الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» المحكم في أصول الفقه [ ج2
اية المباهله Emptyاليوم في 10:38 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في اصول الفقه ج3
اية المباهله Emptyاليوم في 8:41 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في أصول الفقه [ ج4
اية المباهله Emptyاليوم في 7:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» الصحيفه السجاديه كامله
اية المباهله Emptyأمس في 9:49 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]
اية المباهله Emptyأمس في 3:11 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مسائل من الاجتهاد والتقليد ومناصب الفقيه
اية المباهله Emptyأمس في 2:36 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» قاعدة لا ضرر ولا ضرار
اية المباهله Emptyأمس في 8:51 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول المبين
اية المباهله Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:46 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» ------التقيه
اية المباهله Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:37 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     اية المباهله

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3301
    نقاط : 4990
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اية المباهله Empty
    مُساهمةموضوع: اية المباهله   اية المباهله Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 8:43 am

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدّمة المركز
    لا يخفى أنّنا لا زلنا بحاجة إلى تكريس الجهود ومضاعفتها نحو الفهم الصحيح والإفهام المناسب لعقائدنا الحقّة ومفاهيمنا الرفيعة ، ممّا يستدعي الالتزام الجادّ بالبرامج والمناهج العلمية التي توجد حالة من المفاعلة الدائمة بين الاُمّة وقيمها الحقّة ، بشكل يتناسب مع لغة العصر والتطوّر التقني الحديث.
    وانطلاقاً من ذلك ، فقد بادر مركز الأبحاث العقائدية التابع لمكتب سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني ـ مدّ ظلّه ـ إلى اتّخاذ منهج ينتظم على عدّة محاور بهدف طرح الفكر الإسلامي الشيعي على أوسع نطاق ممكن.
    ومن هذه المحاور : عقد الندوات العقائديّة المختصّة ، باستضافة نخبة من أساتذة الحوزة العلمية ومفكّريها المرموقين ، التي تقوم نوعاً على الموضوعات الهامّة ، حيث يجري تناولها بالعرض والنقد

    والتحليل وطرح الرأي الشيعي المختار فيها ، ثم يخضع ذلك الموضوع ـ بطبيعة الحال ـ للحوار المفتوح والمناقشات الحرّة لغرض الحصول على أفضل النتائج.
    ولأجل تعميم الفائدة فقد أخذت هذه الندوات طريقها إلى شبكة الإنترنت العالمية صوتاً وكتابةً.
    كما يجري تكثيرها عبر التسجيل الصوتي والمرئي وتوزيعها على المراكز والمؤسسات العلمية والشخصيات الثقافية في شتى أرجاء العالم.
    وأخيراً ، فإنّ الخطوة الثالثة تكمن في طبعها ونشرها على شكل كراريس تحت عنوان « سلسلة الندوات العقائدية » بعد إجراء مجموعة من الخطوات التحقيقية والفنيّة اللازمة عليها.
    وهذا الكرّاس الماثل بين يدي القارئ الكريم واحدٌ من السلسلة المشار إليها.
    سائلينه سبحانه وتعالى أن يناله بأحسن قبوله.
    مركز الأبحاث العقائدية
    فارس الحسّون

    بسم الله الرحمن الرحيم
    تمهيد :
    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، من الأولين والآخرين.
    كما تعلمون ، لعلّ من خير الاعمال في ليالي شهر رمضان هو مذاكرة العلم ، والأمور الاعتقادية والمسائل التي تتعلق بأصول الدين من أشرف المسائل العلميّة ، ومسألة الإمامة من بين المسائل الإعتقاديّة من أشرفها.
    ونسأل الله التوفيق لأن نتمكّن من إلقاء بعض الأضواء على بعض القضايا المتعلّقة بمسألة الإمامة ، لنرى ما يدلّ عليه الكتاب والسنّة في هذه المسألة المهمّة العقائديّة الحسّاسة.
    ولست أدّعي أنّي مستوعب لجميع ما يتعلّق بهذه المسألة ،

    ولست أدّعي أنّي على استعداد للإجابة على كلّ سؤال يطرح حول هذه المسألة.
    ولست من أهل الخطابة والبيان والقدرة على تنضيد الكلمات والتلاعب بالألفاظ كما يقال في هذه الأيّام.
    وسأحاول أنْ أبحث في هذه الليالي عن الإمامة بذكر عدّة من أدلّة الإمامية ، وعمدة أدلّة غيرهم ، ثم تحقيق الحال في جملة من المباحث المتعلّقة بالإمامة ، وسأحاول أنْ أبسّط الالفاظ والمطالب بقدر الإمكان ، حتّى لا يكون هناك تعقيد في البيان وصعوبة في استيعاب البحوث.
    قد يحمل هذا الكلام منّي على التواضع ، ولكن هذا من باب حسن الظن.

    مقدّمات البحث
    قبل الشروع في البحوث ، وقبل الدخول في المسائل الأساسيّة التي تقرّر أن نبحث عنها طبق المنهج المعلن عنه ، لابدّ من تقديم مقدمات ، فنقول :
    المقدّمة الأولى : بحث المسائل على أُسس متقنة
    في كلّ مسألة لابدّ وأنْ يكون البحث في تلك المسألة على أُسس متقنة مدروسة ، فتارةً يكون طرف البحث والخطاب شيعيّاً إماميّاً مثلك ، فأنت تباحثه وتحتج عليه بما هو حجة في داخل المذهب ، فلك حينئذ أنْ تستدلّ على رأيك برواية في كتاب الكافي مثلاً.
    وأمّا إذا لم يكن شيعيّاً اثني عشريّاً مثلك ، فالأمر يختلف ... لابدّ وأنْ يكون البحث بينكما ابتناءً على قضايا مشتركة ، وعلى

    أدلّة مشتركة.
    الأدلّة المشتركة :
    أوّلاً : القرآن الكريم.
    ثانياً : العقل السليم.
    ثالثاً : الروايات الواردة في السنّة المتفق عليها بين الطرفين ، أو تحتجّ عليه من السنّة بما هو حجّة عنده وإنْ لم يكن حجةً عندك ، وليس لك أنْ تحتج عليه بكتاب الكافي ، كما ليس له أنْ يحتج عليك بكتاب البخاري.
    إذن ، لابدّ وأن تكون هناك نقطة وفاق واشتراك حتّى يتحاكم الطرفان إلى تلك النقطة ، من كتاب ، أو سنّة مسلّمة بين الطرفين ، أو قاعدة عقليّة قرّرها جميع العقلاء في بحوثهم.
    أمّا إذا كان طرف الخطاب سنّيّاً ، ولا يوافق على كتاب البخاري ، بل لا يرى صحّة شيء من الصحاح الستّة ، فلابدّ حينئذ من إقامة الدليل له ممّا يراه حجّة ، من الكتاب أو العقل ، فإن أردنا أن نقيم الدليل عليه من السنّة ، فلابدّ وأن نصحّح الرواية التي نحتجّ بها ، لكي يلتزم بتلك الرواية ، لأنّها إذا صحّت على ضوء كلمات علماء الجرح والتعديل عندهم ، فلابدّ وأن يلتزم بتلك الرواية.
    قد يكون في هذا الزمان بعض الباحثين من لا يقول بصحّة

    روايات الصحيحين فضلاً عن الصحاح كلّها ، وإنّما يطالب برواية صحيحة سنداً ، سواء كانت في الصحيحين أو في غير الصحيحين ، فإثبات صحّة تلك الرواية لابدّ وأنْ يكون على ضوء كلمات علماء الجرح والتعديل من أهل السنّة بالنسبة لرواة تلك الرواية ، حتّى تتمّ صحّة الرواية ، ويمكنك الإستدلال بتلك الرواية ، فإنْ عاد وقال : ليست كلمات علماء الجرح والتعديل عندي بحجّة ، هذا الشخص حينئذ لا يتكلّم معه ويترك ، لأن المفروض أنّه لا يقبل بالصحيحين ، ولا يقبل بالصحاح ، ولا يقبل برواية فرض صحّتها على ضوء كلمات علماء الجرح والتعديل من أئمّتهم ، حينئذ لا مجال للتكلّم مع هكذا شخص أبداً.
    لكن المشهور بين السنّة أنّهم يرون صحّة أخبار الصحيحين ، وإن كنّا أثبتنا في بعض بحوثنا أنّ هذا المشهور لا أصل له ، لكن المشهور بينهم هذا.
    وأيضاً المشهور بينهم صحّة روايات الصحاح الستّة ، وإنْ اختلفوا في تعيين تلك الصحاح بعض الإختلاف.
    وإنّ المسانيد أيضاً كثير منها معتبر ، كمسند أحمد مثلاً ، وإنْ كان بعض كبارهم لا يرون التزام أحمد في مسنده بالصحة ، لكنْ عندنا شواهد وأدلّة تنقل بالأسانيد عن أحمد بن حنبل نفسه أنّه

    ملتزم في مسنده بالصحّة.
    وهناك كتب أُخرى أيضاً مشهورة.
    ونحن في بحوثنا هذه لا نعتمد إلاّ على الصحاح ، والمسانيد ، والكتب المشهورة ، بعد الإستدلال بالكتاب ، وبالعقل ، فإذا وصلت النوبة إلى السنّة نستدلّ بالأحاديث المعروفة المشهورة الموجودة في الكتب المعتبرة المعتمدة ، الروايات المتفق عليها بين الطائفتين.
    فكما أشرنا من قبل ، لابدّ وأن تكون الرواية متّفقاً عليها بين الطائفتين ، بين الطرفين. هذا الإتفاق على الرواية من نقاط الإشتراك ، كالقرآن الكريم وكالعقل السليم.
    المقدمة الثانية : الإستدلال بالكتاب والعقل والسنة
    ثمّ الإستدلال كما أشرنا في خلال كلماتنا هذه ، تارةً يكون بالكتاب ، وتارةً يكون بالعقل ، وتارةً يكون بالسنّة.
    أمّا الكتاب ، فآياته المتعلّقة بمباحث الإمامة كثيرة ، لكنّ المهمّ هو تعيين شأن نزول هذه الآيات ، وتعيين شأن نزول هذه الآيات إنّما يكون عن طريق السنّة ، إذن ، يعود الأمر إلى السنّة.
    وفي الإستدلال بالعقل أيضاً ، هناك أحكام عقلية هي كبريات عقليّة ، وتطبيق تلك الكبريات على الموارد لا يكون إلاّ بأدلّة من

    خارج العقل ، مثلاً يقول العقل بقبح تقدّم المفضول على الفاضل ، أمّا من هو المفضول ؟ ومن هو الفاضل ليقبح تقدّم المفضول على الفاضل بحكم العقل ؟ هذا يرجع إلى السنّة ، إذنْ رجعنا إلى السنّة.
    والسنّة أيضاً قد أشرنا إلى قواعدنا في إمكان التمسّك بها ، وإثبات مدّعانا واحتجاجنا على ضوئها ، فنحن لا نستدل على أهل السنّة بكتبنا ، كما لا يجوز لهم أن يستدلّوا بكتبهم علينا.
    نصّ على ذلك عدّة من أكابر علمائهم ، كابن حزم الأندلسي في كتابه الفصل ، فإنّه ينصّ على هذا المعنى ويصرّح بأنّه لا يجوز الاحتجاج للعامّة على الإمامية بروايات العامّة ، يقول :
    لا معنى لاحتجاجنا عليهم برواياتنا ، فهم لا يصدّقونها ، ولا معنى لاحتجاجهم علينا برواياتهم فنحن لا نصدّقها ، وإنّما يجب أن يحتجّ الخصوم بعضهم على بعض بما يصدّقه الذي تقام عليه الحجة به ، سواء صدّقه المحتج أو لم يصدّقه ، لأن مَن صدّق بشيء لزمه القول به أو بما يوجبه العلم الضروري ، فيصير حينئذ مكابراً منقطعاً إن ثبت على ما كان عليه (1).
    إنّ من الواضح أنّ الشيعي لا يرى حجّية الصحيحين فضلاً عن
    __________________
    (1) الفصل في الأهواء والملل والنحل 4 / 159.

    غيرهما ، فلا يجوز للسنّي أنْ يحتجّ بهما عليه ، كما لا يجوز للشيعي أن يستدلّ على السنّي بكتاب شيعي ، لأن السنّي لا يرى اعتبار كتاب الكافي مثلاً.
    فنحن إذن نستدلّ بروايات الصحاح ، وبروايات المسانيد ، وبالروايات المتفق عليها بين الطرفين ، ولربّما نحتاج إلى تصحيح سند بخصوصه على ضوء كتب علمائهم وأقوال كبارهم في الجرح والتعديل ليتمّ الاحتجاج ، ولا يكون حينئذ مناص من التسليم ، أو يكون هناك تعصّب وعناد ، ولا بحث لنا مع المعاند والمتعصّب.
    بعض التقسيمات في الإستدلال بالسنّة :
    وعندما يعود الأمر إلى الإستدلال بالسنّة ، فالروايات المتعلّقة ببحث الإمامة تنقسم إلى أقسام ، نذكر أوّلاً انقسامها إلى قسمين أساسيّين رئيسيّين :
    القسم الاوّل : الروايات الشارحة للايات ، والمبيّنة لشأن نزول الآيات ، فكما قلنا من قبل ، فإنّ الإستدلال بالقرآن لا يتمّ إلاّ بالسنّة ، إذ ليس في القرآن اسم لأحدٍ ، فهناك آيات يستدلّ بها في مباحث الإمامة ، لكن ما ورد معتبراً في السنّة في تفسير تلك الآيات وشأن نزول تلك الآيات ، هو المتمّم للإستدلال بالقرآن

    الكريم.
    القسم الثاني : الروايات المستدلّ بها على الإمامة والولاية والخلافة بعد رسول الله ، وليس بها أيّة علاقة بالآيات.
    ثمّ الروايات تنقسم إلى أقسام ، فهذه الروايات من القسم الثاني تنقسم إلى ثلاثة أقسام.
    القسم الاوّل : ما يدلّ على الإمامة بالنص.
    القسم الثاني : ما يدلّ على الإمامة عن طريق إثبات الأفضليّة ، هذه الأفضليّة التي هي الصغرى بإصطلاحنا لكبرى قاعدة قبح تقدّم المفضول على الفاضل.
    القسم الثالث : الروايات الدالّة على العصمة ، واشتراط العصمة واعتبارها في الإمام أيضاً حكم عقلي ، وفي مورده أيضاً أدلّة من الكتاب والسنّة.
    المقدمة الثالثة : أهمية البحث عن الإمامة
    والبحث عن الإمامة بحث في غاية الحساسيّة والأهميّة ، لأنّنا نرى وجوب معرفة الإمام ، وعندما نبحث عن الإمام وتعيين الإمام بعد رسول الله 6 ، نريد أن نعرف الحقّ في هذه المسألة الخلافية ، ثمّ لنتّخذه قدوةً واُسوة ، لنقتدي به في جميع شؤوننا ،

    وفي جميع أدوار حياتنا.
    إنّما نريد أن نعرفه ولنجعله واسطة بيننا وبين ربّنا ، بحيث لو سئلنا في يوم القيامة عن الإمام ، بحيث لو سئلنا يوم القيامة لماذا فعلت كذا ؟ لماذا تركت كذا ؟ أقول : قال إمامي إفعل كذا ، قال إمامي لا تفعل كذا ، فحينئذ ينقطع السؤال.
    عندما نريد البحث عن الإمام لهذه الغاية ، فبالحقيقة يكون البحث عن الإمام والإمامة بحثاً عن الواسطة والوساطة بين الخالق والمخلوق ، نريد أنْ نجعله واسطة بيننا وبين ربّنا ، نريد أن نحتجّ بما وصلنا وبلغنا من أقواله وأفعاله في يوم القيامة على الله سبحانه وتعالى ، أو نعتذر أمامه في كلّ فعل أو ترك صدر منّا وسألنا عنه ، فنعتذر بأنّه قول إمامنا أو فعل إمامنا ، وهكذا بلغنا ووصلنا عنه ، هذا هو ـ في الحقيقة ـ لبّ البحث عن الإمامة.
    إذن ، يظهر أنّ البحث عن الإمامة بحث مهمّ جدّاً ، لأنّ الإمام حينئذ يكون كالنبي 6 واسطةً بيننا وبين ربّنا عند فقد النبي.
    أمّا أنْ يكون الإمام حاكماً بالفعل أو لا يكون حاكماً ، أنْ يكون مبسوط اليد أو لا يكون مبسوط اليد ، أن يكون مسموع الكلمة أو لا يكون مسموع الكلمة ، أن يكون في السجن أو يكون غائباً عن الأنظار ، أو أن يقتل ، وإلى غير ذلك ، هذه الاُمور كلّها أُمور أُخرى

    تتفرّع على بحث الإمامة ، ليس البحث عن الإمامة بحثاً عن الحكومة ، وإنّما الحكومة من شؤون الإمام.
    وكثيراً ما يختلط الأمر على الباحثين ، وكثيراً ما نراهم يعترضون على مذهبنا بعدم التمكّن من الحكومة والسيطرة والسلطنة على الناس ، وإلى غير ذلك ، وهذه الاُمور خارجة الآن عمّا نحن بصدده.
    إذن ، لابدّ من البحث عن الإمام بعد النبي ، لأنّا نريد أن نعرف الحق ونعرف الواسطة بيننا وبين ربّنا.
    أمّا طريق معرفته ، فهذا الطريق أيضاً يجب أنْ يكون تعيّنه من قبل الله سبحانه وتعالى ، لانّه لو رجع وطالبنا في يوم القيامة وقال : من أيّ طريق عرفت هذا الإمام ؟ فلو ذكرت له طريقاً لا يرتضيه ، لقال هذا الإمام ليس بحق ، ومن قال لك هذا الطريق موصل إلى معرفة الإمام الواسطة بينك وبيني ليكون عمله وقوله حجة لك في يوم القيامة ؟
    إذن ، نفس الطريق أيضاً لابدّ وأن ينتهي إلى الله سبحانه وتعالى ، إنتهاؤه إلى الله أي انتهاؤه إلى الكتاب والسنّة والعقل السليم كما أشرنا من قبل.
    ومن هنا ، فقد اخترنا آيات من القرآن الكريم ، وأحاديث من

    السنّة النبويّة ، لكي نستدلّ بها على إمامة علي ، ورجعنا إلى العقل في المسألة لنعرف حكمه فيها.
    دوران البحث بين علي وأبي بكر :
    البحث يدور بين علي وأبي بكر ، أمّا خلافة عمر وعثمان فيتفرّعان على خلافة أبي بكر.
    إذن ، يدور الأمر بين علي وأبي بكر.
    قالت الإمامية : بأنّ عليّاً هو الخليفة ، هو الإمام ، بعد رسول الله بلا فصل.
    وقال أهل السنّة : الخليفة بعد رسول الله هو أبو بكر بن أبي قحافة.
    استدلّت الإمامية بآيات من القرآن الكريم ، وبأحاديث ، على ضوء النقاط التمهيدية التي ذكرتها ، وسترون أنّا لا نخرج عن الإطار الذي ذكرناه قيد شعرة.

    آية المباهلة
    قوله تعالى : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (1).
    هذه الآية تسمّى ب‍ « آية المباهلة ».
    المباهلة في اللغة :
    المباهلة : من البهل ، والبهل في اللغة بمعنى تخلية الشيء وتركه غير مراعى ، هذه عبارة الراغب في كتاب المفردات (2).
    وعندما تراجعون القاموس وتاج العروس وغيرهما من الكتب
    __________________
    (1) سورة آل عمران : 61.
    (2) المفردات في غريب القرآن : « بهل ».

    اللغوية ترونهم يقولون في معنى البهل أنّه اللعن (1).
    لكنّي رأيت عبارة الراغب أدق ، فالبهل هو ترك الشيء غير مراعى ، كأنْ تترك الحيوان مثلاً من غير أن تشدّه ، من غير أن تربطه بمكان ، تتركه غير مراعى ، تخلّيه وحاله وطبعه.
    وهذا المعنى موجود في رواياتنا بعبارة : « أوكله الله إلى نفسه » ، فمن فعل كذا أوكله الله إلى نفسه.
    وهذا المعنى دقيق جدّاً.
    تتذكّرون في أدعيتكم تقولون : « ربّنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبداً » ، وإنّه لمعنى جليل وعميق جدّاً ، لو أنّ الإنسان ترك من قبل الله سبحانه وتعالى لحظة ، وانقطع ارتباطه بالله سبحانه وتعالى ، وانقطع فيض الباري بالنسبة إليه آناً من الانات ، لانعدم هذا الانسان. لهلك هذا الإنسان.
    ولو أردنا تشبيه هذا المعنى بأمر مادّي خارجي ، فانظروا إلى هذا الضياء ، هذا المصباح ، إنّه متّصل بالمركز المولّد ، فلو انقطع الاتصال آناً ما لم تجد هناك ضياءً ولا نوراً من هذا المصباح.
    هذا معنى إيكال الإنسان إلى نفسه ، تقول « ربّنا لا تكلنا إلى
    __________________
    (1) تاج العروس : « بهل ».

    أنفسنا طرفة عين أبداً ».
    هناك كلمة لأمير المؤمنين 7 في نهج البلاغة ، أُحبُّ أن أقرأ عليكم هذه الكلمة ، لاحظوا ، أمير المؤمنين 7 يقول :
    « إنّ أبغض الخلائق إلى الله رجلان ، رجل وكله الله إلى نفسه فهو جائر عن قصد السبيل ، مشغوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة ، فهو فتنة لمن افتتن به ، ضالٌّ عن هدي من كان قبله ، مضلٌّ لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته ، حمّالٌ لخطايا غيره ، رهنٌ بخطيئته » (1).
    وجدت عبارة الراغب أدق ، معنى البهل ، معنى المباهلة : أن يدعو الإنسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى أن يترك شخصاً بحاله ، وأنْ يوكله إلى نفسه ، وعلى ضوء كلام أمير المؤمنين أن يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يكون هذا الشخص أبغض الخلائق إليه ، وأيّ لعن فوق هذا ، وأيّ دعاء على أحد أكثر من هذا ؟
    لذا عندما نرجع إلى معنى كلمة اللعن في اللغة نراها بمعنى الطرد ، الطرد بسخط ، والحرمان من الرحمة ، فعندما تلعن شخصاً ـ أي تطلب من الله سبحانه وتعالى أن لا يرحمه ـ تطلب من الله أن
    __________________
    (1) نهج البلاغة : 51 ، الخطبة رقم 17.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3301
    نقاط : 4990
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    اية المباهله Empty
    مُساهمةموضوع: رد: اية المباهله   اية المباهله Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 8:45 am

    يكون أبغض الخلائق إليه ، فالمعنى في القاموس وشرحه أيضاً صحيح ، إلاّ أنّ المعنى في مفردات الراغب أدق ، فهذا معنى المباهلة.
    إذن ، عرفنا لماذا أُمر رسول الله 6 بالمباهلة ، ثمّ عرفنا في هذا المقدار من الكلام أنّه لماذا عدل القوم عن المباهلة ، لماذا تراجعوا ، مع أنّهم قرّروا ووافقوا على المباهلة ، وحضروا من أجلها ، إلاّ أنّهم لمّا رأوا رسول الله ووجوه أبنائه وأهله معه قال أُسقفهم : « إنّي لأرى وجوهاً لو طلبوا من الله سبحانه وتعالى أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله » (1).
    فلماذا جاء رسول الله بمن جاء ؟ لا نريد الآن أن نعيّن من جاء مع رسول الله ، لكن يبقى هذا السؤال : لماذا جاء رسول الله بمن جاء دون غيرهم ؟ فهذا معنى المباهلة إلى هنا.
    __________________
    (1) راجع : الكشاف 1 / 369 ، تفسير الخازن 1 / 242 ، السراج المنير في تفسير القرآن 1 / 222 ، تفسير المراغي 13 / 175 ، وغيرها.

    تعيين من خرج مع الرسول 6 في المباهلة
    إنّه ـ كما أشرنا من قبل ـ ليس في الآية المباركة اسم لأحد ، لا نجد اسم علي ولا نجد اسم غير علي في هذه الآية المباركة.
    إذن ، لابدّ أن نرجع إلى السنّة كما ذكرنا ، وإلى أيّ سنّة نرجع ؟ نرجع إلى السنّة المقبولة عند الطرفين ، نرجع إلى السنّة المتّفق عليها عند الفريقين.
    ومن حسن الحظ ، قضيّة المباهلة موجودة في الصحاح ، قضيّة المباهلة موجودة في المسانيد ، قضيّة المباهلة موجودة في التفاسير المعتبرة.
    إذن ، أيّ مخاصم ومناظر وباحث يمكنه التخلّي عن هذا المطلب وإنكار الحقيقة ؟
    وتوضيح ذلك : إنّا إذا رجعنا إلى السنّة فلابدّ وأن نتمّ البحث دائماً بالبحث عن جهتين ، وإلاّ لا يتمّ الإستدلال بأيّ رواية من

    الروايات :
    الجهة الأولى : جهة السند ، لابدّ وأن تكون الرواية معتبرة ، لابدّ وأن تكون مقبولة عند الطرفين ، لابدّ وأن يكون الطرفان ملزمين بقبول تلك الرواية. هذا ما يتعلّق بالسند.
    الجهة الثانية : جهة الدلالة ، فلابدّ وأن تكون الرواية واضحة الدلالة على المدعى.
    وإلى الآن فهمنا أنّ الآية المباركة وردت في المباهلة مع النصارى ، نصارى نجران ، ونجران منطقة بين مكّة واليمن على ما في بالي في بعض الكتب اللغوية ، أو بعض المعاجم المختصة بالبلدان.
    وإذا رجعنا إلى السنّة في تفسير هذه الآية المباركة ، وفي شأن من نزلت ومن خرج مع رسول الله ، نرى مسلماً والترمذي والنسائي وغيرهم من أرباب الصحاح (1) يروون الخبر بأسانيد معتبرة ،
    __________________
    (1) راجع : صحيح مسلم 7 / 120 ، مسند أحمد 1 / 185 ، صحيح الترمذي 5 / 596 ، خصائص أمير المؤمنين : 48 ـ 49 ، المستدرك على الصحيحين 3 / 150 ، فتح الباري في شرح صحيح البخاري 7 / 60 ، المرقاة في شرح المشكاة 5 / 589 ، أحكام القرآن للجصاص 2 / 16 ، تفسير الطبري 3 / 212 ، تفسير ابن كثير 1 / 319 ، الدرّ المنثور في التفسير بالمأثور 2 / 38 ، الكامل في التاريخ 2 / 293 ، أسد الغابة في معرفة الصحابة 4 / 26 ، وغيرها من كتب التفسير والحديث والتاريخ.

    فمضافاً إلى كونها في الصحاح ، هي أسانيد معتبرة أيضاً ، يعني حتّى لو لم تكن في الصحاح بهذه الأسانيد ، هي معتبرة قطعاً :
    خرج رسول الله ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين ، وليس معه أحد غير هؤلاء.
    فالسند معتبر ، والخبر موجود في الصحاح ، وفي مسند أحمد ، وفي التفاسير إلى ما شاء الله ، من الطبري وغير الطبري ، ولا أعتقد أنّ أحداً يناقش في سند هذا الحديث بعد وجوده في مثل هذه الكتب.
    نعم ، وجدت حديثاً في السيرة الحلبيّة بلا سند ، يضيف عمر بن الخطّاب وعائشة وحفصة ، وأنّهما خرجتا مع رسول الله للمباهلة (1).
    ووجدت في كتاب تاريخ المدينة المنوّرة لابن شبّة (2) أنّه كان مع هؤلاء ناس من الصحابة ، ولا يقول أكثر من هذا.
    ووجدت رواية في ترجمة عثمان بن عفّان من تاريخ ابن عساكر (3) أنّ رسول الله خرج ومعه علي وفاطمة والحسنان وأبو
    __________________
    (1) إنسان العيون 3 / 236.
    (2) تاريخ المدينة المنورة 1 / 581.
    (3) ترجمة عثمان من تاريخ دمشق : 168.

    بكر وولده وعمر وولده وعثمان وولده.
    فهذه روايات في مقابل ما ورد في الصحاح ومسند أحمد وغيرها من الكتب المشهورة المعتبرة.
    لكن هذه الروايات في الحقيقة :
    أوّلاً : روايات آحاد.
    ثانياً : روايات متضاربة فيما بينها.
    ثالثاً : روايات انفرد رواتها بها ، وليست من الروايات المتفق عليها.
    رابعاً : روايات تعارضها روايات الصحاح.
    خامساً : روايات ليس لها أسانيد ، أو أنّ أسانيدها ضعيفة ، على ما حقّقت في بحثي عن هذا الموضوع.
    إذن ، تبقى القضيّة على ما في صحيح مسلم ، وفي غيره من الصحاح ، وفي مسند أحمد ، وغير مسند أحمد من المسانيد ، وفي تفسير الطبري والزمخشري والرازي ، وفي تفسير ابن كثير ، وغيرها من التفاسير إلى ما شاء الله ، وليس مع رسول الله إلاّ علي وفاطمة والحسنان.

    دلالة آية المباهلة على إمامة عليّ 7
    أمّا وجه الدلالة في هذه الآية المباركة ، بعد بيان شأن نزولها وتعيين من كان مع النبي في تلك الواقعة ، دلالة هذه الآية على إمامة علي من أين ؟ وكيف تستدلّون أيّها الإمامية بهذه الآية المباركة على إمامة علي ؟
    فيما يتعلّق بإمامة أمير المؤمنين في هذه الآية ، وفي الروايات الواردة في تفسيرها ، يستدلّ علماؤنا بكلمة : ( وَأَنفُسَنَا ) ، تبعاً لأئمّتنا :.
    ولعلّ أوّل من استدلّ بهذه الآية المباركة هو أمير المؤمنين 7 نفسه ، عندما احتجّ في الشورى على الحاضرين بجملة من فضائله ومناقبه ، فكان من ذلك احتجاجه بآية المباهلة ، وهذه القصّة ، وكلّهم أقرّوا بما قال أمير المؤمنين ، وصدّقوه في ما قال ، وهذا

    الإحتجاج في الشورى مروي أيضاً من طرق السنّة أنفسهم (1).
    وأيضاً هناك في رواياتنا (2) أنّ المأمون العباسي سأل الإمام الرضا 7 قال : هل لك من دليل من القرآن الكريم على إمامة علي ، أو أفضليّة علي ؟ السائل هو المأمون والمجيب هو الإمام الرضا 7.
    المأمون كما يذكرون في ترجمته كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي وغيره (3) أنّه كان من فضلاء الخلفاء ، أو من علماء بني العباس من الخلفاء ، طلب المأمون من الإمام أن يقيم له دليلاً من القرآن ، كأنّ السنّة قد يكون فيها بحث ، بحث في السند أو غير ذلك ، لكن لا بحث سندي فيما يتعلّق بالقرآن الكريم ، وبآيات القرآن المجيد.
    فذكر له الإمام 7 آية المباهلة ، واستدلّ بكلمة : ( وَأَنفُسَنَا ).
    لأنّ النبي 6 عندما أُمر أنْ يخرج معه نساءه ، فأخرج فاطمة فقط ، وأبناءه فأخرج الحسن والحسين فقط ، وأُمر بأن يخرج معه نفسه ، ولم يخرج إلاّ علي ، وعلي نفس رسول الله بحسب الروايات الواردة بتفسير الآية ، كما أشرنا إلى مصادر تلك
    __________________
    (1) ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق 3 / 90 الحديث 1131.
    (2) الفصول المختارة من العيون والمحاسن : 38.
    (3) تاريخ الخلفاء : 306.

    الروايات ، ولم يخرج رسول الله إلاّ عليّاً ، فكان علي نفس رسول الله ، إلاّ أن كون علي نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي غير ممكن ، فيكون المعنى المجازي هو المراد ، وأقرب المجازات إلى الحقيقة يؤخذ في مثل هذه الموارد كما تقرّر في كتبنا العلمية ، فأقرب المجازات إلى المعنى الحقيقي في مثل هذا المورد هو أن يكون علي مساوياً لرسول الله 6 ، إلاّ أنّ المساواة مع رسول الله في جميع الجهات وفي جميع النواحي حتّى النبوّة ؟ لا.
    فتخرج النبوّة بالاجماع على أنّه لا نبي بعد رسول الله ، وتبقى بقيّة مزايا رسول الله ، وخصوصيات رسول الله ، وكمالات رسول الله ، موجودةً في علي بمقتضى هذه الآية المباركة.
    من خصوصيّات رسول الله : العصمة ، فآية المباهلة تدلّ على عصمة علي بن أبي طالب قطعاً.
    من خصوصيّات رسول الله : أنّه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم كرسول الله قطعاً.
    من خصوصيّات رسول الله : أنّه أفضل جميع الخلائق ، أفضل البشر والبشريّة ، منذ أن خلق الله سبحانه وتعالى العالم وخلق الخلائق كلّها ، فكان أشرفهم رسول الله محمّد بن عبد الله ، وعلي كذلك.
    وسنبحث إن شاء الله في ليلة من الليالي عن مسألة تفضيل

    الأئمّة على الأنبياء ، وسترون أنّ هذه الآية المباركة ـ وهناك أدلّة أُخرى أيضاً ـ تدلُّ على أنّ عليّاً أفضل من جميع الأنبياء سوى نبيّنا 6.
    فحينئذ حصل عندنا تفسير الآية المباركة على ضوء الأحاديث المعتبرة ، حصل عندنا صغرى الحكم العقلي بقبح تقدّم المفضول على الفاضل ، بحكم هذه الأحاديث المعتبرة.
    وناهيك بقضيّة الاولويّة ، رسول الله أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وعلي أولى بالمؤمنين من أنفسهم.
    وفي جميع بحوثنا هذه ، وإلى آخر ليلة ، سترون أنّ الأحاديث كلّها وإنْ اختلفت ألفاظها ، اختلفت أسانيدها ، اختلفت مداليلها ، لكنّ كلّها تصبّ في مصب واحد ، وهو أولويّة علي ، وهو إمامة علي ، وهو خلافة علي بعد رسول الله بلا فصل.
    لابدّ وأنّكم تتذكّرون حديث الغدير : « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا بلى ، قال : فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ».
    نفس المعنى الذي قاله في حديث الغدير ، هو نفس المفهوم الذي تجدونه في آية المباهلة ، وبالنظر إلى ما ذكرنا من المقدّمات والممهّدات ، التي كلّ واحد منها أمر قطعي أساسي ، لا يمكن الخدشة في شيء ممّا ذكرت.

    مع ابن تيمية في آية المباهلة
    ولو أنّ مدّعياً يدّعي أو متعصّباً أو جاهلاً يقول كما قال ابن تيميّة في منهاج السنّة (1) بأنّ رسول الله إنّما أخرج هؤلاء معه ، ولم يخرج غيرهم ، يعترف بعدم خروج أحد مع رسول الله غير هؤلاء ، يعترف ابن تيميّة ، واعتراف ابن تيميّة في هذه الأيام وفي أوساطنا العلميّة وفي مباحثنا العلميّة له أثر كبير ، لأن كثيراً من الخصوم يرون ابن تيميّة « شيخ الإسلام » ، إلاّ أنّ بعض كبارهم قال : من قال بأنّ ابن تيميّة شيخ الإسلام فهو كافر !!
    المهم ، فابن تيميّة أيضاً يعترف بعدم خروج أحد مع رسول الله في قضية المباهلة غير هؤلاء الاربعة ، يعترف بهذا ، وراجعوا كتابه منهاج السنّة ، موجود ، إلاّ أنّه يقول بأنّ عادة العرب في المباهلة
    __________________
    (1) منهاج السنة 7 / 122 ـ 130.

    أنّهم كانوا يخرجون أقرب الناس إليهم ، كانوا يخرجون معهم إلى المباهلة من يكون أقرب الناس إليهم ، كانت عادتهم أن يخرجوا الأقرب نسباً وإنْ لم يكن ذا فضيلة ، وإن لم يكن ذا تقوى ، وإنْ لم يكن ذا منزلة خاصة أو مرتبة عند الله سبحانه وتعالى ، يقول هكذا.
    لكنّه يعترض على نفسه ويقول : إنْ كان كذلك ، فلم لم يخرج العباس عمّه معه ؟ والعباس في كلمات بعضهم ـ ولربّما نتعرّض إلى بعض تلك الكلمات في حديث الغدير ـ أقرب إلى رسول الله من علي ، فحينئذ لِمَ لمْ يخرج معه ؟
    يقول في الجواب : صحيحٌ ، لكنْ لم يكن للعباس تلك الصلاحية والقابليّة واللياقة لأن يحضر مثل هذه القضية ، هذا بتعبيري أنا ، لكن راجعوا نصّ عبارته هذا النقل كان بالمعنى ، يقول بأنّ العباس لم يكن في تلك المرتبة لأن يحضر مثل هذه القضيّة ، يقول ابن تيميّة فلذا يكون لعلي في هذه القضية نوع فضيلة.
    بهذا المقدار يعترف ، ونغتنم من مثل ابن تيميّة أن يعترف بفضيلة لعلي في هذه القضيّة.
    ولو أنّك راجعت الفضل ابن روزبهان الخنجي ، ذلك الذي ردّ كتاب العلاّمة الحلّي ; بكتاب أسماه إبطال الباطل ، لرأيته في هذا الموضع أيضاً يعترف بثبوت فضيلة لعلي لا يشاركها فيها

    أحد (1).
    نعم ، يقول ابن تيميّة : لم تكن الفضيلة هذه لعلي فقط ، وإنّما كانت لفاطمة والحسنين أيضاً ، إذن ، لم تختصّ هذه الفضيلة بعلي.
    وهذا كلام مضحك جدّاً ، وهل الحسنان وفاطمة يدّعون التقدم على علي ؟ وهل كان البحث في تفضيل علي على فاطمة والحسنين ، أو كان البحث في تفضيل علي على أبي بكر ؟ أو كان البحث في قبح تقدم المفضول على الفاضل بحكم العقل ؟
    والعجب أنّ ابن تيميّة يعترف في أكثر من موضع من كتابه منهاج السنّة بقبح تقدّم المفضول على الفاضل ، يعترف بهذا المعنى ويلتزم ، ولذلك يناقش في فضائل أمير المؤمنين لئلاّ تثبت أفضليّته من الغير.
    ثمّ مضافاً إلى كلّ هذا ، ترون في قضيّة المباهلة أنّ رسول الله يقول لعلي وفاطمة والحسنين : « إذا أنا دعوت فأمّنوا » (2) ، أي فقولوا آمين ، وأيّ تأثير لقول هؤلاء آمين ، أن يقولوا لله سبحانه وتعالى بعد دعاء رسول الله على النصارى أن يقولوا آمين ، أيّ تأثير لقول هؤلاء ؟ ألم يكف دعاء رسول الله على النصارى حتّى يقول
    __________________
    (1) أنظر : إحقاق الحق 3 / 62.
    (2) الكشاف 1 / 368 ، الخازن 1 / 243 ، وغيرهما.

    رسول الله لفاطمة والحسنين وهما صغيران أن يقول لهم قولوا آمين ؟

    خاتمة المطاف
    إذن ، كان لعلي ولفاطمة وللحسنين سهم في تقدّم الإسلام ، كان علي شريكاً لرسول الله في رسالته.
    وهذا معنى ( فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي ) (1) ، فهارون كان ردءاً يصدّق موسى في رسالته ، وهارون كان شريكاً لموسى في رسالته.
    وهذا معنى : « أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي » ، وقد قلت من قبل : إنّ الأحاديث هذه كلّها تصب في مصبّ واحد ، ترى بعضها يصدّق بعضاً ، ترى الآية تصدّق الحديث ، وترى الحديث يصدّق القرآن الكريم ، وهكذا الأمر فيما يتعلّق بأهل البيت :
    __________________
    (1) سورة القصص : 34.

    رسول الله يجمع أهله تحت الكساء فتنزل الآية المباركة آية التطهير ، وفي يوم الغدير ينصب عليّاً ويعلن عن إمامته في ذلك الملأ فتنزل الآية المباركة : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) (1).
    وأي ارتباط هذا بين أفعال رسول الله والآيات القرآنيّة النازلة في تلك المواقف ، ترون الارتباط الوثيق ، يقول الله سبحانه وتعالى : ( قُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) ويخرج رسول الله بعلي وفاطمة والحسن والحسين فقط ، وهذا هو الإرتباط بين الوحي وبين أفعال رسول الله وأقواله.
    إذن ، فالآية المباركة غاية ما دلّت عليه هو الأمر بالمباهلة ، وقد عرفنا معنى المباهلة ، لكن الحديث دلّ على خروج علي وفاطمة والحسن والحسين مع رسول الله.
    الآية المباركة ليس فيها إلاّ كلمة : ( وَأَنفُسَكُمْ ) لكن الحديث فسّر تفسيراً عملياً هذه الكلمة من الآية المباركة ، وأصبح علي نفس رسول الله ، ليس نفس رسول الله بالمعنى الحقيقي ، فكان كرسول الله ، كنفس رسول الله ، فكان مساوياً لرسول الله ، ولهذا أيضاً شواهد أُخرى ، شواهد أُخرى من الحديث في مواضع كثيرة.
    __________________
    (1) سورة المائدة : 3.

    يقول رسول الله مهدّداً إحدى القبائل : « لتنتهنّ أو لأرسل إليكم رجلاً كنفسي » ، وكذا ترون في قضيّة إبلاغ سورة البراءة ، إنّه بعد عودة أبي بكر يقول : بأنّ الله سبحانه وتعالى أوحى إليه بأنّه لا يبلّغ السورة إلاّ هو أو رجل منه ، ويقول في قضيّة : « علي منّي وأنا من علي وهو وليّكم من بعدي » ، وهو حديث آخر ، وهكذا أحاديث أُخرى يصدّق بعضها بعضاً.
    إلى هنا ينتهي البحث عن دلالة آية المباهلة على إمامة أمير المؤمنين 7 ، وإنْ شئتم المزيد فهناك كتب أصحابنا من الشافي للسيد المرتضى ، وتلخيص الشافي ، وكتاب الصراط المستقيم للبيّاضي ، وكتب العلاّمة الحلّي رحمة الله عليه ، وأيضاً كتب أُخرى مؤلّفة في هذا الموضوع.
    ولي ـ والحمد لله ـ رسالة في هذا الموضوع أيضاً ، وتلك الرسالة مطبوعة ، ومن شاء التفصيل فليراجع.
    وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    اية المباهله
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 33- منتدى كتب العقائد والكلام-
    انتقل الى: