريد التزوج بها من أقاربه فلم يلتفت الى نهيه ... وعلى هذا يطلب من خصمه حق هذا التعدي، وأن يصير معه الى العارفة ليتحاكم معه وهذا الحق هو الحشم المعروف، واذاترتب على المعتدي وجب فصله والا عرض نفسه لخطر (العقر) . وهذا هو المعروف عندنا بدعوى (الشرف) ... فإذا لم يرضه المعتدي فله حق التعويض بنفسه، وأن يركن الى قوته ... وهنالك العقر أو (التعجير) . أو التطبير وفي الغالب لا يجري إلا بقتل دواب لمعتدي، واتلاف أمواله وهكذا ... في تاج العروس " أصل العقر ضرب قوائم البعير، أو الشاة بالسيف وهو قائم والعقر بالضم دية الفرج المخصوب. أو ثواب تثابه المرأة من نكاحها، أو هو صداق المرأة. وقال الجرهري هو مهر المرأة إن وطئت على شبهة ... " ونرى اليوم معناه واضحاً في انه اذا اعتدى أحد على عفاف امرأة أو أهين بما يستدعي الحشم أو قتل منه أحد أقاربه وكان في حالة (فورة الدم) فمن حقه أن يعقر ... وأهم خصيصة فيه أن تقتل الحيوانات قتلا، أو تقطع قوائمها، كما تقطع قوائم البيت، وهو تعويض عن انتهاك حرمة عفاف أو ما يتعلق به وفي الأخريات تبعاً لا أصلاً ... والحشم لا ينتهي إلا بثلاث هويات أي ثلاث هجومات على أموال عدوه هذا على حين غرة أو يخرب بيته ... (وفي شمر طوقة له سبع هويات، ثم يفصل بامرأة ... ) فإذا تمت فليس له بعدها أن يتطاول على مال غيره وذلك إذا لم ينته الفصل بصورة الحل من طريق العارفة بصورة حاسمة، وفي فورة الدم فيها العقر، ويسوغ حتى القتل، فإن العقر يراعى في ذلك. والحشم ورد ذكره في أمالي القالي (1) . وجاء في القرآن الكريم (فلما آسفونا انتقمنا منهم) . ويراد به كل ما يغضب المرء ولكنه اختص في الأمور المذكورة أعلاه وهو انتقام عن اهانة ... وتبريد غلة من تجاوز واقع ... والتعويض عنها؛ وذلك يعدّ بمقام استعادة مكانته وحشمته، أو إزالة ما دعا أن يغضب له بترضيته ... وحل مطالب مثل هذه يلاحظ فيه قطع النزاع وأن لا يتطاير الشرر، ويزيد المكروه: قد يبعث الأمر العظيم صغيره ... حتى تظل له الدماء تصبب وفي الآية الكريمة (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) . والعارفة يأخذ أحياناً ستة من الابل قضوة له ... 16 - الجروح والشجاج وهذه عليها عتبة أي أنه إذا ظفر به يأخذ منه حقه، وأما إذا كانت الشجة مشوهة، أو معطلة لعضو فيؤخذ نصف الدية فما دون، وقد يؤخذ، لكل خطوة نعجة حتى يعود الشج لا يشخص ... وفي بعض السقط الحاصل يكون التعويض تقديرياً أو تابعاً لدرجة تدخل المصلحين والارضاء ... 17 - الدخالة والقاتل قد لا ينجو في هربه، وإنما يعقب من أقارب المقتول، ويتبع فلا يعطى له مجال للهزيمة في غالب الأحيان. وإذا علم بأن سوف يدرك ولا يتمكن من النجاة مال الى الرئيس أو من هو في قدرة على حمايته فيطلب منه المناصرة لدفع الطالبين فقط، وأن يمنعهم عنه فإذا قال أنا دخيلك نجا الى مدة ثلاثة أيام بلياليهن حتى يبلغ مأمنه وهذه يقال لها (استجارة) ووردت في القرآن الكريم وليس لأحد أن يتعرض بالمستجير الى ان يتمكن من وصول محل منعته ... وهكذا يتحول من قبيلة الى أخرى فاذا وصل الدغيرات من عبدة أمن وهذه تحميه وتقتل من يمسه بسوء ما دام نازلا عندها ... وللقبائل موطن حماية يقال له المجلى على ما سيجيء ... وعند حرب خاصة إن القاتل يستطيع أن يدخل على الرئيس ويأخذ منه وجها الى أن يصل الى المجلى أو المحل الذي يرغب أن يستوطنه؛ وإن إهانة الدخيل أو التجاوز عليه يخول حق الحشم والمطالبة به ولكن مدته عند حرب خاصة شهران وعشرة أيام، وفي هذه الحالة تسوغ حرب قتل من ينتهك حرمة الحشم ... 18 - المجلى والجلاء
19 - التحالف - الوجه فإذا وصل القاتل مأمنه عدّ ذلك المجلى، والدغيرات من شمر المجلى الوحيد، ثم صارت عبده كلها مجلى، ولا يكفي أن يركن وحده، وإنما أقربه الى ثلاثة أظهر مطالبون بالدم ويضطرون أن يلجأوا الى الدغيرات، وأما الظهر الرابع والخامس فإنهما بوسعهما أن يخلصا أنفسهما بما يقدمونه فالخامس يعطي ناقة والرابع أربعاً، والأكثر على اعتبار ان الخامس يقدم ويسلم من المطالبة. وولي المقتول وأقاربه الأدنون لا يتركون المطالبة، فإذا ظفروا بالقاتل قتلوه وحينئذ يحق للدغيرات أو لعبدة مطاردته وقتله من يوم قتل أو ليلته الى وقت الظهر، وفي هذه الحالة لو تمكنت منه وقبضت عليه قتلته وصار دمه هدراً. ولكنها ليس لها حق تعقيب أثره لأكثر من هذه المدة، ولا يحق لها المطالبة بالحشم عن انتهاك حرمة مجلاها، كما أن أقارب المجني عليه وأوليائه لو عقروا الابل، أو الخيل، أو الدواب الأخرى دون أن تتمكن القبيلة المجلى فيها من قتله أو الظفر به سقط حقها، ولا يتوجه الفصل عليه، ويهدر الدم من المطالبة به ... وقبل أن يتمكن المرء من الدخالة، أو الوصول الى المجلى يحق لأهل القاتل وأقاربه قتله، أو عقر دوابه وإهانة أقاربه بما لا يتسر ... وهذه تسمى (فورة الدم) ولا يختلف فيها البدوي عن غيره ... ويلاحظ هنا ان المرء قد يقتل جاره، أو قريبه ويتدخل القوم في الصلح لقطع دابر الفتنة وحرب البسوس مشهورة ويتشائم القوم منها ومن حدوث وقائع أمثالها ... فلا يكفي الصلح لإزالة الأحقاد وتحريك الضغائن لأدنى سبب، وتجارب عديدة برهنت على ان الغضاضة لا تنطفي ولا يزول أثرها الى مدة ... ومن ثم يختارون (الجلاء) على القاتل جزاء ما ارتكبه ليبعد عن النظر حتى تنسى الواقعة. وهذا تختلف مدته بالنظر لفظاعة الجريمة، او لوجود القريبة لمن ارتكبت ضده، ووجود من هم عصبة يخشى أن يبطشوا به وهكذا ... وكل هذا يلجأ اليه تسكيناً لثائرة الغضب وتأميناً لنسيان الجريمة وتقليل شأنها بتقادم عهدها ... 19 - التحالف - الوجه قد يحتاج بعض القبائل ان يركن الى أخرى ويعتز بها، وتكون هي أيضاً قوة وذلك لما يرون من غارات خارجية، أو تهديد، أو مجرد حذر ... ومن ثم يتحالفون على أمر. وهذا معتبر دائماً إلا أن ينقضه أحد الطرفين ... وقد يكون الحلف للهجوم على عدو ومفاجأته بقوة على حين غرة ... أو تطلب بعض القبائل الوجه للاجتياز، أو للمرعى، أو ما مثل ... وهذا يجري من القبائل الضعيفة تجاه القوية.. فتنال حقاً بهذه الموافقة ... وهناك أمر آخر وهو أن يكون البيت المنفرد قد جنى جناية، أو ناله ما يكره من أقاربه فرحل عنهم مغاضباً، ومال الى قبيلة قريبة اليه او بعيدة فيكون نزيلها ... وهذا له حقوق كثيرة، وليس عليه التكاليف التي تلتزمها القبيلة، بل هو محترم، مرعي الجانب، عزيز المكانة ... والحشم يترتب عند اهانته من آخر ... وقد تتقاتل القبيلة فيما بينها من جراء ما يصيبه من ضيم او تعد ... وهذه خصائص معروفة للعرب من قديم الزمان، ولا تزال الى اليوم، والإسلام زادها قوة وتمكينا بحثه على مراعاة العهود ... إلا أنه وجهها للصلاح ... 20 - البينة يقال في المثل (البينات يطردن الذمايم) ، ويقولون (الشاهد ماله حتن) أي مدة، وتقبل الشهادة الخطية، ويقبل الشاهد واليمين وهذا في الغالب لا يكون إلا في المسائل المدنية أو الشخصية ... وأما القتل وما ماثل فهذا له أحكام خاصة وذلك في حالة النسف وهو دفع الخصومة وتوجيهها الى آخر وفي هذه الحالة لا يسمح الا شاهدان. وتقبل الشهادة من اثنين على شهادة الميت؛ والمرأة لا تقبل مفردة. 21 - النسف وهذا أغرب من سابقه. نرى البدوي لا يوجه عليه إلا اليمين، وإن المطالبة تتوجه عليه حتى يفصل النزاع بواسطة العارفة ... فإذا طلب القاتل الرجوع الى العارفة وقال لا اريد إلا الحق ووافق الطرف المخاصم حينئذ وقبل توجيه اليمين قد ينسف المطالب بالدية. وذلك أنه يقول ان الضارب فلان وشهودي فلان وفلان ... ! فإذا قدم الشهود صرفت المقابلة عنه وتوجهت الى من شهد الشهود عليه. وهذا لا يثبت عليه الحكم بمجرد هذه الشهادة فهي لا تفيد أكثر من توجيه المطالبة الى آخر ... ! والبدوي في الغالب يأنف من هذا التوجيه ويدفعه بما أمكنه، وقد يقدم على الحلف ولا يوجه المطالبة على غيره..
22 - اليمين هذا. وعند عدم القدرة على تقديم الشهود يصار الى (البلعة) وهي المسماة (لقمة الزقوم) والآن في الغالب لا يصار اليها ... ومثلها (البشعة) . 22 - اليمين وهذا يسمى الدين وعندهم الشاهد واليمين وهو من الأحكام الشرعية ... والعاجز ليس له سوى تحليف صاحبه في الأمور المدنية، وأما في القتل فلا يعتبر الشاهد إلا في النسف ... ومن توجهت عليه اليمين عين العارفة شكلها بالنظر للموضوع ومن الأيمان المعروفة غالباً: 1) . " الدين ورب العالمين، لا شكيت (1) جلد، ولا يتمت ولد، لا بخمسي ولا بخامس خمسي " اه. وفي هذه الحالة يحلف عنه وعن اقاربه بالواسطة. 2) -. " العود، ورب المعبود، وسليمان بن داود. لا شكيت جلد الخ " 3) . " ومن خضر العود ويبس العود، والرب المعبود لا شكيت جلد الخ " 4) . أو يقول عوض لا بخمسي.. " لا بيدي، ولا بحديدي " وعند التحليف تختط له خطة بسيف أو بعصى فيدخلها والسيف بيده ويحلف ... وفي الغالب لا يحلف إذا كان قاتلا. وهذه الأيمان في دعاوي القتل. فإذا حلف لا تتوجه عليه مطالبة ويبرأ من الدية.... 23 - القضوة: في المثل (عارفة الغزو أميرها) ، إلا إذا رخص الأمير. وإذا صار المتخاصمان الى العارفة أخذ منهم أجرة على القضاء يقال لها (قضوة) و (رزقه) وفي الغالب تكون: عن الفرس 8 دنانير تقريباً. عن البعير 400 فلس. عن الدية (الودي) 10 دنانير عن الحشم ستة من الابل. والمقياس أن يأخذ العشر في الأكثر. وباقي القضايا تافهة. والربح له في قضايا قسمة الغنائم عند الاختلاف عليها كما تقدم ... والغالب في العوارف أن لا يقبلوا القضوة، ولا يأخذوا أجرة على الفصل الذي يجري على يدهم فإنها تعدّ في نظرهم مكروهة ويتعففون من أخذها، أو يترفعون ... والسبب في أخذ هذا المقدار من الابل عن الحشم لأنه في هذه لا يراعى المقدار وكثرته، وإنما يعتبر فيه اماتة الشر وقطع الفتنة ... 24 - خلاصة جل غرضنا تثبيت الجهات المشتركة بين القبائل في مخاصماتها، ودعاويها، ومن مجراها ظهر انها تتشابه في جميع احكام عرفا، ولا تختلف إلا من حيث الكم ومقدار التعويض ... فإذا وحدنا الكل في مقدار معين صار قانوناً عاماً وصلح أن يكون نظاماً ثابتاً للكل ... والتفاوت طفيف، يظهر من مقابلة عرف كل قبيلة بآخر ... وهذا لا يعني الغاءه، وإنما يراد به توحيده، ولا تتضرر منه قبيلة بل فيه قطع للتفاوت، وتأييد العرف المشترك اذا كان الرأي مصروفاً على الدوام عليه ... وفي هذا خطوة للتقدم الى القانون العام ومراعاة أحكامه ... وأهم اصلاح يجب أن يراعى فيه هو أن لا يسأل غير الجارم، ولا يعاقب إلا الفاعل فتلغى الوسكة والأخذ بالثار القبائلي الذي يسأل أفراد القبيلة ... فإذا كان قد ألغي الغزو بالقوة فيجب أن يكون المال محترماً، والنفس كذلك محترمة وفي ضمان الأمة وقوة الحكومة، وأن لا يسأل غير القاتل، وغير الناهب أو الغاصب وهكذا يجب أن يكون التضامن بين القبيلة مصروفاً الى المناصرة، ومساعدة الضعيف ... وقد اعتاد القوم احكام الشرع في المواطن الأخرى من جزيرة العرب فيجب أن يراعى القانون في الكل فلا يفرق بين مدني وبدوي أو ريفي ... وفي هذا خطوة كبيرة لتقدمهم، وقبولهم الحضارة ... وسلطة الحكومة تسوق الناس قسراً الى الحق والعدل ... والمهم من الاصلاح بصورة عاجلة في امر الخصومات أن توحد الدية، وتمنع النهوة، والوسكة، والحشم مما يؤثر على الغير منها، أو يؤدي الى اتلاف الأموال في التطبير (التعقير) وأن يكتفي في قضايا الحشم بمراعاة طريق التحكيم ومراجعة العوارف على يد المحكمة وأن لا يتجاوز الجاني، وأن تحدد القضايا في وقائع خاصة ...
- 9 هذا ولا يرى أثر للعقوبات الجزائية في العشائر كما هو معروف قديماً في الجاهلية مثل (الصفد) ، و (الغل) ، و (التجريد) ، و (المد) ، و (السمل) وغير ذلك مما أبطله الإسلام ... فمن الأولى أن يزال أثر ما خالف الشرع، وأن تحدد قضايا الفصل والتحكيم في الأمور العامة بين قبيلة وأخرى مما تستدعى الخوف من خطر، وأن تودع القضايا للمحاكم وعلى كل نرى الأحكام ذات مساس كبير بالشريعة الإسلامية الغراء، والمخالفات قليلة ويراعى في قسم منها العوائد ... وكلها تستدعي النظر وسنتعرض لما يرد الكلام عليه في القبائل الريفية وعلاقاتها بالأحكام الجاهلية وبالشرع الشريف ... والمهم أن نقول هنا لم تؤثر الأمم المجاورة على تقاليد العرب تأثيراً كبيراً ولا أثرت الإسلامية إلا بعض التأثير ولكنه أكثر من تأثير المجاورين خصوصاً في العبادات وبعض المعاملات وفي الأحوال الشخصيةفإن تأثيرها مشهود ... ولكن هؤلاء لم يتمكن المسلمون من اجتثاث بعض عوائدهم المدخولة تماماً ... وسبب ذلك أن الإسلام أجرى تأثيره على البدو فعادوا متحضرين، وأن هؤلاء لم يتأثروا به بعد بحيث يتركون ما عندهم وينالون وضعاً مدنياً ... فهؤلاء من بقايا البدو القدماء الذين لم ينالوا حظاً كبيراً من التربية الإسلامية ليعودوا متمدنين وإنما حافظوا على وضعهم الاجتماعي نوعاً، ولم تدخل الشريعة في قلوبهم أو لم تنفذ فيهم تنفيذاً صحيحاً ... وليس من السهل تبديل ما عندهم، وإنما يحتاج الى رسوخ في العقيدة، والى تدرج الى الحضارة كالانتقال من البداوة الى الريفية، ومنها الى المدن ... وعلى كل حال نرى الحالة البدوية الموجودة من ارقى الحالات البدوية وليست وحشية كما يتوهم وانما هي نتيجة تطورات وتكملات عديدة الى ان وصلت اليها الإسلامية بحيث قبلت الزواج، وراعت العقود، والتزمت العهود وقامت بفضائل أخلاقية كانت من طبعها؛ أو لاءمت غريزتها وحالاتها مدنية تقريباً بالنظر لوضعها الاجتماعي على قلة في المقياس ومراعاة مطالب لا ترضاها الشريعة ولا الحضارة ... هذا ونلاحظ في قضايا الفصل ان البدو اليوم ليس لديهم قود في القتل، وانما هناك ثأر، وفتك من جانب المتضرر، أو أقاربه عند الظفر بالقاتل والتمكن منه ... في حين اننا نعلم ان قد كان هناك قود. ومما قيل: خليلي هل ليلى مؤدية دمي اذا قتلتني أو أمير يقيدها وكيف تقاد النفس بالنفس لم تقل قتلت ولم يشهد عليها شهودها والمعروف ان الرؤساء يأمرون بمراجعة العارفة، ولا يتدخلون الا في الأمور العامة التي تهدد كيان القبيلة، وتجعلها في خطر ... وعلى كل حال لما كانت السلطة للحكومة، ولم يكن للرؤساء الا الإدارة في امور محدودة، فمن واجب الحكومة ان تحدد مطالب (قانون العشائر) ، وأن تجعل غالب القضايا المدنية، والقضايا الشخصية مما لا مساس له بالسياسة العشائرية في حسمها تابعة الى المحاكم، ومثلها القضايا الفردية بين افراد قبيلة مما لا يهدد السلامة العامة ... والا توالى الخطر، واشغلنا الدوائر الكثيرة، ووسعنا التشكيلات التي نحن في غنى عنها ... - 9 - نظام دعاوي العشائر من حين ظهر الإسلام أزال العرف القبائلي في القضايا العامة، وعاد لا يعرف غير الشرع، وصرح ان لا حكم إلا لله. وإن الحكم وفق العرف الجاهلي مخالف بصراحة آية (أفحكم الجاهلية يبغون) ، وبقي الشرع الإسلامي معتبراً، مرعياً، ولكن في بعض الأوقات ضعفت سلطة الحكومة أو زالت فمال كل واحد الى ناحية التحكم أو الرضوخ، وأحيوا بعض العوائد الضارة، وتولد التكاتف على الحق والباطل معاً، وصار المجال واسعاً للتحزبات والعصبية القبائلية أمثال هذه فصارت القبائل في أوضاعها تضارع من نواح عديدة الجاهلية في نهجها، تذعن للشرع تارة؛ والى قدرتها أخرى، وتميل في الأكثر الى ما يكفل كيانها، ويؤدي الى وحدتها ... وفي العهد العثماني نرى الجرائم الشخصية تابعة للقانون العام اى أن القضايا الكبرى بين القبائل كانت تتدخل الحكومة في أمرها إما بالاعتماد الى قدرتها، أو من طريق الصلح واحالة القضايا الى محكمين، وتنظر الى ما هو الأولى في سياستها والأحق بالقبول وذلك بصورة ادارية دون ارتباط بقانون ...
وبعد احتلال البصرة، من سنة 1915م أخذ يطبق على العشائر (بيان العشائر) ، وألزم الحكام الانجليز بمراعاته، وبعد الاستيلاء على بغداد وزاد شموله وظهر بوضع أوسع وشكل واضح من سابقه، وذلك أنه صدر نظام دعاوي العشائر بتاريخ 27 - 7 - 1918م ثم نشر قانون في تعديل هذا النظام في 28 - 8 - 1924، ولم يحصل فيه إلا تعديل طفيف في 1 - 6 - 1933 واستمر العمل بموجبه الى اليوم، فكان غير مرضي في وضعه، ومنفوراً في كثير من أحكامه ... وأكثر ما يؤخذ عليه النظر في احكام المواد الشخصية (الأحكام الشرعية المتعلقة بالأحوال الشخصية) ، والحال ان هذه لم يدخلها العرف، وليس فيها ما يخالف الشرع، وقد اعتادت القبائل البدوية جمعاء ان تسير في المواد الشخصية وفق احكام الشرع، ولم تخالف ذلك في زمن من الأزمان، واعطاء السلطة في هذه الى مجالس التحكيم يقصد منه تبعيد البدو عما اعتادوه من مراعاة النظام الشرعي، وايجاد عرف جديد يبعدهم عما ألفوه من الأحكام الشرعية مع ان القصد تقريبهم تدريجياً الى النظام والقانون والتدخل في أمرها ينافي المعتاد من زمن بعيد جداً هذا فيما سوى النهوة وما ماثلها كالتعدي على العفاف ... وفي الوقائع الفردية بين رجال القبيلة الواحدة ... أو ما يتعلق بأمور تافهة لا تشترك فيها القبيلة، ولا تهدد سلامتها، ولا يحتاج فيها الى نظام العشائر. هذا وكنت قد قلت كلمتي حول هذا النظام بما ملخصه: " لا تزال قضايا العشائر من كافة نواحيها معضلة كبرى، عويصة الحل، معقدة الموضوع ... تتعلق بأكثرية ساحقة من مجموع نفوس العراق، فلا يصح ان نتغافل عنها، أو نهمل الالتفات اليها دون ان نلاحظ شئونها، ونتبصر في سائر احوالها سواء في اجتماعياتها، او ادارتها وثقافتها، وتأمين تهذيبها، وملاحظة معايشها وراحتها، واقامة العدل بين مجموعاتها وافرادها في كافة ربوعها ... مما يجب الاهتمام به؛ واستطلاع آراء الخبراء من كل صوب في موضوعه حتى تستقر المعرفة، ويتبين وجه الاصلاح وطريق حسن الإدارة ... الا اننا للآن لم نظفر ببغية، ولا شاهدنا تقدماً في الحالة، فالقوم لا يزالون على ما كانوا عليه.. وقضية حسم النزاع بين افراد القبائل موضوع صغير من تلك الأمور ولكنه له مكانته، وأثره في النفوس، لأن النزاع ظاهرة تلك المجتمعات، وعنوان روحيتها ومطالب خلاف أفرادها وجماعاتها ... التفتنا الى حل الخلاف ولم نبال باجتثاث اصله، والتدابير المانعة من وقوعه.! والموضوع نظام دعاوي العشائر وهل قام بالحاجة فسد ثلمة؟ أبدى كثيرون منا آراءهم حوله، ولا تزال تتكرر غالب هذه الملاحظات في الأندية والمجتمعات ونسمع التذمرات من كل صوب ... الا ان جل ما نسمعه كلمات مختصرة، وانتقادات موجزة، أو تعرض لوقائع جزئية ... ولم نشاهد من دوّن ملاحظاته في رسالة لتتوالى المباحث، وتمحص الأقوال وينضح الموضوع فتظهر خوافيه ... ومن ثم تبرز آراء المتتبعين، ويبين الصحيح المقبول.... هذا النظام يحتاج الى جمع آراء مختلفة فيه وتنسيقها وبيان القول الأخير فيها ... فهو غريب في وضعه، جديد في موضوعه، وشكله، لا يأتلف وحالة الأمة التي تتطلب النظام وحسن الإدارة، والسيرة الفاضلة في هذه الحياة ... أحيا في أصل وضعه سنة جاهلية، وإدارة خاصة، وتعاملاً محلياً ... فهو عودة الى ما قبل حمورابي في العراق وقبل ظهور الإسلامية في جزيرة العرب ... كان العرب قبل إسلاميتهم قبائل مشتتة، وأصحاب عرف خاص، وعوائد موقعية بالنظر لكل قبيلة، أو إمارة ... ولما جاء الإسلام قضى على هذه التعاملات، ومحا من البين العوائد المرذولة وقرر أحكاماً عامة حازت قبولا شاملاً ... وهذه دعت قطعاً الى تحضر العرب المسلمين وسائر من انضم اليهم من الأمم، وانتزع الروح الجاهلي منهم، والسيطرة الشخصية، وساقهم الى نظام عام، واعلن " ولا تزر وازرة وزر أخرى " وآيات كثيرة، وفي الحديث " القتلى بواء " أي لا تفاضل بينهم ... | |
|
| |
الشيخ شوقي البديري الشيخ شوقي البديري
عدد المساهمات : 2985 نقاط : 4638 تاريخ التسجيل : 17/06/2012 العمر : 59 الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق
| موضوع: رد: عشائر العراق الإثنين أكتوبر 14, 2024 5:32 pm | |
| والآيات والأحاديث كثيرة مما ماثل هذه، وفيها امحاء للعرف الخاص الذي هو نتيجة اثرة، وتحكم، وقوة في جهة، وضعف، واستكانة، ورضوخ في اخرى ... وكانت الفكرة شديدة في التمسك بأحكام الكتاب، والكل مقتنع ان العادة محكمة فيما لم يرد به نص شرعي حاسم، ولا مجال لأحد في مخالفة النصوص القاطعة ... ومن حين قبلوا هذا المبدأ، وساروا بمقتضاه تحضروا، ونزعوا الفكرة الجاهلية، واستعاضوا عنها بالروحية الطيبة الصالحة ... إن القانون العام فيه ما فيه من المحافظة على الوحدة، ونزوع الى التشريع العالمي ... ووحدة الأمة في ان تفكر في قانون واحد لا قوانين متعددة، وحكم الأمة بقانون واحد مما أرشدت اليه التجارب بعد حين بمرارتها القاسية ذلك ما دعا الى تيقن قيمة الشريعة الغراء، راعت ذلك قبل ان تتنبه الأمم الكثيرة بل فاقتها بمراعاة إدارة الأمم بقانون واحد مما لا تزال الى اليوم الحوائل والعوائق تعاكسه.. وكل الأمم في هذه الأيام سائرة الى وحدة القوانين العالمية، ومن ظواهرها قوانين العقوبات، وبعض التشريع في قوانين التجارة وفي حقوق الدول الخاصة، وتفاهم الأمم في نواحي تطبيق القوانين ... ان تعدد قوانين الأمة، واضطرابها عادة تدل على سخف في تلك الأمة، ونقص كبير فيها لا يعوضه الا الرجوع الى تلك الوحدة ... ولم نجد اليوم في امة متحضرة قوانينى مقطعة الأوصال. زال التعصب نوعاً، وهو سائر الى الزوال في ناحية التشريع خاصة، والآراء مصروفة الى ما قام عليه البرهان الصحيح، والسهولة والبساطة في القوانين، وصرنا نتوقع ان يكون اساس التشريع قواعد عامة تمشي الأمم بمقتضاها. لا ما نراه من التوغل والتدخل حتى في حركات الأشخاص وسيرهم بحالة يكادون يكونون فيها تبعاً لإدارة غيرهم وارادتهم بل اوامرهم العسكرية وايعازاتهم اليومية.. مما نشعر به في كل آن ... والحاصل خزنوا ادمغتنا في مختلف الأيام بقوانين تافهة نحن اليوم في غنى عنها، أو في حاجة عظمى الى القضاء على الكثير منها ... وقد سمعنا التهديد الالهي، والتحذير الشرعي في آية " أفحكم الجاهلية يبغون " وكأننا في غفلة فلا نزال نحمي العرف الخاص بين القبائل، ونناصره ... ومهما كان السبب الحقيقي في وضع هذا النظام - قبل أن يكون نظاماً - وبواعث العمل به، فانه سبق ان طبق عيناً أو ما هو قريب منه وضعاً في انحاء مصر قبل العراق، وتألموا منه كما تألمنا ... وقد قبلنا أحكامه، ولا حظناها ظهراً لبطن فلم نتبين فوائده في حين انه تجلت لنا أضراره الكثيرة ... أما أنه لو حدث أمر عظيم بين قبيلتين او قبائل فحينئذ يكون الحسم بالتفاهم، أو بايقاف المتجاوز عند حده. وذلك مما يتعلق بالسياسة العشائرية وهي فوق هذا النظام الذي تتعلق قضاياه بأمور شخصية جزائية أو مدنية ... ولكن السياسة العشائرية المذكورة تتطلب المصلحة العامة اكثر مما تهمها قضية شخص ونزاعه على شاة او بعير ... وقد رأينا في وقائع تاريخية عديدة لزوم ادارة العشائر بحكمة في اوضاعها المختلفة سواء في العلاقات الداخلية وتقوية روابطها والخارجية وحسن تمشيتها مما يصلح ان يكون مثالاً يحتذى بحيث تتوقف هذه الإدارة على صحة العمل وتعقل القائمين به ... وكم من قبيلة كبرى او امارة تحكمت في مقدرات العراق، وفي الحكومات المجاورة حتى دعا ذلك الى عقد معاهدات للتكاتف ضد صولة هؤلاء، والقضاء على نفوذهم والاستقلال في إدارة المملكة، وقد أوضحنا هذه الناحية بأمثلة كثيرة في (تاريخ العراق) ... وكلمتي الأخيرة، ان بقاءه عودة بقبائلنا الى العصور الجاهلية الأولى ... وقد دلتنا التجارب الى ان التمسك به جرّ الى اختلاق عوائد، أو تقرير تقاليد اما انها لا اصل لها فاوجدت بتأثير، أو أنها مما لا يقرها عدل، ولا يقبلها قانون، أو أنها نتيجة اثرة وتحكم كما تقدم وبعضها فيها هدم للأحكام الشرعية فيما يتعلق بالمواد الشخصية المعتادة ... واذا كان لا بد من تطبيقه فيجب ان تحدد قضاياه من جهة، وان يكون قانون العقوبات اساساً له، وان تحسم قضايا العشائر على يد الحكام القضائيين لا بيد الإداريين.
- 10 ان وزارة المالية الجليلة رفعت عنها غائلة كبرى بوضع الاستهلاك فقلت علاقتها مع العشائر، فلو ادعت قضايا العشائر المدنية العادية، والأحوال الشخصية الى المحاكم، ووعي في حسم قضاياهم الجزائية مادة (41) من قانون العقوبات بايداعها الى المحاكم قلت تدخلات الإدارة وزالت عن الإدارة غائلة اكبر، وتكون الأمور قد اودعت الى اهلها، وانقذ العشائر من اذى المراجعات الطويلة أشهراً، وسنين ... وزالت الاعتراضات الموجهة ... وحينئذ تنصرف الإدارة الى الأمور الاصلاحية العامة وهي كثيرة وأولى بالتقدم على غيرها ... " اه. (1) نشرت هذا المقال في 21 ربيع الثاني سنة 1354 و 22 تموز سنة 1935 كمقدمة لكتاب (تعليقات على نظام دعاوي العشائر) ... والملحوظ أن الادارة في دعاوى العشائر كانت ولا تزال تراعي أكثرياً وسائل الاثبات، والتقارير الطبية فيما يجب مراعاته، وفي هذا تقريب من القانون العام، ولكن تقدير الأدلة في المحاكم أقوى، وأكثر عناية نظراً للاختصاص الموجود ... ولا تخلو اوضاع من اعتبار تقرير مجالس التحكيم كأساس للأحكام التي تصدرها الإدارة وان انعدمت الأدلة، أو قررت الإدانة بلا دليل ... والأصل الذي يدور حوله الاصرار على قبول نظام العشائر ان المسؤلية الجزائية، أو التعويض المالي لم يكن شخصياً، وإنما ذلك عاماً شاملاً لجميع أفراد القبيلة، أو لقسم كبير منها ... وهذا أمر ظاهري، وإنما كان يقصد بمراعاته أيام الاحتلال ... ان يزيد الاتصال الدائم بالعشائر من جهة، واعتبارهم أصحاب وضع ممتاز من أخرى، او بالتعبير الأصح الفصل بينهم وبين أهل المدن ... ! لتسهل ادارة كل صنف على حدة، وينعزل الواحد عن الآخر لتبعيد بعضهم من بعض ... ومؤاخذة القبيلة، أو قسم منها بجريرة الجانى، واعتبارها مدانة بالدية او ما ماثل مما تاباه الأخلاق الفاضلة، وينفره السلوك الصحيح، وان تطبيق نظام أو قانون كهذا وصمة على الأمة ... في المسؤلية العامة لا على الجاني وحده ... ومن اهم الاصلاح المنشود ان يكون تشريعنا تابعاً للتقدم العلمي والأدبي، لا أن يكون رجوعاً الى الوراء وعودة الى الجاهلية الأولى ... !! هذا ولعل في هذا البيان ما يبصر نفس القوم في ادراك ضرره، ودرجة اجحافه بالحقوق فيطلبوا الغاءه، ويعجلوا في امر اهماله بل نبذه نبذاً تاماً ... !! - 10 - آخر القول في العوائد اذا كانت الأمم المتحضرة تقوي آدابها بطرق مختلفة، وتتخذ الوسائل الكثيرة لتمكينها سواء من ناحية التعليم، او الجرائد، والدواوين الشعرية، والمجامع العلمية؛ والمطبوعات المختلفة والنشريات المتوالية ... فالبدوي يلقن عوائده وآدابه، ويحببها بوسائل شبيهة بتلك أو قريبة منها، ومن أهمها، الأفراح، وأيام الأعياد، والدواوين وهي المجالس والمجتمعات وسائر الحفلات والاجتماعات ابان الحروب، وفي السباق نسمع حداءهم، وطواحهم، أو هجينهم، أو قصيدهم، وحكاياتهم، والهجاء والمدح ... تقدمت أمثلة بعض ذلك، ومن أهم ما يراعيه البدوي لهذا التثبيت التكرار، وأكثر أوقات البدوي فراغ وراحة، فلا يخلو من تذكر الوقائع، وتكرار مباحثها، وتخطر الحوادث أو قصصها ... وأحرص ما يكون عليه ان يقص حوادث نفسه، أو الوقائع الكبرى لاسلافه يفتخر بها، ويعد المآثر، وبيان ما أصابهم من مصيبة، ثم الانتصار على العدو أو شرح طريق النجاة ... وفي الآداب ما يعين صفحة مهمة لتقوية العوائد، فترسخ، ولا يرى البدوي خلافها، ولا يقبل المناقشة فيها ... وللتلقين أثره في القوم ... وكتب الأدب ودواوين الشعراء طافحة بما عند القبائل من عوائد قديمة، وفيها شرح نفسيات لا تختلف في الأكثر عن عوائد هذه الأيام ... وكلها تكاد تكون متماثلة في أوضاعها العامة، والمجتمع لا يرضى باهانة، ولا ينام على ضيم، ويكرم ضيفه، ويعزّ جاره، ويحتفظ بعهده. ولكنه لا يخلو في وقت من مراعاة بعض الحالات الداعية للتفاؤل أو التشاؤم كما مرّ في الخيل، وفي حالات أخرى كالتطير من (العرضة) وهي أن يعترضه آخر ويسأل عما هو ذاهب إليه أو ينهاه من الذهاب، أو يسمع صوت طاير، أو يمر به حيوان فيستاء أو يستبشر ... مما لا يستقصي تعداده ... وأهل المدن لا يخلون من أمثالها وللثقافة وتعميم التعليم أثرهما في ازالتها ... وعلى كل حال ضاق المجال فلا يسع أكثر من هذا ... !! - 11
إصلاح العشائر البدوية إصلاح العشائر البدوية مضت حكومات، وعاشت أمم، وزالت أخرى، والبدو لا يزالون على حالاتهم، محافظين على أوضاعهم، لم تغيرهم العصور، ولم تبدلهم الدهور إلا انه كل ما حدث خلل في الأرياف مال قسم منهم وحل مكانه ... وهم مادة نفوس الأرياف، ولا يميلون الى المدن إلا آحاداً ... ومن تجارب عديدة، ومناهج كثيرة ظهر جلياً أن إدارة العشائر البدوية ليست من الأمور السهلة، ولا نزال نرى الاهتمام بها كبيراً، والنتائج المرضية قليلة ... ولا يهمنا سرد كل ما جرى، والموضوع أعضل أمره، والتنديد بما ارتآه كثيرون، أو ذاقوا مرارته ... ليس من شأننا كما أن المطالب الخاصة لكل قبيلة مما لا نتعرض له، وبحثنا يدور حول القبائل البدوية بصورة عامة ... والموضوع لا يزال يقبل الأخذ والرد، ومراعاة التجارب العديدة ... والاصلاح المنشود لا يقف عند قطع المنازعات باصدار القرار الحاسم الذي مبناه التساهل في الحق مما يؤدي الى قطع الخصومة في الظاهر ولا ما ماثل ذلك وإنما نريد أن نوجه الأنظار الى بعض نقاط الاصلاح الأساسية، والمجموع القبائلي كبير يقدر بنحو ثلثمائة الف نفس من البدو خاصة فلا يهمل هؤلاء. ومن أهم ما نتناوله: 1 - المراعي. هنا ناحية مهمة ولدتها الأوضاع الجديدة، وهي (منع الغزو) ، وفي هذا من الصعوبة ما لا يوصف، يريد أن يعيش، فمنع من حياة اعتادها، فمن الضروري اتخاذ التسهيلات له في لوازم الحياة وما تقوم به من تربية مواشيه، والاحتفاظ بثروته وتكثيرها من طريق التعب الحلال ... فلا ندعه يترك بداوته رأساً، أو يهرب منها الى حياة قد لا يعيش فيها ولا تلائم طبعه ... وإنما نريد أن يكون آلة صالحة للانتاج وهو في بداوته فإذا علم أن قد استفاد من الانتاج، وربح الشيء الكثير، رغب فيما يولد فائدة أكبر، أو أنه يؤسس ريفاً في المواطن القاحلة ... وأعظم خطر يعرض له المحل بأن تجدب السنة، ولا يجد ما يكفي لقوام ابله ومواشيه ... وفي هذه الحالة إذا لاحظنا التدبير له رفعنا عنه خطراً عظيماً ... وللبدو مواطن خاصة يتجولون بها، وآبار معينة، وفي الغالب نرى " المورد العذب كثير الزحام "، فإذا حصلت أمطار في جهة، وأربعت الأرض في ناحية دون النواحي الأخرى ففي هذه الحالة يلاحظ الخطر من التقرب والاختلاط خصوصاً اذا كان الموطن غير واف بالحاجة ... وهذا من لوازمه وقوع منازعات، ومن ثم يجب تحديد المناطق، وحسن ادارة الوضع ليستفيد الكل، وان يراعى المقدار ودرجة الزحام عليه، وتدبير هذه الأوضاع بعقل وحكمة ... ولا تقف التدابير عند هذا، وإنما يجب أن يوزع البدو الى مواطن أخرى خصبة، ويعترضنا طريق سير القبيلة، وما تمر به من قبائل وتسهيل هذا التنقل أما بأخذ رأي الرؤساء، وأن تدفن الضغائن، ولا تولد وقائع جديدة، أو مراعاة المصلحة بصورة عامة لئلا تحدث عراقيل أكبر ووقائع مؤلمة ... ذلك كله نفعله الى أن تتوسع المشاريع الزراعية، أو تحفر الآبار الارتوازية وما ماثل ... وهذا لا يبنى على قاعدة وإنما تراعى فيه الحالة بكل دقة واهتمام وحكمة ... ولا يغب عن أذهاننا أن الحكومات في كافة عهودها كانت ولا تزال الى ما يقرب منا تماشي العشائر في سيرتها، وتقدر الحساب لها، وتسترضيها، وتراعي جانبها الى آخر ما هنالك ... ولكن هذه لم تولد نتائج صالحة ومفيدة، وغاية ما فيها تسكين الحالة مؤقتاً. فلو عرفت العشائر أن الحق سيف قاطع؛ وانه لا يصح أن يتهاون به وقفت عند حد معين ولا تطمع في نوايا أخرى ... وإدراك الضرورات التي لا محيص عن ركوبها من أعظم الوجائب في إدارة هذه المجموعات..
- 12 2 - الإسكان. وهو ميل البدو الى الأرياف، وقد يعدّ غير ضروري ولكنه لازم لتقدمهم نحو الحضارة، وترفيه عيشتهم من الكسب الحلال وكد اليمين ... وتحول دون تحقيق هذا الغرض عقبات منها ما يتعلق بنفسية البدو وذلك أن القبائل البدوية لا تنتقل بسهولة بل ترجح ان تعيش بشظف على ان تسلب حريتها، وان تحرم هوائها الطلق كأن تحدد أوضاعها في مناطق خاصة، لا تخلو من عفونة، ومنها أن يكون الفلاح تابعاً في حياته الريفية لأوامر عديدة وأعمال ميكانيكية ولا يستطيع البدوي القيام بها كالفلاح الريفي فإنها من الصعوبة بمكانة، وليس له من الصبر ما يقدر به على الدوام، وهكذا يقال عن الحياة الريفية المطردة، والنظام فالبدوي يتقلب مع الزمن، ويراقب الأوضاع بكل دقة، وقد يثيرها ويوجد حالات غير مألوفة، ومن ثم لا يتقيد بهذه القيود التي يلتزمها الفلاح، وقد بينت طريقة انتقال قبائل زوبع من البداوة إلى الريفية، وتدرجها إليها؛ فهو مثال محسوس..! ومن الضروري في مثل هذه الحالة تحديد أراضي كل قبيلة من قبائل البدو، وتعيين مواطن رعيها، وان لا تتجاوزه، ثم تتقدم رويداً رويداً لأدنى خلل يقع في أهل الريف، أو ينالوا نصيباً من المشاريع ليكونوا بألفة تامة، واتصال مع بعضهم، وعدم نفرة مما هم فيه ... وفي مثل هذه الحالة قد يكون السابق ممن قبل الحياة الريفية كأساس لمن يحاول الدخول فيها.. ويهمنا في تقريب البدو الى الأرياف أن نخطو بأهل الأرياف إلى الحضارة، فإذا تم الكثير من هذا استفدنا من الإنتاج لتكثير النفوس في المدن ... وكم من صعوبة هناك، والباعث الأصلي الطبيعي فيه الظروف والأوضاع الخاصة، وتقوية المعارف في الأرياف ... هذا ويجب أن لا نكتفي بملاحظة البادية وأهليها، والتألم لأوضاعهم، وما هم فيه وإنما الملحوظ أن نخطو خطوة صالحة فيهم، ولا نتأخر عند التمكن من تقريبهم ولو شبراً واحداً، ثم نفكر في الآخر ... وتقديمهم للزراعة ربح كبير في جعلهم من أهل الأرياف باتخاذ مقاييس زراعية، أو مراعي خصبة ليكونوا بمأمن من العوادي، وينالوا ثمن أتعابهم ... وعلى كل حال رفاه حال الأرياف وتحسين أحوالهم وتقدمهم إلى المدن يؤدي الى الرغبة في ان نخطو من البداوة الى الريفية، وأن لا نهمل تحسين حالة البدو ... هذا وقد بينا رأينا فيما يجب في كل موضوع سلف من وسائل الإصلاح فلا نرى حاجة للتكرار وإعادة القول هنا ... 3 - العدل. وهذا سهل على اللسان، وقد نلوكه وننطق به دائماً ولكننا نجد الصعوبة في التطبيق، ويحتاج إلى رفع الحوائل مما سبق الكلام عليه وعلى غيره، وطريقته واضحة إلا أننا أحجمنا في مواطن عديدة عن القيام بأمره وليس الموضوع هنا القضايا الجزئية. وإنما أريد طرق الحل الإدارية في السياسة القبائلية العامة كأن يحمل الحّل إلا أنه يراد به التفرقة، وتقوية الخصومة ... ونتمنى أن لا تعود هكذا ذكريات أساسها الخور في العزيمة، والخوف من توقع الأخطار، وملاحظة قوة القبيلة، وتحكم الرؤساء من جهة وضعف المقابل، أو لزوم مناصرة الرئيس ... ولا محل لتعداد كل ما هنالك، ويجب أن يكون الحق صارماً لا يقبل تساهلا، ولا أي أمر آخر يمنع من وصول الحق الى أهله ... هذا. وأما قضية التعليم فقد أفردنا لها المقال التالي. - 12 - تعليم البدو قضية من أمهات القضايا الاصلاحية، ومطلب من أعز المطالب ... عشائرنا أمية، وكدنا نقطع أن لا أمل في إصلاحها ... وللآن لم نتخذ تدبيراً فعلياً، بل لا نزال في دور المذاكرة، أو المباحثة، وفي حيز الافتكار وأمل تعيين وجهة ...
الآراء متضاربة سواء في الأندية والمجالس، أو المباحثات والمحاورات، نسمع أن العشائر ما زالوا على وضعهم، فلا أمل في تهذيبهم، والمحافظة على الحالة من أسباب بقائهم على الجهل والأمية، وكأن القوم في استقرار على وضع لا يستطيعون الخروج منه، أو أنهم قوم لا يقبلون التعليم وجماعة لا يفيد معها التهذيب، و (من التعذيب تعليم الذيب) ، فلا أمل من مزاولة تهذيبهم ... وآخرون يرون لزوم الانتقال بهم من حالة البداوة الى الحياة الريفية، وهؤلاء يريدون مطالب يرجون تحقيقها ... ثم مراعاة تثقيفهم ... ولعل هذا من نوع التعليق بالمحال، لأن الانتقال تابع لأحوال، وأوضاع طبيعية أو مشاريع قطعية ... ولم يكونوا في حالة يمكن إفراغها بالشكل الذي نبتغيه متى شئنا ... وإبقاء القوم في جهل يؤدي إلى قبول نتائجه الوخيمة والكثيرة طول هذه المدة ... وأرى أن هذا الرأي مدخول، لا يوزن بميزان صحيح ... ويكوّن عجزاً عن إيجاد طريقة لتعليم العشائر وهكذا يرى آخرون لزوم تعليق هذا الأمر الى ان يوجد مدرسون حائزون لأوصاف تلائم البادية، ورجال دينون مهذبون وان تتوازن القدرة بين المدرس والرجل الديني والا فأولى أن لا نعمل لإنجاز المشروع وحينئذ من السهل ان يحبط ويفرط التدبير ... وهل استعصى وجود مدرس حائز لهذه الأوصاف ... ! وهناك آراء كثيرة أمثال هذه ... وإذا قبلنا أساس تعليمهم ولم نلتفت الى الأقوال المارة أو أمثالها أو نجهد لتحقيق بعضها.... فماذا نلاحظ؟ هل يصل أهل البادية إلى درجة مهمة من التعليم نظراً للاهتمام الذي نراه بحيث يضارعون أهل المدن في علومهم، ويجارونهم في ثقافته فنجعل منهاجهم كسائر مناهج المعارف؟ وهل لهم قدرة وصبر على اجتياز العقبات في هذا السبيل حتى يتساوى الحضري والبدوي في التعليم.!؟ قبل كل شيء يجب أن نفكر في ادخال التعليم البسيط بين ربوعهم ونجرب بعض التجارب التي استقر عليها رأينا ... ثم نلاحظ تقويتها، وتوسيعها تدريجياً..! والتمنيات لا حدّ لها، ولكن على كل حال يتحتم علينا أن نزاول الموضوع من وجهته العملية الممكنة. وهنا يعترضنا عند الكلام على طريقة التعليم الوقوف على اثر التعليم في البدو الدرجة التي يستحقون ان تبلغ بهم ليكونوا أعضاء فعالة لخير الأمة، وينالوا النصيب التام منها كغيرهم من اهل المدن؟ - لا أتطلب أن تنقلب البادية الى مدار س راقية بحيث لا تفترق في تشكيلاتها عن المدن، ولا يخطر ذلك ببالي في وقت بل ينبغي ان لا نزاول هذه الأمور، وإنما نسعى أن نمكنهم من أن يكونوا متعلمين لدرجة وافية بحاجتهم على الأقل، ومؤدية ما يتطلبونه من اغراض أو بالتعبير الأولى أن يكونوا عارفين بما عندهم وزيادة قليلة ... هؤلاء لم يشبعوا الخبز، فكيف نريد ان نوجد فيهم (تخمة) من العلوم وليس لهم مأوى ونحاول أن نعلمهم الكماليات وأصول ادارة المسكن وخدمه، والزوجة وحقوقها ... أو آداب المعاشرة، وهكذا نسير معهم بطرق معوجة، وغير مثمرة ... والأنكى من هذا أن ننزع الى لزوم تعليمهم بهارج الحضارة وزينة الملاهي، أو نزين لهم هذه الأمور ... ! وبهذا نكون قد قمنا بخدمة تدريبهم الى الخلاعة ... وعلى كل حال يجب أن نراعي فيهم منهجاً خاصاً في الحياة البدوية، وطريقة مرضية في لوازمها من معرفة بسيطة وثقافة بقدر ما تقتضيه حاجتهم ... ليحافظوا على أوضاعهم ويقوموا بواجباتهم ... فيعلموا طريق الحياة، ووسائل الانتهاج، وأن يلقنوا عقائدهم، وأن يقتصر فيها على الفروض والواجبات، وأن يعلموا علاقتهم بالحكومة من ناحية الأمن والضرائب مما يتعلق بهم، ونعين أوضاعهم ... فلا نخرج عما يأتلف وهذه الأوضاع، وان يؤدي عملنا هذا الى ما يزيد في ثقافتهم العامة ويبين لهم فكرة عن الحضارة، ويكمل ما علموه من البداوة لحاجات رأوها ... !
- 12 نوضح هذا فنقول البدوي يفكر في طريق القنص، وفي اتخاذ التدابير للغزو، أو لمحافظة كيانه خشية أن يبتلعه الآخرون الكل قانص يطلب صيداً وكذا يقال في ارتياد المراعي ... فيجب أن تربى هذه فيه، وان يراعي نواحي اصلاحها والتبصير بطرق ادارتها، فلا تترك الرجولية ولوازمها، ولا يصرف فكره عن الالتفات الى حاجياته ومنافعه، ولا نترك ناحية تسير بهم نحو ما يعلمون ويحاولون تقويته، أو ماله مساس في حياتهم الاجتماعية، وسمرهم وما يخدم ثقافتهم العامة ... وجل ما يجب أن نراعيه فيهم أن نجعل كل واحد منهم في مستوى أرقى رجل منهم في عقيدته، أو في آدابه، وفي مهمات حياته، وفي سائر أحواله ... واذا تمكنا أن نزيده بحيث نجعله بدوياً متبصراً، ومتعلماً فعلنا ... وأن لا نميل به الى أكثر ... واذا حاولنا تعليمه وجب ان يكون منهاجنا: تعليم القراءة والكتابة: بأبسط شكل، ونبذل له القرطاس بوفرة، ولي سله من النقد ما يقوم بحاجته ... الحساب. الأعمال الأربعة فقط وقد لا يحتاج فيها الى أكثر من أعداد محدودة. القرآن الكريم. القراءة، وتفهيم بعض الألفاظ الغريبة وبيان المعنى اللفظي للآية بصورة بسيطة ... الفروض الدينية: لا نتجاوز بها الفروض ... والأمور الضرورية مجملا. الشعر البدوي وبعض الفصيح: يختار ما هو انقى واصفى، وأخلاقي أكثر، وما له مساس بحياة البداوة، ينوب عن المحفوظات ويتخللها بعض الأشعار الفصيحة مما يقربه اليها. الصيد. وتدريبه الى تربية المواشي، السباق. وبيان أمراضها، والوقاية منها ... الألعاب البدوية وتنظيمها بصورة لائقة ... حقوق البدوي وواجباته نحو الأمة والحكومة ... إن هؤلاء يجب أن نكون في اتصال نعهم، ونؤدي الواجب فيما نعلمه عنهم، وهكذا نمضي معهم حتى يتيسر لنا معرفة أوضاعهم في حياتهم معرفة صحيحة، ونعلمهم من طريقها.. وهكذا نمحص الأقوال، ونعيد التجارب مرة بعد أخرى وكل نقص نشعر به يجب أن نسارع لتلافيه واصلاحه ... وهذه المهمة واجهتنا وصرنا نراعي وضعهافمن الأولى أن نخرج منها بنجاح، ونسلك فيها خير الطرق ... ولكن من ناحية معرفتهم وسبيل نهجهم ... فإذا تكلمنا عن الابل جمعنا ما يعلمون وبصرناهم بجهات أخرى، واذا بحثنا عن الخيل جمعنا حكاياتهم ومعلوماتهم بصورة كاملة وزدنا اليها ما شئنا مما نعتقد في معرفته فائدة لهم ... وهكذا نمضي في الشعر والمجالس الأدبية، وفي الصيد والسباق وفي تربية المواشي وادارة المراعي وهكذا ... والأمل أن تتساوى المعرفة بصورة كاملة، وما يعلمه قسم يجب ان يعلمه الكل، وفي هذا تنبيه وإرشاد، بل توجيه لما فيه الصلاح، وتدريب للحياة العملية، ونقد للعوائد المرذولة بصورة خفيفة هذا ولا ننس أن نقدم بعض النابهين إلى المدن ليتعلموا، ويعلموا قومهم، أو أن نمضي بهم حتى يتمكنوا من التحصيل العالي ... - 12 - الإحصاء كان في النية تقديم أرقام في إحصاء البدو، وبيوتهم ومقدار خيولهم وابلهم وسائر أموالهم، ولكن الأتعاب في هذا السبيل، والمحاولات ذهبت سدى لما رأيت من خلل ونقص في التقدير، وقلة إتقان في المدونات، فقد شاهدت في بعض المواطن البيوت أكثر عدداً من مقدار النفوس، فلم يطمئن القلب في تقدير، ولا تقريب ... فالمعذرة حتى نتيقن الصحة ونتأكد من تدوين الأرقام بصورة لا تقبل ارتياباً ... هذا وقد سبق ان قلت: لا تقف النفوس عند عدد ثابت، أو مقدار محدود؛ والبدو لا يبعد عليهم موطن لا في نجد، ولا في سورية، فإذا رأوا محلا وجدبا مالوا الى اماكن الخصب مما يمنع قبول احصاء صحيح، واذا كانت في خصب تراجعت وتجمعت وزاد عددها بمن مال اليها من الأنحاء القاصية ... وهكذا يقال عن تكاثر النفوس، وقلتها من جهة الولادات والوفيات، ومثلها الخيول والمواشي، وكل هذا يفترق في حالة العداء واوان الراحة والطمأنينة ويتبدل بمقدار واسع في تكاثره وتناقصه ... كلمة ختام
لا أرى ضرورة كبرى لتلخيص ما مرّ من المباحث، وكل ما أقوله أن الكاتب ضاق، وتشعب كثيراً في مواضيعه، وكلما حاولت الاختصار والمشية السريعة زادت المطالب، و (أدب البادية) كان من جملتها فحال دون تدوينه السبب المذكور، والموضوع في حاجة إلى البسط، ذلك ما دعا أن أفرده في كتاب خاص ... والحاصل كان جل الغرض ألفات الأنظار وتوجيهها إلى نواح تكاد تكون مهملة ولكنها زادت، وحب الايضاح، أو الخوف من الإخلال دعا أن تتكاثر، ولعل فائدتها صارت أكبر ... وهذه التجربة الأولى من نوعها، وليعذر القارئ فيما خالف رغبته، ولينظر إلى الجهود المبذولة للتأليف بين جمع المادة، وتنسيق المشترك منها، والإشارة إلى الجهات المخالفة وذكر ما أمكن منها ... والله ولي الأمر. (1) العقد الفريد ج 2 ص 63 طبعة سنة 1293 هـ ببولاق مصر. (2) كتاب ابن سعود لابي النصر. (1) ابن بطوطة في طريق الحج. (2) تاريخ العراق بين احتلالين. (1) راجع الصارم الحديد في عنق صاحب سلاسل الحديد رقم 2825 من مكتبة نعمان الآلوسي في دار كتب الأوقاف العامة ففي ظهر الكتاب بيان لوفاته. (1) صوابه أحمد بن علي بن أحمد بن عبد الله كما نبه على ذلك صاحب الضوء اللامع في ص8ج2 منه. وفي كشف الظنون ورد مرة بلفظ أحمد بن عبد الله ومرة أخرى بلفظ أحمد بن علي ذكرها في مادة (نهاية الارب، وصبح الأعشى) . (2) صبح الأعشى ج1ص307 وما يليها. (1) ترجمته في لغة العرب. (1) عندي نسخة منه منقولة من الأصل. (1) من علماء اللغة المشاهير وهو صاحب الجمهرة في اللغة. (1) - ص46. (1) كشف الظنون. (2) نهاية الارب في فنون الأدب ج2ص276 وما يليها. (1) تاريخ العرب قبل الاسلام ص5. (1) اشتقاق الأنساب ص307 و317. والطبري ج1 ص103. (1) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص66. (2) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص113. (3) شمس العلوم ص17. (1) الأخبار الطوال ص6 - 7. (2) الأخبار الطوال ص8. (1) الانباه على قبائل الرواه ص55 وما يليها. (2) الطبري ج1ص107. (1) هم المناذرة وآباءهم ممن ملك العرب في العراق. (2) الطبري ج1ص162. (3) الأخبار الطوال ص65. (1) تاريخ اليعقوبي ص239 وما يليها. (1) العرب المستعربة تمت الى إبراهيم (ع) والد اسماعيل. (2) ص11 من الأخبار الطوال. وص161 ج1 من الطبري. (3) ورد في اشتقاق الأنساب بلفظ أسد " بفتح الهمزة وسكون السين " والمشهور الأزد كما ذكر ... ص276. (4) اشتقاق الأنساب ص276 وسيرة ابن هشام. (1) المسعودي والطبري. (2) ابن عبد البر: الانباه على قبائل الرواه ص46: 50. (1) المراد بالاشتقاق اصل الكلمة او اللفظة التي سمي بها المرء الذي هو جد القبيلة او القبيلة رأساً ومعناها في اللغة وطريق اخذها. (2) ص 312. (1) الانباه على قبائل الرواه ص45. (1) راجع أنكحة العرب في كتاب (النفحة الملوكية في أحوال الأمة العربية الجاهلية) للسيد عمر نور الدين القلوسني الأزهري ص180 وكثير من المؤلفات تتعرض لهذه. (1) يريدون غصة قد تقابلها غصة مثلها ولكن معاوضة قصة أي ناصية " امرأة " بناصية اعظم بكثير ... ؟؟؟؟؟؟!! (2) ستأتي هذه القصة عند الكلام على الزواج عند البدو. (3) وفي كتاب انساب العرب القدماء مطالب مهمة في الرد على هؤلاء ومن اراد التفصيل فليرجع اليه ... والطوتمية يراد بها ان الام اصل البيت وان المرأة لا تتقيد بزوج وان اولادها ينتسبون اليها رأساً ... (3) وفي كتاب انساب العرب القدماء مطالب مهمة في الرد على هؤلاء ومن اراد التفصيل فليرجع اليه ... والطوتمية يراد بها ان الام اصل البيت وان المرأة لا تتقيد بزوج وان اولادها ينتسبون اليها رأساً ... (1) تفصيل غزو بختنصر العرب ص92 ج1 من ابن الأثير. (2) طبري ج4 ص20 - 21. (1) ج1 ص293. (1) ج2 ص3. (1) ابن هشام ص26 ج1. (2) تاريخ اليعقوبي ج1 ص259. (3) ص4 و17 من سيرته ج1. الا انه في صحيفة 29 منه اورد ان اياد بن نزار. هكذا قال اليعقوبي ج1 ص237. (1) ص187 من التنبيه والاشراف. (2) القصد والامم ص27. (1) ج1 ص136 من ابن الاثير. (2) ص205 - 206 من التنبيه والاشراف. (1) ج1 ص237.
(2) في ماده طحا ورد بلفظ (عمران) قال: " طاحية بن سود بن الحجر بن عمران ابو بطن من الاسد والنسبة اليه الطاحي والطحاوي. وطاحية محلة بالبصرة نزلها هذا البطن " اه. ج1 ص223. (1) ج2 ص293 تاج العروس. (2) ص285 اشتقاق الانساب. (3) الانساب للسمعاني ص54 - 1. (4) ص153 طبري ج2. (1) تاريخ دول العرب والاسلام ص56 وغيره. (2) تاريخ اليعقوبي ج1 ص258. (1) الاشتقاق ص 285 وتفصيلها في عقد الفريد ج1 ص133. (2) بلوغ الارب طبعة سنة 1342هـ - 1924م ج1 ص81 وص339: 342. (1) ص586 ج3. (2) التنبيه والاشراف. (3) قصته في بلوغ الارب ج3 ص278 وكذا سطيح في ص281. (4) اشتقاق الانساب ص302. والطبري ص99 ج2. (5) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص105. (1) ص27 ج1 سيرة ابن هشام. (2) الاشتقاق ص302: 306. (3) تاريخ ابن خلدون ج2 ص4. (1) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص87. (2) البلاذي ص248. والأنساب للسمعاني. ونهاية الارب وخلاصة الكلام في تاريخ الجاهلية والإسلام ص495. (1) البلاذي ص118 - 247. (2) طبقات ابن سعد ج1 قسم2 ص66. (3) ابن الاثير ج1 ص179 وما يليها. (1) اشتقاق الأنساب لابن دريد. (2) الأنساب للسمعاني في مادة قضاعة ... (3) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم ص10. (4) ص283 ج2. (5) القصد والأمم ص30. (1) عريب بفتح العين كغريب. (1) ابن خلدون ج2. (1) شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم (المنتخبات منه طبع ليدن سنة 1916م) ص66 - 67. (1) في طبقات ابن سعد جاء بلفظ " مي ". (2) عقد الفريد ج1. (3) ص45 قبائل مصر. (1) الاشتقاق ص233. (1) شمس العلوم ص57. (3) راجع عن هذه القبيلة شمس العلوم ص57، و66 - 67، ونسب عدنان وقحطان ص19، وانساب السمعاني ص264 - 265، وسبائك الذهب، وخلاصة الكلام في تاريخ الجاهلية والإسلام ص54 - 55، وابن خلدون، واليعقوبي ج1 ص240. (1) وتفصيل الخبر في الاغاني ج2 ص97 وما يليها. (2) اليعقوبي ج1 ص241. (1) البلاذري ص247. (2) ص246 ج1. (1) ص156 ج2 طبري. (2) البلاذري ص250. (1) ناحية شفاثة تحولت الى " عين التمر " وصارت تسمى باسمها القديم. " جريدة البلاد عدد: 247 و22 رمضان سنة 1355هـ - 7 كانون الأول 1936م ". (2) الأخبار الطوال ص112. (3) ص114 ج2 اغاني. (4) ص250 بلاذري. (1) تاريخ اليعقوبي ج1 ص255 وما يليها. (2) تاريخ العرب قبل الإسلام: ج1 ص227 وما يليها. (3) معجم المطبوعات. ومنه نسخة خطية في بغداد. (4) ص112 الأخبار الطوال. (5) ص114 الأخبار الطوال. (1) الانساب ص115 - 1. (1) الطبري. (1) راجع ملحق الجلد الأول من تاريخ العراق بين احتلالين. (1) الطبري ج2 ص63. (2) ابن هشام ج1 ص25، والأغاني ج2 ص144، والأخبار الطوال ص49. (3) بلوغ الارب ج3 ص119 وتتمة هذه الأبيات هناك وفي الأغاني. (1) لا يلفظ ملك كما جاء في بعض الكتب لان القدماء كانوا لا يذكرون الالف للاختصار والمعلومية ... (2) واشتهر بالنسبة الى تنوخ كثيرون وابو العلاء المعري تنوخي - نهاية الارب في فنون الادب ج2 ص295. (1) وهذا الكتاب للامام نور الدين عبد الله بن حميد السالمي. طبع في القاهرة سنة 1350هـ. (2) صحيحها بالسين بمعنى قوي. (3) خلاصة الكلام ص86. (4) ج2 ص181. (1) ج1 ص207 تاريخ اليعقوبي. (2) التنبيه والاشراف ص87. (3) ج1 ص241 اليعقوبي. (4) التنبيه والاشراف ص187. (1) ص 65 - 67. (2) ص187. (1) تاريخ اليعقوبي ج1 ص246 وما يليها. (2) ابن الأثير ج1 ص154. (1) اليعقوبي ج1 ص246 والطبري وابن الأثير وغيرهما ... (1) الطبري ج2 ص157. (2) تاريخ اليعقوبي ج1 ص236 وما يليها. (1) راجع كتاب (الملاحن) لابن دريد وفيه انذار قومه بما عزم عليه بنو بكر. ص4 طبعة مصر القاهرة سنة 1347هـ. (1) أهلي. (1) قبلك. (2) عكدة عقدة، وكناها قناها (قناتها) . (1) ص158 من المطالع مخطوطتي. (2) لم يكن متخلصاً للقبائل الا أنه أفرد لها بحثاً خاصاً وفيه من الأغلاط ما سيوضح الكلام عليه في حينه. راجع ص163 من قلب جزيرة العرب. (1) الزريقي ذبابة كبيرة تؤذي الابل بعضّها. | |
|
| |
| عشائر العراق | |
|