الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
اهل البيت
المواضيع الأخيرة
» مقاتل الطالبيّين مقاتل الطالبيّين المؤلف :أبي الفرج الاصفهاني
( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyأمس في 11:42 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج1
( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyأمس في 10:27 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج2
( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyأمس في 9:59 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج3
( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyأمس في 9:34 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  كلام جميل عن التسامح
( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyأمس في 8:57 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مفهوم التسامح مع الذات
( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyأمس في 8:48 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» أقوال الحكماء والفلاسفة
( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyأمس في 10:01 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» أقوال وحكم رائعة
( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyأمس في 9:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

»  أحاديث / شرح حديث (إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا) شرح حديث (إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا)
( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyأمس في 9:50 am من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     ( وقعة الضحاك بن قيس )

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    ( وقعة الضحاك بن قيس ) Empty
    مُساهمةموضوع: ( وقعة الضحاك بن قيس )   ( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 4:54 pm



    ( وقعة الضحاك بن قيس )

    كان الضحاك بن قيس من رؤساء الخوارج. وكان من أمره أن جاء الى واسط (١) وحاصر بها عبدالله بن عمر بن عبد العزيز ، فرأى عبدالله بن عمر أن لا طاقة له عليه أرسل اليه أن مقامكم علي ليس بشيء هذا مروان فسر اليه. فان قاتلته فانا معك. فصالحه علي ذلك. وكان مروان بكفر توتا من أرض الجزيرة ، قال الطبري ارتحل الضحاك حتى دخل الكوفة فكاتبه أهل الموصل ودعوه الى أن يقدم اليهم وعليها يومئذ عامل لمروان وهو رجل من بني شيبان من الجزيرة. يقال له القطران بن أكمه. فارتحل اليها ولما وصلها فتح اهل الموصل المدينة للضحاك ، وقاتلهم القطران في عدة يسيرة من قومه وأهل بيته حتى قتلوا. واستولى الضحاك على الموصل وكورها وبلغ مروان خبره

    __________________

    (١) وذلك في سنة ١٢٨ هجرية.
    ١٧٦

    وهو محاصر حمص مشتغل بقتال أهلها. فكتب الى ابنه عبدالله وهو خليفته بالجزيرة يأمره أن يسير فيمن معه من روابطه الى مدينة نصيبين. يشغل الضحاك عن توسط الجزيرة. فشخص عبدالله الى نصيبين في جماعة روابطه. وهو في نحو من سبعة آلاف أو ثمانية. وخلف بحران قائداً في ألف. أو نحو ذلك. قال : وسار الضحاك من الموصل الى عبدالله بنصيبين. فقاتله. فلم يكن له قوة لكثرة من مع الضحاك. وكان معه مائة وعشرون ألف وحاصر نصيبين. قال ووجه قائدين من قواده. يقال لهما عبد الملك بن بشر التغلبي وبدر الذكواني في خمسة آلاف حتى وردا الرقة. فقاتلهم من بها من خيل مروان. وهم نحو من خمسمائة فارس. ووجه مروان حين بلغه نزولهم الرقة. خيلا من روابطه. فلما دنوا منها انقشع أصحاب الضحاك منصرفين اليه فأتبعهم خيله فاستسقطوا من ساقتهم نيفاً وثلاثين رجلاً. فقطعهم مروان حين قدم الرقة ومضى صامداً الى الضحاك وجموعه حتى التقيا بموضع يقال له الغز. من أرض كفرتوثا. فقاتله يومه ذلك فلما كان عند المساء ترجل الضحاك وترجل معه من ذوي الثبات من أصحابه نحو من ستة آلاف واهل عسكره اكثرهم لا يعلمون بما كان منه وأحدقت بهم خيول مروان. فألحوا عليهم حتى قتلوهم عند العتمة. وانصرف من بقي من أصحاب
    ١٧٧

    الضحاك الى عسكرهم. ولم يعلم مروان ولا اصحاب الضحاك. ان الضحاك قد قتل فيمن قتل حتى فقدوه في وسط الليل وجاءهم بعض من عاينه حين ترجل فأخبرهم بخبره ومقتله. فبكوه وناحوا عليه. وخرج عبد الملك بن بشر التغلبي القائد الذي كان وجهه في عسكرهم الى الرقة حتى دخل عسكر مروان ودخل عليه فأعلمه أن الضحاك قتل. فأرسل معه رسلاً من حرسه معهم النيران والشمع الى موضع المعركة. فقلبا القتلى حتى استخرجوه فاحتملوه حتى أتوا به مروان وفي وجهه اكثر من عشرين ضربة فكبر أهل عسكر مروان فعرف أهل عسكر الضحاك انهم قد علموا بذلك. وبعث مروان برأسه من ليلته الى مدائن الجزيرة فطيف به فيها.
    ١٧٨

    ( وقعة الخيبرى )

    لما كانت الواقعة بين الضحاك وبين مروان. وأسفرت عن قتل الضحاك صار الخوارج حول الخيبري وبايعوه واقاموا يومئذ وغادوه من بعد الغد وصافوه وصافهم. قال : وحمل الخيبري على مروان في نحو من اربعمائة فارس من الشراة فهزم مروان وهو في القلب. وخرج من المعسكر هارباً. ودخل الخيبري. يا خيبري. ويقتلون من أدركوا حتى انتهوا الى حجرة مروان فقطعوا أطنابها وجلس الخيبري على فرشه. وميمنة مروان عليها ابنه ثابتة على حالها وميسرته ثابتة عليها اسحاق بن مسلم العقيلي. فلما رأى أهل العسكر بعمد الخيام فقتلوا الخيبري وأصحابه جميعاً في حجرة مروان وحولها وبلغ مروان الخبر وقد جاز العسكر بخمسة أميال أو ستة منهزماً. فانصرف الى عسكره ورد خيوله عن مواضعها ومواقفها. وبات ليلته تلك في عسكره ،.
    ١٧٩

    ( واقعة شيبان اليشكري )

    قال الطبري وبعد قتل الخيبري بايع عسكره شيبان بن عبد العزيز اليشكري ابا الدلفاء وكان الخيبري قد تزوج اخت شيبان. فاجتمع اليه أصحابه وحارب مروان وطالت الحرب بينهما. وابن هبيرة بواسط فقتل عبيدة بن سوار. ونفى الخوارج ومعه رؤوس قواد اهل الشام. وأهل الجزيرة. فوجه عامر بن ضبارة في أربعة ألاف مدداً لمروان فأخذ على المدائن. وبلغ مسيره شيبان فخاف أن يأتيهم مروان. فوجه اليه الجون بن كلاب الشيباني ليشغله فالتقيا بالسن. فحصر الجون عامراً أياماً. قال أبو سعيد فأخرجناهم والله واضطررناهم الى قتالنا. وقد كانوا خافونا وأرادوا الهرب منا. فلم ندع لهم مسلكاً. فقال لهم عامر أنتم ميتون لا محالة فموتوا كراماً فصدمونا صدمة لم يقم لها شيء وقتلوا رئيسنا الجون بن كلاب وانكشفنا حتى لحقنا بشيبان. وابن ضبارة في آثارنا. حتى نزل منا قريباً. وكنا
    ١٨٠

    نقاتل من وجهين. نزل ابن ضبارة من ورائنا مما يلي العراق. ومروان أمامنا مما يلي الشام فقطع عنا المادة والميرة. فغلت أسعارنا حتى بلغ الرغيف درهماً. ثم ذهب الرغيف فلا يشتري بغال ولا رخيص. فقال حبيب بن جدرة لشيبان يا أمير المؤمنين انك في ضيق من المعاش فلو انتقلت الى غير هذا الموضع ففعل ومضى الى شهرزور من أرض الموصل. فعاب ذلك عليه أصحابه واختلفت كلمتهم. ثم ان شيبان خرج من الموصل ولحق بارض فارس فوجه مروان في أثره عامر بن ضبارة. ثم صار الى جزيرة ابن كاوان ومضى شيبان بمن معه حتى صار الى عمان فقتله جلندي بن مسعود بن جيفر بن جلندي الأزدي سنة ١٢٩ هجـ. وقد كان شيبان الحروري قد أشغل رأي مروان وأقلقه. وفي الوقت نفسه كانت وقائع أبو مسلم الخراساني في خراسان مع عامل مروان ـ نصر بن سيار ـ.
    ١٨١

    ( واقعة قديد )

    قال أبو الفرج. كان عبدالله بن يحيى من حضرموت وكان مجتهداً عالماً.

    فكاتب جماعة من الأباضية بالبصرة وغيرها يشاورهم في الخروج فكتبوا اليه ان استطعت ان لا تقيم يوماً واحداً فافعل ، وشخص اليه المختار بن عوف الأزدي وبلخ بن عقبة بن المسعودي في رجال من الأباضية فقدموا عليه حضرموت فحضوه على الخروج ، فعندها دعا عبدالله أصحابه فبايعوه وقصد دار الإمارة. وعلى حضرموت يومئذ ابراهيم بن جبلة بن مخزمة الكندي. فأخذه وحبسه يوماً ثم أطلقه ، فأتى صنعاء ، قال : وأقام عبدالله بحضرموت وكثر جمعه وسمعه طالب الحق ثم استخلف على حضرموت عبدالله بن سعيد الحضرمي ، وتوجه الى صنعاء وذلك سنة تسعة عشر ومأة.
    ١٨٢

    قال : وقصد عبدالله صنعاء في الفين. وعاملها يومئذ القاسم بن عمرو الثقفي ـ أخو يوسف فوقعت بينهم مناوشات فانتصر عبدالله بن يحيى على القاسم فدخل الى صنعاء واستولى على الخزائن والأموال فاحرزها ، واستولى على بلاد اليمن ، واقام بصنعاء أشهراً يحسن السيرة ويلين جانبه لهم ويخطبهم ويعظهم. حتى كثر جمعه. وأتته الشراة من كل جانب ، فلما كان في وقت الحج ، وجه أبا حمزة المختار بن عوف. وبلخ بن عقبة. وأبرهة بن الصباح الى مكة والأمير عليهم أبو حمزة في ألف. وأمره أن يقيم بمكة الى صدور الناس. وتوجه بلغ الى الشام. فأقبل المختار الى مكة يوم التروية. وعليها وعلى المدينة. عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك في خلافة مروان بن محمد بن مروان. فكره عبد الوحد قتالهم. وفزع الناس منهم حين رأوهم. وقد طلعوا عليهم بعرفة ومعهم اعلام سود على رؤوس الرماح. وقالوا لهم ما لكم وما حالكم فأخبروهم بخلافهم لمروان. والتبري منهم. فراسلهم عبد الواحد في أن لا يعطوا على الناس حجهم. فقال أبو حمزة. نحن بحجنا أضن وعليه أشح حتى ينفر الناس النفر الأخير. وأصبحوا من الغد ووقفوا بحيال عبد الواحد بعرفة ودفع عبد الواحد بالناس. فلما كانوا بمنى. قيل لعبد الواحد قد اخطأت فيهم. ولو حملت عليهم الحاج. ما كانوا الا اكلة
    ١٨٣

    رأس. وبعث عبد الواحد الى حمزة. عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) ومحمد بن عمر بن عثمان ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وعبيد الله بن عمر بن حفص العمري ، وربيعة بن عبد الرحمن ، ورجلاً أمثالهم ، فلما قربوا من أبي حمزة أخذتهم مسالحه. فادخلوا على أبي حمزة فوجدوه جالساً وعليه أزار قطري. قد ربط نحوره في قفاه. فلما دنوا تقدم اليه عبدالله بن الحسن العلوي ، ومحمد بن عبدالله العثماني ، فلما انتسبا له عبس في وجهيهما وما أظهر الكرامة لهما ، ثم تقدم اليه البكري والعمري فانتسبا له فهش اليهما. وتبسم في وجهيهما. وقال : والله ما خرجنا الا لنسير سيرة ابويكما. فقال : عبدالله بن الحسن والله ما جئناك لنفاخر بين آبائنا. ولكن الأمير بعثنا اليك برسالة وهذا ربيعه يخبركما. فلما أخبره ربيعة. قال له ان الأمير يخاف نقض العهد. قال معاذ الله والله لا أفعل. ولكن الى أن تنقضي الهدنة بيننا وبينكم. فخرجوا من عنده ، وخلى مكة لأبي حمزة. فدخلها بغير قتال. فقال بعض الشعراء يهجو عبد الواحد.

    زار الحجيج عصابة قد خالفوا




    يـن الاله ففـر عبـد الواحد

    ترك الامارة والمواسم هـارباً




    ١٨٤





    ومـضى يخبط كالبعير الشارد

    فلـو ان والـده يخبر امه




    صقت خلايقه بعرف الوالد

    ثم مضى عبد الواحد الى المدينة. ودعى بالديوان فضرب على الناس البعث وزادهم في العطاء عشرة عشرة واستعمل على الجيش عبدالله بن عمرو بن عثمان بن عفان ، فخرجوا قلقيهم. جزر منحورة فتشأم الناس بها. فلما كانوا بالعقيق علق لواء عبد العزيز بسمرة فانكسر الرمح فتشأموا بذلك أيضاً ، ثم ساروا الى ـ قديد ـ وقد نزل بها قوم معتزلون ليسوا بأصحاب حرب. وأكثرهم تجار أغمار قد خرجوا في المصبغات والثياب الناعمة واللهو. لا يظنون أن للخوارج شوكة. ولا يشكون في أنهم في أيديهم. وقال رجل منهم من قريش. لو شاء أهل الطائف لكفونا أمر هؤلاء. ولكنهم داهنوا في دين الله. والله لنظفرن ولنسيرن الى أهل الطايف فلنسبينهم ، ثم قال : من يشرى مني سبى أهل الطايف ، قال أبو الفرج فكان هذا الرجل أول المنهزمين ، فلما وصل المدينة. ودخل داره أراد أن يقول لجاريته أغلقي الباب. قال لها : غاق ناق دهشاً. فلقبه أهل المدينة بعد ذلك غاق ناق ، ولم تفهم الجارية قوله. حتى أومى اليها بيده فأغلقت الباب.

    قال : وكان عبد العزيز يعرض الجيش بذي الحليفة. فمر به أمية بن عتبة بن سعيد بن العاص فرحب به وضحك
    ١٨٥

    اليه. ثم مر به عمارة بن مصعب بن الزبير فلم يكلمه ولم يلتفت اليه. فقال عمران بن مطيع. وكان ابن خالته ، سبحان الله مر بك شيخ من شيوخ قريش فلم تنظر اليه ولم تكلمه؟ ومر بك غلام بني امية فضحكت اليه ولا طفته؟ أما والله لو التقى الجمعان لعلمت أيهما اصبر. قال فكان امية بن عتبة أول من انهزم وركب فرسه ومضى ، وقال لغلامه يا مجيب اما والله لئن اخرت هذه الا كلب من الشراة اني لعاجز ، وأما عمارة بن مصعب بن الزبير فقاتل يومئذ حتى قتل. وكان يحمل ويتمثل.

    وانـي اذا ظـن الأميـر باذنـه




    لى الاذن من نفسي اذا شئت قادر (١)

    قال : ولما بلغ أبا حمزة اقبال أهل المدينة استخلف على مكة أبرهة بن الصباح وأشخص اليهم. وعلى مقدمته بلخ بن عقبة. فلما كان في الليلة التي وافاهم في صبيحتها وأهل المدينة نزول ـ بقديد ـ قال : لأصحابه أنكم ملاقوا غداً أهل المدينة ، وأميرهم فيما بلغني ابن عثمان. اول من خالف سنى الخلفاء وبدل سنة رسول الله (ص) وقد وضح

    __________________

    (١) البيت من شعر الأغر بن حماد اليشكري.
    ١٨٦

    الصبح لذي عينين اكثروا ذكر الله وتلاوة القرآن ووطنوا انفسكم على الموت وصبحهم غداة الخميس لتسع خلون من صفر سنة ثلاثين ومائة.

    قال : ابو الفرج. وقال عبد العزيز لغلامه في تلك الليلة ابغنا علفاً قال هو غال. فقال : ويحك البواكي عينا غداً أغلا.

    قال : وارسل ابو حمزة اليهم بلخ بن عقبة ليدعوهم فأتاهم في ثلاثين راكباً فذكرهم الله وسألهم أن يكفوا عنهم. وقال لهم خلوا سبيلنا الى الشام لنسير الى من ظلمكم. وجار في الحكم عليكم. ولا تجعلوا أحدنا بكم فانا لا نريد قتالكم فشتمهم اهل المدينة. وقالوا يا أعداء الله نحن نخليكم ونترككم تفسدون في الأرض. فقال الخوارج. يا أعداء الله نحن نفسد في الأرض وإنما خرجنا لنكف الفساد. ونقاتل من قاتلنا منكم واستأثر بالفيء فناظروا لأنفسكم واخلعوا من لم يجعل الله له الطاعة. فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، فادخلوا في السلم وعاونوا أهل الحق فنادا عبد العزيز ما تقول في عثمان. قال : قد برىء منه المسلمون قبلي وأنا متبع آثارهم ومقتد بهم. ارجع الى أصحابك فليس بيننا وبينكم الا السيف. فرجع الى ابي حمزة فاخبر. فقال : كفوا عنهم. ولا
    ١٨٧
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    ( وقعة الضحاك بن قيس ) Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ( وقعة الضحاك بن قيس )   ( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 4:56 pm



    تقاتلوهم حتى يبدءوكم بالقتال. فواقفوهم ولم يقاتلوهم. فرمى رجل من أهل المدينة بسهم في عسكر أبي حمزة فجرح منهم رجلاً ، فقال أبو حمزة شأنكم الآن فقد حل قتالهم فحملوا عليهم فثبت بعضهم لبعض ، وراية قريش مع ابراهيم بن عبدالله بن مطيع. ثم انكشف أهل المدينة. فلم يتبعوهم ، وكان على عامتهم صخر بن الجهم ابن حذيفة العدوي فكبر وكبر الناس فقاتلوا قليلاً ، ثم انهزموا. فلم يبعدوا حتى كبر ثانية فثبت معه ناس وقاتلوا ثم انهزموا هزيمة لم يبق بعدهم منهم باقية ، فقال علي بن الحصين لأبي حمزة اتبع آثار القوم أو دعني اتبعهم فاقتل المدبر وأدفف على الجريح فان هؤلاء شر علينا من أهل الشام. ولم قد جاء أهل الشام غداً لرأيت من هؤلاء ما تكره. قال لا افعل ولا أخالف سيرة أسلافنا وأخذ جماعة منهم اسرى ، وأراد اطلاقهم. فمنعه على بن الحصين. وقال أن لكل زمان سيرة. وهؤلاء لم يؤسروا وهم هراب وإنما أسروا وهم يقاتلون. ولو قتلوا في ذلك الوقت لم يحرم قتلهم. وهكذا الآن.

    وكان ابو حمزة اذا رأى رجلاً من قريش قتله واذا رأى رجلاً من الأنصار أطلقه. قال ابو الفرج وذلك لأن قريشاً كانوا اكثر الجيش. وبهم كانت الشوكة.
    ١٨٨

    قال ابن ابي الحديد : وقد بلغت قتلى قديد الفين ومائتين رجلاً ، بينهم من قريش أربع مائة وخمسون رجلاً ، ومن الأنصار ثمانون رجلاً ، ومن الموالي وسائر الناس ألف وسبعمائة رجل : قال : وكان في قتلى قريش من بني أسد بن عبد العزى بن قصي اربعون رجلاً ، وكانت نائحة أهل المدينة تقول :

    مـا للزمـان ومـاليه




    فنت ـ قديد ـ رجاليه

    فـلا بـكين سريـرة




    لا بكيـن علانيـه

    ولا بكين علـى قديـد




    سوء مـا اولانيـه

    ولا عولـن اذا خلوت




    مع الكـلاب العـاوية

    ذكر الطبري ان وقعة قديد كانت سنة ١٣٠ هجـ.
    ١٨٩

    ( وقائع ابو حمزة الخارجي ومقتله )

    لما انقضت واقعة ـ قديد ـ واسفر النصر للخوارج على أهل المدينة دخل ابو حمزة قائد جيش الخوارج الى المدينة ـ وخطب على منبر هاولام أهل المدينة وشتم بني امية. ومن انتمى اليهم واظهر معايبهم وصرح بكفرهم وامر أهل المدينة بلعنهم وذكر شيعة آل ابي طالب وعاب عليهم ، واثنى على قتلاه في ـ قديد ـ (١) ثم خرج من المدينة الى مكة وخلف المفضل الأزدي في جماعة من اصحابه معه : قال : وبعث مروان بن محمد عبد الملك بن عطية السعدي في أربعة آلاف من أهل الشام. وفيهم فرسان عسكره ووجوههم لحرب ابي حمزة. وعبدالله بن يحيى ، وأمر ابن عطية بالجد في المسير وأعطى كل رجل من الجيش مائة دينار وفرساً عربياً وبغلاً لثقله ، فخرج ابن

    __________________

    (١) سوف نورد خطبته التي ألقاها بالمدينة. بعد هذا الفصل.
    ١٩٠

    عطية بالجيش.

    قال : ابو الفرج. وقد كان خرج بلخ بن عقبة في ستمائة رجل ليقاتل عبد الملك بن عطية. فلقيه بوادي القرى لايام خلت من جمادى الأولى سنة ثلاثين ومائة فتوافقوا. ودعاهم بلخ الى الكتاب والسنة. وذكر بني أمية وظلمهم فشتمه أهل الشام. وقالوا يا أعداء الله انتم أحق بهذا ممن ذكرتم فحمل بلخ واصحابه عليهم وانكشفت طائفة من أهل الشام. وثبت ابن عطية في عصبة صبروا معه. فناداهم يا أهل الشام يا أهل الحفاظ ناضلوا عن دينكم وأميركم واصبروا وقاتلوا قتالاً شديداً. فقتل بلخ واكثر أصحابه. وانحازت قطعة من أصحابه نحو الماية الى جبل اعتصموا به. فقاتلهم ابن عطية ثلاثة أيام. فقتل منهم سبعين رجلاً ونجا ثلاثون ؛ وجاؤا الى ابي حمزة ، وكان آنذاك بالمدينة. وقد اغتموا وجزعوا من ذلك الخبر وقالوا فررنا من الزحف. فقال لهم ابو حمزة لا تجزعوا فانا لكم فئة. والا أبحرتم. وخرج أبو حمزة الى مكة. فدعا عمر بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أهل المدينة الى قتال المفضل خليفة ابي حمزة على المدينة فلم يجد لديه أحد. لأن القتل كان قد أسرع في الناس. وخرج وجوه أهل البدعة. فاجتمع الىعمر البربر والزنوج وأهل السوق فقاتل بهم الشراة. فقتل المفضل وعامة أصحابه وهرب الباقون ،
    ١٩١

    فلم يبق منهم أحد.

    قال ولما قدم ابن عطية ، أتاه عمر بن عبد الرحمن ، فقال : أصلحك الله أني جمعت قضى وقضيضي فقاتلت هؤلاء الشراة ، فلقبه أهل المدينة قضى وقضيضي.

    قال : ابو الفرج ، وأقام ابن عطية بالمدينة شهراً وابو حمزة مقيم بمكة ثم توجه اليه. فقال علي بن الحصين العبدي لأبي حمزة. اني كنت أشرت عليك يوم ـ قديد ـ وقبله ان تقتل الاسرى ، فلم تفعل حتى قتلوا المفضل وأصحابنا المقيمين معه بالمدينة. وأنا اشير عليك الآن أن تضع السيف في أهل مكة فانهم كفرة فجرة. ولو قد قدم ابن عطية لكانوا أشد عليك من أهل المدينة. فقال : لا أرى ذلك لأنهم قد دخلوا في الطاعة وأقروا بالحكم ووجب لهم حق الولاية. فقال : انهم سيغدرون. فقال : ومن نكث فانما ينكث على نفسه ، قال وقدم ابن عطية مكة. فصير اصحابه فرقتين ولقى الخوارج من وجهين. فكان هو بازاء ابي حمزة في اسفل مكة وجعل طائفة اخرى بالابطح بازاء أبرهة بن الصباح. فقتل ابرهة كمن له ابن هبار وهو على خيل دمشق. فقتله عند بئرام ميمون ، قال والتقى ابن عطية بأبي حمزة. فخرج اهل مكة بأجمعهم مع ابن عطية وتكاثر الناس على ابي حمزة فقتل على فم الشعب وقتلت معه امرأته. وكانت ترتجز :

    انـا الجديعاء وبـنت الأعلم




    من يسألن اسمي فاسمي مريم

    ١٩٢

    بعت سواري بقضيب مخدم

    وقتلت الخوارج قتلاً ذريعاً. وأسر منهم اربعماءة ، فقال لهم ابن عطية ويلكم ما دعاكم الى الخروج مع هذا؟ فقالوا ضمن لنا ( الكنة ) اي الجنة فقتلهم كلهم. وصلب ابا حمزة وابرهة بن الصباح على الخيف.

    قال ابو الفرج : وحدثني بعض اصحابنا انه رأى رجلاً واقفاً على سطح داره يرمى بالحجارة قوم ابي حمزة بمكة. فقيل له كيف تدري لمن ترمي مع اختلاط الناس؟. فقال : ما أبالي ان رميت. انما يقع حجري في شام او شار. والله ما ابالي ايهما قتلت.

    ودخل علي بن الحصين داراً من دور قريش. فاحدق اهل الشام بها ، فرمى بنفسه عليهم وقاتلهم ، فأسر ، ثم قتل وصلب مع ابي حمزة. فلم يزالوا مصلوبين حتى افضى الأمر الى بني هاشم في خلافة ابي العباس.

    قال : ولما أراد أبو حمزة الخروج من المدينة خطب في الناس ، وقال يا أهل المدينة أنا خارجون لحرب مروان فان نظهر عليه نعدل في احكامكم ونحملكم على سنة نبيكم. وان يكن ما تمنيتم لنا. فسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون ، قال : واتبعه على رأيه قوم من أهل المدينة فبايعوه ، منهم بشكست النحوي. فلما جاء خبر قتله. وثب الناس على أصحابه فقتلوهم. وكان من جملة من قتل بشكست النحوي. فطلبوه فرقى في درجة دار لحقوه. وهو
    ١٩٣

    يصيح يا عباد الله فيم تقتلوني فجروه وقتلوه.

    قال أبو الفرج : وخرج ابن عطية الى الطائف. واتى قتل ابي حمزة الى عبدالله بن يحيى طالب الحق وهو بصنعاء. فاقبل في اصحابه يريد حرب ابن عطية. فشخص ابن عطية اليه. والتقوا فقتل بين الفريقين جمع كثير. ورحل عبدالله بن يحيى في الف رجل فقاتلوا حتى قتلوا كلهم. وقتل عبدالله بن يحيى ، وبعث ابن عطية رأسه الى مروان بن محمد.

    قال ابو الفرج : وأقام ابن عطية بحضرموت بعد ظفره بالخوارج حتى أتاه كتاب مروان يأمره بالتعجيل الى مكة فيحج بالناس فشخص الى مكة مستعجلاً ومخففاً في تسعة عر فارساً. وندم مروان على ما كتبه وقال : قتلت ابن عطية. وسوف يخرج مستعجلاً مخففاً من اليمن ليلحق الحج فيقتله الخوارج. فكان كما قال صاجفه في طريقه جماعة متلفقة فمن كان منهم اباضياً ، قال ما ننتظر ان ندرك ثأر اخواننا ومن لم يكن منهم اباضياً ظن انه اباضي منهزم من ابن عطية فصمد له سعيد ، وحمانه ابنا الأخنس الكنديان في جماعة من قومهما كانوا على رأي الخوارج فعطف ابن عطية على سعيد فضربه بالسيف وطعنه حمانه فصرعه. فنزل اليه سعيد وقعد على صدره. فقال له ابن عطية هل لك ان تكون أكرم العرب أسيراً؟ فقال سعيد يا عدو الله اتظن الله يهملك أو تطمع في الحياة وقد قتلت طالب الحق ، وأبا حمزة ، وبلحا ، وأبرهة. ثم ذبحه. وقتل أصحابه كلهم.
    ١٩٤

    ( خطبة ابي حمزة )

    قال ابو الفرج الاصبهاني في أغانيه. خطب ابو حمزة بالمدينة على منبر الرسول. وكان سبب خطبته هذه أن اهل المدنية عابوا عليه اصحابه لحداثة أسنانهم وخفة أحلامهم. فصعد المنبر وقال : يأ أهل المدينة قد بلغتني مقالتكم في أصحابي. ولولا معرفتي بضعف رأيكم وقلة عقولكم لاحسنت أدبكم. ويحكم ان رسول الله (ص) انزل اليه الكتاب وبين فيه السنن وشرع له في الشرايع. وبين له في ما يأتي وما يذر. فلم يكن يتقدم الا بأمر الله ولا يحجم الا عن أمر الله حتى قبضه الله اليه وقد أدى الذي عليه. لم يدعكم من أمركم في شبهة. ثم قام من بعده ابوبكر فأخذ بسنته وقاتل اهل الردة وشمر في أمر الله حتى قبضه الله اليه والأمة عنه راضية رحمة الله عليه ومغفرته. ثم ولى بعده عمر فأخذ بسنة صاحبه. وجند الأجناد ومصر الأمصار وجبي الفيىء وقسمه بين أهله وشمر عن ساقيه وحسر عن ذراعيه. وضرب في الخمر ثمانين. وقام في شهر رمضان وغزا العدو في بلادهم وفتح المدائن والحصون حتى قبضه الله اليه
    ١٩٥

    والأمة عنه راضية رحمة الله عليه ورضوانه ومغفرته ، ثم ولي من بعده عثمان بن عفان فعمل في ست سنين بسنة صاحبيه ثم أحدث احداثاً أبطل آخرها أولها. واضطرب حبل الدين بعدها فطلبها كل امرىء لنفسه وأسر كل رجل منهم سريرة ابداها الله عنه حتى مضى على ذلك (١) ثم ولى معاوية بن ابي سفيان لعين رسول الله (ص) وابن لعينه. وجلف من الأعراب وبقية من الأحزاب مؤلف طليق فسفك الدم الحرام. واتخذ عباد الله خولاً ومال الله دولاً وبغى دينه عوجاً ودغلا. وأحل الفرج الحرام وعمل بما يشتهيه حتى مضى لسبيله. ثم ولى بعد ابنه يزيد يزيد الفجور ويزيد الصقور ويزيد الفهود ويزيد الصيود ويزيد القرود فخالف القرآن واتبع الكهان ونادم القرود وعمل بما يشتهيه حتى مضى على ذلك.

    ثم ولي مروان بن الحكم طريد لعين رسول الله وابن لعينه فاسق في بطنه وفرجه ، ثم تداولها بنو مروان بعده أهل بيت اللعنة طرداء رسول الله وقدم الطلقاء ليسوا من الهاجرين والانصار ولا التابعين باحسان فأكلوا مال الله اكلا ولعبوا بدين الله لعباً. واتخذوا عباد الله عبيداً يورث ذلك اكبرهم منهم الأصغر. فيا لها امة ما اضيعها وأضعفها

    __________________

    (١) روى هذه الخطبة بتغيير الجاحظ في البيان والتبيين. وبعد ان سرد أبو حمزة ذكر عثمان قال وولى علي بن ابي طالب فلم يبلغ من الحق قصداً ولم يرفع له مناراً ثم مضى لسبيله رضي الله تعالى عنه.
    ١٩٦

    والحمد لله رب العالمين. ثم مضوا على ذلك من اعمالهم واستخفافهم بكتاب الله تعالى قد نبذوه وراء ظهورهم ، وقد ولى منهم عمر بن عبد العزيز فبلغ ولم يدك وعجز عن الذي أظهره حتى مضى لسبيله. ثم ولى يزيد بن عبد الملك غلام ضعيف سفيه غير مأمون على شيء من امور المسلمين لم يبلغ اشده ولم يؤنس رشده وقد قال الله عز وجل ( فان آنستم منهم رشداً فادفعوا اليهم أموالهم ) فأمر امة محمد احكامهم وفروجها ودمائها اعظم من ذلك كله وان كان ذلك عند الله عظيماً ، مأبون في بطنه وفرجه يشرب الحرام ويأكل الحرام ويلبس الحرام. يلبس بردتين قد حيكتا له على أهلها بالف دينار وأكثر واقل قد أخذت من غير حلها وصرفت في غير وجهها بعد أن ضربت فيها الأبشار وحلقت فيها الاشعار. واستحل ما لم يحل الله لعبد صالح ولا لنبي مرسل ثم يجلس ما لم يحل الله لعبد صالح ولا لنبي مرسل ثم يجلس حبابة عن يمينه. وسلامة عن شماله تغنيانه بمزامير الشيطان ويشرب الخمر الصراح. المحرمة نصاً بعينها. حتى اذا أخذت مأخذها فيه وخالطت روحه ولحمه ودمه وغلبت سورتها على عقله مزق حلتيه. ثم التفت اليهما فقال : أتأذنان لي في أن أطير؟ نعم فطر الى النار الى لعنة الله لا يردك الله ، ثم ذكر بني امية وأعمالهم وسيرهم. فقال : اصابوا امرة ضائعة وقوماً طغاماً جهالاً لا يفرقون بين الضلالة والهدى ويرون ان بني امية أرباب لهم. فملكوا الأمر وتسلطوا فيه تسلط ربوبية بطشهم بطش الجبابرة يحكمون بالهوى ويقتلون على الغضب ويأخذون
    ١٩٧

    بالظن ويعطلون الحدود بالشفاعات ويؤمنون الخونة ويقصون ذوي الأمانة ويأخذون الصدقة على غير فرضها ويضعونها في غير موضعها. فتلك الفرقة الحاكمة بغير ما انزل الله : وأما اخواننا من هذه الشيع فليسوا بأخواننا في الدين لكن سمعت الله عز وجل : قال في كتابه ( انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) شيعة ظاهرت بكتاب الله وأعلنت الفرية على الله لا يرجعون الى نظر نافد في القرآن ولا عقل بالغ في الفقه ولا تفتيش عن حقيقة الصواب. قد قلدوا أمرهم أهواءهم وجعلوا دينهم عصبية لحزب لزموه وأطاعوه في جميع ما يقوله لهم غياً كان أو رشداً. ضلالاً أو هدى. ينتظرون الدول في رجعة الموتى ويؤمنون بالبعث قبل الساعة ويدعون علم الغيب لمخلوق لا يعلم ما في داخل بيته بل لا يعلم ما ينطوي عليه ثوبه أو يحويه جسمه. ينقمون المعاصي على أهلها ويعلمون اذا ظهروا بها ولا يعرفون المخرج منها. جفاة في الدين. قليلة عقولهم. قد قلدوا أهل بيت من العرب دينهم وزعموا ان موالاتهم لهم تغنيهم عن الأعمال الصالحة وتنجيهم من عقاب الأعمال السيئة. قاتلهم الله أنا يؤفكون. فأي هؤلاء الفرق يا أهل المدينة تتبعون. أو بأي مذاهبهم تقتدون ، يا أهل المدينة بلغتني مقالتكم في أصحابي وما عبتموه من حداثة أسنانهم ويحكم وهل كان أصحاب رسول الله (ص) الا احداثاً؟ شباب والله مكتهلون في شبابهم غضيضة عن الشر أعينهم. ثقيلة عن الباطل
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    ( وقعة الضحاك بن قيس ) Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ( وقعة الضحاك بن قيس )   ( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 4:57 pm



    أرجلهم انضاء عبادة. قد نظر الله اليهم في جوف الليل منحنية أصلابهم على اجزاء القرآن كلما مر أحدهم بآية من ذكر الله بكى شوقاً وكلما مر بآية من ذكر الله شهق خوفاً. كان زفير جهنم بين اذنيه. قد أكلت الأرض جباههم وركبهم ووصلوا كلال الليل بكلال النهار مصفرة ألوانهم ناحلة أجسامهم من طول القيام وكثرة الصيتم. انضاء عبادة موفون بعهد الله منتجزون لوعد الله. قد شروا انفسهم حتى اذا التقت الكتيبتان وأبرقت سيوفهما وفوقت سهامهما وأشرعت رماحهما تلقوا شبا الأسنة وشائك السهام وظباة السيوف بنحورهم ووجوههم وصدورهم. فمض الشاب منهم حتى اختلفت رجلاه على عنق فرسه واختضبت محاسن وجهه بالدماء وعفر جبينه بالثرى والنحطت عليه الطير من السماء. وتمزقه سباع الارض. فكم من عين في منقار طائر طالما بكى بها صاحبها في جوف الليل من خوف الله. وكم من وجه رقيق وجبين عتيق قد فلق بعمد الحديد ثم بكى وقال : آه آه على فراق الاخوان. رحمة الله على تلك الأبدان وأدخل الله ارواحهم الجنان.

    اقول : لو أمعنا النظر الى هذه الخطبة لراينا أبا حمزة صدق في أولها بكلامه عن بني امية حيث تطرق الى شنايعهم وهذا شيء لا ينكر وكتب المسلمين طافحة بأكثر مما قال : ولكنه كذب ودلس في فقراتها الأخيرة حيث انتحل أكثر كلامه من خطب الإمام علي (ع) المثبتة في
    ١٩٩

    نهج البلاغة (١) فوصف اصحابه بما يقارب وصف امير المؤمنين لأصحابه في استطراد خطبته التي ذكر (ع) فيها عمار بن ياسر ، وابن التيهان وذا الشهادتين. وجاراه بها حتى في حالة التأوه. ولكن اين هذا من ذاك ذاك كلام سيد البلغاء وخريج مدرسة سيد البشر في وصف جماعة من الصحابة المقدمين. وهذا كلام خارجي مارق عن الدين في شرذمة من المارقة. ليت شعري فلو كان أصحاب ابي حمزة كما وصفهم بهذا الكلام فلماذا استحلوا قتل الرضع والنساء وهتكوا الحرمات وشقوا بطون الحبالى وسفكوا الدماء البريئة. ولكن أبا حمزة بلباقة لسانه وباظهاره التقشف أراد أن يستميل اهل المدينة اليه. وان يكونوا تبعاً له مارقين خارجين.

    __________________

    (١) كثير من امثار ابي حمزة انتحلوا من كلام امير المؤمنين (ع) او استعانوا به في خطبهم فنسب اليهم ما استشهدوا به من كلامه (ع) حتى ان بعض المؤرخين الذين لم يسبروا النهج صاروا يسندون بعض خطب الامام علي (ع) الى غيره. هذا الجاحظ ذكر خطبة علي (ع) التي أولها ( أما بعد فاني احذركم الدنيا فانها حلوة خضرة الخ ) اسندها الى قطري ابن الفجاءة الخارجي ، وجاء آخر وأسند خطبة علي (ع) الشهيرة لمعاوية التي يقول في ألها : ( أيها الناس انا اصبحنا في دهر عنود الخ ) فنقده الناقد البصير الجاحظ ، قال : بعد سردها هي بكلام على اشبه. وبمذهبه في تصنيف الناس ) الى ان قال : انا لم نجد معاوية في حال من الحالات يسلك في كلامه مسلك الزهاد ولا يذهب مذاهب العباد ؛ ومن قوله (ع) أين القوم الذين دعوا الى الإسلام الخ.
    ٢٠٠

    ( مساور الشاري )

    كان سبب خروج مساور بن عبد الحميد بن مساور الشاري البجلي الموصلي بالبوازيج يروي ان شرطة الموصل كان برأسها حسين بن بكير فحبس ابناً لمساور اسمه حوثرة. وكان حبسه بالحديثة. وكان حوثرة جميلاً فكان حسين بن بكير يخرجه من الحبس ليلاً ويحضره عنده ويرده الى الحبس نهاراً. فكتب حوثرة الى ابيه مساور وهو بالبوازيج يقول له أنا بالنهار محبوس وبالليل عروس. فغضب لذلك وقلق وخرج وبايعه جماعة وقصد الحديثة فاختفى حسين بن بكير. واخرج مساور ابنه حوثرة وكثر جمعه من الأكراد والأعراب وصار الى الموصل فنزل بالجانب الشرقي. وكان الوالي عليها يومئذ عقبة بن محمد بن جعفر بن محمد بن الأشعث بن اهبان الخزاعي (١) قال وعبر رجلان من اهل الموصل الى مساور فقاتلا فقتلا وعاد مساور وكره القتال وسمع ابنه يرتجز :

    ____________

    (١) كان اهبان صحابياً.
    ٢٠١

    انا الغلام البجلي الشـاري




    اخرجني جوركم من داري

    وأتى الخبر بمسير مساور الى كرخ حدان وبلغ بندار الطري فصار الى مساور وكان معه ثلثمائة فارس ومع الخوارج سبعمائة فاشتد القتال بينهم وحمل الخوارج حملة اقتطعوا من أصحاب بندار اكثر من ماءة فصبروا لهم وقاتلوهم حتى قتلوا جميعاً. فانهزم بندار وأصحابه وجعل الخوارج يقطعونهم قطعة بعد قطعة فقتلوهم وأمعن بندار في الهرب فطلبوه ولحقوه فقتلوه ونصبوا رأسه ولجأ من أصحابه نحو من خمسين رجلاً. وسار مساور نحو حلوان فقاتله أهلها فقتل منهم اربعمائة اسنا وقتلوا من أصحابه جماعة وقتل عدة من حجاج خراسان كانوا بحلوان وقال مساور في ذلك :

    فجعت العـراق ببندارها




    وخـرت البلاد بأقطارها

    حلـوان صبحتها غـارة




    فقبلت غـرار غـرارها

    وعقبة بالموصل احجرته




    وطوقته الذل فـي كارها

    قال واستولى مساور على أكثر اعمال الموصل وقوي أمره. فجمع له الحسن بن ايوب بن عمر بن الخطاب العدوي التغلبي. وكان خليفة ابيه بالموصل عسكراً كثيراً منهم حمدان بن حمدون جد الامراء الحمدانية وغيره. وسار الى مساور وعبر اليه نهر الزاب فتأخر عنه مساور عن موضعه ونزل بموضع يقال له وادي الريات وهو واد عميق.
    ٢٠٢

    فسار الحسن في طلبه فالتقوا هناك واقتتلوا أشد القتال. فانهزم عسكر الموصل وكثر القتل فيهم وسقط كثير منهم في الوادي فهلك فيه اكثر من القتلى ونجا الحسن فوصل الى حرة من أعمال اربل اليوم ونجا محمد بن علي بن السيد فظن الخوراد انه الحسن فتبعوه فقاتلهم فقتل وكان شجاعاً فارساً. قال : وعظم شأن مساور حتى خافه الناس. وقصد الموصل ونزل بظاهرها عند الدير الأعلى. فاستتر أمير البلاد وهو عبدالله بن سليمان لضعفه عن مقاتلته. ووجه مساور جمعاً الى دار عبدالله أمير البلاد فأحرقها ودخل الموصل بغير حرب وصلى الجمعة في المسجد الجامع. قال فوضع ابهامه في اذنيه وكبر ست تكبيرات وخطب بعد الصلاة. وكان قد جعل على درج المنبر من أصحابه من يحرسه بالسيوف وكذلك في الصلاة. ثم فارق الموصل ورجع الى الحديثة لأنه كان اتخذها دار هجرته.

    قال وخالف أحد الخوارج اسمه عبيدة من بني زهير العمروي على مساور في توبة الخاطىء فقال مساور تقبل توبته. وقال عبيدة لا تقبل فجمع عبيدة جمعاً كبيراً وسار الى مساور وتقدم اليه مساور من الحديثة فالتقوا بنواحي جهينة بالق بالقرب من الموصل واقتتلوا أشد قتال فأسفرت النتيجة عن قتل عبيدة وفل جمعة واستولى مساور على كثير من العراق. حتى انه منع الأموال على الخليفة وضاقت على الجند أرزاقهم. ولما ولي المعتمد الخلافة سير مفلحاً الى قتال مساور في عسكر كبير حسن العدة فلما قارب
    ٢٠٣

    الحديثة فارقها مساور وقصد جبلين يقال لأحدهما زيني وللآخر عامر. وهما بالقرب من الحديثة فتبعه مقلح فعصف عليه مساور وهو في أربعة آلاف فارس فاقتتل هو ومفلح وجرت وقفات عديدة بينهما. ثم اصبحوا يوماً وطلبوا مساوراً فلم يجدوه. وكان قد سار الى الحديثة ورجع مفلح الى الموصل فأحسن السيرة في أهلها. ثم تأهب للقاء

    مساور فلما قارب الحديثة فارقها مساور

    . ثم رحل عنها مفلح ، وفي سنة ست وخمسين وماءتين التقى بغابمساور الخارجي بخانقين وقتلوا من أصحابه جماعة كثيرة.

    وفي سنة سبع وخمسين وماءتين. خرج علي بن مساور الخارجي وخارجي آخر اسمه طوق من بني زهير فاجتمع اليه أربعة آلاف فسار الى أذرمة فحاربه أهلها فظفر بهم فدخلها بالسيف وأخذ جارية بكراً فجعلها فيئاً وافتضها في المسجد. فجمع عليه الحسن بن ايوب بن احمد العدوي جمعاً كثيراً فحاربه فقتله وقطع رأسه وانفذه الى سامراء ، وفي سنة ثمان وخمسين ومائتين سار مسرور الى البوازيج فلقى مساوراً هناك فكان فيها ما بينهما وقعة أسر فيها من اصحاب مسرور جماعة ثم انصرف مسرور الى سامراء وفي سنة ستين وماءتين قتل رجل من اصحاب مساور الشاري محمد بن هرون بن المعمر رآه يريد سامراء فقتله وحمل رأسه الى مساور فطلبت ربيعة بثاره فندب مسرور البلخي
    ٢٠٤

    وغيره الى أخذ الطرق على مساور فلم يتيسر له ذلك ، وفي سنة احدى وستين وماءتين قتل مساور الشاري يحيى بن جعفر الذي كان يلي خراسان. فسار مسرور البلخي في طلبه وتبعه ابو احمد وهو الموفق بن المتوكل فسار مساور من بين ايديهما فلم يدركاه. وفي سنة ثلاث وستين وماءتين رحل الى البوازيج يريد لقاء عسكر قد سار اليه من عند الخليفة وجاءه حتفه فمات حينذاك.
    ٢٠٥

    ( الحرب بين الخوارج أنفسهم )

    لما هلك مساور طلب الخوارج أن يبايعوا محمد بن خرزاد فامتنع فبايعوا هرون بن عبدالله البجلي. قال ابن الأثير جمع بن خرزاد أصحابه وسار الى هرون محارباً له فنزل واسط وهي محلة بالقرب من الموصل وكان يركب البقر لئلا يفر من القتل ويلبس الصوف الغليظ ويرقع ثيابه وكان كثير العبادة والنسك ويجلس على الأرض ليس بينها وبينه حائل. فلما نزل واسط خرج اليه وجوه أهل الموصل وكان هرون بمعلثايا يجمع لحرب محمد. فلما سمع بنزول محمد عند الموصل سار اليه ورحل ابن خرزاد نحوه فالتقوا بالقرب من قرية شمرخ فاقتتلوا قتالاً شديداً كان فيه مبارزة وحملات كثيرة فانهزم هرون وقتل من أصحابه نحو مائتي رجل منهم جماعة من الفرسان المشهورين. مضى هرون منهزماً فعبر دجلة الى العرب قاصداً بني تغلب فنصروه واجتمعوا اليه ورجع ابن خرزاد من حيث أقبل وعاد هارون
    ٢٠٦

    الى الحديثة فاجتمع عليه خلق كثير. وكاتب أصحاب بن خرزاد واستمالهم فأتاه منهم الكثير ولم يبق مع ابن خرزاد الا عشيرته من الشمردلية وهم من أهل شهر زور. وإنما فارقه أصحابه لأنه كان خشن العيش وهو ببلد شهر زور وهو بلد كثير الأعداء من الأكراد وغيرهم وكان هرون ببلد الموصل قد صلح حاله وحال أصحابه فلما راى أصحاب ابن خرزاد ذلك مالوا اليه وقصدوه وواقع ابن خرزاد بنواحي شهر زور والأكراد الجلالية وغيرهم. فقتل وتفرد هرون بالرياسة على الخوارج وقوي وكثر أتباعه وغلبوا وذلك سنة سبع وستين وماءتين.
    ٢٠٧

    ( صاحب الزنج الخارجي )

    قال : أرباب التاريخ. خرج في عهد المهدي. صاحب الزنج بالبصرة (١) وكان من كبار أصحاب الفتن في العهد العباسي ، وكان يزعم انه علي بن احمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع). وأكثر الناس يقولون انه دعى آل ابي طالب ، قال المسعودي في مروج الذهب (٢) كان صاحب الزنج. من أهل قرية من أعمال الري. يقال لها. وزق. وظهر من فعله ما دل على تصديق ما رمى به. انه كان يرى رأي الأزارقة. من الخوارج. لأن أفعاله في قتل النساء والأطفال وغيرهم. من الشيخ الفاني وغيره ممن لا يستحق القتال يشهد بذلك عليه. وله خطبة. يقول في أولها. الله اكبر. الله اكبر. لا

    __________________

    (١) كان خروج صاحب الزنج سنة خمس وخمسين ومأتين. وقيل سنة سبعين ومأتين؟.

    (٢) ج ٤ ص ١٣٥. طبع دار الرجاء.
    ٢٠٨

    اله الا الله والله اكبر. الا لا حكم إلا لله. وكان يرى الذنوب كلها شركاً. وكان أنصاره الزنج.

    قال : المسعودي : وشخص الموفق لمحاربة صاحب الزنج في صفر سنة سبع وستين ومأتين. وقدم الموفق ابنه أبا العباس في ربيع الآخر الى الأهواز فأصلح ما افسده الزنج. ثم عاد الى البصرة. فلم يزل منازلاً لصاحب الزنج. قد التف حوله سودان البصرة ورعاعها. فنزل البطائح وامتلك البصرة. والأهواز. وأغار على واسط. وبلغ عدد جيشه ثلاث مئة الف مقاتل. وعجز عن قتاله الخلفاء. وكان يقتل الصغير والكبير. والذكر والأنثى. ويحرق ويخرب. وكان قد جعل مقامه في قصر اتخذه بالمختارة وقد كان أتى بالبصرة في وقعة واحدة على قتل ثلاث مئة ألف من الناس وآخر أمره قتله الموفق. وقطع رأسه. وحمله الى بغداد. وطيف به البلدان. وكان قتله سنة سبعين ومأتين لليلتين خلتا من شهر صفر. وكانت أيامه أربع عشر سنة وأربعة أشهر وستة أيام في أيام المعتمد.
    ٢٠٩

    ( وقايع ابو يزيد الخارجي )

    كان ابو يزيد الخارجي واسم والده كنداد. من مدينة توزر من قسطيلية. وكان أبوه يختلف الى بلاد السودان للتجارة. فولد بها أبو زيد من جارية هوارية. فاتى به الى توزر. ونشأ بها فتعلم القرآن. حتى كبر وترعرع وصار يخالط جماعة من النكارية (١). فمالت نفسه الى مذهبهم. ثم سافر الى تاهرت. فأقام بها يعلم الصبيان. الى ان خرج ابو عبدالله الشيعي الى سجلماسة في طلب المهدي وكان أبو زيد من مذهبه تكفير أهل المل الملة واستباحة الأموال والخروج على السلطان. فابتدأ يحتسب على الناس في أفعالهم ومذاهبهم. فصار له جماعة يعظمونه. وذلك في ايام المهدي سنة ست عشرة وثلثمائة. ولم يزل

    __________________

    (١) النكار. هم خوراد الأندلس وهم من الأباضية : وان جل اهل عمان اليوم اباضية.
    ٢١٠

    على ذلك الى أن اشتدت شوكته وكثر تبعه في ايام القائم ولد المهدي. فصار يغير ويحرق ويفسد ويغزو البلدان فيهدم ويحرق ويقتل. حتى انه قتل الأطفال وأخذ النساء ورعب منه الناس وخافته القبائل واستولى على بلدان كثيرة والقيروان وقتل أهلها وحارب الكتاميين. وعمل أعمالاً عظيمة. وقتل ميسور قائد جيش القائم. وحمل رأسه وطيف بالقيروان. حتى خافه القائم ومن معه بالمهدية وفتح سوسة وقتل الرجال وسبى النساء وأحرق البيوت وشق فروج النساء. وبقر البطون حتى ما ترك موضعاً بأفريقية معموراً. وقد حاصر المهدية غير مرة. وتفرق اهل المهدية أيدي سبأ. وتفرق من أصحابه جماعة وصاروا الى المهدية بسبب عداوة كانت بينهم وبين أقوام سعوا بهم اليه. فخرجوا من المهدية مع أصحاب القائم فقاتلوا أصحاب ابي يزيد فظفروا. فتفرق عند ذلك أصحاب أبي يزيد ولم يبق معه الا القليل فشخص الى القيروان ليجمع بها البربر فخرج أهل المهدية وانتهبوا ثقله. فلما وصل الى القيروان سدس صفر. فنزل المصلى. ولم يخرج اليه أحد من أهلها سوى عاملة وخرج الصبيان يلعبون حوله ويضحكون منه. ثم ما مرت أيام حتى خرجوا اليه. وذلك لما ألان لهم القول وخوفهم صولة القائم. وتسامع الناس فأتاه العسكر من كل ناحية فنهب البلدان ووضع السيف بالرقاب وأكثر الحريق
    ٢١١

    والخراب. ودخل تونس في العشرين من صفر بعسكره سنة أربع وثلاثين وثلثمائة فنهبوا جميع ما فيها وسبوا النساء والأطفال وقتلوا الرجال وهدموا المساجد ولجأ كثير من الناس الى البحر فغرق. فسير اليهم القائم عسكراً الى تونس فخرج اليهم أصحاب ابي يزيد واقتتلوا قتالاً شديداً فانهزم عسكر القائم هزيمة عظيمة. ثم عدلوا على عسكر ابي يزيد فهزموه ودخلوا تونس وأخرجوا من فيها من عسكر ابي يزيد. وكان لأبي يزيد ولد اسمه أيوب. فلما بلغه الخبر جهز جيشاً جراراً وقصد تونس. فدخلها وأحرق ما بقي فيها وقتل أناساً بها. وتوجه الى باجة ـ فقتل من اصحاب القائم. ودخلها بالسيف فأحرقها وكان هذه المدة من القتل والسبي والتخريب ما لا يوصف. وحمل عسكر القائم على ابي يزيد ثلاث حملات. وفي الحملة الثالثة تغلبوا على أبي يزيد وحاصر أبو يزيد بلدة سوسة. وكان بها عسكراً للقائم وعمل في تلك الوقعة الدبابات والمنجنيقات. فقتل من أهل سوسة خلق كثير وفي ذلك الحين فوض القائم العهد الى ولده اسماعيل المنصور. وتوفي القائم فكتم المنصور موت ابيه خوفاً من ابي يزيد لقربه وهو على مدينة سوسة ، وعمل المنصور المراكب وشحنها بالرحال واستعمل عليها رشيقاً الكاتب. ويعقوب بن اسحاق. ووصاهما أن لا يقاتلا حتى يأمرهما ثم سار من
    ٢١٢

    الغد يريد سوسة. فسألوا أن يعود ولا يخاطر بنفسه فعاد وارسل رشيق ويعقوب بالحد في القتال. فوصلوا سوسة. وقد أعد ابو يزيد الحطب لإحراق السور وعمل دبابة. فالقى رشيق النار في الحطب الذي جمعه ابو يزيد وفي الدبابة فأظلم الجو بالدخان واشتعلت النار. فلما رأى ذلك أبو يزيد وأصحابه خافوا فانهزم أبو يزيد واصحابه. وجد في الهرب حتى دخل القيروان من يومه. وفل جيشه على يد رشيق وأصحابه ولما وصل الى القيروان منعه أهلها من الدخول اليها. فرحل ابو يزيد الى سبيبة. وهي على مسافة يومين من القيروان. فنزلها ولما بلغ الخبر لأبي منصور بفتح القيروان أعطى أهلها بالامان. ثم ان ابا يزيد جمع عساكره وارسل سرية الى القيروان فقاتلهم أصحاب المنصور. ورجعوا مفلولين. وسار ابو يزيد بنفسه مع شجعان أصحابه الى القيروان. وكان المنصور قد خندق عليها ففرق أبو يزيد عسكره ثلاث فرق وباشر الحرب بنفسه وكان الظفر للمنصور. وكان يوماً مشهوداً. قال ورحل ابو يزيد عن القيروان في أواخر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وثلثمائة ونادى المنصور من أتى برأس أبي يزيد فله عشرة آلاف دينار. ووقعت حرب أخرى بينهما وكان الظفر مرة
    ٢١٣

    لهذا ومرة لهذا. وصار ابو يزيد يرسل السرايا فيقطع الطريق بين المهدية والقيروان وسوسة. ثم انه أرسل الى المنصور يسال أن يسلم اليه حرمه وعياله الذين خلفهم بالقيروان. وأخذهم المنصور. فان فعل ذلك دخل في طاعته على أن يؤمنه وعياله وأصحابه وحلف له بأغلظ الايمان على ذلك فأجابه المنصور الى ما طلب وأحضرهم اليه مكرمين بعد أن وصلهم وأحسن كسوتهم وأكرمهم. فلما وصلوا اليه نكث جميع ما عقده. وقال انما وجههم خوفاً وانقضت سنة أربع وثلاثين وثلثمائة. ودخلت سنة خمس وثلاثين وثلثمائة وهم على حالهم في القتال ففي خامس المحرم منها زحف أبو يزيد. وركب المنصور. وكان بين الفريقين قتال ما سمع بمثله وأسفرت الحرب عن هزيمة ابي يزيد الى تاه مديت. وقتل من اصحابه ما لا يحصى. فكان ما أخذه أطفال أهل القيروان من رؤس القتلى عشرة آلاف رأس. قال وتجهز المنصور في أثره. وكان كلما قصد موضعاً يتحصن فيه سبقه المنصور حتى وصل طبنة فوصلت رسل محمد بن خزر الزناتي. وهو من أعيان أصحاب ابي يزيد يطلب الأمان فأمنه المنصور. وأمره أن يرصد أبا يزيد. واستمر الهرب بأبي يزيد حتى وصل الى جبل للبربر يسمى برزال. وأهله على مذهبه وسلك الرمان ليختفي أثره. فاجتمع معه خلق كثير فعاد الى
    ٢١٤
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    ( وقعة الضحاك بن قيس ) Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ( وقعة الضحاك بن قيس )   ( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 5:03 pm



    لهذا ومرة لهذا. وصار ابو يزيد يرسل السرايا فيقطع الطريق بين المهدية والقيروان وسوسة. ثم انه أرسل الى المنصور يسال أن يسلم اليه حرمه وعياله الذين خلفهم بالقيروان. وأخذهم المنصور. فان فعل ذلك دخل في طاعته على أن يؤمنه وعياله وأصحابه وحلف له بأغلظ الايمان على ذلك فأجابه المنصور الى ما طلب وأحضرهم اليه مكرمين بعد أن وصلهم وأحسن كسوتهم وأكرمهم. فلما وصلوا اليه نكث جميع ما عقده. وقال انما وجههم خوفاً وانقضت سنة أربع وثلاثين وثلثمائة. ودخلت سنة خمس وثلاثين وثلثمائة وهم على حالهم في القتال ففي خامس المحرم منها زحف أبو يزيد. وركب المنصور. وكان بين الفريقين قتال ما سمع بمثله وأسفرت الحرب عن هزيمة ابي يزيد الى تاه مديت. وقتل من اصحابه ما لا يحصى. فكان ما أخذه أطفال أهل القيروان من رؤس القتلى عشرة آلاف رأس. قال وتجهز المنصور في أثره. وكان كلما قصد موضعاً يتحصن فيه سبقه المنصور حتى وصل طبنة فوصلت رسل محمد بن خزر الزناتي. وهو من أعيان أصحاب ابي يزيد يطلب الأمان فأمنه المنصور. وأمره أن يرصد أبا يزيد. واستمر الهرب بأبي يزيد حتى وصل الى جبل للبربر يسمى برزال. وأهله على مذهبه وسلك الرمان ليختفي أثره. فاجتمع معه خلق كثير فعاد الى
    ٢١٤

    نواحي مقبرة. والمنصور بها فكمن ابو يزيد أصحابه. فلما وصل عسكر المنصور رآهم فحذروا منهم. فعبىء حينئذ أبو يزيد أصحابه واقتتلوا حتى انهزم أبو يزيد الى جبل سالات. ورحل المنصور في أثره فدخل مدينة المسيلة ورحل في أثر ابي يزيد في جبال وعرة وأودية عميقة خشنة الأرض فاراد الدخول وراءه فعرفه الادلاء أن هذه الأرض لم يسلكها جيش قط. واشتد الأمر على العسكر فبلغ عليق الدابة دينار ونصف وقربة الماء دينارين. وان ما وراء ذلك رمال وفقار بلاد السودان ليس فيها عمارة وان أبا يزيد اختار الموت جوعاً وعطشاً على القتل بالسيف. فلما سمع ذلك رجع الى بلاد صنهاجة فاتصل به أميرها زيرى بن مناد الصنهاجي الحميري جد بني باديس ملوك افريقية. فأكرمه المنصور وأحسن اليه. قال ووصل كتاب محمد بن خزر يذكر الموضع الذي فيه أبو يزيد من الرمال فقصده المنصور فهرب منه يريد بلاد السودان. وتحصن في جبال كتامة. وصار يعبث هناك ويختطف الناس. فسار المنصور عاشر شعبان اليه. فلم ينزل أبو يزيد فلما عاد نزل الى ساقة العسكر. فرجع المنصور ووقعت الحرب فانهزم ابو يزيد وأسلم أولاده واصحابه ولحقه فارسان فعقرا فرسه وسقط عنه فأركبه بعض اصحابه ولحقه زيرى بن مناد فطعنه فالقاه وكثر القتال عليه فخلصه اصحابه وخلصوا معه. وتبعهم أصحاب
    ٢١٥

    المنصور فقتلوا منهم ما يزيد على عشرة آلاف. ثم سار المنصور في أثره فلحقه واقتتل الفريقان ولم يقدر أحد الفريقين على الهزيمة لضيق المكان وخشونته. ثم انهزم أبو يزيد فالتجأ الى قلعة كتامة وهي منيعة فاحتمى بها. وجاء أكثر أصحاب ابي يزيد يطلبون الأمان. فأمنهم المنصور. وسار الى قلعة كتامة فحصر أبا يزيد فيها. وفرق جنده حولها حتى انهزم أصحاب ابي يزيد ودخل هو وأولاده وأعيان أصحابه الى قصر في القلعة فاجتمعوا فيه فاحترقت أبوابه وأدركهم القتل. وأمر المنصور باشعال النار في شعاري الجبل وبين يديه لئلا يهرب ابو يزيد. فصار الليل كالنهار. فلما كان آخر الليل خرج أصحابه وهم يحملونه على أيديهم وحملوا على الناس حملة منكرة. فأفرجوا لهم فنجوا به ونزل من القلعة خلق كثير فأخذوا واخروا بخروج ابي يزيد. فأمر المنصور. فسجد شكراً لله تعالى والناس يكبرون حوله وبقي عنده الى سلخ المحرم سنة ست وثلاثين وثلثمائة. فمات من الجراح الذي به. وأمر بادخاله في قفص عمل له وجعل معه قردين يلعبان عليه وأمر بسلخ جلده وحشاه تبناً وكتب الى سائر البلاد بالبشارة في ذلك.
    ٢١٦

    ( خروج فضل الخارجي بعد ابيه )

    لما هلك أبو يزيد. خرج فضل بن ابي يزيد على المنصور بن القائم وأفسد وقطع الطريق فغدر به بعض أصحابه وقتله وحمل راسه الى المنصور وذلك سنة ست وثلاثين وثلثمائة.

    ( فتكات الخوارج )

    فتك عبد الرحمن بن ملجم المرادي الخارجي بسيد الأولين والآخرين ونفس سيد المرسلين وأول المسلمين. في أشرف الشهور ـ شهر رمضان وفي أشرف الليالي ـ ليلة القدر ـ وفي أشرف الأوقات ـ بين الطلوعين وفي مكان شريف ـ في مسجد الكوفة ـ في محرابه بين يدي ربه بين السجدتين ضربه بسيفه فشق رأسه الشريف ومضى السيف الى موضع سجوده من غرته المباركة فخضبت بدمائه كريمته الشريفة. وأفجع الإسلام والمسلمين عامة بقتله. وكان الشقي ابن ملجم شقيق عاقر ناقة صالح قد سقى سيفه السم فقضى امير المؤمنين من ضربته. والبس الاسلام ابراد الحداد لهذا الفتك العظيم وذلك في سنة ٤٠ هجـ.
    ٢١٧

    ( فتكهم بعبد الله بن خباب )

    هو عبدالله بن خباب بن الارت التميمي وكان خباب لحقه سبأ في الجاهلية فبيع بمكة فاشترته امرأة من خزاعة واعتقته فهو تميمي بالنسب خزاعي بالولاء زهري بالحلف ، وكان قيناً يعمل السيوف في الجاهلية وكان فاضلاً من المهاجرين الأولين شهد بدراً وما بعدها المشاهد مع النبي (ص) وكان قديم الاسلام ممن عذب في الله وصبر على دينه وحدث عمراً عما لقي من الأذى في بدء الإسلام ، قال : سأل خباباً عما لقي من المشركين. فقال انظر الى ظهري فنظر ثم قال ما رأيت كاليوم. قال خباب لقد أوقدت لي نار وسحبت عليها فما أطفأها الا ودك ظهري ، قال ابن حجر وشهد مع علي صفين والنهروان ، قيل مات سنة تسع وثلاثين وصلى الله علي بن ابي طالب ، وقيل بل مات سنة تسع عشرة بالمدينة وصلى عليه عمر (١) وولده المقتول

    __________________

    (١) الاستيعاب بهامش الاصابة ج ١ ص ٤٢٣.
    ٢١٨

    بسيوف الخوارج عبدالله بن خباب سبق ذكر مقتله في ص ٤١ ذبحوه فوق خنزير وقالوا والله ما ذبحنا لك ولهذا الخنزير الا واحداً وبقروا بطن زوجته وهي حامل وذبحوها وذبحوا الجنين ، قال أرباب التاريخ ولما التقى الجمعان يوم النهروان استنطقهم علي (ع) بقتل عبدالله فأقروا كلهم كتيبة كتيبة فقال (ع) لو أقر أهل الدنيا كلهم بقتله هكذا وأنا قادر على قتلهم به لقتلتهم.
    ٢١٩

    ( فتكهم بخارجة )

    هو خارجة بن حذافة بن غانم ، امه فاطمة بنت عمره بن بحرية العدوية كان أحد الفرسان. وكان يعد بألف فارس وهو من مسلمة الفتح وأمد به عمر عمرو بن العاص فشهد معه مصر واختط بها. وكان على شرطة عمرو بن العاص. يقال : ان عمرو بن العاص استخلفه على الصلاة ليلة قتل علي بن أبي طالب فقتله الخارجي الذي انتدب لقتل عمرو بن العاص. وقال أردت عمرواً واراد الله خارجة (١) اقول : رأيي ان هذه المؤامرة كانت مدبرة من عمرو بن العاص نفسه على قتل علي ومعاوية لتكون الخلافة له بعدهما. دبرها مع ابن ملجم المنتدب لقتل علي ومع المنتدب لقتل معاوية بحيث كان المنتدب لقتله لا يعلم ذلك ، كما دبر الحزب الأموي من قبل الحيلة بقتل عمر بن الخطاب (رض)

    __________________

    (١) الاصابة لابن حجر العسقلاني ج ١ ص ٣٩٩.
    ٢٢٠

    ليفضي الأمر الى عثمان : للمؤلف.

    الحكـم لله اذ ينجـوا معـاوية




    ورأس سيـده بـالسيف يـنقسم

    ويفلت الرجس عمر وفي تغيبه




    عمداً وخارجة بالغدر يخترم

    ٢٢١

    ( فتكهم بالخلال )

    هو ابو سلمة حفص بن سليمان الهمداني ، مولى السبيع ، كان وزيراً للسفاح ، اول خلفاء العباسيين ، وكان الخلال هذا أول من وقع عليه اسم الوزير. وشهر بالوزارة ولم يكن قبله من يعرف بهذا الاسم وهو الذي بذل اموالاً طائلة له في تكوين الدولة الهاشمية. واتهموه بالتشيع قتله الخوارج. ويقال حرض عليه ابو مسلم الخراساني جماعة. فخطبوه بأسيافهم ليلاً وذلك عند منصرفه من مجلس السمر مع السفاح بالأنبار في رجب سنة ١٣٢ هجـ هكذا ذكره ابن خلكان.
    ٢٢٢

    ( فتكهم بالمثلم بن مشرح الباهلي )

    هو المثلم بن مشرح. كان يقال له ابن سعاد اسم امه ، ذكر أرباب التاريخ انه ذكر لعبيد الله بن زياد رجل من سدوس يقال له ـ خالد بن عباد ـ. وكان من نساك الخوارج. فوجه اليه فأخذه ، فأتاه رجل من اهل ـ فوز ـ فكذب عنه. وقال هو صهري. وفي ضمني فخلني عنه فلم يزل الرجل يفقده حتى تغيب فأتى ابن زياد فاخبره. فلم يزل يبعث الى خالد بن عباد حتى ظفر بن فأخذه. فقال له أين كنت في غيبتك هذه؟ قال : كنت عند قوم يذكرون الله فيسجدون له ويذكرون أئمة الجور فيتبرؤن منهم. قال ادللني عليهم. قال : اذن يسعدوا ويشقى. ولم اكن لأروعهم فلم يزل به حتى عزم على قتله. وأمر به فأخرج الي رحبة تعرف برحبة ـ الترتيبي ـ وكانت الشرطة تتفادى عن قتله. حتى اتى ـ المثلم بن مشرح الباهلي. وكان من الشرطة فتقدم اليه فقتله فأتمر به الخوارج أن يقتلوه وكان
    ٢٢٣

    مغرما باللقاح يتبعها فيشتريها من مضانها ، فبعثوا اليه رجلاً في هيئة الفتيان عليه درع زعفراني فلقيه ـ بالمربد ـ وهو يسأل عن لقحة صيفي فقال له الفتى ان كنت تبتع فعندي ما يغنيك عن غيره فامض معي فمضى ـ المثلم ـ معه على فرسه يمشي أمامه حتى أتى به بني سعد فدخل داراً وقال له ادخل على فرسك فلما دخل وتوغل في الدار غلق الباب وثارت به الخوارج. فاعتوره حريث بن حجل وكهمش بن طلق الصريمي فقتلاه. وجعلا دراهم كانت معه في بطنه ودفناه في ناحية الدار وحكا آثار الدم. وخليا فرسه في الليل. فأصبحت الغد في المربط. وتجسس عنه الباهليون فلم يروا له أثراً. فأتهموا بني سدوس به. وأخذوا من السدوسيين أربع ديات. ولم يعلم بمكان المثلم. حتى خرج مرداس وأصحابه. فلما وافقهم ابن زرعة الكلابي صاح بهم حريث. وقال : اهاهنا من باهلة أحد؟ قالوا : نعم. قال أعداء الله أخذتم للمثلم من بني سدوس أربع ديات وأنا قتلته وجعلت دراهم كانت معه في بطنه. وهو في موضع كذا مدفون. ولما انهزم ابن زرعة صاروا الى الدار فأصابوا أشلاءه.
    ٢٢٤

    ( فتكهم بمعن بن زائدة )

    كان معن بن زائدة الشيباني يكنى بأبي الوليد. وقد اشتهر بالكرم والجود والحلم والشجاعة والمروءة والنجدة والفصاحة والذكاء والشعر ، حتى قيل فيه. حدث عن معن ولا حرج. وكان قد أدرك الدولتين الأموية والعباسية. فأحرز فيهما الشأن الخطير والمنصب الرفيع. وقد اتصل في أيام بني أمية بيزيد بن عمرو بن هبيرة الفزاري امير العراقين لبني امية. ولما اديل للعباسيين من الأمويين ، ثار ابن هبيرة واشترك معه معن في هذه المعركة وأبلى فيها بلاء حسناً. وقد حاربهما المنصور حرباً تشيب لها الولدان حتى حصرهما في مدينة واسط : ولم يزل يشدد عليهما الحصار حتى قتل ابن هبيرة وفر معن واختفى. فصار المنصور يطلبه أشد الطلب وجعل لمن يمسكه أو يدل عليه جائزة سنية ، ولما ثار الخراسانيون على المنصور في مدينة الهاشمية ـ قرب الكوفة ـ وجرت بينهم وبين حاشية المنصور
    ٢٢٥

    معركة هائلة كادوا يقتلونه فيها ، كان معن حينذاك متوارياً على مقربة منهم ، فخرج من مخبئه وهو متلثم ودخل المعركة شاهراً سيفه وأخذ يقاتل الثائرين قدام المنصور حتى مزقهم كل ممزق ، ولما انكشفت الحالة عن المنصور قال له : ( من أنت لله ابوك؟ ) فأجاب « أنا طلبتك يا امير المؤمنين ، انا معن بن زائدة » فقال المنصور : قد آمنك الله على نفسك ومالك ومثلك من يصطنع ، ثم أخذه معه وخلع عليه وحباه وزينه : ومما يروى من نجدته. ما ذكره المؤرخون. أنا المنصور أهدر دم رجل من أهل الكوفة كان يسعى مع الخوارج بفساد دولته وجعل لمن يدل عليه مئة ألف درهم ، ثم ظهر الرجل متنكراً في بغداد فعرفه أحد البغداديين وتمسك به وصاح « هذا بغية امير المؤمنين » وفيما هما على تلك الحال مر معن فاستجار به الرجل فأمر معن البغدادي الى الخليفة وأعلمه الخبر فغضب الخليفة واستدعى معناً في الساعة. ولما وصل أمر المنصور الى معن. جمع أهل بيته وأقاربه ومواليه وقال لهم « أقسمت عليكم الا يصل مكروه الى هذا الرجل وفيكم عين تطرف » ثم سار الى الخليفة. وعندما دخل عليه رآه محتدماً غيظاً. فلما أنبه المنصور على فعلته. قال : يا أمير المؤمنين. كم مرة تقدم في دولتكم بلائي وحسن عنائي! وكم مرة
    ٢٢٦

    خاطرت بدمي أفما رأيتموني أهلاً لأن يوهب لي رجل استجار بي بين الناس لوهمه أني من عبيد امير المؤمنين. وكذلك أنا؟ فمر بما شئت وها أنذا بين يديك » فسكن غضب المنصور وقال له ( أجرناه لك يا معن ) ولم يزل بالخليفة يسترضيه حتى أخذ منه مئة الف درهم عطية للرجل المغضوب عليه. ثم عاد الى منزله وقال للرجل « يا رجل خذ صلتك والحق بأهلك وإياك ومخالفة الخلفاء في امورهم بعد الآن ، وكان من الكرم ما يضيق المجال عن ذكره. فان اخبراه بالكرم مسطورة في مضانها. وكذلك مقالة الشعراء فيه ، قال ارباب التاريخ وفي ستة مئة وخمس وعشرين هجرية. أدخل الى منزله بعض الصناع ليعملوا له عملاً فاندس بينهم بعض الخوراج فقتلوه غيلة وهو يحتجم فتبعهم ابن اخيه يزيد وقتلهم على بكرة أبيهم ، فكان لقتله رنة أسىً في الدولة العباسية. ورثته الشعراء بمراث مشجية.
    ٢٢٧

    ( فتكهم بعيسى بن جعفر )

    بعث هرون الرشيد عيسى بن جعفر بن عمه واخو زبيدة الى عمان عاملاً عليها في ستة آلاف مقاتل فخرج اليه والي صحار وهو مقارش بن محمد اليحمدي فالتقوا ( بحتى ) فانهزم عيسى بن جعفر وسار الى مراكبه بالبحر فتبعه الخوارج في ثلاث سفن فأسروا عيسى وجيء به الى صحار فحبس بها بأمر من الامام الوارث. قال الراوي وبعد ذلك انطلق جماعة من حيث لا يعلم الإمام حتى أتوا الى صحار فتسوروا السجن على عيسى بن جعفر فقتلوه في السجن.
    ٢٢٨

    ( فتكهم بعامل سوآرء )

    قال ابن ابي الحديد : مرّ شبيب في طريقه الى الكوفة على سورآء فالتفت الى أصحابه وقال : ايكم يأتيني برأس عاملها. فانتدب اليه قطين. وقعنب وسويد ورجلان من أصحابه فكانوا خمسة وساروا حتى انتهوا الى دار الخراج والعمال فيها. فقالوا اجيبوا الأمير فقال الناس أي امير قالوا أمير قد خرج من قبل الحجاج يريد هذا الفاسق شبيباً. فاغتر بذلك عامل سورآء فخرج اليهم. فلما خالطهم شهروا السيوف وحكموا وخبطوه بها حتى قتلوه وقبضوا ما وجدوا في دار الخراج من مال ولحقوا بشبيب فلما رأى شبيب البدر. قال : أتيتمونا بفتنة المسلمين هلم يا غلام الحربة فخرق بها البدر وأمر أن تنخس الدواب التي كانت البدر عليها فمرت رائحة والمال يتناثر من البدر حتى وردت الصراة. فقال ان كان بقي شيء فاقذفوه في الماء.
    ٢٢٩

    ( فتكهم بمحمد بن هرون بن المعمر )

    ذكر ابن الاثير أن رجلاً من اصحاب مساور الشاري وافق محمد بن هارون بن المعمر. وهو يريد سامراء فقتله وحمل رأسه الى مساور فطلبت ربيعة بثأره.

    ( فتكهم بالنساء )

    ذكر أرباب التاريخ أن الخوارج قتلوا زوجة عبدالله بن خباب فبقروا بطنها وذبحوا جنينها (١) ثم قتلوا ام سنان الصيداوية وثلاثاً من النساء وذلك قبل وقعة النهروان بقليل ، وقتلوا ام حفص. ابنة المنذر بن الجارود العبدي زوجة عبد العزيز بن عبدالله بن اسيد قتلها ابو الحديد العبدي (٢).

    قال ابن الأثير في حوادث سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة. كان جيش ابي يزيد الخارجي. قد هجم في الليل على رجل من أهل القيروان وأخذ ماله وثلاث بنات ابكار. فلما أصبح واجتمع الناس لصلاة الصبح قام الرجل في الجامع وصاح وذكر ما حل به فقام الناس معه وصاحوا فاجتمع الخلق العظيم. ووصلوا الى ابي يزيد فاسمعوه كلاماً غليظاً

    __________________

    (١) انظر ، ص ٤١.

    (٢) انظر ، ص ٧٠.
    ٢٣٠

    فاعتذر اليهم ولطف بهم وأمر برد البنات. فلما انصرفوا وجدوا في طريقهم رجلاً مقتولاً فسألوا عنه فقيل ان فضل بن ابي يزيد قتله وأخذ امرأته وكانت جميلة فحمل الناس المقتول الى الجامع وقالوا لا طاعة الا للقائم ، وجيء اليه بسبي من أهل تونس وهم عنده فوثبوا اليهم وخلصوهم ، وكانت الحروب بين القائم وابي يزيد سنين عديدة. وبعد وفاة القائم قام بالأمر ابنه المنصور فتغلب على ابي يزيد بعد حروب وقتال بين الطرفين. وهلك أبا يزيد ، وقتل من بعده ابنه فضل كما ذكرناه.
    ٢٣١

    ( الخوارج وفرقهم )

    افترقت الخوارج خمس وعشرون فرقة ، وكل هذه الفرق متفقة على أمرين لا مزيد عليهما في الكفر والبدعة.

    احدهما : انهم يزعمون ان علياً ، وعثمان ، وعائشة ، وطلحة والزبير ومن رضي بالحكمين وعمرو بن العاص ، وابي موسى الأشعري ، ومعاوية وأتباعه كفروا كلهم.

    والثاني : يعتقدون ان كل من أذنب ذنباً من المسلمين فهو كافر ، ويخلد من النار ، وشذت فرقة منهم وهم النجدات فانهم قالوا : ان الفاسق كافر على معنى انه كافر نعمة ربه ، فيكون اطلاق هذه التسمية عند هؤلاء منهم على معنى الكفران لا على معنى الكفر ؛ ومما يجمع أيضاً تجويزهم الخروج على الإمام الجائر. والكفر لا محالة لازم لتكفير الصحابة ، وهناك اصحاب مقالاة ومعتقدات اكثرها كفر والحاد عصمنا الله من الزلل ، وحفظنا من
    ٢٣٢

    المروق عن الدين ، والإنشقاق عن صفوف المسلمين ، وجعلنا ممن يهتدى بهدي خاتم المرسلين انه سميع مجيب.

    « المحكمة » : أول من قال منهم ـ لا حكم إلا لله ـ عروة بن حدير (١) اخو مرداس الخارجي ـ ابي بلال ـ ، فسمع من كان من أهل جباه السود هذه الكلمة ، فتعلقوا بهذه الشبهة فسموا المحكمة ، وخرجوا الى ـ حروراء ـ وكان فيها اجتماعهم واظهارهم العداء لعلي (ع) فسموا ـ الحرورية ـ.

    « الازارقة » وهم اتباع. نافع بن الأزرق. ابو راشد الحنفي (٢) وهم اكثر الخوارج عدداً. وأشدهم شوكة. واعظمهم عصبية. فارقوا المحكمة. لقولهم كل من خالفهم من هذه الأمة فهو مشرك. بخلاف المحكمة. فانهم كانوا يقولون كل من خالفهم كافر ، وتزعم الأزارقة من

    __________________

    (١) وقيل اول من قال ـ لا حكم إلا الله ـ في صفين هو يزيد بن عاصم المحاربي كلمة حق يراد بها باطل. وقيل ان الذي قالها رجل من بني يشكر ، كان مع أصحاب علي يومئذ.

    (٢) ذكر المبرد في كامله. أنه اعتزل الحرب يوم النهروان فضللته الخوراج.
    ٢٣٣

    لم يهاجر الى ديارهم فهو مشرك. وان وافقهم في مذهبهم ، وكان من عاداتهم فيمن هاجر اليهم أن يمنحوه بأن يسلموا اليه أسيراً من اسراء مخالفيهم. وأطفالهم ويأمروه بقتله ، ويزعمون أن أطفال مخالفيهم مشركون يخلدون في النار ، ويزعمون أنّ ديار مخالفيهم ديار كفر ، وأنّ قتل نسائهم وأطفالهم مباح ، وإنّ رد أماناتهم لا تجب ، ويزعمون ان الرجم لا يجب على الزاني المحصن ، خلافاً لا جماع المسلمين ، وقالوا انّ من قذف رجلاً محصناً فلا حد عليه ، ومن قذف امراة محصنة فعليه الحد وقالوا ان سارق القليل يجب عليه القطع.

    « النجدات » اتباع ـ نجدة بن عامر الحنفي ـ فمن قولهم ان من يقول بمقالة نافع فهو كافر ، ثم افترق هؤلاء ثلاث فرق ، وخرجوا على نجدة.

    « العطوية » اتباع عطية بن الأسود الحنفي ، كان عطية هذا من اصحاب نجدة أرسله الى سجستان فأظهر مذهبه بمرو منابذاً لنجدة فعرفت اتباعه بالعطوية.

    « الفديكية » اتباع ـ ابو فديك ـ كان ابو فديك من أصحاب نجدة فانقلب على نجدة لأنه أخذ عليه أشياء. منها انه بعث جنداً للغزو ، في البر وجنداً في البحر ، ثم فضل في العطاء من بعثه في البحر فأنكر عليه ذلك. وقال
    ٢٣٤

    لم يكن من حقه ان يفضل هؤلاء فتبعه جماعة وسموا الفديكية.

    « الصفرية » اتباع زياد بن الأصفر ـ وقولهم كقول الأزارقة في فساق هذه الامة ولكنهم لا يبيحون قتل نساء مخالفيهم ولا أطفالهم وقالت طائفة منهم : كل ذنب له حد معلوم في الشريعة لا يسمى مرتكبه مشركاً. ولا كافراً ، بل يدعى باسمه المشتق من جريمته يقال سارق ، وقاتل ، وقاذف ، وكل ذنب ليس فيه حد معلوم في الشريعة. مثل الاعراض عن الصلاة فمرتكبه كافر ، ولا يسمون مرتكب واحد من هذين النوعين جميعاً مؤمناً ، وقال فريق منهم. ان المذنب لا يكون كافراً الى أن يحده الوالي ويحكم بكفره ، وكان هذه الفرق الثلاث تدعى بامامة ـ مرداس ـ ابي بلال الخارجي ، وبعده قالت بإمامة ـ عمران بن حطان ـ الخبيث.

    « العجاردة » اتباع عبد الكريم بن عجرد ـ وكان من اتباع عطية بن الأسود الحنفي ، وقولهم ان كل طفل بلغ فانه يدعى الى ان يقر بدين الاسلام ، وقبل ان يبلغ يتبرؤن منه ، ولا يحكمون له بحكم الإسلام في حالة طفوليته.

    « الخازمية » كانوا يقولون بتكفير القدرية ، ووافقوا أهل السنة في القدر والاستطاعة والمشيئة ، فيقولون لا خالق الا
    ٢٣٥

    الله ولا يكون الا ما يريد. غير أنهم يكفرون. عثمان بن عفان. وعلي بن ابي طالب (ع) والحكمين.

    « الشعيبية » اتباع ـ محمد بن شعيب ـ يروى ان محمد بن شعيب نازع رجلاً من الخوارج يقال له ميمون ، وكان على شعيب نازع رجلاً من الخوارج يقال له ميمون ، وكان على شعيب مال فطالب به شعيباً ، فقال شعيب أؤديه اليك ان شاء الله تعالى. فقال ميمون الآن شاء الله ذلك ألا تراه قد أمر به. فقال شعيب : لو كان الله شاء لم اقدر على مخالفته. فظهر بسبب ذلك الخلاف بيت العجاردة في مسألة المشيئة. فكتبوا هذه القصة الى عبد الكريم بن عجرد ، وهو محبوس في حبس السلطان فكتب في جوابه. نحن نقول ما شاء الله كان. وما لم يشأ لم يكن ، ولا نلحق به سوءاً. وقال ميمون : من قال انه لم يرد ان يؤدي الي حقي فقد الحق به سوءاً ، وقال شعيب : بل وافقني في الجواب. ألا تراه يقول : وما لم يشأ لم يكن ، ورجع الخازمية الى قول شعيب ، والحمزية منهم الى قول ميمون القدري ، وميمون هذا كان يجوز نكاح بنات البنين ، وبنات البنات وبنات الأخوة. وهذا خلاف اجماع المسلمين. وهذا منه كفر زاده على قوله بالقدر ، والارادة ، وكان ينكر سورة يوسف ويقول انها ليست من القرآن.

    « الخلفية » وهم اتباع ـ خلف ـ وكان من اتباع ميمون
    ٢٣٦

    القدري ثم رجع عن قوله وتبع مذهب اهل السنة في باب القدر والمشيئة والاستطاعة فبايعه خوراج كرمان على ذلك ، وكان حمزة الخارجي يحاربهم حتى فني في حروبهم خلق كثير وقالوا بمقالة الأزارقة. في قولهم ان أطفال مخالفيهم يكونون في النار.

    « المعلومية » و ...

    « المجهولية » والفريقان من جملة الخازمية ، ثم ان المعلومية. خالفوهم وزعموا ان من لم يعلم الله بجميع اسمائه فهو جاهل به. والجاهل به كافر ، وزعموا ان من كان على دينهم. وخرج على اعدائه بالسيف فهو الامام ، والمجهولية يقولون. من عرف الله ببعض اسمائه يكون عالماً به ، ولا يشترطون معرفة جميع اسمائه ، ويكفرون المعلومية بهذا السبب.

    « الصلتية » ابتاع صلت بن عثمان ، وقيل صلت بن ابي الصلت وقال : المقريزي ـ عثمان بن ابي الصلت ـ وهؤلاء كانوا يقولون انا نوالي كل من كان على مذهبنا. ولكنا نتبرأ عن أطفالهم الى أن يبلغوا ونعرض عليهم الاسلام فيقبلوه ـ يريدون عرض مذهبهم وقبوله.

    « الحمزية » وهم اصحاب حمزة الخارجي. القدري. الذي خرج في عهد الرشيد بخراسان ، فانه جمع بين
    ٢٣٧

    البدعتين الخروج. والقدر. وكان الى عهد المأمون ، وقد ظهر فساده في جميع بلاد خراسان. وكرمان ومكران. وقهستان. وكان قبلاً على مذهب الخازمية. ثم خالفهم في القدر. والاستطاعة. ورجع الى قول القدرية. وكان يزعم ان مخالفيهم من هذه الأمة مشركون. وان غنائمهم لا تحل لنا. وكان يأمر باحراق الغنائم. وعقر دواب مخالفيهم الى ان قتله جماعة من أهل نيسابور.

    « الثعالبة » أصحاب ـ ثعلبة بن مسكان ، وذكره الشهرستاني ثعلبة بن عامر ، وهذه الفرقة كانت تقول بامامة عبد الكريم بن عجرد وصارت تكفره بعد ذلك.

    « المعبدية » كانت هذه الفرقة تقول بامامة ـ معبد بن ثعلبة والثعالبة كانت تكفر معبد ، حيث خالف امام الثعالبة. بان قال : يجوز أخذ الزكاة من العبيد. ويجوز دفعها اليهم ، وزعم بأن كل من لم يوافقه بهذه المقالة كافر.

    « الاخنسية » هم أصحاب اخنس بن قيس ، وكان من اتباع الثعالبة اولاً. في موالاة الأطفال ، ثم خنس من بينهم ؛ وزعم انه يجب التوقف في جميع من كان في دار التقية الامن عرفنا منه نوعاً من الكفر فحينئذ نتبرأ عنه ، ومن عرفنا منه الايمان فنواليه ، وكان يقول : ان قتل مخالفيهم
    ٢٣٨

    في السر لا يجوز ، ولا يجوز ابتداء أحد من أهل القبلة بالقتال حتى يدعوه أولاً الى مذهبهم.

    « الشيبانية » أصحاب شيبان بن سلمة الخارجي. الذي ساعد أبا مسلم الخراساني في نهضته ضد الأمويين. وكان يذهب الى مذهب المشبهة وكذلك ساير الثعالبة ، ثم خالفهم. وقال : كل زرع يسقى بنهر ، أو عين ففيه نصف الشعر. وقال : كل زرع سقى بالسماء ففيه عشر كامل.

    « المكرمية » هؤلاء اتباع اب مكرم ابن عبدالله العجلي. كان يقول من ترك الصلاة فقد كفر لا لانه ترك الصلاة ولكن لانه يكون جاهلاً بالله تعالى. وكان يقول ان المذنبين كلهم جاهلون بالله وكان يقول ان الاعتبار بما سبق في كتاب الله.

    « الاباضية » وهم أتباع عبدالله بن اباض ، قال ابن قتيبة. انه من بني مرة بن عبيد من بني تميم ، وهؤلاء الاباضية. تفرقوا الى فرق عديدة. وكل فرقهم تقول بهذه المقالة. ان كل من خالفهم من فرق هذه الأمة كفار. لا مشركون ولا مؤمنون ، ويجوزون شهادتهم ويحرمون دماءهم سراً. ويستبيحونها علانية ، ويجوزون مناكحتهم ويثبتون التوارث بينهم ، ويحرمون بعض غنائهم ويحللون بعضها ، يحللون ما كان من جملة الاسلاب والسلاح ،
    ٢٣٩

    ويحرمون ما كان من ذهب او فضة ويردونها الى اربابها ، وعلى هذا قال : شاعرهم العماني (١).

    نبرأ ممن قد عصى مولاه




    ما لم يتب عن الذي أتاه

    وهكـذا نبرأ ممن بـريا




    منا برأي فافهمن ما عنيا

    لانه بـذاك عـاص آثم




    وهـو به مخالف مراغم

    فعلى هذا أن الاباضية تتبرأ من كل المسلمين. كذلك المسلمون يتبرأون منهم لانهم مرقوا عن الدين واختلقوا لهم معتقدات وآراء مخالفة لقدسية الاسلام وحقيقته.

    « اليزيدية » : يقال لهم يزيدية الخوارج اتباع يزيد الخارجي (٢) وكان من البصرة. ثم رجع الى كور فارس. وكان على رأي الاباضية من الخوارج وكان يقول : ان الله تعالى يبعث رسولاً من العجم ، وينزل عليه كتاباً ينسخ به شريعة محمد (ص) وكان يقول اتباعه يكونون في الصابئة المذكورة في القرآن.

    __________________

    (١) عبد بن حميد بن سلوم السالمي المتوفي سنة ١٣٣٢ هـ في كتابه جوهر النظام ج ١ ، ص ١٦.

    (٢) هذا في كتب الملل. لكن الصواب زيد بن ابي انيسة من رؤوس الخوارج ، وقال ابن حزم هو غير زيد بن ابي انيسة.
    ٢٤٠

    « الحفصية » طائفة من الاباضية ، تبعوا حفص بن ابي المقدام الذي كان يقول : ليس بين الكفر والايمان الا معرفة الله ـ فمن عرفه فهو مؤمن ، وان كان كافراً بالرسول وبالجنة والنار ، واستحل جميع المحرمات كالقتل والزنا واللواط والسرقة. وفهو كافر ولكنه بريء من الشرك ، وهؤلاء يقولون في عثمان. كما تقول الروافض في ابي بكر وعمر. ويقولون في عثمان. كما تقول الروافض في ابي بكر وعمر. ويقولون في علي نزل قوله تعالى : ( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ) (١) وفي عبد الرحمن بن ملجم قوله تعالى : ( ومن الناس من يشري نفسه البتغاء مرضاة الله والله رؤف بالعباد ) (٢) فهذه الأشياء ظاهرة من بدعهم ولاعبهم في الدين والكتاب.

    « الحارثية » اتباع الحارث بن مزيد الاباضي ، كانوا يقولون بقول القدرية في القدر والاستطاعة ، وسائر الأباضية كانوا يكفرونهم بسبب ذلك.

    « ابراهيمية » ليس لهم شيء يذكر الا أن أصحابهم كفروهم لتوقفهم عن تكفير ميمون.

    __________________

    (١) (٢) سورة البقرة.
    ٢٤١

    « ميمونية » كفرهم أصحابهم وذلك لبيع جارية له ، وقالوا كفر ميمون.

    « واقفية » : كفرهم اصحابهم لتوقفهم عن تكفير ميمون.

    « البهيسية » : وهم أصحاب ابي بهيس ، هيصم بن عامر كانوا يقولون لا يطلق على المذنب كافر ولا مؤمن حتى يدفع الى السلطان. ويقيم عليه الحد. وقال بعضهم متى ما كفر الامام كفرت رعيته ايضاً ، وقال قوم منهم ان السكر كفر وترك الصلاة كفر.

    « الصالحية » اتباع صالح بن مسرح التميم الخارجي ، قتله الحارث بن عميرة أحد قواد الحجاج سنة ٧٦.

    « الشبيبية » اتباع شبيب بن يزيد الشيباني ، كان من قواد صالح بن مسرح ، وكان كنيته ابو الصحارى : وكان شبيب من أصحاب صالح وخالفه في تجويز امامة النساء. اذا قمن بأمر الرعية كما ينبغي وخرجن على مخالفيهم ، وتبعه جماعة فانتسبوا اليه. وكانوا يقولون ان غزالة أم شبيب كانت هي الامام بعد شبيب الى ان قتلت ، لأن شبيب أمر امه فصعدت على منبر الكوفة وخطب وبايعوها بعد قتل ابنها.
    ٢٤٢

    ( الخوارج ومعتقداتهم )

    ان للخوارج معتقدات. تخالف معتقدات السنة والشيعة وبحيث يعتقدون بأشياء يضمرونها ولا يظهرونها ، وانا نرى حرصهم على كتبهم أشد الحرص فيعسر على المؤلف أن يقف على معتقداتهم لندارة كتبهم. اذا كانت هناك لهم مؤلفات ، وها هي مكتبات المسلمين عارية عن أي مؤلف يمت بالخوارج.

    أما المعتقدات التي نذكرها فهي ما وقف عليها سلفنا الصالح ودونوها في مؤلفاتهم. منها :

    أنهم يكفرون عائشة ، وطلحة ، والزبير ، بمقاتلتهم علياً (١) ويزعمون ان أصحاب الجمل مخلدون في النار مع الكفار (٢) وكان على (ع) يومئذ على الحق ولكنه كفر بعد ذلك (٣).

    __________________

    (١) التبصر في الدين. للاسفراييني ص ٤١ :

    (٢) (٣) التبصر في الدين ، ٤٠ ، ٤١.
    ٢٤٣

    وجاء واصل بن عطاء (١). مخالفاً لهذين القولين قال : ان الفاسق لا مؤمن ولا كافر. وانه في منزلة بين المنزلتين ، وحكمهم. اي اصحاب الجمل ـ انهم مخلدون في النار مع الكفار. وان من خرج منهم من الدنيا. قبل أن يتوب لم يجز لله تعالى ان يغفر له. فخالف في هذا القول جميع المسلمين. واعتزل به دين المسلمين. فطرده الحسن البصري من مجلسه فاعتزل جانباً فسموا معتزلة. لا عتزالهم مجلسه. واعتزالهم قول المسلمين ، ولما أظهر واصل هذه البدعة واعتزل جانباً ووافقه عمرو بن عبيد على هذه البدعة ، ولم يقدرا على اظهار قولهما فلما عرف الناس من واصل قول بالقدر. وكانوا يكفرونه بالقول الأول للذي

    __________________

    (١) واصل ابن عطاء الغزال. رأس المعتزلة. وهو أول من دعا الخلق الى بدعتهم ـ وذلك ان معبد الجهني. وغيلان الدمشقي كانا يضمران بدعة القدرية. ويخفيانها عن الناس ، ولما أن ظهراً ذلك في أيام الصحابة لم يتابعهما على ذلك أحد. وصاروا مهجورين بين الناس بذلك السبب الى ايام الحسن البصري ، وكان واصل في غرار القولين يختلف اليه الناس. وكان في السر يضمر اعتقاد معبد. وغيلان. وكان يقول بالقدر ، ومن قوله : لو شهد عندي رجلان من هذا العسكر ورجلان من ذلك العسكر يعني عسكر علي وعسكر أصحاب الجمل ـ لم اقبل ، فقيل لو شهد من هذا العسكر علي ، والحسن والحسين وابن عباس ، وعمار بن ياسر : رضي الله عنهم ، ومن ذلك العسكر عائشة. وطلحة. والزبير. هل تقبل شهادتهم؟ فقال لو شهدوا جميعهم على باقة بقل لم اقبل.
    ٢٤٤

    ابتدعه في فساق اهل الملة كانوا يضربون به المثل ويقولون : مع كفره قدري ، فصار ذلك مثلاً سائراً بين الناس يضربونه لكل من جمع بين خصلتين. وكان قوله موافقاً لقول الخوارج في تخليد العصاة في النار مخالفاً لهم في القول بمنزلتين. والمعتزلة بعده تمكسوا بهذا القول ولهذا قيل يف المعتزلة أنهم مخانيث الخوارج. ونسبهم اسحق بن سويد الى الخوارج في شعره فقال :

    برأت من الخوارج لست منهم




    مـن العزال منهم وابـن باب

    ومـن قـوم اذا ذكـروا علياً




    يـردون السلام على السحاب

    ويجوز عندهم أن الامام يكون غير معصوم :

    ويجوزون عدم اعتبار النص على الامام من النبي (ص) او من إمام قبله.

    ويجوزون أن يكون الإمام غير هاشمي.

    وكانوا قبل خروجهم على علي بن أبي طالب ـ يعتقدون ان الخلافة لعلي بالنص والبرهان ، وبعد التحكيم انكروا نص النبي على علي (ع) بالخلافة ، وأنكروا امامة الحسن ، والحسين ، وأولاد الحسين ، بل صاروا يختارون لهم اماماً يرجعون اليه ، ويأتمون به. امثال شبيب وأمه غزالة وزوجته جهيزة.
    ٢٤٥

    ويكفرون علياً ، وعثمان ، وعائشة ، وطلحة ، والزبير. يخرجونهم بكفرهم الذي اعتقدوه فيهم عن الإيمان ، الا فرقة النجدات منهم ، كانوا يقولون ان الفاسق كافر على معنى انه كافر نعمة ربه.

    وزعموا : ان من جاء باحدى الكبائر ، خارج عن الاسلام بما فعله من الكبائر والآثام ، وانه فاسق ليس بمؤمن ولا مسلم.

    وزعموا ان كل مسلم مؤمن ، وانه لا فرق بين الاسلام والايمان في الدين.

    وكانوا يجوزون الخورج على الامام الجائر حتى اليوم.

    ذكر ابن حزم الظاهري في كتابه الفصل (١) في فصل شنع الخوارج ، قال :

    الاباضية : كان رئيسهم زيد بن ابي أبيسة. كان يقول ان في هذه الأمة شاهدين عليها هو أحدهما والآخر لا يدري من هو ولا متى هو ولا يدري لعله قد كان قبله. وان من اليهود والنصارى يقول لا إله الا الله محمد رسول الله الى

    __________________

    (١) الفصل في الملل والاهواء والنحل ج ٤ ص ١٨٨ : المطبعة الأدبية بمصر.
    ٢٤٦

    العرب لا الينا كما تقول العيسوية من اليهود. قال : فانهم مؤمنون. أولياء الله تعالى وان ماتوا على هذا العقد وعلى التزام شرائع اليهود والنصارى. وان دين الإسلام سينسخ بنبي من العجم يأتي بدين الصابئين وبقرآن آخر ينزل عليه جملة واحدة ، قال ابو محمد الا ان جميع الاباضية يكفرون من قال بشيء من هذه المقالات ويبرؤن منه ويستحلون دمه وماله. وقالت طائفة من أصحاب الحرث الاباضي ان من زنى أو سرق أو قذف فانه يقام عليه عليه الحد ثم يستتاب مما فعل فان تاب ترك وان ابى التوبة قتل على الردة.

    قال : ويوجبون القضاء على من نام نهاراً في رمضان فاحتلم ويتيممون وهم على الأبار التي يشربون منها الا قليلاً منهم.

    قال : ابو اسماعيل البطيحي وأصحابه. وهم من الخوارج ان لا صلاة واجبة الا ركعة واحدة بالغداة. وركعة اخرى بالعشي فقط. ولا يرون الحج في جميع شهور السنة ويحرمون أكل السمك حتى يذبح ولا يرون اخذ الجزية من المجوس ويكفرون من خطب في الفطر والأضحى ويقولون : ان اهل النار في لذة ونعيم وأهل الجنة كذلك.

    الازارقة : قالت بالطال رجم من زنى وهو محصن. وقطعوا يد السارق من المنكب. وأوجبوا على الحائض
    ٢٤٧

    الصلاة والصيام في حيضها وقال بعضهم. لا ولكن تقضى الصلاة اذا طهرت كما تقضي الصيام. وأباحوا دم الأطفال ممن لم يكن في عسكرهم وقتل النساء ايضاً ممن ليس في عسكرهم وبرئت الازارقة ممن قعد عن الخروج لضعف او غيره. وكفروا من خالف هذا القول بعد موت اول من قال به منهم. ولم يكفروا من خالفه فيه في حياته.

    وقالوا باستعراض كل من لقوه من غير أهل عسكرهم ويقتلونه اذا قال انا مسلم. ويحرمون قتل من انتمى الى اليهود او الى النصارى او الى المجوس (١).

    النجدات : من قوله ليس على الناس أن يتخذوا إماماً إنما عليهم ان يتعاطوا الحق بينهم. وقالوا من ضعف عن الهجرة الى عسكرهم فهو منافق. واستحلوا دم القعدة وأموالهم. وقالوا من كذب كذبة صغيرة أو عمل عملاً صغيراً فاصرّ على ذلك فهو كافر مشرك. وكذلك أيضاً في الكبائر. وأن من عمل من الكبائر غير مصرّ عليها فهو مسلم. وقالوا جائز أن يعذب الله المؤمنين بذنوبهم لكن في غير النار وإما النار فلا. وقالوا أصحاب الكبائر منهم ليسوا كفاراً. وأصحاب الكبائر من غيرهم كفار.

    __________________

    (١) بهذا شهد رسول الله (ص) عليهم بالمروق من الدين كما يمرق السهم من الرمية اذ قال (ص) انهم يقتلون اهل الاسلام ويتركون اهل الأوثان. وهو من مغيباته (ص).
    ٢٤٨

    الصفرية : قالت طائفة منهم بوجوب قتل كل من أمكن قتله من مؤمن عندهم أو كافر. وكانوا يؤولون الحق بالباطل.

    الميمونية : وهم العجاردة. والعجاردة من الصفرية قالت باجازة نكاح بنات البنات وبنات البنين وبنات بني الأخوة والأخوات. وذكر ذلك عنهم الحسين ابن علي الكراسي وهو أحد الأئمة في الدين والحديث.

    البيهسية : وهم من فرق الصفرية. قالوا : ان كان صاحب كبيرة فيها حد فانه لا يكفر حتى يرفع الى الإمام. فاذا أقام عليه الحد فحينئذ يكفر.

    الرشيدية : وهم من فرق الثعالبة. والثعالبة من فرق الصفرية قالوا ان الواجب في الزكاة نصف العشر مما سقى بالأنهار والعيون.

    العونية : وهم طائفة من البيهسية. قالوا : ان الامام اذا قضى قضية جور وهم بخراسان أو بغيرها حيث كان من البلاد ففي ذلك الحين نفسه يكفر هو وجميع رعيته حيث كانوا من شرق الارض وغربها ولو بالأندلس واليمن فما بين ذلك من البلاد. وقالوا ايضاً لو وقعت قطرة خمر في جب ماء بفلاة من الارض فان كل من خطر على ذلك الجب فشرب منه وهو لا يدري ما وقع فيه كافر بالله تعالى. قالوا : الا ان الله تعالى يوفق المؤمن لاجتنابه.
    ٢٤٩

    الفضيلة : وهم من الصفرية قالت : من قال لا اله إلا الله محمد رسول الله بلسانه ولم يعتقد ذلك بقلبه بل اعتقد الكفر أو الدهرية او اليهودية او النصرانية فهو مسلم عند الله مؤمن ولا يضره اذ قال الحق بلسانه ما اعتقد بقلبه. وقالت طائفة من الصفرية. ان النبي اذا بعث ففي حين بعثه في ذلك الوقت من ذلك اليوم لزم جميع أهل المشرق والمغرب الايمان به وان لم يعرفوا جميع ما جاء به من الشرائع. فمن مات منهم قبل أن يبلغه شيء من ذلك مات كافراً.

    العجاردة : وهم من الصفرية : قالت ان من بلغ الحلم من اولادهم وبناتهم فهم براء منه ومن دينه حتى يقر بالإسلام فيتولوه حينئذ.

    المكرمية : وهم من الثعالبة. قالت ان من أتى كبيرة فقد جهل الله تعالى فهو كافر ليس من أجل الكبيرة كفر لكن لانه جهل الله عز وجل فهو كافر بجهله بالله تعالى.

    الحفصية : وهم من الأباضية. قالت من عرف الله تعالى وكفر بالنبي (ص) فهو كافر وليس بمشرك وان جهل الله تعالى أو جحده حينئذ مشرك.

    الحارثية : وهم من الاباضية : قالت طائفة منهم. المنافقون على عهد رسول الله (ص) انما كانوا موحدين لله تعالى. أصحاب كبائر ومن حماقاتهم. قول بكر ابن اخت عبد الواحد بن زيد. فانه كان يقول : كل ذنب صغير او كبير ولو كان أخذ حبة خردل بغير حق أو كذبة خفيفة على
    ٢٥٠

    سبيل المزاح فهي شرك بالله وفاعلها كافر مشرك مخلد في النار الا أن يكون من أهل بدر فهو كافر مشرك من أهل الجنة وهذا حكم طلحة والزبير عندهم. ومن حماقاتهم قول عبدالله بن عيسى تلميذ بكر بن اخت عبد الواحد بن زيد المذكور فانه كان يقول ان المجانين والبهائم والأطفال ما لم يلغوا الحلم فانهم لا يألمون البتة لشيء مما ينزل بهم من العلل وحجته في ذلك ان الله تعالى لا يظلم احداً.

    وقالت طائفة من الخوارج. ما كان من المعاصي فيه حد كالزنا والسرقة والقذف فليس فاعله كفراً ولا مؤمناً ولا منافقاً. وأما ما كان من المعاصي لأحد فيه فهو كفر وفاعله كافر.
    ٢٥١

    ( شبه الخوارج وردها )

    ذكر ابن ابي الحديد المعتزلي طائفة من الاحتجاجات والشبه التي أوردها البعض على علي (ع) وأجاب عنها.

    منها. قال : ومنها شبهة التحكيم. وقد يحتج به على انه اعتمد ما لا يجوز في الشرع. وقد يحتج به على انه اعتمد ما ليس بصواب في تدبير الأمر. الأول فقولهم انه حكم الرجال في دين الله. والله سبحانه يقول : ان الحكم الا لله ، والثاني فقولهم انه قد كان لاح له النصر وظهرت امارات الظفر بمعاوية. ولم يبق الا ان يؤخذ برقبته. فترك التصميم على ذلك وأخلد الى التحكيم. وربما قالوا ان تحكيمه يدل على شك منه في أمره ، وربما قالوا كيف رضي بحكومة ابي موسى. وهو فاسق عنده بتثبيطه أهل الكوفة. في حرب البصرة ، وكيف رضي بتحكيم عمرو ابن العاص وهو أفسق الفاسقين.
    ٢٥٢

    ـ الجواب ـ إما تحكيم الرجال في الدين فليس بمحظور. فقد أمر الله تعالى بالتحكيم. بين المرأة وزوجها. فقال تعالى ( وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها ) وقال : في جزاء الصيد. ( يحكم به ذوا عدل منكم ).

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    ( وقعة الضحاك بن قيس ) Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ( وقعة الضحاك بن قيس )   ( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 5:07 pm


    وأما قولهم : كيف ترك التصميم بعد ظفره بامارات النصر. فقد تواتر الخبر بأن أصحابه ـ لما رفع أهل الشام المصاحف وظهر أهل العراق عليهم. ومشارفة هلاك معاوية وأصحابه ـ انخدعوا برفع المصاحف. وقالوا لا يحل لنا التصميم على حربهم. ولا يجوز لنا الا وضع السلاح. ورفع الحرب والرجوع الى المصاحف. وحكمها. فقال لهم : انها خديعة. وانها كلمة حق يراد بها باطل. وأمره بالصبر. ولو ساعة واحدة فأبو ذلك. وقالوا ارسل الى الاشتر فليعد. فارسل اليه. فقال كيف اعود. وقد لاحت امارات النصر والظفر. فقالوا : له ابعث اليه مرة اخرى فبعث اليه فأعاد الجواب بنحو قوله الأول. وسأل ان يمهل ساعة من النهار. فقالوا ان بينك وبينه وصية ان لا يقبل. فان لم تبعث اليه من يعيده والا قتلناك بسيوفنا كما قتلنا عثمان. او قبضنا عليك وأسلمناك الى معاوية فعاد الرسول الى الأشتر فقال : أتحب أن تظفر انت ههنا وتكسر جنود الشام. ويقتل امير المؤمنين (ع) في مضربه؟
    ٢٥٣

    قال : أوقد فعلوها. لا بارك الله فيهم. أبعد ان اخذت بمخنق معاوية. ورأى الموت عياناً ارجع. ثم عاد فشتم أهل العراق وسبهم ، وقال لهم وقالوا له ما هو منقول مشهور. فاذا كانت الحال وقعت هكذا فاي تقصير وقع من امير المؤمنين (ع) وهل ينسب المغلوب على امره المقهور على رأيه الى تقصير. وبهذا نجيب عن قولهم ان التحكيم يدل على الشك في أمره لانه انما يدل على ذلك لو ابتدأ هو به. فاما اذا دعاه الى ذلك غيره واستجاب اليه اصحابه فمنعهم وأمرهم أن يمروا على وتيرتهم وشأنهم فلم يفعلوا. وبين لهم انها مكيدة. فلم يتبينوا. وخاف ان يقتل أو يسلم الى عدوه. فانه لا يدل تحكيمه على شكه. بل يدل على انه قد دفع بذلك ضرراً عظيماً من نفسه. ورجا ان يحكم الحكمان بالكتاب فتزول الشبهة عمن طلب التحكيم من أصحابه. وأما تحكيمه عمرواً مع ظهور فسقه فانه لم يرض به. وإنما رضي به مخالفه وكره هو فلم يقبل منه. وقد قيل انه أجاب ابن عباس (ره) عن هذا. فقال : للخوارج. اليس قد قال الله تعالى. ـ فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها ـ أرأيتم. لو كانت المرأة يهودية. فبعثت حكماً من أهلها ـ أرأيتم. لو كانت المرأة يهودية. فبعثت حكماً من أهلها اكنا نسخط ذلك. وأما ابو موسى. فقد كرهه امير المؤمنين (ع) وأراد أن يجعل بدله عبدالله بن العباس. فقال أصحابه لا يكون الحكمان من مضر
    ٢٥٤

    فقال : فالاشتر. فقالوا وهل اضرم النار الا الاشتر. وهل جر ما نرى الا حكومة الأشتر. ولكن أبا موسى. فأباه فلم يقبلوا منه واثنوا عليه. وقالوا : لا نرضى الا به فحكمه على مضض.

    ( من ارتد بسبب الخوراج )

    كان من جراء فتنة الخوارج على ما ذكره المؤرخون. أن ارتد جماعة من المسلمين. وان كان دينهم مستودع من قبل. فقاتلهم علي (ع) وسبى ذراريهم. ولو لم يكن دينهم مستودع لكان حالهم حال عامة المسلمين.

    ذكر المسعودي (١) قال : ومضى الحرث بن راشد الناجي (٢) في ثلاثمائة من الناس فارتدوا الى دين النصرانية. وهم من ولد سامة بن لؤي عند أنفسهم. وقد أبى ذلك كثير من الناس. وذكروا أن سامة بن لؤي ما أعقب. ولست ترى سامياً الا منحرفاً عن علي (عه) قال فسرح عليهم علي (ع) معقل به قيس الرياحي. فقتل الحرث ومن معه من المرتدين بسيف البحر. وسبى عيالهم وذراريهم.

    __________________

    (١) ج ٢ ص ٢٨٦ طبع دادا الرجاء.

    (٢) ذكره صاحب الاصابة باسم الخريت.
    ٢٥٥

    وذلك بساحل البحرين. فنزل معقل بن قيس بعض كور الاهواز بسبي القوم. وكان هنالك مصقلة بن هبيرة الشيباني عاملاً لعلي (ع) فصاح به النسوة. امنن علينا. فاشتراهم بثلثماءة ألف وأعتقهم. وأدى من المال مأتي ألف وهرب الى معوية. فقال علي (ع) قبح الله مصقلة فعل فعل السيد وفر فرار العبد. لو أقام أخذنا ما قدرنا على أخذه فان اعسر انظرناه وان عجز لم نؤاخذه بشيء ، وأنفذ العتق ، وفي ذلك يقول مصلقة بن هبيرة من أبيات :

    تركت نساء الحي بكر بن وائل




    وأعتقت سبياً من لؤي بن غالب

    وفارقت خير الناس بعـد محمد




    لمـال قليل لا محـالة ذاهـب

    وفي ذلك يقول الآخر :

    ومصقلة الذي قد باع بيعاً




    ربـحياً يوم ناجية بن سام

    وقال علي بن محمد بن جعفر العلوي فيمن انتمى الى سامة بن لؤي بن غالب ابن محمد.

    سامـة منـا فأما بنـوه




    فـأمرهم عنـدنا مـظلم

    اناس اتونـا بـأنسابهم




    خـرافة مصطجع يـحلم

    ٢٥٦

    وقلنا لهم مثل قول الوصي




    وكـل أقاويلـه محكـم

    اذا مـا سئلت فلم تدر مـا




    تقـول فقـل ربنـا أعلـم

    وكان علي بن الجهم الشاعر الشهير ينتسب الى سامة. وكان من النصب على جانب عظيم. فمن نصبه العداوة لعلي (ع) انه كان يلعن أباه فسئل عن ذلك. وبم اسحق اللعن منه؟ فقال : بتسميته إياي علياً. أقول : وأنا سأل الله الرحمة والرضوان لأبي اذا شرفني بهذا الاسم المبارك. أنظر : شتان بين ابن الجهم وبين السيد الحميري (ره) في العقيدة. يروى ان السيد الحميري. كان ابواه يبغضان علياً (ع) وكانا من الخوارج. فسمعهما يسبانه بعد صلاة الفجر فقال :

    لعن الله والدي جميعاً




    ثـم اصلاهمـا عـذاب الجحيـم

    حكما غـدوة كمـا صليـاً الفجـ




    ـر بلعن ـ الوصي ـ باب العلوم

    لعنا خيـر مـن مشى فوق ظهراً




    لارض أو طـاف محرماً بالحطيم

    كفـرا عنـد شتـم آل رسـول




    الله نسل المهـذب المعصـوم

    ٢٥٧

    والوصـي الـذي به تثبت الأ




    رض ولـولاه دكدكت كـالرميم

    وكـذا آله اولوا العلـم والفهـ




    ـم هـداة الى الصـراط القويم

    خلفـاء الاله فـي الخلق بالعد




    ل وبالقسط عنـد ظلم الظلـوم

    صلـوات الاله تتـرى عليهم




    مقرنات بالرحب والتسليم (١) )

    __________________

    (١) رواها ابن شاكر في ( الفوات ) ج ١ ، ص ١٩.
    ٢٥٨

    ( أعلام الخوراج )

    ( نجدة بن عويمر )

    كان نجدة بن عويمر الحنفي من رؤساء الخوارج. وله مقالة مفردة من مقالة الخوارج. قال ابن ابي الحديد. كان نجدة يصلي بمكة بحذاء عبدالله بن الزبير في جمعة وعبدالله يطلب الخلافة فيمسكان عن القتال من أجل الحرم. وقال الراعي يخاطب عبد الملك.

    اني حلفت علـى يميـن بـرة




    لا اكـذب اليـوم الخليفـة قيلاً

    مـا ان أتـيت أبا حبيب وافداً




    يـومـاً اريـد لبيعتـي تبـديلاً

    ولما أتيت نجيدة بـن عويمـر




    أبغي الهـدى فيزيدنـي تضليلاً

    من نعمة الرحمن لا من حيلتي




    انـي اعـدلـه علـى فضـولاً

    قال واستولى نجدة على اليمامة وعظم أمره حتى ملك اليمن والطائف وعمان والبحرين ووادي تميم وعامر. ثم ان
    ٢٥٩

    اصحابه نقموا عليه أحكاماً احدثها في مذهبهم. منها : قوله ان المخطيء بعد الاجتهاد معذور. وأن الدين أمران معرفة رسوله وما سوى ذلك فالناس معذورون بجهله الى أن تقوم عليهم الحجة فمن استحل محرماً من طريق الاجتهاد فهو معذور. حتى أن من تزوج اخته أو امه مستحلاً لذلك بجهالة فهو معذور ومؤمن. قال فخلعوه واختاروا أبا فديك.

    ثم ان أبا فديك أنفذ الى نجدة بعد من قتله. ثم تولاه بعد قتله طوائف من أصحابه بعد أن تفرقوا عنه وقالوا قتل مظلوماً.
    ٢٦٠

    ( ابي بلال )

    كان ابي بلال مرداس من متقشفي الخوارج ورجالاتهم المشهورين وكان إمام الصفرية. وكان قد خرج في أيام يزيد بن معاوية بناحية البصرة على عاملة هبيرة بن زياد فبعث اليه زرعة بن مسلم العامري في ألفي مقاتل. وكان زرعة يميل الى رأي الخوارج. فلما اصطف العسكران. قال زرعة : يا أبا بلابل اني أعلم أنك على الحق ولكنا لو لم نقاتلك يحبس عبيد الله بن زياد عطاءنا عنا. فقال ابو بلال : ليتني فعلت كما أمرني به أخي عروة (١) فانه أمرني أن استعرض

    __________________

    (١) عروة هذا اخو مرداس. لما جيىء برأس مرداس الى ابن زياد امر باحضار عروة فاحضر. فقال له يا عدو الله. امرت أخاك أن يستعرض المسلمين قد انتقم الله منه. ثم أمر به فصلب.
    ٢٦١

    الناس بالسيف فاقتل كل من استقبلني. ثم هزمه ابو بلال (٢) فبعث عبيد الله بن زياد. الى قتال ابي بلال عباد التميمي (٣) في أربعة آلاف. والخوارج قد نزحوا آنذاك الى أرض فارس فصار اليهم. وكان التقاؤهم في يوم الجمعة. فناداه ابو بلال اخرج يا عباد : فاني اريد ان أحاورك فخرج

    __________________

    (٢) لما هزم ابو بلال زرعة واصحابه ، صار ابو بلال الى ـ آسنك. وهي ما بين رامهرمز وأرجان فنزل بها فجهز عبيد الله اليه أسلم بن زرعة في أسرع مدة وبعث اليه في ألفين وقد تكامل اصحاب مرداس الربعين رجلاً. فلما صار أسلم اليه. صاح به ابو بلال. اتق الله يا أسلم. فما الذي تريد منا؟ قال اريد أن أردكم الى ابن زياد. قال اذن يقتلنا قال وان قتلكم. قال : تشرك في دمائنا. قال اني أدين بأنه محق وانتم مبطلون. فصاح به حريث بن حجل أهو محق؟ وهو يطيع الفجرة. وهو أحدهم ويقتل بالظنة ويخص بالفيىء ويجوز في الحكم. أما علمت انه قتل بابن سعاد أربعة براء وانا أحد قتلته ( انظر فتك الخوراج بالمثلم بن سعاد ) وضعت في بطنه دراهم كانت معه. ثم حملوا على أسلم حملة رجل واحد فانهزم هو وأصحابه من غير قتال. وكاد يأسره معبد أحد الخوارج ـ فلما عاد غضب عليه ابن زياد غضباً شديداً. وقال له ويلك أتمضي في الفين وتنهزم بهم من حملة أربعين. فكان اسلم يقول لئن يذمني ابن زياد وأنا حي احب الي أن يمدحني وأنا ميت ، وكان اذا خرج الى السوق أو مر بصبيان صاحوا. ابو بلال وراءك أو ربما صاحوا يا معبد خذه حتى شكا الى ابن زياد ذلك. فأمر الشرطة أن يكفوا الناس عنه.

    (٣) هو عباد بن أخضر التميمي أحد قواد عبيد الله بن زياد في عهد يزيد قتل سنة ٦١ هجـ.
    ٢٦٢

    اليه. فقال ما الذي تبغي؟ قال أن آخذ بأقفيتكم فاردكم الى الأمير عبيد الله بن زياد. فقال ـ حريث بن حجل أيحاول أن يرد فئة من المسلمين الى جبار عنيد. فقال له أنتم أولى بالضلال منه. وما من ذاك من بد. قال : وقدم القعقاع بن عطية الباهلي من خراسان يريد الحج. فلما رأى الجمعين. قال ما هذا؟ قالوا الشراة. فحمل عليهم ونشبت الحرب بينهم فأخذت الخوارج ـ القعقاع أسيراً فأتوا به أبا بلال. فقال له ما أنت قال أنا من اعدائك انما قدمت للحج فحملت وغررت. فاطلقه. فرجع الى عباد واصلح من شأنه. وحمل على الخوارج ثانية. فحمل الى عباد وأصلح من شأنه. وحمل على الخوارج ثانية. فحمل عليه حريث بن حجل السدوسي وكهمش بن طلق الصريمي فأسراه وقتلاه. ولم يأتيا به أبا بلال. قال : فلم يزل القوم يجتلدون حتى جاء وقت صلاة الجمعة. فناداهم أبو بلال. هذا وقت الصلاة فوادعونا حتى نصلي وتصلوا. قالوا لك ذلك فرمى القوم أجمعون بأسلحتهم وعمدوا للصلاة. فأسرع عباد ومن معه وقضوا صلاتهم والحرورية مبطؤن فيهم ما بين راكع وساجد وقائم في الصلاة وقاعد حتى مال عليهم عباد ومن معه فقتلوهم جميعاً. وأتى برأس ابي بلال. وأمر عباد بصلب الرؤوس وحملها الى عبيد الله بن زياد ، ومن افتراءات ابن ابي الحديد المتزلي. قوله : ومرداس هذا ينتحله كثير من الفرق لتقشفه وتصرمه وصمد
    ٢٦٣

    عبادته وصلابة بنيته. أما المعتزلة فتنتحله. وتقول ، انه خرج منكراً لجور السلطان داعياً الى الحق. وانه من أهل العدل. ويحتجون لذلك بقوله لزياد. وقد كان. قال في خطبته على المنبر والله لاخذن المحسن بالمسيء والحاضر بالغائب والصحيح بالسقيم. فقام اليه مرداس. فقال قد سمعنا ما قلت. أيها الانسان وما هكذا قال الله تعالى لنبيه ابراهيم اذ يقول. الا تزر وازرة وزر اخرى (١) ثم خرج اليه عقيب هذا اليوم ، وأما الشيعة فتنتحله وتزعم انه كتب الى الحسين بن علي (ع) اني والله لست من الخوارج. ولا أرى رأيهم وأني على دين ابيك ابراهيم أقول : زعم امعتزلي ان المعتزلة تنتحله هذا صحيح لأنها مفتقرة الى أمثاله ، وأما قوله والشيعة تنتحله فهذا غير صحيح بل افتراء منه على الشيعة ليت شعري متى انتحلت الشيعة في دور من أدوارها الى مثل هذا الخارجي الذي مرقد عن حضيرة الإسلام وترأس على اربعين نفر ممن يندى الجبين بذكرهم حتى صار إماماً عليه. وصار يتنقل بهم من بلد الى بلد وديدنه السلب والنهب والهتك والفتك والسفك فالشيعة تترفع من أن ينسب اليها مثل هذا الخارجي المنبوذ ، ولكن هذا إفتراء من المعتزل على الشيعة. وما اكثر افتراءاته.

    __________________

    (١) سورة النجم.
    ٢٦٤

    ( عمران بن حطان )

    كان عمران بن حطان السدوسي. قد نشأ بالبصرة ، وكان شاعراً روى عن ابي موسى الاشعري وغيره (٢) وكان رأس القعد من الصفرية وخطيبهم (٣) وقال ابو الفرج قبل ان يفتن بالشراة مشتهراً بطلب العلم والحديث ، حتى بلى بهذا المذهب فضل وهلك لعنه الله (٤). وكان عمران مجهولاً قبل ان يلحق بالخوارج. وكان سبب اعتناقه لمذهب الخوارج : كما يروى انه تزوج ابنة عمه حمزة ، وكانت خارجية فحاول أن يردها عن مذهب الشراة. فاذا هي التي ترده عن مذهب الجاعة ـ فلا خير في رجل يتأثر برأي امرأة ، وقيل انه جادل حرورياً ، في مجلسه. فاذا هو في نفس المجلس الذي بدأ فيه الجدال يصبح خارجياً.

    __________________

    (٢) هكذا ذكر ابن سعد في طبقاته طبع ليدن.

    (٣) الأغاني جزء ١٧٦ ، ص ١٦٢ طبع بولاق.

    (٤) خزانة الأدب للبغدادي ج ٣ ص ٤٣٨.
    ٢٦٥

    وصار يطارده الحجاج. أيام ولايته بالعراق ، فكان عمران يتنقل من حي الى حي متخفياً ، وقيل هدر عبد الملك دمه. بمدحه عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله من قوله :

    يا ضربة من تقي ما اراد بهـا




    الا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

    الـي لا ذكـره يوماً فأحسبـه




    أو في البـرية عنـد الله ميزاناً

    لله در المرادي الـذي سفكت




    كفـاه مهجـة ... الخلـق انساناً

    أمسى عشية غشاه بضربتـه




    ممـا جنـاه مـن الآثام عريانا

    وما ان طرقت سمع الفقيه الطبري هذه الأبيات حتى رد عليه قائلاً :

    يا ضربة من شقي ما أراد بها




    الا ليهدم من ذي العـرش اركـانا

    انـي لأذكـره يومـاً فالعنـه




    والعـن الرجس عمران بن حطانا

    ورد القاشي ابو الطيب طاهر بن عبدالله الشافعي عليه قائلاً :

    اني لا برأ مما أنت قائله




    عـن بن ملجم الملعون بهتانا
    ٢٦٦

    يا ضربة من شقي ما أراد بها




    الا ليهدم للإسلام أركـانـا

    ولغيره من قصيدة عامرة :

    فلا عفـا الله عنـه مـا تحملـه




    ولا سقـى قبر عمـران بـن حطانا

    لقولـه فـي شقي ضـل مجترماً




    ونـال مـا نـاله ظلمـا وعـدوانا

    يا ضربة من تقي مـا أراد بهـا




    الا ليبلغ من ذي العـرش رضـوانا

    بل ضربة من غوي اوردته لظى




    مخلـداً قـد أتـى الرحمن غضبانا

    وقال محمد بن احمد الطبيب يرد على عمران بن حطان.

    يا ضربة من غدور صار ضاربها




    أشقـى البـرية عنـد الله انسـانـا

    اذا تفكرت فيـه ظلت ألعنـه




    والعـن الكلب عمـران بن حطـانا

    وكان عمران ينتقل من حي الى حي ومن مكان الى مكان وينتسب لاهل كل حي ينزل به. حتى انتهى الى عمان فوجدهم يعظمون أمر ابي بلال. فأشهر أمره فيهم. فبلغ ذلك الحجاج. فكتب فيه الى اهل عمان. فهرب حتى أتى قوماً من الأزد في سواد الكوفة. فنزل بهم فلم يزل
    ٢٦٧

    عندهم حتى مات لعنه الله. وكان هلاكه سنة ٨٤ هـ.

    لعن الله اعظماً حملـوها




    لديار البلى على الخشبات

    أعظماً تكره النبي وأهل




    البيت والطيبين والطيبات

    أقول : ان اكثر الشعر المنسوب لافراد الخوارج. في شتى المناسبات هو من نظم عمران بن حطان. كان يقوله عن لسان غيره أو من يحب وينشره بين الناس ترويجاً لمذهب الخوارج.
    ٢٦٨

    ( نافع بن الأزرق )

    نافع بن الأزرق الحنفي. كان من شجعانهم. وكان مقدماً في فقه الخوراج وإليه تنسب الأزارقة. وكان يفتي بأن الدار كفر وانهم جميعاً في النار. وكل من فيها الا من أظهر ايمانه. ولا يحل للمؤمنين أن يجيبوا داعياً منهم الى الصلاة. ولا أن يأكلوا من ذبائحهم ولا أن يناكحوهم. ولا يتوارث الخارجي وغيره. وهم مثل كفار العرب وعبدة الأوثان. لا يقبل. منهم الا الاسلام أو السيف والبعد بمنزلتهم. والتقية. منه الا الإسلام أو السيف والبعد بمنزلتهم. والتقية لا تقبل لأن الا تعالى يقول : اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله أو أشد خشية ، وقال فيمن كان على خلافهم يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم فتفرق عنه جماعة من الخوارج.
    ٢٦٩

    ( الطرماح بن حكيم الطائي )

    قال ابو الفرج الأصبهاني في أغانيه (١) كان الطرماح من الشراة. وقال آخر (٢) كان من الصفرية. وذكر المدائني انه كان من الأزارقة ويحدثنا الجاحظ (٣) أن الطرماح كان خارجياً ، وكان منشأه بالشام وجاء الى الكوفة مع من جاء من جيش الشام وهو حينذاك شاب. وكان عمه القعقاع بن قيس الطائي من الكوفة. ذكر أبو الفرج أن الطرماح استمع الى شيخ من شيوخ تيم اللات من الخوارج فأثر به كلامه فاعتنق مذهبه حتى مات عليه. وفي بعض أدوار حياته قطن ـ الري ـ وكان يدرس بها. كما ذكر الجاحظ (٤) عن عبد الأعلى. قال رأيت الطرماح مؤدباً بالري فلم أر أحداً آخذ لعقول الرجال ولا أجذب لأسماعهم الى حديثه منه ولقد رأيت الصبيان يخرجون من عنده كأنهم قد جلسوا الى العلماء. وكان يتعصب لأهل الشام والقحطانيين تعصبه للخوراج. كما أن الكميت كان يتعصب للعدنانيين ولأهل

    __________________

    (١) الأغاني جزء ١ص ١٥٦ و ١٦٠ طبع بولاق.

    (٢) من مقدمة ديوانه الذي نشره ( كرنكو ).

    (٣) البيان والتبيين جزء ١ص ٥٤ طبع مصر.

    (٤) ج ٢ ص ٣٥٧.
    ٢٧٠

    الكوفة. وربما تنقل بين الكوفة والبصرة والري وخراسان. وشعره كله في الحماس ويريك عقيدته بالمذهب الخارجي والشراة منهم بقوله :

    لقد شقيت شقـاء لا انقطاع لـه




    ان لم أفـز فوزة تنجي مـن النار

    والنار لم ينج مـن روعاتها أحد




    الا المنيب بقلب المخلص الشاري

    أو الذي سبقت مـن قبل مولده




    لـه السعادة مـن خلاقهـا الباري

    وكان يثني على عمه ويفتخر به في شعره :

    عمي الذي صبح الجلائب غدوة




    من نهروان بجحفـل مطنـاب

    قيل أن الطرماح أراد الخوارد إلى النهروان مع الخوارج فمنعه عمه وقيل منعه بعض قومه. وقيل خرج الى النهروان. وتوفي الطرماح ما بين سنة ١٠٦ و ١١٢ هجـ.

    ابان : ابن قحطبة ، قتله عبد الرحمن الأنباري بمرج القلعة سنة ١٥٨ هـ ابراهيم ابن حجر كان من أعيانهم.

    أبو بلال ـ مرداس ـ كان من رؤسائهم قتله عباد التميمي قائد جيش ابن زياد ، وقد ترجماه على حدة : انظر ص ١٦٥.

    ابو حمزة الأزدي المختار. كان من خطباء الشراة.
    ٢٧١

    نشأ بالبصرة. وخرج في أواخر الدولة الأموية مع يحيى طالب الحق خالعاً لمروان بن محمد. وكان يقال له بطل ـ قديد ـ قتله قائد جيش مروان بن محمد ، ابو الخطاب. كان إمام المغاربة للخوارج.

    ابو الخير : كان من رؤسائهم. استماله زياد بن ابيه وولاه جندي شابور وأعطاه أربعة آلاف فرجع عن مذهبه ـ ان صح ذلك.

    ابو فديك : كان من رؤسائهم. وأصحاب ـ نجدة بن عامر التميمي. ثم خالفه الى ان قتله ونجدة.

    ابن الماحوز : كان الرئيس الثاني للأزارقة. قتل في حرب جرت بينه وبين بني امية.

    ابو منصور الخراساني احد أئمتهم.

    ابو مكرم ، ابن عبدالله العجلي. رئيس المكرمية.

    اخنس بن قيس : كان على مذهب الثعالبة ، ثم خالفهم وتبعه جماعة. فصار يقال له الأخنسية.

    الأعرج الطائي : كان من فرسان الخوارج ومن شعراء الدولتين الأموية والعباسية.

    الأشل الأزرقي : هذا من بعض اخوال عمران بن حطان الصفري. كان من شعرائهم.
    ٢٧٢

    أصفر بن عبد الرحمن : هو من اخوال ـ طوق بن مالك ـ كان من خطباء الصفرية.

    ايوب بن حيان الوارقي : كان من رؤساء الشراة قتله محمد بن خرزاد ، بدر الذكواني ـ من قواد الضحاك بن قيس.

    البرج بن مسهر الطائي : كان من شعرائهم. وكان أثرماً ـ أي ساقط الثنية ـ.

    بلخ بن عقبة المسعودي : كان من رجالاتهم المعروفين.

    بشير بن المنذر كان من أئمتهم.

    البطين : كان من فرسانهم.

    ثروان الحروري : الذي قام بالبصرة في أيام الرشيد ، كان من رؤسائهم ثعلبة بن مشكاة (١) وقيل بن عامر. كان يقول بامامة عبد الكريم بن عجرد ثم تركه وتبعه جماعة سموا بالثعالبة ، وكان من رؤساء الصفرية ، جابر بن زيد. كان من ائمتهم.

    جعفر بن السماك : كان من أئمتهم.

    الجلندي بن مسعود : كان إمام العمانيين قتله خازم بن خزيمة عامل السفاح.

    __________________

    (١) وقيل ابن مسكان.
    ٢٧٣

    الجوف بن كلاب : كان من رؤسائهم. قتله قائد جيش مروان.

    الحارث بن مزيد الأباضي : كان رئيس الحارثية.

    حبيب بن خدرة الهلالي : كان من شعرائهم المعروفين ذكر زيد بن علي بقوله ،

    يا با حسين لو شراة عصابة




    صحبوك كان لو ردهم اصدار

    يابا حسين والجديد الى بلى




    أولاد درزة اسلموك وطاروا (١)

    حبيبة البكري من عبد القيس : كان من رجالاتهم. قتل في المعركة. بين ابي بلال وجيش ابن زياد.

    حتاب بن كاتب : كان من أئمتهم.

    حرقوص بن زهير التميمي : هو نواة الخوارج المعروف بذي الثدية قتل بالنهروان بسيف امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه.

    الحرث بن راشد الناجي من رؤسهم.

    حريث بن حجل : كان من فرسانهم ومن رجالات أصحاب مرداس.

    __________________

    (١) تقول العرب للسفلة والسقاط. أولاد درزة.
    ٢٧٤

    حفص بن ابي المقدام : تبعه قدم من الاباضية. عرفوا بالحفصية.

    حمزة القدري بن أدرك : كان من رؤسائهم خرج أيام الرشيد بخراسان وجمع بين البدعتين الخروج والقدر. كثر فساده في نواحي سجستان. وديار خراسان وكرمان. ومكران. وقهستان. وهزم كثيراً من العساكر. وكان أولاً على مذهب ـ الخازمية ـ ثم خالفهم في القدر والاستطاعة ورجع الى قول القدرية. وبقي الى أيام المأمون. حتى قتله جماعة من أهل نيسابور.

    حوثرة الأسدي : كان من رجالاتهم. قتله رجل من طي من جيش معاوية ، حيان الوارقي كان من رؤسائهم.

    خلف الخارجي كان من رؤسائهم. واليه تنسب الخلفية من خوارج كرمان خرزاد كان من رؤسائهم. قتله هرون بن عبدالله البجلي من رؤساء الخوارج أيضاً.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    ( وقعة الضحاك بن قيس ) Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ( وقعة الضحاك بن قيس )   ( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 5:09 pm



    حفص بن ابي المقدام : تبعه قدم من الاباضية. عرفوا بالحفصية.

    حمزة القدري بن أدرك : كان من رؤسائهم خرج أيام الرشيد بخراسان وجمع بين البدعتين الخروج والقدر. كثر فساده في نواحي سجستان. وديار خراسان وكرمان. ومكران. وقهستان. وهزم كثيراً من العساكر. وكان أولاً على مذهب ـ الخازمية ـ ثم خالفهم في القدر والاستطاعة ورجع الى قول القدرية. وبقي الى أيام المأمون. حتى قتله جماعة من أهل نيسابور.

    حوثرة الأسدي : كان من رجالاتهم. قتله رجل من طي من جيش معاوية ، حيان الوارقي كان من رؤسائهم.

    خلف الخارجي كان من رؤسائهم. واليه تنسب الخلفية من خوارج كرمان خرزاد كان من رؤسائهم. قتله هرون بن عبدالله البجلي من رؤساء الخوارج أيضاً.

    الخزرج بن الصدى بن الخلق. كان من خطبائهم.

    داوود بن شبيب : كان من نساكهم. قتل في واقعة ـ ابي بلال.

    الربيع بن حبيب. كان من أئمتهم.

    رهين المرادي : كان من رؤسائهم وشعرائهم.

    زحاف الطائي : كان من أئمتهم قتلة الناس في أيام
    ٢٧٥

    معاوية. وكان مع قريب قرينه.

    زيد بن أبي أبيسة. رئيس الاباضية.

    زيد بن جندب الأيادي. كان من الأزارقة من خطبائهم. وشعرائهم.

    زياد بن الأصفر : كان رئيس الصفرية. وكان يقول أولاً بامامة مرداس.

    ثم صار يقول بامامة عمران بن خطاب.

    سالم بن مطر ابو طالوت : كان من رؤسائهم. بايعه جماعة منهم. وبعد خلعوه وبايعوا ـ نجدة ـ.

    سبرة بن الجعد : كان من شعرائهم. اتخذه الحجاج سميراً له. ولم يعلم به انه من الخوارج ثم بعدها فارق الحجاج ولحق بقطري بن الفجأة.

    سعيد بن المبشر : كان من أئمتهم. في عمان.

    سعيد بن محرز : كان من أئمتهم ، في عمان.

    سليمان بن عثمان : كان من أئمتهم في عمان.

    سويد بن سليم : كان من قواد صالح بن مسرح.

    شبيب بن ربعي : كان الرئيس الثاني للخوارج عندما اجتمعوا ـ بحروراء ثم رجع وصار قائداً على ميسرة علي (ع) لحرب الخوارج بالنهروان ، ثم خانه ، والتحق بهم ولقي جزاء عمله.
    ٢٧٦

    شبيب بن مزيد الشيباني (١) كان يكنى أبا الصحارى. واليه تنسب الشبيبية. وكان اتباعه يقولون ان غزالة ـ أم شبيب كانت هي الامام بعد شبيب الى ان قتلت.

    شيبان بن سلمة ، كان من رؤسائهم. وهو الذي ساعد أبا مسلم الخراساني فهجره الخوارج ـ وأصحابه يقال لهم الشيبانية.

    شعيب بن رباب الحنفي ، هو ابو بكار ، كان من خطبائهم.

    شيبان بن عبد العزيز اليشكري ، كان من رؤسائهم وسموه. امير المؤمنين.

    شعيب بن محمد كان من رؤسائهم.

    صالح بن نوح الدهان. كان من ائمتهم بعمان.

    صالح بن مجرح التميمي : كان من أعيانهم ، ودعاتهم بالموصل والجزيرة وكان من متقشفي الصفرية واليه تنسب الفرقة ـ الصالحية ـ قتله الحارث بن عمير أحد قواد الحجاج سنة ٧٦ هجـ.

    صبيح بن الأسعر المازني : كان من رؤساء الأزارقة. وقيل من الصفرية خرج على هشام فأسر وقتل.

    __________________

    (١) هو رأس الصفرية. كان ممن يحمل العمد في الحرب ( الدبوس ).
    ٢٧٧

    صحار بن العباس : كان من أئمتهم بعمان.

    الصدى بن الخلق من بني صريم (١) وفد به الحجاج على عبد الملك. فقال له ممن أنت؟ قال من بني صريم. قال : له ما اسمك؟ قال الصدى بن الخلق قال : دعاً في عنقه خارجي خبيث.

    صحار بن العباس : كان من ائمتهم بعمان.

    صفرة بن حاتم من فرسانهم.

    صلت بن عثمان : وقيل صلت ابن ابي صلت. ويذكره المقريزي عثمان ابي الصلت كان رأس الصلتية.

    الصلت بن مرة : كان من شعرائهم.

    الضحاك بن قيس : أحد بني عمرو بن محلم بن ذهال بن شيبان. يكنى أبا سعيد ملك العراق. وصلى خلفه عبدالله بن عمر. كان من رؤسائهم الضحاك بن قيس الفهري : كان من قوادهم.

    ضمام بن السائب : كان من أئمتهم في عمان.

    __________________

    (١) كانوا عامة بني صريم خوارج. وكان منهم برك الصريمي ، واسمه الحجاج ، الذي ضرب معاوية بالسيف ، قال الشاعر في بني صريم :

    أصلي حيث تدركني صلاتي




    وبئس الدين دين بني صريم

    قيـامـا يطعنون علـى معد




    وكلهم علـى ديـن الخطيـم

    والخطيم هو عبدالله بن العزى ؛ من باهلة.
    ٢٧٨

    الطرماح بن حكيم الطائي : كان من شعرائهم له ديوان مطبوع نشره ( كرنكو ) مات ١٠٦ و ١١٢ هجـ وقد أفردنا له ترجمة ، انظر ص ١٧١ ، عبدالله بن اباض بن عمرو من بني مرة. كان من رؤسائهم. خرج أصحابه من سواد الكوفة. فقتلوا الناس وسبوا الذرية وقتلوا الأطفال وكفروا الأمة ، وكان من أئمتهم. واليه تنسب الأباضية حتى اليوم.

    عبد ربه الكبير : كان من رؤساء الأزارقة. خالف قطرياً. وكان من أصحابه وخرج الى جيرفت كرمان في سبعة آلاف رجل. قتله الحجاج بطبرستان وبه انهارت شوكة الأزارقة.

    عبد ربه الصغير : بايعه جمع من الخوارج الذين انشقوا من قطرى بن الفجأة وهو أول من قام ضد قطري. حتى أبادهم المهلب.

    عبيدة بن هلال اليشكري : كان من رؤساء الأزارقة. وكان فتاكاً لا يبالي ما صنع ، أراد الخوارج أن يولوه عليهم فأبى. واشار عليهم باختيار قطري بن الفجأة. قتله سفيان بن الأبرد سنة ٧٧ هجـ في « ثومس ».

    عبدالله بن الكوا اليشكري كان من رؤسائهم الذي خرجوا الى حروراء ـ ولما حاججهم ـ علي (ع) وناظرهم. استأمن اليه ابن الكوا في ألف. واستمر الباقون
    ٢٧٩

    على ضلالهم.

    عبدالله بن الوضين : كان من رؤساء الأزارقة هلك سنة ٦٠ هجـ.

    عبدالله بن وهب الراسبي الأزدي ، كان أحد رؤساء الحرورية. قتل بالنهروان.

    عبدالله بن يحيى الكندي : كان من أئمة الخوارج باليمن الملقب ـ طالب الحق ـ.

    عبدالله بن ابي قيس : كان من أئمتهم.

    عبيدة بن سواد : كان من قوادهم. قتله ابن هبيرة قائد جيش مروان بواسط في حرب جرت بينهما.

    عبد المقتدر بن الحكم : كان من ائمتهم.

    عبد الملك بن بشر التغلبي : كان من قواج الضحاك بن قيس.

    عتبان بن وصيلة الشباني : كان شعرائهم. ومن شعره. يتعرض بالحجاج قوله :

    ولا صلح ما دامت منابر أرضنا




    يقـوم عليها مـن ثقيف خطيب

    عروة بن جدير : وقيل ابن أدية. وهي جدة جاهلية له. من رؤس الخوارج وأئمتهم وهو أول من نادى بصفين ـ لا حكم الا الله ـ حضر النهران. ثم نجا. وظفر به
    ٢٨٠

    بعدها عبيد الله بن زياد فسجنه عنده. حتى قتل أخاه ـ مرداساً ـ وجيىء اليه برأسه. فأمر آنذاك باخراج عروة من السجن وصلبه سنة ٥٨ هجـ.

    عطية بن الأسود الحنفي : كان من أصحاب. نجدة. وقد أرسله الى سجستان فأظهر مذهبه بمرو. منابذاً له. وعرفت اتباعه بالعطوية.

    علي بن الحصين العبدي كان من أئمتهم.

    علي بن عزرة ، كان من أئمتهم.

    عمارة : الرجل الطويل كان من رجالاتهم.

    عمران بن حطان الدوسي : كان من أخبث الخوارج. وكان من شعرائهم هلك سنة ٨٤ هجـ وقد ترجمناه انظر ص ١٦٨.

    عمرو بن الحصين العبري : كان من شعرائهم ، وهو صاحب القصيدة التي مطلعها :

    هبت قبيل تبلج الفجر




    هند تقول ودمعها يجري

    عيسى الحبطي : كان من رؤسائهم وشعرائهم.

    عيسى بن قاتل : من بني تيم اللات ابن ثعلبة.

    وكان من شعرائهم.

    فروة بن لقيط : كان من فرسانهم.
    ٢٨١

    فروة ابن نوفل الأشجعي : كان من ائمتهم.

    فضل بن ابي يزيد : كان من رؤسائهم خرجح أيام المنصور بن القائم وقتل القاسم بن عبد الرحمن بن صديق من بني ضبة. كان من رجالاته.

    قريب بن مرة الازدي : خرج في أيام معاوية ومعه زحاف الطائي. وكانا من ائمة الخوارج. قتله جمهور الناس بالبصرة.

    قطري بن الفجأة : كان من امرائهم وشعرائهم. والفجأة اسم امه. كان أصحابه يسمونه ـ أمير الموت ـ ويلقب بسيد الكفار. لما كفره اصحابه وكان يلقب بأبي نعامة. وكان ممن يحمل العمد ـ الدبوس ـ قال فيه الشاعر :

    سائل بنا عمرو القنا وجنوده




    وأبي نعامـة سيـد الكفـار.

    قال : أرباب التاريخ قتل بطبرستان سنة ٧٩ هـ.

    قطين : كان من فرسانهم.

    قعنب بن سويد كان من فرسانهم.

    كهمش بن طليق الصريمي : كان من شجعانهم.

    المجلجل بن وائل : كان من أعيانهم.

    محبوب بن الرحيل : كان من ائمتهم.

    محمد بن محبوب : كان من أئمتهم.

    محمد بن خرزاد : كان من أعيانهم.
    ٢٨٢

    محمد بن شعيب : رأس الشعبية.

    محمد بن عبدالله بن يحيى الوارقي المعروف بالغلام. بايعه الشراة بعد قتل حيان الوارقي. قتله اصحاب محمد بن خرزاد وكان من رؤسائهم.

    محمد بن هاشم بن غيلان : كان من أئمتهم.

    مرداس بن جدير : كان من رؤسائهم قتله ابن زياد ، انظر ص ١٦٥ ، مساور الشاري كان من رؤساء الشراة.

    المستورد : كان من رؤسائهم. خرج على علي (ع) يوم النخيلة. ونجا من سيفه. وخرج بعد ذلك على المغيرة بن شعبة. والي الكوفة. فبارزه معقل بن قيس الرياحي فاختلفا بضربتين فخر كل منهما ميتاً.

    مسلم بن ابي كريمة ابو عبيدة : كان من ائمتهم.

    مسلم بن كريز : كان من علماء الاباضية.

    معدان الأيادي : كان إمام الصفرية. ثم خلعوه بعد ذلك لقوله :

    سلام على مـن بايع الله شاريا




    وليس على الحزب المقيم سلام

    فبرأت منه الصفرية. وقالوا انك خالفت لأنك برأت من القعد. ثم خلعوه وبايعوا عبدالله بن وهب الراسبي من الأزد.
    ٢٨٣

    معمر بن المثنى : ابو عبيدة النحوي. مولى تيم بن مرة كان من علمائهم ، معبد بن ثعلبة رأس المعبدية.

    مضاد أخو شبيب بن مزيد. كان من قواد عسكره حتى قتل.

    المقعطل : كان من قضاة الأزارقة ايام قطري بن الفجأة.

    مليل : من بني ثهلبة. كان من علماء الصفرية.

    منير بن النير : كان من أئمتهم.

    موسى بن ابي جابر : كان من أئمتهم.

    موسى بن علي : كان من ائمتهم.

    نافع بن الأزرق : ابو راشد. رأس الأزراقة. افردنا له ترجمة ص ١٧٠.

    نجدة بن عويمر الحنفي : كان رئيس النجدات ، ترجمناه في ص ١٦٥.

    نصر بن ملحان : كان من قضاتهم. وولاه الضحاك الصلاة.

    هرون بن عبدالله البجلي : بويع له بعد قتل محمد بن عبدالله بن يحيى الوارقي كان من رؤسائهم.

    هاشم بن عبدالله الخراساني : كان من أئمتهم.

    هاشم بم غيلان : كان من أئمتهم.

    هشام بن المهاجر : كان من أئمتهم.

    هشام الدستواني ابن عبدالله سنير مولى بني سدوس.
    ٢٨٤

    كان من علمائهم مات سنة ١٥٤ هـ.

    هصيم بن عامر : أبي بهيس رأس البهيسية.

    الهيثم بن عدي : الأخباري : كان من العلماء. ومات سنة ٢٠٩ هـ.

    وداع بن حوثرة الأسدي : كان من أئمتهم.

    الوضاح بن عقبة : كان من أئمتهم.

    الوليد بن طريف : كان من شجعانهم ، قتله. دولب ، التركي.

    يزيد بن جابر : يقال له الصموت. لشلل أصاب لسانه كان فاضياً للأزارقة ، يزيد بن قيس الأرحبي : كان من رؤساء الحرورية. قيل انه استماله علي (ع) بولاية اصبهان والري. فرجع من حرورآء. وتبعه جماعة.

    وكانت تنادية الخوارج بالنهروان يا يزيد ـ لا حكم إلا لله ـ وان كرهت اصبهان.
    ٢٨٥

    ( أعلام الخارجيات )

    ( البلجاء ) : هذه من النساء الخارجيات اللواتي اشتهرن بقوة الجنان والمجتهدات في نساء قومها ـ بني حرام بن يربوع ـ وقد عرفت البلجاء بصلابتها ونتمسكها الشديد بالعقيدة وحملت مشعل النكران والعداء لأمراء المسلمين حتى قتلت. ذكر المؤرخون. أن بلابل بن مرداس بن حدير. من رجالات الخوارج المشهورين. جاء اليها ، وقال لها : ان الله قد وسع على المؤمنين في التقية فاستتري. فان هذا المسرف على نفسه الجبار العنيد قد ذكرك. ـ يعني عبيد الله بن زياد ـ قالت أن يأخذني فهو اشقاني. فأما أنا فما احسب ان يعنت انسان بسببي. فوجه اليها ابن زياد فاتى بها فقطع يديها ورجليها ورمى بها في السوق بالبصرة فمر ابو بلال والناس مجتمعون فقال ما هذا؟ فقالوا البلجاء فعرج اليها فنظر ثم عض على لحيته وقال لنفسه : لهذه أطيب نفساً عن بقية الدنيا منك يا
    ٢٨٦

    مرداس.

    ( حمادة الخارجية ) : كانت تعد من النساء اللاتي اشتهرن بالتمسك بالعقيدة. قال أرباب التاريخ أخرجت مع الخوارج في ولاية عامر على البصرة فعير الناس الخوارج من أجلها. وكانت في مرتبة البلجاء بصلابتها لمعتقدها.

    ( حمادة الصوفية ) : هذه كانت عابدة من عابدات الخوارج بالشام. وكانت ذات رياسة ونفوذ في قومها ، وفصاحة وبيان. قتلت صلباً.

    ( الشجاء الخارجية ) كانت من ربات العبادة ، والورع ، والزهد والرئاسة. جيىء بها الى زياد ، فقال لها ما تقولين في امير المؤمنين معاوية؟ قالت ماذا أقول في رجل أنت خطيئة من خطاياه ، فقال بعض جلسائه : أيها الأمير : أحرقها بالنار ، وقال بعضهم : اقطع يديها ورجليها ، وقال بعضهم ، اسمل عينيها ، فضحكت حتى استلقت وقالت ، عليكم لعنة الله ، فقال لها زياد ، مم تضحكين؟ قالت : كان جلساء فرعون خيراً من هؤلاء ، قال لها ولم؟ قالت : استشارهم في موسى فقالوا ، أرجه وأخاه ، وهؤلاء يقولون ، اقطع يديها ورجليها واقتلها فضحك منها وخلى سبيلها.

    ( ام حكيم ) اخبارها بشجاعتها كثيرة. وكانت جميلة
    ٢٨٧

    للغاية ، وقد خطبها بعض الخوارج. فردته ، قال من شهدها كانت تحمل على الناس وهي ترتجز :

    أحمل رأساً قد سئمت حمله




    وقـد مللت دهنـه وغسلـه

    الا فتى يحمل عني ثقله

    ( غزالة ) هي زوجة شبيب بن يزيد (١) كانت من ربات الفروسية والشجاعة والفصاحة والبلاغة ، خرجت مع زوجها شبيب على عبد الملك بن مروان وذلك في امارة الحجاج بن يوسف على العراق فجهز الحجاج اليه خمسة قواد الواحد بعد الواحد فقتلوا. ثم خرج شبيب من الموصل يريد الكوفة ، وخرج الحجاج من البصرة يريد الكوفة أيضاً. وطمع شبيب أن يلقاه قبل أن يصل الى الكوفة ، فأقحم الحجاج خيله فدخل قبله ، وذلك في عام ٧٧ هجـ وقد تحصن الحجاج في قصر الامارة ، ودخل شبيب الكوفة ومعه امه جهيزة وزوجته غزالة عند الصباح ، وقد كانت غزالة نذرت أن تدخل مسجد الكوفة فتصلي فيه ركعتين تقرأ فيهما سورة البقرة وآل عمران ، فأتوا الجامع سبعين رجلاً

    __________________

    (١) زعم ابن خلكان ؛ والبغدادي في الفرق بين الفرق ، ان غزالة هي ام شبيب ، وأما زوجته فهي جهيزة.
    ٢٨٨

    فصلت فيه الغداة وخرجت من نذرها ، وهي تتمتع بالموضع العظيم من الشجاعة والفروسية ، فقال بعضهم :

    وفت الغزالة نذرها




    يا رب لا تغفر لها

    ولقد قاتلت غزالة في حروب عديدة مع الحجاب حتى هرب في بعض الوقائع فعيره بعضهم بقوله :

    أسد علي وفـي الحروب نعـامة




    فتخاء تنفر مـن صفيـر الصافر

    هلا برزت الي غزالة في الوغى




    بل كان قلبك فـي جناحـي طائر

    قال ارباب التاريخ ، ولم يزل شيب يحارب الحجاج ، حتى هزم له عشرين جيشاً في مدة سنتين. منها جيش عتاب بن ورقاء ، وجيش الحارث بن معاوية الثقفي. وجيش ابي الورد البصري. وجيش طهمان مولى عثمان. ثم كبس شبيب الكوفة ليلاً ومعه ألف من الخوارج. ومعه غزالة وجهيزة في مائتين من نساء الخوارج قد اعتقلن الرماح وتقلدون السيوف. وقصد المسجد الجامع فقتل حراس المسجد والمعتكفين فيه ونصب غزالة على المنبر فخطبت. وقال خزيم بن فاتك الأسدي في ذلك :

    أقامت غزالة سوق الضراب




    لأهل العـراقين حـولا قميطاً
    ٢٨٩

    سمت للعراقين في جيشها




    فلاقى العراقان منها أطيطا

    قال : وبايع اصحاب شبيب في الجانب الآخر من الدجيل (١) غزالة. وعقد سفيان بن الأبرد الجسر وعبر مع جنده الى أولئك الخوارج وقتل اكثرهم وقتل غزالة وجهيزه واسر الباقين من أتباع شبيب ، ( قطام بنت الشجنة التيمية ) (٢).

    كانت ممن يضرب بجمالها المثل. قتل أبوها واخوها يوم النهروان وقد عشقها عبد الرحمن بن ملجم المرادي وهام بها. ولما أن خطبها. قالت لا اتزوجك حتى تشفي لي صدري قال وما يشفيك؟ قالت ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن ابي طالب (ع) قال الشاعر :

    فلا مهراً ساقـه ذو سمـاحة




    كمهر قطام من فصيح وأعجم

    ثلاثة آلاف وعبـد وقينـة




    وقتـل علي بـالحسام المسمم

    __________________

    (١) الدجيل نهر بالأهواز مخرجه من أرض اصبهان ومصبه في بحر فارس قرب عبادان.

    (٢) ذكر الطبري : والمبرد انها قطام بنت علقمة ، وذكر ابن ابي الحديد في شرح النهج قطام بنت الاخضر.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    ( وقعة الضحاك بن قيس ) Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ( وقعة الضحاك بن قيس )   ( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 5:11 pm



    قال هو مهر لك. فأما قتل علي (ع) فلا أراك ذكرته لي وأنت تريديني قالت بلى التمس غرته. فان اصبت شفيت نفسك ونفسي ويهنئك العيش معي وان قتلت فما عند الله غير من الدنيا وزينتها وزينة أهلها. قال فوالله ما جاء بي الى هذا المصر الا قتل علي فانك ما سألت. قالت اني اطلب لك من يسند ظهرك ويساعدك على أمرك. فبعثت الي رجل من قومها من تيم الرباب يقال له وردان فكلمته فأجابها وأتى ابن ملجم رجلاً من اشجع يقال له شبيب ابن بجرة. فجاؤا الى قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فقالوا لها : قد أجمع رأينا على قتل علي : قالت فاذا اردتم ذلك فأتوني. ثم عاد اليها ابن ملجم في ليلة الجمعة التي قتل في صبيحتها علي (ع) سنة اربعين للهجرة. فقال : هذه الليلة التي واعدت فيها صاحبي فعصبتهم وأخذوا أسيافهم ودخلوا المسجد فناموا حتى طلوع الفجر حتى اذا جاء علي (ع) ليؤدي فرض الصبح فأمهلوه حتى اذا سجد السجدة الأولى ورفع رأسه من السجدة ضربه عبد الرحمن بسيفه فشق رأسه الى موضع سجوده وقد ضربه شبيب فوقعت ضربته بالاسطوانة وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أبيه وهو ينزع الحرير عن صدره فقال ما هذا الحرير والسيف : فأخبره بما كان وانصرف فجاء
    ٢٩١

    بسيفه فعلاً به وردان حتى قتله. وخرج شبيب نحو أبواب كنده في الغلس وصاح الناس فلحقه رجل من حضرموت يقال له عويمر. وفي يد شبيب السيف فأخذه وصرعه وجثم الحضرمي على صدره. فلما رأى الناس قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده حشى على نفسه فتركه ونجا شبيب في غمار الناس فشدوا على ابن ملجم فأخذوه الا ان رجلاً من همدان يكنى أبا دماء أخذ سيفه فضرب رجله فصرعه وجيىء به الى علي (ع) فأمر بسجنه ثم أمر باخراجه في اليوم الثاني فاخرج واحضر اليه. فقال له : اي عدو الله ألم احسن اليك؟ قال : بلى. قال فما حملك على هذا فسكت الشقي. فأمر علي بحبسه. ثم قال ، علي (ع) لولده الحسن. ان أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة ولا يمثل بالرجل فاني سمعت رسول الله (ص) يقول إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور. ولما توفي امير المؤمنين (ع) اخرجه الحسن (ع) وضربه ضربة واحدة فقتله كما أوصاه أبوه ، غير أن الناس تعادوا على جيفته فأدرجوها في بواري وأحرقوه.

    ( كحيلة ) كانت من ربات الفصاحة والبيان. فكانت تخرج مع الخوراج هي وصاحبتها قطام ، وجعل أصحاب ابن عامر يعيرونهم ويصيحون بهم. يا اصحاب كحيلة
    ٢٩٢

    قطام. ويعرضون لهم بالفجور فتناديهم الخوارج بالدفع والردع.

    ( ليلى بنت طريف التغلبية )

    شاعرة من شواعر العرب في الدولة العباسية. كان اخوها الوليد بن طريف الشيباني » رأى الخوارج واشدهم بأساً وصولة وأشجعهم فاشتدت شوكته وطالت أيامه فوجه اليه الرشيد يزيد بن مزيد الشيباني فجعل يخاتله ويماكره وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد بن مزيد فأوغروا به امير المؤمنين وقالوا : انما يتجافى عنه للرحم والا فشوكة الوليد يسيرة. فوجه الرشيد كتاباً مغضباً الى يزيد وأقسم بالله لئن اخرت مناجزة الوليد ليوجهن اليك من يحمل رأسك الى امير المؤمنين. فسار يزيد الى الوليد بن طريف فلحق به بعد مسافة بعيدة. فخرج الوليد الى يزيد وهو يقول :

    انا الوليد بن طريف الشاري




    قسـورة لا يصطلى بنـاري

    جوركم أخرجني من داري

    فأوقع يزيد السيف في أصحاب الوليد وأخذ رأسه. فحملت على الناس اخته ليلى بنت طريف وعليها الدرع والجوشن. فلما رآها يزيد قال : دعوها. ثم خرج اليها فضرب بالرمح قطاة فرسها ثم قال : اغربي غرب الله عينيك
    ٢٩٣

    فقد فضحت العشيرة فاستحيت وانصرفت وهي تقول :

    بتل ثباتاً رسم قبـر كأنـه




    على جبل فوق الجبال منيف

    تضمن جوداً حاتمياً ونائلاً




    وسورة مقدام ورأي حصيف

    وهي قصيدة عامرة في رثاء أخيها الوليد ذكرها البحتري في حماسته. وأبو الفرج الأصبهاني في الأغاني (١) وقال ابن خلكان : ان الفارعة (٢) رثت أخاها الوليد بهذه القصيدة وأجادت. وهي قليلة الوجود ولم أجد في مجاميع الأدب الا بعضها. حتى أن أبا علي القالي لم يذكر منها في أماليه سوى أربعة أبيات فأتفق أن ظفرت بها كاملة فأثبتها لغرابتها مع حسنها ، اقول وهي ثمانية عشر بيت ولكن في الحماسة والأغاني أربعة وعشرون بيتاً ، ومن رثائها لأخيها أيضاً :

    ذكـرت الوليـد وايامـه




    اذا الارض من شخصه بلقع

    فأقبلت اطلبه فـي السماء




    كـما ينبغي أنفـه الأجـدع

    __________________

    (١) لفت نظر. ذكر ليلى بنت طريف الاستاذ عمر رضا كحالة في كتابه ـ أعلام النساء ـ في الجزء الثالث منه ؛ وذكرها أيضاً في حرف الفاء باسم الفارعة بنت طريف بن الصلت الشيباني الخارجي. والظاهر اختلف عليه الاسم والترجمة واحدة والقصيدة نفسها. واظن ان الذي اوقعه بهذا الاشتباه هو ابن خلكان.

    (٢) أراد ليلى.
    ٢٩٤

    ( الجديعاء )

    هي مريم بنت الأعلم ، كانت تحارب مع زوجها ابي حمزة في حربه مع أهل مكة. وكانت ترتجز :

    أنـا الجديعاء وبنت الأعلـم




    من يأسلن اسمي فاسمي مريم

    أن الجديعـاء وبنت الأعلـم




    من يسألن اسمي فاسمي مريم

    ( عاشئة بنت يحيى بن يعمر )

    كانت عائشة هذه من الخارجيات اللاتي اشتهرن بالجمال ومن ربات الرأي والعقل. خطبها محمد بن بشير لما قدم البصرة فابى أبوها وكلمة في ذلك يحيى بن يعمر فأبى. الا بعد أن يطلق زوجتيه واحداهن كانت ابنة عمه والأخرى من أشجع ، ثم رجع الى الحجاز ولم يوافق على ما طلبه منه أبوها (١) ،.

    __________________

    (١) الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني.
    ٢٩٥

    ( عبدة بنت حسان المزنية )

    كانت من ربات الفصاحة والبلاغة ، وكان محمد بن بشير الخارجي يتحدث الى عبدة بنت حسان المزنية ويقيل عندها أحياناً وربما بات عندها ضيفاً لاعجابه بحديثها. فنهاها قومها عنه وقالوا : ما مبيت رجل بامرأة أيم. فجاءها ذات يوم فلم تدخله خباءها وقالت له : قد نهاني قومي عنك. وكان قد أمسى فمنعته المبيت وقال : لا تبيت عندنا فيظن بي وبك شر. فانصرف وقال فيها :

    ظللت لـدى أطنابها وكأننـي




    أسير معنى فـي مخلخلة كبـل

    أعبـدة امـا جلسة عنـد كاره




    وأمـا مزاج لا قـريب ولا سهل

    فانك لو اكرمت ضيفك لم يعب




    عـليك الذي تأتين حمو ولا بعل

    وقد كان ينميها الى ذروة العلا





    ٢٩٦





    أب لا تـخطاه المطيـة والرحل

    فهل أنت الا شعبـة كـان أصلها




    نضاراً فلم يفضحك فرع ولا أصل

    صددت امرءاً عن ظل بيتك ماله




    بواديك لولاكم صديق ولا أهل (١)

    ( أم علقمة الخارجية )

    من ربات الفصاحة والبلاغة والشجاعة وقوة الحجة اتى بها الى الحجاج بن يوسف فقيل لها : وافقية في المذهب فقد يظهر الشرك بالمكر. فقالت : قد ظللت اذا وما أنا من المهتدين. فقال لها : قد خبطت الناس بسيفك يا عدوة الله خبط العشواء. فقالت : لقد خفت الله خوفاً صيرك في عيني أصغر من ذباب وكانت منكسة فقال : ارفعي رأسك وانظري إلي. فقالت : أكره أن أنظر الى من لا ينظر الله اليه. فقال : يا اهل الشام ما تقولون في دم هذه؟ قالوا : حلالاً. فقالت : لقد كان جلساء اخيك فرعون أرحم من جلسائك حيث استشارهم في أمر موسى فقالوا : أرجه وأخاه فقتلها.

    __________________

    (١) : الأغاني للاصبهاني.

    (٢) محاضرات الأدباء للراغب الاصبهاني.
    ٢٩٧

    ( ام عمران بن الحارث الراسبي )

    هي شاعرة من شواعر العرب. فمن شعرها ما قالته في عمران بن الحارث عندما التقى مع الحجاج بن باب وذلك بعدما اقتتلوا زهاء شهر فاختلفا بضربتين فسقطا ميتين فانشدت ام عمران.

    الله أيد عمـراناً وطهـره




    وكان عمـران يدعو الله في السحر

    يدعوه سـراً واعلانـاً ليـرزقـه




    شهادة بيدي ملحـادة غـدر

    ولـي صحابته عـن حـرّ ملحمة




    وشد عمران كالضرغامة الهصر (١)

    ( امرأة عمران بن حطان )

    كانت ذا فضل وعقل. قالت يوماً لعمران أما زعمت انك لم تكذب في شعر قط قال : أو فعلت؟ قالت : انت القائل.

    فهناك مجزأة بن نو




    ركان أشجع من أسامة

    __________________

    (١) شرح النهج لابن ابي الحديد.
    ٢٩٨

    أفيكون رجل أشجع من الاسد فقال : أنا رأيت مجزأة فتح مدينة والاسد لا يفتح مدينة (٢).

    ( عمرة بنت مرداس بن أبي عامر ) (٣)

    هي شاعرة مجيدة مخضرمة فمن رثائها لأخيها يزيد لما قتل وذلك أن يزيد كان قد قتل قيس بن الأسلت في بعض حروبهم فطلبه بثأره هرون بن النعمان بن الأسلت حتى تمكن من يزيد فقتله بقيس بن ابي قيس وهو ابن عمه فقالت :

    أجـد ابـن امـي أن لا يؤوبـا




    وكـان ابـن اميـر جليداً نجيباً

    وهي من أحسن الرثاء (٤) ومن رثائها أيضاً :

    أعينـي لـم اختلكمـا بخيانـة




    أبـي الدهر والأيام أن اتصبرا

    ومن رثائها لأخيها عباس بن مرداس.

    لتبك ابن مرداس على ما عراهم




    عشيرتـه اذ حـم أمس زوالها

    قيل انها توفيت نحو سنة ٤٨ هـ.

    __________________

    (٢) الكامل للمبرد.

    (٣) امها الخنساء الشاعرة الشهيرة.

    (٤) في الحماسة لابي تمام وفي الأغاني ، وديوان الخنساء.
    ٢٩٩

    ( عميرة امرأة مجاشع ) (٥)

    شاعرة من شواعر العرب كانت ترى رأي زوجها بالقعود عن الخوارج. ثم افسدها رجل حتى رأت رأي الخوارج. فدعت زوجها الى ذلك فأبى وأبت ان تخرج فخرجت فكتب اليها زوجها :

    وجداً يصاحبني لعل صبابة




    منهـا تـرد خليلـة لخليل

    فـلئن قتلت ليقتلن قتيلكـم




    فتيقني انـي قتيـل قتيـل

    فقالت تجيبه :

    أبلغ مجاشع ان رجـعت فـانني




    بيـن الاسنة والسيـوف مقيلي

    أرجـو السعادة لا احدث ساعـة




    نفسي اذا أنـا اجبتهـا بقفـول

    ووهبت خدري والفراش لكاعب




    في الحي ذات دمالج وحجول (٦)

    __________________

    (٥) من بكر بن وائل.

    (٦) بلاغات النساء.
    ٣٠٠

    ( ما قيل في الخوارج )

    نبدأ بكلام علي امير المؤمنين (ع) وما قاله فيهم في شتى المناسبات وتقصر بالاشارة على أول كل خطبة من قوله. وكل ما ذكره فيهم بكاملة في نهج البلاغة فيراجع. وكلام علي (ع) كما قيل فوق كلام المخلوق دون كلام الخالق. والمثال المعروف كلام الملوك ملوك الكلام. وما قاله المرتضى مرتضى.

    ١ ـ ذكرهم (ع) في خطبته الشقشقية. عند قوله : فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة. وهم أصحاب الجمل. ومرقت أخرى. وهم ـ الخوارج ـ وقسم آخرون. وهم معاوية وأهل الشام.

    ٢ ـ ذكرهم. في خطبته بعد التحكيم. وأولها. الحمد لله وان اتى الدهر بالخطب الفادح.

    ٣ ـ ذكرهم في تخويف ـ أهل النهروان ـ قوله : فأنا
    ٣٠١

    نذير لكم ان تصبحوا صرعى بأثناء هذا النهر (١).

    ٤ ـ قوله. : لما سمع الخوارج يقولون. لا حكم إلا لله. كلمة حق يراد بها باطل.

    ٥ ـ قوله (ع) أصابكم حاصب. الخ.

    ٦ ـ قوله لما عزم على حرب الخوارج. وقيل له. انهم قد عبروا جسر النهروان ، قال : ( مصارعهم دون النطفة ) (٢).

    ٧ ـ قوله : كلا والله انهم نطف في أصلاب الرجال.

    ٨ ـ قوله (ع) لا تقتلوا الخوارج بعدي الخ.

    ٩ ـ قوله : لرجل من أصحابه. لما قال له نهيتنا عن الحكومة. ثم امرتنا بها فلم ندر أي الأمرين أرشد؟ فقال (ع) هذا جزاء من ترك العقدة الخ.

    ١٠ ـ قوله : وقد خرج الى معسكرهم ( كلكم شهد معنا صفين ) الخ.

    ١١ ـ قوله : في التحكيم ( أنا لم نحكم الرجال. وانما حكمنا القرآن ) الخ.

    __________________

    (١) هذه من مغيباته (ع).

    (٢) ايضاً من مغيباته (ع).
    ٣٠٢

    ١٢ ـ قوله : في معنى الحكمين ( فأجمع راي ملئكم على أن أختار رجلين ).

    ١٣ ـ قوله : وقد ارسل رجلاً من اصحابه يعلم له علم من لحق بالخوارج ( بعداً لهم كما بعدت ثمود ) الخ.

    ١٤ ـ قوله : للبرج الطائي. لما سمعه يقول : لا حكم إلا لله. ( اسكت قبحك الله يا أثرم ).

    ١٥ ـ قوله : لما اضطرب عليه اصحابه في أمر الحكومة ( أيها الناس انه لم يزل أمري معكم على ما احب حتى نهكتكم الحرب ) الخ.

    ١٦ ـ قوله : في شأن الحكمين وذم أهل الشام ( جفاة طغام ) الخ.

    ١٧ ـ قوله : وقد مر (ع) بقتلى الخوارج ( بؤساً لكم لقد ضركم من غرّكم ) فقيل له من غرّهم يا امير المؤمنين. فقال : ( الشيطان المضل والنفس الأمارة بالسوء غرتهم بالأماني وفسحت لهم بالمعاصي ووعدتهم الأظهار فاقتحمت بهم النار ).

    ١٨ ـ قوله : عندما سمع خارجياً يتهجد ويقرأ القرآن ( نوم على يقين خير من صلاة في شك ).

    ١٩ ـ قوله : لما مرت امرأة جميلة فنظر اليها الجلاس
    ٣٠٣

    ( ان ابصار هذه الفحول طوامح. وان ذلك سبب هبابها. فاذا نظر أحدكم الى امرأة تعجبه فليلامس أهله.

    فانما هي امرأة كامرأة. فقال رجل من الخوارج « قاتله الله كافراً ما أفقهه » فوثب القوم ليقتلوه. فقال (ع) ( رويداً انما هو سب بسب أو عفو عن ذنب ).

    في تفسير القشري. وإبانة العكبري. عن سفيان ، عن الأعمش ، عن سلمة بن كهيل ، عن ابي الطفيل. انه سأل ابن الكوا امير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالى : ( هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً ) فقال (ع) انهم أهل حروراء.

    قال الجاحظ عند ذكره الخوارج « انك لا تعرف فقيهاً من أهل الجماعة لا يستحل قتال الخوارج. كما انا لا نعرف احداً منهم لا يستحل قتال اللصوص (١).

    ان للنار سبعة ابواب وان اشدها سعيراً لباب الخوارج (٢).

    الخوارج قوم من أهل الأهواء لهم مقالة على حدة وهم الحرورية.

    والخارجية طائفة منهم. وهم سبع طوائف سموا به

    __________________

    (١) البيان والتبيين ج ٣ ص ٨٧. السندوبي.

    (٢) البحار. للمجلسي ره :
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    ( وقعة الضحاك بن قيس ) Empty
    مُساهمةموضوع: رد: ( وقعة الضحاك بن قيس )   ( وقعة الضحاك بن قيس ) Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 5:12 pm



    لخروجهم على الناس أو عن الدين أو عن الحق أو عن علي كرم الله وجهه في صفين (١).

    قال ابن ابي الحديد في شرح النهج. ان الخوارج كانوا من أصحاب علي وأنصاره في الجمل وصفين. قبل التحكيم. فدعا عليهم علي فسلط الله عليهم الذل الشامل والسيف القاطع والاثرة من السلطان وما زالت حالهم تضمحل حتى أفناهم الله تعالى. وأفنى جمهورهم. ولقد كان سيف المهلب بن أبي صفرة وبنيه الحتف القاضي عليهم والموت الزؤام.

    ذكر الشيخ سلامة القضاعي في كتابه « فرقان القرآن » (٢) عند ذكره قوله تعالى ( فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة ) قال : كان قتادة اذا قرأ هذه الآية ( فأما الذين في قلوبهم زيغ ) قال : ان لم يكونوا الحرورية والسبئية ، فلا أدري من هم ، ولعمري لقد كان في أهل بدر والحديبية الذين شهدوا مع رسول الله (ص) بيعة الرضوان من المهاجرين والأنصار خبر لمن استعبر ، لمن كان يعقل أو يبصر أن الخوارج

    __________________

    (١) تاج العروس ص ٣٠ ج ٢.

    (٢) فرقان القرآن ص ٦٤ طبع بمصر ، بمعية « الأسماء والصفات » للبيهقي.
    ٣٠٥

    خرجوا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثير بالمدينة والشام والعراق. وأزواجه يومئذ أحياء ، والله ان خرج منهم ذكر ولا انثى حرورياً قط ، ولا رضوا الذي هم عليه. بل كانوا يحدثون يعيب رسول الله اياهم. ونعته الذي نعتهم به ، وكانوا يبغضونهم بقلوبهم ، ويعادونهم بألسنتهم ، وتشتد والله عليهم أيديهم اذا لقوهم ، ولعمري لو كان أمر الخوارج هدى لاجتمع ، ولكنه كان ضلالاً فتفرق ، وكذلك الأمر واذا كان من عند غير الله وجدت فيه اختلافاً كثيراً فقد ألاصوا ـ أي أرادوا وحاولوا رواجه ـ هذا الأمر منذ زمان طويل فهل أفلحوا فيه يوماً أو نجحوا؟ ياسبحان الله : كيف لا يعتبر آخر هؤلاء القوم بأولهم؟ لو ـ كانوا على هدى لأظهره الله وأفلحه ونصره ، ولكنهم كانوا على باطل أكذبه الله وأدحضه ، فهم كما رأيتهم. كلما خرج لهم قرن أدحض الله حجتهم. وأكذب أحدوثتهم ، واهراق دماءهم ، وان كتموا كان قرحاً في قلوبهم ، وغماً عليه. وان أظهروه أهرق الله دماءهم ، ذاكم والله دين سوء فاجتنبوه ، والله ان اليهودية لبدعة ، وان النصرانية لبدعة ، وان الحرورية لبدعة ، وان السبئية لبدعة ما نزل بهن كتاب ولا سنهن نبي.

    ولقد وردت فيهم أحاديث كثيرة عن النبي (ص) ذكرت
    ٣٠٦

    في مضانها. وقد ذكرنا البعض منها اول الكتاب. وإتماماً للفائدة نثبت البعض الآخر منها هنا.

    روى الطحاوي الحنفي في مشكل الآثار ص ٣٥٣ ج ٣ في رواية انس عن النبي (ص) يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. هم شرار الخلق والخليفة. وروى الحافظ ابو نعيم الأصبهاني في اخبار اصبهان ص ١٩٣ ج ١ عن ابي غالب. قال كنت بالشام عند ابي امامة فجاءت رؤوس من قبل العراق. فلما رآها بكى وقال ( كلاب النار مرتين أو ثلاثاً شر قتلى تحت ظل السماء وخير قتلى من قتلوه. فقلت يا أبا إمامة أي شيء رأيتك تقول. قال بل سمعت رسول الله لا مرة ولا مرتين ولا ثلاثاً ولا أربعاً وجعل يعدد باصبعه. ثم ادخل اصبعه في اذنه. وقال : والا فصمتا. ثم عقال أبا يا غالب أنت ببلدهم بها كثير فانشدك الله ان تكون منهم.

    وروى في الخصائص الكبرى ص ١٤٦ ح٣ حديث الخدري وقال بعده وأخرجه ابو يعلا. وزاد في آخره فقال علي (ع) ايكم يعرف هذا فقال رجل من القوم هذا هو حرقوص ابن زهير وامه ها هنا. فأرسل الى امه فقال لها ممن هذا؟ قالت ما أدري. الا اني كنت في الجاهلية أرعى غنماً بالربذة فغشيتني كهيئة الظلمة. فحملت منه فولدت هذا ، وروى عن صحيح مسلم عن عبيدة. قال : لما فرغ
    ٣٠٧

    علي (ع) من اصحاب النهر. قال ابتغوا فيهم فان كانوا القوم الذين ذكرهم رسول الله فان فيهم رجلا مخدج اليد. فابتغيناه فودناه فدعوناه اليه فجاء حتى قام عليه. فقال الله اكبر ثلاثاً. والله لولا ان تبطروا لحدثتكم بما قضى الله على لسان نبيه لمن قتل هؤلاء. قلت انت سمعت هذا من رسول الله؟ قال اي ورب الكعبة ثلاث مرات وروى ابن عساكر الدمشقي الشافعي في تاريخ الشام ص ١٣٠ ج ٤ حديث ابي امامة. وحديث ابي ايوب في انه امر أن يقاتل مع علي الناكثين وقد قاتلهم والقاسطين وهذا وجهنا اليهم والمارقين. ولم يرهم بعد. وقد أورد الخطيب البغدادي الشافعي وغيره من حفاظ أهل السنة كثير من الأحاديث الواردة عن رسول الله (ص) في مروقهم عن الدين والأمر بقتلهم وقتالهم مع امير المؤمنين.

    والأحاديث التي وردت. انهم يقتلون اهل الايمان ويتركون اهل الأوثان فكان مصداق هذه الأحاديث من جملتها قتل عبدالله بن خباب ، وذكر الدينوري في اخبار الطوال ص ٣٠٩ انهم اعترضوا الناس يعني يقتلون كل من لقوه. وقتلوا الحارث بن مرة. وقد بعثه اليهم امير المؤمنين وذكر المبرد في الكامل ص ١٤١ ج ١ وهو غير متهم عليهم. قال فمن طريف اخبارهم انهم أصابوا الى آخر ما ذكرناه ص ٣٣.
    ٣٠٨

    وذكر صاحب العقد النفيس. احمد بن ادريس الحسيني المالكي الرزايا الثلاثة التي منها ردهم على النبي (ص) لما طلب الدواة ليكتب لهم. وذكر الخارجي المعترض. وقال : فقال رسول الله من يقوم فيقتله. فقام أبو بكر فوجده قد خط خطاً يصلي. فقال لا اقتل رجلاً يصلي وهوي يناجي ربه ، ثم قال من منكم يقوم الى الرجل فيقتله. فقام عمر فمضى فوجده يصلي فقال ان ارجع فقد رجع من هو خير مني لا اقتله وهو يصلي. فلما سمع قول النبي (ص) من يقوم فيقتله بعد أن قال ابو بكر وهو يصلي. ثم ذكر ان علياً مضى ليقتله فلم يجده. وقال النبي (ص) لو قتلتموه لكانت او فتنة في الإسلام وآخرها. وما اختلف في امتي اثنان. وذلك الرجل هو راس الخوراج.
    ٣٠٩

    ( أئمة الخوارج )

    محمد بن أبي عفان. عزلوه في ١٥ ذي القعدة ١٧٩ هجـ وكان من ائمة أهل عمان (٢) ، عبدالله بن سعيد عزلوه وقدموا عليه خنبشاً وهو من ائمة حضرموت (٣) ، الوارث بن كعب الخروصي وخروص من اليحمد نصبوه بعد عزل محمد بن أبي عفان ويثبتون له كرامات خرافية غرق في سبل وادي كلبوه من نزوى ومعه سبعون رجلاً ٣ ج ١ ، ١٠٢ هجـ (٤) غسان بن عبدالله اليحمدي بويع له بالإمامة بعد وفاة الوارث ومات في ٢٦ ذي القعدة ، سنة ٢٠٧. (٥) عبد الملك بن حميد بويع له سنة ٢٠٨ مات في ٣ رجب سنة ١٢٦. (٦) المهنا بن جيفر بويع له بالإمامة في ٢ رجب سنة ١٢٦ مات في ١٦ ربيع الآخر سنة ٢٣٧. (٧) الصلت بن مالك بويع له وعزل بعد ذلك ، فبويع لراشد بن النظر ، وقيل بقيت بقية تدعى بامامته الى ان مات. (٨) راشد ابن النظر بويع له ووقعت فتن وحروب في عهده
    ٣١٠

    فعزلوه وبايعوا عزان ابن تميم الخروصي في ٣ صفر سنة ٢٧٧ ، حتى قتله محمد بن بور وبعث برأسه الى المعتضد ببغداد. (٩) بيحرة عامل العباسيين على نزوى امام الصلاة قتل سنة ٢٨٢. (١٠) محمد بن الحسن بويع له بنزوى. ثم تتابعت أئمتهم والعباسيون يحاربونهم حتى ايام القرامطة وحروبها ، ثم ان قائمة من كلب اليحمد عقد له في حياة الصلت بن القاسم. ثم عقد في حياة عزان ابن الهزبر لعبدالله بن محمد الحداني المعروف بأبي سعيد القرمطي ثم عقد للصلت بن القاسم ثانية الى ان مات. ثم بويع للحسن بن سعيد السحتني النازل نزوى. ثم في شهره عقد للحواري بن مطرف الحداني النازل نزوى الى ان مات ، وبويع لابن اخيه عمر بن محمد بن مطرف. وكان هو وعمه اذا جاء السلطان اعتزلا عن بيت الامامة. ثم صارت بعدها فترة الامامة. ثم عقدوا. لمحمد بن يزيد الكندري النازل نزوي وبايعوه على الدفاع واعتل عند البيعة بانه رجل عليه دين أهل الاحساء من أهل بيت ابن مقرب قاموا على الرامطة وحاربوهم سبع سنين حتى انتزعوا الدولة منهم. ثم عقد بعد فترة من الزمن. لمحمد بن الحسن الخروصي. ثم عزل. وبايع أهل عمان من بعده لتصابية أئمة. منهم الصلت بن القاسم الخروصي بنزوى. ثم بعده عزان بن الهزبر المالكي. ثم الحكم بن الملا البحري
    ٣١١

    النازل بسعال. ثم اعتزل عن الإمامة وبويع لمحمد بن يزيد. ثم افتتنوا فيما بينهم. ورجعوا إلى راشد. يعني ابن النظر بعد أن كان في السجن خليعاً مقيداً محبوساً أسيراً. فعقدوا له إماماً وقصروا الجمعة وجبوا الزكاة وباع راشد الصوافي. ثم خذلوه وتركوه. ثم خلعوا معه الإمامة وفرضها ، وصاروا كلما يبايعون رجلاً منهم يخلعوه بعد برهة. حتى بايعوا في تلك الفترة من الزمن ستة عشر بيعة فقد بايعوا راشد ابن النظر بيعتين. وبايعوا الحواري بن عبدالله. وبايعوا أبا سعيد القرمطي. وبايعوا محمد بن حسن. وبايعوا حسن بن سعيد. وبايعوا الحواري بن مطرف بيعتين وبايعوا عمر بن محمد بن مطرف. وبايعوا محمد بن يزيد وبايعوا الحكم بن ملا بيعتين. وبايعوا عزان بن الهزبر. ثم من بعده بايعوا سعيد بن عبدالله بن محمد بن محبوب. فقتل في وقعة بمنى في سنة ٤٢٨ هجـ ثم بايعوا راشد بن الوليد بنزوى. ثم قتل. وبايعوا الجليل بن شاذان بن الصلت بعد راشد بزمن طويل ثم مات ٤٢٥ وبويع راشد بن سعيد ثم توفي ٤٤٥ فبويع حفص بن راشد ثم مات. وبويع راشد بن علي. فاختلف الناس عليه ، ثم بويع عامر بن راشد بم الوليد الخروصي وهو آخر أئمتهم من بني خروص ، ثم بويع محمد بن غسان بن عبدالله الخروصي ، ثم مات وبويع الخليل بن عبدالله بن عمر بن
    ٣١٢

    محمد بن الخليل بن شاذان (١) الى أن مات ، وبويع محمد بن ابي غسان. يقال انه ابن راشد بن سعيد هو من أئمة الرستاقية وهم الغلاة في امر موسى وراشد ثم بويع موسى بن أبي المعالي بن موسى بن نجاد ٥٤٩ هو من أئمة الرستاقية ثم بويع لخنبش بن محمد بن هشام وهو من الطائفة الرستاقية. حتى توفي ٥١٠ وبويع محمد بن خنبش وما ٥٥٧ وبعده صارت ملوكية بني نبهان حتى ٨٠٩ بايعوا الحواري بن مالك. وقيل اسمه مالك بن الحواري ولده الى أن مات ٨٣٣ وبويع خميس ابن عامر الى ان توفي ٨٤٦. ثم بويع عمر بن الخطاب بن محمد ابن احمد ابن شاذان الخروصي ٨٨٥. الذي انهار عرش ملوكية آل نبهان في عهده. واستولى على جميع ما ملكوه فصيره الى ما بايعوه ، وجعلت تنتقل من أمام الى امام الى يومنا هذا (٢) ثم مات عمر بن الخطاب ، ثم بويع ٨٩٤ محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرج القاضي البهلوي. وكأنه عزل او اعتزل ن ثم بويع لعمر الشريف. فأقام سنة. ثم خرج الى بهلي. فبايع أهل نزوى محمد بن سليمان ثانية. ثم بايعوا

    __________________

    (١) قاتل النباهنة. وهم آل نبهان ملوك عمان الذين ملكوا في فترة الامامة من حدود منتصف القرن السادس الى القرن العاشر.

    (٢) هذا كلام صاحب تحفة الأعيان. وهو من علماء الخوراج.
    ٣١٣

    من بعده لأحمد بن عمر بن محمد الزنجي البهلوي ، فمات ، وبايعوا لأبي الحسن بن عبد السلام النزوي ، وأقام دون السنة ، ثم بويع محمد بن اسماعيل بن عبدالله بن محمد بن اسماعيل الحاضري. وهو من قضاعة ثم مات ٩٤٢ فبويع ابنه بركات بن محمد بن اسماعيل. وتبرأ البعض منه وممن نصبه. ونصبوا عمر بن القاسم الفضيلي في ايام بركات. ثم نصب أيضاً عبدالله بن محمد القرن إماماً ٩٦٧ فكان هناك فتن ومناوشات وصار الملك متفرقاً بين الرؤساء والنباهنة وآل عمير وآل هلال وكثر النزاع والاختلاف ومات بركات ٥٠٩ وصار الملك بعده لبني نبهان رؤساء القبائل : ولما كثر الظلم من الأمراء عليهم اجتمع الخوارج وبايعوا المؤيد ناصر بن مرشد بن مالك بن ابي العرب. وهو أول امام في اليعاربة وذلك ١٠٢٤ وفي عهده وقعت حروب كثيرة بينه وبين حكام الجور بعد جره الجيوش الى حربهم. حتى ما ١٠٥٠ قيل انه مات وعنده بنت واحدة فتجعله الخوارج كرامة له وانه شابه رسول الله (ص) حيث انه مات وعنده فاطمة الزهراء. فهذه من خرافاتهم وما أكثرها ، ثم بويع سلطان بن شيف بن مالك ابن عم ناصر بن مرشد مات سنة ١٠٩١ ثم بويع بلعرب في اليوم الذي مات فيه ابوه سلطان. وكان يسكن بقرية جبرين مات ١١٠٤ ثم عقدوا الإمامة لسيف بن سلطان أخو بلعرب
    ٣١٤

    مات ١١٢٣ ثم بويع سلطان بن سيف بن سلطان بن سيف بن مالك بن ابي العرب اليعربي مات ١١٣١ ثم بويع مهنا بن سلطان بن ماجد بن مبارك ابن بلعب اليعربي وثار يعرب بن بلعرب بن سلطان وحاربه وخذله اهل عمان وكان يعرب لا يدعى الإمامة لنفسه وإنما يدعيها لسيف بن سلطان الصغير. فألقى القبض على مهنا وأصحابه بعد حصارهم بالقلعة. ثم استسلموا وزجوهم في السجن وبعدها قتلوهم. وهم في القيود وصارت الإمامة ليعرب بن سلطان بن سيف ابن ملك وفي ١١٤٥ وقعت حروب بينه وبين أصحاب سيف بن سلطان حتى انتصر عليه سيف بجيشه الذي عليه العنبوري وبهذا النصر ذالت امامة يعرب ونودي بإمامة سيف بن سلطان ثم بويع محمد بن ناصر بن عامر بن رمثه ابن خميس الغافري ثم صار الاتفاق على امامة سلطان بن مرشد بن عدي اليعربي. وهو آخر أئمة اليعاربة وذلك ١١٥٤ ثم مات على اثر جراحات اصابته في الحرب. وانتقل ملك اليعاربة الى احمد بن سعيد. ثم بويع مرة ثانية بلعرب بن حمير ث لخع وقتل وانتقلت الدولة من ايدي اليعاربة الى آل بوسعيد ، وأول هذه الدولة احمد بن سعيد بن احمد بن محمد البوسعيدي. وهو ابو ملوك عصرنا وعقدت له الامامة وحارب اهل فارس توفي ١١٩٦ وخلف اولاداً منهم سعيد بن احمد وسلطان بن احمد
    ٣١٥

    وقيس بن احمد ومحمد بن احمد وطالب بن احمد وهؤلاء كلهم يقال لهم أولاد الامام فأما سلطان فهو ابو ملوك مسكد وزنجبار. وأما قيس فهو ابو ملوك الرستاق ، وأما محمد وطالب فانهما وليا من قبل اخوتهما ، وأما سعيد فهو الذي ملك بعد ابيه وتسمى بالإمامة واشتهر بهذا الاسم وأولاده يقال لهم اولاد الامام. ويقال له السلطان. وخرج عليه سلطان اخوه وولى طالب بن الامام على الرستاق وكان بالرستاق أولاد سعيد فانتقلوا عنها. وبقي طالب في الرستاق الى أن مات. وصارت الى سعود بن علي بن سيف. وهو أحد أولاد الامام. فقتل بالمنصور. وهو نائم ، وقدم حمود بن عزان المنصور. فدخلها وهي في ايدي أولاد عزان حتى هذا العصر ، وأخذت منهم صحار بالحرب بعد أسر حمود بن عزان ، وقد أسره السلطان ثويني بن سعيد. فحمله الى مسكد ومات بالسجن وأما السلطان ثويني فقد قتله ابنه سالم بصحار. وقيد عمه تركي وجاء به الى مسكد وولى السلطنة وذلك سنة ١٢٨٢ ثم قامت عليه القبائل وحاربته وأخرجته من مسكد. وعقدوا الإمامة لعزان بن قيس ١٢٨٥ وبعدها كاتب الناس تركي بن سعيد. وقام بالأمر وحارب الإمام حتى قتل الإمام على سور مطرح. وهذا شبه انقلاب من تركي بمساعدة الانكليز الى أن مات ١٣٠٥ واستولى بعده ولده فيصل بن تركي وتوفي ١٣٢٨ والسلطان اليوم حفيده سعيد
    ٣١٦

    بن تيمور على جميع عمان ، والإمامة للإمام الحالي في نزوي. وقد علمنا أن الامام في هذا العصر رجل نبيه عارف له اصلاحات كثيرة وقضايا مرضية واحدة منها أنه عمم أمره برفع سب الإمام علي (ع) ، بل راح يعاقب من يسمع منه ذلك.
    ٣١٧

    ( الخوارج لغة واصطلاحاً )

    الخوارج : لغة. يقال لكل من خرج على خليفة أو ملك أو سلطان.

    وإطلاق الخارجية يختلف باختلاف الأهواء والمعتقدات الاسلامية :

    أما في رأي السنة فيطلق لفظ ـ الخارجي ـ على كلّ من خرج على الخلفاء الراشدين وهم ابوبكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي رضي الله عنه ، وعلى هذا الرأي كل من خرج على علي (١) فهو كافر بالإجماع.

    أما رأي الإمامية : فيصدق لفظ الخارجي على كل من خرج على إمام معصوم : كالمارقة : الذي نحن بصددهم لأنهم خرجوا على علي (ع) أيام خلافته. فقاتلهم علي (ع) بدوره ، ونهى عن قتالهم من بعده.

    __________________

    (١) الذين معظمهم اليوم في شمال العراق ـ يقال لهم. على اللهية.
    ٣١٨

    وإنما نهى (ع) عن قتالهم من بعده لأن الذين يخرجون عليهم ليسوا بأئمة مفترضة طاعتهم كمعاوية ويزيد وعبد الملك. والخلفاء العباسيين ، ولهذا لما بعث معاوية الة الحسن بن علي (ع) يسأله ان يتولى قتال الخوارج. فكان جواب الحسن (ع) والله لقد كففت عنك لحقن دماء المسلمين. وما أحسب ذلك يسعني. أفأقاتل عنك قوماً أنت والله أولى بالقتال منهم. قال ابن ابي الحديد. وهذا موافق لقول أبيه لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه مثل من طلب الباطل فأدركه وهو الحق الذي لا يعدل عنه. قال : وبه تقول أصحابنا. فان الخوارج عندهم أعذر من معاوية وأقل ضلالاً. ومعاوية أول بأن يحارب منهم.

    والخوارج احدى فرق الاسلام. التي افترقت بعد الرسول الأعظم والفرق التي تنتحل دين الإسلام. اصولها أربعة فرق. الأولى البكرية وهم أهل السنة. الثانية : العلوية وهم الشيعة. الثالثة : المارقة : وهم الخوارج الرابعة : الغلاة (٢).

    والفوراق التي بين هذه الفرق الأربعة فوارق جوهرية.

    __________________

    (٢) انظر صفحة ١٤٧.
    ٣١٩

    فالسنة تعتقد أن الخلافة تثبت بالاختيار دون النص من النبي (ص) وان الخلفاء أربعة مترتبين في الفضل كترتيبهم في الخلافة الزمنية. والشيعة تعتقد ان الخلافة تثبت بالنص دون الاختيار. وأن الخليفة المنصوص عليه هو علي بن ابي طالب صلوات الله عليه : والخوارج يتولون الشيخيين (رض) ويتبرأون من الصهرين. بل يكفرانهما. والغلاة (١) الدين يرفعون النبي (ص) وأهل بيته عن درجة البشرية. الى درجة التصرف بالأكوان. امثال عبدالله بن سبأ ومن نحا نحوه. أعاذنا الله منهم.

    فهذه الفرق الأربعة : هي أصول الفرق الإسلامية. وعنها تفرقت الفرق الأخرى ، حتى صار فيها مصداق قول النبي (ص) ( ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة ).

    وأما الخوارج الذين نحن بصددهم. افترقوا خمس وعشرين فرقة (٢) ومبدؤهم وأصل دعوتهم كلمة ـ لا حكم الا لله (١) وعلى م نتقي في ديننا ، وأردفتها كلمة ـ ذي

    __________________

    (١) قال امير المؤمنين (ع) لما سمع قول الخوارج لا حكم إلا لله ( كلمة حق يراد بها باطل ) قال ابن ابي الحديد في شرحه معنى قوله سبحانه ان الحكم لله أي اذا أراد شيئاً من افعال نفسه فلا بد من وقوعه بخلاف غيره من القادرين بالقدر فانه لا يجب حصول مرادهم إذا ارادوه ألا ترى ما قبل هذه الكلمة يا بني ( لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغنى عنكم من الله من شيىء ان الحكم إلا لله ) خاف عليهم من الاصابة بالعين
    ٣٢٠

    الخويصرة ـ اعدل يا محمد ما نراك عدلت هذا اليوم ، حتى قال فيه النبي (ص).

    ( يخرج من ضئضيء هذا قوم يتلون كتاب الله رطباً. لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. وآيتهم رجل احدى يديه كثدي المرأة ).

    فكانت كلمة ـ لا حكم إلا لله ـ من قائلها. وكلمة اعدل يا محمد : أسأ لمبدأ لخوارج وعقيدتهم.

    وهناك أحاديث كثيرة. وقضايا اعرضت عنها حذر الاطالة والإسهاب كما أن في تاريخهم أشياء لم اذكرها اذ ليست هي : محل الحاجة. ومما اهملتها محاججة

    __________________

    اذا دخلوا من باب واحد فامرهم أن يدخلوا من أبواب متفرقة. ثم قال لهم وما أغنى عنكم من الله من شيء أي اذا أراد الله بكم سوءاً لم يدفع عنكم ذلك السوء ما أشرت به عليكم من التفرق. ثم قال ان الحكم إلا لله. أي ليس حي من الأحياء ينفذ حكمه لا محالة ومراده لما هو من أفعاله الا الحي القديم واحده. فهذا هو معنى هذه الكلمة وضلت الخوارج عندها فأنكروا على أمير المؤمنين عليه السلام موافقته على التحكيم. وقالوا كيف يحكم وقد قال الله سبحانه ان الحكم إلا لله فغلطوا لموضع اللفظ المشترك وليس هذا الحكم هو ذلك الحكم. فاذن هي كلمة حق يراد بها باطل لأنها حق على المفهوم الأول ويريد بها الخوارج نفي كل ما يسمى حكماً اذا صدر عن غير الله تعالى وذلك باطل لأن الله تعالى قد أمضى حكم المخلوقين في كثر من الشرائع.
    ٣٢١

    الخارجي والمأمون العباسي (١) وكذلك مناظرة قواد جيوش المأمون في أمر محاربة الخوارج ومحاربة الأتراك وأيهما أهون ذكرها الجاحظ في أحدى رسائله (٢) وقضية سمير الحجاج الخارجي الذي ذكره المسعودي ، وقضية المنتصر مع الشاري ذكرها المسعودي أيضاً.

    أمام سبب تأليفي لهذا الكتاب أني لما رأيت أني شيخنا المفيد (ره) ألف كتاباً في حرب ـ الجمل ـ وأسماه النصرة في حرب البصرة (٣) وقد ألف نصر بن مزاحم المنقري كتابه وقعة صفين (٤) فأحببت أن أؤلف كتاباً في ـ وقعة النهروان ـ ثم لما سبرت كل ما كتبه المؤرخون وأرباب السير عن وقعة النهروان فاذا به لا يتجاوز الخمسة صحائف لذا أخذت في تاريخ الخوارج اتماماً للموضوع أولاً. ولأهمية في تاريخ الإسلام ثانياً واسمية ـ ( وقعة النهروان أو الخوارج ).

    ولله ولي التوفيق

    __________________

    (١) ذكرها المسعودي في مروج الذهب ج ٣ ص ٣٤٢ طبع دار الرجاء.

    (٢) وسائل الجاحظ طبع مصر.

    (٣) طبع في النجف غير مرة.

    (٤) طبع أولاً في ايران ثم طبع في مصر.
    ٣٢٢

    ( الخاتمة )

    اقول : يظهر أن الخوارج لم يشموا حتى اليوم نسمة من نسمات الحضارة. فهم على ما كانوا عليه قبل قرون بكل وضعياتهم. وهم على عجرفتهم غلظتهم وبداوتهم. وزيهم الذي هم فيه على ما كانوا يتزيون به كالعمة والمنطقة ولبس الرداء الصوفي والثياب العربية التي تغطى النعال وتسحب في الأرض وحمل الأسلحة والخناجر. فمن يشاهدهم اليوم يحسب أنهم في القرون الأول والثاني من الهجرة. وهكذا عقائدهم. وقد شاهدت اكثر قراهم. وهي من جريد النخل ليس الا. والغذاء الذي يستقيتون عليه هو السح ـ نوع من التمر ـ من أردء التمر والمتوت وهو السمك ـ الذي يصيدونه من البحر بكثرة وهو سمك صغار كالأنامل ، يستخرج من البخر ويجفف على الرمول ، ثم يحرز للأكل بلا نضج ولا شواء. ولم يكن عندهم صحة.
    ٣٢٣

    ولا طبيب فهم يعانون انواع الأمراض لا سيما الأمراض المتوطنة ، الا مسقط ومطرح كل فيها مستشفى للأميركان.

    تاريخ اصدار الكتاب للاستاذ الشيخ علي البازي.

    في المسلمين فرقـة




    ضلت عـن المناهج

    وخـالـفت نبيهـا




    بقطعهـا الـوشائـج

    وقاتلت امامهـا




    حيـدر ذي المبـاهج

    عنها ( علي ) جاءنا




    بـأوضـح الـنتائج

    ينبيك في تاريخـه




    ( تقلب الخـوارج )

    ١٣٧٣ هجـ


    علي البازي


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    ( وقعة الضحاك بن قيس )
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    »  وقعة صفين
    » وقعة الجمل
    » وقعة النهروان او الخوارج
    » وقعة الطف لابو مخنف

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 34- منتدى الاحداث التي وقعة في خلافة الامام علي عليه السلام-
    انتقل الى: