الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» المحكم في اصول الفقه ج3
الاحلام والرؤيا Emptyاليوم في 8:25 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في أصول الفقه [ ج4
الاحلام والرؤيا Emptyاليوم في 7:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» الصحيفه السجاديه كامله
الاحلام والرؤيا Emptyأمس في 9:49 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]
الاحلام والرؤيا Emptyأمس في 3:11 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مسائل من الاجتهاد والتقليد ومناصب الفقيه
الاحلام والرؤيا Emptyأمس في 2:36 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» قاعدة لا ضرر ولا ضرار
الاحلام والرؤيا Emptyأمس في 8:51 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول المبين
الاحلام والرؤيا Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:46 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» ------التقيه
الاحلام والرؤيا Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:37 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  فقه الحضارة
الاحلام والرؤيا Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:25 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     الاحلام والرؤيا

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3287
    نقاط : 4974
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاحلام والرؤيا Empty
    مُساهمةموضوع: الاحلام والرؤيا   الاحلام والرؤيا Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 9:59 am

    تقديمٌ
    الحمد لله الذي خلق الأشياء من العدم ، وعلّم الإنسان ما لم يعلم ، وصلّى
    الله على محمّد عبده ونبيّه ، وبشيره ونذيره ، خيرة العرب والعجم ، وعلى آله
    الطيّبين الطاهرين ، سادات الكرم ، وأرباب النِعم.
    أمّا بعد : انّ خلق الإنسان من أعظم بدائع الله وصنائعه ، حيث أثنى على
    نفسه بذلك وقال في كتابه العزيز : ( فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ) (1) ، فلم يبارك
    نفسه إلاّ لما كان يرى في هذا الموجود العجيب من الدرر المكنونة ، والمعارف
    المخزونة ، والأسرار الإلهيّة.
    ووصف الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام الإنسان في مقطوعة شعريّة قائلاً :
    دواؤك فيك وما تشعر
    وداؤك منك وما تنظر

    وتحسب أنّك جرم صغير
    وفيك انطوى العالم الأكبر

    وأنت الكتاب المبين الذي
    بأحرفه يظهر المضمر (2)

    فهو الكتاب المبين الذي وجوده سرّ من أسرار الله ونعمة من نعمه ، فمن
    جملة هذه النعم والآلاء التى أنعم الله بها على الإنسان نعمة الرؤيا في المنام ، الذي
    _________________________
    (1) المؤمنون 23 : 14.
    (2) ديوان الإمام عليّ عليه‌السلام : 179.


    تحيّرت العقول في الإهتداء إليه ، ومعرفة معناه ؛ لأنّه كما نقرأ في القرآن الكريم أنّ
    علم التأويل علّمه الله عبده يوسف الصدّيق ، حيث قال ( وَكَذلِكَ يَحْتَبيكَ رَبُّكَ
    وَ يُعَلِّمُكَ مِن تَأوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) (1).
    إذاً فلا عجب إن لم نهتدي إلى حقيقة الرؤيا وما يراه الإنسان في النوم ، فإنّنا
    لا ندري ما يحدث للإنسان حينما ينام ، فهل تخرج روحه حين النوم أم لا ؟
    وهل تتعلّق الروح ببدن آخر يشبه بدنه موقّتاً ويفارقه إذا استيقظ ، فإلى أين
    يذهب ، وأي شيء يرى ؟
    فهل تصعد الروح مع البدن إلى السماء أم ينتشر في الأرض ، أو بين السماء
    والأرض ـ كما عليه بعض الروايات ـ وكيف يرى الأشياء ، ممّن يتلقّى ذلك ،
    ولماذا تكون الرؤيا في بعض الأحيان صادقة واُخرى كاذبة ، ولماذا تظهر نتائج
    بعض المنامات عاجلة واُخرى آجلة ، وثالثة غير ذلك ؟
    فهل لهذه المنامات تفسير صحيح أو شيء يرجع إلى ذوق المعبّر والمفسّر ،
    وهل التفسير يقع كما يفسّره المفسّرون أم لا يضرّ ذلك بالرائي مهما
    فسّروا رؤياه ؟
    وهل يمكن أن نتّخذ من القرآن والروايات والأحاديث الإسلاميّة ضوابط
    للتفسير والتعبير للمنامات أم أنّ تأويل الرؤيا ممّا اختصّ به النبيّ والإمام
    ولا سبيل لغيرهم إلى ذلك ؟
    فهذه مباحث مهمّة على ضوء القرآن والسنّة نشير إليها حسب الجهد ،
    حيث أشار الله سبحانه وتعالى في آيات عديدة وفي سور متعدّدة إلى هذه الحالة
    النفسانيّة في الإنسان ضمن بيان قصّة إبراهيم ويوسف ، وما رآه نبيّنا محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،
    ووردت روايات كثيرة في ذيل هذه الآيات تشرح وتفسّر ما ورد في القرآن ،
    وتزيح الستار عن بعض أسرار الرؤيا والمنامات.
    _________________________
    (1) يوسف 12 : 6.


    وأمّا هذا الكتاب ، فقد تبنّى لعرض وجهة نظر القرآن الكريم والنبيّ وأهل
    البيت عليه‌السلام في هذا المجال ، وأعرض عن وجهة نظر غيرهم ، وهذا هو سرّ
    اختلاف هذا الكتاب عن سائر الكتب المؤلّفة بموضوع الرؤيا والأحلام. وهو
    يحتوي على فصول :
    الفصل الأوّل : الرؤيا والمنام في القرآن الكريم
    الفصل الثاني : الرؤيا والمنام في منظور العترة الطاهرة
    الفصل الثالث : الرؤيا والمنام في كلمات الأعلام
    الفصل الرابع : معلومات هامّة حول الرؤيا
    الفصل الخامس : أقسام الرؤيا والمنامات
    الفصل السادس : المعصومون وتفسير مناماتهم
    الفصل السابع : المعصومون وتفسير منامات الناس
    الفصل الثامن : المفسّرون للرؤيا ومميّزاتهم
    الفصل التاسع : ضوابط التعبير للرؤيا
    فهذه دراسة جديدة قدّ مناها لك أيّها القارى ضمن تسعة فصول حول
    الرؤيا والأحلام على أساس الروايات والأحاديث الإسلاميّة المرويّة عن النبيّ
    والعترة الطاهرة عليه‌السلام.
    وختاماً أسأل الله جلّ وعلا أن يوفّقنا ، ويأخذ بأيدينا إلى ما فيه
    الخير والصلاح والله من وراء القصد.

    قم المقدّسة
    محمّد جواد الطبسي
    25 / محرّم الحرام / 1427 ه‍















    أشار القرآن الكريم في بعض السور إلى آيات كثيرة ، وبألفاظ مختلفة إلى هذه
    الحالة في الإنسان ، وأرى الله جلّ وعلا أنبياءه أيضاً بعض المنامات في حياتهم ،
    وصدّق رؤياهم في بعض الآيات المباركات ما يلي :
    1 ـ ما ورد من الآيات في سورة الصافّات
    منها : قوله تعالى في قصّة إبراهيم : ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إنِّي
    أَرَى في الْمَنَامِ أنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاَذا تَرَى قَالَ يَا أبَتِ افْعَلْ مَا تُؤمَرُ سَتَجِدُنِي
    إِن شَاءَ اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ) (1)
    ومعنى « رأى » ـ كما قال به الطبرسي في مجمع البيان ـ على خمسة أوجه :
    « ... والخامس بمعنى الرأي ، نحو : رأيت هذا الرأي ، وإمّا رأيت في المنام ،
    فمن رؤيت البصر ، فمعنى الآية إنّ إبراهيم قال لابنه : إنّي أبصرت في المنام رؤيا
    تأويلها الأمر بذبحك ، فانظر ماذا تراه ، أو أي شيء ترى من الرأي » (2).
    ومنها : قوله تعالى : ( وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ
    _________________________
    (1) الصافّات 37 : 102.
    (2) مجمع البيان 8 / 709.


    نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ) (1)
    وتقديره : ناديناه بأن : يا إبراهيم ، فعلت ما اُمرت به في الرؤيا.
    روى العيّاشي : بإسناده عن بريدة بن معاوية العجلي ، قال : « قلت لأبي
    عبدالله ، كم كان بين بشارة إبراهيم عليه‌السلام بإسماعيل وبين بشارته بإسحاق ؟ قال
    : « كان بين البشارتين خمس سنين. قال الله سبحانه : ( فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ ) (2) ، يعني
    إسماعيل ، وهي أوّل بشارة بشّر الله بها إبراهيم في الولد ، ولمّا ولد لإبراهيم إسحاق
    من سارة ، وبلغ إسحاق ثلاث سنين أقبل إسماعيل عليه‌السلام إلى إسحاق وهو في حجر
    إبراهيم ، فنحّاه وجلس في مجلسه ، فبصرت به سارة ، فقالت : يا إبراهيم ، ينحّي ابن
    هاجر ابني من حجرك ويجلس هو في مكانه ، لا والله ، لا تجاورني هاجر وابنها في
    بلاد أبداً ، فنحّهما عنّي ، وكان إبراهيم مكرماً لسارة ، يعزّها ويعرف حقّها ، وذلك لأنّها
    كانت من ولد الأنبياء وبنت خالته ، فشقّ ذلك على إبراهيم واغتمّ لفراق إسماعيل عليه‌السلام.
    فلمّا كان في الليل أتى إبراهيم آت من ربّه ، فأراه الرؤيا في ذبح إسماعيل بموسم
    مكّة ، فأصبح إبراهيم حزيناً للرؤيا التي رآها ، فلمّا حضر موسم ذلك العام حمل إبراهيم
    هاجر وإسماعيل في ذي الحجّة من أرض الشام ، فانطلق بهما إلى مكّة ليذبحه في
    الموسم ، فبدأ بقواعد البيت الحرام ، فلمّا رفع قواعده خرج إلى منى حاجّاً ، وقضى
    نسكه بمعنى ، ورجع إلى مكّة فطافا بالبيت الحرام إسبوعاً ، ثمّ انطلقا إلى السعي ، فلمّا
    صارا في المسعى ، قال إبراهيم عليه‌السلام لإسماعيل : يا بنيّ ، إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك
    في موسم عامي هذا ، فماذا ترى ؟
    قال : يا أبت ، افعل ما تؤمر ، فلمّا فرغا من سعيهما إنطلق به إبراهيم إلى منى وذلك
    يوم النحر ، فلمّا انتهى به إلى الجمرة الوسطى وأضجعه لجنبه الأيسر ، وأخذ الشفرة
    _________________________
    (1) الصافّات 37 : 104 و 105.
    (2) الصافّات 37 : 101


    ليذبحه نودي : أن يا إبراهيم قد صدّقت الرؤيا .. » (1).
    2 ـ ما ورد من الآيات في سورة يوسف
    قصّ الله لنا في كتابه العزيز ضمن آيات عديدة قصّة يوسف مع إخوته ، حيث
    بدأت هذه القصّة من رؤيا رآها يوسف الصدّيق عليه‌السلام ، وإليك الآيات التي فيها ذكر
    الرؤيا والتأويل :
    فمنها : قوله تعالى : ( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا
    وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) (2).
    ومنها : قوله تعالى : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ
    كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) (3).
    ومنها : قوله تعالى : ( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ
    خَمْرًا وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزًا تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا
    نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) (4).
    ومنها : قوله تعالى : ( قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ
    قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِالله وَهُم
    بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ) (5).
    ومنها : قوله تعالى : ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ
    سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ
    _________________________
    (1) مجمع البيان : 8 / 710 ، نقلاً عن العيّاشي.
    (2) يوسف 12 : 4.
    (3) يوسف 12 : 5.
    (4) يوسف 12 : 36.
    (5) يوسف 12 : 37.

    إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) (1).
    ومنها : قوله تعالى : ( قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ
    الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ ) (2).
    ومنها : قوله تعالى : ( وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم
    بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ) (3).
    ومنها : قوله تعالى : ( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ
    يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ
    لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ) (4).
    ومنها : قوله تعالى : ( قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ
    فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ
    مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ
    النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ) (5).
    ومنها : قوله تعالى : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ
    هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي
    مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي
    إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ) (6).
    ومنها : قوله تعالى : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
    _________________________
    (1) يوسف 12 : 43.
    (2) يوسف 12 : 44.
    (3) يوسف 12 : 45
    (4) يوسف 12 : 46
    (5) يوسف 12 : 47 ـ 49.
    (6) يوسف 12 : 100.

    فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا
    وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) (1).
    أمّا الآيات التي مرّت علينا في سورة يوسف فهي ترشد إلى اُمور منها :
    1 ـ إثبات الرؤيا ، ليوسف الصدّيق عليه‌السلام في منامه ، وقد كرّر ذلك ثلاث مرّات
    بقوله : ( رَأَيْتُ ) (2) ، ( رَأَيْتُهُمْ ) (3) ، ( رُؤيَاي ) (4) ، وهذا بخلاف قول
    المتكلّمين ، حيث أبطلوا الرؤيا وقالوا : « إنّ الرؤيا خيال باطل » (5).
    2 ـ معرفة سيّدنا يعقوب عليه‌السلام بتعبير الرؤيا ، ولذلك نهى ولده أن يقصّ رؤياه
    على إخوته ، وهذا ممّا أشار إليه العلاّمة الطباطبائي بقوله « فعبّرها أبوه له ، ونهاه
    أن يقصّها على إخوته » (6).
    3 ـ إخبار القرآن الكريم عن لسان يعقوب بأنّ الله سوف يعلّمه من تأويل
    الأحاديث. فالمراد من ( تَأْوِيلِ ) : هو ما تنتهي إليه الرؤيا من الأمر الذي تتعقّبه ،
    وهي الحقيقة التي تتمثّل لصاحب الرؤيا في رؤيا بصورة من الصور المناسبة
    لمداركه ومشاعره ، كما تمثّلت سجدةُ أبوي يوسف وإخوته الأحد عشر في
    صورة أحد عشر كوكباً والشمس والقمر ، وخرورهم أمامه ساجدين.
    و ( الْأَحَاديثِ ) جمع حديث ، وربّما اُريد به ارؤى ؛ لأنّها من حديث النفس ،
    فإنّ نفس الإنسان تصوّر له الاُمور في المنام ، كما يصوّر الحدث لسامعه من اُمور
    عند اليقظة ، فالرؤيا من الحديث (7).
    _________________________
    (1) يوسف 12 : 101.
    (2) و (3) يوسف 12 : 4.
    (4) يوسف 12 : 43.
    (5) راجع بحار الأنوار : 58 / 204.
    (6) الميزان في تفسير القرآن : 12 / 77.
    (7) المصدر المتقدّم : 79.

    4 ـ يفهم من قوله تعالى : ( إنّي أَرَاني أَعْصِرُ خَمْراً ... ) الآية ، أنّه عليه‌السلام عرّف
    صنعته حين دخل السجن بأنّه يعلم تأويل الرؤيا ، وإلاّ كيف علما أنّه يعلم ذلك.
    روي العلاّمة الطباطبائي عن القمّي في تفسيره : « أنّه وكّل بيوسف رجلين
    يحفظانه ، فلمّا دخل السجن قالوا له : ما صناعتك ؟ قال : اُعبّر الرؤيا »(1).
    وعن الصادق عليه‌السلام : « أنّه لمّا أمرالملك بحبس يوسف عليه‌السلام في السجن ألهمه الله
    تأويل الرؤيا ، فكان يعبّر لأهل السجن رؤياهم » (2).
    5 ـ أظهر عليه‌السلام علمه بتعبير الرؤيا وقال : ( ذلِكُمَا مِمّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) ، ونسب هذا
    العلم إلى الله جلّ وعلا.
    6 ـ وفسّر رؤيا الملك بعد أن عجزوا عن تفسيرها ، وقالوا له :
    ( أَضْغَاثُ أَحْلَامِ ).
    7 ـ ولمّا جمع الله شملهم قال لأبيه : ( هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا
    رَبِّي حَقًّا ) وفي النهاية قدّم الشكر والثناء لله عزّوجلّ لما علّمه
    من تأويل الأحاديث.
    3 ـ ما ورد في القرآن في سورة الإسراء
    ومنها : قوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ) (3).
    قيل : هي الرؤيا المذكورة من الإسراء إلى بيت المقدس ، والمعراج ، والفتنة ،
    والإمتحان ، وشدّة التكليف ، وليتعرض المصدق بذلك لجزيل الثواب ،
    _________________________
    (1) الميزان في تفسير القرآن : 12 / 182.
    (2) بحار الأنوار : 58 / 172 ، نقلاً عن قصص الراوندي.
    (3) الإسراء 17 : 60.

    والمكذّب لأليم العقاب (1).
    وقيل : هي الرؤيا التي رآها بالمدينة حين صدّه المشركون ، وإنّما كانت
    فتنة لِما دخل على المسلمين من الشبهة والشكّ لمّا تراخي الدخول إلى مكّة
    حتّى العام القابل (2).
    4 ـ ما ورد من القرآن في سورة الفتح
    ومنها : قوله تعالى : ( لَقَدْ صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) (3).
    قال الطبرسي : « روي عن ابن عبّاس : أنّها رؤية نوم رآها أنّه سيدخل مكّة
    وهو بالمدينة ، فقصدها ، فصدّه المشركون في الحديبية عن دخولها ، حتّى شكّ
    قوم ودخلت عليهم الشبهة ، فقالوا : يا رسول الله ، أليس قد أخبرتنا أنّا ندخل
    المسجد الحرام آمنين ؟!
    فقال : أوَقلت لكم أنّكم تدخلونها العام ؟
    قالوا : لا.
    فقال : لندخلنّها إن شاء الله ، ورجع ثمّ دخل مكّة في العام القابل ، فنزل : ( لَقَدْ
    صَدَقَ الله رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ) » (4).
    وقيل : رأى صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه أنّ قروداً تصعد منبره وتنزل ، فساءه ذلك ، واغتمّ
    به ، فلم يُرَ بعد ذلك ضاحكاً حتّى توفّي (5).
    _________________________
    (1) مجمع البحرين : 33.
    (2) مجمع البحرين : 33.
    (3) الفتح 48 : 27.
    (4) مجمع البيان : 2 / 424. بحار الأنوار : 58 / 155.
    (5) المصدر المتقدّم.

    روى الكليني في الكافي : بسنده عن علّي بن عيسى القمّاط ، عن عمّه ، قال :
    «سمعت أبا عبدالله يقول : هبط جبرئيل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ورسول الله كئيب حزين.
    فقال : يا رسول الله ، ما لي أراك كئيباً حزيناً ؟
    فقال : إنّي رأيت الليلة رؤيا.
    قال : وما الذي رأيت ؟
    قال : رأيت بني أميّة يصعدون المنابر وينزلون منها.
    قال : والذي بعثك بالحق نبيّاً ، ما علمت بشيء من هذا ، وصعد جبرئيل إلى
    السماء ، ثمّ أهبطه الله جلّ ذكره بآي من القرآن يعزّيه بها ، قوله : ( أَفَرَأَيْتَ إِن
    مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا
    يُمَتَّعُونَ ) (1) ، وأنزل الله جلّ ذكره : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ
    مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) (2) » (3).
    5 ـ ما ورد من القرآن في سورة الأنفال
    وأشار القرآن أيضاً في سورة الأنفال إلى الرؤيا التي رآها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل
    التلاحم مع المشركين في غزوة بدر ، فقال جلّ وعلا : ( إِذْ يُرِيكَهُمُ الله فِي
    مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيرًا لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ
    الله سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) (4).
    قال العلاّمة الطباطبائي : « والآية تدلّ على أنّ الله سبحانه أرى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله رؤيا
    _________________________
    (1) الشعراء 26 : 205 ـ 207.
    (2) القدر 97 : 1 ـ 3.
    (3) الكافي : 8 / 222.
    (4) الأنفال 8 : 43.

    مبشّرة رأى فيها ما وعده الله من إحدى الطائفتين أنّها لهم ، وقد أراهم قليلاً
    لا يعبأ بشأنهم ، وأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذكر ما رآه للمؤمنين ، ووعدهم وعد تبشير ،
    فعزموا على لقائهم .. » (1).
    وقال أمين الإسلام الطبرسي ـ في ذيل هذه الآية المباركة ـ : « معناه يركهم الله
    في مومك قليلاً لتخبر المؤمنين بذلك ، فيجترئ المؤمنون على قتالهم ، وهذا قول
    أكثر المفسّرين » (2).
    وقال في ردّ الحسن ، حيث نقل عن البلخي بأنّ معنى قوله : ( في مَنَامِكَ )
    في موضع نومك ، أي في عينك التي تنام بها ، وليس من الرؤيا في القوم ، وهذا
    بعيد لأنّه خلاف الظاهر (3).
    ثمّ قسّم الرؤيا إلى أقسام وقال : « والرؤيا على أربعة أقسام : رؤيا من الله عزّ
    وجلّ لها تأويل ، ورؤيا من وساوس الشيطان ، ورؤيا من غلبة الأخلاط ، ورؤيا
    من الأفكار ، وكلّها أضغاث أحلام ، إلاّ الرؤيا من قِبل الله تعالى التي هي إلهام في
    المنام ورؤيا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه كانت بشارة له وللمؤمنين بالغلبة » (4).
    6 ـ ما ورد في القرآن في سورة يونس
    قوله تعالى : ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ الله
    ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) (5).
    قال الطريحي : « فسّرت البشرى في الحياة الدنيا بالرؤيا الصالحة في الدنيا
    يراها الرجل الصالح فيستبشرها ، أو يرى له ما بشّر الله به المتّقين في غير موضع
    _________________________
    (1) الميزان في تفسير القرآن : 10 / 93.
    (2 ـ 3) مجمع البيان : 4 / 840.
    (5) يونس 10 : 64.

    من كتابه ، وفي الآخرة الجنّة ، أو يبشّر بها عند الموت » (1).
    وقال الطبرسي في تفسير هذه الآية : «قيل : فيه أقوال :
    أحدها أنّ البشرى في الحياة الدنيا هي ما بشّرهم الله تعالى به في القرآن على
    الأعمال الصالحة.
    وثانيها أنّ البشارة في الحياة الدنيا بشارة الملائكة للمؤمنين عند موتهم بأن
    لا تخالفوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنّة التي كنتم توعدون.
    وثالثها أنّها في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو تُرى له ، وفي
    الآخرة بالجنّة ، وهي ما تبشّرهم الملائكة عند خروجهم من القبور وفي القيامة
    إلى أن يدخلوا الجنّة ، يبشّرونهم بها حالاً بعد حال » (2).
    وعن الرضا عليه‌السلام « إنّ النبيّ كان يفسّر المبشّرات بالرؤيا » ، كما عن الكافي
    بسنده عن معمّر بن خلاّد عن الرضا عليه‌السلام ، قال : « إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أصبح قال
    لأصحابه : هل من مبشّرات ؟ يعني به الرؤيا » (3).
    وممّا يؤيّد أنّ البشرى هي الرؤيا في الدنيا يراها المؤمن ما فسّره النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ،
    قال « أتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله رجل من أهل البادية له جسم وجمال ، فقال : يا رسول
    الله ، أخبرني عن قول الله عزّ وجلّ : ( الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي
    الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ) (4).
    فقال : أمّا قول الله عزّ وجلّ : ( وَفي الآخِرَةِ ) فأنّها بشارة المؤمن عند الموت ،
    _________________________
    (1) مجمع البحرين : 232.
    (2) مجمع البيان : 5 / 120.
    (3) الكافي : 5 / 90.
    (4) يونس 10 : 63 و 64.

    يبشّر بها عند موته أنّ الله قد غفر لك ولمن يحملك إلى قبرك » (1).
    وعن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : « قال رجل لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قول الله عزّ وجلّ :
    ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا ) ، قال : هي الرؤيا الحسنة ، يرى المؤمن
    فيبشّر بها في دنياه » (2).
    روى عبادة بن الصامت عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى : ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ
    الدُّنْيَا ) ، قال : « هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو تُرى له ، وهو كلام يكلّم
    به ربّك عبده في المنام » (3).












    _________________________
    (1) من لا يحضره الفقيه : 1 / 133.
    (2) الكافي : 8 / 90 تفسير الصافي : 1 / 757.
    (3) الدرّ المنثور : 3 / 311.















    لقد صرّحت العترة الطاهرة عليه‌السلام تبعاً للقرآن الكريم بوجود الرؤيا والمنامات
    في الإنسان ، وورد عنهم أيضاً عشرات من الأحاديث حول علّة الرؤيا
    وأقسامها ، من صادقها وكاذبها ، وبيان شرائطها وفوائدها ، وآثارها المترتّبة.
    قال الصادق عليه‌السلام لمفضّل بن عمر : « فكّر ـ يا مفضّل ـ في الأحلام كيف دبّر الأمر
    فيها ، فمزج صادقها بكاذبها ، فإنّها لو كانت كلّها تصدق لكان الناس كلّهم أنبياء ، ولو
    كانت كلّها تكذب لم يكن فيها منفعة ، بل كانت فضلاً لا معنى له ، فصارت تصدق
    أحياناً فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدى لها ، أو مضرّة يتحذّر وتكذب كثيراً لئلاّ
    يعتمد عليها كلّ الاعتماد » (1).
    فعدّ الرؤيا من وجهة نظرهم نعمة من الله تبارك وتعالى ، حيث ينتفع بها أحياناً
    في مصلحة يهتدي بها طالما لم يصل إليها إلاّ من هذا الطريق ، وهكذا من مضرّة
    يتحذّر بسبب الرؤيا.
    بداية الأحلام في الإنسان
    لم يتّضح لنا من أنّ الأحلام والمنامات متى حدثت في الإنسان ، فهل كانت
    _________________________
    (1) سفينة البحار : 1 / 300. مجمع البحرين : 469. درر الأخبار : 2 / 257.


    مع الإنسان منذ خُلق ، أو حدثت بعد مرور الزمن والأعوام على خلقه ؟ فلذلك
    لم ينقل إلينا عن أبينا آدم عليه‌السلام ما روى عن سائر الأنبياء من الرؤيا والمنامات.
    وممّا يؤيّد أنّها حدثت فيما بعد ما روي عن أبي الحسن الهادي عليه‌السلام ، حيث
    رواه لنا الكليني عن بعض أصحابه ، عن عليّ بن العبّاس ، عن الحسن بن
    عبد الرحمن ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : « إنّ الأحلام لم تكن فيما مضى في أوّل
    الخلق ، وإنّما حدثت.
    فقلت : وما العلّة في ذلك ؟
    فقال : إنّ الله عزّ ذكره بعث رسولاً إلى أهل زمانه ، فدعاهم إلى عبادة الله وطاعته ،
    فقالوا : إن فعلنا ذلك فما لنا ، فوالله ما أنت بأكثرنا مالاً ، ولا بأعزّنا عشيرة.
    فقال : إن أطعتموني أدخلكم الله الجنّة ، وإن عصيتموني أدخلكم الله النار.
    فقالوا : وما الجنّة والنار ؟
    فوصف لهم ذلك.
    فقالوا : متى نصير إلى ذلك ؟
    فقال : إذا متّم.
    فقالوا : لقد رأينا أمواتنا صاروا عظاماً ورفاتاً ، فازدادوا له تكذيباً ، وبه استخافافاً ،
    فأحدث الله عزّ وجلّ فيهم الأحلام ، فأتوه فأخبروه بما رأواما أنكروا من ذلك.
    فقال : إنّ الله عزّ وجلّ أراد أن يحتجّ عليكم بهذا ، تكون أرواحكم إذا متّم وإن بليت
    أبدانكم تصير أرواح إلى عقاب حتّى تبعث الأبدان » (1).
    قال الطريحي ـ بعد ذكر هذا الحديث ـ : « ويستفاد من هذا الحديث اُمور :
    _________________________
    (1) الكافي : 8 / 90.


    منها : أنّ الأحلام حادثة.
    ومنها : أنّ عالم البرزخ يشبه عالم الأحلام.
    ومنها : أنّ الأرواح تعذّب قبل أن تُبعث الأبدان » (1).
    ويظهر أيضاً من عشرات الأحاديث والروايات المذكورة في ذيل الآيات التي
    مرّت ذكرها ، وفيما سيمرّ عليك ، وجهة نظر النبيّ والعترة الطاهرة عليه‌السلام حول
    الرؤيا والأحلام ، حيث إنّه عليه‌السلام كان يحرّض أصحابه على التحدّث بما رآه عنه في
    منامه ، وكان يسمّيه بالمبشّرات.













    _________________________
    (1) مجمع البحرين : 469.





    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3287
    نقاط : 4974
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاحلام والرؤيا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاحلام والرؤيا   الاحلام والرؤيا Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:01 am

    لقد أشار كثير من الأعلام في مطاوي كلماتهم وأبحاثهم إلى الرؤيا والمنامات
    في الإنسان ، وعقدوا لذلك أبواباً بعد أن بيّنوا هذه الحقيقة وأثبتوها.
    وقد أسهب العلامة المجلسي عليه‌السلام في هذا الموضوع ، وذكر بعض أقوال
    المتكلّمين والحكماء ، وأشار أيضاً إلى أخبار الأئمّة عليه‌السلام.
    1 ـ كلام الشيخ المفيد رحمه‌الله
    قال الكراجكي في كنز الفوائد « وجدت لشيخنا المفيد رضي‌الله‌عنه في بعض كتبه أنّ
    الكلام في باب رؤيا المنامات عزيز ، وتهاون أهل النظر به شديد ، والبليّة بذلك
    عظيمة ، وصدق القول فيه أصل جليل ، والرؤيا في المنام يكون من أربع جهات :
    أحدها : حديث النفس بالشيء والفكر فيه حتّى يحصل كالمنطبع في النفس ،
    فيخيّل إلى النائم ذلك بعينه وأشكاله ونتائجه ، وهذا معروف بالاعتبار.
    الجهة الثانية : من الطبائع ما يكون من قهر بعضها لبعض ، فيضطرب المزاج
    ويتخيّل لصاحبه ما يلائم ذلك الطبع الغالب من مأكول ومشروب ، ومرئي
    وملبوس ، ومبهج ومزعج ، وقد نرى تأثير الطبع الغالب في اليقظة والشاهد ،
    حتّى أنّ من غلب عليه الصفراء يعصب عليه الصعود إلى المكان العالي بما يتخيّل



    له من وقوعه ، ويناله من الهلع والزمع ما لا ينال غيره ، ومن غلبت عليه السوداء
    يتخيّل أنّه قد صعد في الهواء وناجته الملائكة ، ويظنّ صحّة ذلك ، حتّى أنّه ربّما
    اعتقد في نفسه النبوّة ، وأنّ الوحي يأتيه من السماء ، وما أشبه ذلك.
    والجهة الثالثة : ألطاف من الله عزّ وجلّ لبعض خلقه من تنبيه وتيسير ، وإعذار
    وإنذار ، فيلقي في روعه ما ينتج له تخييلات اُمور تدعوه إلى الطاعة والشكر
    على النعمة ، وتزجره عن المعصية ، وتخوّفه الآخرة ، ويحصل له بها مصلحة ،
    وزيادة فائدة وفكر يحدث له معرفة.
    والجهة الرابعة : أسباب من الشيطان ، ووسوسة يفعلها للإنسان ، يذكره بها
    اُموراً تحزنه ، وأسباباً تغمّه ، وتطمعه فيها لا يناله ، أو يدعوه إلى ارتكاب محظور
    يكون فيه عطبه ، أو تخيّل شبهة في دينه يكون منها هلاكه ، وذلك مختصّ بمن
    عدم التوفيق لعصيانه ، وكثرة تفريطه في طاعات الله سبحانه ، ولن ينجو من
    باطل المنامات وأحلامها ، إلاّ الأنبياء والأئمّة عليه‌السلام ، ومن رسخ في العلم من
    الصالحين » (1).
    2 ـ كلام السيّد المرتضى رحمه‌الله
    وقال السيّد المرتضى رحمه‌الله ضمن جواب طويل له عن السائل عنه في القول
    في المنامات أصحيحة هي أم باطلة ، ومن فعل مَن هي ؟ وما وجه
    صحّتها في الأكثر ؟
    قال : « وينبغي أن يقسّم ما يتخيّل النائم أنّه يراه إلى أقسام ثلاثة :
    منها : ما يكون من غير سبب يقتضيه ، ولا داع يدعوه إليه إعتقاداً مبتدأ.
    _________________________
    (1) كنز الفوائد : 2 / 60. بحار الأنوار : 58 / 209.


    ومنها : ما يكون من وسواس الشيطان ، يفعل في داخل سمعه كلاماً خفيّاً
    يتضمّن أشياء مخصوصة ، فيعتقد النائم إذا سمع ذلك الكلام أنّه يراه ، فقد نجد
    كثيراً من النيام يسمعون حديث من يتحدّث بالقرب منهم ، فيعتقدون أنّهم يرون
    ذلك الحديث في منامهم.
    ومنها : ما يكون سببه والداعي إليه خاطراً يفعله الله تعالى ، أو يأمر بعض
    الملائكة بفعله ، ومعنى هذا الخاطر أن يكون كلاماً يفعل في داخل السمع ،
    فيعتقد النائم أيضاً أنّه ما يتضمّن ذلك الكلام والمنامات الداعية إلى الخير
    والصلاح في الدين يجب أن تكون إلى هذا الوجه مصروفة كما انّما يقتضي الشرّ
    منها الاُولى أن تكون إلى وسواس الشيطان مصروفة ، وقد يجوز على هذا في ما
    يراه النائم في منامه ، ثمّ يصحّ ذلك حتّى يراه في يقظته على حدّ ما يراه في
    منامه ، وفي كلّ منام يصحّ تأويله أن يكون سبب صحّته أنّ الله تعالى يفعل كلاماً
    في سمعه لضرب من المصلحة بأنّ شيئاً يكون أو قد كان على بعض الصفات ،
    فيعتقد النائم أنّ الذي يسمعه هو يراه ، فإذا صحّ تأويله على ما يراه ، فما ذكرناه إن
    لم يكن ممّا يجوز أن تتّفق فيه الصحّة اتّفاقاً ، فإنّ المنامات وما يضيق فيه مجال
    نسبته إلى الإتّفاق ، فهذا الذي ذكرناه يمكن أن يكون وجهاً فيه » (1).
    3 ـ قول المازري حول الرؤيا
    وقال المازري من العامّة في شرح قول النبيّ : « الرؤيا من الله ، والحلم من
    الشيطان » : « مذهب أهل السنّة في حقيقة الرؤيا أنّ الله تعالى يخلق في قلب النائم
    إعتقادات ، كما يخلقها في قلب اليقظان ، وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء ،
    لا يمنعه النوم واليقظة ، فإذا خلق هذه الإعتقادات فكأنّه جعلها علماً على اُمور
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 214.

    اُخر يخلقها في ثاني الحال ، أو كان قد خلقها ، فإذا خلق في قلب النائم الطيران
    وليس بطائر فأكثر ما فيه أنّه اعتقد أمراً على خلاف ما هو ، فيكون ذلك الإعتقاد
    علماً على غيره ، كما يكون خلق الله تعالى الغيم علماً على المطر ، والجميع خلق
    الله تعالى ، ولكن يخلق الرؤيا والإعتقادات التي جعلها علماً على ما يسّر بغير
    حضرة الشيطان ، وخلق ما هو علم على ما يضرّ بحضرة الشيطان ، فنسب إلى
    الشيطان مجازاً لحضوره عندها وإن كان لا فعل له حقيقةً » (1).
    4 ـ البغوي في شرح السنّة
    قال البغوي : « ليس كلّ ما يراه الإنسان صحيحاً ويجوز تعبيره ، بل الصحيح
    ما كان من الله يأتيك به ملك الرؤيا من نسخة اُمّ الكتاب ، وما سوى ذلك
    أضغاث أحلام لا تأويل لها ، وهي على أنواع : قد تكون من فعل الشيطان
    يلعب بالإنسان ، أو يريه ما يحزنه ، وله مكائد يحزن بها بني آدم ، كما قال تعالى :
    ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) (2) ، ومن لعب الشيطان به
    الإحتلام الذي يوجب الغُسل ، فلا يكون له تأويل وقد يكون من حديث النفس
    كما يكون في أمر أو حرفة يرى معشوقه ونحوه ، وقد يكون من مزاج الطبيعة ،
    كمن غلب عليه الدم يرى الفصد والحجامة والحمرة والرعاف والرياحين
    والمزامير والنشاط ونحوه.
    ومن غلب عليه الصفراء : يرى الناس ، والشمع ، والسراج ، والأشياء الصفر ،
    والطيران في الهواء ، ونحوه. ومن غلب عليه السوداء : يرى الظلمة ، والسواد ،
    والأشياء السود ، وصيد الوحش ، والأحوال ، والأموات ، والقبور ، والمواضع
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 213.
    (2) المجادلة 58 : 10.

    الخربة ، وكونه في مضيق لا منفذ له ، أو تحت ثقل ونحوه.
    ومن غلب عليه البلغم : يرى البياض ، والمياه ، والأنداد ، والثلج ، والوحل ،
    فلا تأويل لشيء منها » (1).

















    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 213.















    1 ـ حقيقة الرؤيا وسببها
    إنّ من آيات الله جلّ وعلا النوم في الليل والنهار لاستراحة القوى النفسانيّة
    وقوّة القوى الطبيعيّة ، كما أشار القرآن الكريم بذلك حيث قال : ( وَمِنْ آيَاتِهِ
    مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) (1) ، وكما يظهر من قوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ
    سُبَاتًا ) (2) ، وأنّه منّ علينا بأن جعل نومنا ممتدّاً طويلاً ، لما في ذلك لنا من المنفعة
    والراحة ، فإنّ السبات هو النوم ، أو هو النوم الممتدّ الطويل ، كما قال به بعض (3).
    فيخرج الروح من جسم النائم إمّا دائماً فهو الموت ، وإمّا مؤقّتاً فيرجع إلى
    جسمه بإذن الله. فيسير إمّا إلى ربّ العالمين ، وإمّا أن يكون بين السماء
    والأرض ، فما رأى في عروجه وسيره يسمّى رؤيا ، فإن كان إلى الله فهو حقّ ،
    وما كان بين السماء والأرض فهو أضغاث أحلام ، كما أشار بذلك النبيّ وأهل بيته
    الكرام. وإليك ما روي :
    1 ـ روى الصدوق : بسنده عن عليّ عليه‌السلام ، قال : « سألت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الرجل
    _________________________
    (1) الروم 30 : 23.
    (2) النبأ 78 : 9.
    (3) بحار الأنوار : 58 / 156 و 157.


    ينام فيرى الرؤيا ، فربّما كانت حقّاً وربّما كانت باطلاً.
    فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا عليّ ، ما من عبد ينام إلاّ عرج بروحه إلى ربّ العالمين ، فما
    رأى عند ربّ العالمين فهو حقّ ، ثمّ إذا أمر الله العزيز الجبّار بردّ روحه إلى جسده ،
    فصارت الروح بين السماء والأرض ، فما رأته فهو أضغاث أحلام » (1).
    وعن المسعودي عن أبي جعفر الجواد أنّه نقل عن آبائه صلوات الله عليهم ،
    قال : « أقبل أمير المؤمنين ومعه أبو محمّد عليه‌السلام وسلمان الفارسي ، فدخل المسجد
    وجلس فيه ، فاجتمع الناس حوله ؛ إذا أقبل رجل حسن الهيئة واللباس فسلّم على أمير
    المؤمنين عليه‌السلام وجلس ، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين ، إنّي قصدت أن أسألك عن ثلاث
    مسائل ، إن أخبرتني بهنّ علمت أنّك وصيّ رسول الله حقّاً ، وإن لم تخبرني بهنّ علمت
    أنّك وهم شرع سواء.
    فقال له أمير المؤمنين : سل عمّا بدا لك.
    فقال أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ، وعن الرجل كيف يذكر وينسى ،
    وعن الرجل كيف يشبه ولد الأعمام والأخوال ؟
    فالتفت أمير المؤمنين إلى أبي محمّد فقال : يا أبا محمّد ، أجبه.
    فقال أبو محمّد : أمّا الإنسان إذا نام فإنّ روحه متعلّقة بالريح ، والريح متعلّقة بالهواء
    إلى وقت يتحرّك صاحبها إلى اليقظة ، فإذا أذن الله بردّ الروح جذبت تلك الروح الريح ،
    وجذبت الريح الهواء ، فرجعت الروح إلى مسكتها في البدن ، وإن لم يأذن الله بردّ
    الروح إلى صاحبها جذبت الهواء الريح ، وجذبت الريح الروح ، فلم ترجع إلى صاحبها
    إلى أن يببعثه الله تعالى » (2).
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 158.
    (2) إثبات الوصيّة : 157.


    3 ـ وفي المحاسن : عن أبيه ، عن حمزة بن عبدالله ، وعن جميل بن درّاج ،
    قال « قال أبو عبد الله عليه‌السلام : إنّ المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم صعّد الله بأرواحهم إليه ،
    فمن قضى عليه الموت جعله في رياض الجنّة بنور رحمته ، ونور عزّته ، وإن لم يقدّر
    عليه الموت بعث بها مع اُمنائه من الملائكة إلى الأبدان التي هي فيها » (1).
    قال العلاّمة المجلسي : « إنّ الرؤيا تستند إلى اُمور شتّى :
    فمنها : أنّ الروح في حالة النوم في حركة إلى السماء ، إمّا بنفسها ـ بناءً على
    تجسّمها كما هو الظاهر من الأخبار ـ أو بتعلّقها بجسد مثالي إن قلنا به في حال
    الحياة أيضاً بأن يكون للروح جسدان : أصلي ومثالي ، يشتدّ تعلّقها في حال
    اليقظة بهذا الجسد الأصلي ، ويضعف تعلّقها بالآخر ، وينعكس الأمر في حال
    النوم أو بتوجّهها وإقبالها إلى عالم الأرواح بعد ضعف تعلّقها بالجسد بنفسها من
    غير جسد مثالي ، وعلى تقدير التجسّم أيضاً يحتمل ذلك كما يومئ إليه بعض
    الأخبار ، بأن يكون حركتها كناية عن إعراضها عن هذا الجسد وإقبالها إلى عالم
    آخر ، وتوجّهها إلى نشأة اُخرى ، وبعد حركتها ـ بأي معنى كانت ـ ترى أشياء في
    الملكوت الأعلى ، وتطالع بعض الألواح التي اُثبتت فيها التقديرات ، فإن كان لها
    صفاء ولعينها ضياء يرى الأشياء كما اُثبتت ، فلا تحتاج رؤيا إلى تعبير ، وإن
    اُسدلت على عين قلبه أغطية أرماد التعلّقات الجسمانيّة والشهوات النفسانيّة
    فيرى الأشياء بصورة شبيهة لها ، كما أنّ ضعيف البصر ومؤف العين يرى الأشياء
    على غير ما هي عليه ، والمعارف بعلّته يعرف أنّ هذه الصورة المشتبهة التي
    اشتبهت عليه صورة لأيّ شيء. فهذا شأن المعبّر العارف بداء كلّ شخص وعلّته ،
    ويمكن أيضاً أن يظهر الله عليه الأشياء في تلك الحالة بصور يناسبها لمصالح
    كثيرة ، كما أنّ الإنسان قد يرى المال في نوم بصورة حيّة ، وقد يرى الدراهم
    _________________________
    (1) المجالس : 178 ، بحار الأنوار : 58 / 165.

    بصورة عذرة ، ليعرف أنّهما يضرّان ، وهما مستقذران واقعاً ، فينبغي أن يتحرّز
    عنهما ويجتنبهما.
    وقد ترى في الهواء أشياء فهي الرؤيا الكاذبة التي لا حقيقة لها ، ويحتمل أن
    يكون المراد بما يراه في الهواء ما أنسى به من الاُمور المألوفة والشهوات
    والخيالات الباطلة ، وقد مضى ما يدلّ على هذين النوعين في رواية محمّد بن
    القاسم ، ورواية معاوية بن عمّار ، وغيرهما.
    ومنها : ما هو بسبب إفاضة الله تعالى عليه في منامه ، إمّا بتوسّط الملائكة أو
    بدونه ، كما يومئ إليه خبر أبي بصير وسعد بن أبي خلف.
    ومنها : ما هو بسبب وسواس الشيطان ، واستيلائه عليه بسبب المعاصي التي
    عملها في اليقظة ، أو الطاعات التي تركها فيها ، أو الكثافات والنجاسات
    الظاهريّة والباطنيّة التي لوّث نفسه بها.
    ومنها : ما هو بسبب ما بقي في ذهنه من الخيالات الواهية ، والاُمور الباطلة ،
    ويومئ إليه خبر ابن أبي خلف وغيره » (1).
    2 ـ فوائد الرؤيا والمنامات
    لا ريب أنّ للرؤيا فوائد كثيرة لا نهتدي إلى كثير منها ؛ لأنّ فيها إشارات غيبيّة
    قد لا يصل إلى هذه الإشارات أي معبّر ومفسّر ، إلاّ النبيّ والإمام عليه‌السلام. وقد أشار
    إلى بعض الفوائد العلّامة الكبير الشيخ حسين النوري في دار السلام ، فقال رحمه‌الله :
    « 1 ـ إنّ من تلك الفوائد أنّها طريق إلى الاعتراف الخالص عن شوب الشكّ
    والريب ، والتصديق الوجداني عن صميم الغيب بمقدّس وجوده جلّ ذكره بما
    يمكّنه في قلبه ويوجده فيه في المنام ، ويشرح صدره بآرائه آيات عظام يعرفه
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 218.

    من سلك فيه ذللاً ، وأدرك منه جملاً ، وهو طريق قويم ، وصراط مستقيم ،
    لا يحتاج صاحبه إلى ترتيب المقدّمات والنظر في الدلالات.
    2 ـ ومنها أنّها تدلّ على صدق الرسل المستلزم لثبوت مرسلها ، وعلى صدق
    ما أخبروا به من أحوال ما بعد الموت ، وأحواله المستلزم لثبوت رسالتهم.
    3 ـ ومنها أنّها طريق لإثبات إمكان الإطّلاع على الغيوب الماضية والغابرة ،
    ورفع الإستبعاد عن معرفة أولياء الله بها ، وإخبارهم عنها ، ودفع توهّم اختصاص
    علم ذلك بذاته المقدّسة جلّ وعلا ، وإن كان ذلك بوجه آخر.
    4 ـ ومنها أنّها طريق واضح إلى التصديق بنبوّة الأنبياء ، ووصاية الأوصياء ،
    بما تحدّوا به ، وممّا أخبروا به بأنّ القوم يرونه في المنام فكان كما قالوا.
    5 ـ ومنها أنّها طريق إلى معرفة النفس المغايرة للبدن ، المستغنية في كثير من
    أفعالها عنه ، ومعرفة النفس المغايرة للبدن المستغنية في كثير من أفعالها عنه ،
    ومعرفة جسد آخر لها يشابه الجسد المحسوس في جميع الجوارح والأعضاء ،
    وبها يرفع استبعاد بعض منكري الصانع عزّ وجلّ ، وجود غائب منزّه عن جميع
    العوارض من جهة إنحصار الموجود عندهم فيما يدرك بالحواسّ الظاهرة.
    6 ـ ومنها أنّها طريق لتلقّي التكاليف الكليّة ، والنواميس الإلهيّة ، التي بها
    تنتظم اُمور العباد ممّا يتعلّق بالمعاش والمعاد ، وهو مختصّ بزمرة إصطفاهم الله
    تعالى للإنباء ، وجعلهم وسائط فيضه ، وأوعية ما ينزل من السماء.
    7 ـ ومنها أنّها طريقة إلى معرفة وجود عالم كبير واسع ، مشتمل على نظير
    جميع ما يوجد في هذا العالم بوجود أصفى وأتمّ وأوفى وأعمّ ، لا يغادر فيه منه
    شيء حتّى المآكل والمشارب ، والحدائق والكواعب ، والشدائد والمصائب ،


    وأمثالها من اللذّة والألم ، والمحن والنِعم ، يجدها كلّ أحد بالوجدان ، وربّما
    يبقى أثرها معه في عالم العيان ، كما حصل لجملة من الأعيان.
    8 ـ ومنها أنّها طريق إلى رفع الاستبعاد عمّا ورد في تنعّم أصحاب القبور
    وتعذيبهم ، ولا يرى في أجسادهم أثر من ذلك ، وربّما يجتمع في مكان واحد
    من ينعّم أو يعذّب ، ولا يرى نفع أو ضرر من أحدهما إلى الآخر ، وغير ذلك من
    الشبهات التي ألقاها أبالسة الإنس والجنّ في قلوب الباطلين والضعفاء.
    9 ـ ومنها أنّها طريق إلى التصديق الوجداني ، والإيمان بالغيب ، الذي أخبر
    به النبيّ الصادق الأمين صلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا يجري على ابن آدم بعد حضور أجله من مرارة
    الموت وغصصه ، والأهوال التي اُعدّت له بعده من المسألة والعذاب والثواب
    والبعث والحشر والحساب والميزان والصراط والجنّة والنار ، غير ذلك.
    10 ـ ومنها أنّها طريق إلى الإطّلاع على حال الأموات الذين انقطعت
    أخبارهم ، وعميت آثارهم ، وما هم فيه من نضرة النعيم أو مرارة الجحيم ، وفيه
    فوائد عظيمة أجلّها استدراك ما فات منهم من الطاعات ، وجبران ما عليهم من
    التبعات ، ممّا حرمه عن نيل المكارم ، وأدخله في مصافّ أهل الجرائم ،
    وكثيراً ما يخبرون في المنام عن سبب ما هم فيه من الآلام ، وهذه من سعة
    رحمة الكريم العلاّم.
    11 ـ ومنها أنّها طريق إلى معرفة حال نفسه من السعادة والشقاء ، ومقامه
    عند ربّه في السخط والرضا ، وتصديق جزاء الأعمال الحسنة والقبيحة على طبق
    ما ورد في الشريعة القويمة ، فتكون حينئذٍ إمّا مبشّرة وجدانيّة ، وداعية ربّانيّة ،
    أو منذره روحانيّة ، ورادعة إلهيّة.
    12 ـ ومنها أنّه مثال للحدث والإنتباه بعده مثال للبعث والنشور ، ودليل على


    إمكانهما ، مذكّر لهما في كلّ يوم وليلة ، ومنبّه للإنسان من نوم الغفلة.
    13 ـ ومنها أنّ به يعرف زوال الدنيا ، وسرعة انقاضائها ، وكثرة تقلّباتها ،
    وعدم بقاء لذيذها وآلامها.
    14 ـ ومنها التهيّؤ والإستعداد لاستقبال الأحداث التي ثبت تعبيرها على
    الوقوع ، ومحاولة دفع المكروه منها بالعمل المأثور الذي ورد عنه الرؤية
    المكروهة عملاً بالنصّ المعصومي المصرّح على أنّ الدعاء يردّ القضاء بعدما
    اُبرم إبراماً » (1).
    3 ـ هل يمكن رؤية النبيّ في المنام
    إختلف الأعلام ـ سنّة وشيعة ـ في إمكان رؤية النبيّ في المنام ، فأجازه بعض
    اعتماداً على الخبر الوارد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومنعه آخرون لضعف الخبر المرويّ عنه.
    وأمّا الخبر فممّا رووه السنّة في كتبهم بألفاظ مختلفة عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : « من رآني
    في المنام فقد رآني في اليقظة ، ولا يتمثّل الشيطان بي » (2) ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « من رآني
    في المنام فقد رآني ، لا ينبغي للشيطان أن يتمثّل في صورتي » (3).
    وعن الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبيه عليه‌السلام : « أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من
    رآني في منامه فقد رآني ؛ لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ، ولا في صورة أحد من
    أوصيائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم » (4).
    _________________________
    (1) بلغة الشيعة الكرام : 11 ، نقلاً عن دار السلام.
    (2) مجمع الزوائد : 7 / 181.
    (3) السنن الكبرى : 4 / 384.
    (4) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : 2 / 257.

    فقال البغوي في شرح السنّة : « رؤية النبيّ في المنام حقّ ، وكذلك جميع
    الأنبياء والملائكة » (1).
    قال العلاّمة المجلسي : « واعلم أنّ العلماء اختلفوا في أنّ المراد رؤيتهم عليه‌السلام
    في صورهم الأصليّة ، أو بأي صورة كانت ، ولا يخفى أنّ ظاهر حديث الرضا عليه‌السلام
    التعميم ؛ لأنّ الرائي لم يكن رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يسأله عليه‌السلام في أي صورة رأيته ؟
    وحمله على أنّه عليه‌السلام علم أنّه رآه بصورته الأصليّة بعيد عن السياق ، فإنّ من رأى
    أحداً من الأئمّة في المنام لم يحصل له علم في المنام بأنّه رآه ، ويقال في العرف
    واللغة أنّه رآهم ، وإن رأى الشخص الواحد بصور مختلفة ، فيقال : رآه بصورة
    فلان ، ولا يعدّون هذا الكلام من المتناقض » (2).
    وأمّا المفيد فله تفصيل في المقام ، فقال : « أمّا رؤية الإنسان للنبيّ أو لأحد
    الأئمّة عليه‌السلام في المنام ، فإنّ ذلك عندي على ثلاثة أقسام :
    قسم أقطع على صحّته ، وهو كلّ منام رأى فيه النبيّ أو أحد من الأئمّة ، وهو
    فاعل لطاعة أو آمر بها ، وناهٍ عن معصية أو مبيّن لقبحها ، وقائل بالحقّ ، أو داعٍ
    إليه ، وزاجر عن باطلٍ ، أو ذامٍّ لمن هو عليه.
    وأمّا الذي أقطع على بطلانه فهو كلّ ما كان بضدّ ذلك ؛ لعلمنا أنّ النبيّ والإمام
    صاحبا حقّ ، وصاحب الحقّ بعيد عن الباطل.
    وأمّا الذي يجوز فيه الصحّة والبطلان ، فهو المنام الذي يرى فيه النبيّ والإمام
    وليس هو آمراً ولا ناهياً ، ولا على حال يختصّ بالديانات ، ومثل : أن يراه راكباً ،
    أو ماشياً ، أو جالساً ، أو نحو ذلك ... » (3).
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 237.
    (2) بحار الأنوار : 58 / 235.
    (3) مصابيح الأنوار : 2 / 8.

    وعدّ السيّد المرتضى هذا الحديث من الضعاف ، وأوّل ذلك مع تسليم صحته ،
    قائلاً : « هذا خبر واحد ضعيف من أضعف أخبار الآحاد ، ولا يعوّل على مثل
    ذلك ، على أنّه يمكن مع تسليم صحّته أن يكون المراد به : من رآني في اليقظة فقد
    رآني على الحقيقة ؛ لأنّ الشيطان لا يتمثّل بي للقيظان ، فقد قيل إنّ الشيطان ربّما
    تمثّل بصورة البشر ، وهذا أشبه بظاهر ألفاظ الخبر ؛ لأنّه قال : من رآني فقد رآني ،
    فأثبت غيره رائياً له ونفسه مرئيّة ، وفي النوم لا رائي له في الحقيقة ولا مرئي ،
    وإنّما ذلك في اليقظة ، ولو حملناه على النوم لكان تقدير الكلام ، من اعتقد أنّه
    يراني في منامه ـ ، إن كان غير راءٍ لي في الحقيقة ـ فهو في الحكم كمن قد رآني ،
    وهذا عدول عن ظاهر لفظ الخبر وتبديل لصيغته » (1).
    قلت : وقد اضطربت كلمات الأعلام في إثبات صحّة رؤية النبيّ والإمام ، وقد
    أسهب العلاّمة المجلسي والسيّد عبد الله شبّر ، وغيرهما في هذا المجال ، ومن
    أراد التحقيق أكثر ممّا ذكرنا فليراجع كتابيهما ، ولكن إثبات هذه المسألة لم
    تنحصر فيما روي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل روي عن العترة الطاهرة عدّة روايات فيمن أراد
    أن يرى النبيّ في منامه ، كما رواه الكفعمي في مصباحه ، والمفيد في
    الإختصاص ، وابن طاووس في فلاح السائل وإقباله ، والبرقي في محاسنه ،
    وإليك ما روي في ذلك :
    الرواية الاُولى : روى البرقي : بسنده عن عليّ بن خالد ، عمّن حدّثه ، عن أبي
    جعفر عليه‌السلام ، قال : « من ختم القرآن بمكّة لم يمت حتّى يرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويرى
    منزله في الجنّة » (2).
    الرواية الثانية : روى الكفعمي في المصباح : عن الصادق عليه‌السلام ، قال : « من
    _________________________
    (1) مصابيح الأنوار : 2 / 10.
    (2) المحاسن : 1 / 69.

    قرء سورة القدر بعد صلاة الزوال وقبل الظهر إحدى وعشرين مرّة لم يمت حتّى
    يرى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله »(1).
    الرواية الثالثة : روى المفيد في الإختصاص : بسنده عن أبي المعزا ، عن
    موسى بن جعفر عليه‌السلام ، قال : « سمعته يقول : مَن كانت له إلى الله حاجة ، وأراد أن
    يرانا ، وأن يعرف موضعه ، فليغتسل ثلاثة ليال يناجي بنا ، فإنّه يرانا ، ويغفر له بنا ،
    ولا يخفى عليه موضعه » (2).
    الرواية الرابعة : وذكر الكفعمي في الفصل الثامن والعشرين من مصباحه
    ـ أيضاً ـ في شرح دعاء المجير ، فقال : « إنّه مروي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، نزل به جبرئيل
    وهو يصلّي في مقام إبراهيم ، وذكر جملة من فضائله ، ومن صام ثلاثاً وقرأه سبعاً
    ونام على ظهره رآك في نومه »(3).
    الرواية الخامسة : روى السيّد ابن طاووس : بسنده عن سهل بن صفة ، قال :
    « سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من أراد أن يرى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه فليصلِّ
    العشاء الآخرة وليغتسل غسلاً نظيفاً ، وليصلِّ أربع ركعات بأربعمائة مرّة آية الكرسي ،
    وليصلِّ على محمّد وآل محمّد ألف مرّة ، وليبيت على ثوب نظيف لم يخلق عليه حلالاً
    ولا حراماً ، وليضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن ، وليسبّح مأة مرّة : سبحان الله ،
    والحمد لله ، ولا إله إلاّ الله ، والله أكبر ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله ، وليقل مأة مرّة ما شاء
    الله ، فإنّه يرى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه »(4).
    وقد جمع العلامة محسن آل عصفور هذه الموارد من مظانّها ، فمن أراد
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 53 / 331 ، ولم نجده في المصباح.
    (2) الإختصاص : 90.
    (3) بلغة الشيعة الكرام : 220.
    (4) بلغة الشيعة الكرام : 220 ، نقلاً عن فلاح السائل.

    فليراجع كتاب بلغة الشيعة الكرام في تعبير رؤيا المنام.
    وممّا يشهد بذلك أيضاً منامات المعصومين عليهم‌السلام لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كرؤيا الإمام
    أمير المؤمنين عليه‌السلام قبيل استشهاده ، وما قال له النبيّ عندما قدّم الشكوى إليه من
    اُمّته ، وهكذا رؤيا الزهراء سلام الله عليها ، وسائر العترة الطاهرة ، وقد ذكرنا
    بعض هذه الأحلام في فصل مستقلّ ، فراجع.
    وممّا يشهد بذلك أيضاً رؤيا بعض الناس للرسول ، كسدير الصيرفي وغيره ،
    وبيان رؤياه للصادق عليه‌السلام ـ أو للرضا عليه‌السلام ـ من دون ردّ الإمام لذلك ، كما رواه في
    المجالس عن أبيه ، عن المفيد ، عن الصدوق عن أبيه عن محمّد بن القاسم ،
    عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، قال : « حدّثني من سمع حنّان بن
    سدير يقول : سمعت أبي سدير الصير في يقول : رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيما يرى
    النائم ، وبين يديه طبق مغطّى بمنديل ، فدنوت منه وسلّمت عليه ، فردّ السلام
    وكشف المنديل عن الطبق ، فإذا فيه رطب ، فجعل يأكل منه ، فدنوت منه فقلت :
    يا رسول الله ، ناولني رطبة ، فنا ولني واحدة ، فأكلتها ، ثمّ قلت : يا رسول الله ،
    ناولني اُخرى ، فناولنيها ، فأكلتها ، فجعلت كلّما أكلت واحدة سألته اُخرى ،
    حتّى أعطاني ثماني رطبات ، فأكلتها ، ثمّ طلبت منه اُخرى ، فقال لي : حسبك.
    قال : فانتبهت من منامي ، فلمّا كان من الغد دخلت على جعفر بن محمّد
    الصادق عليه‌السلام ، وبين يديه طبق مغطّى بمنديل كأنّه الذي رأيته في المنام بين يدي
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسلّمت عليه ، فردّ علَيَّ السلام ، ثمّ كشف الطبق فإذا فيه رطب ،
    فجعل يأكل منه ، فعجبت لذلك وقلت : جعلت فداك ، ناولني رطبة ، فناولني
    فأكلتها ، ثمّ طلبت اُخرى حتّى أكلت ثماني رطبات ، ثمّ طلبت منه اُخرى ، فقال
    لي : لو زادك جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لزدتك.
    فأخبرته ، فتبسّم تبسّم عارف بما كان » (1).
    _________________________
    (1) أمالي الشيخ الطوسي : 114. بحار الأنوار : 58 / 241.

    4 ـ ما هي الفوائد المترتّبة على رؤية النبيّ
    وهناك سؤال يطرح نفسه ، وهو : ما هي الفوائد المترتّبة على رؤية النبيّ أو
    أحد من المعصومين ؟
    قلنا : لو لم يكن لهذه الرؤى والمنامات فائدة إلاّ ارتياح النفس ، وانبساط
    الروح ، لكفى ، فما تقول لو رفع عنك الهمّ والغمّ ، وانفتح لك أبواب الفرج ،
    وتبدّل خوفك أمناً ، وعسرك يسراً إثر هذه المنامات ؟
    وما تقول إذاً لو أدركك عزّ وجاه ، وسلطان وقوّة ، ونور من الله جلّ وعلا ، كما
    فسرّ ذلك في بعض الروايات ؟
    ما تقول إذاً لو كان إثر هذه المنامات فرج لبعض المؤمنين حيث يراه بعض
    الطواغيت ، ويكون سبباً لرفع الظلم عن الآخرين ، كما قرأنا ذلك في حياة بعض
    المعصومين وطواغيت زمانهم ، أو رفع الظلم والأذى عن بعض أصحابهم.
    فأيّ فائدة أهمّ وأعظم وأكبر وأنفع من هذه الفوائد ، وإليك ما اُشير إلى بعضها :
    1 ـ أمان لأهل المدينة والقرية
    قال الصدوق رحمه‌الله : « يروى في الأخبار الصحيحة عن أئمّتنا عليه‌السلام : أنّ من رأى
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وآله أو أحداً من الأئمّة عليه‌السلام قد دخل مدينة أو قرية في منامه ، فإنّه أمن
    لأهل المدينة أو القرية مّا يخافون ويحذرون ، وبلوغ لما يأملون ويرجون » (1).
    2 ـ بشارة الشيعة
    وعن شرف الدين الحسيني : بسنده عن الحارث الهمداني ، قال : « دخلت
    على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام وهو ساجد يبكي حتّى علا نحيبه
    _________________________
    (1) كمال الدين : 1 / 210.

    وارتفع صوته بالبكاء.
    فقلنا : يا أمير المؤمنين ، لقد أمرضنا بكاك ، وأمضنا وأشجانا وما رأيناك قد
    فعلت مثل هذا الفعل قطّ.
    فقال : كنت ساجداً أدعو ربّي بدعاء الخير في سجدتي ، فغلبتني عيني ، فرأيت رؤيا
    هالتني وأفضعتني ، رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قائماً وهو يقول : يا أبا الحسن ، طالت غيبتك
    عنّي ، وقد اشتقت إلى رؤيتك ، وقد أنجز لي ربّي ما وعدني فيك.
    فقلت : يا رسول الله : وما الذي أنجز لي فيَّ ؟
    قال : أنجز لي فيك وفي زوجتك وابنيك ، وذرّيّتك في الدرجات العلى في علّيّين.
    فقلت : بأبي أنت واُمّي ، يا رسول الله ، فشيعتنا ؟
    قال : شيعتنا معنا وقصورهم بحذا قصورنا ، ومنازلهم مقابل منازلنا.
    فقلت : يا رسول الله ، فما لشيعتنا في الدنيا.
    قال : الأمن والعافية.
    قلت : فما لهم عند الموت ؟
    قال : يحكم الرجل في نفسه ، ويؤمر ملك الموت بطاعته وأيّ موتة شاء ماتها ،
    وأنّ شيعتنا ليموتون على قدر حبّهم لنا.
    قلت : فما لذلك حدّ يعرف.
    قال : بلى إنّ أشدّ شيعتنا لنا حبّاً يكون خروج نفسه كشرب أحدكم في اليوم الصائف
    الماء البارد الذي ينتفع منه القلب ، وأنّ سائرهم ليموت كما يغطّ أحدكم على فراشه
    كأقرّ ما كانت عينه بموته » (1).
    _________________________
    (1) تأويل الآيات : 752.

    3 ـ هداية العباد
    ومن فوائد هذه المنامات : الإهتداء إلى الطريق الصحيح والتشرّف إلى
    الإسلام ، كما اتّفق هذا الأمر لمجوسي أسلم هو وأهله إثر عمل عمله ، ورأى
    النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه وأراه منزله في الجنّة.
    قال السبط ابن الجوزي : « قرأت على عبد الله بن أحمد المقدسي سنة أربع
    وستّمائة ، وقال : قرأت في الملتقط ـ والملتقط كتاب جدّي أبو الفرج ـ قال : كان
    ببلخ رجل من العلويّين نازلاً بها ، وكان له زوجة وبنات ، فتوفّي الرجل.
    قالت المرأة : فخرجت بالبنات إلى سمرقند خوفاً من شماتة الأعداء ، واتّفق
    وصولي في شدّة البرد ، فأدخلت البنات مسجداً ومضيت لأحتال لهم في
    القوت ، فرأيت الناس مجتمعين على شيخ ، فسألت عنه ، فقالوا : هذا شيخ البلد ،
    فتقدّمت إليه وشرحت حالي لي.
    فقال : أقيمي عندي البيّنة إنّك علويّة ، ولم يلتفت علَيَّ ، فيئست منه وعدت
    إلى المسجد. فرأيت في طريقي شيخاً جالساً على دكّة وحوله جماعة ، فقلت :
    مَن هذا ؟
    فقالوا : ضامن البلد ، وهو مجوسي.
    فقلت : عسى أن يكون عنده فرج ، فتقدّمت إليه وحدّثته حديثي ، وما جرى
    لي مع شيخ البلد ، وأنّ بناتي في المسجد ما لهم شيء يقوتون به ، فصاح
    بخادم له ، فخرج ، فقال : قل لسيّدتك تلبس ثيابها ، فدخل وخرجت امرأة
    معها جواري.
    فقال إذهبي مع هذا المرأة إلى المسجد الفلاني واحملي بناتها إلى الدار ،
    فجاءت معي وحملت البنات ، وقد أفرد لنا داراً في دارة ، فلمّا كان نصف الليل
    رأى شيخ البلد المسلم في منامه كـأنّ القيامة قامت ، واللواء على رأس محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ،


    وإذا قصر من الزمرّد الأخضر ، فقال : لمن هذا القصر ؟
    فقيل : لرجل مسلم موحّد.
    فتقدّم إليَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلّم عليه ، فأعرض عنه.
    قال : يا رسول الله ، تعرض عنّي وأنا رجل مسلم ؟!
    فقال له : أقم البيّنة عندي إنّك مسلم ، فتحيّر الرجل.
    فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نسيت ما قلت للعلويّة ، وهذا القصر للشيخ الذي
    هي في داره.
    فانتبه الرجل وهو يلطم ويبكي ، بثّ غلمانه في البلد ، وخرج بنفسه يدور
    على العلويّة ، فأخبر أنّها في دار المجوسي ، فجاء إليه فقال : أين العلويّة ؟
    فقال : عندي.
    فقال : اُريدها.
    قال : ما إلى هذا سبيل.
    قال : هذه ألف دينار وسلّمهنّ إليَّ.
    فقال : لا والله ولا بمائة ألف دينار ، فلمّا ألحّ عليه قال له : المنام الذي رأيته ،
    أنا أيضاً رأيته ، والقصد الذي رأيته لي خلق ، وأنت تدلّ عليّ بإسلامک ، والله ما
    نمت ولا أحد في داري إلا وقد أسلمنا کلّنا علی يد العلويّة ، وعادت برکاتها
    علينا ، ورأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لي : القصر لک ولأهلک بما فعلت مع العلويّة ،
    وأنتم من أهل الجنّة ، خلقکم الله مؤمنين في القِدم » (1).
    4 ـ انکشاف بعض الاُمور
    ومن الاُمور المترتّبة علی هذه المنامات الصادقة من رؤية النبي أو أحد
    _________________________
    (1) تذکرة الخواصّ : 330.

    الأئمّة عليهم‌السلام هو انكشاف بعض الحقائق والخفيّات ، والإهتداء إلى أمر قد خفي
    على الآخرين.
    قال السبّط ابن الجوزي : « قرأت على عبدالله بن أحمد المقدسي بهذا
    التاريخ ، قال : وجدت في كتاب الجوهري عن ابن أبي الدنيا أنّ رجلاً رأى
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه وهو يقول : امضِ إلى فلان المجوسي وقل له : قد اُجيبت
    الدعوة ، فامتنع الرجل من أداء الرسالة لئلاّ يظنّ المجوسي أنّه يتعرّض له ، وكان
    الرجل في الدنيا في سعة ، فرأى الرجل رسول الله ثانياً ، وثالثاً ، فأصبح فأتى
    المجوسي وقال له في خلوة من الناس : أنا رسول رسول الله إليك ، وهو يقول لك
    قد اُجيبت الدعوة.
    فقال له : أتعرفني ؟
    قال : نعم.
    قال : فإنّي أنكر دين الإسلام ونبوّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    فقال : أنا أعرف هذا ، وهو الذي أرسلني إليك مرّة ومرّة ومرّة.
    فقال : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، ودعى أهله وأصحابه
    فقا لهم : كنت على ضلال ، ورجعت إلى الحقّ فأسلموا ، فمن أسلم فما في يده
    فهو له ، ومن أبي فلينزع مالي عنده.
    قال : فأسلم القوم وأهله ، وكانت له ابنة مزوّجة من ابن ابنه ، ثمّ قال لي :
    أتدري ما الدعوة ؟
    قلت : لا ، وأنا اُريد أن أسألك الساعة.
    فقال : لمّا زوجّت إبنتي صنعت طعاماً ودعوت الناس إليه ، فأجابوا وكان إلى
    جانبنا قوم أشراف فقراء لا مال لهم ، فأمرت غلماني أن يبسطوا لي حصيراً في
    وسط الدار ، قال : فسمعت صبيّة تقول لاُمّها : يا اُمّاه ، قد آذانا المجوسي برائحة


    طعامه ، قال : فأرسلت إليهنّ بطعام كثير وكسوة ودراهم للجميع ، فلمّا نظروا إلى
    ذلك قال الصبيّة للباقيّات : والله ما نأكل حتّى ندعو له ، فرفعن أيديهنّ وقلن :
    حشرك الله مع جدّنا رسول الله ، وأمّن بعضهم ، فتلك الدعوة التي اُجيبت » (1).
    5 ـ الإخبار بقبول العمل
    ومن هذه الفوائد أيضاً كما ورد في تاريخ الإمام الهادي عليه‌السلام تفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
    من عمل بغا التركي الذي قدّمه لرضى الله ورسوله.
    قال المسعودي : « وفي سنّة ثمان وأربعين ومائتين كانت وفاة بغا الكبير
    التركي ، وقد نيّف على التسعين سنة ، وقد كان باشر من الحروب ما لم يباشره
    أحد ، فما أصابته جراحة قطّ .. وكان بغا ديّناً من بين الأتراك ، وكان من غلمان
    المعتصم ، يشهد الحروب العظام ، ويباشرها بنفسه ، فيخرج منها سالماً ويقول :
    الأجل جوشن ، ولم يكن يلبس على بدنه شيئاً من الحديد ، فعذّل في ذلك ،
    فقال : رأيت في نومي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه جماعة من أصحابه فقال لي : يا بغا ،
    أحسنت إلى رجل من اُمّتي ، فدعا لك بدعوات استجيبت له فيك.
    قال : فقلت : يا رسول الله ، ومن ذلك الرجل ؟
    قال : الذي خلّصته من السباع.
    فقلت : يا رسول الله ، سل ربّك أن يطيل عمري ، فرفع يديه نحو السماء ،
    وقال : اللّهمّ أطل عمره ، وأتمّ أجله.
    فقلت : يا رسول الله ، خمس وتسعون سنة ، فقال رجل كان بين يديه : ويوقى
    من الآفات.
    فقلت للرجل ، مَن أنت ؟
    _________________________
    (1) تذكره الخواص : 331.

    قال : أنا عليّ بن أبي طالب ، فاستيقظت من نومي وأنا أقول عليّ بن أبي طالب.
    وكان بغا كثير التعطّف والبرّ للطالبيّين ، فقيل له : مَن كان ذلك الرجل الذي
    خلّصته من السباع ؟
    قال : كان اُتي المعتصم برجل قد رمي ببدعة ، فجرت بينهم في الليل مخاطبة
    في خلوة ، فقال لي المعتصم : خذه فألقه إلى السباع.
    فأتيت بالرجل إلى السباع لألقيه إليها وأنا مغتاظ عليه ، فسمعته يقول : اللّهمّ
    إنّك تعلم ما تكلّمت إلّا فيك ، ولم أرد بذلك غيرك ، وتقريباً إليك بطاعتك ، وإقامة
    الحقّ على من خالفك ، أفتسلمني ؟
    قال : فارتعدت وداخلتني له رقّة ، وملئ قلبي له رعباً ، فجذبته عن طرق
    بركة السباع ، وقد كدت أن أزجّ به فيها ، وأتيت به حجرتي فأخفيته فيها ، وأتيت
    المعتصم فقال : هيه.
    قلت : ألقيته.
    قال : فما سمعته يقول ؟
    قلت : أنا عجمي ، وهو يتكلّم بكلام عربي ، ما أدري ما يقول ، وكان الرجل
    أغلظ ، فلمّا كان في وقت السحر قلت للرجل : قد فتحت الأبواب ، وأنا مخرجك
    مع رجال الحرس ، وقد آثرتك على نفسي ، ووقيتك بروحي ، فأجهد ألاّ تظهر
    في أيّام المعتصم.
    قال : نعم.
    قلت : فما خبرك ؟
    قال : هجم رجل من عمّاله في بلدنا على ارتكاب المكاره والفجور ، وإماتة
    الحقّ ونصر الباطل ، فسرى ذلك إلى فساد الشريعة ، وهدم التوحيد ، فلم أجد


    عليه ناصراً ، فوثبت عليه في ليلة فقتلته ؛ لأنّ جرمه كان يستحقّ به في الشريعة
    أن يفعل به ذلك » (1).
    6 ـ تهديد الجبابرة والطواغيت
    روى الصدوق : بسنده عن إبراهيم بن عبيدالله بن العلا ، قال : « حدّثتني
    فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم بن الحسين ، قالت : لمّا قتل أبو الدوانيق عبد الله
    بن الحسن بن الحسين بعد قتل إبنيه : محمّد وإبراهيم ، حمل إبني داود بن
    الحسين من المدينة مكبّلاً بالحديد مع بني عمّه الحسنيّين إلى العراق ، فغاب
    عنّي حيناً ، وكان هناك مسجوناً ، فانقطع خبره ، وأعمى أثره ، وكنت أدعو الله
    وأتضرّع إليه وأسأله خلاصه ، وأستعين بإخواني من الزهّاد والعبّاد وأهل
    الجدّ والإجتهاد ، وأسألهم أن يدعوا الله لي أن يجمع بيني وبين ولدي قبل
    موتي ، فكانوا يفعلون ولا يقصّرون في ذلك ، وكان يصل إليَّ أنّه قد قُتل ،
    ويقول قوم : لا ، قد بني عليه اسطوانة مع بني عمّه ، فتعظم مصيبتي ، واشتدّ
    حزني ، ولا أرى لدعائي إجابة ولا لمسألتي نجحاً ، فضاق بذلك ذرعي ، وكبر
    سنّي ، ورقّ عظمي ، وصرت إلى حدّ اليأس من ولدي لضعفي وانقضاء عمري.
    قالت : ثمّ إنّي دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه‌السلام ، وكان عليلاً ،
    فلمّا سألته عن حاله ودعوت له وهممت الإنصراف ، قال لي : يا اُمّ داود ، ما
    الذي بلغك عن داود ؟
    وكنت قد أرضعت جعفر بن محمّد بلبنه ، فلمّا ذكره لي بكيت وقلت : جعلت
    فداك ، أين داود ؟
    داود محتبس في العراق ، وقد انقطع عنّي خبره ، ويئست من الإجتماع معه ،
    _________________________
    (1) مسند الإمام الهادي عليه‌السلام : 164 ، عن مروج الذهب : 4 / 160.

    وإنّي لشديدة الشوق إليه ، والتلهّف عليه ، وأنا أسألك الدعاء له ، فإنّه
    أخوك من الرضاعة.
    قالت : فقال لي أبو عبد الله : يا اُمّ داود ، فأين أنت من دعاء الإستفتاح والإجابة
    والنجاح ؟ وهو الدعاء الذي يفتح الله عزّ وجلّ له أبواب السماء ، وتتلقّى الملائكة ،
    وتبشّر بالإجابة ، وهو الدعاء المستجاب الذي لا يحجب عن الله عزّ وجلّ ، ولا لصاحبه
    عند الله تبارك وتعالى ثواب دون الجنّة.
    قالت : وكيف لي يابن الأطهار الصادقين ؟
    قال : يا اُمّ داود ، فقد دنى هذا الشهر الحرام ـ يريد عليه‌السلام شهر رجب ـ وهو شهر
    مبارك عظيم الحرمة : مسموع الدعاء فيه ، فصومي منه ثلاثة أيّام : الثالث عشر والرابع
    عشر والخامس عشر ، وهي الأيّام البيض ، ثمّ اغتسلي في يوم النصف منه عند زوال
    الشمس ، وصلّي الزوال ثمان ركات ترسلين فيهنّ وتحسنين ركوعهنّ وسجودهنّ
    وقنوتهنّ ، تقرأ في الركعة الاُولى بفاتحة الكتاب ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ،
    وفي الثانية ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدُ ) ، وفي الستّ البواقي من السور القصار ما أحببت ،
    ثمّ تصلّين الظهر ، ثمّ تركعين بعد الظهر ثمان ركعات تحسنين ركوعهنّ وسجودهنّ
    وقنوتهنّ ، ولتكن صلاتك في أطهر أثوابك في بيت نظيف ، على حصير نظيف ،
    واستعملي الطيب ، فإنّه تحيّة الملائكة ، واجتهدي أن لا يدخل عليك أحد يكلّمك أو
    يشغلك ، فإذا فرغت من الدعاء فاسجدي على الأرض ، وعفّري خدّيك على الأرض ،
    وقولي : لك سجدت ، وبك آمنت ، فارحم ذلّي وفاقتي وكبوتي لوجهي ، واجهدي أن
    تسبيح عيناك ، ولو مقدار رأس الذباب دموعاً ، فإنّه آية إجابة هذا الدعاء حرقة القلب ،
    وانسكاب العَبرة ، فاحفظي ما علّمتك ثمّ احذري أن يخرج عن يديك إلى يد غيرك ،
    ممّن يدعو به لغير حقّ ، فإنّه دعاء شريف ، وفيه اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به
    أجاب وأعطى ، ولو أنّ السماوات والأرض كانتا رتقاً ، والبحار بأجمعها من دونها ،


    وكان ذلك كلّه بينك وبينه وبين حاجتك يسهّل الله عزّ وجلّ الوصول إلى ما تريدن ،
    وأعطاك طلبتك ، وقضى لك حاجتك ، وبلغك آمالك ، ولكن من دعا بهذا الدعاء
    الإجابة من الله تعالى ، ذكراً أو اُنثى ، ولو أنّ الجنّ والإنس أعداء لولدك لكفاك الله
    مؤنتهم وأخرس عنك ألسنتهم ، وذلّل لك رقابهم إن شاء الله.
    قالت اُمّ داود : فكتب لي هذا الدعاء وانصرفت منزلي ، ودخل شهر رجب
    فتوخيّت الأيّام وصمتها ، ودعوت كما أمرني ، وصلّيت المغرب والعشاء
    الآخرة ، وأفطرت ثمّ صلّيت من الليل ما سنح لي مرتب في ليلي ، ورأيت في
    نومي كما صلّيت عليه من الملائكة والأنبياء والشهداء والعباد ، ورأيت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
    فإذا هو يقول لي : يا بنيّة ، يا اُمّ داود ، أبشري ، فكلّ ماترين أعوانك
    وإخوانك وشفعائك ، وكلّ من ترين يستغفرون لك ، ويبشّرونك ينجح حاجتك ، فابشري
    بمغفرة الله ورضوانه ، فجزيت خيراً عن نفسك ، وأبشري بحفظ الله لولدك ، وردّه عليك
    إن شاء الله.
    قالت اُمّ داود : فانتبهت عن نومي ، فوالله ما مكثت بعد ذلك إلاّ مقدار مسافة
    الطريق من العراق للراكب المجدّ المسرع حتّى قدم عليّ داود.
    فقال : يا اُمّاه ، إنّي لمحتبس بالعراق في أضيق المحابس ، وعلَيَّ ثقل
    الحديد ، وأنا في حال اليأس من الخلاص ؛ إذ نمت في ليلة النصف من رجب
    فرأيت الدنيا قد خفضت لي حتّى رأيتك في حصير في صلاتك وحولك رجال
    رؤسهم في السماء ، وأرجلهم في الأرض ، عليهم ثياب خضر يسبّحون من
    حولك ، وقال قائل جميع الوجه حلية النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، نظيف الثوب ، طيّب الريح ،
    حسن الكلام ، فقال : يابن العجوز الصالحة ، أبشر فقد أجاب الله عزّ وجلّ دعاء
    اُمّك ، فانتبهت فإذا أنا برسول الله أبي الدوانيق ، فادخلت عليه من الليل فأمر بفكّ
    حديدي ، والإحسان إليَّ ، وأمر لي بعشرة آلاف درهم وأن اُحمل على نجيب ،


    واستسعى بأشدّ السير ، فأسرعت حتّى دخلت إلى المدينة.
    قالت اُمّ داود : فمضيت به إلى أبي عبدالله عليه‌السلام فسلّم عليه وحدّثه بحديثه.
    فقال له الصادق عليه‌السلام : إنّ أبا الدوانيق رأى في النوم عليّاً عليه‌السلام يقول له : أطلق
    ولدي وإلاّ لألقيتك في النار ، ورأى كأنّ تحت قدميه النيران ، فاستيقظ وقد سقط
    في يده ، فأطلقك » (1).
    7 ـ تنبيه الغافلين
    ومن فوائد رؤيا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام : الإنتباه من الغفلة لما يسير عليه من
    طريقة خاطئة ، كما أخطأ بعض السادة العلويّين في بادي الأمر بالنسبة إلى الأئمّة
    الهداة ، وإن رجعوا فوراً عند انتباههم ، وتابوا على أيديهم ، كما نقل ذلك عن
    التأثر الكبير الشهيد السعيد زيد بن عليّ رحمه‌الله.
    قال ابن شهرآشوب : « قال معتب : قُرع باب مولاي الصادق عليه‌السلام ، فخرجت
    فإذا زيد بن عليّ عليه‌السلام ، فقال الصادق لجلسائه : ادخلو هذا البيت ، وردّوا الباب
    ، ولايتكلّم منكم أحد ، فلمّا دخل قام إليه فاعتنقا وجلسا طويلاً يتشاوران ، ثمّ علا
    الكلام بينهما.
    فقال زيد : دع ذا عنك يا جعفر ، فوالله لئن لم تمدّ يدك حتّى اُبايعك أو هذي
    يدي فبايعني ، لا تعينك ولا كلّفتك ما لا تطبيق ، فقد تركت الجهاد ، وأخلدت
    إلى الخفض ، وأرخيت الستر ، واحتويت على مال الشرق والغرب.
    فقال الصادق عليه‌السلام : يرحمك الله يا عمّ ، يغفر لك الله يا عمّ ، وزيد يسمعه ويقول :
    موعدنا الصبح ، أليس الصبح بقريب ، ومضى فتكلّم الناس في ذلك.
    _________________________
    (1) فضائل الأشهر الثلاثة : 33.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3287
    نقاط : 4974
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاحلام والرؤيا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاحلام والرؤيا   الاحلام والرؤيا Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:03 am

    فقال : مه ! لا تقولوا لعمي زيد إلاّ خيراً ، رحم الله عمّي ، فلو ظفر لوفى
    فقال كان في السحر قرع الباب ، ففتحت له الباب ، فدخل يشهق ويبكي ويقول :
    ارحمني يا جعفر يرحمك الله ، ارضَ عنّي يا جعفر رضي الله عنك ، إغفر لي يا
    جعفر غفر الله لك.
    فقال الصادق عليه‌السلام : غفر الله لك ورحمك ورضى عنك ، فما الخبر يا عمّ ؟
    قال : نمت فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله داخلاً علَيَّ وعن يمينه الحسن ، وعن يساره
    الحسين ، وفاطمة خلفه وعليّ أمامه ، وبيده حربة تلتهب التهاباً كأنّها نار وهو
    يقول : إيهاً يا زيد ، آذيت رسول الله في جعفر ، والله لئن لم يرحمك ويغفر لك
    ويرضى عنك لأرمينّك بهذه الحربة ، فلأضعها بين كتفيك ، ثمّ لاُخرجها من
    صدرك ، فانتبهت فزعاً مرعوباً ، فصرت إليك فارحمني يرحمك الله.
    فقال : رضى الله عنك ، وغفر الله لك ، أوصني فإنّك مقتول مصلوب محروق بالنار ،
    فوصّى زيد بعياله وأولاده وقضاء الدين عنه » (1).
    5 ـ هل أوامر المعصومين حجّة للرائي
    بقي في المقام شيء ، وهو : إذا رأى غير المعصوم في منامه النبيّ أو أحد من
    الأئمّة الهداة عليه‌السلام ، وأمره بأمره أو نهاه عن شيء ، فهل يجب العمل به ، أو الكفّ
    عمّا نهاه عنه ، أو لا يجيب ؟
    قال المحدّث الخبير السيّد عبد الله شبّر : « ظاهر الحديث المذكور أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا
    رؤي في النوم وأوجب على الرائي أمراً ، وحرّم عليه شيئاً ، يكون واجباً وحراماً
    كما في اليقظة ، وفيه إشكال ، بل الظاهر أنّه لم يقل بذلك أحد من الأصحاب.
    _________________________
    (1) مناقب آل أبي طالب : 4 / 225.

    وحكى المحدّث الشريف في شرح العيون عن الفاضل الصفدي بأنّه قال : « قد
    تكلّم الفقهاء فيمن رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمره بأمر هل يلزم العمل به أم لا ؟
    قالوا : انّ أمره بما يوافق أمره يقظة ، فلا كلام فيه ، وإن أمره بما يخالف أمره
    يقظة ، فإن قلنا إنّ من رآه صلى‌الله‌عليه‌وآله على الوجه المنقول صفته ، فرؤياه حقّ ، فهذا من
    قبيل تعارض الدليلين والعمل بأرجحهما ، وما ثبت في اليقظة فهو أرجح ،
    فلا يلزمنا العمل بما أمره فيما خالف أمره يقظة.
    قال : وقال العلاّمة طاب ثراه : يجوز العمل بما يسمع في المنام عن
    النبيّ والأئمّة إذا لم يكن مخالفاً للإجماع ؛ لما روي من أنّ الشيطان
    لا يتمثّل بصورتهم.
    وحكى المحقّق البحراني : إنّ السيّد مهنّا بن سنان سأل العلاّمة رحمه‌الله فقال : ما
    يقول سيّدنا فيمن رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه أو بعض الأئمّة ، وهو يأمره بشيء
    أو ينهاه عن شيء ، فهل يجب امتثال ما أمر به ، أو نهى عنه ، أم لا يجب ذلك مع ما
    صحّ عن سيّدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : من رآني في منامه فقد راني ، فإنّ الشيطان
    لا يتمثّل بي ، وغير ذلك من الأحاديث ؟
    وما قولكم لو كان ما أمر به أو ما نهى عنه على خلاف ما في أيدي الناس من
    ظاهر الشريعة ، هل بين الحالين فرق أم لا ؟ أفتنا في ذلك مبيّناً جعل الله كلّ
    صعب عليك هيّناً.
    فأجابه رحمه‌الله بما لفظة : أمّا ما يخالف الظاهر ، فلا ينبغي المصير إليه ، وأمّا يوافق
    الظاهر فالأوْلى المتابعة من غير وجوب ؛ لأنّ رؤية صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تعطي وجوب
    الاتّباع في المنام.
    وحاصل جواب العلّامة رحمه‌الله أنّه وإن كان قد رآه في المنام ، إلاّ أنّه لم يقم دليل
    على وجوب الإتّباع في الرؤية النوميّة ، وهو جيّد.

    أمّا أوّلاً فلأنّ الأدلّة الدالّة على وجوب متابعتهم ، وأخذ الأحكام منهم عليه‌السلام إنّما
    تحمل على ما هو المعروف المتكرّر دائماً من الأفراد الشائعة التي ينصرف إليها
    الإطلاق دون النادرة.
    وأمّا ثانياً فلأنّ الرؤيا وإن كانت صادقة فإنّها قد تحتاج إلى تأويل وتفسير ،
    وهو لا يعرفه ، فالحكم بوجوب العمل بها والحال كذلك مشكل.
    وأمّا ثالثاً فلأنّ الأحكام الشرعيّة إنّما بنيت على العلوم الظاهرة لا على العلم
    بأي وجه اتّفق ، ألا ترى أنّهم عليه‌السلام إنّما يحكمون في الدعاوي والبيّنات
    والأيمان ، وربّما عرفوا المحقّ من المبطل واقعاً ، وربّما عرفوا كفر المنافقين ،
    وفسق الفاسقين ، ونجاسة بعض الأشياء بعلومهم المختصّة بهم ، إلاّ أنّ الظاهر
    أنّهم ليسوا مأمورين بالعمل بتلك العلوم في الأحكام الشرعيّة ، بل إنّما يعملون
    على ظاهر علوم الشريعة ، وقد روى عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : إنّا نحكم بالظاهر ، والله
    المتولّي للسرائر »(1).
    6 ـ هل علم التعبير من مختصّات النبيّ والإمام
    إنّ من جملة الاُمور الغامضة والصعبة جدّاً هو مسألة تعبير الرؤيا وما يراه
    النائم ، فقد لا يهتدي إلى ذلك كثير من الناس ، والعلّة في ذلك أنّ علم التعبير من
    العلوم الإلهيّة التي علّم الله أنبياءه وأوصياءهم بإلهام منه إليهم أو بغير ذلك ممّا
    خفي علينا.
    كما علّم سيّدنا يوسف عليه‌السلام لمّا أدخله الملك السجن بإلهام منه عزّ وجلّ.
    وقد مرّ عليك الآيات في سورة يوسف قوله تعالى : ( وَكَذٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ
    وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) (2).
    _________________________
    (1) مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار : 2 / 14.
    (2) يوسف 12 : 6.

    وقوله تعالى : ( لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا
    ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي ) (1).
    وقوله تعالى : ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وخَرُّوا لَهُ سُجَّداً وقَالَ يَا أَبَتِ هٰذَا
    تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ) (2).
    وقوله تعالى : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ) (3).
    قال الصادق عليه‌السلام : « لمّا أمر الملك بحبس يوسف في السجن ألهمه الله تأويل
    الرؤيا ، فكان يعبّر لأهل السجن رؤياهم » (4).
    وعلّم سبحانه وتعالى من قبل نبيّه يعقوب عليه‌السلام ، حيث فسّر لولده يوسف ما رآه
    في المنام ، ونهاه أن يقصّ رؤياه على إخوته.
    وهكذا علّم الله نبيّه دانيال تأويل الأحاديث كما ورد عن الباقر عليه‌السلام ، فعن جابر
    الجعفي عنه عليه‌السلام ، قال : « سألته عن تعبير الرؤيا عن دانيال هو صحيح ؟
    قال : نعم ، كان يوحى إليه ، وكان نبيّاً ، وكان ممّا علّمه الله تأويل الأحاديث ، وكان
    صدّيقاً حكيماً »(5).
    وهكذا علّم نبيّه الخاتم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأخذ الإمام أمير المؤمنين وبقيّة المعصومين
    هذا العلم منه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفسّروا كثيراً من المنامات لهم ولغيرهم ، كما فسّر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
    كثير من مناماته ومنامات غيره.
    وأمّا معرفة هذا العلم بالنسبة إلى غيرهم فهو وإن أمكن ذلك ، لكن من الصعب
    جدّاً وصول الإنسان إلى هذا العلم بتمامه وكماله ، وعلى الخصوص معرفة إنسان
    _________________________
    (1) يوسف 12 : 37.
    (2) يوسف 12 : 100.
    (3) يوسف 12 : 101.
    (4) و (5) دار السلام : 4 / 228.

    غير عارف بطريقة النبيّ والإمام ، حيث يبعد غاية البعد أن يعرف الحقيقة كما
    هي ، ويفسّر الرؤيا كما فسّره النبيّ والإمام.
    قال العلاّمة المجلسي : « كان هذا العلم من معجزات الأنبياء
    والأولياء ـ الأوصياء ـ وليس لغيرهم من ذلك إلاّ حظّ يسير لا يسمن ولا يغني
    من جوع » (1).
    نعم ، يفهم من بعض الروايات أنّه يمكن الوصول إلى هذا العلم ، لكن لا بدّ من
    معرفة اُصول التعبير من الروايات والأحاديث الإسلاميّة المعتبرة ، أو من تشبيه
    النبيّ في تفسيره لبعض المنامات بعض الأشياء ببعض ، أو من تطبيق النبيّ بعض
    المنامات على بعض الآيات القرآنيّة ، أو غير ذلك ، لا أنّه يعبّر رؤيا أو رؤيا
    الآخرين حسب ما تشتهيه نفسه أو ما يؤدّي إليه نظره.
    ويفهم أيضاً من ردّ النبيّ تعبير عائشة لرؤيا بنت عميس أو ردّ الإمام
    الصادق عليه‌السلام لما أوّله أبو حنيفة ممّا رآه محمّد بن مسلم أنّهما أخطاءا في هذا
    المورد إن لم نقل أنّهما لم يكونا أهلاً لتعبير الرؤيا.
    فما روي عن ابن سيرين وغيره من المعبّرين ، فلا شكّ أنّه غير معتبر عندنا ؛
    لأنّه لم يأخذ العلم عن أصله ، فهو وإن أصاب في تعبيره بعض المنامات ، ولكن
    أخطأ في كثير منها. فلذلك نفى العلاّمة المجلسي بعد ما نقل عن بعض أهل
    التعبير ، قال : « انتهى ما أخرجناه من كتبهم المعتبرة عندهم ، ولا يعتمد على
    أكثرها ؛ لابتنائها على مناسبات خفيّة ، وأوهام رديّة ، والأخبار التي رووها
    أكثرها غير ثابتة ، وقد جرت التجربة في كثير منها على خلاف ما ذكروه »(2).
    فتخلّص : أنّه يمكن الوصول إلى ذلك بشكل ناقص ، لكن لا يصل إليه إلاّ
    باتّباعهم والأخذ عنهم.
    _________________________
    (1) و (2) بحار الأنوار : 58 / 232.

    7 ـ هل يمكن تفسير الرؤيا على أساس تأويل المعصومين
    من المباحث المهمّة التي تهمّ الباحث للوصول إليها ، والتعرّف على اُصولها
    وحدودها ، أن يفتح له نافذة ولو صغيرة ليعبّر ما يراه أو يرى غيره من الرؤى
    والمنامات على أساس تأويل النبيّ والعترة الطاهرة من خلال الروايات أو بعض
    المنامات التي رأوها أو رؤي في عصرهم وفسّروها ، حتّى تكون هذه الموارد
    كقاعدة كليّة في هذا المجال.
    أقول : يمكن ذلك بالنسبة إلى بعض الأشياء أو الأفراد أو الأماكن والموارد ،
    لكن ليست هذه قاعدة كلّيّة حتّى تطبّق كلّ ما قيل على كلّ من رأى أو شاهد في
    منامه شيئاً.
    فمثلاً : إذا أطلقوا عليه‌السلام كلمة كلّ إثر تفسير رؤيا لأحد من الناس حتّى يشمل
    عموم الأشخاص والأفراد ، أو جاء التشبيه ببعض الأشياء بعضها الآخر في
    تفسيرهم للرؤيا ، وهكذا لو استفيد من بعض الآيات القرآنيّة أو أماكن خاصّة أو
    أشخاص معيّنين لتفسير رؤياهم أو رؤيا الآخرين.
    كقول الصادق عليه‌السلام لموسى الزوّار العطّار : « إنّ كلّ من عانق سمّى الحسين يزوره
    إن شاء الله » ، وتفسيره القشر بكسوة اللّب ، وتطبيقة على ثوب الإنسان الذي هو
    كسوة له ، أو الأمن الخوف فيمن رأى أنّه دخل الحرم ، أو من رأى معه قناة ، أو
    تفسيره الغرّة البيضاء بالدين ، أو طلوع الشمس على الرأس بالأمر الجسيم ،
    والنور الساطع ، أو طلوع الشمس على القدمين بالوصول إلى مال من نبات
    الأرض ، أو شرب اللبن بالعلم ، وهكذا الحكم لو روى عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله : من رأى ،
    فإنّه يشمل الآخرين أيضاً ، كقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من رأى أنّه يشرب لبناً فهي الفطرة ، ومن
    رأى أنّ عليه درعاً من حديد فهي حصانة دينه ، ومن رأى أنّه يبني بيتاً فهو عمل


    يعمله ، ومن رأى أنّه غرق فهو في النار » (1).
    8 ـ المصنّفون حول الرؤيا
    صنّف جمع كثير من القدماء والمتأخّرين والمعاصرين حول الرؤيا والأحلام ،
    وما جاء فيها من الأحاديث ، وقد جمع هذه الكتب في بعض الكتب الرجاليّة
    والفهارس ، واحتفظ ببعضها في بعض المكتبات العامّة وإليك ما جاء ذكرهم في
    كتاب الرجالي الكبير أحمد بن عليّ النجاشي ، وفهرست الشيخ الطوسي ،
    والذريعة ، وغيرهم ، ما يلي :
    1 ـ إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عليه‌السلام : « سكن
    مصر وولده بها ، وله كتب يرويها عن أبيه ، عن آبائه ، منها ... كتاب الرؤيا » (2).
    2 ـ أحمد بن محمّد بن خالد بن عبد الرحمن البرقي أبو جعفر : « صنّف كتباً
    منها ... كتاب تعبير الرؤيا (3).
    3 ـ أحمد بن إصفهبذ أبو العبّاس القمّي الضرير المفسّر : « لا يُعرف له كتاب
    إلاّ تعبير الرؤيا ، وقال قوم ، إنّه لأبي جعفر الكليني » (4).
    4 ـ عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الجلودي الأزدي البصري : « له
    كتب قد ذكرها الناس ، منها ... كتاب الرؤيا « (5).
    5 ـ عليّ بن محمّد بن العبّاس بن فسا بخس : « ... له كتب منها ... كتاب
    _________________________
    (1) دار السلام : 4 / 329.
    (2) رجال النجاشي : 19.
    (3) المصدر المتقدّم : 56. معالم العلماء : 11. الفهرست : 21.
    (4) رجال النجاشي : 71.
    (5) رجال النجاشي : 167 و170.

    المنامات ، بخطّه » (1).
    6 ـ محمّد بن مسعود بن محمّد بن عيّاش السلمي ، المعروف بالعيّاشي :
    « ... صنّف كتباً منها ... كتاب الرؤيا » (2).
    7 ـ محمّد بن إبراهيم بن سليم أبو الفضل الجعفي الكوفي ، المعروف
    بالصابوني : « ... له كتب منها ... كتاب تعبير الرؤيا » (3).
    8 ـ محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني : « ... له كتاب تعبير الرؤيا » (4).
    9 ـ إبراهيم بن محمّد بن سعيد بن هلال بن عاصم بن سعد بن مسعود الثقفي :
    « ... وله تصنيفات كثيرة انتهى إلينا منها ... الرؤيا ... » (5).
    10 ـ تعبير الرؤيا للمولى محمّدباقر بن محمّد تقيّ اللاهيجي المعاصر
    للعلاّمة المجلسي (6).
    11 ـ تعبير الرؤيا لبعض المتأخّرين (7).
    12 ـ تعبير الرؤيا لبعض الأصحاب (Cool.
    13 ـ تعبير الرؤيا للشيخ ابن سينا (9).
    14 ـ تعبير الرؤيا للشيخ عبدالله بن سيرين (10).
    15 ـ تعبير الرؤيا للمولى الأردكاني (11).
    _________________________
    (1) رجال النجاشي : 191.
    (2) المصدر المتقدّم : 248.
    (3) المصدر المتقدّم : 265.
    (4) المصدر المتقدّم : 267.
    (5) المصدر المتقدّم : 13.
    (6 ـ 9) الذريعة : 4 / 207.
    (10) المصدر المتقدّم : 208.
    (11) و (2) الذريعة : 4 / 208.

    16 ـ تعبير طيف الخيال للجزائري الشيرازي (1).
    17 ـ الرؤيا الصادقة للسيّد محمّد جواد ابن السيّد محمّدرضا الخراساني (2).
    18 ـ الرؤيا الصادقة لمحمّد حسن الكاشاني (3).
    19 ـ تعبير الأحلام لمحمّد بن سيرين (4).
    20 ـ تعبير خواب لحاج غلام عليّ البهاونگري (5).
    21 ـ تعبير الرؤيا للسيّد شبّر بن محمّد بن ثنوان الموسوي (6).
    22 ـ كامل التعبير لحبيش بن إبراهيم (7).
    23 ـ منظومة في تعبير الرؤيا للفتّاحي النيسابوري (Cool.
    24 ـ النهاية المرتضويّة للغفّاري البغدادي (9).
    25 ـ تعبير الرؤيا للمولى الهروي (10).
    26 ـ الآثار الرائعة في أسرار الواقعة للموصلي (11).
    27 ـ الاُرجوزة في التعبير للمغافري (12).
    _________________________
    (1) الذريعة 4 / 208.
    (2) و (3) الذريعة : 11 / 307.
    (4) و (5) الذريعة : 4 / 206.
    (6) الذريعة : 7 / 267.
    (7) الذريعة : 17 / 253.
    (Cool الذريعة : 23 / 97.
    (9) الذريعة : 24 / 407.
    (10) الذريعة : 26 / 211.
    (11) و (12) دار السلام : 1 / 36.

    28 ـ إيضاح التعبير للمقدسي (1).
    29 ـ تحفة الملوك للسجستاني (2).
    30 ـ التعبير لإسماعيل بن الأشعث (3).
    31 ـ التعبير لابن المقرئ (4).
    32 ـ تعبير القادري للدنيوري (5).
    33 ـ التعبير المنيف للرومي (6).
    34 ـ كتاب النوم والرؤيا للموصلي (7).
    35 ـ تعبير النوم والرؤيا كاظم قاسم نيا (Cool.
    36 ـ النوم والرؤيا لمحمّد مهدي عليخواه (9).
    37 ـ الرؤيا من وجهة نظر الدين وعلم النفس لمحمّد رضوان طلب (10).
    39 ـ بحث حول الرؤيا ومعرفة النفس لمحّمد رضا علومي (11).
    40 ـ تعبير الرؤيا لوالديانوس (12).
    41 ـ تعبير النوم والرؤيا لإسماعيل شبوعي (13).
    42 ـ تعبير المنام لا بن سيرين ودانيال لأبي الفضل التفليسي (14).
    43 ـ تفسير الأحكام الميمي بتقسيم الرؤيا لعبد الأمير الأنصاري (15).
    44 ـ ترجمة قسم من كتاب تعبير الرؤيا لحسين بن عبدالله ابن سينا (16).


    _________________________
    (1 ـ 7) دار السلام 1 / 36.
    (8 ـ 16) راجع مكتبة السيّد المرعشي النجفي قدس‌سره.













    تقسّم الرؤيا والأحلام على أساس بعض الأحاديث الإسلاميّة إلى صادقة
    وكاذبة ، وتحزين من الشيطان ، وبُنيت لهذه الأقسام الثلاثة علائم ومميّزات.
    القسم الأوّل : الرؤيا الصادقة
    وهي التي تكون بمثابة الرؤية في حالة اليقظة من صحّتها وصدقها وانطباقها
    على الواقع ، وكان هذا ممّا يراه الأنبياء والأولياء والصلحاء وأهل الإيمان.كما
    رأى ذلك إبراهيم خليل الرحمن ، ويوسف الصدّيق ، ونبيّنا محمّد بن
    عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث جاء التصريح بذلك في القرآن الكريم.
    واُطلق على هذا القسم من الرؤيا بالبشرى ، وهو ما يراه المؤمن بحيث عدّ
    هذا النوع من الرؤيا أنّها جزء من سبعين جزءً من النبوّة ، كما روي عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (1).
    علامات الرؤيا الصادقة
    واُشير في بعض الأحاديث إلى علامات هذه الرؤيا ، منها :

    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 176 و : 191 عن الصادق عليه‌السلام. حلية المتّقين : 80.


    1 ـ الصادقة من الملائكة ، والكاذبة من الجنّ
    « سأل الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام نصرانيّان : ما الفرق بين الرؤيا
    الصادقة والرؤيا الكاذبة ومعدنها واحد ؟
    فقال عليه‌السلام : إنّ الله تعالى خلق الروح وجعلها لها سلطاناً ، فسلطانها النفس ، فإذا نام
    العبد خرج الروح وبقي سلطانه ، فيمرّ به جيل من الملائكة وجيل من الجنّ ؛ فمهما كان
    من الرؤيا الصادقة فمن الملائكة ، ومهما كان الرؤيا الكاذبة فمن الجنّ ، فأسلما
    على يديه وقتلا معه يوم صفّين » (1).
    2 ـ لا يراها إلاّ اُولو النهى
    وفي كتاب الغايات : « قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خياركم اُولو النهى.
    قيل : يا رسول الله ، ومن اُولو النهى ؟
    فقال : اولو النهى اُولو الأحلام الصادقة » (2).
    3 ـ لا يراها إلاّ المؤمن
    وعن عبادة بن الصامت ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله تعالى : ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي
    الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) ، قال : « هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو تُرى له ... » (3).
    4 ـ إذا اقترب الزمان
    وعن أبي هريرة ، قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا
    المؤمن تكذب ، وأصدقهم رؤياً أصدقهم حديثاً » (4).
    _________________________
    (1) مناقب آل أبي طالب : 2 / 357.
    (2) بحار الأنوار : 58 / 190.
    (3) الدّار المنثور : 3 / 313.
    (4) المصدر المتقدّم : 312.


    5 ـ إذا رآها بعد الثلثين من الليل
    قال الصادق عليه‌السلام في جواب أبي بصير حينما سأله عن الرؤيا الصادقة
    والكاذبة : « وأمّا الصادقة إذا رآها بعد الثلثين من اليلل مع حلول الملائكة ـ وذلك قبل
    السحر ـ فهي صادقة لا تختلف إن شاء الله ، إلاّ أن يكون جنباً أو يكون على غير طهر أو
    لم يذكر الله عزّ وجلّ حقيقة ذكره » (1).
    القسم الثاني : الأحلام الكاذبة
    وهي التي تسمّي بأضغاث الأحلام ، فهذه الأحلام ممّا تشاهده النفس عند
    استيلاء القوّة الشهويّة أو الغضبيّة ، فإنّ ذلك ممّا يحصل به الاُمور الشريرة باعتبار
    الشخص في الاُمور الواقعة في العالم الجسماني باعتبار حصوله عن هذه النفس
    الشيطانيّة ، وكذا لا يراه الإنسان من الاُمور المر تسمة في نفسه من القوّة المتخيّلة
    والمتوهّمة ؛ لأنها صور لا حقائق لها ، وهاتان المرتبتان تقعان مع التعبير بحسب
    ما تعبّران (2).
    قال العلاّمة المجلسي في سبب المنامات الصادقة والكاذبة : « إعلم أنّ التي
    تركبها المتخيلة قد تكون كاذبة وقد تكون صادقة ، أمّا الكاذبة فوقوعها على
    ثلاثة أوجه :
    الأوّل : أنّ الإنسان إذا أحسّ بشيء وبقيت صورة ذلك المحسوس في
    خزائنه الخيال ، فعند النوم ترتسم تلك الصورة في الحسّ المشترك فتصير
    مشاهدة المحسوس.
    _________________________
    (1) الكافي : 8 / 91.
    (2) مجمع البحرين : 34.

    والثاني : أنّ القوّة المفكّرة إذا ألقت صورة ارتسمت تلك الصورة في
    الخيال ، ثمّ وقت النوم تنتقل إلى الحسّ المشترك فتصير محسوسة ، كما أنّ
    الإنسان إذا تفكّر في الإنتقال من بلد إلى بلد في خطارة شيء أو خوف
    عن شيء ، فإنّه يرى تلك الأحوال في النوم.
    والثالث : أنّ مزاج الروح الحامل للقوّة المفكّرة إذا تغيّر فإنّه تتغيّر
    أحوال القوّة المفكّرة ، ولهذا السبب فإنّ الذي يميل مزاجه إلى الحرارة يرى
    في النوم النيران والحريق والدخان ، ومن مال مزاجه إلى البرودة يرى الثلوج ،
    ومن مال مزاجه إلى الرطوبة يرى الأمطار ، ومن مال مزاجه إلى اليبوسة يرى
    التراب والألوان المظلمة ، فهذه الأنواع الثلاثة لا عبرة بها البتّة ، بل
    هي من قبيل أضغاث الأحلام » (1).
    علامات الأحلام الكاذبة
    1 ـ أن يراها في أوّل الليل
    فمن علائم الأحلام الكاذبة أن يراها الإنسان في أوّل الليل ، كما عن أبي
    بصير ، عن الصادق عليه‌السلام ، قال : « قلت لأبي عبدالله : جعلت فداك ، الرؤيا الصادقة
    والكاذبة مخرجهما من موضع واحد ؟
    قال : صدقت ، أمّا الكاذبة مختلفة ، فإنّ الرجل يراها في أوّل الليل في سلطان
    المردة الفسقة ، وإنّما هي شيء يخيّل إلى الرجل ، وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها » (2).
    2 ـ ما رآه روح المؤمن في الأرض
    ومن علائم أضغاث الأحلام أيضاً أن يرى المؤمن ما يراه النائم على وجه
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 199.
    (2) الكافي : 8 / 91.

    الأرض ، كما رواه لنا الصدوق في مجالسه : بسنده عن محمّد بن القاسم
    النوفلي ، قال : « قلت لأبي عبدالله الصادق عليه‌السلام : المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما
    رآها ، وربّما رأى الرؤيا فلا تكون شيئاً.
    فقال : إنّ المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء ،
    فكلّما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير فهو الحقّ ،
    وكلّما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام » (1).
    3 ـ كثرة المنام
    ومن علائم الأحلام الكاذبة ـ أيضاً ـ : كثرة النوم ، حيث قال الإمام الحسن
    العسكري عليه‌السلام : « من أكثر المنام رأى الأحلام » (2).
    ومن أنّ الحلم من الشيطان كما قال به النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله (3) ثبت أنّ ما يراه النائم إثر كثرة
    نومه دليل على كذبه.
    القسم الثالث : تحزين من الشيطان
    والقسم الأخير من المنامات ما يحزن الرائي ممّا يراه ثمّ يستيقظ من ذلك
    فزعاً مرعوباً ، فهذا النوع من الرؤيا هو تخويف من الشيطان ، كما رواه عوف بن
    مالك ، قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرؤيا ثلاثة : منها تخويف من الشيطان ليحزن به
    ابن آدم ، ومنها الأمر يحدّث به نفسه في اليقظة فيراه في المنام ، ومنها جزء من ستّة
    وأربعين جزءً من النبوّة » (4).
    _________________________
    (1) أمالي الصدوق : 88. بحار الأنوار : 58 / 32.
    (2) حياة الإمام العسكري : 154.
    (3) بحار الأنوار : 58 / 191.
    (4) الدرّ المنثور : 3 / 313. راجع حلية المتّقين : 80.

    وعن ابن بابويه في كتاب التبصرة ـ مثل ما تقدّم ـ بسنده عن موسى بن
    إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، قال : « قال
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرؤيا ثلاثة : بشرى من الله ، وتحزين من الشيطان ؛ والذي يحدّث به
    الإنسان نفسه فيراه في منامه » (1).
    وروى الكليني في الكافي ما يقرب منه هذا الحديث عن الصادق عليه‌السلام ، إلاّ أنّه
    قال فيه : « وتحذير من الشيطان » (2) بدل « تحزين ».
    فلعلّ المراد من تحذير الشيطان أنّه يحذّر ويخوّف الناس ، وعلى الخصوص
    المؤمنون عن ارتكاب الأعمال الصالحة.
    والمراد من التحزين أيضاً أنّه يحزن أولياء الله وعباده المخلصين ، ويؤذيهم في
    منامهم ، كما أقسم بعزّة الله أن يغوي الناس ، ولكن لمّا لم يكن له سبيل على
    المخلصين فلا يرجع يده عن أذاهم. والشاهد على ذلك ما روي من أنّه تمثّل
    بصورة حيّة وأراد صرف الإمام السجّاد عن صلاته ومناجاته ، ومنها ما ورد في
    رؤيا السيّدة فاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإليك ما نقل في هذا المجال :
    روى القمّي في تفسيره في ذيل قوله تعالى : ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ
    الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلا بِإِذْنِ الله وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) (3)
    حدّثني أبي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : « كان سبب نزول
    هذه الآية أنّ فاطمة عليها‌السلام رأت في منامها أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله همّ أن يخرج هو وفاطمة
    وعليّ والحسن والحسين صلوات الله عليهم من المدينة ، فخرجوا حتّى جاوزوا حيطان
    المدينة ، فعرض لهم طريقان ، فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات اليمين حتّى انتهى بهم إلى
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 191 ، عن الإمامة والتبصرة.
    (2) الكافي : 8 / 90.
    (3) المجادلة : 58 : 10.

    موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله شاة كبرا ، وهي التي في أحد اُذنيها نقطة
    بيض ، فأمر بذبحها. فلمّا أكلوا ماتوا في مكانهم.
    فانتبهت فاطمة عليها‌السلام باكية ذعرة ، فلم تخبر رسول الله بذلك ، فلمّا أصبحت جاء
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بحمار فأركب عليه فاطمة وأمر أن يخرج أمير المؤمنين والحسن
    والحسين عليهم‌السلام من المدينة ـ كما رأيت فاطمة في نومها ـ فلمّا خرجوا من حيطان المدينة
    عرض لهم طريقان ، وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات اليمين ، كما رأت فاطمة ، حتّى انتهوا
    إلى موضع فيه نخل وماء ، فاشترى رسول الله شاة كبراء ـ كما رأيت فاطمة ـ فأمر
    بذبحها ، فذبحت وشويت ، فلمّا أرادوا أكلها قامت فاطمة عليها‌السلام وتنحّـت ناحية منهم
    تبكي مخافة أو يموتوا.
    فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى وقع عليها وهي تبكي ، فقال : ما شأنك يا بنيّة ؟
    قالت : يا رسول الله ، إنّي رأيت البارحة كذا وكذا في نومي ، وقد فعلت أنت كما
    رأيت ، فتنحّيت عنكم لأن لا أراكم تموتون.
    فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وصلّى ركعتين ثمّ ناجى ربّه ، فنزل جبرئيل ، فقال : يا محمّد ،
    هذا شيطان يقال له « الدهاء » ، وهو الذي أرى فاطمة عليها‌السلام هذه الرؤيا ، ويؤذي
    المؤمنين في نومهم ما يغتمّون به ، فأمر جبرئيل فجاء به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له :
    أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا ؟
    فقال : نعم ، يا محمّد ، فبزق عليه ثلاث بزقات قبيحة في ثلاث مواضع.
    ثمّ قال جبرئيل لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا محمّد ، إذا رأيت في منامك شيئاً تكرهه ، أو رأى
    أحد من المؤمنين فليقل : أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقرّبون ، وأنبياءه المرسلون ،
    وعباده الصالحون ، من شرّ ما رأيت من رؤياي ، ويقرأ الحمد والمعوذتين ، و ( قُلْ هُوَ
    اللهُ أَحَدٌ ) ، ويتفل عن يساره ثلاث تفلات ، فإنّه لا يضرّه ما رأى » (1).
    _________________________
    (1) درر الأخبار : 2 / 270.

    علل الرؤيا المفزعة والأحلام المرعبة
    نجد كثيراً من الناس من يرى في المنام ما يفزعه بحيث يستيقظ وهو فزعاً
    مرعوباً ، فلا يجد لرؤيته محملاً ليحمله عليه.
    فبعض هذه المنامات ـ كما مرّ عليك ـ تحزين وأذى من الشياطين لعباد الله
    المؤمنين ، فكما أنّه لا يترك البشر ، وخاصّة عباد الله المخلصين ، حتّى يؤذيهم ،
    وإذا تمكّن يغويهم ويمنعهم عن عبادة الله ، فكذلك لا يتركهم حتّى في المنام ،
    ليحزنهم على الأقلّ.
    وبعضها الآخر تنبيه من الله جلّ شأنه على ما يفعله العبد من المعاصي ليحذر
    من ذلك أو من تركه الواجبات ليقبل عليها.
    روى المفيد في الإختصاص عن الصادق عليه‌السلام : « إذا كان العبد على معصية الله
    عزّ وجلّ ، وأراد الله به خيراً أراه في منامه رؤيا تروّعه ، فينزجر بها
    عن تلك المعصية » (1).
    وفي المحاسن : بسنده عن صفوان ، عن داود ، عن أخيه عبدالله ، قال :
    « بعثني إنسان إلى أبي عبدالله عليه‌السلام زعم أنّه يفزع في منامه من إمرأة تأتيه. قال :
    فصحت حتّى سمع الجيران.
    فقال : أبو عبدالله عليه‌السلام : إذهب فقل له : إنّك لا تؤدّي الزكاة.
    قال : بلى والله إنّي لأؤدّيها.
    فقال : قل له : إن كنت تؤدّيها لا تؤدّيها إلى أهلها » (2).
    وروي في الوسائل ما يقرب من هذا الحديث عن وليد بن صبيح ، قال : « قلت
    _________________________
    (1) الإختصاص : 241. درر الأخبار : 2 / 257.
    (2) المحاسن : 87. بحار الأنوار : 58 / 159.

    لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّ شهاباً يقرؤك السلام ويقول لك : إنّه يصيبني فزع في منامي.
    قال : قل له : فليزكّ ماله.
    قال : فأبلغت شهاباً ذلك ، فقال : قل له : إنّ الصبيان ـ فضلاً عن الرجال ـ
    ليعلمون أنّي اُزكّي مالي.
    قال : فأبلغته.
    فقال : أبو عبدالله : قل له : إنّك تخرجها ولا تضعها في مواضعها » (1).
    إذا رأى الإنسان في منامه ما يكره
    لقد مرّ عليك أنّ بعض الناس يرى في منامه ما يكره بحيث يخاف ويجزع ممّا
    رآه ، فإذا كان كذلك ، فعليه أن يفعل بما اُمِر به في الروايات الصادرة عن
    المعصومين ، فمنه :
    1 ـ الإستعاذة من الشيطان الرجيم
    روى ابن طاووس : بسنده عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ، قال : « إذا
    رأى الرجل في منامه ما يكره ، فليتحوّل عن شقّه الذي كان عليه نائماً وليقل : ( إِنَّمَا
    النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ولَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ ) (2) ، ثمّ
    يقول : أعوذ بما عاذت به الملائكة الله المقرّبون ، وأنبيائه المرسلون ، وعباد الله
    الصالحون من شرّ ما رأيت ومن شرّ الشيطان الرجيم » (3).
    2 ـ تسجد عقيب ما تستيقظ
    وعن ابن فهد الحلّي لرفع الرؤيا المكروهة : « أن تسجد عقيب ما تستيقظ منها
    _________________________
    (1) وسائل الشيعة : 6 / 149.
    (2) المجادلة : 58 : 10.
    (3) فلاح السائل : 289. مستدرك الوسائل : 5 / 111.

    بلا فصل ، وتثني على الله بما تيسّر لك من الثناء ، ثمّ تصلّي على محمّد وآل
    محمّد ، وتتضرّع إلى الله تعالى ، وتسأله كفايتها ، وسلامة عاقبتها ، فإنّك لا ترى
    أثراً بفضل الله ورحمته » (1).
    3 ـ قرائة الحمد والمعوذتين و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ )
    روى القمّي في تفسيره : بسنده عن أبي عبدالله ـ في حديث ـ أنّه قال جبرئيل
    لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله : قل ـ يا محمّد ـ إذا رأيت في منامك شيئاً تكرهه ، أو رأى أحد
    من المؤمنين ، فليقل : أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقرّبون ، وأنبيائه
    المرسلون ، وعباده الصالحون ، من شرّ ما رأيت من رؤياي ، وتقرأ الحمد
    والمعوذتين و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) » (2).
    4 ـ يتفل عن يساره ثلاث مرّات
    وعن ابن طاووس أيضاً : بسنده عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « شكت فاطمة عليها‌السلام
    إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما تلقاه في المنام ، فقال لها : إذا رأيت شيئاً من ذلك فقولي : أعوذ
    بما عاذت به ملائكة الله المقرّبون ، وأنبياء الله المرسلون ، وعباد الله الصالحون ، من
    شرّ رؤياي التي أن تضرّني في ديني ودنياي ، واتفلي عن يسارك ثلاثاً » (3).
    5 ـ لايحدّث بها أحداً
    وعن أحمد بن محمّد بن فهد الحلّي : بسنده عن الحارث بن ربعي ، قال :
    « سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : الرؤيا الصالحة من الله... وإذا رأى رؤيا مكروهة
    فليتفل عن يساره ثلاثاً ، ولتعوّذ من شرّ الشيطان ، ولا يحدّث بها أحداً ،
    فإنّها تضرّه » (4).
    _________________________
    (1) و (2) مستدرك الوسائل : 5 / 113.
    (3) مستدرك الوسائل : 5 / 112.
    (4) المصدر المتقدّم : 113.

    6 ـ الدعاء بالمأثور قبل النوم
    روى الكليني عن العدّة : عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن عبدالله بن
    ميمون ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول :
    اللّهمّ إنّي أعوذ بك من الإحتلام ، ومن سوء الإلام ، وأن يلعب بي الشيطان
    في اليقظة والمنام » (1).

















    _________________________
    (1) الكافي : 2 / 536.















    فسّر النبيّ والعترة الطاهرة كثير من المنامات التي رأوها بأنفسهم ، كما لم
    يفسّروا بعضها الآخر ، وإليك ما فسّروه من مناماتهم :
    منامات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
    1 ـ رؤية النبيّ قبل غزوة اُحد
    قال الواقدي : « فحدّثني محمّد بن صالح ، عن عاصم بن عمر بن قتادة ، عن
    محمود بن لبيد ، قال : ظهر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها النّاس ،
    إنّي رأيت في منامي رؤيا ، كأنّي في درع حصينة ، ورأيت كأنّ سيفي ذا الفقار إنفصم
    من عند ظبّته ، ورأيت بقراً تذبح كأنّي مردف كبشاً.
    فقال الناس : يا رسول الله ، فما أوّلتها ؟
    قال : أمّا الدرع الحصينة فالمدينة ، فامكثوا فيها ، وأمّا انفصام سيفي ظبّته فمصيبة
    في نفسي ، وأمّا البقر المذبح فقتلى في أصحابي ، وأمّا أنّي مردف كبشاً ، فكبش
    الكتيبة نقتله إن شاء الله ».
    وقال أيضاً : وروي عن ابن عبّاس : أنّ رسول الله قال : أمّا انفصام سيفي فقتل
    رجل من أهل بيتي ».


    وقال أيضاً : « وروى المسوّر بن مخرمة ، قال : قال النبيّ : ورأيت في سيفي فلاًّ
    فكرهته ، هو الذي أصاب وجهه عليه‌السلام » (1).
    2 ـ النبيّ يرى حمزة وجعفراً في المنام
    وفي الدعوات للراوندي : عن ابن عبّاس ، قال : « قال لي النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت فيما
    يرى النائم عمّي حمزة بن عبدالمطلّب وأخي جعفر بن أبي طالب ، وبين أيديهما طبق
    من نبق ، فأكلا ساعة ، فتحوّل النبق عنباً ، فأكلا ساعة ، فتحوّل العنب لهما رطباً ، فأكلا
    الساعة ، فدنوت منهما فقلت لهما : بأبي أنتما ، أيّ الأعمال وجدتما أفضل ؟
    قالا : فدينا بالآباء والاُمّهات وجدنا أفضل الأعمال الصلاة عليك ، وسقي الماء ،
    وحبّ عليّ بن أبي طالب » (2).
    3 ـ النبيّ يفسّر رؤياه
    وفي غوالي اللئالي : « قال رسول الله : بينا أنا نائم إذا اُتيت بقدح من لبن ، فشربت
    منه حتّى أنّي لأرى الرّي يخرج من بين أظافيري.
    قالوا : بما أوّلت ذلك يا رسول الله ؟
    قال : العلم » (3).
    4 ـ النبيّ يأكل الرطب في المنام
    روي عن أنس ، قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم كأنّا
    في دار عقبة بن رافع ، فاُتينا برطب ابن طاب ، فأوّلت الرفعة لنا في الدنيا ، والعاقبة
    _________________________
    (1) شرح نهج البلاغة : 14 / 221.
    (2) الدعوات / الراوندي : 90. كشف الغمّة : 1 / 95.
    (3) بحار الأنوار : 58 / 175.


    في الآخرة ، وأنّ ديننا قد طاب » (1).
    5 ـ رؤيا اُخرى للنبيّ وتفسيرها
    وروى أيضاً عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : « رأيت غنماً كثيرة سوداً ، دخل فيها غنم
    كثير بيض.
    قالوا : فما أوّلته يا رسول الله ؟
    قال : العجم يشاركونكم في دينكم وأنسابكم ، والذي نفسي بيده لو كان الإيمان
    معلّقاً بالثريّا لناله رجال من العجم ، فأسعدهم به فارس » (2).
    6 ـ ما رآه النبيّ في سيره في المنام
    وعن سمرة بن جندب ، قال : « كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ممّا يكثر أن يقول
    لأصحابه : هل رأى منكم أحد رؤيا ، فيقص عليه من شاء أن يقصّ ؟
    وإنّه قال ذات غداة : أنّه أتاني الليلة آتيان فقالا لي : إنطلق ، فانطلقت معهم ،
    فأخرجاني إلى الأرض المقدّسة ، فأتينا على رجل مضطجع ، وإذا آخر قائم عليه
    بصخرة ، فإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه ، فيتدهده الحجر هاهنا ، فيتبع
    الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتّى يصحّ رأسه كما كان ، ثمّ يعود عليه فيفعل به مثل ما
    فعل في المرّة الاُولى.
    قلت لهما : سبحان الله ! ما هذان ؟
    قالا لي : إنطلق ، فانطلقنا فأتينا على رجل مستلقٍ لقفاه ، وإذا آخر قائم عليه بكلّوب
    من حديد ، وإذا هو يأتي أحد شقّي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ، ومنخره إلى قفاه ،
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 221.
    (2) المصدر المتقدّم : 230.

    وعينه إلى قفاه ، ثمّ يتحوّل إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأوّل ،
    فما يفرغ من ذلك الجانب حتّى يصحّ ذلك الجانب كما كان ، ثمّ يعود فيفعل مثل
    ما فعل في المرّة الاُولى.
    قلت : سبحان الله ! هذان ؟
    قالا لي : إنطلق ، فأنطلقنا فأتينا على مثل التنّور ، فإذا فيه لغط وأصوات ، فاطّلعنا
    فيه ، فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم ، فإذا أتاهم ذلك
    اللهب ضوضوا.
    قلت لهم : ما هؤلاء ؟
    قالا لي : إنطلق ، فانطلقنا فأتينا على نهر أحمر مثل الدم ، وإذا في النهر رجل سابح
    يسبح ، وإذا على شاطئ النهر رجل عنده حجارة كثيرة ، وإذا ذلك السابح يسبح
    ما يسبح ثمّ يأتي الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً ، فينطلق فيسبح
    ثمّ يرجع إليه ، وكلمّا رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً.
    قلت لهما : ما هذان ؟
    قالا لي : إنطلق ، فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راءٍ ، وإذا هو
    عنده نار له يحشّها ويسعى حولها.
    قل لهما : ما هذا ؟
    فقالا لي : إنطلق ، فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كلّ نور الربيع ، وإذا بين
    ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء ، وإذا حول الرجل من
    أكثر ولدان ما رأيتهم قطّ.
    قلت لهما : ما هؤلاء ؟
    قالا لي : إنطلق ، فانطلقنا ، فانتهينا إلى روضة عظيمة لم أرَ روضة قطّ أعظم


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3287
    نقاط : 4974
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاحلام والرؤيا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاحلام والرؤيا   الاحلام والرؤيا Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:05 am

    منها ولا أحسن.
    قالا لي : إرق فيها ، فارتقينا فيها فانتهينا إلى مدينة مبنيّة بلبن ذهب ولبن فضّة ،
    فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ، ففتح لنا ، فدخلنا فتلقّانا فيها رجال ، شطر من خلقهم
    كأحسن ما أنت راءٍ ، وشطر كأقبح ما أنت راءٍ ، قالا لهم : اذهبوا فقعوا في ذلك النهر ،
    فإذا نهر معترض يجري كأنّ ماؤه المحض في البياض.
    فذهبوا فوقعوا فيه ، ثمّ رجعوا إلينا ، فذهب السوء عنهم ، فصاروا في أحسن صورة.
    قالا لي : هذه جنّة عدن وهناك منزلك ، فسما بصري صعداً ، فإذا قصر مثل
    الربابة البيضاء.
    قالا لي : هذا منزلك.
    قلت لهما : بارك الله فيكما ، ذراني أدخله.
    قالا : أمّا الآن فلا ، وأنت داخله.
    قلت لهما : فإنّي رأيت منذ الليلة عجباً ، فما هذا الذي رأيت ؟!
    قالا لي : أما إنّا سنخبرك.
    أمّا الرجل الأوّل الذي أتيت عليه فيثلغ رأسه بالحجر ، فإنّه الرجل يأخذ القرآن
    فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة ، يفعل به إلى يوم القيامة.
    وأمّا الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه ، وعينه إلى
    قفاه ، فإنّه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبه تبلغ الآفاق ، فيصنع به إلى يوم القيامة.
    وأمّا الرجال والنساء العراة الذين في مثل التنّور ، فإنّهم الزناة والزواني.
    وأمّا الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة ، فإنّه آكل الربا.
    وأمّا الرجل الكريه المرآة الذي عنده النار يحشّها ، فإنّه مالك خازن النار.
    وأمّا الرجل الطويل الذي في الروضة ، فإنّه إبراهيم عليه‌السلام.

    وأمّا الولدان الذين حوله ، فكلّ مولود مات على الفطرة.
    وأمّا القوم الذين كانوا شطر منهم حسن ، وشطر منهم قبيح ، فإنّهم قوم خلطوا عملاً
    صالحاً وآخر سيّئاً تجاوز عنهم ، وأنا جبرئيل ، وهذا ميكائيل » (1).
    منامات الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام
    1 ـ رؤيا الإمام أمير المؤمنين في نينوى
    روى الصدوق : بإسناده عن ابن عبّاس ، قال : « كنت مع أمير المؤمنين عليه‌السلام في
    خروجه إلى صفّين ، فلمّا نزل نينوى ـ وهو بشطّ الفرات ـ توضّأ وصلّى ثمّ نعس
    فانتبه ، فقال :
    رأيت في منامي كأنّي برجال قد نزلوا من السماء معهم أعلام بيض ، قد تقلّدوا
    سيوفهم وهي بيض تلمع ، وقد خطّوا حول الأرض خطّة ثمّ رأيت كأنّ هذه النخيل قد
    ضربت بأغصانها الأرض يضطرب بدم عبيط ، وكأنّي بالحسين عليه‌السلام فرخي ومضغتي
    ومخّي قد غرق فيه يستغيث فلا يغاث ، وكان الرجال البيض قد نزلوا من السماء ينادونه
    ويقولون : صبراً آل الرسول ، فإنّكم تقتلون على أيدي شرار النّاس ، وهذه الجنّة يا أبا
    عبدالله إليك مشتاقة ، ثمّ يعزّونني ويقولون : يا أبا الحسن ، أبشر ، فقد أقرّ الله عينك به
    يوم يقوم النّاس لربّ العالمين ، ثمّ انتبهت هكذا.
    والذي نفسي بيده ، لقد نبّأني الصادق المصدّق أبو القاسم صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّي سأراها في
    خروجي إلى أهل البغي علينا ، وهذه أرض كرب وبلاء ، يدفن فيها الحسين وسبعة
    عشر رجلاً من ولدي وولد فاطمة » (2).
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 186. وانظر مستدرك الوسائل : 13 / 329.
    (2) أمالي الصدوق : 597. بحار الأنوار : 58 / 170.

    2 ـ رؤيا الإمام أمير المؤمنين في ليلة التاسع عشر
    قالت اُمّ كلثوم : « لمّا خرج الإمام أمير المؤمنين تلك الليلة إلى مسجد ،
    فجئت إلى أخي الحسن فقلت : يا أخي ، قد كان من أمر أبيك الليلة كذا وكذا ،
    وهو قد خرج في هذه الليلة فالحقه ، فقام الحسن بن عليّ عليه‌السلام فتبعه ولحق به قبل
    أن يدخل المسجد ، فقال : يا أبتِ ، ما الذي أخرجك في هذه الساعة وقد بقى
    من الليل ثلثه ؟
    فقال : يا حبيبي ، ويا قرّة عيني ، خرجت لرؤيا رأيتها في هذه الليلة أهالتني
    وأزعجتني وأقلقتني.
    فقال : رأيت خيراً ، ويكون خيراً فقصّها علَيَّ.
    قال : يا بنيّ رأيت كأنّ جبرائيل قد نزل عن السماء على جبل أبي قبيس ، فتناول منه
    حجرين ومضى بهما إلى الكعبة ، وتركهما على ظهرها ، وضرب أحدهما على الاُخرى ،
    فصارت كالرميم ، ثمّ ذرأهما في الريح ، فما بقي بمكّة ولا بالمدينة بيت
    إلاّ ودخله من ذلك الرماد.
    فقال الحسن : يا أبتِ ، وما تأويلها ؟
    فقال : يا بني ، إن صدقت رؤياي فإنّ أباك مقتول ، ولا يبقى بمكّة حينئذٍ
    ولا بالمدينة بيت إلاّ ويدخله من ذلك همّ ومصيبة من أجلي » (1).
    رؤيا فاطمة عليه‌السلام
    رؤيا فاطمة في أيّام علّتها
    روى الطبري عن أبي بكر أحمد بن محمّد الخشّاب الكرخي ، قال : حدّثنا
    _________________________
    (1) الكوكب الدرّيّ : 2 / 171.

    زكريّا ابن يحيى الكوفي ، قال : حدّثنا إبن أبي زائدة عن أبيه ، قال : حدّثني
    محمّد بن الحسن ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « لمّا قبض رسول
    الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما ترك إلاّ الثقلين : كتاب الله عترته أهل بيته ، وكان قد أسرّ إلى فاطمة أنّها
    لاحقة به ، وأنّها أوّل أهل بيته لحوقاً.
    فقالت عليه‌السلام : بينا أنا بين النائمة واليقظانة بعد وفاة أبي بأيّام ؛ إذ رأيت كأنّ أبي قد
    أشرف علَيَّ ، فلمّا رأيته لم أملك نفسي أن ناديت : يا أبتاه ، إنقطع عنّا خبر السماء ، فبينا
    أنا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفاً يقدمها ملكان حتّى أخذاني ، فصعدا بي إلى السماء ،
    فرفعت رأسي فإذا أنا بقصور مشيدة ، وبساتين ، وأنهار تطّرد ، قصر بعد قصر ، وبستان
    بعد بستان ، وإذا قد طلع علَيَّ من تلك القصور جواري كأنّهنّ اللعب ، مستبشرات
    يضحكن إليَّ ، ويقلن : مرحباً بمن خُلقت الجنّة من أجل أبيها ، ولم تزل الملائكة تصعد
    بي حتّى أدخلوني إلى دار فيها قصور ، في كلّ قصر بيوت فيها ما لا عين رأت ، ولا اُذن
    سمعت ، وفيها من السندس والإستبرق على الأسرّة الكثير ، وعليها اللحاف من الحرير
    والديباج بألوان ، ومن أواني الذهب والفضّة ، وفيها الموائد ، وعليها ألوان الطعام ،
    وفي تلك الجنان نهر مطّرد أشدّ بياضاً من اللبن ، وأطيب رائحة من المسلك الأذفر ،
    فقلت : لمن هذه الدار ؟ وما هذه الأنهار ؟
    فقالوا : هذه الدار هي الفردوس الأعلى الذي ليس بعده جنّة ، وهي دار أبيك ومن
    معه من النبيّين ، ومن أحبّ الله ، وهي نهر الكوثر الذي وعده الله أن يعطيه إيّاه.
    قلت : فأين أبي ؟
    قالوا : الساعة يدخل عليكِ ، فبينا أنا كذلك إذ برزت لي قصوراً أشدّ بياضاً من تلك
    القصور ، وفرش هي أحسن من تلك الفرش ، وإذ أنا بفرش مرتفعة على أسرّة ، وإذا أبي
    جالس على تلك الفرش ومعه جماعة ، فأخذني وضمّني وقبّل ما بين عينيّ ، وقال :
    مرحباً بإبنتي ، وأقعدني في حجره.

    ثمّ قال : يا حبيبتي ، أماترين ما أعدّ الله لك وما تقدمين عليه ، وأراني قصوراً
    مشرفات فيها ألوان الطرائف والحليّ والحُلل ، وقال : هذا مسكنك ومسكن زوجك
    وولديك ، ومن أحبّك وأحبّهما ، فطيبي نفساً ، فإنّك قادمة علَيَّ أيّام.
    قالت : فطار قلبي ، واشتدّ شوقي ، فانتبهت مرعوبة ».
    قال أبو عبد الله : « قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : لمّا انتبهت من رقدتها صاحت بي ،
    فأتيتها وقلت : ما تشتكين ؟ فأخبرتني بالرؤيا.
    ثمّ أخذت علَيَّ عهداً لله ورسوله أنّها إذا توفّيت لا اُعلم أحداً إلاّ اُمّ سلمة زوج النبيّ
    واُمّ أيمن وفضّة ، ومن الرجال : ابنيها ، وعبدالله بن عبّاس ، وسلمان الفارسي ، وعمّار
    بن ياسر ، والمقداد ، وأباذرّ ، وحذيفة ، وقالت : إنّي قد أحللتك من أن تراني بعد
    موتي ، فكن مع النسوة فيمن يغسّلني ، ولا تدفنّي إلاّ ليلاً ، ولا تعلم على قبري » (1).
    منامات الحسين عليه‌السلام
    رأى الإمام الحسين بن عليّ عليه‌السلام ثلاث منامات في المدينة ، وفي الطريق ،
    وفي كربلاء ، وقصّها على أهله وأولاده وأصحابه ، وفسّرها بما سيحلّ به من ظلم
    من الأعداء.
    1 ـ رؤيا الإمام الحسين عند قبر جدّه
    قال محمّد بن أبي طالب : « لمّا ورد الكتاب على الوليد بقتل الحسين عليه‌السلام عظم
    عليه ، ثمّ قال : والله لا يراني الله أقتل إبن نبيّه ولو جعل يزيد لي الدنيا بما فيها.
    قال : وخرج الحسين عليه‌السلام من منزله ذات ليلة ، وأقبل إلى قبر جدّه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال :
    السلام عليك يا رسول الله ، أنا الحسين بن فاطمة ، فرخك وابن فرختك ، وسبطك
    _________________________
    (1) دلائل الإمامة : 43.

    الذي خلّفتني في اُمّتك ، فاشهد عليهم يا نبيّ الله أنّهم قد خذلوني وضيّعوني
    ولم يحفظوني ، وهذه شكواي إليك حتّى ألقاك.
    قال : ثمّ قام فصفّ قدميه فلم يزل راكعاً وساجداً.
    قال : وأرسل الوليد إلى منزل الحسين عليه‌السلام لينظر أخرج من المدينة أم لا ، فلم
    يصبه في منزله ، فقال : الحمد لله الذي خرج ولم يبتلني بدمه.
    قال : ورجع الحسين إلى منزله عند الصبح ، فلمّا كانت الليلة الثانية خرج إلى
    القبر أيضاً ، وصلّى ركعات ، فلمّا فرغ من صلاته جعل يقول : اللّهمّ هذا قبر نبيّك
    محمّد ، وأنا إبن بنت نبيّك ، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت ، اللّهمّ إنّي اُحبّ
    المعروف ، وأنكر المنكر ، وأنا أسألك يا ذا الجلال والإكرام بحقّ القبر ومن فيه ، إلاّ
    اخترت لي ما هو لك رضىً ولرسولك رضىً.
    ثمّ جعل يبكي عند القبر ، حتّى إذا كان قريباً من الصبح وضع رأسه على القبر
    فأغفى ، فإذا هو برسول الله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه ، وعن
    شماله ، وبين يديه ، حتّى ضمّ الحسين إلى صدره ، وقبّل بين عينيه ، وقال : حبيبي
    يا حسين ، : كأنّي أراك عن قريب مرمّلاً بدمائك ، مذبوحاً بأرض كرب وبلاء من عصابة
    من اُمّتي ، وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى ، وظمآن لا تروى ، وهم مع ذلك يرجون
    شفاعتي ، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة.
    حبيبي يا حسين ، إنّ أباك واُمّك وأخاك قدموا علَيَّ ، وهم مشتاقون إليك ، وإنّ لك
    في الجنان لدرجات لن تنالها إلاّ بالشهادة.
    قال : فجعل الحسين عليه‌السلام في منامه ينظر إلى جدّه ويقول : يا جدّاه ، لا حاجة لي
    في الرجوع إلى الدنيا ، فخذني إليك ، وأخذني معك في قبرك.
    فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا بدّ لك من الرجوع إلى الدنيا حتّى تُرزق الشهادة ، وما
    قد كتب الله لك فيها من الثواب العظيم ، فإنّك وإبّأك وأخاك وعمّك وعمّ أبيك تحشرون


    يوم القيامه في زمرة واحدة حتّى تدخلوا الجنّة.
    قال : فانتبه الحسين من نومه فزعاً مرعوباً ، فقصّ رؤياه على أهل بيته وبني
    عبدالمطلّب فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق ولا مغرب قوم أشدّ غمّاً من أهل
    بيت رسول الله ، ولا أكثر باكٍ ولا باكية منهم » (1).
    2 ـ رؤيا الإمام في عقبة البطن
    وفي كامل الزيارة : بسنده عن ابن عبدربّه ، عن أبي عبدالله أنّه قال : « لمّا صعد
    الحسين بن عليّ عليه‌السلام عقبة البطن قال لأصحابه : ما أراني إلاّ مقتولاً.
    قالوا : وما ذاك يا أبا عبدالله ؟
    قال : رؤيا رأيتها في المنام.
    قالوا : وما هي ؟
    قال : رأيت كلاباً تنهشني ، أشدّها علَيَّ أبقع » (2).
    3 ـ رؤيا الإمام في الثعلبيّة
    قال : السيّد ابن طاووس : « ثمّ سار عليه‌السلام حتّى نزل الثعلبيّة وقت الظهيرة ، فوضع
    رأسه الشريف ، فرقد ثمّ استيقظ ، فقال : قد رأيت هاتفاً يقول : أنتم تسرعون ،
    والمنايا تسرع بكم إلى الجنّة.
    فقال له إبنه عليّ : يا أبتِ ، أفلسنا على الحقّ ؟
    قال : بلى يا بنيّ ، والذي إليه مرجع العباد.
    فقال : يا أبتِ ، إذن لا نبالي بالموت.
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 44 / 327.
    (2) كامل الزيارة : 75. بحار الأنوار : 45 / 87.

    فقال له الحسين عليه‌السلام : جزاك الله يا بنيّ خير ما جزا ولداً عن والده » (1).
    4 ـ رؤيا الحسين في كربلاء
    قال في المناقب : « فلمّا كان وقت السحر خفق الحسين برأسه خفقة ، ثمّ
    استيقظ ، فقال : أتعلمون ما رأيت في منامي الساعة ؟
    فقالوا : وما الذي رأيت يابن رسول الله ؟
    فقال : رأيت كأنّ كلاباً قد شدّت علَيَّ لتنهشني ، وفيها كلب أبقع رأيته أشدّه علَيَّ ،
    وأظنّ أنّ الذي يتولّى قتلي رجل أبرص من بين هؤلاء القوم.
    ثمّ إنّي رأيت بعد ذلك جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه جماعة من أصحابه ، وهو يقول
    لي : يا بنيّ ، أنت شهيد آل محمّد ، وقد استبشر بك أهل السموات وأهل الصفيح
    الأعلى ، فليكن إفطارك عندي الليلة ، عجّل ولا تؤخّر ، فهذا ملك قد نزل من السماء
    ليأخذ دمك في قارورة خضراء.
    فهذا ما رأيت ، وقد أزف الأمر ، واقترب الرحيل من هذه الدنيا لا شكّ
    في ذلك » (2).
    رؤيا الإمام السجّاد عليه‌السلام
    روى الصدوق في الأمالي : عن محمّد بن بكر النقّاش ، عن أحمد بن أبي برد
    الهمداني ، عن المنذر بن محمّد ، عن أحمد بن رشيد ، عن عمّه سعيد بن خيثم ،
    عن أبي حمزة الثمالي ، قال : « حججت فأتيت عليّ بن الحسين فقال : يا أبا
    حمزة ، ألا اُحدّثك عن رؤيا رأيتها ، رأيت كأنّي دخلت الجنّة فاُوتيت بحوراء
    _________________________
    (1) اللهوف : 29.
    (2) بحار الأنوار : 45 / 3.

    لم أرَ أحسن منها ، فبينما أنا متّكي على أريكتي إذ سمعت قائلاً يقول : يا عليّ
    بن الحسين ، ليهنئك زيد ، ليهنئك زيد.
    قال أبو حمزة : ثمّ حججت بعده ، فأتيت عليّ بن الحسين فقرعت الباب ، فتح
    لي ودخلت هو حامل زيداً على يديه ، أو قال : حاملاً غلاماً على يديه ، فقال لي :
    يا أبا حمزة ، هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربّي حقّاً (1) » (2).
    رؤيا الإمام الباقر عليه‌السلام
    وفي الكافي أيضاً : بسنده عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : « رأيت كأنّي
    على رأس جبل ، والناس يصعدون إليه من كلّ جانب ، حتّى إذا كثروا عليه تطاول بهم
    في السماء ، وجعل النّاس يتساقطون عنه من كلّ جانب حتّى لم يبقَ منهم أحد إلاّ
    عصابة يسيرة ، ففعل ذلك خمس مرّات ، في كلّ ذلك يتساقط عنه النّاس ، وتبقى تلك
    العصابة. أما إنّ قيس بن عبدالله بن عجلان في تلك العصابة » (3).
    قلت : ونقل الكشّي هذه الإضافة كما يلي : « أما إنّ ميسر بن عبدالعزيز ، وعبدالله
    بن عجلان في تلك العصابة.
    فما مكث بعد ذلك إلاّ نحواً من سنتين حتّى هلك عليه‌السلام وقيس غير مذكور في
    كتب الرجال » (4).
    رؤيا الإمام الرضا عليه‌السلام
    قال المجلسي : « وجدت في بعض تأليفات أصحابنا ، أنّه روى بإسناده عن
    _________________________
    (1) اقتباس من قول يوسف ليعقوب عليه‌السلام : ( هٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً ) يوسف 12 : 100.
    (2) درر الأخبار : 2 / 278.
    (3) الكافي : 8 / 182. بحار الأنوار : 58 / 165.
    (4) رجال الكشّي : 242.

    سهيل بن ذبيان ، قال : دخلت على الإمام عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام في بعض
    الأيّام ، قبل أن يدخل عليه أحد من الناس ، فقال لي : مرحباً بك يابن ذبيان ، الساعة
    أراد رسولنا أن يأتيك لتحضر عندنا.
    فقلت : لماذا يابن رسول الله ؟
    فقال عليه‌السلام : لمنام رأيته البارحة ، وقد أزعجني وأرّقني.
    فقلت : خيراً يكون إن شاء الله تعالى.
    فقال : عليه‌السلام : يابن ذبيان ، رأيت كأنّي قد نصب لي سلّم فيه مائة مرقاة ،
    فصعدت إلى أعلاه.
    فقلت : يا مولاي ، اُهنّئك بطول العمر ، وربّما تعيش مائة سنة ، لكلّ
    سنة مرقاة.
    فقال لي عليه‌السلام : ما شاء الله كان.
    ثمّ قال : يابن ذبيان ، فلمّا صعدت إلى أعلى السلّم رأيت كأنّي دخلت في قبّة
    خضراء يرى ظاهرها من باطنها ، ورأيت جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالساً فيها ، وإلى يمينه
    وشماله غلامان حسنان يشرق النور من وجوههما ، ورأيت إمرأة بهيّة الخلقة ، ورأيت
    بين يديه شخصاً بهيّ الخلقة جالساً عنده ، ورأيت رجلاً واقفاً بين يديه وهو يقرأ هذه
    القصيدة لأمِّ عمروٍ باللّوىٰ مَرْبَعُ.
    فلمّا رآني النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله قال لي : مرحباً بك يا ولدي ، يا عليّ بن موسى الرضا ، سلّم
    على أبيك عليّ عليه‌السلام ، فسلّمت عليه.
    ثمّ قال لي : سلّم على اُمّك فاطمة الزهراء عليه‌السلام ، فسلّمت عليها.
    فقال لي : سلّم على أبويك الحسن والحسين عليهما‌السلام ، فسلّمت عليهما.
    ثمّ قال لي : وسلّم على شاعرنا ومادحنا في دار الدنيا السيّد إسماعيل الحميري ،
    فسلّمت عليه وجلست ، فالتفت النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى السيّد إسماعيل وقال له : عد إلى ما كنّا


    فيه من إنشاد القصيدة ، فأنشد يقول :
    لأمِّ عمروٍ باللوىٰ مَرْبَعُ
    طامسةٌ أعلامُها بلقعُ

    فبكى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلمّا بلغ إلى قوله : ووجه كالشمس إذ تطلعُ ، بكى النبيّ وفاطمة
    صلوات الله عليهما ومن معه ، ولمّا بلغ إلى قوله :
    قالوا له لو شئتَ أَعْلَمتَنا
    إلىٰ منِ الغايةُ والمفزعُ

    رفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله يديه ، وقال : إلهي أنت الشاهد عليَّ وعليهم أنِّي أَعلَمتهم
    أنَّ الغاية والمفزع عليُّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأشار بيده إليه وهو جالسٌ بين يديه
    صلوات الله عليه.
    قال عليُّ بن موسى الرضا عليهما‌السلام فلمّا فرغ السيِّد إسماعيل الحميري من إنشاد
    القصيدة التفتَ النبيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله إليَّ وقال لي : يا عليّ بن موسى ، احفظ هذه القصيدة ومُرْ
    شيعتنا بحِفظها وأَعلِمْهم أنَّ من حفظها وأَدمَن قراءتها ضَمِنْتُ له الجنّة على الله تعالىٰ.
    قال الرضا عليه‌السلام : ولم يزل يكرِّرها عليَّ حتى حفظتها منه ... » (1).









    _________________________
    (1) مستدرك الوسائل : 10 / 392.















    فسرّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله كثير من منامات الآخرين ، رجالاً ونساءً ، بل كان يطلب من
    صحابته أن يقصّوا ما رؤه ليفسّر لهم ، وكان يقول : « هل من مبشّرات ؟ ».
    كما فسّرت العترة الطاهرة عليهم‌السلام منامات الآخرين ، وبيّنوا لهم كثيراً من
    الحقائق ، كما يلي :
    رؤيا اُمّ أيمن وتفسير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله
    روى الصدوق : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن البرقي ، عن محمّد بن
    عيسى وأبي إسحاق النهاوندي ، عن عبيدالله بن حمّاد ، عن عبدالله بن سنان ،
    عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « أقبل جيران اُمّ أيمن إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول
    الله ، إنّ اُمّ أيمن لم تنام البارحة من البكاء ، لم تزل تبكي حتّى أصبحت.
    قال : فبعث رسول الله إلى اُمّ أيمن فجاءته ، فقال لها : يا اُمّ أيمن ، لا أبكى الله
    عينك ، إنّ جيرانك أتوني وأخبروني أنّكِ لم تزل الليل تبكين أجمع ، فلا أبكى الله
    عينك ، ما الذي أبكاك ؟
    قالت : يا رسول الله ، رؤيا عظيمة شديدة ، فلم أزل أبكي الليل أجمع.
    فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فقصّيها على رسول الله ، فإنّ الله ورسوله أعلم.


    فقالت : تعظم علَيَّ أن أتكلّم بها.
    فقال لها : إنّ الرؤيا ليست على ما تُرى ، فقصّيها على رسول الله.
    قالت : رأيت في ليلتي هذه كأنّ بعض أعضاءك ملقى في بيتي.
    فقال لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نامت عينك يا اُمّ أيمن ، تلد فاطمة الحسين ، فتربّينه
    وتلينه ، فيكون بعض أعضائي في بيتك.
    فلمّا ولدت فاطمة الحسين عليه‌السلام ، فكان يوم السابع أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحلق رأسه ،
    وتصدّق بوزن شعره فضّة ، وعقّ عنه ، ثمّ هيّأته اُمّ أيمن ، ولفّته في برد
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ أقبلت به إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : مرحباً بالحامل والمحمول ،
    يا أمّ أيمن ، هذا تأويل رؤياك » (1).
    فسّر صلى‌الله‌عليه‌وآله لاُمّ الفضل أيضاً ما رأته في المنام
    قال الطبري : « وقالت اُمّ الفضل بنت الحرث : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله
    فقلت : يا رسول الله ، رأيت حلماً منكراً الليلة.
    قال : وما هو ؟
    قلت : رأيت قطعة من جسدك انقطعت ووضعت في حجري.
    فقال عليه‌السلام : خيراً رأيت ، تلد فاطمة غلاماً يكون في حجرك.
    فولدت فاطمة الحسين ، فكان في حجري كما قال ، فدخلت عليه يوماً
    فوضعته في حجره ، فحانت منّي التفاتة إليه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإذا عيناه تهرقان دمعاً ،
    فقلت : بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ، ما لك ؟
    فقال : هذا جبرئيل أخبرني أنّ اُمّتي ستقتل إبني.
    _________________________
    (1) أمالي الصدوق : 73. بحارالأنوار : 43 / 243 ، وفيه : « تلبينّه » ، أي تسقينه اللبن.


    قلت : هذا ؟
    فقال : نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء » (1).
    وفي العُدد القويّة : « روي عن اُمّ الفضل زوجة العبّاس أنّها قالت : يا رسول
    الله ، صلّى الله عليك ، رأيت في المنام كأنّ عضواً من أعضائك في حجري.
    فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : تلد فاطمة غلاماً فتكفليه.
    فوضعت فاطمة الحسن ، فدفعه إليها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فرضعته بلبن قثم
    بن العبّاس » (2).
    رؤيا هند وتفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
    عن ابن عبّاس ، قال : « سألت هند عائشة أن تسأل النبيّ تعبير رؤيا ، فقال :
    قولي بها فلتقصص رؤياها.
    فقالت : رأيت كأنّ الشمس قد طلعت من فوقي ، والقمر قد خرج من
    مخرجي ، وكأنّ كوكباً خرج من القمر أسود ، فشدّ على شمس خرجت من
    الشمس أصغر من الشمس فابتلعتها ، فاسودّ الاُفق لابتلاعها ، ثمّ رأيت كواكب
    بدت من السماء وكواكب مسودّة في الأرض ، إلاّ أنّ المسودّة أحاطت باُفق
    الأرض من كلّ مكان ، فاكتحلت عين رسول الله بدموعه ، ثمّ قال : هي هند ،
    اخرجي يا عدوّة الله مرّتين ، فقد جدّدت علَيَّ أحزاني ، ونعيت إلىَّ أحبابي ، فلمّا
    خرجت قال : اللّهمّ العنها والعن نسلها.
    فسئل عن تفسيرها ، فقال : أمّا الشمس التي طلعت عليها فعليّ بن أبي طالب ،
    والكوكب الذي خرج كالقمر أسود ، فهو معاوية مفتون فاسق جاحد لله ، وتلك الظلمة
    _________________________
    (1) دلائل الإمامة : 74
    (2) بحار الأنوار : 43 / 242.

    التي زعمت ، ورأت كوكباً يخرج من القمر فشدّ على شمس خرجت من الشمس أصغر
    من الشمس فابتلعتها فاسودّت ، فذلك إبني الحسين يقتله ابن معاوية فتسودّ
    الشمس ويظلم الاُفق ، وأمّا الكواكب السود في الأرض أحاطت بالأرض من كلّ
    مكان فتلك بنو اُميّة » (1).
    نفس الرؤيا بصورة اُخرى :
    وروى البحراني في مدينة المعاجز هذه الرؤيا بصورة اُخرى ، ما نصّه :
    « روي أن هنداً جاءت إلى بيت النبيّ وجلست إلى جنب عائشة ، فقالت : يا
    بنت أبي بكر ، رأيت رؤيا عجيبة اُريد أن أقصّها على النبيّ ـ وذلك قبل إسلام
    معاوية ـ رأيت شمساً مشرقة على الدنيا كلّها أزهر من نورهما المشرق
    والمغرب ، فبينما أنا كذلك إذ بدت سحابة سوداء مظلمة كأنّها الليل المظلم ، فولد
    من تلك السحابة السوداء حيّة رقطاء ، فدبّت الحيّة إلى النجمين فابتلعتها ، فجعل
    الناس يبكون ويتأسّفون على النجمين ، قصّتها عائشة على النبيّ فتغيّر وجهه
    واستعبر ، وقال : أمّا الشمس فأنا ، وأمّا القمر فهو إبنتي فاطمة ، وأمّا
    النجمان فالحسنان ، وأمّا السحابة السوداء فمعاوية ، وأمّا الحيّة فيزيد .. » (2).
    رؤيا أسماء بنت عميس وتفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
    وفي كتاب الغارات عن أبي إسماعيل كثير النوا : « أنّ أبا بكر خرج في غزاة ،
    فرأت أسماء بنت عميس في منامها وهي تحته كأنّ أبابكر مخضّب بالحنّاء رأسه
    ولحيته ، وعليه ثياب أبيض ، فجاءت إلى عائشة فأخبرتها ، فبكت عائشة
    وقالت : إن صدقت رؤياك لقد قتل أبوبكر ، إنّ خضابه الدم ، وأنّ ثيابه أكفانه ، ثمّ
    _________________________
    (1) مناقب آل أبي طالب : 4 / 72.
    (2) آيات بيّنات : 84.

    بكت ، فدخل النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي كذلك ، فقال : ما أبكاها ؟
    فقالوا : يا رسول الله ، ما أبكاها أحد ، ولكنّ أسماء ذكرت رؤيا رأتها
    لأبي بكر.
    فأخبر النبيّ ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس ما عبّرت عائشة ، ولكن يرجع أبو بكر صالحاً فيلقى
    أسماء فتحمل منه أسماء بغلام تسمّيه محمّداً ، يجعله الله غيضاً على الكافرين
    والمنافقين.
    فكان الغلام محمّد بن أبي بكر » (1).
    رؤيا عبدالله بن مطيع وتفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
    وعن زكريّا بن إبراهيم بن عبدالله بن مطيع ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : « رأى
    مطيع بن الأسود في المنام أنّه اُهدي إليه جراب تمر ، فذكر ذلك للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ،
    فقال : هل بأحد من فتيانك حمل.
    قال : نعم ، بإمرته من بني ليث وهي اُمّ عبدالله.
    قال : إنّها ستلد غلاماً ، فولدت فاُتي به النبيّ فسمّاه عبدالله ، وحنّكه بتمرة ،
    ودعا له بالبركة » (2).
    تأويل النبيّ لرؤيا عبدالله بن سلام
    روى البخاري : بإسناده عن ابن سيرين ، عن قيس بن عبّاد ، قال : «كنت
    جالساً في مسجد المدينة في ناس ، فيهم بعض أصحاب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فدخل رجل
    على وجهه أثر الخشوع ، فقال بعض القوم : هذا رجل من أهل الجنّة ، فصلّى
    _________________________
    (1) الغارات : 1 / 189. شرح نهج البلاغة : 6 / 88. دار السلام : 4 / 383.
    (2) دار السلام : 4 / 329.

    ركعتين تجوّز فيهما ، ثمّ خرج ، وتبعته فقلت له : إنّك حين دخلت المسجد قالوا :
    هذا من أهل الجنّة.
    قال : والله ما ينبغي لأحد أن يقول ما لا يعلم ، وساُحدّثك بمَ ذاك.
    رأيت رؤيا في عهد النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقصصتها عليه ، رأيت كأنّي في روضة ، ذكر من
    سعتها وخضرتها ، في وسطها عمود من حديد ، أسفله في الأرض ، وأعلاه في
    السماء ، وأعلاه عروة ، فقيل لي : إرقه.
    قلت : لا أستطيع ، فأتاني مِنصف (1) ، فرفع ثيابي من خلفي ، فرقيت حتّى
    كنت في أعلاها ، فأخذت بالعروة.
    فقيل : استمسك ، فاستيقظت وإنّها لفي يدي ، فقصصتها على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال :
    تلك الروضة الإسلام ، وذلك العمود عمود الإسلام ، وتلك العروة الوثقى ،
    فأنت على الإسلام حتّى تموت ، والرجل عبدالله بن سلام » (2).
    الإمام أمير المؤمنين وتفسير اللبنة الساجدة
    وفي دار السلام : « قيل جاء رجل إلى أمير المؤمنين فقال : يا أمير المؤمنين ،
    رأيت في منامي كأنّ لبنة ساجدة لنصف لبنة ، وكأنّ دابّة لها فمان ، في رأس
    واحد يأكل بهما ، وكأنّ بقرة شاربة من إبنتها ، وكأنّ أربعة نفر حسان الوجوه
    غابت ثلاثة وبقي واحد.
    فقال عليه‌السلام : أمّا اللبنة الساجدة لنصف لبنة فإنّه يأتي على الاُمّة زمان تذلّ
    فيه الأخيار للأشرار.
    وأمّا الدابّة التي لها فمان في رأس واحد تأكل بهما ، فإنّه يأتي على الاُمّة
    _________________________
    (1) المنصف ـ بكسر الميم ـ : الخادم.
    (2) بحارالأنوار : 58 / 223.

    زمان تأكل النساء من فروج بناتهنّ.
    وأمّا الأربعة نفر حسان الوجوه ، فهي الأمانة والزكاة وصلة الرحم والصلاة ،
    فإنّه يأتي على الاُمّة ومان يرفع فيه الأمانة والزكاة ، وتنقطع فيه صلة الرحم وتبقى
    الصلاة تصلّى سمعة ورياءً ، فإذا كان ذلك سلّط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم
    فلا يستجاب لهم » (1).
    الإمام السجّاد وتفسير بعض المنامات
    وفي ربيع الأبرار للزمخشري : « قال رجل للسجّاد عليه‌السلام : رأيت كأنّي
    أبول في يدي.
    قال عليه‌السلام : تحتك محرم.
    فنظر ، فإذا بينه وبين إمراته رضاع » (2).
    الإمام الباقر وتفسير بعض المنامات
    وجاء في كتاب الآيات البيّنات : « جاء رجل إلى أبي جعفر عليه‌السلام فقال : يابن
    رسول الله ، عزمت على طلاق إمراتي ؛ لأنّي رأيت في المنام كأنّ كبشين
    ينتطحان على فرجها.
    فقال عليه‌السلام : لا تطلّقها ، إنّها لمّا سمعت قدومك من السفر عمدت إلى ذلك الموضع ،
    فأخذت شعره بالمقراض » (3).
    _________________________
    (1) دار السلام : 4 / 374.
    (2) آيات بينّات : 101.
    (3) المصدر المتقدّم : 103.

    الإمام الصادق وتفسير الشمس الطالعة
    روى الكليني عن عليّ بن إبراهيم : بسنده عن ابن اُذينة : « أنّ رجلاً دخل على
    أبي عبدالله فقال : رأيت الشمس طالعة على رأسي دون جسدي ، فقال : تنال أمراً
    جسيماً ، ونوراً ساطعاً ، وديناً شاملاً ، فلو غطّتك لا نغمست فيه ، ولكنّها غطّت رأسك ،
    أما قرأت : ( فَلَمَّا رَأى الشَّمْسَ بَازِغَةً ) (1) ، فلمّا أفلت تبرّأ منها إبراهيم.
    قال : قلت : جعلت فداك ، إنّهم يقولون إنّ الشمس خليفة أو ملك.
    فقال : ما أراك تنال الخلافة ولم يكن في آباءك ملك ، وأي خلافة وملوكيّة أكبر من
    الدين والنور ترجو به دخول الجنّة ، إنّهم يغلطون.
    قلت : صدقت جعلت فداك » (2).
    وفيه : عن رجل رأى كأنّ الشمس طالعة على قدميه دون جسده ، قال : « مال
    يناله نبات من الأرض من برّ أو تمر يطأه بقدميه ويتّسع فيه ، وهو حلال ، إلاّ أنّه يكدّ
    فيه كما كدّ آدم عليه‌السلام » (3).
    أنت رجل تريد إغتيال رجل في معيشته
    وعن الكليني أيضاً : عن إسماعيل بن عبدالله القرشي ، قال : « أتى إلى أبي
    عبدالله رجل فقال له : يابن رسول الله ، رأيت في منامي كأنّي خارج من مدينة
    الكوفة في موضع أعرفه ، وكأنّ شبحاً من خشب أو رجلاً منحوتاً من خشب على
    فرس من خشب يلوّح بسيفه وأنا اُشاهده فزعاً مرعوباً.
    فقال له عليه‌السلام : أنت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته ، فاتّق الله الذي خلقك
    ثمّ يميتك.
    _________________________
    (1) الأنعام 6 : 78.
    (2) الكافي : 8 / 291.
    (3) المصدر المتقدّم : 292.

    فقال الرجل : أشهد أنّك قد اُوتيت واستنبطته من معدنه ، اُخبرك يابن
    رسول الله عمّا قد فسّرت لي ، أنّ رجلاً من جيراني جاءني وعرض علَيَّ ضيعة ،
    فهممت أن أملكها بوكس كثير لما عرفت أنّه ليس لها طالب غيري.
    فقال أبو عبدالله : وصاحبك يتولاّنا ويبرأ من عدوّنا ؟
    فقال : نعم يابن رسول الله ، رجل جيّد البصيرة ، مستحكم الدين ، وأنا تائب
    إلى الله عزّوجلّ وإليك ممّا هممت به ونويته ، فأخبرني يابن رسول الله لو كان
    ناصبيّاً حلّ لي إغتياله ؟
    فقال : أدِّ الأمانة لمن ائتمنك ، وأراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين » (1).
    كسر الجوز ونثره على الآخر
    روى الكليني : بسنده عن محمّد بن مسلم ، قال : « دخلت على أبي عبدالله
    وعنده أبو حنيفة فقلت له : جعلت فداك ، رأيت رؤيا عجيبة.
    فقال لي : يابن مسلم ، هاتها ، فإنّ العالم بها جالس ، وأومأ بيده إلى أبي حنيفة.
    قال : فقلت : رأيت كأنّي دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علَيَّ فكسرت
    جوزاً كثيراً ونثرته علَيَّ ، فتعجّبت من هذه الرؤيا.
    فقال أبو حنيفة : أنت رجل تخاصم وتجادل لئاماً في مواريث أهلك ، فبعد
    نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله.
    فقال أبو عبدالله : أصبت والله يا أبا حنيفة.
    قال : ثمّ خرج أبو حنيفة من عنده ، فقلت : جعلت فداك ، إنّي كرهت
    تعبير هذا الناصب.
    _________________________
    (1) الكافي : 8 / 293.

    فقال : يابن مسلم ، لا يسؤك الله ، فما يواطي تعبيرهم وتعبيرنا ، ولا تعبيرنا تعبيرهم ،
    وليس التعبير كما عبّره.
    قال : فقلت له : جعلت فداك ، فقولك أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ.
    قال : نعم ، حفلت عليه أنّه أصاب الخطأ.
    قال : فقلت له : فما تأويلها ؟
    قال : يابن مسلم ، إنّك تتمتّع بإمرأة ، فتعلم بها أهلك فتمزّق عليك ثياباً جدداً ،
    فإنّ القشر كسوة اللّب.
    قال ابن مسلم : فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلاّ صبيحة الجمعة ،
    فلمّا كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرّت بي جارية ، فأعجبتني ، فأمرت
    غلامي فردّها ، ثمّ أدخلتها داري ، فتمتّعت بها ، فأحسّت بي وبها أهلي ، فدخلت
    علينا البيت ، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا ، فمزقّت علَيَّ ثياباً جدداً
    كنت ألبسها في الأعياد » (1).
    معانقة الأموات للأحياء
    وفيه أيضاً ، قال : « وجاء موسى الزوّار العطّار إلى أبي عبدالله فقال له : يابن
    رسول الله ، رأيت رؤيا هالتني ، رأيت صهراً لي ميّتاً وقد عانقني ، وقد خفت أن
    يكون الأجل قد اقترب.
    فقال : يا موسى ، توقّع الموت صباحاً ومساءً ، فإنّه ملاقينا ، ومعانقة الأموات
    للأحياء أطول لأعمارهم ، فما كان إسم صهرك ؟
    قال : حسين.
    _________________________
    (1) الكافي : 8 / 292.

    فقال : أما إنّ رؤياك تدلّ على بقاءك وزيارتك أبي عبدالله عليه‌السلام ، فإنّ كلّ من عانق
    سميّ الحسين يزوره إن شاء الله » (1).
    لو رأى ربّه في المنام
    وفي أمالي الصدوق : عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانه ، عن عليّ بن إبراهيم ،
    عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم الكرخي ، قال : « قلت للصادق جعفر بن
    محمّد عليهما‌السلام : إنّ رجلاً رأى ربّه عزّ وجلّ في منامه ، فما يكون ذلك ؟
    فقال : ذلك رجل لا دين له ، إنّ الله تبارك وتعالى لا يُرى في اليقظة ولا في المنام ،
    ولا في الدنيا ولا في الآخرة » (2).
    من رأى في يده عصفوراً
    وفي حياة الحيوان في عنوان « العصفور » قال رجل لجعفر الصادق : رأيت
    كأنّ في يدي عصفوراً ، فقال له : تنال عشرة دنانير.
    فمرّ الرجل ، فوقع في يدة تسع دنانينر ، فأتي إليه فأخبره بذلك.
    فقال : أعد رؤياك. قال : رأيت كأنّ بيدي عصفوراً وأنا اُقلّبه فلم أرَ له ذنباً.
    فقال : لو كان له ذنب لكانت الدنانير عشرة » (3).
    من رأى أنّه في الحرم وكان خائفاً
    وفي قرب الإسناد : عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن زياد ، عن أبي
    _________________________
    (1) المصدر المتقدّم : 293.
    (2) أمالي الصدوق : 610. بحار الأنوار : 58 / 167.
    (3) آيات بيّنات : 106.

    عبدالله عليه‌السلام ، قال : « من رأى أنّه في الحرم وكان خائفاً أمن » (1).
    من رأى في منامه كأنّ معه قناة
    وفي الخرائج : روي أنّ أبا عمارة المعروف بالطيّار ، قال : « قلت لأبي
    عبدالله عليه‌السلام : رأيت في النوم كأنّ معي قناه.
    قال : كان فيها زجّ ؟
    قلت : لا.
    قال : لو رأيت فيها زجّاً لولد لك غلام ، لكن تولد جارية ، ثمّ سكت ساعة ، ثمّ
    قال : كم في القناة من كعب ؟
    قلت : إثنا عشر كعباً.
    قال : تلد الجارية إثني عشر بنتاً.
    قال محمّد بن يحيى : فحدّثت بهذا الحديث العبّاس بن الوليد ، فقال : أنا من
    واحدة منهنّ ، ولي عشر خالة ، وأبو عمارة جدّ أبي » (2).
    تفسير الرضا عليه‌السلام لرؤيا رجل من خراسان
    وفي العيون : عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني ، عن ابن عقدة ، عن عليّ بن
    الحسين بن فضّال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : « قال : قال له
    رجل من أهل خراسان : يابن رسول الله ، رأيت رسول الله في المنام ، كأنّه يقول
    لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي ، واستحفظتم وديعتي ، وغيّب في
    ترابكم نجمي ؟
    _________________________
    (1) قرب الإسناد : 40. بحار الأنوار : 58 / 159.
    (2) الخرائج والجرائح : 2 / 638. بحار الأنوار : 47 / 22.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3287
    نقاط : 4974
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاحلام والرؤيا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاحلام والرؤيا   الاحلام والرؤيا Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:06 am

    فقال له الرضا عليه‌السلام : أنا المدفون في أرضكم ، وأنا بضعة من نبيّكم ، وأنا
    الوديعة والنجم.
    ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقّي وطاعتي فأنا وآبائي
    شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنّا شفعائه يوم القيامة نجا ، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين :
    الجنّ والإنس.
    ولقد حدّثني أبي ، عن جدّي ، عن أبيه عليهم‌السلام : أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من رآني
    في منامه فقد رآني ؛ لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ، ولا في صورة أحد
    من أوصائي ، ولا في صورة أحد من شيعتهم ، وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من
    سبعين جزء من النبوّة » (1).
    تفسير الرضا عليه‌السلام لرؤيا ياسر الخادم
    وفي المناقب : عن ياسر الخادم ، قال : « قلت للرضا عليه‌السلام : رأيت في النوم كأنّ
    قفصاً فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسّرت القوارير.
    فقال : إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوماً ،
    ثمّ يموت.
    فخرج محمّد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا ، فمكث سبعة عشر يوماً
    ثمّ مات »(2).
    رؤيا محمّد بن كعب القرظي وتفسير الرضا عليه‌السلام
    روى ابن شهر آشوب في المناقب : عن الحاكم أبي عبدالله الحافظ ، عن محمّد
    _________________________
    (1) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : 2 / 257. بحار الأنوار : 58 / 234.
    (2) مناقب آل أبي طالب : 4 / 352.

    بن منصور السرخسي بالإسناد ، عن محمّد بن كعب القرظي ، قال : « كنت في
    حجفة نائماً فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام ، فأتيته ، فقال لي : يا فلان ، سررت
    بما تصنع مع أولادي في الدنيا ؟
    فقلت : لو تركتهم فبمن أصنع ؟
    فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : فلا جرم تجزي منّي في العقبى ، فكان بين يديه طبق فيه تمر
    صيحاني ، فسألته عن ذلك ، فأعطاني قبضة فيها ثماني عشرة تمرة ، فتأوّلت
    ذلك أنّي أعيش ثماني عشر سنة ، فنسيت ذلك ، فرأيت يوماً إزدحام الناس ،
    فسألتهم عن ذلك ، فقالوا : أتى عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، فرأيته جالساً في ذلك
    الموضع وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني ، فسألته عن ذلك ، فناولني قبضة فيها
    ثماني عشرة تمرة.
    فقلت له : زدني منه.
    فقال : لو زادك جدّي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لزدناك » (1).
    رؤيا منسوبة إلى أبي علوان
    ورويت نفس هذه الرؤيا أيضاً عن الملاّ في الوسيلة ، إلاّ أنه نسبها إلى ابن
    علوان ، قال : « رأيت في منامي كأنّ قائلاً يقول قد جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى
    البصرة ، قلت : وأين نزل ؟
    فقيل : في حائط بني فلان.
    قال : فجئت الحائط فوجدت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله جالساً ومعه أصحابه ، وبين يديه
    أطباق فيها رطب برنيّ ، فقبض بيده كفّاً من رطب وأعطاني ، فعددتها فإذا هي
    _________________________
    (1) مناقب آل أبي طالب : 4 / 342.

    ثمان عشرة رطبة ، ثمّ انتبهت فتوضّأت وصلّيت وجئت إلى الحائط ، فعرفت
    المكان الذي فيه رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    فبعد ذلك سمعت الناس يقولون : قد جاء عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام فقلت :
    أين نزل ؟
    فقيل : في حائط بني فلان ، فمضيت فوجدته في الموضع الذي رأيت
    النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه ، وبين يديه أطباق فيها رطب ، وناولني ثمانية عشر رطبة.
    فقلت : يابن رسول الله ، زدني.
    فقال : لو زاد جدّي لزدتك » (1).
    رؤيا أبي حبيب البناجي
    روى الصدوق في العيون : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدّثنا
    عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي حبيب البناجي أنّه
    قال : « رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام وقد وافى البناج ، ونزل بها في المسجد
    الذي ينزله الحاجّ في كلّ سنة ، وكأنّي مضيت إليه وسلّمت عليه ، ووقفت بين
    يديه ، ووجدت عنده طبقاً من خوص نخل المدينة ، فيه تمر صيحاني ، فكأنّه
    قبض قبضة من ذلك التمر ، فناولني منه ، فعددته ، فكان ثمانية عشر ، فتأوّلت
    أنّي أعيش بعدد كلّ تمرة سنة.
    فلمّا كان بعد عشرين يوماً كنت في أرض تعمر بين يدي للزراعة حتّى جاءني
    من أخبرني بقدوم أبي الحسن الرضا عليه‌السلام من المدينة ، ونزوله ذلك المسجد ،
    ورأيت النّاس يسعون إليه ، فمضيت نحوه ، فإذا هو جالس في الموضع الذي
    _________________________
    (1) مناقب آل أبي طالب : 4 / 342.

    كنت رأيت فيه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله وتحته حصير مثل ما كان تحته ، وبين يديه طبق خوص
    فيه تمر صيحاني ، فسلّمت عليه ، فردّ السلام واستدناني ، فناولني قبضة من
    ذلك التمر ، فعددته فإذا عدده مثل ذلك التمر الذي ناولني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    فقلت له : زدني منه يابن رسول الله.
    فقال : لو زادك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لزدناك » (1).
    الإمام الرضا عليه‌السلام يصف الدواء في المنام
    روى الصدوق في العيون : عن أبي حامد أحمد بن عليّ بن الحسين الثعالبي ،
    قال : حدّثنا أبو أحمد عبدالله بن عبدالرحمن المعروف بالصفواني ، قال : « قد
    خرجت قافلة من خراسان إلى كرمان ، فقطع اللصوص عليهم الطريق ، وأخذوا
    منهم رجلاً اتّهموه بكثرة المال ، فبقى في أيديهم مدّة يعذّبونه ليفتدي منهم نفسه ،
    وأقاموه في الثلج ، وملؤا فاه من ذلك الثلج ، فشدّوه ، فرحمته إمرأة من نساءهم ،
    فأطلقته وهرب ، فانفسد فمه ولسانه حتّى لم يقدر على كلام ، ثمّ انصرف إلى
    خراسان وسمع بخبر عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام ، وأنّه بنيسابور ، فرأى فيما يرى
    النائم كأنّ قائلاً يقول له : إنّ ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد ورد خراسان فسله عن علّتك ،
    فربّما يعلّمك دواء تنتفع به.
    قال : فرأيت كأنّي قد قصدته عليه‌السلام وشكوت إليه ما كنت دفعت إليه ،
    وأخبرته بعلّتي.
    فقال لي : خذ الكمّون والسعتر والملح ، ودقّه وخذ منه في فمك مرّتين أو ثلاثاً ،
    فإنّك تعافى.
    _________________________
    (1) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : 2 / 210. إثبات الوصيّة : 204.

    فانتبه الرجل من منامه ولم يفكّر فيما كان رأى في منامه ، ولا اعتدّ به حتّى
    ورد باب نيسابور ، فقيل له : إنّ عليّ بن موسى الرضا عليه‌السلام قد ارتحل من نيسابور
    وهو برباط سعد ، فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ما
    ينتفع به من الدواء ، فقصده إلى رباط سعد ، فدخل إليه ، فقال له : يابن رسول
    الله ، كان من أمري كيت وكيت ، وقد انفسد عليَّ فمي ولساني ، ولا أقدر على
    الكلام إلاّ بجهد ، فعلّمني دواء أنتفع به.
    فقال الرضا عليه‌السلام : ألم اُعلّمك ، إذهب فاستعمل ما وصفته لك في منامك.
    فقال الرجل : يابن رسول الله ، إن رأيت أن تعيده علَيَّ.
    فقال عليه‌السلام لي : خذ من الكمّون والسعتر والملح فدقّه ، وخذ منه في فمك مرّتين
    أو ثلاثاً ، فإنّك ستعافى.
    قال الرجل : فاستعملت ما وصف لي فعوفيت.
    قال أبوحامد أحمد بن عليّ بن الحسين الثعالبي : سمعت أبا أحمد
    عبدالله ابن عبدالرحمن المعروف بالصفواني يقول : رأيت هذا الرجل وسمعت
    منه هذه الحكاية » (1).





    _________________________
    (1) عيون أخبار الرضا عليه‌السلام : 2 / 211.















    لا شكّ أنّ القرآن الكريم نهانا أن نقصّ رؤيانا على كلّ أحد حتّى ولو كان ذلك
    الإنسان أخاً لنا ، فلو كان أحداً أقرب إلى الإنسان من الأخ لكان يعقوب عليه‌السلام
    يسمح لولده يوسف أن يقصّ رؤياه على إخوته ، ولكنّه نهى عن ذلك حينما رأى
    الشمس والقمر والكواكب يسجدون له ، وقال : ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ
    إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ) (1) ، والعلّة في ذلك كيد
    السامع والمفسّر للرؤيا إثر حسده بالنسبة إلى الرائي ، وإن علم أنّه مجرّد رؤيا.
    فقصّه يوسف عليه‌السلام مع إخوته أدلّ دليل على وجوب كتمان ما يراه الإنسان
    وعدم بيانه إلّا على مَن كان أهلاً لذلك.
    وقد نهينا أيضاً في بعض الأخبار عن الإسراع والإستعجال في تعبير الرؤيا ،
    حيث شبّهت الرؤيا والمنامات بالطائر الذي يرفرف على رأس الإنسان الذي
    لا قرار له ولا ثبات ، فإذا اُصيب بالرمية وقع على الأرض ، فكذا الرؤيا ، فإذا
    عبّرت استقرّت على الراءي.
    روى الكليني في الكافي : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن معمّر بن
    خلاّد ، قال : « سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول :
    _________________________
    (1) يوسف 12 : 5.


    ربّما رأيت الرؤيا فاُعبّرها ، والرؤيا على ما تعبّر » (1).
    وقال الطريحي في المجمع : « وفي الخبر عنه : الرؤيا على رِجل طائر ما لم
    تعبّر ، فإذا عبّرت وقعت.
    قال بعض الشارحين : وجه الجمع بين هذين الخبرين ـ هذا الخبر والذي
    قبله ـ أنّه عبّر عن مطلق الرؤيا بكونها كالطائر الذي لا قرار له ولا ثبات له حتّى
    يحصل تعبيرها ، فإذا حصل صارت كالطائر الذي اُصيب بالضربة أو الرمية فوقع
    بعد طيرانه » (2).
    فلمّا لم يكن كلّ إنسان له القابليّة على التعبير والتفسير حسب ما تشتهيه
    نفسه ، أو ما يؤدّي إليه نظره ، ذكر في بعض الروايات والأحاديث الإسلاميّة إلى
    بعض المميّزات التي لا بدّ أن يتّصف بها المُعبّر للرؤيا حتّى يكون تعبيره للرؤيا
    صحيحاً ، وهي :
    1 ـ لا يكون رجل سوء
    روى الكليني في الكافي : عن الحسن بن الجهم ، قال : « سمعت أبا
    الحسن عليه‌السلام يقول : الرؤيا على ما تعبّر.
    فقلت له : إنّ بعض أصحابنا روى أنّ رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام.
    فقال أبو الحسن : إنّ إمرأة رأت على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ جذع بيتها قد انكسر ،
    فأتت رسول الله فقصّت عليه الرؤيا ، فقال لها النبيّ : يقدم زوجك ويأتي وهو صالح ،
    وقد كان زوجها غائباً ، فقدم ـ كما قال النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ.
    ثمّ غاب عنها زوجها غيبة اُخرى ، فرأت في المنام كأنّ جذع بيتها قد انكسر ، فأتت
    النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فقصّت عليه الرؤيا ، فقال لها : يقدم زوجك ويأتي صالحاً ، فقدم على ما قال.
    _________________________
    (1) الكافي : 8 / 335.
    (2) مجمع البحرين : 34.


    ثمّ غاب زوجها ثالثة ، فرأت في منامها أنّ جذع بيتها قد انكسر ، فلقيت رجلاً
    أعسر ، فقصّت عليه الرؤيا ، فقال لها الرجل السوء : يموت زوجك.
    قال : فبلغ ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : ألا كان عبّر لها خيراً » (1).
    2 ـ أن يكون مؤمناً خالياً من الحسد
    روى الكليني : بسنده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : « قال رسول
    الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرؤيا لا تقصّ إلاّ على مؤمن خلا من الحسد والبغي » (2).
    3 ـ أن يكون عاقلاً
    وعنه أيضاً : بسنده عن أبي جعفر عليه‌السلام : « إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول : إنّ رؤيا
    المؤمن ترفّ بين السماء والأرض على رأس صاحبها ، حتّى يعبّرها لنفسه أو يعبّرها له
    مثله ، فإذا عُبِّرت لزمت الأرض ، فلا تقصّوا رؤياكم إلاّ على من يعقل » (3).
    4 ـ لا يحدّث بها إلاّ من يحبّ
    وعن أبي سلمة ، قال : « كنت أرى الرؤيا فيهمّني حتّى سمعت أبي قتادة يقول :
    كنت أرى الرؤيا فيمرضني حتّى سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : الرؤيا الصالحة من
    الله ، فإذا رأى أحدكم ما يحبّ فلا يحدّث به إلاّ من يحبّ » (4).
    5 ـ لا يحدّث بها إلاّ ناصحاً أو عالماً
    وعن أبي أيّوب مرسلاً : عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : « إنّ الرؤيا يقع على ما عبّر ، ومثل
    _________________________
    (1)و (2) الكافي : 8 / 336.
    (3) مستدرك الوسائل : 5 / 118.
    (4) بحارالأنوار : 58 / 174.

    ذلك مثل رجل رفع رجله ينتظر متى يضعها ، وإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدّث بها
    إلاّ ناصحاً أو عالماً » (1).
    6 ـ لا يحدّث بها إلاّ حبيباً أو لبيباً
    وروي عن ابن زرين ، قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرؤيا جزء من ستّة وأربعين
    جزءً من النبوّة ، وهي على رِجل طائر ، فإذا حدّث بها وقعت ، وأحسبه قال : لا تحدّث
    بها إلاّ حبيباً أو لبيباً » (2).
    7 ـ لا يحدّث بها إلاّ وادّ أو ذي رأي
    قال : وفي رواية اُخرى : « الرؤيا على رِجل طائر ما لم يعبّر ، فإذا عبّرت وقعت ،
    قال : وأحسبه قال : لا تقصّها إلاّ على وادّ أو ذي رأي » (3).
    وقفة قصيرة
    نقل العلاّمة المجلسي ضمن بيان عن البغوي حول كتمان الرؤيا عمّن
    لا يحبّه ، أو الحديث إلى العالم والناصح والحبيب واللبيب والوادّ وذي الرأي بياناً
    شافياً ، وإليك خلاصة ما نقل : قال رحمه‌الله : « فيه إرشاد للمستعبر لموضع رؤياه ، فإن
    رأى ما يكره لا يحدّث به حتّى لا يستقبله في تعبيرها ما يزداد به همّاً ، فإن رأى
    ما يحبّه فلا يحدّث به إلاّ من يحبّه ؛ لأنّه لا يأمن ممّن لا يحبّه أن يعبّره حسداً
    على غير وجهه ، فيغمّه أو يكيده بأمر ، كما أخبر الله تعالى عن يعقوب حين قصّ
    عليه يوسف رؤياه : ( لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً ) (4) » (5).
    _________________________
    (1 ـ 3) بحار الأنوار : 58 / 175.
    (4) يوسف 12 : 5.
    (5) بحار الأنوار : 58 / 175.

    وقال أيضاً : «الوادّ لا يحبّ أن يستقبلك في تفسيرها إلاّ بما تحبّ ، وإن لم
    يكن عالماً بالعبارة لم يجعل لك بما يغمّك ، وأمّا ذوي الرأي فمعناه ذو العلم
    بعبارتها ، فهو يخبرك بحقيقة تفسيرها أو بأقرب ممّا تعلم منها ، ولعلّه أن يكون
    في تفسيرها موعظة يردعك عن قبيح ما أنت عليه ، أو يكون فيها بشرى فتشكر
    الله عليها » (1).
    والحاصل : يستفاد ممّا تقدّم أنّه من أراد أن لا يغّمه ما رآه في النوم ، إمّا أن
    يكتم رؤياه ولا يقصّها على أحد ، عالماً كان أو غيره ، وإمّا أن يقصّها على من
    يحبّه ، أو من كانت له علم وخبرة بعلم التعبير خالياً من الحقد والحسد ، أو كان
    عالماً وناصحاً.












    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 175.















    ذكر العلاّمة المجلسي وغيره ضوابط للتعبير ، منها بدلالة القرآن ، والحديث ،
    والتأويل بالأمثال ، وبالأسامي ، وبالمعني ، وبالضدّ ، وهكذا بالوجوه الحكميّة ،
    واللوازم ، والتأويل بالإقرتان ، وبالدرجة والرتبة ، وبالصفة ، وباختلاف
    الأحوال ، وغير ذلك ، فقال رحمه‌الله : « واعلم أنّ التأويل قد يكون بدلالة كتاب أو
    سنّة ، أو من الأمثال السائرة بين الناس ، وقد يقع التأويل على الأسماء والمعاني ،
    وقد يقع على الضدّ.
    1 ـ فالتأويل بدلالة القرآن ، كالحبل يعبّر بالعهد ، كما مرّ ، لقوله تعالى :
    ( وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) (1).
    والسفينة بالنجاة لقوله تعالى : ( فَأَنْجَيْنَاهُ وأَصْحَابَ السَّفِينَةِ ) (2).
    والخشية بالنفاق لقوله تعالى : ( كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ ) (3).
    والحجارة بالقسوة لقوله تعالى : ( أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ) (4).
    _________________________
    (1) آل عمران 3 : 103.
    (2) العنكبوت 29 : 15.
    (3) المنافقون 63 : 4.
    (4) البقرة 2 : 74.


    والمرض بالنفاق لقوله تعالى : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ) (1).
    والماء بالفتنة في حال لقوله تعالى : ( لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً * لِنَفْتِنَهُمْ ) (2).
    وأكل اللحم النيّ بالغيبة لقوله : ( أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً ) (3).
    ودخول الملك محلّة أو بلداً أو داراً يصغر عن قدره ، وينكر دخول مثله مثلها
    يعبّر بمصيبة وذلّ ينال أهله ، لقوله : ( إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا ) (4).
    والبيض بالنساء لقوله : ( كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) (5).
    وكذلك اللباس ( بالنساء ) لقوله : ( هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ ) (6).
    واستفتاح الباب بالدعاء لقوله : ( إِنْ تَسْتَفْتِحُوا ) (7) ، أي تدعوا.
    2 ـ والتأويل بدلالة الحديث ، كالغراب بالرجل الفاسق ؛ لأنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
    سمّاه فاسقاً.
    والفأرة بالمرأة الفاسقة ؛ لأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاها فويسقة.
    والضلع بالمرأة لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إنّها خلقت من ضلع أعوج ».
    والقوارير بالنساء لقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « رويدك سوقاً بالقوارير ».
    3 ـ والتأويل بالأمثال ، كالصائغ بالكذّاب ، لقوله : « أكذب الناس الصوّاغون ».
    _________________________
    (1) البقرة 2 : 10. المائدة 5 : 52. الأنفال : 8 : 49. التوبة 125 : 9. الحجّ 22 : 53. الأحزاب 33 : 12 و 60. محمّد 47 : 20 و
    29. المدّثّر 74 : 31.
    (2) الجنّ 72 : 16 و 17.
    (3) الحجرات 49 : 12.
    (4) النمل 27 : 34.
    (5) الصافّات 37 : 49.
    (6) البقرة 2 : 187.
    (7) الأنفال 8 : 19.


    وحفر الحفرة بالمكر لقولهم : « من حفر حفرة لأخيه وقع فيها ».
    قال تعالى : ( وَلاَ يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ ) (1).
    والحاطب بالنمّام لقولهم لمن نمّ ووشي : « إنّه يحطب عليه » ، وفسّروا قوله :
    ( حَمَّالَةَ الْحَطَبِ ) (2) بالنميمة. وطول اليد بصنائع المعروف لقولهم : « فلان
    أطول يداً من فلان ». ويعبّر الرقي بالحجارة ، والسهم بالقذف ، لقولهم : « رمى
    فلاناً بفاحشة ». قال الله تعالى : ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ) (3). وغسل اليد
    باليأس عمّا يؤمّل ، لقولهم : « غسلت يدي عنك ».
    4 ـ والتأويل بالأسامي ، كمن رأى من يسمّى راشداً يعبّر بالرشد ، وسالماً
    بالسلامة ، وروي عن أنس ، قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رأيت ذات ليلة فيما يرى
    النائم كأنّا في دار عقبة بن رافع ، فأتينا برطب ابن طاب ، فأوّلت الرفعة لنا في الدنيا ،
    والعاقبة في الآخرة ، وأنّ ديننا قد طاب ».
    5 ـ والتأويل بالمعنى ، كالاُترجّ يعبّر بالنفاق لمخالفة باطنه ظاهره ، إذا لم يكن
    في الرؤيا ما يدلّ على المال. وكالورد والنرجس بقلّة البقاء إن عدل به عمّا نسب
    إليه بسرعة ذهابه. والآس بالبقاء لأنّه يدوم.
    6 ـ التأويل بالضدّ ، فكما أنّ الخوف يعبّر بالأمن ، لقوله : ( وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ
    خَوْفِهِمْ أَمْناً ) (4) ، والأمن بالخوف ، والبكاء بالفرح ، إذا لم يكن معه رنّة ،
    والضحك بالحزن ، إلاّ أن يكون تبسّماً ، والطاعون بالحرب ، والحرب
    _________________________
    (1) فاطر 35 : 43.
    (2) المسد 111 : 4.
    (3) النور 24 : 4.
    (4) النور 24 : 55.

    بالطاعون ، والعجلة بالندم ، والندم بالعجلة ، والعشق بالجنون ، والجنون
    بالعشق ، والنكاح بالتجارة ، والتجارة بالنكاح ، والحجامة بكتبة الصك ، والصك
    بالحجامة ، والتحوّل عن المنزل بالسفر ، والسفر بالتحوّل عن المنزل.
    7 ـ وقد يتغيّر بالزيادة والنقصان ، كالبكاء إنّه فرح ، وإن كان معه صوت ورنّة
    فمصيبة ، وفي الضحك إنّه حزن ، فإن كان تبسّماً فصالح ، وفي الجوز مال
    مكنون ، فإن سمعت له قعقعة فهو خصومة ، والدهن في الرأس زنية ، فإن سال
    عن الوجه فهو غمّ ، والزعفران ثناء حسن ، فإن ظهر له لون مرض أو همّ ،
    والمريض يخرج من منزله ولا يتكلّم فهو موته ، فإن تكلّم برأ ، والفأر نساء ، فإن
    اختلفت ألوانها إلى البيض والسود فهي الأيّام والليالي ، والسمك نساء ، فإذا
    عرف عددها فإن كثر فغنيمة.
    8 ـ وقد يتغيّر التأويل عن أصله باختلاف حال الرائي ، كالغلّ في النوم
    مكروه ، وهو في حقّ الرجال الصالح قبض اليد عن الشرّ ، وقال ابن سيرين :
    « نقول في الرجل يخطب على المنبر يصيب سلطاناً ، فإن لم يكن من أهل
    يصلب ». وسأل رجل ابن سيرين عن الأذان ، فقال : « الحج » ، وسأله آخر فأوّل
    بقطع السرقة ، وقال : « رأيت الأوّل في سيماء حسنة فتأوّلت ( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ
    بِالْحَجِّ ) (1) ، ولم أرض هيئة الثاني فأوّلت : ( أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ
    لَسَارِقُونَ ) (2) ».
    وقد يرى فيصيبه عين ما رأى حقيقة من ولاية أو حجّ أو قدوم غائب أو خير أو
    نكبة ، وقد رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله عام الفتح ، فكان كذلك. قال تعالى : ( لَقَدْ صَدَقَ اللهُ
    _________________________
    (1) الحجّ 22 : 27.
    (2) يوسف 12 : 70.

    رَسُولَهُ الرُّؤْيَا ) (1).
    وروي عن الزهري ، عن ابن خزيمة بن ثابت ، عن عمّه : « أنّ خزيمة رأى
    أنّه سجد على جبهة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأخبره ، فاضطجع له وقال : صدّق رؤياك ،
    فسجد على جبهته ».
    وقد يرى في المنام الشيء فيكون لولده أو قريبه أو سميّه ، فقد أرى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله
    متابعة أبي جهل معه ، فكان لابنه عكرمة ، فلمّا أسلم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « هو هذا ». ورأى
    لاسيد بن العاص ولاية مكّة ، فكان لإبنه عتاب ، ولاّه النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله مكّة » (2).
    ضوابط اُخرى للتعبير
    وزاد الميرزا محسن آل العصفور في كتابه « بلغة الشيعة الكرام » بعض
    التأويلات بالوجوه الكتابيّة ، وبالسنّة ، والتأويل بالوجوه الحكميّة ، والأمثال
    المضروبة ، وبالشبه ، وباللوازم ، وبالأسامي ، وبالإقتران ، وبالدرجة والرتبة ،
    وبالصنعة ، وباختلاف الأحوال وغيره ، فقال :
    « الأوّل : أنّ تأوّلها بالوجوه الكتابيّة ، كأن تأوّل رؤيا من اشترى بيضاً أنّه
    يتزوّج ، لقوله سبحانه :
    ومنها : قوله تعالى : ( كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ) (3) ، أو اشترى لؤلؤاً أنّه يشتري
    غلماناً ، لقوله : ( كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ) (4) ، أو أوقد ناراً بين جماعة أنّه يفسد بينهم
    ويوقع لقوله تعالى : ( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَاراً لِلْحَرْبِ ) (5) ، أو ركب سفينة أنّه
    _________________________
    (1) الفتح 48 : 27.
    (2) بحار الأنوار : 58 / 220.
    (3) الصافّات 37 : 49.
    (4) الطور 52 : 24.
    (5) المائدة 5 : 64.

    ينجو من الفتن لقوله تعالى : ( فَأَنْجَيْنَاهُ وأَصْحَابَ السَّفِينَةِ ) (1) ، وأمثال ذلك ،
    ولا بدّ لمن رام ذلك أن يقرأ القرآن بالتدبّر في آياته ومناسبات كلماته.
    الثاني : التعبير بالسنّة ، كأن تفسّر الغراب بالرجل الفاسق ؛ لما روي أنّه سمّاه
    النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله فاسقاً ، وتفسّر الفأرة بالمرأة الفاسقة ؛ لأنّه سمّاها فويسقة ، وتفسّر
    الضلع بالمرأة ؛ لما روي : أنّ المرأة كالضلع الأعوج ، وتفسّر الحيوانات الممسوخة
    بما مسخوا عنه ، كما قدّمنا لتلك الأخبار ، ولا بدّ لمن رام ذلك من التدبّر في
    أخبار الآل عليهم‌السلام ، لا سيّما خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام المشحونة بالتشبيهات
    السديدة الكاملة ، كأنّ تفسّر رؤيا من لبس قيمصاً ضيقّاً بأنّه ينتحل ما ليس له ؛
    لقوله : « أَمَا وَالله لَقَدْ تَقَمَّصَها ابن أبي قحافة » (2) ، أو جرى من تحته الماء بالرتبة
    العالية والملك ، لقوله : « يَنْحَدرُ عَنِّي السَّيْلُ » (3) ، وكذا إذا طار إليه ولم يبلغه لقوله :
    « وَلا يَرْقَىٰ إِلَيَّ الطَّيْرُ » (4) ، أو جلس في وسط رحى أن يصير مدار اُمور الخلق
    لقوله : « وَإِنَّهُ لِيَعْلَمُ أَنَّ مَحَلِّي مِنهَا مَحَلُّ القُطْبِ مِنَ الرَّحَا » (5).
    الثالث : التأويل بالوجوه الحكميّة ، كأن تأوّل العرش بالمكان العليّ والعظمة
    في القدر بالباطني والعلوم الباطنة ، وتأوّل الكرسي بالرفعة والعلوم الظاهرة ،
    وتأوّل الشمس بالسلطان والدين والرئاسة والملك ، وأمثال ذلك ، والقمر بالنيابة
    والخلافة والوصاية والوزارة.
    الرابع : أنّ تأوّل بالأمثال المضروبة كأن تعبّر حفر البئر بالمكر للمثل السائر :
    « من حفر بئراً لأخيه وقع فيها » ، وجواز الماء عن الجبل باشتداد الأمر والفتنة
    لقولهم : « قد جاوز الماء الزبى » ، والزبي : بئر في الجبال تحفر لصيد الأسد.
    ورمي السهم معوجّاً بالكلام في غير محلّه للمثل : « ترسّل في غير سدد » ،
    _________________________
    (1) العنكبوت 29 : 15.
    (2 ـ 4) نهج البلاغة.

    وانحلال الحزم بمن لا يبالي بما يقال له للمثل : « إنّك لقلق الوضين » ، وقرّة العين
    بالولد ، واليد بالعون ، والخادم والظهر بالأخ ، والرجل بالدابّة ، وأمثال ذلك.
    الخامس : أنّ تأوّل بالشبيه ، كأن تأوّل من رأى نفسه على النعش أنّه يركب
    الأعناق ، والمريض خرج من داره ساكتاً ، أو نزع فروة عليه أنّه يموت وينزع
    فروة بدنه ، ومنه تأويل : ( أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ) (1) بأنّه
    يصلب ويأكل الطير من رأسه ، وركوب الأسد بخدمة السلطان ، والطيران
    بالسفر ، والصلاة بالحجّ ، والزنا بالاُمّ والحجّ ، والاُخت زيارة المشاهد ، ومعانقة
    الأب بزيارة الحسين عليه‌السلام ، والميّت بالغائب.
    السادس : التأويل باللوازم ، كوضع الرأس على الركبة بالهمّ ، وشرب الغليان
    بالحزن ، وحمرة الوجه بالسرور ، والرجفة بالخوف ، والإحتراق بالنار بالعشق
    أو الفراق أو بالعصيان ، والتواضع بالرفعة ، والترفّع بالضعة ، والطمع بالذلّة ،
    والقناعة بالعزّة.
    السابع : التأويل بالأسامي ، فمن عانق من إسمه حسين يزور الحسين عليه‌السلام ،
    ومن رأى مسمّى بالراشد يرشد ، وبالصالح يعمل صالحاً.
    الثامن : التأويل بالإقتران ، فإن رأى مقاماً خطيراً وليس هو من أهله يناله أخوه
    أو أبوه أو قريبه ممّن له أهل ، وإن رأى أحداً ليس في البلد مثلاً يرى نسيبه أو
    أقاربه أو الملازمين له ، أو رأى أنّه زار السلطان أو جالسه ، فلربّما يجالس وزيره
    أو بعض أرباب المناصب أو خدّامه.
    التاسع : التأويل بالدرجة والرتبة ، فإنّ من رأى ما يدلّ على ارتفاع يرتفع بقدر
    درجته ، فارتفاع الفلاّح غير ارتفاع الوزير ، وارتفاع الوزير غير ارتفاع
    السلطان ، ومن رأى ما يدلّ على العلم يزداد علماً في صنعته ، فلا ينال الصائغ
    _________________________
    (1) يوسف 12 : 36.

    الحكمة الإلهيّة ، ولا الطبيب الفقاهة ، ولا الفقيه الحكمة ، وأمثال ذلك ، فاعرف
    قدر كلّ راء حتّى لا تخطئ.
    العاشر : التأويل بنوع عين ما رأى أو جنسه ، وقد نبّهنا على ذلك سابقاً ،
    فمن رأى أنّه صعد جبلاً تقول : تصل إلى رتبة شامخة ودرجة عالية عليّة ، ومن
    رأى أنّه شرب ماءً تقول : تنال علماً فتأوّل التمر بعلم الحقيقة ، والفواكه
    بعلم الطريقة ، البقول بعلم الشريعة ، ورعي الغنم بالرئاسة ، وركوب البحر
    بارتكاب الاُمور المهولة ، والغوص فيه بالغوص في الفتن ، وإن كان البحر حلواً
    صافياً بعلم غزير.
    الحادي عشر : التأويل بالصفة ، كورد لا دوام له بحبيب لا وفاء له ، وحيّ
    العالم والأشجار الخضر صيفاً وشتاءً بحبيب له وفاء ، وآلات البيت بالخدم ،
    والدواجن بالأضياف ، والتنّور بالقهرمان ، والسنور بالأنيس ، والفأر بالسارق ،
    كالعقعق والببغاء بالخطيب ، والبلبل بالمغنّي ، والخطّاف بالمستجير ،
    والنعل بالزوجة ...
    الثاني عشر : التأويل باختلاف الأحوال ، كالفاكهة في أوانه شفاء ، وفي غير
    أوانه مرض ، والدهن قليله مال ، وكثيره فتنة وبليّة ، والمطر في أوانه رحمة ،
    وفي غير أوانه نقمة ، وقليله رحمة ، وكثيره نقمة ، وهكذا تلاحظ كلّ شيء مع
    مقارناته ، وكذلك قد يأوّل بالمضادّة ، وبدلالة الطبع ، وبدلالة العادة ، وبدلالة
    الكسب والصنعة ، وأمثال ذلك » (1).
    من رأى الحيوانات أو الطيور في منامه
    وفسّر أهل التعبير والتأويل بعض الحيوانات والطيور التي يراها النائم في نومه
    _________________________
    (1) بلغة الشيعة الكرام : 169.

    بما يوافق بعض الأحاديث الواردة عن النبيّ في تفسير ذلك وبعضها تفسير
    بالرأي ، وربّما كان مخالفاً لما ورد.
    فنقل العلاّمة المجلسي كثير من هذه الموارد وإن لم يعتمد على شيء منها.
    قال : « وقال أهل التعبير ... والبقر سنون ، فإن كانت سماناً كانت مخاصب ،
    وإن كانت عجافاً كانت مجادب ، كما في تأويل يوسف عليه‌السلام.
    ومن ركب ثوراً أصاب مالاً من عمل السلطان ، أو استمكن من عامل ، وإن
    رأى ثوراً من العوامل ذبح وقسّم لحمه فهو موت عامل وقسمة تركته ، فإن كان
    من غير العوامل كان رجلاً ضخماً ، والبعير رجل فخم ، والناقة إمرأة ، ومن رأى
    أنّه راكب بعير مجهول سافر ، وإن نزل عنه مرض ، وإن دخل جماعة من الإبل
    أرضاً دخلها عدوّ ، وربّما كان أوجاعاً ، ومن رأى أنّه يرى غنماً سوداً فهو اُناس
    من اُناس العرب ، وإن كانت بيضاً فمن العجم.
    وروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : « رأيت غنماً كثيرة سوداً دخل فيها غنم
    كثير بيض.
    قالوا : فما أوّلته يا رسول الله ؟
    قال : العجم يشاركونكم في دينكم وأنسابكم ، والذي نفسي بيده ، لو كان الإيمان
    معلّقاً بالثريّا لناله رجال من العجم فأسعدهم به فارس ».
    والكبش رجل ضخم ، والنعجة إمرأة شريفة ، والعنز يجري مجرى النعجة إذا
    كان في الرؤيا ما يدلّ على المرأة ، إلاّ أنّ العنز دون النعجة في الشرف والحسب ،
    وقد يجري مجرى النعجة في كونها سنّة مخصبة إن كانت سمينة ، ومجدبة إن
    كانت عجافاً ، والفرس عزّ وسلطان ، والاُنثى إمرأة شريفة ، والبغل سفر ، والحمار
    جدّ الرجل الذي يسعى به ، فمن رأى أنّه ذبح حماره ليأكل من لحمه أصاب ما
    لا يجده ، والفيل سلطان أعجمي ، فإن ركبه في أرض حرب كانت الدبرة على


    أصحاب الفيل. قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ) (1) ، ومن
    أصاب حمار وحش أو وعلاً وصغيره أنّه يريد أكله يصيب غنيمة ، ومن رأى أنّه
    راكب حمار وحش يصرفه كيف شاء فهو راكب معصية أو يفارق رأي الجماعة.
    والأسد عدوّ قاهر ، والخنزير رجل دني شديد الشوكة ، والضبع إمرأة قبيحة سوء ،
    والدبّ عدوّ دنّي أحمق ، والذئب سلطان غشوم أو لصّ ضعيف كذّاب ، والثعلب
    كثير الإختلاف ، فمن رأى أنّه ينازعه خاصم ذا قرابة ، وإن طلب ثعلباً أصابه
    وجع ، وإن طلبه ثعلب أصابه فزع ، ومن رأى ثعلباً يهرب منه فهو عزيمة
    يراوغه ، ومن أصاب ثعلباً أصاب إمرأة يحبّها حبّاً ضعيفاً ، وابن آوى كالثعلب
    وأضعف. والسنور لصّ ، وابن عرس في معناه وأضعف. والكلب عدوّ دنيّ غير
    مبالغ في العداوة. والقرد عدوّ ملعون ، والحيّة عدو مكاتم للعداوة ، والعقرب عدوّ
    ضعيف لا تجاوز عداوته لسانه ، وكذلك سائر الهوامّ أعداء على منازلهم ، وذو
    السمّ أبلغ ، والنسر والعقاب سلطان قويّ ، والحدأة ملك خامل الذكر ، شديد
    الشوكة ، والبازي سلطان غشوم ، والصقر قريب منه ، والغراب إنسان فاسق
    كذوب ، والعقعق إنسان لا عهد له ولا حفاظ ولا دين ، والطاووس الذكر ملك
    أعجمي ، والاُنثى إمرأة حسناء أعجميّة ، والحمامة إمرأة أو خادمة. والفاختة إمرأة
    غير آلفة ، والدجاج خدم ، والديك رجل أعجمي من نسل الملوك.
    قال عمر : رأيت أنّ ديكاً نقر بي نقرتين ، فأوّلت أنّ رجلاً من العجم سيقتلني ،
    فقتله أبو لؤلؤة. والعصفور رجل صخّاب دنيّ ، والبلبل غلام صغير ، والببغاء ولد
    يناغي ، والخفّاش عابد مجتهد ، والزرزور صاحب أسفار ، والهدهد كاتب يتعاطى
    دقيق العلم ولا دين له ، والثناء عليه قبيح لنتن ريحه ، والزنابير والذباب سفلة
    الناس وغوغاؤهم ، والنحلة إنسان كسوب عظيم الخطر والبركة ، وطير الماء
    _________________________
    (1) الفيل 105 : 1.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3287
    نقاط : 4974
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاحلام والرؤيا Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاحلام والرؤيا   الاحلام والرؤيا Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:08 am

    أفضل الطير في التأويل ؛ لأنّها أكثرها ريشاً ، وأقلّها غائلة ، ولها سلطانان في البرّ
    والبحر ، والسمك الطريّ الكبار إذا كثر عددها مال وغنيمة ، وصغارها هموم
    كالصبيان. ومن أصاب سمكة طريّة أو سمكتين أصاب إمرأة أو إمرأتين ، فإن
    أصاب في بطنها لؤلؤة أصاب منها غلاماً. والضفدع إنسان عابد مجتهد ، فإن كثر
    من الضفادع فعذاب. والجراد جند. والجنود إذا دخلوا موضعاً فهو خراب.
    وقال علماء التعبير : من رأى عليه سوارين من ذهب أصابه ضيق في ذات
    يده ، ومن الفضّة خير من الذهب ، فإن رأى عليه خلخالاً من ذهب أو فضّة أصابه
    حبس أو خوف أو قيد ، وليس يصلح للرجال في المنام من الحليّ إلاّ القلادة
    والتاج والعقد والقرط والخاتم وللنساء كلّه زينة ، والقلادة ولاية وأمانة ، واللؤلؤ
    المنظوم كلام الله أو من كلام البرّ ، وإن كان منثوراً فهو ولد وغلمان ، وربّما كان
    اللؤلؤ جارية أو إمرأة ، والقرط زينة وجمال ، والخاتم إذا كان معروف الصياغة
    والنقش سلطان صاحبه ، فإن اُعطي خاتماً فتختّم به ملك شيئاً ، وربّما كان
    الخاتم إمرأة ومالاً أو ولداً. وفصّ الخاتم وجه ما يعبّر الخاتم به ، وإن كان الخاتم
    من ذهب كان ما نسب إليه حراماً ، فإن رأى حلقته إنكسرت وسقطت وبقي الفصّ
    ذهب سلطانه وبقي الذكر والجمال. ومن رأى أنّه أصاب ذهباً يصيبه غرم ويذهب
    ماله ، فإن كان الذهب معمولاً من إناء أو نحوه كان أضعف في التأويل ، والدراهم
    مختلفة التأويل على اختلاف الطبائع ، فمنهم من يراها في المنام فيصيبها في
    اليقظة ، ومنهم من يعبّرها بالكلام ، فإن كانت بيضاً فهي كلام حسن ، وإن كانت
    رديّه فكلام سوء ، ومنهم من لا يوافقه شيء منها ، والدراهم في الجملة خير من
    الدنانير ، فقد يكون الدينار الواحد والدرهم الواحد ولداً صغيراً » (1).
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 230.

    من رأى المياه والعيون
    قال أصحاب التعبير : « الساقية التي لا يغرق في مثلها حياة طيّبة ، والبحر
    الملك الأعظم ، فإن استسقى منه ماءً أصاب من الملك مالاً ، والنهر رجل بقدر
    عظمته ، والماء الصافي إذا شرب خير وحياة طيّبة ، وإن كان كدراً أصابه ، مرض ،
    وشرب الماء المسخّن ودخول الحمّام همّ ومرض ، والماء الراكد أضعف في
    التأويل من الجاري.
    والمطر غياث ورحمة إن كان عامّاً ، وإن كان خاصّاً في موضع فهو أوجاع
    يكون في ذلك الموضع والطين والوحل ، والماء الكدر همّ وحزن ، والسيل عدوّ
    يتسلّط ، والثلج والبرد والجليد همّ وعذاب ، إلاّ أن يكون الثلج قليلاً في موضعه
    وحينه ، فيكون خصباً لأهل ذلك الموضع ، والسباحة إحتباس أمر ، والمشي
    على الماء قوّة نفس ، ومن غمرة الماء أصابه همّ غالب ، والغرق فيه إذا لم يمت
    غرق في أمر الدنيا ، وانفجار العيون من الدار والحائط ، وحيث ينكر انفجارها همّ
    وحزن ومصيبة بقدر قوّة العين ، والخمر مال حرام ، فإن سكر منها أصاب معه
    سلطاناً ، والسكر من غير الشراب خوف ، ومن اعتصر خمراً خدم السلطان
    وأخصب وجرت على يده اُمور عظام. قال تعالى : ( إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً ) (1)
    فأوّله يوسف بأنّه يسقي ربّه خمراً ، وشرب اللبن فطرة ، وهو يكون مالاً حلالاً.
    من رأى الأشجار والثمار والحبوب
    والأشجار رجال أحوالهم كأحوال الشجر في الطبع والنفع وطيب الريح ، فمن
    رأى شجراً أو أصاب شيئاً من ثمرة أصاب من رجل في مثل حال ذلك الشجر ،
    والنخل شريف ، والتمر حال ، وشجر الجوز رجل عجمي شحيح ، والجوز نفسه
    _________________________
    (1) يوسف 12 : 36.

    مال مكنون ، وشجرة السدر رجل شريف ، وشجرة الزيتون رجل مبارك نفّاع ،
    وثمر الزيتون همّ وحزن ، والكرم والبستان إمرأة ، والعنب الأبيض في وقته
    غضارة الدنيا وخيرها ، وفي غير وقته مال يناله قبل وقته الذي يرجوه ،
    والأشجار العظام التي لا ثمر لها كالدلب والصنوبر إن رأى فهو رجل ضخم
    بعيد الصوت ، قليل الخير والمال ، والشجرة ذات الشوك رجل صعب المرام ،
    والصفر من الثمار ، مثل : المشمش والكمّثرى والزعرور الأصفر ونحوها ،
    أمراض ، والحامض منها همّ وحزن ، والحبوب كلّها مال ، والحشيش مال ،
    والزرع عمله في الدنيا أو دنياه ، والثوم والبصل والجزر والشلجم همّ
    وحزن ، والرياحين كلّها بكاء وحزن ، إلاّ ما يرى منها ثابتاً في موضعه من
    غير أن يمسّه ، وهو يجد ريحه (1).
    من رأى الكعبة في منامه
    قال المسعودي : « حدّث أبو عبدالله محمّد بن أحمد الحلبي القاضي ، قال :
    حدّثني الخضر بن البزّار ـ وكان شيخاً مستوراً ثقة ، يقلبه القضاة والناس ـ
    قال : رأيت في المنام كأنّي على شاطئ الدجلة بمدينة السلام في رحبة
    الجسر ، والناس مجتمعون خلق كثير يزحم بعضهم بعضاً ، وهم يقولون قد أقبل
    بيت الله الحرام.
    فبينا نحن كذلك إذ رأيت البيت بما عليه من الستار والديباج والقباطي ، قد
    أقبل مارّاً على الأرض يسير حتىّ عبر الجسر من الجانب الغربي إلى الجانب
    الشرقي ، الناس يطوفون به وبين يديه دار خزيمة ، وهي التي آخر من ملكها بعد
    عبيدالله بن عبدالله بن طاهر القمّي ، وأبو بكر المفتي ابن اُخت إسماعيل بن بلبل
    _________________________
    (1) بحار الأنوار : 58 / 229.

    بدر الكبير الطولوي المعروف بالحمامي فإنّه أقطعها.
    فلمّا كان بعد أيّام خرجت في حاجة إنتهيت إلى الجسر ، فرأيت الناس
    مجتمعين هم يقولون : قدم ابن الرضا من المدينة ، فرأيته قد عبر من الجسر على
    شهرى تحته كبير عليه المسير رفيقاً ، والناس بين يديه وخلفه ، وجاء حتّى دخل
    دار خزيمة بن حازم ، فعلمت أنّه تأويل الرؤيا التي رأيتها ، ثمّ خرج إلى سرّ من
    رأى فتلقّاه جملة أصحاب المتوكّل حتّى دخل عليهم » (1).
















    _________________________
    (1) إثبات الوصيّة : 228. حياة الإمام الهادي عليه‌السلام : 138.












    الفهرس الموضوعي والهجائي للرؤيا والأحلام


    « حرف الألف »
    من رأى في منامه إنساناً شطره حسن ، وشطره قبيح 92
    من رأى شبحاً أو رجلاً من خشب على فرس من خشب يلوّح بسيفه 112
    من رأى إنساناً يسمّى بالراشد 135
    من رأى إنساناً يسمّى بالسالم 135
    من رأى إنساناً يسمّى بالعقبة 135
    من رأى إنساناً يسمّى بالصالح 139
    من رأى أنّ ميّتاً يعانقه 114
    من فزع في منامه من امرأة تأتيه 80
    من رأى انّه يعانق أباه 139
    من رأى كأنّه يؤذّن 136
    من رأى الاترج في منامه 135
    من رأى ابن عرس في منامه 142
    من رأى الآس في منامه 135
    من رأى أنّه يركب الأسد 139


    لو رأى دخول جماعة من الإبل أرضاً 141
    من رأى ابن آوى في منامه 142
    «حرف الباء»
    من رأى أنّه يبني بيتاً 64
    من رأى كأنّ جذع بيته انكسر 126
    من رأى أثاث البيت في منامه 140
    من رأى في منامه يفتح الباب 134
    من رأى أنّ بقرة تُذبح 87
    من رأى كأنّ بقرة شاربة من ابنتها 110
    من رأى أنّه راكب بعير مجهول 141
    من رأى أنّه نزل من بعير مجهول 141
    من رأى البغل في منامه 141
    من رأى البازي في منامه 142
    من رأى الببغاء 142
    من رأى كأنّه يبول في يده 111
    من رأى أنّه يشتري بيضاً 137
    من رأى في المنام أنّه باكياً 135
    من رأى أنّه يأكل البقول 140
    من رأى البصل في منامه 145
    من رأى أنّه يركب البحر 140
    من رأى البحر واستسقى منه 144
    من رأى البرد في منامه 144


    « حرف التاء »
    من رأى أنّه اهُدي إليه جراب من تمر 109
    من رأى كأنّه يتّجر 136
    من رأى أنّه يأكل التمر 140
    من رأى أنّه يتواضع 139
    « حرف الثاء »
    من رأى أنّه ركب ثوراً 141
    من رأى ثوراً من العوامل ذبح وقسم لحمه 141
    من رأى أنّه يخاصم الثعلب 142
    من رأى ثعلباً يهرب منه 142
    من رأى أنّه أصاب ثعلباً 142
    من رأى الثلج في منامه 144
    من رأى الصفر من الثمار 145
    من رأى الثوم في منامه 145
    « حرف الجيم »
    من رأى جوزاً في المنام 136
    من رأى أنّ زوجته كسرت عليه جوزاً 113
    من رأى أنّه جُنّ 136
    من رأى الجزر في منامه 145
    من رأى الجليد في منامه 144
    من رأى أنّه يصعد جبلاً 140
    من رأى الجراد في منامه 143

    من رأى الجنود دخلوا موضعاً 143
    « حرف الحاء »
    من رأى أنّه يعانق سمّي الحسين 66
    من رأى أنّه في الحرم وكان خائفاً 115
    من رأى أنّ رجلاً يثلغ رأسه بالحجر 91
    من رأى أنّ رجلاً يسبح في النهر ويلقم الحجارة 91
    من رأى خضاب رأسه ولحيته بالحناء وعليه ثياب بيض 108
    من رأى الحجارة في منامه 135
    من رأى أنّه يحفر الحفرة 135
    من رأى حطّاباً في منامه 135
    من رأى الحرب في منامه 135
    من رأى أنّه يحتجم 136
    من رأى حماراً في منامه 141
    من رأى أنّه ذبح حماره له ليأكل من لحمه 141
    من رأى أنّه أصاب حمار الوحش 142
    من رأى أنّه راكب حمار الوحش 142
    من رأى الحيّة في منامه 142
    من رأى الحدأة في منامه 142
    من رأى الحمامة في منامه 142
    من رأى أنّ حلقة خاتمة انكسرت 143
    من رأى أنّه يدخل الحمّام 144
    من رأى الحبوب في منامه 145
    من رأى الحشيش في منامه 145

    « حرف الخاء »
    من رأى كأنّه يخطب على المنبر 136
    من رأى الخشبة في منامه 133
    من رأى عليه خلخالاً من ذهب أو فضّة 143
    من أعطى خاتماً فتختّم به 143
    من رأى أنّه يعتصر الخمر 144
    من رأى الخطّاف في منامه 140
    من رأى الخنزير في منامه 142
    من رأى الخفّاش في منامه 142
    من رأى الخمر في منامه 144
    لو شرب الخمر سكر منه 144
    « حرف الدال »
    من رأى أنّ عليه درعاً من حديد 63
    من رأى أنّه في درع حصين 87
    من رأى دابّة كأنّ لها فمان 110
    من رأى الدواجن في منامه 140
    من رأى الدبّ في منامه 142
    من رأى الدجاجة في منامه 142
    من رأى الديك في منامه 142
    من رأى دهناً في رأسه 136
    « حرف الذال »
    من رأى أنّه يذبح ولده 12

    من رأى أنّه أصاب ذهباً 143
    من رأى الدراهم البيض في المنام 143
    من رأى الدينار أو الدرهم الواحد 143
    من رأى الذباب في منامه 142
    من رأى الذئب في منامه 142
    « حرف الراء »
    من رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه 50
    من رأى عضو من أعضاء النبيّ في بيته 106
    من رأى أنّه في روضة واسعة خضرة 110
    من رأى ربّه في المنام 115
    من رأى أنّه جالس في وسط الرحى 138
    من رأى أنّه واضعاً رأسه على ركبته 139
    من رأى أنّ يترفع 139
    من رأى الرياحين في منامه 145
    « حرف الزاء »
    من رأى الزعفران في منامه 136
    من رأى الزيتون في منامه 145
    من رأى أنّه يزرع 145
    من رأى أنّه يزني باُمّه 139
    من رأى أنّه يزني باُخته 139
    من رأى الزرزور 142
    من رأى الزنابير 142

    « حرف السين »
    من رأى أنّ سيفه قد انفصم 87
    من رأى أنّ في سيفه فلاًّ 88
    من رأى كأنّه يرمى بالسهم 135
    من رأى أنّه يرمي السهم معوجّاً 138
    من رأى ولادة حيّة من سحابة سوداء 108
    من رأى كأنّه ركب السفينة 137
    من رأى أنّه يريد السفر 136
    من رأى أنّه زار السلطان أو جالسه 139
    من رأى السمكة أو الأسماك 136
    من رأى السنور في منامه 140
    من رأى السمك الطري في منامه 143
    من رأى عليه سوارين من ذهب 143
    من رأى الساقية التي لا يغرق في مثلها 144
    من رأى السيل في منامه 144
    من رأى كأنّه يسبح 144
    من رأى أنّه سكر من غير شرب الخمر 144
    « حرف الشين »
    من رأى كأنّ الشمس طالعة على رأسه دون جسده 112
    من رأى كأنّ الشمس طالعة على قدميه دون جسده 112
    من رأى الشمس في منامه 138
    من رأى الأشجار الخضر صيفاً وشتاءً 140
    من رأى أنّه أصاب من ثمر الشجر شيئاً 144

    من رأى شجر الجوز في منامه 144
    من رأى في منامه شجر السدر 145
    من رأى في منامه شجر الزيتون 145
    من رأى الأشجار العظام التي لا ثمر لها 145
    من رأى الشجرة ذات الشوك 145
    من رأى الشلجم في منامه 145
    « حرف الصاد »
    من رأى صائغاً في منامه 134
    من رأى كأنّه يكتب الصكّ 136
    من رأى كأنّه يصلّي 139
    من رأى الصقر في منامه 142
    « حرف الضاد »
    من رأى كأنّه يضحك 135
    من رأى الضبع في منامه 142
    من رأى ضفدعاً في منامه 143
    « حرف الطاء »
    من رأى مرض الطاعون 135
    من رأى كأنّه يطير في السماء 139
    من أدركه الطمع في المنام 139
    من رأى الطاووس 142
    من رأى طير الماء 142

    « حرف العين »
    من رأى انفجار العيون من الدار والحائط 144
    من رأى العنب الأبيض في أوانه 145
    من رأى العنب في غير أوانه 145
    من رأى كأنّ في يده عصفوراً 115
    من رأى العصفور في منامه 142
    من رأى كأنّه يستعجل 136
    من عشق في المنام 136
    من رأى العقرب في المنام 142
    من رأى العقاب في منامه 142
    من رأى العقعق في منامه 142
    « حرف الغين »
    من رأى أنّه غرق 64
    من رأى أنّه يغوص في الماء 140
    من رأى غنماً كثيرة سود 89
    من رأى غراباً في المنام 134
    من رأى أنّه يرعى الغنم 140
    من رأى الغلّ في النوم 136
    « حرف الفاء »
    من رأى أنّه ابتلي بالفراق 139
    من رأى نزع فروة عليه 139
    من رأى أنّه يأكل الفاكهة 140

    من رأى الفاكهة في أوانه 140
    من رأى الفاكهة في غير أوانه 140
    من رأى الفأرة في منامه 134 ـ 140
    من رأى الفرس في منامه 141
    من رأى الفيل في منامه 141
    من رأى الفاختة في منامه 142
    « حرف القاف »
    من رأى كأنّ معه قناة فيها زجّ 116
    من رأى قفصاً فيه قوارير 117
    من رأى القوارير في المنام 134
    من رأى أنّه يلبس القميص الضيّق 138
    من رأى القلادة في عنقه 143
    من رأى القمر في منامه 138
    من رأى القرد في منامه 142
    « حرف الكاف »
    من رأى كأنّ كبشين ينتطحان على فرج امرأته 111
    من رأى كأنّه جالس على الكرسي 138
    من رأى الكلب في منامه 142
    من رأى الكرم والبستان 145
    من رأى الكعبة في منامه 145
    « حرف اللام »
    من رأى أنّه يشرب اللبن 66

    من رأى كأنّ لبنة ساجدة لنصف لبنة 110
    من رأى كأنّه يأكل اللحم النيّ 134
    من رأى الثوب والألبسة 134
    من رأى اللؤلؤ المنظوم 143
    « حرف الميم »
    من رأى المرض أو به مرض 134
    من رأى في منامه الماء 134
    من رأى دخول الملك محلّة أو بلداً 134
    من رأى أنّه يتحوّل عن المنزل 136
    لو خرج المريض من منزله ولا يتكلّم 136
    لو خرج المريض من منزله فهو يتكلّم 136
    من رأى كأنّه ينحدر من تحته الماء 138
    من رأى أنّه يشرب الماء 140
    من رأى المطر في أوانه 140
    من رأى المطر في غير أوانه 140
    من رأى أنّه يشرب الماء الصافي 144
    من رأى أنّه يشرب الماء الكدر 144
    من رأى أنّه يشرب الماء المسخّن 144
    من رأى الماء الكدر 144
    من رأى أنّه يمشي على الماء 144
    من رأى أنّه غرق في الماء ولم يمت 144
    « حرف النون »
    من رأى النرجس في منامه 135

    من رأى نفسه كأنّه نادماً 136
    من رأى أنّه يوقد ناراً 137
    من رأى نفسه على النعش 139
    من راى أنّه يحترق بالنار 139
    من رأى النعجة في منامه 141
    من رأى النسر في منامه 142
    من رأى النحلة في منامه 142
    « حرف الواو »
    من رأى الورد في منامه 135
    من رأى أنّه أحمرّ وجهه 139
    « حرف الهاء »
    من رأى الهدهد في منامه 142
    « حرف الياء »
    من رأى كأنّه يغسل يده 135









    فهرس أطراف الحديث
    أدخلوا هذا البيت وردوا الباب 60
    إذا اقترب الزمان لم تكد 74
    إذا رأى الرجل في منامه ما يكره 81
    إذا كان العبد على معصية الله 80
    إذهب فقل له إنّك لا تؤدي 80
    إنّ الأحلام لم تكن فيما مضى 26
    إنّ الرؤيا يقع على ما عبّر 127
    إنّ الله تعالى خلق الروح وجعل لها 74
    إنّ المؤمن إذا نام خرجت 77
    إنّ المؤمنين إذا أخذوا مضاجعهم 41
    إنّ إمرأة رأت على عهد رسول الله 126
    انّا نحكم بالظاهر والله المتولي 63
    إنّ رسول الله إذا أصبح قال لأصحابه 20
    إنّ رسول الله كان يقول إنّ رؤيا المؤمن 127
    إن صدّقت رؤياك يخرج رجل من 117
    إنّ كلّ من عانق سمّي الحسين 66
    أتعلمون ما رأيت في منامي الساعة 98

    أقبل أميرالمؤمنين ومعه أبو محمد 40
    أقبل جيران أم أيمن الى رسول الله 105
    ألم أعلّمك ، إذهب فاستعمل 121
    أمّا الشمس فأنا وأما القمر فهو إبنتي 108
    أمّا الصادقة إذا رأها بعد 75
    أمّا اللبنة الساجدة لنصف لبنة 110
    أمّا انفصام سيفي فقتل رجل من 87
    أما قول الله عزّوجلّ في الاخرة فإنها 20
    أما والله لقد تقمّصها ابن أبي 138
    أنا المدفون في أرضكم 117
    أنت رجل تريد إغتيال رجل 112
    أنه لمّا أمر الملك بحبس يوسف 16
    أيّها الناس إنّي رأيت في منامي 87
    بينا أنا نائم إذا اتيت بقدح 88
    تحتك محرم ، فنظر فإذا بينه و 111
    تلك الروضة الاسلام وذلك العمود 110
    تنال أمراً جسيماً نوراً ساطعاً 112
    تنال عشرة دنانير 115
    خياركم ألوا النهي 74
    ذلك رجل لا دين له 115
    رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم 135
    رأيت ذات ليلة فيما يرى النائم 88
    رأيت غنماً كثيرة سود دخل 81 ، 141
    رأيت فيما يرى النائم عمّي حمزة 88
    رأيت في منامي كأنّي رجال 92
    رأيت كأني على رأس جبل 99


    ربما رأيت الرؤيا فأعبرها 126
    الرؤيا الصالحة من الله 82
    الرؤيا ثلاثة بشرى من الله 78
    الرؤيا ثلاثة منها تخويف 77
    الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزء 128
    الرؤيا على رجل طائر ما لم يعبر 128
    الرؤيا على ما تعبر 126
    الرؤيا لا تقصّ الاّ على مؤمن 127
    سألت رسول الله عن الرجل 39
    سبب نزول هذه الاية انّ فاطمة 78
    السلام عليك يا رسول الله إنّ الحسين 95
    شكت فاطمة الى رسول الله ما تلقاه في المنام 82
    صدقت أمّا الكاذبة مختلفة 76
    صدق رؤياك فسجد على جبهته 137
    فكّر في الأحلام كيف دبّر 25
    قال رجل لرسول الله في قول عزّوجلّ 21
    قد رأيت هاتفاً يقول أنتم تسرعون 97
    قل إذا رأيت في منامك 82
    قل له فليزك ماله 81
    كان أميرالمؤمنين صلوات الله عليه 83
    كان بين البشارتين خمس سنين 12
    كان فيها زجّ ؟ قلت لا 116
    كنت ساجداً ادعو ربّي 51
    لا تطلّقها إنّها لمّا سمعت قدومك 111
    لمّا أمر الملك بحبس يوسف 64
    لمّا صعد الحسين بن علي عقبة البطن 97

    لمّا قبض رسول الله ما ترك الا الثقلين 94
    لو زادك جدي رسول الله لزدناك 49 ، 118 ، 119 ، 120
    ما أبكاها فقالوا يا رسول الله 109
    مال يناله نبات الأرض 112
    مرحباً بك يابن ذبيان 100
    من أراد أن يرى رسول الله في منامه 48
    من أكثر المنام رأى الأحلام 77
    من ختم القرآن بمكة لم يمت حتى 47
    من رآني في المنام فقد رآني في اليقظة 45
    من رآني في المنام فقد رآني لانّ 45
    من رآى أنّنه يشرب لبناً 67
    من قرأ سورة القدر بعد صلاة 48
    من كانت له الى الله حاجة وأراد أن 48
    نعم كان يوحى اليه وكان نبيّاً 64
    ورأيت في سيفي فلّاً فكرهته 88
    وما هو : قلت رأيت قطعة من جسدك 106
    هبط جبرئيل على رسول الله 18
    هل بأحد من فتيانك حمل 109
    هل رأى منكم أحد رؤياً 89
    هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن 21 ، 74
    هي هند اخرجي يا عدوّة الله 107
    يا أبا حمزة ألا احدثك عن رؤياً 98
    يا أبت ما الذي أخرجك في في هذه الساعة 93
    يا أم داوود ما الذي بلغك عن داوود 57
    يابن مسلم هاتها فإنّ العالم بها جالس 113
    يا موسى توقّع الموت صباحاً ومساءاً 114





    المصادر
    1 ـ الآيات البيّنات محمّد تقي التستري
    2 ـ إثبات الوصيّة عليّ بن الحسين المسعودي
    3 ـ الإختصاص الشيخ المفيد
    4 ـ أمالي الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه
    5 ـ امالي الطوسي محمّد بن الحسن الطوسي
    6 ـ بحار الأنوار محمّدباقر المجلسي
    7 ـ بلغة الشيعة الكرام الميرزا محسن آل عصفور
    8 ـ تأويل الآيات شرف الدين الحسيني
    9 ـ تذكرة الخواص سبط ابن الجوزي
    10 ـ تفسير الصافي الفيض الكاشاني
    11 ـ حلية المتّقين محمّدباقر المجلسي
    12 ـ حياة الإمام العسكري محمّدجواد الطبسي
    13 ـ حياة الإمام الهادي محمّدجواد الطبسي
    14 ـ الخرائج والجرائح القطب الراوندي
    15 ـ دار السلام الميرزا حسين النوري
    16 ـ الدرّ المنثور السيوطي
    17 ـ درر الأخبار محمّد رضا الطبسي

    18 ـ الدعوات الراوندي
    19 ـ دلائل الإمامة ابن رستم الطبري
    20 ـ ديوان الإمام عليّ عليه‌السلام قطب الدين الكيدري
    21 ـ الذريعة آقا بزرﮒ الطهراني
    22 ـ رجال الكشّي أبو عمر الكشّي
    23 ـ رجال النجاشي أحمد بن العبّاس النجاشي
    24 ـ سفينة البحار الشيخ عبّاس القمّي
    25 ـ السنن الكبرى البيهقي
    26 ـ شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد
    27 ـ عيون أخبار الرضا عليه‌السلام محمّد بن عليّ بن بابويه
    28 ـ الغارات إبراهيم بن محمّد الثقفي
    29 ـ فضائل الأشهر الثلاثة محمّد بن عليّ بن بابويه
    30 ـ فلاح السائل السيّد ابن طاووس
    31 ـ الفهرست محمّد بن الحسن الطوسي
    32 ـ قرب الإسناد عبدالله بن جعفر الحميري
    33 ـ الكافي محمّد بن يعقوب الكليني
    34 ـ كامل الزيارة ابن قولويه القمّي
    35 ـ كشف الغمّة عليّ بن عيسى الإربلي
    36 ـ كمال الدين محمّد بن عليّ بن بابويه
    37 ـ كنز الفوائد الكراجكي
    38 ـ الكوكب الدرّي الشيخ مهدي المازندراني
    39 ـ اللهوف السيّد ابن طاووس
    40 ـ مجمع البحرين فخر الدين الطوسي


    41 ـ مجمع البيان أمين الإسلام الطبرسي
    42 ـ مجمع الزوائد الهيثمي
    43 ـ المحاسن البرقي
    44 ـ مروج الذهب عليّ بن الحسين المسعودي
    45 ـ مستدرك الوسائل الميرزا حسين النوري
    46 ـ مسند الإمام الهادي عزيز الله العطاردي
    47 ـ مصابيح الأنوار السيّد عبدالله شبّر
    48 ـ المصباح الكفعمي
    49 ـ معالم العلماء محمّد بن عليّ بن شهرآشوب
    50 ـ مناقب آل أبي طالب محمّد بن عليّ بن شهرآشوب
    51 ـ من لا يحضره الفقيه امحمّد بن عليّ بن بابويه الصدوق
    52 ـ الميزان في تفسير القرآن محمّدحسين الطباطبائي
    53 ـ وسائل الشيعة محمّد بن الحسن الحرّ العاملي










    المُحتويات
    تقديم 5
    الفصل الأوّل
    الرؤيا والمنام في القرآن الكريم
    9 ـ 22
    1 ـ ما ورد من الآيات في سورة الصافّات 11
    2 ـ ما ورد من الآيات في سورة يوسف 13
    3 ـ ما ورد في القرآن في سورة الإسراء 16
    4 ـ ما ورد من القرآن في سورة الفتح 17
    5 ـ ما ورد من القرآن في سورة الأنفال 18
    6 ـ ما ورد في القرآن في سورة يونس 19
    الفصل الثاني
    الرؤيا والمنام من منظور العترة
    23 ـ 28
    بداية الأحلام في الإنسان 25


    الفصل الثالث
    الرؤيا والمنام في كلمات الأعلام
    29 ـ 36
    1 ـ كلام الشيخ المفيد رحمه‌الله 31
    2 ـ كلام السيّد المرتضى رحمه‌الله 32
    3 ـ قول المازري حول الرؤيا 33
    4 ـ البغوي في شرح السنّة 34
    الفصل الرابع
    معلومات هامّة حول الرؤيا والأحلام
    37 ـ 70
    1 ـ حقيقة الرؤيا وسببها 39
    2 ـ فوائد الرؤيا والمنامات 42
    3 ـ هل يمكن رؤية النبيّ في المنام 45
    4 ـ ما هي الفوائد المترتّبة على رؤية النبيّ 50
    1 ـ أمان لأهل المدينة والقرية 50
    2 ـ بشارة الشيعة 50
    3 ـ هداية العباد 52
    4 ـ انکشاف بعض الاُمور 53
    5 ـ الإخبار بقبول العمل 55
    6 ـ تهديد الجبابرة والطواغيت 57
    7 ـ تنبيه الغافلين 60
    5 ـ هل أوامر المعصومين حجّة للرائي 61


    6 ـ هل علم التعبير من مختصّات النبيّ والإمام 63
    7 ـ هل يمكن تفسير الرؤيا على أساس تأويل المعصومين 66
    8 ـ المصنّفون حول الرؤيا 67
    الفصل الخامس
    أقسام الرؤيا والمنامات
    71 ـ 84
    القسم الأوّل : الرؤيا الصادقة 73
    علامات الرؤيا الصادقة 73
    1 ـ الصادقة من الملائكة ، والكاذبة من الجنّ 74
    2 ـ لايراها إلاّ اُولو النهى 74
    3 ـ لايراها إلاّ المؤمن 74
    4 ـ إذا اقترب الزمان 74
    5 ـ إذا رآها بعد الثلثين من الليل 75
    القسم الثاني : الأحلام الكاذبة 75
    علامات الأحلام الكاذبة 76
    1 ـ أن يراها في أوّل الليل 76
    2 ـ ما رآه روح المؤمن في الأرض 76
    3 ـ كثرة المنام 77
    القسم الثالث : تحزين من الشيطان 77
    علل الرؤيا المفزعة والأحلام المرعبة 80
    إذا رأى الإنسان في منامه ما يكره 81
    1 ـ الإستعاذة من الشيطان الرجيم 81

    2 ـ تسجد عقيب ما تستيقظ 81
    3 ـ قرائة الحمد والمعوذتين و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) 82
    4 ـ يتفل عن يساره ثلاث مرّات 82
    5 ـ لا يحدّث بها أحداً 82
    6 ـ الدعاء بالمأثور قبل النوم 83
    الفصل الثالث
    المعصومون وتفسير مناماتهم
    85 ـ 10
    منامات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله 87
    1 ـ رؤية النبيّ قبل غزوة اُحد 87
    2 ـ النبيّ يرى حمزة وجعفراً في المنام 88
    3 ـ النبيّ يفسّر رؤياه 88
    4 ـ النبيّ يأكل الرطب في المنام 88
    5 ـ رؤيا اُخرى للنبيّ وتفسيرها 89
    6 ـ ما رآه النبيّ في سيره في المنام 89
    منامات الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام 92
    1 ـ رؤيا الإمام أمير المؤمنين في نينوى 92
    2 ـ رؤيا الإمام أمير المؤمنين في ليلة التاسع عشر 93
    رؤيا فاطمة عليها‌السلام 93
    رؤيا فاطمة في أيّام علّتها 93
    منامات الحسين عليه‌السلام 95
    1 ـ رؤيا الإمام الحسين عند قبر جدّه 95

    2 ـ رؤيا الإمام في عقبة البطن 97
    3 ـ رؤيا الإمام في الثعلبيّة 97
    4 ـ رؤيا الحسين في كربلاء 98
    رؤيا الإمام السجّاد عليه‌السلام 98
    رؤيا الإمام الباقر عليه‌السلام 99
    رؤيا الإمام الرضا عليه‌السلام 99
    الفصل السابع
    المعصومون وتفسير منامات الناس
    103 ـ 122
    اُمّ أيمن وتفسير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله 105
    فسّر صلى‌الله‌عليه‌وآله لاُمّ الفضل أيضاً ما رأته في المنام 106
    رؤيا هند وتفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله 107
    نفس الرؤيا بصورة اُخرى 108
    رؤيا أسماء بنت عميس وتفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله 108
    رؤيا عبدالله بن مطيع وتفسير النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله 109
    تأويل النبيّ لرؤيا عبدالله بن سلام 109
    الإمام أمير المؤمنين وتفسير اللبنة الساجدة 110
    الإمام السجّاد وتفسير بعض المنامات 111
    الإمام الباقر وتفسير بعض المنامات 111
    الإمام الصادق وتفسير الشمس الطالعة 111
    أنت رجل تريد إغتيال رجل في معيشته 112
    كسر الجوز ونثره على الآخر 113

    معانقة الأموات للأحياء 114
    لو رأى ربّه في المنام 115
    من رأى في يده عصفوراً 115
    من رأى أنّه في الحرم وكان خائفاً 115
    من رأى في منامه كأنّ معه قناة 116
    تفسير الرضا عليه‌السلام لرؤيا رجل من خراسان 116
    تفسير الرضا عليه‌السلام لرؤيا ياسر الخادم 117
    رؤيا محمّد بن كعب القرظي وتفسير الرضا عليه‌السلام 117
    رؤيا منسوبة إلى أبي علوان 118
    رؤيا أبي حبيب البناجي 119
    الإمام الرضا عليه‌السلام يصف الدواء في المنام 121
    الفصل الثامن
    المفسّرون للرؤيا ومميّزاتهم
    123 ـ 130
    1 ـ لا يكون رجل سوء 126
    2 ـ أن يكون مؤمناً خالياً من الحسد 127
    3 ـ أن يكون عاقلاً 127
    4 ـ لا يحدّث بها إلاّ من يحبّ 127
    5 ـ لا يحدّث بها إلاّ ناصحاً أو عالماً 127
    6 ـ لا يحدّث بها إلاّ حبيباً أو لبيباً 128
    7 ـ لا يحدّث بها إلاّ وادّ أو ذي رأي 128
    وقفة قصيرة 128


    الفصل التاسع
    المفسّرون للرؤيا ومميّزاتهم
    131 ـ 146
    ضوابط اُخرى للتعبير 144
    من رأى الحيوانات أو الطيور في منامه 144
    من رأى المياه والعيون 144
    من رأى الأشجار والثمار والحبوب 144
    من رأى الكعبة في منامه 145


    الفهارس العامة 147
    الفهرس الموضوعي والهجائي للرؤيا والأحلام 149
    فهرس أطراف الحديث 161
    المصادر 165
    محتويات الكتاب 169
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    الاحلام والرؤيا
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 39-منتدى كتب الرؤيا والاحلام-
    انتقل الى: