2 ـ ليس في هذه القبيلة من يعرف اللغة الكردية ، ولا من يتكلم بغير اللغة العربية ، وما قيل أو عرف من المجاورين عن أصلهم لا صحة له بعد أن علمت ما علمت من الرؤساء.
لواء الموصل
أو قبائل الكرد الشمالية
يصعب احصاء القبائل الكردية الشمالية القديمة منها والحاضرة ، ولا ينكر اتصالها بقبائل إربل والسليمانية والقبائل الأخرى المجاورة للعراق وإيران وتركية ، وإن الكتب التاريخية طافحة بمباحثها الوافرة. وإن الجلاء ، أو الهجرة قد غيرت في الأسماء ، وكذا الإمارة ، أو الرياسة.
والضرورة تدعو الى استنطاق تواريخ عديدة للمعرفة الحقة ، فإذا كانت إمارة بهدينان قد تركت أثرها في إطلاق اسمها على العشائر التي تحت سلطتها ، فإن القبائل العديدة بسبب التنقل وتغير المواطن قد اكتسبت اسم ما حلته.
وعشائر الشمال جاء ذكر الكثير منها في مسالك الأبصار كالزيبار ، وفي الشرفنامة وكتب عديدة يهمنا منها ما لا يزال باقيا ، أو ما هو معروف في هذه الأيام ، ولم يرد له ذكر ... والكل أو الغالب يطلق عليه (قبائل بهدينان)
والعلاقة بإمارة العمادية ظاهرة ، والتسمية ببهدينان ناجمة من هذه الإمارة ، وإن التقسيم الإداري الحاضر قد فرقها الى مناطق أو وحدات إدارية كل منها عرفت باسها ، سواء في أيام العثمانيين ، أو بعدهم.
(1)
قبائل العمادية
وهذه أصل قبائل (بهدينان) وهي مجموعات قرى كل مجموعة عرفت بمواطنها ، وتولى رياستها أمير من أمرائها يقوم بإدارة قبائله. وهذه أشهر مجموعاتهم :
1 ـ برواري زير. في العمادية وأنحائها.
2 ـ سبنه. في واد معروف بهذا الاسم بين (سر عمادية) ، و (كاني ماسي) مركز ناحية برواري بالا. وعملهم الزراعة.
3 ـ بري كارا. يقيمون في جبل كارا. ومن رؤسائهم محمد اغا براش.
4 ـ برواري زور ، أو برواري بالا. وهذه القبائل منها 61 قرية كردية.
ورئيسهم حاجي تاتار. وتتكون منها ناحية من نواحي العمادية.
5 ـ نيروا ـ ريكان. وهذه برياسة كلحي اغا ، وكان قد حصل على وسام الرافدين من الدرجة الثانية. وتتكون منها ناحية من نواحي العمادية وفيها 79 قرية. ومن قبائلهم :
1) مزوري زور. وهذه من مزوري.
2) ريكان. وجاء في الشرفنامة أنها (رادكان) وينطق بها الأكراد ريكان.
3) نيروا. والظاهر أن هذا اسم موطن عرفت به قبائله.
والأخيرتان قد تكونت منهما مجموعة تدعى (نيروا ريكان). ومنها الناحية بهذا الاسم. ومركزها قرية (بيبو).
وقبائل بهدينان هذه توزعت الى مواطنها ، وعرفت بها ، وغالب عملها الزرع والضرع ، ومواطنها خصبة ، ومياهها غزيرة ، وفيها شجر الجوز ، والصفصاف (اسبندار) ، (الدلب) ويسمى (جنار) ويعرب الى (صنار).
(2)
إمارة العمادية
وهذه الإمارة معروفة ، وغالب حكمها على العشائر ولكنها أقرب للحضارة. ظهر فيها علماء أفاضل ، وتكونت فيها مساجد ومدارس. والإمارة قديمة ، ويرجع تاريخ تجديد المدينة الى عماد الدين زنكي سنة 537 ه ، فعرفت ب (العمادية) وكانت قبل هذا تدعى آشب وإن لغتهم مختلطة بالعربية والكردية والظاهر أن إمارتهم تكونت في أواخر عهد المغول. وذكر في الشرفنامة أن أمراءها جاؤوا من (طارون) من أعمال شمس الدين (شمدينان) وهي منطقة واسعة في الجمهورية التركية وأول من عرف من أمراء العمادية (بهاء الدين) فقيل لهم (بهدينان) ، ولم يعين أحد بالضبط تاريخ توصلهم الى الإمارة ، ولا سبب ظهورهم.
ومن مراجعة نصوص عديدة قد تلخص لنا أن صاحب مسالك الأبصار قد تكلم في (الجولمركية) ، وهم قوم ينسبون الى الوطن (1) لا الى النفر ، بل هم طائفة من بني أمية يقال لهم (الحكمية) اعتصموا بالجبال واستغنوا بمنعتها طلبا للسلامة من أعدائهم ، وذكر أنهم الآن في أيامه يزيدون عن ثلاثة آلاف ، وكان ملكهم عماد الدين بن الأسد منكلان ، ثم خلفه الملك أسد الدين. ووصف مناعة جبلهم ثم قال :
__________________
(1) لا يزال جولمرك معروفا في تركية.
«والملك عليهم (يريد في أيامه) بهاء الدين بن قطب الدين ، وولده في الملك يجري مجراه. وكان له ابن عم آخر يدعى (شمس الدين داود) ...» ا ه
وسياق عبارته يدل على أن هؤلاء ملكوا عليهم في أيامه فقد ولي أمرهم هؤلاء ، ولم يعين نسبهم ، وإنما عين قبائلهم ، وهم الجولمركية. فلا شك أن هؤلاء منهم تكونت «إمارة بهدينان» في العمادية. وتنسب الى بهاء الدين هذا ، ومواطنهم كانت تلي بلاد العمادية ، والنصوص المسموعة والمنقولة تؤيد ذلك ، وأما شمس الدين داود فقد ولي إمارتهم الأصلية ، وتوافق الرواية المسموعة. قال في المسالك :
«ويلي الجولمركية وجه عقر شوش ، وبلاد العمادية ، وبلاد زيبار ، وبلاد الهكار». اه
ولا يمنع ان هؤلاء الأمراء كانوا في ايام صاحب المسالك ، وأنه كان بدء تكون إمارتهم ، وأصل تفرعها وأنهم من أصل عباسي كما يحفظه أمراؤهم واشتهروا بذلك ذكر ذلك صاحب الشرفنامة وفي سياحتنامهء حدود أيد هذه الشهرة المعروفة. والإمارة قد تكون من اصل غير أصل القبيلة وتابعة للمواهب ، والأسماء متفقة وتقرب مما ذكره صاحبى الشرفنامة من أجدادهم ، بل ليس لدينا ما نعول عليه اقوى سندا من ذلك.
وأمل المصادر التاريخية الأخرى تظهر طريق توصل هؤلاء للإمارة ، وتوسعها فينجلي المبهم. وما ذكرته من هذه النصوص لم يدع شكا في تكون شمدينان ، وبهدينان موافقا للمسموع والمنقول معا. والروايات الأخرى في أصلهم وضعها صاحب الشرفنامة. تولدت إمارة بهينان على العمادية والأنحاء المجاورة لها من زاخو ، ودهوك والعقر (عقرة) ، وتوالى أمراؤهم ، وان السلطان حسين منهم كان في ايام السلطان سليمان القانوني ، وتوالوا بعده ، فدامت إمارتهم الى أواخر أيام علي رضا باشا اللازر ، وقد بحثت في ذلك مفصلا في تاريخ العراق بين احتلالين.
ثم جاء السردار الاكرم رشيد باشا فأباد هذه الإمارة وإمارات أخرى كإمارة محمد باشا الراوندوزي ، وإمارة آل بابان.
وبعد أن قضي على (إمارة العمادية) ألحقت هي وعقرة بالموصل مدة ، ثم إن العمادية فصلت ، وصارت تابعة لحكاري سنة 1265 ه ، وبقيت عقرة تابعة للموصل. ثم تقلبت بها الأحوال ، وقد بسطنا ذلك في تاريخ العراق.
وفي أيام امارتها تبعت ولاية بغداد مدة. وفي زمن إمارتها كانت محترمة من الكرد في تلك الأنحاء. وفي أيامنا توزعت الى أقضية ، فصارت قضاء وكذا زاخو ، ودهوك ، والعقر (عقرة) الى آخر ما هنالك. ولا شك قبائلها صارت تابعة لما انفصل منها.
(3)
قبائل زاخو
وهذه من قبائل بهدينان إلا أنها لا تمت الى جد ، وإنما جعلتها السلطة كذلك ولا تفترق عن عشائر الكرد الأخرى وجاء ذكرها في مسالك الأبصار ، وفي الشرفنامة وقبائلها المعروفة :
1 ـ سليفاني. وأصلها سليماني كما جاء في الشرفنامة ومن تفرعاتها :
1) سينا. رئيسهم حاجي رمضان بن حسن.
2) دود بادا. رئيسهم رشيد اغا.
2 ـ سندي. وهذه وردت في مسالك الأبصار وفي الشرفنامة تتوزع إلى :
1) شيف. رئيسهم حاجي بدري. سمعت أنه قتل سنة 1946 م
2) نفس سندي. رئيسهم صالح اغا ابن عبدي اغا.
3) كللي. رئيسهم حاجي صادق اغا برو. وهو قاتل الحاج بدري.
وهذه العشائر نواحيها بأسمائها ، وفيها قرى كثيرة جدا. وفي نفس زاخو (أسرة شمدينان) أصلها من شمال العمادية في الجمهورية التركية ، وقد عرف اتصالها ببهدينان. وقال في الشرفنامة أن أكثر علماء الأكراد وفضلائهم من هذه الأنحاء ومن رؤسائها يوسف باشا ، وابنه حازم بك وهو الآن عين ، وحاجي اغا وهو الآن عضو في المجلس النيابي.
(4)
قبائل عقرة
وهذه قبائلها كثيرة ، منها هركي وسورجي قد ذكرتا. وناحية السورجية معروفة باسم قبيلة سورجي. وكذا (قبيلة شمزيني) أو شمزينان. قد مضى بحثها بين قبائل ديزه يي ، فاعتبرت فرعا من قبيلة سيان (1) ، وقد ذكرنا من فروعها (سوره مو) ، و (كاجي) ، و (بيره سني). ولها فروع أخرى وفي العقر مجموعات قرى كما أنه يروى أن اهل مركور ، وبرده سور ، وتركور من الكرد المسلمين يمتون الى شمزينان بقربى ، وإنهم من قبيلتهم جاء ذلك في سياحتنامهء حدود ، وعدها من ملحقات عقرة ، أو في الأصل من شمزينان من قبائلها. ولها جبال منيعة (2) وهذا ما يؤيد الاتصال المنقول من مسالك الأبصار.
ومن أوضح ما في هذا القضاء (العشائر السبع). وكانت عرفت بهذا الاسم من أمد طويل ، وتتكون منها ناحية باسمها. وقراهم كثيرة مجاورة لقرى (نافكر) ، وتقع على طريق عقرة ، وتبدأ من (جسر مندان) على نهر الخازر.
وهذه العشائر السبع :
1 ـ كبره.
__________________
(1) سبق في هذا الجزء.
(2) سياحتنامهء حدود ص 309 و 331.
2 ـ وزركي.
3 ـ شايلو.
4 ـ شيخ بزيني.
5 ـ لوما.
6 ـ خنت بري.
7 ـ شارك.
وكل هذه العشائر من قبائل بهدينان. وبالتعبير الأولى داخل إمارة بهدينان القديمة إلا قبيلة (شمزينان) فإنها من (شمس الدينان).
(5)
قبائل زيبار
هذه التسمية جاء ذكرها في مسالك الأبصار ، وفي الشرفنامة ، وقد بين صاحب الشرفنامة أن لفظها متكون من (زي) اسم نهر ويقال له (نهر الجنون) و (بار) بمعنى الضفة. فصار يطلق على من حل هناك بهذا الاسم (زيباري). ومواطنها بين عقرة والزاب الكبير وعد قلعة باريزان ، وقلادة وقلعة شوش ، وقلعة عمراني منها وانها في تصرف الزيباريين والعمرانية بلدة قديمة في أنحاء الموصل ذكرها السمعاني وابن الأثير وتزرع الرزم والكروم. ورئيسها محمود اغا الزيباري. والآن هو عضو في المجلس النيابي. (1)
ومن قبائل زيبار :
1 ـ زيبار.
2 ـ برروز.
3 ـ مزوري.
4 ـ شيروان.
5 ـ برادوست. وقد عقد صاحب الشرفنامة فصلا في إمارتهم.
6 ـ كردي.
__________________
(1) الشرفنامة ص 146 ومفصل جغرافية العراق ص 444.
7 ـ هركي.
ومن هذه القبائل كردي ، وهركي موزعة في إربل وفي عقرة كما تقدم. وأما القبائل الأخرى (مزوري) قد تكونت منها ناحية في دهوك وشيروان وبرادوست صارتا تابعتين لقضاء بيشدر.
(6)
قبائل بارزان
هذه من قبائل (زيبار) ، وأصلها قرية (باريزان) ، فتوسعوا قال في مفصل جغرافية العراق أنها تسكن في شمال الزاب الأعلى ، وتخضع للشيخ أحمد كل الخضوع باعتباره شيخ الطريقة النقشبندية. والقبيلة متحضرة تزرع الحبوب والرز والتبغ والكروم. ومواطنهم :
1 ـ بيره كبره. كانت مركز الناحية. والآن تابعة لقضاء عقرة.
2 ـ بلي. مركز القضاء فنقل الى إربل.
3 ـ بارزان. مركز الناحية ، والحق بإربل.
ومن ثم صارت ناحية تابعة للواء إربل. ووقائعهم مذكورة في تاريخ العراق. وأصل هذه الإمارة أو الرياسة القبائلية تولدت من الطريقة النقشبندية. فتمكن هؤلاء الشيوخ من التسلط على القرى ، فانقادت لهم انقيادا تاما ، وصارت أشبه بالإمارة ، ويوضح أمرهم تاريخ ظهور الطريقة المذكورة فيهم ، ثم تطور الفكرة.
ومن قبائلهم :
1 ـ بروش. رئيسهم محمود اغا.
2 ـ نزار. رئيسهم الشيخ أحمد أخو ملا مصطفى.
الملا مصطفى البارزاني
(7)
قبائل دهوك
1 ـ قبائل مزوري :
تعد من أقدم القبائل الكردية. والآن تعد ناحية معروفة بهذا الاسم من قضاء دهوك والشائع أن أصلها (مضرية) ، فغيرتها اللهجة ، ونطقوا بها (مزوري) ، وقد وردت في الشرفنامة ، وبين أنها من عمدة عشائر العمادية. (1) ولم يتوضح أصلها. وجاء في عنوان المجد ما نصه :
«كثيرة العدد ، نشأ منها علماء أعلام فحول ، منهم العلامة التحرير ، جامع المنقول والمعقول ، حاوي الفروع والأصول ، الولي الحافظ ، شيخي وسندي ، وشيخ مشايخ العراق بالاتفاق ، الشيخ يحيى الزوري العمادي العمري النسب. وله حاشية على تحفة العلامة ابن حجر الهيثمي المكي طاب ثراهما.» ا ه (2)
وقال معالي الأستاذ أمين زكي :
«المزورية مستقلون ، يشغلون ناحية بأكملها بقضاء دهوك ، ويقومون بالزراعة وغرز الكروم.» ا ه (3).
__________________
(1) الشرفنامة ص 146.
(2) عنوان المجد ص 164.
(3) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص 214.
ومن قبائل مزوري في العمادية ، وفي الجمهورية التركية ، فهي منتشرة. وفي العراق :
1 ـ ارتوش. وهذه قبيلة كبيرة ، وقراها عديدة ، وجاء في خلاصة تاريخ الكرد وكردستان أن فروعها :
1) عز الدينان.
2) مرزكي.
3) مامه رش.
4) مامه ند. (يزيدية).
5) بروز.
6) جيريكي.
7) شيدان.
مامخور.
9) خاويستان.
10) مامه دان.
11) كلودان.
12) زيوه ك.
13) زفكي.
14) هافيجان. (1)
وقال في مفصل جغرافية العراق ان هذه القبيلة من القبائل الكردية الكبيرة ، وكانت تتجول سابقا في بقاع معلومة ، فحدث بينها وبين قبيلة دوسكي قتال شديد ، وإن قسما كبيرا منها بقي في الجمهورية التركية ، وبقي الآخرون في دهوك. (2)
2 ـ الشرفان : وهذه من القبائل المتجولة ، وقراها عديدة منها
__________________
(1) خلاصة تاريخ الكرد وكردستان ص 214.
(2) مفصل جغرافية العراق ص 444.
مجموعة قرى (نافكر) أي الأرض ذات الأوحال. وفي هذه الأيام قل تجولها. والمتحضرون منهم يسكنون بمقربة من قضاء شيخان. والرحل يسكنون (وادي سليفاني) ودهوك. ومن رؤسائهم عبد الله الشرفاني في قرية (مريبة) في الشيخان المجاورة لقضاء دهوك. ومن رؤسائهم اسماعيل الشرفاني في قرية (روفي) في أنحاء عقرة.
3 ـ قبيلة دوسكي : من قبائل دهوك ، وتتكون منها ناحية معروفة باسمها ، وتتصل بالعمادية ، وقراها كثيرة جدا. قال في سالنامة الموصل بعض أقسامها في العمادية ، موزعة في القضاءين. وكان رئيسها سعيد اغا نائب الموصل في سنة 1947 م ، قتله سليم بيسفكي غيلة كما أخبرت الجرائد في 24 / 9 / 1947 وكان بينهما نزاع.
وسعيد اغا يسكن في قرية كرماوه (ذات المياه الحارة المعدنية) ، وإن سليما البيسفكي يسكن في قرية (بيسفكي) التابعة لناحية دوسكي.
وهذه القبيلة مشهورة بالشجاعة. وغالب أهليها مهمتهم الزراعة وتربية المواشي وعمل الفحم.
4 ـ كوفه يي.
5 ـ شمكان.
ذكرتهما سالنامة الموصل ، ولم نتبين عنهما من الوثائق. ولعل في القراء من يوضح حالتهما.
(
قبائل ميران
هذه من القبائل المتجولة بين العراق والجمهورية التركية. قال فخامة الأستاذ الهاشمي :
«تدخل في الشتاء الأراضي العراقية ، وفي الصيف الأراضي التركية» ا ه (1)
وهذه متكونة من قبائل عديدة قد تجمعت.
__________________
(1) مفصل جغرافية العراق ص 443.
(9)
قبائل اليزيدية
من أهم قبائل الشمال ، كانوا يدعون ب (الهكارية). والآن يتناولون شيخان وسنجار ومنهم في دهوك وبعشيقة ، وفي سورية وفي قفقاسية. وفي (تاريخ اليزيدية) (1) تفصيل زائد عنهم. وغالب هذه القبائل كرد ، وبينهم بعض القبائل العربية ، وصارت كردية. وقبائل اليزيدية لا يختلفون عن سائر قبائل الكرد فهم أهل قرى أكثر منهم قبائل إلا أن طول الزمن وتوسع الرياسة على القرية أدى إلى أن يكونوا مجموعات عرفت باسم (قبائل) كما هو الشأن في (قبائل العرب).
وأما تسميتهم باليزيدية فلا يزال بعض الكتاب يعتقدون فيهم أنهم يمتون الى أصل قديم أما مجاراة للأجانب ، أو سياسة يأملون بها أن يبعدوهم عن الأموية والعلاقة بها ولعل أكبر سائق الى مثل هذه الأقوال أن لا يكلفوا أنفسهم مهمة التحقيق ، ومراعاة النصوص التاريخية. وكأن النصوص التاريخية في نظر هؤلاء لا قيمة لها. والمرء من واجب ذمته أن يقف عند الواقع. ولا يهمنا أن لا يتورع هؤلاء عما وقعوا به. ولا يرجعوا إلى الصواب والتاريخ شاهد عدل ولا شك أنه يقضي على مثل هذه الآراء.
وهذه التسمية (باليزيدية) أصلها الاعتقاد بيزيد بن معاوية ، وإن إمامته
__________________
(1) صدر الكتاب وفيه نصوص جديدة عما جاء في طبعته الأولى لصاحب هذا الكتاب.
صحيحة ، فهي عقيدة ويجب أن لا تكون لها علاقة بالقبائل إلا أنهم أشبه بالكاكائية في هذه التسمية من جراء أن منشأها عقيدة ، وقد تغلبت عليهم مقرونة بتصوف غال ، وربما سمي قسم منهم بأسماء العقيدة مثل (كوجك) ، و (قوال) ، و (شيخ) ، و (فقراء) ...
ومن قبائلهم أو مجموعاتهم في أنحاء الموصل :
1 ـ بكران.
2 ـ بردحلي.
3 ـ بلسين.
4 ـ بيت خالتي ، أو خالتي.
5 ـ بابيري.
6 ـ بيره يي.
7 ـ تازي أو التازية. وهؤلاء أصلهم من العرب.
8 ـ ترك. نزحوا من الترك.
9 ـ جالكا. ويقال لهم جوانا.
10 ـ جحيش.
11 ـ جفرية.
12 ـ جهباني.
13 ـ حباب ، أو هبابات.
14 ـ حليقي.
15 ـ ختاري ، أو حتاري.
16 ـ خورسكان.
17 ـ خيسك ، أو خسيكي.
18 ـ دخيه.
19 ـ داسني.
20 ـ دملي.
21 ـ دنادية.
22 ـ دنبلان ، دنبلي ، دملي.
23 ـ رشكان.
24 ـ روبنشتي.
25 ـ زيلكا.
26 ـ سموّقه.
27 ـ سيفانية.
28 ـ شهوان.
29 ـ شيخان.
30 ـ صوعان.
31 ـ عبيدي.
32 ـ عزوي.
33 ـ فقرا.
34 ـ قائدية.
35 ـ قيجكا.
36 ـ قيران.
37 ـ كوركوركه.
38 ـ كيباريه.
39 ـ ماموسي.
40 ـ مسقوره.
41 ـ مندكان.
42 ـ موسسان.
43 ـ مهركان.
44 ـ هركي.
45 ـ هسكان.
46 ـ هكاري.
47 ـ هوبرية.
وقراهم كثيرة في قضاء دهوك ، وفي شيخان ، وفي سنجار وفي تاريخ اليزيدية توسعنا في ذكرها ، فاكتفى بأسماء القبائل ومن أراد التفصيل عن كل قبيلة فليرجع الى تاريخ اليزيدية المذكور.
وقبائلهم في قفقاسية كثيرة وهؤلاء يرجعون الى (قبائل سبيكي) أو (سبيكانلو). ومنها :
1 ـ ميقانللي.
2 ـ عيسى دانلو.
3 ـ بوتيانلي.
4 ـ شمسكي.
5 ـ كليري.
6 ـ جيلانلي.
7 ـ مانكانلي.
8 ـ مامه زيدي.
9 ـ بيره خال.
10 ـ دره جكي.
11 ـ حسيني.
12 ـ ميرانكي.
13 ـ ستوركي.
14 ـ برخالو.
ولا نتوسع هنا بأكثر من هذا.
(10) إمارة اليزيدية
أمراء اليزيدية مقطوع بنسبهم من الأمويين كما تنطق بذلك وثائق عديدة ، وتواريخ لا تحصى ، وإن إمارتهم قبائلية أقرب الى البداوة ، والتبعيد عن أصلهم سياسة مشهودة لا ينطلي أمرها وإن كان قد حدث في الأيام الأخيرة والوقائع المزعجة ما أنساهم اطراد السلسلة. واليزيدية أكثر اتصالا بأمرائهم ، وطاعتهم لهم كبيرة جدا. وقد أوضحت في تاريخ اليزيدية عن إمارتهم وقبائلهم فلا مجال لأكثر من هذا.
وكل ما نقوله أن قبائل الموصل أو قبائل الكرد الشمالية كثيرة ، لا مجال لاستيعابها ، ويطول بنا ذكر قرى كل قبيلة منها ، وإلا كونت وحدها كتابا ضخما ، ومع هذا فصلنا في تاريخ العراق ما تيسر عند عروض الحوادث والاتصال بها.
قبائل الحدود
ما جاور العراق من قبائل الكرد لا يحصى عدا ، والتوسع خارج عن البحث ، فمن الضروري الاجمال وإلا فالموضوع واسع جدا ، وقد بسطنا القول فيه (تاريخ العلاقات بين إيران والعراق) وفي الدرجة الأولى تهمنا (عشائر إيران) ، فلن نر من كتب في موضوعها وإن الأدباء المؤرخين من الإيرانيين تعرضوا لذكر بعضها (1).
وفي تركية ظهرت كتب عديدة فيها بيان عن القبائل هناك إلا أن هذه المباحث لم تكن موسعة ولا ذات اتصال بنفس القبائل وتاريخها ، وفي بلاد الشام عقد الأستاذ الصديق أحمد وصفي زكريا فصولا عنها في كتابه (عشائر الشام) (2) ، فالمهم ذكر عشائر إيران وبعض العشائر الكردية المهمة في تركية ولا تتجاوز ذلك.
__________________
(1) راجع مجلة (يادكار) الإيرانية للأستاذ عباس اقبال المؤرخ المعروف.
(2) مرت الاشارة اليه.
(1)
قبائل كلهر
هذه القبائل يقال لها (كلهور) ، وكلور وهي متفرقة في أنحاء عديدة من أودية السليمانية وكركوك ، وديالى ، ومجاورة في الأصل لقضاء مندلي ومواطنها الاصلية هناك في (الايوان) وما جاوره ... وتقع على الحدود ، تقيم في ايران مما يجاور العراق.
وفي الشرفنامة أن قبائلهم يقال لها (كوران). وأما الأمراء فيدعون أنهم يتصلون بنسب كودرز بن كيو في أيام الكيانيين وهو الذي سماه المؤرخون (بخت نصر) ، بقي الحكم بيد أولاده مدة وهذه الامارة تقسم الى ثلاث شعب : (1) حكام بلنكان و (2) أمراء درتنك (حلوان) و (3) أمراء ماهي دشت.
وهذه القبائل في الحاضر متولدة من أخوين :
1 ـ منصور. ومنه حصل فرع «منصوري».
2 ـ شهباز. ومنه تشعب فرع «شهبازي».
1 ـ قبيلة منصوري :
وهذه توطنت (الأيوان) المجاور لمندلي (بندنيجين) وهي طوائف عديدة :
1) بان سيري. ومن هؤلاء من يعيش بصورة مبعثرة.
2) كاوسوار. وبين فروع قره أولوس من تسمى بهذا الاسم.
3) جولك.
4) هلشي.
5) نركسي. تسكن في أنحاء كرمانشاه ، ومنهم من يعيش مع السنجاوية.
6) بهلو خور.
7) سرتنكي.
زرنه يي.
9) كوتكتي.
10) كلهرها. ومن هؤلاء من يقيم في جرداول. والأغلب في الإيوان.
11) كوله سوند. في آسمان آباد من الايوان.
12) سليم. تقيم في هرسم.
ومن هؤلاء في أطراف خانقين وبينكدره ، وآخرون في كرند وزهاو.
2 ـ قبيلة شهبازي :
وهذه في أطراف كرمانشاه وهم :
1) عمربل.
2) كاربندي.
3) سياه بيدي.
4) شياني.
5) بداغ بكي.
6) شله.
7) كبنك شري.
نوري.
9) جيفا كبودي.
10) ولو.
11) حزكاه.
12) دولة شوني.
وهؤلاء تابعون ماهي دشت.
13) بياني.
14) باقر آبادي. وهؤلاء تابعون زويري من كرمانشاه.
15) جولك.
16) باسكلي.
17) خالدي.
وهؤلاء تبع كواور في شرقي جبل قلّاجه.
18) منيشي في كفر آور.
19) شهرك. في ديره.
20) كيلاني. في كيلان.
21) جله يي. في جله.
22) كمره يي. في مواطن متفرقة.
23) شاهيني. في مواطن متفرقة.
24) شوهان. منهم في العراق وهم كثيرون ، منتشرون في مختلف مواطنه.
25) قلعة شاهيني.
26) مله سري. في روان ، رحالة.
27) كله با. في روان.
28) قوجمي. في روان ، رحالة أيضا.
29) سياسيا. في روان ، رحالة أيضا.
30) كله جويي. في روان ، رحالة أيضا.
31) ده رويكه. تسكن القرى.
32) بدره يي. تسكن القرى.
33) هارون آبادي. تسكن القرى.
34) برف آبادي. تسكن القرى.
35) كوركه يي. تسكن القرى.
وهذه العشائر من القبائل الكردية الأصلية ، وهي تابعة لكرمانشاه ، انتشر الكثير منها في أنحاء عديدة من العراق. وطوائف منصوري منها ممتدة على الحدود ، ويبدأون من حيث انتهى الفيلية وتقيم كلهر في الايوان المجاور (ده بالا) من أراضي الفيلية وتتصل بقضاء مندلي ولا يخلون من زعازع وفتن على الحدود خصوصا أيام قلة المياه ، ويتعرضون لنهر (سومار) وهذه الفرقة أكثر تعرضا. وغالب المنازعات متأتية منها ، فتشغل العراق وإيران معا.
ومنذ نحو مائتي سنة أو أكثر كان الايوان خاليا ، وإن قبائل منصوري جاؤوا من فارس الى هنا ، تابعوا أميرا يسمى (منصور خان) ، وفي أيام كريم خان الزند كان أميرهم علي خان وهو والد شير خان وكانت له أخت يقال لها (شاه بسند) جميلة فزوجها الى كريم خان. ومن ثم وجه هذا إمارة ذلك المكان إليه ، ثم خلفه ابنه شيرخان.
وأما قبيلة شهبازي فإنها تابعة لحكومة كرمانشاه قسم في الإيوان وزهاب ، وقسم على الحدود. وآخرون في أنحاء كرمانشاه في الحدود. يتجولون صيفا وشتاء في أنحاء سرميل ، وبندنيجين وزهاب في صحاري (كواور) ، و (كفراور) ، و (كيلان) ، و (ديره) ، و (قلعة شاهين) وغيرها من المواطن والصحاري القريبة منها ، يصيفون ويشتون فيها وذلك أن طوائف (خالدي) ، وكله با من قبائل شهباز ، يقيمون في الصحراء بين شوراب وهو
نهر صغير في الحد الشمالي من صحراء (سومار) ، وبين (كلال دام) وهو نهر صغير معروف أيضا يقيمون في يساره ، وكذا طوائف أخرى تقيم فيه ، وتؤدي البيتية (الكودة) الى قضاء مندلي ، رأسا واحدا عن كل قطيع من الغنم ربيعا وفي الشتاء عن كل قطيع عشرة قرانات (50 قرشا) (1).
وفي أحوالهم كلها لا يخلون من تعرض بالمارة من نهب وسلب ... وإن هذه الرسوم تؤخذ من الشهبازيين والسنجابيين على السواء ، كما هو معتاد أخذها منهم دائما. وفي الغالب لا يؤدون للدولة العثمانية رسوما من حين أن استولت إيران على لواء زهاب.
وعلى كل حال هذه القبائل لا تفترق عن سائر الأكراد ، توطنوا هذه الأماكن من أمد بعيد لا في الوقت الذي بينه صاحب سياحتنامهء حدود ، وإنما كانت سكناهم من أزمان متباعدة إلا أنهم لم يكن لهم ذكر الا أيام كريم خان الزند ، فالطوائف ظهرت قوتها في عهود انحلال إيران واضطراب أمور العراق ، والملحوظ أنهم سكنوا الإيوان في عهد المغول وربما كانوا سكانه الأصليين.
وهؤلاء لا يختلفون عن البدو في الغزو ... إلا أنهم لم تتفش بينهم الأمية وإنما يقرأون بفخر وحماس (فرهاد وشيرين) ، و (رستم زال وبهرام كور) وأمثال ذلك من القصص ... يتسلون بها أيام راحتهم.
قص ذلك صاحب السياحة بسبب أنهم كانوا على الحدود بين إيران والعراق ، في أنحاء مندلي فعلمنا هذا كله منه ، والكتب الإيرانية أيضا تتعرض لإمارة هؤلاء ، وتتكلم عليها بسعة في مختلف الآثار. إلا أن القبائل التي ذكرناها هي قرى ائتلفت فكونت مجموعة نالت هذا الاسم أما تبعا للمكان الذي اقامت فيه مدة ، أو الى الرئيس الذي حكمها في وقت واشتهر اسمه ولكن الرياسة قسمت بالوجه المشروح ، ولا تمثل أصل قبائلهم ، ولا تشير الى اسم الفرع الذي التحق الأمير. فكانوا قد توزعوها من قديم
__________________
(1) هنا قد عين قيمة القران في ذلك العهد.
الزمان ولا يشترط أن يكونوا أجداد هذه القبائل ، وإنما هم رؤساؤها وحكامها أو المتحكمون بها. بل جاء في الشرفنامة أنها كانت تابعة للدولة العثمانية ، وإن الأمير منصور قتل أخاه شهباز في سنة 1002 ه وإن الضريبة التي كانت تأخذها الدولة العثمانية منها في كل سنة أربعون ألف رأس من الغنم فلا شك أنها قديمة السكنى في مواطنها. (1)
وإن أصل تكون الرياسة قد تعين ، فاستولى هؤلاء على قبائل كلهر.
ومن أهم فروع هذه القبيلة (الداوده) وقد سبق ذكرها. ومن كلهور فروع عديدة توطنت العراق ، وماعت بين أفرادها ، فلا تعرف لها مجموعة كبيرة وإن كان لا يزال بعض الأفراد يحفظون انهم من هذه القبيلة. وحالة الأفراد مما لا يقام له وزن. والمطلوب بيان المجموعات. والتعريف بها في مختلف عصورها المعروفة.
ونعلم يقينا أن (الإيوان) كان يحوي قديما قبائل تركمانية ، ورياستها كانت لابن برجم ولهم الإمارة على هذه القبائل والمنازعات بين المغول والتركمان دفعتهم الى نواح أخرى أو مالوا الى المدن والقرى بل الملحوظ أن إمارة آل برجم كانت إمارة على الكرد. ولا يبعد أن يكون معه ترك وهذا هو الذي أرجحه فلما ذهبت هذه الإمارة ظهرت إمارة حلت محلها على قبائل كلهر وآخر من وليهم منصوري وشهبازي. بل إننا لم نستطع أن نعين إمارتهم بعد سليمان شاه الإيواني.
ومن الضروري أن نتحرى النصوص الموضحة لما كان خلال المدة بين قتلة سليمان شاه وظهور إمارة منصور وحدوثهم في هذه الأنحاء وسكناهم هذه المقاطعات لم يكن كما بين صاحب سياحتنامهء حدود بل أقدم بكثير.
وكل ما نقول هنا إن المسعودي ، وابن الأثير ، والسمعاني والبدليسي
__________________
(1) الشرفنامة ص 413.
قد عرفونا ببعض القبائل القديمة ، ومن بينها (قبيلة كلهر) أو كلهور ، فهي قديمة إلا أن سكناها في هذه الأنحاء القريبة من مندلي تدعو للالتفات ، فهي محل نظر. ويفسر بأنهم مجاورون فتجاوزوا.
وكان صاحب نزهة الجليس قد مر بهم من العراق مجتازا الى تلك الأنحاء وصل الى بلاد الروز (بلد روز المعروفة قديما براز الروز) ، ثم رحل منها الى بندر علي وكل هذه كانت من أنحاء بغداد ، ثم جاء الى قرية سومار ، ويسكنها أكراد كلهور وهي أول حد العجم يسكنها الأكراد ثم رحل الى قرية جمنسورت ويسكنها كلهور أيضا وقال : «أقمنا بها باعزاز وإكرام ثلاثة أيام في بيت حاكم الأكراد الأمير محمد علي خان ، وفي كل يوم يخرج بنا بين تلك المياه والزهور والآكام والربا لصيد الأرانب والظبي ... وأسلوب هؤلاء الأكراد كالعرب البوادي ، تراهم في كل جبل وواد ، متفرقين كالجراد (الى أن قال) ثم رحلنا من جمنسورت فأتينا قرية كيلانك. ثم رحلنا فأتينا الى قرية تسمى جشمه قنبر. ورحلنا ، فأتينا (هارون آبا) ، وهي قرية لطيفة. ورجعنا فأتينا إلى ماهي دشت وكل هذه القرى عامرة. ورحلنا فأتينا مدينة كرمان شاه انتهى». (1)
وهذه القرى كلها ـ ما عدا كرمان شاه ـ من قرى كلهور ...
ومن أهم مواطنهم (الإيوان) ، وهذا يقع في شمال (ده بالا) وشمالها الغربي وإن مياهه تروي قضاء مندلي ، وتدخل حدود العراق. وتقرير الحدود لا يختلف في بيانه عن سياحتنامهء حدود. وهذه المياه أي مياه سومار وما يتصل بها وهو كنكر كانت تأتي من الأراضي بين الإيوان ، وده بالا من مانشت الجبل المعروف من أقصى نقطة منهم ، وهو من سلسة شيره زول ، فتسقي مندلي وما يتصل به كقرية (دوشيخ) ، و (قزانية) ... فإذا قطع حرمت مندلي وقراها من المياه ، وتهددت حياة بساتينهم الأمر الذي يؤدي الى توتر العلاقات دائما ، ولا سبب لذلك سوى هذه القبيلة ... مما أدى الى النزاع
__________________
(1) نزهة الجليس ج 1 ص 132.
على هذه الأراضي ، وتجديد فتنها في كل سنة.
هذا مع العلم بأن زراع هذه الأنحاء من كلهور أيضا ، ولكن هذا لا يمنع من إيجاد النزاع. وقد يضطر أحيانا أن يؤدي أرباب المزارع العقر لأمراء كلهور بلا وجه حق ... سواء كانوا منهم ، أو من قبيلة قره أولوس ممن يزرع تلك الأراضي. وأمراؤهم آنئذ شيرخان ، والفت خان ...
وقد وجد فرمان لدى متصرف زهاب مؤرخ في سنة 1120 ه يعين مقدار ما يؤديه أمراء قره أولوس ، واللك ، وكلهور ... مما يعين وجودهم في التاريخ المذكور في تلك المواطن (1) ... وكل ما علمناه أن الإيوان كان بيد أمراء التركمان أيام الخلافة العباسية وهم آل برجم وقد قضى هولاكو على أميرهم سليمان شاه بن برجم الايواني ، وقد أوضحنا ذلك في تاريخ العراق إلا أننا هنا نقطع في صحة النسبة الى هذا الإيوان ، وأن الموما إليه كان من التركمان الإيوانية أمراء تلك الأنحاء ، وقد اضطربت النصوص في تحقيقها ، فظهر الصواب بصورة لا تقبل الارتياب. (2)
وبعد كل ذلك خمل ذكر قبائل كلهر وإمارتهم ، ولم يتعين لنا أمراؤهم إلا في الشرفنامة وهم متأخرون. ولا يعرفون ما جرى خلال المدة بين سليمان شاه وبين الأمراء منصور وشهباز.
وهؤلاء كلهم شيعة في إيران ، وسنة في العراق.
__________________
(1) تقرير الحدود ص 37 وما قبلها.
(2) راجع تاريخ العراق وجهانكشاي جويني ، وملحق تاريخ العراق. وهناك اختلاف النسخ من أناس لم يعرفوا وجه الصواب فاضطربت آراؤهم. والآن زال كل لبس.
فليصحح اللفظ.
(2)
قبيلة اللك
من قبائل إيران التي توسعت وانتشرت في العراق شمالا وجنوبا. مالت الى العراق وتغلغلت بين قبائله. وهذه مما يجاور كلهور. وكانت تابعة قبيلة قره أولوس في أنحاء مندلي كما ذكر في تقرير الحدود (1) وفروعها :
1 ـ زركوش. في العراق ، وفي إيران بين خرم آباد ووركوه أو بيشكوه حتى صيمرة ، والأكثر منها اليوم في العراق ، ومع الفيلية في بشتكوه. ويعدون اليوم من قبائلهم ، وهم ليسوا منهم ، وإنما هم من اللك.
2 ـ سوره مري. مع الفيلية ، وفي أنحاء خانقين ، وبنكدره وشهربان (المقدادية) وأماكن أخرى متفرقون أفرادا وجماعات ...
3 ـ روزبهان.
4 ـ شيخ بزيني.
وقد أكد كثيرون أن شيخ بزيني منهم. (2)
وفرقهم الأخرى بين خرم آباد وشيراز في الممالك الإيرانية ، وفيما يجاور الفيلية. ويغلب عليهم الغلو ، وكثير منهم اليوم (عليّ اللهية). ومنهم الذين نزحوا الى أنحاء العراق في هذه الأيام. وأما الذين جاؤوا العراق من
__________________
(1) تقرير الحدود ص 35.
(2) مر سابقا في هذا الكتاب.
أمد بعيد فلا يعرفون هذه العقيدة ، فقد رأيت في أنحاء إربل جماعة باسم (لك) ، وهم منهم ، ولكنهم توطنوا في أنحاء إربل من أمد بعيد ... ومن غريب ما صادفته أنني سألت أحدهم هل أنتم علي اللهية فأجاب استغفر الله أنا مسلم ...!
ومن قراهم هناك :
1 ـ قاشقا.
2 ـ خرخر.
3 ـ درمان آوه العليا.
4 ـ درمان آوه السفلى.
5 ـ كاني سليمان كا (أي عين سليمان).
6 ـ برد سبي (الحجر الأبيض).
7 ـ بنكانه (ورق الشجر).
8 ـ منارا.
9 ـ جديده.
10 ـ بنجينه.
ولهم عدة قرى في قضاء كفري مسماة بأسماء بعض رؤسائهم ...
هذا. وفي نفس بغداد عدد كبير من اللك ، وهم لا يزالون على الغلو.
(3)
قبيلة زرزا
من عشائر الحدود في اشنة ، تساكن قبيلة بلباس في إيران ، وأصلها من عشائر (كيلي) من قبائل بهدينان ، انفصلت من هناك ومالت الى حكاري وفي اشنة منها ما يسمى ب (عمر شابي). وكانت رياسة هذه القبيلة موزعة بين أربعة أخوة في حكاري وكان أحدهم (دري اغا) ، أقام بفرعه في محل (كور) ولا يزال يعرف هذا الفرع ب (دري).
والأخ الثاني (زرين اغا) ، ذهب الى شمدينان ، وكان حاكمها شمس الدين. فسكن بفرعه في تلك الأنحاء ، ويقال لهم (زر زاد).
والثالث من الأخوة (شاب اغا) قد انحاز بقسمه الى (اشنة) (1). وكان مير سيد بك أمير قبيلة (مير باساك) هناك ، فنزل بجواره.
والرابع منهم سكن (التون كوبري) فاتخذها دار اقامته.
ولا تزال فروع هذه القبيلة في تلك المواطن ، وكانت العلاقات بينهم مشهودة إلا أن قبيلة (مير باساك) قد شوشت ما بينهم ، فتباعدوا وانقطعت الصلة ، فدخل بعضهم في إمارة مكري وآخرون تبعوا الأفشارية في أورمية. أما زرزا شاب اغا فقد اتفق رئيسهم شاب اغا مع حاكم حرير (حاكم سوران) ، فترك لهم (اشنة) ، وبعد وفاته تملكها ابنه (مير عمر). وهذا توفي
__________________
(1) جاء الكلام على اشنة في سياحتنامهء حدود ص 289.
فخلفه ابنه (مير حاجي شيخ بك) ، ثم صار ابنه (اغا بك) ، فولي بعده ابنه (ذو الفقار بك).
وفي أيام هذا الأخير خذلت عشائر الحدود بخذلان (أمراء سوران) من البلباس ، فتفرقوا وصارت لاهيجان في تسلطهم ، وإن أولاد شاب اغا قد بقوا في اشنة ، فانقادوا للدولة العثمانية ، فتوفي ذو الفقار بك فصار مكانه ابنه ابو القاسم بك. وكان هذا في أيام نادر شاه. وفي أيامه مال ابنه جعفر بك ابن ابي القاسم بك الى نادر شاه ولما قتل نادر شاه عاد جعفر خان الى اصل عشيرته.
ولما ولي الأفغان إيران لم يتعرضوا باشنة لانحرافها وبعدها ، فبقيت بنجوة حتى ملك كريم خان الزند فلم يتسلط على اشنة أيضا. وفي سنة 1195 ه أو سنة 1196 ه توفي جعفر خان فخلفه ابنه افراسياب ، وكانت له شوكة هناك ، فخلفه أخوه محمد سليم بك. وهذا مدة إمارته لم يتصل بإيران ، فآلت الإمارة الى افراسياب بن قاسم بك.
ثم إن جعفر بك ابن محمد سليم بك أحدث زعازع ، فانتصر على سابقه وصار يسمى جعفر سلطان ، وبعده ولي ابنه صمد خان فصار حاكما وكانوا يؤدون الخراج لإيران من أيام جعفر سلطان لمدة 50 سنة كما عرف من استشهاد قدم الى الفريق درويش باشا سنة 1268 ه.
هذا ما أمكن تلخيصه من تقرير الحدود عن (قبيلة زرزا) وطريق انتشارها ، وأوضاعها منذ مائة سنة وقد مر الكلام في بلباس وهناك علاقات بها ، كما أن سوران ذات علاقة بها (1) ... ولم يصرح في معاهدة السلطان مراد بشيء عن هذه القبيلة ولكننا عرفنا علاقتها بقبائل بلباس ومير باساك. وجاء ذكرها في الشرفنامة ولم يتعرض للتفصيل عنها بل أن الفصل الخاص بها مفقود (2) ولم يسبق للمؤرخين أن بحثوا فيها إلا أننا رأينا النقل من
__________________
(1) في تاريخ العراق ، وتاريخ اربل تفصيل.
(2) مقدمة الشرفنامة ص 16.
صبح الأعشى عنها في حين إني رأيت في كتاب المسالك الذي يعتمده صبح الأعشى قد ذكر أنها زراري ، وأن النسخة قديمة ، وأعتقد أنها نسخة المؤلف. ولعل النسخ الأخرى جاءت مغلوطة دخلها غلط النسخ ولا شك أن المسالك هو المرجع الوحيد ، فمن الضروري تحقيق نسخة ، ومراعاة الصواب فيها ، وهاتان القبيلتان متقاربتان في الاسم وفي السكنى ولا تزالان. والأمل أن يحقق هذا الأمر فيرفع اللبس عن طريق تحري النسخ ، ثم ما يدعمها من تحليل ألفاظ اللغة الكردية وما هو أصل اسم الذئب أو ابن الذئب عندهم؟
هذا. واعتقد أن نسخة أياصوفيا هي الأصلية. لأن المؤلف يذكر أن أحد الخطاطين هو الذي كتب له عناوين الكتاب ، والحق أن خط العنوان يشعر بأنه خط خطاط بارع ، ولعله الذي كتب لنفس المؤلف. ولا شك أن البحث يجلو العلماء ، ويعين الخطأ في أي النسخ ، ونشير هنا الى أن قبيلة زرزا قديمة أقدم مما ذكره صاحب تقرير الحدود وصاحب المسالك ، فقد جاء ذكر الزرزائية في المسعودي على ما نقل العلامة محمد أفندي الكردي ، قاله في تاج العروس. (1) والأمل أن تظهر الوثائق فتجلو المبهم عن المقصود من نص المسالك.
__________________
(1) ومن هنا علمنا أن محمد افندي المذكور في ص 12 غير محمد فيضي الزهاوي كما فهم من نقل تاج العروس منه ج 2 ص 414 والظاهر انه محمد بن سليمان الكردي المذكور في سلك الدرر ج 4 ص 111 المتوفى سنة 1194 في 14 ربيع الأول (1780 م).
كيله شين ـ أثر تاريخي
ومما يتصل بقبيلة زراري أو زرزا بالنظر لاختلاف النسخ وهما متقاربان في المكان الأثر المعروف اليوم ب (كيله شين) وهذا على جبل معروف بهذا الاسم ، أول من عرفه من الغربيين ، فكتب عنه (الميجر رولينسون) العالم الإنكليزي في رحلته. وهذا الجبل يفصل بين اوشنة والعراق ، وله فروع.
قال صاحب مسالك الأبصار :
«والزرارية مسكنهم من مرت الى جبل جنجرين (جبل كيله شين) المشرف على اشنة من ذات اليمين ، وهو جبل عال ، مشرف بمكانه على جميع الجبال ، كان بهواه الزمهرير ، وكأنه للسحب مغناطيس يجذبها لخاصه ، وقد نصب عليه للتحذير ثلاثة أحجار طول كل حجر عشرة أمتار ، وعرضه ربع هذا المقدار ، ثخانته نحو ثلثي ذراع ، منحوت من جميع الأضلاع ، مركب في حجر مربع ثخانته تزيد على ذراع في التقدير ، على كل من الثلاثة كتابة قديمة لم يبق منها سوى المعالم وهي من الحجر الانع الأخضر ، الذي لا يغيره البرد ولا الحر ، ولا تتأثر إلا بألوف السنين ، تأثيرا لا يكاد يبين ، فالوسط منها على بسطة رأس الجبل ، والآخران في ثلث عقبته لمن صعد أو نزل يقال انها نصبت لمعنى الانذار ، وإن المكتوب عليها أخبار من اهلكه البرد والثلج في الصيف ، وهم يأخذون الخفارة
تحته ، ويدركون أو يوارون من هلك ببرده.» اه.
وهذا الأثر التاريخي المعروف اليوم بكيله شين يعد حدا فاصلا بين إيران والعراق كما كان كذلك من أيام صاحب سياحتنامهء حدود.
(4)
قبيلة شقاقي
من قبائل الحدود في تركية ، وفي إيران. وهي كبيرة ، ومنتشرة في الأنحاء العراقية ، متفرقة أفرادا ، وجماعات صغيرة ، وتجاور القبائل العراقية ، واتصالها بقبيلة هركي. ورئيسها اسماعيل سيمكو. وفي
تركية في أنحاء حكاري على ما جاء في سياحتنامهء حدود.
وفروعها كثيرة :
1 ـ عودويي ، أو عبدويي. ورئيسهم في إيران عيسى خان.
2 ـ هناره يي. رئيسهم حسن اغا.
3 ـ كاردار. رئيسهم في إيران سرتيب خان.
4 ـ شرا ، أو شرراه. ومنهم في إيران.
5 ـ بوتا ، أو بوتي. مشتركة في إيران والجمهورية التركية.
6 ـ كركي.
7 ـ كاوانا.
8 ـ فنكا. رئيسهم عباس خان.
9 ـ دلان. رئيسهم عمر خان.
10 ـ عماني. رئيسهم في إيران محيي الدين خان.
11 ـ مامدي. منهم في إيران ورئيسهم قرطاس خان.
يسكنون القرى شتاء في صوما وبرادوست وجاري من إيران وصيفا زوزان من إيران. ولم يكن لهذه القبيلة موطن في العراق. ويعرفون من أمد بعيد عندنا ب (الشقاقية). هذا ما علمته من العارفين بهم (1). وذكر أوليا جلبي هذه القبيلة في مبحث اليزيدية.
__________________
(1) سياحتنامهء حدود ص 334 والتفصيل هناك ، وكذا في غيرها.
(5) قبائل أخرى
ومن القبائل الكردية في الحدود مريوان ، ومكري ، ومير باساك ، وحيدرانلو وسبيكي أو سبيكانلو ، وزبلانلو ، وجلالي ... ولكل من هذه فروع كثيرة ، وبين بعضها يزيدية. والمشترك بين العراق والأقطار المجاورة كثير. والتفصيل في (تاريخ العراق) ، وفي (تاريخ العلاقات بين العراق وإيران). فأكتفي بالاشارة.