الذين كانت خلافتهم هي خروج عن الخلافة الشرعيّة وعن الشرع الإسلامي ، ويطعنون في مذهب أهل البيت عليهمالسلام الذي يعتمد في فقهه وأُصوله على كتاب الله وسنّة رسوله محمّد صلىاللهعليهوآله المأخوذة من أعدال القرآن الأئمة من آل البيت عليهمالسلام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً بنصّ القرآن.
بينما هؤلاء الذين خرجوا عن السلطة الشرعيّة اعتمدوا في مذاهبهم على الرأي والقياس والاستحسان ووضع أحاديث تنتقص من رسول الله صلىاللهعليهوآله لتبرير ما يفعله الحكّام من ظلم وقتل واستبداد بالحكم.
( للمزيد من معرفة أسباب نشوء المذاهب ، راجع كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة لأسد حيدر ).
لذلك يجب على المثقّفين المسلمين أن يعيدوا النظر بهذا التاريخ وينظروا لأنفسهم ، فإن كان معاوية ومن تبعه قد أكرهوا الناس على بيعتهم ، وقتلوا كلّ من وقف ضدّهم وحاولوا إطفاء نور محمّد وآل بيته الأطهار صلوات اللّه عليهم ، ومنعوا ذكر فضائلهم وأعلنوا سبّهم على منابر المسلمين ، وأجبروا الناس على ذلك وهم له كارهون ، فإنّ معاوية ومن ولاه قد هلك ، وهلك ذكره إلاّ في مفاسده ، فعلى علماء المسلمين الآن ليس التماس الأعذار له ولمن تابعه ، بل على
العكس ، يجب أن يفضحوا ما فعله ويميطوا اللثام عن منكراته وينفتحوا على أصحاب الحقّ الشرعي ليكونوا معهم ويتمسّكوا بحبل الله ويعتصموا به ، وحبل الله هو محمّد وآل بيته الأطهار صلوات اللّه عليهم ليعُصموا من الضلالة كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (1).
وقال تعالى : ( ها أَنْتُمْ هؤُلاءِ جادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا فَمَنْ يُجادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ) (2).
فإنّ معاوية تسلّط على رقاب الناس وأطلق على عام تسلطه ( عام السنّة والجماعة ) ، ومن هنا جاء اسم ( أهل السنّة والجماعة ) ، فقد كتب معاوية نسخة واحدة إلى جميع عماله : أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضائل أبي تراب ، وأهل بيته (3).
وأيضاً كتب معاوية : إلاّ يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة. وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبّيه ، وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه ، فأدنوا مجالسهم وقرّبوه وأكرموهم ، واكتبوا لي بكلّ ما يروي كلّ رجل منهم ، واسمه
____________
1 ـ تقدم تخريجه.
2 ـ النساء : 109.
3 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11 : 44.
واسم أبيه وعشيرته.
ففعلوا ذلك حتى أكثروا من فضائل عثمان ومناقبه ، لما كان يبعث إليهم معاوية من الصلات والكساء والحباء والقطايع ويفيضه في العرب منهم والموالي ، فكثر ذلك في كلّ مصر ، وتنافسوا في المنازل والدنيا (1).
ثمّ كتب : إذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّليين ، ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ وأتوني بمناقض له ، فإنّ هذا أحب إلىّ وأقرّ إلى عيني وأدحض لحجّة أبي تراب وشيعته ، وأشدّ عليهم من مناقب عثمان وفضله.
فقُرأت كتبه على الناس ، ورويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها ، وجرى الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر ، والقي إلى معلّمي الكتاتيب فعلّموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلّموه كما يتعلّمون القرآن ، وحتى علّموه بناتهم ونسائهم وخدمهم وحشمهم ، فلبثوا بذلك إلى ما شاء الله ، فظهر حديث كثير موضوع ،
____________
1 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11 : 44.
وبهتان منتشر ومضى على ذلك الفقهاء والقضاة والولاة (1).
وقال ابن عرفة المعروف بنفطويه ، وهو من أكابر المحدّثين وأعلامهم عند أهل السنّة في تاريخه : إنّ أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتُعلت في أيام بني أُميّة تقريبا إليهم بما يظنون انهم يرغمون به أنوف بني هاشم (2).
وإنّ ذلك قد وصل إلينا فأنت ترى أنّ الخطباء في المساجد يتبارون في ذكر فضائل الصحابة وقد يصلون إلى أنّهم أفضل من النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الكثير من الأمور ( معاذ الله ).
مثلا :
ـ عن سعد بن أبي وقاص قال : استأذن عمر على رسول الله صلىاللهعليهوآله وعنده نساء من قريش يكلّمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن ، فلمّا استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب فأذن له رسول الله صلىاللهعليهوآله ورسول الله صلىاللهعليهوآله يضحك.
فقال عمر : أضحك الله سنّك يا رسول الله! فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « عجبت من هؤلاء اللاتي كُنَّ عندي ، فلمّا سمعن صوتك ابتدرن الحجاب ».
____________
1 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11 : 44.
2 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 11 : 46.
قال عمر : فأنت يا رسول الله أحقّ أن يهبن.
ثمّ قال عمر : أي عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلىاللهعليهوآله؟
قلن : نعم ، أنت أغلظ وأفظ من رسول الله صلىاللهعليهوآله.
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « والذي نفسي بيده : ما لقيك الشيطان قط سالكاً فجاً إلاّ سلك فجّ غير فجكّ » (1).
وهنا أرادوا أن يجعلوا فضيلة لعمر وهي المهابة ، فأسقطوها عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
ولم يكتفوا بذلك بل سلبوا رسول الله صلىاللهعليهوآله الذي كان يوصف بأنّه أشد حياءً من العذاري في خدورهن. سلبوه هذا الحياء ، أُنظر إلى هذا الحديث :
عن عائشة : إنّ أبا بكر استأذن على رسول الله وهو مضطجع على فراشه ، لابساً مرط عائشة ، كاشفاً عن فخذيه ، فأذن لأبي بكر وهو كذلك ، فقضى إليه حاجته ثمّ انصرف.
استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال فقضى له حاجته ، ثمّ انصرف.
____________
1 ـ صحيح البخاري 7 : 93 ، كتاب الأدب ، باب التبسم والضحك.
قال عثمان : ثمّ استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة : « اجمعي عليك ثيابك » ، فقضى إليّ حاجتي ثمّ انصرفت.
فقالت عائشة : يا رسول الله! مالي أراك ما فزعت لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان؟
قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إنّ عثمان رجل حيي ، وإنّي خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إليّ في حاجته » (1).
وفي حديث آخر : « ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة » (2).
النبيّ كاشف عن فخذيه ، عائشة غير جامعة لثيابها ، يدخل أبو بكر فلا يبالي رسول الله ولا يستحيي أن يراه أبو بكر على هذه الحالة مع زوجته.
يدخل عمر فلا يبالي رسول الله ولا يستحيي أن يراه عمر على هذه الحالة مع زوجته.
ولمّا يدخل عثمان ، فيأمر زوجته بأن تجمع عليها ثيابها ، ويسوّي جلسته ويستر عورته ، لماذا؟ لأنّ عثمان رجل تستحي منه الملائكة!!
____________
1 ـ صحيح مسلم 7 : 117 ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عثمان.
2 ـ صحيح ابن حبان 15 : 336.
وهذا شيء يسير ممّا تحتويه كتب الحديث والسير من أمثال هذه الموضوعات التي تجلّ الصحابة وتطعن برسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولو أراد أحد أن يكتبها أو يجمعها لأفرد لها كتاباً خاصاً ، وهنا نكتفي منها بهذا القدر تجنباً للإطالة.
وإنّنا نرى أنّ حقد معاوية ليس على الإمام عليّ وبنيه عليهمالسلام فقط ، بل تعدّاه إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فانظروا إلى هذا الخبر :
روى الزبير بن بكار وقال : قال المطرف بن المغيرة بن شعبة : دخلت مع أبي إلى معاوية ، وكان أبي يأتيه فيتحدّث معه ثمّ ينصرف أبي ، فيذكر معاوية وعقله ، ويعجب بما يرى منه ، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ورأيته مغتمّاً فانتظرته ساعة ، وظننت أنّه لأمر حدث فينا فقلت : مالي أراك مغتمّاً منذ الليلة؟
فقال : يا بني! جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم ( يعني معاوية ).
قلت : وما ذاك؟
قال : قلت له وقد خلوت به : إنّك قد بلغت سناً يا أمير المؤمنين ، فلو أظهرت عدلا ، وبسطت خيراً فإنّك قد كبرت ، ولو نظرت إلى إخوانك من بني هاشم ، فوصلت أرحامهم ، فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه ... وإنّ ذلك ممّا يبقى لك ذكره وثوابه.
فقال : هيهات هيهات! أي ذكر أرجو بقاءه!
ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره إلاّ أن يقول قائل : أبو بكر.
ثمّ ملك أخو عدي فاجتهد وشمّر عشر سنين ، فما أخذ أن هلك حتى هلك ذكره ، إلاّ أن يقول قائل : عمر.
وإن ابن أبي كبشة ليصاح به كلّ يوم خمس مرّات ( أشهد أنّ محمّداً رسول الله ) فأيّ عمل يبقى؟
وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أباً لك؟
والله إلاّ دفناً دفناً (1) (2).
وقد كان معاوية عندما يستعمل عمّاله لا يأمرهم بالعدل والإحسان بل كان يأمرهم بسبّ الإمام علي وذمّه ، اُنظر لما يروي الطبري وابن الأثير :
قال : استعمل معاوية المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة ( 42 هـ ) فلما أمّره عليها ، دعاه ، وقال له : قد أردتُ إيصاءك بأشياء أنا تاركها اعتماداً على بصرك ، ولست تاركاً إيصاءك بخصلة ، لا تترك شتم علي وذمّه ، والترحّم على عثمان والاستغفار له ، والعيب لأصحاب علي والإقصاء لهم ، والإطراء لشيعة عثمان والإدناء منهم.
____________
1 ـ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 5 : 130.
2 ـ كانت قريش تكني رسول الله أبا كبشة استهزاء ، به لعنهم الله.
فقال المغيرة : قد جَربت وجُربت وعملت قبلك لغيرك. فلم يزمني ، وستبلو فتحمد أو تذّم ، فقال له : بل نحمد إن شاء الله (1).
ولذلك نرى الآن يذكر في الكتب فضائل كثيرة للصحابة ، وأكثرها موضوعة ليس لها أيّ أصل من الصحّة ، ويكفي أن أكثر هذه الفضائل المنتحلة يوجد فيها الانتقاص من رسول الله صلىاللهعليهوآله لتعلم بطلانها ، ولكنّ الناس لا يتدبّرونها ، بل يذكرونها كما يذكرها مشايخهم ، مع العلم أنّ أصحاب هذه الفضائل لم يكونوا قد سمعوا بها على زمانها وقد رأينا ذلك من خلال الإفادات السابقة.
لذلك عظم شأن الكثير من الصحابة وأصبح لهم هالة من القداسة والعظمة المفتعلة التي تمنع الكثيرين من أهل الخلاف بالتصريح بأي هفوة وإن كانت صغيرة ، فكيف بعظائم الأُمور وفدائح الخطوب!!
وكتب التاريخ والحديث والسير مليئة بالكثير من مثالبهم ، من أجل ذلك ترى أنّ علماءهم يمنعونهم من مطالعة كتب التاريخ والسير لأنّها مليئة بمثل هذه الأُمور التي تسيء للصحابة ، وتظهر مخالفتهم الصريحة لنصوص القرآن والسنّة النبويّة المطهّرة ، وعندما تواجه بعض هؤلاء الأشخاص وتذكر بعض مخالفات الأصحاب ،
____________
1 ـ تاريخ الطبري 4 : 188.
يقولون لك : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إذا ذكر أصحابي فأمسكوا ».
وهل ما حصل من خلاف ونشوء المذاهب والفتن إلاّ من خلاف الصحابة وتحاربهم وسبّهم لبعضهم البعض ، وكتب التاريخ والسيَر مليئة بذلك.
وقد نسوا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : « ألا وإنّه سيجاء برجال من أُمّتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ( إلى النار ) فأقول : يا ربِّ أصحابي ، فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ... إنّهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم » (1).
ـ وعن عمّار بن ياسر قال : قال حذيفة : أخبرني عن النبيّ صلىاللهعليهوآله ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « في أصحابي اثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتى يلج الجمل في سمّ الخياط; ثمانية منهم تكفكيهم الدبيلة ( داء في الجوف ) ، وأربعة لم أحفظ ما قال فيهم » (2).
فإذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآله قد وصف بعض أصحابه بالمنافقين وعلى الأقل اثنا عشر منهم ، وإنّهم سوف يدخلون النار لأنّهم ارتدّوا من
____________
1 ـ صحيح البخاري 4 : 110 و 5 : 192 ، كتاب بدء الخلق ، كتاب تفسير القرآن ، باب وكنت عليهم شهيداً ، صحيح مسلم 8 : 157 ، كتاب الجنّة ، باب صفة يوم القيامة ، سنن الترمذي 5 : 4 ، سنن النسائي 4 : 117.
2 ـ مسند أحمد 4 : 320 ، صحيح مسلم 8 : 122 ، كتاب صفات المنافقين.
بعده على أعقابهم ، فكيف تمنعون من ذكرنا لهم بما فعلوا من انقلابهم على رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقد أخبر هو عنهم؟!
وإن كنتم تنكرون ذلك فهذا من صحاحكم وليس من عند غيركم فلوموا أنفسكم.
ومن المضحك المبكي ـ في نفس الوقت ـ ظهور بعض من يدّعي المشيخة والإفتاء على شاشة القناة الفضائية السعودية وهو يفتي ويحلل ويحرم ، فيسأله أحد المتّصلين قائلا : إنّ البعض يروي لنا أحاديث في فضائل سيّدنا علي ـ كرم الله وجهه ـ وهي كثيرة ، ونجدها في كتب الصحاح فما رأيك يا سيّدي؟
فيجيبه قائلا :
إنّ كلّ ما جاء في الصحيح صحيح إلاّ ما جاء في تفضيل علي على باقي الصحابة.
ونحن نقول لك : يا حفيد معاوية ويزيد ، إن أكثر ما في الصحاح عندكم موضوع ويكفيك دليلاً على ذلك رضاعة الكبير ، والقول بنقص القرآن الكريم ، وفضائل الصحابة ، وتشبيه الله بمخلوقاته .. الخ.
وأمّا ما جاء في تفضيل الإمام علي عليهالسلام ، فهو نزر يسير ممّا قد سلم من بين أيدي الأمويين والعباسيين وأتباعهم وأحفادهم ، أمثالك اليوم ، وها أنتم الآن تحاولون أن تحذفوا الكثير من هذه الفضائل
ومثالب الصحابة من صحاحكم.
وإن الكثير من كتب الحديث الصحاح ـ كما يسمّونها ـ قد طبعت الآن ، وحذف منها كثيرٌ من فضائل أهل البيت عليهمالسلام والكثير من مثالب الصحابة ، وهذه الأعمال تشرف عليها بعض الهيئات من السعودية ، وهي تدعم طباعة مختصرات الصحاح لكي يتمّ حذف ما يريدون.
سئل الإمام الشافعي عن الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام فقال : ماذا أقول برجل أنكر أعداؤه فضله حسداً وطمعاً ، وكتم أحباؤه فضله خوفاً وفرقاً ، وفاض ما بين هذين ما طبق الخافقين.
وأمّا ما يقوله أهل الخلاف من أنّهم يحبّون عليّاً وأهل البيت عليهمالسلام أكثر من الشيعة ، وأنّهم لا يبغضون أحداً من أهل البيت.
فهو قول بلا دليل ، وترى عكس ما يقولون من تغافل علمائهم وأُدبائهم عن ذكر فضائل أهل البيت عليهمالسلام ، وقولهم بأنّهم يذكرونهم بكلّ خطبة من خطب الجمعة بقولهم :
اللهم ارض عن الأربعة الخلفاء السادة الحنفاء ذوي القدر العلي والفخر الجلي أبي بكر وعمر وعثمان وعلي.
فإنّما هو ذكر لترتيبهم حسب الخلافة لا أكثر ، وإنّ أوّل من قال بالتربيع ـ أي ذكر الإمام علي رابعاً ـ هو أحمد بن حنبل ، وإلاّ كانوا من قبل لا يذكرون إلاّ الثلاثة الذين سبقوه.
وإن كان هذا الذكر يعني بأنّهم يحبون عليّاً عليهالسلام ، فإنّ البعض من النصارى قد كتب الكتب في الإمام علي ، ونظم الشعراء منهم القصائد في فضله ، فانظر إلى الشاعر الأستاذ جوزيف هاشم وهو وزير لبناني سابق ، فقد نظم قصيدة بعنوان ( ضوء من ضوء ) يحيّي فيها الإمام علي عليهالسلام في ذكرى ولادته وألقاها في مكتبة الأسد بدمشق يقول فيها :
عرينة الشام ، غنّي يوم طلّته
وسبّحي الله في ذكرى ولادته
يطلُّ كالضوء من ضوء (1) وينشره
كالبدر يعكس الشمس وهج جبهته
هو الإمام « حسام الدين » فارسه
ما زغرد السيف إلاّ بين قبضته
يدُ النبوّة شدّت عزم ساعده
وأطلقتهُ إماماً من طفولته
فكان ظلّ رسول الله ، « كاتبه »
وأوّل القوم إيماناً بدعوته
سيد البيان ، وباب العلم (2) مشترعاً
والفقه مذ كان (3) ، نهجٌ من بلاغته
هو الفتى ، أم هو المفتىُّ قاصعةٌ (4)
وقفاتُ منبره في شقشقيته (5)
محجّةُ الشرع ، أقضاكم (6) وإن سلفت
خلافةٌ ، هلكتْ (7) من دون حكمته
يُعبُّ من منهل القرآن ، يحفظه
والنهج (
كالبحر فاغرف من غزارته
يغوص في موجه القرصان ، إن لمستْ
يداه دُرّاً ، هوى في قعر لجّته
أعماقه قُللٌ ، أغواره قممٌ
إلى مدى الله ، توقٌ نحو رحمته
أنّى التفتَّ نهىً أنّى اتجهت هدىً
وحيث أبحرت ضوء من منارته
هو الفتى ، نبوىُّ العبْقِ ، محتدهُ
كالملح في الأرض (9) فاذكر بعض قصته
أيام بدر ، حنين خندق ، أحد
والبيدُ والصيدُ تحكي عن بطولته
ويوم خيبرَ في حصن اليهود دوى
لذي الفقار صليلٌ قبل صولته
تزعزع الحصن من هول الدوىّ وما
جادت بثانية نجلاء ضربته
على يديه يتم الفتح (10) ، كم خفقت
سيوف ربك (11) ظلا فوق جنته!
يذود عن حُرمات الحوض ، يحرسها
والحمد والحُلم بعضٌ من طهارته
ما كفّ إلاّ مع التكبير ساعِدُه
وللصلاة انحنت هيفاء قامته
هذا الإمام ، فتى الإسلام ، ملحمةٌ
أيامه الغرُّ ، ماذا عن خلافته؟
يوم الغدير وقل من قبل ، كم طربتْ
أذنُ النبيّ ، وزفّتْ همْسَ عزته؟
أنذر عشيرتك القربى (12) فأنذرها
فأطرقَ القومُ إلاّ زوجُ ابنته
وزيره في حديث الدار وارثه
وصيُّه ، وولىُّ بعد غربته
كمثل ، هارون من موسى بمنزلة
إلاّ النبوّة تبقى رهن ساعته (13)
هلّ الغدير بأسراب الحجيج ، وما
تباطأ الركبُ ، يشدو في مسيرته
في صوته نغمات الحزن يخنقها
رجْعُ التشهد ، إذعاناً لسنَّته
دنا الوداع ، كما الروح الأمين دنا
ينزّل الآيَ مغموراً بفرحته
هو العلىُّ ، وصىُّ الإرث ، فابتهجوا
ووزّعوا البُشْر ، واحكوا عن ولايته :
ولي من كنتُ مولاهُ (14) وسيدهُ
يا أيها القومُ سيروا تحت رايته
يحبّه من أحب الله (15) يبغضه
من أبغض الله ، يقضي في ضلالته
اليومَ أكملت ، يا إسلام ، دينكم
فسبِّحوا الله في إتمام نعمته (16)
ما بالُ حزب قريش قام منتفضاً
يوم « السقيفة » في إثبات حجّته؟
إن يجهل الناس ، والتنزيل مرتسمٌ
قمْ يا رسولُ وبلّغ وحي آيته (17)
ما ثار في سيّد الزهّاد ثائرة
سلامة الدين أشهى (18) من إمارته
أعطاه كل نفيس ، كل تضحية
وروحه لازمت أهوال راحته
حباهُ فلذته ، والفلذتين وما
عزّت عطاءاته من أجل أمته
وسار في دربه السبطان (19) ما اخـ
ـتلفت معالم الدرب ، حتى في شهادته
كأنّها درب عيسى (20) طبتَ من مثل
والجود بالروح قسطٌ من رسالته
من أجل دينه ، لا دنياه ، كان فـ
ـدىً والدين أسمى معاني هاشميته
ليس الإمام فتى الإسلام وحدهُم
وليس وقفاً على أبناء شيعته
من كان بالشِّيم الغراء معتصماً
بالبرّ ، بالرفق ، بالتقوى ، بخلته
بالنبل بالحق ، بالأخلاق مكرمةً
وبالشموخ ، فهذا ابن بيعته
إلى آخر القصيدة.
1 ـ قول للإمام علي « أنا من الرسول كالضوء من الضوء ».
2 ـ إشارة إلى قول الرسول صلىاللهعليهوآله : « أنا مدينة العلم وعلي بابها ».
3 ـ « لا يفتينّ أحد في المدينة وعلي حاضر » عمر بن الخطاب.
4 ـ خطبة للإمام ، تضمّنت تكوين الخليقة وتحذير الناس من إبليس وهي تعني : القاطعة.
5 ـ إحدى خطب الإمام جسدت لواعج نفسه ، تعني : « هادرة هدرت ثم قرت ».
6 ـ قول للرسول صلىاللهعليهوآله : « أقضاكم علي ».
7 ـ قول لعمر بن الخطاب : « لولا علي لهلك عمر ».
8 ـ أبيات في نهج البلاغة « حتى كأنه دستور الوجود ».
9 ـ من وصف للجاحظ في بني هاشم.
10 ـ قال النبيّ يوم خيبر : « لاعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه ».
11 ـ من أقوال الرسول صلىاللهعليهوآله : « الجنة تحت ظلال السيوف ».
12 ـ ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) سورة الشعراء ، « يوم الدار » نزل قوله تعالى ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ) وقد جمع النبيّ بني هاشم أنذرهم ، ثمّ قال في الإمام علي : « هذا أخي ووصيي ووزيري
ووارثي وخليفتي من بعدي ، فاسمعوا له وأطيعوا ».
13 ـ إشارة إلى قول الرسول صلىاللهعليهوآله للإمام علي وقد خلّفه في غزوة تبوك : « أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ».
14 ـ قول للرسول صلىاللهعليهوآله : « من كنت مولاه فعلي مولاه ».
15 ـ من قول للرسول صلىاللهعليهوآله : « من أحبّ علياً فقد أحبّني ومن أحبّني فقد أحبّ الله ، ومن أبغض علياً فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ».
16 ـ أعلن الرسول صلىاللهعليهوآله ولاية علي فنزلت عليه الآية : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ) سورة المائدة : 3.
17 ـ بعد « حجة الوداع » نزل قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ) فأخذ النبيّ صلىاللهعليهوآله بيد علي فرفعها ثم قال : « من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه » ، ثمّ نزلت الآية ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) وجاء عن الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عباس للسيوطي : إن قوله تعالى ( اِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) إنما علي معني بها.
18 ـ وضع علي يده في يد أبي بكر مبايعاً منعاً للفتنة والشقاق بين المسلمين وقال : « سلامة الدين أحبّ إلينا ».
19 ـ الحسن والحسين حفيدا الرسول صلىاللهعليهوآله.
20 ـ من قول الرسول صلىاللهعليهوآله للإمام علي « إنّ فيك مثلا من عيسى ، أبغضه اليهود وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل الذي ليس به ».
لقد جاء هذا الشاعر بقسم من فضائل الإمام علي ، وقد اعترف بفضله وإمامته أكثر من كثير من المسلمين ، ومع ذلك لم يتبعه ولو كان اتبعه لكان قد أسلم ودخل في دين الإسلام.
لو كان حبّك صادقاً لأطعته
إنّ المحبّ لمن يحبّ مطيع
وهذا مصداق قول الله تعالى : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (1).
وهذا يعني أنّ المحبة لا تكفي ولكن يلزمها الاتباع ، وهذا ما يفتقر له أهل الخلاف من المسلمين ، فإن أهل الخلاف أخذوا أُصول الدين عن مذهب الأشعري والفروع عن المذاهب الأربعة وتركوا آل بيت رسول الله صلىاللهعليهوآله.
واحتجوا بكتب الحديث عندهم بالمارقين وهم الخوارج والفاسقين والناكثين ووثّقوهم ، وتركوا أحاديث آل الرسول صلىاللهعليهوآله وهذه كتبهم تفصح عن ذلك ، وعندما تذكر لهم أي حديث في فضائل
____________
1 ـ آل عمران : 31.
أهل البيت عليهمالسلام أو حكمة من حكمهم فإنهم ينعتونك بالرفض.
وقد حصل معي ومع أحد المشايخ هذه القصة :
دخلت إلى مسجد في مدينة دمشق يوم الجمعة وقد كان الخطيب يفسر سورة النحل ومن ضمن ما قاله :
إنّ الله عندما ضرب لنا مثل النحل ، ولم يضرب لنا هذا المثل لكي نعلم أنّ هذه النحلة لها هذه الفوائد الكثيرة فقط ، بل كي يعلّمنا كيفية إقامة مجتمع مبني على النظام والمحبة ، فإنّ النحلة إذا خرجت ووجدت حقلا للأزهار لا تأكل منه حتى تأتي وتخبر الخلية بأكملها كي تأتي وتأخذ من رحيق هذه الأزهار لكي تصنع العسل ، بينما نحن البشر إذا وجد أحدنا كنزاً أو مجالا من مجالات العمل ، فإنّه يعتّم عليه ولا يخبر أحداً به حتى وإن لم يستطع أن يستفيد منه ، لذلك تفشّى فينا حبّ النفس والتفرق ، بينما تبقى خلية النحل متماسكة متراصة ذات مجتمع منظم لكلّ فرد فيه عمل ولا يعتدي أحد على أحد فيه.
وبعد أن أنهى هذا الخطيب خطبته وصلّى بالناس الجمعة وهمّ بالخروج من المسجد لحقت به ، وقلت له : يا شيخنا هل لي بسؤال.
قال : تفضل.
قلت له : إن ما قلته وشرحته يحتاج إلى تفصيل.
قال : وكيف؟
قلت له : هل النحل هو الذي يختار ملكته أم أنّ الله قد اختار له الملكة؟
فسكت برهة ، ثم قال : بل الله هو الذي اختار له.
فقلت له : وهذا بيت القصيد ، فإنّ النحل لا يختلف; لأنّ الله قد اختار له زعيمه ، ولأنّه ارتضى ما اختاره الله عاش هذه الحياة إلى الآن ، وإلى أن يأذن الله بنظام متكامل ، بينما نحن قد اختار لنا الله من يكون خليفتنا ، ولكن رفضنا ذلك ، ولذلك قد وقعنا في المحذور ووقعنا في الضلالة التي لا سبيل لها إلاّ في العودة إلى ما سنّه الله لنا.
قال : وكيف ذلك وما تقصد؟
قلت له : إن الله أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أن يولي الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام من بعده على الناس ، وقد قام رسول الله صلىاللهعليهوآله بإعلان ذلك يوم غدير خم ، ولكن الناس لم يرتضوا ولم ينصاعوا لأمر الله ورسوله ، ونحّو الإمام عن مكانه ، ونزوا على أمر ليس لهم وتداولوها فيما بينهم حتى خرجت عن أهلها ووصلنا إلى ما وصلنا إليه ، وقد قالت السيّدة الزهراء عليهاالسلام في خطبتها أمام أبي بكر : « ويحهم أنّى زعزعوها ( أي الخلافة ) عن رواسي الرسالة ، وقواعد النبوّة ومهبط الروح الأمين ، والطبين بأُمور الدنيا والدين ، ألا ذلك الخسران
المبين ، وما الذي نقموا من أبي الحسن؟
نقموا والله منه نكير سيفه ، وقلّة مبالاته لحتفه ، وشدّة وطأته ، ونكال وقعته ، وتنمّره في ذات الله ، وتالله لو تكافؤوا على زمام نبذه إليه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، لاعتقله وسار بهم سيراً سمجاً ، لا يكلم خشاشه ، ولا يتتعتع راكبه ، ولأوردهم منهلا رويا فضفاضا ، تطفح ضفتاه ، ولا يترنم جانباه ، ولأصدرهم بطانة ، ونصح لهم سراً وإعلانا ، غير متحل منهم بطائل إلاّ بعجز الناهل ، وردعة سورة الساغب ، ولو مالوا عن المحجّة اللائحة ، وزالوا عن قبول الحجّة الواضحة ، لردّهم إليها وحملهم عليها ولسار بهم سيراً سجحاً ، لا يكلم حشاشه ، ولا يكل سائره ، ولا يمل راكبه ، ولأوردهم منهلا نميراً صافياً روياً ، تطفح ضفتاه ، ولا يترنق جانباه ، ولأصدرهم بطانه ، ونصح لهم سراً وإعلاناً ، ولم يكن يتحلّى من الدنيا بطائل ، ولا يحظى منها بنائل ، غير ري الناهل ، وشبعة الكافل ، ولبان لهم الزاهد من الراغب ، والصادق من الكاذب. ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكات مِنَ السَّماءِ وَالأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ ) » (1).
وهنا قاطعني الشيخ قائلا : هذا كلام الشيعة.
فقلت له : على افتراض أنّه كلام الشيعة ، ولكن أليس هذا الكلام
____________
1 ـ أعيان الشيعة للأمين 1 : 320.
صحيحاً وأنّ المسلمين لو اختاروا من حيث اختار لهم الله لعاشوا في عصمة من الضلالة وقد قال لهم رسول الله صلىاللهعليهوآله : « تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ».
فقال الشيخ : بل وسنّتي.
فقلت له : ائتني بمصادر هذا الحديث الذي يذكر وسنّتي.
فسكت وقال : لا أحفظها الآن.
فقلت له : ولن تجدها إلاّ في موطأ مالك وهي مرسلة ، وأنتم تتمسّكون بها وأنتم تعرفون ضعفها وعللها ، بينما حديث الثقلين مروي في كلّ كتب الصحاح.
وأرجو منك أن تراجع مصادر هذا الحديث وتصلح موقفك.
فتركني وهو يهمهم.
نسأل الله له الهداية ، وهذا غيض من فيض ، وقد حدثت معي عدّة مناقشات بيني وبين بعض المشايخ ، ولكنّهم كانوا دائماً عندما تعييهم الحجّة يتركون النقاش ويرفضون المتابعة وتأخذهم العزّة بالإثم.
وإن شاء الله سنفرد لهذه المناقشات كتاباً خاصاً لتعميم الفائدة.
وقد يقول قائل : ما فائدة مثل هذه الكلام الآن ، ولماذا النبش والبحث في أُمور تاريخية قد عفا الزمان عنها وهؤلاء الذين
تتكلّمون عنهم قد ماتوا وذهبوا إلى ربهم وقد قال تعالى : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَلَكُمْ ما كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ ) (1).
دعونا من الخلاف وتعالوا نتوحّد فإنّ ما يجمعنا أكثر ممّا يفرقنا.
وهذا صحيح لو أنّهم يَصدقون به ، ولكن لماذا لا يقبل عامة المسلمين إخوانهم الشيعة على أنّهم مذهب خامس إضافة إلى مذاهبهم الأربعة وينتهي هذا الخلاف ، وقال تعالى : ( لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ ) (2).
وإنّنا نجد أنّ شيعة آل محمّد منذ حوالي 1400 سنة وهم ملاحقون ومهددون ، ودائماً متّهمون ، ويقفون موقف المدافع عن دينهم وعقائدهم.
ولا ترى الشيعة يقفون لإخوانهم من عامة المسلمين ليقولوا لهم : لماذا تتكتفون بالصلاة مع أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يضع اليمين على اليسرى؟
ولماذا تصلّون على السجاد ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يصلّ إلاّ على التراب أو الحصى أو الحصير؟
____________
1 ـ البقرة : 134.
2 ـ غافر : 35.
والكثير من المخالفات التي يفعلها عامة المسلمين ، ولكن حرصاً على الإخوة وعدم إثارة النعرات لا يتكلّم الشيعة بهذه الأُمور إلاّ إذا استفزهم إخوانهم من أهل الخلاف ودائماً ما يفعلون ذلك.
وعندها يكون من واجب هذا الشيعي أن يعلن لإخوانه ، لماذا يصلّي هكذا ، ولماذا يفعل هذا ، وعندما يتفاجأ أهل الخلاف بحجّة أخيهم الشيعي تراهم يبدأون بأسئلة الغاية منها التجريح والتشهير وليس التعلّم والمعرفة!
والعتب ليس على عوام المسلمين من أهل الخلاف ، بل على علمائهم الذين يعلمون الحقّ ويرونه ، وإن كان البعض منهم لا يعلمون فإنّ مثل هذه الكتب تميط اللثام عمّا جرى على مسار التاريخ الإسلامي ونشوء المذاهب.
والواجب عليهم إن كانوا يؤمنون بالله واليوم الآخر أن يوجّهوا العوام ، ويقولون لهم : إن المذاهب الإسلامية ليست فقط هذه المذاهب الأربعة ، وإنّه يوجد مذهب آخر هو مذهب أهل البيت عليهمالسلام ، ويمكنكم أن تقلّدوه ، وبذلك يتوحّد المسلمون مثل ما فعل الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر بإصدار هذه الفتوة :
نص الفتوى
مكتب شيخ جامع الأزهر المسجّل بدار التقريب
بسم الله الرحمن الرحيم
نصّ الفتوى التي أصدرها السيّد صاحب الفضيلة الأُستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر ، في شأن جواز التعبّد بمذهب الشيعة الإماميّة :
قيل لفضيلته :
إنّ بعض الناس يرى : أنّه يجب على المسلم ـ لكي تقع عباداته ومعاملاته على وجه صحيح ـ أن يقلّد أحد المذاهب الأربعة المعروفة ، وليس من بينها مذهب الشيعة الإماميّة ولا الشيعة الزيديّة ، فهل توافقون فضيلتكم على هذا الرأي على إطلاقه فتمنعون تقليد مذهب الشيعة الإماميّة الإثنا عشرية مثلاً؟
فأجاب فضيلته :
1 ـ إنّ الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتباع مذهب معيّن ، بل نقول : إنّ لكلّ مسلم الحقّ في أن يقلّد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدوّنة أحكامها في كتبها الخاصّة ، ولمن قلّد مذهب من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره ـ أي مذهب كان ـ ولا حرج عليه في شيء من ذلك.
2 ـ إنّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإماميّة الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبّد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنّة.
فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك ، وأن يتخلّصوا من العصبيّة بغير الحقّ لمذاهب معيّنة ، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب ، أو مقصورة على مذهب ، فالكلّ مجتهدون مقبولون عند الله تعالى ، يجوز لمن ليس أهلا للنظر والاجتهاد تقليدهم والعمل بما يقرّرونه في فقههم ، ولا فرق في ذلك بين العبادات والمعاملات.
السيّد صاحب السماحة العلاّمة الجليل الأستاذ محمّد تقي القمّي ، السكرتير العام لجماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية.
سلام الله عليكم ورحمته.
أما بعد; فيسرّني أن أبعث إلى سماحتكم بصورة موقّع عليها بإمضائي من الفتوى التي أصدرتها في شأن جواز التعبّد بمذهب الشيعة الإمامية ، راجياً أن تحفظوها في سجلاّت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية التي أسهمنا معكم في تأسيسها ، ووفّقنا الله لتحقيق رسالتها.
والسلام عليكم ورحمة الله
شيخ الجامع الأزهر
وبدلاً من الطعن على مذهب أهل البيت عليهمالسلام يجب على علماء ومشايخ المسلمين أن يفكّروا ماذا سوف يجيبون ربّ العزّة في يوم القيامة يوم لا ينفع لا مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناس بِإِمامِهِمْ ) (1).
( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (2).
عندما يسألهم الله تعالى لماذا اخترتم هذه المذاهب ، وهم واقفون من وراء أبي حنيفة إمامهم والمالكي والشافعي وابن حنبل.
وهل عندكم وثيقة لتبرزوها ، وعندها سوف يتبرّأ منهم أئمتهم ويقولون نحن لم ندعهم لكي يتبعونا.
فماذا سوف يجيبون الله عزّ وجلّ.
وإن كان عندهم جواب فأرجوا أن يتحفونا به.
وأمّا نحن إذا ما وقفنا بين يدي ربّ العزة يوم القيامة ونحن من وراء سيّد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجلين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وسألنا ربّ العزّة لماذا اخترتم مذهب أهل البيت عليهمالسلام؟
فنقول : يا ربّ لقد سمعنا رسولك الكريم يقول لنا : « تركت فيكم
____________
1 ـ الإسراء : 71.
2 ـ الصافات : 24.
ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي ».
ـ « وأنا مدينة العلم وعلي بابها ، ومن أراد المدينة فليأتي من الباب ».
ـ « ومن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ».
ونذكر الكثير من الأحاديث التي أوردناها سابقاً في ولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهمالسلام ، لذلك اتخذنا مذهب أهل البيت وتركنا المذاهب الأُخرى التي لم يأمرنا الله بها ولا رسوله لها ، ومعاذ الله أن يأمرنا الله بشيء ثمّ يعاقبنا على فعلنا له ، وينهاهم عن أمر ويثيبهم على فعلهم له ، إنّ في هذا لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وقد كتبت هذه الإفادات وأسباب أخذي بمذهب أهل البيت عليهمالسلام لكي أعلن للناس ما قد أخفاه عنهم التعصّب الأعمى وحقد بعض الكتّاب الذين سلّطوا أقلامهم للنيل من الشيعة ، وذلك مرضاة لحكّام الجور الذين اتخذوهم أرباباً من دون الله والذين كانوا هم أوّل من سنّ سبّ الإمام علي عليهالسلام ومنحوا الجوائز على من يسبّه ، ومنعوا العطاء على من شايعه أو من أحبه ، حتى ظلّ اللعن سنّة على منابر المسلمين مدّة سبعين عاماً ، وتبارى الشعراء والكتاب لكتابة الشعر
ضدّ آل البيت عليهمالسلام لكي ينالوا الحظوة عند الأمراء ، والكتب مليئة بهذه الأشعار والكتابات.
( رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا اِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا اِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا أَنْتَ مَوْلانا فَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ ) (1).
وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين.
دمشق في 15 / 8 / 2000
محمّد سليم عرفة
____________
1 ـ البقرة : 286.
مصادر الكتاب
1 ـ إحياء الميّت في فضائل أهل البيت ، جلال الدين السيوطي ، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا ، دار الجيل بيروت.
2 ـ إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ، شهاب الدين القسطلاني ، طبعة سنة 1421 هـ ـ 2000 م ، دار الفكر ـ بيروت.
3 ـ إرواء الغليل ، محمّد ناصر الدين الألباني ، تحقيق زهير الشاويش ، طبعة سنة 1405 هـ ـ 1985 م ، دار المكتب الإسلامي ـ بيروت.
4 ـ أسباب النزول ، علي بن أحمد النيسابوري ، الطبعة 1388 ، مؤسسة الحلبي وشركاؤه.
5 ـ الاستذكار ، ابن عبد البرّ ، تحقيق سالم محمّد عطا ومحمّد علي ، سنة الطبع 2000 هـ ـ بيروت ، لبنان.
6 ـ أُسد الغابة ، ابن الأثير ، انتشارات إسماعيليان ، طهران.
7 ـ أُسد الغابة في معرفة الصحابة ، ابن الأثير ، دار الكتاب العربي ـ بيروت.
8 ـ الإصابة في تمييز الصحابة ، ابن حجر العسقلاني ، تحقيق عادل أحمد وعلي محمّد ، طبعة 1415 هـ ، دار الكتاب العربي ـ بيروت.
9 ـ الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري ، تحقيق الزريني ، نشر مؤسسة الحلبي وشركاؤه.
10 ـ أعيان الشيعة ، السيد محسن الأمين ، تحقيق حسن الأمين ، طبع سنة 1403 هـ ـ 1983 م ، دار التعارف ـ بيروت.
11 ـ الإكمال في أسماء الرجال ، الخطيب التبريزي ، مؤسسة أهل البيت عليهمالسلام.
12 ـ البداية والنهاية ، ابن كثير الدمشقي ، تحقيق علي شيري ، الطبعة الاُولى 1408 هـ ـ 1988 م ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
13 ـ تاج العروس ، الزبيدي ، طبع سنة 1414 هـ ـ 1994 م ، دار الفكر ـ بيروت.
14 ـ تاريخ الإسلام ، شمس الدين الذهبي ، عمر عبد السلام ، الطبعة الأُولى 1407 هـ ـ 1987 م ، دار الكتاب العربي ـ بيروت.
15 ـ تاريخ الطبري ، محمّد بن جرير الطبري ، تحقيق مجموعة من العلماء ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت.
16 ـ تاريخ المدينة ، ابن شيبة النميري ، تحقيق فهيم محمّد شلتوت ، طبعة 1410 هـ ـ 1368ش ، دار الفكر ـ قم.
17 ـ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر ، تحقيق علي شيري ، طبع عام 1415 ، دار الفكر للطباعة والنشر ـ بيروت.
18 ـ تاريخ مدينة دمشق ، ابن عساكر ، طبع عام 1415 ، دار الفكر.
19 ـ تحفة الأحوذي في شرح سنن الترمذي ، المباركفوري ، الطبعة الأُولى 1410 هـ ، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
20 ـ تذكرة الحفاظ ، شمس الدين الذهبي ، نشر مكتبة الحرم المكي.
21 ـ تذكرة الموضوعات ، محمّد طاهر الفتني.
22 ـ تفسير ابن كثير ، ابن كثير الدمشقي ، طبع سنة 1412 هـ ـ 1992 ، دار المعرفة ـ بيروت.
23 ـ تفسير الثعلبي ، الإمام الثعلبي ، مراجعة نظير الساعدي ، طبع سنة 1422 هـ ـ 2002 م ، دار إحياء التراث ـ بيروت.
24 ـ التفسير الكبير ، الفخر الرازي ، الطبعة الثالثة.
25 ـ تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل ، الباقلاني ، تحقيق عماد الدين أحمد ، طبع سنة 1414 هـ ـ 1993 م ، مؤسسة الكتب الثقافية ـ بيروت.
26 ـ تهذيب الأسماء واللغات ، محي الدين النووي ، الطبعة الأُولى ، 1412 هـ ـ 2001 م ، دار الفكر ـ بيروت.
27 ـ الثقات ، لابن حبان البستي ، الطبعة الأُولى سنة 1393 ، مؤسسة
الكتب الثقافية.
28 ـ جامع البيان ، ابن جرير الطبري ، طبعة 1415 هـ ـ 1995 م ، دار الفكر ـ بيروت.
29 ـ جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب ، محمّد بن أحمد الدمشقي الشافعي ، الطبعة الأُولى ، 1416 هـ ، مجمع إحياء التراث.
30 ـ الاحتجاج ، الشيخ الطبرسي ، تحقيق السيّد محمّد باقر الخرسان ، منشورات دار النعمان ـ النجف.
31 ـ حياة الإمام المهدي ، باقر شريف القرشي ، طبع سنة 1417 هـ ـ 1996 م.
32 ـ خصائص النسائي ـ أحمد بن شعيب النسائي ، نشر مكتبة نينوى الحديثة.
33 ـ الدر المنثور ، جلال الدين السيوطي ، الطبعة الأُولى 1365 ، دار المعرفة.
34 ـ روح المعاني ، السيّد محمود الآلوسي ، الطبعة الأُولى عام 1415 دار الكتب العلمية.
35 ـ الزهرة العطرة من حديث العترة ، سامي بن أنور الشافعي ، دار الفقيه ـ القاهرة.
36 ـ سنن أبي داود ، سليمان بن الأشعث السجستاني ، الطبعة الثانية ، 1403 دار الفكر ـ بيروت.
37 ـ سلسلة الأحاديث الصحيحة ، محمد ناصر الدين الألباني ، مكتبة المعارف ـ الرياض.
38 ـ السنن الكبرى ، أحمد بن شعيب النسائي ، الطبعة الأُولى 1411 هـ ـ 1991 م ، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
39 ـ سنن الدارمي ، عبد اللّه بن بهرام الدارمي ، مطبعة الاعتدال ـ دمشق.
40 ـ سنن الترمذي ، محمّد بن عيسى الترمذي ، الطبعة الثانية ، عام 1403 دار الفكر ـ بيروت.
41 ـ سنن ابن ماجة ، محمّد بن يزيد القزويني ، تحقيق محمّد فؤاد عبد الباقي ، دار الفكر للطباعة والنشر ـ بيروت.
42 ـ سير أعلام النبلاء ، شمس الدين الذهبي ، تحقيق شعيب الارنؤوط ، طبعة سنة 1413 هـ ـ 1993 م ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
43 ـ السيرة الحلبية ، علي بن إبراهيم الحلبي ، طبع سنة 1400 هـ دار المعرفة ـ بيروت.
44 ـ شرح إحقاق الحق ، السيد المرعشي ، منشورات مكتبة السيد
المرعشي ـ قم ، إيران.
45 ـ شرح التجريد ، القوشجي ، طبع ايران.
46 ـ شرح مسلم ، النووي ، طبع سنة 1407 هـ ـ 1987 م ، دار الكتاب العربي ـ بيروت.
47 ـ شرح نهج البلاغة ، ابن أبي الحديد المعتزلي ، الطبعة الثانية 1387 ، دار إحياء التراث العربي.
48 ـ شواهد التنزيل ، الحاكم الحسكاني ، الطبعة الأُولى عام 1411 ، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية.
49 ـ صحيح ابن حبّان بترتيب ابن بلبان ، علاء الدين بن بلبان الفاسي ، تحقيق شعيب الارنؤوط ، مؤسسة الرسالة ، الطبعة الثانية 1414 هـ ـ 1993 م.
50 ـ صحيح البخاري ، محمّد بن إسماعيل البخاري ، طبع سنة 1401 هـ ـ 1981 م ، دار الفكر ـ بيروت.
51 ـ صحيح الجامع الصغير ، محمد ناصر الدين الألباني ، دار المكتب الاسلامي.
52 ـ صحيح مسلم ، مسلم بن حجاج النيسابوري ، نشر دار الفكر ـ بيروت.
53 ـ الصحيح من سيرة النبي الأعظم ، جعفر مرتضى العاملي ، طبع
سنة 1415 هـ ـ 1995 م ، دار الهادي للطباعة والنشر ـ بيروت.
54 ـ الصواعق المحرقة ، ابن حجر الهيتمي ، تحقيق عبد الرحمن بن عبد اللّه وكامل محمّد مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
55 ـ الطبقات الكبرى ، لابن سعد ، دار صادر ـ بيروت.
56 ـ عمدة القارئ ، العيني ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
57 ـ العواصم من القواصم ، أبي بكر بن العربي المالكي ، تحقيق محب الدين الخطيب ، الطبعة الثالثة 1414 هـ ـ 1994 ، دار الجيل ـ بيروت.
58 ـ الغدير ، عبد الحسين الأميني ، طبعة 1379 هـ ـ دار الكتاب العربي ـ بيروت.
59 ـ الفتوح ، أحمد بن أعثم الكوفي ، تحقيق علي شيري ، طبعة 1411 هـ ، دار الأضواء للطباعة والنشر ـ بيروت.
60 ـ فتح الباري ، ابن حجر العسقلاني ، الطبعة الثانية ، دار المعرفة للطباعة والنشر ـ بيروت.
61 ـ فتح القدير ، محمّد بن علي بن محمّد الشوكاني ، طبعة عالم الكتاب.
62 ـ فتح الملك العلي ، أحمد بن الصديق الغمارتي ، تحقيق محمّد هادي الأميني ، مكتبة أمير المؤمنين ـ أصفهان.
63 ـ الفصول المهمة ، السيد شرف الدين ، الطبعة الأُولى ، قسم الاعلام الخارجي لمؤسسة البعثة.
64 ـ فضائل الصحابة ، أحمد بن شعيب النسائي ، طبعة دار الكتب العلمية ـ بيروت.
65 ـ فقه السنّة ، السيد سابق ، دار الكتاب العربي ـ بيروت.
66 ـ فوات الوفيات ، الكتبي ، تحقيق علي محمّد وعادل أحمد ، الطبعة الأُولى 2000 م ، بيروت ـ لبنان.
67 ـ فيض القدير شرح الجامع الصغير ، محمّد عبد الرؤوف المناوي ، الطبعة الأُولى 1415 ، دار الكتب العلمية.
68 ـ كتاب السنّة ، عمرو بن أبي عاصم الضحاك ، تحقيق الشيخ الألباني ، طبع سنة 1413 هـ ـ 1993 م ، المكتب الإسلامي ـ بيروت.
69 ـ الكشاف عن حقائق التنزيل ، الزمخشري ، طبع سنة 1385 هـ ـ 1966 م ، مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبيوأولاده ـ مصر.
70 ـ كشف الخفاء ، العجلوني ، سنة الطبع 1408 هـ ـ 1988 م ، دار الكتب العلمية ـ بيروت.
71 ـ كشف الخفاء ومزيل الالباس ، إسماعيل بن محمّد العجلوني ، الطبعة الأُولى 1418 ، دار الكتب العلمية.
72 ـ كنز العمال ، المتقي الهندي ، تحقيق بكر حياني ، صفوة السقا ، مؤسسة الرسالة.
73 ـ مسند أحمد ، بتحقيق أحمد شاكر ، طبعة سنة 1414 هـ ، مكتبة التراث الإسلامي.
74 ـ المسند ، أحمد بن حنبل ، طبع في دار صادر.
75 ـ المستدرك على الصحيحين ، محمّد بن محمّد الحاكم النيسابوري ، طبع عام 1406 ، دار المعرفة.
76 ـ المعجم الأوسط ، سليمان بن أحمد الطبراني.
77 ـ المعجم الصغير ، سليمان بن أحمد الطبراني.
78 ـ المعجم الكبير ، سليمان بن أحمد الطبراني ، الطبعة الثاني ، دار إحياء التراث ـ القاهرة.
79 ـ مجمع الزوائد ، نور الدين الهيثمي ، طبع 1408 ، دار الكتب العلمية.
80 ـ الإمامة والسياسة ، ابن قتيبة الدينوري ، تحقيق الزريني ، نشر مؤسسة الحلبي وشركاؤه.
81 ـ مسند ابن راهوية ، إسحاق بن إبراهيم المروزي ، تحقيق الدكتور عبد الغفور عبد الحق ، الطبعة الأُولى 1412 هـ ـ 1991 م ، مكتبة الإيمان ـ المدينة المنورة.
82 ـ مسند أبي يعلى ، أبو يعلى الموصلي ، تحقيق حسين سليم ، دار المأمون للتراث.
83 ـ مسند الشاميين ، سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، الطبعة الثانية 1417 هـ ـ 1996 م ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت.
84 ـ المصنّف ، ابن أبي شيبة الكوفي ، تحقيق سعيد اللحام ، طبعة سنة 1409 هـ ـ 1989 م ، دار الفكر ـ بيروت.
85 ـ المصنّف ، عبد الرزاق الصنعاني ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ، منشورات المجلس العلمي.
86 ـ معالم المدرستين ، مرتضى العسكري ، طبع سنة 1410 هـ ـ 1990 م ، مؤسسة النعمان ـ بيروت.
87 ـ موارد الظمآن ، نور الدين الهيثمي ، طبع سنة 1412 هـ ـ 1992 م ، دار الثقافة العربية.
88 ـ الموطأ ، الإمام مالك ، طبع سنة 1406 هـ ـ 1985 م ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
89 ـ المحلّى ، ابن حزم الأندلسي ، تحقيق أحمد محمّد شاكر ، دار الفكر ، بيروت.
90 ـ النزاع والتخاصم ، المقريزي ، تحقيق علي عاشور.
91 ـ نظم درر السمطين ، محمّد بن يوسف الزرندي ، الطبعة الأُولى عام 1377 هـ ـ 1958 م ، مكتبة الامام أمير المؤمنين عليهالسلام.
92 ـ نهج البلاغة ، الإمام علي عليهالسلام ، تحقيق الشيخ محمّد عبده ، دار المعرفة ـ بيروت.
93 ـ الوافي بالوفيات ، صلاح الدين الصفودي ، الطبعة الثانية 1411 هـ ، دار الكتب العلمية ، بيروت.
94 ـ ينابيع المودّة لذي القربى ، القندوزي الحنفي ، الطبعة الأُولى 1416 ، دار اُسوة.