الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» مقاتل الطالبيّين مقاتل الطالبيّين المؤلف :أبي الفرج الاصفهاني
 كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyأمس في 11:42 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج1
 كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyأمس في 10:27 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج2
 كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyأمس في 9:59 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» نهج البلاغه ج3
 كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyأمس في 9:34 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  كلام جميل عن التسامح
 كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyأمس في 8:57 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مفهوم التسامح مع الذات
 كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyأمس في 8:48 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» أقوال الحكماء والفلاسفة
 كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyأمس في 10:01 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» أقوال وحكم رائعة
 كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyأمس في 9:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

»  أحاديث / شرح حديث (إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا) شرح حديث (إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا)
 كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyأمس في 9:50 am من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

      كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 4:03 pm

    ( شرح أبواب الكتاب )
    (باب 1) ثواب زيارة رسول الله وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين : 6
    (باب 2) ثواب زيارة رسول الله 9 7
    (باب 3) زيارة قبر رسول الله والدّعاء عنده وكيف يزار 11
    (باب 4) فضل الصّلاة في مسجد رسول الله 6 وثواب ذلك 16
    (باب 5) زيارة حمزة عَمّ رسول الله وقبور الشّهداء 18
    (باب 6) فصل إتيان المشاهد والمساجد بالمدينة وثواب ذلك 20
    (باب 7) وَداع قبر رسول الله 9 22
    (باب Cool فضل الصَّلاة في مسجد الكوفة ومسجد سَهلة وثواب ذلك 23
    (باب 9) الدَّلالة على قبر أمير المؤمنين 7 30
    (باب 10) ثواب زيارة أمير المؤمنين 7 35
    (باب 11) زيارة قبر أمير المؤمنين 7 وكيف يزار والدّعاء عند ذلك 36
    (باب 12) وداع قبر أمير المؤمنين 7 43
    (باب 13) فضل الفرات والشّرب من مائه والغسل فيه 44
    (باب 14) حبّ رسول الله 6 الحسن والحسين 8 والأمر بحبِّهما وثواب حبّهما 47
    (باب 15) زيارة الحسن بن عليٍّ 8 وقبور الأئمّة : بالبقيع 50
    (باب 16) ما نزل به جبرئيل 7 في الحسين 7 أنّه سيقتل 52
    (باب 17) قول جبرئيل 7 لرسول الله 6 أنّ الحسين تقتله اُمّته من بعدك ، وأراه التّربة الّتي يقتل عليها 56
    (باب 18) ما نزل من القرآن في قتل الحسين 7 59
    (باب 19) علم الأنبياء قتل الحسين بن علي 8 61
    (باب 20) علم الملائكة بقتل الحسين 7 63


    (باب 21) لعن الله ولعن الأنياء على قاتل الحسين 7 65
    (باب 22) قول رسول اللّه : « إنّ الحسين تقتله اُمَّتي مِن بَعدي » 67
    (باب 23) قول أمير المؤمنين 7 في قتل الحسين ، وقول الحسين له في ذلك 70
    (باب 24) ما استدلّ به على قتل الحسين بن عليّ 8 في البلاد 76
    (باب 25) ما جاء في قاتل الحسين وقاتل يحيى بن زكريّا 79
    (باب 26) بكاء جميع ما خلق اللّه على الحسين بن عليّ 8 82
    (باب 27) بكاء الملائكة على الحسين بن علي 8 87
    (باب 28) بكاء السّماء والأرض على الحسين ويحيى 8 93
    (باب 29) نوح الجنّ على الحسين بن عليّ 8 99
    (باب 30) دعاء الحمام ولعنها على قاتل الحسين بن عليّ 8 104
    (باب 31) نوح البُوم ومصيبتها بالحسين بن عليّ 8 105
    (باب 32) ثواب من بكى على الحسين بن عليّ 8 106
    (باب 33) ثواب من قال في الحسين 7 شعراً فبكى وأبكى 111
    (باب 34) ثواب من شرب الماء وذكر الحسين 7 ولعن قاتله 114
    (باب 35) بكاء علي بن الحسين على الحسين بن عليّ 8 114
    (باب 36) ما روي أنّ الحسين 7 قتيل العبرة لا يذكره مؤمن إلّا بكى 116
    (باب 37) ما روي أنّ الحسين بن عليّ 8 سيّد الشّهداء 117
    (باب 38) زيارة الأنبياء الحسين بن عليّ 8 120
    (باب 39) زيارة الملائكة الحسين بن عليّ 8 122
    (باب 40) دعاء رسول اللّه وعلي وفاطمة والأئمّة لزوّار قبر الحسين : 125
    (باب 41) دعاء الملائكة لزوّار قبر الحسين بن عليّ 8 128
    (باب 42) فضل صلاة الملائكة لزوّار قبر الحسين بن عليّ 8 130
    (باب 43) إنّ زيارة الحسين فرض وعهد لازم له ولجميع الأئمّة : على كلِّ مؤمن ومؤمنة 131
    (باب 44) ثواب من زار الحسين 7 بنفسه أو جهّز إليه غيره 132


    (باب 45) ثواب من زار الحسين بن عليّ 8 على خوف 135
    (باب 46) ثواب ما للرّجال في نفقته إلى زيارة الحسين 7 137
    (باب 47) ما يكره اتّخاذه لزيارة الحسين بن عليّ 8 139
    (باب 48) كيف يجب أن يكون زائر الحسين بن عليّ 8 141
    (باب 49) ثواب من زار الحسين 7 راكباً أو ماشياً ومناجاة اللّه 142
    (باب 50) كرامة اللّه تعالى لزوّار الحسين بن عليّ 8 146
    (باب 51) إنّ أيّام زائري الحسين 7 لا تعدّ من أعمارهم 147
    (باب 52) إنّ زائري الحسين 7 يكونون في جِوار رسول اللّه وعلي وفاطمة : 147
    (باب 53) إنّ زائري الحسين 7 يدخلون الجنّة قبل النّاس 148
    (باب 54) ثواب من زار الحسين بن عليّ 8 عارفاً بحقّه 148
    (باب 55) من زار الحسين 7 حبّاً لرسول اللّه وأمير المؤمنين وفاطمة : 153
    (باب 56) ثواب من زار الحسين بن عليّ 8 شوقاً إليه 154
    (باب 57) ثواب من زار الحسين 7 احتساباً 155
    (باب 58) إنّ زيارة الحسين 7 أفضل ما يكون من الأعمال 158
    (باب 59) من زار الحسين 7 كان كمن زار اللّه في عرشه 159
    (باب 60) إنّ زيارة الحسين والأئمّة : تعدل زيارة قبر رسول اللّه 6 162
    (باب 61) إنّ زيارة الحسين 7 تزيد في العمر والرّزق وتركها ينقصهما 163
    (باب 62) إنّ زيارة الحسين 7 تحطّ الذّنوب 165
    (باب 63) إنّ زيارة الحسين 7 تعدل عمرة 167
    (باب 64) إنّ زيارة الحسين 7 تعدل حجّة 170
    (باب 65) إنّ زيارة الحسين 7 تعدل حجة وعمرة 172
    (باب 66) إنّ زيارة الحسين 7 تعدل حججاً 176
    (باب 67) إنّ زيارة الحسين 7 تعدل عتق الرّقاب 180
    (باب 68) إنّ زوّار الحسين 7 مشفِّعون 181


    (باب 69) إنّ زيارة الحسين 7 ينفّس بها الكرب ويقضى بها الحوائج 183
    (باب 70) ثواب زيارة الحسين 7 يوم عرفة 186
    (باب 71) ثواب من زار الحسين 7 يوم عاشوراء 191
    (باب 72) ثواب من زار الحسين 7 يوم النّصف من شعبان 197
    (باب 73) ثواب من زار الحسين 7 في رجب 200
    (باب 74) ثواب من زار الحسين 7 في غير بوم عيد ولا عرفة 200
    (باب 75) ثواب من اغتسل في الفرات وزار الحسين 7 202
    (باب 76) الرّخصة في ترك الغسل لزيارة الحسين 7 205
    (باب 77) إنّ زائري الحسين 7 العارفين بحقّه تشيّعهم الملائكة وتستقبلهم وتودّعهم وتعودهم إذا مرضوا وتشهدهم إذا ماتوا 207
    (باب 78) فيمن ترك زيارة الحسين بن عليّ 8 210
    (باب 79) الزّيارات 213
    (باب 80) كيف الصّلاة عند قبر الحسين 7 259
    (باب 81) التّقصير في الفريضة والرّخصة في التّطوّع عنده وجميع المشاهد 260
    (باب 82) الإتمام عند قبر الحسين 7 وجميع المشاهد 262
    (باب 83) إنّ الصّلاة الفريضة تعدل عنده حجّة والنّافلة عمرة 264
    (باب 84) وداع قبر الحسين بن عليّ 8 266
    (باب 85) زيارة قبر أبي الفضل العبّاس بن عليّ 8 269
    (باب 86) وداع قبر العبّاس بن عليّ 8 271
    (باب 87) وداع قبور الشّهداء ـ رضوان اللّه عليهم أجمعين ـ 272
    (باب 88) فضل كربلاء وزيارة الحسين 7 272
    (باب 89) الحائر وحرمته 285
    (باب 90) إنّ الحائر من المواضع الّتي يحبّ اللّه أن يدعى فيها 286
    (باب 91) ما يستحبّ من طين قبر الحسين 7 وإنّه شفاء 288
    (باب 92) إنّ طين قبر الحسين 7 شفاء وأمان 292



    (باب 93) من أين يؤخذ طين قبر الحسين 7 وكيف يؤخذ 293
    (باب 94) ما يقول الرّجل إذا أكل طين قبر الحسين 7 298
    (باب 95) إنّ الطّين كلّه حرام إلّا طين قبر الحسين 7 وإنّه شفاء 299
    (باب 96) من نأت داره وبعدت شقّته كيف يزور الحسين 7 301
    (باب 97) ما يكره من الجفاء لزيارة الحسين بن عليّ 8 305
    (باب 98) أقلّ ما يزار فيه قبر الحسين 7 وأكثر ما يجوز تأخيرها للغني والفقير 308
    (باب 99) ثواب زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر ومحمّد بن علي : ببغداد 313
    (باب 100) زيارة موسى بن جعفر ومحمّد بن عليّ الجواد : 316
    (باب 101) ثواب زيارة أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا 7 بطوس 318
    (باب 102) زيارة أبي الحسن عليّ الرّضا 7 322
    (باب 103) زيارة عليّ بن محمّد وأبي محمّد الحسن بن عليّ : بـ «سُرَّ مَن رأى» 328
    (باب 104) زيارةٌ لجميع الأئمّة : 330
    (باب 105) فضل زيارة المؤمنين وكيف يزارون 332
    (باب 106) زيارة قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر 8 338
    (باب 107) زيارة عبدالعظيم بن عبداللّه الحسني بالرَّيّ وفضل زيارته 338
    (باب 108) نوادر الزّيارات 339
    * * * *




    الباب الأوَّل
    ( ثواب زيارة رسول الله وزيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين )
    ـ صلوات الله عليهم ـ
    1ـ أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولُوَيه القمّيّ الفقيه قال : حدَّثني أبي ; ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعريّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن قاسم بن يحيى ، عن جَدّه الحسن بن راشد ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله 7 « قال : بينا الحسين بن عليٍّ 8 في حِجر رسول الله 6 إذ رفع رأسه فقال له : ياأبة ما لمن زارَك بعد موتك؟ فقال : يابنيّ من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة ، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة ، ومن أتى أخاك بعد موته فله الجنّة ، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة ».
    2 ـ عنه (1) ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليَّ بن أسباط ، عن عثمان بن عيسى ، عن المُعلّى [بن] أبي شهاب ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قال الحسين ـ صلوات الله عليه ـ لرسول الله 6 : ما جزاء من زارَك؟ فقال : يا بُنَيّ من زراني حيّاً أو ميّتاً ، أو زارَ أباك أو زارَ أخاك أو زارَك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة حتّى اُخلّصه مِن ذنوبه ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; ؛ ومحمّد بن يعقوبَ ، عن أحمدَ بن إدريس ـ عمّن ذكره ـ عن محمّد بن سنان ، عن محمّد بن عليّ ـ رفعه ـ « قال : قال رسول الله 6 : يا عليُّ من زارني في حياتي أو بعد مَوتي ؛ أو زارَك في حياتك أو بعد موتك ؛ أو زار ابنَيك في حَياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن اُخلّصه من أهوالها وشدائدها حتّى اُصيّره معي في درجتي ».
    __________________
    1 ـ الضّمير راجع إلى سعد بن عبدالله القمّيّ.

    4 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوب قال : حدَّثني عدَّة من أصحابنا ؛ منهم : أحمدُ بنُ إدريسَ ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمُركي بن عليّ ، عن يحيى ـ وكان خادماً لأبي جعفر الثّاني 7 ـ عن بعض أصحابنا ـ رفعه إلى محمّد بن عليّ بن الحسين : « قال : قال رسول الله 6 : من زارني أو زارَ أحداً من ذرّيّتي زُرتُه يوم القيامة فأنقذته من أهوالها ».
    5 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مهزيار ، عن أبيه الحسن ، عن أبيه علي بن مَهزيار قال : حدّثنا عثمان بن عيسى ، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب ، عن أبي عبدالله « قال : قال الحسين بن علي 8 لرسول الله 6 : يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ فقال 6 : يا بنيّ من زارني حيّاً أو ميّتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة فاُخلّصه من ذنوبه ».
    الباب الثّاني
    ( ثواب زيارة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ )
    1 ـ حدّثني أبي ; ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن السَّدُوسيّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قال رَسول الله 6 : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة ».
    2 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد ; ، عن محمّد بن الحسن ـ الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي نجران « قال : قلت لأبي جعفر الثاني 7 : جعلت فداك ما لمن زار رسول الله 6 متعمدا (1)؟ قال : له الجنة ».
    3 ـ حدثني جماعة من مشايخنا ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن معاوية بن حُكيم ، عن عبدالرّحمن بن أبي نَجران « قال : سألت أبا جعفر 7 عمّن زارَ قبر النَّبيّ 6 قاصداً؟ قال : له الجنّة ».
    __________________
    1 ـ أي لمحض الزّيارة لا لشيء آخر.

    4 ـ حدَّثني جماعةُ من مشايخنا بهذا الإسناد عن عبدالرّحمن بن أبي نَجران ، عن أبي جعفر الثّاني 7 « قال : قلت : ما لمن زارَ رسول الله 6 متعمّداً؟ قال : يدخله الله الجنّة ان شاءَ الله ».
    5 ـ حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن سَيف بن عَميرة ، عن أبي بكر الحَضرَميّ (1) « قال : قد أمرني أبو عبدالله 7 أن أكثر الصّلاة في مسجد رسول الله 6 ما استطعتُ ، وقال : إنّك لا تقدِر عليه كلّما شِئت ، وقال لي : تأتي قبرَ رسول الله 6؟ فقلتُ : نَعَم ، فقال : أما أنّه يسمعك من قريب ويبلّغه عنك إذا كنت نائياً ».
    6 ـ وبإسناده عن سَيف بن عَميرَة ، عن عامر بن عبدالله « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : إنّي زِدتُ جمّالي دينارين أو ثلاث على أن يمرٌ بي على المدينة ، فقال : قد أحسنت! ما أيسر هذا ؛ تأتي قبرَ رسول الله 6 وتسلّم عليه ، أما إنّه ليسمعك من قريب ويبلغه عنك من بَعيد ».
    7 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نجرانَ « قال : قلت لأبي جعفر الثاني 7 : جعلت فداك ما لمن زارَ قبر رسول الله 6 متعمّداً؟ قال : يدخله الله الجنّة إن شاءَ الله ».
    8 ـ حدّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن عدَّة من رجاله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نجران « قال : قلت لأبي جعفر الثّاني 7 : جعلت فِداك ما لمن زارَ قبرَ رسول الله 6 متعمّداً؟ قال : له الجنّة ».
    9 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ؛ ومحمّد بن يعقوبَ ، عن عليّ بن محمّد بن بُندار ، عن إبراهيم بن إسحاقَ ، عن محمّد بن سليمان الدِّيلميّ ،
    __________________
    1 ـ هو عبدالله بن محمّد الحضرميّ.

    عن أبي جحر الأسلميّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قالَ رسول الله 6 : من أتى مكّة حاجّاً ولم يزرني بالمدينة جفوته يوم القيامة ؛ ومن زارني زائراً وجبت له شفاعتي ؛ ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة ، ومن مات في أحد الحرمين ؛ مكّة أو المدينة لم يعرض إلى الحساب ؛ ومات مهاجراً إلى الله وحشر يوم القيامة مع أصحاب بدر ».
    10 ـ حدّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن السَّدُوسيّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قال رسول الله 6 : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة ».
    11 ـ حدّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمَة بن الخطّاب قال : حدّثني عليُّ بن سَيف قال : حدّثني الفضل بن مالك النَّخعيُّ قال : حدّثني إبراهيم بن أبي يحيى المدنيِّ ، عن صَفوانَ بن سُلَيم ، عن أبيه ، عن النّبيّ 6 « قال : من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة ».
    12 ـ وعنه ، عن سلَمَة ، عن عليِّ بن سَيف قال : حدَّثني سليمان بن عُمَرَ ـ النَّخَعيّ ، عن عبدالله بن الحسن ، عن أبيه ، [عن آبائه] عن عليّ بن أبي طالب 7 « قال : قال رسول الله 6 : من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي ، وكنت له شهيداً وشافعاً يوم القيامة ».
    13 ـ وعنه ، عن سَلَمَةَ ، عن جعفر بن بشير ، عن أبان بن عثمان ، عن السَّدُوسيِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قال رسول الله 6 : من أتاني زائراً كنت له شفيعاً يوم القيامة ».
    14 ـ وعنه ، عن سَلَمَة قال : حدَّثني زيد بن أبي زيد الهَرَوي ، عن قُتَيبة بن سعيد « قال : قال رسول الله : من أتاني زائراً في المدينة محتسباً كنت له شفيعاً يوم القيامة ».
    15 ـ حدّثني جماعة من مشايخي 4 عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمد بنِ إدريسَ جميعاً ، عن سَلَمَةَ قال : حدَّثني بعض أصحابنا بهذا الحديث عن ابن ـ

    أبي نَجرانَ « قال : قلت له : ما لمن زارَ رسول الله 6 متعمّداً؟ قال : يدخله الله الجنّة ».
    16 ـ حدّثني أبي ؛ وجماعة من مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبان ، عن السَّدوسيّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قال رسول الله 6 : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة ».
    17 ـ حدّثني أبو الفضل محمّد بن أحمد بن سليمان ، عن موسى بن محمّد بن موسى ، عن محمّد بن محمّد الأشعث قال : حدَّثنا أبو الحسن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر قال : حدَّثنا أبي ، عن أبيه ، عن جدِّه جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن عليِّ بن الحسين : « قال : قال رسول الله 6 : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليَّ في حياتي ، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إليَّ بالسّلام فإنّه يبلغني ».
    18 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن عثمان بن عيسى ، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قال الحسين بن علي 8 لرسول الله 6 : يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ فقال 6 : يا بُنَيَّ من زارني حيّاً أو ميّتاً كان حقاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة واُخلّصه من ذنوبه ».
    حدّثني أبي ; ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد بإسناده مثله.
    19 ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفُضَيل بن يَسار ، عن أبي جعفر 7 « قال : إنَّ زيارة قبر رسول الله تَعدل حجّة مع رسول الله مَبرورَة ».
    20 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالح بن عُقبة ، عن زَيدٍ الشَّحّام « قال : قلت لأبي عبدالله : ما لمن زار قبر رسولِ الله 6؟ قال : كمن زار الله في عرشه ».

    الباب الثّالث
    ( زيارة قبر رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ والدُّعاء عنده )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضّالَة بن أيّوب ؛ وصَفوان ؛ وابن أبي عُمَير جميعاً ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا دخلت المدينة فاغتسل قبل أن تدخلها أو حين تريد أن تدخلها ثمّ تأتي قبر النَّبيّ 6 فتسلّم على رسول الله ثمّ تقوم عند الاُسطوانة المقدّمة عن جانب القبر الأيمن عند رأس القبر وأنت مستقبل القبلة ومَنْكِبُك الأيسرُ إلى جانب القبر ومَنْكِبُك الأيمن ممّا يلي المِنبر ، فإنّه موضع رأس النّبيِّ 6 وتقول : « أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَأنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ ، وَنَصَحْتَ لإُمَّتِكَ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ ، وَعَبَدْتَ اللهَ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ، وَأدَّيْتَ الَّذي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ ، وَأنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ (1) بِالْمُؤْمِنينَ ، وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرينَ ، فَبَلَّغَ اللهُ بِكَ أفْضَلَ شَرَفِ مَحَلِّ الْمُكَرَّمينَ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي إسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالَةِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ صَلَواتِكَ ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ ، وعِبادِك الصّالحين وَأنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ ، وَأهْلِ السَّماواتِ وَالاَْرَضينَ؛ وَمَنْ سَبَّحَ لِرَبِّ الْعالَمينَ مِنَ الاَْوَّلينَ وَالاَْخِرينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُوِلِكَ وَنَبِيِّكَ وَأمينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ وأعْطِهِ الدَّرَجَةَ والْوَسيلَةَ مِنَ الْجَّنَةِ ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الاَْوَّلُونَ وَالاَْخِرُونَ ، اللّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ : « وَلَوْ أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللهَ تَوّاباً رَحيماً (2) » ، وَإنّي أتَيْتُ نَبيَّكَ
    __________________
    1 ـ بضمّ الهمزة وفتحها وكسرها جميعاً.
    2 ـ النّساء : 64.

    مُسْتَغْفِرًا تائِباً مِنْ ذُنُوبي ، وَإنّي أتَوَجَّهُ إليكَ بنَبيِّك نَبي الرَّحمةِ محمّدٍ 6 ، يا محمّدُ إنّي أتَوَجَّه إلَى اللهِ رَبّي وَرَبِّكَ [بِكَ] لِيَغْفِرَ لي ذُنُوبي » ،
    وإن كانت لك حاجةٌ فاجعل قبر النَّبيِّ 6 خلفَ كِتْفَيك ، واستقبل القِبلةً ، وارفع يديك واسأل حاجتك ، فإنّك أحرى أن تقضى إن شاءَ الله ».
    2 ـ حدّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويّ ، عن عبدالله بن نُهَيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن معاوية بن عمّار « قال : قال أبو عبدالله 7 : إذا فَرَعتَ من الدُّعاء عند القبر فَأتِ المنبَر وامسَحه بيدك وخُذ برُمَّانتَيه وهما السُّفلاوانِ ؛ وامْسَحْ وَجهَك وعَينَك به ، فإنّه يقال : إنّه شِفاءٌ لِلعَين ، وقم عنده فاحمد الله وأثْنِ عليه ، وسَلْ حاجتَك ، فإنَّ رسول الله 6 قال : ما بين مِنبري وبَيتي رَوضةٌ من رياض الجنّة ، وإنَّ مِنبري على تُرْعَةٍ من تُرَع الجَنّة ، وقوائمُ المنبر رُتِّبَ في الجنة ـ والتُّرعة هي الباب الصّغير ـ ، ثمّ تأتي مقام النّبيّ 6 فصلّ فيه ما بدا لك ، فإذا دخلت المسجد فَصَلِّ على محمّد وآله ، وإذا خرجت فافعل ذلك وأكثر من الصَّلاة في مسجد النَّبيّ 6 ».
    3 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العسكريّ ، عن الحسن بن عليّ بن مَهزيار ، عن أبيه عليِّ بن مَهزيار ، عن عليِّ بن الحسن ابن عليِّ بن عُمرَ بن عليّ بن الحسين بن عليِّ بن أبي طالب ، عن عليِّ بن جعفر بن محمّد ، عن أخيه أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن جدّه : « قال : كان عليُّ بن الحسين 8 يقف على قبر النَّبيِّ 6 ويسلّم ويشهد له بالبلاغ ويدعو بما حضره ، ثمَّ يُسنِد ظهرَه إلى قبر النَّبيّ 6 إلى المَرمَرة الخَضراء الدَّقيقة العَرض ممّا يلي القبر ويلتزق بالقبر ويسند ظهره إلى القبر ويستقبل القبلةَ ويقول :
    « اللّهمّ إليك ألجأتُ أمري ؛ وَإلى قبرِ محمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ أسْنَدْتُ ظَهري ، وَالقِبْلَةَ الَّتي رَضيتَ لِمُحمّدٍ استَقْبَلْتُ ، اللّهمَّ إنّي أصْبَحْتُ لا أمْلِكُ لِنَفْسي خَيْرَ ما أرْجُو لَها ولا أدَفْعُ عَنها شَرَّ ما أحْذَرُ عليها ، وأصْبَحتِ الاُمورُ بِيَدِك ولا فَقيرَ أفْقَرُ مِنّي ، إنّي لِما أنْزَلتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ، اللّهُمَّ أرِدْني مِنكَ بِخَيْرٍ فَلا رادَّ لِفَضْلِكَ ، اللّهمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن تُبدِّلَ اسْمي أو أن تُغيّرَ جِسمي أو تُزِيلَ نِعمَتك عَنّي ، اللّهمّ زَيِّني بِالتَّقْوى وجَمِّلْني

    بالنِّعَم وَاعْمُرْني بِالعافِيَةِ ، وَارْزُقْني شُكْرَ العافِيَةِ ».
    4 ـ حدّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرَّحمن بن أبي نَجرانَ ؛ والحسين بن سعيد ؛ وغير واحدٍ ، عن حمّاد بن عيسى ، عن محمّد بن مسعود « قال : رأيت أبا عبدالله 7 انتهى إلى قبر رسول الله 6 فوضع يَدَه عليه وقال : « أسْالُ اللهَ الَّذي اجْتَباكَ وَاخْتارَكَ وَهَداكَ وَهَدى بِكَ أنْ يُصَلِّيَ عَلَيْكَ » ثمّ قال : « اِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يا أيُّها الَّذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْليماً (1) ».
    5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي البلاد « قال : قال لي أبو الحسن 7 : كيف تقول في التَّسليم على النَّبيّ 6؟ قلت : الَّذي نعرفُه وروِّيناه ، قال : أو لا اُعلِّمكَ ما هو أفضلُ مِن هذا؟ قلت : نعم جُعِلتُ فِداك ، فكتب لي ـ وأنا قاعِدٌ ـ بخطّه وقرأه عليَّ : إذا وقفتَ على قبره 6 فقل :
    « أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، [ وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ] وَأشْهَدُ أنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ خاتَمُ النٌبيّينَ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ ، وَنَصَحْتَ لاُمَّتِكَ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ ، وَعَبَدْتَه حتّى أتاكَ الْيَقينُ ، وأدَّيْتَ الّذي عليك مِنَ الحَقّ ، اللّهمَّ صَلِّ علىُ محمّدٍ عَبْدِكَ ورَسولِك ونَجيّكَ وأمِينِكَ وصَفِيّكَ وخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ أفْضَلَ ما صَلَّيتَ علىُ أحَدٍ مِن أنبيائك ورُسُلِكَ ، اللّهُمّ سَلّمْ علَى محمَّدٍ وآل محمّدٍ كما سَلَّمْتَ عَلى نُوحٍ في العالَمِينَ ، وَامْنُنْ علىُ محمّدٍ وآل محمّدٍ كما مَنَنْتَ علىُ موسى وهارون ، وبارِك على محمّدٍ وآل محمّدٍ كما بارَكتَ علىُ إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنّك حَميدٌ مجيدٌ ، اللّهمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وتَرحَّمْ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، اللّهمَّ رَبَّ البيتِ الحَرام ورَبَّ المسجدِ الحَرام ورَبَّ الرُّكْن والمقامِ ، ورَبَّ البَلَدِ الحَرام ، ورَبَّ الحِلِّ والحَرم ، ورَبَّ المشْعَرِ الحَرام ، بلِّغْ رُوحَ نَبِيِّك محمّدٍ منّي السَّلام » ».
    __________________
    1 ـ الأحزاب : 56.

    6 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوب الكلينيُّ ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سَهل بن زياد ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر « قال : قلت لأبي الحسن 7 : كيف السّلام على رسول الله 6 عند قبره؟ فقال :
    « السَّلامُ عَلى رَسولِ اللهِ ، السَّلامُ عليكَ يا حَبيبَ اللهِ ، السَّلامُ عليكَ يا صَفْوَةَ اللهِ ، والسَّلام عليك يا أمينَ اللهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاُمَّتِكَ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ ، وعَبَدتَه مُخلِصاً حتّى أتاكَ اليَقينُ ، فجزاكَ اللهُ أفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ اُمَّتِه ، اللّهمَّ صَلَّ على محمّدٍ وآل محمّدٍ أفضلَ ما صَلَّيْتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ » ».
    سلام مولانا أبي الحسن موسى بن جعفر الكاظم 8
    على جدّه رسول الله 6
    7 ـ [ و ] بإسناده ، عن سهل ، عن عليِّ بن حسّان ـ عن بعض أصحابنا ـ « قال : حضرتُ أبا الحسن الأوَّل 7 وهارون الخليفة ، وعيسى بن جعفر وجعفر بن يحيى بالمدينة ، وقد جاؤوا إلى قبر النَّبيِّ 6 ، فقال هارون لأبي الحسن 7 : تقدَّم ، فأبى ، فتقدَّم هارونُ فسلّم وقام ناحية ، فقال عيسى بن جعفر ، فقال جعفر لأبي الحسن 7 : تقدَّمَ ، فأبى ، فتقدَّمَ عيسى بن جعفر فسلّم ووقف مع هارونَ ، فقال جعفر لأبي الحسن7 : تقدَّمَ فأبى فتقدَّمَ جعفر فسلم ووقف مع هارون ، وتقدَّم أبو الحسن 7 فقال : « السَّلامُ عَلَيكَ يا أبَه ، أسالُ اللهَ الَّذي اصْطَفاكَ واجْتَباكَ وهَداكَ وهَدى بِكَ أنْ يُصلّي عَلَيكَ » ، فقال هارون لعيسى : سَمعتَ ما قال؟! قال : نَعَم ، فقال هارون لعيسى : سَمعتَ ما قال؟! قال : نَعَم ، فقال هارون : أشهد أنّه أبوه حَقّاً ».
    8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جَدِّه عليًّ بن مَهزيار ، عن عليِّ بن الحسن العلويّ ابن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب ، عن عليِّ بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن أبيه ، عن جدِّه : « قال : كان أبي عليُّ بن الحسين يقف على قبر النّبيِّ 6 فيسلّم عليه ويشهد له بالبلاغ ويدعو بما حضره ، ثمَّ يسند ظهره إلى قبر النَّبيِّ 6 إلى المَرمَرة الخضراء الدَّقيقة العَرض ممّا يلي القبر ، ويلتزق بالقَبر ويُسندُ ظَهره إلى القَبر و

    يستقبل القبلة فيقول :
    « اللّهمّ إلَيكَ ألجأْتُ أمرِي ، وَإلى قبرِ محمَّدٍ عَبدِكَ ورَسولِكَ أسْنَدْتُ ظَهري ، وَالقِبْلَةِ الَّتي رَضيتَ لِمُحمّدٍ استَقْبَلْتُ ، اللّهمَّ إنّي أصْبَحْتُ لا أمْلِكُ لِنَفْسي خَيْرَ ما أرْجُو لَها ولا أدَفْعُ عَنها شَرَّ ما أحْذَرُ عليها ، وأصْبَحَتِ الاُمورُ كُلُّها بِيَدِك ، ولا فَقيرَ أفْقَرُ مِنّي ، إنّي لِما أنْزَلتَ إليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ، اللّهُمَّ أرِدْني مِنكَ بِخَيْرٍ ، ولا رادَّ لِفَضْلِكَ ، اللّهمَّ إنّي أعوذُ بِكَ مِن أن تُبدِّلَ اسْمي [أ] وتُغيّرَ جِسمي ؛ أو تُزِيلَ نِعمَتَكَ عَنّي ، اللّهمَّ زَيِّني بِالتَّقْوى ، وجَمِّلْني بالنِّعَم وَاعْمُرْني بِالعافِيَةِ ، وَارْزُقْني شُكْرَ العافِيَةِ ». ما يجب أن يُدعى به عند قبر سيِّدنا رسول الله 6 ، وتَحرٌج في المناسك
    9 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبدالله زكريا المؤمن ، عن إبراهيم بن ناجية ، عن إسحاقَ بن عمار « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : علِّمني تسليماً خفيفاً على النَّبيِّ 6 ، قال : قل : « أسْالُ اللهَ الَّذي انْتَجَبَكَ وَاصْطَفاكَ واختارَكَ وهَداكَ وهَدى بِكَ أنْ يُصَلّي عَلَيكَ صَلاةً كَثِيرةً طَيِّبةً » ».
    10 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ ويعقوب بن يزيد ؛ وموسى بن عُمَرَ ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرّضا 7 « قال : قلت : كيف السَّلام على رسول الله 6 عند قبره؟ فقال : تقول :
    « السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، السَّلام عليك وَرَحْمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسولَ اللهِ ، السّلام عليكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِفْوَهَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ مُحمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لاَُِمَّتِكَ وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ وَعَبَدْتَهُ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ، فَجَزاكَ اللهُ أفْضَلَ ما جَزى نَبِيّاً عَنْ اُمَّتِهِ ، اللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مَحَمِّدٍ وآلِ مُحَمِّدٍ أفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اِبْراهِيمَ وَآلِ إبراهيمَ ، اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ » ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 4:19 pm

    الباب الرَّابع
    ( فضل الصّلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله )
    ( وثواب ذلك )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن بن أحمدَ بنِ الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن أحمد بن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن عَمرو بن سعيد ، عن مُصدّق بن صَدَقة ، عن عمّار بن موسى السّاباطيِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سألته عن الصّلاة في مسجد الرَّسول 6 ؛ هي مِثلُ الصّلاة بالمدينة؟ قال 7 : لا لأنّ الصّلاة في مسجد رسول الله 6 بألف صَلاة ، والصّلاة بالمدينة مِثلُ الصّلاة في سائر الأمصار ».
    2 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي الأشعري ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البَجَليّ ـ عمّن حدّثه ـ عن مُرازِم « قال : سألت أبا عبدالله 7 عن الصّلاة في مسجد رسول الله 6؟ فقال : قال رسول الله 6 : صلاة في مسجدي تَعدلُ ألف صلاة في غيره ، وصلاة في المسجد الحرام تَعدلُ ألف صلاةٍ في مسجدي ، ثمّ قال : إنّ الله فضّل مكّة وجعل بعضها أفضل من بعض ، فقال : « وَاتَّخِذُوا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصَلًّى (1) » وقال : إنَّ الله فضَّل أقواماً وأمر باتّباعهم وأمر بمودَّتهم في الكتاب ».
    3 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن أبيه إسماعيلَ ، عن ابن مُسكانَ ، عن أبي الصّامت (2) « قال : قال أبو عبدالله 7 : صلاة في مسجد النَّبيِّ 6 تعدلُ بعشرة آلاف صلاةٍ ».
    4 ـ حدَّثني جماعة من مشايخي ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن إبراهيمَ
    __________________
    1 ـ البقرة : 124.
    2 ـ عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الباقر والصادق 8.

    ابن مَهزيار ، عن أخيه عليِّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ؛ وابن أبي عُمَير ؛ وفَضالَةَ بن أيّوبَ جميعاً ، عن معاويةَ بن عمّار « قال : قال أبو عبدالله 7 لابن أبي يَعفور : أكثر مِن الصَّلاة في مسجد رسول الله ، فإنّ رسول الله 6 قال : صَلاةٌ في مسجدي هذا كألف صلاةٍ في مسجد غيره إلاّ المسجد الحرام ، فإنَّ صلاةً في المسجد الحرام تَعدِلُ الف صلاة في مسجدي ».
    5 ـ محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَّفّار ، عن سَلَمة. وحدَّثني حكيم بن داودَ بنِ حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخَطاب ، عن عليِّ بن سَيف ، عن جميل بن دُرَّاج « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : قال رسول الله 6 : صلاةٌ في مسجدي تَعدلُ الف صلاةٍ في غيره ».
    6 ـ حدَّثني حكيم بن داودَ بنِ حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخَطّاب ، عن مُصدِّق بن صَدَقة ، عن عمّار بن موسى السّاباطيّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سألته عن الصّلاة في مسجد الرَّسول 6 هل مثل الصَّلاة في المدينة؟ قال 7 : لا لأنَّ الصَّلاة في مسجد الرَّسول 6 بالف صلاة والصّلاة بالمدينة مثل الصّلاة في سائر الأمصار » (1).
    7 ـ حدَّثني حكيم بن داودَ بن حكيم ، عن سَلَمةَ ، عن عليِّ بن سَيف ، عن أبيه ، عن داودَ بنِ فَرقَد « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : قال رسول الله 6 : صلاةٌ في مسجدي تعدل الف صلاةٍ في غيره ».
    8 ـ وعنه ، عن سَلَمة ، عن إسماعيلَ بن جعفر ، عن بعض أصحابه ، عن مُرازِم (2) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : صلاةٌ في مسجد المدينة أفضل مِن ألف صلاةٍ في غيره من المساجد ».
    __________________
    1 ـ تقدّم الخبر في أوّل الباب بسندٍ آخر.
    2 ـ هو مُرازم ـ بضم الميم وكسر الزّاي المعجمة بعد الالف ـ بن حُكيم ـ بضمّ الحاء ، الأزديّ المدائني ، مولى ثقة.

    الباب الخامس
    ( زيارة حمزة عَمّ رسول الله صلى الله عليه وآله )
    ( وقبور الشّهداء )
    1 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمةَ بن الخَطاب ، عن عبدالله بن أحمد ، عن بكر بن صالح ، عن عَمرو بن هِشام ـ عن رَجل من أصحابنا ـ عنهم : « قال : ويقول عند قبر حمزة :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ اللهِ وخَيْرَ الشُّهَداء ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أسَدَ اللهِ وَأسَدَ رَسُولِهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِه ، وَنَصَحْتَ لله ولرَسُولِه (1) وجُدْتَ بِنَفْسِك وطَلَبتَ ما عِندَ اللهِ ، ورَغِبْتَ فيما وَعَدَ اللهُ » ،
    ثمَّ ادخل فَصَلِّ ولا تستقبل القبرَ عند صَلاتك ، فإذا فرغتَ من صلاتك فانكبَّ على القبر وقل :
    « اللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيْتِه ، اللّـهُمَّ اِنّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُوقي بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلواتك عَلَيْهِ وعلى أهل بَيتِه لتُجيرَني مِنْ نِقْمَتِكَ وَسَخَطِكَ وَمَقْتِكَ ومِن الأزْلال في يَوْمٍ تَكْثُرُ فيهِ الاَْصْواتُ ، والمَعرّاتُ ، وَتَشْتَغِلُ كُلُّ نَفْسٍ بِما قَدَّمَتْ ، وَتُجادِلُ كُلُّ نَفْسٍ عَن نَفْسِها ، فَاِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ فَلا خَوْفَ عَلَيَّ وَلا حُزْنَ ، وَاِنْ تُعاقِبَ فمولاي لَهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ ، اللّهمَّ فلا تُخَيِّبْني الْيَوْمَ وَلا تَصْرِفْني بِغَيْرِ حاجَتي ، فَقَدْ لَزِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ اِلَيْكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ ، وَرَجاءَ رَحْمَتِكَ ، فَتَقَبَّلْ مِنّي ، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي ، وَبِرَأفَتِكَ عَلى جِنايَةِ نفْسي فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي ، وَما أخافُ أنْ تَظْلِمَني وَلكِنْ أخافُ سُوءَ الْحِسابِ ، فَانْظُرِ الْيَوْمَ إلى تَقَلُّبي عَلى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ ، صلواتُكَ على محمَّدٍ وأهلِ بَيته ، فَبِهِم فُكَّني وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي ، وَلا يُهوَّنْ عَلَيْكَ ابْتِهالي ، (2) وَلا تَحجُب مِنكَ
    __________________
    1 ـ في بعض النسخ : « ونصحت لرسول الله ».
    2 ـ في البحار : « ولا يهوننّ عليك ابتهالي ».

    صَوْتي ، وَلا تُقَلِّبْني بِغَيْرِ حَوائِجي ؛ يا غِياثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَمَحْزُونٍ ، وَيا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَيْرانِ الْغَريبِ الْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهل بَيْته الطّاهرين ، وَانْظُر اِلَيَّ نَظْرَةً لا أشْقي بَعْدَها أبَداً ، وَارْحَمْ تَضَرُّعي وغُرْبَتي وَانْفِرادي ، فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ وَتَحَرَّيْتُ الْخَيْرَ الَّذي لا يُعْطيهِ أحَدٌ سِواكَ ، ولا تَرُدَّ أمَلي » ».
    وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن سَلَمة مثله.
    2 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالله بن هِلال ، عن عُقْبَة (1) ، عن أبي عبدالله 7 ـ في حديثٍ له طويل ـ « قال : إنّي آتي المساجد الّتي حول المدينة فبأيّها أبدء؟ فقال : ابدء بـ « قُبا » فصَلِّ فيه وأكثر ، فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول الله 9 في هذه العَرصة ، ثمَّ ائتِ مَشْرَبةَ اُمِّ إبراهيم فصلِّ فيها فإنّه مسكن رسول الله 6 ومُصلّاه ، ثمّ تأتي مسجد الفضيخ فصَلِّ فيه ركعتين فقد صلّى فيه نبيُّك ، فإذا قضيتَ هذا الجانب فائتِ جانبَ اُحُد فبدءتَ بالمسجد الَّذي دون الحرَّة فصلّيتَ فيه ، ثمَّ مَرَرْتَ بقبر حمزة بن عبدالمطّلب فسلّمت عليه ، ثمَّ مَرَرْتَ بقبور الشُّهداء فقمت عندهم فقلت :
    « السَّلامُ عَليكم يا أهلَ الدِّيارِ ، أنتم لَنا فَرَطٌ وإنّا بكم لاحِقونَ » ،
    ثمّ تأتي المسجد الّذي في المكان الواسط إلى جنب الجبل عن يمينك حتّى تدخل « اُحُد » فتصلّي فيه ، فعنده خرج النّبيّ 6 إلى اُحد حيث لقى المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصّلاة فصلّى فيه ، ثمَّ مُرَّ أيضاً حتّى ترجع فصلِّ عند قبور الشّهداء ما كتب الله لك ، ثمَّ أمْضِ على وجهك حتّى تأتي مسجد الأحزاب فتصلّي فيه ، فإنّ رسول الله 6 دعا فيه يوم الأحزاب وقال : « يا صَريخَ المكْروبينَ ، ويا مُجيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ ، ويا غِياثَ المَلْهوفينَ ، اكشِفْ هَمّي وكَرْبي وغَمّي فقد تَرى حالي وحال أصحابي » ».
    __________________
    1 ـ هو عقبة بن خالد الأسديّ ، كوفيٌّ ، روى عن أبي عبدالله 7 ، له كتاب.

    الباب السّادس
    ( فصل إتيان المشاهد بالمدينة وثواب ذلك )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ؛ وابن أبي عُمَير ؛ وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن معاويةَ بنِ عمّار « قال : قال أبو عبدالله 7 : لا تدع إتيان المشاهد كلّها ومسجد قبا ؛ فإنّه المسجد الَّذي اُسّس على التَّقوى من أوَّل يوم ، ومَشْرَبَة اُمّ إبراهيم ، ومسجد الفَضِيخ وقبور الشُّهداء ومسجد الأحزاب ؛ وهو مسجد الفتح ، وبلغني أنَّ النَّبيِّ 6 كان إذا أتى قبور الشُّهداء قال :
    « السَّلامُ عليكم بما صَبَرْتُمْ فنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ » ،
    وليكن فيما تقول في مسجد الفتح :
    « يا صَريخَ المَكرُوبينَ ، ويا مجيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ اكْشِفْ عَنّي غَمّي وَكَرْبي وهَمّي كما كَشَفْتَ عَن نَبيِّكَ هَمَّهُ وغَمّه وكَرْبه ، وكَفَيتَه هَوْلَ عدُوِّه في هذا المكان » ».
    حدَّثني به محمّد بن يعقوب ؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير. وقال محمّدُ بن يعقوبَ : وحدَّثني محمّد بن إسماعيلَ ، عن الفَضل بن شاذان ، عن صَفوانَ بن يحيى؛ وابن أبي عُمَير ، عن مُعاوية بن عمّار قال : قال أبو عبدالله 7 : ـ وذكر مثله.
    2 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ـ رحمهما الله ـ ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن (1) ، عن عبدالله بن بَحر ، عن حَريز ـ عمّن أخبره ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : قال رسول الله 6 : من أتى مسجدي مسجد قُبا فصلّى فيه رَكعتين رجع بعُمْرَة ».
    __________________
    1 ـ الظّاهر هو الحسن بن سعيد الأهوازي.

    3 ـ حدَّثني جماعة من مشايخنا ، عن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليَّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى؛ وابن ـ أبي عُمَير ؛ وفَضالَة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار « قال : قال أبو عبدالله 7 لابن أبي يَعفور : ولا تدعنَّ إتيان المشاهد كلّها ومسجد قُبا ، فإنّه المسجد الّذي اُسّس على التَّقوى مِن أوَّلِ يوم ، ومَشْرَبَة اُمّ إبراهيم ، ومسجد الفَضيخ ، وقبور الشّهداء ، ومسجد الأحزاب ـ وهو مسجد الفتح ـ ».
    4 ـ وروي عن بعضهم : « قال : إذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيّام فأتِمَّ الصَلاة ، وكذلك أيضاً بمكّة إن أقمت ثلاثة أيّام فأتِمّ الصّلاة ، فإذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيّام صمتَ ثلاثة أيّام صمت يوم الأربعاء ، وصلِّ ليلة الأربعاء عند اُسطوانة التَّوبة ـ وهي اُسطوانة أبي لُبابَةَ الّتي كان رَبَط إليها نفسَه حتّى نزل عُذره من السّماء ـ وتقعد عندها يوم الأربعاء ، ثمَّ تأتي ليلة الخميس الّتي تلاها ممّا يلي مقام النَّبيّ 6 فتقعد عندها لَيلَتَك ويومَك وتصوم يوم الخميس ، ثمَّ تأتي الاُسطوانة الّتي تلي مقام النّبيِّ 6 ليلة الجمعة فتصلِّ عندها لَيلتَك ويومَك وتصوم فيه يوم الجمعة ، فإن استطعت أن لا تتكلّم بشيءٍ في هذه الثّلاثة أيّام فافعل إلاّ ما لابدّ لك منه ، ولا تخرج من المسجد إلاّ لحاجة ولا تنام في ليل ولا نهار فافعل ، فإنّ ذلك ممّا يعد فيه الفضل ، ثمّ احمدِ الله في يوم الجمعة وَأثْنِ عليه وصلِّ على النَّبيّ ، وسَلْ حاجتَك ، وليكن فيما تقول :
    « اللّهُمّ ما كانَتْ لي إليكَ مِنْ حاجَةٍ سارَعْتُ أنَا في طَلَبِها وَالْتماسِها أو حاجَةٍ لم أسْرَعْ ، سألتُكَها أو لَم أسألْكَها ، فإنّي أتَوَجَّهُ إليك بنَبِيِّك محمَّدٍ نَبيِّ الرَّحمةِ في قَضاءِ حَوائجي صَغيرِها وكَبيرِها » ».
    5 ـ حدّثني جماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار (1) ، عن محمّد بن عبدالله بن هِلال ، عن عُقْبَةَ بن خالد « قال : سألت أبا عبدالله 7 إنّي آتي المساجد الَّتي حَولَ المدينة فبأيّها أبدء؟ قال : ابدء بقُبا فصَلِّ
    __________________
    1 ـ كذا ، والظّاهر سقط من السَند : « عن محمّد بن الحسين » هنا كما تقدّم تحت رقم 2.

    فيه وأكثر ، فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول الله 6 في هذه العَرْصَة ، ثمّ ائت مَشْرَبَة اُمِّ إبراهيمَ فصلِّ فيها فإنَّه مسكن رسول الله 6 ومُصلاّه ، ثمَّ تأتي مسجد الفضيخ فتصلّي فيه رَكعتين فقد صلّى فيه نبيّك ، فإذا قضيت هذا الجانب فَائْتِ جانب اُحُد فابدَء بالمسجد الَّذي دون الحرَّة فصلّيت فيه ثمَّ مَرَرت بقبر حمزة ـ والحديث ـ طويل » (*).
    الباب السابع
    ( وَداع قبر رسول الله صلى الله عليه وآله )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جَدّه عليًّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ؛ وابن أبي عُمير ؛ وفَضالَة ، عن معاويةَ بن عمّار « قال : قال أبو عبدالله 7 : إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل ثمّ ائتِ قبر النَّبيّ 6 بعد ما تفرغ مِن حوائجك فودِّعْه واصنعْ مثل ما صنعت عند دخولك وقل :
    « اللّهمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِن زيارَتي قَبْرَ نَبيِّكَ ، فَإنْ تَوَفَّيتَني قَبلَ ذلكَ فَإنّي أشْهَدُ في مَماتي عَلىُ ما أشهدُ عَلَيهِ في حَياتي (1) أنْ لا إلهَ إلاّ أنْتَ وأنّ محمداً عَبدُكَ ورَسولُكَ » ».
    2 ـ حدّثني جماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن فَضّال ، عن يونسَ بنِ يعقوبَ « قال : سألت أبا عبدالله 7 عن وَداع قبر رَسول الله 6 ، فقال : تقول : « صلّى اللهُ عَلَيكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ تَسليمي عَلَيَكَ » ».
    3 ـ وبإسناده ، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال « قال : رأيت أبا الحسن (2) 7 ـ وهو يريد أن يودِّع للخروج إلى العُمْرة ـ فأتى القبرَ مِن موضع رأس
    __________________
    1 ـ في الكافي والتّهذيب : « على ما شَهِدْتُ عليه في حياتي ـ إلخ ».
    2 ـ المراد به الرّضا عليه الصّلاة والسّلام. * ـ تقدّم الخبر بطوله في ص 19 تحت رقم 2.

    رسول الله 6 بعد المغرب فسلّم على النَّبيّ 6 ولَزِق بالقبر ، ثمَّ أتى المنبر ثمَّ انصرف حتّى أتى القبر فقام إلى جانبه فصلّى وألزق مَنْكِبَه الأيسر بالقبر قريباً من الاُسطوانه ـ الّتي دون الاُسطوانة المخلّفة عِند رأس النَّبيِّ 6 ـ فصلّى ستّ رَكعات ، أو ثمان ركعات في نَعليه ، قال : فكان مقدار رُكوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر ، فلمّا فرغ من ذلك سَجَدَ سِجدةً أطال فيها السّجود حتّى بلّ عَرقُهُ الحَصىُ ، قال : وذكر بعض أصحابنا أنّه رأه ألصق خدّه بأرض المسجد ».
    الباب الثّامن
    ( فضل الصَّلاة في مسجد الكوفة ومسجد سَهلة وثواب ذلك )
    1 ـ حدّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عمرانَ ، عن أحمدَ بن الحسن ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليِّ بن الحديد ، عن محمّد بن سِنان (1) ، عن عَمرِو بن خالد ، عن أبي حمزة الثّماليِّ « أنّ عليَّ بن الحسين 8 أتى مسجد الكوفة عمداً من المدينة (2) فصلّى فيه رَكعتين ، ثمَّ جاء حتّى ركب راحلته وأخذ الطّريق ».
    2 ـ حدَّثني أبي ; عن سَعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بَزيع ، عن منصور بن يونسَ ، عن سليمانَ مولى طِرْبال ؛ وغيره « قال : قال أبو عبدالله 7 : نفقة دِرهم بالكوفة تحسب بماءتـ[ـي] دِرهم فيما سِواه ، وركعتان تحسب بمائة ركعة ».
    3 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصَّفّار ، عن أحمدَ بنِ محمّد ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن إبراهيمَ بنِ محمّد ، عن الفضل بن زَكريّا ، عن نَجم بن حُطَيم ، عن ابي جعفر (3) 7 « قال : لو يعلم النّاس ما في
    __________________
    1 ـ في التّهذيب : « محمّد بن سليمان ».
    2 ـ أي كان ذلك أيضاً مقصوده 7 ، وإلاّ فالظّاهر أنّه كان المقصد الأصلي زيارة آبائه الطّاهرين :. ( قاله العلاّمة المجلسي ; ).
    3 ـ يعني الباقر 7.

    مسجد الكوفة لأعدُّوا له الزَّاد والرَّاحِلة من مكان بَعيد ، وقال : صلاة فريضة فيه تعدلُ حَجَّة ، ونافلة فيه تعدلُ عَمرة ».
    4 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريَ ، عن أبيه ـ عمّن حَدَّثه ـ عن عبدالرَّحمن بن أبي هاشم ، عن داودَ بن فَرْقَد ، عن أبي حمزة (1) ، عن أبي جعفر 7 « قال : صلاة في مسجد الكوفة؛ الفريضة تَعدِلُ حجّة مقبولة ، والتّطوُّع فيه تعدلُ عمرة مقبولة ».
    5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن جَبَلَة ، عن سَلاّم بن أبي عَمْرَة ، عن سعد بن طَريف ، عن الأصبغ بن نُباتَةَ ، عن عليٍّ 7 « قال : النّافلة في هذا المسجد تعدل عُمرَة مع النَّبيّ 6 ، والفريضة فيه تعدلُ حَجّة مع النّبيّ 6 ، وقد صلّى فيه ألف نبيٍّ وألف وصيٍّ ».
    6 ـ حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن عَمرو بن عثمان ـ عمّن حَدّثه ـ عن هارون بن خارجة « قال : قال أبو عبدالله 7 : أتصلّي الصّلاة كلّها في مسجد الكوفة؟ قلت : لا ، قال : أما لو كنتُ بحضرته لَرَجَوتُ أن لا تفوتني فيه صَلاةٌ ، قال : وتدري ما فضله؟ قلت : لا ، قال : ما مِن عبدٍ صالح ولا نبيٍّ إلاّ وقد صلّى في مسجد الكوفان حتّى أنَّ رسول الله 6 لمّا اُسرِي به قال له جبرئيل 7 : أتدري أين أنت السّاعة يا محمّد؟ قال : لا ، قال : أنت مقابل مسجد كوفان ، فقال : استأذن ربَّك حتّى أهبط فاُصلّي فيه ، فاستأذن فأذن له فهبط فصلّى فيه رَكعتين ، وإنّ الصّلاة المكتوبة فيه تعدلُ بألف صلاة ، وإنّ النّافلة فيه تعدل بخمسمائة صلاة ، وإنّ مقدّمه لروضةٌ مِن رياض الجنّة ، وإنّ ميمنته رَوضةٌ من رياض الجنّة ، وإنّ ميسرته روضةٌ من رياض الجنّة ، وأنَّ مُؤخّره رَوضةٌ من رياض الجنّة ، وإنّ الجلوس فيه بغير صَلاةٍ ولا ذكر لَعِبادةٌ ، ولو علم النّاس ما فيه لاُتوه ولو حَبْواً ».
    __________________
    1 ـ يعني الثُّمالي ثابت بن دينار ، كما صرّح به في البحار.

    7 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن ظريف بن ناصح ، عن خالد القَلانسي (1) « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : صَلاةٌ في مسجد الكوفة ألف صلاة ».
    8 ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مكّة حرم الله وحرم رسوله وحرم عليٍّ ، الصَّلاة فيها بمائة ألف صلاةٍ ، والدِّرهم فيها بمائة ألف درهم ، والمدينة حَرَم الله وحرم رسوله 6 وحرم عليٍّ أمير المؤمنين 7 ، الصّلاة فيها في مسجدها بعشرة آلاف صَلاةٍ ، والدِّرهم فيها بعشرة آلاف درهم ، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين عليٍّ ـ صلوات الله‏ عليهما ـ ، الصَّلاة في مسجدها بألف صلاة ».
    9 ـ حدّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن أبي محمّد (2) ، عن عليِّ بن أسباط ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : حدُّ مسجد السَّهلة الرَّوحاء ».
    حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليِّ بن أسباط مثله.
    10 ـ حدَّثني أخي علي بن محمّد بن قُولوَيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخَشّاب ، عن عليِّ بن حسّان ، عن عمّه عبدالرَّحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سمعته يقول لاُبي حمزة الثّماليّ : يا أبا حمزة هل شهدتَ عمِّي ليلة خرج؟ قال : نعم ، قال : فهل صلّى في مسجد سُهَيل؟ قال : وأين مسجد سُهَيل ؛ لعلّك تعني مسجد السَّهلة؟! قال : نعم ، قال : أما إنّه لو صلّى فيه ركعتين ثمَّ استجار الله لأجارَه سَنَة ، فقال له أبو حمزة : بأبي أنت واُمّي هذا مسجد السَّهلة؟ قال : نعم ؛ فيه بيت إبراهيمَ الَّذي كان
    __________________
    1 ـ هو ابن مادّ ـ بتشديد الدّال المهملة ـ القلانسيّ الكوفيّ ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، مولى ثقة.
    2 ـ يعني الحسن بن عليّ بن فضّال.

    يخرج منه إلى العمالقة ؛ وفيه بيت إدريس الّذي كان يخيط فيه ، وفيه مناخ الرّاكب ، وفيه صخرة خَضراء ؛ فيها صورة جميع النَّبيّين ، وتحت الصَخرة الطّينة الّتي خلق الله عزَّوجلَّ منها النَّبيّين ، وفيها المعراج ، وهو الفاروق الأعظم موضع منه ، وهو مَمرٌّ النّاس ، وهو من كوفان ، وفيه يُنفخ في الصّور ، وإليه المحشر ، يحشر من جانبه سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب ، أولئك الّذين أفلج الله حججهم (1) ، وضاعف نِعَمَهم ، فإنّهم المستبقون الفائزون القانتون ، يحبّون أن يدرؤوا عن أنفسهم المفَخَر ، ويجلون بعدل الله عن لِقائه ، وأسرعوا في الطّاعة فعملوا وعلموا أنّ الله بما يعملون بصير ، ليس عليهم حساب ولا عذاب ، يُذْهِبُ الظِّغْن يُطَهِّر المؤمنين ، ومن وسطه سارَ جبلُ الأهواز (2) وقد أتى عليه زَمان وهو معمور » (3).
    11 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله محمّد بن أحمدَ الرَّازيّ الجامورانيّ ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أبيه سَيف ، عن أبي بكر الحَضرَميِّ ، عن أبي عبدالله ؛ أو عن أبي جعفر 8 « قال : قلت له : أيّ بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله عزَّوجلَّ وحرم رسوله 6؟ فقال : الكوفة ؛ يا أبا بكر هي الزَّكيّة الطّاهرة ؛ فيها قبور النَّبيّين المرسلين ، وقبور غير المرسلين والأوصياء الصّادقين ، وفيها مسجد سُهيل الّذي لم يبعثِ اللهُ نبيّاً إلاّ وقد صلّى
    __________________
    1 ـ قال الفيروزآبادي في القاموس : الفَلْج : الظَّفر ، والفَوزُ ، وأفلَجَهُ : أظْفَره. وأفلج برهانَه : قَوَّمَه وأظْهره.
    2 ـ في بعض النّسخ وفي البحار : « جبل الأهوان ».
    3 ـ قوله عليه السلام : « فيه المعراج » لعلّ المراد أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لما نزل ليلة المعراج وصلّى في مسجد الكوفة أتى هذا الموضع وعرج منه إلى السّماء ، أو المراد أنّ المعراج المعنويّ يحصل فيه للمؤمنين ، وقوله : « وهو الفاروق موضع منه » أي المعراج وقع من موضع منه وهو المسمّى بالفاروق ، أو المراد أنّ في موضع منه يفرق القائم عليه السلام بين الحقّ والباطل ، كما ورد في خبر آخر : أنّ فيها يظهر عدل الله ، وقوله : « وهو ممرّ النّاس » أي إلى المحشر. وكان الخبر أكثره سقيماً مصحّفاً ، فأثبتناه ما وجدناه. ( البحار ).

    فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوّام من بعده ، وهي منازل النَّبيّين والأوصياء والصّالحين ».
    12 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير « قال : كنت عند أبي جعفر 7 فدخل عليه رَجلٌ فسلّم وجلس ، فقال له أبو جعفر 7 : مِن أيِّ البلاد أنت؟ فقال الرَّجل : أنا مِن أهل الكوفة وأنا لك محبٌّ موالٍ ، قال : فقال له أبو جعفر 7 : أتصلّي في مسجد الكوفة كلَّ صَلاتك؟ قال الرَّجل : لا ، فقال أبو جعفر 7 : إنّك لمحرومٌ من الخير ، قال : ثمّ قال أبو جعفر 7 : أتغتسل كلَّ يوم من فُراتِكم مَرَّة؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ جمعةٍ؟ فقال : لا ، قال : ففي كلِّ شهر؟ قال : لا ، قال : ففي كلّ سنة؟ قال : لا ، فقال له أبو جعفر 7 : إنّك لمحرومٌ من الخير : قال : ثمّ قال : أتزور قبر الحسين 7 في كلِّ جمعة؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ شهر؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ سنة؟ قال : لا ، فقال أبو جعفر 7 : إنّك لمحرومٌ من الخير ».
    13 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن جدّه عليِّ بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليِّ بن رئاب ، عن أبي عبيدة الحَـذّاء « قال : قال أبو جعفر 7 : لا تدع يا أبا عبيدة الصَّلاة في مسجد الكوفة ولو أتيتَه حَبْواً ، فإنّ الصَّلاة فيه بسبعين صلاة في غيره من المساجد ».
    14 ـ حدّثني أبو عبدالرّحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العَسكريّ ، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن محمّد بن سنان « قال : سمعت الرّضا 7 يقول : الصَّلاة في مسجد الكوفة فُرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعةً ».
    15 ـ وعنه ، عن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن ظريف بن ناصح ، عن خالد القلانسي « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : صلاة في مسجد الكوفة ألف صلاة ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 4:22 pm

    الباب الرَّابع
    ( فضل الصّلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله )
    ( وثواب ذلك )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن بن أحمدَ بنِ الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن أحمد بن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن عَمرو بن سعيد ، عن مُصدّق بن صَدَقة ، عن عمّار بن موسى السّاباطيِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سألته عن الصّلاة في مسجد الرَّسول 6 ؛ هي مِثلُ الصّلاة بالمدينة؟ قال 7 : لا لأنّ الصّلاة في مسجد رسول الله 6 بألف صَلاة ، والصّلاة بالمدينة مِثلُ الصّلاة في سائر الأمصار ».
    2 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي الأشعري ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البَجَليّ ـ عمّن حدّثه ـ عن مُرازِم « قال : سألت أبا عبدالله 7 عن الصّلاة في مسجد رسول الله 6؟ فقال : قال رسول الله 6 : صلاة في مسجدي تَعدلُ ألف صلاة في غيره ، وصلاة في المسجد الحرام تَعدلُ ألف صلاةٍ في مسجدي ، ثمّ قال : إنّ الله فضّل مكّة وجعل بعضها أفضل من بعض ، فقال : « وَاتَّخِذُوا مِن مَقامِ إبراهيمَ مُصَلًّى (1) » وقال : إنَّ الله فضَّل أقواماً وأمر باتّباعهم وأمر بمودَّتهم في الكتاب ».
    3 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن أبيه إسماعيلَ ، عن ابن مُسكانَ ، عن أبي الصّامت (2) « قال : قال أبو عبدالله 7 : صلاة في مسجد النَّبيِّ 6 تعدلُ بعشرة آلاف صلاةٍ ».
    4 ـ حدَّثني جماعة من مشايخي ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن إبراهيمَ
    __________________
    1 ـ البقرة : 124.
    2 ـ عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الباقر والصادق 8.

    ابن مَهزيار ، عن أخيه عليِّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ؛ وابن أبي عُمَير ؛ وفَضالَةَ بن أيّوبَ جميعاً ، عن معاويةَ بن عمّار « قال : قال أبو عبدالله 7 لابن أبي يَعفور : أكثر مِن الصَّلاة في مسجد رسول الله ، فإنّ رسول الله 6 قال : صَلاةٌ في مسجدي هذا كألف صلاةٍ في مسجد غيره إلاّ المسجد الحرام ، فإنَّ صلاةً في المسجد الحرام تَعدِلُ الف صلاة في مسجدي ».
    5 ـ محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَّفّار ، عن سَلَمة. وحدَّثني حكيم بن داودَ بنِ حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخَطاب ، عن عليِّ بن سَيف ، عن جميل بن دُرَّاج « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : قال رسول الله 6 : صلاةٌ في مسجدي تَعدلُ الف صلاةٍ في غيره ».
    6 ـ حدَّثني حكيم بن داودَ بنِ حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخَطّاب ، عن مُصدِّق بن صَدَقة ، عن عمّار بن موسى السّاباطيّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سألته عن الصّلاة في مسجد الرَّسول 6 هل مثل الصَّلاة في المدينة؟ قال 7 : لا لأنَّ الصَّلاة في مسجد الرَّسول 6 بالف صلاة والصّلاة بالمدينة مثل الصّلاة في سائر الأمصار » (1).
    7 ـ حدَّثني حكيم بن داودَ بن حكيم ، عن سَلَمةَ ، عن عليِّ بن سَيف ، عن أبيه ، عن داودَ بنِ فَرقَد « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : قال رسول الله 6 : صلاةٌ في مسجدي تعدل الف صلاةٍ في غيره ».
    8 ـ وعنه ، عن سَلَمة ، عن إسماعيلَ بن جعفر ، عن بعض أصحابه ، عن مُرازِم (2) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : صلاةٌ في مسجد المدينة أفضل مِن ألف صلاةٍ في غيره من المساجد ».
    __________________
    1 ـ تقدّم الخبر في أوّل الباب بسندٍ آخر.
    2 ـ هو مُرازم ـ بضم الميم وكسر الزّاي المعجمة بعد الالف ـ بن حُكيم ـ بضمّ الحاء ، الأزديّ المدائني ، مولى ثقة.

    الباب الخامس
    ( زيارة حمزة عَمّ رسول الله صلى الله عليه وآله )
    ( وقبور الشّهداء )
    1 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمةَ بن الخَطاب ، عن عبدالله بن أحمد ، عن بكر بن صالح ، عن عَمرو بن هِشام ـ عن رَجل من أصحابنا ـ عنهم : « قال : ويقول عند قبر حمزة :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ اللهِ وخَيْرَ الشُّهَداء ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أسَدَ اللهِ وَأسَدَ رَسُولِهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِه ، وَنَصَحْتَ لله ولرَسُولِه (1) وجُدْتَ بِنَفْسِك وطَلَبتَ ما عِندَ اللهِ ، ورَغِبْتَ فيما وَعَدَ اللهُ » ،
    ثمَّ ادخل فَصَلِّ ولا تستقبل القبرَ عند صَلاتك ، فإذا فرغتَ من صلاتك فانكبَّ على القبر وقل :
    « اللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى أهلِ بَيْتِه ، اللّـهُمَّ اِنّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُوقي بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلواتك عَلَيْهِ وعلى أهل بَيتِه لتُجيرَني مِنْ نِقْمَتِكَ وَسَخَطِكَ وَمَقْتِكَ ومِن الأزْلال في يَوْمٍ تَكْثُرُ فيهِ الاَْصْواتُ ، والمَعرّاتُ ، وَتَشْتَغِلُ كُلُّ نَفْسٍ بِما قَدَّمَتْ ، وَتُجادِلُ كُلُّ نَفْسٍ عَن نَفْسِها ، فَاِنْ تَرْحَمْنِي الْيَوْمَ فَلا خَوْفَ عَلَيَّ وَلا حُزْنَ ، وَاِنْ تُعاقِبَ فمولاي لَهُ الْقُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ ، اللّهمَّ فلا تُخَيِّبْني الْيَوْمَ وَلا تَصْرِفْني بِغَيْرِ حاجَتي ، فَقَدْ لَزِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ ، وَتَقَرَّبْتُ بِهِ اِلَيْكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ ، وَرَجاءَ رَحْمَتِكَ ، فَتَقَبَّلْ مِنّي ، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي ، وَبِرَأفَتِكَ عَلى جِنايَةِ نفْسي فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي ، وَما أخافُ أنْ تَظْلِمَني وَلكِنْ أخافُ سُوءَ الْحِسابِ ، فَانْظُرِ الْيَوْمَ إلى تَقَلُّبي عَلى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ ، صلواتُكَ على محمَّدٍ وأهلِ بَيته ، فَبِهِم فُكَّني وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي ، وَلا يُهوَّنْ عَلَيْكَ ابْتِهالي ، (2) وَلا تَحجُب مِنكَ
    __________________
    1 ـ في بعض النسخ : « ونصحت لرسول الله ».
    2 ـ في البحار : « ولا يهوننّ عليك ابتهالي ».

    صَوْتي ، وَلا تُقَلِّبْني بِغَيْرِ حَوائِجي ؛ يا غِياثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَمَحْزُونٍ ، وَيا مُفَرِّجَ عَنِ الْمَلْهُوفِ الْحَيْرانِ الْغَريبِ الْمُشْرِفِ عَلَى الْهَلَكَةِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأهل بَيْته الطّاهرين ، وَانْظُر اِلَيَّ نَظْرَةً لا أشْقي بَعْدَها أبَداً ، وَارْحَمْ تَضَرُّعي وغُرْبَتي وَانْفِرادي ، فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ وَتَحَرَّيْتُ الْخَيْرَ الَّذي لا يُعْطيهِ أحَدٌ سِواكَ ، ولا تَرُدَّ أمَلي » ».
    وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن سَلَمة مثله.
    2 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالله بن هِلال ، عن عُقْبَة (1) ، عن أبي عبدالله 7 ـ في حديثٍ له طويل ـ « قال : إنّي آتي المساجد الّتي حول المدينة فبأيّها أبدء؟ فقال : ابدء بـ « قُبا » فصَلِّ فيه وأكثر ، فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول الله 9 في هذه العَرصة ، ثمَّ ائتِ مَشْرَبةَ اُمِّ إبراهيم فصلِّ فيها فإنّه مسكن رسول الله 6 ومُصلّاه ، ثمّ تأتي مسجد الفضيخ فصَلِّ فيه ركعتين فقد صلّى فيه نبيُّك ، فإذا قضيتَ هذا الجانب فائتِ جانبَ اُحُد فبدءتَ بالمسجد الَّذي دون الحرَّة فصلّيتَ فيه ، ثمَّ مَرَرْتَ بقبر حمزة بن عبدالمطّلب فسلّمت عليه ، ثمَّ مَرَرْتَ بقبور الشُّهداء فقمت عندهم فقلت :
    « السَّلامُ عَليكم يا أهلَ الدِّيارِ ، أنتم لَنا فَرَطٌ وإنّا بكم لاحِقونَ » ،
    ثمّ تأتي المسجد الّذي في المكان الواسط إلى جنب الجبل عن يمينك حتّى تدخل « اُحُد » فتصلّي فيه ، فعنده خرج النّبيّ 6 إلى اُحد حيث لقى المشركين فلم يبرحوا حتى حضرت الصّلاة فصلّى فيه ، ثمَّ مُرَّ أيضاً حتّى ترجع فصلِّ عند قبور الشّهداء ما كتب الله لك ، ثمَّ أمْضِ على وجهك حتّى تأتي مسجد الأحزاب فتصلّي فيه ، فإنّ رسول الله 6 دعا فيه يوم الأحزاب وقال : « يا صَريخَ المكْروبينَ ، ويا مُجيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ ، ويا غِياثَ المَلْهوفينَ ، اكشِفْ هَمّي وكَرْبي وغَمّي فقد تَرى حالي وحال أصحابي » ».
    __________________
    1 ـ هو عقبة بن خالد الأسديّ ، كوفيٌّ ، روى عن أبي عبدالله 7 ، له كتاب.

    الباب السّادس
    ( فصل إتيان المشاهد بالمدينة وثواب ذلك )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ؛ وابن أبي عُمَير ؛ وفضالة بن أيّوب جميعاً ، عن معاويةَ بنِ عمّار « قال : قال أبو عبدالله 7 : لا تدع إتيان المشاهد كلّها ومسجد قبا ؛ فإنّه المسجد الَّذي اُسّس على التَّقوى من أوَّل يوم ، ومَشْرَبَة اُمّ إبراهيم ، ومسجد الفَضِيخ وقبور الشُّهداء ومسجد الأحزاب ؛ وهو مسجد الفتح ، وبلغني أنَّ النَّبيِّ 6 كان إذا أتى قبور الشُّهداء قال :
    « السَّلامُ عليكم بما صَبَرْتُمْ فنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ » ،
    وليكن فيما تقول في مسجد الفتح :
    « يا صَريخَ المَكرُوبينَ ، ويا مجيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ اكْشِفْ عَنّي غَمّي وَكَرْبي وهَمّي كما كَشَفْتَ عَن نَبيِّكَ هَمَّهُ وغَمّه وكَرْبه ، وكَفَيتَه هَوْلَ عدُوِّه في هذا المكان » ».
    حدَّثني به محمّد بن يعقوب ؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير. وقال محمّدُ بن يعقوبَ : وحدَّثني محمّد بن إسماعيلَ ، عن الفَضل بن شاذان ، عن صَفوانَ بن يحيى؛ وابن أبي عُمَير ، عن مُعاوية بن عمّار قال : قال أبو عبدالله 7 : ـ وذكر مثله.
    2 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ـ رحمهما الله ـ ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن (1) ، عن عبدالله بن بَحر ، عن حَريز ـ عمّن أخبره ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : قال رسول الله 6 : من أتى مسجدي مسجد قُبا فصلّى فيه رَكعتين رجع بعُمْرَة ».
    __________________
    1 ـ الظّاهر هو الحسن بن سعيد الأهوازي.

    3 ـ حدَّثني جماعة من مشايخنا ، عن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليَّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى؛ وابن ـ أبي عُمَير ؛ وفَضالَة بن أيّوب جميعاً ، عن معاوية بن عمّار « قال : قال أبو عبدالله 7 لابن أبي يَعفور : ولا تدعنَّ إتيان المشاهد كلّها ومسجد قُبا ، فإنّه المسجد الّذي اُسّس على التَّقوى مِن أوَّلِ يوم ، ومَشْرَبَة اُمّ إبراهيم ، ومسجد الفَضيخ ، وقبور الشّهداء ، ومسجد الأحزاب ـ وهو مسجد الفتح ـ ».
    4 ـ وروي عن بعضهم : « قال : إذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيّام فأتِمَّ الصَلاة ، وكذلك أيضاً بمكّة إن أقمت ثلاثة أيّام فأتِمّ الصّلاة ، فإذا كان لك مقام بالمدينة ثلاثة أيّام صمتَ ثلاثة أيّام صمت يوم الأربعاء ، وصلِّ ليلة الأربعاء عند اُسطوانة التَّوبة ـ وهي اُسطوانة أبي لُبابَةَ الّتي كان رَبَط إليها نفسَه حتّى نزل عُذره من السّماء ـ وتقعد عندها يوم الأربعاء ، ثمَّ تأتي ليلة الخميس الّتي تلاها ممّا يلي مقام النَّبيّ 6 فتقعد عندها لَيلَتَك ويومَك وتصوم يوم الخميس ، ثمَّ تأتي الاُسطوانة الّتي تلي مقام النّبيِّ 6 ليلة الجمعة فتصلِّ عندها لَيلتَك ويومَك وتصوم فيه يوم الجمعة ، فإن استطعت أن لا تتكلّم بشيءٍ في هذه الثّلاثة أيّام فافعل إلاّ ما لابدّ لك منه ، ولا تخرج من المسجد إلاّ لحاجة ولا تنام في ليل ولا نهار فافعل ، فإنّ ذلك ممّا يعد فيه الفضل ، ثمّ احمدِ الله في يوم الجمعة وَأثْنِ عليه وصلِّ على النَّبيّ ، وسَلْ حاجتَك ، وليكن فيما تقول :
    « اللّهُمّ ما كانَتْ لي إليكَ مِنْ حاجَةٍ سارَعْتُ أنَا في طَلَبِها وَالْتماسِها أو حاجَةٍ لم أسْرَعْ ، سألتُكَها أو لَم أسألْكَها ، فإنّي أتَوَجَّهُ إليك بنَبِيِّك محمَّدٍ نَبيِّ الرَّحمةِ في قَضاءِ حَوائجي صَغيرِها وكَبيرِها » ».
    5 ـ حدّثني جماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار (1) ، عن محمّد بن عبدالله بن هِلال ، عن عُقْبَةَ بن خالد « قال : سألت أبا عبدالله 7 إنّي آتي المساجد الَّتي حَولَ المدينة فبأيّها أبدء؟ قال : ابدء بقُبا فصَلِّ
    __________________
    1 ـ كذا ، والظّاهر سقط من السَند : « عن محمّد بن الحسين » هنا كما تقدّم تحت رقم 2.

    فيه وأكثر ، فإنّه أوّل مسجد صلّى فيه رسول الله 6 في هذه العَرْصَة ، ثمّ ائت مَشْرَبَة اُمِّ إبراهيمَ فصلِّ فيها فإنَّه مسكن رسول الله 6 ومُصلاّه ، ثمَّ تأتي مسجد الفضيخ فتصلّي فيه رَكعتين فقد صلّى فيه نبيّك ، فإذا قضيت هذا الجانب فَائْتِ جانب اُحُد فابدَء بالمسجد الَّذي دون الحرَّة فصلّيت فيه ثمَّ مَرَرت بقبر حمزة ـ والحديث ـ طويل » (*).
    الباب السابع
    ( وَداع قبر رسول الله صلى الله عليه وآله )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جَدّه عليًّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ؛ وابن أبي عُمير ؛ وفَضالَة ، عن معاويةَ بن عمّار « قال : قال أبو عبدالله 7 : إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل ثمّ ائتِ قبر النَّبيّ 6 بعد ما تفرغ مِن حوائجك فودِّعْه واصنعْ مثل ما صنعت عند دخولك وقل :
    « اللّهمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِن زيارَتي قَبْرَ نَبيِّكَ ، فَإنْ تَوَفَّيتَني قَبلَ ذلكَ فَإنّي أشْهَدُ في مَماتي عَلىُ ما أشهدُ عَلَيهِ في حَياتي (1) أنْ لا إلهَ إلاّ أنْتَ وأنّ محمداً عَبدُكَ ورَسولُكَ » ».
    2 ـ حدّثني جماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن فَضّال ، عن يونسَ بنِ يعقوبَ « قال : سألت أبا عبدالله 7 عن وَداع قبر رَسول الله 6 ، فقال : تقول : « صلّى اللهُ عَلَيكَ ، السَّلامُ عَلَيكَ ، لا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ تَسليمي عَلَيَكَ » ».
    3 ـ وبإسناده ، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال « قال : رأيت أبا الحسن (2) 7 ـ وهو يريد أن يودِّع للخروج إلى العُمْرة ـ فأتى القبرَ مِن موضع رأس
    __________________
    1 ـ في الكافي والتّهذيب : « على ما شَهِدْتُ عليه في حياتي ـ إلخ ».
    2 ـ المراد به الرّضا عليه الصّلاة والسّلام. * ـ تقدّم الخبر بطوله في ص 19 تحت رقم 2.

    رسول الله 6 بعد المغرب فسلّم على النَّبيّ 6 ولَزِق بالقبر ، ثمَّ أتى المنبر ثمَّ انصرف حتّى أتى القبر فقام إلى جانبه فصلّى وألزق مَنْكِبَه الأيسر بالقبر قريباً من الاُسطوانه ـ الّتي دون الاُسطوانة المخلّفة عِند رأس النَّبيِّ 6 ـ فصلّى ستّ رَكعات ، أو ثمان ركعات في نَعليه ، قال : فكان مقدار رُكوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر ، فلمّا فرغ من ذلك سَجَدَ سِجدةً أطال فيها السّجود حتّى بلّ عَرقُهُ الحَصىُ ، قال : وذكر بعض أصحابنا أنّه رأه ألصق خدّه بأرض المسجد ».
    الباب الثّامن
    ( فضل الصَّلاة في مسجد الكوفة ومسجد سَهلة وثواب ذلك )
    1 ـ حدّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عمرانَ ، عن أحمدَ بن الحسن ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليِّ بن الحديد ، عن محمّد بن سِنان (1) ، عن عَمرِو بن خالد ، عن أبي حمزة الثّماليِّ « أنّ عليَّ بن الحسين 8 أتى مسجد الكوفة عمداً من المدينة (2) فصلّى فيه رَكعتين ، ثمَّ جاء حتّى ركب راحلته وأخذ الطّريق ».
    2 ـ حدَّثني أبي ; عن سَعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بَزيع ، عن منصور بن يونسَ ، عن سليمانَ مولى طِرْبال ؛ وغيره « قال : قال أبو عبدالله 7 : نفقة دِرهم بالكوفة تحسب بماءتـ[ـي] دِرهم فيما سِواه ، وركعتان تحسب بمائة ركعة ».
    3 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصَّفّار ، عن أحمدَ بنِ محمّد ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن إبراهيمَ بنِ محمّد ، عن الفضل بن زَكريّا ، عن نَجم بن حُطَيم ، عن ابي جعفر (3) 7 « قال : لو يعلم النّاس ما في
    __________________
    1 ـ في التّهذيب : « محمّد بن سليمان ».
    2 ـ أي كان ذلك أيضاً مقصوده 7 ، وإلاّ فالظّاهر أنّه كان المقصد الأصلي زيارة آبائه الطّاهرين :. ( قاله العلاّمة المجلسي ; ).
    3 ـ يعني الباقر 7.

    مسجد الكوفة لأعدُّوا له الزَّاد والرَّاحِلة من مكان بَعيد ، وقال : صلاة فريضة فيه تعدلُ حَجَّة ، ونافلة فيه تعدلُ عَمرة ».
    4 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريَ ، عن أبيه ـ عمّن حَدَّثه ـ عن عبدالرَّحمن بن أبي هاشم ، عن داودَ بن فَرْقَد ، عن أبي حمزة (1) ، عن أبي جعفر 7 « قال : صلاة في مسجد الكوفة؛ الفريضة تَعدِلُ حجّة مقبولة ، والتّطوُّع فيه تعدلُ عمرة مقبولة ».
    5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن جَبَلَة ، عن سَلاّم بن أبي عَمْرَة ، عن سعد بن طَريف ، عن الأصبغ بن نُباتَةَ ، عن عليٍّ 7 « قال : النّافلة في هذا المسجد تعدل عُمرَة مع النَّبيّ 6 ، والفريضة فيه تعدلُ حَجّة مع النّبيّ 6 ، وقد صلّى فيه ألف نبيٍّ وألف وصيٍّ ».
    6 ـ حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصَفّار ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن عَمرو بن عثمان ـ عمّن حَدّثه ـ عن هارون بن خارجة « قال : قال أبو عبدالله 7 : أتصلّي الصّلاة كلّها في مسجد الكوفة؟ قلت : لا ، قال : أما لو كنتُ بحضرته لَرَجَوتُ أن لا تفوتني فيه صَلاةٌ ، قال : وتدري ما فضله؟ قلت : لا ، قال : ما مِن عبدٍ صالح ولا نبيٍّ إلاّ وقد صلّى في مسجد الكوفان حتّى أنَّ رسول الله 6 لمّا اُسرِي به قال له جبرئيل 7 : أتدري أين أنت السّاعة يا محمّد؟ قال : لا ، قال : أنت مقابل مسجد كوفان ، فقال : استأذن ربَّك حتّى أهبط فاُصلّي فيه ، فاستأذن فأذن له فهبط فصلّى فيه رَكعتين ، وإنّ الصّلاة المكتوبة فيه تعدلُ بألف صلاة ، وإنّ النّافلة فيه تعدل بخمسمائة صلاة ، وإنّ مقدّمه لروضةٌ مِن رياض الجنّة ، وإنّ ميمنته رَوضةٌ من رياض الجنّة ، وإنّ ميسرته روضةٌ من رياض الجنّة ، وأنَّ مُؤخّره رَوضةٌ من رياض الجنّة ، وإنّ الجلوس فيه بغير صَلاةٍ ولا ذكر لَعِبادةٌ ، ولو علم النّاس ما فيه لاُتوه ولو حَبْواً ».
    __________________
    1 ـ يعني الثُّمالي ثابت بن دينار ، كما صرّح به في البحار.

    7 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن ظريف بن ناصح ، عن خالد القَلانسي (1) « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : صَلاةٌ في مسجد الكوفة ألف صلاة ».
    8 ـ وبهذا الإسناد ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مكّة حرم الله وحرم رسوله وحرم عليٍّ ، الصَّلاة فيها بمائة ألف صلاةٍ ، والدِّرهم فيها بمائة ألف درهم ، والمدينة حَرَم الله وحرم رسوله 6 وحرم عليٍّ أمير المؤمنين 7 ، الصّلاة فيها في مسجدها بعشرة آلاف صَلاةٍ ، والدِّرهم فيها بعشرة آلاف درهم ، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين عليٍّ ـ صلوات الله‏ عليهما ـ ، الصَّلاة في مسجدها بألف صلاة ».
    9 ـ حدّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن أبي محمّد (2) ، عن عليِّ بن أسباط ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : حدُّ مسجد السَّهلة الرَّوحاء ».
    حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليِّ بن أسباط مثله.
    10 ـ حدَّثني أخي علي بن محمّد بن قُولوَيه ، عن أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخَشّاب ، عن عليِّ بن حسّان ، عن عمّه عبدالرَّحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سمعته يقول لاُبي حمزة الثّماليّ : يا أبا حمزة هل شهدتَ عمِّي ليلة خرج؟ قال : نعم ، قال : فهل صلّى في مسجد سُهَيل؟ قال : وأين مسجد سُهَيل ؛ لعلّك تعني مسجد السَّهلة؟! قال : نعم ، قال : أما إنّه لو صلّى فيه ركعتين ثمَّ استجار الله لأجارَه سَنَة ، فقال له أبو حمزة : بأبي أنت واُمّي هذا مسجد السَّهلة؟ قال : نعم ؛ فيه بيت إبراهيمَ الَّذي كان
    __________________
    1 ـ هو ابن مادّ ـ بتشديد الدّال المهملة ـ القلانسيّ الكوفيّ ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، مولى ثقة.
    2 ـ يعني الحسن بن عليّ بن فضّال.

    يخرج منه إلى العمالقة ؛ وفيه بيت إدريس الّذي كان يخيط فيه ، وفيه مناخ الرّاكب ، وفيه صخرة خَضراء ؛ فيها صورة جميع النَّبيّين ، وتحت الصَخرة الطّينة الّتي خلق الله عزَّوجلَّ منها النَّبيّين ، وفيها المعراج ، وهو الفاروق الأعظم موضع منه ، وهو مَمرٌّ النّاس ، وهو من كوفان ، وفيه يُنفخ في الصّور ، وإليه المحشر ، يحشر من جانبه سبعون ألفاً يدخلون الجنّة بغير حساب ، أولئك الّذين أفلج الله حججهم (1) ، وضاعف نِعَمَهم ، فإنّهم المستبقون الفائزون القانتون ، يحبّون أن يدرؤوا عن أنفسهم المفَخَر ، ويجلون بعدل الله عن لِقائه ، وأسرعوا في الطّاعة فعملوا وعلموا أنّ الله بما يعملون بصير ، ليس عليهم حساب ولا عذاب ، يُذْهِبُ الظِّغْن يُطَهِّر المؤمنين ، ومن وسطه سارَ جبلُ الأهواز (2) وقد أتى عليه زَمان وهو معمور » (3).
    11 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله محمّد بن أحمدَ الرَّازيّ الجامورانيّ ، عن الحسين بن سيف بن عميرة ، عن أبيه سَيف ، عن أبي بكر الحَضرَميِّ ، عن أبي عبدالله ؛ أو عن أبي جعفر 8 « قال : قلت له : أيّ بقاع الأرض أفضل بعد حرم الله عزَّوجلَّ وحرم رسوله 6؟ فقال : الكوفة ؛ يا أبا بكر هي الزَّكيّة الطّاهرة ؛ فيها قبور النَّبيّين المرسلين ، وقبور غير المرسلين والأوصياء الصّادقين ، وفيها مسجد سُهيل الّذي لم يبعثِ اللهُ نبيّاً إلاّ وقد صلّى
    __________________
    1 ـ قال الفيروزآبادي في القاموس : الفَلْج : الظَّفر ، والفَوزُ ، وأفلَجَهُ : أظْفَره. وأفلج برهانَه : قَوَّمَه وأظْهره.
    2 ـ في بعض النّسخ وفي البحار : « جبل الأهوان ».
    3 ـ قوله عليه السلام : « فيه المعراج » لعلّ المراد أنَّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لما نزل ليلة المعراج وصلّى في مسجد الكوفة أتى هذا الموضع وعرج منه إلى السّماء ، أو المراد أنّ المعراج المعنويّ يحصل فيه للمؤمنين ، وقوله : « وهو الفاروق موضع منه » أي المعراج وقع من موضع منه وهو المسمّى بالفاروق ، أو المراد أنّ في موضع منه يفرق القائم عليه السلام بين الحقّ والباطل ، كما ورد في خبر آخر : أنّ فيها يظهر عدل الله ، وقوله : « وهو ممرّ النّاس » أي إلى المحشر. وكان الخبر أكثره سقيماً مصحّفاً ، فأثبتناه ما وجدناه. ( البحار ).

    فيه ، ومنها يظهر عدل الله ، وفيها يكون قائمه والقوّام من بعده ، وهي منازل النَّبيّين والأوصياء والصّالحين ».
    12 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن الحسن بن محبوب ، عن حنان بن سدير « قال : كنت عند أبي جعفر 7 فدخل عليه رَجلٌ فسلّم وجلس ، فقال له أبو جعفر 7 : مِن أيِّ البلاد أنت؟ فقال الرَّجل : أنا مِن أهل الكوفة وأنا لك محبٌّ موالٍ ، قال : فقال له أبو جعفر 7 : أتصلّي في مسجد الكوفة كلَّ صَلاتك؟ قال الرَّجل : لا ، فقال أبو جعفر 7 : إنّك لمحرومٌ من الخير ، قال : ثمّ قال أبو جعفر 7 : أتغتسل كلَّ يوم من فُراتِكم مَرَّة؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ جمعةٍ؟ فقال : لا ، قال : ففي كلِّ شهر؟ قال : لا ، قال : ففي كلّ سنة؟ قال : لا ، فقال له أبو جعفر 7 : إنّك لمحرومٌ من الخير : قال : ثمّ قال : أتزور قبر الحسين 7 في كلِّ جمعة؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ شهر؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ سنة؟ قال : لا ، فقال أبو جعفر 7 : إنّك لمحرومٌ من الخير ».
    13 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن جدّه عليِّ بن مهزيار ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليِّ بن رئاب ، عن أبي عبيدة الحَـذّاء « قال : قال أبو جعفر 7 : لا تدع يا أبا عبيدة الصَّلاة في مسجد الكوفة ولو أتيتَه حَبْواً ، فإنّ الصَّلاة فيه بسبعين صلاة في غيره من المساجد ».
    14 ـ حدّثني أبو عبدالرّحمن محمّد بن أحمد بن الحسين العَسكريّ ، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن محمّد بن سنان « قال : سمعت الرّضا 7 يقول : الصَّلاة في مسجد الكوفة فُرادى أفضل من سبعين صلاة في غيره جماعةً ».
    15 ـ وعنه ، عن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن الحسن بن سعيد ، عن ظريف بن ناصح ، عن خالد القلانسي « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : صلاة في مسجد الكوفة ألف صلاة ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 4:24 pm

    16 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله جميعاً ، عن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن إبراهيم بن مَهزيار ، عن أخيه عليٍّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن عليِّ بن الحكم ، عن فضيل الأعور ، عن ليث بن أبي سليم (1) « قال : استقبلته وقد صلّى النّاس العصر ، فقال : إنّي لم اُصلِّ الظّهر بعدُ فلا تحبسني وامض راشِداً ، قال : قلت : لِمَ أخّرتها إلى السّاعة؟ قال : كانت لي حاجة في السّوق فأخّرت الصّلاة حتّى اُصلّي في المسجد للفضل الَّذي بلغني فيه ، قال : فرجعت فقلت : أيّ شيءٍ رُوّيت فيه ، قال : أخبرني فلان عن فلان ، عن عائِشة ، قالت : سمعت رسول الله 6 يقول : عرج بي إلى السَّماء وإني هبطت إلى الأرض ، فأهبطت إلى مسجد أبي نوح 7 وأبي إبراهيم وهو مسجد الكوفة فصلّيت فيه رَكعتين ، قال : ثمَّ قالت : قال رسول الله 6 : إنّ الصَّلاة المفروضة فيه تَعدل حجّة مبرورة ، والنّافلة تعدل عمرة مبرورة ».
    17 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن عليَّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن جدّه عليِّ بن مهزيار ، عن عثمان بن عيسى ، عن محمّد بن عجلان ، عن مالك بن ضَمرة العَنبريّ « قال : قال لي أمير المؤمنين 7 : أتخرج إلى المسجد الّذي في ظهر دارك (2) تصلَّي فيه؟ فقلت له : يا أمير المؤمنين ذاك مسجد تصلّي فيه النِّساء ، فقال لي : يا مالك ذاك مسجد ما أتاه مكروبٌ قط فصلّى فيه فدعا الله إلاّ فرَّج الله عنه وأعطاه حاجته ، فقال مالك : فواللهِ ما أتيته ولا صلّيت فيه ، فلمّا كان ليلة أصابني أمرٌ اغْتنمتُ منه فذكرت قولَ أمير المؤمنين 7 وقُمتُ في اللَّيل وانْتعلتُ فتوضّأتُ وخَرَجتُ فإذا على بابي مصباحُ فمرّ قدَّامي ، ومررت حتّى انتهيت إلى المسجد فوقف بين يديّ وكنت اُصلّي فلمّا فرغت انتعلتُ وانصرفتُ فمرَّ قُدَّامي حتّى انتهيت إلى الباب فلمّا أن دخلتُ ذهب فما خرجت ليلة بعد ذلك إلاّ وجدت المصباح على بابي وقضى الله حاجتي ».
    __________________
    1 ـ عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الصّادق 7.
    2 ـ أي مسجد السّهلة ، كما في المزار الكبير لابن المشهديّ.

    18 ـ حدّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى قال : حدّثني أبو يوسُف يعقوبُ بن عبدالله من ولد أبي فاطمة ، عن إسماعيل بن زيد مولى عبدالله بن يحيى الكاهلي (1) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : جاء رجلٌ إلى أمير المؤمنين 7 ـ وهو في مسجد الكوفة ـ فقال : السَّلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فردَّ عليه [السّلام] ، فقال : جعلت فداك إنّي أردت المسجد الأقصى فأردت أن اُسلّمَ عليك واُودّعَكَ ، فقال : أيّ شيء أردتَ بذلك؟ فقال : الفضل جُعلت فداك ، قال : فبِع راحِلَتك ، وكُلْ زادك ، وصلِّ في هذا المسجد ، فإنّ الصّلاة (2) فيه حجّة مبرورة ، والنّافلة عمرة مبرورة ، والبركة منه على اثني عشر ميلاً ، يمينه يمنٌ ، ويسارُه مَكرٌ ، وفي وسطه عينٌ من دُهْن وعينُ من لَبن وعينٌ من ماءٍ شراباً للمؤمنين ، وعينٌ من ماء طهوراً للمؤمنين ، منه سارت سفينة نوح وكان فيه نَسْر ويَغوث ويَعوق (3) وصلّى فيه سبعون نبيّاً وسبعون وصيّاً أنا أحدهم ـ وقال بيده في صدره (4) ـ ما دعا فيه مكروبٌ بمسألة في حاجة من الحوائج إلاّ أجابه اللهُ وفَرَّج عنه كُربَتَه » (5).
    __________________
    1 ـ كذا وفي الكافي أيضاً ، وفي التهذيب ج 3 باب فضل المساجد تحت رقم 9 : « عن إسماعيل بن زيد مولى عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن عبدالله بن يحيى الكاهليّ ، عن أبي عبدالله 7 » ، ولعلّه سقط من قلم النّاسخ.
    2 ـ في الكافي والتّهذيب : « فإنّ الصّلاة المكتوبة ».
    3 ـ قال العلاّمة المجلسي ; : يدلّ على أنّ هذه الأصنام كانت في زمن نوح 7 كما ذكره المفسّرون ، وذكروا أنّه لمّا كان زمن الطّوفان طَمَّها الطّوفان فلم تزل مدفونة حتّى أخرجها الشّيطان لمشركي العرب ، والغرض من ذكر ذلك بيان قدم المسجد إذ لا يصير كونها فيه علّة لشرفه ، ولعلّ التّخصيص بالسّبعين ذكر لإعظامهم أو لمن صلّى فيه ظاهراً بحيث اطّلع عليه النّاس. ( المرآة ).
    4 ـ أي أشار.
    5 ـ جاء في تاريخ ابن أعثم الكوفيّ نظير هذا الخبر ولفظه. فمن أراد الاطّلاع فليراجع الجزء الثّاني من مجلّد الأوّل ص 221 ، طبع دار الكتب العلميّة ـ بيروت؛ لبنان ـ.

    الباب التّاسع
    ( الدَّلالة على قبر أمير المؤمنين عليه السلام )
    1 ـ حدّثني أبي ؛ وأخي ؛ وعليُّ بن الحسين؛ ومحمّد بن الحسن 4 جميعاً ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن صفوان الجمّال « قال : كنت وعامِرُ بنُ عبدالله بن جُذاعَةَ الاُزديّ عند أبي عبدالله 7 فقال له عامر : إنّ النّاس يزعمون أنّ أمير المؤمنين 7 دفن بالرُّحْبَة (1) فقال : لا ، قال : فأين دُفِنَ؟ قال : إنّه لمّا ماتَ حمله الحسن 7 فأتى به ظَهرَ الكوفة قريباً من النَّجف يُسْرة عن الغَرِيّ ، يمنةً عن الحيرة ، فدفنه بين ذكوات بيض ، قال (2) : فلمّا كان بعد ذهبت إلى الموضع فتوهّمت موضعاً منه ، ثُمَّ أتيته فأخبرته فقال : أصبتَ أصبتَ أصبتَ ـ ثلاث مرّات ـ رَحِمَكَ الله ».
    2 ـ حدّثني محمّد بن الحسن (3) ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن الحسين [بن] الخلاّل ( كذا ) ، عن جدّه « قال : قلت للحسين بن عليٍّ ـ صلوات الله عليهما ـ : أين دفنتم أمير المؤمنين 7؟ قال : خرجنا به ليلاً حتّى مررنا على مسجد الاُشعث ، حتى خرجنا إلى ظهر ناحية الغَريّ ».
    3 ـ حدَّثني جماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن
    __________________
    1 ـ الرّحبة ـ بضمّ أوّله ، وسكون ثانيه ، وباء موحّدة ـ : قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحُجّاج إذا أرادوا مكّة ( معجم البلدان ).
    2 ـ القائل هو صفوان بن مِهران الجمّال.
    3 ـ يعني ابن الوليد ، وهو من مشائخ ابن قولويه ـ رحمهما الله ـ.

    ابن أبي عُمَير ، عن القاسم بن محمّد ، عن عبدالله بن سِنان « قال : أتاني عُمَرْ بن يزيد فقال لي : اركب ، فركبتُ معه فمضينا حتّى نزلنا منزل حفص الكُناسيِّ فاستخرجه فركب معنا فمضينا حتّى أتينا الغَريّ فانتهينا إلى قبر فقال : انزلوا ؛ هذا القبر قبر أمير المؤمنين 7 فقلنا له : مِن أين عَرَفت هذا؟ قال : أتيته مع أبي عبدالله 7 حيث كان في الحيرة غير مرَّة وخبرني أنّه قبره ».
    4 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن يعقوب ؛ عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن يحيى بن زكريّا ، عن يزيد بن عُمَر بن طلْحَةَ « قال : قال أبو عبدالله 7 ـ وهو بالحَيرة ـ : أما تريد ما وعَدْتُكَ؟ قال : قلت : بلى ـ يعني الذّهاب إلى قبر أمير المؤمنين 7 ـ ، قال : فركب ورَكب إسماعيل ابنه معه ورَكبت معهما حتّى إذا جاز الثّوِيَّة (1) وكان بين الحَيرة والنَّجف عند ذكوات بيض (2) نزل ونزل إسماعيل ونزلتُ معهم فصلّىس إسماعيل وصلّيتُ ، فقال لإسماعيل : قُمْ فسلّم على جَدّك الحسين بن علي 8 ، فقلت : جُعلت فداك أليس الحسين 7 بكربلاء ، فقال : نَعَم؛ ولكن لمّا حُمل رأسه إلى الشّام سَرَقه مولى لنا فدفنه بجنب أمير المؤمنين 7 ».
    5 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن الحسن بن مِتّيل ، [و] عن سَهل بن زياد ، عن إبراهيمَ بنِ عقُبَةَ ، عن الحسن الخزّاز الوشّاء ، عن أبي الفَرَج ، عن أبان بن تَغلِب « قال : كنت مع أبي عبدالله 7 فمرَّ بظهر الكوفة فنزل وصلّى ركعتين ثمَّ تقدَّم قليلاً فصلّى رَكعتين ، ثمَّ سار قليلاً فنزل فصلّى رَكعتين ، ثمَّ قال : هذا موضع قبر أمير المؤمنين 7 ، قلت : جعلت فِداك فما الموضعين اللَّذين صلّيت فيهما؟ قال : موضع رأس الحسين 7 ، وموضع منبر القائم 7 ».
    6 ـ حدِّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليِّ بن أسباط ـ رفعه ـ « قال : قال أبو عبدالله 7 : إنّك إذا أتيت الغَريَّ رأيت
    __________________
    1 ـ موضع بقرب الكوفة.
    2 ـ هي الحصيات الّتي يقال لها : درّ النّجف تشبيهاً لها بالحمرة المتوقّدة.

    قبرين : قبراً كبيراً وقبراً صغيراً ، فأمّا الكبير فقبر أمير المؤمنين ، وأمّا الصّغير فرأس الحسين بن عليِّ 8 ».
    7 ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله (1) ، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفيِّ ، عن موسى بن عِمرانَ النّخعيِّ ، عن الحسين بن يزيد قال : حدَّثنا صَفْوانُ بنُ مِهرانَ ، عن جعفر بن محمّد 8 « قال : سار ـ وأنا معه ـ من القادسيّة حتّى أشرف على النّجف ، فقال : هو الجبل الَّذي اعتصم به ابن جَدِّي نوح 7 ، فقال : « سَآوِي إلى جَبَلٍ يَعْصِمُني مِنَ الماءِ (2) » فأوحى الله تبارَك وتعالى إليه : يا نجف أيعتصم بك منّي؟! فغاب في الاُرض وتقطّع إلى قطر الشّام (3) ، ثمَّ قال : اعدل بنا؛ فعدلتُ فلم يزل سائراً حتّى اتى الغَريّ فوقف على القبر ، فساق السَّلامَ مِن آدم على نبيٍّ ونبيٍّ : ، وأن أسوق معه حتّى وصل السَّلام إلى النَّبيِّ 6 ، ثمَّ خَرَّ على القبر فسلّم عليه وعَلا نحيبَه (4) ، ثمّ قام فصلّى أربع رَكعات وصلّيت معه ، وقلت : ياابن رسول الله ما هذا القبر ، فقال : هذا قبر جدِّي عليِّ بن أبي طالب 7 ».
    8 ـ حدَّثني محمّد بن أحمد بن عليِّ بن يعقوب (5) ، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن أبيه ( كذا ) ، عن الحسن بن الجَهْم بن بُكَير « قال : ذكرت لاُبي الحسن 7 يحيى بن موسى وتعرّضه لمن يأتي قبر أمير المؤمنين 7 وأنّه كان ينزل موضعاً كان يقال به : الثّوية يتنزّه إليه ، ألا وقبر أمير المؤمنين 7 فوق ذلك قليلاً ، وهو الموضع الَّذي روى صَفوانُ الجمّال أنَّ ابا عبدالله وصفه له ، قال له فيما ذكر : إذا انتهيت إلى الغَريّ ظهر الكوفة فاجعله خلف ظَهرِك وتوجّه على نحو النَّجف ، وتيامن قليلاً ، فإذا انتهيت إلى الذَّكوات البيض والثّنيّة أمامه فذلك قبر أمير المؤمنين 7 ، وأنا أتيته كثيراً. ومِن أصحابنا مَن لا يرى ذلك
    __________________
    1 ـ الظّاهر هو الحميريّ.
    2 ـ هود : 43.
    3 ـ في بعض النسخ : « تقطّع إلى قبل الشّام » ، وفي المتن مثل ما في البحار. وفي اللغة : قُطر الشّام ونحوها : الاُقليم الواقعة فيه.
    4 ـ النَّحيب : رفع الصّوت بالبكاء. ( الصّحاح ).
    5 ـ هو أبو عبدالله محمّد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن عمّار ، الّذي هو مذكور من مشايخ المؤلّف. كما يأتي في ص 199 تحت رقم 10.

    ويقول : هو في المسجد ، وبعضهم يقول : هو في القَصر ، فأردّ عليهم أنّ اللهَ لَم يكن ليجعل قبر أمير المؤمنين 7 في القَصر في مَنازل الظّالمين ، ولم يكن يُدْفَنُ في المسجد وهم يريدون سَتره ، فأيّنا أصوب (1)؟ قال : أنت أصوب منهم ، أخذتَ بقول جعفر بن محمّد 8 ، قال : ثمَّ قال لي : يا أبا محمّد ما أرى أحداً من أصحابنا يقول بقولِك ، ولا يذهب مَذهَبَك ، فقلت له : جعلت فِداك أما ذلك شيءٌ مِن الله؟ قال : أجل؛ إنّ الله يوفّق مَن يشاء ويؤمن عليه ، فقل ذلك بتوفيق الله وَاحْمَدُه عليه ».
    وحدّثني به محمّد بن الحسن؛ ومحمّد بن أحمد بن الحسين جميعاً ، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه عليٍّ ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن الحسن بن الجهم بن بُكَير قال : ذكرت لأبي الحسن 7 ـ وذكر الحديث بطوله ـ.
    9 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن؛ ومحمّد بن أحمدَ بن الحسين جميعاً ، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه عليّ بن مَهزيار قال : حدّثني عليُّ بن أحمدَ بن أشْيَم [عن رجل] عن يونسَ بن ظَبْيان « قال : كنت عند أبي عبدالله 7 بالحيرة أيّام مَقْدَمِه على أبي جعفر في ليلة صحيانة مُقمرة ، قال : فنظر إلى السّماء فقال : يا يونس أما ترى هذه الكواكب ما أحسنها ، أما إنّها أمانٌ لأهل السَّماء ونحن أمانٌ لأهل الاُرض ، ثمَّ قال : يا يونس فمرّ بإسراج البَغل والحِمار ، فلمّا أُسرجا قال : يا يونس أيّهما أحبُّ إليك ؛ البَغل أو الحِمار؟ قال : فظننت أنَّ البغل أحبُّ إليه لقوَّته ، فقلت : الحِمار ، فقال : اُحبّ أن تؤثرني به ، قلت : قد فعلتُ ، فركب ورَكبت ، ولمّا خرجنا مِنَ الحِيرة قال : تقدَّم يا يونس ، قال : فأقبل يقول : تَيامَن تَياسَر ، فلمّا انتهينا إلى الذّكوات الحمر قال : هو المكان ، قلت : نَعَم فتيامن ثمَّ قصد إلى موضع فيه ماءٌ وعَينٌ فتوضّأ ثمَّ دنا من أكَمَة فصلّى عندها ، ثمَّ مالَ عليها وبكىُ ، ثمَّ مال إلى أكمَةٍ دونها ففعل مثل ذلك ، ثمَّ قال : يا يونس افعل مثلَ ما فعلتُ ، ففَعَلْتُ ذلك فلمّا تفرّغت قال لي : يا يونس تعرف هذا المكان؟ فقلت :
    __________________
    1 ـ إلى هنا قول الحسن بن الجهم. والمسؤول مشترك بين الكاظم والرّضا 8.

    لا ، فقال : الموضع الّذي صلّيت عنده أوّلاً هو قبر أمير المؤمنين 7 ، والأكَمَة الاُخرى رأس الحسين بن عليِّ بن أبي طالب 8 ، إنّ الملعون عبيدالله بن زياد ـ لعنه الله ـ لمّا بعث رأس الحسين 7 إلى الشّام رُدّ إلى الكوفة ، فقال : أخرجوه عنها لا يُفتننّ به أهلها ، فصيّره الله عند أمير المؤمنين 7 ، فالرَّأس مع الجسد (1) والجسد مع الرَّاس ».
    10 ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب الزَّيّات ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن جَرير ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنّي لمّا كنتُ بالحيرة عند أبي العبّاس كنتُ أتي قبر أمير المؤمنين 7 ليلاً وهو بناحية النّجف إلى جانب الغَريّ النّعمان ، فاُصلّي عنده صلاة اللّيل وانصرف قبل الفجر ».
    11 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحَجّال (2) ، عن صَفوانَ بن مِهرانَ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سألته عن موضع قبر أمير المؤمنين 7 ، قال : فوصف لي موضعه حيث دكادك الميل (3) قال : فأتيته فصلّيت عنده ثمَّ عُدْتُ إلى أبي عبدالله 7 مِن قابل فأخبرته بذهابي وصَلاتي عنده ، فقال : أصبت ، فمكثتُ عشرين سنة اُصلّي عنده ».
    12 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نصر « قال : سألت الرّضا 7 فقلت : أين موضع قبر أمير المؤمنين 7؟ فقال : الغَريّ ، فقلت له : جعلت فداك إنّ بعض الناس يقولون : دفن في الرُّحْبَة ، قال : لا ، ولكن بعض النّاس يقول : دفن بالمسجد ».
    __________________
    1 ـ أي بعد ما دفن الرّاس هنا ألحقه الله بالجسد ، وإنما يزار وي6 ههنا لكونه محلاً للرّأس المقدّس. ( البحار ).
    2 ـ يعني عبدالله بن محمّد الكوفيّ ، ثقة ثبت ، وهو من أصحاب الرّضا 7.
    3 ـ الدَّكْدَك ـ ويكسر ـ من الرّمل : ما تَكَبَّس واسْتَوى ، أو ما الْتَبد منه بالأرض ، أو هي أرض فيه غِلَظٌ ، والجمع دكادك ودكاديك. ( القاموس ) وقال في البحار : ولا يبعد أن يكون الميل تصحيف الرّمل وهذا يؤيّد كون « الذّكوات » في نسخة مصحّف « الدّكاوات ».

    الباب العاشر
    ( ثواب زيارة أمير المؤمنين عليه السلام )
    1 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمان النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونس ، عن أبي وهب البصريّ « قال : دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله 7 فقلت : جعلت فداك أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين 7 ، قال : بئس ما صنعت ، لولا أنّك من شيعتنا ما نظرت إليك ، ألا تزور مَن يزوره الله تعالى مع الملائكة ويزوره الأنبياء ويزوره المؤمنون (1)؟ قلت : جعلت فداك ما علمت ذلك ، قال : فاعلم أنَّ أمير المؤمنين 7 أفضل عند الله من الأئمّة كلِّهم وله ثوابُ أعمالهم وعلى قدر أعمالهم فضّلوا ».
    2 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن أبي علي ِّ الاُشعريّ ـ عمّن ذكره ـ عن محمّد بن سِنان. وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدّثني ابن سنان (2) قال : حدَّثني المفضّل بن عُمَرَ « قال : دخلت على أبي عبدالله 7 فقلت : إني أشتاق إلى الغري ، قال : فما شوقك إليه؟ قلت له : إنّي اُحبُّ أمير المؤمنين 7 واُحبُّ أن أزورَه ، قال : فهل تعرف فضل زيارته؟ قلت : لا يا ابن رسول الله؛ فعَرِّفني ذلك ، قال : إذا أردت زيارة أمير المؤمنين 7 فاعلم أنّك زائر عظامِ آدم ، وبدنِ نوح ، وجسمِ عليِّ بن أبي طالب : ، قلت : إنَّ آدم هبط بسَرَنديب في مطلع الشَّمس وزعموا أنّ عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت عِظامه بالكوفة؟ قال : إنَّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى نوح 7 وهو في السّفينة أن يطوف بالبيت اُسبوعاً ،
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « يزوره الأنبياء مع المؤمنين ». ولقوله 7 : « يزوره الله تعالى » بيان ، راجع الباب 38 ص 122 ذيل الخبر الرّابع.
    2 ـ يعني محمّد بن سنان.

    فطاف كما أوحى الله إليه ، ثمَّ نزل في الماء إلى أن ركبتيه فاستخرج تابوتاً فيه عظام آدم ، فحمل التّابوت في جوف السَّفينة حتّى طاف بالبيت ما شاء الله تعالى أن يطوف ، ثمَّ ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ، ففيها قال الله للأرض : « ابْلَعي ماءَكِ » (1) ، فبلعتْ ماءها من مسجد الكوفة كما بدء الماء من مسجدها وتفرَّق الجمع الّذي كان مع نوح في السّفينة ، فأخذ نوحٌ التّابوت فدفنه بالغَريّ وهو قِطعة من الجبل الَّذي كلّم اللهُ عليه موسى تكليماً ، وقدَّس عليه عيسى تقديساً ، واتّخذ عليه إبراهيم خليلاً ، واتَّخذ عليه محمّداً حبيباً ، وجعله للنَّبيِّين مسكناً ، والله ما سكن فيه أحدٌ بعد آبائه الطاهرين آدم ونوح اكرم من أمير المؤمنين : فإذا أردت جانب النجف فزُر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي بن أبي طالب : فإنّك زائراً لآباء الأوَّلين ، ومحمّداً خاتم النّبيّين ، وعليّاً سيّد الوصيّين ، فإنّ زائره تفتح له أبواب السَّماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نُوّاماً ».
    3 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن عثمانَ بن عيسى ، عن المعلّى [بن] أبي شِهاب ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قال الحسين لرسول الله 6 : يا أبت ما جزاء مَن زارَك؟ قال : مَن زارني حيّاً أو ميّتاً أو زارَ أباك كان حقّاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة فاُخلّصه مِن ذنوبه ».
    الباب الحادي عشر
    ( زيارة قبر أمير المؤمنين عليه السلام )
    ( وكيف يزار ، والدّعاء عند ذلك )
    1 ـ حدَّثني أبو عليٍّ أحمدُ بن عليِّ بن مَهديّ قال : حدَّثني أبي : عليُّ بن صَدَقة الرَّقّيُّ قال : حدَّثني عليُّ بن موسى قال : حدَّثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر : « قال : زارَ زينُ العابدين عليُّ بن الحسين 8 قبرَ أمير المؤمنين عليِّ
    __________________
    1 ـ هود : 44.

    ابن أبي طالب 7 ووقف على القبر فبكى ، ثمَّ قال :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أميرَ المؤمنينَ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُهُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ في أرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ [ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أميرَ الْمُؤْمِنينَ ] ، أشْهَدُ أنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ 6 حَتّى دَعاكَ اللهُ في جِوارِهِ وَقَبَضَكَ بِاخْتِيارِهِ ، وَالْزَمَ أعْدآئَكَ الْحُجَّةَ في قَتْلِهِم إيّاك مَعَ مالَكَ مِنَ الْحُجَجِ الْبالِغَةِ عَلى جَميعِ خَلْقِهِ ، اللّـهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسى مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ ؛ راضِيَةً بِقَضآئِكَ ، مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعآئِكَ ، مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أوْلِيآئِكَ ، مَحْبُوبَةً فى أرْضِكَ وَسَمآئِكَ ، صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلأئِكَ شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمآئِكَ ، ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ ، مُشْتاقَةً إلى فَرْحَةِ لِقآئِكَ ، مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزآئِكَ ، مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أوْلِيآئِكَ (1) ، مُفارِقَةً لإَخْلاقِ أعْدائِكَ ، مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنآئِكَ ».
    ثمّ وَضع خدّه على القبر وَقال :
    اللّـهُمَّ إنَّ قُلُوبَ الْمُخْبِتينَ إلَيْكَ والِهَةٌ ، وَسُبُلَ الرّاغِبينَ إلَيْكَ شارِعَةٌ ، وَأعْلامَ الْقاصِدينَ إلَيْكَ واضِحَةٌ ، وَأفْئِدَةَ الْعارِفينَ مِنْكَ فازِعَةٌ ، وَأصْواتَ الدّاعينَ إلَيْكَ صاعِدَةٌ ، وَأبْوابَ الاَِْجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَةٌ ، وَتَوْبَةَ مَنْ أنابَ إلَيْكَ مَقْبُولَةٌ ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ ، والإعانة لِمَنِ اسْتَعانَ بِك مَوجُودةٌ ، والإغاثَةَ لِمَنِ اسْتَغاثَ بكَ مبذُولةٌ ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَةٌ ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ ، وَأعْمالَ الْعامِلينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ ، وَأرْزاقَكَ إلَى الْخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ لَهُمْ مُتواتِرَةٌ ، وَذُنُوبَ الْمُسْتَغْفِرينَ مَغْفُورَةٌ ، وَحَوآئِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ ، وَجَوآئِزَ السّائِلينَ عِنْدَكَ مُوَفَّورَةٌ ، وَعَوآئِدَ الْمَزيدِ إليهم واصِلةٌ ، وَمَوآئِدَ الْمُسْتَطْعِمينَ مُعَدَّةٌ ، وَمَناهِلَ الظِّمآءِ لَدَيكَ مُتْرَعَةٌ ، اللّـهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعآئي ، وَاقْبَلْ ثَنآئي ، وأعْطِني رَجائي ، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ أوْلِيآئي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ : ، إنَّكَ وَلِيُّ نَعْمآئى ، وَمُنْتَهى رَجائي ، وَغايَةُ مُنايَ في مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ ، أنْتَ إلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لإََوْلِيآئِنا ، وَكُفَّ عَنّا أعْدآئَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أذانا ، و
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « بسنن أنبيائك ».

    أظْهِرْ كَلِمَةَ الْحَقِّ وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا ، وَأدْحِضْ كَلِمَةَ الْباطِلَ وَاجْعَلْهَا السُّفْلى ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَىءٍْ قَديرٌ » ».
    2 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ; فيما ذكر من كتابه الَّذي سَمّاه « كتاب الجامع » ، روي عن أبي الحسن 7 « أنّه كان يقول عند قبر أمير المؤمنين 7 :
    السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ ، أشهَدُ أنَّك أوَّلُ مَظْلُومٍ؛ وَأوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ ، صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتّى أَتاكَ الْيَقينُ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ لَقِيتَ اللهَ ، وَأنْتَ شَهيدٌ ، عَذَّبَ اللهُ قاتِلَكَ بِأنْواعِ الْعَذابِ وَجَدَّدَ عَلَيْهِ الْعَذابَ ، جِئْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ ؛ مُسْتَبْصِراً بِشَأنِكَ؛ مُعادِياً لإَعْدائِكَ وَمَنْ ظَلَمَكَ ، الْقى عَلى ذلِكَ رَبّي إنْ شاءَ اللهُ تعالى ، إنَّ لي ذُنُوباً كَثيرَةً فَاشْفَعْ لي عندَ رَبِّكَ يا مَولايَ ، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً ، وَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ جاهاً عَظيماً وَشَفاعَةً ، وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالى : « وَلا يَشْفَعوُنَ إلاّ لِمَنِ ارْتَضى (1) ».
    ويقول عند قبر أمير المؤمنين 7 أيضاً :
    « الْحَمْدُ للهِ الَّذي أكْرَمَني بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ 6 وَمَنْ فَرَضَ الله عَلَيَّ طاعَتَهُ ، رَحْمَةً مِنْهُ لي وتَطَوُّعاً مِنْهُ عَلَيَّ ، وَمَنَّ عَلَيَّ بِالاِْيْمانِ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي سَيّرني في بِلادِه وحَملَني عَلى دَوابِّهِ ، وطَوى لي البَعيدَ ، ودَفَع عَنّي المَكروه حتّى أدخَلَني حَرَمَ أخي رَسُولِهِ فَأرانيهِ في عافِيَةٍ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذي جَعَلَني مِنْ زُوّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ 6 ، الحَمْدُ للهِ الّذي جَعَل هَدانا لِهذا وما كُنّا لِنَهْتَدي لَوْلا أنْ هَدانَا اللهُ ، أشْهَدُ أنْ لا إلـهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، [وَأشْهَدُ] أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، جاءَ بالحقِّ مِنْ عِنْدِه ، وأشهَدُ أنَّ عليّاً عبدُالله وأخو رَسولِه ، اللهمَّ عَبدُكَ وَزائِرُكَ يَتَقرَّبُ إليك بِزيارةِ قبرِ أخي نَبيِّك ، وعَلى كُلِّ مأتيٍّ حقٌّ لِمَن أتاهُ وزارَهُ ، وأَنْتَ خَيرُ مأتيٍّ ، وأكرم مَزورٍ ، وأسألُك يا اللهُ يا رَحمنُ يا رَحيمُ يا جوادُ يا واحِدُ يا أحَدُ يا فَردُ يا صَمَدُ يا مَن لم يَلِدْ ولم يُولَد ولَمْ يكنْ لَهُ كُفُواً أحدٌ ، أنْ تُصلّي على محمٌدٍ وآل محمَّدٍ وأهل بَيْتِه ، وأنْ تجعَلَ تُحفَتَكَ إيّايَ مِنْ زِيارتي في مَوقِفي هذا فَكاك رَقَبَتي من النّار ، واجْعَلْني مِمّنْ
    __________________
    1 ـ الأنبياء : 28.

    يُسارع في الخيراتِ ويَدْعُوك رَهَباً ورَغَباً ، واجْعَلْني لَكَ مِن الخاشِعينَ ، اللّـهُمَّ إنَّكَ بَشَّرْتَني عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ فَقُلْتَ : « وَبَشِّرِ الَّذينَ آمَنُوا أنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ (1) » اللّـهُمَّ فَإنّي بِكَ مُؤْمِنٌ وبِجَميعِ أنْبِيائِكَ مُوقِنٌ ، فَلا تُوقِفني بَعْدَ مَعْرِفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُني به عَلى رُؤُوسِ الاَْشْهادِ ، بَلْ أوْقِفني مَعَهُمْ ، وَتَوَفَّني عَلَى التَّصْديقِ بِهِمْ ، فَإنَّهم عَبِيدُكَ وأنت خَصَصْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَأمَرْتَني بِإتِّباعِهِم » ،
    ثمَّ تدنو من القبر وتقول : « السَّلامُ مِنَ اللهِ والسَّلامُ على محمّدِ بنِ عبدِالله أمين اللهِ عَلى وَحْيِه وعَزائِم أمْرِه ، ومَعْدِنِ الْوَحي والتَّنزيل ، والخاتَم لِما سَبَقَ والفاتِحِ لِمَا اسْتَقْبَل (2) ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، والشاهِدِ عَلى خَلْقِه ، والسِّراج المُنِيرِ ، والسَّلامُ عليه ورَحمةُ اللهِ وبركاتُه ، اللّهمَّ صَلِّ على محمّد وأهل بَيتِه المظلومينَ أفضلَ وأكملَ وأرْفعَ وأشْرَفَ ما صلَّيت على أحدٍ مِنْ أنبيائِكَ ورُسُلِكَ وأصْفِيائكَ ، اللّهمّ صَلِّ عَلى عَليٍّ أميرِ المؤمنينَ عَبدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ وأخي رَسُولِكَ وَوَصيِّ رَسُولِكَ ، الَّذي انْتَجَبْتَه مِن خَلْقِكَ بعْدَ نَبِيِّكَ ، والدَّليلِ عَلى مَنْ بعَثتُهُ بِرسالاتِكَ ، وَديّان الدِّين بَعَدْلِكَ ، وَفَصل قَضائِك بَين خَلْقِكَ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وبَرَكاته ، اللّهم صَلِّ عَلى الاُئمَّةِ مِنْ وُلدِهِ الْقَوَّامين بأمْرِكَ مِن بَعْدِه ، المُطهّرين الّذين ارْتَضَيْتَهم أنْصاراً لِدينِكَ وَحَفَظةً لِسِرِّكَ ؛ وشُهداءَ عَلى خَلْقِك ، وأعْلاماً لِعِبادك ـ وتصلّي عليهم ما استَطعْتَ ـ السَّلامُ على الأئمّةِ المُسْتَودِعِين ، السَّلامُ على خالِصَةِ اللهِ مِنْ خَلقِه ، السَّلامُ على الأئمّة المتوسِّمِينَ ، السَّلامُ عَلى المؤمنِين ، الّذين قامُوا بِأمْركَ ، ووازَروُا أولياءَ اللهِ ، وخافُوا بخَوْفِهِم ، السَّلام عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُقَرَّبينَ ».
    ثمَّ تقول : « السَّلامُ عَلَيكَ يا أميرَ المؤمنين ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكاتُهُ ، السَّلام عليكَ يا حَبيبَ الله ، السَّلام عليكَ يا صَفْوَةَ اللهِ ، السَّلامُ عليك يا وَليَّ اللهِ ، السَّلام عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عليك يا عَمودَ الدِّينِ وَوارِثَ عِلْمِ الاُوَّلينَ والآخِرينَ ، وصاحِبَ المِيْسَمِ (3)
    __________________
    1 ـ يونس : 2.
    2 ـ أي لمن بعده من الحجج : ممّا استقبله من المعارف والعلوم والحكم. ( البحار ).
    3 ـ الميسم ـ بكسر الميم ـ : اسم الآلة الّتي يكوى بها ويُعْلم ، وأصله الواو وجمعه مياسم ومواسم ، الاُولى على اللّفظ والثّانية على الأصل.

    وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيم ، أَشْهَدُ أنّك قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وأمَرتَ بالمَعروفِ ، ونهَيتَ عَنِ المُنكرِ ، واتَّبَعْتَ الرَّسولَ ، وتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وجاهَدْتَ في الله حَقَّ جِهادِه ، ونَصَحْتَ للهِ ولِرسُوله ، وجُدْتَ بنَفْسِكَ صابِراَ مُحْتَسِباً مجاهِداً عن دينِ اللهِ ، مُوَقِّياً (1) لِرَسولِ اللهِ ، طالِباً ما عِندَ اللهِ ، راغِباً فيما وَعَدَ اللهُ ، ومَضيتَ للَّذي كنتَ عَلَيه شَهيداً وشاهِداً ومَشهُوداً ، فجَزاكَ اللهُ عَن رَسولِه وعن الإسلامِ وأهْلِه أفْضَلَ الجَزاءِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، ولَعَنَ اللهُ مَن خالفَكَ ، ولَعَنَ الله منِ افْتَرى عَلَيكَ وظَلَمَكَ ، ولَعَنَ اللهُ مَن غَصَبَك حَقَّك ، ومن بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ به ، أَنَا إلى اللهِ مِنْهم بَراءٌ ، لَعَنَ الله اُمّةً خالَفتْكَ ؛ واُمّةً جَحَدَتْ وِلايَتَكَ ؛ واُمّةً تَظاهَرَتْ عَلَيكَ؛ واُمّةً قَتَلتْكَ ؛ واُمّةً حادَت عَنك وَخَذَلَتْك ، والْحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ النّار مَثْواهُمْ ، وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْروُد (2) ، وبِئسَ وِرْدُ الوارِدِين ، وبِئسَ دَرَكُ المُدْرِك ، اللهمَّ العَن قَتَلَة أنبيائك وأوصياءِ أنبيائِكَ بجميع لَعَناتِكَ ، وأصِلهم حرّ ناركَ ، اللّهمَّ الْعَنِ الجَوابيتَ والطَّواغِيتَ والفَراعِنَةَ (3) ؛ واللاّتَ والعُزٌَى والجِبتَ ، وكلَّ نِدٍّ يُدعى مِن دُونِ اللهِ ، وكلَّ مُفْتَرٍ عَلى اللهِ ، اللّهمَّ الْعَنْهُمْ وأشْياعَهُم وأتْباعَهُم وأوْلِيائهم وأعْوانَهم ومُحبّ ومُحبّيهم لَعْناً كَثيراً » ،
    وتقول : « اللّهُمٌَ الْعَن قَتلَة أميرِ المؤمنينَ 7 ـ ثلاثاً ـ اللّهمّ عَذِّبْهم عَذاباً أليماً لا تُعذِّبُهُ أحداً من العالَمين ، وضاعِفْ عَليْهِم عَذابَكَ كما شاقُّوا وُلاةَ أمْرِكَ ، وأعدّ لَهم عَذاباً لم تَحلّه بأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، اللّهمَّ وأدْخِل عَلىُ قَتَلَة أنْصارِ رَسُولِكَ ، وقَتَلَة أنصار أمير المؤمنين ، وعَلى قَتلةِ أنْصار الحَسَن وعلى قَتلَة أنصارِ الحُسين ، وقَتَلَةَ مَن قُتل في ولاية آل مُحَمَّدٍ أجمعين عَذاباً مُضاعَفاً في
    __________________
    1 ـ على بناء التّفعيل ، والتّوقية الحفظ والكلاءة. وفي بعض النّسخ : « موقناً » بالنّون ، في بعضها : « موفياً » بالفاء والياء ، يقال : وفي بالعهد وأوفى به. ( البحار ).
    2 ـ أي : بئس الورد محلّ ورودهم ، والمورود تأكيد ، أو المورود عليه. ( كما قاله العلاّمة المجلسيّ ; ).
    3 ـ الجوابيت جمع الجبت ـ وهو بالكسر ـ : الصَّنم والكاهن والسّاحر والسِّحر ، والّذي لا خير فيه. « والطّواغيت » جمع طاغوت وهو الشّيطان ، والمراد هنا جميع خلفاء الجور من الفراعنة وأتباعهم.

    أسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحيمِ ، لا تُخَفَّفُ عَنْهُمُ من عذابِها وَهُمْ فيهِ مُبْلِسُونَ (1) مَلْعُونُونَ ، ناكِسُوا رُؤُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، قَدْ عايَنُوا النَّدامَةَ وَالْخِزْيَ الطَّويلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأتْباعَهُمْ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ ، اللّـهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السِّرِّ وَظاهِرِ الْعَلانِيَة (2) في أرْضِكَ وَسَمائِكَ ، اللّـهُمَّ اجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أوْلِيائِكَ ، وَحَبِّبْ إلَيَّ مشاهَدهم حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ وَتَجْعَلَني لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ » ،
    ثمَّ أجلس عند رأسه 7 وقل :
    سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ الْمُقَرَّبينَ وَالْمُسَلِّمينَ لَكَ بِقُلُوبهم ، وَالنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ؛ وَالشّاهِدينَ عَلى أنَّكَ صادِقٌ [أمينٌ] صِدّيقٌ؛ عَلَيْكَ يا مَولايَ ، السَّلام مِنَ اللهِ عليكَ وعلى رُوحِكَ وبدنِكَ ، أشْهَدُ أنّك طُهرٌ طاهِرٌ مُطهّرٌ (3) ، وأشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ بِالْبَلاغِ وَالاَْداءِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ جَنْبُ اللهِ (4) وأنّكَ بابُ اللهِ ، وَأنَّكَ وَجْهُ اللهِ الَّذي مِنْهُ يُؤْتى ، وأنّك خَليلُ اللهِ وأنّك عَبدُاللهِ ، وأخُو رَسولِه وقد أتَيْتُكَ وافِداً لِعظيم حالِكَ ومَنزِلَتِكَ عِندَ اللهِ وعِندَ رُسولِه ، أتَيْتُكَ زائِراً مُتَقَرِّباً إلَى اللهِ بِزِيارَتِكَ ، طالباً خَلاصَ نَفْسي ، مُتَعوِّذاً بِكَ مِن نارٍ اسْتَحَقّها مِثلي بما جَنَيتُهُ علىُ نَفْسي ، أتَيتُك انْقِطاعاً إلَيكَ وإلى وَلَدِك الخَلَف من بَعْدِكَ عَلى بَرَكة الحَقّ ، فَقَلْبي لَكَ مُسَلّم ، وأمري لك متَّبعٌ ، ونُصْرتي لَكَ مُعَدَّة ، وأنا عَبدُاللهِ ومولاك في طاعَتِكَ ، والوافِدُ إليكَ ، ألتمسُ بذلك كمال المنزلةِ عندَ الله ، وأنت يامَولايّ مِمَّنْ أمَرني اللهُ بطاعَتِه (5) ، وحَثَّني عَلى بِرِّه ، و
    __________________
    1 ـ المبلس : الشّديد الحسرة ، وقال الفرّاء : المبلس المنقطع الحجّة. وقال الفيروزآبادي : « المُبْلِسُ : السّاكتُ على ما في نفسه ، وأبْلَسَ : يئس [وانقطع] ، وتحيّر ».
    2 ـ استسرّ : استتر. ( القاموس ) وقال العلاّمة المجلسي ; : قوله : « مستسرّ السَرَ » ، مبالغة في الخفاء ، كما أنّ « ظاهر العلانية » مبالغة في الظّهور ، والغرض لعنهم على جميع الاُحوال وبجميع أنحاء اللّعن.
    3 ـ زاد به في الفقيه : « مِنَ طُهْرِ طاهِرٍ مَطهَّر ».
    4 ـ المراد بالجنب إمّا القرب فالمعنى : أنت أقرب أفراد الخلق إلى الله تعالى ، مِن باب تسمية الحال باسم المحلّ ، وإمّا الطّاعة فالمراد : أنّ طاعتك طاعة الله عزّوجلّ ، والمراد بالباب الّذي لا يؤتى إلاّ منه ، أي : لا يوصل إلى الله وإلى معرفته وعبادته إلاّ بمتابعتك ، وكذا الكلام في الوجه والسّبيل.
    5 ـ في بعض النّسخ : « بصلته ».

    دَلَّني عَلى فَضْلِهِ ، وَهَداني لِحبِّهِ ، وَرَغَّبني في الوِفادَة إليه وإلى طَلَبِ الحَوائج عِنْدَهُ ، أنتم أهلُ بيتٍ يَسْعَدُ مَنْ تَولاّكم ، ولا يَخِيبُ مَنْ أتاكم ، ولا يخسَرُ مَنْ يَهواكم ، ولا يسْعَدُ مَنْ عاداكم ، لا أجِدُ أحَداً أفزع إليه خَيراً لي مِنكم ، أنتم أهلُ بَيتِ الرَّحمةِ ، ودعائِمُ الدِّين ، وأرْكانُ الاُرضِ ، الشَّجرةُ الطَّيِّبةُ ، اللّهمّ لا تُخَيِّب تَوَجُّهي إليكَ برسولِكَ وآل رسولِكَ (1) ، اللّهمَّ أنْتَ مَنَنْتَ عَليَّ بزيارَة مَولايَ ووِلايَته ومعرفتِه ، فَاجْعَلْني مَمّنْ تَنصُرُه ويُنْتَصَرُ به ، ومُنَّ عليَّ بنَصْرِكَ لِدينكَ في الدُّنيا والآخِرة ، اللّهمّ أحْيِني على ما حَيي عليه عليُّ بنُ أبي طالب 7 ، وأمِتْني على ما مات عليه عليُّ بن أبي طالب 7 » ».
    2 ـ حدّثني محمّد بن يعقوبَ ـ عمّن حدّثه (2) ـ عن سَهل بن زياد ، عن محمّد بن اُورَمَة. وحدَّثني أبي ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن ـ اورَمة ـ عمّن حدّثه ـ عن الصادق أبي الحسن الثّالث (3) 7 « قال : تقول عند قبر أمير المؤمنين 7 :
    « السَّلام عليكَ يا وليَّ اللهِ أنتَ أوَّلُ مَظلومٍ وأوَّل مَنْ غُصِبَ حَقُّه ، صَبرْتَ واحتسبتَ حتّى أتاكَ اليَقينُ ، وأشهدُ أنّك لَقيتَ الله وأنتَ شَهيدٌ ، عَذَّب اللهُ قاتلَكَ بأنواع العَذاب ، وجَدَّدَ عليه العَذابَ ، جئتُكَ عارِفاً بحقِّكَ ، مُسْتَبصراً بشأنِك ، مُوالياً لأوْلِيائِك ، مُعادياً لأَعْدائِك ومَنْ ظَلَمَكَ ، الْقى عَلىُ ذلك ربّي إن شاءَ اللهُ تعالى ، [يا وليَّ اللهِ] إنَّ لي ذُنوباً كثيرةً ، فَاشْفع لي إلى رَبّك ، فإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعلُوماً ، وإنَّ لك عِندَ اللهِ جاهاً وشَفاعةً ، وقال : « لا يَشْفَعُونَ إلاّ لِمَنِ ارْتَضى وَهُم مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُون (4) » ».
    حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز القرشيِّ ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي الحسن الثّالث مثله.
    __________________
    1 ـ زاد به في الفقيه : « واستشفاعي بهم ».
    2 ـ كذا ، وفي الكافي مكانه : « عدّة من أصحابنا » وهم : علي بن محمّد الرّازيّ المعروف بـ « علاّن الكليني » ، ومحمّد بن أبي عبدالله الكوفيّ ساكن الرَّيّ ، ومحمّد بن الحسن الصّفّار ، ومحمّد بن عقيل الكوفيّ.
    3 ـ كذا في النّسخ.
    4 ـ الأنبياء : 28.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 4:26 pm



    الباب الثّاني عشر
    ( وداع قبر أمير المؤمنين عليه السلام )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد في كتاب الجامع (1) يروي عن أبي الحسن 7 « قال : إذا أردت أن تودِّع قبر أمير المؤمنين 7 فقل :
    « السَّلام عليكَ ورحمةُ الله وبَركاتُه ، أسْتَودِعُكَ اللهَ وأَسْتَرْعِيكَ ، وأقْرَءُ عَلَيكَ السَّلامَ ، آمنّا باللهِ وبِالرُّسل وبِما جاءَتْ بِه ودَعَت إليه [ودَلَّتْ عَلَيهِ] فَاكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدينَ ، اللّـهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتي إيّاهُ فَإنْ تَوَفَّيْتَني قَبْلَ ذلِكَ فَإنّي أشْهَدُ في مَماتي عَلى ما كنتُ شَهِدْتُ عَلَيْهِ في حَياتي ، أشْهَدُ أنَّكمُ الأئمّة ـ وتسمّيهم واحداً بعد واحد ـ وأشهدُ أنَّ منْ قَتَلَهُمْ وحارَبَهُم مُشركونَ ومنْ رَدَّ عَلَيْهم في أسْفَلِ دَرَكٍ منَ الجَحيم وأشهَدُ أنَّ مَنْ َحارَبَهُمْ لنا أعْداءٌ وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُرَءاءُ ، وَأنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطانِ ، وَعَلى مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجْمَعينَ ، وَمَنْ شَرِكَ فيهِمْ وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلَهُمُ ، اللّـهُمَّ إنّي أسْالُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْليمِ أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وآل محمّدٍ ، ولا تَجْعَلْهُ آخرَ الْعَهْدِ مِن زِيارَتِه فَإنْ جَعَلتَهُ فَاحْشُرني مَعَ هؤلاءِ المُسَمِّينَ الاُئِمَّةِ ، اللّهُمَّ وذَلِّلْ قُلُوبَنا بِالطّاعَةِ والمُناصَحَةِ والمَحبّةِ وَحُسْنِ المُؤازَرَةِ » » (2).
    __________________
    1 ـ قال العلاّمة الرّازيّ 1 في الذريعة : « الجامع في الحديث » لاُبي جعفر محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد شيخ القمّيّين ، والمتوفّى 343 ، روى الشّيخ الطّوسي في التهذيب زيارة علي ّ بن موسى الرضا 8 عن الكتاب المترجم بـ « الجامع » تأليف أبي جعفر محمّد بن الحسن بن الوليد ، والظّاهر من السيّد ابن طاووس المتوفّى 664 أنّ « الجامع » هذا كان عنده ، قال في الإقبال في نوافل شهر رمضان : « روى عبدالله الحلبيّ في كتاب له وابن الوليد في جامعه » ، بل الظّاهر من « ميرزا كمالا » صهر العلاّمة المجلسيّ أنّه كان موجوداً في عصره حيث أنّه يأمر ولده بالرّجوع إلى هذا الكتاب في المجموعة الّتي مرّت في ج 3 ص 170 بعنوان : « بياض الكمالي » ـ انتهى ». أقول : الظّاهر من تسمية الكتاب أنّ كلّ ما فيه مأثور عن الأئمة : والله يعلم ، لكن المولى المجلسيّ توقّف في صدور جميع أخباره عن المعصوم 7.
    2 ـ زاد به في الفقيه : « وسبّح تسبيح الزّهراء فاطمة عليها السلام وهو : سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم ، سبحان ذي العزّ الشّامخ المنيف ، سبحان ذي الملك الفاخر القديم ، سبحان ذي البهجة

    الباب الثّالث عشر
    ( فضل الفرات وشربه والغسل فيه )
    1 ـ حدَّثني أبي ; ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن ـ عيسى (1) ، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عُمَرَ بن عليّ بن أبي طالب 7 ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن علي 7 « قال : الماء سيّد شراب الدُّنيا والآخرة ، وأربعة أنهار في الدُّنيا من الجنّة : الفُرات ، والنّيل ، وسَيحان ، وجَيحان. الفُرات : الماء ، والنّيل : العَسَل ، وسَيحان : الخمر ، وجَيحان : اللّبن » (2).
    2 ـ وعنه ، عن أبي جميلة (3) ، عن سليمان بن هارون أنّه « سمع أبا عبدالله 7 يقول : من شرب من ماءِ الفُرات وحَنّك به فهو محبّنا أهل البيت » (4).
    3 ـ وبإسناده عن أحمد بن محمّد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي الجارود (5) ، عن أبي جعفر 7 « قال : لو أنْ بيننا وبين الفُرات كذا وكذا مِيلاً لذهبنا إليه واستشفينا به ».
    __________________
    والجمال ، سبحان من تردّى بالنّور والوقار ، سبحان من يرى أثر النّمل في الصفا ، ووَقْعَ الطّير في الهواء ».
    1 ـ رواية الاُشعريّ عن عيسى بن ـ عبدالله الهاشمي في غاية البعد ، والظّاهر إمّا أن تكون الرّواية مرفوعة ، أو لا بدّ من الواسطة ، والظّاهر هو الحسن بن عليّ بن فضّال ، كما أورد في البحار الخبر الّذي يأتي تحت رقم 6 وفيه : « أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن ، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ 7 ».
    2 ـ لعلّ المراد أنّ تلك الأسماء مشتركة بينها وبين أنهار الجنّة وفضلها لكون التّسمية بها من جهة الوحي والإلهام ، ويحتمل أن يدخلها شيء من تلك الأنهار التي في الجنّة كما ورد في الفرات. ( البحار )
    3 ـ هو المفضّل بن صالح الأسديّ ، ورواية ابن فضّال السّاقط من الخبر الماضي.
    4 ـ لعلّ الحكم متعلّق بمجموع الشّرب والتَّحنيك لا بكلٍّ منهما. ( البحار )
    5 ـ المراد به زياد بن المنذر الهَمْداني ، إليه تنسب الجاروديّة منهم.

    4 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن ثَعلَبة بن مَيمون ، عن سليمانَ بنِ هارونَ العِجليّ « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : ما أظنُّ أحداً يُحَنّك بماءِ الفرات إلاّ أحبّنا أهل البيت ، وسَألني : كم بينك وبين ماءِ الفرات ، فأخبرته ، فقال : لو كنتُ عنده لأحببتُ أن آتيه طَرَفي النّهار ».
    5 ـ وحدّثني عليُّ بن الحسين بن موسى ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشِم ، عن أبيه ، عن عليِّ بن الحكم ، عن سليمان بن نَهِيك ، عن أبي عبدالله « في قول اللهِ عزّوجلّ : « وآوَيْناهُما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِين (1) » ، قال : « الرَّبوة » نجف الكوفة؛ و « المعينُ » الفُرات ».
    6 ـ وحدّثني عليُّ بن الحسين ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمَد بن عيسى ، عن الحسن (2) ، عن عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عُمَرَ ، عن أبيه ، عن جَدّه ، عن عليٍّ 7 « قال : الفُرات سَيّد المِياه في الدُّنيا والآخرة ».
    7 ـ وحدَّثني محمد بن عبدالله ، عن أبيه عبدالله بن جعفر الحميريِّ ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله ، عن أبيه ـ عمّن حدِّثه ـ عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه ، عن حكيم بن جُبير « قال : سمعت عليِّ بن الحسين [8] يقول : إنّ ملكاً يهبط كلَّ ليلةٍ معه ثلاث مثاقيل مسك مِن مسك الجنَّة فيطرحها في الفرات ، وما مِن نهرٍ في شرق ولا في غرب أعظم بركةً منه ».
    8 ـ وحدَّثني عليُّ بن محمّد بن قولُوَيه ، عن أحمدَ بن ـ إدريس ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فضّال ، عن ابن أبي عُمَير ، عن الحسين بن عثمانَ ـ عمّن ذكره ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : تَقْطُر في الفُرات كلَّ يوم قَطَراتُ من الجنّة ».
    9 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ
    __________________
    1 ـ المؤمنون : 50.
    2 ـ يعني ابن عليِّ بن فضّال.

    ابن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن عليِّ بن الحكم ، عن رَبيع بن محمّد المُسليِّ ، عن عبدالله بن سليمان « قال : لمّا قَدِم أبو عبدالله 7 الكوفةَ في زَمَن أبي العبّاس فجاءَ على دابَّته في ثِياب سَفَره حتّى وقف على جِسْر الكوفة ، ثمّ قال لغلامه : اسْقني ؛ فأخذ كوزَ مَلاّح فغَرَفَ له به فأسقاه فشَرِب والماءُ يسيل مِنْ شِدْقَيه وعلى لِحيته وثيابه ، ثمَّ استزاده فزاده فحمد الله ، ثمّ قال : نَهرُ ماءٍ ما أعظم بَرَكتُه ، أما إنّه يسقط فيه كلُّ يوم سبع قَطَرات مِن الجنّة ، أما لو علم النّاس ما فيه من البركة لضربوا الأخبِية على حافَتَيه ، أما لولا ما يدخله من الخاطئين ما اغتمس فيه ذو عاهَةٍ إلاّ بَرِء (1) ».
    10 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ ابن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن عليِّ بن الحَكَم ، عن عرفة ، عن رِبعيّ « قال : قال أبو عبدالله 7 : « شاطيء الوادِ الأَيْمَنِ (2) » الّذي ذكره تعالى في كتابه هو الفرات ، و « الْبُقْعَةِ المبارَكَةِ (2) » هي كربلاء ، و « الشّجرة (2) » هي محمّد 9 ».
    11 ـ حدَّثني أبي ; ، عن سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن ـ مَهزيار ، عن أخيه عليّ بن مهزيار ، عن ابن أبي عُمَير ، عن الحسين بن عثمان (3) ، عن أبي عبدالله 7. ومحمّد بن أبي حمزة ـ عمّن ذكره ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : ما أظنُّ أحداً يُحنَّك بماءِ الفُرات إلاّ كان لنا شِيعةً » ،
    وروى ابن أبي عمير ، عن بعض أصحابنا « قال : يجري في الفرات ميزابان من الجنّة ».
    قال (4) : قال ابن أبي عمير : ولا أعلمه إلاّ ابن سنان وقد رواه لي.
    __________________
    1 ـ في البحار : « إلاّ أبرىء ».
    2 ـ القصص : 30 ، أي الجانب الأيمن من الوادي. والخبر مذكور في التّهذيب ج 6 ص 44 إلاّ قوله : « والشّجرة ـ إلخ ». وقوله : « عرفه ، عن ربعيّ » فيه « محرمة بن ربعيّ ».
    3 ـ هو ابن عثمان بن شريك العامريّ الكوفيّ الثّقة. له كتاب يرويه ابن أبي عمير.
    4 ـ القائل ابن مهزيار ظاهراً. وليس هذه الفقرة إلى قوله : « وقد رواه لي » في البحار.

    12 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن (1) ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن العبّاس ابن معروف ، عن عليِّ بن مهزيار ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن حَنان بن سَدير ، عن حكيم بن جُبَير الأسَديّ « قال : سمعت عليّ بن الحسين 8 يقول : إنٌَ الله يهبط ملكاً كلِّ ليلة معه ثلاث مثاقيل مِن مِسْكِ الجنّة فيطْرَحُه في فُراتِكم هذا ، وما من نَهر في شرق الأرض ولا في غَرْبها أعظمَ بَرَكةً منه ».
    13 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فَضّال ، عن ثَعلَبة بن مَيمون ، عن سليمانَ ابن هارونَ « قال : قال أبو عبدالله 7 : ما أظنُّ أحداً يُحَنَّك بماءِ الفُرات إلاّ أحبّنا أهل البيت ».
    14 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريَ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن محمّد البرقيّ ، عن عبدالرّحمن بن حمّاد الكوفيّ قال : حدَّثنا عبدالله بن محمّدٍ ـ الحجَال ، عن غالب بن عثمان ، عن عُقْبَة بن خالِد « قال : ذكر أبو عبدالله 7 الفرات قال : أما إنّه من شيعةِ عليٍّ 7 وما حُنِّك به أحدٌ إلاّ أحبَنا أهل البيت ».
    15 ـ حدَّثني أبي ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن عِمرانَ بن موسى ، عن أبي عبدالله الجامورانيِّ الرَّازيّ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن سَيف بن عَمِيرَة ، عن صَنْدَل ، عن هارون بن خارجة « قال : قال أبو عبدالله 7 : ما أحدٌ يشرب من ماءِ الفرات ويُحَنّك به إذا وُلِدَ إلاّ أحبَّنا ، لأنَّ الفُرات نهرٌ مؤمن ».
    16 ـ وبإسناده ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 « قال : نَهران مؤمنان ، ونهران كافران ، نَهران كافران نهر بَلْخ ودِجْلَة ، والمؤمِنان نِيل مصر والفُرات ، فحَنِّكوا أولادَكم بماءِ الفُرات » (2).
    __________________
    1 ـ المراد به ابن الوليد. ومحمّد بن إسماعيل هو ابن بزيع الثّقة.
    2 ـ قال ابن الأثير في شرح هذا الحديث : « جعلهما مؤمنين على التّشبيه ، لأنّهما يفيضان على الأرض فيَسقيان الحرث بلا مَؤونةٍ ، وجعل الآخرَيْن كافِرَين لأنّهما لا يسقيان ولا يُنْتَفَع بهما إلاّ بمؤونة وكُلْفَة ، فهذان في الخير والنَّفْع كالمؤمنَين ، وهذان في قِلَّة النُّفع كالكافِرَين.

    الباب الرّابع عشر
    ( حبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحسن والحسين عليهما السلام والأمر بحبِّهما وثواب حبّهما )
    1 ـ حدَّثني أبي ; ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف ؛ وعبدالله ابن أبي جعفر الحميريّ ؛ ومحمّد بن يحيى العطّار جميعاً ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم؛ وغيره ، عن جميل بن درَّاج ، عن أخيه نوح ، عن الأجلح ، عن سَلَمة بن كُهَيل (1) ، عن عبدالعزيز ، عن عليِّ 7 « قال : كان رسول الله 6 يقول : ياعليُّ لقد أذْهَلَني هذان الغُلامان ـ يعني الحسن والحسين ـ أن أحبّ بعدهما أحداً [ابداً] إنَّ ربّي أمرني أن اُحِبّهما واُحبّ مَن يُحبّهما ».
    2 ـ حدّثني محمّد بن أحمدَ بن إبراهيمَ ، عن الحسين بن عليٍّ الزّيديِّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن عبّاس؛ وعبدالسّلام بن حَرْب جميعاً قال : حدَّثنا مَن سمع بَكْرَ بن عبدالله المزنيَّ ، عن عِمرانَ بن الحصَين (2) « قال : قال رسول الله 6 لي : يا عِمرانُ إنّ لكلِّ شيءٍ موقعاً من القلبِ ، وما وقع موقع هذين الغلامين مِن قلبي شيءٌ قط ، فقلت : كلُّ هذا يارسولَ الله؟ قال : يا عِمران وما خَفي عليك أكثر أنّ الله أمرني بحبّهما ».
    3 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ـ عمّن حدَّثه ـ عن سفيان الجريريّ ، عن أبيه ، عن ابي رافع ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن أبي ذرّ الغفاريِّ « قال : أمرني رسول الله 6 بحبّ الحسن والحسين 8 ، فأنا اُحبّهما واُحبّ مَن يحبّهما لحبِّ رسول الله إيّاهما ».
    __________________
    1 ـ عدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب أمير المؤمنين عليٍّ 7. وراويه هو أجلح بن عبدالله ابن حُجيّة ظاهراً ، ويقال : اسمه يحيى والأجلح لقبه. ( من التّهذيب لابن الحجر ).
    2 ـ هو عمران بن حُصَين بن عبيد بن خلف ، أسلم هو وأبو هريرة عامّ خيبر. روى عن النبيّ 6.

    4 ـ حدّثني أبي ، عن عبدالله بن جعفر الحميريّ قال : حدَّثني رجلٌ ـ نسيت اسمه ـ من أصحابنا ، عن عبيدالله بن موسى ، عن مُهَلْهَل العَبديّ ، عن أبي هارون العبديِّ ، عن رَبيعة السّعديّ ، عن أبي ذرّ الغِفاريّ « قال : رأيت رَسول الله 6 يقبّل الحسن والحسين 8 وهو يقول : من أحبَّ الحسن والحسين وذرّيتهما مخلصاً لم تلفح النّار وجْهَه ولو كانت ذنوبه بِعدَدِ رَملٍ عالج إلاّ أن يكون ذَنبه ذنباً يخرجه من الإيمان ».
    5 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز القرشيِّ قال : حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ـ عَمّن ذكره ـ عن عليِّ بن عابس ، عن الحَجّال (1) ، عن عَمْرِو بن مُرَّة ، عن عبدالله بن سَلَمة ، عن عُبَيدة السّلمانيِّ ، عن عبدالله بن معسود « قال : قال : سمعتُ رسول الله 6 يقول : مَن كان يحبّني فليحبَّ ابنَي هذَين ، فإنَّ الله أمرني بحبّهما ».
    6 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه محمّد بن عيسى ، عن عبدالله بن المغِيرة ، عن محمّد بن سليمانَ البزَّاز ، عن عَمْرِو بنِ شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر 7 « قال : قال رسول الله 6 : مَن أراد أن يتمسّك بعروة الله الوثقى الّتي قال الله تعالى في كتابه فليوال عليَّ بن أبي طالب والحسن والحسين ، فإنَّ اللهَ يحبّهما مِن فوق عرشه ».
    7 ـ وعنه (2) ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه؛ وعبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ ـ عن رجل ـ عن عبّاس بن الوليد ، عن ابيه ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قال رَسول الله 6 : مَن أبغض الحسن والحسين جاءَ يوم القيامة وليس على وجهه لحمٌ ، ولم تنله شفاعتي ».
    8 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي المغرا (3) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7
    __________________
    1 ـ يعني عبدالله بن محمّد الكوفيّ الثّقة.
    2 ـ الضّمير راجع إلى سعد بن عبدالله.
    3 ـ المراد به حميد بن مثنّى الصّيرفيّ الثّقة.

    « قال : سَمعتُه يقول : قال رسول الله 6 : قرَّة عيني النِّساء (1) ، ورَيحانتي الحسن والحسين ».
    9 ـ حدّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ـ عمّن ذكره ـ عن عليِّ بن عبّاس ، عن المِنهال عن عَمرو ، عن الأصبغ ، عن زاذان « قال : سمعت عليَّ بن أبي طالب 7 في الرُّحْبَة (2) يقول : الحسن والحسين رَيحانتا رسول الله 6 ».
    10 ـ حدَّثني جماعة مشايخي منهم : أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن أبي عبدالله زكريّا المؤمن ، عن ابن مُسكان ، عن زيد مولى ابن هُبيرة (3) « قال : « قال أبو جعفر 7 : قال رسول الله 6 : خذوا بِحُجزَة هذا الأنزع ، فإنّه الصّدِّيق الأكبر؛ والهادي لمن اتَّبعه ، ومَن سبقه مرق (*) من دين الله ، ومَن خذله محقه الله ، ومَن اعتصم به فقد اعتصم بـ [ ـحبل ] الله ، ومَن أخذ بولايته هداه الله ، ومن ترك ولايته أضله الله ، ومنه سبطا أمتي الحسن والحسين ، وهما ابناي؛ ومَن ولد الحسين الأئمّة الهداة والقائم المهديّ ، فأحبّوهم وتوالوهم ، ولا تتّخذوا عدوَّهم وليجَة من دونهم ، فيحلُّ عليكم غضبٌ مِن رَبّكم ، وذلّة في الحياة الدُّنيا ، وقد خاب مَنِ افترى ».
    11 ـ حدَّثني الحسين بن عليٍّ الزّعفرانيُّ بالرَّيّ قال : حدَثنا يحيى بن سليمان ، عن عبدالله بن عثمان بن خَثيم ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يَعلى بن مُرَّة « قال : قال رسول الله 6 : حسينٌ منّي وأنا من حسين ، أحبَّ الله مَن أحبَّ حسيناً ، حسين سِبط مِن الأسباط ».
    __________________
    1 ـ كذا في جلّ النّسخ ، والصّواب : « حُبِّب إليّ من الدنيا النّساء والطّيب ، وقرّة عيني في الصّلاة » ، راجع بيانه مفصّلاً « الخصال » طبع مكتبتنا ص 165.
    * ـ أي خرج.
    2 ـ الرّحبة ـ بضمّ أوّله ، وسكون ثانية ، وباء موحّدة ـ : قرية بحذاء القادسية على مرحلة من الكوفة على يسار الحُجّاج إذا أرادوا مكّة. ( المعجم ).
    3 ـ يعني زيد بن يونس الشّحّام.

    12 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبي سعيد الحسين بن عليِّ بن زَكريّا العَدْويّ البَصريّ قال : حدَّثنا عبدالأعلى بن حمّاد النَّرسيّ قال : حدّثنا وُهَيب (1) ، عن عبدالله بن عثمان ، عن سعيد بن أبي راشد ، عن يَعلى العامِريّ « أنَّه خرج من عند رسول الله 6 إلى طعام دُعي إليه فإذا هو بحسين 7 يلعب مع الصِّبيان فاستقبل النَّبيُّ 6 أمامَ القوم ثمَّ بسط يديه فطَفَر الصّبيّ ههنا مرَّة ، وههنا مَرَّة ، وجعل رَسول الله 6 يضاحكه حتّى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنِه والاُخرى تحت قَفائه ، ووضع فاهُ على فيه وقَبّله ، ثمَّ قال : حسين منّي وأنا من حسين ، أحبَّ الله مَن أحبَّ حسيناً ، حسين سِبط من الأسباط ».
    13 ـ وعنه ، عن أبي سعيد قال : حدّثنا نَضْرُ بنُ عليٍّ قال : حدَّثنا عليُّ بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر 8 « قال : أخذ رَسولُ الله 6 بيد الحسن والحسين فقال : مَن أحبَّ هذين الغلامين وأباهما واُمِّهما فهو معي في دَرَجتي يوم القيامة ».
    الباب الخامس عشر
    ( زيارة الحسن بن عليٍّ عليهما السلام وقبور الأئمّة عليهم السلام بالبقيع )
    1 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم قال : حدَّثني سلمة بن الخطّاب ، عن عمر بن عليٍّ ، عن عمّه ، عن عُمَرَ بن يزيدَ بيّاع السّابري ـ رفعه ـ « قال : كان محمّد بن عليٍّ ابن الحنفيّة يأتي قبر الحسن بن عليٍّ 8 فيقول :
    « السَّلام عليكَ يَا ابْنَ أميرِ المؤمِنينَ ، وابْنَ أوَّلِ المُسْلِمينَ ، وكيف لا تكون كذلك ، وأنْتَ سَليل الهُدى ، وحَليفُ التَّقوى ، وخامِسُ أهْلِ الكِساء (2) ، غَذَتْك يَدُ الرَّحمة ، و
    __________________
    1 ـ هو وهيب بن خالد الباهليّ المعروف بـ « صاحب الكرابيس » ، عامّيّ ، وهو راوي عبدالله بن عثمان بن خثيم القارئ ، وشيخ عبدالأعلى بن حمّاد النَّرْسيّ ، العامّيّ.
    2 ـ كذا ، والمشهور أنّ الخامس منهم الحسين 7.

    رُبّيتَ في حِجْرِ الإسْلامِ ، ورُضِعْتَ مِنْ ثَدْي الإيمانِ ، فَطِبْتَ حيّاً ، وَطِبتَ ميّتاً ، غَيْرُ أنَّ النَّفْسَ غَيْرُ راضِيةٍ بِفِراقِكَ ، وَلا شاكّةٍ في حَياتِك (1) يَرْحَمُك اللهُ » ،
    ثمَّ التفت إلى الحسين 7 فقال : « يا أبا عبدِاللهِ فَعلى أبي محمّدٍ السَّلامُ » (2).
    2 ـ وعنه ، عن سَلَمة ، عن عبدالله بن أحمدَ ، عن بكر بن صالح ، عن عَمرِو بنِ هشام ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أحَدهما 8 « قال : إذا أتيت قبور الأئمَّة بالبقيع فَقِفْ عندهم واجعل القبلةَ خلفَك والقبرَ بين يديك ، ثمَّ تقول :
    « السَّلامُ عَلَيْكُمْ أئِمَّةَ الْهُدى ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ والبِرِّ والتَّقْوى ، السَّلامُ عَلَيكم الْحُجَجُ على أهْلِ الدُّنْيا ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ الْقَوّامينَ في الْبَرِيَّةِ بِالْقِسْطِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ الصَّفْوَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا آلَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ النَّجْوى ، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ في ذاتِ اللهِ ، وَكُذِّبْتُمْ ، وَاُسيئَ إلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ ، وَأشْهَدُ أنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرّاشِدُونَ المَهديّون ، وَأنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةً ، وَأنَّ قَوْلَكُمُ الصِّدْقُ ، وَأنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجابُوا ، وَأمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا ، وَأنَّكُمْ دَعائِمُ الدّينِ وَأرْكانُ الاَْرْضِ ، لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللهِ يَنْسَخُكُمْ مِنْ أصْلابِ كُلِّ مُطهَّرٍ ، (3) وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أرْحامِ الْمُطَهَّراتِ ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الْجاهِلِيَّةُ الْجَهْلاءُ ، وَلَمْ تَشْرَكْ فيكُمْ فِتَنُ الاَْهْواءِ ، طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ ، مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدّينِ (4) فَجَعَلَكُمْ في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيهَا اسْمُهُ ، وَجَعَلَ صَلواتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكَفّارَةً لِذُنُوبِنا ، إذِ اخْتارَكُمُ اللهُ لَنا ، وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ ، وَكُنّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ ، مُعْتَرِفينَ بِتَصْديقِنا إيّاكُمْ ، وَهذا مَقامُ مَنْ أسْرَفَ وَأخْطَأ وَاسْتَكانَ وَأقَرَّ بِما جَنى وَرَجى بِمَقامِهِ الْخَلاصَ ، وَأنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ
    __________________
    1 ـ جاء الخبر في التّهذيب للشّيخ الطّوسيّ ; ج 6 ص 47 وفيه : « وَلا شاكَّة في الجنان لَكَ » أي لا تشكّ الأنفس في أنّك في الجنان.
    2 ـ كذا في النّسخ ، وفي التّهذيب : « ثمّ يلتفت إلى الحسين 7 فيقول : « السَّلامُ عَلَيكَ ياأبا عَبْدِالله وَعَلى أبي مُحَمَّدٍ السَّلامُ ».
    3 ـ النّسخ في الأصل : النّقل ، ونسختِ الرّيح آثار الدّار أي غيّرتها.
    4 ـ الدَّيّان : القهّار والقاضي والحاكم والسّايس والحاسب والمجازي الّذي لا يضيع عملاً ، بل يجزي بالخير والشّرّ. ( القاموس )

    مُسْتَنْقِذُ الْهَلْكى مِنَ الرَّدى ، فَكُونُوا لي شُفَعاءَ ، فَقَدْ وَفَدْتُ إلَيْكُمْ إذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أهْلُ الدُّنْيا ، وَاتَّخَذُوا آياتِ اللهِ هُزُواً وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها ، يا مَنْ هُوَ قائِمٌ لا يَسْهُو ، وَدائِمٌ لا يَلْهُو ، وَمُحيطٌ بِكُلِّ شَىْءٍ لَكَ الْمَنُّ بِما وَفَّقْتَني وَعَرَّفْتَني أئمَّتي ، وبِما أقَمْتَني عَلَيه ، إذْ صَدَّ عَنْهُ عِبادُكَ ، وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُ ، وَاسْتَخَفُّوا بِحَقِّهِ ، وَمالُوا إلى سِواهُ ، فكانتِ المِنَّةُ مِنكَ عَلَيَّ مَعَ أقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَني بِهِ ، فَلَكَ الْحَمْدُ إذْ كُنْتُ عِنْدَكَ في مقام مَذْكُوراً مَكْتُوباً ، فَلا تَحْرِمْني ما رَجَوْتُ ، وَلا تُخَيِّبْني فيـما دَعَوْتُ ، بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطّاهِرينَ » ،
    وداع لنفسك بما أحببتَ ».
    3 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين؛ وغيرُه ، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ ، عن يزيد بن إسحاقَ شَعَر ، عن الحسن بن عَطيَّة ، عن أبي عبدالله 7 « قال : تقول عند قبر الحسين ما أحببتَ ».
    الباب السّادس عشر
    ( ما نزل به جَبرئيل عليه السلام في الحسين بن عليّ عليهما السلام أنّه سيقتل )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز القرشيِّ الكوفيِّ قال : حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سِنان ، عن سعيد بن يسار ؛ أو غيره « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : لمّا أن هبط جبرئيل 7 على رسول الله 6 بقتل الحسين 7 أخذ بيد عليٍّ فخلا به مَليّاً مِن النَّهار فغلبتّهما العَبْرة ، فلم يتفرَّقا حتّى هبط عليهما جبرئيل 7 ـ أو قال : رسول ربّ العالمين ـ فقال لهما : رَبّكما يقرؤكما السّلامَ ويقول : عزمت عليكما لما صبرتما ( كذا ) ، قال : فصبرا ».
    حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، سعيد بن يسار قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول مثله.
    حدّثني أبي ; ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ، عن

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 4:27 pm

    محمّد بن سِنان ، عن سعيد بن يَسار مثله.
    2 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ الوشّاء ، عن أحمدَ بن عائذ ، عن أبي سَلَمة سالم بن مُكرَم ، عن أبي عبدالله 7 « قال : لمّا حَمَلتْ فاطمة بالحسين جاءَ جبرئيل 7 إلى رسول الله 6 فقال : إنَّ فاطمة سَتَلِدُ وَلداً تقتله اُمّتك مِن بعدك ، فلمّا حَمَلَتْ فاطمة بالحسين كَرِهَتْ حملَه ، وحين وضَعَتْه كَرِهَتْ وضعَه ، ثمَّ قال أبو عبدالله 7 : هل رأيتم في الدّنيا اُمّاً تلد غلاماً فتكرهه (1)؟! ولكنّها كَرِهَتْهُ لأنّها عَلِمتْ أنّه سَيُقتل ، قال : وفيه نزلتْ هذه الآية : « وَوَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْناً حَمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصلُهُ ثَلثون شَهراً (2) » ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن محمّد بن عبدالله ، عن أبيه « قال سمعت أبا عبدالله 7 يقول : أتى جبرئيل 7 إلى رسول الله 6 فقال له : السّلام عليك يا محمّد ، ألا اُبشّرك بغلام تقتله اُمّتك مِن بَعدِك؟ فقال : لا حاجة لي فيه ، قال : فانتهض إلى السّماء ، ثمَّ عاد إليه الثّانية ، فقال له مثل ذلك ، فقال : لا حاجة لي فيه ، فانعرج إلى السّماء ثمَّ انقضّ إليه الثّالثة فقال له مثل ذلك ، فقال : لا حاجة لي فيه ، فقال : إنَّ ربَّك إنّ جاعِل الوصيّة في عَقبه ، فقال : نعم ، ثمَّ قام رسول الله 6 فدخل على فاطمة فقال لها : إنّ جبرئيل أتاني فبشّرني بغلام تقتله اُمتي مِن بعدي! فقالت : لا حاجة لي فيه ، فقال لها إنّ ربّي جاعل الوصيّة في عقبه ، فقالت : نعم إذن ، قال : فأنزل الله تعالى عند ذلك هذه الآية : « حمَلَتْهُ اُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً » لموضع إعلام جبرئيل إياها بقتله ، « فَحَمَلَتهُ كُرهاً » بأنّه مقتول ، و « وَضَعَتْهُ كُرْهاً » لأنّه مقتول ».
    4 ـ وحَدّثني محمّد بن جعفر الرَّزّاز قال : حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن عَمرو بن سعيد الزَّيّات قال : حدَّثني رجلٌ من أصحابنا ،
    __________________
    1 ـ في الكافي : « لم تر في الدّنيا اُمٌّ تلد غلاماً تكرهه ولكنّها ـ إلخ ».
    2 ـ الأحقاف : 15.

    عن أبي عبدالله 7 « أنَّ جبرئيل نزل على محمّد 6 فقال : يا محمّد إنَّ الله يقرء عليك السَّلام ويبشّرك بمولود يولد مِن فاطمة 3 تقتله اُمّتك مِن بعدك ، فقال : يا جبرئيل وعلى ربّي السَّلام ، لا حاجة لي في مولود [يولد مِن فاطمة] تقتله اُمّتي مِن بعدي ، قال : فعرج جبرئيل إلى السّماء ، ثمَّ هبط فقال له مثل ذلك ، فقال : يا جبرئيل وعلى ربّي السَّلام ؛ لا حاجة لي في مولود تقتله اُمّتي مِن بعدي ، فعرج جبرئيل إلى السَّماء ثمّ هبط فقال له : يا محمّد إنَّ ربَّك يقرئك السَّلام ويبشّرك الله جاعل في ذرّيَّته الإمامة والولاية والوصيَّة ، فقال : « قد رضيت (1) ، ثمّ أرسل إلى فاطمة أنَّ الله‏ بُبشّرني بمولود يولد منك تقتله اُمّتي من بعدي ، فأرسَلَتْ إليه أن لا حاجة لي في مولود يولد منّي تقتله اُمّتك مِن بعدك ، فأرسل إليها أنَّ الله جاعلٌ في ذُرِّيَّته الإمامة والوصيَّة ، فأرسَلتْ إليه أني قد رضيت ، « فحمَلَتْهُ اُمُُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحملُهُ وَفِصلُهُ ثَلثُون شَهْراً حتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ وَبَلَغَ أربَعينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أوزِعْني أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتي أنْعَمتَ عَليَّ وَعَلى والِدَيَّ وأنْ أعْمَلَ صالِحاً تَرْضـهُ وأصْلِحْ لي في ذُرِّيَّتي » ، فلو أنّه قال : أصلح لي ذرّيّتي لكانت ذرّيَّته كلّهم أئمّة ، ولم يرضع الحسين مِن فاطمة ولا مِن اُنثى لكنَّه كان يؤتى به النَّبيّ فيضع إبهامَه في فيه فيمصّ منها ما يكفيه اليومين والثّلاثة فنبت لحم الحسين 7 (2) مِن لحم رَسول الله 6 ودمه من دمه ولم يولد مولود لستّة أشهر إلاّ عيسى بن مريم والحسين بن علي 8 ».
    وحدّثني أبي ; ، عن سعد بن عبدالله ، عن علي بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزَّيات بإسناده مثله.
    5 ـ حدّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن
    __________________
    1 ـ المراد بذلك ما قاله إبراهيم : « ومن ذرّيتي » بعد قوله : « انّي جاعلك للنّاس إماماً ».
    2 ـ الخبر خبر واحد مجهول ، وكان فيه وهم ، والظّاهر أنّ الأصل : « لكنه يؤتي به النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيضع يده في فمه فإذا مسّ إصبعه يظهر له أنّه جائع فأمر بإرضاعه ، وبهذا الوجه نبت لحم الحسين ـ يعني بمراقبة النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم ـ » ، وراوي الخبر غير معلوم ، ولعلّ الزَّيّات لترديده في صحَّة اللّفظ لم يسمّ الرّاوي.

    أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن ابن فَضّال ، عن عبدالله بن بُكَير ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : دَخَلَتْ فاطمة 3 على رَسول الله 6 ـ وعيناه تَدْمَع ـ فسألتْه : ما لكَ؟! فقال : إنّ جَبرئيل أخبرني أنّ اُمتي تقتل حسيناً ، فجزعتْ وشقّ عليها ، فأخبرها بمن يملك مِن ولدها فطابت نفسها وسكنتْ ».
    6 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى (1) ، عن صفوانَ بن يحيى ، عن الحسين بن أبي غُنْدَر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر 7 « قال : قال أمير المؤمنين 7 : زارنا رسول الله 6 وقد أهدَتْ لنا اُمُّ أيمن لبناً وزَبداً وتَمراً ، فقدَّمنا منه ، فأكل (2) ثمَّ قام إلى زاوية البيت فصلّى رَكعات ، فلمّا كان في آخر سجوده بكى بكاءً شديداً ، فلم يسأله أحد منّا ، إجلالاً وإعظاماً له ، فقام الحسين وقعد في حجره ، فقال : يا أبة لقد دخلتَ بيتنا فما سَررنا بشيء كسُرورنا بدخولك ، ثمَّ بكيتَ بكاء غمّنا فما أبكاك؟! فقال : يا بُنَّي أتاني جبرئيل آنفاً فأخبرني أنّكم قَتلى ؛ وأنّ مصارعكم شتّى ، فقال : يا أبة فما لمن زار قبورنا على تشتّتها؟ فقال : يا بُنَّي أولئك طوائف مِن اُمّتي يزورونكم فيلتمسون بذلك البركة ، وحقيق عَليَّ أن آتيهم يوم القيامة حتّى اُخلِّصَهم مِن أهوال السّاعة ومِن ذنوبهم ، ويسكنهم الله الجنّة ».
    7 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد قال : حدَّثني محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن عليٍّ القرشيّ ، عن عبيد بن يحيى الثَّوريِّ ، عن محمّد بن الحسين بن عليِّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن عليّ بن أبي طالب : « قال : زارنا رسول الله 6 ذات يوم فقدّمنا إليه طعاماً وأهدت إلينا اُمُّ أيمن صَحْفَة من تمر وقَعْباً من لَبَن وزَبَد ، فقدّمنا إليه فأكل منه ، فلمّا فرغ قمتُ و
    __________________
    1 ـ هو محمّد بن عيسى بن عبيد أبو جعفر اليقطيني.
    2 ـ كذا ، والصّواب : « فقدّمنا إليه فأكل منه » ، كما يأتي في الخبر الآتي.

    سكبتُ على يدَي رسول الله 6 ماءً ، فلمّا غسل يديه مسح وجهه ولحيته ببلّة يديه ، ثمّ قام إلى مسجد في جانب البيت وصلّى وخرَّ ساجداً فبكى وأطال البكاء ، ثمَّ رفع راسه ، فما اجترء منّا أهل البيت أحدٌ يسأله عن شيءٍ ، فقام الحسين يدرج حتّى صعد على فَخذي رسول الله 6 فأخذ برأسه إلى صدره ، وضع ذقنه على رأس رسول الله 6 ، ثمّ قال : يا أبة ما يُبكيكَ؟ فقال : يابني إنّي نظرت إليكم اليوم فسررت بكم سروراً لم أسرّ بكم قبله مثله ، فهبط إليَّ جبرئيل فأخبرني أنّكم قتلى ؛ وأنَّ مصارعكم شتّى ، فحمدت اللهَ على ذلك وسألت لكم الخيرة ، فقال له : يا أبة فمن يزور قبورنا ويتعاهدها على تشتّتها؟ قال : طوائف مِن اُمّتي يريدون بذلك بِرّي وصِلتي أتعاهدهم في الموقف ، وآخذ بأعضادِهم فاُنجّيهم من أهواله وشدائده ».
    الباب السّابع عشر
    ( قول جبرئيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : )
    « إنّ الحسين تقتله اُمّتك من بعدك ، وأراه التّربة الّتي يقتل عليها »
    1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله تعالى ـ قال : حدَّثني سعد بن عبدالله بن أبي خلف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النّضر بن سُوَيد ، عن يحيى الحلبيّ ، عن هارونَ بن خارجةَ ، عن ابي بصير ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنّ جَبرئيل أتى رسول الله 6 ـ والحسين يلعب بين يديه ـ فأخبره أنّ اُمّته ستقتله ، قال : فجزع رسول الله 6 ، فقال : ألا اُريك التّربة الّتي يقتل فيها؟ قال : فخسف ما بين مجلس رسول الله إلى المكان الَّذي قتل [فيه الحسين 7] حتّى التقت القطعتان ، فأخذ منها ودحيت في أسرع من طَـرفَـة عين ، فخرج وهو يقول : طوبى لك مِن تربةٍ ، وطوبى لمن يقتل حولك ، قال : وكذلك صنع صاحب سليمان تكلّم باسم الله الأعظم فخسف ما بين سَرير سليمان وبين العرش من سُهولة الأرض وحزونتها حتى التقت القطعتان فاجترّ

    العرش ، قال سليمان : يخيّل إليَّ أنه خرج من تحت سَريري ، قال : ودُحيت في أسرع مِن طرفة العين » (1).
    2 ـ وحدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عبدالحميد العطّار ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن أبي اُسامة زيدٍ الشّحّام ، عن أبي عبدالله 7 « قال : نعى جَبرئيل الحسين إلى رسول الله 6 في بيت اُمّ سَلَمة ، فدخل عليه الحسين ـ وجَبرئيل عنده ـ ، فقال : إنّ هذا تقتله اُمّتك ، فقال رسول الله 6 : أرني من التّربة الّتي يسفك فيها دمه ، فتناول جَبرئيل قبضة من تلك التّربة فإذا هي تربة حَمراء ».
    3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله تعالى ـ عن سعد ، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى؛ ومحمّد بن ألحسين بن أبي الخطّاب؛ وإبراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن سَماعة بن مِهران ، عن أبي عبدالله 7 مثله وزاد فيه : « فلم تزل عند اُمّ سَلَمة حتّى ماتت ـ رحمها الله ـ ».
    4 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الوليد الخزّاز ، عن حمّاد بن عثمان ، عن عبدالملك بن أعْيَن « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : إنَّ رسول الله 6 كان في بيت اُمّ سَلَمة وعنده جَبرئيل ، فدخل عليه الحسين 7 فقال له جَبرئيل : إنَّ اُمّتك تقتل ابنك هذا ، ألا اُريك مِن تربة الأرض الّتي يُقتَل فيها؟ فقال رَسول الله 6 : نعم ، فأهوى جَبرئيل 7 بيده وقبضة منها فأراها النّبيَّ 6 ».
    5 ـ حدّثني محمّد بن جعفر القرشي الرَّزّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سِنان ، عن هارون بن خارِجَة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سمعته يقول : بينا الحسين بن عليّ 8 عند رسول الله 6 إذ أتاه جَبرئيل 7 فقال : يامحمّد أتحبّه؟ قال : نعم ، فقال : أما أنّ اُمّتك سَتَقتله ، قال :
    __________________
    1 ـ للخبر بيّانٌ ، فمن أراد الاطّلاع فليراجع البحار ج 14 ص 155 من الطعبة الحديثة ذيل الخبر 11 ، ويأتي مثله تحت رقم 5.

    فحَزَن رسول الله حُزناً شديداً ، فقال له جَبرئيل : يارسول الله أتريد أن اُريك التربة الّتي يقتل فيها؟ فقال : نعم ، فخسف ما بين مجلس رسول الله 6 إلى كربلاء حتّى التقت القطعتان هكذا ـ ثمَّ جمع بين السّبّابتين ـ ثمَّ تناول بجناحه من التّربة وناولها رسول الله 6 ، ثمّ رجعت أسرع من طَرْفَة عين ، فقال رسول الله 6 : طوبى لك من تربة ، وطوبى لمن يقتل فيك ».
    6 ـ حدّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليٍّ الوّشّاء ، عن أحمدَ بن عائذ ، عن ابي خديجة سالم بن مُكرَم الجمّال ، عن أبي عبدالله 7 « قال لما ولدتْ فاطمة الحسين 8 جاء جَبرئيل إلى رسول الله 6 فقال له : إنّ اُمّتك تقتل الحسين 7 مِن بعدك ، ثمَّ قال : ألا اُريك مِن تربته ، فضرب بجناحه فأخرج مِن تربة كربلاء وأراها إيّاه ، ثمَّ قال : هذه التّربة الّتي يقتل عليها ».
    7 ـ حدَّثني أبي ، عن الحسين بن عليٍّ الزَّعفرانيِّ قال : حدَّثني محمّد بن عَمرو الأسلميّ قال : حدَّثني عَمرو بن عبدالله بن عَنْبَسة ، عن محمّد بن عبدالله بن عمر ، [و] عن أبيه ، عن ابن عبّاس « قال : الملك الّذي جاء إلى محمّد 6 يخبره بقتل الحسين 7 كان جَبرئيل الرّوح الأمين منشور الأجنحة باكياً صارخاً قد حمل مِن تربة الحسين 7 وهي تفوح كالمِسْك ، فقال رسول الله 6 : وتفلح اُمّة تقتل فرخي؟ ـ أو قال : فرخ ابنتي؟ ـ فقال جَبرئيل : يضربها الله بالاختلاف ، فتختلف قلوبهم ».
    8 ـ حدّثني النّاقد أبو الحسين أحمد بن عبدالله بن عليٍّ قال : حدَّثني جعفر بن سليمان ، عن أبيه ، عن عبدالرَّحمن الغَنَوي ، عن سليمان (1) قال : وهل بقى في السّماوات ملكٌ لم ينزل إلى رسول الله 6 يعزّيه بولده الحسين؟ ويخبره بثواب الله إيّاه ، ويحمل إليه تربته مَصروعاً عليها مذبوحاً مقتولاً جريحاً طريحاً مخذولاً؟
    __________________
    1 ـ كذا في جلّ النّسخ ، وفي بعضها : « سلمان » ، ونقل في البحار على اختلافها ، والظّاهر أنّه هو سليمان بن عبدالله أبو العلاء الغنويّ الكوفيّ.

    فقال رَسول الله 6 : اللّهُمّ اخْذُلْ مَنْ خَذَلَه ، وَاقْتُل مَن قَتَلَه ، واذْبَح مَن ذَبحه ، ولا تمتّعه بما طَلبَ.
    قال عبدالرَّحمن : فوالله لقد عوجِلَ الملعونُ يَزيدُ ، ولم يتمتّع بعد قتله بما طلب ، ولقد اُخذ ، بات سَكراناً وأصبح ميّتاً متغيّراً ، كأنّه مطلي بقار ، اُخذ على أسف ، وما بقي أحد ممّن تابعه على قتله أو كان في محاربته إلاّ أصابه جنون أو جذام أو برصٌ ، وصار ذلك وراثة في نسلهم ـ لعنهم الله ـ.
    9 ـ حدّثني أبي ; ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبدالكريم بن عَمرو ، عن المعلّى بن خنيس « قال : كان رسول الله 6 أصبح صباحاً فرأتْه فاطمة باكياً حزيناً ، فقالَتْ : مالكَ يارسول الله؟ فأبى أن يخبرها ، فقالت : لا آكل ولا أشرب حتى تخبرني ، فقال : إنّ جَبرئيل أتاني بالتّربة الّتي يقتل عليها غلامٌ لم يحمل به بَعدُ ، ولم تكن تحمل بالحسين 7 وهذه تربته ».
    حدَّثني عبيدالله بن الفضل بن محمّد بن هِلال قال : حدَّثني محمّد بن عَميرَة الأسلميُّ قال : حدَّثني عَمرو بن عبدالله بن عَنْبَسَة ، عن محمّد بن عبدالله بن عمر؛ وعن أبيه ، عن ابن عبّاس ـ وذكر الحديث مثل حديث أبي عبدالله الزَّعفرانيِّ سواء.
    وحدَّثني عبيدالله بن الفضل قال : حدّثني جعفر بن سليمانَ ، عن أبيه ، عن عبدالرَّحمن الغَنَوي ، عن سليمانَ ـ وذكر مثل حديث أبي الحسين النّاقد سواء.
    الباب الثّامن عشر
    ( ما نزل من القرآن بقتل الحسين عليه السلام وانتقام الله عزَّوجلَّ ولو بعد حين )
    1 ـ حدّثني محمّد بن جعفر القرشي الرّزّاز قال : حدّثني محمّد بن الحسين ابن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سَعدان الحنّاط ، عن عبدالله بن القاسم الحضرميِّ ، عن صالح بن سَهل ، عن ابي عبدالله 7 « في قول الله عزَّوجَلَّ : « وَقَضَيْنا إلى

    بَني إسْرائيلَ في الكتاب لَتُفسِدُنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَين (1) » ، قال : قتل أمير المؤمنين 7 وطعن الحسن بن عليّ 8 ، « وَلَتعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً » قتل الحسين بن عليٍّ 8 ، « فإذا جاءَ وَعْدُ اُولهُما » ، قال : إذا جاءَ نصر الحسين 7 « بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا اُولي بأسٍ شَديدٍ فَجاسُوا خِلال الدِّيارِ » قوماً يبعثهم الله قبل القائم 7 ، لا يدعون وتراً لآل محمّد إلاّ أحرقوه (2) ، « وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً (3) » ».
    2 ـ وحدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 « قال : تلا هذه الآية : « إنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذينَ آمَنُوا في الحياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهادُ (4) » ، قال : الحسين بن عليِّ 8 منهم ولم ينصر بعد ، ثمَّ قال : والله لقد قتل قتلة الحسين 7 ولم يطلب بدمه بعد ».
    3 ـ وحدّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ؛ وإبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن أبي عُمَير ـ عن بعض رجاله ـ عن أبي عبدالله 7 في قول الله عزَّوجلَّ : « وإذَا المَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (5) » ، قال : نَزَلَتْ في الحسين بن عليِّ 8 » (6).
    4 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن حكم الحنّاط ، عن ضُرَيس ، عن أبي خالد الكابليِّ ، عن أبي جعفر 7 « قال : سَمِعتُه يقول في قول الله عزَّوجلَّ : « اُذِنَ لِلَّذينَ يُقاتَلُون بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ الله عَلى نَصْرِهِمْ لَقَديرٌ (7) » ، قال : عليُّ والحسن والحسين : ».
    5 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن محمّد بن سِنان ـ عن رجل ـ « قال : سألت عن
    __________________
    1 ـ الإسراء : 4.
    2 ـ في بعض النّسخ : « إلاّ أخذوه » ، وفي خبر الكافي : « إلاّ قتلوه ».
    3 ـ الإسراء : 5.
    4 ـ الغافر : 51.
    5 ـ التّكوير : 8 و 9.
    6 ـ المراد أنّ مصداقها الحقيقيّ هو 7.
    7 ـ الحجّ : 39.

    أبي عبدالله 7 في قوله تعالى : « ومَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَليِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِف في القَتْلِ إنَّهُ كانَ مَنْصُوراً (1) » ، قال : ذلك قائم آل محمّد يخرج فيقتل بدم الحسين 7 ، فلو قتل أهل الأرض لم يكن مُسرفاً ، وقوله : « فَلا يُسْرِف في الْقَتلِ » لم يكن ليصنع شيئاً يكون سرفاً ، ثمَّ قال أبو عبدالله 7 : يقتل والله ذَراري قتلة الحسين 7 بفعال آبائهم » (2).
    6 ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن عثمانَ بن عيسى ، عن سَماعة بن مِهران ، عن أبي عبدالله 7 « في قوله تبارك وتعالى : « لا عُدْوانَ إلاّ عَلَى الظّالمِينَ » ، قال : أولاد قتلة الحسين 7 ».
    حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن ابراهيمَ بن هاشم ؛ ومحمّد بن الحسين ، عن عثمانَ بن عيسى ، عن سَماعَة بن مِهرانَ مثله.
    7 ـ حدّثني محمّد بن جعفر الكوفيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سَعدانَ ، عن عبدالله بن القاسم الحضرميّ ، عن صالح بن سهل ، عن أبي عبدالله 7 « في قول الله تبارك وتعالى : « وَقَضَيْنا إلى بَني إسْرائيلَ في الكتاب لَتُفْسِدنَّ في الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ (4) » ، قال : قتل عليّ وطعن الحسن ، « وَلَتعْلُنَّ عُلُوّاً كَبيراً » ، قال : قتل الحسين : ».
    الباب التّاسع عشر
    ( علم الأنبياء عليهم السلام بقتل الحسين بن علي عليهما السلام )
    1 ـ حدَّثني أبي ; قال : حدّثني سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى؛ ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب؛ ويعقوبَ بن ـ يزيدَ جميعاً ، عن محمّد بن سِنان ـ عمّن ذكره ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : إنَّ
    __________________
    1 ـ الإسراء : 33.
    2 ـ أي الرّاضين بفعل آبائهم ، وكذا في الخبر الآتي.
    3 ـ البقرة : 193.
    4 ـ الإسراء : 4.

    إسماعيل الَّذي قال الله تعالى في كتابه : « وَاذْكُرْ في الكِتابِ إسْمعيلَ إنّه كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً (1) » ، لم يكن إسماعيلَ بن إبراهيم 8 ، بل كان نبيّاً مِن الأنبياء ؛ بعثه الله إلى قومه فأخذوه فسلخوا فَرْوَة رأسه ووجهه ، فأتاه ملكٌ عن الله تبارك وتعالى فقال : إن الله بعثني إليك فمرْني بما شئت ، فقال : لي اُسوة بما يصنع بالحسين ».
    2 ـ وحدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ؛ وابن أبي الخّطاب؛ وابن يزيدَ جميعاً ، عن محمّد بن سِنان ، عن عمّار بن مروانَ ، عن سَماعَة بن مِهران (2) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنّه كان ‏لله رسولاً نبيّاً تسلّط عليه قومه فقشروا جِلدة وجهه وفَروَة رأسه ، فأتاه رسولٌ مِن ربِّ العالمين فقال له : ربُّك يُقرؤك السَّلام ويقول : « قد رَأيتُ ما صنع بك » وقد أمرني بطاعتك ، فمرْني بما شئتَ ، فقال : يكون لي بالحسين اُسْوَة ».
    3 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ؛ وأحمدَ بن الحسن بن عليِّ ، عن أبيه ، عن مروانَ بن مسلم ، عن بُرَيد بن معاوية العِجليِّ « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : يا ابن رسول الله أخبرني عن إسماعيل الَّذي ذكره الله في كتابه حيث يقول : « اذْكُرْ في الكتابِ إسمعِيل إنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نبيّاً » ؛ أكان إسماعيل بن إبراهيم 8؟ فإن الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم ، فقال 7 : إن إسماعيل مات قبل إبراهيم (3) وإنَّ إبراهيم كان حُجَّة ‏لله قائماً ، صاحب شريعة فإلى مَن اُرسل إسماعيل إذن؟ قلت : فمن كان حُجَّة ‏ قائماً ، صاحب شريعة فإلى مَن اُرسيل إسماعيل إذن؟ قلت : فمن كان جعلت فداك؟ قال : 7 : ذاك إسماعيل بن حزقيل النَّبيِّ ؛ بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله [له] عليهم فوجّه إليه سطاطائيل ؛
    __________________
    1 ـ مريم : 54.
    2 ـ جاء الخبر في البحار من علل الشّرائع ، وفيه : « سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 ـ إلخ ».
    3 ـ فيه ما فيه ، وفوت إبراهيم قبل إسماعيل ، كما في « العلل » و « كمال الدين » وغيرهما.

    ملكَ العَذاب ، فقال له : يا إسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب ؛ وجَّهَني إليك ربُّ العزّة لاُعذّب قومَك بأنواع العذاب إن شئتَ ، فقال له إسماعيل : لا حاجةَ لي في ذلك ، فأوحى الله إليه : فما حاجتك يا إسماعيل؟ فقال : يارَبِّ إنَّك أخذت الميثاق لنفسك بالرُّبوبيّة ، ولمحمّد بالنّبوَّة ، ولأوصيائه بالولاية ، وأخبرتَ خير خلقك بما تفعل اُمّته بالحسين بن عليِّ 8 مِن بعد نبيِّها ، وإنّك وعدتَ الحسين 7 أن تُكِرَّه (1) إلى الدُّنيا حتّى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا رَبّ أن تكرّني إلى الدُّنيا حتى أنتقم ممّن فعل ذلك بي ، كما تكرّ الحسين 7 ، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك فهو يكرّ مع الحسين 7 ».
    4 ـ حدّثني محمّد بن الحسن بن عليٍّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن جدّه ، عليِّ بن مهزيار ، عن محمّد بن سنان ـ عمّن ذكره ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : إنّ إسماعيلَ الَّذي قال الله تعالى في كتابه : « اذْكُرْ في الكتابِ إسمعيلَ إنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ » اُخذ فسلخت فَرْوَة وَجْهه ورَأسه ، فأتاه ملك فقال : إنَّ اللهَ بعثني إليك فمرني بما شئتَ ، فقال : لي اُسوة بالحسين بن عليٍّ ».
    الباب العشرون
    ( علم الملائكة بقتل الحسين عليه السلام )
    1 ـ حدّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز الكوفيُّ قال : حدَّثني خالي محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال : حدَّثني موسى بن سَعدانَ الحنّاط ، عن عبدالله بن القاسم الحضرميِّ ، عن إبراهيم بن شعيب الميثميِّ « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : إنّ الحسين بن عليٍّ 8 لمّا ولد أمر الله عزَّوجلَّ جَبرئيل 7 أن يهبط في ألف من الملائكة فيهنّىُ رسول الله 6 من الله ومِن جَبرئيل ، قال : وكان مَهْبَطُ جَبرئيل على جَزيرة في البحر فيها ملك يقال له : فطرس ، كان من
    __________________
    1 ـ أي ترجعه.

    الحملة فبعث في شيء فأبطأ فيه فكسر جناحه وأُلقي في تلك الجزيرة يعبدالله فيها ستّمائة عام حتّى ولد الحسين 7 ، فقال الملك لجَبرئيل 7 : أين تريد؟ قال : إنَّ الله تعالى أنعم على محمّد 6 بنعمة فبعثت أهنّئه من الله ومنّي ، فقال : يا جَبرئيل احملني معك لعلَّ محمّداً 6 يدعو الله لي ، قال : فحمله فلمّا دخل جَبرئيل على النّبيِّ وهَنأه مِن الله وهَنّأه منه وأخبره بحال فطرس فقال رسول الله 6 : ياجَبرئيل أدخله ، فلمّا أدخله أخبر فطرس النَّبيَّ بحاله فدعا له النَّبيُّ 6 وقال له : تمسّح بهذا المولود وعُدْ إلى مكانك ، قال : فتمسّح فطرس بالحسين 7 وارتفع وقال : يارسول الله أما إنّ اُمّتك ستقتله وله عليَّ مكافأة أن لا يزوره زائرٌ إلاّ بلّغته عنه ، ولا يسلّم عليه مسلّمٌ إلاّ بلّغته سلامه ، ولا يصلّي عليه مُصّلٍّ إلاّ بلّغته صَلاته ، قال : ثمَّ ارتفع ».
    الباب الحادي والعشرون
    ( لعن الله تبارك وتعالى ولعن الاُنبياء قاتل الحسين بن عليٍّ عليهما السلام )
    1 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد اليقطينيِّ ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط عن ابن أبي يَعفور ، عن أبي عبدالله 7 « قال : بينما رسول الله 6 في منزل فاطمة 3 والحسين في حِجره إذ بكى وخرَّ ساجداً ، ثمَّ قال : يا فاطمة بنت محمّد! إنَّ العليَّ الأعلى ترائي لي في بيتك (1) هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهْيَأ هَيئة ، وقال لي : يامحمّد أتحبّ الحسين؟ فقال : نعم ؛ قُرَّة عيني ورَيحانتي وثمرة فؤادي ؛ وجلدة ما بين عيني ، فقال لي : يا محمّد ـ ووضع يده على رأس الحسين (2) 7 ـ بورك
    __________________
    1 ـ المراد به رسوله جَبرئيل أو يكون الرّائي غاية الظّهور العلميّ على سبيل الكناية ، كما قاله العلاّمة المجلسيّ ; ، وسيأتي بيانه مفصّلاً في ص 69.
    2 ـ كناية عن إفاضة الرّحمة.

    من مولود عليه بركاتي وصلواتي ورحمتي ورضواني ؛ ولعنتي وسخطي وعذابي وخزيي ونكالي على مَن قَتَلَه وناصَبَه وناواه ونازَعَه ، أما إنّه سيّدُ الشّهداء مِنَ الاُوَّلينَ والآخِرينَ في الدُّنيا والآخِرَة ـ وذكر الحديث ـ » (1).
    2 ـ حدّثني أبو الحسين محمّد بن عبدالله (2) بن عليٍّ النّاقد قال : حدّثني أبو هارون العَبَسيِّ ، عن أبي الاشهب جعفر بن حَيّان (3) ، عن خالد الرّبعيّ قال : حدَّثني مَن سمع كعباً « يقول : أوَّل من لعن قاتل الحسين بن عليِّ 8 إبراهيم خليل الرَّحمن ، لعنه وأمر ولده بذلك وأخذ عليهم العهد والميثاق ، ثمَّ لعنه موسى بن عِمرانَ ، وأمر اُمّته بذلك ، ثمَّ لعنه داود وأمر بني إسرائيل بذلك ، ثمَّ لعنه عيسى ، وأكثر أن قال : يابني إسرائيل العنوا قاتِله ، وإن أدركتم أيّامه فلا تجلسوا عنه ، فإنَّ الشَّهيد معه كالشَّهيد مع الأنبياء ، مقبل غير مُدبر ، وكأنّي أنظر إلى بُقعته ، وما مِن نبيِّ إلاّ وقد زارَ كربلاء ووقف عليه وقال : إنّك لبقعة كثيرة الخير ، فيك يدفن القَمَر الأزهر ».
    3 ـ حدَّثني الحسين بن عليٍِّ الزّعفرانيُّ بالرَّيّ قال : حدّثنا محمّد بن عُمَرَ النَّصيبيُّ ، عن هِشام بن سعد قال : أخبرني المشيخة « أنّ الملك الّذي جاء إلى رسول الله 9 وأخبره بقتل الحسين بن عليٍّ 8 كان ملك البحار وذلك أنَّ ملكاً من ملائكة الفردوس نزل على البحر فنشر أجنحته عليها ، ثمَّ صاح صيحة وقال : يا أهل البِحار البسوا أثواب الحزن فإنَّ فرخ رَسول اللهِ 9 مذبوحٌ ، ثمَّ حمل مِن تربَتِه في أجنحته إلى السّماوات ، فلم يبق ملك فيها إلاّ شمّها وصار عنده لها أثر ، ولعن قتلته وأشياعهم وأتباعهم ».
    __________________
    1 ـ تأتي تتمة الخبر في الباب الآتي.
    2 ـ تقدّم أنّه « أحمد بن عبدالله » ، وأحدهما تصحيف.
    3 ـ هو جعفر بن حيّان السّعديّ أبو الاُشهَب العطارديّ البصريّ المتوفّى سنة 165 ، كما قاله ابن الحجر في تهذيب التّهذيب.

    الباب الثّاني والعشرون
    ( قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : )
    ( « إنّ الحسين عليه السلام تقتله اُمّته من بعده » )
    1 ـ حدَّثني أبي ; ومحمّد بن الحسن بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن صَفوانَ بن يحيى ؛ وجعفر بن عيسى ابن عُبَيد قالا : حدَّثنا أبو عبدالله الحسين بن أبي غُنْدَر ـ عمّن حدَّثه ـ عن أبي ـ عبدالله 7 « قال : كان الحسين بن عليٍّ 8 ذات يوم في حِجر النَّبيِّ 6 يلاعِبُه ويضاحِكُه ، فقالت عائشة : يارسول الله ما أشدَّ إعجابك بهذا الصَّبيِّ؟ فقال لها : ويلك! وكيف لا اُحبّه ولا أعجب به وهو ثمرة فؤادي وقرَّة عيني ، أما إنّ اُمّتي ستقتله ، فمن زَاره بعد وفاتِه كتب الله له حجّةً مِن حِججي ، قالت : يارسول الله حجّة من حِجَجِك؟! قال : نعم ؛ حجَّتين من حججي ، قالت : يارسول الله حجّتين من حِجَجِك؟! قال : نعم ؛ وأربعة ، قال : فلم تزل تزاده ويزيد ويضعف حتّى بلغ تسعين حجّة مِن حِجج رسول الله 6 بأعمارها ».
    2 ـ حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن عليٍّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله ابن عبدالرَّحمن الاُصمّ ، عن مِسمَع بن عبدالمَلِك ، عن أبي عبدالله 7 « قال : كان الحسين 7 مع اُمِّه تحمله ، فأخذه رسول الله 6 فقال : لَعَنَ اللهُ قاتِليك ولعنَ اللهُ سالِبيك ، وأهلَكَ الله المتوازِرين عليك ، وحكم الله بيني وبين مَن أعانَ عليك ، فقالتْ فاطمة : يا أبةِ أيّ شيء تقول؟ قال : يابنتاه ذكرت ما يصيبه بعدي وبعدَك من الأذى والظّلم والغَدر البَغي ، وهو يؤمئذٍ في عُصبة كأنّهم نجومُ السّماء ، يتهادون إلى القَتل ، وكأنّي أنظر إلى مُعَسْكَرهم وإلى موضع رِحالهم وتربتهم ، فقالتْ : يا أبة وأين هذا الموضع الَّذي تصف؟ قال : موضع

    يقال له : كربلاء ، وهي ذات كربٍ وبلاءٍ علينا وعلى الاُمّة ، يخرج عليهم شِرار اُمّتي ، ولو أنّ أحدهم يشفع له مَن في السّماوات والاُرضين ما شفّعوا فيهم وهم المخلّدون في النّار ، قالتْ : يا أبة فيقتل؟ قال : نَعَم يا بنتاه ما قتل قبله أحدٌ كان تبكيه السّماوات والأرضون والملائكة والوَحش والحِيتان في البحار والجبال ، لو يؤذن لها ما بقي على الاُرض مُتنفّس ، وتأتيه قومٌ مِن محبّينا ليس في الأرض أعلم بالله ولا أقوم بحقِّنا منهم ، وليس على ظَهر الأرض أحدٌ يلتفت إليه غيرهم ، اُولئك مصابيح في ظلمات الجَور ، وهم الشُّفعاء ، وهم واردون حوضي غَداً ، أعرفهم إذ أوردوا عليَّ بسيماهم ، وأهل كلِّ دين يطلبون أئمَّتهم وهم يطلبوننا ولا يطلبون غيرَنا ، وهم قِوامُ الأرض بهم ينزل الغَيث ـ وذكر الحديث بطوله ـ » (1).
    3 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن أبي عبدالله زَكريا المؤمن ، عن أيّوب بن عبدالرَّحمن ؛ وزَيد بن الحسن أبي الحسن؛ وعَبّاد جميعاً ، عن سعد الإسكاف (2) « قال : قال أبو جعفر 7 : قال رسول الله 6 : مَن سَرَّه أن يحيى محياي ويموت مَماتي ويدخل جنّة عَدْنٍ فيلزم قضيباً غَرسَهُ ربّي بيده (3) فليتولَّ عليّاً والأوصياء مِن بعده وليسلّم لفضلهم ، فإنّهم الهُداة المرضيّون ، أعطاهم الله فهمي وعِلمي ، وهم عِترتي مِن لَحمي ودَمي ، إلى الله أشكو عدوَّهم مِن اُمَّتي ، المنكرين لفضلهم ، القاطِعين فيهم صِلتي ، والله ليقتلنَّ ابني ، لا أنالهم الله شفاعَتي ».
    4 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عليِّ بن شجرة ، عن سَلامٌ الجعفيِّ ، عن عبدالله بن محمّد الصّنعانيِّ ، عن أبي جعفر 7 « قال : كان رَسول الله 6 إذا دخل الحسين 7 جَذَبه
    __________________
    1 ـ راجع تفسير فرات بن إبراهيم.
    2 ـ هو سعد بن طريف ، وكان صحيح الحديث.
    3 ـ يأتي تحت رقم 7 وفيه : « ويدخل جنّتي جنّة عدن غرسها ربّي بيده فليتولّ عليّاً ».

    إليه ، ثمّ يقول لأمير المؤمنين 7 : أمسكه ، ثمَّ يقع عليه فيقبّله ويبكي فيقول : يا أبه لم تبكي؟ فيقول : يا بني اُقبّل موضع السّيوف منك وأبكي ، قال : يا أبه واُقتَل؟ قال : إي والله وأبوك وأخوك وأنت ، قال : يا أبه فمصارعنا (1) شتّى؟ قال : نعم يا بنيَّ ، قال : فمن يزورنا مِن اُمَّتك؟ قال : لا يزورني ويزور أباك وأخاك وأنت إلاّ الصّدِّيقون مِن اُمّتي ».
    5 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ (2) ، عن أبي سعيد الحسن ابن عليِّ بن زَكريّا العَدْوِيِّ البَصريِّ قال : حدّثنا عمر [و] بن المختار قال : حدَّثنا إسحاقُ بنُ بِشر ، عن القَوّام مولى قريش « قال : سمعت مولاي عُمَرَ بنَ هُبَيرَة قال : رأيتُ رسول الله 6 ـ والحسن والحسين في حِجرِه ـ يقبّل هذا مرَّةً وهذا مرَّةً ، ويقول للحسين : إنّ الويل (3) لمن يقتلك ».
    6 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط (4) ، عن ابن أبي يَعفور ، عن أبي عبدالله 7 « قال : بينما رسول الله 6 في منزل فاطمة ؛ والحسين في حِجره إذ بكى وخَرَّ ساجداً ، ثمَّ قال : يا فاطمة يا بنت محمّد إنّ العليَّ الأعلى ترائى (5) لي في بيتك هذا في ساعتي هذه في أحسن صورة وأهْيَأ هَيْئَة فقال لي : يا محمّد أتحبُّ الحسين؟
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « فمصادرنا » ، والمصدر : المرجع ، والمصادر كناية عن القبور ، لاُنّها منها الرّجوع إلى الآخرة ، والأظهر أنّه تصحيف : « فمصارعنا » كما في المتن. ( من البحار ).
    2 ـ هو أبو جعفر القمّي ، كان ثقة وجهاً ، كاتب صاحب الأمر 7 وسأله مسائل في أبواب الشّريعة. ( جش ، صه ).
    3 ـ الوَيْل : الحزن والهلاك والمشقّة من العذاب. ( النّهاية ).
    4 ـ اختلف في اسمه ، والظّاهر هو خالد بن سعيد الكوفي الثّقة ، روى عن أبي عبدالله 7 ، له كتاب ، روى عنه محمّد بن سنان ( جش ، صه ) ومحمّد بن عيسى هو العبيديّ اليقطينيّ.
    5 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : « إنّ العليّ الأعلى » أي رسوله جبرئيل ، أو يكون التّرائي كناية عن غاية الظّهور العلميّ ، و « حسن الصّورة » كناية عن ظهور صفات كماله تعالى له ، و « وضع اليد » كناية عن إفاضة الرّحمة ـ انتهى. أقول : يأتي مثله وفيه : « والله يزوره » ، وأيضاً : « إنّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوّار الحسين عليه السلام » ، ولكلّ واحدٍ منهما بيانٌ ، فمن أراد الاطّلاع فليراجع الباب الثّامن والثّلاثين تحت رقم 4 ، والباب الثّامن والسّتين تحت رقم 1.

    قلت : يارَبِّ قُرَّةُ عَيني ورَيحانتي ، وثَمَرةُ فُؤادي ، وجَلْدَة ما بين عيني ، فقال لي : يا محمّد ـ ووضع يَدَه على رأس الحسين 7 ـ بُورك مِن مولودٍ عليه بَرَكاتي وصَلاتي ورَحمتي ورِضواني ،
    [ونِقْمتي] ولَعْنَتي وسُخُطي وعَذابي وخِزْيي ونَكالي على مَن قَتَلَه وناصَبه وناواه (1) ونازَعَه ، أما إنّه سيِّد الشُّهداء مِن الاُوَّلين والآخرين في الدُّنيا والآخِرة ، وسيِّد شَباب أهل الجنّة من الخلق أجمعين ، وأبوه أفضل منه وخيرٌ ، فاقرأهُ السَّلام وبَشِّره بأنّه رايةُ الهُداي ، ومَنارُ أوليائي ، وحفيظي وشهيدي على خَلْقي ، وخازِن علمي ، وحُجَّتي على أهل السَّماوات وأهل الأرَضين ، والثَّقَلَين الجنّ والإنس ».
    7 ـ حدّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن حمّاد الكوفيّ ، عن إبراهيمَ بن موسى الأنصاريّ قال : حدَّثني مُصْعَب (2) ، عن جابر ، عن محمّد بن عليٍّ 8 « قال : قال رسول الله 6 : من سَرَّه أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويدخل جنَّتي ـ جَنّة عدنٍ غرسَها ربّي بيده ـ فليتولّ عليّاً ويعرف فضله والأوصياء من بعده ، ويتبرّء مِن عَدوِّي. أعطاهم اللهُ فَهمي وعلمي ، هم عِترتي من لَحمِي ودَمي ، أشكو إلى رَبي عدوَّهم ، من اُمّتي ، المنكرين لفضلهم ، القاطِعين فيهم صلتي ، والله ليقتلنَّ ابني ، ثمّ لا تنالهم شفاعتي ».
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:30 pm

    الحسين 7 مشفِّعٌ يوم القيامة لمائة رَجل كلّهم قد وجبتْ لهم النّار ممّن كان في الدَّنيا مِن المسرفين ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُويه جميعاً ، عن أحمدَ بن إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمْركي بن عليٍّ البوفكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خِدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليّ (1) ، عن صَفوانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله 7 ـ في حديث له طويل (2) ـ « قلت : فما لمن قتل عنده ـ يعني عند قبر الحسين 7 ـ جارَ عليه السّلطان فقتله ، قال : أوَّل قطرة مِن دَمِه يغفر له بها كلُّ خطيئَة ، وتغسل طينته الّتي خُلق منها الملائكة حتّى يخلص كما خلصت الأنبياء المخلَصين ، ويذهب عنها ما كان خالطها مِن أدناس طين أهل الكفر والفَساد ، ويغسل قلبه ويشرح ويملأ إيماناً (3) ، فيلقى الله وهو مخلّص من كلِّ ما تُخالِطه الأبدان والقلوب ، ويكتب له شَفاعة في أهل بيته وألف من إخوانه ، وتتولّى الصّلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت ، ويؤتى بكفنه وحنوطه مِنَ الجنّة ، ويوسّع قبره ويوضع له مصابيح في قبره ، ويفتح له باب من الجنّة ، وتأتيه الملائكة بُطرَفٍ مِنَ الجنّة ، ويرفع بعد ثمانية عشر يوماً إلى حَظِيرَةِ القُدس (4) ، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النّفخة الّتي لا تبقى شيئاً.
    فإذا كانت النَّفخة الثّانية وخرج من قبره كان أوَّل مَن يصافِحَه رسولُ الله 6 وأمير المؤمنين والأوصياء [ : ] ، ويبشّرونه ويقولون له : ألزمنا ويقيمونه على الحوض ، فيشرب منه ويسقى مَن أحبّ ».
    __________________
    1 ـ يعني ابن الحكم ، كما مرّ.
    2 ـ تقدّم الخبر بتمامه في ص 132 تحت رقم 1.
    3 ـ في الخبر المتقدّم : « ويشرح صدره ويملاُ إيماناً ».
    4 ـ المراد به الجنّة ، وهي في الأصل الموضع الّذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم لتقيها البرد والرّيح.

    4 ـ حدَّثني أبي ; عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورَمَة ، عن أبي ـ عبدالله المؤمن (1) ، عن ابن مُسكانَ ، عن سليمانَ بن خالد ، عن أبي ـ عبدالله 7 « قال : سمعته يقول : إنَّ ‏للهِ في كلِّ يوم ولَيلةٍ مائة ألف لحظةٍ إلى الأرض (2) يغفر لِمَن يشاء منه ويُعذّب مَن يَشاء منه ويغفر لزائري قبر الحسين 7 خاصّة ولأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة كائناً مَن كان ، [وإن كان رَجلاً قد استوجبه النّار ، قال : ] قلت : وإن كان رَجلاً قد استوجبه النّار؟ قال : وإن كان ، ما لم يكن ناصبيّاً ».
    5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن وضّاح ، عن عبدالله بن شعيب التّيميِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : ينادي منادٍ يوم القيامة : أين شيعة آل محمَّد؟! فيقوم عُنق مِن النّاس ـ لا يُحصِيهم إلاّ الله تعالى ـ فيقومون ناحية من النّاس ، ثمَّ ينادي منادٍ : أين زوَّار قبر الحسين؟ فيقوم اُناس كثير ، فيقال لهم : خذوا بيد مَن أحببتم ؛ انطلقوا بهم إلى الجنَّة ، فيأخذ الرَّجل مَن أحبَّ حتّى أنَّ الرَّجل مِن النّاس يقول لرجلٍ : يا فلان أما تعرفني أنا الَّذي قمت لك يوم كذا وكذا (3) ، فيدخله الجنّة ، لا يدفع ولا يمنع ».
    الباب التّاسع والسّتّون
    ( إنَّ زيارة الحسين عليه السلام يُنفّس بها الكرب وتقضى بها الحوائج )
    1 ـ حدّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد بن إبراهيمَ بن عبدالله الموسويّ العلويّ ، عن عبيدالله بن نَهِيك (4) ، عن ابن أبي عُمَير ، عن هِشام بن الحكم ، عن فضيل
    __________________
    1 ـ يعني زكريّا بن محمّد.
    2 ـ لحظه أي نظر إليه.
    3 ـ يعني القيام لوروده في مجلس فلان.
    4 ـ الظّاهر كونه عبدالله بن أحمد بن نَهيك أبا العبّاس الكوفي النّخعيّ ، وفي بعض النّسخ : « عبدالله ». وقد تقدّم كراراً.

    ابن يسار « قال : قال أبو عبدالله 7 : إنَّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروب إلاّ نَفّس اللهُ كُرْبَته ، وقضى حاجته ».
    2 ـ وعنه ، عن عبدالله بن نَهيك ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن سَلَمة صاحب السّابريِّ ، عن أبي الصّبّاح الكِنانيِّ (1) « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : إنَّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مكروبٌ إلاّ نفّس الله كُربتَه ، وقضى حاجته ، وإنَّ عنده أربعة آلاف ملك منذ [يوم] قبض شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه شيّعوه إلى مأمنه ، ومَن مرض عادوه ، ومَن اتّبعوا جنازته ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عَمرو الزَّيّات ، عن كِرام (2) ، عن إسماعيلَ بن جابر ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سمعته يقول إنَّ الحسين 7 قُتل مَكروباً ، وحَقيقٌ على الله أن لا يأتيه مَكروبٌ إلاّ رَدّه الله مُسروراً ».
    4 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن مفضّل بن صالِح ، عن محمّد بن عليٍّ الحلبيِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنَّ اللهَ عرض ولايتنا على أهل الأمصار ، فلم يقبلها إلاّ أهل الكوفة ، وإنَّ إلى جانبها قبراً لا يأتيه مكروبٌ فيصلّي عنده اربع رَكعات إلاّ رجعه الله مَسروراً بقضاء حاجته ».
    5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العَلاء بن رَزين ، عن محمَّد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 « قال : إنّ الحسين صاحب كربلاء قُتل مظلوماً مَكروباً عَطشاناً لَهفاناً ، وحقٌّ على الله عزَّوجَلَّ أن لا يأتيه لَهفانٌ (3) ولا مَكروبٌ ولا مُذنبٌ ولا مَغمومٌ ولا عَطشانٌ ولا ذو عاهةٍ ثمَّ دعا عنده وتقرَّب بالحسين 7 (4) إلى الله عزَّوجَلَّ إلاّ
    __________________
    1 ـ يعني إبراهيم بن نعيم العبديّ ، وكان أبو عبدالله عليه السلام يسمّيه الميزان لثقته. ( صه )
    2 ـ مرّ ضبطه في ص 140.
    3 ـ اللَّهْفان : المتحسّر ، والمكروب.
    4 ـ أي تقرّب إلى الله عزّوجلّ بزيارة الحسين عليه السلام.

    نفَّس الله كُربتَه ، وأعطاه مسألتَه ، وغفر ذنوبه ، مَدَّ في عمره ، وبسط في رِزقه ، فاعتبروا يا أولي الأبصار! ».
    6 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمدَ بن إدريسَ ، عن العَمْركي ، عن يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر ـ عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنّ بظهر الكوفة لقبراً ما أتاه مَكروبٌ قطّ إلاّ فرَّج الله كُربته ـ يعني قبر الحسين 7 ـ ».
    7 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن ناجية ، عن عامِر بن كثير ، عن أبي النُّمَير (1) « قال : قال أبو جعفر 7 : إنَّ ولايتنا عرضت على أهل الأمصار فلم يقبلها قبول أهل الكوفة ، وذلك لأنَّ قبر عليٍّ 7 فيها ، وإنَّ إلى لِزْقه (2) لقبراً آخر ـ يعني قبر الحسين 7 ـ فما مِن آتٍ يأتيه فيصلّي عنده رَكعتين أو أربعة ثمَّ يسأل الله حاجته إلاّ قضاها له ، وإنّه ليَحُفُّ به (3) كلَّ يوم ألفُ مَلَك ».
    8 ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيِّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن صَفوانَ ، عن الوليد بن حَسّان ، عن ابن أبي يَعْفور « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : دعاني الشَّوقُ إليك إن تجشّمت إليك (4) على مَشقّة ، فقال لي : لا تَشكُ ربَّك ؛ فهلاّ أتيتَ مَن كان أعظم حَقّاً عليك منّي؟! فكان من قوله : « فهلاّ أتيت مَن كان أعظم حقّاً عليك منّي » أشدّ عليَّ مِن قوله : « لا تَشكُ رَبَّك » ، قلت : ومَن أعظم عليَّ حَقّاً منك؟ قال : الحسين بن عليٍّ 8 ، ألا أتيت الحسين 7 فدعوت الله عنده وشكوتَ إليه حوائجك؟! ».
    9 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن إبراهيمَ بن محمّد ، عن عليِّ بن المُعلّى ، عن إسحاقَ بنِ زياد (5) « قال : أتى رجلٌ أبا عبدالله
    __________________
    1 ـ كأنّه مولى الحارث بن المغيرة ، وحاله مجهول.
    2 ـ إلى لزقة ـ بالكسر ـ أي إلى جانبه.
    3 ـ أي يطوف به.
    4 ـ تجشّم الأمر تكلّفه على مشقّة.
    5 ـ في بعض النّسخ : « إسحاق بن يزداد » وهو مهمل بكِلى العنوانين.

    عليه السلام فقال : إنّي قد ضربت على كلِّ شيءٍ لي ذَهَباً وفِضَّةً ؛ وبِعتُ ضياعي ، فقلت : أنزل مكّة ، فقال : لا تفعل ، فإنَّ مكّة يكفرونَ بالله جَهرَة ، قال : ففي حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال : هم شرِّ منهم ، قال : فأين أنزل؟ قال : عليك بالعِراق الكوفة ، فإنَّ البركة منها على اثني عشر ميلاً ـ هكذا وهكذا ـ وإلى جانبها قبرٌ ما أتاه مكروب قطّ ولا ملهوف إلاّ فرَّج الله عنه » (1).
    الباب السّبعون
    ( ثواب زيارة الحسين عليه السلام يوم عرفة )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز الكوفيُّ ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدَّهّان « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : ربّما فاتني الحجّ فاُعَرِّف عند قبر الحسين 7 (2) ، فقال : أحسنت يا بشير ، أيّما مؤمن أتى قبر الحسين 7 عارفاً بحقّه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجّة ، وعشرين عُمْرَة مبرورات متقبّلات ، وعشرين غَزوة مع نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائةَ حَجّة ومائةَ عُمْرة ، ومائة غَزوة مع نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، ومن أتاه يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ألفَ حجّة وألفَ عُمرَة متقبّلات ، وألفَ عزوة من نبيٍّ مُرسل أو إمام عدل ، قال : فقلت له : وكيف لي بمثل الموقف ، قال فنظر إليّ شبه المُغضِب ، ثمَّ قال : يا بشير إنَّ المؤمن إذا أتى قبر الحسين 7 يوم عرفة واغتسل في الفرات ، ثمَّ توجّه إليه كتب الله له بكلّ خطوة حجّة
    __________________
    1 ـ يحتمل أن يكون عليه السلام أشار إلى جانبي الغَريّ وكربلاء ، لا إلى جميع الجوانب ، ويحتمل أن يكون أشار إلى جميع الجوانب ، وإنّما ذكر الرّاوي مرّتين اختصاراً. ( البحار )
    2 ـ التّعريف ـ على ما ذكره الجوهريّ ـ : الوقوف بعرفات ، أي أعمل أعمال عَرَفة من الغُسْل والدُّعاء وغيرهما في يوم عَرَفة عند قبره عليه السلام.

    بمناسكها ـ ولا أعلمه إلاّ قال : وغَزوَة ـ ».
    2 ـ وحدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن 4 جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن عليِّ بن إسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزَّيّات ، عن داود الرَّقّيِّ « قال : سمعت أبا عبدالله ؛ وأبا الحسن موسى بن جعفر وأبا الحسن عليّ بن موسى : وهم يقولون : « مَن أتى قبر الحسين 7 بعرفة قلبه الله ثَلِج الفُؤاد (2) ».
    3 ـ وعنهم ، عن سعد ، عن الهَيْثم بن أبي مَسْروق النَّهديّ ، عن عليِّ بن أسباط ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : إنَّ الله تبارك وتعالى يبدء بالنّظر إلى زُوَّار قبر الحسين 7 عَشيَّة عَرَفة ، قال : قلت : قبل نظرة لأهل الموقِف؟ قال : نَعَم ، قلت : كيف ذلك؟ قال : لأنَّ في أولئك أولاد زنا؛ وليس في هؤلاء أولاد زنا » (2).
    __________________
    1 ـ أي مطمئن القلب ، ذا يقين في العقائد الإيمانيّة ، أو مَسروراً بالمغفرة والرّحمة ، وقد ذهب عنه الكروب والأحزان. قال في النّهاية : يقال : ثَلِجتْ نفسي بالأمر إذا اطمأنّت إليه وسكنت ، وثبت فيها ووثِقَتْ به. ( البحار ) وللمولى المجلسيّ ( ره ) بيانٌ آخر ، راجع الفقيه ج 2 ص 580 ذيل الخبر 3170.
    2 ـ قال اُستاذنا الغفّاري ـ أيّده الله ـ : الظّاهر أنّ « أولاد الزّنا » هنا اصطلاحيّ لا لغويّ ، والمراد بهم النُّصّاب اللاّعنين عليّاً عليه السلام الّذين يزعمون أنَّ اللَّعن عليه ـ نستجير بالله ـ عبادة ويتقرّبون به إلى الله تعالى ، مع أنّهم يعلمون بل يعترفون بأنّه أوَّل مَن آمن ، وهو الّذي غسّل رَسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودفنه ، وفي بيته نَزَلَتْ آية التّطهير ، فهم والخوارج سواء بل هم أضلّ من الخوارج ، والعجب ممَّن يدافع عنهم! حتّى يكون فيهم مَن يقول بجواز لَعن لاعِنِ يزيد الملعون الّذي أمر بقتل الحسين وذراري آل محمّد عليهم السلام في أوّل سنة خلافته ، وفي السّنة الثّانية أرسل مسلم بن عُقْبة المُرّي إلى مدينة الرّسول وارتكب ما ارتكب بوقعة الحرّة المشهورة ، وقتل من الموالي ثلاثة آلاف رجل ، ومن الأنصار ألفاً وأربعمائة أو سبعمائة ، ومِن قريش ألفاً وثلاثمائة ودخل جنده المدينة فنهبوا الأموال وسبّوا الذّرّيّة واستباحوا الفروج وحملت منهم ثمانمائة حرّة ، وفي السّنة الثّالثة رمى الكعبة بالمنجنيق ، و و و ، فالمراد بأولاد الزّنا هو وأعوانه في الاصطلاح.

    4 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن عليِّ بن النّعمان ، عن عبدالله بن مُسكانَ « قال : قال أبو عبدالله 7 : إنَّ الله تبارك وتعالى يتجلّى (1) لزوَّار قبر الحسين 7 قبل أهل عَرَفات ، ويقضي حوائجهم ، ويغفر ذنوبهم ، ويشفّعهم في مسائلهم ، ثمَّ يثني أهل عَرَفة فيفعل ذلك بهم ».
    5 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمان النَّيسابوري أبي سعيد قال : حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن يعقوبَ ابن عمّار (2) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن فاتَتْه عَرَفة بعَرَفات فأدركها بقبر الحسين 7 لم يفُتْه ، وإنَّ الله تبارك وتعالى ليبدء بأهل قبر الحسين قبل أهل العَرفات ، ثمَّ يخالطهم في نفسه (3) ».
    6 ـ حدَّثني أبي ; وعليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد ، عن جدِّه الحسن ، عن يونس بن ظَبْيان « قال : قال أبو عبدالله 7 : مَن زار الحسين 7 ليلة النّصف مِن شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحِدَة كتب الله له ألفَ حَجّة مَبرورة ، وألف عُمرَة متقبّلة ، وقُضيتْ له ألف حاجة من حوائج الدُّنيا والآخرة ».
    7 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا كان يوم عَرَفة اطّلع الله تعالى على زُوَّار قبر
    __________________
    1 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص 181 ذيل الخبر 1.
    2 ـ هو يونس بن يعقوب بن قيس الجلاّب البجليُّ الدُّهنيّ ، اُمّه منيّة بنت عمّار بن أبي معاوية الدّهنيّ اُخت معاوية بن عمّار ، وله كتاب الحجّ ، وما في بعض النّسخ : « عن عمّار » أو « عن حمّاد » تصحيف ، والمراد بابن عمّار : سبط عمّار.
    3 ـ في بعض النّسخ : « بنفسه ».

    أبي عبدالله الحسين 7 فقال لهم : استأنفوا (1) فقد غَفَرتُ لكم ، ثمَّ يجعل إقامته على أهل عرفات » (2).
    8 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ـ عمّن ذكره ـ عن عُمَرَ بن الحسن العَرزَميِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سمعته يقول : إذا كان يوم عرفة نظر الله إلى زوَّار قبر الحسين 7 فيقول : ارْجعوا مغفوراً لكم ما مضى ؛ ولا يكتب على أحد منهم ذَنبٌ سَبعين يوماً مِن يوم ينصرف » (3).
    9 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة أصحابي 4 عن محمّد بن يحيى ؛ وأحمدَ بن إدريسَ جميعاً ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ ، عن يحيى ـ الخادم لأبي جعفر الثّاني ـ عن محمّد بن سِنان ، عن بشير الدَّهّان « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول ـ وهو نازل بالحِيرة وعنده جماعة من الشّيعة ـ فأقبل إليَّ بوجهه فقال : يا بشير أحَجَجت العامّ؟ قلت : جُعِلتُ فِداكَ لا ؛ ولكن عَرَّفتُ بالقبر (4) ـ قبر الحسين 7 ـ فقال : يا بَشير والله ما فاتك شيءٌ ممّا كان لأصحاب مَكّة بمكّة ، قلت : جُعِلتُ فِداكَ فيه عرفات؟ فَسِّره لي ، فقال : با بشير إنَّ الرَّجل منكم ليغتسل على شاطِىء الفرات ، ثمَّ يأتي قبر الحسين 7 عارفاً بحقِّه فيعطيه اللهُ بكلِّ قدم يرفعها [أ] ويضعها مائة حَجَّة مقبولة ومائة عُمرة مَبرورة ، ومائة غَزوَة مع نبيٍّ مرسل إلى أعداء الله وأعداء رَسوله (5) ، يا بشيرُ اسْمعْ وأبلغ مَن احتمل قلبُه : مَن زارَ الحسين 7 يومَ عَرَفة كان كمن زارَ الله في عرشه ».
    __________________
    1 ـ استأنف العمل أي أخذ فيه وابتدء ، ومنه الاستيناف أي إعادة الدّعوى في مجلس الاستيناف.
    2 ـ تقدّم الكلام فيه راجع ص 181 ذيل الخبر 1 ـ كما مرّ.
    3 ـ يعني يحفظهم الله مِن ارتكاب الذّنوب ، لا بمعنى أنّهم يرتكبون لكن لا يكتب عليهم ، فإنّ الله تعالى يقول : « وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ » [يس : 12] ، و « مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ » [النّساء : 123].
    4 ـ يريد به الوقوف بقبره عوضاً عن الوقوف بعرفات.
    5 ـ في بعض النّسخ : « إلى أعدى عدوّ له ».

    10 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالمؤمن ; عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد الكوفيِّ ، عن محمّد بن جعفر بن إسماعيل العَبديّ ، عن محمّد بن عبدالله بن مِهران (1) ، عن محمّد بن سِنان ، عن يونسَ بن ظَبْيان ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن زارَ قبرَ الحسين 7 يوم عرفة كتب الله له ألفَ ألفَ حَجّةٍ مع القائم ، وألفَ ألفَ عُمرَةٍ مع رسول الله 6 ، وعتق ألف ألف نَسمةٍ ، وحملان ألف ألف فَرَسٍ في سبيل الله ، وسَمّاه الله عبدي الصّدّيق آمَن بوَعدي ، وقالتِ الملائكة : فلانٌ صدِّيق ؛ زَكّاه الله مِن فَوق عَرْشه ، وسمّي في الأرض كَروباً » (2).
    11 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدَّهّان « قال : قال جعفر بن محمّد 8 : من زارَ قبرَ الحسين 7 يوم عرفة عارفاً بحقّه كتب الله له ثوابَ ألفِ حَجّة ، وألفِ عُمْرة ، وألفِ غزوة مع نبيٍّ مرسل ، ومَن زارَ أوَّل يوم مِن رَجَبَ غفر الله له البتَّة ».
    12 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبَيد ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط ، عن بَشّار (3) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن كان مُعْسِراً فلم يتهيّأ له حَجّة الإسلام فليأتِ قبرَ الحسين 7 ، وليعرّف عنده ، فذلك يجزئه عن حَجّة الإسلام ، أما إنّي لا أقول يجزئ ذلك عن حَجّة الإسلام إلاّ للمُعسِر ، فأمّا الموسِر إذا كان قد حجّ حَجّة الإسلام ،
    __________________
    1 ـ الخبر مذكور في التّهذيب ج 6 ص 56 ح 28 وليس في سنده « عن محمّد بن عبدالله بن مهران ».
    2 ـ أي حافظاً ، حارساً ، مقرّباً. واللّفظ عبراني. قال في القاموس : « الكروبيّون ـ مخفّفة الرّاء ـ : سادة الملائكة ».
    3 ـ بشّار ـ بفتح الباء الموحّدة وتشديد الشّين المعجمة ـ ، والظّاهر كونه ابن يسار الضُّبَيْعيِّ الكوفيّ الثّقة.

    فأراد أن يتنفّل بالحجّ أو العُمرَة ومنعه مِن ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى قبرَ الحسين 7 في يوم عَرَفة أجزأه ذلك عن أداء الحجّ أو العُمرة وضاعف الله له ذلك أضعافاً مضاعَفَة ، قال : قلت : كم تَعدِل حَجّة وكم تَعدِل عُمْرة؟ قال : لا يحصى ذلك ، قال : قلت : مائة؟ قال : ومَن يحصي ذلك؟ قلت : ألف؟ قال : وأكثر ، ثمَّ قال : وإن تَعدُّوا نعمةَ الله لا تحصوها ، إنَّ الله واسعٌ كريم » (1).
    الباب الحادي والسّبعون
    ( ثواب مَن زار الحسين عليه السلام يوم عاشوراء )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وجماعة مشايخي 4 عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عليٍّ المدائنيِّ قال : أخبرني محمّد بن سعيد البَجليِّ ، عن قَبيصة (2) ، عن جابر الجُعفيِّ « قال : دخلت على جعفر بن محمّد 8 في يوم عاشوراء فقال لي ( كذا ) : هؤلاء زُوَّار الله وحَقٌّ على المزور أن يُكرِمَ الزّائر ، مَن باتَ عند قبر الحسين 7 ليلة عاشوراء لقى الله ملطّخاً بدمه يوم القيامة كأنّما قُتل معه في عَرْصَته (3) ، وقال : مَن زار قبرَ الحسين 7 ليوم عاشوراء (4) وبات عنده كان كمن استشهد بين يديه ».
    3 ـ حدَّثني أبو عليٍّ محمّد بن هَمّام قال : حدَّثني جعفر بن محمّد بن مالك الفَزاريُّ قال : حدّثني أحمد بن عليِّ بن عُبَيد الجعفيُّ قال : حدَّثني حسين بن سليمان ،
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « واسعٌ عليم ».
    2 ـ بالقاف والباء والصّاد المهملة والياء المثنّاة التّحتيّة مكبّراً ، مشترك بين ابن شَدّاد وابن مُخارق ، عدّه الشّيخ ( ره ) في رجاله الأوّل مِن أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، والثّاني مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
    3 ـ العرصة كضربة : ساحة الدّار. وصحّف في بعض النّسخ بـ « عصره ».
    4 ـ في بعض النّسخ : « أي يوم عاشوراء ».

    عن الحسين بن راشد (1) ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حَريز ، عن أبي عبدالله 7 « مَن زار الحسين يوم عاشوراء وجَبتْ له الجنّة ».
    3 ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن يعقوبَ بن يزيدَ الأنباريّ ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشّحّام ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن زارَ قبر الحسين بن عليٍّ 8 يوم عاشوراء عارفاً بحقِّه كان كمن زار الله في عرشه » (2).
    4 ـ حدَّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن المعلّى بن محمّد ، عن محمّد بن جمهور العَمّيِّ (3) ـ عمّن ذكره ـ عنهم ( كذا ) : « قال : مَن زار [قبر] الحسين 7 يوم عاشوراء كان كمن تشحّط بدمه (4) بين يديه 7 ».
    5 ـ وروى محمّد بن أبي سَيّار (5) المدائني بإسناده « قال : من سقى يوم عاشوراء عند قبر الحسين 7 كان كمن سقى عسكر الحسين 7 وشهد معه ».
    6 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويّ ، عن عبيدالله بن نَهِيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشَّحّام ، عن جعفر بن محمّد الصّادق 8 « قال : مَن زار الحسين 7 ليلة النّصف مِن شعبان غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنوبه وما تأخّر ، ومَن زاره يوم عَرَفة كتب الله له ثواب ألف حَجّة متقبّلة وألف عُمرَة مَبرورة ، ومَن زاره يوم عاشوراء فكأنّما زار الله فوق عرشه ».
    حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه عبدالله بن جعفر الحِميريِّ ، عن محمّد بن الحسين ، عن حَمدانَ بنِ المُعافا (6) ، عن ابن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشَّحّام ،
    __________________
    1 ـ في جلّ النّسخ : « الحسين بن أسد » ، والظّاهر تصحيفة ، وفي التّهذيب كما في المتن. وقيل : هو الحسن بن راشد ـ مكبّراً ـ.
    2 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص 114 ذيل الخبر 1.
    3 ـ هذه النّسبة إلى « العمّ » ـ بالفتح والتّشديد ـ وهو بطن مِن تميم. ( اللّباب في الأنساب )
    4 ـ تشحّط بالدّم : تضرّج به.
    5 ـ في بعض النّسخ : « أبي يسار ».
    6 ـ حمدان ـ بفتح الحاء المهملة ـ ابن المُعافا ـ بالميم المضمومة والعين المهملة والفاء ، هو أبو جعفر الصَّبيحيّ ، مولى جعفر بن محمّد عليهما السلام.

    عن أبي عبدالله 7 ـ وذكر مثله.
    7 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم؛ وغيره ، عن محمّد بن موسى الهَمدانيِّ ، عن محمّد بن خالد الطّيالسيِّ ، عن سيف بن عَمِيرة ؛ وصالِح بن عُقْبة جميعاً ، عن عَلقمةَ بنِ محمّد الحَضرميّ ؛ و ( كذا ) محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن مالك الجُهنيّ ، عن أبي جعفر الباقر 7 « قال : مَن زار الحسين 7 يوم عاشوراء من المحرَّم حتّى يظلَّ عنده باكياً لقي الله تعالى يوم القيامة بثواب ألفَـ[ـي] ألف حَجّة وألفَـ[ـي] ألف عُمرة ، وألفي ألف غَزوة ، وثواب كلِّ حَجّة وعُمرة وغزوة كثواب مَن حجّ واعتمر وغَزا مع رسول الله 6 ومع الأئمّة الرَّاشدين صلوات الله عليهم أجمعين.
    قال : قلت : جُعِلتُ فِداك لِمَن كان في بُعدِ البلاد واقاصيها ولم يمكنه المسير إليه في ذلك اليوم؟ قال : إذا كان ذلك اليوم بَرزَ إلى الصَّحراء أو صَعد سَطحاً مُرتفعاً في دارِه ، وأومأ إليه بالسّلام ، واجتهد على قاتله بالدُّعاء ، وصلّى بعد رَكعتين يفعل ذلك في صَدرِ النَّهار قبل الزَّوال ، ثمَّ ليندُب الحسين 7 ويَبكيه ويأمر مَن في داره بالبُكاء عليه ، ويقيم في داره مصيبته بإظهار الجزع عليه ، ويتلاقون بالبُكاء بعضهم بعضاً في البيوت ، وليعزّ بعضهم بعضاً بمصاب الحسين 7 ، فأنا ضامِنٌ لهم إذا فعلوا ذلك على الله عزَّوجلَّ جميع هذا الثَّواب ، فقلت : جُعِلتُ فِداك وأنت الضّامِن لهم إذا فعلوا ذلك والزَّعيم به؟ قال : أنا الضّامن لهم ذلك والزَّعيم لمن فعل ذلك.
    قال : قلت : فكيف يعزّي بعضهم بعضاً؟ قال : يقولون : عَظَّم اللهُ اُجُورَنا بِمُصابنا بِالحسينِ 7 ، وجَعَلَنا وإيّاكم مِن الطّالِبين بِثأرِه مع وَليّه الإمام المَهديّ مِن آل محمّدٍ ؛ فإن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل ، فإنّه يوم نحس لا تقضى فيه حاجة ، وإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير رُشْداً ، ولا تدَّخِرنَّ لمنزلك شيئاً ، فإنّه مَن ادَّخر لمنزلِه شيئاً في ذلك اليوم لم يُبارك له فيما يدَّخره ولا يُبارك له في أهله ، فمن فعل ذلك كُتِبَ له ثوابُ ألفِ ألفِ حَجّة و

    ألف ألف عُمرة ، وألف ألف غَزوة كلُّها مع رسول الله 6 وكان له ثواب مصيبة كلِّ نبيٍّ ورَسولٍ وصِدِّيق وشَهيدٍ مات أو قُتِل منذ خلق الله الدُّنيا إلى أن تقوم السّاعة.
    قال صالِح بن عُقْبَةَ الجُهَنيُّ وسيف بن عَمِيرةَ : قال عَلْقَمَةُ بنُ محمّد الحَضرَميُّ : فقلت لأبي جعفر 7 : علِّمني دُعاءً أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زُرْتُه مِن قَريب ، ودُعاءً أدعو به إذا لم أزُرْهُ مِن قريب ، وأومأتُ إليه مِنْ بُعْدِ البلاد ومِن سَطحِ داري بالسَّلام ، قال : فقال : يا عَلْقمَة إذا أنت صَلّيت رَكعتين بعد أن تؤمي إليه بالسَّلام وقلت عند الإيماء إليه [و] مِن بَعد الرَّكعتين هذا القول فإنّك إذا قلتَ ذلك فقد دعوت بما يدعو به مَن زارَه مِن الملائكة ، وكَتَبَ اللهُ لك بها ألفَ ألفَ حَسَنة ، ومحى عنك ألفَ ألفَ سيِّئةٍ ، ورَفع لك مائةَ ألف ألف دَرجةٍ ، وكنت ممّن استشهد مع الحسين بن عليٍّ 8 حتّى تُشاركهم في درجاتهم ، ولا تُعرَف إلاّ في الشُّهداء الّذين استشهدوا معه ، وكُتِبَ لك ثَواب كلِّ نبيٍّ ورسول وزيارة مَن زارَ الحسين بن عليٍّ 8 مُنذُ يوم قُتِل ، [تقول : ]
    السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، [السَّلامُ عَلَيكَ يا خِيَرَةَ اللهِ وابْنَ خِيَرَتِه] السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أميرِ المُؤمِنينَ ، وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثأرَ اللهِ وَأبْنَ ثَأرِهِ وَالْوِتْرَ المَوتُور (1) ، السَّلامُ عَلَيكَ وعَلى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بفِنائِكَ وأناخَتْ بِرَحْلِكَ ، عَلَيكُمْ مَنّيِ جَميعاً سَلامُ اللهِ أبَدَاً مابَقِيتُ وَبَقيَ اللَّيْلُ والنَّهارُ ، يا أبا عَبْدِالله لَقَد عَظُمَتِ [الرَّزيَّةُ وَجَلَّتِ] المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أهْلِ السَّماواتِ [وَالأرْضِ] ، فَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسَّسَتْ أساسَ الظُّلم وَالجَورِ عَلَيْكُمْ أهْلَ الْبَيْتِ ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ ؛ وَأزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللهُ فيها ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ المُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ [بَرِئتُ إلىَ اللهِ وَإليْكُم مِنهُمْ] وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ ، يا
    __________________
    1 ـ قوله : « يا ثأر الله » قال الكفعميّ : معناه أنَّه سبحانه هو صاحب ثأره والمُطالِب به. وقوله : « والوِتْر الموتور » ، قال في القاموس : « المَوتور هو مَن قُتِلَ له قَتيل فلم يُدْرِكْ بِدَمه ».

    أبا عَبْدِالله إنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لمنْ حارَبَكم إلى يَوم القِيامَةِ ، فلَعَنَ اللهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ ، وَلَعَنَ اللهُ بَني اُمَّيَّة قاطِبَةً ، ولَعَنَ اللهُ ابْنَ مَرْجانَةَ ، ولَعَنَ الله عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَلَعَنَ الله شِمْراً ، وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً أسْرَجَتْ وَألْجمَتْ وَتَهيَّأَتْ لِقِتالِكَ ، يا أبا عَبْدِالله بأبي أنْتَ وَاُمِّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ (1) فَأسْألُ اللهَ الَّذي أكْرَمَ مَقامَكَ أنْ يُكْرِمَني بِكَ وَيَرْزُقَني طَلَبَ ثَأرِكَ مَع إمامٍ مَنْصُورِ مِنْ آل مُحَمَّدٍ 9 ، اللّهُمَّ اجْعَلْني وَجيهاً عِنْدَكَ بِالحُسَينِ في الدُّنيا وَالآخِرَة ، يا سَيِّدي يا أبا عَبْدِاللهِ إنّي أتَقَرَّبُ إلى اللهِ [تَعالى] وإلى رَسُولِهِ وَإلى أمير المؤمِنينَ وإلى فاطِمَةَ وَإلى الحسَنِ وَإلَيْكَ ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَسَلّم ، وَعَلَيْهم بِمُوالاتِكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَبالْبَراءةِ مِنْ أعْدائِكَ وَمِمّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الحَرْبَ ، وَمِنْ جميع أعْدائِكُمْ ، وَبِالبَراءَةِ ممَّن أسَّسَ الجَورَ وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ وَأجْرى ظُلْمَهُ وَجَورَهُ عَلَيْكُمْ وَعَلى أشْياعِكُمْ ، بَرِئْتُ إلى اللهِ وَإلَيْكُمْ مِنهُم ، وَأتَقَرَّبُ إلى اللهِ ثُمَّ إلَيْكُمْ بِموالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَليِّكُمْ وَالبَراءةِ مِنْ أعدائِكُمْ ، وَمِنَ النّاصِبيّينَ لَكُمُ الحَرْبَ وَالْبَراءَةَ مِنْ أشْياعِهمْ وَأتْباعِهمْ ، إنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُم ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، وَوَليٌّ لِمَنْ والاكُمْ ، وَعَدُوٌ لِمَن عاداكُمْ ، فأسألُ اللهَ الَّذي أكْرَمَني بمعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ أوْليائِكُمْ وَرَزَقَني الْبَراءةَ مِنْ أعْدائِكُمْ أنْ يَجْعَلَني مَعَكم في الدُّنْيا والآخِرَةِ ، وأنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَم صِدْقٍ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، وَأسْأَلُهُ أنْ يُبَلِّغَني المقامَ المَحْمُودِ لَكم عِندَ اللهِ ، وَأنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثَأرِكم مَع إمام مَهْديّ ناطِقٍ لَكُمْ ، وَأسْأَلُ اللهَ بِحَقِّكُمْ وَبالشَّأْنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ أنْ يُعطيَني بِمُصابي بِكُم أفْضَلَ ما أعْطى مُصاباً بمُصيبَةٍ أقول : « إنّا لله وَإنّا إلَيْهِ راجِعُون » ، يالَها مِنْ مُصيبَةٍ ، ما أعْظَمَها وَأعْظَم رَزِيَّتها في الإسْلام! وفي جَميعِ أهْلِ السَّماواتِ وَالأَرض (2) اللّهُمَّ اجْعَلْني في مَقامِي هذا ممَّن تَنالُهُ مِنكَ صَلَواتٌ وَرَحمةٌ وَمَغْفِرَةٌ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحيايَ مَحيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ 9 ، اللّهُمّ إنَّ هذا يَومٌ تَنزَّلَتْ فيهِ اللَّعْنَةُ (3) عَلى آلِ زيادٍ وَآلِ اُمَيَّةَ وَابْنِ آكِلَةِ الأكْبادِ ، اللَّعِينِ بُنِ اللَّعِينِ ، عَلى لِسانِ نَبيِّكَ ، في كلِّ مَوطِنٍ وَمَوقِفٍ وَقَفَ
    __________________
    1 ـ المُصاب : الشّدّة النّازلة.
    2 ـ في بعض النّسخ : « الأرضين ».
    3 ـ في البحار : « تنزّل فيه اللّعنة ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:32 pm

    فيهِ نَبيُّكَ 9 ، اللّهُمَّ الْعَنْ أبا سُفيانَ وَمُعاويَةَ ، وَعَلى يَزيدَ بِنْ مُعاويَةَ اللَّعْنَةُ أبَدَ الآبِدِينَ ، اللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهمُ اللَّعْنَةَ أبَداً لِقَتْلِهمُ الحُسَينَ [7] ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكِ في هذا الْيَومِ في مَوقِفي هذا وَأيّامِ حَياتي بالْبَراءةِ مِنْهم وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ (1) ، وَبِالموالاةِ لِنَبيِّكَ مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِ نَبيِّك صَلّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَيهمْ أجْمَعِينَ ».
    ثم تقول مائة مرَّة :
    « اللّهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَآخِرَ تابِع لَهُ عَلى ذلِكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ (2) الحُسَينَ وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ (3) [أعْداءه] عَلى قَتْلِهِ وَقَتْلِ أنْصارِهِ ، اللّهُمَّ الْعَنْهم جَميعاً ».
    ثمّ قل مائة مرة :
    السّلام عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَعَلَى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفنائِك (4) ، وأناخَتْ بِرَحْلِكَ (5) ، عَلَيْكُمْ مِنّي سَلام اللهِ أبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ ، وَلا جَعَلَهُ اللهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكم ، السَّلامُ عَلَى الحسَينِ وَعَلى عَليِّ بْنِ الحسَينِ وعلى أولاد الحسين ( ع ) وَعَلى أصحابِ الحسَينِ صَلواتُ اللهِ عَلَيهِمْ أجْمَعينَ ».
    ثمَّ تقول مرَّة واحدة :
    « اللّهُمَّ خُصَّ أنْتَ أوَّلَ ظالمٍ ظَلَمَ آلَ نَبيِّكَ بِاللَّعْنِ ، ثُمَّ الْعَنْ أعْداءَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرين ، اللّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ وأباهُ ، وَالْعَنْ عُبَيْدَاللهِ بْنَ زِيادٍ ، وآلَ مَرْوانَ وَبَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً إلى يَومِ الْقِيامَةِ ».
    ثمّ تسجد سِجدةً تقول فيها :
    « اللّهُمَّ لَكَ الحمْدُ حَمْدَ الشّاكِرينَ عَلى مُصابِهِمْ ، الحَمْدُ لِلهِ عَلى عَظيم مُصابي وَ
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « وباللّعن عليهم ».
    2 ـ قال العلاّمة التّستريّ رحمه الله : إنّ « جاهدت » محرّف « جاحدت » ، فإنّهم عرفوه وجحدوه ، راجع تفصيل الكلام الأخبار الدّخيلة ج 3 ص 318 و 319.
    3 ـ في بعض النّسخ : « تايعت ».
    4 ـ الفناء ـ بالكسر ـ : الوصيد وهو ساحة أمام البيت.
    5 ـ أناخ الرّجل الجملَ إناخة : أبركه.

    رَزيَّتي فيهِمْ ، اللّهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَ الحُسَينِ يَومَ الْوُرُودِ وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَينِ وَأصْحابِ الحسَين ، الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دونَ الحسَينِ 7 ـ صلوات الله عَلَيْهم أجمعينَ ـا ».
    قال عَلْقَمَةُ : قال أبو جعفر الباقر 7 : يا عَلْقَمَةُ إن استطعتَ أن تَزوره في كلِّ يومٍ بهذه الزِّيارة مِن دَهْركَ فافعل ، فلك ثوابُ جميع ذلك إن شاءَ الله تعالى ».
    الباب الثّاني والسّبعون
    ( ثواب زيارة الحسين عليه السلام في النِّصف مِن شَعبان )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن يعقوبَ 4 جميعاً ، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم ، عن أبيه ـ عن بعض أصحابه ـ عن هارونَ بن خارجَة ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا كان النِّصف مِن شعبان نادى منادٍ مِن الاُفُق الأعلى : زائري الحسين ارْجعوا مَغفوراً لكم ، ثَوابُكم على الله رَبّكم ومحمَّدٍ نبيِّكم ».
    2 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ الزَّيتونيّ ؛ وغيره ، عن أحمدَ بن هِلال ، عن محمّد بن أبي عُمَير ; ـ عن حَمّاد بن عثمان ، عن ابي بصير ، عن أبي عبدالله 7. والحسن بن مَحبوب ، عن أبي حمزة ، عن عليِّ بن الحسين 8 « قالا : مَن أحبَّ أن يصافحه مائة ألف نبيٍّ وأربعة وعشرون ألف نبيٍّ فليزرْ قَبر أبي عبدالله الحسين بن عليِّ 8 في النِّصف مِن شعبان ، فإنَّ أرواح النَّبيّين : يَستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم منهم خمسة أولوا العزم من الرُّسل ، قلنا : مَن هُم؟ قال : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ؛ ومحمّد صلّى الله عليهم أجمعين ، قلنا له : ما معنى أولى العَزْم ، قال : بعثوا إلى شَرق الأرض وغَربها؛ جِنّها وإنسها ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسن ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن صَندل ، عن هارونَ بن خارِجَة ،

    عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا كان النّصف من شعبان نادى منادٍ من الاُفق الأعلى : زائري الحسينِ ارْجِعوا مَغفوراً لكم ، ثوابكم على [الله] ربّكم ومحمّد نبيّكم ».
    4 ـ ورواه صافي البرقيّ (1) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن زارَ أبا عبدالله 7 ثلاث سِنين متواليات لا فصل فيها في النِّصف مِن شعبان غُفِرَ له ذنوبه ».
    5 ـ وبإسناده عن داود بن كثير الرَّقّيِّ « قال : قال الباقر 7 : زائر الحسين 7 في النِّصف مِن شعبان يُغْفَر له ذنوبه ، ولن يكتب عليه سيّئة في سَنَتِه حتّى يحول عليه الحَول (2) ، فإن زار في السَّنَة المُقبلة غفر الله له ذنوبه ».
    6 ـ حدَّثني جماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن الحسن بن أبي سارة المدائنيّ ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ، عن ابن أبي عُمَير ، عن عبدالرَّحمن بن الحَجّاج ـ أو غيره اسمه الحسين ـ قال : « قال أبو عبدالله 7 : مَن زار قبر الحسين 7 ليلةً مِن ثلاث ليالٍ غفر الله له ما تَقدَّم مِن ذَنْبه وما تأخَّر ، قال : قلت أي اللَّيالي جُعِلْتُ فِداك؟ قال : ليلة الفطر ، وليلة الأضحى ، وليلة النِّصف من شعبان ».
    7 ـ وحدَّثني أبي ; وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعةُ مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدِّه الحسن بن راشد ، عن يونسَ بن ظَبْيان « قال : قال أبو عبدالله 7 : مَن زار الحسين 7 ليلة النِّصف مِن شعبان ، وليلة الفطر ، وليلة عرفة في سنةٍ واحدةٍ كتب الله له ألف حَجّةٍ مَبرورةٍ وألف عُمرةٍ متقبِّلةٍ ، وقُضيتْ له ألف حاجةٍ مِن حوائج الدُّنيا والآخرة ».
    __________________
    1 ـ كأنّه « الوصّافيّ الكوفيّ » فصحّف ، فإن كان ما قلناه صحيحاً فهو عبدالله بن الوليد المكنّى بأبي سعيد ، وإلاّ فمهمل ، وقيل : لعلّه « ضابي بن عمر السّعديّ الأمويّ ».
    2 ـ أي لم يعمل عملاً سيّئاً حتّى يكتب عليه.

    فصل ما يجب العمل به ليلة النِّصف من شعبان
    8 ـ سالم بن عبدالرَّحمن ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن يأت ليلة النِّصف مِن شعبان بأرض كربلاء فقرءَ ألف مرَّة « قُل هُوَ الله أحَدٌ » ويَستغفر الله ألف مرَّة ويحمد الله ألف مرَّة ، ثمَّ يقوم فيصلّي أربع رَكَعات يقرء في كلِّ رَكعةٍ ألف مرَّةٍ آيةَ الكُرسيّ ، وكَّل الله تعالى به مَلَكين يحفظانه مِن كلِّ سوءٍ ، ومِن شرِّ كلِّ شَيطان وسُلطان ، ويكتبان له حَسَناته ولا تُكتب عليه سيِّئة ويسغفران له ماداما معه » (1).
    9 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشَّحّام ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن زارَ قبر الحسين 7 في النّصف من شعبان غفر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر ». 10 ـ حدَّثني أبو عبدالله محمّد بن أحمدَ بن يعقوبَ بن إسحاقَ بن عمّار ، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن محمّد بن الوليد ، عن يونسَ بن يعقوبَ « قال : قال أبو عبدالله 7 : يا يونسُ ليلة النِّصف من شعبان يغفر الله لكلِّ مَن زارَ الحسين 7 مِن المؤمنين ما تقدَّم مِن ذنوبهم (2) وما تأخّر ، وقيل لهم : استقبلوا العَمَل ، قال : قلت هذا كلّه لِمَن زارَ الحسين 7 في النّصف من شعبان؟ فقال : يا يونسُ لو أخبرت النّاس بما فيها لمن زارَ الحسين 7 لَقامَتْ ذكور الرِّجال على الخشب » (3).
    11 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن عبدالله بن موسى ، عن عبيدالله بن نَهِيك (4) ، عن ابن أبي عُمَير ، عن زَيدٍ الشَّحّام ، عن جعفر بن محمّد 8 « قال :
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « ما شاء الله معه » ، أي لم يرتكب سيّئة لأنّ الملكين يحفظانه من كلِّ معصية.
    2 ـ في بعض النّسخ : « ما قدّموا من ذنوبهم ».
    3 ـ أي يركبون على الأخشاب عند عدم المراكب ، وذلك مبالغة في اهتمامهم بزيارته عليه السلام في هذا الوقت.
    4 ـ في بعض النّسخ : « عبدالله بن نهيك » مكبّراً.

    مَن زار [قبر] الحسين 7 ليلة النِّصف مِن شعبان غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنوبه وما تأخّر ، ومَن زارَه يومَ عَرَفة كتب الله له ثوابَ ألف حَجّةٍ مُتَقبِّلة وألف عُمرةٍ مَبرورة ، ومَن زارَه يوم عاشوراء فكأنَّما زارَ الله فوق عرشه ».
    الباب الثّالث والسّبعون
    ( ثواب من زار الحسين عليه السلام في رجب )
    1 ـ حدَّثني أبو عليِّ محمّد بن هَمّام بن سُهيل ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد بن مالك ، عن الحسن بن محمّد الأبزاريّ ، عن الحسن بن محبوب ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر البِزَنْطيِّ « قال : سألت أبا الحسن الرِّضا 7 في أيّ شهرٍ نَزور الحسين 7؟ قال ، في النِّصف مِن رَجب والنِّصف مِن شعبان ».
    ورواه أحمدُ بنُ هِلال ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر ، عن أبي الحسن الرّضا 7 مثله ، غير أنّه قال : « أيُّ الأوقات أفضل أن نَزور فيه الحسين 7 ».
    2 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بَزيع ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن بشير الدَّهّان ، عن جعفر بن محمّد 8 « قال : مَن زارَ الحسين 7 يوم عَرَفة عارفاً بحقِّه كتب الله له ثوابَ ألفِ حَجّةٍ وألفِ عُمرةٍ وألف غزوةٍ مع نبيٍّ مُرسل ، ومَن زارَه أوَّل يوم مِن رَجب غفر الله له ألبتّة » (1).
    الباب الرّابع والسّبعون
    ( ثواب من زار الحسين عليه السلام في غير يوم عيد ولا عرفة )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن بَشير الدَّهّان « قال : قال أبو عبدالله 7 :
    __________________
    1 ـ تقدّم الخبر بهذا السّند والمتن في ص 190 تحت رقم 11.

    أيّما مؤمنٍ زَار الحسين 7 عارفاً بحقِّه في غير عيدٍ ولا عَرَفةٍ كتب الله له عشرين حَجّةً ، وعشرين عُمرَةً مبرورات متقبّلات ، وعشرين غَزوةً مع نبيٍّ مرسل أو إمام عدل ».
    2 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن صالِح ، عن عبدالله بن هِلال ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قلت : جُعِلتُ فِداك ما أدنى ما لزائر الحسين 7؟ فقال لي : يا عبدالله إنَّ أدنى ما يكون له أنَّ الله يحفظه في نفسه ومالِه حتّى يَردَّه إلى أهله ، فإذا كان يوم القيامة كان الله الحافظ له ».
    حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالِح ـ مثل حديثه الأوَّل في الباب ـ.
    3 ـ حدّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ؛ وعن أحمد بن إدريس ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ البُوفكيِّ ، عن صَندل ، عن داودَ بن يزيدَ (1) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن زارَ قبر الحسين 7 في كلِّ جمعةٍ غفر الله له البتَّة ، ولم يخرج مِن الدُّنيا وفي نفسه حَسْرةٌ منها ، وكان مَسكنه في الجنّة مع الحسين بن عليٍّ 8 ، ثمَّ قال : يا داود مَن لا يَسُرُّه أنْ يكون في الجنّة جارَ الحسين 7؟ قلت : مَن لا أفلح ».
    4 ـ وعنه (2) ، عن أحمدَ بن إدريسَ ، عن العَمْرَكي ، عن صَندل (3) ، عن داود بن فَرْقد « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : ما لمن زارَ الحسين 7 في كلِّ شهر مِن الثّواب؟ قال : له [مِن الثّواب] ثواب مائة ألف شَهيدٍ مثل شُهداءِ بَدْر ».
    5 ـ وبإسناده ، عن صَندل ، عن أبي الصّبّاح الكِنانيِّ (4) ، عن أبي عبدالله 7
    __________________
    1 ـ كذا في نسخ الكتاب الموجودة عندنا ، والصّواب : « داود بن أبي يزيد » وهو كنية فَرْقد ، ويزيد أحد إخوانه.
    2 ـ الضّمير راجع إلى أبيه ـ رحمهما الله ـ.
    3 ـ كذا في النّسخ ، وكأنّه تصحيف « صفوان » ، وهو ابن يحيى ، ولابن فرقد كتاب ، روى عنه صفوان بن يحيى ، كما قاله النّجاشي رحمه الله في رجاله.
    4 ـ يعني إبراهيم بن نعيم العبديّ.

    « قال : إذا كان ليلة القدر فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أمر حَكِيم نادى مُنادٍ تلك اللَّيلة مِن بُطْنان العَرش : إنَّ الله قد غفر لِمَن زارَ قبرَ الحسين 7 في هذه اللَّيلة ».
    6 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن بشير الدّهّان « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : ربّما فاتني الحجّ فاُعرِّف عند قبر الحسين 7 ، قال : أحسنت يا بشير ، أيّما مؤمنٍ أتى قبر الحسين 7 عارفاً بحقّه في غير يوم عيد ولا عَرَفة كتب الله له عشرين حجّةً ، وعشرين عمرةً مبرورات مُتقبّلات ، وعشرين غزوةً مع نبيٍّ مرسل أو إمام عدل ، ومَن أتاه في يوم عيد ـ وذكر الحديث بطوله ـ » (1).
    الباب الخامس والسًّبعون
    ( مَن اغتسل في الفرات وزار الحسين عليه السلام )
    1 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بنِ سليمانَ النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ ، عن مَنيع بن الحَجّاج ، عن يونسَ ، عن صَفوان الجمّال ، عن أبي عبدالله 7 « قال : من اغتسل بماءِ الفرات وزارَ قبرَ الحسين 7 كان كيوم وَلَدَتْه اُمّه صَفَراً مِن الذّنوب ولو اقْترفها (2) كبائر ، [وكانوا] يحبّون إذا زارَ الرَّجل قبر الحسين 7 اغتسل وإذا ودَّع لم يغتسل ومسح يدَه على وجهه إذا وَدَّع ».
    2 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن بشير الدَّهّان قال : قلت لأبي عبدالله 7 ـ في حديث طويل ـ « قال : وَيحك! يا بشير إنَّ المؤمن إذا أتى
    __________________
    1 ـ راجع الكافي ج 4 ص 580 ح 1 ، وتقدّم الخبر أيضاً في ص 186 تحت رقم 1.
    2 ـ صفراً أي خالياً ، واقترف الذَنبَ : أتاه وفعله.

    قبر الحسين 7 عارفاً بحقّه فاغتسل في الفُرات ثمّ خرج كُتِبَ له بكلِّ خُطوة حَجّة وعُمرة مَبرورات متقبّلات ، وغزوة مع نبيٍّ مُرسَل ، أو إمام عدل ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; عن محمّد بن يحيى؛ وأحمد بن إدريسَ ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ ، عن يحيى ـ وكان في خدمة الإمام أبي جعفر الثّاني 7 ـ عن محمّد بن سِنان ، عن بشير الدَّهّان « قال : سمعت أبا عبدالله 7 وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشّيعة فأقبل إليّ بوجهه فقال : يا بَشير حَجَجْتَ العام؟ قلت : جُعلت فِداك لا ، ولكن عرَّفتُ بالقبر ـ قبر الحسين 7 ـ فقال : يا بشير والله ما فاتَك شيءٌ ممّا كان لأصحاب مكّة بمكة ، قلت : جُعِلتُ فِداك فيه عَرَفات فَسِّر لي؟ فقال : يا بشير إنّ الرَّجل منكم ليغتسل على شاطىء الفُرات ثمَّ يأتي قبر الحسين 7 عارفاً بحقِّه فيعطيه الله بكلِّ قدم يرفعها أو يضعها مائة حجّةً مقبولةً ومعها مائة عُمرةً مَبرورة ، ومائة غزوةً مع نبيٍّ مُرسل إلى أعداءِ الله وأعداءِ الرَّسول ـ وذكر الحديث ـ » (1).
    4 ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدّثنا هِشام بن سالم ، عن أبي عبدالله 7 ـ في حديث له طويل ـ « قال : أتاه رجلٌ فقال له : هل يُزار والدُك؟ فقال : نَعَم ، فقال : ما لمن اغتسل بالفُرات ثمَّ أتاه؟ قال : إذا اغتسل مِن ماءِ الفُرات وهو يريده تساقَطَت عنه خطاياه كيوم وَلَدَته اُمُّه ـ وذكر الحديث بطوله ـ ».
    5 ـ حدَّثني أبو محمّد هارون بن موسى التّلّعكبَريّ ، عن أبي عليٍّ محمّد بن هَمّام بن سُهيل ، عن أحمدَ بنِ مابُنداد (2) ، عن أحمدَ بنِ المُعافا التَّغلبيِّ ـ من أهل
    __________________
    1 ـ تقدّم الخبر في ص 189 تحت رقم 9.
    2 ـ قال العلاّمة الأمينيّ رحمه الله : كذا في بعض النّسخ ، وفي بعضها : « مابُندار » والصّحيح : « ما بُنداد » بالدّال المهملة أخيراً أو باُختها وهو إسكافيّ ، ويظهر مِن ترجمة محمّد بن همّام الإسكافي وما في كنز الفوائد من النَّقل عنه كتاب أبي جعفر عليه السلام إلى عليِّ بن مَهزيار

    رأس العَين (1) ، عن عليِّ بن جعفر الهُمَانيِّ (2) « قال : سَمعتُ عليَّ بن محمّد العَسكريَّ 8 يقول : مَن خرج مِن بَيته يريد زيارة الحسين 7 فصار إلى الفُرات فاغتسل منه كتبـ[ـه الله] مِن المفلحين ، فإذا سلّم على أبي عبدالله كُتِب من الفائزين ، فإذا فرغ مِن صَلاته أتاه مَلكَ فقال [له] : إنَّ رسول الله 6 يُقْرِؤك السَّلامَ ويقول لك : أمّا ذنوبُك قد غُفِرَ لك ، استأنف العَمَل ».
    6 ـ حدَّثني حسين بن محمّد بن عامِر ، عن أحمدَ بن عَلويّة الإصفهانيِّ ، عن إبراهيمَ بن محمَّد الثقفيّ ـ رَفعه إلى أبي عبدالله 7 ـ « أنّه كان يقول عندَ غُسل الزِّيارة إذا فرغ :
    « اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي نُوراً وَطَهُوراً وحِرْزاً ، وكافِياً مِنْ كُلِّ داءٍ وسُقْمٍ ، وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعاهَةٍ ، وَطَهِّرْ بِهِ قَلْبي وَجَوارِحي وَلَحْمِي ، وَدَمي وَشَعْري ، وَبَشَري وَمُخِّي ، وَعِظامِي وَعَصَبي ، وَما أقَلَّتِ الأرضُ مِنِّي فَاجْعَلْهُ لي شاهداً يَومَ الْقِيامَةِ ، وَيَومَ حاجَتي وَفَقْري وَفاقَتي » ».
    7 ـ حدَّثني محمّد بن هَمّام بن سُهَيل الإسكافيُّ ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفَزاريّ ، عن الحسن بن عبدالرَّحمن الرَّواسيّ ـ عمّن حدَّثه ـ عن بَشير الدَّهّان ، عن أبي عبدالله 7 « قال : من أتى الحسين بن عليٍّ 8 فتوضّأ واغتسل في الفُرات لم يرفع قَدَماً ولم يضع قَدَماً إلا كتب الله له حَجّة وعُمرة ».
    8 ـ حدَّثني أبي ; ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فَضالَةَ بن أيّوب ، عن يوسف الكُناسيّ (3) ،
    __________________
    كونه من أصحابنا ، ورواية مثل أبي عليِّ الإسكافيّ المولود بدعاء العَسكريّ عنه يؤمي إلى كونه ثقة كما لا يخفى.
    1 ـ رأس العين مدينة كبيرة من مُدن الجزيرة.
    2 ـ هُمَيْنا وهُمانيا وهُمانِيَة : قرية كبيرة مِن قرى بَغداد ، يقال في النّسبة إليها : هُمّاني وهُمَّني ، فما في بعض النّسخ من همدانيِّ تصحيف واضح. ( الأمينيّ ـ ره ـ ) وأقول : في النّجاشي : عليُّ بن جعفر الهمّانيّ البرمكيّ ، يعرف وينكر ، له مسائل لأبي الحسن العسكري عليه السلام .
    3 ـ الكُنّاسة ـ بالضّمّ ـ : محلَّة بالكوفة.

    عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا أتيت قبرَ الحسين 7 فائتِ الفُرات واغتَسِل بحيالِ قَبره ».
    9 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيمَ بن عبدالله الموسويّ ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن محمّد الفَراش (1) ، عن إبراهيمَ بن محمّد الطَّحّان ، عن بشير الدَّهّان ، عن رِفاعة بن موسى النَّخّاس ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنَّ مَن خرج إلى قبر الحسين 7 عارفاً بحقِّه وبلغ الفُرات واغتسل فيه (2) وخرج من الماء كان كمثل الَّذي خرج مِن الذُّنوب ، فإذا مشى إلى الحائر لم يرفع قدماً ولم يضع اُخرى إلاّ كتب الله له عشر حَسَنات ومَحى عنه عشر سيّئات ».
    الباب السّادس والسَّبعون
    ( الرُّخصة في ترك الغُسْل لزيارة الحسين عليه السلام )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ، عن الحسن بن متويه بن السّندي (3) ، عن أبيه قال : حدَّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب بالكوفة ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن العيص بن القاسم البَجَليِّ « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : مَن زارَ الحسين بن عليٍّ 8 عليه غُسْل؟ قال : فقال : لا ».
    وحدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صَفوانَ ، عن العِيص بن القاسم ، عن أبي عبدالله 7 مثله.
    حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن
    __________________
    1 ـ كذا في بعض النّسخ ، وفي بعضها : « الفراشيّ » ، وفي البحار والمستدرك نقلاً عن الكتاب : « الفَراش »؟ وفي بعض نسخ التّهذيب : « محمّد بن فرات » وفي بعضها : « محمّد بن فراس » ، وقال ابن حجر في تهذيبه : محمّد بن الفِراس ـ بكسر أوَّله وتخفيف الرّاء ـ : الضّبعيّ الصّيرفيّ البصريّ المتوفّى سنة 245.
    2 ـ في بعض النّسخ : « فاغتسل بماء الفرات ».
    3 ـ لم أعثر عليه في كتب الرّجال.

    عبدالجبّار ، عن صَفوانَ ، عن العِيص ، عن أبي عبدالله 7 مثله.
    2 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن المغِيرة ، عن أبي اليَسَع (1) « قال : سأل رَجلٌ أبا عبدالله 7 ـ وأنا أسمع ـ عن الغُسل إذ أتى قبرَ الحسين 7 ، فقال : لا ».
    حدَّثني جماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين ، عن أيّوب بن نوح ؛ وغيره ، عن عبدالله بن المغِيرة قال : حدّثنا أبو اليَسَع ـ وذكر الحديث بنفسه ـ.
    وحدَّثني محمّد بن أحمدَ بنِ الحسين ، عن الحسن بن عليٍّ بن مَهزيار ، عن أبيه عن أيّوب بن نوح ؛ وغيره ، عن عبدالله بن المغِيرة ، عن أبي اليَسَع قال : سأل رَجلٌ أبا عبدالله 7 ـ وذكر مثله ـ.
    3 ـ حدَّثني جماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمدَ بن أبي زاهِر ، عن (2) محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صَفوان بن يحيى ، عن سَيف بن عَميرة ، عن العِيص بن القاسم البَجَليِّ « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : من زارَ الحسين عليه غُسلٌ؟ قال : لا » (3).
    4 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن عُبيدالله بن موسى الكاظم بن جعفر الصّادق 8 ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن محمّد بن زياد ، عن أبي حنيفةَ السّابق (4) ، عن يونسَ بنِ عَمّار ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا كنت منه قريباً
    __________________
    1 ـ الظّاهر كونه عيسى بن السّريّ أبا اليسع الكرخيّ ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام .
    2 ـ كذا ، والظّاهر أن لفظ « عن » مصحّف « و ».
    3 ـ قال شيخ الطّائفة رحمه الله في التّهذيب : « إنّما أراد عليه السلام ليس فيه غسل مفروض أو واجب يستحقّ بتركه العِقاب ، وإن كان فيه غسل مندوبٌ مستحب فيه فضل كثير ، فلا تنافي بين الأخبار ».
    4 ـ هو سعيد بن بيان بالياء المثنّاة بعد الموحّدة ، همدانيّ يلقّب بـ « سابق الحاجّ ». ( الأمينيّ )

    ـ يعني الحسين 7 ـ فإن أصبتَ غُسلاً فاغتسل ، وإلاّ فتَوضّأْ ثمَّ ائْته ».
    5 ـ حدَّثني محمّد بن أحمدَ بن يعقوب (1) ، عن عليِّ بن الحسن بن فَضّال ، عن العبّاس بن عامِر ، عن الحسن بن عطيّة أبي ناب « قال : سألت أبا عبدالله 7 عن الغسل إذا أتَيْتُ قبر الحسين 7 ، قال : ليس عليك غسل ».
    6 ـ حدَّثني الحسن بن الزِّبْرِقان الطّبريُّ بإسناد له ـ يرفعه إلى الصّادق 7 ـ « قال : قلت : رُبما أتينا قبرَ الحسين 7 فيصعب علينا الغسل للزّيارة مِن البَرد أو غيره؟ فقال 7 : مَن اغتسل في الفُرات وزارَ الحسين 7 كُتِبَ له مِن الفضل ما لا يحصى ، فمتى ما رجع إلى الموضع الَّذي اغتسل فيه [و] تَوَضّأ وزارَ الحسين 7 كتب له ذلك الثَّواب ».
    الباب السّابع والسّبعون
    ( إنَّ زائري الحسين عليه السلام العارفين بحقّه تشيّعهم الملائكة وتستقبلهم )
    ( وتعودهم إذا مرضوا ، ويشهدونهم إذا ماتوا ويستغفرون لهم إلى يوم القيامة (2) )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ ، عن إسحاقَ بن إبراهيمَ ، عن هارونَ بن خارجَة ، عن أبي عبدالله 7 قال : سمعته يقول : وكّل الله بقبر الحسين 7 أربعةَ آلاف مَلَكٍ شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه عارفاً بحقّه شَيّعوه حتّى يبلغوه مَأمَنَه ، وإن مرض عادوه غُدْوَةً وعَشيَّة ، وإن مات شهدوا جنازَتَه واستغفروا له إلى يوم القيامة ».
    __________________
    1 ـ كذا في النّسخ وفي البحار أيضاً ، وهو مهمل ، وفي كتب الرّجال : « أحمد بن محمّد بن يعقوب » ، والظّاهر أنّ الصّواب : « عليّ بن محمّد بن يعقوب » وهو الكسائيّ الكوفيّ الّذي هو من مشائخ ابن قولُوَيه ، كما يأتي في الباب 81 تحت رقم 3.
    2 ـ مرّ غير واحد من أخبار الباب بعضها بهذه الأسانيد وبعضها بغيرها.

    2 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن أبي إسماعيل السَّرّاج (1) ، عن يحيى العطّار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر 7 « قال : أربعة آلاف ملكٍ شُعث غُبْر يبكون الحسين 7 إلى يوم القيامة ، فلا يأتيه أحَدٌ إلاّ استقبلوه ، ولا يرجع أحَدٌ مِن عنده إلاّ شيّعوه ، ولا يمرض أحَدٌ إلاّ عادوه ، ولا يموت أحَدٌ إلاّ شهدوه ».
    حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع بإسناده مثله.
    حدَّثني أبي ; عن سعد ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سَعدانَ ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عُمَرَ بنِ أبان ، عن أبي عبدالله 7 مثله.
    3 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن ابن أبي ـ عُمير ، عن سَلَمةَ صاحب السّابريّ ، عن أبي الصَّبّاح الكِنانيِّ (2) « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : إنَّ إلى جانبكم قبراً ما أتاه مَكروبٌ إلاّ نَفّسَ اللهُ كُربَته وقضى حاجَته ، وإنَّ عنده أربعة آلاف ملك منذ يوم قُبض ، شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه شيَّعوه [إلى مَأمَنِه] ، ومَن مَرض عادُوه ، ومَن ماتَ اتّبعوا جنازَته ».
    4 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمان النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرّحمن ، عن صَفوانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنَّ الرّجل إذا خرج مِن منزله يريد زيارةَ الحسين 7 شيَّعَتْه سبعمائة ملكٍ مِن فوقِ رأسه ومِن تحتِه ، وعن يمينه وعن شِماله ، ومِن بين يديه ومِن خلفه حتّى يبلغوه مأمَنَه ، فإذا زارَ الحسين 7 ناداه مُنادٍ : قد غُفِر لك فاستأنفِ العمل ، ثمَّ يرجعون معه مشيِّعين له إلى منزله ، فإذا صاروا إلى منزله قالوا : « نَستَودِعُكَ الله » ، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماتِه ، ثمَّ يزورون قبرَ ـ
    __________________
    1 ـ مرّ ترجمته في ص 82 ذيل الخبر 1.
    2 ـ يعني إبراهيم بن نعيم.

    الحسين 7 في كلِّ يوم ، وثواب ذلك للرَّجل ».
    5 ـ وعنه ، عن محمّد بن يحيى بإسناده إلى مَنيع ، عن زياد ، عن عبدالله بن مُسكانَ ، عن محمّد الحلبيِّ « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : إنَّ اللهَ وكَّل بقبر الحسين 7 أربعةَ آلاف ملكٍ شُعْثاً غُبراً إلى أن تقوم السّاعة ، يشيّعون مَن زارَه ، يعودونه إذا مرض ، ويشهدون جنازته إذا مات ».
    6 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن وليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغِيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن أبان ، عن أبي حَمزة (1) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنَّ اللهَ وكّل بقبر الحسين 7 أربعةَ آلاف ملكٍ شُعْثاً غُبراً ، فلم يزل يبكونه مِن طلوع الفجر إلى زَوال الشَّمس ، فإذا زالتِ الشَّمس هبط أربعةُ آلاف ملكٍ وصعد الأربعةُ آلاف ملكٍ ، فلم يزل يبكونه حتّى يطلع الفجر ، ويشهدون لمن زارَه بالوفاء ويشيّعونه إلى أهله (2) ، ويَعودونه إذا مرض ، ويُصلّون عليه إذا مات ».
    7 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدِّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم 7 « قال : مَن خرج مِن بَيته يريد زيارةَ قبر أبي عبدالله الحسين 7 وكَّل الله به مَلكاً فوضع إصبعه في قَفاه ، فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يرد الحائر ، فإذا دخل مِن باب الحائر وضع كفّه وسط ظَهره ، ثمّ قال له : أمّا ما مضى فقد غفر الله لك ، فاستأنف العَمَل » (3).
    حدِّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدَّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم 7 « قال : من خرج من بيته يريد زيارة الحسين 7 ـ مثله.
    __________________
    1 ـ يعني الثّمالي ، وراويه أبان بن عثمان الأحمر.
    2 ـ في بعض النّسخ : « ويشهدون لمن زاره ، ويشيّعونه بالوفاء إلى أهله » ، وفي المتن كما في البحار.
    3 ـ تقدّم الخبر في ص 167 تحت رقم 7 ، وفيه : « فإذا خرج من باب الحائر ».

    8 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله ـ رحمهما الله ـ جميعاً ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن إبراهيمَ بنِ مَهزيار ، عن أخيه عليّ بن مَهزيار ، عن أبي القاسم (1) ، عن القاسم بن محمّد ، عن إسحاقَ بن إبراهيم ، عن هارونَ بن خارجَة « قال : سأل رَجلٌ أبا عبدالله 7 ـ وأنا عنده ـ فقال : ما لِمَن زارَ قبر الحسين 7؟ قال : إنَّ الحسين 7 لمّا اُصيب بَكَتْهُ حتّى البلاد ، فوكّل اللهُ به أربعةَ آلاف ملكٍ شُعثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه عارفاً بحقِّه شيّعوه حتّى يُبلّغوه مَأمَنَه ، وإن مرض عادوه غُدْوَةً وعَشِيَّة ، وإن مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة ».
    9 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سَعدانَ ، عن عبدالله بن القاسم ، عن عُمَرَ بن أبان الكلبيِّ (2) ، عن أبان بن تَغْلِب « قال : قال أبو عبدالله 7 : هبط أربعةُ آلافِ مَلَك يريدونَ القِتال مع الحسين ، لم يؤذن لهم في القتال فرجعوا في الاستيذان ، فهبطوا وقد قُتل الحسين 7 فهم عِند قبره شُعثٌ غُبْرٌ يَبكونه إلى يوم القيامَة ، رَئيسهم مَلَك يقال له : المنصور ، فلا يَزورُه زائرٌ إلاّ اسْتقبلوه ، ولا يُوَدِّعه مُودِّعٌ إلاّ شيَّعوه ، ولا يمرض مريض إلاّ عادوه ، ولا يموت إلاّ صلّوا عَلى جِنازته (3) واستغفروا له بعد مَوْته ، وكلُّ هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم 7 ».
    10 ـ حدَّثني أبو العبّاس الرَّزَّاز ، عن ابن أبي الخطّاب قال : حدَّثني محمّد بن الفُضَيل ، عن محمّد بن مُضارب ، عن مالك الجُهَنيِّ ، عن أبي جعفر 7 « قال : قال : يا مالِكُ إنَّ اللهَ تبارك تعالى لمّا قبض الحسين 7 بعث إليه أربعةَ آلاف
    __________________
    1 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص 88 ذيل الخبر 12.
    2 ـ النّسبة إلى كَلْب وهو بطن من قُضاعة ومن بني لَيْث ومن بَجِيلة. ( اللّباب ) وقال العلاّمة الأمينيّ رحمه الله : بطنْ مِن خَثعم ، مساكنهم بالحجاز.
    3 ـ قيل : الجنازة بالكسر : الميِّت ، و ـ بالفتح ـ : السَّرير ، وقيل : الجنازة بالكسر : السَّرير مع الميِّت وكلّ يُشيِّعهُ.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:37 pm

    مَلَكٍ شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة ، فمن زارَه عارفاً بحقِّه غفر الله له ما تقدَّمَ مِن ذَنْبِه وما تأخَّر (1) ، وكتب له حَجّة ، ولم يزل محفوظاً حتّى يرجع إلى أهله ؛ قال (2) : فلمّا مات مالك (3) ـ وقبض أبو جعفر 7 ـ دخلتُ على أبي عبدالله 7 فأخبرته بالحديث ، فلمّا انتهيت إلى « حَجّة » قال : وعُمرَة يا محمّد ».
    الباب الثّامن والسّبعون
    ( فيمن ترك زيارة الحسين عليه السلام )
    1 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عاصِم بن حُميد الحنّاط ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 « قال : قال : مَن لم يأت قبر الحسين 7 مِن شيعتنا كان مُمْتَقِصُ الإيمان ، مُنْتقِص الدِّين ، وإن دخل الجنَّة كان دون المؤمنين في الجنَّة ».
    2 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بنِ الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن أبي المَغرا (4) ، عن عَنْبَسة بن مُصْعَب ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن لم يأت قبر الحسين 7 حتّى يموت كان مُنْتَقِصُ الدِّين ، مُنْتَقِصُ الإيمان ، وإن [اُ]دخل الجنّة كان دون المؤمنين في الجنّة ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; وعليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن سَيفِ بن عَمِيرَة ـ عن رَجل ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن لم يأت قبرَ الحسين 7 (5) وهو يزعم أنّه لنا شيعة
    __________________
    1 ـ تقدّم الكلام فيه ، راجع ص 149 ذيل الخبر 1.
    2 ـ أي قال محمّد بن مضارب.
    3 ـ يعني مالك بن أعين الجُهَنيّ الكوفيّ ، المتوفّى في حياة الصّادق عليه السلام .
    4 ـ هو حَميد بن المثنّى.
    5 ـ أي مع إمكانه له.

    حتّى يموت فليس هو لنا بشيعة ، وإن كان مِن أهل الجنَّة فهو مِن ضِيفان أهل الجنّة ».
    4 ـ وبإسناده ، عن سَيف بن عَمِيرة ، عن أبي بكر الحَضرَميِّ ، عن أبي جعفر 7 « قال : سمعتُه يقول : من أراد أن يعلم أنّه مِن أهل الجنَّة فليعرض حُبَّنا على قلبه ، فإن قَبِلَه فهو مؤمنٌ ، ومَن كان لنا محبّاً فليرغب في زيارة قبر الحسين 7 ، فمن كان للحسين 7 زُواراً عرفناه بالحبِّ لنا أهل البيت ، وكان مِن أهل الجنَّة ، ومَن لم يكن للحسين زُواراً كان ناقص الإيمان ».
    5 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن أحمدَ بن إدريسَ ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ البوفكيّ ـ عمّن حدَّثه ـ عن صَندل ، عن هارونَ بن خارجَة ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سألته عمّن ترك الزّيارة زيارة قبر الحسين بن عليٍّ 8 مِن غير عِلّة؟ قال : هذا رَجلٌ مِن أهل النّار ».
    6 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيُّ القرشيُّ ، عن خاله محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ـ عمّن حدّثه ـ عن عليِّ بن ميمون « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : لو أنَّ أحدكم حجَّ ألف حجَّة ثمَّ لم يأت قبر الحسين بن عليٍّ 8 لكان قد ترك حقّاً مِن حقوق الله تعالى ، وسُئلِ عن ذلك فقال : حقُّ الحسين 7 مفروضٌ على كلِّ مسلم ».
    7 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدَّثنا هِشام بن سالم ، عن أبي عبدالله 7 أنّه قال ـ في حديث طويل ـ : « أنّه أتاه رَجلٌ فقال له : هل يُزار والدك؟ فقال : نَعَم ، قال : فما لِمَن زارَه؟ قال الجنَّة إن كان يأتَمُّ به ، قال : فما لِمَن تركه رَغبة عنه؟ قال : الحَسْرَة يوم الحَسْرَة ـ وذكر الحديث بطوله ـ » (1).
    * * * * *
    __________________
    1 ـ مرّ الخبر بطوله في ص 132 تحت رقم 1.

    الباب التّاسع والسَّبعون
    ( زيارات الحسين بن عليِّ عليهما السلام )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيُّ ، عن محمَّد بن الحسين بن أبي ـ الخطّاب ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ ، عن يزيدَ بن إسحاقَ شَعَر ، عن الحسن بن عَطيّة (1) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا دخلت الحائر فقل :
    « اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ كَرَّمْتَني بِهِ وَشَرَّفْتَني بِهِ ، اللّهُمَّ فَأعْطِني فيهِ رَغْبَتي عَلى حَقيقَةِ إيماني (2) بِكَ وَبِرُسُلِكَ ، سَلامُ اللهِ عَلَيْكَ يَاابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَسَلام مَلائِكَتِهِ (3) فيما تَرُوحُ وَتَغْتَدي بِهِ ، الرَّائحاتِ الطّاهِراتِ [الطَّيِّباتِِ] لَكَ وَعَلَيكَ ، وَسَلامٌ عَلى مَلائكَةِ اللهِ المقَرَّبينَ ، وَسَلامٌ عَلى المُسْلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهمْ ، النّاطِقينَ لَكَ بِفَضْلِكَ بألْسِنَتهم ، أشْهَدُ أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ فيما دَعَوتَ إلَيْهِ ، ، وَصَدَقْتَ فيما أتَيتَ بِهِ ، وأنَّكّ ثَأْرُ اللهِ في الأَرضِ (4) مِنَ الدَّمِ الَّذِي لا يُدْرَكُ ثَأْرهُ مِنَ الأرْضِ إلاّ بِأولِيائِكَ ، اللّهُمَّ حَبِّبْ إلَيْ
    ____________
    1 ـ السَّند في غاية الاتقان والصّحّة.
    2 ـ أي : وأعطني فيه رغبتي وطلبتي وحاجتي حال كوني على حقيقة إيماني ، أي : أعطني ما سألت لأنّي آمنت. ويحتمل أن يكون متعلّقاً بالرّغبة ، أي : ما رغبت به إليك من المثوبات بسبب أنّي آمنت بك وبثوابك وبما أُخبر به رسولك وآله ـ صلوات الله عليهم ـ في ثواب زيارته عليه السلام ، ولذلك أتيته زائراً. ( شرح التّهذيب ).
    3 ـ في البحار : « سلامٌ عليك يا ابن رسول الله ، وسلام على ملائكته ، فيما تروح به الرّائحات الطّاهرات لك وعليك ـ إلخ ».
    4 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : الثَأر بالهمز : الدّم وطلب الدّم ، أي إنّك أهل ثأر الله ، والّذي يطلب الله بدمه من أعدائه. وقيل : هو تصحيف « ثائر » ، والثّائر : من لا يبقى على شيء حتّى يدرك ثأره. ثمّ اعلم أنّ المضبوط في نسخ الدّعاء بغير همز ، والّذي يظهر من كتب اللّغة أنّه مهموز ، ولعلّه خفّف في الاستعمال.

    مَشاهِدَهُمُ وَشَهادَتَهُمْ (1) حَتّى تُلْحِقَني بهمْ وَتَجعَلَني لَهُمْ فَرَطاً وتابِعاً في الدُّنيا وَالآخِرَةِ (2) ».
    ثمَّ تمشي قليلاً وتكبّر سَبع تكبيرات ، ثمَّ تقوم بحيال القبر وتقول :
    « سبحان الذي سبَّحَ لَهُ الملْكُ وَالملكُوتُ ، وَقَدَّسَت بأسمائِهِ جَميعُ خَلقِهِ ، وَسُبْحانَ اللهِ الملِكِ الْقُدُّوسِ رَبِّ الملائِكَةِ وَالرُّوح ، اللّهُمَّ اكْتُبْني في وَفْدِكَ إلى خَيْرِ بِقاعِكَ وَخَيرِ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغوتَ ، وَالْعَنْ أشْياعَهُم وَأتْباعَهُمْ ، اللّهُمَّ أشْهِدني مَشاهِدَ الخَير كُلَّها مَعَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ ، اللّهُمَّ تَوفَّني مُسْلِماً ، وَاجْعَلْ لي قَدَمَ صِدْقٍ (3) مَعَ الباقِينَ الْوارِثينَ الَّذين يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فيها خالِدُونَ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحينَ ».
    ثمَّ كبّر خمس تكبيرات ، ثمَّ تمشي قليلاً وتقول :
    « اللّهُمَّ إنّي بِكَ مُؤمِنٌ وَبِوَعْدِكَ مُوقِنٌ ، اللّهُمَّ اكْتُبْ لي إيماناً وَثَبِّتْه في قَلْبي ، اللّهُمَّ اجْعَلْ ما أقول بِلِساني حَقيقَتَهُ في قَلْبي وَشَريعَتَهُ في عَمَلي ، اللّهُمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ لَهُ مَعَ الحُسَينِ 7 قَدَمُ ثَباتٍ ، وَأثْبِتْني فيمنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ ».
    ثمَّ كبّر ثلاث تكبيرات وترفع يديك حتّى تضعها على القبر جميعاً ، ثمَّ تقول :
    « أشْهَدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ البِلادُ ، وَطَهُرَتْ أرْضٌ أنْتَ بها ، وَطَهُرَ حَرَمُكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ أمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ ، وَدَعَوتَ إلَيْهما ، وَأنَّكَ ثَأْرُ اللهِ في أرْضِهِ حتّى يَسْتَثِيرُ لَك مِنْ جَميع خَلْقِه (4) ».
    ثمّ ضَعْ خَدَّيك جميعاً على القبر ، ثمَّ تجلس وتذكر الله بما شِئتَ وتَوَجّه
    __________________
    1 ـ أي حضورهم ، أو أصير شهيداً كما صاروا ، والأوّل أظهر. ( البحار )
    2 ـ قال العلاّمة المجلسي رحمه الله : قوله : « وتجعلني لهم فَرَطاً » هو بالتّحريك : من يتقدّم القوم ليرتاد لهم الماء ويهيّىء لهم الدّلاء والأرشية ، أي تجعلني خادماً لهم ساعياً في اُمورهم.
    3 ـ في بعض النّسخ : « واجعل لي قدماً مع الباقين ».
    4 ـ قوله : « من جميع خلقه » أي ممّن له مدخل في ذلك ، بالتأسيس والخذلان والرّضا به في كلّ دهر وأوان. ( البحار )

    إلى الله فيما شِئتَ أنْ تتوجّه ، ثمّ تعود وتضع يديك عند رجليه ، ثمَّ تقول :
    « صَلَواتُ الله عَلىُ رُوحِكَ وَعَلىُ بَدَنِكَ ، صَدَقْتَ وأنْتَ الصّادِقُ المصَدّقُ ، وَقَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بالأَيْدي وَالألْسُنِ ».
    ثمَّ تقبل إلى عَليٍّ ابنه فتقول ما أحببت ، ثمّ تَقوم قائماً فتستقبل قُبورَ الشُّهداء فتقول :
    « السَّلامُ عَليْكم أيُّها الشُّهداءُ ، أنْتُم لَنا فَرَط (1) وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، أبْشِرُوا بمَوعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ ، الله مُدْرِكٌ لكُمْ وِتْرَكُمْ (2) وَمُدْرِكٌ بِكُمْ في الأرْضِ عَدُوَّهُ ، أنْتُمْ سادَةُ الشُّهداءِ في الدُّنيا وَالآخِرَةِ ».
    ثمَّ تجعل القبر بين يديك ، ثمّ تصلّي ما بدا لك ثمَّ تقول :
    « جِئْتُ وافِداً إلَيْكَ ، وَأتَوَسَّلُ إلىُ اللهِ بِكَ في جَميع حَوائِجي مِنْ أمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتي ، بِكَ يَتَوَسَّلُ المتوسِّلُونَ إلىَ اللهِ في حَوائِجِهِمْ ، وَبِك يُدْرِكُ عِنْدَ اللهِ أهْلُ التُّراثِ طَلِبَتهُم ».
    ثمّ تكبّر إحدى عشر تكبيرةً متتابعةً ولا تعجل فيها ، ثمَّ تمشي قليلاً فتقوم مستقبل القِبلَة فتقول :
    « الحمْدُ لله الواحِدِ المتوَحِّد في الاُمُورِ كُلِّها ، خَلَق الخَلْقَ فَلَم يَغِبْ شَيءٌ مِنْ اُمُورِهِمْ عَنْ عِلْمِهِ ، فَعَلِمَهُ بِقُدرَتِهِ ، ضَمِنَتِ الأرْضُ وَمَنْ عَلَيها دَمَكَ وَثَأْرَكَ ، يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيكَ. أشْهَدُ أنَّ لَكَ مِنَ اللهِ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالفَتْح ، وَأنَّ لَكَ مِنَ اللهِ الوَعْدَ الصّادِقَ في هَلاكِ أعْدائِكَ ، وَتَمامَ مَوْعِدِ اللهِ إيّاكَ ، أشْهَدُ أنَّ مَنْ تَبِعَكَ الصّادِقُونَ ، الَّذينَ قالَ الله تَبارَكَ وَتَعالى فيهم : « اُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِندَ رَبِّهِم لَهُمْ أجْرُهُم وَنُورُهُم (3) » ».
    __________________
    1 ـ أي أنتم متقدّم لنا.
    2 ـ الوتر ـ بالكسر ويفتح ـ ، والتِّرَة ـ بكسر التّاء وفتح الرّاء ـ : الثّأر.
    3 ـ الحديد : 19. وقوله تعالى : « لهم أجرهم ونورهم » اي لهم ثواب طاعاتهم ونور إيمانهم الّذين يهتدون به إلى طريق الجنّة ، وهذا قول عبدالله بن مسعود. ( المجمع )

    ثمَّ كبّر سَبع تكبيرات ثمَّ تمشي قليلاً ، ثمَّ تستقبل القبر وتقول :
    « الحَمْدُ للهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلم يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلِك ، وَخَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديراً ، أشْهَدُ أنَّكَ دَعَوتَ إلى اللهِ وَإلى رَسُولِهِ ، وَوَفَيْتَ للهِ بِعَهْدِهِ ، وَقُمْتَ للهِ بِكَلِماتِهِ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ [وَلَعَنَ اللهُ اُمَّةً ظَلَمَتْكَ] ، وَلَعَن اللهُ اُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَلَعَن اللهُ اُمَّةً خَدَعَتْكَ (1) ، اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ بِالوِلايَةِ لِمَنْ والَيتَ ، وَوالَتْهُ رُسُلُكَ ، وأشْهَدُ بِالْبراءَةِ مِمَّن بَرِئتَ مِنْهُ رُسُلُكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رُسُلُكَ ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ ، وَأفْسَدُوا في بِلادِكَ واسْتَذَلُّوا عِبادَكَ ، اللّهُمَّ ضاعِفْ عَلَيهِم الْعَذابَ فيما جَرى مِنْ سُبُلِكَ وَبَرِّكَ وَبحرِكَ ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السَّرائِرِ وَظاهِرِ الْعَلانِيَة في أرْضِكَ وَسَمائِكَ (2) » ».
    وكلّما دخلتَ الحائر فسَلِّمْ وَضَعْ يدك على القبر (3).
    زيارَةٌ اُخْرى
    بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
    2 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن 4 جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن الحسن بن راشد ، عن الحسين بن ثُوَير بن أبي فاخِتَة « قال : كنت أنا ويونس بن ظَبْيان والمفضّل بن عُمَرَ وأبو سَلَمةَ السَّرَّاج جُلوساً عِند أبي عبدالله 7 وكان المتكلِّم يونس ـ وكان اكبرنا سِنّاً ـ فقال له : جُعلتُ فِداك إنّي أحضر مجلس هؤلاء القوم ـ يعني ولد العبّاس (4) ـ فما أقول؟ فقال : إذا حضرتهم فذكرتنا فقل : « اللّهُمَّ أرنَا الرَّخاءَ وَالسُّرورَ ، فإنَّكَ تَأتي عَلى ما تُريدُ » ، فقلت : جعلت فداك إنّي
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « خَذَّلَتْ عنك ».
    2 ـ في البحار : « اللّهمّ العنهم في مستسرّ السّرائر في سمائك وأرضك ». وتقدّم بيانه.
    3 ـ في بعض النّسخ : « وضع خدّك على القبر ».
    4 ـ في جلّ النّسخ : « س اب ع ».

    كثيراً مَا أذكر الحسين 7 ، فأيّ شَيءٍ أقول؟ فقال : قل : « السّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ » ـ تعيد ذلك ثلاثاً ـ فإنَّ السَّلام يَصل إليه مِن قَريب ومِن بَعيد ، ثمَّ قال : إنّ أبا عبدالله 7 لمّا قضى بَكتْ عليه السَّماوات السَّبع والأرضون السَّبع وما فيهنَّ وما بينهنَّ ومَن يتقلّب في الجنَّة والنّار مِن خَلْق رَبِّنا ، وما يُرى وما لا يُرى بَكى على أبي عبدالله الحسين 7 إلاّ ثلاثة أشياء لم تَبكِ عليه ، قلت : جعلت فِداك وما هذه الثّلاثة الأشياء؟ قال : لم تَبكِ عليه البَصْرةُ ولا دِمَشْقُ ولا آل عثمانَ (1) فقلت له : جعلت فداك إنّي اُريد أن أزورَه فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال : إذا أتيت أبا عبدالله 7 فاغتسل على شاطىء الفُرات ثمَّ البس ثيابَك الطّاهِرة ، ثمّ امْشِ حافياً ، فإنَّك في حَرَم مِن حُرُم اللهِ وحَرم رَسوله (2) وعليك بالتَّكبير والتَّهليل والتَّمجيد والتَّعظيم لِلّهِ كثيراً ، والصَّلاة على محمَّدٍ وأهل بيته ، حتّى تصير إلى باب الحائر ثمَّ تقول :
    « السَّلام عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّ اللهِ » ؛
    ثمَّ اخْطُ عَشر خُطىً (3) ثمَّ قِفْ فكبِّر ثلاثين تَكبيرةً ، ثمَّ امْشِ إليه حتّى تأتيه
    __________________
    1 ـ قيل : المراد بِالسّماوات السّبع والأرضين السّبع سُكّان السّموات والأرضين ، والمراد بالبصرة ودِمَشْق أيضاً أهلهما.
    2 ـ أي الحرم الّذي أمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم باحترامه. أو يلزم حرمته ‏لله ، لأنّه دفن فيه خليفة الله ، وللرَّسول لأنّه دفن فيه سِبْطه وقُرَّةُ عينه ووصيُّه ـ صلوات الله عليهم ـ. ( العلاّمة المجلسي رحمه الله ).
    3 ـ قال العلاّمة الشّعرانيّ رحمه الله في هامش الوافي : « المستفاد من هذا الحديث أنّ الحائر كان أعظم مِن الحرم الحالي ـ أعني : تحت القبَّة والرّواق الواقع على أطرافه ـ وذلك لأنّ الفاصلة بين الباب وما يقف فيه الزّائر حول القبر الشّريف كان أكثر من عَشر خطوات ، والضَّلع الجنوبي مِن جدار الحار ، وإلاّ لوجب التّصريح بأنّك تدور أو تطوف أو تحوّل حتّى تأتيه من قبل وجهه ، ولكن اكتفى بقوله : امش حتّى تأتيه ـ انتهى.
    وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : يدلّ على توسعةٍ في الحائر ، وأنّه أزيد مِن أصل القبَّة مع الرّواق كما توهّم ، بل الظّاهر أنّ كلّ ما انخفض من الصّحن المقدّس ـ أعني : جميع ما في

    مِن قِبَل وَجهِه ، واستقبل بوَجهك وَجهه ، وتجعل القِبلَة بين كِتْفيك ، ثمَّ تقول :
    « السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللهِ وابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتيلَ اللهِ وَابْنَ قَتيلِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثأرَ اللهِ وَابْنَ ثَأرِهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وِتْرَ الله المَوتُورَ (1) في السَّماوات وَالأرْضِ ، أشْهَدُ أنَّ دَمَكَ سَكَن في الخُلُدِ ، وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أظلَّةُ العَرْشِ (2) وَبَكى لَهُ جَميعُ الخلائِقِ ، وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأرَضُونُ السَّبْعُ وَما فيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ ، وَمَنْ في الجَنَّةِ وَالنّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنا ، ما يُرىُ وَما لا يُرى ، أشْهَدُ أنَّكَ حُجَّةُ اللهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَتيلُ اللهِ وَابْنُ قَتيلِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ ثَأرُ اللهِ وَابْنُ ثَأرِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ وِتْرُ اللهِ المَوتُورِ في السَّماواتِ وَالأَرضِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ ، وَوَفَيْتَ وافَيْتَ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ رَبِّكَ ، وَمَضَيْتَ لِلَّذي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهيداً وَمُسْتَشْهِداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً ، وَأنَا عَبْدُاللهِ وَمَولاكَ وَفي طاعَتِكَ ، وَالْوفِدُ إلَيْكَ ، ألْتَمِسُ كَمالَ المَنزلَةِ عِنْدَاللهِ ، وَثَباتَ الْقَدَمِ في الْهِجْرَةِ إلَيْكَ ، وَالسَّبيل الَّذي لا يُخْتَلَجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ في كَفَالَتِكَ الَّتي اُمِرْتَ بها (4) ، مَنْ أرادَ اللهَ بَدَءَ بِكُمْ ، [مَنْ أرادَ الله بَدَءَ بِكُمْ ،
    __________________
    القدّام إلى ما يحاذي وسط المسجد الّذي خلف الضَّريخ المقدّس ـ داخل في الحائر. فإنّا سمعنا من المعمّرين أنَّ الصّحن لم يغيّر مِن قدّامه وجانبيه ، وإنّما وسّعوه من خلفه ليقع الضّريح في الوسط ، لكن ما ألحقوه مرتفع وما كان سابقاً منخفض ، ولذا سمّي حائراً لأنّه يحارّ فيه الماء ، وإن ذكر فيه وجوهٌ اُخر. ( ملاذ الأخيار )
    1 ـ قوله : « يا وِتْر الله الموتور » أي الفرد المتفرّد في الكمال من نوع البشر في عصره الشّريف ، أو المراد ثأر الله كما مرّ ، أي الّذي الله تعالى طالب دمه. ( ملاذ الأخيار ) وقوله : « يا ثأر الله » بالثّاء المثلّثة والهمزة ، بمعنى طلب الدّم ، حُذف المضاف واُقيم المضاف إليه مقامه ، يعني : يا أهل طلب الدّم ، أي تطلبون بدمكم. ( الوافي ) وأوردنا له معنى آخر في ص 194.
    2 ـ أي ما فوق العرش ، أو الرّوحانيّين المطيفين به والحاملين له. ( المولى المجلسيّ ـ ره ـ ) وقال الفيروزآباديّ : الظِّلّ من كلّ شيءٍ : شَخْصُه ، أو كِنْه.
    4 ـ الاختلاج : الاضطراب ، واختلجه أي : جذبه واقتطعه. فيمكن أن يقرء : « يختلج » على بناء الفاعل وعلى بناء المفعول ، والثّاني أظهر. وعلى التّقديرين « السّبيل » : إمّا معطوف على الهجرة ، أو على ثبات القدّم ، والأخير أظهر. وعلى التّقادير حاصل الكلام : إنّي ألتمس منك السّبيل المستقيم غير المضطرب ، أو السّبيل الّذي من سلكه لا يجتذب ولا ينتزع ولا يمنع من الوصول إليكم في الدّنيا والآخرة. وكلمة « مِن » في قوله : « من الدّخول » إمّا تعليليّة ، أي : لأجل

    مَنْ أرادَ اللهَ بَدَءَ بِكُم] ، بِكُمْ يُبَيّنُ اللهُ الكَذِبَ ، وَبِكُمْ يُباعِدُ الزَّمانَ الْكَلِبَ (1) ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ ، وَبِكُمْ يَمْحُو مَا يَشاءُ وَبِكُمْ يُثْبِتُ ، وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُلَّ مِنْ رِقَابِنا ، وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤمِنٍ يُطْلَبُ (2) ، وَبِكُمْ تُنْبِتُ الأَرْضُ أشْجارَها ، وَبِكُمْ تُخْرِجُ الأشْجارُ أثْمارَها ، وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها ، وَبِكُمْ يَكْشِفُ اللهُ الْكَرْبَ ، وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللهُ الغَيثَ ، وَبِكُمْ تُسِيخُ الأرَضُ (3) الَّتي تَحْمِلُ أبْدانَكُمْ ، وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَلى مَراسِيها ، إرادَةُ الرَّبِّ في مَقادِير اُمُورِهِ تَهْبِطُ إلَيْكُمْ ، وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ ، وَالصّادِرُ عَمّا فُصِلَ مِنْ أحْكامِ الْعِبادِ (4) ، لُعِنَتْ اُمَّةٌ قَتَلَتكُم ، وأُمَّةٌ خَالَفَتكُم ، وَأُمَّةٌ جَحَدَت وِلايَتَكُم ، وأُمَةٌ ظاهَرَت عَلَيكُم ، وأُمَةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تُسْتَشْهدْ (5) ، الحَمْدُ لِلّهِ
    __________________
    أن أدخل في كفالتك. أو صلة للاختلاج على المعنى الثّاني. و « اُمرت » على بناء المجهول. والكفالة هي الحفظ والرّعاية والشّفاعة اللاّتي أمرهم الله تعالى بها لشيعتهم. ( ملاذ الأخيار )
    1 ـ اُريد بزمان الكلب : الشّدائد الصَّعْبَة.
    2 ـ أي دم قتيله وكلّ تبعة له على غيره وزاد في الفقيه : « ومؤمنة ». ( الوافي ) وفي بعض النّسخ : « ترة كلّ مؤمن بطلت » أي دم كلّ مؤمن بطلت ولم يؤخذ له القصاص. وفي الكافي : « ترة كلّ مؤمن يطلب ها ».
    3 ـ « وبكم تسيخ » أي تستقرّ وتثبت الأرض بكم ، لكونها حاملة لأبدانكم الشّريفة أحياء وأمواتاً. وفي بعض النّسخ وفي الفقيه : « وَبِكُمْ تُسَبّحُ الأرْضُ » بالباء الموحدة والحاء المهملة ، فيمكن أن يقرء على بناء المفعول : أي تنزّه وتقدّس وتذكر بالخير بيوتكم وضرائحكم ومواضع آثاركم. ( مرآة العقول )
    4 ـ « والصّادر عمّا فصّل » هو مبتدء وخبره مقدّر بقرينة ما سبق ، أي يصدر من بيوتكم. وفي بعض نسخ التّهذيب : « عمّا نقل من أحكام العباد » ، وفي الكافي كما في المتن ، وفي بعض النّسخ : « والصّادق » بالقاف ، ولا يختلف التّقدير. ويمكن أن يقرء « فصّل » على بناء المعلوم والمجهول من باب التّفعيل والمجرّد ، والحاصل أنّ أحكام العباد وما بيّن منها ، أو ما يفصل بينهم في قضاياهم ، أو ما يميّز بين الحقّ والباطل ، أو ما خرج من الوحي منها يؤخذ منكم ، فإنّ الصّادر عن الماء مثلاً هو الّذي يرد الماء ، فيأخذ منه حاجته ويرجع ، فإذا كان علم ما فصّل من أحكام العباد في بيوتهم فالصّادر عنه ، لابدّ أن يصدر مِن بيوتهم ، ولا يبعد أن يكون الواو في قوله : « والصّادر » زيد من النّسّاخ فيكون فاعل يصدر ولا يحتاج إلى تقدير. ( المجلسي ـ ره ـ ).
    5 ـ على بناء المفعول ، ومن يقرء على المعلوم لا يخفى بعده. ( من البحار ) في الفقيه : « تنصركم ».

    الَّذي جَعَلَ النّارَ مأواهُمْ (1) ، وَبِئْسَ وِرْدُ الوارِدينَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ المَوْرُودُ (2) ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمين » ، وتقول ثلاثاً : « صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَأنا إلى اللهِ مِمَّن خَالَفَكَ بَريءٌ ـ ثلاثاً ـ « ، ثمَّ تقوم (3) فتأتي ابنه عَليّاً (4) 7 وهو عند رجْليه وتقول : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ أمِيرِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحَسَنِ وَالحُسَين (5) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ خَديجةَ الْكُبْرى وَفَاطِمَةَ الزَّهْراءِ ، صَلّى الله عَلَيْكَ ـ ثلاثاً ـ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ـ ثلاثاً ـ أنَا إلى اللهِ مِنهُمْ بَرِيءٌ ـ ثلاثاً ـ ».
    ثمّ تقوم فتؤمي بيدك إلى الشُّهداء وتقول : « السَّلامُ عَلَيْكُمْ ـ ثلاثاً ـ ، فُزْتُمْ وَاللهِ ، ـ ثلاثاً ـ ، فَلَيْتَ أنّي مَعَكُمْ (6) فَأَفُوزَ فَوزاً عَظِيماً » ، ثمَّ تدور (7) فتجعل قبر أبي عبدالله 7 بين يديك وأمامك ، فتصلّي ستَّ رَكعات ، وقد تمّت زيارتك فإن شئت أقم وإن شئت فانصرف ».
    __________________
    1 ـ في التّهذيب : « مثواهم ».
    2 ـ أي : بئس الورد محلّ ورودهم ، والمورود تأكيد ، أو المورود عليه. ( ملذ )
    3 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله: ظاهره استحباب أن يكون عند الزّيارة جالساً ، وبعض الزّيارات ظاهرها استحباب القيام ، ففي كلّ زيارة يؤتى بما اشتملت عليه.
    4 ـ يظهر من رجال الشّيخ ( ره ) أنّه عليّ بن الحسين الأصغر ، واُمّه ليلي بنت أبي مرّة الثَّقفيّ ، وذكر المفيد ( ره ) في إرشاده : هو الأكبر ، وذكر أنّ الأصغر عليٌ زين العابدين ، والّذي قتل مع الحسين عليه السلام صغيراً بإصابة السّهم هو عبدالله ، والمشهور أنّ الشّهيد هو الأكبر ، وهو مذكور في كتب أهل العلم بالأنساب على ما نقله ابن إدريس من العامّة والخاصة ، والله أعلم. ( كذا في هامش الوافي )
    5 ـ قوله : « يا ابن الحسن » كأنّ هذا على سبيل المجاز ، فإنّ العرب يسمّي العمّ أباً ، كما في قوله تعالى : « وَإذْ قَالَ إبراهيمُ لأَبيهِ آزَرَ » اي قال لعمّه ، فإنّ اسمه : تارخ.
    6 ـ في الفقيه : « يا ليتني كنت معكم ».
    7 ـ ظاهره أنّ زيارة عليّ بن الحسين والشّهداء أيضاً مِن قبل وجوههم ، خِلافاً لما قيل : إنّ زيارة غير المعصوم إنّما تكون مستقبل القِبلة ، بل الظّاهر أنّه إذا قرء عندهم « القدر » وأمثالها يكون مستقبل القِبلة ، وإذا خاطبهم بالسّلام يكون مستقبلهم. ويحتمل التّخيير مطلقاً ، والله يعلم. ( ملاذ الأخيار )

    زيارَة اُخْرى
    بِسْمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم
    3 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فَضالَة بن أيّوبَ ، عن نُعَيم بن الوليد ، عن يوسفَ [بن] الكُناسيّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا أتيتَ قبر الحسين فائت الفُرات واغتسل بِحيال قبره وتَوجَّهْ إليه ، وعليك السَّكينة والوَقار حتّى تدخل الحائر مِن جانبه الشَّرقيِّ ، وقُلْ حين تدخله :
    « السَّلامُ عَلى مَلائِكةِ اللهِ المُقَرَّبين ، السّلام عَلى مَلائكة اللهِ المُنْزَلينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ الله المَرْدِفينَ ، السَّلامُ على ملائِكة اللهِ المُسَوِّمينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائكَةِ اللهِ الَّذينَ هُمْ في هذا الحائِر بإذْنِ الله مُقيمونَ ».
    فإذا استقبلت قبر الحسين فقل :
    « السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، صَلى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ أمِينِ اللهِ عَلى رُسُلِهِ (*) ، وَعَزائِمِ أمْرِه ، الخاتِمِ لِما سَبَقَ ، وَالفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ (1) ، وَالمُهَيمِن عَلى ذلكَ كُلِّهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ».
    ثمّ تقول : « السَّلامُ عَلى أمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبدِكَ وَأخِي رَسُولِكَ ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، دَيّانِ الدِّينِ بَعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَين خَلْقِكَ ، وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلكَ كُلِّه ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسَنِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ وَابْنِ رَسُولِكَ ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ..... ـ إلى آخر ما صلّيت على أمير المؤمنين ـ. ثمَّ تسلّم على ـ
    ____________
    1 ـ « الخاتم لما سبق » يعني الأنبياء ، و « الفاتح لما استقبل » يعني الأوصياء. وقوله : « المُهَيْمِنِ عَلى ذلك كلِّه » أي الرَّقيب الشّاهد عليهم جميعاً. ( الوافي )
    وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : « لما سبق » أي لما سبق من المعارف ، « ولما استقبل » أي لما استقبل من الحكم والحقائق والمعارف ، وليس معناه : الفاتح لمن يأتي بعدَك؛ لاُنّ كلمة « ما » الموصولة جاءَتْ لغير ذوي العقول.

    الحسين وسائر الأئمّة كما صَلّيتَ وسَلّمتَ على الحسن بن عليٍّ ، ثمَّ تأتي قبرَ الحسين 7 فتقول :
    « السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِالله ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما أمَرَكَ بِهِ ، وَلَمْ تَخْشَ أحَداً غَيرَهُ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ ، وَعَبَدْتَهُ صادِقاً مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمةُ التَّقْوى ، وَبابُ الهُدى ، وَالْعُرْوَةُ الوُثْقى ، وَالحُجَّةُ عَلى مَنْ يَبقى ، وَمَن تَحْتَ الثَّرى ، أشْهَدُ أنَّ ذلكَ لَكُمْ سابِقٌ فيما مَضىُ ، وَذلِكَ لكم فاتِحٌ فيما بَقي (1) ، أَشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طِينَةً طَيِّبَةً ، طابَتْ وَطَهُرَتْ هي بَعضُها مِنْ بعْضٍ مَنّاً مِنَ اللهِ وَمِنْ رَحْمَتِهِ ، فأشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أنّي بِكُمْ مُؤمِنٌ وَبإيابِكُمْ مُوقِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفْسي وَشَرائِعِ دِيني وَخاتِمَةِ عَمَلي وَمُنْقَلبِي وَمَثْواي (2) ، فأسألُ اللهَ البَرَّ الرَّحِيم أنْ يُتَمِّمَ لي ذلِكَ ، وَأشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ عَنِ اللهِ ما أمَرَكُمْ بِهِ حَتّى لَمْ تَخْشَوا أحَداً غَيرَهُ ، وَجاهَدْتُم في سَبِيلِهِ وَعَبَدتُمُوهُ حَتّى أتاكُمُ الْيَقينُ ، فَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكُمْ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ أمَرَ بِهِ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ ، أشْهَدُ أنَّ الَّذِين انْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ وَسَفَكُوا دَمَكَ مَلْعُونونَ عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمِّي ».
    ثمّ تقول : « اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ ، وَخالَفُوا مِلَّتَكَ ، وَرَغِبُوا عَنْ أمْرِكَ ، وَاتَّهَمُوا رَسُولَكَ (3) ، وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِكَ ، اللّهُمَّ احْشُ قُبُورَهُم ناراً ، وَ
    __________________
    1 ـ أي تلك الأحوال والفضائل حاصلة فيمن مَضى من الأئمّة ، وهي سببٌ لفتح أبواب الإمامة والخلافة والعلوم والمعارف فيمن بقى من الأئمّة ، فكلمة « ما » بمعنى « مَن ». وقرء بعض الأصحاب « فائح » بالهمزة بعد الألف ، أي يفوح مِن القرآن شَميم فَضائلهم. ( مرآة العقول )
    2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : أي أعزم وأوطّن نفسي على أن أكون تابعاً لكم في الاُمور المتعلّقة بنفسي وفي سائر شرائع ديني ، وفي خاتمة عملي ، وفي منقلبي إلى ربّي ، وفي مَثوايّ في قبري ، وفي الجنّة ، أو في جميع حركاتي وسَكناتي ، ولمّا لم يكن بعض هذه الاُمور على بعض الوجوه باختياره وما كان باختياره لا يتأتّى إلاّ بتوفيقه تعالى.
    3 ـ قوله : « نعتمك » أي الأئمّة وولايتهم وقولهم ، وقوله : « واتّهموا نبيّك » أي فيما أدَّى إليهم في أهل بيته عليهم السلام. ( مرآة العقول )

    أجْوافَهُمْ ناراً ، وَاحْشُرْهم وَأتْباعَهم إلى جَهنَّمَ زُرْقاً (1) ، اللّهُمَّ الْعَنْهم لَعناً يَلْعَنُم بِهِ كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَبٍ ، وكلُّ نَبيٍّ مُرْسَلٍ ، وَكُلُّ عَبْدٍ مُؤمِنٍ امْتَحَنْتَ قَلْبَهُ للإيمانِ ، اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ في مُسْتَسِرِّ السِّرّ (2) وظاهِرِ العَلانيّةِ ، اللّهُمَّ الْعَنْ جَوابيتَ هذِهِ الاُمَّةِ وَطَواغيتَها ، وَالْعَنْ فَراعِنَتَها ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ أمِيرِ المؤمِنينَ ، وَالْعَنْ قَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ ، وَعَذِّبهُمْ عَذاباً أليماً لا تُعَذِّبُ بِهِ أحَداً مِنَ العالَمين ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ ، وَتَمنُّ عَلَيْهِ بِنَصْركَ لِدينكَ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ».
    ثمَّ اجلس عندَ رأسه صلوات الله عليه فقلْ :
    « صَلّى الله عَلَيْكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ عَبْدُاللهِ وَأمِينُهُ ، بَلَّغْتَ ناصِحاً ، وَأدَّيْتَ أمِيناً ، وقُتِلْتَ صِدِّيقاً ، وَمَضَيْتَ عَلى يَقينٍ ، لَم تُؤْثِرْ عَميً عَلى هُدىً ، وَلَمْ تَمِل مِنْ حَقٍّ إلى باطِلٍ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةً وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْروفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَر ، وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ ، وتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، وَدَعوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحَسَنَةِ ، صَلّى اللهُ عليكَ وَسَلّم تَسْليماً كَثيراً ، أشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، قَدْ بَلَّغْتَ ما اُمِرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بِحَقِّهِ وَصَدَّقْتَ مَنْ قَبْلَكَ ، غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنٍ ، صَلّى اللهُ عَلَيكَ وَسَلّم تَسْليماً ، فَجَزاكَ اللهُ مِن صِدِّيقٍ خَيراً عَنْ رَعيَّتِكَ (3) ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَإلَيْكَ ، وَأنْتَ أهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ : ، أشْهَدُ أنَّكَ صِدِّيقٌ عِنْدَ اللهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلى خَلْقِهِ ، أشْهَدُ أنَّ دَعْوتَكَ حَقٌّ ، وَكُلَّ داعٍ مَنْصُوبٍ غَيرِكَ فَهُوَ باطِلٌ مَدْحُوضٌ ، وَأشْهَدُ أنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ المُبينُ ».
    ثمَّ تحوَّل عندَ رِجليه وتخيّر مِن الدُّعاء وتدعو لنفسك ، ثمّ تحوَّل عند رأس عليِّ بن الحسين 8 وتقول :
    « سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ وأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ ، عَلَيكَ يا مَولايَ وَابْنَ مَولاي وَرَحْمَةُ اللهِ وَبركاتُهُ ، صَلّى الله عَلَيكَ وَعَلى أهْلِ بَيْتِكَ وَعَلى عِتْرَةِ آبائِكَ
    __________________
    1 ـ أي عمياً.
    2 ـ تقدّم بيانه في ص 40.
    3 ـ في بعض نسخ الكافي : « عن رعيّته » ولعلّه أصوب.

    الأخْيارِ الَّذين أذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهيراً ».
    ثمّ تأتي قبور الشُّهداء وتسلّم عليهم وتقول :
    « السَّلامُ عَلَيْكم أيُّها الرَّبّانيُّون ، أنْتَم لَنا فَرَطٌ (1) وَسَلَفٌ ، وَنَحنُ اتْباعٌ وَأنْصارٌ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ أنْصارُ اللهِ كَما قالَ اللهُ تَبارَكَ وَتَعالى في كِتابِهِ : « وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتَل مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُمْ في سَبيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَما اسْتَكانُوا (2) » ، فَما وَهَنْتُمْ وَما ضَعَفْتُمْ وَما اسْتَكَنْتُمْ حَتّى لَقيتُمُ اللهَ عَلى سَبيلِ الحَقِّ ، وَنُصْرَةِ كَلِمَةِ اللهِ التّامَّةِ ، صَلّى اللهُ عَلى أرْواحِكُم وَأبْدانِكُمْ وَسَلّم تَسْلِيماً ، أبْشِرُوا بِمَواعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ إنَّهُ لا يُخْلِفُ المِيعادَ ، اللهُ مُدْرِكٌ لَكُمْ ثَأْرَ ما وَعَدَكُمْ ، أنتُم سادَةُ الشُّهداءِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، أنْتُمُ السّابِقُونَ وَالمُهاجِرُونَ وَالأنصارُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُم في سَبيل اللهِ ، وَقاتَلتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللهِ وَابْنِ رَسُولِ اللهِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ ، وَأراكُم ما تُحبُّونَ ».
    ثمَّ تقول : « أتَيْتُكَ يا حَبِيبَ رَسُولِ اللهِ وَابْنَ رَسُولِهِ ، وَإنّي لَكَ عارِفٌ ، وَبحقِّكَ مُقِرٌّ ، وَبِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِرٌ ، وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ مُوقِنٌ ، عارِفٌ بِالهُدَى الَّذي أنْتَ عَلَيْهِ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسي ، اللّهُمَّ إنّي اُصَلي عَلَيْهِ كَما صَلَّيْتَ أنْتَ عَلَيْهِ وَرُسُلُكَ وَأميرُ المؤْمِنينَ ، صَلاةً متتابِعَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً ، يَتْبَعُ بَعضُها بَعْضاً ، لا انْقِطاعَ لَها وَلا أمَدَ ولا أبَدَ وَلا أجَلَ في محضَرِنا هذا وإذا غِبْنا وَشَهِدْنا ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».
    * * * * *
    __________________
    1 ـ قال في النّهاية : فيه « أنا فَرَطُكم على الحوض » أي متقدِّمكم إليه. يقال : فَرَط يَفْرِط ، فهو فارطٌ وَفَرَطٌ إذا تقدّم وسبق القوم ليرتاد لهم الماء ، ويهيّىء لهم الدِّلاء والأرْشِيَة. ومنه الدّعاء للطّفل الميّت : « اللّهم اجعله لنا فرطاً » أي أجراً يتقدّمنا ـ انتهى. وقوله : « الرّبّانيّون » قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : الرّبّانيّ منسوب إلى الرّبّ ، والألف والنّون من زيادات النّسب ، أي الرّاسخ في الدّين والعلم ، أو الّذي يطلب بعلمه وجه الله ، أو من الرّبّ بمعنى التّربية ، أي الّذين يربّون المتعلّمين ، و « الرّبّيّون » أيضاً منسوب إلى الرِّبّ بالفتح والكسر من تغييرات النّسب ، أي المتمسّكون بعبادة الله وعلمه.
    2 ـ آل عمران : 146.

    ( زيارَةٌ اُخرى )
    4 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن عبدالله ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن عبدالله بن محمّد بن خالد الطَّيالسيِّ ، عن الحسن بن عليٍّ ، عن أبيه ، عن فَضل بن عثمان الصّائغ ، عن معاويةَ بن عمّار « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : ما أقول إذا أتيتُ قبر الحسين 7؟ قال : قُلْ : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبداللهِ ، صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِاللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَن اللهُ مَنْ شَرِكَ في دَمِكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنَا إلى اللهِ مِنْ ذلِكَ بَريءٌ » ».
    ( زيارَةٌ اُخرى )
    بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحِيم
    5 ـ حدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله الرَّازيّ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمّد بن عبدالكريم أبي عليّ ، عن المفضّل بن عُمَرَ ، عن جابر الجُعفيِّ (1) « قال : أبو عبدالله 7 للمفضل : كم بينك وبين قبر الحسين 7؟ قال : قلت : بأبي أنت واُمّي يوم وبعض يوم آخر ، قال فتزوره؟ قلت : نَعَم ، قال : فقال : ألا اُبشِّرك؟ ألا اُفرّحك ببعض ثوابه؟ قلت : بلى جُعِلتُ فِداك ، قال : فقال لي : إنَّ الرَّجل منكم ليأخذ في جِهازه ويتهيّأ لزيارته فيتباشر به أهل السَّماء ، فإذا خرج مِن باب منزله راكباً أو ماشياً وكَّل الله به أربعة آلاف مَلَكٍ مِن الملائكة يصلّون عليه حتّى يوافي قبر الحسين 7 ، يا مفضَّل إذا أتيت قبر الحسين بن عليٍّ 8 فقف بالباب وقل هذه الكلمات ، فإنَّ لك بكلِّ كلمة كِفلاً من رَحمة الله ، فقلت : ما هي جعلت فداك؟ قال : تقول :
    __________________
    1 ـ لا يخفى ما في سند الخبر ، لأنّه إمّا أن يكون مكان المفضّل رجلٌ آخر ، أو مكان « عن » في قوله : « عن جابر » الواو ، وإلاّ فلا يستقيم إلاّ بتكلّف بعيد ، وهو أن يقال : المفضّل كان نسي الخبر ثمّ أخبره جابر به. ( البحار ) أقول : الظّاهر راوي جابر هو المفضّل بن صالح. وفي مشيخة الفقيه : المفضّل بن عمر ، عن جابر الجعفيّ في طريق جابر بن عبدالله.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:39 pm

    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارث نُوحٍ نَبي الله ، السَّلامَ عَلَيْكَ يا وارِثَ إبْراهيمَ خَليلِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَليمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله (1) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليٍّ وَصيّ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحسَنِ الرَّضي ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله (2) ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الشَّهيدُ الصِّدِّيقُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ البارُّ التَّقي ، [السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ] ، السَّلامُ عَلى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأناخَتْ بِرَحْلِكَ (3) ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ الله المُحدِقين بِكَ ، أشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرتَ بالمعرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ الله مُخلِصاً حَتى أتاكَ اليَقين ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحمةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».
    ثمّ تسعى فلك بكلِّ قدم رفعتَها ووضعتَها كثواب المتشحّط بدمه في سبيل الله ، فإذا سلَّمت على القبر فالمسْه بيدك وقُلْ : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في سَمائه وَأرْضِهِ ».
    ثمَّ تمضي إلى صلاتك ، ولك بكلِّ ركعةٍ ركعَتها عنده كثواب مَن حجّ واعتمر ألف مرَّة (4) واعتَقَ ألف رَقَبةٍ ، وكأنَّما وقف في سبيل الله ألف مرّة مع نبي مُرسلٍ ، فإذا انقلبتَ مِن عند قبر الحسين 7 ناداك مُنادٍ ـ لو سمعتَ مقالته لأقمت عُمرك عند قبر الحسين 7 ـ وهو يقول : « طُوبى لك أيُّها العبدُ! قد غَنِمتَ وسلّمت ، قد غُفر لك ما سلف ، فاستأنفِ العمل » ، فإن هو مات مِن عامَّه أو في ليلته أو يومه لم يَلِ قبضَ روحه إلاّ الله ، وتَقْبُلُ الملائكة معه [و] يستغفرون له ، ويصلّون عليه حتّى يوافي منزله ، وتقول الملائكة : ياربّ هذا عبدك وقد وافى قبر ابن نبيّك 6 (5) وقد وافى منزله ، فأين نذهب؟ فيأتيهم
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « محمّد نبيّ الله ».
    2 ـ الظّاهر فيه تقديم وتأخير ، والصّواب : « السّلام عليك يا وارث فاطمة بنت رسول الله ، السّلام عليك ياوارث الحسن الرّضيّ ».
    3 ـ الإناخة : إبراك الإبل ، وهناك كناية عن النّزول والقرار ، والرّحل : المسكن.
    4 ـ في بعض النّسخ : « مَن حجَ ألف حجّة واعتمر ألف عمرة ».
    5 ـ وافاه أي أتاه.

    النِّداء مِن السَّماء : يا ملائكتي قِفوا بباب عبدي؛ فسبِّحوا وقدَّسوا واكتبوا ذلك في حَسناته إلى يوم يتوفّى ، قال : فلا يزالون ببابه إلى يوم يتوفى يسبِّحون الله ويقدِّسونه ، ويكتبون ذلك في حسناته ، فإذا توفّي شَهدوا جنازَته وكَفنه وغُسله والصَّلاة عليه ، ويقولون : ربّنا وكلتنا بباب عبدك وقد توفّى فأين نذهب؟ فيناديهم : يا ملائكتي قِفوا بقبر عبدي فسبّحوا وقدِّسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يوم القيامة ».
    حدَّثني حكيم بن داودَ بن حكيم ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن أبي عبدالله الرّازيّ الجاموراني ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة بإسناده مثله.
    ( زيارةٌ اُخرى )
    6 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جدّه محمّد بن عيسى بن عبدالله ، عن إبراهيم بن أبي البلاد « قال : قلت لأبي الحسن 7 : ما تقول في زيارة قبر الحسين 7؟ فقال لي : ما تقولون أنتم فيه؟ فقلت : بعضنا يقول حَجّةٌ وبعضنا يقول عمرة ، قال : فأيّ شيء تقول إذا أتيتَ؟ فقلت : أقول : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَدَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحكْمَةِ وَالموعِظَةِ الحسَنَةِ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَاسْتَحلُّوا حُرمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلى لِسان داودَ وَعيسى بْنِ مَرْيَمَ ، ذلك بما عَصَوا وَكانُوا يَعْتَدونَ (1) » ».
    7 ـ حدَّثني أبي ، عن موسى بن جعفر البغداديّ ـ عمّن حدّثه ـ عن إبراهيم بن ابي البلاد « قال : قال لي ابو الحسن 7 : كيف السّلام على أبي عبدالله 7؟ قال : قلت : أقول : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُوِل اللهِ ،
    __________________
    1 ـ كأنّه سقط هنا قوله : « قال : نعم هو هكذا » ، كما يأتي في الخبر الآتي.

    أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَدَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بالحكْمَةِ والموعِظَةِ الحسَنَةِ ، أشْهَدُ أنَّ الَّذينَ سَفَكُوا دَمَكَ واسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبونَ عَلى لِسانَ داودَ وَعيسى بنِ مَرْيَمَ ، ذلِكَ بِما عَصَوا وَعَصَوا وَكانُوا يَعْتَدونَ » ، قال : نعم هو هكذا ».
    ( زيارة اُخرى )
    8 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن عليِّ بن محمّد ـ عن بعض أصحابه ـ عن سليمان بن حَفْص المروزيّ ـ عن الرَّجل ـ « قال : تقول عند قبر الحسين 7 : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عليك يا حُجَّةَ الله في أرْضِهِ ، وَشاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَليٍّ المُرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراء ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِ الله حَتّى أتاكَ اليَقِينُ ، وَصَلى اللهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً ».
    ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيمن على القبر وقُلْ : « أشْهَدُ أَنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، جِئتُكَ مُقِرّاً بالذّنُوبِ ، اشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ». ثمّ اذكُر الأئمَّة واحِداً واحِداً وقل : « أشْهَدُ أنَّهُمْ حُجَجُ اللهِ ».
    ثمّ قل : « اكتُبْ لي عِنْدَكَ عَهْداً وَميثاقاً بأنّي أتَيْتُكَ مُجَدِّداً المِيثاقَ فاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ ، إنَّكَ أنْتَ الشّاهِدُ » ».
    9 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمَة بن الخطّاب ، عن الحسين بن زَكريّا ، عن سليمانَ بن حفص المروزيّ ، عن المبارك « قال : تقول عند قبر الحسين 7 :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عِبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله في أرْضِهِ ، وَشاِهدَهُ عَلى خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلي المرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَة الزَّهْراءِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ

    بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وجاهَدْتَ في سَبيل الله حَتى أتاكَ اليَقينُ ، فَصَلى الله عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً ».
    ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيمن على القبر وقل : « أشْهَدُ أنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، جِئتُكَ مُقِرّاً بالذنُوبِ لِتَشْفَعَ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا ابْنَ رَسُول الله ».
    ثمّ اذكر الأئمّة بأسمائهم واحداً بعد واحد ، وقل : « أشْهَدُ أنَّهُمْ حُجَجُ الله »؟ ثمّ قال : « اكْتُبْ لي عِنْدَكَ ميثاقاً وَعَهْداً أني أتَيْتُكَ مُجَدِّداً الميثاق ، فاشْهَدْ لي عِنْدَ رَبِّكَ إنَّكَ أنْتَ الشّاهِدُ » ».
    ( زيارةٌ اُخْرى )
    10 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجران ، عن عامر بن جُذاعة ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا أتيت الحسين 7 (1) فقل :
    « الحمْدُ لله وصَلى الله عَلى مُحَمَّدٍ النَّبي وَآلِهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحمةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، صَلى الله عَلَيْكَ يا أبا عِبْدِالله ، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ ، وَمَنْ شارَكَ في دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلى الله مِنْهُم بَريّءٌ ـ ثلاثاً ـ » ».
    11 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نجران ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عامر بن جُذاعةَ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا أتيت الحائر فقل :
    « الحَمْدُلله ، وَصَلى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَعليهم السلام وَرَحمةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، عَلَيْكَ السَّلامُ يا أبا عَبْدِالله ، لَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ ، وَمَنْ شارَكَ في دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلى الله مِنْهُمْ بَريءٌ » ».
    * * * * *
    __________________
    1 ـ أي مزار الحسين عليه السلام كما هو الظّاهر.

    ( زيارةٌ اُخْرى )
    12 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ؛ وعبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أحمدَ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن عَمرِو بن سعيد المدائنيِّ ، عن مُصدِّق بن صَدَقَةَ ، عن عمّار بن موسى السّاباطيِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : تقول إذا أتيت إلى قبره (1) :
    « السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أمير المؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ وَرَحمةُ اللهِ وَبرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رِضاهُ مِنْ رِضا الرَّحمنِ ، وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحمن ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمينَ اللهِ وَحُجَّتِه وَبابَ اللهِ ، والدَّليلَ عَلى اللهِ ، وَالدَّاعي إلى اللهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللهِ ، وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللهِ ، وأقَمْتَ الصَّلاةَ ، وآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَدَعَوتَ إلى سَبيل ربِّكَ بالحكْمَةِ وَالموْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ شُهَداءُ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُم ترْزَقُونَ ، وأشْهَدُ أنَّ قاتِليك في النّارِ ، أدِينُ اللهَ بِالبَراءةِ ممَّن قاتَلَكَ ، وَممَّن قَتَلَكَ وشايَعَ عَلَيْكَ ، وَمِمَّن جَمَعَ عَلَيْكَ ، وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوتَكَ وَلَمْ يُجِبْكَ (2) ، يالَيْتَني كُنْتُ مَعَكُمْ فأَفُوزَ فَوزاً عَظيماً » ».
    13 ـ حدَّثني علي بن الحسين ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بن أبي نجران ، عن يزيد بن إسحاقَ ، عن الحسن بن عَطِيّة ، عن أبي عبدالله 7 « قال : تقول عند قبر الحسين 7 ما أحببتَ ».
    ( زيارة اُخرى )
    14 ـ حدًّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن أبي سعيد المدائنيّ « قال : دخلت على أبي عبدالله 7 فقلت : جعلت فداك آتي قبر الحسين 7 ، قال : نَعَم يا أبا سعيد ائت قبرَ
    ____________
    1 ـ في بعض النّسخ : « إذا انتهيت إلى قبره ».
    2 ـ في بعض النّسخ : « ولم يعنك ».

    الحسين 7 أطيبِ الطّيِّبينَ وأطْهَرِ الطّاهرين وأبَرّ الأبرار ، وإذا زُرْته يا أبا سعيد فسبِّح عندَ رأسِه تسبيح أمير المؤمنين 7 ألف مرَّة ، وسبِّح عند رجليه تسبيح فاطمةَ الزَّهراء 3 ألف مرَّة ، ثمّ صَلِّ عنده ركعتين تقرء فيهما : « يس » و « الرَّحمن » ، فإذا فعلت ذلك كتب الله لك ثوابَ ذلك إن شاء الله تعالى ، قال : قلت : جعلت فداك علّمني تسبيح عليٍّ وفاطمة 8 ، قال : نَعَم يا أبا سعيد :
    تسبيح عليِّ 7 : « سُبحانَ الَّذِي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ الَّذي لا تَبيدُ مَعالِمُهُ ، سَبْحانَ الَّذي لا يَفْنى ما عِندَهُ ، سُبحانَ الَّذِي لا يُشْرِكُ أحَداً في حُكْمِهِ ، سُبْحانَ الَّذي لا اضْمِحلالَ لِفَخْرِهِ ، سُبْحان الَّذي لا انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبْحانَ الَّذِي لا إلهَ غَيرُهُ ».
    وتسبيح فاطمة 3 : « سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخ العَظيم ، سُبحانَ ذِي العِزِّ الشّامِخ المُنيفِ ، سُبْحانَ ذي الملْكِ الفاخِرِ القَديمِ ، سُبْحانَ ذِي البَهجَة (1) والجَمالِ ، سُبْحانَ مَنْ تَردّى بالنُّورِ وَالوَقارِ ، سُبْحانَ مَن يَرى أثَرَ النَّملِ في الصَّفا ، وَوَقْعَ الطَّيرِ في الهَواءِ (2) » ».
    ( زيارةٌ اُخرى )
    15 ـ حدَّثني أبي ؛ وغير واحدٍ ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن موسى الوَرّاق ، عن يونسَ (3) ، عن عامِر بن جُذاعَةَ « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : إذا أتيت قبر الحسين 7 فقل :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلَى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ ».
    * * * * *
    __________________
    1 ـ البهجة : الحسن ، والباذخ : العالي.
    2 ـ وقوع الطّير سقوطها ، فالمراد سقوطها على الأشجار والأعشاش الواقعة في الهواء عرفاً ، أو يكون « في » بمعنى « من ». ( البحار ) وسيأتي التّسبيحان بوجهٍ آخر تحت رقم 20 مع شرحهما.
    3 ـ يعني ابن عبدالرّحمن ، وكان ثقة وجهاً في أصحابنا ، عظيم المنزلة.

    ( زيارةٌ اُخرى )
    16 ـ حدَّثني الحسين بن محمَّد بن عامِر ، عن أحمدَ بن إسحاقَ بن سعد قال : حدّثنا سعدانْ بن مسلم ، [عن] قائد أبي بصير (*) قال : حدّثنا بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا أتيتَ القبر بدأت فاثنيت على الله عزَّوجَلَّ ، وصلَّيت على النَّبيِّ 6 واجتهدت في ذلك [إن شاءَ الله] ثمَّ تقول :
    « سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ فيما تَروحُ وَتَغْدُو (1) ، الزَّاكياتُ الطّاهِراتُ لَكَ وَعَلَيْكَ ، وَسَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبينَ وَالمسَلِّمِينَ لَكَ بِقُلُوبِهِم ، والنّاطِقينَ بِفَضْلِكَ وَالشُّهَداءِ عَلى أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ وَنَصَحْتَ فيما أتَيْتَ بِهِ ، وَأنَّكَ ثَأرُ اللهِ في الأرضِ ، وَالدَّمُ الَّذي لا يُدْرِكَ ثَأرَهُ أحَدٌ مِنْ أهْلِ الأرْضِ (2) ، وَلا يُدْرِكُهُ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ ، جِئْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وافِداً إلَيْكَ ، [و] أتَوَسَّلُ إلَى اللهِ بِكَ في جَميعِ حَوائِجي مِنْ أمْر دُنياىَ وَآخِرَتي ، وَبِكَ يَتَوَسَّلُ المتوَسِّلونَ إلىَ اللهِ في حَوائِجِهِمْ ، وَبِكَ يُدْرِكُ أهْلُ التِّراتِ مِنْ عِبادِ اللهِ طَلِبَتَهَمُ ».
    ثمَّ امش قَليلاً ثمَّ تستقبل القبر ـ والقِبلة بين كتفيك ـ فقلْ :
    « الحَمْدُ لله الْواحِدِ [الأحَدِ] المتِوَحِّدِ بالاُمُورِ كُلِّها ، خالِقِ الخَلْقِ فَلَمْ يَغْرُبْ عَنْهُ شَيءٌ مِنْ أمْرِهِمْ ، وَعالِمِ كُلِّ شَيءٍ بِلا تَعْليم ؛ ضَمَّنَ الأرْضَ وَمَنْ عَلَيْها دَمَكَ وَثَأْرَكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، أشْهَدُ أَنَّ لَكَ مِنَ الله ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالْفَتْحِ ، وَأنَّ لَكَ مِنَ اللهِ الْوَعْدُ الحَقُّ في هَلاكِ عَدُوِّكَ وَتَمام مَوعِدِهِ إيّاكَ ، أشْهَدُ أنَّهُ قاتَلَ مَعَكَ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ كما قالَ الله تَعالى : « وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُم (3) » ».
    __________________
    1 ـ الغُدْوة : البكرة ، ويقال : غدا عليه واغتدى أي بكر ، والرّواح مِن زوال الشَّمس إلى اللّيل ، يقال : راح يروح رواحاً. أي سلام ملائكته فيما يأتون به عليك في أوّل النّهار وآخره ، وقد يقال : راح يروح إذا أتى أيّ وقت كان. ( البحار )
    * ـ يعني البطائنيّ.
    2 ـ في البحار مكان « ثأره » « ترته ».
    3 ـ آل عمران : 146.

    ثمَّ كبّر سبع تكبيرات ، ثمَّ امْشِ قليلاً واستقبل القبر ، ثمَّ قل :
    « الحَمْدُ لله الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ ، خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْديراً ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمِرْتَ بِهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللهِ ، وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُهُ ، وَجاهَدْتَ في سَبيلِهِ حَتّى أتاكَ اليَقينُ ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكَ ، وَاُمَّةً خَذَلَتْكَ ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً خَذَّلَتْ عَنْكَ ، اللّهُمَّ إنّي أشْهَدُ بالْولايَةِ لِمَنْ والَيْتَ وَوالَتْ رُسُلُكَ ، وَأشْهَدُ بِالبَراءةِ مِمَّنْ بَرِئْتَ مِنْهُ وَبَرِئَتْ مِنْهُ رُسُلُكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رَسُولَكَ ، وَهَدَمُوا كَعْبَتَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتابَكَ ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ ، وَأفْسَدُوا عِبادَكَ وَاسْتَذَلُّوهُمْ ، اللّهُمَّ ضاعِف لَهُمُ اللَّعنَةَ فيما جَرَت به سَنَّتُكَ في بَرَّكَ وَبَحرِكَ ، اللّهُمَّ العَنهُم في سَمائِكَ وأَرضِكَ اللّهُمَّ وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أوليائِكَ ، وَحَبِّبْ إليَّ مَشاهِدَهُمْ ، حَتّى تُلْحِقَني بِهِمْ ، وَتَجْعَلَهُمْ لي فَرَطاً وَتَجْعَلَني لَهُم تَبَعاً في الدُّنيا والآخرة ».
    ثمَّ امش قَليلاً ، فَكبّر سَبعاً ، وَهَلِّل سَبعاً ، واحْمِدِ اللهَ سَبعاً ، وسبِّحِ الله تعالى سَبعاً ، وأجِبْه سَبعاً [و] تقول :
    « لَبَّيْكَ داعِيَ الله [لَبَّيْكَ داعِيَ الله] ، إنْ كانَ لَمْ يَجِبْكَ بَدَني فَقَدْ أجابَكَ قَلْبي وَشَعْري وَبَشَري وَرَأْيي وَهَوايَ عَلَى التَّسْليمِ لَخَلَفِ النَّبيِّ المُرْسَلِ ، وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ ، وَالدَّلِيلِ العالِمِ ، وَالأمَينِ المُسْتَخْزَنِ ، وَالمَرْضيِّ البَلِيغ (1) وَالمظْلُوم المُهْتَضَمِ ، جِئْتُ انْقِطاعاً إلَيْكَ وَإلى وَلَدِكَ وَوَلَدِ وَلَدِكَ ، الخَلَف مِنْ بَعْدِكَ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ ، فَقَلْبي لكُمْ مُسَلِّمٌ ، وَأمْري لَكُمْ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ ، حَتّى يَحكُمَ الله وَهُوَ خَيرٌ الحاكِمينَ لِدِيني (2) وَيَبْعَثكُم ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إنّي مِنَ المؤمِنينَ بِرَجْعَتِكُمْ ، لا اُنكِرُ لله قُدْرَةً وَلا اُكَذِّبُ لَهُ مَشِيَّةً ، وَلا أزْعَمُ أنَّ ما شاءَ لا يَكونُ ».
    ثمّ امش حتّى تنتهي إلى القبر وقل ـ وأنت قائمٌ ـ :
    « سُبْحانَ الله ، يُسَبِّحُ لله ذي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ وَيُقَدِّسُ بأسْمائِهِ جَميعُ
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « الوصي المبلّغ » ، وفي البحار : « والموصّي البليغ ».
    2 ـ في البحار : « لدينه ».

    خَلقِهِ ، سُبْحانَ اللهِ المَلِكِ الْقُدُّوسِ ، رَبِّنا وَرَبِّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْني في وَفْدِكَ إلى خَيْرِ بِقاعِكَ وَخَيرِ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغُوتَ ».
    ثمَّ ارْفَع يَدَيْك حتّى تَضعَهما مَمْدودَتين على القبر ، ثمَّ تقول :
    « أشْهَدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍِ ، قَدْ طَهُرَتْ بِكَ الْبِلادُ وَطَهُرَتْ أرْضٌ أنْتَ فيها ، أنَّكَ ثَأْرُ اللهِ في الأرْضِ حَتّى تَسْتَثْئر لَكَ مِنْ جَميعِ خَلْقِهِ ».
    ثمَّ ضَع خَدَّيك ويديك جميعاً على القبر ، ثمَّ اجْلَس عِند رأسه وَاذْكُر الله بما احببتَ وتوجَّهْ إليه واسأل حَوائجكَ ، ثمّ ضَع يدَيك وخَدَّيك عند رجلَيه وقل : « صَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، فَلَقَدْ صَدَقْتَ وَصَبَرْتَ ، وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بالأيْدي وَالألْسُنِ ».
    ثمَّ تقوم إلى قبر وَلَدِه وتُثني عليهم بما أحببتَ وتسأل ربَّك حوائجَك وما بَدا لك ، ثمَّ تستقبل قبور الشُّهداءِ قائماً فتقول :
    « السَّلامُ عَلَيْكُمْ أيُّهَا الرَّبانيُّونَ ، أنْتمْ لَنَا فَرَطٌ وَنَحْنُ لَكُمْ تَبَعٌ وأنْصارٌ ، أبْشِرُوا بِمَوْعِدِ اللهِ لا خُلْفَ لَه ، وَأنَّ اللهَ مُدرِكٌ بِكُم ثأْرَكُمْ ، وَأنْتُمْ سادَةٌ الشُّهَداءِ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ».
    ثمَّ اجعلِ القبر بين يديك وصَلِّ ما بدالك ، وكلّما دخلتَ الحائر فسلّم ثمَّ امشِ حتّى تضع يديك وخدَّيك جميعاً على القبر ، فإذا أردتَ أن تخرجَ فاصْنع مثل ذلك ، ولا تقصِّر عِنده مِن الصَّلاة ما أقمتَ ، وإذا انصرفتَ مِن عنده فودِّعْه وقُل : « سَلامُ اللهِ وَسَلامُ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبين وَأنْبيائه المرْسَلِينَ وَعِبادَهُ الصّالحين عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَعَلى رُوحِكَ وَبَدنِكَ ، وَذُرِّيَّتِكَ وَمَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوْلِيائِكَ » ».
    17 ـ حدَّثني بهذه الزِّيارة أحمد بن محمّد بن الحسن بن سَهل ، عن أبيه ، عن جدِّه ، عن موسى بن الحسن بن عامِر ، عن أحمدَ بن هِلال قال : حدَّثنا اُميَّة بن عليّ القيسيُّ الشّاميُّ ، عن سَعدانَ بنِ مسلم ـ عن رجل ـ عن أبي عبدالله 7 مثله ، وزاد في آخره من بعد « مَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوليائك » : فإذا بلغت الرَّواح فقل هذا الكلام مِن أوَّله إلى آخره ، كما قلت حين دخلت الحائر ، فإذا دخلت

    منزلك فقل : « الحَمْدُلله الَّذي سَلَّمَني وَسَلَّمَ مِنّي (1) ، الحَمْدُ لله في الاُمُور كُلِّها وَعَلى كُلِّ حالٍ ، الحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ » ، ثمَّ كبّر إحْدى وعِشرين تكبيرةً متتابعةً ، وَسَهِّل (2) ولا تعجِّل فيها إن شاءَ الله تعالى ـ والباقي مثله ـ.
    ( زيارةٌ اُخرى )
    18 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن أبان (3) ، عن الحسن بن عَطيّة أبي ناب ، عن بيّاع السّابري (4) « قال : سمعت أبا عبدالله 7 وهو يقول : مَن أتى قبر الحسين 7 كتب الله له حجّةً وعمرةً ـ أو عمرة وحجّة (5) ـ ، قال : قلت : جعلتُ فِداك فما أقول إذا أتيته؟ قال : تقول :
    « السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيكَ يَومَ وُلِدْتَ وَيَومَ تَموتُ وَيَومَ تُبْعَثُ حَيّاً ، أشْهَدُ أنَّكَ حَيٌّ شَهيدٌ ، تُرْزَقُ عِنْدَ رَبِّكَ ، وَأتَوالي وَليَّكَ ، وَأبْرَءُ مِنْ عَدُوِّكَ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذِينَ قاتَلُوكَ وانْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمِّيِّ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْروفِ ، ونَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَجاهَدْتَ في سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، أسْأَلُ اللهَ وَلِيِّكَ وَوَلِيِّنا أنْ يَجْعَلَ تُحْفَتَنا مِنْ زيارَتِكَ الصَّلاةَ عَلى نَبيِّنا ، وَالمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِنا ، اشْفَعْ لي يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ عِنْدَ رَبِّكَ » ».
    19 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر ، عن جابر المكفوف ، عن أبي الصّامت ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سمعتُه يقول : مَن أتى الحسين 7 ماشياً كتب الله له
    __________________
    1 ـ أي سلَّم غَيري مِن شَرّي وكَفَّ أذاي عنهم.
    2 ـ أي اقرء بتأنِّ ، أو امشِ ، من قولهم : إذا أتى السَّهل وهو ضدّ الحَزْن ، وعلى أيّ وجهٍ لا يخلو مِن تكلّف ، ولعلّه تصحيف : « وترسّل » من التّرسّل : التّأنّي. ( المجلسي ـ ره ـ )
    3 ـ يعني ابن عثمان الأحمر.
    4 ـ هو عمر بن يزيد الثّقة.
    5 ـ الشّكّ من الرّاوي.

    بكلِّ خُطْوَةٍ ألف حَسَنةٍ ، ومحى عنه ألفَ سيِّئةٍ ، ورفع له الفَ درجةٍ ، فإذا أتيتَ الفُرات فاغتسل وعلِّق نعليك وامش حافياً ، وامشْ [بـ]ـمشي العَبدِ الذَّليل ، فإذا أتيتَ باب الحائر فكبّر الله أربعاً وصَلِّ عنده واسألْ حاجَتك ».
    ( زيارةٌ خَفيفة )
    19 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن أبي الصَّبّاح (1) ، عن أبي عبدالله 7 ـ أو عن أبي بصير عنه ـ « قال : قلت : كيف السَّلام على الحسين بن عليِّ 8؟ قال : تقول : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ أعانَ عَلَيْكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، أنا إلى الله مِنْهُمْ بَرِيءٌ » ».
    ( زيارةٌ خَفيفة )
    20 ـ وبإسناده ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبان بن عثمان؛ وعن أبي همّام (2) ، عن أبي عبدالله « قال : إذا أتيت قبر الحسين 7 فقل : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ شَرِكَ في دَمِكَ ، وَمَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضي بِهِ ، وَأنا إلى اللهِ مِنْهُمْ بَريءٌ » ».
    ( زيارَةٌ اُخْرى )
    بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحِيمِ
    21 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمدَ بن الحسين العَسْكريُّ ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه عليِّ بن مَهزيار ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي حمزة الثّماليِّ « قال :
    __________________
    1 ـ المراد به إبراهيم بن نعيم العبديّ.
    2 ـ هو إسماعيل ، وسقط هنا : « عن أبيه ».

    قال الصّادق 7 : إذا أردت المسير إلى قبر الحسين 7 فصُمْ يومَ الأربعاء والخميس والجمعة ، فإذا أردت الخروج فاجمع أهلك ووُلْدَك ، وادع بدعاء السَّفر واغتسل قبل خروجك وقل حين تغتسل : « اللّهُمَّ طَهِّرْني وَطَهِّرْ قَلْبي ، وَاشْرَحْ لي صَدْري ، وَأجِز عَلى لِساني ذِكْرَكَ وَمِدْحَتَكَ ، وَالثَّناءَ عَلَيْك ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أنَّ قِوامَ ديني التَّسْليمُ لأَمْركَ ، والاتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبيِّكَ ، وَالشَّهادَةُ عَلى أَنْبيائِكَ وَرُسُلِكَ إلى جَميعِ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهُوراً ، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقْمٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ ، وَحِرْزاً مِنْ شَرِّ ما أخافُ وَأحْذَر ».
    فإذا خرجت فقل : « اللّهُمَّ إنّي إلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي ، وَإليْكَ فَوَّضْتُ أمْري ، وإلَيْكَ أسْلَمْتُ نَفْسي ، وَإلَيْكَ أَلجَأُتُ ظَهْري ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، لا مَلْجَأَ وَلا مَنْجا إلاّ إلَيْكَ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ ، عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناؤكَ » ، ثمّ قل :
    « بِسْمِ اللهِ وَبِاللهِ ، وَمِنَ اللهِ وَإلى اللهِ ، وَفي سَبِيلِ اللهِ ، وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ 9 ، عَلَى اللهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيهِ اُنيِبُ (1) ، فاطِرِ السَّماواتِ السَّبْعِ وَالأرَضينَ السَّبْعِ ، وَرَبِّ الْعَرْش الْعَظيم ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْفَظْني في سَفَري ، وَاخْلُفني في أهْلي بِأحْسَنِ الخَلَفِ (2) ، اللّهُمَّ إلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وَإلَيْكَ خَرَجْتُ ، وَإلَيكَ وَفَدْتُ ، وَلِخَيْركَ تَعرَّضْتُ ، وبِزيارَةِ حَبيبِكَ تَقَرَّبْتُ ، اللّهُمَّ لا تَمْنَعْني خَيْرَ ما عِنْدَكَ بِشَرِّ ما عِنْدي ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لي ذُنُوبي ، وكَفِّرْ عَنّي سَيِّئاتي ، وَحُطَّ عَنّي خَطايايَ ، وَاقْبَلْ مِنّي حَسَناتي ».
    وتقول : « اللّهُمَّ اجْعَلْني في دِرْعِكَ الحَصينَةِ ، الَّتي تَجْعَلُ فيها مَنْ تُريدُ ، اللّهُمَّ إنّي أبْرَءُ إلَيْكَ مِنَ الحَوْلِ وَالْقُوَّةِ (3) ـ ثلاث مرّات ـ » ، واقرء « فاتحةَ الكتاب » و « المُعوَّذَتَين » و « قُلْ هُوَ الله أحَدٌ » و « إنّا أنْزَلْنَاهُ » و « آيَةَ الكُرْسيّ » وَ « يس » وآخر الحَشْر : « لَوْ أنْزَلْنا هذَا القُرآنَ عَلى جَبَلٍ [ لَرَأيْتَهُ خاشِعاً مُتِصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللهِ وَ
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « وإليه أنبت ».
    2 ـ أي كن لي عوضي في أهلي في إيصال الخيرات إليهم ومنع السّوء عنهم. وفي البحار : « بأحسن الخلافة ».
    3 ـ أي : « لكن بحولك وقوّتك أبْرَء إليك من الحول والقُوَّة إلاّ بِكَ ، فأنْتَ حَولي وقُوّتي » ، كما في الكافي.

    تِلْكَ الأمْثالُ نَضْرِبها لِلنّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * هُوَ الله الَّذي لا إله إلاّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَة هُوَ الرَّحمن الرَّحيم * هُوَ اللهُ الَّذي لا إله إلاّ هُوَ الْمَلِكُ القُدُّوسُ السَّلامُ المُؤمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ سُبْحانَ الله عَمّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارىءُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأسْماءُ الحسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما في السَّموات وَالأرضِ وَهُوَ الْعَزيزُ الْحَكيمُ ] ».
    ولا تدَّهِن ولا تكتحل حتّى تأتي الفرات ، وأقلَّ الكلام والمزاح ، وأكثر مِن ذكر الله تعالى ، وإيّاك والمِراح والخصومة ، فإذا كنتَ راكباً أو ماشياً فقل :
    « اللّهُمَّ إنّي أعُوذُ بِكَ مِنْ سَطَواتِ النَّكال (1) وَعَواقِبِ الوَبالِ (2) ، وَفِتْنَةِ الضَّلال ، وَمِنْ أنْ تَلْقاني بِمَكْروهٍ ، وَأعُوذُ بِكَ مِنَ الحَبْسِ واللّبْسِ (3) ، وَمِنْ وَسْوَسَةِ الشَّيْطانِ ، وَطَوارِقِ السَّوءِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وَمِنْ شَرِّ شَياطِيِن الجنِّ وَالإنْسِ ، وَمِنْ شَرِّ مَنْ يَنْصُبُ لأَولِياءِ اللهِ الْعَداوَةَ ، وَمِنْ أنْ يَفْرُطُوا (4) عَليّ وَأنْ يَطْغُوا ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ عُيُونِ الظُّلْمَةِ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذي شَرٍّ ، وَمِنْ شِرْكِ إبْليسَ (5) وَمَنْ يَرُدُّ عَنِ الخَيرِ
    __________________
    1 ـ السَّطوة : البطش والقهر ، والنَّكال : العقوبة الَّتي تنكُلِ النّاسَ عن فعل ما جعلتها له جزاء ، أي من سطوات الله الّتي توجب عبرةَ مَن اطَّلع عليها. ويحتمل أن يكون المراد سطوات الجبّارين في الدّنيا. ( البحار )
    2 ـ الوَبال : الثِّقل والمكروه والعذاب ، أي العواقب المنتهية إلى الوَبال. وقوله عليه السلام : « وفتنة الضّلال » أي الامتحان الَّذي يوجب الضَّلال عن الحقّ ، ويمكن قِراءة « الضُّلاَل » بالضَّمّ والتّشديد بصيغة الجمع. ( المجلسي ـ ره ـ )
    3 ـ اللّبس ـ بالفتح ـ الاختلاط واشتباه الحقّ بالباطل ، واللُّبس ـ بالضّمّ ـ : الشّبهة. و « طوارق » جمع الطّارقة وهي الدّاهية.
    4 ـ يقال : فَرَطَ عليه يفرُط ـ بالضّمّ ـ : إذا أسرف عليه في القول ، ذكره الفيروزآباديّ ، وقال الطّبرسيّ في قوله تعالى [طه : 45] : « قالا رَبَّنا إنَّنا نَخافُ أنْ يَفْرُط عَلَينا » أي نَخشى أن يتقدّم فينا بعذاب يعجّل علينا ، « أو أن يطغى » أي يجاوز الجدّ في الإساءةِ بِنا.
    5 ـ قال الجزريّ : ومنه الحديث : « أعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشّيطان وَشِرْكِه » ، أي ما يَدْعو إليه ويُوَسْوِس به مِن الإشراك بالله تعالى. ويُروى بفتح الشّين والرّاء : أي حبائله ومَصايده ـ انتهى. وفي بعض النّسخ : « ومن شرّ الشّرّ وشرك إبليس ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:41 pm

    باللِّسانِ وَالْيَدِ » ،
    فإذا خِفْتَ شيئاً فقُل : « لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ باللهِ ، بِهِ احْتَجَبْتُ وَبِهِ اعْتَصَمْتُ ، اللّهُمَّ اعْصِمني مِنْ شَرِّ خَلْقِكَ ، فإنَّما أنَا بِكَ (1) وَأنَا عَبْدُكَ ».
    فإذا أتيت الفُرات فقل قبل أن تَعبره : « اللّهُمَّ أنْتَ خَيرُ مَنْ وَفَدَ إلَيْهِ الرِّجالُ ، وَأنْتَ يا سَيِّدي أكْرَمُ مَأْتيٍّ وَأكْرَمُ مُزورٍ ، وَقَدْ جَعَلْتَ لِكُلِّ زائرٍ كرامَةً وَلِكُلِّ وافِدٍ تُحفَةً ، وَقَدْ أتَيْتُكَ زائِراً قَبْرَ ابْنِ نَبيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهَ ، فَاجْعَلْ تُحفَتَكَ إيّايَ فَكاكَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، وَتَقَبَّلْ مِنِّي عَمَلي ، وَاشْكُر سَعْيي ، وَارْحَمْ مَسيري إلَيْكَ بِغَيرِ مَنٍّ مِنِّي ، بَلْ لَكَ المَنُّ عَليَّ إذْ جَعَلْتَ ليَ السَّبيلَ إلى زِيارَتِهِ ، وَعَرَّفْتَني فَضْلَهُ ، وَحَفَظْتَني حَتّى بَلَّغْتَني قَبر ابْنِ وَلِيِّكَ ، وَقَدْ رَجَوتُكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلا تَقْطَعْ رَجائي ، وقَدْ أتَيْتُكَ فلا تُخيِّبْ أمَلي ، وَاجْعَلْ هذا كَفّارَةً لِما قَبْلَهُ مِنْ ذُنُوبي ، وَاجْعَلْني مِنْ أنْصارِهِ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ ».
    ثمَّ اعبر الفُرات وقل : « اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ سَعْيي مَشْكُوراً وَذَنْبي مَغْفُوراً ، وعَمَلي مَقْبُولاً ، وَاغْسِلْني مِنَ الخَطايا وَالذُّنُوبِ ، وَطَهِّرْ قَلْبي مِنْ كُلِّ آفَةٍ تَمْحَقُ دِيني ، أو تُبْطِلُ عَمَلي يا أرْحَمَ الرَّاحِمين ».
    ثمَّ تأتي النِّيْنَوى فتضعْ رَحْلَك بها ، ولا تدهِنْ ولا تكتحل ولا تأكل اللَّحم ما دُمت مُقيماً بها ، ثمَّ تأتي الشَّطّ بحذاء نخل القبر (2) فاغتسل وعليك المِئزر (3) وقل ـ وأنت تغتسل ـ :
    « اللّهُمَّ طَهِّرني وَطَهِّرْ [لي] قَلْبي وَاشْرَحْ لي صَدْري ، وَأجِرْ عَلى لِساني مَحبَّتَكَ وَمِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ ، فَإنَّهُ لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتَ أنَّ قِوامَ ديني التَّسْليمُ لأمْرِكَ ، وَالشَّهادَةُ عَلى جَميعِ أنْبِيائِكَ وَرُسِلكَ بِالاُلْفَةِ بَيْنَهُمْ ، أشْهَدُ أنَّهُمْ
    __________________
    1 ـ أي متوسّل ومعتصم بك ، أو ليس وجودي وساير اُموري إلاّ بك. ( البحار )
    2 ـ قيل : الظّاهر كونه تصحيف : « محلّ القبر ».
    3 ـ أي الإزار ـ بالكسر ـ وهو المِلْحَفة ، وكلّ ما سترك. وفي بعض النّسخ : « وعَلَيْكَ الوقار ».

    أنْبياؤكَ وَرُسُلُكَ إلى جَميع خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ نُوراً وَطَهوراً وَحِرْزاً وَشِفاءً مِن كُلِّ سُقْمٍ وَداءٍ ، وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعاهَةٍ ، وَمِنْ شَرِّ ما أخافُ وَأحْذَرُ ، اللّهُمَّ طَهِّرْ بِهِ قَلْبي وَجَوارِحِي ، وَعِظامِي وَلَحْمِي وَدَمي ، وَشَعْري وَبَشَري ، وَمُخِّي وَعَصَبي ، وَما أقَلَّتِ الأرْضُ مِنِّي (1) ، وَاجْعَلْهُ لي شاهِداً يَومَ فَقْري وَفاقَني ».
    ثمَّ ألبسْ أطْهَرَ ثيابِك ، فإذا لبستَها فقل : « الله أكْبر » ـ ثلاثين مرَّة ـ وتقول : « الحَمْدُلله الَّذي إلَيْهِ قَصَدتُ فَبَلَّغَني ، وَإيّاهُ أرَدْتُ فَقَبِلَني وَلَمْ يَقْطَعْ بي ، وَرَحْمَتَهُ ابْتَغَيْتُ فَسَلَّمَني ، اللّهُمَّ أنْتَ حِصْني وَكَهْفي ، وَحِرْزي وَرَجائي وَأمَلي ، لا إلهَ إلاّ أنْتَ يا رَبَّ الْعالمينَ ».
    فإذا أردت المشي فقل : « اللّهُمَّ إنّي أرَدْتُكَ فأرِدْني ، وَأنّي أقْبَلْتُ بِوَجْهي إلَيْكَ فَلا تُعْرِض بِوَجْهِكَ عَنّي ، فَإنْ كُنْتَ عَليَّ ساخِطاً فَتُبْ عَليَّ ، وَارْحَمْ مَسيري إلى ابْنِ حَبيبِكَ ، أبْتَغي بِذلكَ رَضاكَ عَنّي فارْضِ عَنّي ، وَلا تُخَيّبْني يا أرْحَمَ الرَّاحمينَ ».
    ثمَّ امش حافياً وعَلَيْكَ السّكينة والوقار بالتَّكبير والتَّهليل والتَّمجيد (2) والتَّحميد والتّعظيم للهِ ولرسوله ، 9 ، وقل أيضاً :
    « الحَمْدُلله الواحِدِ المتوَحِّدِ بالاُمُورِ كُلِّها ، خالِقِ الخَلْقِ وَلَمْ يَعْزُبْ عَنْهُ شَيءٌ مِنْ اُمُورِهمْ (3) ، وَعالِمِ كُلِّ شيءٍ بِغَيرِ تَعلِيم ، صَلواتُ اللهِ وسلامُ ملائِكتِهِ المُقَرَّبِين ، وأنْبيائِهِ المُرْسَلِينَ وَرُسُلِهِ أجَمْعينَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ الأوصياءِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذي أنْعَمَ عَليَّ وَعَرَّفَني فَضْلَ مَحَمَّدٍ وَأهْلَ بَيْتِهِ ، 9 ».
    ثمّ امش قليلاً وقصِّر خُطاكَ ، فإذا وقَفْتَ على التَّلِّ واستقبلتَ القبرَ فقفْ (4) وقل : « الله أكبر » ـ ثلاثين مرَّة ـ وتقول :
    __________________
    1 ـ أي حملت الأرض منّي أي جميع أعضائي وأجزائي ، فإنَّ كلَّها على وجه الأرض. ( البحار )
    2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : التَّمجيد ذكره تعالى بالمجد وهو العظمة والثَّناء عليه ، وأخصّ الأذكار به : « لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِالله ».
    3 ـ قوله : « لم يعزب » أي لم يغب.
    4 ـ في بعض النّسخ : « فاستقبل القبر فقف » ، وفي البحار كما في المتن.

    « لا إلَه إلاّ الله في عِلْمِهِ (1) وَلا إلهَ إلاّ اللهُ بَعْدَ عِلْمِهِ منتهى عِلمِهِ ، وَلا إلهَ إلاّ اللهُ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَالحَمْدُ للهِ في عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، والحَمْدُ للهِ بَعْدَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، والحَمْدُ للهِ مَعَ عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، وَسُبْحانَ اللهِ في عِلْمِهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ ، والحَمْدُ لله بِجمِيعِ محامِدِهِ عَلى جَمِيع نِعَمِهِ ، وَلا إله إلاّ اللهُ وَاللهُ أكْبَرُ ، وَحَقُّ لَهُ ذلِكَ ، لا إله إلاّ الله الحَلِيمُ الْكريمُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ الْعَليُّ الْعَظيمُ ، لا إلهَ إلاّ اللهُ نُورُ السَّماواتِ السَّبْعِ ، وَنُورُ الأرَضينَ السَّبْع ، وَنُورُ الْعَرْشِ الْعَظيمِ ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وَزُوّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبي اللهِ » ،
    ثمَّ امش عشر خُطُوات ، وكبّر ثَلاثين تكبيرة وقل ـ وأنت تمشي ـ :
    « لا إلهَ إلاّ اللهُ تَهْلِيلاً لا يُحْصيهِ غَيرُهُ قَبْلَ كُلِّ واحِدٍ ، وَبَعْدَ كُلِّ واحِدٍ ، وَمَعَ كُلِِّ واحِدٍ ، وَعَدَدَ كُلِّ واحِدٍ ، وَسُبْحانَ اللهِ تَسْبيحاً لا يُحصِيهِ غَيرُهُ قَبْلَ كُلِّ واحِدٍ ، وَبَعْدَ كُلِّ واحِدٍ ، وَمَعَ كُلِّ واحِدٍ ، وَعَدَدَ كُلِّ واحدٍ ، وسُبْحانَ اللهِ وَالحَمْدُ لله وَلا إلهَ إلاّ اللهُ وَاللهُ أكبر ، قَبْلَ كُلِّ واحِدٍ ، وَبَعْدَ كُلِّ واحِدٍ ، وَمَع كُلِّ واحِدٍ ، وَعَدَدَ كُلِّ واحِدٍ أبَداً أبَداً أبَداً ، اللُّهُمَّ [إنّي اُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شًهيداً فَاشْهَدْ لي] إنّي أشْهَدُ أنَّكَ حَقُّ وَأنَّ رَسُولَكَ حَقٌّ (2) ، وأنَّ قَولَكَ حَقٌّ ، وأنَّ قَضاءَكَ حَقٌّ ، وأنَّ قَدَرَكَ حَقٌ ، وأنَّ فِعْلَكَ حَقٌّ ، وأنَّ جَنَّتَكَ حَقٌ ، وأنَّكَ مُمِيتُ الأحْياءَ ، وَأنَّكَ مُحيي المَوْتى ، وَأَنَّكَ باعِثُ مَنْ في الْقُبُورِ ، وَأنَّكَ جامِعُ النّاسِ لِيَوم لا رَيْبَ فيهِ ، وَأنَّكَ لا تُخلِفُ الميعادَ ، السَّلام عَلَيْكَ يا حُجَّة اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلام عَلَيْكُم يا مَلائِكَةَ اللهِ وَيا زُوَّارَ قَبْرِ أبي عبدالله 7 ».
    ثمَّ امش قليلاً وَعَلَيْكَ السَّكينة والوَقار بالتَّكبير والتَّهليل والتَّمجيد والتَّحميد والتَّعظيم لله ولرسوله 6 ، وقصِّر خُطاك ، فإذا أتيتَ الباب الَّذي
    __________________
    1 ـ أي اُهلّله تهليلاً كائناً في علمه ، أي كما يعلمه الله وينبغي له بعدد منتهى علمه ، أي لا نهاية له. وقوله : « بعد علمه » أي تهليلاً محقّقاً ثابتاً يكون بعد علمه بصدوره منّي. وقوله : « مع علمه » أي تهليلاً باقياً مع علمه أزلاً وأبداً ، ويكون في كلِّ آن عدد منتهى علمه ، وكذا البواقي. ( البحار )
    2 ـ في بعض النّسخ : « وَأنّ حَبيبَك حقٌّ ».

    يلي المشرق فَقِفْ على الباب وقل : « أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً 6 عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأمينُ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأوَّلينَ وَالآخِرينَ ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأنْبِياءِ وَالمرْسَلينَ ، سَلامٌ عَلى رَسُولِ اللهِ ، الحَمْدُ لله الَّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لَنَهْتَدي لَولا أنْ هَدانَا اللهُ ، لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بالحَقِّ ، اللّهُمَّ إنّي أشْهَدُ أنَّ هذا قَبرُ ابْنِ حَبيبكَ وَصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأنَّهُ الفائِزُ بِكَرامَتِكَ ، أكْرَمْتَهُ بِكِتابِكَ ، وَخَصَصْتَهُ وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ ، وَأعْطَيْتَهُ مَواريثَ الأنْبياءِ ، وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ ، فأعْذَرَ في الدَّعْوَةِ (1) ، وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ ، لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَالجهالَةِ وَالْعَمى ، وَالشَّكِّ والارْتيابِ إلى بابِ الهُدى مِنَ الرَّدى ، وأنْتَ تَرى وَلا تُرى ، وَأنْتَ بِالمنْظَرِ الأعْلى (2) ، حَتّى ثارَ عَلَيْهِ مِنْ خَلْقِكَ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنيا وباعَ الآخِرَةَ بِالثَّمَنِ الأَوْكَسِ (3) [الأدْنى] ، وَأسْخَطَكَ وَأسْخَطَ رَسُولَكَ ، وأطاعَ مِنْ عَبِيدِكَ مِنْ أهْلِ [الشِّقاق وَ] النِّفاقِ ، وَحَمَلَةِ الأوْزار مَنِ اسْتَوجَبَ النّارَ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلي وُلْدِ رَسُولِكَ ، وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الألِيمَ ».
    ثمَّ تدنو قليلاً وقل : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إبراهيمَ خَليلِ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى كَليمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ أمير المؤمنين عَليِّ بْنِ أبي طالِبٍ وَصيِّ رُسُولِ الله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحسَنِ بْنِ عَليٍّ الزَّكيِّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ ياوارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَ النِّساءِ الْعالَمِينَ ، الصِّدِّيقَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الصِّدِّيقُ الشَّهيدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ الرَّضيُّ البارُّ التَّقيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَفيُّ النَّقيُّ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ،
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « وجعلته حجّة على خلقك مِن الأصْفياءِ ، فَأعْذَرَ في الدُّعاءِ » ، وفي البحار كما في المتن ».
    2 ـ أي أنت مطَّلعٌ على جميع اُمور الخلق كالَّذي يكون جالساً على المنظر الرَّفيع ، مُشْرفاً على مَن دونه ، أو أنّه لا يصلُ أنْظار الخلق وأفكارهم إليك.
    3 ـ الوكس : النّقص.

    وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بالمعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقين (1) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الأرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأناخَتْ بِرَحْلِكَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُحْدِقينَ بِكَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ وَزُوَّارِ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّ اللهِ ».
    ثمَّ ادخل الحائر وقل حين تدخل : « السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُقَرَّبِينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُنزَلينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُسَوِّمِينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ مُقِيمُونَ في هذا الحائِرِ بإذْنِ رَبِّهِمْ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ في هذا الحائِرِ يَعْمَلُونَ لأمْرِ اللهِ مُسَلّمُون (2) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَابْنَ أمِينِ الله ، وَابْنَ خالِصَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ إنّا لله وإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ ، ما أعْظَمَ مُصِيبَتَكَ عِنْدَ جَدِّكَ (3) رَسُولِ اللهِ 6 وَما أعْظَمَ مُصيبَتَكَ عِنْدَ مَنْ عَرَفَ اللهَ عَزَّوَجلَّ ، وَأجَلَّ مُصيبَتَكَ عنْدَ المَلأ الأَعْلى ، وَعِنْدَ أنْبِياءِ اللهِ وَعِنْدَ رُسُلِ اللهِ ، السَّلامُ مِنّي إلَيْكَ وَالتَّحيَّةُ مَعَ عَظيم الرَّزيَّةِ عَلَيْكَ (4) ، كُنْتَ نُوراً في الأصْلابِ الشّامِخَةِ ، وَنُوراً في ظُلُماتِ الأرْضِ ، وَنُوراً في الهَواءِ ، وَنُوراً في السَّماوات الْعُلى ، كُنْتَ فيها نُوراً ساطِعاً لا يُطْفىء ، وَأنْتَ النّاطِقُ بِالهُدى » ،
    ثمَّ امش قليلاً وقل : « الله أكبر » ـ سبع مرَّات ـ وهلّله سبعاً ، وأحمده سبعاً ، وسبّحه سبعاً وقل : « لَبَّيْكَ داعِي اللهِ » سبعاً ، وقل :
    « إنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَني عِنْدَ اسْتَغاثَتِكَ ، وَلِساني عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ ، فَقَدْ أجابَكَ قَلْبي ، وَسَمْعي وَبَصَري ، ورَأيي وَهَواي عَلى التَّسْلِيمِ (5) لِخَلَفِ النَّبيِّ المُرْسَلِ ، وَالسِّبْطِ ـ
    __________________
    1 ـ أي الموت الّذي لا شكّ فيه.
    2 ـ في البحار : « بإذن الله مسلّمون ».
    3 ـ في بعض النّسخ : « عند أبيك ».
    4 ـ الرَّزيئة ـ بالهمز ـ : المصيبة ، وقد يخفّف فيقرء بالياء المشّددة ، وتعديته بـ « على » بتضمين مَعنى التَّوجُّع والحزن. والشّامخة : الرفيعة.
    5 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : قوله : « على التّسليم » يحتمل أن يكون خبراً لقوله : « ورأيي وهواي » ، ويحتمل أن يكون حالاً ، أي حال كوني ثابتاً على التّسليم ، ويمكن أن يكون صِلة للإجابة بأن يكون « على » في مقام « في » أي أجابك في التّسليم لك.

    المنْتَجَبِ ، وَالدَّليلِ العالِمِ ، والأمِينِ المُسْتَخْزَنِ ، والمُؤدِّي المبَلّغِ ، وَالمظْلُومِ المُضْطَهَدِ (1) ، جِئْتُكَ يا مَولايَ انْقِطاعاً إلَيْكَ ، وَإلى جَدِّكَ وَأبِيكَ ، وَوُلْدِكَ الخَلَفِ مِنْ بَعْدِكَ ، فَقَلْبي لَكَ مَسَلِّمٌ ، وَرَأْيي لَكَ مُتَّبِعٌ ، وَنُصْرَتي لَكَ مُعِدَّةٌ ، حَتّى يَحْكُمَ اللهُ بِدينِهِ وَيَبْعَثَكُمْ ، وَاُشْهِدُ اللهَ أنَّكُمُ الحُجَّةُ ، وَبِكُمْ تُرْجَى الرَّحْمَةُ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إنّي بِكُمْ مِنَ المُؤمِنينَ ، لا اُنكِرُ لِلّهِ قُدْرَةً ، وَلا اُكَذِّبُ مِنهُ بِمَشيئَةٍ » ،
    ثمَّ امش وقصِّر خُطاك حتّى تستقبل القبر ، واجعل القِبلَة بين كتفيك واستقبل بوجهك وَجهةً وقل :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ ، والسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ أمِين اللهِ عَلى رُسُلِهِ (2) وَعَزائِمِ أمْرِهِ ، الخاتِم لِما سَبَقَ ، والفاتِحِ لِمَا اسْتُقْبِلَ (3) ، وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ صاحِبِ ميثاقِكَ ، وَخاتَمِ رُسُلِكَ ، وَسيِّدِ عِبادِكَ ، وَأمينِكَ في بِلادكَ ، وَخَيْرِ بَريَّتِكَ كما تَلا كِتابَكَ ، وَجاهَدَ عَدُوَّكَ حَتّى أتاهُ اليَقِينُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِيرِ المؤمِنينَ عَبْدِكَ ، وَأخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّلِيلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالَتِكَ ، وَدَيّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ (4) وَفَصْلِ قَضائِكَ بين خَلْقِكَ ، وَالمُهَيمنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ أتْمِمْ بِهِ كَلِماتِكَ (5) ، وَأنْجِزْ بِهِ وَعْدَكَ ، وَأهْلِكْ بِهِ عَدُوَّكَ ، وَاكْتُبنا في أَوْلِيائِهِ وَأحِبّائِهِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا لَهُ شيعَةً وَأنْصاراً وَأعْواناً عَلى طاعَتِكَ وطاعَةِ رَسُولِكَ ، وَما وَكَّلْتَهُ بِهِ ، وَاسْتَخْلَفْتَهُ عَلَيْهِ يا رَبَّ العالَمِينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى
    __________________
    1 ـ المضطهد على بناء المفعول : المقهور.
    2 ـ قوله : « على رُسُله » أي على علومِهم أي تصديقهم ، أو عَلى أنفسهم ، لأنّه إمام الأنبياء ، والأظهر : « على رِسالاته ». ( البحار )
    3 ـ مرَّ بيانه في ص 221 ذيل الخبر 3.
    4 ـ أي قاضي الدّين وحاكمه الّذي يقضي بعد ذلك. قال في القاموس : الدّيّان : القهّار ، والقاضي ، والحاكم ، والسّائس ، والحاسب ، والمجازي.
    5 ـ قوله عليه السلام : « وأتمم به كلماتك » أي مواعيدك في نصر الدِّين وإعلاء الحقّ وإذلال الباطل ، أو شرائعك وأحكامك ، أو آيات كلامك ، والاُوّل أظهر. ( البحار )

    فاطِمَةَ بِنْتِ نَبيِّكَ ، وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ ، وَاُمِّ السِّبْطَينِ الحَسَنِ وَالحُسَين ، الطّاهِرَةِ المطَهَّرَةِ ، الصِّدِّيقَةِ الزَّكيَّةِ ، سَيِّدَةِ نِساءِ أهْلِ الجَنَّةِ أجْمَعين (1) ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحَصائِها غيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الحَسَنِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ ، وَابْنِ أخي رَسُولِكَ ، الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، وَدَيّانَ الدِّين بِعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَين خَلْقِكَ ، وَالمهَيْمِنَ ، وَالمهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، [والسَّلامُ عليه] وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
    اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسين بن عَليٍّ عَبْدِكَ ، وَابْنِ أخي رَسُولِكَ ، الَّذي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لمنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرسالاتِكَ ، وَدَيّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَين خَلْقِكَ ، وَالمهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، [والسَّلامُ عَلَيْهِ] وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».
    وَتُصلّي على الأئمَّة كلّهم كما صَلّيت على الحسن والحسين 8 تقول :
    « اللّهُمَّ أتْمِمْ بِهِمْ كَلِماتِكَ ، وَأنْجِزْ بِهِمْ وَعْدَكَ ، وَأهْلِكْ بِهِمْ عَدُوَّكَ وَعَدُوَّهُم مِنَ الجنِّ وَالإنْس أجْمَعينَ ، اللّهُمَّ اجْزِهِمْ عَنّا خَيرَ ما جازَيْتَ نَذِيراً عَنْ قَومِهِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا لَهُم شيعَةً وَأنْصاراً وَأعْواناً ، عَلى طاعَتِكَ وطاعَةِ رَسُولِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ يَتَّبِعُ النُّورَ الَّذِي اُنْزِلَ مَعَهُمْ ، وَأَحْيِنا مَحْياهُمْ ، وأمِتْنا مَمَاتَهُم ، وَأشْهِدْنا مَشاهِدَهُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، اللّهُمَّ إنَّ هذا مَقامٌ أكْرَمْتَني بِهِ ، وَشَرَّفْتَني بِهِ ، وَأعْطَيْتَني فيهِ رَغْبَتي عَلى حَقيقَةِ إيماني بِكَ وَبِرَسُولِكَ (2) ».
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « سيّدة نساء العالمين ».
    2 ـ « أعطيتني فيه رغبتي » أي مرغوبي ومطلوبي من الحوائج والمطالب على قدر إيماني بك وبرسولك ، فإنّ قضاء الحوائج وحصول المطالب إنّما يكون على قدر الإيمان واليقين بالإجابة ، وبشرف المكان وصاحبه. ويحتمل أن تكون « على » تعليليّة ، أي هذا التّشريف والإكرام والعطاء إنّما هو لأنّي آمنتُ بك وبِرسولك ، كما هو حقّ الإيمان بحسب قابليّتي ، ويحتمل أن يكون متعلّقاً بالرّغبة ، أي ما رغبت فيه إليك من المثوبات بسبب أنّي آمنتُ بك وبثوابك وبما أخبر به رسولُك وآله عليهم السلام في ثواب زيارته عليه السلام ، ولذا أتَيْتُه زائراً. ( المجلسيّ ـ ره ـ )

    ثمّ تدنو قليلاً وتقول : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَسَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المقَرَّبينَ ، وأنْبِيائِهِ المرْسَلينَ ، كُلَّما تَروحُ الرّائحاتُ الطّاهِراتُ لَكَ ، وَعَلَيْكَ سَلامُ المؤمِنينَ لَكَ بِقُلُوبِهِمْ ، النّاطِقينَ لَكَ بِفَضْلِكَ ، بِألْسِنَتِهِمْ ، أشْهَدُ أنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ ، صَدَقْتَ فيما دَعَوْتَ إلَيْهِ ، وَصَدَقْتَ فيما أتَيْتَ بِهِ ، وَأنَّكَ ثَأْرُ اللهِ في الأرْضِ ، اللّهُمٌّ أدْخِلْني في أوْلِيائِكَ ، وَحَبِّبْ إليَّ شَهادَتَهُمْ ومَشاهِدَهُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةُ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ (1) ».
    وتقول : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، رَحِمَكَ اللهُ يا أبا عَبْدِاللهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ الهُدى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ التُّقى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ [عَلى أهْلِ الدُّنْيا ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ] وَابْنَ حُجَّتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثَأْرَ اللهِ وَابْنَ ثَأرِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وِتْرَ اللهِ وَابْنَ وِتْرِهُ ، أشْهَدُ أنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً ، وَأنَّ قاتِلَكَ في النّارِ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ جاهَدْتَ في سَبيلِ اللهِ حَقَّ جِهادِهِ ، لَم تأخُذْكَ في اللهِ لَوْمَةُ لائِمٍ ، وَأنَّكَ عَبَدْتَهُ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوى ، وَبابُ الْهُدى ، والحُجَّةُ عَلى خَلْقِهِ ، أشْهَدُ أنَّ ذلِكَ لَكُمْ سابِقٌ فيما مَضى ، وَفاتِحٌ فيما بَقِيَ ، وَأشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ طِينَةٌ طَيِّبَةٌ ، طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بعضٍ مِنَ اللهِ وَمِن رَحْمَتِهِ ، فَأُشْهِدُ اللهَ تَبارَكَ وَتَعالى وَكَفى بِهِ شَهيداً ، وَاُشْهِدُكُمْ أنّي بِكُمْ مؤْمِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ في ذاتِ نَفْسي ، وَشَرائِع دِيني وَخاتِمَةِ عَمَلي (2) وَمُنْقَلِبي وَمَثْوايَ ، فَأسْألُ اللهَ البَرَّ الرَّحيمَ أنْ يُتَمِّمَ ذلِكَ لي ، أشْهَدُ أنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ ، وَصَبرتُمْ وَقُتِلْتُم ، وَغُصِبْتُمْ وَاُسيءَ إلَيْكُم فَصَبَرتُمْ ، لَعَنَ اللهُ اُمَّةً خالَفَتْكُمْ ، وَاُمَّةً
    __________________
    1 ـ قوله : « سلام الله » هو مبتدأ خبره قوله : « لك » ، أو خبره مقدّر و « لك » متعلّق بـ « تروح » ، وقوله : « وعَلَيْكَ » خبر قوله : « سلام المؤمنين » ، وقوله : « حبّب إليّ شهادتهم » أن أصيّر شهيداً مثلَهُم أو في سبيلهم ، ويحتمل أن يكون المراد بالشّهادة الحضور ، أي إنّي اُحبّ حضورهم وظهورهم ، و « مشاهدهم » مواطن حضورهم وظهورهم أحياء وأمواتاً. ( البحار ) وفي بعض النّسخ : « حبّب إليّ مشاهدهم وشهادتهم » بالتّقديم والتأخير.
    2 ـ في بعض النّسخ : « خواتيم عملي ».

    جَحَدَتْ وِلايَتَكُمْ ، وَاُمَّةً تَظاهَرَتْ عَلَيْكُم ، وَاُمَّةً شَهِدتْ وَلَمْ تُسْتَشْهَدْ ، الحَمْدُ لله الَّذِي جَعَلَ النّارَ مَثواهُمْ ، وَبِئسَ الْوردُ المَورَودُ ، وَبِئْسَ الرِّفْدُ المَرْفُودُ (1) ».
    وتقول : « صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، لَعَنَ اللهُ قاتِليكَ ، وَلَعَنَ اللهُ سالِبيكَ ، وَلَعَنَ اللهُ خاذِليكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ شايَعَ عَلى قَتْلِكَ ، وَمَنْ أمَرَ بِقَتْلِكَ ، وَشارَكَ في دَمِكَ ، وَلَعَن اللهُ مَنْ بَلَغَهُ ذَلِكَ فَرَضِيَ بِهِ أوْ سَلَّمَ إلَيْهِ ، أنَا أبْرَءُ إلَى اللهِ مِنْ وِلايَتِهِمْ ، وَأتَولّى اللهَ وَرَسُولَهُ وآلَ رَسُولِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذينَ انْتَهَكُوا حُرْمَتَكَ وَسَفَكُوا دَمَكَ مَلْعُونُونَ ، عَلى لِسانِ النَّبيِّ الاُمّيِّ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذين كَذَّبُوا رُسُلَكَ ، وَسَفَكُوا دِماءَ أهْلِ بَيْتِ نَبيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ ، اللّهُمَّ الْعَنِ قَتَلَةَ أميرِ المؤمِنينَ ، وَضاعِف عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الألِيمَ ، اللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الحسينِ بْنِ عَليٍّ ، وَقَتَلَة أنْصارِ الحسَينِ بْنِ عَليٍّ ، وَأصِلْهُمْ حَرَّ نارِكَ ، وَذُقْهُمْ بَأسَكَ ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ الألِيمَ ، وَالْعَنْهُمْ لَعْناً وَبيلاً ، اللّهُمَّ احْلُلْ بِهِمْ نِقْمَتَكَ ، وَآتِهِمْ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبونَ ، وَخُذهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ، وَعَذِّبْهُم عَذاباً نُكْراً (2) ، وَالْعَنْ أعْداءَ نَبيِّكَ وَ [أعْداءَ] آلِ نَبيِّكَ لَعْناً وَبِيلاً ، اللّهُمَّ الْعَنِ الجِبْتَ وَالطّاغُوتَ وَالفَراعِنَةَ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ».
    وتقول : « بأبي أنْتَ وَاُمِّي يا أبا عَبْدِاللهِ ، إلَيْكَ كانَتْ رِحْلَتي مَعَ بُعْدِ شُقَّتي ، وَلَكَ فاضَتْ عَبرَتي (3) ، وَعَلَيْكَ كانَ أسَفي وَنَحِيبي ، وَصُراخِي وَزَفْرَتي وَشَهِيقي (4) ،
    __________________
    1 ـ قوله : « وبئس الرّفد » الرِّفد ـ بالكسر ـ : العطاء والصّلة ، يقال : رَفده يَرفِده : أعطاه ، والمرفود تأكيد للرّفد ، أي بئس العطاء المعطى عطاؤهم وهو على سبيل التّهكّم. ( البحار )
    2 ـ النّكر ـ بالضّمّ ـ : المنكر والأمر الشّديد.
    3 ـ العَبْرَة : الدَّمعة قبل أن تفيض ، وقيل : تردّد البُكاء في الصَّدر ، وقيل : الحزن بلا بُكاء. ( أقرب الموارد )
    4 ـ النّحيب : أشدّ البكاء ، والصّراخ ـ كغراب ـ : الصّوت الشّديد ، والصّارخة : صوت الاستغاثة. ويقال : زَفَرَ يَزْفِرُ زَفْراً وَزَفيراً : إذا أخرج نفسه بعد مدّه إيّاه ، والزَّفْرة : التّنفّس بعد مدّ النّفس ، والشَّهيق : تردّد البكاء في الصّدر. ( البحار )

    وَإلَيْكَ كانَ مَجِيئي ، وَبِكَ أَسْتَتِرُ مِنْ عَظِيم جُرْمي (1) ، أتَيْتُكَ [زائِراً] وافِداً قَدْ أوقَرْتُ ظَهْري ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي ، يا سَيِّدي بَكَيْتُكَ يا خِيَرَةَ اللهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ ، وَحَقٌّ لِيَ أنْ أبكِيَكَ ، وَقَد بَكَتكَ السَّماواتُ والأَرَضُونَ ، وَالجِبالُ والبِحارُ ، فَما عُذري إن لَم أبكِكَ ، وَقَدْ بَكاكَ حَبيبُ رَبّي ، وَبَكَتْكَ الأئمَّةُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيهِم ، وَبَكاكَ مَنْ دُونَ سِدْرَةِ المُنْتَهى إلى الثَّرى جَزَعاً عَلَيْكَ ».
    ثمّ اسْتَلمِ القَبرَ وقل : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عبْدِاللهِ ، يا حُسَين بْنَ عَليٍّ يا ابْنَ رَسُول اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ عَبْدُاللهِ وَأمِينُهُ ، بَلَّغْتَ ناصِحاً وَأدَّيْتَ أميناً ، وَقُلْتَ صادِقاً ، وَقُتِلْتَ صِدِّيقاً ، فَمَضَيْتَ شَهيداً عَلى يَقينٍ ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً ، وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إلى باطِلٍ ، وَلَمْ تُجِبْ (2) إلاّ اللهَ وَحْدَهُ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ كُنْتَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ، بَلَّغْتَ ما اُمِرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بِحَقِّهِ ، وَصَدَّقْتَ مَنْ كانَ قَبْلَكَ غَيرَ واهِنٍ وَلا مُوهِنٍ ، فَصَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْليماً ، جَزاكَ اللهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيراً ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ ، وَأنَّ الحقَّ مَعَكَ وَإلَيْكَ ، وَأَنْتَ أهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ ، وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ ، وَوَفَيْتَ وَجاهَدْتَ في سَبيل الله بالحكْمَةِ وَالموْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَمَضَيْتَ لِلَّذي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهيداً (3) وَمُسْتَشْهِداً وَمَشْهُوداً ، فَصلّى اللهُ عَلَيْكَ وسَلَّمَ تَسْليماً ، أشْهَدُ أنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ ، مِنْ طُهْرِ طاهِرٍ مَطَهَّرٍ ، طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ أرْضٌ أنْتَ بِها ، وَطَهُرَ حَرَمُكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ أمَرْتَ بِالْقِسْطِ وَالْعَدْلِ ، وَدَعَوتَ إلَيْهِما ، وَأشْهَدُ أنَّ اُمَّةً قَتَلَتْكَ أشْرارُ خَلْقِ اللهِ وَكَفَرَتُهُ ، وإنّي أسْتَشْفِعُ بِكَ إلى اللهِ رَبِّكَ وَرَبّي مِنْ جَميعِ ذُنُوبي ، وَأتَوَجَّهُ بِكَ إلى اللهِ في جَميعِ حَوائِجي وَرَغْبَتي ، في أمْرِ آخِرَتي وَدُنْيايَ ».
    ثمّ ضَعْ خَدَّك الاُيمن على القبر وقل : « اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا الْقَبر وَمَنْ
    __________________
    1 ـ أي من عذابك بسبب عظيم جُرمي ، فيكون « مِنْ » تعليليّة؟ أو بتقدير مضاف : من عذاب عظيم جرمي ، أو المعنى أستتر مِن جرمي ليفارقني ولا يكون أثره معي ولا يأتيني مثله بعد ذلك أبداً. ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )
    2 ـ في بعض النّسخ : « لم تحبّ ».
    3 ـ في بعض النّسخ : « شاهداً ».


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:42 pm

    فيهِ ، وَبحقِّ هذِهِ الْقُبُورِ وَمَنْ أسْكَنْتَها ، أنْ تَكْتُبَ اسْمي عِنْدَكَ في أسْمائِهِمْ حَتّى تُورِدَني مَوارِدَهُمْ ، وَتُصْدِرَني مَصادِرَهُمْ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ ».
    وتقول : « رَبِّ أفْحَمَتْني ذُنُوبي (1) وَقَطَعَتْ مَقالَتي ، فَلا حُجَّةَ لي وَلا عُذْرَ لي ، فَأنَا المُقِرُّ بِذَنْبي ، الأسِيرُ بِبَليَّتي ، المُرْتَهِنُ بِعَمَلي ، المُتجَلِّدُ في خَطِيئَتي ، المُتَحَيِّرُ عَنْ قَصْدِي (2) ، المُنْقَطَعُ بي ، قَدْ أوْقَفْتُ نَفْسي يا رَبِّ مَوقِفَ الأَشْقِياءِ الأذِلاّءِ المُذْنِبينَ ، المُجْتَرِئينَ عَلَيكَ ، المُسْتَخِفِّين بِوَعيدِكَ ، يا سُبْحانَكَ! أيَّ جُرْأَةٍ اجْتَرَءْتُ عَلَيْكَ ، وَأيَّ تَغْريرٍ غَرَّرْتُ بِنَفْسي ، وَأيَّ سَكْرَةٍ أوْبَقَتْني ، وَأيَّ غَفْلَةٍ أعْطَبَتْني ، ما كانَ أقْبَحَ سُوءَ نَظَرِي ، وَأوْحَشَ فِعْلي ، يا سَيِّدي فَارْحَمْ كَبْوَتي لحُرِّ وَجْهي (3) ، وزَلَّةِ قَدَمي ، وَتَعْفيري في التُّرابِ خَدِّي ، وَنَدامَتي عَلى ما فَرَطَ مِنّي ، وأقِلْني عَثْرَتي ، وَارْحَمْ صَرْخَتي وَعَبْرَتي ، وَاقْبَلْ مَعْذِرَتي ، وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلي ، وَبإحْسانِكَ عَلى خَطيئاتي ، وَبِعَفْوِك عَليَّ ، رَبِّ أشْكُو إلَيْكَ قَسَاوَةَ قَلْبي ، وَضَعْفَ عَمَلي ، فَامْنَحْ بِمَسْأَلَتي (4) ، فأنَا المُقِرُّ بِذَنْبي ، المُعْترِفُ بخَطِيئَتي ، وَهذِهِ يَدي وَناصِيَتي ، أسْتَكينُ لَكَ بِالْقَوَدِ مِنْ نَفْسِي ، فَأقْبَلْ تَوبَتي ، وَنَفِّسْ كُرْبَتي ، وَارْحَمْ خُشُوعي وَخُضُوعي وَانقِطاعي إلَيْكَ سَيِّدي! وا أسفى عَلى ما كان مِني وَتَمَرُّغي (5) وَتَعْفِيري في تُرابِ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّكَ بَينَ يَدَيْكَ ، فَأنْتَ رَجائي وَظَهْري وَعُدَّتي وَمُعْتَمَدي ، لا إله إلاّ أنْتَ ».
    ثمَّ كبر خمسةً وثلاثين تكبيرةً ، ثمّ ترفع يديك وتقول :
    « إلَيْكَ يا رَبِّ صَمَدْتُ مِنْ أرْضي ، وَإلَى ابْنِ نَبيِّكَ قَطَعْتُ البِلادَ رَجاءً لِلْمَغْفِرَةِ ،
    __________________
    1 ـ أي : اسكتَتْني ولم تدع لي عُذراً وجواباً. ( ملاذ الأخيار ) وفي القاموس : « فَحَمَ الرَّجل ـ كمنع ـ : لم يُطِقْ جَواباً ».
    2 ـ التَّجَلُّد : التَّكَلُّف ، أي أسعى فيه بغاية جَهدي وسَعيي. وقوله : « عن قصدي » أي عن مقصودي ، أو عن الطّريق المستقيم ، ويقال : فلانٌ انْقُطِعَ بِهِ مجهولاً أي عَجز عَن سَفَره. ( البحار )
    3 ـ الكَبْوَة : الانكباب على الوجه ، وحُرّ الوجه ـ بالضّمّ ـ ما أقبل عَلَيْكَ وبدالك منه.
    4 ـ منح أي أعطا ، وفي نسخة : « فارتح » يقال : ارتاح الله له برحمته أي انقذه مِن البليَّة ، والارتياح : النّشاط والرَّحمة.
    5 ـ في بعض النّسخ : « تضرّعي ». وتمرّغ في التّراب : تقلّب.

    فَكُنْ لي يا وَليَّ اللهِ سَكَناً وَشَفيعاً (1) ، وَكُنْ بي رَحِيماً ، وَكُنْ لي مَنْجاً (2) يَومَ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ [عِنْدَه] إلاّ لمن ارْتَضى ، يَوْمَ لا تَنْفَعُ شَفاعَةُ الشّافِعينَ ، وَيَومَ يَقُولُ أهْلُ الضَّلالَةِ : « مَا لَنَا مِنْ شافِعينَ * وَلا صَدِيقٍ حَمِيم (3) » ، فَكُنْ يَومَئِذٍ في مَقامي بَين يَدَي رَبِّي لي مُنْقِذاً ، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمي إذَا ارْتَعَدَت فرائِصي ، وَاُخِذَ بِسَمْعي ، وَأنَا مُنَكِّسٌ رَأْسي (4) بِما قَدَّمْتُ مِنْ سُوءِ عَمَلي ، وَأنا عارٍ كما وَلَدَتْني اُمِّي ، وَرَبّي يَسْأَلُني فَكُنْ لي يَومَئِذٍ شافِعاً (5) وَمُنْقِذاً ، فَقَدْ أعْدَدْتُكَ لِيَومِ حاجَتي وَيَومِ فَقْري وَفاقَتي ».
    ثمَّ ضَعْ خَدَّك الأيسر على القبر وتقول :
    « اللّهُمَّ ارْحَمْ تَضَرُّعي في تُرابِ قَبْرِ ابْنِ نَبيِّكَ ، فَإنّي في مَوضِعِ رَحْمَةٍ يا رَبِّ ».
    وتقول :
    « بأبي أنْتَ وَاُمِّي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، إنّي أبْرَءُ إلَى اللهِ مِنْ قاتِلِكَ وَمِنْ سالِبِكَ ، يا لَيْتَني كُنْتُ مَعَكَ ، فَأَفُوزَ فَوزاَ عَظيماً ، وَأَبْذُلَ مُهْجَتي فِيكَ ، وَأقيَكَ بِنَفْسي ، وَكُنْتُ فيمَن أقامَ بَين يَدَيْكَ حَتّى يُسْفَكَ دَمي مَعَكَ ، فَأَظْفُرَ مَعَكَ بِالسَّعادَةِ وَالْفَوزِ بِالْجنَّةِ ».
    وتقول : « لَعَنَ اللهُ مَنْ رَماكَ ، لَعَنَ الله مَنْ طَعَنَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنِ اجْتَزَّ رَأْسَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ حَمَلَ رَأْسَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ نَكَتَ بِقَضيبِهِ بَين ثَناياكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أبْكى
    __________________
    1 ـ قوله : « صمدت » أي قصدت ، وفي بعض النّسخ : « عمدت » بمعناه. وقوله : « فكن لي يا سيّدي سكناً » عدل الخطابَ عن الله تعالى إلى الإمام عليه السلام ، والسَّكَن ـ بالتّحريك ـ : ما يسكن إليه ، والرّحمة والبركة. ( البحار )
    2 ـ المنجى : مكان النّجاة ، وفي بعض النّسخ ـ بالحاء لمهملة ـ : « منحاً ».
    3 ـ الشّعراء : 100 و 101 ، وفي المصحف : « فما لنا ـ الآية ». والمعنى : ما لنا مِن شفيع مِن الأباعد ولا صِديق مِن الاُقارب ، وذلك حين يشفع الملائكة والنّبيّون والمؤمنون ، وفي الخبر المأثور عن جابر بن عبدالله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : إنّ الرّجل يقول في الجنّة : ما فعل صديقي فلانٌ ـ وصديقه في الجحيم ـ؟! فيقول الله تعالى : أخرجوا له صديقَه إلى الجنّة ، فيقول مَن بقي في النّار : « فما لنا من شافعين ولا صديق حميم ». ( المجمع )
    4 ـ نكّسه تنكيساً بمعنى نكسه ، ونكس رأسه : طأطأه من ذُلٍّ.
    5 ـ في بعض النّسخ : « شفيعاً ».

    نِساءَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أيْتَمَ أوْلادَكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ أعانَ عَلَيْكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ سارَ إليكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ مَنَعَكَ ماءَ الْفُراتِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ غَشَّكَ وَخَلّاكَ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ سَمِعَ صَوتَكَ فَلمْ يُجِبْكَ ، لَعَنَ الله ابْنَ آكِلَةِ الأكْبادِ ، وَلَعَنَ اللهُ ابْنَهُ وَأعْوانَهُ وَأتْباعَهُ وَأنْصارَهُ ابْنَ سُمَيَّة (1) ، وَلَعَن اللهُ جَميعَ قاتِليكَ وَقاتِلي أبِيكَ وَمَنْ أعانَ عَلى قَتْلِكُم ، وَحَشَا الله أجْوافَهُمْ وَبُطُونَهُمْ وَقُبورَهُمْ ناراً ، وَعَذَّبَهُمْ عَذاباً أليماً ».
    ثمَّ تسبِّح عند رأسه ألف تسبيحةٍ مِن تسبيح أمير المؤمنين 7 ، فإن أحببت تحوَّلت (2) إلى عند رِجْلَيه وتدعو بما قد فسّرت لك ، ثمّ تدور من عند رِجليه إلى عند رأسه. فإذا فرغتَ مِن الصَّلاة سبَّحت ، والتّسبيح تقول :
    « سُبْحانَ مَنْ لا تَبيدُ مَعالِمُهُ (3) ، سُبْحانَ مَنْ لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ ، سُبحانَ مَنْ لا انْقِطاعَ لِمُدَّتِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ ، سُبحانَ مَنْ لا اضْمِحلالَ لِفَخْرِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لا يُشاوِرُ أحَداً في أمْرِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لا إلهَ غَيرُهُ (4) ».
    ثمَّ تحوَّل عند رِجْلَيه وضَع يدك على القبر وقل :
    « صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا عبدالله ـ ثلاثاً ـ صَبَرْتَ وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ ، قتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكُمْ بِالأيْدي وَالألْسُنِ ».
    __________________
    1 ـ قوله : « ابن سُمَيّة » أي هو وأشباهه ، ولعلّه سقط اللّعن قبله من النّسّاخ.
    2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : الظّاهر أنّ المراد أنّك مخيّر بين الإتيان بالتّسبيح في هذا الوقت وبين تأخيره إلى التَّحوّل إلى الرِّجلين وإتيان ما سيأتي بعد ذلك مِن الأعمال حتّى تأتي بالصَّلاة الَّتي سيأتي ذكرها ، ثمّ تأتي بالتّسبيح إمّا بعد الصّلاة بلا فصل أو بعد الإتيان بما بعدها أيضاً إلى زيارة الشّهداء ، كلاهما محتمل ، والتأخّر عن زيارة الشّهداء أيضاً بعيدٌ ، ولا يبعد أن يكون هذا التَّخيير جارياً في التّسبيح الآتي أيضاً ، وعلى التّقادير يكون المراد بقوله الآتي : « بما قد فسّرت لك » ما ساُفسّره لك ، ويحتمل أن يكون المراد الإتيان بالأدعية والأفعال السّابقة مرّة اُخرى عند الرِّجلين ، ثمّ الإتيان بالتّسبيح ، والأوّل أظهر.
    3 ـ أي لا يذهب ولا ينقطع ما يستدلّ به على وجوده وسائر صفاته الكماليّة ، أو أسباب علمه ، والأوّل أظهر. ( البحار )
    4 ـ في كيفيّة هذا التّسبيح وتسبيح فاطمة عليها السلام ( الآتي ) اختلاف بين هذا الحديث وحديث أبي سعيد المتقدّم في ص 231.

    وتقول : « اللّهُمّ رَبَّ الأرْبابِ ، صَريخَ الأخْيارِ ، إنّي عُذتُ مَعاذاً ، فَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، جِئْتُكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وافِداً إلَيْكَ ، أتَوَسَّلُ إلَى اللهِ في جَميع حَوائِجي مِنْ أمْرِ آخِرَتي وَدُنْيايَ ، وَبِكَ يَتَوَسَّلُ المتوَسِّلُونَ إلى الله في جَميع حَوائِجِهِمْ ، وَبِكَ يُدْرِكُ أهْلُ الثَّوابِ مِنْ عِبادِ اللهِ طَلِبَتَهُمْ ، أسأَلُ وَلِيَّكَ وَوَلِيَّنا أنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زيارَتِكَ الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَالمَغْفِرَةَ لِذُنُوبي ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْصُرُهُ وَتَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ».
    ثمّ تضع خَدَّك عليه وتقول : « اللّهُمٌّ رَبَّ الحُسَينِ! اشْفِ صَدْرِ الحُسَينِ ، اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَينِ! اطْلُبْ بِدَم الحُسَين ، اللّهُمَّ رَبَّ الحُسَين! انْتَقِمْ مِمَّنْ رَضِيَ بِقَتْل الحُسين ، اللّهُمَّ رَبَّ الحسَين! انْتَقِمْ مِمَّن خَالَفَ الحُسَين ، اللّهُمَّ رَبَّ الحُسين! انْتَقِمْ مِمَّنْ فَرِحَ بِقَتْلِ الحُسَين » ، وتبتهل إلى الله في اللّعنة على قاتل (1) الحسين وأمير المؤمنين 8.
    وتسبِّح عند رجلَيه ألف تسبيحةٍ من تسبيح فاطمة الزَّهراء صلّى الله عليها ، فإن لم تقدر فمائة تسبيحة وتقول :
    « سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشّامِخِ المنيفِ ، سُبْحان ذي الجلال الفاخر العظيم (2) ، سُبْحانَ ذِي الملْكِ الفاخِرِ القَديمِ ، سُبْحانَ ذِي المْلكِ الفاخِرِ العَظيم ، سُبْحان مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالجمالَ ، سُبْحانَ مَنْ تَردّى بِالنُّورِ وَالوَقارِ ، سُبْحانَ مَنْ يَرى أثَرَ النَّمْلِ في الصَّفا ، وَخَفَقانَ الطَّير (3) في الْهَواءِ ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكذا ولا هكذا غيره ».
    ثمَّ صِرْ إلى قبر عليِّ بن الحسين (4) ـ فهو عند رجل الحسين 8 ـ فإذا وقفت عليه فقل :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، وَابْنَ خَليفَةِ رَسُولِ اللهِ ، وَابْنَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ مُضاعَفَةً ، كُلَّما طَلَعَتْ شَمْسٌ أوْ غَرَبَتْ ،
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « على من قتل ».
    2 ـ في بعض النّسخ : « الفاخر العميم ». والشّامخ : المرتفع ، والمنيف : العالي المشرف.
    3 ـ خفقان الطّير : طيرانه وضربه بجناحيه. والوَقار ـ كسحاب ـ : الرّزانة.
    4 ـ مرّ الكلام فيه ، راجع ص 220.

    السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، بِأبي أنْتَ وَاُمِّي مِنْ مَذْبُوحٍ وَمَقتُولٍ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي دَمُكَ المُرْتَقى (1) بِهِ إلى حَبيبِ اللهِ ، بِأبي أنْتَ وَاُمِّي مِنْ مُقَدَّم بَينَ يَدي أبيكَ يَحْتَسِبُكَ (2) وَيَبْكي عَلَيْكَ ، مُحتَرِقاً عَلَيْكَ قَلْبُهُ ، يَرْفَعُ دَمُكَ بِكَفِّهِ إلى أعْنانِ السَّماءِ (3) لا تَرْجَعُ مِنْهُ قَطْرَةٌ ، وَلا تَسْكُنْ عَلَيْكَ مِنْ أبيكَ زَفْرَةٌ ، وَدَّعَكَ لِلْفِراقِ ، فَمَكانُكُما عِنْدَ اللهِ مَعَ آبائِكَ الماضِينَ ، وَمَعَ اُمُّهاتِكَ في الجِنانِ مُنَعَّمِينَ ، أبْرءُ إلَى اللهِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَذَبَحكَ ».
    ثمّ انكبَّ على القَبر وضَعْ يديك عليه وقلْ : « سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ ، وَأنْبيائِهِ المرْسَلينَ وَعِبادِهِ الصَّالحينَ ، عَلَيْكَ يا مَولاي وَابْنَ مَولايَ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى عِتْرتِكَ وَأهْلِ بَيْتِكَ وَآبائِكَ وَأبْنائِكَ وَاُمُّهاتِكَ الأخْيارِ الأبْرارِ ، الَّذينَ أذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهِيراً ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَابْنَ أميرِ المؤْمِنينَ ، وَابْنَ الحُسينِ بْنِ عَليّ ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّكُمْ ، لَعَنَ الله مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ وَمَنْ مَضى ، نَفْسي فِداؤُكُمْ وَلِمَضَجَعِكُمْ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكُمْ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثِيراً ».
    ثمَّ ضع خدَّك على القبر وقل : « صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ ـ ثلاثاً ـ بأبي أنْتَ وَاُمِّي أتَيْتُكَ زائِراً وافِداً عائِذاً مِمّا جَنَيْتُ عَلى نَفْسي ، وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْري ، أسْألُ اللهَ وَلِيَّكَ وَوَلِيِّي أنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زيارَتِكَ عِتْقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ـ وتدعو بما أحببت ـ ». ثمَّ تدور مِن خلف الحسين 7 إلى عند رأسِه وصلِّ عند رأسه
    __________________
    1 ـ المرتقى : موضع الارتقاء ، يقال : لقد ارتقيت مرتقىً صعباً.
    2 ـ قوله عليه السلام : « يحتسبك » قال الجزريّ : الاحتساب في الأعمال الصّالحة ، وعند المكروهات هو البِدارُ إلى طلب الأَجْر ، وتحصيله بالتَّسليم والصَّبر ، أو باستعمال أنواع البِرِّ والقيام بها على الوجه المرْسُوم فيها طَلَباً للثَّواب المرجوِّ منها ، ومنه الحديث : « مَن مات له وَلدٌ فاحْتسَبَه » أي احتسبَ الأجْر بصَبْره على مصيبته. يقال : احتسب فلانٌ ابناً له : إذا مات كبيراً ، وافترطه إذا مات صَغيراً ـ انتهى ، وفي بعض النّسخ : « يحقبك » ، من أحقبه أي أردفه خلفه.
    3 ـ أعنان السَّماء أي نواحيها.

    رَكعتين ، تقرء في الأولى « الحمْد » و « يس » وفي الثّانية « الحمد » و « الرَّحمن » ، وإن شئتَ صلَّيت خَلْف القبر ، وعند رأسه أفضل. فإذا فرغتَ فصلِّ ما أحببتَ إلاّ أنَّ رَكعتي الزِّيارة لا بدَّ منهما عند كلِّ قبر ، فإذا فرغتَ من الصَّلاة فارْفَعْ يديك وقل : « اللّهُمَّ إنّا أتَيْناهُ مُؤمِنينَ بِهِ ، مُسَلِّمِينَ لَهُ ، مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ ، عارِفينَ بِحَقِّهِ ، مُقِرّينَ بِفَضْلِهِ ، مُستَبْصِرينَ بِضَلالَةِ مَنْ خَالَفَهُ ، عارِفينَ بالْهُدَى الَّذي هُوَ عَلَيْهِ ، اللّهُمَّ إنّي اُشْهِدُكَ وَاُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلائِكَتِكَ ، أنّي بِهِمْ مُؤْمِنٌ ، وَأنّي بِمَن قَتَلَهُمْ كافِرٌ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لِما أقُولُ بِلِساني حَقيقَةً في قَلْبي ، وَشَريعَةً في عَمَلي ، اللّهمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ لَهُ مَعَ الحُسَينِ بْنِ عَليٍّ 8 قَدَمٌ ثابِتٌ ، وَأثْبِتْني فيمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ ، اللّهُمَّ ألْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ كُفْراً ، سُبْحانَكَ يا حَلِيمُ عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ في الأرْضِ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا عَظِيمُ ، تَرى عَظيمَ الجُرْمِ مِنْ عِبادِكَ فَلا تُعجِّلُ عَلَيْهِمْ ، تَعالَيْتَ يا كَريمُ ، أنْتَ شاهِدُ غَيرُ غائِبٍ ، وَعالِمٌ بما اُتي إلىُ أهْلِ صَفْوَتِكَ وَأحِبّائِكَ مِنَ الأمِرِ الَّذي لا تَحْمِلُهُ سَماءٌ وَلا أرْضٌ ولو شِئْتَ لانْتَقَمْتَ مِنْهُمْ ، وَلكِنَّكَ ذو أناةٍ ، وَقَدْ أمْهَلْتَ الَّذِينَ اجْتَرَؤوا عَلَيْكَ وَعَلى رَسُولِكَ وَحَبِيبِكَ ، فأسْكَنْتَهُمْ أرْضَكَ ، وَغَذَوتَهُم بِنِعْمَتِكَ ، إلى أجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ ، وَوَقْتٍ هُمْ صائِرُونَ إلَيْهِ ، لِيَسْتَكْمِلُوا الْعَمَلَ الَّذي قَدَّرْتَ ، وَالأجَلَ الَّذِي أجَّلْتَ ، لِتُخَلِّدَهُمْ في مَحَطٍّ وَوَثاقٍ (1) وَنارِ [جَهَنَّمْ] ، وَحَمِيمٍ وَغُسّاقٍ ، وَالضَّريعِ وَالأحْراقِ (2) ، والأغْلالِ وَالأوْثاقِ ، وَغِسْلِين وَزَقُّومٍ (3) وَصَدِيدٍ ، مَعَ
    __________________
    1 ـ المَحطّ محلّ الانحطاط والنُّزول إلى السِّفل. ( البحار ) والوَثاق : ما يشدّ به.
    2 ـ الغسّاق ـ بالتّخفيف والتّشديد ـ : ما يسيل مِن صديد أهل النّار وغسالتهم ، وقيل : ما يسيل من دموعهم. وقيل : هو الزّمهرير. والضّريع : هو نبت بالحجاز له شوك كبار. والأحراق ـ بالفتح ـ جمع الحَرَق النّار ـ بالتّحريك ـ : لَهَبُها. ( النّهاية )
    3 ـ الغِسلين هو ما انغسل من لحوم أهل النّار وصديدهم ، والياء والنّون زائدتان. والزَّقّوم ما وصف الله تعالى في كتابه العزيز فقال : « إنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعامُ الأَثيمِ » [الدّخان : 43] وقال : « إنّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ في أصْلِ الجحيمِ * طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّياطينِ » [الصافات : 64 و 65] وهي فَعَول من الزَّقم : اللَّقْم الشّديد والشُّرب المُفرط. ( الجزريّ )

    طُولِ المَقامِ في أيّامٍ لَظى (1) ، وَفي سَقَرِ الَّتي لا تُبْقي وَلا تَذَرُ ، وَفي الحَمِيمِ والجحيم ».
    ثمّ تنكّب على القبر وتقول : « يا سَيِّدي أتَيْتُكَ زَائِراً مُوقَراً مِنَ الذُّنُوبِ ، أتَقَرَّبُ إلى رَبّي بِوُفُودي إلَيْكَ ، وَبُكائي عَلَيْكَ ، وَعَويلي وَحَسْرَتي وَأسَفي وَبُكائي (2) ، وَما أخافُ عَلى نَفْسي رَجاءَ أنْ تَكُونَ لي حِجاباً وَسَنَداً وَكَهْفاً ، وَحِرْزاً وَشافِعاً وَقايَةً مِنَ النّار غَداً ، وَأنَا مِنْ مَواليكُمُ الَّذِينَ اُعادِي عَدُوَّكُمْ وَأوالي وَلِيَّكُمْ ، عَلى ذلِكَ أحْيا وَعَلَيْه أمُوتُ ، وَعَليْهُ اُبْعَثُ إنْ شَاءَ اللهُ ، وَقَدْ أشْخَصْتُ بَدَني وَوَدَّعْتُ أهْلي وَبَعُدَتْ شُقَّتي (3) ، وَاُؤَمِّلُ في قُربِكُمُ النَّجاةَ ، وَأرْجُو في إتْيانِكُمُ الكَرَّةَ (4) ، وَأطْمَعُ في النَّظَرِ إلَيْكُم وَإلى مَكانِكُمْ غَداً في جِنانِ (5) رَبّي مَعَ آبائِكُمُ الماضِينَ ».
    وتقول : « يا أبا عَبْدِاللهِ يا حُسَينُ ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، جِئتُكَ مُسْتَشْفِعاً بِكَ إلَى الله ، اللّهُمَّ إنّي أسْتَشْفِعُ إلَيْكَ بِوَلَدِ حَبِيبِكَ ، وَبِالملائِكَةِ الَّذِينَ يَضِجُّونَ عَلَيْهِ وَيَبْكُونَ وَيَصْرَخُونَ ، لا يَفْتَرُونَ ، وَلا يَسْأَمُونَ وَهُمْ مِنَ خَشْيَتِكَ مُشْفِقُونَ ، وَمِن عَذابِكَ حَذِرُونَ ، لا تُغَيِّرهُمُ الأيّامُ ، وَلا يَنْهَزِمُونَ مِنْ نَواحِي الخَيْرِ يَشْهَقُونَ (6) ، وَسَيِّدُهُمْ يَرى ما يَصْنَعُونَ ؛ وَما فيهِ يَتَقَلَّبُونَ ، قَدِ انْهَمَلَتْ مِنْهُمُ الْعُيُونُ فَلا تَرْقَأُ (7) ، وَاشْتَدَّ مِنْهُمُ الحُزْنُ بِحُرْقَةٍ لا تُطْفَأُ ».
    __________________
    1 ـ لظى اسم من أسماء النّار ، ولا ينصرف للعلميّة والتّأنيث. ( النّهاية )
    2 ـ أوقر الدّابّة إيقاراً : حملها ، وأوقر النّخلة : كثر حملها. والعَويل : رفع الصّوت بالبُكاء ، وقال في البحار : ذكر البُكاء ثانياً إمّا زيادة مِن النّسّاخ ، أو تأكيد ، أو المراد بالأوَّل البكاء عليه صلوات الله عليه ، وبالثّاني البكاء على نفسه.
    3 ـ قوله : « الّذين اُعادي » فيه التفاوت من الغيبة إلى التّكلّم ، ولا يبعد أن يكون في الأصل « الّذي » بصيغة الفرد ، والشّقّة ـ بالضّم والكسر ـ : النّاحية والسّفر البعيد. ( البحار )
    4 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : المراد به الرّجوع في الرَّجعة ، أو إلى الزّيارة ، أو إلى أهلي ، والأوّل أظهر. وفي بعض النّسخ : « الكثرة » أي في الخيرات والمثوبات ، وهي تصحيف. وفي بعض النّسخ : « في أيّامكم الكرّة ».
    5 ـ في بعض النّسخ : « جنّات ».
    6 ـ في بعض النّسخ : « ولا يهرمون في نواحي يشهقون ».
    7 ـ انهملتْ عينه : فاضتْ. ورَقَأ الدَّمع ـ كجعل ـ : جَفّ وسَكن.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:44 pm

    ثمَّ ترفع يديك وتقول : « اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ مَسْألَةَ المِسْكِين المسْتَكِين ، العَليلِ الذَّليلِ الَّذي لَمْ يُرِدْ بِمَسْألَتِهِ غَيرَكَ ، فَإنْ لَمْ تُدْرِكْهُ رَحْمَتُكَ عَطِبَ ، أَسأَلُكَ أنْ تُدارِكَني بِلطْفٍ مِنْكَ ، وَأنْتَ الَّذِي لا تُخَيِّبُ سائِلَكَ (1) ، وَتُعْطِي المَغْفِرَةَ وَتَغْفِرُ الذُّنُوبَ ، فَلا أكُونَنَّ يا سَيِّدي أنا أهْوَنَ خَلْقِكَ عَلَيْكَ ، وَلا أكُونُ أهْوَنَ مَنْ وَفَدَ إَلَيْكَ بِابْنِ حَبيبِكَ ، فَإنّي أمَّلْتُ وَرَجَوتُ ، وَطَمِعْتُ وَزُرْتُ وَاغْتربْتُ (2) ، رَجاءً لَكَ أنْ تُكافِيَني إذْ أخْرَجَتَني مِنْ رَحْلي ، فَأَذِنْتَ لي بِالمَسِير إلى هذا المَكانِ رَحْمَةً مِنْكَ ، وَتَفَضُّلاً مِنْكَ ، يا رَحمنُ يا رَحيمُ ».
    واجتهد في الدُّعاء ما قدرت عليه ، وأكثر منه إن شاءَ الله ، ثمَّ تخرج من السَّقيفة وتقف بحذاء قبور الشُّهداء تؤمي إليهم أجمعين وتقول : « السَّلام عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، السَّلام عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الْقُبُورِ مِنْ أهْلِ دِيارِ المُؤمِنينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُم فَنِعمَ عُقْبى الدَّارِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أولياءَ الله ، السَّلامُ عَلَيْكُم يا أنْصارَ اللهِ وَأنْصارَ رَسُولِهِ ، وَأنْصارَ أميرِ المؤمِنينَ ، وَأنْصارَ ابْنِ رَسُولِهِ وَأنْصارَ دينِهِ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ أنْصارُ اللهِ كَما قال اللهُ عزَّوجَلّ : « وَكأَيِّنْ مِنْ نَبيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثيرٌ فَما وَهَنُوا لِما أصابَهُمْ في سَبيلِ اللهِ وَما ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكانُوا (3) » ، فَما ضَعُفْتُمْ وَما اسْتَكَنْتُمْ ، حَتّى لَقِيتُمُ اللهَ عَلى سَبيلِ الحَقِّ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكُمْ وَعَلى أرْواحِكُمْ وَأبْدانِكُمْ وَأجْسادِكُمْ ، أبْشِرُوا بِمَوعِدِ اللهِ الَّذي لا خُلْفَ لَهُ وَلا تَبْدِيلَ ، إنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ وَعْدَهُ ، وَاللهُ مُدْرِكٌ بِكُمْ ثأرَ ما وَعَدَكُمْ (4) ، أنْتُمْ خاصَّةُ اللهِ اخْتَصَّكُمْ اللهُ لأبي عَبْدِاللهِ 7 ، أنْتُمُ الشُّهداءُ وَأنْتُمُ السُّعَداء ، سُعِدْتُمْ عِنْدَاللهِ ، وَفُزْتُمْ بِالدَّرَجاتِ مِنْ جَنّاتٍ لا يَطْعُنُ أهْلُها وَلا يُهْرَمُونَ ، وَرَضُوا بِالمَقامِ في دارِ السَّلامِ ، مَع مَنْ نَصَرْتُم (5) ، جَزاكُمُ اللهُ خَيْراً مِنْ
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « لا يخيّب سائلك ».
    2 ـ أي اخترتُ الغربة وتركتُ الوطن.
    3 ـ آل عمران : 146.
    4 ـ قوله : « ثأر ما وعدكم » لعلّ الإضافة بيانيّة ، أو المعنى : ثَأْرَ ما وَعَدَكُمْ ثَأرَهُ ، وفي التهذيب : « ثأراً وعدكم » وهو أظهر. ( البحار )
    5 ـ قوله : « لا يطعن أهلها » على بناء المعلوم ـ بضمّ العين ـ أي لا يشيبون ، عن قولهم : طعن في السِّنّ إذا ذهب فيه ، أو على بناء المجهول من الطَّعن بالرّمح ونحوه ، أو من الطّاعون. وفي بعض النّسخ بالظّاء المعجمة من الطَّعن بمعنى السِّير ، أي لا يخرجون منها. وقوله : « مَعَ من

    أعْوانٍ جَزاءَ مَنْ صَبَر مَعَ رَسُولِ اللهِ 9 ، أنْجزَ اللهُ ما وَعَدَكُمْ مِنَ الْكَرامَةِ في جَوارِهِ وَدارِهِ مَعَ النَّبيِّين وَالمرْسَلِينَ ، وَأميرِ المؤمِنينَ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجِّلِينَ (1) ، أسْأَلُ الله الَّذي حَمَلَني إلَيْكُمْ حَتى أراني مَصارِعَكُم أنْ يُرِينيِكُمْ عَلَى الحَوْضِ رِواءً مَرْويَّينِ ، وَيُريَني أعْداءَكُمْ في أسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَحِيمِ ، فَإنَّهُمْ قَتَلُوكُمْ ظُلْماً وَأرادُوا إماتَةَ الحَقِّ ، وَسَلَبُوكُمْ لاِبْنِ سُمَيَّةَ وابْنِ آكِلَةِ الأكْبادِ ، فَأسْألُ الله أنْ يُرينيَهُمْ ظِمآء مُظْمَئينَ (2) مُسَلْسَلِينَ مغلّلين ، يُساقُونَ إلى الجحيم ، السَّلام عَلَيْكُم يا أنْصارَ اللهِ وَأنْصارَ ابْنِ رَسُولِ اللهِ مِنِّي ما بَقِيتُ [وَبَقِيَ اللَّيلُ وَالنَّهارُ] ، وَالسَّلام عَلَيْكُمْ دائِماً إذا فُنِيتُ وَبَلَيْتُ ، لَهْفى عَلَيكُمْ أيُّ مُصِيبَةٍ أصابَتْ كُلَّ مَوْلىً لِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، لَقَدْ عَظُمَتْ وَخُصَّتْ وَجَلَّتْ وَعَمَّتْ مُصيبَتُكُمْ ، أنَا بِكُمْ لَجَزِعٌ ، وَأنّا بِكُمْ لَمُوجَعٌ مَحزُونٌ ، وَأنا بِكُمْ لَمُصابٌ مَلْهُوفٌ (3) ، هَنيئاً لُكُمْ ما اُعْطِيتُمْ ، وَهَنيئاً لَكُمْ ما بِهِ حُيّيتُمْ ، فَلَقَدْ بَكَتْكُمُ الملائِكَةُ وَحَفَّتْكُمْ وَسَكَنَتْ مَعَسْكَرَكُمْ ، وَحَلَّتْ مَصارِعَكُمْ ، وَقَدَّسَتْ وَصَفَّتْ بِأجْنِحَتِها عَلَيْكُم ، لَيْسَ لَها عَنْكُمْ فِراقٌ إلى يَومِ التَّلاقِ ، وَيَوم المَحْشَرِ وَيَومَ المَنْشَر طافَتْ عَلَيْكُمْ رَحْمَةٌ مِنَ اللهِ ، وَبَلَغْتُم بِها شَرَفَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، أتَيْتُكُمْ شَوقاً ، وَزُرْتُكُمْ خَوفاً ، أسْأَلُ اللهَ أنْ يُرِينِيَكُمْ عَلَى الحَوْضِ وَفي الجِنانِ مَعَ الأنْبياءِ وَالمُرْسَلينَ ، وَالشُّهداءِ وَالصّالِحينَ ، وَحَسُنَ أولئكَ رَفيقاً » ،
    __________________
    نصرتم » لعلّه متعلّق بقوله : « فزتم ». ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )
    1 ـ قال في النّهاية : ومنه الحديث : « أمّتي الغُرُّ المُحَجَّلُونَ » أي بيضُ مواضع الوضوء من الأيْدي والوجْه والأقْدام ، استَعار أثرَ الوضوء في الوجْه واليَدَين والرِّجلين للإنسان من البَياضِ الّذي يكون في وجْه الفَرس ويَدَيْه ورِجْلَيه ـ انتهى.
    2 ـ قوله : « مروتين » هو من قولهم رويت القوم أرويهم رَيّاً إذا استقيت لهم الماءَ وهو تأكيد للرِّواء ـ بالكسر والمدّ ـ ، أي رواء من الماء رواهم ساقي الحوض صلوات الله عليه ، وكذا قوله : « مُظمَئين » ـ على بناء المفعول من باب الإفعال ، أو التّفعيل ـ تأكيد للظّمْآء بالكسر ـ من قولهم : أظمأته وظمأته أي عطشته ، أي جعلهم اللهُ ظماء ومنع منهم الماء لسوء أعمالهم ، أو المراد كثرة أسباب عطشهم مِن شدَّة الحَرّ والحركات العنيفة وأمثالها. ( البحار )
    3 ـ قال في القاموس : لَهِفَ ، كفرح : حَزِنَ وتَحَسَّر ، كتَلَهَّفَ عليه. ويا لَهْفَةُ : كلمةٌ يُتَحَسَّر بها على فائتٍ ، ويقال : يا لَهْفه عليك ، ويا لَهْفَ ، ويا لهفا ، إلى آخر ما قال.

    ثمَّ دُرْ في الحائر وأنت تقول : « يا مَنْ إلَيْهِ وَفَدْتُ ، وَإلَيْهِ خَرَجْتُ ، وَبِهِ اسْتَجَرْتُ ، وَإلَيْهِ قَصَدْتُ ، وَإلَيْهِ بِابْنِ نَبيِّهِ تَقَرَّبْتُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَمُنَّ عَليَّ بِالجَنَّةِ ، وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ، اللّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتي وَبُعْدَ داري ، وَارْحَمْ مَسِيري إلَيْكَ وَإلى ابْنِ حَبِيبِكَ ، وَاقْلِبْني مُفْلِحاً مُنْجِحاً قَدْ قَبِلْتَ مَعْذِرَتي وَخُضوعي وَخُشُوعي عِنْدَ إمامي وَسَيِّدي وَمَولايَ ، وَارْحَمْ صَرْخَتي (1) وَبُكائي وَهَمِّي وَجَزَعي وَخُشُوعِي وَحُزْني ، وَما قَدْ باشَرَ قَلْبي مِنَ الجَزَع عَلَيْهِ ، فَبِنِعْمَتِكَ عَليَّ وَبِلُطْفِكَ لي خَرَجْتُ إلَيْهِ ، وَبِتَقْويَتِكَ إيّايَ ، وَصَرْفِكَ المَحذُورِ عَنِّي ، وَكِلاءَتِكَ (2) بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ لي ، وَبِحفْظِكَ وَكَرامَتِكَ إيّايَ ، وَكُلَّ بَحْرٍ قَطَعْتُهُ ، وَكُلُّ وادٍ وَفَلاةٍ سَلَكْتُها ، وَكُلُّ مَنزلٍ نَزَلْتُهُ ، فَأنْتَ حَمَلْتَني في الْبَرِّ وَالبَحْرِ ، وَأنْتَ الَّذي بَلَغْتَني وَوَفَّقتَني وَكَفَيْتَني ، وَبِفَضْلِ مِنْكَ وَوِقايَةٍ بَلَغْتُ ، وَكانَتِ المِنَّةُ لَكَ عَليَّ في ذلِكَ كُلِّهِ ، وأثَري مَكْتُوبٌ عِنْدَكَ وَاسْمي وَشَخْصِي ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما أبَلَيْتَني وَاصْطَنَعْتَ عِنْدي (3) ، اللّهُمَّ فَارْحَمْ فَرَقي مِنْكَ ، وَمَقامِي بَينَ يَدَيْكَ وَتَمَلُّقي ، وَاقْبَلْ مِنِّي تَوَسُّلي إلَيْكَ بِابْنِ حَبِيبِكَ ، وَصَفْوَتِكَ وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَتَوَجُّهِي إلَيْكَ ، وَأقِلْني عَثْرَتي ، وَاقْبلْ عَظيمَ ما سَلَف مِنّي ، وَلا يَمْنَعْكَ ما تَعْلَمُ مِنّي مِنَ الُعُيوبِ وَالذُّنُوبِ وَالإسْرافِ عَلى نَفْسي ، وَإنْ كُنْتَ لي ماقِتاً (4) فَارْضَ عَنِّي ، وَإنْ كُنْتَ عَليَّ ساخِطاً فَتُبْ عَليَّ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لي وَلِوالِدَيَّ وَارْحَمْهُما كَما رَبَّياني صَغيراً وَاجْزِهِما عَنِّي خَيْراً ، اللّهُمَّ اجْزِهِما بِالإحْسانِ إحْساناً وَبِالسَّيِّئات غُفْراناً ، اللّهُمَّ أدْخِلْهُما الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَحَرِّمْ وُجُوهَهُما عَنْ عَذابكَ ، وَبَرِّدْ عَلَيْهِما مَضاجَعَهُما ، وَافْسَحْ لَهُما في قَبريْهما (5) ، وعَرِّفْنيهما في مُسْتَقَرٍّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَجَوارِ حَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ 6 ».
    * * * * *
    __________________
    1 ـ الصَّرْخَة : الصّيحة الشّديدة.
    2 ـ كَلأَهُ الله كِلاءةَ وكِلاءً : حفظه وحرسه ، يقال : اذهب في كِلاءة الله.
    3 ـ الاصطناع : افتعال من الصَّنيعة ، وهي العطيّة والكَرامة والإحسان.
    4 ـ أي مبغضاً ، ومَقَتَه مَقْتاً : أبغضه أشدّ البغض عن أمر قبيح.
    5 ـ أي : وسّع قبريهما.

    الباب الثّمانون
    ( كيف الصّلاة عند قبر الحسين عليه السلام )
    1 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ. وحدَّثني محمّد بن عبدالله ، عن أبيه عبدالله بن جعفر الحِميريِّ ، عن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن جعفر بن ناجية ، عن أبي عبدالله 7 « قال : صلِّ عند رأس قبر الحسين 7 ».
    2 ـ وحدَّثني أبي ; وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن موسى بن عُمَر ؛ وأيّوب بن نوح ، عن عبدالله بن المغِيرةً ، عن أبي اليَسَع (1) « قال : سأل رجلٌ أبا عبدالله 7 ـ وأنا أسمع ـ قال : إذا أتيتُ قبر الحسين 7 أجعله قبلة إذا صلّيتُ؟ قال : تَنحَّ هكذا ناحية (2) ».
    3 ـ حدّثني عليُّ بن الحسين ; عن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي نَجران ، عن يزيدَ بن إسحاقَ ، عن الحسن بن عطيّة ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا فرغت من التّسليم على الشّهداء ائت (3) قبر الحسين 7 ، ثمَّ تجعله بين يديك ثمَّ تصلّي ما بدالك ».
    4 ـ وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن علي بن عُقْبة ، عن عبيدالله بن علي الحلبيِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قلت : إنّا نزور قبر الحسين 7 فكيف نصلي عنده (4)؟ قال : تقوم خلفه عند كتفيه ، ثمَّ تصلّي على النّبيّ وتصلّي على الحسين 7 ».
    5 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن أيّوب بن نوح ؛ و
    ____________
    1 ـ الظّاهر هو عيسى بن السّري الكرخيّ ، مولى ثقة ، روى عن أبي عبدالله عليه السلام.
    2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : « لعلّ الأمر بالتّنحّي محمولة على التّقيّة ، ويحتمل أن يكون المراد المنع عن السّجود على قبره عليه السلام ، بل يبعد منه قليلاً ويصلّي خلفه ».
    3 ـ في بعض النّسخ : « فأت ».
    4 ـ في البحار : « كيف نصلّي عليه ».

    غيره ، عن عبدالله بن المغِيرَة قال : حدَّثنا أبو اليَسَع « قال : سأل رَجلٌ أبا عبدالله 7 ـ وأنا أسمع ـ عن الغُسل إذا أتى قبر الحسين 7 ، قال : أجعله قبلةً إذا صَلّيت؟ قال : تنحَّ هكذا ناحية ، قال : آخذ مِن طِين قبره ويكون عندي أطلب بَرَكته؟ قال : نَعَم ـ أو قال : لا بأس بذلك ـ ».
    6 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البَصريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصَمّ قال : حدَّثنا هشام بن سالم ، عن أبي عبدالله 7 « أنّه أتاه رَجلٌ فقال له : يا ابن رسول الله هل يُزار والدك؟ قال : فقال : نَعَم ، ويصلّي عنده ، وقال : ويصلّى خلفه ولا يتقدَّم ».
    الباب الحادي والثّمانون
    ( التّقصير في الفريضة والرّخصة في التّطوّع عنده وجميع المشاهد )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن (1) ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ ، عن عليِّ بن أبي حمزة « قال : سألت العبد الصّالح عن زيارة قبر الحسين بن عليٍّ 8 ، فقال : ما اُحب لك تركه ، قلت : ما تَرى في الصّلاة عنده وأنا مقصّر؟ قال : صَلِّ في المسجد الحرام ما شِئتَ تَطوُّعاً ، وفي مسجد الرَّسول ما شِئت تطوُّعاً ، وعند قبر الحسين [7] ، فإنّي اُحبُّ ذلك ، قال : وسألته عن الصّلاة بالنّهار عند قبر الحسين 7 تَطَوُّعاً ، فقال : نَعَم ».
    2 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويّ ، عن عبيدالله بن نَهِيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن أبي الحسن 7 « قال : سألته عن التّطوُّع عند قبر الحسين 7 وبمكّة والمدينة وأنا مقصّر ، قال : تَطوَّعْ عنده وأنتَ مقصِّرٌ ما شئتَ ، وفي المسجد الحرام وفي مسجد الرَّسول وفي مشاهد النَّبيِّ 6 فإنّه خير ».
    __________________
    1 ـ يعني ابن الوليد. وما في بعض النّسخ : « محمّد بن الحسين » ـ مكبّراً ـ تصحيف.

    حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ؛ وإبراهيمَ بن عبدالحميد جميعاً ، عن أبي الحسن 7 مثله.
    حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن جعفر بن محمّد بن حَكيم الخَثعميِّ ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي الحسن 7 مثله.
    3 ـ حدَّثني عليُّ بن محمّد بن يعقوبَ الكِسائيُّ قال : حدَّثنا عليُّ بن الحسن بن فَضّال ، عن عَمْرِو بن سعيد ، عن مُصدِّق بن صَدَقَهَ ، عن عمّار بن موسى السّاباطيِّ « قال : سألت أبا عبدالله 7 عن الصَّلاة في الحائر ، قال : ليس الصّلاة إلاّ الفرض بالتّقصير ، ولا تصلّي النّوافل (1) ».
    4 ـ حدثني أبي ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن ـ عيسى ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن صَفوانَ بن يحيي ، عن إسحاقَ بنِ عمّار ، عن أبي الحسن 7 « قال : سألته عن التَّطوُّع عند قبر الحسين 7 ومشاهد النَّبيِّ 6 ، والحرمين ، والتَّطوُّع فيهنَّ بالصّلاة ونحن مقصّرون ، قال : نَعَم تَطَوَّعْ ما قَدَرتَ عليه ، هو خيرٌ ».
    5 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن محمّد بن الحسين بن ابي الخّطاب ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن إسحاقَ بنِ عمّار « قال : قلت لأبي الحسن 7 : جُعِلت فداك أتنقَّل في الحَرَمين (2) وعند قبر الحسين 7 وأنا اُقصّر؟ قال : نَعَم ما قَدَرتَ عليه ».
    6 ـ حدَّثني أبي ; ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهريّ ، عن عليِّ بن أبي حمزة ، عن أبي إبراهيم 7 « قال : سألته عن التّطوُّع عن قبر الحسين 7 ومشاهد النَّبيّ 6 والحرمين في الصَّلاة ونحن نقصِّر ، قال : نعم تطوِّعْ ما قدرت عليه ».
    __________________
    1 ـ في البحار : « ولا يصلّي النّوافل ».
    2 ـ تنفّل المصلّي : تطوَّع ، وهو يصلّي النّافلة والنّوافل.

    حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله قال : سألت أيّوبَ بنِ نوح عن تقصير الصّلاة (1) في هذه المشاهد : مكّة والمدينة والكوفة وقبر الحسين 7 الأربعة ، والَّذي روي فيها ، فقال : أنا اُقصّر ، وكان صَفوانُ يقصّر ، وابن أبي عُمَير وجميع أصحابنا يُقصّرون.
    الباب الثّاني والثّمانون
    ( التّمام عند قبر الحسين عليه السلام وجميع المشاهد (2) )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن سَهل بن زياد الآدميِّ ، عن محمّد بن عبدالله ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن أبي شِبْل (3) « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : أزورُ قبر الحسين 7؟ قال : زُرِ الطَّيِّب ، وأتمَّ الصَّلاة عِندَه ، قال : أتمُّ الصَّلاة عِنده؟ قال ، أتمَّ ، قلت : فإنَّ بعضَ أصحابنا يروي التَّقصير ، قال : إنّما يفعل ذلك الضَّعَفَة (4) ».
    حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ; عن جماعة مشايخه ، عن سَهل بن زياد بإسناده مثله سَواء (5).
    2 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمد العسكريّ ، عن الحسن بن علي بن مَهزيارَ ، عن أبيه عليِّ ، عن الحسن بن سعيد ، عن إبراهيمَ بن أبي البِلاد ، عن
    __________________
    1 ـ في البحار : « عن تقصير الصّلوات ».
    2 ـ قال العلاّمة الأمينيّ ( ره ) : « ليس في أخبار الباب ما يدلّ على الإتمام في غير المواطن الأربع ، فالتّعبير بجميع المشاهد لا وجه له ». أقول : الظّاهر مراده المشاهد الأربعة المذكورة.
    3 ـ هو عبدالله بن سعيد الاُسديّ بيّاع الوشي ، ثقة. ( صه )
    4 ـ في بعض نسخ التّهذيب : « الضّعفاء » ، والضَّعْفَة في الدّين الجاهلين بالأحكام ، أو المراد يفعل ذلك من يكون له ضعف لا يمكنه الإتمام ، أو يشقّ عليه فيختار الأسهل ، وإن كان مرجوحاً ، والأخير أظهر. ( ملاذ الأخيار )
    5 ـ راجع الكافي ج 4 ص 587 ح 6.

    رَجل مِن أصحابنا يقال له : الحسين ، عن أبي عبدالله 7 « قال : تتمّ الصّلاة في ثلاثةَ مواطن : في مسجد الحرام ومسجد الرَّسول 6 وعند قبر الحسين 7 ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; وأخي ؛ وعليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بنِ محمّدِ بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد (1) ، عن عبدالمَلِك القمّيِّ ، عن إسماعيلَ بن جابر ، عن عبدالحميد ـ خادم إسماعيلَ بن جعفر ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : تتمّ الصّلاة في أربعة مَواطِن : في المسجد الحرام ومسجد الرَّسول 6 ومسجد الكوفة وحرم الحسين 7 ».
    4 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : من الأمر المذخور إتمام الصّلاة في أربعة مَواطِن : بمكّة والمدينة ومسجد الكوفة والحائِر ».
    قال ابن قولُوَيه : وزاده الحسين بن أحمدَ بن المغِيرَة عقب هذا الحديث في هذا الباب بما أخبره به حيدر بن محمّد بن نُعَيم السَّمرقنديُّ بإجازته بخطّه باجتيازه للحجّ :
    5 ـ عن أبي النَّضر محمّد بن مسعود العياشيّ ، عن عليّ بن محمّد قال : حدَّثني محمّد بن أحمد ، عن الحسين بن عليِّ بن النّعمان ، عن أبي عبدالله البرقيِّ ؛ وعليِّ بن مَهزيار ؛ وأبي عليِّ بن راشد جميعاً ، عن حمّاد بن عيسى ، عن أبي عبدالله 7 « أنّه قال : مِن مخزون عِلم اللهِ الإتمام في أربعة مواطن : حَرَمِ الله وحَرَمِ رسوله وحَرَمِ أميرِ المؤمنين وحَرَمِ الحسين صلوات الله عليهم أجمعين ».
    6 ـ حدَّثني محمّد بن هَمّام بن سُهَيل ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ قال : حدَّثنا محمّد بن حَمدانَ المدائنيِّ ، عن زياد القنديِّ « قال : قال أبو الحسن موسى 7 : اُحبُّ لك ما اُحبُّ لِنفسي ، وأكرِهُ لك ما أكرِهُ لِنفسي ، أتمُّ الصّلاة في الحَرَمين وبالكوفة وعند قبر الحسين 7 ».
    __________________
    1 ـ كذا ، والظّاهر سقط هنا « عن محمّد بن سِنان ».

    7 ـ حدَّثني عليُّ بن حاتم القزوينيُّ قال : أخبرنا محمّد بن أبي عبدالله الأسديّ قال : حدَّثنا القاسم بن الرَّبيع الصَّحّاف ، عن عَمرِو بن عثمان ، عن عَمرِو بن مَرزوق « قال : سألت أبا الحسن 7 عن الصّلاة في الحَرَمين وفي الكوفةَ وعند قبر الحسين 7 ، قال : أتمَّ الصَّلاة فيهم ».
    8 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ؛ وجماعَةُ مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سِنان ، عن حذيفةَ بنِ منصور قال : حدَّثني مَن سمع أبا عبدالله 7 يقول : « تتمّ الصّلاة في المسجد الحرام ومسجد الرَّسول ومسجد الكوفة وحرم الحسين 7 ».
    9 ـ ومن زيادة الحسين بن أحمدَ بن المغِيرة ما في حديث أحمدَ بن إدريس ابن أحمدَ بن زكريّا القمّيِّ قال : حدَّثني محمّد بن عبدالجبّار ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن عَمرو ، عن فائد الحنّاط ، عن أبي الحسن الماضي 7 « قال : سألته عن الصّلاة في الحَرَمين ، فقال تتمّ ولو مَرَرْت به مارّاً ».
    10 ـ حدَّثني أحمد بن إدريس ( كذا ) قال : حدّثني أحمد بن أبي زاهِر ، عن محمّد بن الحسين الزَّيّات ، عن الحسن (1) ، عن عمران بن حمران « قال : قلت لأبي الحسن 7 : اُقصّر في المسجد الحرام أو أتمّ؟ قال : إن قصّرتَ فلك ، وإن أتممتَ فهو خير ، وزيادة في الخير خَيرٌ ».
    الباب الثّالث والثمانون
    ( إنَّ الصَّلاة الفريضة عنده تَعدل حَجَّة ، والنّافلة عُمرة )
    1 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويُّ ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن ابن أبي عُمَير ـ عن رجل ـ عن أبي الحسن (2) 7 « قال : قال لرجل : يا فلانُ ما يمنعك إذا عرضت لك حاجَة أن تأتي قبر الحسين 7 فتصلّي عنده أربعَ
    __________________
    1 ـ هو ابن حمّاد بن عديس.
    2 ـ في جلّ النّسخ : « عن أبي جعفر » وهذا سهوٌ أو تصحيف.

    رَكعات ثمَّ تسأل حاجَتَك (1) فإنَّ الصّلاة الفريضة عنده تَعدِل حجَّة ، والنّافلة تَعدِل عُمرَة ».
    2 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله الجامورانيّ الرَّازيّ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمّد بن عبدالكريم أبي عليٍّ ، عن المفضّل بن عُمَر ، عن جابر الجعفيِّ « قال : قال أبو عبدالله 7 للمفضّل (2) ـ في حديث طويل ـ في زيارة قبر الحسين 7 : ثمَّ تمضي إلى صلاتك ولك بكلِّ رَكعةٍ رَكعتَها عنده كثواب مَن حجّ ألفَ حجِّةٍ واعتمر ألفَ عُمرةٍ وأعتق ألفَ رَقَبةٍ ، وكأنَّما وقف في سبيل الله ألفَ مرَّةٍ مع نَبيٍّ مُرسَل ـ وذكر الحديث ـ ».
    3 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ؛ وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريُّ ، عن محمّد بن أحمد ، عن هارونَ بن مسلم ، عن أبي علي الحَرّانيِّ « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : ما لمن زار قبر الحسين 7؟ قال : مَن أتاه وزارَه وصلّى عنده رَكعتين أو أربع رَكعات كَتَب اللهُ له حَجّة وعُمرةً ، قال : قلت : جُعِلتُ فِداك وكذلك لكلِّ مَن أتى قبر إمامٍ مفترض طاعتُه؟ قال : وكذلك لكلِّ مَن أتى قبر إمام مُفترض طاعتُه ».
    حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أبي القاسم ، عن أبي علي الخزاعي « قال : قلت لأبي عبدالله 7 ـ وذكر مثله ـ.
    4 ـ حدثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن العَلاء بن رَزين ، عن شُعيب العَقْرَقُوفيِّ (3) ، عن أبي عبدالله 7
    __________________
    1 ـ أي من الله تعالى ، لأنّ الدّعاء عند قبّته مستجاب.
    2 ـ كذا ، وتقدّم الكلام فيه ، فمن أراد الاطّلاع فليراجع ص 225 ذيل الخبر 5.
    3 ـ بفتح أوَّله وسكون الثّاني ـ مركّب من « عَقْر » و « قُوف » كبَعلَبَكَ ، قريةٌ مِن نواحي دُجَيل بينها وبين بغداد أربعة فراسخ وإلى جانبها تَلٌّ عظيم من تراب يرى من خمسة فراسخ كأنّه قلعة عظيمة ، وعن بعض أنّه مقبرة الملوك الكيانيّين الّذين كانوا قبل آل ساسان من النّبط ، وذكر أهل السِّيَر أنّ عَقرقوف تنسب إلى عقرقوف بن طهمورث؛ الملك المشهور. ( من العجم )

    « قال : قلت له : مَن أتى قبر الحسين 7 ما له من الثَّواب والأجْر جُعِلتُ فِداك؟ قال : يا شُعيبُ ما صَلّى عِنده أحدٌ الصَّلاة إلاّ قَبِلَها اللهُ مِنه ، ولا دَعا عنده أحدٌ دَعوةَ إلاّ اسْتُجيبَ له عاجِلةً وآجِلةً ، فقلتُ : جُعلتُ فِداك زِدني فيه ، قال : يا شعيب أيْسَرُ ما يقال لزائر الحسين بن عليّ 8 : قد غفر [الله] لك يا عبدالله فاستأنف [اليوم] عَملاً جديداً ».
    الباب الرَّابع والثّمانون
    ( وَداع قبر الحسين بن عليِّ عليهما السلام )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد. وحدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد. وحدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن فَضالَةَ بن أيّوب ، عن نُعَيْم بن الوليد ، عن يوسفَ الكُناسيِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا أردتَ أن تُودِّعَ الحسين بن عليِّ 8 فقل : « السَّلامُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، أَسْتَودِعُك اللهَ وَأقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللهِ وَوَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيهِ ، وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ ، فَاكْتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ ، اللّهُمّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّا وَمِنْهُ ، اللّهُمَّ إنّا نَسْأَلُكَ أنْ تَنْفَعَنا بِحُبِّهِ ، اللّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً تَنْصُرُ بِهِ دِينَكَ وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ ، وَتُبِيرُ بِهِ مَنْ نَصَبَ حَرْباً لآلِ مُحَمَّدٍ (1) فَإنَّكَ وَعَدْتَهُ ذلِكَ ، وَأنْتَ لا تُخلِفُ المِيعادَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ شُهَداءُ نُجَباءُ ، جاهَدْتُمْ في سَبيل اللهِ َقاتلتُمْ عَلى مِنْهاج رَسُولِ الله 6 تَسْليماً ، أنْتُمُ السّابِقُونَ وَالمهاجِرُونَ وَالأنْصارُ ، أشْهَدُ أنَّكُمْ أنْصارُ اللهِ وأنْصارُ رَسُولِهِ ، فَالحَمْدُ للهِ الَّذي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ وأراكُمْ ما
    __________________
    1 ـ أباره أي أهلكه.

    تُحبُّونَ ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ لا تَشْغَلْني في الدُّنْيا عَنْ ذِكْرِ نِعْمَتِكَ ، لا بإكْثارِ تُلْهِيَني عَجائِبُ بَهْجَتِها ، وَتَفْتِنَني زَهَراتُ زينَتِها (1) ، وَلا بإقْلالٍ يَضُرُّ بِعَمَلي كَدُّهُ ، وَيَمْلأُ صَدْري هَمُّهُ ، أعْطِني مِنْ ذلِكَ غِنىً عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ ، وَبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضاكَ ، ياأرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، وَصَلّى اللهُ عَلى رَسُولِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ ، وَعَلى أهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبينَ الأخْيارِ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ » ».
    2 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمدَ بنِ الحسين العَسكريُّ ـ بـ « عَسْكَر مُكْرَم » (2) ـ عن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن ابيه ، عن محمّد بن أبي عُمير ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي حمزة الثُّماليّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا أردتَ الوداع بعد فَراغِك مِن الزِّيارات فأكثر منها مَا اسْتَطَعتَ ، ولْيَكنْ مقامك بالنِّينوى أو الغاضِريَّة ، ومتى أردتَ الزِّيارة فاغتسل وزُرْ زَرْوَة الوَداع ، فإذا فَرَغْتَ مِن زيارتك فاستقبل بِوجْهِك وَجْهَه والتمس القبر وقل :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِاللهِ ، أنْتَ لي جُنَّةٌ مِنَ الْعَذابِ ، وَهذا أوانُ أنْصِرافي عَنْكَ ؛ غَيرَ راغِبٍ عَنْكَ ، وَلا مُسْتَبْدِلٍ بِكَ سِواكَ ، وَلا مُؤثِرٍ عَلَيْكَ غَيرَكَ ، وَلا زاهِدٍ في قُرْبِكَ (3) ، جُدْتُ بِنَفْسي لِلْحَدَثانِ (4) ، وَتَرَكْتُ الاُهْلَ وَالأوطانَ ، فَكُنْ لي يَومَ حاجَتي وَفَقْرِي ، وَفاقَتي ، يَومَ لا يُغْني عَنّي والِدي وَلا وَلَدي ، وَلا حَميمِي ولا قَرِيبي ، أسْألُ اللهَ الَّذي قَدَّرَ وَخَلَقَ أنْ يُنَفِّسَ بِكَ كَرْبي ، وَأسْألُ اللهَ
    __________________
    1 ـ قال في النّهاية : « الزّهرة : البياض النيِّر ، وزهرة الدُّنيا وزينتها ، أي حُسْنها وبَهْجَتِها وكَثْرة خَيْرها ».
    2 ـ عَسْكَرُ مُكْرَم ـ بضمِّ الميم وسكون الكاف وفتح الرّاء ـ : وهو بلد مشهور من نواحي خوزستان منسوب إلى مكرم بن معزاء الحارث أحد بني جَعْوَنَة بن الحارث بن نُمَير بن عامر بن صَعْصَة. ( من معجم البلدان ).
    3 ـ زهد فيه ، كمنع وسمِع وكرم : ضدُّ رَغِبَ. ( القاموس ).
    4 ـ أي بذلت نفسي لحدثان الزّمان ، وجعلتها عرضة لها باختيار السّفر لا سيّما هذا السّفر في تلك الأزمان المخوفة. ( ملاذ الأخيار ) وفي القاموس : « جاد بنفسه : قارب أن يَقضي ».

    الَّذي قَدَّر عَليَّ فِراقَ مكانِكَ أنْ لا يَجْعَلهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي وَمِنْ رَجْعَتي (1) ، وَأسْألُ اللهَ الَّذي أبْكى عَلَيْكَ عَيْني أنْ يَجْعَلَهُ سَنَداً لي (2) ، وَأسْألُ اللهَ الَّذي نَقلَني إلَيْكَ مِنْ رَحْلي وَأهْلي أنْ يَجْعَلَهُ ذُخْراً لي ، وَأسْألُ اللهَ الَّذي أراني مَكانَكَ وَهَداني للتَّسْليم عَلَيْكَ وَلِزيارَتي إيّاك أنْ يُورِدَني حَوْضَكُمْ ، وَيَرْزُقَني مُرافِقَتَكُمْ في الجِنانِ مَعَ آبائِكَ الصّالِحينَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعين ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللهِ [وَابْنَ صَفْوَتِه] ، السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللهِ ، حَبيبِ اللهِ وَصَفْوَتِهِ ، وَأميِنِه وَرَسُولِهِ ، وَسَيِّدِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلى أمير المؤمنين وَوَصيّ رَسُولِ رَبِّ العالمين ، وَقائدِ الغُرِّ المحجِّلينَ ، السَّلامُ عَلَى الأئمَّةِ الرَّاشِدينَ والمَهْدِيّينَ ، السَّلام عَلى مَنْ في الحائِر مِنْكُم (3) [وَرَحمةُ اللهِ وَبركاتُهُ] ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الباقِينَ المقِيمِينَ ، الَّذينَ هُمْ بِأمْرِ رَبِّهِمْ قائِمونَ ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصّالِحينَ ، وَالحمْدُ لله رَبِّ العالَمِين ».
    وتقول : (4) « سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقرَّبينَ وَأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ ، وَعِبادِهِ الصّالِحينَ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلى ذُرِّيَّتك وَمَنْ حَضَرَكَ مِنْ أوليائِكَ ، أسْتَودِعُكَ اللهَ وَأسْترعِيك (5) وَأقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَبما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِاللهِ ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشّاهِدِينَ » ،
    وتقول (6) : « اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَلا تَجْعَلُهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِن زيارَتي ابْن رَسُولِكَ ، وَارْزُقني زيارَتَهُ أبَداً ما أبْقَيْتَني ، اللّهُمَّ انْفَعْني بِحُبِّهِ يا رَبَّ العالمِينَ ، اللّهُمَّ ابْعَثْهُ (7) مَقاماً محمُوداً إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، اللّهُمَّ إنّي أسْألُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمِ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زيارَتي إيّاهُ ،
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « رجوعي ».
    2 ـ أي معتمداً. ( المجلسيّ ـ ره ـ ) وفي القاموس : « السَّنَد محرّكة : مُعْتَمد الإنسان ».
    3 ـ الظّاهر أنّ الخطاب متوجّهٌ إلى الأئمّة ، والمراد الحسين عليه السلام ، أو المراد من أهل بيتكم وأولادكم. ( ملاذ الأخيار )
    4 ـ في التّهذيب : « ثمّ أشر إلى القبر بمسبحتك اليُمنى وقلْ : إلخ ».
    5 ـ أي اطلب من الله حفظك ، واسترعاه إيّاه استحفظه.
    6 ـ في التّهذيب : « ثمّ ارفع يديك إلى السّماء وقل : ـ إلخ ».
    7 ـ زيد في بعض النّسخ : « أبعثني معه
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:46 pm

    فَإِنْ جَعَلْتَهُ يا رَبِّ فَاحْشُرني مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ ، وَإنْ أبْقَيْتَني يا رَبِّ فَارْزُقْني الْعَوْدَ إلَيْهِ ثُمَّ الْعَوْدَ بِرَحمتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمين ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ في أولِيائِكَ ، وَحَبِّبْ إليَّ مَشاهِدَهُمْ (1) ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، وَلا تَشْغَلْني عَنْ ذِكْركَ بإكْثار مِنَ الدُّنْيا تَلْهِيَني عَجائبُ بَهْجَتِها وَتُفْتِنَني زَهْراتُ زِينَتِها ، وَلا بإقْلالٍ يَضُرُّني بِعَمَلي كَدُّهُ ، وَيَملأُ صَدْري هَمُّهُ ، وَأعْطِني بِذلِكَ غِنىً عَنْ شِرارِ خَلْقِكَ ، وَبَلاغاً أنالُ بِهِ رِضاكَ يا رَحْمُنُ ، والسَّلامُ عَلَيْكمْ يا مَلائِكَةَ اللهِ وزُوّارَ قَبرِ أبي عَبْدِالله 7 » ،
    ثمّ ضَع خَدَّك الأيمن على القبر مرَّةً والأيسر مرَّة ، وألحَّ في الدُّعاء والمسألة ، فإذا خرجت فلا تُوَلِّ وَجْهَك عن القبر حتّى تخرج ».
    الباب الخامس والثّمانون
    ( زيارة قبر العبّاس بن عليٍّ عليهما السلام )
    1 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمدَ بن الحسين العَسكريُّ بالعسكر ، عن الحسن بن عليٍّ بن مَهزيار ، عن أبيه عليٍّ بن مهزيار ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي حمزة الثّماليِّ « قال : قال الصّادق 7 : إذا أردت زيارة قبر العبّاس بن عليِّ 8 ـ وهو على شطِّ الفُرات بحَذاء الحائِر ـ فقف على باب السَّقيفة وقل :
    « سَلامُ الله وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ ، وَأنْبِيائِهِ المُرْسَلينَ ، وَعِبادِهِ الصّالِحينَ وَجَميع الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالزَّاكياتُ الطَّيِّباتُ فيما تَغْتَدي وَتَروحُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أمِيرِ المؤْمِنينَ ، أشْهَدُ لَكَ بالتَّسْليمِ وَالتَّصدِيقِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبيِّ المرْسَل ، وَالسِّبْطِ المنْتَجبِ ، وَالدَّليلِ العالِمِ ، وَالْوَصِيِّ المُبَلِّغِ ، وَالمظْلُومِ المهْتَضَمِ ، فَجَزاكَ اللهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أميرِ المؤمنين وَعَنِ الحَسَنِ والحُسين صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أفْضَلَ الجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ ، وَأعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ، لَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ جَهِلَ
    __________________
    1 ـ قوله : « مشاهدهم » أي مواطن حضورهم وظهورهم أحياء وأمواتاً. ( البحار )

    حَقَّكَ ، وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنْ حالَ بَيْنَكَ وَبَين ماءِ الْفُراتِ ، أَشْهَدُ أنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً ، وَأنَّ اللهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ ، جِئتُكَ يا ابْنَ أمير المؤْمِنينَ وافِداً إلَيْكُمْ ، وَقَلْبي مُسَلّمٌ لَكُمْ ، وَأنا لَكُمْ تابِعٌ ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعدَّةٌ حَتّى يحكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيرُ الحاكِمينَ ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، إنّي بِكُم وَبإيابِكُمْ مِنَ المؤمِنينَ ، وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُم مِنَ الكافِرينَ ، قَتَلَ اللهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأيْدِي وَالألْسُنِِ ».
    ثمَّ ادخل وانكبّ على القبر وقل :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الْعَبْدُ الصّالِحُ ، المُطِيعُ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأمِيرِ المؤمِنينَ ، وَالحَسَنِ وَالحُسَين : ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ ، وَعَلىُ رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، وَاُشْهِدُ اللهَ أنَّكَ مَضَيْتَ عَلىُ ما مَضىُ عَلَيهِ الْبَدْرِيُّونَ ، المُجاهِدُونَ في سَبِيل اللهِ ، المُناصِحُونَ لَهُ في جِهادِ أعدائِهِ ، المُبالِغُونَ في نُصْرَةِ أولِيائِهِ ، الذَّابُّونَ عَنْ أحِبّائِهِ ، فَجزاكَ اللهُ أفْضَلَ الجَزاءِ ، وَأكْثَر الجَزاءِ ، وَأوْفَرَ الجَزاءِ ، وَأوْفى جَزاءِ أحَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِه ، وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، وَأطاعَ وُلاةَ أمْرِهِ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بالَغْتَ في النَّصيحَةِ ، وَأعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ ، فَبَعَثَكَ اللهُ في الشُّهَداءِ ، وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أرْواحِ الشُّهَداءِ (1) ، وَأعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أفْسَحَها مَنْزِلاً ، وَأفْضَلَها غُرَفاً ، وَرَفَعَ ذِكْرَكَ في عِلِّيِّينَ ، وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ ، والصِّديقِينَ وَالشُّهَدآءِ وَالصّالِحينَ ، وَحَسُنَ أولئِكَ رَفيقاً ، أشْهَدُ أنَّكَ لَمْ تَهنْ وَلَمْ تَنْكُلِ ، وَأنَّكَ مَضَيْتَ عَلى بَصيرةٍ مِنْ أمْرِكَ ، مُقْتَديّاً بِالصّالِحينَ وَمُتَّبِعاً لِلنَّبيِّينَ ، فَجَمَعَ اللهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ ، وَبَينَ رَسُولِهِ وَأوْلِيائِهِ في مَنازِلِ المُخْبِتينَ ، فَإنَّهُ أرْحَمُ الرَّاحِمينَ » » (2).
    __________________
    1 ـ في البحار : « مع أرواح السّعداء ».
    2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : ذكر الأصحاب في زيارته عليه السلام الصّلاة ، والخبر خال عنها ، ولذا بعض المعاصرين يمنع من الصّلاة لغير المعصوم لعدم التَّصريح في النُّصوص بالصَّلاة لهم عند زيارتهم ، لكن لو أتى الإنسان بها لا على قصد أنّها مأثورة على الخصوص بل للعمومات الّتي في إهداء الصّلاة والصّدقة والصّوم وسائر الاُفعال الخير للأنبياء والأئمّة والمؤمنين والمؤمنات ، وأنّها تدخل على المؤمنين في قبورهم وتنفعهم لم يكن به بأس وكان حسناً ، مع أنّ المفيد و

    الباب السّادس والثمانون
    ( وَداع قَبر العَبّاس بن عَليٍّ عليهما السلام )
    1 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمدَ بن الحسين العَسكريُّ بالعَسكر ، عن الحسن بن عليٍّ بن مَهزيار ، عن أبيه علىّ بن مَهزيار ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن محمّد بن مَروان ، عن أبي حمزةَ الثّماليِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا ودَّعت العبّاس فَأته وقل : « أسْتَودِعُكَ اللهَ وَأسْتَرعِيكَ وَأقْرَءُ عَلَيْكَ السَّلامَ ، آمَنّا بِاللهِ وَبرسُولِهِ وَبِكِتابِهِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، اللّهُمَّ اكتُبنا مَعَ الشّاهِدينَ ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زيارَة قَبرِ ابْنِ أخي نَبِيّك ، وَارْزُقني زِيارَتَهُ أبَداً ما أبْقَيْتَني ، وَاحْشُرني مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ في الجِنانِ ، وَعَرِّف بَيْني وَبَيْنَهُ وَبَينَ رَسُولِكَ وَأولِيائِكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَتَوَفَّني عَلَى الايمانَ بِكَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ ، وَالْوِلايَةِ لِعَليِّ ابْنِ أبي طالِبٍ وَالأئمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ ، وَالْبَراءةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، فَإنّي رَضيتُ بِذلِكَ يارَبَّ ».
    وتدعو لنفسك ولوالديك والمؤمنين والمسلمينَ وتخيّر من الدُّعاء ».
    * * * * *
    ____________
    غيره ـ رحمهم الله ـ ذكروها في كتبهم ، فلعلّهم وصل إليهم خبرٌ آخر لم يصلْ إلينا.
    ثمّ اعلم أنّ ظاهر تلك الرّواية جواز الوقوف على قبره ـ رضي الله عنه ـ على أيِّ وجهٍ كان ، ولو كانت السّقيفة في الزّمن السّابق على نحو بناء زَماننا ، لكان ظاهر الخبر مواجهته عند الزّيارة ، لكن ظاهر كلام الأصحاب وعملهم أنّ في زيارة غير المعصوم لا ينبغي مواجهته ، بل ينبغي استقبال القبلة فيها والوقوف خلفه ، ولم أر تصريحاً في أكثر الزّيارات المنقولة بذلك.
    نعم ورد في زيارة المؤمنين مطلقاً استحباب استقبال القبلة ، لكن لايبعد أن يقال كما أنّهم امتازوا عن سائر المؤمنين بهذه الزيارات المشتملة على المخاطبات ، فلعلّهم امتازوا عنهم باستقبالهم كما هو عادة المكالمات والمحاورات. لكن ورد في بعض الرّوايات المنقول الأمر باستقبال القبلة عند زيارة بعضهم كزيارة عليِّ بن الحسين عليه السلام فيما ورد عن النّاحية المقدّسة ، والتّخير فيما لم يرد فيه شيء على الخصوص أظهر ، والله يعلم ـ انتهى.

    الباب السّابع والثّمانون
    ( وداع قُبور الشّهداء عليه السلام )
    تقول : « اللّهُمَّ لا تجعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زيارتي إيّاهُمْ ، وَأشْرِكْني مَعَهُم في صالِحِ ما أعْطَيْتَهُمْ عَلى نَصْرِهِمْ ابْنَ بِنْتِ نَبيِّكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَجِهادِهِمْ مَعَهُ في سَبيِلكَ ، اللّهُمَّ اجْمَعْنا وَإيّاهُمْ في جَنَّتِكَ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أولئِكَ رَفيقاً ، أسْتَودِعُكُمُ اللهَ وأقْرَءُ عَلَيْكُم السَّلامُ ، اللّهُمَّ ارْزُقْني الْعَودَ إلَيْهِم ، وَاحْشُرني مَعَهُمْ يا أرْحَمَ الرَّاحِمين (1) ».
    الباب الثّامن والثّمانون
    ( فَضل كربلاء وزيارة الحسين عليه السلام )
    [ للحسين (2) بن أحمدَ بن المغِيرَة فيه حديث رواه شيخه أبو القاسم ; مصنّف هذا الكتاب نقل عنه وهو عن زائدة ، عن مولانا عليِّ بن الحسين 8 ، ذهب على شَيخُنا ; أن يضمّنه كتابه هذا وهو ممّا يليق بهذا الباب ويشتمل أيضاً على مَعانٍ شتّى حَسَنٍ تامّ الألفاظ ، أحببتُ إدخاله وجعلته أوَّل الباب ، وجميع أحاديث هذا الباب وغيرها ممّا يَجري مجراها يستدلُّ بها على صِحّة قبر مولانا الحسين 7 بكربلاء ، لأنَّ كثيراً مِنَ المخالفين يُنكرونَ أنَّ قبرَه
    __________________
    1 ـ قال العلاّمة المجلسيّ عليه السلام : « يظهر من القرائن أنّ وَداع الشّهداء أيضاً من تتمّة رواية الثّماليّ ، والكلّ من تتممّة الرّواية الكبيرة الّتي اسلفنا ذكرها عن الثّمالي ( ص 236 ح 21 ).
    2 ـ هذا الحديث ليس من أصل الكتاب ، وإنّما أدرجه فيه بعض تلامذة المؤلّف قدّس سرّه فما في البحار مِن نقله عن الكتاب من غير تنبيه على ما ذكر ليس في محلّه. ( الأميني ـ ره ـ )

    بكربلاء كما ينكرون أنّ قبرَ مولانا أمير المؤمنين 7 بالغَريِّ بظهر نجف الكوفة وقد كنت استفدت هذا الحديث بمصر عن شيخي أبي القاسم عليِّ بن محمّد بن عُبْدوُس الكوفيِّ ; ممّا نقله عن مُزاحِم بن عبدِالوارث البّصريِّ بإسناده عن قُدامَةَ بن زائِدَة ، عن أبيه زائِدَة ، عن عليِّ بن الحسين 8 ، وقد ذاكرتُ شيخنا ابنَ قُولُوَيْه بهذا الحديث بعدَ فَراغِه مِن تصنيف هذا الكتاب ليدخله فيه فما قضى ذلك وعاجلتْه مَنيَّته 2 وألْحقه بمواليه :.
    وهذا الحديث داخلٌ فيما أجاز لي شيخي ; وقد جمعت بين الرِّوايتين بالألفاظ الزَّائِدة والنّقصان والتَّقديم والتّأخير فيها حتّى صحّ بجميعه عَمّن حدَّثني به أوَّلاً ثمَّ الآن ، وذلك أنّي ما قَرَءْتُه على شيخي ; ولا قرءه عَليَّ ، غير أنّي أرويه عَمّن حدَّثني به عنه ، وهو :
    أبو عبدالله أحمدُ بن محمّد بن عيّاش (1) قال : حدَّثني أبو القاسم جعفر بن محمّد ابن قولُوَيه قال : حدَّثني أبو عيسى عبيدالله بن الفضل بن محمّد بن هِلال الطّائيُّ البَصريُّ قال : حدَّثني أبو عثمان سعيد بن محمّد قال : حدَّثنا محمّد بن سلاَم بن يَسار (2) الكوفيُّ قال : حدَّثني أحمدُ بن محمّد الواسطيُّ قال : حدَّثني عيسى بن أبي شَيبة القاضي قال : حدَّثني نوح بن دُرّاج قال : حدَّثني قُدامة بن زائِدة ، عن أبيه « قال : قال عليُّ بن الحسين 8 : بلغني يا زائِدَةُ أنّك تَزورُ قبرَ أبي عبدالله الحسين 7 أحياناً؟ فقلت : إنَّ ذلك لَكَما بَلَغك ، فقال لي : فلما ذا تفعَلُ ذلك ولك مَكانٌ عند سُلطانك الَّذي لا يحتمل أحداً على محبّتنا وتفضيلنا وذِكرِ فضائِلنا والواجب على هذه الاُمّة مِن حَقِّنا؟ فقلت : واللهِ ما اُريد بذلك إلاّ اللهَ وَرسولَه ، ولا أحْفِلُ بسخط مَن سَخَط ، ولا يكبُرُ في صدري مكروه ينالني بسببه ، فقال : والله إنَّ ذلك لَكذلك ، فقلت : والله إنَّ ذلك لَكذلك ، يقولها ـ ثلاثاً ـ و
    __________________
    1 ـ هو أحمد بن محمّد بن عبيدالله بن الحسن بن عيّاش الجوهري ، المتوفّى سنة 401. قال النّجاشي رحمه الله : رأيت هذا الشّيخ وكان صديقاً لي ولوالديّ ، وسمعت منه شيئاً كثيراً ، ورأيت شيوخنا يضعّفونه فلم أرو عنه وتجنّبته.
    2 ـ في بعض النّسخ : « سيّار ».

    أقولها ـ ثلاثاً ـ فقال : أبشِر ثمَّ أبشِر ثمَّ أبشِر (1) فَلأخبرنَك بخبر كان عندي في النُّخَبِ (2) المخزونة ، فإنّه لمّا أصابنا بالطّفّ ما أصابنا وقُتِل أبي 7 وقُتِل مَن كان معه مِن وُلده وإخوته وسائر أهلِه وحملت حُرُمه ونساؤه على الأقتاب يرادّ بنا الكوفة ، فجعلت أنظر إليهم صَرعى ولم يواروا فعظم ذلك في صدري واشتدَّ لما أرى منهم قلقي ، فكادت نفسي تخرج وتبيّنت ذلك منّي عَمّتي زَينب الكُبرى بنت عليٍّ 8 فقالت : ما لي أراك تجود بنفسك يا بقيّة جدِّي وأبي وإخوتي؟!! فقلت : وكيف لا أجزع وأهْلَعُ وقد أرى سَيّدي وإخوتي وعُمُومتي وولد عَمّي وأهلي مُصرعين بدمائهم ، مرمّلينَ بالعرى ، مسلبين ، لا
    __________________
    1 ـ قال العلاّمة الأميني رحمه الله : ذهب غير واحدٍ من الفقهاء والمحقّقين إلى جواز زيارة الحسين عليه السلام مع أيّ خوف وضرر ، لإطلاق النّصوص كما مرّت في الباب 45 ، ولعلّ التاريخ يملي علينا دروساً من عمل الأصحاب على عهد الأئمّة صلوات الله عليهم منضمّة بتقريرهم له ، يؤكّد ما اختاره المحقّقون ولقد حمل إلينا عن أولئك أنّهم ما صدّهم عن قصد مشهد الحسين عليه السلام ما كابدوه من المثلة والتّنكيل والعقوبة بحبس وضرب وقطع يد وهتك حرمة وقابلوها بجأش طامن ، ولبّ راجح ، وشوق متأكّد ، وهذا كتابنا ينطق عليك بالحقّ في حديث مرّ [في ص 135 تحت رقم 2] في زيارة ابن بكير وإتيانه لها من أرّجان ( من بلاد فارس ) خائفاً مشفقاً من السّلطان والسّعاة وأصحاب المسالح ، وهو من فقهاء الطّائفة كما في رجال الكشّي ، وفيما يأتي [في الباب 91 تحت رقم 7] من حديث زيارة مثل محمّد بن مسلم على خوف ووجل وهو أكبر ثقة في الطائفة ، عدّه الصّادق عليه السلام من أوتاد الأرض وأعلام الدّين ، وفي كلا الحديثين فضلاً عن تقرير الإمام عليه السلام لفعلهما بيان ثواب جميل لهما بذلك ونصّ على أنّ ما كان من هذا أشدّ فالثّواب على قدر الخوف ، ويدلّ على مختار المحقّقين حديث هشام بن سالم الثّقة الجليل المرويّ عن الصّادق عليه السلام المذكور بطوله [في ص 133 تحت رقم 2 من الكتاب] وفيه تفصيل بيان ثواب عظيم لمن يقتل دون الحسين عليه السلام ، وأجر جميل لا يستهان به لمن حبس في إتيانه ، وجزاء جزيل لمن ضرب بعد الحبس في قصد مشهده ، إذن فلا ندحة من تعميم الحكم على جميع ما ذكر وإن صعّد وصوّب فيه المهملجون.
    2 ـ في بعض النّسخ بالحاء المهملة ، وفي بعضها : « في البحر ».

    يُكفَّنون ولا يُوارون ، ولا يُعَرِّج عليهم أحدٌ ، ولا يقرُبُهم بَشرٌ ، كأنّهم أهل بيتٍ مِن الدَّيْلَم والخَزَر؟!! فقالت : لا يُجْزِ عَنَّك ما ترى ، فوالله إنَّ ذلك لعهد مِن رَسول الله 6 إلى جَدِّك وأبيك وعمّك ، ولقد أخذ الله ميثاق اُناسٍ مِن هذه الاُمّة لا تعرفهم فَراعِنَة هذه الاُمّة وهم معروفون في أهل السّماوات أنَّهم يجمعون هذه الأعضاء المُتَفَرّقَةَ فيُوارونَها وهذه الجُسومَ المُضَرَّجة ، وينصبون لهذا الطّفّ عَلَماً لِقَبر أبيك سيّد الشُّهداء لا يدرس أثره ولا يعفو رَسمُه على كرورِ اللّيالي والأيّام ، وليجتهدنَّ أئمّة الكفر وأشياع الضّلالة في مَحْوِه وتطمِيسه فلايزداد أثره إلاّ ظهوراً وأمره الاّ عُلوّاً ، فقلت : وما هذا العهد وما هذا الخبر؟! فقالت : نَعَم ، حدَّثتني اُمُّ أيمن أنَّ رسول الله 6 زارَ منزل فاطمة 3 في يوم من الأيّام فعملت له حَريرة ، وأتاه عليٌّ 7 بطبق فيه تمرٌ ، ثمَّ قالت اُمُّ أيمن : فأتيتهم بعُسٍّ (1) فيه لبن وزُبْد ، فأكل رَسولُ الله 6 وعليُّ وفاطمةُ والحسنُ والحسينُ : من تلك الحَريرة ، وشرب رَسول الله 6 وشربوا من ذلك اللّبن ، ثمَّ أكل وأكلوا من ذلك التَّمر والزُّبْد ، ثمَّ غَسَل رسول الله 6 يده وعلي يَصبُّ عليه الماء ، فلمّا فرغ من غَسْل يده مسح وجهه ، ثمَّ نظر إلى عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين نظراً عرفنا به السّرور في وجهه ثمّ رمق بطرْفه (2) نحو السّماء مليّاً ، ثمَّ [أنّه] وجّه وجهه نحو القِبلة وبسط يديه ودعا ثمّ خَرَّ ساجداً وهو يَنشِجُ (3) فأطال النَّشوج ( كذا ) وعلا نَحِيبه وجرت دموعه ، ثمَّ رفع رأسه وأطرق إلى الأرض ودموعُهُ تقطر كأنّها صوب المطر ، فحَزنَت فاطمة وعليُّ والحسن والحسين : وحزنتُ معهم لما رَأينا من رسول الله 6 وهبناه أن نسأله حتّى إذا طال ذلك قال له عليُّ؛ وقالت له فاطمة : ما يُبكيك يا رَسول الله لا أبكى الله عَينيك فقد أقرح قلوبنا ما نَرى من حالك؟!
    __________________
    1 ـ العُسّ ـ بالضّمّ والسّين المهملة المشدّدة ـ : القدح الكبير ، وفي بعض النّسخ : « بقعب » ـ بفتح القاف المعجمة ـ يقال للقدح من خشب مقعّر.
    2 ـ أي نظر.
    3 ـ نشج الباكي نشيجاً غُصّ بالبكاء في حلقه ، من غير انتحاب.

    فقال : يا أخي سَرَرت بكم ـ وقال مُزاحِم بن عبدالوارث في حديثه ههنا : ـ فقال : يا حبيبي إنّي سَرَرتُ بكم سروراً ما سَرَرت مثله قطّ وإنّي لأنظر إليكم وأحمدُ الله علىُ نعمته عليَّ فيكم إذا هبط عليَّ جبرئيل 7 فقال : يا محمّد إنَّ الله تبارك وتعالى اطّلع على ما في نَفسِك وعرف سرورَك بأخيك وابنتك وسِبطيك فأكمل لك النِّعمة وهَنَّأك العَطِيّة بأن جعلهم وذُرّيّاتهم ومحبِّيهم وشيعتهم مَعَكَ في الجنَّة لا يفرق بينك وبينهم يحبون كما نحبي (1) ويُعطون كما تعطى حتّى ترضى وفوق الرِّضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدُّنيا ومكاره تصيبهم بأيدي اُناس يَنتحلون مِلّتك ويزعمون أنّهم من اُمّتك بُرَآء من الله ومنك خَبْطاً خَبْطاً (2) وقَتلاً قَتلاً ، شتّى مَصارِعُهم ، نائية قبورهم ، خيرة من الله لهم ولك فيهم ، فاحمدِ اللهَ عزَّوجَلَّ على خيرته وارضِ بقضائه.
    فحمدتُ اللهَ ورَضيت بقضائِه بما اختاره لكم ، ثمَّ قال لي جبرئيل : يا محمّد إنَّ أخاك مُضطَهدٌ بعدَك مغلوبَ على اُمّتك متعوبُ من أعدائِك ، ثمَّ مقتلولٌ بعدَك يقتله أشرُّ الخلق والخَليقة ، وأشقى البَريّة ، يكون نظيرَ عاقِرِ النّاقة ببلد تكون إليه هِجرته وهو مَغرَسُ شيعته وشيعة ولده ، وفيه على كلِّ حال يكثر بَلواهم ويعظم مُصابهم ، وإنَّ سِبطَك هذا ـ وأومأ بيده إلى الحسين 7 ـ مقتولٌ في عِصابة من ذُريّتك وأهل بيتك وأخيار من اُمّتك بضِفَّة الفرات (3) بأرض يقال لها : كربلاء (4) ، مِن أجلِها يكثر الكَرْب والبَلاء على أعدائك وأعداء ذرِّيتك في اليوم الّذي لا ينقضي كَربُه ، ولا تَفنى حَسرتُه ، وهي أطيب بقاع الأرض (5) ، وأعظمها حُرْمةً ، يُقتَل فيها سِبْطُك وأهلُه ، وأنّها مِن بَطحاء الجَنّة ، فإذا كان ذلك اليَوم الَّذي يُقتَل فيه سِبطُك وأهلُه ، وأحاطتْ به كَتائبُ أهل ـ
    __________________
    1 ـ من الحباء وهو العطاء بلا منٍّ ولا جزاء. وفي بعض النّسخ : « يحيون كما تحيي » ، والأنسب هو ما في المتن.
    2 ـ خبط خبطاً ضرب ضرباً شديداً.
    3 ـ الضِّفَّة من النّهر جانبه ، ومن البحر ساحله.
    4 ـ في البحار : « بأرض تدعى كربلاء ».
    5 ـ في البحار : « وهي أطهر بقاع الأرض ».

    الكفر واللَّعنة ، تَزَعْزَعَتِ الأرضُ مِن أقطارها ومادّتِ الجبالُ وكثر اضطرابها واصطفَقَتِ (1) البِحار بأمواجِها ، وماجَتِ السّماوات بأهلها غضباً لك يا محمّد ولِذُرّيَّتك ، واستعظاماً لما يُنْتَهك مِن حُرْمَتِك ، ولشرّ ما تكافى به في ذرِّيّتك وعِترتك ، ولا يبقى شَيءٌ من ذلك إلاّ استأذن اللهَ عزَّوجَلَّ في نُصرةِ أهلك المستضعَفين المظلومين الّذين هم حُجّة الله على خَلقه بعدك فيوحي اللهُ إلى السَّماوات والأرض والجِبال والبَحار ومَن فيهنَّ : أنّي أنا الله؛ الملِكُ القادِرُ الَّذي لا يَفوتُه هاربٌ ولا يعجزه مُمتنعٌ وأنا أقدر فيه على الانتصار والانتقام ، وعزَّتي وجَلالي لأُعذِّبنَّ مَن وَتر رسولي وصَفِيّي ؛ وانتَهكَ حُرمَتَه وقَتَلَ عترتَه ونبذَ عَهدَه وظَلَم أهل بَيْته (2) عذاباً لا اُعذِّبه أحداً من العالمَينَ ، فعند ذلك يَضِجّ كلُّ شيء في السّماوات والأرضين بلَعن مَن ظَلَم عِترتَك واستحلَّ حُرمَتك ، فإذا بَرزت تلك العِصابة إلى مضاجِعها تولّى الله عزَّوجلَّ قبض أرواحها بيده وهبط إلى الأرض ملائكة من السّماء السّابعة معهم آنِيةٌ من الياقوت والزُّمرُّد مملوءة من ماء الحياة وحُلَلٌ مِن حُلَلِ الجنّة وطيبٌ من طيب الجنّة ، فغَسّلوا جثثهم بذلك الماء وألبسوها الحلل وحَنّطوها بذلك الطّيب ، وصلَّت الملائكة صَفّاً صَفّاً عليهم ، ثمَّ يبعث الله قَوماً من اُمّتك لا يَعرِفُهم الكُفّار لم يشركوا في تلك الدِّماء بقولٍ ولا فعلٍ ولا نِيّة ، فيوارُون أجسامَهم ويقيمون رَسْماً لقبر سَيّد الشّهداء بتلك البطحاء يكون عَلَماً لأهل الحقّ ، وسَبباً للمؤمنين إلى الفَوز وتحفّه ملائكة من كلِّ سماء مائة ألف ملك في كلِّ يوم وليلة ، ويصلّون عليه ويطوفون عليه ويسبّحون الله عنده ويستغفرون الله لِمَن زارَه ويكتبون أسماءَ مَن يأتيه زائراً من اُمتك مُتقرّباً إلى الله تعالى وإليك بذلك ، وأسماء آبائهم وعَشائرهم وبُلدانهم ، ويوسِمون في وجوههم بِميسم (3) نور عرش اللهِ : « هذا زائر قبر خَيرِ الشُّهداء وابن خيرِ الأنبياء » ، فإذا كان يوم القيامه سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم
    __________________
    1 ـ اصطفق الأشجار اضطربت ، واهتزّتت بالرّيح والعود : تحرّكت أوتاره.
    2 ـ في بعض النّسخ : « أهله ».
    3 ـ الميسم : الحديدة أو الآلة الّتي يوسم بها.

    نور تغشى منه الأبصار يدلُّ عليهم ويعرفون به ، وكأنّي بك يامحمّد بيني وبين ميكائيل ، وعليُّ أمامنا ومعنا من ملائكة اللهِ ما لا يُحصىُ عَددُهم ، ونحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتّى ينجيهم الله مِن هول ذلك اليوم وشدائده ، وذلك حكم الله وعطاؤه لمن زارَ قبرَك يا محمّد أو قبرَ أخيك أو قبرَ سِبطيك لا يريد به غيرَ اللهِ عزَّوجلَّ ، وسَيجتهد (1) أناس ممّن حقّتْ عليهم اللّعنة مِن الله والسَّخَط أن يعفوا رَسْم ذلك القبر ويمحو أثره فلا يجعل الله تبارك وتعالى لهم إلى ذلك سبيلاً. ثمَّ قال رسول الله 6 : فهذا أبكاني وأحْزَنني ،
    قالت زَينب : فلمّا ضرب ابن مُلْجم ـ لعنه الله ـ أبي 7 ورأيت عليه أثَر الموت منه قلت له : يا أبة حدَّثتْني اُمُّ أيمن بكذا وكذا ، وقد أحببت أن أسمعه منك ، فقال : يا بنيّة الحديث كما حدَّثَتْك اُمُّ أيمن ، وكأنّي بك وببنات أهلِك سبايا (2) بهذا البلد أذِلاّء خاشعين تخافون أن يَتَخَطّفكم النّاس ؛ فصبراً صَبراً ، فوالَّذي فَلَق الحبَّة وبَرَءَ النَّسَمة ما لله على ظَهر الأرض يومئذٍ وليُّ غيرُكم وغيرُ مُحبّيكم وشيعتكم ، ولقد قال لنا رَسول الله 6 حين أخبرنا بهذا الخبر : أنَّ إبليس ـ لعنه الله ـ في ذلك اليوم يطِيرُ فَرحاً فيَجول الأرض كلّها بشياطينه وعَفارِيتِه فيقول : يا معاشِرَ الشّياطين قد أدركنا مِن ذُريّة آدم الطّلبة وبلغنا في هَلاكهم الغاية وأورثناهم النّار إلاّ مَن اعتصَمَ بهذه العِصابة ، فاجعلوا شغلكم بتشكيك النّاس فيهم وحملهم على عَداوتهم ، وإغرائهم بهم وأوليائهم حتّى تستحكمـ[ـوا] ضَلالة الخلق وكفرهم ، ولا ينجو منهم ناجٍ ، ولقد صدق عليهم إبليس وهو كَذوب ، أنّه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالِح ولا يضرّ مع محبّكم وموالاتكم ذَنبٌ غير الكبائر؛
    قال زائدة : ثمَّ قال عليُّ بن الحسين 8 بعد أن حدَّثني بهذا الحديث : خذه إليك ، أما لو ضربت في طلبه إباط الإبل حَولاً لكان قليلاً ] (3)
    __________________
    1 ـ في البحار : « سيجدّ ».
    2 ـ في بعض النّسخ : « نساء ».
    3 ـ في صحّة الحديث وعدم صحّته أقوال لا يسعنا ذكرها.

    رَجعنا إلى الأصل
    1 ـ أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولُوَيه القمّيُّ الفقيه ; قال : حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعة مشايخي 4 عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط قال : حدَّثني عبدالله بن أبي يَعفور « قال : سمعتُ أبا عبدالله 7 يقول لرجل مِن مَواليه : يا فلان أتزورُ قبر أبي عبدالله الحسين بن عليِّ 8؟ قال : نَعَم إني أزورُه بين ثلاث سنين أو سَنتين مرَّة ، قال له ـ وهو مصفرُّ الوجه ـ : أما واللهِ الَّذي لا إله إلاّ هو لَوْ زُرتَه لكان أفضل لك ممّا أنت فيه! فقال له : جُعلتُ فِداك أكلُّ هذا الفضل؟ فقال : نَعَم والله ، لو إنّي حدَّثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتمُ الحَجَّ رأساً وما حَجَّ منكم أحَدٌ ، ويحك أما تعلم أنَّ الله اتّخذ [بفضل قبره] كربلاء حَرَماً آمِناً مبارَكاً قبل أن يتّخذ مَكّة حَرَماً؟ قال ابن أبي يعفور : فقلت له : قد فرض اللهُ على النّاس حِجَّ البيت ولم يذكر زيارة قبر الحسين 7 فقال : وإن كان كذلك فإنَّ هذا شيء جعله الله هكذا ، أما سمعت قول أبي أمير المؤمنين 7 حيث يقول : إنَّ باطن القدم أحقُّ بالمسح من ظاهر القدم ولكنَّ الله فرض هذا على العِباد؟! أو ما علمتَ أنَّ الموْقف لو كان في الحَرَم كان أفضل لأجل الحَرَم ولكنَّ الله صنع ذلك في غير الحَرَم؟! ».
    2 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط ، عن عُمَرَ بن يزيدَ بيّاع السّابريّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنَّ أرض كعبة قالت : مَن مِثلي ؛ وقد بنى الله بيته على ظَهري ويأتيني النّاس من كلِّ فجِّ عَمِيق ، وجُعِلتُ حَرمَ الله وأمنه؟!! فأوحى الله إليها أن كفّي وقَرّي ؛ فَوَعِزَّتي وجَلالي ما فضل ما فضّلت به فيما أعطيت به أرض كربلاء إلاّ بمنزلة الإبرة غَمَسَت (1) في البَحر فحملت من ماء البحر ، ولو
    ____________
    1 ـ في بعض النّسخ : « غرست ».

    لا تُربة كربلاء ما فضّلتك ؛ ولو لا ما تضمّنتْه أرضُ كربلاء لما خلقتك ولا خلقتُ البيت الَّذي افتخرتِ به ؛ فقرِّي واستقرِّي وكوني دَنيّاً متواضعاً ذليلاً مَهيناً غير مُستَنكفٍ ولا مُستَكبرٍ لأرض كربلاء وإلاّ سُختُ بك (1) وهَوَيتُ بك في نار جهنّم ».
    وحدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليٍّ قال : حدَّثنا عبّاد أبو سعيد العُصْفُريّ ، عن عمرَ بن يزيد بيّاع السّابري ، عن جعفر بن محمّد 8 ـ وذكر مثله ـ.
    3 ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيّ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أبي سعيد العُصْفُريّ ، عن عَمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن أبي جعفر 7 « قال : خلق الله تبارك وتعالى أرض كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام ، وقدَّسها وبارَك عليها ، فما زالَتْ قبل خلْق الله الخلق مقدّسة مباركةً ، ولاتزال كذلك حتّى يجعلها الله أفضلَ أرْض في الجنّة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنّة ».
    4 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أبي سعيد ـ عن بعض رجاله ـ عن أبي الجارود « قال : قال عليُّ بن الحسين 8 : اتّخذ الله أرض كربلاء حَرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتّخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام ، وأنّه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها رفعتْ كما هي بتربتها نوارنيّة صافية ، فجعلت في أفضل رَوضة مِن رياض الجنَّة ، وأفضل مسكنٍ في الجنَّة ، لا يسكنها إلاّ النّبيّون والمرسلون ـ أو قال أولوا العزم مِن الرُّسل ـ وأنّها لتزهر بين رياض الجنّة كما يزهر الكوكب الدُّرّيّ بين الكواكب لأهل الأرض يغشي نورها أبصار أهل الجنَّة جميعاً ، وهي تنادي : أنا أرضُ الله المقدَّسة الطيِّبة المبارَكة الّتي تضمّنت سَيّد الشّهداء وسَيّد شباب أهل الجنّة ».
    __________________
    1 ـ ساخت بهم الأرض أي خسفت.

    حدَّثني أبي ; وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعة مشايخي ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليِّ ، عن عبّاد أبي سعيد العُصْفُريِّ ـ عن رَجل ـ عن أبي الجارود قال : قال عليُّ بن الحسين 8 ـ وذكر مثله ـ.
    5 ـ وروي « قال أبو جعفر 7 : الغاضِريّة هي البقعة الّتي كلّم الله فيها موسى بن عِمرانَ 7 ، وناجى نوحاً فيها ، وهي أكرم أرض الله عليه ، ولولا ذلك ما استودع الله فيها أولياءَه وأنبياءَه ، فزوروا قبورنا بالغاضِريّة ».
    6 ـ وقال أبو عبدالله 7 : « الغاضريّه تربةٌ من بيت المقدس (1) ».
    7 ـ وعنهما (2) بهذا الإسناد عن أبي سعيد العُصفريِّ ، عن حمّاد بن أيّوب ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين : « قال : قال رَسول الله 6 : يقبر ابني بأرض يقال لها : كربلاء ، هي البقعة الّتي كانت فيها قبّة الإسلام ، الّتي نجا الله عليها المؤمنين الّذين آمنوا مع نوح في الطّوفان ».
    8 ـ وبإسناده عن ابن ميثَم التّمّار (3) ، عن الباقر 7 « قال : مَن بات ليلة عرفة في كربلاء وأقام بها حتّى يعيد وينصرف وقاه الله شرّ سنته ».
    9 ـ وبهذا الإسناد عن عليِّ بن حَرب (4) ، عن الفضل بن يحيى ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله 7 « قال : زوروا كربلاء ولا تقطعوه ، فإنّ خير أولاد الأنبياء ضمنته ، ألا وإنَّ الملائكة زارَتْ كربلاء ألف عام من قبل أن يسكنه جَدِّي الحسين 7 ، وما مِن ليلة تمضي إلاّ وجبرئيل وميكائيل يزورانه ، فاجتهدْ يا يحيى أن لا تفقد من ذلك الموطن ».
    10 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة مشايخي 4 عن سعد بن عبدالله ،
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « من تربة بيت المقدس ». وهذه الأخبار مرسلات لا يحتجّ بها ، ولاُستاذنا الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ في مورد بيت المقدس والكعبة والكوفة كلامٌ في هامش الفقيه ، راجع ج 1 ص 233 و 234.
    2 ـ يعني محمّد بن قولويه وعليّ بن الحسين بن بابويه.
    3 ـ مشترك بين عمران الميثميّ وصالِح بن ميثم.
    4 ـ في بعض النّسخ : « علي بن حارث ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:47 pm

    عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن جعفر بن محمّد بن عبيدالله ، عن عبدالله بن ميمون القدَّاح ، عن أبي عبدالله 7 « قال : مرَّ أمير المؤمنين 7 بكربلاء في اُناس من أصحابه فلمّا مرَّ بِهَا اغْرَوْرَقَت عَيناهُ بالبكاء ، ثمَّ قال : هذا مناخُ رِكابهم وهذا مُلْقىُ رِحالُهم ، وهنا تُهْرَق دِماؤهم ، طوبى لك من تُربة عليك تُهرقُ دِماء الأحبَّة ».
    11 ـ حدَّثني أبي ، ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن متّيل ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن أسباط ، عن محمّد بن سِنان ـ عمّن حدّثه ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : خرج أمير المؤمنين عليٌّ 7 يَسيرُ بالنّاس حتّى إذا كان مِن كربلاء على مَسيرَة مِيل أو مِيلين تقدَّم بين أيديهم حتّى صار بمصارع الشُّهداء ، ثمَّ قال : قبض فيها مائتا نَبيٍّ ومائتا وَصيٍّ ومائتا سبطٍ ، كلّهم شُهداء بأتباعهم ، فطاف بها على بَغلَتِه خارجاً رِجله من الرِّكاب فأنشأ يقول : مَناخ رِكاب ومَصارعُ الشُّهداء ، لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم مَن أتى بعدهم » (1).
    __________________
    1 ـ ذكر ابن أعثم الكوفيّ المتوفّى 314 في كتابه المعروف بـ « الفتوح » في ذكر مسير عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلى صفّين كلاماً طويلاً ـ إلى أن قال : ـ « ثمَّ سار حتّى نزل بدير كعب فأقام هنالك باقي يومه وليلته. وأصبح سائراً حتّى نزل بكربلاء ، ثمَّ نظر إلى شاطيء الفرات وأبصر هنالك خَيلاً ، فقال : يا ابن عبّاس أتعرف هذا الموضع؟ فقال : لا يا أمير المؤمنين ما أعرفه ، فقال : أما! إنّك لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجاوزه حتّى تَبكي كبكائي ، قال : ثم بكى علي عليه السلام بكاء شديدا ، حتى اخضلّت لحيته بدموعه وسالت الدموع على صدره ، ثمّ جعل يقول : أواه! ما لي ولآل أبي سفيان! ثمّ التفت إلى الحسين عليه السلام فقال : أصبر ابا عبدالله! فلقد لقي أبوك منهم مثل الّذي تلقى مِن بَعدي.
    قال : ثمَّ جعل عليٌّ عليه السلام يجول في أرض كربلاء كأنّه يطلب شيئاً ، ثمّ نزل ودعا بماء فتوضّأ وضوء الصّلاة ، ثمّ قام فصلّى ما شاء أن يصلّي ، والنّاس قد نزلوا هُنالك من قرب نِينَوى إلى شاطىء الفرات ، قال : ثمّ خفق برأسه خفقة فنام وانتبه فزعاً فقال : يا ابن عبّاس ألا اُحدِّثك بما رأيتُ السّاعة في منامي؟! فقال : بلى يا أمير المؤمنين ، فقال : رأيت رجالاً بيض الوجوه ، في أيديهم أعلام بيض ، وهم متقلّدون بسيوف لهم ، فخطّوا حول هذه الأرض خطّة ، ثمَّ رأيت هذه النّخيل وقد ضربت بسعفها الأرض ، ورأيت نَهراً يجري بالدَّم العبيط ، ورأيت ابني الحسين و

    12 ـ حدَّثني أبي وجماعة مشايخي 4 عن محمّد بن يحيى العطّار
    __________________
    قد غرق في ذلك الدَّم وهو يستغيثُ فلا يُغاث ، ثمّ إنّي رأيت أولئك الرّجال البيض الوجوه الّذين نزلوا من السّماء وهو ينادون : صبراً آل الرّسول صبراً! فإنّكم تقتلون على أيدي أشرار النّاس ، وهذه الجنّة مشتاقة إليك يا ابا عبدالله ، ثمّ تقدَّموا إليَّ فعزوني وقالوا : أبشر يا أبا الحسن فقد أقرَّ الله عينك بابنك الحسين غداً يوم يقوم النّاس لربّ العالمين ، ثمّ إنّي انتبهت؛ فهذا ما رأيت فوالّذي نفس علي بيده لقد حدَّثني الصّادق المصدّق أبو القاسم صلى الله عليه وآله وسلم أنّي سأرى هذه الرؤيا بعينها في خروجي إلى قتال أهل البغي علينا ، وهذه أرض كربلاء الّتي يدفن فيها ابني الحسين وشيعته وجماعة من ولد فاطمة بنت محمّد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنّ هذه البقعة المعروفة في أهل السّماوات تذكر بأرض كرب وبلاء ، وليحشرنّ منها قوم يدخلون الجنّة بلا حساب.
    ثمّ قال : يا ابن عبّاس اطلبْ لي حولها صِيران الظّباء ، فطلبها ابن عبّاس وجدها ، ثمّ قال : يا أمير المؤمنين قد أصبتها ، فقال علي عليه السلام : الله أكبر! صدق الله ورسوله.
    ثمّ قام علي عليه السلام يهرول نحوها حتى وقف عليها ، ثمّ أخذ قبضة من بعر الظّباء فشمّها ، فإذا لها لون كلون الزَّعفران ورائحة كرائحة المِسك ، فقال عليُّ عليه السلام : نعم هي هذه بعينها ، ثمّ قال : أتعلم ما هذه يا ابن عبّاس؟ قال : لا يا أمير المؤمنين ، فقال : إنّ مسيح عيسى ابن مريم قد مرَّ بهذه الأرض ومعه الحواريّون ، فشمَّ هذه البَعر كما شممته ، وأقبلت إليه الظّباء حتّى وقفت بين يديه ، فبكى عيسى وبكى معه الحواريّون ، وهم لا يدرون لماذا يبكي عيسى عليه السلام ، فقالوا : يا روح الله ما يُبكيك؟ ولماذا اختلست ههنا؟ فقال لهم : أتعلمون ما هذه الأرض؟ قالوا : لا يا روح الله ، فقال : هذه أرض يقتل عليها فرخ الرَّسول أحمد المصطفى ، وفرخ ابنته الزّهراء قرينة الطّاهرة البتول مريم بنت عِمران ، ـ إلى أن قال : ـ
    قال ابن عبّاس : فلمّا رجع عليّ عليه السلام من صِفّين وفرغ من أهل النّهروان دخل عليه الأعور الهَمدانيّ ، فقال له عليُّ عليه السلام : يا حارث أعَلِمتَ أنّي منذ البارحة كئيب حزين فزع وَجِل؟ فقال الحارث : ولم ذاك يا أمير المؤمنين؟ أندماً منك على قتال أهل الشّام وأهل البصرة والنَّهروان؟ فقال : لا ، ويحك يا حارث وإنّي بذلك مَسرور ، ولكنّي رأيت في منامي أرض كربلاء ، ورأيت ابني الحسين مذبوحاً مطروحاً على وجه الأرض ، ورأيت الأشجار منكبة ، والسّماء مصدّعة ، والرّحال متطأمنة ، وسمعت منادياً ينادي بين السّماء والأرض وهو يقول : أفزعتمونا يا قتلة الحسين أفزعكم الله وقتلكم ، ثمَّ إنّي انتبهت وأنا منه على وَجَل لما رأيت ، فقال له الحارث : كلاّ يا أمير المؤمنين ، لا يكون إلاّ خيراً ، فقال له عليّ عليه السلام : هيهات يا حارث سبقتْ كلمة الله ونفذ قضاؤه ، وقد أخبرني حبيبي محمّد عليه السلام أنْ ابني يقتله يزيد ـ زاده الله في النّار عذاباً. ( راجع الفتوح ج 1 ص 571 إلى 574 ، طبع دار الكتب العلميّة : بيروت ـ لبنان )

    عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سِنان ، عن عَمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن ابي جعفر 7 « قال : خلق الله تعالى كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام ، وقدّسها وبارك عليها ، فما زالتْ قبل أن يخلق الله الخلق مقدّسة مباركة ، ولا تزال كذلك ، ويجعلها أفضل أرضٍ في الجنَّة ».
    13 ـ وروى هذا الحديث جماعة مشايخنا 4 : أبي ؛ وأخي ؛ وغيرهم ، عن أحمدَ بن إدريسَ ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عليٍّ ، عن أبي سعيد العُصْفُريِّ ، عن عَمرو بن ثابت أبي المِقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر 7 مثله ، وزاد فيه : « وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنَّة ».
    حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وعليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليٍّ قال : حدّثنا عبّاد أبو سعيد العُصْفُريُّ ، عن عَمْرِو بن ثابِت أبي المِقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر 7 ـ وذكر مثله مع الزِّيادة ـ.
    14 ـ حدَّثني أبي ; عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمّد بن عليٍّ قال : حدَّثنا عبّاد أبو سعيد العُصْفُريّ ، عن صَفوانَ الجمّال « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : إنَّ اللهَ تبارَك وتعالى فضّل الأرضين والمياه بعضها على بعضٍ ، فمنها ما تفاخَرَتْ ومنها ما بَغَتْ ، فما مِنْ ماءٍ ولا أرض إلاّ عوقبت لتركها التَّواضع لله حتّى سلّط اللهُ المشركينَ على الكَعبة ، وأرسل إلى زَمزم ماءً مالحاً حتّى أفسد طعمَه ، وإنَّ أرض كربلاء وماء الفُرات أوَّلُ أرض وأوَّلُ ماء قدَّس اللهُ تبارك وتعالى ، فباركَ الله عليهما فقال لها : تكلّمي بما فضّلك الله تعالى فقد تفاخرتِ الأرضون والمياه بعضها على بعض؟! قالت : أنا أرض الله المقدَّسة المباركة ؛ الشِّفاء في تُربتي ومائي ، ولا فخر ، بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك ، ولا فخر على مَن دوني ، بل شُكراً لله. فأكرمها وزاد في تواضعها (1) وشكرها الله بالحسين 7 وأصحابه ، ثمَّ قال أبو عبدالله 7 : مَن تواضع لله رَفَعَهُ الله و
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « وزادها لتواضعها ».

    مَن تكبّر وَضعه الله تعالى ».
    الباب التّاسع والثّمانون
    ( فضل الحائر وحُرْمَته )
    1 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبدالله بن محمّد ابن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن عمّار « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : موضعُ قبرِ الحسين بن عليٍّ 8 منذ يوم دُفِنَ فيه رَوْضَةٌ من رِياض الجنَّة ، وقال : موضع قبر الحسين 7 تُرْعَةٌ من تُرَع الجَنّة (1) ».
    2 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطينيِّ ، عن محمّد بن إسماعيل البصريِّ ـ عمّن رواه ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : حُرْمةُ قبر الحسين فرسخ في فرسخ من أربعة جَوانبه ».
    3 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ; عن سَلَمة بن الخطّاب ، عن منصور بن العبّاس ـ يرفعه إلى أبي عبدالله 7 ـ « قال : حَريم (2) قبر الحسين 7 خمس فراسخ من أربعة جَوانِبِ القبر ».
    4 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاقَ بن عمّار « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : إنَّ لموضع قبر الحسين بن عليٍّ 8 حرمةً معلومة ، مَن عَرفها واستجار بها اُجير ، قلت : فَصِفْ لي مَوضِعَها جُعِلتُ فِداك ، قال : أمسح من موضع قبره اليوم ، فامسح خمسة وعشرين ذِراعاً مِن ناحية رِجلَيه وخمسة وعشرين ذراعاً ممّا يلي وَجهَه ، وخمسة وعشرين ذراعاً مِن خَلْفَه ، وخمسة وعشرين ذراعاً مِن ناحية
    __________________
    1 ـ قال في النّهاية : فيه : « إنّ منبري على تُرْعة من تُرَع الجنَّة » ، التُّرْعة في الأصل : الرّوضة على المكان المرتفع خاصّة ، فإذا كانت في المطمئنّ فهي روضة. قال القتيبيّ : معناه أنّ الصّلاة والذّكر في هذا الموضع يؤدّيان إلى الجنّة ، فكأنّه قطعة منها ـ انتهى.
    2 ـ في بعض النّسخ : « حرم ».

    رأسِه ، وموضع قبره مُنذ يوم دُفِنَ رَوضةٌ من ريِاض الجنَّة ، ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زوَّاره إلى السّماء ، فليس ملكٌ ولا نَبيٌّ في السَّماوات إلاّ وَهُم يسألون ـ الله أنْ يأذن لهم في زيارة قبر الحسين 7 ، فَفَوجٌ ينزل وفَوجٌ يعرج ».
    5 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة مشايخي 4 عن سعد بن عبدالله ، عن هارون بن مسلم ، عن عبدالرَّحمن الأشعَث ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاريّ ، عن عبدالله بن سِنان ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سَمعتُه يقول : قبر الحسين 7 عِشرون ذِراعاً في عِشرين ذِراعاً مُكسَّراً رَوضةٌ من رياض الجنَّة ـ وذكر الحديث ـ ».
    وعنه ، عن سعد ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن عليٍّ الوشّاء ، عن إسحاقَ بنِ عَمّار ، عن أبي عبدالله 7 ـ مثله.
    الباب التّسعون
    ( إنَّ الحائر مِن المواضع الَّتي يحبُّ الله أنْ يُدعىُ فيها )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن سَهل بن زياد ، عن أبي هاشم الجعفريِّ (1) « قال : بعث إليَّ أبو الحسن 7 في مرضه ؛ وإلى محمّد بن حَمزة ، فسبقني إليه محمّد بن حمزة فأخبرني أنّه ما زال يقول : ابعثوا إلى الحائر (2) [ابعثوا إلى الحائر] ، فقلت لمحمّد : ألا قلت : أنا أذهب إلى الحائر؟!
    ثمّ دخلت عليه فقلت له : جُعِلتُ فِداك أنا أذهب إلى الحائر ، فقال : انظروا
    __________________
    1 ـ هو داود بن القاسم بن إسحاق بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب أبو هاشم الجعفري رحمه الله ، من أهل بغداد ، جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمّة علهيم السلام ، وقد شاهد الجواد والهادي والعسكريّ عليهم السلام. ( جش ، ست ، صه )
    2 ـ أي ابعثوا رجلاً إلى حائر الحسين عليه السلام يدعو لي ويسأل الله شفائي عنده. ( البحار )

    في ذلك (1) ، ثمَّ قال : إنَّ محمّداً ليس له سِرٌّ مِن زيد بن عليٍّ (2) ، وأنا أكره أن يسمع ذلك ، قال : فذكرت ذلك لِعليِّ بن بلال ، فقال : ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر!
    فقدمت العَسكر فدخلت عليه ، فقال لي : أجلس ـ حين أردت القيام ـ ، فلمّا رأيته أنِسَ بي ذكرتُ قول عليّ بن بِلال ، فقال لي : ألا قلت له : إنَّ رسول الله 6 كان يطوف بالبيت ويقبّل الحَجر ، وحرمة النَّبيّ 6 والمؤمن أعظم من حُرمَة البيت ، وأمره الله أن يقِفَ بَعَرَفَة ، إنّما هي مواطن يحبُّ الله أن يذكر فيها ، فأنا اُحبُّ أن يُدعى لي حيث يحبُّ الله أن يُدعىُ فيها ، والحائر مِن تلك المواضع ».
    2 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ؛ وجماعة ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي هاشم الجعفريّ « قال : دخلت أنا ومحمّد بن حمزةَ عليه (3) نعوده وهو عَليل ، فقال لنا : وجّهوا قوماً إلى الحائر مِن مالي ، فلمّا خرجنا من عنده قال لي محمّدُ بن حمزةَ : المشير يوجّهنا إلى الحائر وهو بمنزلة مَن في الحائر ، قال : فعدتُ إليه فأخبرته ، فقال لي : ليس هو هكذا ، إنَّ لله مواضع يحبُّ أن يعبد فيها ، وحائر الحسين 7 مِن تلك المواضع ».
    3 ـ قال الحسين بن أحمدَ بن المغيرة : وحدَّثني أبو محمّد الحسن بن أحمد بن عليٍّ الرَّازيّ المعروف بالوهورديُّ (4) بنيسابور بهذا الحديث ، وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثين الأوّلين ، أحببت شرحه في هذا الباب لأنّه منه :
    قال أبو محمّد الوهورديُّ : حدَّثني أبو عليٍّ محمّد بن همّام ; قال : حدَّثني محمّد الحميريُّ قال : حدَّثني أبو هاشم الجعفريُّ « قال : دخلت على أبي الحسن عليِّ بن محمّد 8 وهو محمومٌ عَليلٌ ، فقال لي : يا ابا هاشم ابعث رَجلاً
    __________________
    1 ـ قيل : أي تفكّروا وتدبّروا فيه بأن يقع على وجه لا يطّلع عليه أحدٌ للتّقية.
    2 ـ « إنّ محمّداً » يعني ابن حمزة ، « ليس له سرّ » أي حصانة ، بل يفشي الأسرار. ( البحار )
    3 ـ يعني أبا الحسن العسكري عليه السلام.
    4 ـ في البحار : « بالرّهورديّ ».

    مِن موالينا إلى الحائر يدعو الله لي ، فخرجتُ من عِنده فاستقبلني عليُّ بن بِلال فأعلمتُه ما قال لي ، وسألته أن يكون الرَّجل الّذي يخرج ، فقال : السّمع والطّاعة ولكنّي أقول : أنّه أفضل مِن الحائر إذ كان بمنزلة مَن في الحائر ، ودعاؤه لنفسه أفضل مِن دعائي له بالحائر!
    فأعلمته 7 ما قال ، فقال لي : قل له : كان رَسولُ الله 6 أفضل من البيت والحَجر ، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر ، وإنَّ لله تعالى بِقاعاً يحبّ أن يُدعى فيها فيستجيب لمن دَعاه ، والحائر منها ».
    الباب الحادي والتّسعون
    ( ما يستحبُّ مِن طين قبر الحسين عليه السلام وأنَّه شِفاءٌ )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليِّ بن فضّال ، عن كِرام (1) ، عن ابن أبي يَعْفور « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : يأخذ الإنسان من طِين قبر الحسين 7 فيتنفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به؟ فقال : لا؛ واللهِ الَّذي لا إله إلاّ هو ما يأخذه أحَدٌ وهو يَرى أنَّ الله ينفعه به إلاّ نفعه الله به ».
    2 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله البرقيِّ ـ عن بعض أصحابنا ـ « قال : دفعت إليَّ امرءة غَزْلاً فقالت : ادفعه إلى حجبة مَكّة ليخاط به كِسوة الكعبَة ، قال : فكرهت أن أدفعه إلى الحَجَبة وأنا أعْرِفهم ، فلمّا أن صِرنا إلى المدينة دَخلْتُ على أبي جعفر 7 فقلت له : جُعِلتُ فِداك إنَّ امرءة أعطَتْني غَزْلاً فقالت : ادفعه بمكّة ليخاط به كِسوة الكعبة ؛ فكرهت أن أدفعه إلى الحَجَبة ،
    __________________
    1 ـ هو عبدالكريم بن عمرو الخثعميّ الملقّب بـ « كرام » بكسر الكاف وتخفيف الرّاء المهملة. روى عن الصّادق والكاظم عليهما السلام.

    فقال : اشتر به عَسَلا وزَعفَران ، وخذ مِن طِين قبر الحسين 7 واعْجنه بماء السَّماء واجعل فيه من العَسَل والزَّعْفَران وفرِّقه على الشّيعة ليداووا به مَرضاهم ».
    3 ـ حدَّثني أبي ، عن سَعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيلَ البَصريّ ، ولقبه فهد ـ عن بعض رِجاله ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : طين قبر الحسين 7 شِفاءٌ من كلِّ داءٍ ».
    4 ـ وعنه ، عن سَعد بن عبدالله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سليمانَ البَصريّ ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله 7 « قال : في طين قبر الحسين 7 الشِّفاء مِنْ كلِّ داءٍ ، وهو الدَّواء الأكبر ».
    5 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ـ عن شيخ من أصحابنا ـ عن أبي الصَّبّاح الكِنانيِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : طين قبر الحسين 7 شَفاه وإنْ اُخذ على رأس ميل ».
    6 ـ وروي عن أبي عبدالله 7 « قال : مَن أصابتْه علَّةٌ فبَدَء بطِين قبر الحسين 7 شَفاه اللهُ مِن تِلك العِلَّة إلاّ أن تكون عِلّة السّام (1) ».
    7 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البَصريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدَّثنا مُدْلِج ، عن محمّد بن مسلم « قال : خرجت إلى المدينة وأنا وَجِعٌ ، فقيل له : محمّد بن مسلم وَجِعٌ ، فأرسل إليَّ أبو جعفر 7 شِرْباً مع غُلام مغطّى بمِنْديل ، فناولنيه الغلام وقال لي : اشربه ؛ فإنّه قد أمرني أن لا ابرح حتّى تشربه ، فتناولته فإذا رائحة المسك منه ، وإذا بشرابٍ طيِّب الطَّعم بارد ، فلمّا شَرِبْتُه قال لي الغلام : يقول لك مولاك : إذا شربته فتعال.
    ففكّرت فيما قال لي وما أقدرُ علَى النُّهوض قبل ذلك على رِجلي ، فلمّا استقرّ الشّراب في جَوْفي فكأنّما نشطتُ (2) مِن عِقال ، فأتيتُ بابه فاسْتأذنتُ عليه
    __________________
    1 ـ السّام هنا بمعنى الموت.
    2 ـ كذا في النّسخ ، والصّواب : « فكأنّي اُنشط » من باب الإفعال ، كما يأتي.

    فصوّت بي : صحّ الجسم أُدخل! فدَخَلتُ عليه وأنا باكٍ ، فسلّمت عليه وقبّلت يدَه ورأسَه ؛
    فقال لي : وما يُبكيك يا محمّد؟! قلت : جُعِلتُ فِداك أبكي على اغترابي وبُعْدِ الشُقَّة وقِلَّة القُدْرَة على المَقام عندَك أنظر إليك ،
    فقال لي : أمّا قلّة القُدرَة فكذلك جعل اللهُ أولياءَنا وأهلَ مودَّتنا ، وجعل البَلاء إليهم سَريعاً ، وأمّا ما ذكرت من الغُرْبة ، فإنَّ المؤمن في هذه الدُّنيا غريب وفي هذا الخلق المنكوس ، حتّى يخرج مِن هذه الدَّار إلى رحمة الله ، وأمّا ما ذكرت من بُعدِ الشُّقَّة فلك بأبي عبدالله 7 اُسْوَة بأرض نائية عنّا بالفُرات ، وأمّا ما ذكرتَ مِن حُبِّك قُرْبنا والنَّظر إلينا ؛ وأنّك لا تَقدِر على ذلك ، فاللهُ يعلم ما في قلبك وجَزاؤك عليه؛
    ثمّ قال لي : هل تأتي قبر الحسين 7؟ قلت : نَعَم ؛ على خوف ووَجَل ، فقال : ما كان في هذا أشدُّ فالثَّوابُ فيه على قَدْرِ الخَوف ، ومَن خاف في إتيانه أمِنَ الله رَوعَته يَومَ يقومُ النّاس لِرَبِّ العالمين ، وانْصَرَفَ بالمغفرةِ ، وسَلَمَتْ عليه الملائكة ، ورآه النَّبيُّ (1) 6 وما يصنع ، ودعا له : وانقلب بنعمةٍ من الله وفَضلٍ لم يَمْسَسْه سُوءٌ واتّبعَ رَضوانَ الله ؛
    ثمَّ قال لي : كيف وَجدتَ الشَّراب؟ فقلت : أشهد أنّكم أهل بيت الرَّحمة وأنّك وصيّ الأوصياء ، ولقد أتاني الغلام بما بعثته وما أقدرُ على أن استقلَّ على قدمي ، ولقد كنتُ آيساً مِن نفسي ، فنالني الشَّراب فشَرِبتُه فما وَجَدتُ مثلَ رِيحه ولا أطيبَ مِن ذَوقِه ولا طَعْمِه ولا أبرَد منه ، فلمّا شَربتُه قال لي الغلام : إنّه أمرني أن أقولَ لك : إذا شربته فَاقبَلْ إليَّ ؛ وقد علمتُ شِدَّةَ ما بي ، فقلت : لأذهبنَّ إليه ولو ذَهَبَتْ نفسي ، فأقبلتُ إليك فكأنّي اُنشطت مِن عِقال ، فالحمد ‏للهِ الَّذي جعلكم رَحمةً لِشيعتكم [ورَحمة عليَّ]؛
    فقال : يا محمّد إنّ الشَّراب الَّذي شَرِبته فيه من طِينَ قبر الحسين 7 (2) ،
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « زار النّبيّ ».
    2 ـ في البحار : « فيه من طين قبور آبائي ».

    وهو أفضل ما استشفي به ، فلا تَعدل به ، فإنّا نَسقيه صبياننا ونساءَنا فنَرى فيه كلَّ خير ، فقلت له : جُعِلتُ فِداك إنّا لنأخذ منه ونستشفي به؟ فقال : يأخذه الرَّجل فيخرجه مِنَ الحائر وقد أظهره فلا يمرُّ بأحدٍ من الجنِّ به عاهَةٌ ، ولا دابّةٍ ولا شيءٍ فيه آفةٌ إلاّ شَمّه فتذهب بَرَكته فيصير بَرَكته لغيره ، وهذا الَّذي نتَعالج (1) به ليس هكذا ، ولولا ما ذكرت لك ما يمسح به (2) شيءٌ ولا شُرِبَ منه شيءٌ إلاّ أفاق مِن ساعته ، وما هو إلاّ كحَجَر الأسوَد أتاه صاحبُ العاهات والكفر والجاهليّة ، وكان لا يتمسّح به أحَدٌ إلاّ أفاق ، وكان كأبيض ياقوتة فَأسْوَدَّ حتّى صار إلى ما رأيت ، فقلت : جُعِلت فِداك وكيف أصنع به؟ فقال : تصنع به مع إظهارك إيّاه ما يصنع غيرك تَستخفّ به فتطرحه في خُرجِك وفي أشياءَ دَنِسة فيذهب ما فيه ممّا تريده له (3) ، فقلت : صدقتَ جُعلتُ فداك ، قال : ليس يأخذه أحَدٌ إلاّ وهو جاهل بِأخذِه ولا يكادُ يسلم بالنّاس ، فقلتُ : جُعِلتُ فِداك وكيف لي أن آخذه كما تأخذ[ه]؟ فقال لي : اُعطيك منه شيئاً؟ فقلت : نَعَم ، قال : إذا أخذته فكيف تصنع به؟ فقلت : أذهب به معي ، فقال : في أيِّ شيءٍ تَجعلُهُ؟ فقلت : في ثيابي ، قال : فقد رَجَعْتَ إلى ما كنتَ تَصنَع ، أشرَب عندنا منه حاجَتَك ولا تَحمِله ، فإنّه لا يسلم لك ، فسقاني منه مرَّتين ، فما أعلم أنّي وجدتُ شيئاً ممّا كنتُ أجدُ حتّى انصرفت ».
    8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الخَيبريّ ، عن أبي وَلاّد ، عن أبي بكر الحَضرَميّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : لو أنَّ مريضاً مِن المؤمنين يعرف حَقَّ أبي عبدالله 7 (4) وحُرْمَتَه ووِلايَتَه أخذَ مِن طِين قبرِه مثل رأس أنملَة كان له دَواء ».
    * * * * *
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « يتعالج ».
    2 ـ في البحار : « ما تمسّح به ».
    3 ـ في البحار : « ممّا تريد به ».
    4 ـ المراد به السِّبط الشَّهيد المُفَدَّى الحسين عليه السلام.

    الباب الثّاني والتّسعون
    ( إنّ طين قبر الحسين عليه السلام شفاء وأمان )
    1 ـ حدَّثني أبي ؛ وجماعة 4 عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى ـ عن رَجل ـ « قال : بعث إليّ أبو الحسن الرّضا 7 من خراسان ثياب رِزَم (1) وكان بين ذلك طِينٌ ، فقلت للرَّسول : ما هذا؟ قال : طين قبر ـ الحسين 7 ؛ ما كان يوجِّه شيئاً من الثِّياب ولا غيره إلاّ ويجعل فيه الطِّين ، وكان يقول : هو أمانٌ بإذنِ الله » (2).
    2 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سَعدانَ ، عن عبدالله بن القاسم ، عن الحسين بن أبي العلاء « قال : سمعتُ أبا عبدالله 7 يقول : حنّكوا أولادَكم بتربة الحسين 7 فإنّه أمان ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أيّوب بن نوح ، عن عبدالله بن المغِيرة قال : حدَّثنا أبو اليَسَع « قال : سأل رَجلٌ أبا عبدالله 7 ـ وأنا أسمع ـ قال : آخُذُ من طِين قبر الحسين ويكون عندي أطلبُ بَرَكته؟ قال : لا بأس بذلك ».
    4 ـ وعنه ، عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن موسى الورَّاق ، عن يونس ، عن عيسى بن سُليمان ، عن محمّد بن زياد ، عن عمّته « قالت : سَمعت أبا عبدالله 7 يقول : إنَّ في طِين الحائر الَّذي فيه الحسين 7 شِفاءً مِن كلِّ داءٍ وأماناً من كلِّ خوف ».
    ____________
    1 ـ الرِّزْمَة ـ بالكسر ـ : ما شُدّ في ثوبٍ واحدٍ ، جمعها رِزَم. والخبر مذكور في التّهذيب مع زيادة ، وفيه : « بعث إليَّ أبو الحسن عليه السلام رزم ثياب ». ( راجع التّهذيب ج 8 باب أحكام الطّلاق ح 39 ).
    2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : يدلّ الخبر على استحباب جعل التّربة بين الأمتعة لحفظها ، وأنّه لا ينافي احترامها. ( ملاذ الأخيار ).

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:48 pm

    5 ـ حدَّثني أبي ; عن أحمدَ بن إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ البوفكيِّ ، عن يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عيسى بن سليمان ، عن محمّد بن مارِد ، عن عَمّته « قالت : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : إنَّ في طِينِ الحائر الَّذي فيه الحسين 7 شِفاءً من كلِّ داءً وأماناً من كلِّ خَوف ».
    6 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ ، عن الخَيبريِّ ، عن أبي وَلاّد ، عن أبي بكر الحَضرَميِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : لو أنَّ مريضاً مِن المؤمنين يَعرِف حَقَّ أبي عبدالله 7 وحُرْمته وولايته اُخذ له من طِين قَبره على رأس ميل كان له داوءً وشفاءً ».
    الباب الثّالث والتّسعون
    ( من أين يؤخذ طين قبر الحسين عليه السلام وكيف يؤخذ )
    1 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ، عن الحسن بن عليِّ ، عن يونس بن رَبيع ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إنَّ عند رأس الحسين بن عليٍّ 8 لتربة حَمراء فيها شِفاء من كلِّ داءٍ إلاّ السّام (1) ، قال : فأتينا القبر بَعْدَ ما سَمعنا هذا الحديث فاحتفرنا عند رأس القبر ، فلمّا حفرنا قدرَ ذِراع انحدرت علينا من رأس القبر مثل السِّهلَة (2) حَمراء قدر دِرهم فحملناه إلى الكوفة فمزجناه وخَبَئناه (3) ، فأقبلنا نعطي النّاس يَتداوون به ».
    2 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ؛ وعليُّ بن الحسين؛ عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن رِزق الله بن العَلاء ، عن سليمان بن عَمْرو والسَّرَّاج ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : يؤخذ طين قبر الحسين 7 من عند القبر على قدر سَبعين باعاً » (4)
    __________________
    1 ـ أي الموت ، كما مرّ.
    2 ـ السّهلة ـ بالكسر ـ : ترابٌ كالرّمل يجيء به الماء.
    3 ـ أي جعلناه مستوراً.
    4 ـ الباع قدر مدّ اليدين.

    3 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن عليِّ بن إبراهيمَ ، عن إبراهيم بن إسحاقَ النّهاونديِّ ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاريِّ ، عن عبدالله بن سِنان ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا تَناوَلَ أحَدُكم مِن طينَ قبر الحسين فليقل :
    « اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُك بحقِّ المَلَكِ الَّذي تَناوَلَهُ ، وَالرَّسُولَ الَّذي بَوَّأَهُ ، وَالْوَصِيِّ الَّذي ضُمِّنَ فيهِ ، أنْ تجعَلَهُ شِفاءً مِن كُلِّ داءٍ ( ـ كذا وكذا ـ ) ويسمّي ذلك الدَّاء » (1).
    4 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمةَ ، عن عليِّ بن الرّيّان بن الصَّلت ، عن الحسين بن أسد ، عن أحمدَ بن مُصْقَلَة ، عن عمّه ، عن أبي جعفر الموصليّ « أنّ أبا جعفر 7 قال : إذا أخذت طين قبر الحسين فقل :
    « اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَةِ ، وَبِحقِّ المَلَكِ المُوَكِّلِ بِها ، وَالملكِ الَّذِي كَرَبها (2) ، وَبِحَقِّ الْوَصيِّ الَّذِي هُوَ فيها ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ هذا الطِّين شِفاءً مِن كلِّ داءٍ وَأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ » ،
    فإن فعل ذلك كان حتماً شفاءً [له] مِن كلِّ داء ، وأماناً من كلِّ خَوف ».
    5 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن جدِّه عليِّ بن مَهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدّثنا أبو عمرو شيخ من أهل الكوفة ، عن أبي حمزة الثُّماليِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : كنت بمكّة ـ وذكر في حديثه ـ قلت : جُعِلتُ فِداك إنّي رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحائر ليستشفون به؛ هل في ذلك شَيءٌ ممّا يقولون من الشِّفاء؟ قال : قال : يُستَشفى بما بينه وبين القبر على رأس أربعة أميال ، وكذلك قبر جَدِّي رَسول الله 6 ، وكذلك طِين قبر الحسن وعليٍّ ومحمّد (3) ، فَخُذْ منها فإنّها شِفاءٌ مِن
    __________________
    1 ـ في مصباح الطّوسي رحمه الله عن ابن سنان مثله وفيه : « بحقّ الملك الّذي تناول ، والرّسول الّذي نزّل » ورواية ابن قولويه أصوب. ( البحار )
    2 ـ كربها أي حفرها ، من قولهم : كربت الأرض ، ويحتمل أن يكون بتشديد الرّاء والباء للتّعدية ، أي أخذها ورجع بها إلىُ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم كما في ساير الأدعية. ( البحار )
    3 ـ فيه كلام ، وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : « ما تضمّنه الخبر من جواز الاستشفاء.

    كلِّ سُقْم ، وجُنّةٌ ممّا يُخاف ولا يَعدِلُها شيءٌ من الأشياء الّتي يستشفى بها إلاّ الدُّعاء ، وإنّما يفسدها ما يخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين لِمَن يُعالِج بها ، فأمّا مَن أيقنَ أنّها له شِفاء إذا يعالِج بها كَفَتْه بإذن اللهِ من غَيرها ممّا يتعالِج به ، ويفسدها الشّياطين والجنُّ من أهل الكفر مَن هم يتمسّحون بها ، وما تمرُّ بشيء إلاّ شمّها ، وأمّا الشّياطين وكفّار الجنِّ فإنّهم يَحسدون بني آدم عليها فيتمسّحون بها فيذهب عامّة طِيبها ، ولا يُخرَجُ الطّين مِنَ الحائر إلاّ وقد استعدّ له ما لا يحصى منهم وأنّه لفي يد صاحبها (1) ، وهم يتمسّحون بها ، ولا يقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحائِر ولو كان مِنَ التُّربة شيءٌ يَسلمُ ما عولِج به أحدٌ إلاّ بَرِئ مِن ساعته ، فإذا أخذتَها فَاكتُمْها ، وأكثِرْ عليها من ذكر الله تعالى ، وقد بلغني أنَّ بعضَ مَن يأخذ مِن التُّربة شيئاً يستخفُّ به حتّى أنَّ بعضهم ليطرحها في مِخْلاة الإبل والبَغل والحِمار أو في وِعاءِ الطّعام وما يمسح به الأيدي من الطّعام ، والخُرَج والجَوالق! فكيف يستشفي به مَن هذا حاله عنده؟! ولكنَّ القلب الّذي ليس فيه [الـ]ـيقينُ من المُستَخفِّ بما فيه صلاحه يفسد عليه عَمله ».
    6 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن رزق الله بن العَلاء ، عن سليمان بن عَمرٍو السَّرَّاج ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : يؤخذ طين قبر الحسين 7 مِن عند القبر على سبعين باعاً في سبعين باعاً ».
    7 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد (2) ـ رفعه ـ « قال : قال :
    __________________
    بتربة غير الحسين عليه السلام مخالفٌ لسائر الأخبار وما ذهب إليه الأصحاب ، ولعلّه محمولٌ على الاستشفاء بغير الأكل من الاستعمالات ، كالتّمسّح بها وحملها معه » ، وقال العلاّمة الأمينيّ ( ره ) مثله.
    1 ـ في بعض النّسخ : « ما لايحصى منهم والله إنّها لفي يدي صاحبها ـ إلخ ».
    2 ـ هو أبو الحسن عليّ بن محمّد بن إبراهيم بن أبان الرّازيّ المعروف بـ « علاّن » وهو من مشائخ الكليني ( ره ) ، وما في بعض النسخ : « عليّ بن محمّد بن عليّ » سهو من النّسّاخ. والخبر مذكور في الكافي ، راجع ج 4 ص 588 ح 7.

    الختم على طين قبر الحسين 7 أن يقرءَ عليه : « إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ » » (1).
    8 ـ وروي إذا أخذته فقل : « اللهُمّ (2) بِحقّ هذِهِ التُربَةِ الطاهِرَةِ ، وبِحَقِّ البُقعَةِ الطَّيِّبةِ ، وَبحقِّ الْوَصيِّ الَّذي تواريهِ (3) ، وَبحقِّ جَدِّهِ وَأبيهِ ، وَاُمِّهِ وَأخيهِ ، وَالمَلائِكَةِ الَّذِين يَحُفُّونَ بِهِ (4) ، والملائكةِ الْعُكُوفِ عَلى قَبْرِ وَليّك ، يَنْتَظِرُونَ نَصْرَهُ صَلّى الله عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ ، اجْعَلْ لي فيهِ شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ ، وَأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ ، وَغِنىً مِنْ كُلِّ فَقْرٍ (5) ، وَعِزّاً مِنْ كُلِّ ذُلٍّ ، وأوْسِعْ بِهِ عَليَّ في رِزقي ، وَأصِحَّ بِهِ جِسْمي ».
    9 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حَمّاد البَصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ـ عن رَجل من أهل الكوفة ـ « قال : قال أبو عبدالله 7 : حريم قبر الحسين 7 فرسخ في فرسخ في فرسخ في فرسخ (6) ».
    10 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم الموسويِّ ، عن عُبيدالله بن نَهيك ، عن سَعد بن صالِح (7) ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي المغِيرَة (Cool ، ـ عن بعض أصحابنا (9) ـ « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : إنّي رَجلٌ كثير العِلل والأمراض ، وما تركت دواءَ إلاّ وقد تداويت به؟ فقال لي : فأين أنت عن تُربة الحسين 7
    __________________
    1 ـ قال الفيض رحمه الله : لعلّ المراد بالختم عليه ما يتمّ به فائدته ويختمها. قال الجوهريّ : « قوله تعالى : « خِتامُهُ مِسْكٌ » أي آخِره ، لأنّ آخر ما يجدونه رائحة المسك ».
    2 ـ في الكافي : « فقل : بسم الله ، اللّهمّ ـ إلخ ».
    3 ـ أي استتره.
    4 ـ أي يطوفون به يدورون حوله.
    5 ـ ليس في الكافي : « وغنى من كلِّ فقر ».
    6 ـ تكرير الفراسخ أربع مرّات يدلُّ على أنّ المعنى أنّ حريمه عليه السلام فرسخٌ مِن كلِّ جانبٍ ، فيكون « في » بمعنى « مع ». ( البحار )
    7 ـ كذا ، وفي بعض النّسخ : « سعيد بن صالِح » ، وهو مذكور في طريق النّجاشي إلى كتاب الزّبيديّ ، وفي بعض نسخ النّجاشيّ : « سعيد بن جناح » وهو الصّواب ، ظاهراً.
    8 ـ يعني الزّبيديّ الكوفيّ ، قال النّجاشيّ : « ثقة ـ هو وأبوه ـ ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام ».
    9 ـ الظّاهر أنّ المراد به الحارث بن المغيرة النّصريّ كما في أمالي الشّيخ رحمه الله .

    فإنَّ فيها الشِّفاء من كلِّ داءٍ ، والأمْنُ مِن كلِّ خَوف ، وقل ـ إذا أخذته ـ :
    « اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الطِّينَةِ ، وبِحَقِّ الملكِ الَّذِي أخَذَها ، وَبِحَقِّ النَّبيِّ الَّذي قَبَضَها ، وَبِحَقَّ الوًصيِّ الذي حُلَّ فيها ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، وأجْعَلْ لي فيها شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ ، وأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ (1) ».
    قال : ثمَّ قال : إنَّ المَلَكَ الَّذي أخذها جبرئيل وأراها النَّبيَّ 6 فقال : هذه تربة ابنكَ هذا ، تقتله اُمَّتك مِن بَعدِك ، والنَّبيُّ الَّذِي قبضها فهو محمّد 6 ، وأمّا الوصيّ الَّذي حُلَّ فيها فهو الحسين بن عليٍّ سيِّد الشُّهداء ، قلت : قد عَرَفتُ الشِّفاء من كلِّ داءٍ ، فكيف الأمان مِن كللهَوف؟ قال : إذا خِفتَ سلطاناً أو غير ذلك فلا تخرج مِنْ منزلك إلاّ ومعكَ مِن طِين قبر الحسين 7 ، وقل إذا أخذتَه : « اللّهُمَّ إنَّ هذِهِ طِينَةُ قَبْرِ الحُسَينِ وَليِّكَ وَابْنِ وَلِيَّكَ ، اتَّخَذْتُها حِرْزاَ لِما أخافُ وَلِما لا أخافُ » ، فإنَّه قد يرد عليك ما لا تخاف؛
    قال الرَّجل (2) : فأخذتها ما قال (3) فصَحَّ والله بدني ، وكان لي أماناً من كلِّ ما خِفتُ وما لم أخف كما قال ، فما رَأيت بحمدِ الله بعدها مكروهاً » (4).
    11 ـ أخبرني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمَة ، عن أحمدَ بن إسحاقَ القَزوينيّ (5) ، عن أبي بَكّار « قال : أخذتُ مِنَ التُّربة الَّتي عند رَأس قبر الحسين بن عليٍّ 8 ، فإنّها طِينَة حَمراء ، فدخلتُ على الرِّضا 7 فعرضتها عليه فأخذها في كفِّه ، ثمَّ شَمّها ثمَّ بكى حتّى جَرَتْ دُموعه ، ثمَّ قال : هذه تربة جدَّي ».
    12 ـ حدَّثني أبو عبدالرَّحمن محمّد بن أحمدَ بن الحسين العَسكريُّ بالعَسكر
    __________________
    1 ـ في الأمالي : « صلّ على محمّد وآل محمّد وأهل بيته ، وافعل بي كذا وكذا ».
    2 ـ يعني الحارث بن المغيرة ، كما مرّ.
    3 ـ كذا ، وفي أمالي الشيخ رحمه الله : فأخذت كما أمرني ، وقلت ما قال لي فصحّ جسمي ـ إلخ » وهو الصّواب.
    4 ـ في الأمالي : « فما رأيت مع ذلك بحمد الله » ، والخبر مذكور في أمالي الشّيخ ( ره ) ، راجع ج 1 ص 325 طبع النّجف الأشرف.
    5 ـ في بعض النّسخ : « محمّد بن إسحاق القزويني ».

    قال : حدَّثنا الحسن بن عليِّ بن مَهزيار ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن محمّد بن مَروانَ ، عن أبي حمزة الثُّماليِّ « قال : قال الصّادق 7 : إذا أردت حمل الطّين مِن قبرِ الحسين 7 فاقرء « فاتحة الكتاب » و « المعوَّذَتَين » و « قُلْ هُوَ الله أحَدٌ » و « إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ » و « يس » و « آية الْكُرْسيّ » وتقول :
    « اللّهُمَّ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَحَبيبِكَ وَنَبيِّكَ وَأمينِكَ ، وَبِحقِّ أمِير المؤمِنينَ عَليِّ بْنِ أبي طالبٍ عَبْدِكَ أخي رَسُولِكَ ، وَبِحَقِّ فاطِمَةً بِنْتِ نَبيِّكَ وَزَوجَةِ وَليِّكَ ، وَبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَين ، وَبِحَقِّ الأئمَّةِ الرَّاشِدينَ ، وَبِحَقِّ هذِهِ التُرْبَةِ ، وَبِحَقِّ المَلَكِ المُوَكَّلِ بها ، وَبِحَقِّ الوَصِيّ الَّذي حُلَّ فيها ، وَبحقِّ الجَسَدِ الَّذي تَضَمَّنَتْ ، وَبِحَقِّ السِّبْطِ الَّذِي ضُمِّنَتْ ، وَبِحَقِّ جَميعِ مَلائِكَتِكَ وَأنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ ، صَلِّ عَلىُ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ لي هذا الطّينَ شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ ولِمنَ يَسْتَشْفي بِهِ مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقْمٍ وَمَرَضٍ ، وَأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ ، اللّهُمَّ بحقِّ مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِهِ ، اجْعَلْهُ عَلَماً نافِعاً وَرِزْقاً واسِعاً ، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وسُقْمٍ وَآفَةٍ وَعاهَةٍ وَجَميعِ الأوْجاعِ كُلِّها ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ ».
    وتقول : « اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ التُرْبَةِ المُبارَكَةِ المَيْمُونَةِ ، وَالمَلَكِ الَّذي هَبَطَ بِها ، وَالوَصِيِّ الَّذِي هُوَ فيها ، صَلِّ عَلىُ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلَّمْ ، وانْفَعْني بِها ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ » ».
    الباب الرّابع والتّسعون
    ( ما يقول الرَّجل إذا أكل من تربة قبر الحسين عليه السلام )
    1 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن إسماعيل البَصريّ ـ عن بعض رجاله ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : طين قبر الحسين 7 شِفاءٌ مِن كلِّ داءٍ ، وإذا أكلتَه فقل : « بِسْمِ الله وَبِالله ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً واسِعاً ، وَعَلَماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير » ».
    قال : وروى لي بعض أصحابنا ـ يعني محمّد بن عيسى ـ قال : نسيت

    إسناده « قال : إذا أكلته تقول : « اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ التُربَةِ المُبارَكَةِ ، وَرَبَّ هذا الْوَصيِّ الَّذِي وارَتْه (1) ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْهُ عَلَماً نافِعاً ، ورِزْقاً واسعِاً ، وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ » ».
    3 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عَطيّة ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله 7 « قال : إذا أخذتَ مِن تُربة المظْلوم وَوَضعتَها في فيكَ فقلْ :
    « اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُربَةِ ، وَبحقِّ المَلَكِ الَّذي قَبَضَها ، وَالنَّبيِّ الَّذِي حَصَّنَها (2) ، وَالإمامِ الَّذِي حُلَّ فيها ، أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَجعَل لي فيها شِفاءً نافِعاً ، وَرِزْقاً واسِعاً ، وَأماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَداءٍ ».
    فإنّه إذا قال ذلك وَهَبَ الله له العافية وشفاه ».
    الباب الخامس والتّسعون
    ( إنَّ الطّين كلّه حَرامٌ إلاّ طين قبر الحسين عليه السلام فإنَّه شِفاءٌ )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ؛ وجماعةٌ مشايخي ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطيّ ، عن رَجل ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : الطّين كلّه حَرامٌ ، كلحم الخِنزير ، ومَن أكله ثمَّ مات مِنه لم اُصلِّ عليه ، إلاّ طين قبر الحسين 7 ، فإنّ فيه شِفاء من كلِّ داءٍ ، ومَن أكله بشهوةٍ لم يَكن فيه شِفاءٌ » (3).
    2 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن عَبّاد بن سليمان ، عن سعد بن سعد « قال : سألت أبا الحسن 7 عن الطّين ، قال : فقال : أكل الطّين حَرامٌ مثل المِيتة والدَّم ولحم الخِنزير إلاّ طين قبر الحسين 7 ، فإنّ فيه
    __________________
    1 ـ واراه مُواراة : أُخفاه. أي وارته التّربة.
    2 ـ في بعض النّسخ : « حضنها » بالضّاد المعجمة.
    3 ـ جاء الخبر في الكافي بتفاوت يسير ، راجع ج 6 ص 265 ح 1.

    شِفاءً مِن كلِّ داءٍ ، وأمْناً مِن كلِّ خَوفٍ ».
    3 ـ حدَّثني أبو عبدالله محمّد بن أحمدَ بن يعقوبَ (1) ، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن أبيه ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أحدهما 8 « قال : إنَّ الله تبارك وتعالى خلق آدم 7 من طين ، فحَرَّم الطّين على وُلْدِهِ ، قال : فقلت : ما تقول في طين قبر الحسين صلوات الله عليه؟ فقال : يحرم على النّاس أكل لحومهم ، ويَحلُّ عليهم أكل لحومنا (2) ، ولكن الشَّيء اليسير منه مثل الحِمَّصَة » (3).
    4 ـ وروى سَماعَةُ بن مِهرانَ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : كلُّ طِين حرام على بني آدم ما خَلا طين قبر الحسين 7 ، مَن أكله مِن وَجَع شَفاه الله تعالى ».
    5 ـ ووجدت في حديث الحسين بن مِهران الفارسيّ ، عن محمّد بن سَيّار ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ـ يرفع الحديث إلى الصّادق 7 ـ « قال : من باع طين قبر ـ الحسين 7 فإنّه يبيع لحم الحسين 7 ويشتريه ».
    * * * * *
    __________________
    1 ـ كذا في النّسخ ، ومرَّ الكلام فيه ، راجع ص 206 ذيل الخبر 5.
    2 ـ قال العلاّمة الأمينيّ رحمه الله : ربما يكون في هذا الحديث إيعاز إلى أنّ طينة أئمّة الدِّين صلوات الله عليهم كلّهم من تربة الطّفّ المقدّسة حيث عبّر عنها بـ « لحومنا » مع سبق مثل هذا التّعبير عن مطلق الطّين بالنّسبة إلى البشر بلحاظ خلق آدم منه وهم ولده ، وليس بذلك البعيد أن يكون تربة أشرف بقاع العالم طينة لأشرف موجوداته ويقرّبه خلقها قبل خلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام كما مرَّ في أحاديث الباب الثامن والثّمانين ، وكونها أفضل روضة من رياض الجنّة وأنّها لتزهر بين رياضها كالكوكب الدّرّي بين الكواكب ، وأنّها أفضل مسكن في الجنّة ، لا يسكنها إلاّ النّبيّون والمرسلون كما في الحديث المذكور في ص 280 ، فعلى هذا ينزّل الحديث الآتي في آخر الباب أيضاً على الحقيقة.
    3 ـ الحِمِّص والحِمَّص : حَبٌّ يؤكل ، الواحدة : حِمَّصة وحِمَّصة ، وبالفارسية : « نَخود ». وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : الأحوط أن لا يتجاوز قدر العدسة ، إذ ورد تفسير الحمّصة بها في بعض الرّوايات ، والأشهر جواز قدر الحمّصة.

    الباب السّادس والتّسعون
    ( مَن نَأَتْ دارُه وبَعُدتْ شُقَّته (1) كيف يزوره صلوات الله عليه )
    1 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد؛ ومحمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن أبي عُمَير ـ عمّن رواه ـ « قال : قال أبو عبدالله 7 : إذا بَعُدَتْ بأحَدِكم الشُّقَّة ونَأتْ به الدّار فليَعلِ أعلى منزلٍ له فيصلّي رَكعتين وليؤمَّ بالسَّلام إلى قبورنا ، فإنَّ ذلك يصير إلينا ».
    2 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُوَيه جميعاً ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدان بن سليمان النّيسابوري ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه ـ في حديث طويل ـ « قال : قال أبو عبدالله 7 : يا سَدِيرُ وما عليك أن تزور قبر الحسين 7 في كلِّ جُمُعة خمسَ مرَّات (2) ؛ وفي كلِّ يوم مَرَّةً؟ قلت : جُعِلتُ فِداك إنَّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة ، فقال : تصعد فوق سطحك ، ثمّ تلتفتُ يُمنةً ويُسرة ، ثمّ ترفع رأسك إلى السّماء ، ثمَّ تتحوَّل نحو قبر الحسين ، ثمَّ تقول : « السَّلامُ عَلَيكَ يا أبا عَبْدِالله ، السَّلامُ عَلَيكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ » ، يكتب لك زَورة ، والزَّورة حَجّة وعُمرة ، قال سَدِيرُ : فربما فعلته في النّهار أكثر مِن عشرين مَرّة ».
    3 ـ حدَّثني حكيم بن داود ، عن سَلَمة بن الخطاب ، عن عبدالله بن محمّد [عن عبدالله بن محمّد بن سِنان] (3) ، عن مَنيع ، عن يونسَ بنِ عبدالرَّحمن ، عن
    ____________
    1 ـ النّأْيُ : البعد. نَأَى يَنْأَى : بَعُد. والشِّقَّة والشُّقَّة : المسافة الّتي يشقّها السّائر.
    2 ـ يفهم من ظاهره أنّه يسلّم عليه بعد كلِّ صلاة.
    3 ـ الظّاهر أنّ ما بين المعقوفين زيادة من النّاسخ ، و « عبدالله بن محمّد » مشتركٌ بين النّهيكي واليمانيّ. وجاء الخبر في الكافي وسنده هكذا : « سلمة بن الخطّاب ، عن عبدالله بن

    حَنان بن سَدير ، عن أبيه « قال : قال أبو عبدالله 7 : يا سَدير تزور قبر الحسين 7 في كلّ يوم؟ قلت : جُعِلت فِداك لا ، قال : ما أجفاكم! أفتزورُه في كلِّ شَهر؟ قلت : لا ، قال : فتزورُه في كلِّ سنةٍ ، قلت : يكون ذلك ، قال : يا سَديرُ ما أجفاكم بالحسين 7 أما عَلِمتَ أنَّ ‏لله ألفُ ألف مَلَك شُعثاً غُبراً يبكون ويزورون لا يفترون؟ وما عليك يا سَديرُ أن تزورَ قبر الحسين 7 في كلِّ جُمعة خمس مرّات؟ ـ وذكر مثل الحديث الأوّل ـ ».
    4 ـ وروى سليمان بن عيسى ، عن أبيه « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : كيف أزورك إذا لم أقدر على ذلك؟ قال : قال لي : يا عيسى إذا لم تقدر على المجيء ، فإذا كان يوم الجُمُعة فاغتسل أو توضَّأ وَاصْعَد إلى سَطْحِك ، وصَلِّ ركعتين وتَوجَّه نحوي ، فإنّه مَن زارني في حَياتي فقد زارَني في مَماتي ، ومَن زارَني في مَماتي فقد زارني في حياتي » (1).
    5 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبدالله بن محمّد الدَّهقان (2) ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه « قال : قال لي أبو عبدالله 7 : يا سَدير تكثر (3) مِن زيارة قبر أبي عبدالله الحسين؟ قلت : إنّه مِن الشّغل ، فقال : ألا اُعلّمك شيئاً إذا أنتَ فعلتَه كتبَ الله لك بذلك الزّيارة؟ فقلت : بلى جُعِلتُ فِداك ، فقال لي : اغتسلْ في منزلك وَاصْعَدْ إلى سطح دارِك وأشِرْ إليه بالسَّلام ، تكتب لك بذلك الزِّيارة ».
    __________________
    الخطّاب ، عن عبدالله بن محمّد بن سنان ، عن مسمع ، عن يونس » ، وفي التّهذيب : « سلمة ابن الخطّاب ، عن عبدالله بن الخطّاب ، عن محمّد بن حسّان ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونس » ، وسيأتي الخبر في الباب السّابع والتّسعين تحت رقم 9 بهذا السّند.
    1 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : « هذا الخبر يدلّ على أنّ زيارة الإمام الحيّ أيضاً تجوز بهذا الوجه. فهذا مستند لزيارة القائم صلوات الله عليه في أيّ مكان أراد ، ويتوجّه إلى السّرداب المقدّس ». وقال الأمينيّ ; مثله.
    2 ـ في بعض النّسخ : « الدّهّان ».
    3 ـ في مقام السّؤال عن ترك إكثار الزّيارة كما يفهم من جوابه. ( الأمينيّ )

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:51 pm

    6 ـ حدّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن إسماعيلَ بن سَهل ، عن أبي أحمدَ (1) ـ عمّن رواه ـ « قال : قال لي أبو عبدالله 7 : إذا بَعُدَتْ عليك الشُّقَّة ونَأَتْ بك الدَّار فلتَعلِ على أعلى منزلك ولتُصَلِّ رَكعتين ، فلتؤمَّ بالسَّلام إلى قبورنا فإنَّ ذلك يصل إلينا ».
    7 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ـ رفع الحديث إلى أبي عبدالله 7 ـ « قال : دخل حَنان ابن سَدِير الصَّيرَفيُّ على أبي عبدالله 7 ـ وعنده جماعةٌ من أصحابه ـ فقال : يا حَنانَ بنَ سَدير تَزورُ أبا عبدالله 7 في كلِّ شَهر مَرَّةً؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ شَهرين مرَّة؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ سَنَةٍ مرَّةً؟ قال : لا ، قال : ما أجفاكم لسيّدكم! فقال : يا ابن رَسول اللهِ قلَّةُ الزَّاد وبُعدُ المسافة ، قال : ألا أدلّكم على زيارة مقبولة وإن بَعُد النّأي؟ قال : فكيف أزورُه يا ابن رسول الله؟ قال : اغتسل يوم الجُمُعة أو أيّ يوم شئت ، والبس أطهرَ ثيابك واصْعَد إلى أعلى موضعٍ في دارِك أو الصَّحراء ، فاستقبل القٍبلَةَ بوَجهك بعد ما تبيّن أنَّ القبرَ هنالك (2) ، يقول الله تبارك وتعالى : « أيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَ وَجْهُ اللهِ (*) ». ثمَّ قل :
    __________________
    1 ـ يعني محمّد بن أبي عمير.
    * ـ البقرة : 115. وفي المصحف : « فأينما تولّوا ـ الآية ».
    2 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : قوله عليه السلام : « فاستقبل القبلة بوجهك » ، لعلّه عليه السلام إنّما قال ذلك لمن أمكنه استقبال القبر والقبلة معاً ، ولما ظهر من قوله : « بعد ما تبيّن أنّ القبر هنالك » ، أنّ استقبال القبر أمرٌ لازم ، وإن لم يكن موافقاً للقبلة ، استشهد بقوله تعالى : « أينما تولّوا فثمّ وجه الله » أي نسبته تعالى إلى جميع الأماكن على السّواء ، واستقبال القبر للزّائر بمنزلة استقبال القبلة ، وهو وجه الله ، أي جهته الّتي اُمر النّاس باستقبالها في تلك الحالة ، والقرينة عليه قوله عليه السلام : « ثمّ تتحوّل على يسارك » فإنّ قبر علي بن الحسين إنّما يكون على يسار من يستقبل القبر والقبلة معاً. ويحتمل أن يكون المراد بالقبلة هنا جهة القبر مجازاً ، ويحتمل أيضاً أن يكون المراد استقبال القبلة على أيّ حال ، ويكون المراد بقوله : « بعد ما تبيّن أنّ القبر هنالك » تخيّل القبر في تلك الجهة ، والاستشهاد بالآية بناء على أنّ المراد بوجه الله هم الأئمّة عليهم السلام ، ونسبتهم أيضاً إلى

    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَولايَ وَابْنَ مَولايَ ، وَسَيِّدي وَابْنَ سَيِّدي ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَولايَ الشَّهيدَ بْنَ الشَّهيدِ ، وَالْقَتِيلَ بْنَ الْقَتيلِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، أنَا زائِرُكَ يا ابْنَ رَسُولِ الله بِقَلْبي وَلِساني وَجَوارِحي ، وَإنْ لَمْ أزُرْكَ بِنَفْسي مُشاهَدَةَ لِقُبَّتِكَ (1) ، فَعَليْكَ السَّلامُ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ الله ، وَوارِثَ نُوح نَبيِّ اللهِ ، وَوارِثَ إبراهيمَ خَليلِ الله ، وَوارِثَ مُوسى كَليم اللهِ ، وَوارِثَ عيسى رُوح الله ، وَوارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللهِ وَنَبيِّهِ وَرَسُولِهِ ، وَوارِثَ عَليِّ أمير المؤمنين وَصيّ رَسُولِ اللهِ وَخَليفَتِهِ ، وَوارِثَ الحسَنِ بْن عَليّ وَصيِّ أمِير المؤمِنينَ ، لَعَنَ اللهُ قاتِليكَ ، وَجَدَّدَ عَلَيْهِمْ الْعَذابَ في هذِهِ السّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ ، أنَا يا سَيِّدي مُتقَرِّبٌ إلى اللهِ جَلَّ وَعَزَّ ، وإلى جَدِّكَ رَسُولِ اللهِ ، وَإلى أبيكَ أمِيرِ المُؤْمِنينَ ، وإلى أخِيكَ الحسَنِ ، وَإلَيْكَ يا مَولايَ ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، بِزيارَتي لَكَ بِقَلْبي وَلِساني وَجَميع جَوارِحي ، فَكُنْ لي يا سَيِّدي شَفيعي لِقَبُولِ ذلِكَ مِنِّي ، وَأنَا بِالْبَراءَةِ مِنْ أعْدائِكَ وَاللَّعْنَةِ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ أتَقَرَّبُ إلى اللهِ وَإلَيكُمْ أجْمَعِينَ ، فَعَلَيْكَ صَلَواتُ اللهِ وَرِضْوانُهُ وَرَحْمَتُهُ ».
    ثمَّ تتحوَّل على يسارك قليلاً وتحوَّل وجهك إلى قبر عليِّ بن الحسين 8 ، وهو عند رِجل أبيه ، وتسلّم عليه مثل ذلك ، ثمَّ ادعُ الله بما أحببتَ من أمر دينك ودُنياك ، ثمَّ تصلّي أربع رَكعات فإنَّ صَلاة الزِّيارة ثمان أو سِتَ أو أربع أو ركعتان ، وأفضلها ثمان ، ثمَّ تستقبل نحوَ قبر أبي عبدالله 7 وتقول :
    « أنا مُوَدِّعِكُ يا مَولايَ وَابْنَ مَولايَ ، وَيا سَيِّدِي وَابْنَ سَيِّدي ، وَمُوَدِّعُكَ يا سَيِّدي وَابْنَ سَيِّدي يا عَليَّ بْنَ الحسَينِ ، وَمُوَدِّعُكُمْ يا ساداتي ، يا مَعاشِرَ الشُّهَداءِ ، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ » ».
    __________________
    الأماكن على السّويّة لإحاطة علمهم ونورهم بجميع الآفاق ، ويكون التّحوّل إلى اليسار لأنّ في تخيّل القبر للمستقبل يكون قبر عليّ بن الحسين عليهما السلام على يسار المستقبل كما إذا كان عند القبر واستقبل القبلة يكون كذلك. ولا يبعد أن يكون « القبلة » تصحيف « القبر ».
    والأظهر هو الوجه الأوّل كما فهمه الشّيخ رحمه الله وغيره ، وحكموا باستقبال القبر مطلقاً وهو الموافق للأخبار الاُخر الواردة في زيارة البعيد ، والله يعلم.
    1 ـ المراد بالقبّة هنا بناء مسقّف.

    الباب السّابع والتّسعون
    ( ما يكره من الجفاء (1) لزيارة قبر الحسين عليه السلام )
    1 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ـ عن بعض أصحابه ـ عن أبي جعفر 7 « قال : كم بينكم وبين قبر الحسين؟ قلت : سِتَّة عشر فرسخاً ، قال : أوَما تأتونه؟ قلت : لا ، قال : ما أجفاكم! ».
    2 ـ وعنه ، عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن موسى بن الفضل (2) ، [عن عليّ بن الحكم] ـ عمّن حدَّثه ـ عن حَنان بن سَدير ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قلت له : ما تقول في زيارة قبر الحسين 7؟ فقال : زُرْه ولا تجفه ، فإنَّه سيِّد الشُّهداء وسيِّد شباب أهل الجنَّة ، وشبيه يحيى بن زَكريّا ، وعليهما بَكَتِ السَّماء والأرض ».
    3 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أحمدَ بنِ أبي داودَ ، عن سعد بن أبي عمر [و] الجلاّب (3) ، عن الحارث الأعور « قال : قال عليٌّ 7 : بأبي واُمّي الحسين المقتول بظهر الكوفة ، والله لَكَأنّي أنظر إلى الوحْش مادّة أعناقها على قبره من أنواع الوحش يبكونه ويَرْثُونَه ليلاً حتى الصّباح ، فإذا كان ذلك فإيّاكم والجفاء » (4).
    __________________
    1 ـ الجفاء : البعد عن الشّيء ، وترك الصّلة والبرّ ، وغلظ الطّبع.
    2 ـ هو غير مذكور في كتب الرّجال ، والظّاهر كونه تصحيف « موسى بن القاسم » وهو أبو عبدالله ابن معاوية بن وهب ، مِن أصحاب الرِّضا عليه السلام ، له كتاب ، روى عنه أحمد بن محمّد بن عيسى. ( جش ) وتقدّم مثله في ص 96 ، وليس في سنده « عليّ بن الحكم ».
    3 ـ في البحار : « ابن عيسى ، عن أبي داود ، عن سعد ، عن أبي عمر الجلاّب ، عن الحارث الأعور ».
    4 ـ أي بترك زيارته عليه السلام .

    4 ـ حدَّثني أبي ؛ وأخي ؛ وعلي بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بن سليمانَ النّيسابوريِّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن حَنان بن سَدير ، عن أبيه سَدِير « قال : قال أبو عبدالله 7 : يا سَدِير تَزورُ قبر الحسين 7 في كلِّ يوم؟ قلت : لا ، قال : ما أجفاكم ، قال : أتزورُه في كلِّ جُمْعة ، قلت : لا ، قال : فتزوره في كلِّ شهر؟ قلت : لا ، قال : فتزورُه في كلِّ سنةٍ؟ قلت : قد يكون ذلك ، قال : يا سَدير ما أجفاكم بالحسين 7 ، أما علمتَ أنَّ للهِ ألفَ ملكٍ شُعثاً غُبراً يَبكونه ويَرْثُونَه ، لا يَفترونَ زُوَّاراً لِقبر الحسين ، وثوابهم لِمَن زارَه ـ وذكر الحديث ـ ».
    5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، [عن أبيه] عن الحسن بن محبوب ، عن حَنان بن سَدِير « قال : كنت عند أبي جعفر 7 فدخل عليه رَجلٌ فسلّم عليه وجَلَس ، فقال أبو جعفر 7 : مِن أيِّ البُلدان أنتَ؟ فقال له الرَّجل : أنا رَجلٌ من أهل الكوفة ، وأنا مُحبٌّ لك ؛ مُوالٍ ، فقال له أبو جعفر 7 : أفتزورُ قبر الحسين 7 في كلِّ جُمْعة؟ قال : لا ، قال : ففي كلِّ شَهر؟ قال : لا ، قال : ففي كلّ سَنَةٍ؟ قال : لا ، فقال له أبو جعفر 7 : إنّك لمحروم من الخير ـ وذكر الحديث (1) ـ ».
    6 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر (2) قال : حدَّثني محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بَشير ، عن حَمّاد بن عيسى ، عن رِبعيّ بن عبدالله ، عن الفضيل بن يَسار « قال : قال أبو عبدالله 7 : ما أجفاكم يا فضيل ؛ لا تزورون الحسين 7 ، أما علمتَ أنَّ أربعةَ آلاف ملكٍ شُعْثاً غُبراً يبكونه إلى يوم القيامة؟! ».
    7 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بَشير ، عن حمّاد ، عن محمّد بن مسلم ، عن زُرارةَ ، عن أبي جعفر 7 « قال : كم بينكم وبين قبر
    __________________
    1 ـ تقدّم الخبر بطوله في ص 27 تحت رقم 12 ، بتفاوت يسير في السّند.
    2 ـ يعني الرّزّاز القرشيّ.

    الحسين 7؟ قال : قلت : سِتّة عشر فرسخاً ، أو سبعة عشر فرسخاً ، قال : أما تأتونه؟ قلت : لا ، قال : ما أجفاكم ».
    8 ـ حدَّثني أبي ; عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَة ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن ابن مُسكانَ ، عن سليمانَ بن خالد « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : عجباً لأقوام يزعمون أنّهم شيعة لنا ويقال : إنّ أحدهم يمرُّ به دَهُره ولا يأتي قبر الحسين 7 ، جَفاءً منه وتَهاوناً وعَجزاً وكَسَلاً ، أما والله لو يعلم ما فيه من الفضل ما تهاون ولا كسل ، قلت : جُعِلتُ فِداك وما فيه من الفضل؟ قال : فضل وخير كثير ، أمّا أوَّل ما يُصيبه أن يغفر له ما مضى من ذنوبه ، ويقال له : استأنفِ العملَ ».
    9 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخطّاب ، عن عبدالله بن الخطّاب ، عن عبدالله بن محمّد بن سنان (*) ، عن منيع بن الحجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن حنان ، عن أبيه « قال : قال أبو عبدالله 7 : يا سَدير تزورُ قبر الحسين 7 في كلِّ يوم؟ قلت : جعلت فِداك لا ، قال : ما أجفاكم! فتزورُه في كلِّ جمعة؟ قلت : لا ، قال : فتزورُه في كلِّ شَهر؟ قلت : لا ، قال : فتزورُه في كلِّ سَنَةٍ ، قال : قد يكون ذلك ، قال : يا سَدِير ما أجفاكم بالحسين 7 ـ وذكر الحديث (1) ـ ».
    10 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن سعد ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن ناجية ، عن محمّد بن عليِّ ، عن عامر بن كثير السَّرَّاج النَّهْديّ ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر 7 « قال : قال لي : كم بينك وبين قبر الحسين 7؟ قلت : يوم للرَّاكب ويوم وبعض يوم للماشي ، قال : أفتأتيه كلّ جُمْعة؟ قلت : لا ما آتيه إلاّ في حين ، قال : ما أجفاكم! أما لو كان قريباً مِنّا لأتَّخذناه هجرة ـ أي نهاجر إليه ـ ».
    حدَّثني جماعة مشايخي ، عن أحمدَ بن إدريس ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن محمّد
    __________________
    1 ـ تقدّم الخبر في ص 301 تحت رقم 3 مع بيانٍ في سنده.
    * ـ مرّ الكلام فيه.

    ابن ناجيةَ ، عن محمّد بن عليٍّ ، عن عامِر بن كثير النَّهديّ السَّرَّاج ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر 7 ـ مثله.
    الباب الثّامن والتّسعون
    ( أقلّ ما يزار فيه الحسين عليه السلام )
    ( وأكثر ما يجوز تأخير زيارته للغنيّ والفقير )
    1 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيم بن عبدالله الموسويُّ ، عن عبيدالله ابن نَهيك ، عن محمّد بن أبي عُمَير ، عن أبي أيّوب (1) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : حقٌّ على الغَنيّ أن يأتي قبر الحسين 7 في السَّنة مَرَّتين ، وحَقٌّ على الفقير أن يأتيه في السَّنَةِ مَرَّة » (2).
    2 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن عامِر بن عُمَير ؛ وسعيد الأعرج ، عن أبي عبدالله 7 « قال : ائتوا قبر الحسين 7 في كلِّ سَنَةٍ مرّةً ».
    3 ـ حدَّثني أبو العبّاس (3) ، عن محمّد بن الحسين ، عن جعفر بن بَشير ، عن مسلم (4) ، عن عامر بن عُمَير؛ وسعيد الأعرج جميعاً ، عن أبي عبدالله 7 « قال : ائتوا قبر الحسين 7 في كلِّ سَنَةٍ مرّةً ».
    4 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن عبدالله الموسويُّ ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد ، عن الحلبيّ « قال : سألت أبا عبدالله 7 عن زيارة
    __________________
    1 ـ يعني إبراهيم بن عثمان.
    2 ـ قال الفيض رحمه الله : « لعلّ الحكم مخصوص بمن كان قريباً ، أو كان متيسّراً له ، فإنّ الظّاهر أنّ الخطاب لأهل الكوفة ومَن بحواليها ». وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله مثله.
    3 ـ يعني محمّد بن جعفر الرّزّاز.
    4 ـ كذا ، ويأتي الخبر بعينه تحت رقم 9 وفيه : « جعفر بن بشير ، عن حمّاد ، عن ابن مسلم » وكأنّ فيه سقطاً ، وهو « حمّاد ، عن ابن ».

    قبر الحسين صلوات الله عليه ، قال : في السَّنة مَرَّة ، لأنّي أكره الشُّهرة ».
    5 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيدَ ، عن ابن أبي عُمَير ـ عن بعض أصحابنا ـ عن ابن رِئاب (1) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : حقُّ على الفقير أن يأتي قبر الحسين في السَّنة مرَّةً ، وحقٌّ على الغنيّ أن يأتيه في السَّنة مرَّتين ».
    6 ـ حدَّثني أبي ; ومحمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حمّاد بن عثمان ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبدالله 7 « في زيارة قبر الحسين 7 قال : في السّنة مَرَّة ، إنّي أكره الشُّهرة ».
    7 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر قال : قال عليُّ بن أبي حمزة ، عن أبي الحسن 7 « قال : لا تجفوه ، يأتيه الموسر في كلِّ أربعة أشهرٍ ، والمعسِر لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إلاّ وُسْعَها ، قال العبّاس : لا أدري قال هذا لـ « عَليِّ » أو لـ « أبي ناب » (2) ».
    8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عُمَير ، عن حَماد بن عثمان ، عن الحلبيّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سألته عن زيارة الحسين 7 ، قال : في السَّنة مَرَّة ، إني أخاف الشُّهرة ».
    9 ـ حدَّثني أبو العبّاس ، عن الزيّات (3) ، عن جعفر بن بشير ، عن حمّاد ، عن ابن مسلم ، عن عامر بن عُمير ؛ وسعيد الأَعرج ، عن أبي عبدالله 7 « قال : أيتوا قبر الحسين 7 في كلِّ سنة مرَّة ».
    10 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد ، عن عليِّ بن إسماعيلَ بن عيسى ،
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « أبي أيّوب » ، وفي بعضها : « أبي ناب » ، وفي التّهذيب ( ج 6 ص 49 ) كما في المتن ، وهو عليَّ بن رئاب الكوفيّ ، له أصل كبير ، ثقةٌ جليل القدر.
    2 ـ المراد بهما الحسن بن عطيّة وعلي بن أبي حمزة.
    3 ـ يعني ابن أبي الخطّاب ، وراويه الرزّاز.

    عن صفوانَ بن يحيى ، عن العِيص بن القاسم « قال : سألت أبا عبدالله 7 : هل لزيارة القبر صلاة مفروضة؟ قال : ليس له صلاة مفروضة (1) ، قال : وسألته في كم يوم يزار؟ قال : ما شئت ».
    11 ـ حدَّثني أبي ; عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ بإسناده ـ رفعه إلى عليِّ بن ميمون الصّائغ ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : يا عليُّ بلغني أنَّ قوماً مِن شيعتنا يمرُّ بأحدهم السَّنة والسَّنتان لا يزورون الحسينَ 7 ، قلت : جُعِلتُ فِداك إنَّي أعرف اُناساً كثيرةً بهذه الصِّفة ، قال : أما والله لحظّهم أخطأوا ، وعن ثَواب اللهِ زاغوا ، وعن جِوار محمّد 6 تَباعدوا ، قلت : جُعلتُ فداك في كم الزيارة؟ قال : يا عليُّ إن قدرتَ أن تَزورَه في كلِّ شهر فافعل ، قلت : لا أصل إلى ذلك ، لأنّي أعمل بيدي واُمور النّاس بيدي ، ولا أقدر أن اُغيّب وجهي عن مَكاني يوماً واحداً ، قال : أنت في عُذر ومَن كان يعمل بيده ، وإنّما عَنَيت مَن لا يعمل بيده ممَّن إن خرج في كلِّ جمعةٍ هانَ ذلك عليه (2) ، أما إنّه ماله عندالله مِن عُذر ولا عند رَسوله مِن عذر يوم القيامة ، قلت : فإن أخرج عنه رَجلاً فيجوز ذلك؟ قال : نَعَم وخروجه بنفسه أعظم أجراً وخيراً له عند ربّه ، يراه رَبّه ساهِرَ اللّيل ، له تعب النّهار ، ينظر الله إليه نظرةً توجب له الفردوس الأعلى مع محمّدٍ وأهل بيته ، فتنافسوا في ذلك وكونوا مِن أهله ».
    12 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن صَبّاح الحَذّاء ، عن محمّد بن مَروان ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سمعته يقول : زُوروا قبر الحسين 7 ، ولو كلَّ سَنَة مَرَّة ـ وذكر الحديث ـ ».
    13 ـ حدَّثني أبي ; عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمركي بن عليِّ البوفَكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليِّ ، عن صَفوانَ بن مِهرانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله 7 ـ في حديث طويل ـ « قلت له : مَن يأتيه زائراً ثمّ ينصرف متى يعود إليه؟ وفي كَمْ [يوم]
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « شيء مفروض ».
    2 ـ أي سهل عليه.

    يؤتى؟ وكَمْ يسع النّاس تَركه؟ قال : لا يسع أكثر من شَهر (1) وأمّا بعيد الدَّار ففي كلِّ ثلاث سنين ، فما جاز ثلاث سِنين فلم يأته فقد عقَّ رسول الله 6 وقطع حرمته ، إلاّ من علّة ».
    14 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى ; عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن فَضّال ، عن عليِّ بن عُقبة ، عن عبيدالله الحلبيِّ ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قلت : إنّا نَزور قبر الحسين 7 في السَّنة مرَّتين أو ثلاثة ، فقال أبو عبدالله 7 : أكره أن تكثروا القصد إليه ؛ زُورُوه في السَّنة مَرَّة ، قلت : كيف اُصلّي عليه؟ قال : تقوم خلفه عند كتفيه ، ثمَّ تصلّي على النَّبيِّ 6 وتصلّي على الحسين 7 ».
    ‍15 ـ وقال العَمَركي بإسناده قال : قال أبو عبدالله 7 : إنّه يصلّي عند قبر الحسين أربعة آلاف ملكٍ مِن طلوع الفجر إلى أن تغيب الشَّمس ، ثمَّ يَصعَدون ، وينزل مثلهم فيصلّون إلى طلوع الفجر ، فلا ينبغي للمسلم أن يتخلّف عن زِيارة قبره أكثر من أربع سنين ».
    16 ـ وبإسناده عن محمّد بن الفضل ، عن أبي ناب (2) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : سألته عن زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه ، قال : نَعَم تَعدِل عُمرة ، ولا ينبغي التَّخلُّف عنه أكثر مِن أربع سنين » (3).
    17 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن صفوان الجمّال « قال سألت أبا عبدالله 7 ـ ونحن في طَريق المدينة نُريد مَكّة ـ فقلت له : يا ابن رسول الله ما لي أراك كَئيباً
    __________________
    1 ـ يعني أمّا القريب فلا يسع أكثر من شهر ، وسيأتي بلفظه تحت رقم 17.
    2 ـ الظّاهر هو الحسن بن عطيّه ، المعنون في رجال الشّيخ من أصحاب الصادق عليه السلام ، ثقة.
    3 ـ يمكن حمل الثّلاث على المتوسّط في البعد ، والأربع على ما كان أبعد منه ، أو على اختلاف النّاس في القدرة. ( البحار )

    حَزيناً مُنْكَسِراً؟ فقال لي : لو تَسمع ما أسمع لَشَغلَك عن مسائلي ، قلت : فما الَّذي تسمع؟! قال : ابتهالَ الملائكة إلى الله عزَّوجلَّ على قتلة أمير المؤمنين وقتلة الحسين 8 ، ونَوحَ الجنَّ وبُكاءَ الملائكة الَّذين حَولَه وشدَّة حُزنهم ، فمَن يتهنّأ مع هذا بطعام أو بشراب أو نوم؟!! قلت له : فمن يأتيه زائراً ثمَّ ينصرف فمتى يعود إليه ؛ وفي كَمْ [يوم] يؤتى وفي كَمْ يسع النّاس تركه؟ قال : أمّا القريب فلا أقلَّ مِن شَهر ، وأمّا بَعيد الدَّار ففي كلّ ثلاث سنين ، فما جاز الثّلاث سنين فقد عَقَّ رسول الله 6 وقطع رحمه إلاّ من عِلة ، ولو يعلم زائر الحسين 7 ما يدخل على رسول الله [6] وما يصل إليه من الفَرَح وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة والأئمّة والشّهداء منّا أهل البيت وما ينقلب به من دعائهم له ؛ وما له في ذلك من الثَّواب في العاجل والآجل والمذخور له عند الله لأحبّ أن يكون ما ثَمَّ داره ما بقي (1).
    وإنَّ زائره ليخرج مِن رَحله فما يقع فيه على شيءٍ إلاّ دعا له ، فإذا وقعتِ الشَّمس عليه أكلَتْ ذنوبَه كما تأكل النّار الحَطَبَ ، وما تُبقي الشّمسُ عليه من ذنوبه شيئاً ، فينصرف وما عليه ذنبٌ وقد رفع له من الدَّرجات ما لا يناله المتشحّط بدمه في سبيل الله ويوكّل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتّى يرجع إلى الزِّيارة أو يمضي ثلاث سِنين أو يموت ـ وذكر الحديث بطوله ـ ».
    حدَّثني أبي ; عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن العَمْركي بن عليِّ البوفكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليٍّ ، عن صَفوانَ بن مِهران الجمّال ، عن أبي عبدالله 7 قال : سألته في طريق المدينة ـ وذكر الحديث بطوله ـ.
    * * * * *
    __________________
    1 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : « لأحبّ أن يكون ماثمَ داره » أي يكون داره عنده عليه السلام لا يفارقه ، وفي بعض النّسخ بالتّاء المثنّاة ، أي مأتمّ وما استقرّ في داره.

    الباب التّاسع والتّسعون
    ( ثواب زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر )
    ( ومحمّد بن عليٍّ الجواد عليهم السلام ببغداد )
    1 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء « قال : سألت الرّضا 7 عن زيارة قبر أبي الحسن 7 أمثل زيارة قبر الحسين 7؟ قال : نَعَم ».
    وحدَّثني محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، بإسناده مثله (1).
    2 ـ حدّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبي عليٍّ ، عن الحسين بن بَشّار الواسطيِّ (2) « قال : قلت للرّضا 7 : أزور قبر أبي الحسن 7 ببغداد؟ فقال : إن كان لابدَّ منه فمن وراءِ الحجاب » (3).
    3 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن الحسن بن عليٍّ الوشّاء « قال : قلت للرّضا 7 : ما لِمَن زارَ قبر أبيك أبي الحسن 7؟ فقال : زُرْه ، قال : فقلت : فأيُّ شيء فيه من الفضل؟ قال : له مثل مَن زارَ قبر الحسين 7 » (4).
    ____________
    1 ـ راجع الكافي ج 4 ص 583 ح 2.
    2 ـ هو الحسين بن بشّار بالباء الموحّدة المفتوحة والشّين المعجمة المشدّدة ، ثقة ، صحيح ، عدَّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الرّضا عليه السلام . وما في بعض النّسخ : « يسار » ـ بالسّين المهملة ـ سهو ، لعدم وجوده في كتب الرّجال. وراويه « أبو علي » الظّاهر هو محمّد بن عيسى الأشعريّ.
    3 ـ الأمر بالزّيادة خارج الجدار ومن وراء الحجاب للتّقية من المخالفين. ( البحار )
    4 ـ الخبر رواه الصّدوق في ثواب الأعمال هكذا : « قلت للرّضا عليه السلام : ما لمن زار قبر أبي الحسن عليه السلام؟ قال : له مثل ما لمن زار قبر أبي عبدالله عليه السلام ».

    4 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن عليِّ بن حسّان الواسطي ( كذا ) ـ عن بعض أصحابنا ـ عن الرّضا 7 « في إتيان قبر أبي الحسن 7 قال : صلّوا في المساجد حَولَه ».
    5 ـ حدَّثني أبي ؛ وعليُّ بن الحسين؛ ومحمّد بن الحسن 4 جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن الحسين بن بَشّار الواسطيّ « قال : سألت أبا الحسن الرّضا 7 ما لِمَن زارَ قبر أبيك صلوات الله عليه؟ قال : فقال : زوروه ، قال : قلت : فأيُّ شيء فيه مِنَ الفضل؟ قال : فقال : فيه من الفضل كفضل من زارَ والده ـ يعني رسول الله 6 ـ ، قلت : فإن خِفْتُ ولم يمكن لي الدُّخول داخلاً؟ قال : سلّم من وراءِ الجدار ».
    6 ـ حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر القرشيُّ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بَزيع ، عن الخيبريّ ، عن الحسين بن محمّد الأشعريّ القمّي « قال : قال لي الرّضا 7 : من زارَ قبر أبي ببغداد كان كمن زارَ رسول الله 6 وقبرَ أمير المؤمنين 7 إلاّ أنَّ لرسول الله وأمير المؤمنين فضلهما (1) ».
    وحدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله (2).
    7 ـ حدِّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرّحمن بن أبي نَجرانَ « قال : سألت أبا جعفر (3) 7 عمّن زارَ رَسول الله 6 قاصداً ، قال : له الجنّة ، ومَن زار قبرَ أبي الحسن (4) 7 فله
    __________________
    1 ـ أي : لهما فضلهما في أنفسهما ولا ينافي ذلك تساوي فضل زيارته لزيارتهما ، أو المعنى أنّه في عظم الثّواب مشتركة ، إلاّ أنّ زيارتهما أفضل بقدر فضلهما ، والأوّل أظهر ، والثّاني أنسب بسائر الأخبار. ( ملاذ الأخبار )
    2 ـ راجع الكافي ج 4 ص 583 ح 1.
    3 ـ المراد به الجواد عليه السلام ، وعبدالرّحمن كان من أصحابه.
    4 ـ أي الأوّل ، وهو الكاظم عليه السلام ، وكذا ما يأتي.

    الجنّة ».
    8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء ، عن الرّضا 7 « قال : زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين 8 ».
    9 ـ وعنه ، عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن أحمدَ بن عُبدُوس الخَلَنْجيِّ (1) ، عن أبيه رَحيم (2) « قال : قلت للرّضا 7 : جعلت فداك إنَّ زيارة قبر أبي الحسن 7 ببغداد علينا فيها مَشقّة ، وإنّما نأته فنسلّم عليه مِن وراءِ الحيطان ، فما لِمَن زارَه من الثَّواب؟ قال : فقال له : والله مثل ما لِمَن أتى قبر رَسول الله 6 ».
    10 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ ابن محمّد بن عيسى ، عن عليِّ بن الحكم ، عن رَحيم « قال : قلت للرّضا 7 : جعلت فداك إنَّ زيارة قبر أبي الحسن 7 ببغداد علينا فيها مَشقّة ، فما لِمَن زارَه؟ فقال : له مثل ما لمن أتى قبر الحسين 7 من الثَّواب ، قال ودخل رَجلٌ فسلّم عليه وجلس وذكر بغداد ورداءَة أهلها وما يتوقّع أن ينزل بهم من الخسف والصّيحة والصَّواعق ـ وعدَّد من ذلك أشياء ـ ، قال : فقمت لأخرج فسمعت أبا الحسن 7 وهو يقول : أمّا أبو الحسن فلا » (3).
    11 ـ حدَّثني محمّد بن يَعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى ، عن حَمدان القَلانِسيّ ،
    __________________
    1 ـ الخَلَنْجُ : شجر فارسيّ مُعرَّب ، تتّخذ من خشبه الأواني. وقيل : كلّ جفنة وصحفة وآنية صنعت من خشب ذي طرائق وأساريع مُوّشّاةٍ. ( لسان العرب ) فكأنّ الرّجل كان يبيع ذلك فنسب إليه.
    2 ـ كذا ، والظّاهر فيه تصحيف أو سقط.
    3 ـ قال العلاّمة المجلسيّ ( ره ) : « أي لا يصيب قبره الشّريف مثل هذه الاُمور ، أو لا يدع أن يصيب أهل بغداد شيء من ذلك ، فهم ببركة قبره محروسون ، والأوّل أظهر لفظاً والثّاني معناً ». وقوله : « أمّا أبو الحسن فلا » خصّ عليه السلام الأمان ببلد فيه مزاره لا كلّ بغداد ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:53 pm

    عن عليِّ بن محمّد الحُضَيْنيّ (1) ، عن عليِّ بن عبدالله بن مَروان ، عن إبراهيم بن عُقْبَة « قال : كتبت إلى أبي الحسن الثّالث 7 أسأله عن زيارة قبر أبي عبدالله ، عن زيارة قبر أبي الحسن وأبي جعفر : ، فكتب إليَّ : أبو عبدالله المقدّم (2) ، وهذا أجمع وأعظم أجراً ».
    12 ـ حدَّثني علي بن الحسين ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عبدالرَّحمن بن أبي نَجرانَ « قال : سألت أبا جعفر 7 (3) عمّن زار النَّبيَّ 6 قاصداً؟ قال : له الجنّة ، ومن زار قبر أبي الحسن 7 فله الجنَّة ».
    الباب المائة
    ( زيارة أبي الحسن موسى بن جعفر وأبي جعفر محمّد بن عليّ الجواد عليهم السلام )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز الكوفيّ ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ـ عمّن ذكره ـ عن أبي الحسن 7 « قال : تقول ببغداد :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّة اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الأَرضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَدا لله في شَأْنِهِ (4) ، أتَيتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُعادِياً لأَعْدائِكَ ، فَأشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَولايَ » ، قال : وَادْعُ اللهَ واسأل حاجتك ، قال :
    __________________
    1 ـ الحُضَين ـ بالحاء المهملة المضمومة والضّاد المعجمة المفتوحة ـ بنوه بطن من بني رقّاش من بكر بن وائل من العدنانيّة ، أبوها أبو ساسان حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة ـ إلى آخر النّسب. ( الأمينيّ ـ ره ـ )
    2 ـ قوله عليه السلام : « المقدّم » أي الحسين عليه السلام أقدم وأفضل ، أو المعنى أنَّ زيارته فقط أفضل من زيارة كلٍّ من المعصومين عليهم السلام ، ومجموع زيارتهما أجمع وأفضل ، أو المعنى أنّ زيارة الحسين عليه السلام أولى بالتّقديم. ثمّ إن أضفت إلى زيارته عليه السلام زيارتهما عليهما السلام كان أجمع وأعظم أجراً. ( مرآة العقول ) والخبر مذكور في الكافي ، راجع ج 4 ص 583 ح 3.
    3 ـ يعني الثّاني عليه السلام .
    4 ـ في بعض نسخ التّهذيب : « يا مريد الله » من الإرادة ، وفي بعضها : « بدأ الله » بالهمزة ، أي : أراد الله إمامته. ( ملاذ الأخيار ) وفي قوله : « يا من بدا لله في شأنه » كلام ، راجع مرآة العقول ج 18 ص 304.

    وسلّم بهذا على أبي جعفر محمّد بن عليّ 8 (1).
    وقال : إذا أردت زيارة موسى بن جعفر ؛ ومحمّد بن عليٍّ : فاغتسل وتنظّف والبس ثوبيك الطّاهرَين ، وزُرْ قبر أبي الحسن موسى بن جعفر ومحمّد بن عليٍّ بن موسى الرّضا : ، وقل حين تصير عند قبر موسى بن جعفر 8 :
    « السَّلام عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلماتِ الأَرضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بدا لله في شَأنِهِ ، أتَيْتُكَ زائِراً ، عارفاً بحقِّكَ ، مُعادياً لاُعْدائِكَ ، مُوالياً لأولِيائِكَ ، فَاشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَولايَ ».
    ثمَّ سل حاجتك (2) ، ثمَّ سلّم على أبي جعفر محمّد بن عليِّ الجواد 8 بهذه الأحرف ، وابدء بالغسل وقل :
    « اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليِّ الإمام الْبَرِّ التَّقيِّ الرَّضيِّ ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوقَ الأرَضِينَ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ، صَلاةً كَثِيرةً تامّةً زاكِيَةً مُبارَكَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُترادِفَةً ، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ أولِيائِكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المُؤمِنينَ (3) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ النَّبيِّينَ وَسُلالَةَ الْوَصيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله في ظُلُماتِ الأَرض ، أتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُعادِياً لأَعدْائِكَ ، مُوالِياً لأولِيائِكَ ، فَأشْفَعْ لي عِنْدَ رَبِّكَ يا مولايَ ».
    ثمّ سل حاجتك (2) فإنّها تقضى إن شاء الله تعالى ،
    قال : وتقول عند قبر أبي الحسن 7 ببغداد ، ويجزىء في المَواطِنَ كلّها (4)
    __________________
    1 ـ إلى هنا مرويّ في الكافي ( ج 4 ص 578 ) ، وما بعده مكرّرٌ ، ولعلّ التّكرار في كلام ابن قولُويه من جهة اختلاف الأسانيد. كما أشار إليه في البحار.
    2 ـ أي : سل من الله حاجتك ، فإنّه عليه السلام يشفع لك عنده تعالى.
    3 ـ في بعض النّسخ : « يا وارث النّبيّين ».
    4 ـ هذه الزّيارة مرويّ في الكافي ( ج 4 ص 579 ) مسنداً إلى قوله : « للمؤمنين والمؤمنات » ، وفي التّهذيب ج 6 ص 115.

    أن تقول : « السَّلامُ عَلى أوْلياءِ اللهِ وَأصفِيائِهِ ، السَّلامُ عَلى اُمناءِ اللهِ وَأحِبّائِهِ ، السَّلامُ عَلى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ ، السَّلامُ عَلى محالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ الله ، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أمْرِ اللهِ وَنَهْيِهِ ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إلىَ اللهِ ، السَّلامُ عَلى المُسْتَقرِّينَ في مَرْضاتِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَى المخْلَصِينَ في طاعَةِ اللهِ (1) ، السَّلامُ عَلى الأدِلاءِ عَلى اللهِ ، السَّلامُ عَلى الَّذِينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ وَالىَ اللهَ ، وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادَى اللهَ ، وَمَن عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللهَ ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللهَ ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُم فَقَدْ تَخَلّى مِنَ اللهِ ، اُشْهِدُ اللهَ أنّي مُسلِم لُكُمْ ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ ، مُؤمِنٌ بِسِرّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُمْ ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجنِّ والإنْسِ ، وَأبْرَءُ إلىَ اللهِ مِنْهُمْ ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ » ..
    وهذا يجزىء في المشاهد كلِّها ، وتكثر من الصَّلاة على محمَّدٍ وآله ، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم ، وتبرء من أعدائهم ، وتخيّر لنفسك مِن الدُّعاء وللمؤمنين وللمؤمنات.
    الباب الحادي والمائة
    ( ثواب زيارة أبي الحسن عليِّ بن موسى الرِّضا عليه السلام بطوس )
    1 ـ حدَّثني جماعة مشايخي ، عن سعد ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن داودَ الصِّرْميِّ (2) ، عن أبي جعفر الثّاني 7 « قال : سمعته يقول : مَن زارَ قبر أبي فله الجنَّة ».
    2 ـ حدّثني الحسن بن عبدالله ، عن أبيه عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن داود الصِّرْميِّ ، عن أبي جعفر الثّاني 7 « قال : سمعته يقول : مَن زارَ قبر أبي فَلَهُ
    __________________
    1 ـ في الكافي والتّهذيب : « على الممحّصين » ، وقال الجوهريّ : « مَحَصْتُ الذّهبَ بالنّار ، إذا خلّصته ممّا يشُوبه ، والتّمحيص : الابتلاء والاختبار ». وفي العيون كما في المتن.
    2 ـ الظّاهر كونه داود بن مافنّة الصّرميّ ـ بكسر الصّاد المهملة ـ ، كوفيّ ، روى عن الرّضا عليه السلام ، يكنّى أبا سليمان.

    الجنَّة ».
    3 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله قال : حدَّثني عليُّ بن إبراهيم الجعفريُّ ، عن حَمدان الدِّيوانيِّ (1) « قال : دخلت على أبي جعفر الثّاني 7 فقلت : ما لِمن زارَ أباك بطوس؟ فقال 7 : مَن زارَ قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر (2) ، قال حَمدان : فلقيتُ بعد ذلك أيّوب بنَ نوح بن دُرَّاج فقلت له : يا أبا الحسين إنّي سمعت مولاي أبا جعفر 7 يقول : مَن زار قبر أبي بطوس غَفَرَ الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر ، فقال أيّوب : وأزيدك فيه؟ قلت : نَعَم ، قال : سمعته يقول : ذلك ـ يعني أبا جعفر ـ وأنّه إذا كان يوم القيامة نصب له مِنبرٌ بحذاء مِنبرِ رسول الله 6 حتّى يفرغ النّاس من الحساب » (3).
    4 ـ قال أبي ; : قال سعد : حدَّثني عليُّ بن الحسين النّيسابوريّ الدَّقّاق قال : حدَّثني أبو صالِح شعيب بن عيسى قال : حدَّثني صالِح بن محمّد الهَمْدانيُّ قال : حدَّثني إبراهيمٌ بنُ إسحاقَ النَّهاونديُّ « قال : قال أبو الحسن الرِّضا 7 : مَن زارَني على بُعدِ داري وشَطونِ (4) مَزاري ، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطِن حتّى اُخلّصِه من أهوالها : إذا تطايرت الكُتُبُ يميناً وشِمالاً ، وعند الصّراط ، وعند الميزان ». قال سعد : وسمعته بعد ذلك من صالِح بن محمّد الهَمْدانيّ.
    5 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد ، عن إبراهيم بن رَيّان قال : حدّثني يحيى بن الحسن الحُسَينيّ قال : حدَّثني عليُّ بن عبدالله بن قُطْرب ، عن أبي الحسن
    __________________
    1 ـ حمدان الدّيوانيّ ، قال في اللّباب : « هذه النّسبة إلى ديوان ، سكّة بمرو » ، رواه الصّدوق ( ره ) في الفقيه ( تحت رقم 3189 ) عن حمدان هذا خبراً في فضل زيارة الرّضا 7 عنه. وما في النّسخ : « الدّسواني » تصحيف.
    2 ـ « تقدّم وتأخّر » كلاهما فعل ماضٍ ، يعني ما تقدّم منك قديماً وحديثاً. وقد مرَّ الكلام فيه في ص 149.
    3 ـ في بعض النّسخ : « حتّى يفرغ الله من حساب الخلائق ».
    4 ـ شطون على زنة فعول : البُعد.

    موسى 7 « قال : مرَّ به ابنه وهو شابٌّ حَدَثٌ ، وبَنوه مجتمعون عنده ، فقال : إنّ ابني هذا يموت في ارض غُربة ، فمن زارَه مسلّماً لأمره عارفاً بحقِّه ، كان عند الله عزَّوجَلَّ كشهداء بدر ».
    6 ـ حدَّثني أبي ; ومحمّد بن يعقوبَ ، عن عليِّ بن إبراهيم ، عن حَمدانَ بن إسحاقَ « قال : سمعت أبا جعفر 7 ؛ أو حكى لي عن رَجلٍ عن أبي جعفر ـ الشّكُّ مِن عليِّ بن إبراهيم ـ « قال : قال أبو جعفر 7 : مَن زارَ قبر أبي بطوس غَفر الله له ما تقدَّم مِن ذَنبه وما تأخَّر ، فحَجَجت بعد الزّيارة ، فلقيت أيّوب بن نوح ، فقال لي : قال أبو جعفر [الثّاني] 7 : مَن زار قبر أبي بطوس غفر الله ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر ، وبنى له منبراً بحَذاء منبر رسول الله وعَلي صلوات الله عليهما حتّى يفرغ الله مِن حساب الخلائق. فرأيت أيّوب بن نوح بعد ذلك وقد زار ، فقال : جئت أطلب المنبر! ».
    7 ـ حدَّثني أبي ; ومحمّد بن الحسن ؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خَلَف ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغِيرَة ، عن الحسين بن سَيف بن عَميرَة ، عن محمّد بن أسلم الجبليِّ ، عن محمّد بن سليمان « قال : سألت أبا جعفر 7 عن رَجل حجّ حجّة الإسلام فدخل متمتّعاً بالعُمرَة إلى الحجّ ، فأعانه الله على حجّه وعلى عُمرته ، ثمَّ أتى المدينة فسلّم على رسول الله 6 ثمَّ أتاك عارفاً بحقّك يعلم أنّك حجّة الله على خلقه ، وبابه الّذي يؤتى منه فسلّم عَلَيكَ (1) ، ثمَّ أتى أبا عبدالله الحسين 7 فسلّم عليه ، ثمَّ أتى بغداد فسلّم على أبي الحسن موسى بن جعفر 8 ، ثمَّ انصرف إلى بلاده ، فلمّا كان وقت الحجّ رَزَقه الله ما يحجّ به فأيّهما أفضل؟ هذا الَّذي قد حجَّ حَجّة الإسلام يرجع ويحجّ أيضاً أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك عليِّ بن موسى 8 فليسلّم
    __________________
    1 ـ في العيون : « ثمّ أتى أباك أمير المؤمنين عليه السلام عارفاً بحقّه يعلم أنّه حجّة الله على خلقه وبابه الّذي يؤتى منه فسلّم عليه ، ثمَّ أتى أبا عبدالله عليه السلام ـ إلخ ». ( عيون أخبار الرضا عليه السلام ، طبع مكتبة الصّدوق ج 2 ص 637 ) وفي الكافي مثل ما في المتن.

    عليه؟ قال : بل يأتي خراسان فليسلّم على أبي الحسن أفضل ، وليكن ذلك في رَجب ، ولكن لا ينبغي أن يفعلوا هذا اليوم ، فإنَّ علينا وعليكم خَوفاً من السّلطان وشُنْعةً (1) ».
    8 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عليِّ بن مَهزيار « قال : قلت لأبي جعفر 7 : ما لِمَن زار قبر الرِّضا 7؟ قال : [فله] الجنَّة والله ».
    9 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن أحمدَ بنِ محمّد بن عيسى ، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نَصر البِزَنطيّ « قال : قرأت في كتاب أبي الحسن الرِّضا 7 : أبلغ شيعتي أنَّ زيارتي تَعدل عند الله ألفَ حجّة ، قال : فقلت لأبي جعفر 7 : ألف حجّةٍ؟! قال : إي والله ؛ وألف ألف حجّةٍ لمن زاره عارفاً بحقِّه » (2).
    10 ـ حدَّثني أبي ; وعليُّ بن الحسين ؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُوَيه ، عن عليِّ بن إبراهيمَ بن هاشم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُمَير ، عن زيد النَّرْسيِّ (3) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر 8 « قال : مَن زار ابني هذا ـ وأومأ إلى أبي الحسن الرِّضا ـ فله الجنَّة ».
    11 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وغيرهما ، عن عليِّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عليِّ بن مَهزيار « قال : قلت لأبي جعفر 7 : جُعِلتُ فِداك زِيارة الرِّضا أفضل أم زيارة أبي عبدالله حسين بن عليٍّ 8؟ قال :
    __________________
    1 ـ الشُّنْعة ـ بضمّ الشّين ثمّ السّكون ـ : الكراهة والفظاعة.
    2 ـ لأنّ زيارتهم عليهم السلام موجبة لبقاء الحجّ.
    3 ـ بفتح النّون وإسكان الرّاء المهملة : قرية من قرى الكوفة ، تنسب إليها الثِّياب النَّرْسيَّة ، ونهرٌ من أنهار الكوفة عليه عدّة قرى ، حفره نَرْس بن بهرام ، مأخذه من الفرات نسب إليها جمعٌ من المحدّثين بالكوفة ، وزيدٌ منهم ، وهو أحد أصحاب الاُصول وكتابه يوجد عندنا ، رواه عنه محمّد بن أبي عمير. ( الأمينيّ ـ ره ـ )

    زيارَة أبي أفضل ، وذلك أنَّ أبا عبدالله 7 يزوره كلُّ النّاس ، وأبي لا يزوره إلاّّ الخواصّ من الشّيعة (1) ».
    وعنهم 4 عن عليّ بن إبراهيم ، عن حَمدان بن إسحاقَ « قال : سمعت أبا جعفر 7 ؛ أو حكى لي رجل عن أبي جعفر 7 ـ الشّكّ مِن عليٍّ ـ يقول : وذكر مثل حديث أيّوب بن نوح ، حديث المنبر.
    12 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن عليّ بن الحسين النّيسابوريّ ، عن إبراهيم بن محمّد ، عن عبدالرَّحمن بن سعيد المكّيّ ، عن يحيى بن سليمان المازنيِّ (2) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر 8 « قال : مَن زار قبر وَلَدي كان له عند الله سبعون حَجّة مبرورة ، قال : قلت : سبعين حجّة؟! قال : نَعَم ؛ وسبعمائة حَجَّةٍ ، قلت : سبعمائة حَجّةٍ؟ قال : نَعَم ؛ وسبعين ألف حَجّة ، قلت : وسبعين ألف حَجّة ، قال : نَعَم ؛ ورُبَّ حجَّةٍ لا تُقبل ، مَن زارَه وبات عنده ليلة كان كمن زارَ اللهَ في عَرشه ، قلت : كمن زارَ الله في عرشه؟! قال : نَعَم إذا كان يوم القيامة كان على عرش الله أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين ، أمّا الأربعة الّذين هم مِن الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى : ، وأمّا الأربعة الّذين هم من الآخرين فمحمّدٌ وعليُّ والحسنُ والحسينُ
    __________________
    1 ـ قال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : « لعلّ هذا كان مختصّاً بذلك الزّمان ، فإنّ الشّيعة كانوا لا يرغبون في زيارته عليه السلام إلاّ الخواص منهم الّذين يعرفون فضل زيارته. فعلى هذا التّعليل في كلِّ زمان يكون إمامٌ من الأئمّة أقلّ زائراً يكون ثواب زيارته أكثر. أو المعنى أنّ المخالفين أيضاً يزورون الحسين عليه السلام ، ولا يزور الرّضا عليه السلام إلاّ الخواصّ وهم الشّيعة ، فتكون « من » بيانيّة. أو المعنى أنّ مِن فرق الشّيعة لا يزوره إلاّ من كان قائلاً بإمامة جميع الأئمّة ، فإنَّ من قال بالرّضا عليه السلام لا يتوقّف في مَن بعده ، والمذاهب النّادرة الّتي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر. فالوجه في التّعليل إمّا قلّة الزّائرين أيضاً ، أو أنّ حضور المخالفين يصير سبباً لقلّة فضل الزّيارة ، كما يؤمي إلى التّعليل المتقدّم في نظره تعالى إلى زوّار الحسين عليه السلامقبل نظره إلى أهل الموقف ». وقال العلاّمة الأمينيّ ; مثله.
    2 ـ حيّ من تميم أبوها مازن بن مالك بن عمرو بن تميم ( الأميني ـ ره ـ )

    صلوات الله عليهم أجمعين ، ثمَّ يمدُّ المِضمار (1) فيقعد معنا مَن زار قبور الأئمّة ؛ ألا إنَّ أعلاهم دَرَجة وأقربهم حَبْوة (2) مَن زار قبرَ وَلَدي عليٍّ ـ 7 ».
    حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله قال : حدَّثني عليُّ بن الحسين النّيسابوريّ [قال : حدَّثني إبراهيم بن رئاب] بهذا الإسناد مثله.
    الباب الثّاني والمائة
    ( زيارة قبر أبي الحسن الرِّضا عليه السلام )
    1 ـ حدَّثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سَلَمةَ بنِ الخطّاب ، عن عبدالله ابن أحمد (3) ، عن بكر بن صالِح ، عن عَمرو بن هِشام ـ عن رجل من أصحابنا ـ « قال : إذا أتيت الرّضا عليُّ بن موسى 8 فقل :
    « اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بْنِ مُوسى الرِّضا المرْتَضى ، الإمام التَّقيّ النَّقيّ ، وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوقَ الأرضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ، الصِّدِّيقِ الشَّهيدٍ ، صَلاةً كَثيرة نامِية زاكيّة مُتواصِلَةً مُتِواتِرَةً مُترادِفَةً ، كَأفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أحَدٍ مِنْ أولِيائِكَ ».
    وروي (4) عن بعضهم قال : إذا أتيت قبر عليِّ بن موسى الرِّضا بطوس
    __________________
    1 ـ المضمار مَيدان السِّباق ، والّذي يضمر فيه الخيل ، ولعلّه كناية عن المجلس عبّر به عنه لسعته ، وفي بعض النّسخ : « المِطمار » ، والمطمار والمطمر خيط للبنّاء يقدّر به. وقد ورد في كثير من الأخبار في مثل هذا المقام هذه اللّفظة ، وهذا أظهر. ولعلّ مدّه ليدخل فيه مَن كان مِن أوليائهم ويخرج عنه مخالفوهم ، وفي بعض نسخ الكافي : « الطّعام ». ( ملاذ الأخيار )
    2 ـ الحبوة : العطيّة ، والحبوة أيضاً الاحتباء بالثّوب بأن يجمع بين ظهره وساقيه بعمامة ونحوها ، وهنا يحتمل المعنيَين. ( البحار )
    3 ـ هو عبدالله بن أحمد الرّازي بقرينة بكر بن صالِح.
    4 ـ هذه الزّيارة نقلها شيخنا الصّدوق في الفقيه وحكاها جمع عن جامع شيخنا محمّد بن الحسن بن الوليد ، وذكر مختصره في المزار الكبير ويظهر من الكتاب أنّها رويتْ عن الأئمَّة صلوات الله عليهم. ( الأمينيّ ـ ره ـ )

    فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل :
    « اللّهُمَّ طَهِّرني قَلْبي ، وَاشْرَحْ لي صَدْري ، وَأجِرْ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي طَهُوراً وَشِفاءً [وَنُوراً] ».
    وتقول حين تخرج :
    « بِسْمِ اللهِ وبالله وَالَى اللهِ ، وَإلىَ ابْنِ رَسُولِهِ ، حَسْبي اللهُ ، تَوَكَّلْتُ عَلى اللهِ ، اللّهُمَّ إلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وَإلَيْكَ قَصَدْتُ ، وَما عِنْدَكَ أرَدْتُ ».
    فإذا خرجتَ فقفْ على باب دارك وقل :
    « اللّهُمَّ إلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهي ، وَعَليْكَ خَلَّفْتُ أهْلي وَمالي وَما خَوَّلْتَني ، وَبِكَ وَثِقْتُ فَلا تَخيِّبْني يا مَنْ لا يَخيبُ مَنْ أرادَهُ ، وَلا يَضيعُ مَنْ حَفِظَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْفَظني بِحفْظِكَ ، فَإنَّهُ لا يَضيعُ مَنْ حَفِظْتَ ».
    فإذا وافيت سالماً إن شاءَ الله فاغتسل وقل حين تغتسل :
    « اللّهُمَّ طَهِّرْني ، وَطَهِّرْ قَلْبي ، وَاشْرَحْ لي صَدْري ، وَأجِرْ عَلى لِساني مِدْحَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ ، وَالثَّناءَ عَلَيْكَ ، فَإنَّهُ لا قُوَّةَ إلاّ بِكَ ، وَقَدْ عَلِمْتُ أنَّ قُوَّة دِيني (1) التّسْليمُ لأمْرِكَ وَالاِتِّباع لِسُنَّةِ نَبيِّكَ ، وَالشَّهادَةُ عَلى جَميعِ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي شِفاءً وَنُوراً ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ».
    ثمّ البس ثيابك ، وامش حافياً ، وعَلَيْكَ السَّكينةُ والوَقار ، بالتّكبير والتّهليل والتّسبيح والتّحميد والتّمجيد (2) ، وقصِّر خُطاك وقل حين تدخل :
    « بِسْمِ اللهِ وَبِالله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ الله وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأنَّ عَليّاً وَليُّ الله ».
    ثمَّ اشِرْ إلى قبره ، واستقبل وجهه بوجهك ، واجعل القبلة بين كتفيك وقل :
    __________________
    1 ـ في بعض نسخ العيون : « أنّ قوام ديني » ، والقِوام ـ بالكسر ـ : نظام الأمر وعماده وملاكُه الَّذي يقوم به. وهو أظهر بالمقام.
    2 ـ التَّمجيد ذكَره تعالى بالمجد ـ وهو العظمة ـ والثَّناء عليه ، وأخصّ الأذكار به : « لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِالله ». ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )

    « أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأنَّهُ سَيِّدُ الأولين والآخرين ، وأنه الأنبياءِ وَالمرْسَلينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبيِّكَ وَسَيِّدٍ خَلْقِكَ أجْمَعين ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحْصائِها غَيرُكَ ، اللُّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِير المؤمِنين عَليِّ بْنِ أبي طالِبٍ عَبْدِكَ وَأخي رَسُولِكَ الَّذي انْتَجَبْتَهُ لَعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لمنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالدَّليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، وَدَيّانِ يَومِ الدِّين بِعَدْلِكَ وَفَضائِكَ بَين خَلْقِكَ ، وَالمهَيْمنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطَمَةَ بِنْتِ نَبيِّكَ ؛ وَزَوجَةِ وَليِّكَ ، وَاُمِّ السِّبْطَين الحَسَنِ والحُسَينِ سَيِّديْ شَبابِ أهْل الجنَّةِ ، الطُّهْرَةِ الطّاهِرَةِ المُطهَّرَةِ ، النَّقيَّةِ (1) الرَّضيَّةِ الزَّكيَّةِ ، سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ وَسَيِّدَة نِساء أهْل الجنَّةِ مِنَ الخلْقِ أجْمَعِينَ ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَين سِبْطي نَبيِّكَ وَسَيِّدَي شَبابِ أهْل الجنَّةِ ، القائِمَين في خَلْقِكَ ، وَالَّدالَّين عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، وَدَيّاني الدِّين بِعَدْلِكَ وَفَصْلَي (2) قَضائِكَ بَينَ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليِّ بِنِ الحسَين [سيّد العابِدينَ] عَبْدِكَ ، القائِمِ في خَلْقِكَ ، وَخَليفَتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، وَالدَّليلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ ، وَدَيّان الدِّينِ بَعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضائِك بَينَ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ صَلًّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ عَبْدِكَ وَوَليِّ دينِكَ ، وَخَليفَتِكَ في أرْضِكَ ، باقِرِ عِلْمِ النَّبيِّين ، القائِمِ بَعَدْلِكَ وَالدَّاعي إلى دينكَ وَدين آبائِهِ الصّادِقينَ ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ ، عَبْدِكَ وَوَليْ دِينِكَ ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ أجمعِينَ الصّادِقِ البارِّ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَر الكاظِم الْعَبْدِ الصّالحِِ ، وَلِسانِكَ في خَلْقِكَ ، النّاطِقِ بِعِلْمِكَ ، وَالحُجَّةِ عَلى بَريَّتِكَ ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَليّ بن مُوسى الرِّضا الرَّضيّ المُرْتَضى ، عَبْدِكَ وَوَليّ دِينكَ ، الِقائِمِ بِعَدْلِكَ ، والدَّاعي إلى دينِكَ ، وَدينِ آبائِهِ الصّادقِين ، صَلاةً لا يَقْدر عَلى إحْصائِها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ وَعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
    __________________
    1 ـ في بعص النّسخ : « التّقية ».
    2 ـ في جلّ النّسخ : « وفصل قضائك » ، وفي العيون والفقيه مثل ما في المتن.

    القائمَينِ بِأمْرِكَ وَالمؤَدِّيينِ عَنْكَ وَشاهِدَيكَ عَلى خَلْقِكَ وَدَعائِم دِينكَ وَالقِوام عَلى ذلِكَ ، صَلاةً لا يَقوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحسَن بْنِ عَليٍّ ، الْعامِلِ بِأمْرِكَ ، والْقائِمِ في خَلْقِكَ ، وَحُجَّتِكَ المُؤدِّي عَنْ نَبيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ ، المخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ ، الدّاعي إلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أجْمَعينَ ، صَلاةً لا يَقْوى عَلى إحصائِها غَيرُكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ ، وَوَليِّكَ الْقائمِ في خَلْقِكَ ، صَلاةً نامِيةً باقِيةً ، تُعَجِّلُ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ [بها] ، وَتَجْعَلُنا مَعَهُ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِزيارَتِهِمْ وَمَحَبَّتِهِمْ ، وَاُوالي وَليَّهُمْ ، وَاُعادِي عَدُوَّهُمْ ، فَأرْزُقني بِهِمْ خَيرَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، وَاصْرِف عَنّي هَمَّ نَفْسي في الدُّنيا والآخِرَة (1) ، وَأهْوالَ يَومِ الْقيامَةِ ».
    ثم تجلس عندَ راسه وتقول :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظَلُماتِ الأرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللهِ ، السَّلامُ عَلْيْكَ يا وارثَ نُوحِ نَبيِّ الله ، السَّلام عَلَيْكَ ياوارثَ إبراهيمَ خَليلِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى كَليمِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عيسى رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبيبِ الله ، السَّلام عَلَيْكَ يا وارِثَ أمير المؤمنينَ عَليِّ بْنِ أبي طالب وَليِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ الحَسَنِ وَالحُسَينِ سَيِّدَي شَبابِ أهْلِ الجنَّةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَليِّ بْن الحُسَين سَيِّدِ الْعابِدين (2) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدِ بِنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ الأوَّلينَ وَالآخِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ جَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ البارِّ التَّقيِّ النَّقيّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارثَ مُوسى بْنِ جَعفَر الْكاظِم ، السَّلام عَلَيْكَ أيُّها الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أيُّها الوَصيُّ البارُّ التَّقيّ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ الله مُخلِصاً حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبَا الحَسَنِ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، إنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ ».
    __________________
    1 ـ في العيون : « واصرف عنّي بهم شرّ الدُّنيا والآخرة ».
    2 ـ في بعض النّسخ : « زين العابدين ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:57 pm

    ثمَّ تَنكبّ على القبر وتقول :
    « اللّهُمَّ إلَيْكَ صَمَدْتُ (*) مِنْ أرْضي ، وَقَطَعْتُ الْبِلادَ رَجاءَ رَحمتِكَ ، فلا تخيِّبْني وَلا تَرُدَّني بِغَيرِ قَضاءِ حَوائِجي ، وَارْحَمْ تَقَلُّبي عَلى قَبرِ ابْنِ أخِي نَبيِّكَ وَرَسُولِكَ 9 ، بِأبي أنْتَ وَاُمّي أتَيْتُكَ زائراً وافِداً عائِذاً مما جَنَيْتُ بِهِ عَلى نَفْسي ، وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْري ، فَكُنْ لي شَفيعاً إلى رَبِّكَ يَومَ فَقْري وَفاقَتي ، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَحمُوداً ، وَأنْتَ عِنْدَ اللهِ وَجيهٌ في الدُّنْيا والآخِرَةِ » ؛
    ثمَّ ترفع يدك اليمنى وتبسط اليُسرى على القبر وتقول :
    « اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَبِمُوالاتِهِمْ ، وأتَوَلّى آخِرَهُمْ بما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوَّلَهُمْ ، وَأبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُم (1) ، اللّهُمَّ الْعَنِ الَّذِين بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ ، وَاتَّهَمُوا نَبِيِّكَ ، وَجَحَدوا آياتك ، وَسَخرُوا بإمامِكَ ، وَحَملُوا النّاسَ عَلى أكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ ، اللّهُمَّ إنّي أتَقَرَّبُ إلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيهِمْ وَالبَراءةِ مِنْهُمْ في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ ، يا رَحْمنُ يا رَحيمُ » ؛
    ثمَّ تحوِّل عند رجليه وتقول :
    « صَلّى الله عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ ، صَلى الله عَلَيْكَ وَعلى رُوحِكَ وَبَدنِكَ ، صَبرتَ وَأنْتَ الصّادِقُ المُصَدَّقُ ، قَتَلَ اللهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالأيْديِ وَالألْسُنِ » ،
    ثمَّ أبتهل (2) باللَّعْنَةِ على قاتل أمير المؤمنين ، وباللّعنة على قتلة الحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله 6 ، ثمَّ تحوَّل نحو رأسه من خَلْفه وصلِّ رَكعتين ، تقرء في إحديهما « يس » ، وفي الاُخرى « الرَّحمن » ، وتجتهد في الدُّعاء لنفسك والتَّضرُّع ، وأكثر من الدُّعاء لوالديك ولإخوانك المؤمنين ، وأقم عنده ما شئت ، وليكن صلاتك عند القبر إن شاء الله ».
    * * * * *
    __________________
    1 ـ الوليجة : مَن تتّخذه معتمداً مِن غير أهلك ، أي أبرء من كلّ مَن لم يحذو حذوهم ، ولم يقل بإمامتهم.
    2 ـ قال في النّهاية : وفي حديث الدّعاء : « والابتهال أن تمدّ يديك جميعاً » ، وأصله التّضرّع والمبالغة في السّؤال ـ انتهى.
    * ـ أي قصدت.

    الباب الثّالث والمائة
    ( زيارة أبي الحسن عليِّ بن محمَّدٍ الهادي )
    ( وأبي محمَّدٍ الحسن بن عليٍّ العسكريّ عليهم السلام بـ « سُرَّ مَن رأى » )
    1 ـ روي عن بعضهم : أنّه قال : « إذا أردت زيارة أبي الحسن الثّالث عليِّ بن محمّد وأبي محمّد الحسن بن عليٍّ : تقول بعد الغسل إن وصلت إلى قبريهما؛ وإلاّ أومأتَ بالسَّلام مِن عند الباب الَّذي على الشّارع الشّباك (1) تقول :
    « السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَليي الله ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتي الله ، السَّلامُ عَلَيكُما يا نُورَي اللهِ في ظُلُمات الأرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَدا للهِ في شَأْنِكُما ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حَبيبَي اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا إمامَي الْهُدى ، أتَيتُكُما عارفاً بحقِّكُما ، مُعادِياً لأعْدائِكُما ، مُوالياً لأوْلِيائكُما ، مُؤمِناً بما آمَنْتُما بِهِ ، كافِراً بما كَفَرتما بِهِ ، محقِّقاً لما حقَّقْتُما ، مُبْطلاً لما أبْطَلْتُما ، أسْأَلُ الله رَبي وَرَبَّكُما أنْ يجعَلِ حَظّي مِنْ زيارَتِكُما الصَّلاةَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأنْ يَرزُقَني مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين ، وأسأله أن يعتق رقبتي من النار ، ويرزقني شَفاعَتَكُما وَمُصاحِبَتَكُما ، وَيعرِّفَ بيْني وَبَيْنَكُما ، وَلا يَسْلُبَني حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُما الصّالحينَ ، وَأن لا يجعَلهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زيارَتِكُما ، وَيحشُرَني مَعَكُما في الجنَّةِ بِرَحْمَتِهِ ، اللّهُمَّ ارْزُقْني حُبَّهما وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهما ، اللّهمَّ الْعَنْ ظالمي آل مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ ، اللّهُمَّ الْعَنِ الأوَّلينَ مِنْهُمْ وَالآخِرين ، وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ الْعَذابَ ، وأبْلِغْ بِهِمْ
    ____________
    1 ـ قال شيخ الطائفة رحمه الله : « هذا الّذي ذكره من المنع من دخول الدّار هو الأحوط والأولى ، لأنّ الدّار قد ثبت أنّها ملكَ للغير ، ولا يجوز لنا أن نتصرّف فيها بالدّخول فيها ولا غيره إلاّ بإذن صاحبها ، ولم ينقطع العذر لنا بإذنهم عليهم السلام في ذلك ، فينبغي التّوقّف في ذلك والامتناع منه ، ولو أنّ أحداً يدخلها لم يكن مأثوماً خاصّة إذا تأوّل في ذلك ما روي عنهم عليهم السلام من أنّهم جعلوا شيعتهم في حلٍّ من مالهم ، وذلك على عمومه ، وقد روي في ذلك أكثر من أن يحصى ».

    وَبِأشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمُتَّبِعيهِمْ ، أسْفَلَ دَرَكٍ مِنَ الجَحِيم ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَدير ، اللّهُمَّ عَجِّل فَرَجَ وَليِّكَ ، وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهمْ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ » ؛
    وتجتهد في الدُّعاء لنِفسك ولوالديك وتخيّر مِنَ الدُّعاء ، فإن وصلت إليهم صلّى الله عليهما فَصَلِّ عند قبرهما رَكعتين ، وإذا دخلت المسجد وصلّيت دعوت الله بما أحببت ، إنّه قريبٌ مجيبٌ ، وهذا المسجد إلى جانب الَّدار وفيه كان يصلّيان ـ عليهما الصّلاة والسّلام (1).
    * * * * *
    __________________
    1 ـ ذكر الصّدوق هذه الزّيارة بعينها في الفقيه إلاّ أنّه أسقط قوله : « السّلام عليكما يا من بدا في شأنكما » ، ثمّ قال : « وتجتهد في الدّعاء لنفسك ولوالديك وصلّ عندهما لكلِّ زيارة ركعتين ركعتين ، وإن لم تصلّ إليهما دخلت بعض المساجد وصلّيت لكلّ إمامٍ لزيارته ركعتين ، وادعو الله بما أحببت إنّ الله قريبٌ مجيبٌ ».
    وقال الشّيخ المفيد ـ قدّس الله روحه ـ على ما ينسب إليه من كتاب المزار : « إذا وردت مشهدهما صلّى الله عليهما فاغتسل لزّيارة ، ثمّ امض حتّى تقف على باب القبّة واستأذن وادخل مقدِّماً رجلك اليُمنى وقف على قبريهما وقل : « ثمّ ذكر الزيّارة بعينها إلاّ أنّه بدّل قوله : « يا من بدا لله في شأنكما » بقوله : « يا أميني الله » ، ثمّ ذكر الوداع ، ثمّ قال : « ثمّ اخرج ووجهك القبرين على أعقابك ».
    أقول : أمّا « البداء » في أبي محمّد الحسن عليهم السلام فقد مضى في باب النّصّ عليه أخبار كثيرة [البحار ج 50 ص 239] بأنّ البداء قد وقع فيه وفي أخيه الّذي كان أكبر منه ومات قبله ، كان في موسى وإسماعيل ، وأمّا في أبيه عليهم السلام فلم نر فيه شيئاً يدلّ على البداء ، فلعلّه وقع فيه شيء من هذا القبيل ، أو من القيام بالسّيف أو غيرهما ، أو نسب هذا البداء إلى الأب أيضاً ، لا التّنصيص على الإمامة يتعلّق به. وأمّا الدّخول في الدّار للزّيارة فالأظهر جوازه لما ذكره الشّيخ رحمه الله ، ولرواية ابن قولويه هذه ، ولما سيأتي في الزّيارات الجامعة من الوقوف عند القبر واللّصوق به والانكباب عليه ، ولِعَمل القُدماء الأصحاب وأرباب النُّصوص منهم ، تجويزهم ذلك ، والله يعلم. ( العلاّمة المجلسيّ رحمه الله )

    الباب الرّابع والمائة
    ( زيارةٌ لجميع الأئمَّة )
    صلوات الله عليهم أجمعين
    1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عِمرانَ ، عن هارونَ بن مسلم ، عن عليّ بن حَسّان « قال : سُئل الرِّضا 7 في إتيان قبر أبي الحسن 7 (1) فقال : صَلّوا في المساجد حوله ويجزىء في المواضع كلّها أن تقول:
    « السَّلامُ عَلى أوَلِياءِ اللهِ وَأصْفيائِهِ ، السَّلامُ عَلى اُمَناءِ اللهِ وَأحِبَائِهِ ، السَّلامُ عَلى أنْصارِ اللهِ وَخُلَفائِهِ ، السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللهِ ، السَّلام عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أمْر الله وَنَهْيِهِ ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إلى اللهِ ، السَّلامُ عَلى المسْتَقَرِّينَ في مَرضاتِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى المُمَحِّصِينَ في طاعَةِ اللهِ (2) ، السَّلامُ عَلى الَّذينَ مَنْ والاهُمْ فَقَدْ وَالى الله ، وَمَن عاداهُم فَقَدْ عَادَى الله ، وَمَن عَرفَهُم فَقَد عَرَفَ اللهَ ، وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ الله ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخلّى مِنَ اللهِ ، اُشْهِدُ الله أنّي سِلْمٌ لَمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لَمَنْ حارَبَكُمْ ، مُؤمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعلانِيَتِكُمْ ، مُفَوِّضٌ في ذلِكَ كُلِّهِ إلَيْكُم ، لَعَنَ اللهُ عَدُوَّ آل مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ ، وَأبْرَءُ إلى اللهِ مِنْهُمْ ، وَصَلّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ » ،
    هذا يجزىء في الزيّارات كلّها ، وتكثر من الصَّلاة عَلى محمَّدٍ وآله ، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم ، وتبرءَ من أعدائهم وتخيّر لنفسك من الدُّعاء وللمؤمنين والمؤمنات ».
    __________________
    1 ـ يعني أباه موسى بن جعفر عليهما السلام .
    2 ـ قوله : « الممحّصين » تقدّم الكلام فيه في ص 318.

    2 ـ حدَّثني أبي ; وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ جميعاً ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمران ، عن عليِّ بن حَسّان ، عن عُروةَ بن إسحاق ابن أخي شعيب العَقرقوفيّ عمّن ذكره ـ عن أبي عبدالله 7 « قال : تقول إذا أتيت قبر الحسين بن عليٍّ 8 ويجزئك عند قبر كلِّ إمامٍ : :
    « السَّلام عَلَيْكَ مِنَ اللهِ ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِاللهِ أمِينِ اللهِ عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ أمْرِهِ ، الخاتَمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِح لَما اسْتُقْبَلَ (1) ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، وَالَّدليلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَكُتُبِكَ ، وَدَيّانَ الدِّين بَعَدْلِكَ ، وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنِ خَلْقِكَ ، وَالمهَيْمِنَ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ».
    وتقول في زيارة أمير المؤمنين 7 : « اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أمِير المؤمِنين عَبْدِكَ وَأخي رَسُولِكَ ـ إلى آخره ـ ».
    وفي زيارة فاطمة 3 : « أمَتِكَ وَبِنْتِ رَسُولِكَ ـ إلى آخره ـ ».
    وفي زيارة سائر الأئمّة : « أبْناءِ رَسُولِكَ » ، على ما قلت في النَّبيّ أوَّلَ مرَّةٍ حتّى تنتهي إلى صاحبك ، ثمّ تقول :
    « أشْهَدُ أنَّكُمْ كَلِمَةُ التَّقْوى ، وَبابُ الهُدى ، وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقى ، وَالحُجَّةُ الْبالِغَةُ عَلى مَنْ فيها وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ، وَأَشْهَدُ أنَّ أرْواحَكُمْ وَطِينَتَكُمْ مِنْ طينَةٍ واحِدَةٍ ، طابَتْ وَطَهُرَتْ مِنْ نُورِ الله وَمِنْ رَحْمَتِهِ ، وَاُشْهِدُ اللهَ وَاُشْهِدُكُمْ أنّي لَكُمْ تَبَعٌ بِذاتِ نَفْسي وَشرائِعِ دِيني وَخَواتِيم عَمَلي ، اللّهُمَّ فأتْمِمْ لي ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِالله ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللهِ ما اُمرْتَ بِهِ ، وَقُمْتَ بحقِّهِ غَير واهِنٍ وَلا مُوهِنِ ، فَجزاكَ اللهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِكَ ، أشْهَدُ أنَّ الجِهادَ مَعَكَ جِهادٌ ، وَأنَّ الحَقَّ مَعَكَ وَلَكَ ، وأنْتَ مَعْدِنُهُ ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ وعِنْدَ أهْلِ بَيْتِكَ ، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ ، وَأمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المنْكَرِ ، وَ
    __________________
    1 ـ تقدّم معناه في ص 39 و 221.

    دَعَوتَ إلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحسَنَةِ ، وَعَبَدْتَ رَبَّكَ حَتّى أتاكَ الْيَقينُ ».
    ثمَّ تقول : « السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُسَوِّمينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُنْزَلينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ المُرْدِفينَ ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللهِ الَّذِينَ هُمْ في هذَا الحرَم بِإذْنِ اللهِ مُقيمُونَ ».
    ثمّ تقول : « اللّهُمَّ الْعَنِ اللَّذَيْنِ بَدَّلا نِعْمَتَكَ ، وَخَالَفا كِتابَكَ ، وَجَحَدا آياتِكَ ، وَاتَّهَما رَسُولَكَ ، احْشُ قُبُورَهُما وَأجْوافَهُما ناراً وَأَعَدَّ لَهُما عَذاباً أليماً ، وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما إلى جَهَنَّمِ زُرْقاً (1) ، وَاحْشُرْهُما وَأشْياعَهُما وأتْباعَهُما يَومَ الْقيامَةِ عَلى وُجُوهِهِم عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً ، مَأواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَةِ قَبرْ ابْنِ نَبيِّكَ ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ وَتَقْتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ ، فَإنَّكَ وَعَدْتَهُ ذلِكَ وَأنْتَ الرَّبُّ الَّذِي لا تُخلِفُ الميعادَ ».
    وكذلك تقول عند قُبور كلَّ الأئمَّة : ، وتقول عند كلِّ إمام زُرْته إن شاء الله تعالى :
    « السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَليَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلام عَلَيْكَ يا نُورَ اللهِ في ظُلُماتِ الأَرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إمامَ المؤْمِنينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبيِّينَ وَسُلالَةِ الْوَصِيِّينَ ، وَالشَّهيدَ يَومِ الِّدينِ ، أشْهَدُ أنَّكَ وَآباءَكَ الَّذينَ كانُوا مِنْ قَبلِكَ ، وَأبْناءَكَ الَّذينَ مِنْ بَعْدِكَ مَواليَّ وَأولِيائي وَأئِمَّتي ، وَأشْهَدُ أنَّكُمْ أصْفياءُ اللهِ وَخَزِنَتُهُ وَحُجَّتُهُ الْبالِغةُ ، انْتَجَبَكُمْ بِعِلْمِهِ أنْصاراً لِدينِهِ ، وَقُوَّاماً بِأَمِرِهِ ، وَخُزَّاناً لِعِلْمِهِ ، وَحَفَظةً لِسِرِّهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ ، وَمعْدِناً لِكَلِماتِهِ ، وَأرْكاناً لِتَوحِيدِهِ ، وَشُهُوداً عَلى عِبادِهِ ، وَاسْتَودَعَكُمْ خَلْقَهُ ، وَأورَثَكُم كِتابَه ، وَخَصَّكُمْ بِكَرائِمِ التَّنْزِيل ، وَأعْطاكُمُ التَّأَويلَ ، جَعَلَكُمْ تابُوتَ (2) حِكْمَتِهِ وَمَناراً في بِلادِهِ ، وَضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ نُورِهِ ، وَأجْرى فيكُمْ مِنْ عِلْمِهِ ، وَعصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ، وَبِكُمْ تَمَّتِ النِّعْمَةُ ، وَاجْتَمَعَتِ الْفُرقَةُ ، وَأئْتَلَفَتِ الْكَلِمَةُ ، وَلَزِمَتِ الطّاعَةُ المفْترضَةُ ،
    __________________
    1 ـ أي عمياً.
    2 ـ التّابوت : الصّندوق من الخشب.

    وَالمَودَّةُ الواجِبَةُ ، فَأنْتُمْ أوْلِياؤُهُ النُّجَباءُ ، وَعِبادُهُ المكْرَمُونَ ، أتَيْتُكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ عارِفاً بِحَقِّكَ ، مُسْتَبْصِراً بِشأْنِكَ ، مُعادِياً لأعْدائِكَ ، مُوالِياً لأوْليائِكَ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي صَلّى اللهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً ، أتَيْتُكَ وافِداً زائِراً عائذاً مُسْتَجِيراً ممّا جَنَيْتَ عَلىُ نَفْسي ، وَاحْتَطَبْتُ عَلىُ ظَهْري ، فَكُنْ لي شَفِيعاً ، فَإنَّ لَكَ عِنْدَ اللهِ مَقاماً مَعْلُوماً ، وأنْتَ عِنْدَاللهِ وَجِيهٌ ، آمَنْتُ بِاللهِ وَبِما اُنْزِلَ عَلَيْكُمْ ، وأتَوَلّى آخِرَكُمْ بما تَوَلَّيْتُ بِهِ أوَّلَكُمْ ، وَأبْرَءُ مِنْ كُلِّ وَليجَةٍ دُونَكُمْ ، وَكَفَرتُ بالجبِتِ وَالطّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالعُزْى ».
    الباب الخامس والمائة
    ( فضل زيارة المؤمنين وكيف يُزارون )
    1 ـ حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر الرَّزّاز القُرَشيّ الكوفيُّ ، عن خاله محمَّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عَمرِو بن عثمان الرَّازيِّ « قال : سمعت أبا الحسن الأوّل 7 يقول : مَن لم يقدر أن يزورنا فليزرْ صالحِي موالينا يُكتَب له ثوابُ زيارَتنا ، ومَن لم يَقدِرْ على صًلَتنا فَلْيَصلْ صالِحي موالينا يُكتَب له ثوابُ صِلَتنا ».
    2 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بن الوليد ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن محمّد بن عبدالله بن مِهرانَ ، عن عَمْرِو بن عثمانَ « قال : سمعت الرِّضا 7 يقول : مَن لم يقدر على صِلَتنا فليَصِلْ على صالِحي مَوالينا يُكتب له ثواب صِلتنا ، ومن لم يقدِرْ على زيارتنا فليزر صالِحي موالينا يُكتب له ثوابُ زيارتنا ».
    3 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن يعقوبَ ؛ وجماعَة مشايخي 4 عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى « قال : كنت بفَيْد (1) فمشيتُ مع عليِّ بن بِلال إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بَزيع قال : فقال لي عليُّ بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر عن الرِّضا 7 : مَن أتى قبر أخيه المؤمن ثمّ وضع يده على
    __________________
    1 ـ فَيْد ـ بالفتح ثمّ السّكون ـ : بُلَيدة في نصف طريق مكّة من الكوفة ، ينزل بها الحاجّ قال الزّجاجيّ : سميت فَيْد بفيد بن حام وهو أوّل مَن نزلها. ( من المعجم )

    القبر وقرء « إنّا أنْزَلْنَاه (1) » سبع مرّات ، أمن يوم الفزع الأكبر ».
    4 ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجَوهَريّ ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمرانَ « قال : كنت بفَيْد فقال محمّد بن عليِّ بن بلال : مُرَّ بنا إلى قبر محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، فذهبنا إلى عند قبره فقال محمّد بن عليِّ : حدَّثني صاحبُ هذا القبر عن الرِّضا 7 أنّه مَن زار قبر أخيه المؤمن فاستقبل القِبلة ووضع يَده على القبر وقرء : « إنّا أنْزَلْناهُ في لَيْلَةِ الْقَدْر » سبع مرّات أمن مِن الفزع الأكبر ».
    5 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهريّ ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن عليِّ بن إسماعيل ، عن محمّد بن عَمْرو ، عن أبان (2) ، عن عبدالرَّحمن بن أبي عبدالله « قال : سألت أبا عبدالله 7 كيف أضع يدي عَلى قُبور المؤمنين؟ فأشارَ بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل القِبلة ».
    6 ـ وعنه ، عن محمّد بن أحمدَ ، عن موسى بن عمر[ان] ، عن عبدالله الحجّال عن صَفوانَ الجمّال « قال : سمعت أبا عبدالله 7 يقول : كان رَسول الله 6 يخرج في مَلأ مِن النّاس مِن أصحابه كُلَّ عشيَّة خميس إلى بَقيع المَدَنيّين فيقول ـ ثلاثاً ـ : « السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الدِّيارِ » ـ وثلاثاً ـ « رَحِمَكُمُ الله » ، ثمَّ يلتفت إلى أصحابه ويقول : هؤلاء خيرُ منكم ، فيقولون : يارسول الله ولِم؟ آمَنُوا وآمَنّا ، وجاهَدُوا وجاهَدْنا؟ فيقول : إنَّ هؤلاءِ آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظُلم ، ومَضوا على ذلك وأنَا لَهُمْ على ذلك شَهيدٌ ، وأنتم تَبقون بعدي ، ولا أدري ما تُحدثون بعدي ».
    7 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مَسعَدَةَ بن زِياد ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه : « قال : دخل عليُّ أمير المؤمنين مقبرةً ـ ومعه أصحابه ـ فنادى :
    « يا أهْلَ التُرْبَةِ وَيا أهْلَ الغُرْبَةِ ، وَيا أهْلَ الخُمُودِ ، وَيا أهْلَ الهُمُود (3) ، أمّا أخْبارُ
    __________________
    1 ـ المراد تمام السّورة.
    2 ـ يعني بن عثمان الأحمر.
    3 ـ خَمَدَتِ النّار ، خُمْداً وخُموداً : سكن لَهَبُها. والهُمُود : الموت. ( القاموس )

    ما عِنْدَنا : فَأمّا أمْوالُكُمْ قَدْ قُسِّمَتْ ، وَنِساؤُكُمْ قَدْ نُكِحَتْ ، وَدُورُكُمْ قَدْ سُكِنَتْ ، فَما خَبَرُ ما عِنْدَكُمْ؟!! » ، ثمَّ التفت إلى أصحابه وقال : أما واللهِ لَو يُؤذَنُ لهم في الكلام لقالوا : لم يُتَزَوَّد مثل التَّقْوى زادٌ [خَيرُ الزَّاد التَّقْوى] ».
    8 ـ حدَّثني أبي ; ومحمّد بن الحسن ، عن الحسن بن مَتِّيل ، عن سَهل بن زياد ، عن محمَّد بن سِنان ، عن إسحاقَ بن عَمّار ، عن أبي الحسن 7 « قال : قلت له : المؤمن يَعلم بمن يَزورُ قبره؟ قال : نَعَم ؛ ولا يَزال مستأنساً بِه ما زالَ عندَه ، فإذا قام وانصرف مِن قبره دَخَله مِن انصرافه عن قبره وَحْشَةٌ ».
    9 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن جَدِّه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن سِنان « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : كيف اُسلّم عَلى أهل القُبور؟ قال : نَعَم ؛ تقول : « السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمُسْلِمين ، أنْتُمْ لَنَا فَرَطٌ (1) وَنَحْنُ إن شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ ».
    حدَّثني أبي ; عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَةَ عن عبدالله بن سِنان قال : قلت لأبي عبدالله 7 ـ وذكر مثله ـ.
    10 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله ، عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عَمْرو بن أبي المِقدام ، عن أبيه « قال : مَرَرتُ مع أبي جعفر 7 بالبَقيع فمررنا بقبر رَجلٍ من أهل الكوفة مِن الشِّيعة ، فقلت لأبي جعفر 7 : جُعلتُ فِداك هذا قبرُ رَجل من الشِّيعة ، قال : فوقف عليه وقال : « اللّهمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ ، وَصِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِسْ وَحْشَتَهُ ، وَآمِنْ رَوعَتَهُ ، وَأَسْكنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ مَا يَسْتَغَنى بِها عَنْ رحمة من سًواكَ ، وألْحِقْهُ بمن كانَ يَتَولاهُ » ».
    11 ـ حدَّثني أبي ; عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن النَّضر بن سُويد ، عن القاسم بن سليمانَ ، عن جرَّاح المدائنيِّ « قال : سألت أبا عبدالله 7 : كيف التّسليم على أهل القبور؟ قال : تقول : « السَّلامُ عَلى أهْلِ الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ ، رَحِمَ اللهُ المُسْتَقْدِمينَ مِنْكُمْ وَالمسْتأْخِرينَ ، وَإنّا إنْ
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 9:59 pm

    شاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ » ».
    ورواه البرقيُّ ، عن أبيه ، عن النَّضر بن سُوَيد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جرَّاح المدائنيّ قال : سألت أبا عبدالله 7 ـ وذكر مثله ـ.
    12 ـ وجدت في بعض الكُتُبِ : محمّد بن سِنان ، عن المفضّل (1) « قال : قال : مَن قرء « إنّا أنْزَلْناه » عند قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله إليه مَلَكاً يعبدالله عند قبره ، ويكتب [له و] لِلميّت ثواب ما يعمل ذلك المَلَكَ ، فإذا بعثه الله من قبره لم يمرَّ على هَول إلاّ صرفه الله عنه بذلك المَلَك [الموَكّل] حتّى يدخله الله به الجنّة ، وتقرء بعد « الحمد » « إنّا أنْزَلْناه » سَبعاً ، و « المعَوَّذَتَين » ، و « قُلْ هُوَ الله أحَد » و « آية الكُرْسيّ » ثلاثاً ثلاثاً » (2).
    13 ـ حدَّثني أبي ; عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَةَ ، عن النَّضر بن سُويد ، عن عاصِم بن حَميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 « قال : سمعته يقول : كان رسول الله 6 إذا مرَّ بقبور قوم من المؤمنين قال : « السَّلام عَلَيْكُمْ مِنْ دِيارِ قَومٍ مُؤمِنينَ ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ » ».
    14 ـ و [أبي] ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورَمَة ، عن عليِّ بن الحكم ، عن ابن عجلان « قال : قام أبو جعفر 7 على قبر رجلٍ فقال : « اللّهُمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ ، وَآنِس وَحْشَتَهُ ، وَأسْكِنْ إلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ ما يسْتَغْني بِهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ » ».
    15 ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد أبي عبدالله البرقيِّ ، عن الحسن بن عليٍّ الوَشّاء ، عن عليِّ بن أبي حمزة « قال : سألت أبا عبدالله 7 كيف نسلّم على أهل القبور؟ قال : نَعَم ؛ تقول : « السَّلامُ
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « الفضيل » مكان « المفضّل ».
    2 ـ في بعض النّسخ : « ويقرء مع « إنّا أنزلناه » سورة الحمد والمعوّذتين و « قل هو الله أحد » و « آية الكرسيّ » ثلاث مرّات كلّ سورة ، و « إنّا أنزلناه » سبع مرّات ».

    عَلى أهْل الدِّيارِ مِنَ المؤمِنينَ وَالمؤمِناتِ ، وَالمْسلِمينَ وَالمسْلِماتِ ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَإنّا بِكُمْ إنْ شاءَ اللهُ لاحِقُونَ » ».
    16 ـ حدّثني أبي ; وعليُّ بن الحسين ؛ وغيرهما ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن هارونَ بن الجَهْم ، عن المفضّل بن صالِح ، عن سعد بن طَريف ، عن الأصْبَغ بن نُباتة « قال : مرَّ عليُّ أمير المؤمنين 7 على القبور فأخذ في الجادّة ، ثمَّ قال عن يمينه :
    « السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ القُبُورِ مِنْ أهْلِ الْقُصُورِ ، أنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنحنُ لَكُمْ تَبَعٌ ، وَإنّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ » ؛ ثمَّ التفت عن يساره فقال : « السَّلامُ عَلَيْكَ يا أهْلُ الْقُبُورِ » ـ إلى آخره ـ ».
    17 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ـ عمّن ذكره ـ عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ، عن سَعدانَ بنِ مسلم ، عن عليِّ بن أبي حمزةَ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله 7 « قال : يخرج أحدكم إلى القبور فيسلّم ويقول :
    « السَّلامُ عَلى أهْل الْقُبُورِ ، السَّلامُ عَلى مَنْ كانَ فيها مِنَ المؤمِنينَ وَالمسْلِمينَ ، أنْتُم لَنا فَرَطٌ ونحنُ لَكُم تَبَعٌ وَإنّا بِكُمْ لاحِقُونَ ، وَإنّا للهِ وَإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ سُكنى الْقُصُورِ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ بَعْدَ النِّعْمَةِ والسُّرُورِ ، صِرْتُمْ إلى الْقُبُورِ ، يا أهْلَ الْقُبُورِ كَيْفَ وَجَدْتُمْ طَعْمَ المَوْتِ؟! ». ثمَّ يقول : « وَيْلٌ لِمَنْ صارَ إلىَ النّارِ » ، ثمَّ يُهْرَق دَمعتُه وينصرف ».
    18 ـ وعنه بإسناده ، عن البرقيِّ قال : حدَّثنا بعض أصحابنا ، عن عبّاس بن عامر القَصبانيِّ ، عن يقطين قال : أخبرنا رَبيع بن محمّد المسليُّ (1) « قال : كان أبو عبدالله 7 إذا دَخل الجَبّانة (2) تقول : « السَّلامُ عَلى أهْلِ الجنَّةِ ».
    __________________
    1 ـ مُسْلِيّة قبيلة من مَذْحج ، ومحلّة لهم بالكوفة. ( اللّباب )
    2 ـ الجَبَانة ـ بالفتح ثمَّ التّشديد ـ ؛ والجبّان في الأصل الصّحراء ، وأهل الكوفة يسمّون المقابر جبّانة كما يسمّيها أهل البصرة المقبرة ، وبالكوفة محالّ تسمّى بهذا الاسم وتضاف إلى القبائل. ( المعجم )

    الباب السّادس والمائة
    ( فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام بقمّ )
    1 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن عليِّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن سعد بن سعد ، عن أبي الحسن الرّضا 7 « قال : سألته عن زيارة فاطمة بنت موسى 7 ، قال : مَن زارها فلَه الجنَّة ».
    2 ـ حدَّثني أبي ; وأخي والجماعة ، عن أحمدَ بن إدريسَ ؛ وغيره ، عن العَمْركي بن عليٍّ البُوفكيّ ـ عمّن ذكره ـ عن ابن الرِّضا 8 « قال : مَن زار قبر عَمَّتي بقمّ فله الجنَّة ».
    الباب السّابع والمائة
    ( فضل زيارة قبر عبدالعظيم بن عبدالله الحسنيِّ بالرَّيِّ )
    1 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ـ عن بعض أهل الرَّيّ ـ « قال : دخلت على أبي الحسن العَسكريّ 7 فقال : أين كنت؟ فقلت : زُرتُ الحسين بن عليٍّ 8 ، فقال : أما إنّك لو زُرْت قبر عبدالعظيم عندكم لكُنتَ كمن زار الحسين 7 » (1)
    * * * * *
    __________________
    1 ـ ورواه الصّاحب ابن عبّاد في ترجمة عبدالعظيم في رسالته المعمولة فيها الموجودة عندنا ، وفيه إيعاز إلى خصوصيّة الرّجل ( الرّاويّ ) واختصاصه به ، فكأنّه كان ممّن لا يزور عبدالعظيم مع قربه منه ، وكان يزهد ويرغب عنه ، ولا يعرف مكانته وفضله. ( الأمينيّ رحمه الله ) أقول : ذلك على فرض صحّة قول الرَّاويّ المجهول. وإلاّ لا يقاس بالحسين عليه السلام وزيارته أحدٌ حتّى الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، ولاُستاذنا الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ في هذا الخبر بيانٌ راجع ثواب الأعمال المترجم ص 114 طبع مكتبة الصَّدوق.

    الباب الثّامن والمائة
    ( نَوادر الزِّيارات )
    1 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ (1) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : قال لي : إنَّ عندكم ـ أو قال : في قُرْبكم ـ لفضيلة ما اُوتي أحدٌ مثلها ، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها ، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها ، وإنَّ لها لأهلاً خاصّة قد سمّوا لها ، واُعطوها بلا حول منهم ولا قوّة إلاّ ما كان من صنع اللهِ لهم وسعادة حَباهم [الله] بها ورحمة ورأفة وتقدّم.
    قلت : جُعِلت فِداك وما هذا الّذي وصفتَ لنا ولم تُسمّه؟ قال : زيارة جدَّي الحسين [بن عليٍّ] 8 فإنّه غريب بأرض غُرْبَة ، يبكيه من زارَه ، ويحزنُ له من لم يَزُرْه ، ويحرق له مَن لم يشهده ويرحمه مَن نظر إلى قبر ابنه عندَ رِجله في أرض فَلاة ، لا حميم قربه ولا قريب ، ثمَّ منع الحقّ وتوازَرَ عليه أهل الرِّدَّة حتّى قتلوه وضَيّعوه وعرضوه للسّباع ، ومَنعوه شُربَ ماءِ الفُرات الَّذي يشربه الكِلاب ، وضيّعوا حَقَّ رسول الله 6 ووصيّته به وبأهل بيته ، فأمسى مَجفُوّاً في حفرته ، صَريعاً بين قرابته ، وشيعته بين أطباق التّراب ، قد أوحش قربه في الوحدة والبُعد عن جدِّه ، والمنزل الَّذي لا يأتيه إلاّ من امتحن الله قلبه للإيمان وعرَّفه حقّنا.
    فقلت له : جُعِلتُ فِداك قد كنتُ آتيه حتّى بليتُ بالسّلطان وفي حفظ أموالهم وأنا عندهم مشهورٌ فتركت للتّقية إتيانه وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير ،
    ____________
    1 ـ كذا في النّسخ ، ولا يخفى ما في السّند ، وهو إمّا أن يكون « البصريّ » مصحّف « الأنصاري » ، أو الواسطة سقطت من النّسخ ، والثّاني أظهر بالمقام ، لأنّه أقلّ ما يكون بينه وبين الصّادق عليه السلام واسطة. وعليّ بن محمّد بن سليمان يروي عن أبي جعفر الثّاني والعسكريّ عليهما السلام.

    فقال : هل تدري ما فضل من أتاه وماله عندنا من جَزيل الخير؟ فقلت : لا ، فقال : أمّا الفضل فيباهيه ملائكةُ السّماء ، وأمّا ما له عندنا فالتّرحم عليه كلِّ صباح ومساء.
    ولقد حدَّثني أبي أنّه لم يَخلُ مكانه منذ قُتِل مِن مُصلٍّ يصلّي عليه من الملائكة ، أو مِن الجِنّ ، أو مِن الإنس ، أو مِن الوَحش ، وما مِن شيءٍ إلاّ وهو يغبط زائره ويتمسّح به ويرجو في النَّظر إليه الخير لنظره إلى قبره [7] ، ثمّ قال : بلغني أنَّ قوماً يأتونه مِن نواحي الكوفة و[اُ] ناساً من غيرهم ونِساء يَنْدُبْنَه ، وذلك في النّصف من شعبان ، فمن بين قارىء يقرء ، وقاصٍّ يقصّ ، ونادبٍ يندب ، وقائل يقول المراثي.
    فقلت : نَعَم جُعِلتُ فِداك قد شَهدتُ بعض ما تصف ، فقال : الحمدُ للهِ الّذي جعل في النّاس مَن يفد إلينا ويمدحنا ويرثي لنا ، وجعل عَدؤنا من يطعن عليهم مِن قرابتنا وغيرهم يَهْذؤنهم (1) ويقبّحون ما يصنعون ».
    2 ـ وبهذا الإسناد ، عن عبدالله الأصمّ ، عن عبدالله بن بُكَير الأرجاني (2) « قال : صَحبت أبا عبدالله 7 في طريق مكّة من المدينة فنزلنا منزلاً يقال له : عُسْفان (3) ثمّ مررنا بجبل أسود عن يسار الطّريق موحشٍ ، فقلت له : يا ابن رَسول الله ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطّريق مثل هذا ، فقال لي : يا ابن بُكَير أتدري أيّ جبل هذا؟ قلت : لا ، قال : هذا جبل يقال له : « الكمد » وهو على
    __________________
    1 ـ هذأه يَهْذَأه ، هذأ العدوّ : أهلكهم ، وفلاناً بلسانه ، آذاه واسمعهم ما يكره. وفي بعض النّسخ : « يهدرونهم » على بناء يضرب ويكرم ، أي يبطلون دمهم.
    2 ـ في بعض النّسخ : « عبدالله بن بكر » ، وفي كتب الرّجال : عبدالله بن بكر الأرّجاني مرتفع القول ، ضعيف ( قاله العلاّمة ) ، وكذا عبدالله بن بكير الأرجانيّ ، وبكلى العنوانين موجودٌ ، وأمّا المراد بـ « بكير » ولو قلنا بصحّته هو غير بكير بن أعين الشِّيْبانيّ.
    3 ـ عسفان ـ بالضّمّ ثمّ السّكون ـ : قرية على مرحلتين من مكّة على طريق المدينة ، وقرية جامعة على ستّة وثلاثين ميلاً من مكّة. ( معجم البلدان )

    وادٍ من أودية جهنّم ، وفيه قَتَلَة أبي ؛ الحسين 7 ، استودعهم ، فيه تجري من تحتهم مياه جَهنّم من الغِسلين والصَّديد والحَميم وما يخرج من جبّ الجوّي (1) وما يخرج من الفَلق من آثام (2) وما يخرج من الخَبال (3) وما يخرج من جَهنّم ومايخرج من لَظى (4) ومن الحُطَمَة ، وما يخرج من سَقَر وما يخرج من الحميم ، وما يخرج من الهاوية ، وما يخرج من السّعير ، وما مَرَرت بهذا الجبل في سفري فوقفت به إلاّ رأيتهما يستغيثان إلي وإني لأنظر إلى قَتَلَة أبي ، وأقول لهما (5) : إنّما هؤلاء فعلوا ما أسّستما لم ترحمونا إذ ولّيتم وقتلتمونا وحرمتمونا ووثبتم على قتلنا (6) واستبددتم بالأمر دوننا ، فلا رَحِمَ الله مَن يرحمكما ، ذوقا وبال ما قدّمتما ، وما الله بظلاّم للعبيد ، وأشدّهما تضرُّعاً واستكانة الثّاني ، فربّما وقفت عليهما ليتسلّى عنّي بعض ما في قلبي ، وربّما طويت الجبل الّذي هما فيه وهو جبل الكمد ، قال : قلت له : جُعِلتُ فِداك فإذا طويت الجبل فما تسمع؟ قال : أسمع أصواتهما يناديان : عرّج علينا نكلّمك فإنّا نتوب ، وأسمع من الجبل صارخاً يصرخ بي : أجبهما وقل لهما : اخسؤوا فيها ولا تكلّمون! قال : قلت له : جُعِلتُ فِداك ومن معهم؟ قال : كلّ فرعون عَتا على الله وحكى الله عنه فِعاله ، وكلُّ من علّم العباد الكفر ، فقلت : مَن هُم؟ قال : نحو « بولس » الّذي علّم اليهود أنَّ يد الله مغلولَة ، ونحو
    __________________
    1 ـ أي المتغيّر المنتن. وفي بعض النّسخ : « جبّ الحوى » ،
    وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : لعلّه تصحيف « جبّ الحزن » لما روي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : « تعوّذوا بالله من جبّ الحزن » وهو اسم جبّ في جهنّم.
    2 ـ وفي رواية شيخنا المفيد رحمه الله : « وما يخرج من آثام » وهو جزاء الإثم وعقوبته ، كما في قوله تعالى : « ومن يفعل ذلك يلق أثماً ». والمراد ما يخرج من المجرمين في عقوبتهم من القيح والدَّم. ( العلاّمة الأمينيّ ـ ره ـ )
    3 ـ هي سديد أهل النّار. وفي البحار : « وما يخرج من طينة الخبال ».
    4 ـ لَظى اسمٌ من أسماء النّار ، ولاينصرف للعلمية والتأنيث. ( النهاية ).
    5 ـ قيل : المراد بهما قابيل وعاقر ناقة صالح.
    6 ـ في بعض النّسخ : « على حقّنا ».

    « نسطور » الَّذي علّم النّصارى أنَّ عيسى المسيح ابن الله ، وقال لهم : هم ثلاثة ، ونحو فرعون موسى الَّذي قال : أنا رَبُّكم الأعلى ، ونحو نمرود الَّذي قال : قهرتُ أهل الأرض وقتلتُ مَن في السَّماء ، وقاتل أمير المؤمنين ، وقاتل فاطمة ومحسن ، وقاتل الحسن والحسين ، فأمّا معاوية وعَمرو (1) فما يطمعان في الخلاص ، ومعهم كلُّ من نصب لنا العّداوة ، وأعان علينا بلسانه ويده وماله ، قلت له : جعلت فداك فأنت تسمع ذا كلّه لا تفزع؟ قال : يا ابن بُكير إنَّ قلوبنا غير قلوب النّاس ، إنّا مطيعون مصفّون مصطفون ، نرى ما لا يرى النّاس ، ونسمع ما لا يسمع النّاس ، وأنّ الملائكة تنزل علينا في رِحالنا ، وتتقلّب في فُرُشنا ، وتشهد طعامنا ، وتحضر موتانا ، وتأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون ، وتصلّي معنا ، وتدعو لنا وتلقى علينا أجنحتها ، وتتقلّب على أجنحتها صبياننا ، وتمنع الدَّوابِّ أن تصل إلينا ، وتأتينا ممّا في الأرضين مِن كلِّ نباتٍ في زَمانه ، وتسقينا مِن ماء كلِّ أرض نجد ذلك في آنيتِنا ، وما مِن يوم ولا ساعةٍ ولا وقت صَلاةٍ إلاّ وهي تتهيّأ لها (2) ، وما مِن لَيلة تأتي علينا إلاّ وأخبار كلّ أرض عِندنا ، وما يحدث فيها وأخبار الجنّ وأخبار أهل الهَوى من الملائكة ، وما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلاّ أتانا خبره ، وكيف سيرته في الَّذين قبله ، وما مِن أرضٍ مِن سِتَّة أرضين إلى السّابِعة إلاّ ونحن نؤتى بخبرهم ، فقلت : جُعلتُ فداك فأين منتهى هذا الجبل؟ قال : إلى الأرض السّابعة (3) ، وفيها جهنّم على وادٍ من أوديته ، عليه حفظة أكثر من نجوم السّماء وقطر المطر وعدد ما في البحار وعدد الثّرى ، قد وُكِّل كل ملك منهم بشيء وهو مقيم عليه لا يفارقه ، قلت : جُعِلْتُ فِداك إليكم جميعاً يلقون الأخبار؟ قال : لا إنّما يلقى ذلك إلى صاحب الأمر ، إنّا لنحمل ما لا يقدر العباد على الحكومة فيه فنحكم فيه فمن
    __________________
    1 ـ هو ابن العاص كما في رواية المفيد أو غيره في كتابه « الاختصاص ».
    2 ـ في رواية غير المؤلّف : « وهي تمنّيها لها ».
    3 ـ في بعض النّسخ : « السّادسة ».

    لم يقبل حكومتنا جَبَرتْه الملائكة على قولنا وأمرتِ الَّذين يحفظون ناحيته أن يَقْسِروه (1) على قَولنا ، وإن كان من الجنّ من أهل الخلاف والكفر أوثَقْتَه وعذّبته حتّى يصير إلى ما حكمنا به ، قلت : جُعلتُ فِداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ فقال : يا ابن بُكَير فكيف يكون حُجّة الله على ما بين قطريها وهو لا يَراهم ولا يحكم فيهم؟! وكيف يكون حجّةً على قوم غيّب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه؟ وكيف يكون مؤدّياً عن الله وشاهداً على الخلق وهو لا يراهم؟ وكيف يكون حجّةً عليهم وهو محجوب عنهم؟ وقد جعل (2) بينهم وبينه أن يقوم بأمر رَبّه فيهم ، والله يقول : « وَما أرْسَلْناكَ إلاّ كافَّةً لِلنّاسِ (3) » يعني به مَن على الأرض والحجَّة مِن بعد النَّبيِّ 6 يقوم مقام النَّبيِّ مِن بعده وهو الدَّليل على ما تشاجَرَتْ فيه الاُمّة ، والأخذ بحقوق النّاس ، والقيام بأمر الله ، والمنصف لبعضهم مِن بعضٍ ، فإذا لم يكن معهم مَن ينفذ قوله وهو يقول : « سَنُريِهمْ آياتِنَا في الآفاق وَفي أنْفُسِهِمْ (4) » ، فأيُّ آية في الآفاق غيرنا أراها الله أهل الآفاق وقال : « ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إلاّ هي أكْبر مِنْ اُخْتِها (5) » ، فأيُّ آية أكبر منّا ، والله إنَّ بني هاشم وقريشاً لتعرف ما أعطانا الله ولكنَّ الحسد أهلكهم كما أهلك إبليس ، وإنّهم ليأتوننا إذا اضطرّوا وخافوا على أنفسهم فيسألونا فنوضح لهم فيقولون : نشهد أنّكم أهل العلم ، ثمَّ يخرجون فيقولون : ما رأينا أضلَّ ممَّنِ اتَّبع هؤلاء ويقبل مقالتهم!
    قلت : جُعِلتُ فِداك أخبرني عن الحسين 7 لو نُبشَ (6) كانو يجدون في
    __________________
    1 ـ قَسَره على الأمر : قهره وأكرهه عليه.
    2 ـ في لفظ غير المؤلّف : « قد حيل ».
    3 ـ سبأ : 28.
    4 ـ فصّلت : 53 ، وقال الاُستاذ الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ : المراد بـ « الآيات » على ما يظهر مِن سياق الكلام الآيات التخويفيّة ، يعني القحط والغلاء والنّكبات والأمراض ، وضمير « هم » يرجع إلى الكفّار والمشركين ، والله يعلم.
    5 ـ الزّخرف : 48.
    6 ـ تقدّم هذه الفقرة من قوله : « قلت : جعلت فداك » إلى آخر الخبر في ص 110 تحت رقم 7.

    قبره شيئاً؟ قال : يا ابن بكير ما أعظم مسائلك! الحسين 7 مع أبيه واُمّه وأخيه الحسن في منزل رسول الله 6 ، يحبون كما يحبى ، ويرزقون كما يرزق ، فلو نبش في أيّامه (1) لَوُجِد ؛ وأمّا اليوم فهو حَيٌّ عند ربّه يرزق وينظر إلى مُعَسْكره وَينظر إلى العرش متى يؤمر أن يحمله وأنّه لعلى يمين العرش متعلّق ( كذا ) يقول : يا رَبّ أنجزْ لي ما وَعدتَني ، وإنّه لينظر إلى زُوَّاره وهو أعرف بهم وبأسماء آبائهم وبدرجاتهم وبمنزلتهم عند الله من أحدكم بولده وما في رَحله وأنّه ليرى مَن يبكيه فيستغفر له رحمةً له ، ويسأل أباه الاستغفار له ويقول : لو تعلم أيّها الباكي ما أعدَّ لك لفرحتَ أكثر ممّا جزعتَ ، فليستغفر له كلُّ مَن سمع بُكاءَه مِن الملائكة في السَّماء وفي الحائر ، وينقلب وما عليه مِن ذنبٍ ».
    3 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن عدَّة من أصحابه ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، عن زياد بن أبي الحلال (2) ، عن أبي عبدالله 7 « قال : ما مِن نَبيٍّ ولا وصيّ نبيِّ يبقى في الأرض بأكثر مِن ثلاثة أيّام ثمَّ ترفع روحُه وعَظْمُه ولَحمُه إلى السّماء ، وإنّما تؤتى مواضع آثارهم ويبلّغونهم مِن بعيدٍ السَّلامَ ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب » (3).
    __________________
    1 ـ بيّنها الحديث الآتي بعد هذا الحديث.
    2 ـ في بعض النّسخ : « زياد بن جلاّل » وفي بعضها : « أبي الجلال » ، وكلاهما تصحيف. وما في المتن ـ بالحاء المهملة ـ معنون في رجال الشّيخ تارةً من أصحاب الباقر واُخرى من أصحاب الصّادق عليه السلام ، وهو ثقة.
    3 ـ قال استاذنا الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ : هنا شبهة مشهورة ، وهي أنّ نوح عليه السلام نقل عظام آدم عليه السلام من الماء ، أو سرنديب إلى الغري ، وكذا موسى عليه السلام نقل عِظام يوسف عليه السلام من مصر إلى بيت المقدِس ، ورأس الحسين عليه السلام نقل من كربلاء إلى الشّام ومن الشّام إلى النّجف أو كربلاء ، وأنّ بعض أهل الكتاب كان يأخذ عظم نبيٍّ من الأنبياء : بيده ويستسقى وكان بإذن الله ينزل المطر حتّى أخذ منه ذلك العظم فما نزل بعد ذلك باستسقائه ، وقد نطقت الأحاديث بتلك الوقايع. ووجّه بإمكان العود بعد تلك الأيّام ، ولا يخفى ما فيه ومنافاته لتتمّة الخبر.
    واحتمل الفيض قدس سره في الوافي بأن يكون المراد باللّحم والعظم المرفوعين المثاليّين

    وحدَّثني أبي ; ومحمّد بن يعقوبَ ، عن محمّد بن يحيى ؛ وغيره ، عن أحمدَ بنِ محمّد ، عن عليِّ بن الحكم ، عن زياد ، عن أبي عبدالله 7 ـ مثله (1).
    4 ـ وحدَّثني أبي ; عن محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ـ عن بعض أصحابه ـ رَفعه إلى أبي عبدالله 7 « قال : قلت : نكون بمكّة أو بالمدينة أو بالحائر أو المواضع الّتي يُرجى فيها الفضل فربّما يخرج الرَّجل يتوضّأ فيجيء الآخر فيصير مكانه ، قال : مَن سبق إلى موضع فهو أحقّ به يومه وليلته ».
    5 ـ حدَّثني أبو العبّاس محمّد بن جعفر ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن مَنيع ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن صَفوانَ بن مِهرانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله 7 « قال : أهون ما يكسب زائر الحسين 7 في كلِّ حسنة ألف ألف حسنةٍ ، والسّيّئة واحدة ، وأين الواحدة من ألف ألف؟! ثمَّ قال : يا صَفوانُ أبشر فإنَّ ‏لله ملائكةٌ معها قضبان من نور فإذا أراد الحفظة أن تكتب على زائر الحسين 7 سيّئة ، قالت الملائكة للحفظة : كفّي ، فتكفّ ، فإذا عمل حسنة قالت لها : اكتبي اُولئك الَّذين يبدُّل الله سيّئاتهم حسنات ».
    6 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن
    __________________
    منها أعني البرزختين ، وذلك لعدم تعلّقهم بهذه الأجساد العنصرية فكأنّهم وَهم بعدُ في جلابيب من أبدانهم قد نفضوها وتجرّدوا عنها فضلاً عمّا بعد وفاتهم ، والدّليل على ذلك من الحديث قولهم عليهم السلام : « إنّ الله خلق أرواح شيعتنا ممّا خلق منه أبداننا » ، فأبدانهم عليهم السلام ليست إلاّ تلك الأجساد اللّطيفة المثالية ، وأمّا العنصريّة فكأنّها أبدان الأبدان ـ ثمّ أيّد قوله بما تقدّم من إخراج نوح عظام آدم عليهما السلام ، وكذا خبر موسى وإخراجه عظام يوسف عليهما السلام ، وقال : ـ فلو لا أنّ الأجسام العنصرية منهم تبقى في الأرض لما كان لاستخراج العظام ونقلها من موضع إلى آخر بعد سنين مديدة معنى ، وإنّما يبلّغونهم من بعيد السّلام لأنّهم في الأرض وهم عليهم السلام في السّماء ـ إلخ. وقيل : لعلّ صدور أمثال هذا الخبر لنوع مصلحة توريةً لقطع أطماع الخوارج وبني أميّة وأضرابهم بالنّبش ، والله يعلم.
    1 ـ الخبر مذكور في الكافي والتّهذيب والفقيه وبصائر الدّرجات بتفاوت يسير في اللّفظ.

    عيسى ، عن أبي يحيى الواسطيّ ، عن أبي الحسن الحَذّاء « قال : قال أبو عبدالله 7 : إنّ إلى جانبكم مقبرة يقال لها : « براثا » (1) يحشر منها عشرون ومائة ألف شهيدٍ كشهداء بدر ».
    7 ـ وروى عن محمّد بن مَروان قال : حدَّثنا محمّد بن الفضل (2) « قال : سمعت جعفر بن محمّد 8 يقول : مَن زارَ قبر الحسين 7 في شهر رَمضان ومات في الطّريق لم يعرض ولم يحاسب ، ويقال له : ادخل الجنّة آمناً ».
    8 ـ حدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ـ رحمهما الله ـ جميعاً ، عن الحسين بن سعيد قال : حدّثنا عليُّ بن السّحت الخّزّاز قال : حدَّثنا حفص المزنيُّ ، عن عُمَر بن بياض ، عن أبان بن تَغلب « قال : قال لي جعفر بن محمّد 8 : يا أبان متى عهدك بقبر الحسين 7؟ قلت : لا والله يا ابن رسول الله ؛ ما لي به عهد منذ حين ، فقال : سبحان اللهِ العظيم وأنت مِن رُؤساء الشِّيعة تترك زيارة الحسين 7 ، لا تزوره؟!! مَن زارَ الحسين 7 كتب الله له بكلِّ خُطْوةٍ حسنةً ، ومحى عنه بكلِّ خطوة سيّئة ، وغفر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر ، يا أبان لقد قُتل الحسين 7 فهبط على قبره سبعون ألف ملكٍ شُعْث غُبر يبكون عليه وينوحون عليه إلى يوم القيامة ».
    9 ـ حدَّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن المعلّى بن محمّد البَصريّ ، عن عليِّ بن أسباط ، عن الحسن بن الجَهْم « قال : قلت لأبي الحسن الرِّضا 7 : أيّهما أفضل : رَجلٌ يأتي مكّة ولا يأتي المدينة ، أو رجل يأتي النَّبيِّ ولا يأتي مكّة (3)؟ قال : فقال لي : أيُّ شيء تقولون أنتم؟ فقلت : نحن نقول في الحسين 7 ، فكيف في النَّبيِّ 6؟! قال : أما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبدالله 7 عيداً بالمدينة فانصرف فدخل على النَّبيِّ 6 فسلّم عليه ، ثمَّ قال لمن حضره : أما لقد فضّلنا
    __________________
    1 ـ كذا ، و « براثا » من أشرف المساجد في جبّانة تقع بين بغداد والكاظمين.
    2 ـ كذا في بعض النّسخ ، وفي بعضها : « عبيد بن عقيل » ، وفي البحار : « محمّد بن الفضيل » ، وفي المنقول عن الشّيخ : « عبيد بن الفضل ».
    3 ـ في البحار : « ولا يبلغ مكّة ».
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 2973
    نقاط : 4624
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

     كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Empty
    مُساهمةموضوع: رد: كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي Emptyالثلاثاء نوفمبر 05, 2024 10:00 pm

    أهل البلدان كلّهم مكّة فمن دونها لسلامنا على رسول الله 6 ».
    10 ـ حدَّثني أبي ; عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ـ عن بعض أصحابه ـ يرفعه إلى أبي عبدالله 7 « قال : قلت : نكون بمكّة أو بالمدينة أو بالحائر أو المواضع الّتي يرجى فيها الفضل ، فربّما يخرج الرَّجل ليتوضّأ فيجيء آخر فيصير مكانه ، قال : مَن سبق إلى موضع فهو أحقُّ به يومه وليلته ».
    11 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريُّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سليمان ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ (1) ، عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبدالله 7 « قال : لمّا اُسرِي بالنَّبي 6 إلى السّماء قيل له : إنّ الله تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صَبرُك ، قال : أسلم لأمرك يا رَبِّ ولا قوَّة لي على الصَّبر إلاّ بك فما هُنَّ؟ قيل له : أوَّلهنَّ الجوع والأثرة على نفسك وعلى أهلك لأهل الحاجة ، قال : قبلت يا رَبِّ ورضيت وسلَّمت ومنك التَّوفيق والصَّبر ، وأمّا الثّانية فالتّكذيب والخوف الشَّديد وبذلُكَ مُهْجَتك في محاربة أهل الكفر بمالك ونفسك ، والصَّبر على ما يصيبك منهم مِن الأذى ومِن أهل النِّفاق ، والألم في الحرب والجراح ، قال : قبلتُ يا رَبِّ ورضيت ومنك التَّوفيق والصَّبر ، وأما الثالثة فما يلقى أهل بيتك من بعدك من القتل ، أما أخوك عليٌّ فيلقى مِن أمَّتك الشَّتم والتَّعنيف والتَّوبيخ والحِرمان والجحد والظُّلم وآخر ذلك القتل ، فقال : يا ربِّ قبلتُ ورَضيتُ ومنك التَّوفيق والصَّبر ، وأمّا ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقُّها غَصباً الَّذي تجعله لها وتُضرَب وهي حامل ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير إذن ثمَّ يمسّها هوان وذلٌّ ، ثمَّ لا تجد مانعاً وتطرح ما في بطنها من الضَّرب وتموت من ذلك الضَّرب ، قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، قَبلتُ يا ربِّ وسلّمت ومنك التَّوفيق والصَّبر ، ويكون لها مِن أخيك ابنان
    __________________
    1 ـ هو بصريّ ، قال النّجاشيّ والعلاّمة : هو ضعيف ، غال ، ليس بشيء.

    يقتل أحدهما غَدْراً ويُسلب ويطعن ، تفعل به ذلك اُمَّتك ، قلت : يا رَبِّ قبلتُ وسلّمتُ إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ومنك التّوفيق للصّبر.
    وأمّا ابنها الآخر فتدعوه اُمَّتك للجِهاد ثمَّ يقتلونه صَبراً ، ويقتلون وُلده ومَن معه مِن أهل بيته ، ثمَّ يسلُبون حَرمه ، فيستعين بي وقد مضى القضاء منّي فيه بالشَّهادة له ولمن معه ، ويكون قتله حُجّةً على من بين قطريها ، فيبكيه أهل السّماوات وأهل الأرضين جَزَعاً عليه ، وتبكيه ملائكة لم يدركوا نصرته ، ثمَّ أخرج مِن صلبه ذكراً به أنصرك وأنَّ شبحه عندي تحت العرش (1) يملأ الأرض بالعدل ويطبقها بالقسط ، يسير معه الرُّعب ، يقتل حتّى يشكّ فيه ، قلت : إنّا لله!
    فقيل : ارفع رأسك ، فنظرت إلى رَجلٍ أحسن النّاس صورةً وأطيبهم ريحاً ، والنّور يسطع مِن بين عَينيه ومِن فوقه ومِن تحته ، فدعوته فأقبل إليَّ وعليه ثياب النُّور وسيما كلِّ خير حتى قَبَّل بين عَيني ، ونظرت إلى الملائكة قد حفّوا به ، لا يحصيهم إلاّ الله عزَّوجَلَّ ، فقلت : يارَبِّ لمن يغضب هذا ولمن أعددت هؤلاء؟ وقد وعدتَني النَّصر فيهم فأنا انتظره منك؟ وهؤلاء أهلي وأهل بيتي وقد أخبرتَني ممّا يلقون مِن بعدي ولئن شئتَ لأعطيتني النًّصر فيهم على مَن بغى عليهم ، وقد سلَّمتُ وقبلتُ ورضيت ومنك التّوفيق والرِّضا والعون على الصَّبر ، فقيل لي : أمّا أخوك فجزاؤه عندي جنّة المأوى نُزُلاً بصبره ، أفلح حجّته على الخلائق يوم البعث ، واُولّيه حَوضَك يسقي منه أولياءَكم ويمنع منه أعداءَكم ، وأجعل جهنَّم عليه بَرداً وسلاماً ، يدخلها فيُخرج مَن كان في قلبه مثقال ذرَّة مِن المودَّة ، وأجعل منزلتكم في درجةٍ واحدةٍ في الجنّة ، وأمّا ابنك المخذول المقتول ، وابنك المعذور المقتول صبراً ، فإنّهما ممّا اُزيّن بهما عرشي ، ولهما من الكَرامة سِوى ذلك ممّا لا يخطر على قلب بشر لما أصابهما من البلاء فعليّ فتوكّل ، ولكلِّ مَن أتى قبرَه مِن الخلق من الكرامة لأنَّ زوَّاره زوَّارك و
    __________________
    1 ـ وفي بعض النّسخ : « ثمّ أخرج من صلبه ذكراً انتصر له به وأنَّ شبحه عندي تحت العرش ».

    زوَّارك زوَّاري ، وعليَّ كَرامة زوَّاري (1) وأنا اُعطيه ما سأل وأُجزيه جزاءً يغبطه مَن نظر إلى عظمتي إيّاه ، وما أعددت له مِن كرامتي.
    وأمّا ابنتك فإنّي أوقفها عند عرشي فيقال لها : إنَّ الله قد حكمكِ في خلقه فمن ظلمكِ وظلم وُلدكِ فاحكمي فيه بما أحببتِ فإنّي اُجيز حكومتِك فيهم ، فتشهد العرصة فإذا وقف مَن ظَلَمها أمرتُ به إلى النّار ، فيقول الظّالم : واحسرتا! على ما فرَّطْتُ في جنب الله ، ويتمنّى الكَرَّة (2) ، ويعضّ الظّالم على يديه ويقول : يا ليتني اتّخذت مع الرَّسول سَبِيلاً ، يا ويلتي ليتني لَم أتّخِذ فلاناً خليلاً ، وقال : حتّى إذا جاءَنا قال : يا ليت بَيني وبَيْنَك بُعْدَ المَشرِقين فَبِئس القَرين ، ولَنْ يَنفَعَكم اليَومَ إذ ظلَمْتُم أنّكم في العذاب مُشتَرِكون ، فيقول الظّالم : أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يَختلِفون ، أو الحكم لغيرك ، فيقال لهم : ألا لعنة الله على الظّالمين الّذين يَصُدُّون عن سبيل الله ويَبغُونها عِوَجاً وهم بالآخرة كافِرون ، وأوَّل من يحكم فيه ـ حسن بن عليٍّ 7 في قاتله ، ثمَّ في فتفذ فيؤتيان هو وصاحبه فيضربان بسياط مِن نار ، لو وقع سوط منها على البحار لغلت من مشرقها إلى مَغربها ، ولو وضعت على جبال الدُّنيا لذابت حتّى تصير رماداً فيضربان بها ، ثمَّ يجثو أمير المؤمنين 7 بين يدي الله للخصومة مع فلان في جبّ فيطبق عليهم ، لا يراهم أحد ولا يرون أحداً فيقول الّذين كانوا في ولايتهم : ربّنا أرنا اللَّذين أضلاّنا من الجنّ والإنس ، نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين ، قال الله عزّوجَلَّ : « وَلَن يَنْفَعَكُمُ اليْومَ إذْ ظَلَمْتُمْ أنَّكم في الْعَذابِ مُشْتركُون (3) » فعند ذلك ينادون بالوَيل والثُّبُور (4) ، ويأتيان الحوض فيسألان عن أمير المؤمنين 7 ومعهم حفظة فيقولان : اعف عنّا واسقنا وتخلّصنا ، فيقال لهم : فلمّا راؤه زلفة سيئت وجوه الّذين كفروا ، وقيل : هذا الَّذي كنتم به تدّعون بإمرة المؤمنين ، ارجعوا ظماء مظمئين إلى النّار فما شرابكم إلاّ الحميم
    __________________
    1 ـ في بعض النّسخ : « زائري ».
    2 ـ أي الرّجوع.
    3 ـ الزّخرف : 39.
    4 ـ الثُّبُور : الهلاك والفساد.

    والغسلين وما تنفعكم شفاعة الشّافعين ».
    12 ـ وحدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن جدِّه « قال : قلت لأبي عبدالله 7 : جُعِلتُ فِداك أيّما أفضل : الحجّ أو الصّدقة؟ قال : هذه مسألة فيها مسألتان ، قال : كم المال؟ يكون ما يحمل صاحبَه إلى الحجّ؟ قال : قلت : لا ، قال : إذا كان مالاً يحمل إلى الحجّ فالصَّدقة لا تعدل الحجّ ، الحجّ أفضل ، وإن كانت لا يكون إلاّ القليل فالصَّدقة ، قلت : فالجهاد؟ قال : الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض في وقت الجِهاد ، وقال : ولا جِهاد إلاّ مع الإمام ، قلت : فالزِّيارة؟ قال : زيارة النّبيّ 6 وزيارة الأوصياء وزيارة حمزة ، وبالعِراق زيارة الحسين 7 ، قلت : فما لمن زار الحسين 7؟ قال : يخوض في الرَّحمة ، ويستوجب الرِّضا ، ويصرف عنه السّوء ، ويدرّ عليه الرّزق ، وتشيّعه الملائكة ، ويلبس نوراً تعرفه به الحفظة ، فلا يمرُّ بأحدٍ من الحفظة إلاّ دعا له ».
    13 ـ وروى أحمد بن جعفر البلديُّ ، عن محمّد بن يزيدَ البكريّ ، عن منصور بن نصر المدائني ، عن عبدالرَّحمن بن مسلم « قال : دخلت على الكاظم 7 فقلت له : أيّما أفضل : زيارة الحسين بن عليٍّ أو أمير المؤمنين 8؟ أو الفلان وفلان ، وسمّيت الأئمّة واحداً واحداً؟ فقال لي : يا عبدالرَّحمن مَن زار أوَّلنا فقد زارَ آخرنا ومَن زارَ آخرنا فقد زارَ أوَّلنا ، ومَن تولّى أوَّلنا فقد تولّى آخرنا ، ومَن تولّى آخرنا فقد تولّنا أوَّلنا ، ومن قضى حاجةً لأحدٍ من أوليائنا فكأنما قضاها لأجمعنا ، يا عبدالرَّحمن أحبّنا وأحبَّ مَن يُحبّنا وأحبَّ فينا ، واحبب لنا وتولّنا وتولَّ مَن يتولاّنا ، وأبغض مَن يبغضنا ، ألا وإنَّ الرَّادّ علينا كالرَّادّ على رسول الله جدِّنا ، ومَن رَدَّ على رسول الله 6 فقد رَدّ على اللهِ ، ألا يا عبدالرَّحمن ومَن أبغضنا فقد أبغض محمّداً ومَن أبغض محمّداً فقد أبغض الله ، ومن أبغض الله عزَّوجلَّ كان حقّاً على الله أن يصليه النار وماله مِن نصير ».
    14 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن أحمدَ بنِ الوليد ، عن محمّد بن الحسن

    الصَّفّار ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن عبدالرّحمن الأصمّ ، عن الحسين (1) ، عن الحلبيّ « قال : قال لي أبو عبدالله 7 لما قتل الحسين 7 سمع أهلنا قائلاً بالمدينة يقول : اليوم نزل البلاء على هذه الاُمّه فلا ترون فرحاً حتّى يقوم قائمكم فيشفي صدوركم ويقتل عدوَّكم ، وينال بالوتر أوتاراً ، ففزعوا منه وقالوا : إنَّ لهذا القول لحادثاً قد حدث ما لا نعرفه (2) ، فأتاهم خبر قتل الحسين 7 بعد ذلك فحسبوا ذلك ، فإذا هي تلك اللَّيلة الَّتي تكلّم فيها المتكلّم ، فقلت له : جعلت فداك إلى متى أنتم ونحن في هذا القتل والخوف والشِّدَّة؟ فقال : حتّى مات سبعون فرخاً أخوأب (3) ويدخل وقت السَّبعين ، فإذا دخل وقت السّبعين أقبلت الآيات (4) تترى كأنّها نظام ، فمن أدرك ذلك الوقت قرَّت عينه.
    إنّ الحسين 7 لمّا قتل أتاهم آتٍ وهم في المُعَسْكر فصرخ فزَبَر ، فقال لهم : وكيف لا أصرخ ورَسول الله 6 قائم ينظر إلى الأرض مرَّة ، وإلى حزبكم مرَّة ، وأنا أخاف أن يدعو الله على أهل الأرض فأهلك فيهم ، فقال بعضهم لبعض : هذا إنسان مجنون.
    فقال التّوَّابون : تاللهِ ما صَنَعنا لأنفسِنا ، قتلنا لابن سُمّيّة سيّدَ شبابِ أهل الجنّة ، فخرجوا على عبيدالله بن زياد ، فكان مِن أمرهم ما كان.
    قال : فقلت له : جعلت فداك مَن هذا الصّارخ؟ قال : ما نراه إلاّ جبرئيل ، أما إنّه لو أذن له فيهم لصاحَ بهم صَيحةً يخطف به أرواحهم مِن أبدانهم إلى النّار ، ولكن أمهل ليزدادوا إثماً ولهم عذابٌ أليمٌ ، قلت : جُعلتُ فِداك ما تقول فيمن يترك زِيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال : إنّه قد عقّ رَسول الله 6 وعقّنا واستخفّ بأمرٍ هو له ، ومَن زارَه كان الله له مِن وراءِ حوائجه ، وكَفاه ما أهمّه
    __________________
    1 ـ الظّاهر كونه ابن سعيد الأهوازيّ.
    2 ـ في البحار : « قد حدث ما لا نعرفه ».
    3 ـ في بعض النّسخ : « حتى يأتي سبعون فرجاً أجواب » وفي بعضها : « حتى مات سبعين فرحاً أخوأب ».
    4 ـ في بعض النّسخ : « أقبلت الرّايات ».

    مِن أمر دنياه ، وإنّه ليجلب الرِّزق على العبد ويخلف عليه ما أنفق ويغفر له ذنوب خمسين سنة ، ويرجع إلى أهله وما عليه ذنبٌ ولا خطيئة إلاّ وقد محيتْ مِن صحيفته ، فإن هلك في سفره نزلتِ الملائكة فغسّلنه ، وفتح له بابٌ إلى الجنَّة حتّى يدخل عليه روحها حتى ينشر ، إن سلّم فتح الباب الّذي ينزل منه رِزقه فيجعل له بكلّ درهم أنفقه عشرة آلاف درهم ، وذخر له ذلك ، فإذا حشر قيل له : بكلِّ درهم عشرة آلاف درهمٍ ، وإنَّ الله تبارك وتعالى قد ذخرها لك عنده ».
    الحمد لله ربِّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطّاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
    ____________
    * ـ الحمد لله تعالى على ما منّ به عليَّ ووفَّقني لتحقيق هذا الكتاب وتصحيحه وتذييله ، حمد معترفٍ بلطفه وإحسانه وإنعامه ـ جلَّ جلاله ـ ، حيث يستر لي اُهبته وأتاح لي فرصته ، ووفّقني لإتمامه وإبرازه على هذا النّمط الرّائق والشّكل الفائق ، مضبوطة الألفاظ ، مفسّرة الغرائب ، مترجمة الرّواة ، مبلجة الأنوار ، دانية القطوف ، وكلّ ذلك بمعاضدة الاُستاذ علي أكبر الغفّاري ـ أبقاه الله تعالى ـ ، وعملت كلَّ ذلك بإرشاده ومشاورته وتأييده ، ونسأل الله عزّوجلّ أن يوفّقنا لتحقيق أمثال هذا الأثر ، وهو وليّ التّوفيق ، والصَّلاة على محمَّدٍ وأهل بيته الطّاهرين ، آمين ربّ العالمين.
    بهراد الجعفريّ
    1375 هـ ش


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    كامل الزّيارات المؤلف :ابي القاسم جعفر بن محمد بن بن جعفر بن موسى بن قولويه القمي
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » الإسلام والمرأة المؤلف: الشيخ جعفر النقدي الموضوع : علم‌النفس والتربية والاجتماع الناشر: منشورات مكتبة النجاح المطبعة: مطبعة الغري الحديثة
    »  فضائل الشيعة فضائل الشيعة المؤلف :أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]
    » وصية النبي( ص) علي موسى الكعبي
    » الامام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ
    » زواج المرأه في الاسلام(المتعه)جعفر مرتضى العاملي

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 42-منتدى الزيارات-
    انتقل الى: