الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
اهل البيت
المواضيع الأخيرة
» المحكم في اصول الفقه ج3
عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyاليوم في 8:41 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في أصول الفقه [ ج4
عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyاليوم في 7:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» الصحيفه السجاديه كامله
عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyأمس في 9:49 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]
عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyأمس في 3:11 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مسائل من الاجتهاد والتقليد ومناصب الفقيه
عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyأمس في 2:36 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» قاعدة لا ضرر ولا ضرار
عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyأمس في 8:51 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول المبين
عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:46 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» ------التقيه
عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:37 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  فقه الحضارة
عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:25 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه

    اذهب الى الأسفل 
    انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 3:47 pm

    كلمة المصحح
    عرف الوجيه محمد كاظم الشيخ صادق الكتبي صاحب المكتبة والمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف بحرصه الشديد على نشر آثار السلف الصالح من أساطين الدين وعلماء المسلمين ، فقد نشر كثيرا من نفائس المؤلفات ومهام الاسفار مما لم يطبع بالمرة أو طبع وندر وجوده ، وقد أسدى بذلك خدمة كبيرة للمكتبة العربية عامة والهيئة في النجف خاصة ، إذ لولا اهتمامه باحيائها ونشرها لضاعت كما ضاعت مآت الكتب من قبل.
    ولا يزال هذا الرجل النشط مجدا في نشر الآثار الجليلة على نفقته الخاصة مع قلة المساعدين وندرة المشجعين ، والذي ألاحظه ويلاحظه كل من له صلة أو معرفة به ان كل المثبطات لم تستطع أن تضعف همته أو تقف حاجزا دون رغبته الجامحة وروح التضحية عنده ، فالكتاب العراقي مظلوم في بلاده ظلامة ليس لها نظير في بابها ، والعراق على العموم بلد عقوق ونكران جميل ، ومثل هذه الأمور تصدم الانسان عادة وتقلل من رغبته في الخدمة ، اما الذين يعملون رغم كل ذلك ويضحون بكل غال ورخيص في سبيل الخدمة باخلاص ، قانعين برضا ضمائرهم ، ومكتفين بما تسجله لهم الأجيال القادمة ويخطه التاريخ في صفحاته فهم قليلون جدا ولا يتجاوزون عدد الأصابع كثيرا.
    ولا أراني مبالغا لو قلت بأن صاحب المطبعة الحيدرية من أولئك الافراد القلائل ، فهو وإن كان تاجرا يعمل ليربح الا أنه لم يكن ليحصر عمله ويجند


    نفسه وامكانياته في هذا النوع من التجارة لو لم يكن صاحب معرفة وشعوروعقيدة ، والا فما أكثر التجار والأثرياء في هذه المدينة. ولماذا لا نراهم يفكرون فيما يفكر به أو يعملون شيئا مما عمل؟!.
    لقد سبق لي وأن أشرت إلى جهود الأخ محمد كاظم في هذا الميدان في بعض أعداد مجلتي (المعارف) وقلت بأن ما قامت بنشره مكتبته قد ناف على 150 كتاب بين صغير وكبير. وفى خلال ثلاث سنوات مضت قام بطبع مجموعة مهمة من كتب التاريخ والأدب. أذكر منها (مناقب آل أبي طالب) لابن شهرآشوب في ثلاث مجلدات ضخام. و (الكنى والألقاب) للشيخ عباس القمي في ثلاث مجلدات ضخام أيضا ، و (تاريخ الكوفة) للسيد حسين البراقي و (تنزيه الأنبياء) للسيد المرتضى و (الفهرست) للشيخ الطوسي ، و (النور المبين) للسيد نعمة الله الجزائري. و (الأرض والتربة الحسينية) للامام كاشف الغطاء ولديه تحت الطبع كتب قد أشرفت على التمام.
    وهذا الكتاب (عمدة الطالب) من أهم وأوثق ما في أيدينا من كتب النسب وكان قد طبع في الهند طبعات رديئة شوهها الغلط والسقط. وقد اهتم به فأخرجه عام 1385 هـ فجاء روعة في فنه واخراجه وضبطه. ومنذ سنوات عزت نسخه وندر وجودها في الأسواق فبادر إلى إعادة طبعه من جديد رغبة في تيسيره للباحثين وجعله في متناول أيدي أهله.
    وقد رغب إلى الأخ الكريم في الوقوف على تصحيحه فعز على أن لا أنزل عند رغبته رغم ما أنا فيه من زحمة الأعمال وتراكمها كما يعرفه جيدا. فأعمالي موزعة على مطبعته ومطبعة أخرى في النجف غير الاشغال الأخرى التي تستأثر بكثير من وقتي وراحتي وإذا كان هناك ما يستحق أن نصرف عليه الوقت ونضحي براحتنا من أجله فهو هذا العمل وأمثاله مما يخلد ذكره ويبقى

    أثره مدى الزمن ، وما عداه فتضييع للوقت وخسارة لا يمكن التعويض عنها بشئ.
    وبعد فإنه ليسرني بل يشرفني أن أوفق إلى اكمال هذا الكتاب وأن لا يحدث لي ما يعيقني عن ذلك وغيره من أعمال الخير ، فما ندري ما تخبئه لنا الاقدار وتجرنا إليه الظروف ، والله المسؤول أن يصوننا من المكاره ويوفقنا إلى ما فيه رضاه انه نعم المجيب.
    ملاحظة :
    ان كل ما يجده القارئ من التعليقات والفوائد في هوامش الكتاب بتوقيع (م ص) فهو لمصحح الطبعة الأولى في النجف ، وهو سماحة العلامة الكبير السيد محمد صادق آل بحر العلوم حفظه الله. ولذلك اقتضى التنبيه.
    محمد حسن آل الطالقاني
    صاحب مجلة (المعارف)


    مقدمة الكتاب
    بقلم علامة كبير
    تمهيد في أهمية النسب:
    النسب أساس الشرف ، وجذم الفضيلة ؛ ومناط الفخر ؛ ومرتكز لواء العظمة ومنبثق روائها ، وبه يعرف الصميم من اللصيق ، والمفتعل من العريق فيذاد عن حوزة الخطر من ليس له بكفؤ ، ويزوي عن حومته من أقصته الرذائل. جاءت الحنيفية البيضاء باكرام الشريف ، وتحري المنابت الكريمة في الزواج وأداء حق الرسالة بالمودة في القربى ، الى غيرها من الأحكام ، وكلها منوطة بمعرفة الأنساب.
    النسب مجلبة للعز ، ومدعاة للقوة ، فمتى عرفت أفراد من البشر أو قبائل منهم أنه تلفهم جامعة النسب فان قلب كل منهم يحن للآخر ؛ ونفسه تنزع للاحتكاك به والتزلف اليه ؛ وإدنائه منه والاخذ بناصره ، والقيام بصالحه ودفع الضيم عنه وسد إعوازه ؛ ولا تدور هذه الهاجسة في خلد أي منهم إلا ويجد مثلها من صاحبه ، قضية الجبلة البشرية ، وقد أكد ذلك دين الإسلام فأمر بصلة الأرحام ووعد لها المثوبات الجزيلة ، وتوعد على قطعها لئلا تتخاذل الأيدي وتتدابر النفوس فيفشل الإنسان في حاجياته ورقيه ، ويفشل في مؤنه واقتصاده ويفشل في علمه وأدبه ، ويفشل في دنياه وآخرته ، وهل تعرف الأرحام الموصولة إلا بمعرفة القبائل والأفخاذ والفصائل التي هي موضوع علم النسب؟ وقد أمر سبحانه نبيه الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله في بدء بعثته أن ينذر عشيرته

    الأقربين ليكونوا ردءا له على دعوته وحصنا عن عادية العتاة من قومه ؛ ومن ذلك قول المردة من قوم شعيب عليه‌السلام يوم عتوا عن أمره : (وَلَوْ لا رَهْطُكَ لَرَجَمْناكَ) ـ كما حكاه عنهم القرآن الكريم ـ ففي متشج الأواصر مناخ العزة ومرتبض الشوكة ومأوى الهيبة. قال الإمام أمير المؤمنين علي عليه‌السلام في وصيته لابنه الإمام الحسن عليه‌السلام : «أكرم عشيرتك فانهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي اليه تصير ؛ ويدك التي بها تصول ؛ ولا يستغني الرجل عن عشيرته وإن كان ذا مال ، فانه يحتاج الى دفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم ، وهي أعظم الناس حيطة من ورائه وألمهم لشعثه ، وأعظمهم عليه إن نزلت به نازلة أو حلت به مصيبة ، ومن يقبض يده عن عشيرته فانما يقبض عنهم يدا واحدة وتقبض عنه أيد كثيرة».
    وفي مشتبك الأنساب سر من أسرار التكوين نوه به القرآن الكريم بقوله عز من قائل : «وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا» ، فما هذا التعارف؟ فهل يريد أنهم يتعارفون فيما بينهم فيعرف كل فرد أنه تجمعه وأفراد القبيلة واشجة نسب فيوجب كل على نفسه النهوض بما عليه من رعاية حقوق العشيرة من التعاضد والمناصرة؟ أو أنه يعرف كل من القبائل القبيلة الأخرى فيرعى النواميس الثابتة بين العشائر ، ويتحامى عن الجور على أي من أفرادها والبخس لحقه بما هما من جزئيات هاتيك النواميس ، او حذار بادرة القبيلة المضامة او المضام فرد منها وفي كل من الوجهين قوام العظمة ؛ واستقرار الأبهة ؛ وجمام النفوس ؛ ولا بأس بأن يراد كل منهما فتكون الآية من جوامع الكلم والقرآن كله جوامع الكلم.
    إن في معرفة النسب مندفعا الى مكارم الأخلاق كما أن فيها مزدجرا عن الملكات الرذيلة فمتى عرف الإنسان في أصله شرفا ، وفي عوده صلابة ؛ وفي منبته طيبا ـ ولا أقل من أن يحسب هو في نفسه خطرا باتصال نسبه الى أصل

    معلوم ـ فانه يأنف عن تعاطي دنايا الامور وارتكاب الرذائل حيطة على سمعته من التشويه وحذرا على ذكره من شية العار ، وتنزيلها لسلفه من سوء الاحدوثة وربما حاذر لائمة الغير له بعدم ملائمة ما يقترفه شرف الاصل ومنعة النسب او تنديد حامته له بألصاقه النقص والعيب بهم باجتراحه السيئات وربما كاشفوه على منعه عن المخازي. وهذا الإمام السبط الحسين عليه‌السلام يوبخ زبانية الالحاد بقوله : «يا شيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم وارجعوا الى أحسابكم إن كنتم أعرابا» فقد أنكر الامام عليه‌السلام عليهم أن يكون ما ارتكبوه من خطتهم الخشناء وركبوه من الطريق الوعر وأبدوه من النفسيات القاسية من شناشن ذوي الأحساب ، أو مشابها لما يؤثر من صفات العرب من النخوة والشهامة وحماية الجار والدفاع عن النزيل والاحتفاء بالشرفاء والاحتفال بأمرهم ورعاية الحرمات وحفظ العهود وخفر الذمم ؛ وأمرهم بالرجوع الى أحسابهم والسير على ما يلائم خطر أنسابهم ولكن هل وجد داعية الشرف لقيله مجيبا أو لهتافه واعيا؟ لا ، لأنّه لم يكن بين القوم شريف قط فمن خليفة للعواهر ، ومن أمير للموسمات ، ومن قائد للبغايا وتحت الرايات كل ابن خنا وحلف الشهوات ألقح الفجور منابتهم بمائه الآسن وحملت البغيات منهم كل ابن جماعة ، ولو لا ذلك لما حبذوا قطيعة رحم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، تلك القطيعة الممقوتة التي لم يسبق بمثليها أشقى الأولين ولا لحقهم الى شرواها أشقى الآخرين ، قاحتقبوها خزيا سرمدا وجنوا ثمرة غراسهم عذابا أبدا.
    وجاء في فقه الشريعة أن دية قتل الخطأ مع شروطه العشرة على العاقلة وهم الأب والمتقرب به من الرجال والأولاد فيكون الرجل رهن الانفعال منهم لمنتهم عليه بدفع الدية فلا يعود الى مثله ، او أنهم إذا فعلوا ذلك يكونون رقباء عليه حتى يردعوه عن مثله ولا يدعوه يتورط في ما يحدوه الى لدته ، وهذه إحدى

    فوائد الأنساب ، والحاكم اذا عرفها ألزمهم الحكم ؛ وفي باب المواريث فوائد جمة تشبه هذه. وزبدة المخض أن علم الأنساب من أهم ما يجب على العالم أن يتطلبه للدين والدنيا ، للشرف والفضيلة ؛ للأخلاق والتهذيب.
    ولهذه كلها وما يماثلها من فضائل النسب وفوائد المعرفة به بادر العلماء منذ القرون الأولى لتدوينه علما برأسه وكثر فيه التأليف غير أن أول من أفرده بالتدوين هو النسابة ابو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي المتوفى 206 هـ. كما اعترف به الحلبي في «كشف الظنون» ج 1 ص 157 فانه صنف فيه خمسة كتب : 1 ـ المنزلة ـ الجمهرة 3 ـ الوجيز 4 ـ الفريد 5 ـ الملوك ؛ والكلبي تعلم العلم عن الإمام الصادق عليه‌السلام كما في «رجال النجاشي» ص 35 وأخذ شيئا من الانساب عن أبيه ابي النضر محمد بن سعد كاتب الواقدي ، وكان ابو النضر من أصحاب الامامين الباقر والصادق عليهما‌السلام كما في «رجال الشيخ الطوسي» مخطوط وتوفي سنة 146 هـ وأخذ ابو النضر نسب قريش عن ابي صالح عن عقيل بن أبي طالب «رض» وذكر ابن النديم فهرست كتب الكلبي الكثيرة التي اكثرها في الانساب ص 140 من فهرسته ، وأوردها ايضا النجاشي في فهرسته ص 35. وقد فات سيدنا الحجة المرحوم السيد حسن الصدر الكاظمي في «تأسيس الشيعة الكرام لفنون الإسلام» ان يذكر أول من ألف في علم الأنساب من الشيعة وهو النسابة الكلبي هذا ثم لحق هشاما مؤلفوا الفريقين فاكثروا وأجادوا.
    إلاّ أن لخصوص النسب الهاشمي شرفا وضاحا لا يجارى ؛ وشأوا بعيدا لا يلحق ، وكرامة ظاهرة لا تدرك ؛ وحسبه من المفاخر والمآثر قول النبي الاعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله : «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي». وأكد «صلى‌الله‌عليه‌وآله» في الاصحار بشرف آله الأنجبين بأساليب من البيان وأنحاء من من القول حتى جعل ودهم أجر رسالته فأوجبه على أمته جمعاء ، فهو من فرائض

    الدين الحنيف وأهم واجباته ؛ وبه فسر قوله لما بعث أمير المؤمنين عليا عليه‌السلام لينادي عنه باللعن على ثلاثة أحدهم «من خان أجيرا على أجرته» فكان هو الأجير على بث الدعوة الالهية ، وأجر رسالته محبة سلالته ، وتضافرت الأخبار عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله في الامر بحبهم والحض على الأخذ بصالحهم ، وسد إعوازهم ؛ وإقامة أمرهم ، وإكبار مقامهم ، والاحتفاء بهم ؛ وقضاء حاجتهم وجعل ذلك كله يدا عنده مشكورة لمن عمل بشيء منها ، وللاشراف من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سهم ذوي القربى المنصوص به في الذكر الحكيم واليهم يعود سهم مشرفهم الاعظم بعد عود سهم الله تعالى اليه ، فهي ضرائب مقررة جعلها الله لهم بعد أن أربى بهم عن أخذ الصدقات الواجبة أو مطلقا لأنها أوساخ يجب أن يترفع عن التلمظ بها آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    فالعمل بأي من هذه الفرائض يستدعي الوقوف على الأنساب ومعرفة الصميم من الدخيل ، وقد حمل ذلك علماء الامامية على الاكثار من التأليف في خصوص البيت الهاشمي وأنسابهم ؛ واستساغوا له المتاعب بين جفلة وهبوط واغتراب وإقامة وضرب في الارض للحصول على الغاية والاشراف على البيوت والقبائل وأنسابهم ومن يمت بهم أو يذاد عنهم ، حرصا على الابقاء على هذه الشجرة الطيبة التي «أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ» منزهة عما عسى أن يلم بها من أدناس الملتصقين وتحقيقا لموضوع فرائض صدع بها النبي الأمين صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد أحصى من ألف في أنساب الطالبيين العلامة البارع السيد شهاب الدين الحسيني نزيل قم المشرفة في كتاب مفرد سماه «طبقات النسابين» فجاءت عدتهم تقارب خمسمائة رجل. وتجد ذكرهم مثبوتا على صفحات كتاب «الذريعة الى تصانيف الشيعة» لشيخنا الإمام العلامة الطهراني.
    ومن أهم هاتيك الكتب كتاب «عمدة الطالب» الذي تزفه «المكتبة الحيدرية» الى القراء الكرام ؛ وليست هذه بباكورة من خدماتها للعلم والأدب فهي لم تبرح

    وجهدها المتواصل وسعيها المتتابع وعزمها الفتي ومنتها القوية مصروفة الى نشر الآثار المهمة والكتب القيمة في ابهج حلة وأجمل زي.
    وإن مما يقدر لها نهوضها باعادة طبع هذا الكتاب الثمين الذي أتت الطبعات الاولى الهندية ـ على بهجته وذهبت بنضارته وأخمدت ضوءه ، وكادت أن تودي به بأغلاطها الشائنة وسقطها المخل ، فما كان من الجائز الركون اليها لاحتمال الغلط في كل سطر والسقط في كل صفحة فاتيح لهذه المكتبة الحصول على ثلاث نسخ مخطوطة صحيحة تعد من ذخائر المكتبات الراقية.
    1 ـ نسخة صحيحة متقنة في مكتبة العلامة المصلح الحجة الشيخ محمد الحسين ابن العلامة الشيخ على ابن العلامة الشيخ محمد رضا آل الفقيه الا وحد المصلح بين الدولتين الشيخ موسى ابن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر كاشف الغطاء ابن الفقيه الشيخ خضر الجناجي النجفي رحمه‌الله ؛ ولم نعرف تاريخ كتابتها لنقصانها من آخرها وقد تمم نقصانها بخطه المرحوم الشيخ علي المذكور ولكن الذي يظهر من كتابتها أنها اختطت في عصر المؤلف او قريب من عصره ، وفيها زيادات مهمة لم تكن في النسختين الأخريين.
    2 ـ نسخة صحيحة في مكتبة العلامة الكبيرة ناشر ألوية الفضل والأدب الاستاذ الشيخ محمد طاهر السماوي النجفي ، كتبها ناسخها عبد القادر العلوي السبزواري وقد طمس تاريخ كتابتها من آخرها غير أن الذي يترجح في النظرانها اختطت في القرن التاسع او العاشر وقد سمح بها ـ رحمه‌الله ـ للمكتبة الحيدرية كما انه يرجع اليه الفضل في ظهور هذه المطبوعة بحلة قشيبة وصحة واتقان ولا زالت المكتبة تستمد منه الآراء في مطبوعاتها القيمة فيمدها بآرائه الصائبة ونظرياته المقدرة ومعلوماته الواسعة ، وإنها لتقدر له جهود العظيمة وهمته السامية فجزاه الله عن العلم وأهله خيرا.
    3 ـ نسخة بخط العلامة الكبير السيد حسين بن مساعد بن حسن بن مخزوم

    بن ابي القاسم بن عيسى الحسيني الحائري فرغ من نسخها في اليوم 29 من شهر ربيع الأول سنة 893 هـ ، وقد زينها بتعليقاته الثمينة وفوائده النفيسة ؛ وذكر في آخرها أنه كتبها على نسخة كتبت على نسخة بخط المؤلف فرغ من كتابتها غرة شهر رمضان سنة 812 هـ. أي قبل وفاته ب 16 سنة ، وكانت من ممتلكات السيد محمد كاظم الشريف الحسيني الحسني العريضي النجفي الحائري كتب بآخرها صورة تملكه ـ 29 جمادى الثانية سنة 1164 ـ وله عليها تعليقات ثمنية كتبها بخطه في مواضع عديدة نقل اكثرها المصحح في الهامش ؛ وهي تمتاز عن النسختين الأوليين بالصحة والاتقان ؛ وقد نقل الاكثر من تعليقاتها المهمة المصحح لهذه المطبوعة في الهامش ورمز اليها ـ عن هامش المخطوطة ـ وكانت هذه المخطوطة الثمينة في مكتبة العلامة الكبير الحجة المرحوم الشيخ عبد الرضا ابن الفقيه الشيخ مهدي آل الفقيه الأكبر الشيخ راضي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ محسن آل الفقيه الورع الشيخ خضر الجناجي النجفي رحمه‌الله وقد سمح بها للمكتبة ولداه الفاضلان الأديبان الشيخ محمد كاظم والشيخ محمد جواد خدمة لنشر العلم وإن المكتبة الحيدرية تشكرهما على هذه الخدمة الجليلة وتقدر لهما هذه الهمة العالية جزاهما الله عن العلم خيرا.
    وقد جاء الكتاب ـ بحمد الله ـ غاية في الاتقان والصحة ، وممن يجب شكره وتقديره العلامة البارع منبثق أنوار الفضل والشرف السيد محمد صادق آل بحر العلوم لوقوفه على تصحيح الكتاب والنظر فيه والتعليق عليه تعاليق مهمة أبقاها مأثرة له خالدة ويدا مسداة الى الطالبين أجمع ، وإن خدماته الجمة للعلم والأدب في تعاليقه على الكتب القيمة المطبوعة وغيرها ، وتقييد أنظاره الراقية ونتائج اطلاعه الواسع فيها كلها مقدرة مشكورة ، وفقه الله تعالى لنشر العلم والأدب.

    ترجمة المؤلف
    هو جمال الدين (1) أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة الأصغر بن علي عنبة الاكبر (2) ابن محمد ـ المهاجر من الحجاز الى العراق ـ ابن يحيى بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد الشهير بابن الرومية ، ابن داود الأمير ابن موسى الثاني ابن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى ابن الامام الحسن السبط ابن الإمام امير المؤمنين علي بن ابى طالب عليه‌السلام ذكر نسبه بنفسه في هذا الكتاب. كما أن النسابة النجفي عميد الدين الحسيني ذكره وكتابه هذا واعتمد عليه ، وكذلك كل من تعرض لذكره ؛ وترجمه بحاثة العصر شيخنا العلامة الكبير الشيخ آغا بزرگ الطهراني النجفي في «الضياء اللامع في القرن التاسع» وفرق كتبه على أبواب كتابه «الذريعة الى تصانيف الشيعة». وفي كتاب «الكنى والالقاب» تأليف شيخنا البحاثة الثقة الشيخ عباس القمي النجفي ج 1 ص 355 أنه «سيد جليل علامة نسابة صهر السيد تاج الدين بن معية
    __________________
    (1) بهذا لقبه السيد محمد بن أحمد بن عميد الدين علي الحسيني النجفي النسابة في (المشجر الكشاف) المطبوع بمصر ، أما جرجي زيدان في (تاريخ آداب اللغة العربية) ج 2 ص 174 فقد ذكر أن نسخة من الكتاب في (المكتبة الخديوية) بمصر كتب عليها كمال الدين ، ولكن الأصح في لقبه هو الاول وهو المطرد في المعاجم وما كتب على النسخة الخديوية من الأغلاط كذكرها في نسبه أنه حسيني وهو حسني بلا خلاف ، وأنه ابن عنبسة بالسين وهو المعروف بابن عنبة بالباء بلا ريب ، كما أن ابن عبتة بالتاء الفوقانية في مطبوعة بمباي من أغلاطها الكثيرة.
    (2) قال الزبيدي في (تاج العروس) بمادة عنب : عنبة الأكبر جد قبيلة من اشراف بني الحسن بالعراق ونواحي الحلة. (الكاتب).

    النسابة شيخ الشهيد الاول ، وتلميذه. كان من علماء الامامية بل هو من عظمائها تلمذ على السيد ابن معية اثنتي عشرة سنة فقها وحديثا ونسبا وأدبا وغير ذلك».
    آثاره:
    ينص جرجي زيدان في كتابه «تاريخ آداب اللغة العربية» ج 2 ص 174 على اثنين منها. الاول «بحر الانساب» في نسب بني هاشم مرتب على مقدمة وخمسة فصول منه نسخة في «المكتبة الخديوية» في 276 صفحة في آخرها كتابة بخط السيد مرتضى الزبيدي صاحب «تاج العروس» تفيد أنه اطلع عليها وذكر هذا الكتاب شيخنا في «الذريعة» ج 3 ص 32 عن «فهرس المكتبة الخديوية».
    والثاني «عمدة الطالب» وأنه فرغ من تأليفه سنة 814 هـ. وقدمه لتيمور لنك ، منه نسخة في «الخزانة التيمورية» في 353 صفحة ، ويقول الحلبي في «كشف الظنون» ج 2 ص 133 بعد أن ذكر الكتاب ونسبه اليه : «أخذه من مختصر شيخه أبي الحسن علي بن محمد علي الصوفي النسابة ؛ ومن تأليف شيخه أبي نصر سهل بن عبد الله البخاري ، وضم اليهما فوائد علقها من عدة أماكن موشحا ذاكرا لأخبار الولادة والوفاة». ثم ذكر شيئا من مقدمته الى ان قال : «وأهداه الى تيمور».
    وقد عرفت عند ذكر نسخة ابن مساعد أن المؤلف فرغ من كتابتها سنة 812 هـ. لا سنة 814 ، كما أنه ذكر في مقدمة الكتاب أنه الفه بالتماس جلال الدين الحسن الزاهد النقيب النسابة ابن عميد الدين علي بن عز الدين الحسن بن عز الشرف محمد بن أبي الفضل علي نقيب النقباء الحسيني المذكور في هذا الكتاب ولعل الذي قدمه لتيمور لنك هو «عمدة الطالب الصغرى» الذي هو مختصر للأوّل كما ذكر بعض الاعلام الخبيرين ، وقد ذكر هذا الكتاب المختصر الجلبي في

    «كشف الظنون» وان نسبه الى غير مؤلف الاوّل ـ راجع ج 2 ص 133. وذكره ايضا شيخنا في «الكنى والألقاب» وقال : «رأيت نسخة منه» كما أنه ذكر كتابا فارسيا في الانساب ولعله «كتاب أنساب آل أبي طالب» الذي ذكره شيخنا في «الذريعة» ج 3 ص 375 وأنه على نهج «عمدة الطالب» ، وكأنه ترجمة له الى الفارسية بتغيير يسير رآه سيدنا العلامة السيد حسن الصدر الكاظمي في (مكتبة العلامة النوري) او انه كتاب (التحفة الجمالية) الفارسي المذكور في «الذريعة» ج 3 ص 424 واحتمل اتحاد الكتابين ؛ او أنه «تحفة الطالب» وقد ذكره شيخنا في «الذريعة» ص 448 من هذا الجزء ايضا ونقله عن «المشجر الكشاف».
    ولادته ووفاته
    ولد المترجم في حدود سنة 748 هـ. لأنه ذكر في كتابه هذا أنه ادرك استاذه السيد تاج الدين محمد بن جلال الدين أبي جعفر القاسم ابن معية النسابة الحسني شيخنا وتخرج عليه قريبا من اثنتي عشرة سنة وصاهره على ابنته ؛ وقد كانت وفاة استاذه ابن معية سنة 776 هـ. فيكون أول قراءته عليه سنة 764 هـ. تقريبا وفي مجاري الطبيعة أن يكون أخذه عنه بعد بلوغه مبالغ الرجال عند مشارفته السادسة عشرة من سني عمره ؛ فتصادف ولادته ما ذكرناه من التاريخ تقريبا ، وتوفي في سابع صفر سنة 828 هـ. عن عمر يقدر بالثمانين ، وكانت وفاته بكرمان من بلاد ايران ، وعمدة مشايخه هو ابن معية المذكور ، وأما النسابة أحمد بن محمد بن المهنا بن علي بن المهنا الحسيني العبيدلي الذي أدرك إية الله العلامة الحلي وشارك السيد ابن معية في التلمذة على جلال الدين ابي القاسم علي بن عبد الحميد بن فخار النسابة فهو وإن كان في طبقة مشايخ المترجم لكنه لم يقرأ عليه وإنما نقل في كتابه هذا مؤلفاته كالمشجر وغيره

    فائدة
    تقسيم النسب
    قال السيد الشريف تاج الدين بن محمد بن حمزة بن زهرة الحسيني نقيب حلب وابن نقبائها في مقدمة كتابه «غاية الاختصار في أخبار البيوتات العلوية المحفوظة من الغبار» بعد أن ذكر أن العرب كان فن علم النسب غالبا عليهم وفاشيا فيهم ـ : ووضع النسب بين دفتين ينقسم الى نوعين مشجر ومبسوط فأما المشجر.
    فلم أدر من ألقى عليه رداءه
    ولكنه قد سلّ عن ماجد محض

    قلت ذلك لأني لا اعرف من وضعه واخترعه ، والتشجير صنعة مستقلة مهر فيها قوم وتخلف آخرون ، فمن الحذاق فيها الشريف قثم بن طلحة الزبيدي النسابة كان فاضلا يكتب خطا جيدا ، قال شجرت المبسوط وبسطت المشجر وذلك هو النهاية في ملك رقاب هذا الفن.
    ومن حذاق المشجرين : عبد الحميد الاول بن عبد الله بن اسامة النسابة الكوفي ، كتب خطا أحسن من خط العذار ؛ وشجر تشجيرا أحسن من الاشجار بأنواع الثمار.
    ومن حذاقهم ابن عبد السميع الخطيب النسابة صنف الكتاب الحاوي لأنساب الناس مشجرا في مجلدات تتجاوز العشرة ...
    وأما المبسوط فقد صنف الناس فيه الكتب الكثيرة المطولة فممن صنف فيه أبو عبيده القاسم بن سلام ؛ ويحيى أبو الحسين بن الحسن بن جعفر الحجة العبيدلي النسابة صاحب «مبسوط نسب الطالبيين» والمبسوطات أكثر من

    المشجرات ... والفرق بين المشجر والمبسوط هو أن المشجر يبتدأ فيه بالبطن الأسفل ثم يترقى أبا فأبا الى البطن الاعلى ؛ والمبسوط يبتدأ فيه بالبطن الاعلى ثم ينحط إبنا فابنا الى البطن الأسفل.
    كيفية ثبوت النسب عند النسابة
    لذلك ثلاثة طرق «احداها» أن يرى خط نسابة موثوق به ويعرف خطه ويتحققه فحينئذ إذا شهد خط النسابة بشيء عمل عليه «وثانيها» أن تقوم عنده البينة الشرعية وهي شهادة رجلين مسلمين حرين بالغين يعرف عدالتهما بخبرة او تزكية فحينئذ يجب العمل بقولهما «وثالثها» أن يعترف عنده مثلا أب بابن وإقرار العاقل على نفسه جائز فيجب أن يلحقه بقول أبيه.
    أوصاف صاحب النسب
    يجب أن يكون تقيا لئلا يرتشي على الأنساب «كما قيل عن أبي الحرب ابن المنقذي النسابة قالوا : كان يرتشي على النسب». وصادقا لئلا يكذب فينفي الصريح ويثبت اللصيق ، ومتجنبا للرذائل والفواحش ليكون مهيبا في نفوس الخاصة والعامة فاذا نفى أو أثبت لا يعترض عليه. وقوي النفس لئلا يرهب من بعض أهل الشوكة فيأمره بباطل أو ينهاه عن حق فان لم يكن قوي النفس زلت قدمه ، ومن صفاتها المستحسنة أن يكون جيد الخط فان التشجير لا يليق به إلا الخط الحسن.
    محمد صادق آل بحر العلوم
    الطباطبائي


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
    الحمد لله (الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً) ، ورفع بعض الأنام على بعض فصيره أفخم قدرا ، وأعظم ذكرا ؛ وأحل نبيه محمدا المختار من شريف النسب في المجد الصراح ؛ واصطفاه للإيثار بمنيف الحسب وسرة البطاح ، وأطلع شمس فخره في أفق العلى ساطعة الشعاع ، ووصل حسبه ونسبه يوم القيامة بعدم الانقطاع. فهذا أكرم البرية نفسا وآلا ، وافضلها حالا ومآلها وأتم العالم جمالا ؛ وأكمله تفصيلا وإجمالا ؛ فصل اللهم عليه صلاة تجاري سابق فخره ، وتباري باسق قدره ، وعلى آله المتفرعين من دوحة نبوته ، المترفعين الى ذروة الشرف بمنحة نبوته ، وعلى أصحابه المغترفين من شرب العناية ، المعترفين بنشر القبول من مهب الرعاية ، ما أضحك مدمع السحاب ثغور الروض ، واتصل حبلا العترة والكتاب حتى يردا على الحوض.
    أما بعد : فان علم النسب علم عظيم المقدار ، ساطع الأنوار ؛ أشار الكتاب الآلهي إليه فقال سبحانه وتعالى : «وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا». وحث النبي الأمي عليه ، فقال : «تعلموا أنسابكم لتصلوا أرحامكم» ، لا سيما نسب آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لوجوب توخيهم بالاجلال والاعظام ، كما وضح فيه البرهان ، ودل عليه القرآن ، وكيف لا وهم خيرة الله التي اختارها ورفع في البلاد والعباد منارها ، ولم تزل أنسابهم التي اليها يعتزون على تطاول الأيام مضبوطة ، وأحسابهم التي بها يتميزون على تداول الأقوام عن الخلل

    محوطة ، إلا أني رأيت أوان تغربي في أكثر البلاد التي وطئتها تشابها عظيما بين الهجان والهجين. وتساويا شديدا بين اللجين (1) واللجين. يكابر الدعي العلوي فلا ينكر عليه ويتنازعان الشرف فما من عارف بشأنهما يرجعان اليه وكثيرا يتعصب في الظاهر للدعي ، توصلا بذلك الى الطعن في آل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. وكم من قائل : لو عرفت سيدا صحيح النسب لتبركت بترابه ، ووضعت خدي تواضعا على عتبة بابه. هذا لعمر الله محض اللجاج ، والعناد الذي لا يطمع له في علاج هذه بيوتات العلوية العارية عن العار متوافرة ، وقبايل الفاطمية الطاهرة عن الغبار متكاثرة. قد قام بتصحيح اتصالهم في كل زمان علامون من الأمة ونهض بتنقيح حالاتهم في كل أوان فهّامون من الأئمة. فحركتني العصبية وبعثتني النفس الأبية. على أن اصنف في أنساب الطالبيين كتابا يجمع بين الفروع والأصول. ويضم الأجذام الى الذيول ، ويستوعب شعب هذا العلم ويستقصيها ولا يغادر من فوائده صغيرة ولا كبيرة إلا ويحصيها ، والأيام بذلك المطلب تماطل ، وتحول دون ما أحاول حتى بعد ذلك الفن عهدي. ولم يبق منه غير أثارة عندي ، وكيف لا وأنا في زمان ظاهر الغباوة مجاهر العلم والشرف بالعداوة. قد ارتفعت فيه إرادة العلم من القلوب. وعد النسب الفاطمي من أعظم العيوب ، بحيث أشرفت أنوار الشرف على الانطماس. وآذنت آثار دروس العلم بالاندراس ، فالتمس مني أعز الناس علي واكرمهم لدي وهو المولى الأعظم ؛ والماجد الأكرم. مرتضى ممالك الإسلام. مبين مناهج الحلال والحرام ، ناظم درر المواهب. في سلوك الرغايب ، ومقلد جيد الوجود بوشاح المناقب ، ملاذ قروم آل أبي طالب في المشارق والمغارب مفيض لجج الحقايق بجواهر المطالب ، على الأباعد والأقارب. الغني
    __________________
    (1) الأول بضم اللام وفتح الجيم كالحسين بمعنى الفضة والثاني بفتح اللام وكسر الجيم كالامير زبد أفواه الابل. م ص

    عن الاطناب في الألقاب ، بكمال النفس وعلو الجناب :
    تجاوز قدر المدح حتى كأنه
    بأحسن ما يثنى عليه يعاب

    المؤيد بكواكب العز والتمكين ، نور الحقيقة والدين ، جلال الدين الحسن (1) بن على بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن علي بن الحسن بن الحسن بن يحيى بن الحسين بن أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي زين العابدين المعصوم بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام زيدت فضائله وإفضاله ، أن أهز صارم الصريمة وأوجه وجه العزيمة الى جمع مختصر يجمع نسب الطالبية وقواعده ، ويحوي خفي أسراره ويضبط معاقده ، منبها على ما وقفت عليه من خلاف مشيرا الى ما كان من نفي أو غمز بانصاف ، أنقل كلام الرواة كما وقع إليّ ؛ وأتحرى نصوص الثقات كما يجب علي ، لم أتعمد إثباتا لمنفي ولا نفيا لثابت ، ولم أقصد من عندي إيضاحا لخفي ولا طعنا في غير متهافت ، بل اعتمد على الحق الصريح ، وأتحرى الصدق في إبطال وتصحيح ، فجاء بحمد الله كتابا نفيس المطالب ، كما يفرح الطالب في أنساب آل أبي طالب. قرب الى إيجاز الالفاظ إطناب المعاني واحتوى على مهمات الضوابط مع سهولة المباني يحتاج المبتدي الى مطالعته ، ولا يستغني المنتهي عن مراجعته ، وحيث وجب التوفيق بين المسمى واسمه انتخبت له اسما علما مني بأنه نعم علما موافقا فسميته «عمدة الطالب» في نسب آل أبي طالب ثم أهديته الى الحضرة العلية. علماء مني بأنه نعم الهدية فانه لا ينبغي لأحد بعده و «معاذ الله أن نأخذ (إِلاَّ مَنْ وَجَدْنا مَتاعَنا عِنْدَهُ)». وآنا أرجو أن يتلقاه من القبول قبائل وييسر منه الى السؤل وسائل :
    __________________
    (1) جلال الدين الحسن كان كريما زاهدا وله فضائل كثيرة. وكان يسكن جزيرة بني مالك وله عقب من ولده ناصر الدين محمد. ذكره في الكتاب في أعقاب زين العابدين عليه‌السلام تحت عنوان (ذكر جلال الدين حسن الزاهد).


    وما أنا بالباغي على الحب رشوة
    ضعيف هوى يبغي عليه ثواب

    وما شئت إلا أن أدل عواذلي
    على أن رأيي في هواك صواب

    وأعلم قوما خالفوني ويمموا
    سواك بأني قد ظفرت وخابوا (1)

    فما أجود ذلك المجلس الشريف بالاعجاب بهذا الكتاب ، وما أجدر هناك المحل المنيف بأن يحقق لديه الانتساب ، وقد رتبته على مقدمة وثلاثة أصول وجعلت كل أصل فصولا إعانة للسالك على الوصول ، وهذا أوان الشروع في المرام ، متوكلا على الملك العلام ، إنه باغاثة من توكل عليه كفيل وهو سبحانه حسبنا (وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) ، أما :
    المقدمة
    ففي : إسم طالب ونسبه أما اسمه فقيل : إنه عمران. وهي رواية ضعيفة رواها أبو بكر محمد بن عبد الله العبسي الطرطوسي النسابة. وقيل : اسمه كنيته (2) ويروى ذلك عن أبي علي محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن جعفر الأعرج ابن عبد الله بن جعفر قتيل الحرة ابن أبي القاسم محمد بن على بن أبي طالب النسابة وله مبسوط في علم النسب ، وزعم : أنه رأى خط أمير المؤمنين علي عليه‌السلام في آخره : «وكتب علي بن أبو طالب».
    مصحف بخط علي «ع» احترق
    وقد كان بالمشهد الشريف الغروي مصحف في ثلاث مجلدات بخط
    __________________
    (1) هذه الأبيات لأبي الطيب المتنبي من قصيدة يمدح بها كافور وأنشده إياها في شوال سنة 349 هـ. وهي آخر ما أنشده ولم يلقه بعدها ، ومن هذه القصيدة البيت السابق (تجاوز قدر المدح حتى كأنه ... الخ).
    (2) في (الاصابة) لابن حجر عن الحاكم إن اكثر المتقدمين على أن اسمه كنيته.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 3:49 pm

    أمير المؤمنين علي عليه‌السلام احترق حين احترق المشهد سنة خمس وخمسين وسبعمائة ؛ يقال انه كان في آخره : وكتب على بن أبو طالب. ولكن حدثني السيد النقيب السعيد تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم بن معية الحسني النسابة ؛ وجدي لأمي المولى الشيخ العلامة فخر الدين أبو جعفر محمد بن الحسين بن حديد الأسدي رحمه‌الله : أن الذي كان في آخر ذلك المصحف علي بن أبي طالب ؛ ولكن الياء مشتبهة بالواو في الخط الكوفي الذي كان يكتبه علي عليه‌السلام (1).
    وقد رأيت أنا مصحفا بالمذار في مشهد عبيد الله بن علي بخط أمير المؤمنين عليه‌السلام في مجلد واحد وفي إخره بعد تمام كتابة القرآن المجيد : «بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ كتبه علي بن أبي طالب». ولكن الواو تشتبه بالياء في ذلك الخط كما حكياه لي عن المصحف بالمشهد الغروي ، واتصل بي بعد ذلك أن مشهد عبيد الله احترق واحترق المصحف الذي فيه ، والصحيح أن اسم أبي طالب عبد مناف وبذلك نطقت وصية أبيه عبد المطلب حين أوصى اليه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو قوله :
    أوصيك يا عبد مناف بعدي
    بواحد بعد أبيه فرد

    وقوله :
    وصيت من كنيته بطالب
    عبد مناف وهو ذو تجارب

    وكان أبو طالب مع شرفه وتقدمه جم المناقب غزير الفضائل ؛ ومن أعظم مناقبه كفالته رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقيامه دونه ومنعه إياه من كفار قريش حتى حصروه في الشعب ثلاث سنين مع بني هاشم عدا أبي
    __________________
    (1) ومنشأ الاشتباه هو أن كلا من الواو والياء يكتب بالخط الكوفي مربعا ، غير أن رأس الياء منفتح ورأس الواو منضم ، ولعله انطمست مربعة رأس الياء فاشتبهت بالواو فقرأها القاريء واوا والله الاعلم. م ص

    لهب ، وكتبوا صحيفة أن لا يبايعوا بني هاشم ولا يناكحوهم ولا يوادوهم وعلقوها في الكعبة (1) والقصة مشهورة لا يليق ذكرها بهذا المختصر ؛ ومن أشعاره في ذلك :
    ألا أبلغا عني على ذات رأيها
    قريشا ، وخصّا من لؤيّ بني كعب

    ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا
    نبيا كموسى خط في اول الكتب

    وله من أخرى :
    تريدون أن نسخو بقتل محمد
    ولم تختضب سمر العوالي من الدم

    وترجون منا خطة دون نيلها
    ضراب وطعن بالوشيج المقوم

    كذبتم وبيت الله لا تقتلونه
    وأسيافنا في هامكم لم تحطم

    الى غير ذلك ، ولما اجتمعت قريش على عداوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسألت أبا طالب أن يدفعه اليهم وتحالفوا على ذلك وخشي أبو طالب دهماء العرب أن يركبوه مع قومه قال قصيدته التي يعوذ فيها بحرم مكة الشريف ويذكر مكانه منها ؛ ويذكر فيها أشراف قريش وهو مع ذلك يخبرهم وغيرهم أنه غير مسلّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا تاركه لشيء أبدا ؛ وهي طويلة جدا (2) منها:
    كذبتم وبيت الله يبزي محمد
    ولما نطاعن دونه ونناضل

    __________________
    (1) ولما علقوها بالكعبة أرسل الله اليها دابة من الأرض فأكلت ما كان فيها من قطيعة وعقوق وأبقت ما كان فيها من (بسمك اللهم) فاعلم جبرئيل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بحالها وأعلم النبي أبا طالب فجذل بذلك وأخبر به قريشا فقالوا له هذا سحر فعله محمد وزادهم طغيانا ونفورا.
    (2) تبلغ مائة وأحد عشر بيتا تجدها مثبتة في ديوانه المطبوع ؛ قال ابن كثير : «هي افحل من المعلقات السبع وأبلغ في تأديه المعنى» ، وقد ذكرها أكثر المؤرخين وإن زاد بعضهم منها ونقص آخر.


    ونسلمه حتى نصرع حوله
    ونذهل عن أبنائنا والحلائل

    فأيده رب العباد بنصره
    وأظهر دينا حقه غير باطل

    ومن قوله لابنيه علي وجعفر :
    إن عليا وجعفرا ثقتي
    عند ملم الخطوب والكرب

    لا تخذلا وانصرا ابن عمكما
    أخي لأمي من بينهم ، وأبي

    إلى غير ذلك. ومن مناقبه : انه أستسقى بعد وفاة ابيه عبد المطلب (1) فسقى وأم أبي طالب فاطمة بنت عمرو بن عايذ بن عمران (2) بن مخزوم (3) بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب. وفاطمة هذه ايضا أم عبد الله بن عبد المطلب والد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يشركهما في ولادتها غير الزبير بن عبد المطلب وقد انقرض الزبير ؛ وهذه فضيلة عظيمة إختص بها أبو طالب وولده دون باقي بني عبد المطلب. وأما نسبه : فهو ابن عبد المطلب واسمه شيبة ويقال : شيبة الحمد ، وقد قيل : إن اسمه عامر ، والصحيح الأول ، ويقال : سمّي شيبة لأنه ولد وفي رأسه شعرة بيضاء. ويكنى أبا الحارث ؛ ويلقب الفياض لجوده ؛ وإنما سمّي عبد المطلب لأن أباه هاشما مر بيثرب في بعض أسفاره فنزل على عمرو بن زيد ، وقيل زيد بن عمرو بن خداش بن امية بن لبيد بن غنم بن عدي بن النجار وراوي الأول يقول : عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج وهو المعتمد ، فرأى ابنته سلمى
    __________________
    (1) أنظر (السيرة الحلبية) ج 1 ص 138 و (تاريخ الحميس) ج 1 ص 287.
    (2) أثبته الديار بكري في (تاريخ الخميس) ج 1 ص 180 (عمرو) وأما ابن هشام في (السيرة) وابن قتيبة في (المعارف) فأثبتاه كما هنا.
    (3) يوافقه على ذكر هذا النسب المحب الطبري في (ذخائر العقبى) ص 55 وأما ابن هشام في السيرة فزاد (يقظة) بين مخزوم ومرة. م ص

    فخطبها اليه فزوجه إياها وشرط عليه أنها إذا حملت أتى بها لتلد في دار قومها وبني عليها هاشم بيثرب ومضى بها إلى مكة فلما أثقلت أتى بها إلى يثرب في السفرة التي مات فيها ، وذهب الى الشام فمات هناك بغزة من أرض الشام.
    وولدت سلمى عبد المطلب وشب عند أمه فمر به رجل من بني الحارث بن عبد مناف وهو مع صبيان يتناضلون فرآه أجملهم وأحسنهم إصابة وكلما رمى فأصاب قال : أنا ابن هاشم ، سيد البطحاء ، فاعجب الرجل ما رأى منه ودنا اليه وقال : من أنت؟ قال : أنا شيبة بن هاشم ، أنا ابن سيد البطحاء بن عبد مناف. قال : بارك الله فيك وكثر فينا مثلك. قال : ومن أنت يا عم؟ قال : رجل من قومك. قال : حياك الله ومرحبا بك. وسأله عن أحواله وحاجته فرأى الرجل منه ما أعجبه فلما أتى مكة لم يبدأ بشيء حتى أتى المطلب بن عبد مناف فأصابه جالسا في الحجر فخلا به وأخبره خبر الغلام وما رأى منه فقال المطلب : والله لقد اغفلته. ثم ركب قلوصا ولحق بالمدينة وقصد محلة بنى النجار فاذا هو بالغلام في غلمان منهم فلما رآه عرفه وأناخ قلوصه وقصد اليه فأخبره بنسبه «بنفسه خ ل» وانه قد جاء للذهاب به ؛ فما كذب ان جلس على عجز الرحل وركب المطلب القلوص ومضى به ؛ وقيل : بل كانت امه قد علمت بمجيء المطلب ونازعته فيه فغلبها عليه ومضى به الى مكة وهو خلفه ، فلما رأته قريش قامت اليه وسلمت عليه وقالوا : من أين أقبلت؟ قال من يثرب. قالوا : ومن هذا الذي معك. قال : عبد ابتعته. فلما أتى محله اشترى له حلة ألبسه إياها وأتى به مجلس بني عبد مناف ، فقال : هذا ابن أخيكم هاشم. وأخبرهم خبره فغلب عليه المطلب لقول عمه إنه عبد ابتعته. وساد عبد المطلب قريشا وأذعنت له سائر العرب بالسيادة والرياسة وأخباره مشهورة مع أصحاب الفيل وفي حفر زمزم وفي سقياه حين استسقى مرتين مرة لقريش ومرة لقيس (1) الى غير ذلك من فضائله وأخباره
    __________________
    (1) انظر القصة في (السيرة الحلبية) ج 1 ص 133.

    وأشعاره تدل على أنه كان يعلم أن سبطه محمدا نبي (1) وهو ابن «هاشم». أخبار هاشم وعبد مناف وقصي واسمه عمرو ويقال له عمرو العلا ، ويكني ابا نضلة ، وإنما سمّي هاشما لهشمه الثريد للحاج وكانت اليه الوفادة والرفادة ؛ وهو الذي سن الرحلتين (رِحْلَةَ الشِّتاءِ) الى اليمن والعراق ، ورحلة الصيف الى الشام ، ومات بغزة من أرض الشام ؛ وفيه يقول مطرود بن كعب الخزاعي :
    عمرو العلا هشم الثريد لقومه
    ورجال مكة مسنتون عجاف

    وكان هاشم يدعى القمر ويسمى زاد الركب وقد سمّي بهذا آخرون (2) من قريش ايضا ، وهو ابن «عبد مناف» واسمه المغيرة ؛ وإنما سمته عبد مناف أمه ؛ ومناف اسم صنم كان مستقبل الركن الأسود ، وكان يدعى القمر لجماله ، ويدعى السيد لشرفه وسؤدده ، وهو ابن «قصي» واسمه زيد ، وانما سمّي قصيا لأن امه فاطمة بنت سعد بن شبل الازدية من أزد شنؤه ، تزوجت بعد أبيه كلاب بن ربيعة بن حزام بن سعد بن زيد القضاعي ، فمضى بها إلى قومه ، وكان زهرة بن كلاب كبيرا فتركته عند قومه وحملت زيدا معها لأنه كان فطيما فسمي قصيا ، لأنه أقصي عن داره وشب في حجر ربيعة بن حزام بن سعد لا يرى إلا أنه أبوه إلى أن كبر فتنازع مع بعض بنى عذرة فقال له العذري : الحق بقومك
    __________________
    (1) في (تاريخ الخميس) ج 1 ص 270 و (السيرة الحلبية) ج 1 ص 129 كان عبد المطلب يخبر أهله وقومه بما يكون للنبي من ملك شامل ونبوة عامة فيقول حينما يجيء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليجلس على بساط عبد المطلب ويريد أعمامه أن ينحّوه : «دعوا ابني هذا إن له شأنا وإنه ليؤسس ملكا».
    (2) وهم ثلاثة مسافر بن أبي عمرو بن أمية ؛ وزمعة بن الأسود ابن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي ؛ وأبو أمية بن المغيرة بن عبد الله ابن عمرو بن مخزوم والد أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سموا بذلك لأنه لم يكن يتزود معهم أحد في سفر ، يطعمونه ويكفونه الزاد ويغنونه. م ص

    فانك لست منا! قال : وممن أنا؟ قال : سل أمك تخبرك. فسألها فقالت : والله أنت اكرم منهم نفسا ووالدا ونسبا ، أنت ابن كلاب بن مرة وقومك آل الله في حرمه وعند بيته ؛ فكره قصي المقام دون مكة فأشارت عليه أمه أن يقيم حتى يدخل الشهر الحرام ثم يخرج مع حجاج قضاعة ففعل.
    ولما صار إلى مكة تزوج إلى حليل بن حبشة الخزاعي ابنته جي وكان حليل يلي أمر
    الكعبة ؛ وعظم أمر قصي حتى استخلص البيت من خزاعة وحاربهم وأجلاهم عن الحرم وصارت اليه السدانه والرفادة والسقاية ، وجمع قبائل قريش وكانت متفرقة في البوادي فاسكنها الحرم ولذلك سمّي مجمعا قال الشاعر :
    ابوكم قصي كان يدعى مجمعا
    به جمع الله القبائل من فهر

    وبنى دار الندوة ، وهي أول دار بنيت بمكة فلم يكن يعقد أمرا تجتمع فيه قريش إلا فيها ؛ فصار له مع السدانة والرفادة والسقاية النداوة واللواء وهو ابن «كلاب» وأسمه حكيم ، وانما سمّي كلابا لأنه كان يحب الصيد فجمع كلابا كثيرة يصطاد بها وكانت اذا مرت على قريش قالوا هذا كلاب بن مرة يعنون حكيما فغلبت عليه ، وفيه يقول الشاعر
    حكيم بن مرة ساد الورى
    ببذل النوال وكف الأذى

    أباح العشيرة افضاله
    وجنبها طارقات الردى

    وهو ابن «مرة» بن «كعب» بن «لؤي» بن «غالب» بن «فهر» وهو في كثير من الأقوال جماع قريش فكل من ولده فهو قرشي وهو ابن (مالك) وهو جامع قريش في قول آخر ؛ وهو ابن «النضر» واسمه قيس ، وإنما سمّي النضر لوضاءته وجماله ؛ وهو جامع قريش في أصح الأقوال ، وانما سميت هذه القبيلة قريشا لتجمعها والتجمع والتقرش بمعنى واحد وقيل : لا بل لجمعها لانهم كانوا تجارا. وقيل : بل التقرش التفحص والتفتيش ، وكان النضر او ابنه مالك او فهر يتفحص عن الرجال المحتاجين والمضطرين ليعينهم ، وقيل : بل كان دليلهم الى الشام رجل

    منهم يقال له قريش بن يخلد ، وكانت قافلتهم إذا قدمت قيل قدم قريش ثم غلبت على القبيلة ؛ والقول الأشهر : أنهم سموا باسم دابة في البحر عظيمة لا تذر شيئا الا أتت عليه يسميها أهل الحجاز القرش وتصغر وذلك لشدة هذه القبيلة وشوكتها ، وفي ذلك يقول الشاعر (1) :
    وقريش هي التي تسكن البحر
    بها سميت قريش قريشا

    سلطت بالعلو في لجة البحر
    على ساكني البحور جيوشا

    يأكل الغث والسمين ولا يترك
    فيها لذي الجناحين ريشا

    هكذا في الأنام حي قريش
    يأكلون الأنام أكلا كشيشا

    ولهم آخر الزمان نبي
    يكثر القتل فيهم والخموشا

    تملأ الأرض خيله برجال
    يحشرون المطي حشرا كميشا

    وهو ابن «كنانة» ويكنى أبا قيس ، وهو ابن «خزيمة» بن «مدركة» واسمه عمرو ؛ وإنما سمّي مدركة لأن إبلا لهم نفرت فتفرقت فذهب عمرو في إثرها فأدركها فسمّي مدركة : وصاد أخوه عامر أرنبا فطبخه فسمّي طابخة ، وانقمع أخوهما عمير في البيت فسمّي قمعة ، وخرجت أمهم خلف ابنيها تسعى فقال لها ابوهم : ما لك تخندفين؟ فسميت خندف ، والخندفة نوع من المشي وكان مدركة يكنى أبا الهذيل ، وقيل : أبا حزيمة. وهو ابن «الياس» بن «مضر» ويقال لعقبه : مضر الحمراء (2) وربما قيل له ذلك أيضا ، بل هو الأصل في هذه التسمية ولها قصة عجيبة مشهورة تركناها خوف الاطالة ، وهو ابن «نزار»
    __________________
    (1) هو المشمرج الحميري كما في (تاج العروس) مادة قرش. م ص.
    (2) في (تاريخ الخميس) ج 1 ص 198 : الوجه فيه أن نزارا لما حضرته الوفاة قسم بين بنيه أمواله فأعطى مضرا القبة وكانت من أدم حمراء ، وفي (تاريخ اليعقوبي) ج 1 ص 255 طبع ليدن أعطى مضرا ناقته الحمراء وما أشبهها من الحمرة.

    ابن (معد) بن (عدنان) اليه انتهى النبي صلوات الله وسلامه عليه في الانتساب ثم قال (ص) كذب النسابون. (1)
    وفيما بعد عدنان وابراهيم عليه‌السلام اختلاف كثير ، وقد اشتهر فيما بين النساب : أنه ابن أد ابن ادد بن اليسع ابن الهميسع بن سلامان بن النبت بن حمل بن قيذار بن اسماعيل بن ابراهيم. وروى الكلبي : أنه ابن ادد بن هميذع بن سلامان بن عوض بن ثور بن قوال بن أبيّ ابن العوام بن ناشد بن حذار بن تدلاس بن تدلاف بن صالح بن حاجم بن ناخش بن ماحي ابن عبقى بن عبقر بن عبيد بن الدعا بن احمد بن سنتين بن تبرز بن بحرز بن محلس بن أرغون بن عبق بن ريسان بن عبصر بن اقتاد بن ابهامي بن مقصر بن ناحث بن رازخ بن شما ابن مزي بن عوض بن عرام بن قيذار. وعن بعض أهل الكتاب ان بورخ بن باريا كاتب أرميا قال : قال عدنان بن أدد بن هميذع بن هميسع بن سلامان بن عوض بن لواري بن شوخي بن نعماني بن كداني بن قلدساني بن يدلافي بن طهبي بن بحش بن معحاكي بن عاوني بن عافادي بن ابداعي بن همداني بن بشناني بن بتراني بن عراني بن ملحاني بن رعواني بن عاقاني بن ديشاني بن عاصاري بن ميادي ابن ثاماني بن مقصاري بن فاحث بن رازخ بن شما بن يزي بن صفا بن جعم بن قيذار.
    وقد روي غير ذلك ، ففي هاتين الروايتين قد بلغ ما بين عدنان وابراهيم
    __________________
    (1) ولعل السر في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كذب النسابون كثرة وقوع الاضطراب في الاسماء بعد عدنان لما فيها من التخليط والتغيير في الالفاظ وعواصة تلك الأسماء ، لأن النسابين أخذوه من الكتب العبرانية مضافا الى قلة الفائدة في تحصيلها ، وقد روي عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان إذا انتهى الى معد بن عدنان أمسك وقال : كذب النسابون ، قال تعالى : «وقرونا بين ذلك كثيرا». وهذا هو السر في كثرة وقوع الاختلاف بين النسابين فيما بعد عدنان. م ص

    (على نبينا وعليه الصلاة والسلام) أربعين رجلا ، وفي الرواية الأولى تسعة رجال وربما روي ستة رجال الى أكثر من ذلك ، فربما وصل الى خمسة عشر وإلى عشرين ، ويشبه أن تكون الروايات التي دلت على ما قل عن الأربعين مختصرة أو مصنوعة ، فان بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين عدنان عشرين ابا وبضعا ، فروايات المقلين تقتضي أن يكون بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين ابراهيم عليه‌السلام أقل من أربعين أبا ، وبعضها يوجب أقل من ثلاثين ، وبين وفاة اسماعيل عليه‌السلام ومولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ألفان وستمائة وبضع عشرة سنة ، وتناسق هذه الولادات في مقدار هذه المدة مستنكر فان أحالوا على طول الأعمار اعتبرنا من ضبط نسبه من بني اسرائيل وهم رؤوس رجالاتهم الذين تنتهي أنسابهم الى سليمان بن داود عليهما‌السلام ، فان تلك الأنساب محفوظة مدونه رواية وكتابة متواترا ، فقد وجدنا بين من لحق عصر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله منهم وبين ابراهيم عليه‌السلام بضعا وستين أبا ، وهذا الاعتبار يوجب أن يكون بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وبين ابراهيم عليه‌السلام هذا القدر او ما يقاربه لأن الطرافة والعقود ـ وإن كانا يتفقان بقدر العادة ـ فيهما مضبوطة ؛ وانما يقع مثل ذلك ايضا في الواحد من القبيلة وفي القبيلة من الأئمة كما وقع لعبد الصمد بن عبد الله بن عباس ، فانه ادرك أولاد الرشيد وهو هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، ومتى روي في نسب عدنان روايات يوجب بعضها اتفاق ولادات بني اسماعيل واسحاق وأوجبت الأخرى بعد التفاوت الخارج عن العادة ، فالموافق لا محاولة أولى بالتقديم ولعل الاختلاف الواقع في الأسماء الواقعة في الروايتين اللتين توجبان أن بين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإبراهيم عليه‌السلام وبين عدنان أربعين ابا لاختلاف اللغتين ، ويقوي هذا ايضا اعتبارات اخر تركناها للاختصار.

    نسب إبراهيم الخليل عليه‌السلام
    وأما نسب ابراهيم خليل الرحمن (على نبينا وعليه‌السلام) الى نوح «عليه‌السلام» ففيه ثلاث روايات أشهرها : أنه ابن «تارخ» بن ناحور بن شروغ بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد ابن سام بن نوح صاحب السفينة. ثم اختلف فيما بين نوح وآدم على نبينا وعليه‌السلام على خمسة أقوال أشهرها أنه نوح بن مشخد ابن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ بن اليارذ بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم (على نبينا وعليه‌السلام). فهذا ما أردنا ذكره في هذه المقدمة.
    وقد كان أبو طالب أولد أربعة بنين طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا رضوان الله عليهم أجمعين ، وكان كل منهم أكبر من الآخر بعشر سنين فيكون طالب أسن من علي بثلاثين سنة ، وبه كان يكنى أبوه ، وأمهم أجمع فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي ، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي وكانت جليلة القدر كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوها امي ، ولما توفيت صلى عليها ودخل قبرها وترحم عليها. أما طالب فأكرهته قريش على الخروج الى بدر ففقد فلم يعرف له خبر ويقال أنه اكره فرسه بالبحر حتى اغرق وهو القائل حين أخرجته قريش كرها :
    يا رب إما خرجوا بطالب
    في مقنب من هذه المقانب

    فليكن المطلوب غير الطالب
    والرجل المغلوب غير الغالب

    الى آخره ، وليس لطالب عقب ولكل من إخوته عقب متصل ذكرناه في أصل فصارت الأصول ثلاثة :

    الأصل الأول
    في ذكر عقب عقيل بن أبي طالب ويكنى أبا يزيد ، وكان أبو طالب يحبه حبا شديدا ولذا قال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني لأحبك حبين حبا لك ؛ وحبا لحب أبي طالب (1) وكان عقيل نسابة عالما بأنساب العرب وقريش ، وكان أعور يكاد يخفى ذلك على متأمله ، وخرج الى بدر فأسر وفداه عمه العباس ، وفارق أخاه عليا أمير المؤمنين في أيام خلافته وهرب إلى معاوية وشهد صفين معه غير أنه لم يقاتل ولم يترك نصح أخيه والتعصب له. فروي أن معاوية قال يوم صفين :
    __________________
    (1) ولد عقيل بعد ولادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعشر سنين ، وكان أكبر من علي بعشرين سنة ومن جعفر بعشر سنين وأصغر من طالب بعشر سنين ، ولقد أهمل أكثر المؤرخين إسلامه وأرخه ابن حجر في (الإصابة) بما بعد الحديبية. ولا بدع إن أهملوا مثله وقد طعنوا في أبيه من قبل ، ونحن إذا قرأنا في (تاريخ الطبري) ج 2 ص 282 قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه : «إني قد عرفت رجالا من بني هاشم قد خرجوا الى بدر كرها فمن لقي منكم أحدا منهم فلا يقتله» يمكننا أن نستفيد إيمان عقيل بالنبوة قبل الهجرة غير أن سياسته قريشا اضطرته الى التستر والاستخفاء ، كيف لا وهو يشاهد أباه وأمه وأخوته مصدقين بالنبوة خاضعين للدعوة الآلهية وهم أعضاد الحنيفية البيضاء وحضنة الدين المبين ، فلم يكن الغصن الباسق من ذلك الدوح اليانع بدعا من أصله الكريم ، ولا حائدا عن خطة رجالات بيته الرفيع ، ولو تنازلنا عن ذلك لدلنا ابن قتيبة في (المعارف) ص 68 على اسلامه يوم بدر بامر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. توفي سنة 60 من الهجرة. م ص.

    نبالي وأبو يزيد معنا. فقال عقيل : وقد كنت معكم يوم بدر فلم أغن عنكم من الله شيئا وكان عقيل حاضر الجواب وله في ذلك أخبار كثيرة وأضر في آخر عمره.
    «والعقب» منه ليس إلا في محمد بن عقيل ، فأما مسلم بن عقيل قتيل الكوفة فمنقرض. «والعقب» من محمد بن عقيل في رجل واحد وهو أبو محمد عبد الله (1) كان فقيها محدثا جليلا وأمه زينب الصغرى بنت أمير المؤمنين علي عليه‌السلام وأمها أم ولد ، وكان لمحمد ابن عقيل ولدان آخران هما القاسم وعبد الرحمن أعقبا ثم انقرضا. «وأعقب» عبد الله بن محمد من رجلين محمد ، وأمه حميدة بنت مسلم بن عقيل ، وأمها أم كلثوم بنت علي بن ابي طالب عليه‌السلام مسلم أمه أم ولد. «أما» محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل فأعقب من خمسة رجال القاسم وعقيل وعلي وطاهر وابراهيم. «أما» القاسم بن محمد فكان عالما فاضلا ويقال له القاسم الجيزي «وأعقب» من ولديه عبد الرحمن بن القاسم وعقيل بن القاسم «فمن» ولد عبد الرحمن بن القاسم محمد المرقوع بن عبد الرحمن ، له عقب يقال لهم بنو المرقوع بطبرستان. «وأما» عقيل بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عقيل وكان صاحب حديث ثقة جليلا فولد القاسم وأحمد وعبد الله ومسلما «فولد» القاسم بن عقيل بن محمد محمدا ابن الأنصارية كان له أربعة ذكور منهم على بن محمد القاسم بن عقيل بن محمد ، يقال له ابن القرشية (أعقب) بمصر ولدين أحدهما أبو عبدالله الحسين كان صبياً عفيفاً وخلف أربعة ذكور والآخر أبو الحسن محمد ترك ولداً بمصر اسمه عبدالله ويكنى أبا الحسين مات بها سنة احدى وأربعين وثلاثمائة.
    __________________
    (1) جزم الترمذي في جامعه بصدقه ووثاقته لذا خرّج حديثه ، كما احتج به أحمد بن حنبل واسحاق والحميدي والبخاري وابو داود وابن ماجة القزويني كما عن (تهذيب التهذيب) ج 6 ص 15 وعده الشيخ الطوسي من رجال الامام الصادق عليه‌السلام وأصحابه ، وكفاه فضلا وتقدما ، توفي بعد سنة 140 هـ. م ص


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 3:50 pm


    كان له أربعة ذكور.
    منهم علي بن محمد بن القاسم بن عقيل بن محمد ، يقال له ابن القرشيه «أعقب» بمصر ولدين أحدهما أبو عبد الله الحسين كان صبيا عفيفا وخلف أربعة ذكور والآخر أبو الحسن محمد ترك ولدا بمصر اسمه عبد الله ويكنى أبا الحسين. مات بها سنة احدى وأربعين وثلاثمائة.
    «ومن» ولد احمد بن عقيل بن محمد ، محمد وجعفر إبنا عبد الله بن جعفر بن احمد بن عقيل المذكور كانا باليمن «وولد» عبد الله بن عقيل بن محمد إبنا وكان نسابة ويكنى أبا جعفر «ولد» خمسة ذكور وهم علي ومحمد والحسن وأحمد وعقيل «أما» الثلاثة الأول فلم يذكر لهم عقب وعسى هم درجوا أو انقرضوا «وخلف» أحمد بن عبد الله بن عقيل وكان نسابة ايضا بنصيبين ـ ثلاثة ذكور عليا وحسينا وابراهيم «وأما» عقيل بن عبد الله بن عقيل ؛ وكان نسابة مشجرا فاضلا يكنى أبا القاسم «فولد» ولدين أحدهما محمد وقع الى قم والآخر عبد الله الاصفهاني كان له ولدان أحدهما القاسم ؛ ويكنى أبا أحمد مات بفسا (1) عن ولدين هما محمد وعبد الله ابنا القاسم بن عبد الله الاصفهاني ، والآخر أبو محمد جعفر العالم النسابة شيخ شبل بن تكين النسابة ، مات سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة ، وله عقب كانوا بحلب وبيروت ومصر.
    «وولد» مسلم بن عقيل بن محمد ، محمدا كان أمير المدينة ويعرف بابن المزنية ، قتله ابن أبي الساج «وله عقب» منهم أبو القاسم مسلم بن أحمد بن محمد أمير المدينة المذكور ، كان متأدبا حسن الصورة ، مات سنة ثلاثين وثلاثمائة وله عقب. «وأما» علي بن محمد بن عبد الله فأعقب من عبد الله والحسن لهما عقب. «وأما» طاهر بن محمد بن عبد الله فأعقب من محمد وعلي كان لهما اولاد بمصر. «وأما» ابراهيم بن
    __________________
    (1) فسا بالفتح والقصر مدينة بفارس بينها وبين شيراز أربع مراحل. (مراصد الاطلاع).

    محمد بن عبد الله فكان له عقب بفارس.«وأما» مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل ابن أبي طالب فأعقب من ثلاثة رجال عبد الرحمن ومحمد وعبد الله ، يعرف بابن الجمحية ، وقد كان سليمان بن مسلم أعقب أيضا ولكنه انقرض «فمن ولده» عبد الرحمن بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن جعفر بن عبد الرحمن بن مسلم المذكور ، وقع الى طبرستان «ومنهم» أبوالعباس أحمد بن محمد بن ابراهيم ابن عبد الرحمن بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عمّر مائة سنة ومات عن ولد اسمه علي ويكني أبا القاسم. «ومن» ولد محمد بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل عبد الله بن الحسين بن محمد ابن مسلم كانت له بقية بالكوفة. «ومن» ولد عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل ، الأمير همام بن جعفر بن اسماعيل بن احمد بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل ، كان له بقية بنصيبين يقال لهم بنو همام.
    «ومن» بني عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد ، ابراهيم الملقب دخنة بن عبد الله بن مسلم المذكور ، له أعقاب «منهم» بنو الغلق وهو ابراهيم بن علي بن ابراهيم دخنة ، كانوا بنصيبين ، وقد قال الشيخ أبو الحسن علي بن محمد العلوي العمري النسابة أن شيخ الشرف العبيدلي النسابة ذكر في ابراهيم دخنة غمزا ولم يثبته. «ومنهم» عيسى الأوقص ، وسليمان ابنا عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد لهما عقب «منهم» محمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن احمد بن سليمان بن عبد الله بن مسلم يلقب بقمرية. مات بمصر عن ولد ، وكذا أخوه عقيل بن علي بن محمد ، كان له ولد بمصر. «ومنهم» الحسن بن عقيل بن محمد بن الحسين بن احمد بن سليمان المذكور له بقية بالمدينة.«ومنهم» يحيى بن الحسين بن احمد بن سليمان المذكور كان له أيضا بقية بالمدينة.«ومنهم» عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن مسلم له بقية بالكوفة يقال لهم بنو جعفر كانت منهم فاطمة النائحة بالحلة معروفة ببنت الهريش ، رآها شيخي النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسني النسابة رحمه‌الله «ومن» بني

    عيسى الأوقص بن عبد الله بن مسلم العباس بن عيسى الأوقص ، ولي القضاء للداعي الكبير الحسن بن زيد الحسني على جرجان ؛ وكان قد أولد بكرمان ، قال الشيخ العمري ومن بني الأوقص قوم بطبرستان وخراسان ؛ وهذا آخر ولد عقيل بن أبي طالب وهم قليلون.
    الاصل الثاني
    في ذكر عقب جعفر بن أبي طالب وكان جعفر يكنى أبا عبد الله ، وأبا المساكين لرأفته عليهم وإحسانه اليهم ؛ وكان قد هاجر إلى الحبشة فيمن هاجر اليها ورجع منها فوصل الى رسول الله يوم فتح خيبر فقال «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : ما أدري بأيهما أنا أشدّ فرحا بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟. ولهذا يقال لجعفر ذو الهجرتين يعنى هجرة الحبشة وهجرة المدينة. ولما جهز النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه الى مؤتة من أرض الشام أمّر عليهم زيد بن حارثة فان قتل فجعفر بن أبى طالب (1) فان قتل فعبد الله بن رواحة فاستشهد الثلاثة الأمراء ، ولما رأى جعفر الحرب قد اشتدت والرّوم قد غلبت اقتحم عن فرس له أشقر ثم عقره ، وهو أول من عقر في الاسلام وقاتل حتى قطعت يده اليمنى فأخذ الراية بيده اليسرى وقاتل الى ان قطعت اليسرى ايضا فاعتنق الراية وضمها الى صدره حتى قتل ، ووجد به نيف وسبعون وقيل نيف وثمانون ما بين طعنة وضربة ورمية ، ورأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مصرعه ومصرع أصحابه ، وقال : «زارني جعفر في نفر من
    __________________
    (1) ينافيه جلالة جعفر وحزمه وإصابته في الرأي وبسالته ومثله لا يتقدم عليه أحد ؛ ويشهد لتقديمه في الامارة في هذه الغزوة دون غيره ما في (تاريخ اليعقوبي) ج 2 ص 66 طبع ليدن سنة 1883 م كان جعفر هو المقدم ثم زيد ثم عبد الله بن رواحة. م ص

    الملائكة له جناحان يطير بهما». ولهذا يقال لجعفر ذو الجناحين والطيار في الجنة. وكان مقتله سنة ثمان من الجهرة ، وقيل سنة سبع ؛ وحزن عليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حزنا شديدا ودفن جعفر وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة في قبر واحد وعمي القبر. أولد جعفر بن أبي طالب ثمانية بنين وهم عبد الله وعون ومحمد الاكبر ومحمد الأصغر وحميد وحسين وعبد الله الأصغر وعبد الله الأكبر وأمهم أجمع أسماء بنت عميس الخثعمية «أما محمد» الأكبر فقتل مع عمه أمير المؤمنين علي عليه‌السلام بصفين ؛ وأما عون ومحمد الأصغر فقتلا مع ابن عمهما الحسين عليه‌السلام يوم الطف ، وأما عبد الله الأكبر فهو أبو جعفر الجواد أحد أجواد بني هاشم الأربعة وهم الحسن والحسين وعبد الله بن العباس وهو الرابع ، ولم يبايع رسول الله طفلا غيره وغير ابني بنته الحسن والحسين وعبد الله بن العباس ، وعاش تسعين سنة وقيل غير ذلك. وروي عنه أنه قال : اتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بنعي أبينا جعفر فدخل علينا وقال لأمنا أسماء بنت عميس أين بنو أخي؟ فدعانا وأجلسنا بين يديه وذرفت عيناه فقالت أسماء : هل بلغك يا رسول الله عن جعفر شيء؟ قال : نعم استشهد رحمه‌الله. فبكت وولولت وخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فلما كان بعد ثلاثة أيام دخل علينا صلوات الله عليه ودعانا فأجلسنا بين يديه كأننا أفراخ وقال : لا تبكين على أخي ـ يعني جعفرا ـ بعد اليوم ـ ثم دعا بالحلاق فحلق رؤوسنا وعقّ عنا ثم أخذ بيد محمد ، وقال : هذا شبيه عمنا أبي طالب ، وقال لعون : هذا شبيه أبيه خلقا وخلقا. وأخذ بيدي فشالهما ، وقال : اللهم احفظ جعفرا في أهله وبارك لعبد الله في صفقته. فجاءته أمنا تبكي وتذكر يتمنا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتخافين عليهم وأنا وليهم في الدنيا والآخرة؟ «وأعقب» من ولد جعفر بن أبي طالب محمد الاكبر ولد عبد الله والقاسم وبنات «فولد» القاسم بنتا أمها بنت عمه عبد الله بن جعفر وأمها زينب بنت علي بن ابي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن عبد مناف. خرجت

    ابنة القاسم بن محمد بن جعفر المذكور الى طلحة بن عمر بن عبد الله بن معمر التيمي فولدت له ابراهيم بن طلحة كان يقال له : ابن الخمس يعنون أمهاته الخمس المذكورات. وولد عون بن جعفر بن أبي طالب شهيد الطف ابنا اسمه مساور له ذيل لم يطل وانقرض محمد الأكبر وعون ، ودرج الخمسة الأخر أعني أولاد جعفر ما عدا عبد الله الأكبر. والعقب من جعفر الطيار في عبد الله الأكبر الجواد وحده ليس له عقب إلا منه ، وكان عبد الله قد ولد (1) بأرض الحبشة ؛ وله في الجود أخبار كثيرة تركناها حذر التطويل ، ويروي أنه ليم في جوده فقال :
    لست أخشى قلة العدم
    ما اتقيت الله في كرمي

    __________________
    (1) كانت ولادته بعد النبوة بثلاث سنين وكان عمره يوم هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الى المدينة عشر سنين ، ومات سنة 80 عن تسعين سنة ودفن بالمدينة او بالأبواء واشتهر بالجود حتى لقب بقطب السخاء ، وأنما كثر خيره واتسع ماله بدعاء النبي له يوم رآه يساوم بشاة فقال : «اللهم بارك له في صفقته». ولازم عمه عليا عليه‌السلام فاستفاد منه علما وتبصرا في دقائق الأمور فحضر معه صفين وعقد له يوم الجمل على عشرة آلاف ؛ وحظى بعده باماميه الحسن والحسين عليهما‌السلام وكم مرة استماله معاوية فما وجد إلا رجلا صلب الايمان عارفا بالحق والهدى مائلا عن سفاسف الملحدين فكثرت فيه القالة وتوسع أتباع الهوى في الحط من قدره بأحاديث لا نصيب لها من الحقيقة ، ويكفينا في القناعة بذلك ما يحدثه ابن الأثير في (الكامل) في حوادث سنة 60 ج 4 ص 37 من قوله لغلامه لما ورد نعي ابنيه وقال هذا ما لقينا من الحسين فخذفه بالنعل وقال له : «يابن اللخناء أتقول هذا للحسين؟ والله لو شهدته لما فارقته حتى أقتل معه والله إنه لمما يسخى بنفسي عنهما ويهون عليّ المصاب بهما أنهما أصيبا مع أخي وابن عمي مواسيين له صابرين معه وإن لم تكن آست الحسين يدي فقد آساه ولدي». وكان تأخره عن حضور الطف ذهاب بصره. م ص


    كلما أنفقت يخلفه
    لي رب واسع النعم

    ومات عبد الله بالمدينة سنة ثمانين وصلى عليه ابان بن عثمان بن عفان ودفن بالبقيع وقيل : مات بالأبواء سنة تسعين وصلى عليه سليمان بن عبد الملك أيام خلافته ودفن بالأبواء. وقال شيخنا أبو الحسن العمري ؛ مات عبد الله في زمان عبد الملك بن مروان وله تسعون سنة ، «فولد» عبد الله عشرين ذكرا وقيل أربعة وعشرين منهم معاوية بن عبد الله كان وصي أبيه وإنما سمّي معاوية لأن معاوية بن أبي سفيان طلب منه ذلك فبذل له مائة ألف درهم ، وقيل ألف ألف «ومنهم» علي الزينبي أمه زينب بنت علي بن ابي طالب عليه‌السلام وأمها فاطمة بنت رسول الله «ومنهم» اسحاق العريضي أمه أم ولد «ومنهم» اسماعيل الزاهد قتيل بني أمية ، وهؤلاء الأربعة هم المعقبون من ولد عبد الله بن جعفر.«أما» معاوية بن عبد الله الجواد فأعقب من عبد الله بن معاوية الشاعر الفارس ؛ وكان قد ظهر سنة خمس وعشرين ومائة في أيام مروان الحمار ودعا الى نفسه وبايعه الناس وعظم أمره واتسعت مقدرته وملك الجبل بأسره ؛ وكان أبو جعفر المنصور الدوانيقي عامله على أبذج وبقي على حاله الى سنة تسع وعشرين ومائة فاوقع عليه أبو مسلم المروزي الحيل حتى أخذه وحبسه بهرات ولم يزل محبوسا الى السنة ثلاث وثمانين ومائة ؛ وقبره بهرات في المشرق يزار الى الآن ، رأيت قبره سنة ست وسبعون وسبعمائة وكان لمعاوية محمد ويزيد وعلي وصالح ايضا ؛ فمن ولد صالح بن معاوية ابن الجواد (1) ومن ولد علي بن معاوية (2) وقد نص الشيخ أبو الحسن العمري وشيخه شيخ الشرف العبيدلي على انقراض معاوية بن عبد الله بن الجواد بن جعفر بن أبي طالب وأنه لم يبق له بقية. وقال الشيخ أبو عبد الله الحسين بن محمد بن طباطبا الحسني : بل له بقية من ولده باصفهان وغيرها من الجبال. قال : ورأيت
    __________________
    (1) كذا في الاصل وفي العبارة نقص.
    (2) كذا في الأصل وفي العبارة نقص. م ص

    مع الصوفية رجلا صوفيا من أهل اصفهان له ذؤابتان يذكر أنه من ولد محمد بن صالح بن معاوية بن عبد الله الجواد ولم يتسع لي الزمان في مسألته عن سلفه وما بقي من قومه وأهل بيته. هذا كلامه والعجب منه كيف يرد كلام شيخ الشرف بحكاية رجل ذكر أنه من ولد محمد بن صالح بن معاوية. فأما الآن فالظاهر أنه لم يبق منهم أحد : فقد نص على انقراض معاوية النقيب تاج الدين محمد بن معية الحسني وغيره من النسابين المتأخرين «وأما» اسماعيل (1) بن عبد الله بن جعفر فمن ولده عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن اسماعيل المذكور ؛ وهو الشاعر الملقب بكلب الجنة. وعقب اسماعيل بن عبد الله الجواد قليل جدا. قال أبو عبد الله بن طباطبا : له بقية بجرجان. وقال الشيخ العمري : لم يبق من أولاد اسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار اليوم الا امرأة صوفية ببغداد أمها بنت النبطية المغنية وابوها ابو الحسين بن عبد الوهاب بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار ، اذا ماتت انقرض ولد اسماعيل من العراق. وقد نص النقيب تاج الدين رحمه‌الله
    __________________
    (1) اسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب كان من ثقات التابعين عده الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام قتل سنة 145 وقد قارب التسعين ، كما ذكره ابن حجر في (التقريب) ومن الغريب ما ذكره في الكتاب آنفا من أن اسماعيل هذا قتيل بن أمية ومن العلوم انقراض بني امية يومئذ واستظهر العلامة المامقاني في (تنقيح المقال) أن في العبارة تصحيف (بني أخيه) ببني أمية لأنه قتله بنو أخيه معاوية بن عبد الله بن جعفر لما أبى أن يبايع محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى فانهم دخلوا عليه في الحبس ووطئوه حتى قتلوه ، ثم أطلق الامام الصادق عليه‌السلام من الحبس وكان محبوسا معه ؛ انظر القصد بطولها في (أصول الكافي) للكليني في باب ما يفصل به بين المحق والمبطل في أمر الامامة. م ص

    على انقراض اسماعيل «فعقب» عبد الله الجواد الباقي من اثنين علي الزينبي وإسحاق العريضي لا عقب له من غيرهما «والعقب» من اسحاق العريضي بن الجواد ونسبته الى العريض وهو موضع بقرب المدينة وله ذيل إلى الآن ـ من ثلاثة رجال محمد وجعفر والقاسم الأمير باليمن الجليل. أمه أم حكيم بنت القاسم الفقيه بن محمد بن أبي بكر فهو ابن خالة الامام جعفر الصادق عليه‌السلام وفي ولده البقية من بني العريضي وانقرض أخواه محمد وجعفر. «اعقب» القاسم الأمير من سبعة رجال جعفر واسحاق وعبد الرحمن وعبد الله وأحمد وزيد وحمزة «أما» جعفر بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من ولده محمد وفيه العدد. واسحاق والقاسم. وعن أبي نصر سهل البخاري وعبد الله «فالعقب» من محمد بن جعفر ابن القاسم الأمير في ابراهيم والحسن وعلي. «أما» ابراهيم بن محمد فقال شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن محمد العبيدلي رحمه‌الله : أعقب من ولده القاسم بن ابراهيم قال أبو عبد الله بن طباطبا : وهو سهو إنما عقبه من عيسى ويحيى وأحمد والقاسم الذي ذكره شيخ الشرف هو ابن عيسى بن ابراهيم من ولده نقيب البطيحة أيام الأمير عمران بن شاهين ، وهو أبو علي عيسى بن يحيى بن القاسم ابن عيسى بن ابراهيم أسود عاقل فيه خير ، هذا كلام ابن طباطبا ، ولكن الشيخ العمري موافق لشيخ الشرف فانه قال : أبو علي عيسى بن يحيى بن القاسم بن ابراهيم بن محمد وقال : هو نقيب عمان كان أسود الجلد فاضلا ولعل هذا الشريف تولى نقابة الموضعين أعني البطيحة وعمان إحداهما بعد الأخرى. «ومنهم» موهوب بن عبد الله بن عباس بن عيسى له ولد بالحجاز «ومنهم» الحسن بن عيسى بن ابراهيم له عقب. وأما يحيى بن محمد بن جعفر بن القاسم الأمير فله عقب من ابنه جعفر كانوا ببخارى «وأما» أحمد بن ابراهيم بن محمد فله عدة أولاد «وأما» الحسن بن محمد بن جعفر بن القاسم الأمير فأعقب من ولده محمد بوادي القرى وعبد الله ببخارى ، له بقية عقب من ابنه إسماعيل بن عبد الله. «وأما» عبد الله

    ابن محمد بن جعفر بن القاسم الأمير فلا أدري حال عقبه «وأما» اسحاق بن القاسم الأمير بن العريضي فلم يذكر عقبه وكذا عبد الرحمن وأحمد وزيد بنو القاسم الأمير بن العريضي. «وأما» عبد الله بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من ستة رجال محمد وعبد الرحمن وزيد وأحمد وجعفر واسحاق «أما» محمد بن عبد الله بن القاسم الأمير فكان بالمدينة ، وله عقب وبقية بالصعيد وكان منهم قوم بكرمان «ومن» ولده الشويخ جعفر بن الحسن بن يحيى بن محمد بن عبد الله المذكور «ومن» ولده أيضا أحمد الأطروش البيع في سوق البزازين ببغداد بن يحيى بن احمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله المذكور ؛ قال أبو عبد الله بن طباطبا : له ولد ببغداد قال : ومن ولد يحيى بن محمد بن عبد الله المذكور قوم بكرمان. «ومن» ولد محمد بن عبد الله المذكور زيد ابن محمد له عقب منهم أبو الفضل جعفر بطبرستان وأخوه الحسين بن زيد له عقب في اخوة لهم ، وحمزة بن محمد بن عبد الله المذكور له ولد «وأما» زيد بن عبد الله بن القاسم الأمير بن العريضي عقب من ولده الحسن ومنه في احمد ومنه في جماعة منهم محمد بن احمد بن الحسن بن زيد المذكور «فمن» ولده أبو علي أحمد بن محمد المذكور الرئيس بقزوين كان ذا مال ونعمة ورياسة ، وولده ذو الشرفين أبو طاهر محمد بن أحمد كان سلطان قزوين «ومن» ولده محمد بن أحمد بن الحسن بن زيد بن الحسين بن محمد له أولاد وأخوه علي ابن محمد له أولاد ولهم أولاد ، والحسن بن محمد له ولد «ومن» بني احمد بن الحسن بن زيد ؛ سيار بن أحمد ، له ولد ؛ واسحاق بن احمد ، له ولد ، منهم أمير ومحمد ؛ له عقب ؛ وعلي له عقب «ومن» بني أحمد بن الحسن بن زيد بن عبد الله بن القاسم الأمير ، الحسن بن أحمد ، له أولاد وزيد بن أحمد. له أبو هاشم محمد ، له أولاد «ومن بني أحمد بن الحسن بن زيد جعفر بن أحمد المذكور ، له عدد من الأولاد ؛ ولهم أعقاب وهم أبو هاشم محمد وأبو هاشم اسماعيل ، والفضل بن زيد ؛ ومحمد بن زيد وأبو الحسن ، وأبو عبد الله

    محمد ، وابو طاهر محمد وأبو الفرح المحسن ، وأبو يعلي محمد بن أحمد بن الحسن بن زيد ، له عقب من علي ، ويسار ، وأبي علي أحمد «أما» علي بن أبي يعلي فولده أبو عمارة حمزة ، له ولد وأبو علي أحمد له ولد «وأما» يسار ابن أبي يعلي فله أولاد «منهم» ناصر بن يسار ، له ولد «وأما» أحمد بن أبي يعلي فله ولد ، قال أبو عبد الله طباطبا هم ببغداد «ومن» بني أحمد بن الحسن بن زيد بن عبد الله بن القاسم الأمير ، أبو عبد الله الحسين بن احمد المذكور له عقب من أبي علي أحمد ، له أبو القاسم علي ؛ له ولد بجرجان ، ومن ابن سراهنك بن الحسين له ولد ببلخ ، ومن ولد أحمد بن الحسن ابن زيد ؛ القاسم بن أحمد المذكور له ولد ، وحمزة بن أحمد المذكور ؛ له ولد.
    قال ابن طباطبا. وسائر ولد زيد بن عبد الله بن القاسم بن العريضي بقزوين إلا من شذ منهم أو خرج عنها. «وأما» أحمد بن عبد الله بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من القاسم بنصيبين والحسن باذربايجان. وزيد «أما» زيد بن أحمد فولده أبو طالب احمد في حران ولأبي طالب أحمد عقب ، ومحمد «وأما» جعفر بن عبد الله بن القاسم الأمير بن العريضي فاعقب من عبد الرحمن والقاسم ابن عبد الرحمن المذكور يلقب شوشان ولده بنصيبين ؛ ولشوشان أولاد ، وعلي ابن عبد الرحمن المذكور له عقب كان منهم بالأهواز «ومن» أبي جعفر عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن القاسم بن العريضي «ومن» أبي محمد سليمان بن جعفر «ومن» علي بن جعفر له عقب بالبصرة والأهواز «ومن» اسماعيل بن جعفر ولده بالري ومن القاسم بن جعفر ؛ ويسمى قساما. من ولده الشيخ المقدم بالكرخ أبو الحسن طاهر بن محمد بن القاسم المذكور.
    قال الشيخ ابو الحسن علي بن محمد العمري : له بقية بقزوين في الجاه والعدد «وأما» عبد الرحمن واسحاق ابناء عبد الله بن القاسم فما وقفت لهما على عقب «وأما» حمزة بن القاسم الأمير بن العريضي فأعقب من ولديه محمد وأحمد الملقب أحمر

    عينه ، فمن ولد أحمر عينه أبو علي محمد السمين الأزرق الشيخ القمي بن احمد بن الحسين ابن احمد أحمر عينه ببغداد له عقب «ومنهم» أبو محمد القاسم بن محمد بن جعفر بن أحمد أحمر عينه كان نقيب الطرم وخلف ولدا «ومن» ولد محمد بن حمزة بن القاسم الأمير ، طاهر بن الحسن بن محمد بن حمزة له عقب ـ «آخر بني اسحاق العريضي» ابن عبد الله الجواد بن جعفر بن أبي طالب. «والعقب» من علي الزينبي بن عبد الله الجواد بن جعفر الطيار بن أبي طالب أحد أرحاء آل ابي طالب الثلاثة «واحدتها» بنو موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب «والثانية» بنو موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم‌السلام «والثلاثة» بنو جعفر السيد بن ابراهيم بن محمد بن علي الزينبي هذا «وعقبه» من رجلين محمد الأريس «الرئيس خ ل» واسحاق الاشرف ؛ وأمهما لبابة (1) بنت عبد الله بن العباس بن عبد المطلب «أما محمد الأريس ـ الرئيس خ ل ـ فأعقب من أربعة رجال ابراهيم وفيه العدد والبيت ، وأبي الكرام عبد الله. وعيسى ويحيى «أما» ابراهيم الأعرابي فكان من أجلاء بني هاشم وأمه امرأة من قريش ، وفيه يقول أبو محمد عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب يرثيه :
    موت ابراهيم جدي هدّني
    وأشاب الرأس مني واشتعل

    وأعقب من عشرة رجال وهم جعفر السيد ، ويحيى وهاشم ومحمد وعبد الرحمن وصالح وعلي وقاسم وعبد الله وعبيد الله «فولد» جعفر السيد
    __________________
    (1) خلف زيد بن الحسن السبط علي لبابة بعد العباس بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام فأولدها نفيسة تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان فولدت له ولدا ؛ وكان زيد يفد الى الوليد فيجلس على السرير معه ويكرمه الوليد لمكان ابنته عنده ووهب له ثلاثين ألف دينار دفعة واحدة ، وخلف على لبابة بعد زيد بن الحسن الوليد بن عتبة بن أبي سفيان فولدت له القاسم. م ص

    ابن ابراهيم الأعرابي ثلاثة عشر رجلا محمد العالم ويعقوب وابراهيم ويوسف وعيسى الخليصي واسماعيل وموسى وعبد الله الغرش وداود وسليمان واحمد والحسين وهارون «أعقب» الجميع ، ولكن الثلاثة الاخر لا يعدون في المعقبين ولعلهم انقرضوا ، بل نص شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي وأبو عبد الله الحسين ابن طباطبا : على ان عقب جعفر السيد من العشرة الأول.«فالعقب» من محمد العالم بن جعفر السيد في داود وابراهيم وادريس وعيسى وصالح وموسى «أما» داود فأكثر اخوته عقبا. من ولده محمد الصعنون بن داود ، وأبو حشيشة موسى بن محمد بن داود «ومنهم» عبد الله بن داود ، من ولده أبو الرجال احمد بن ابراهيم ابن احمد بن عبد الله المذكور. وعبد الله بن يوسف بن عبد الله المذكور. «قال» أبو الحسن العمري : هو أكرم العرب له أولاد وأخوة لهم أولاد «منهم» عيسى ويعقوب واسماعيل وابراهيم ومحمد واسحاق بنو يوسف بن عبد الله «ومن» ولد عبد الله بن داود ، محمد بن يعقوب ابن ابراهيم بن عبد الله بن داود يلقب عجزه يقال لولده بنو عجزه «ومنهم» حجاف واسمه موسى بن أحمد بن موسى بن عبد الله يعرف عقبه ببني حجاف «ومنهم» اسحاق بن عبد الله بن داود ، له عقب «ومنهم» صالح بن عبد الله بن داود ، أعقب «ومنهم» ادريس بن عبد الله بن داود. قال شيخ الشرف محمد ابن ابي جعفر العبيدلي : له عدد وبقية حسنة. قال ابو عبد الله بن طباطبا : أولد عقيل بن ادريس له أولاد ولأولاده أولاد ، ويعقوب له أولاد وعبد العزيز له ولد ومحمد له ولد وابراهيم له ولد ، ومشفع له عقب ، وأبو بكر له أولاد وأحمد له ولد وأبو سعيد له أولاد ، وأبو الدنيا له ولد وعبد الواحد وسليمان واسحاق واسماعيل. «ومنهم» يحيى بن عبد الله بن داود له عقب «ومنهم» عينا ـ عيسى خ ل ـ بن عبد الله بن داود أعقب أيضا «ومنهم» سليمان بن عبد الله بن داود له عقب «ومن» بني داود بن محمد العالم بن جعفر السيد ، احمد بن داود

    ابن محمد العالم له عقب فيهم عدد «ومنهم» سليمان ابن داود بن محمد أولد. وقال أبو عبد الله الحسين بن طباطبا الحسني : قال أبو صقر الجعفري : لم يبق من ولد سليمان غير يحيى بن مسلم بن موسى بن سليمان له ولد «ومنهم» محمد الجبلي بن داود له عدد «ومنهم» محمد الطويل بن داود له ابراهيم ومطرق ، لهما أولاد.
    «ومنهم» محمد البصري ابن داود أعقب «ومنهم» جعفر بن داود أعقب من ثلاثة عبد الله الأعز ـ الأعسر خ ل ـ والقاسم له أولاد ، وصبرة له ولد بالبصرة «ومنهم» ابراهيم بن داود أعقب «ومنهم» هارون بن داود له أولاد وبقية «وأما» ابراهيم بن محمد العالم بن جعفر السيد ، فأعقب من جماعة «منهم» أيوب بن ابراهيم له عدد «ومنهم» يحيى بن ابراهيم المعروف بالعقيقي له بقية بأسوان ودمشق والمغرب «ومنهم» جعفر بن ابراهيم ، له عقب فيهم عدد «ومن» ولده عبد الله البطين بن جعفر ، له فخذ منهم ببغداد علي بن داود بن جعفر ابن عبد الله البطين المذكور. قال ابن طباطبا : له ولد ببغداد «وأما» ادريس بن محمد العالم ابن جعفر السيد ويكنى بابي ذرقان «رزقان خ ل». فأعقب من جماعة «منهم» العباس بن ادريس له عدد جم «منهم» العباس المعروف بقليب «قبيب خ ل» وهو ابن عبد الصمد بن الحسن بن العباس بن ادريس كان بالموصل «ومنهم» القاسم الكبيش بن الحسن بن العباس ابن ادريس ، له ولد وفيه عدد وعقب «منهم» على الجيلي «الجبلي خ ل» بن العباس بن ادريس ، له عقب ، منهم احمد بن علي الجيلي وهو أمير الجحفة «ومن» بني ادريس بن محمد العالم ، احمد بن ادريس ، له عقب فيهم عدد «ومنهم» يوسف المحدث ابن ادريس روى الحديث وحدث عنه ابن أبي سعد الوراق ، له أولاد «ومنهم» على بن ادريس له أولاد فيهم عدد ؛ ولإدريس أعقاب غير هؤلاء ايضا. «وأما» عيسى بن محمد العالم بن جعفر السيد فله أعقاب «وأما» صالح بن محمد العالم ابن جعفر السيد فأعقب من جماعة منهم حمزة بن صالح له عقب وعدد ؛ واسحاق بن صالح له عقب فيهم كثرة

    ومحمد بن صالح له عدد «وأما» موسى بن محمد العالم بن جعفر السيد ويلقب الهراج فله عقب يعرفون ببني الهراج «والعقب» من يعقوب بن جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي ـ وهو صاحب الجار وأميرها وقتله بنو سليم ـ في القاسم بن الأمير قتله بنو سليم ايضا «ويقال» لولده بنو القواسم ، وهم بطن كثيرة في بني الطيار «أعقب» من علي ومحمد وجعفر بني القاسم ؛ ولكل من هؤلاء الثلاثة فخذ «فمن» بني علي بن القاسم بن يعقوب ، خليفة بن علي بن اسحاق بن علي بن القاسم المذكور له عقب كثير ؛ وللقواسم بقية بمصر «والعقب» من ابراهيم بن جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي في جعفر بن ابراهيم ، ومنه في ابراهيم وموسى وهارون وعبد الله واحمد ، قال الشيخ العمري : لابراهيم بن جعفر السيد بقية ببغداد وقال ابن طباطبا : منهم ببغداد أبو يعلي (1) محمد بن الحسن بن حمزة بن جعفر بن العباس بن ابراهيم بن جعفر بن ابراهيم بن جعفر السيد اطروش فقيه على مذهب الامامية له ولد وعمه الحسين بن حمزة له ولد وعقيل بن حمزة بجرجان «والعقب» من يوسف بن جعفر السيد ابن ابراهيم الأعرابي ـ وهو
    __________________
    (1) كان أبو يعلي الجعفري فقيها متكلما جليلا في الطائفة صهر الشيخ المفيد رحمه‌الله وخليفته في مجلسه وله الرواية عنه ، توفي ببغداد ودفن في داره وبعد أن أطراه النجاشي في (الفهرست) ذكر كتبه ، وترجمه ابن حجر في (لسان الميزان) ج 5 ص 135 وأرّخا وفاته بشهر رمضان سنة 463 وهذا لا يوافق وفاة النجاشي سنة 450 كما في (الخلاصة) كما لا يصح ما استصوبه التفريشي في (نقد الرجال) من تعيينها بسنة 433 لأنه تولى مع النجاشي تغسيل علم الهدى السيد المرتضى المتوفى سنة 436 فيجب اذا أن تكون وفاته بين سنة 436 وسنة 450 ، ولكن يحتمل قويا أن تكون وفاته سنة 463 كما ذكرها ابن حجر في الميزان وقد كتبها الكاتب على هامش كتاب النجاشي وأدخلها النساخ في الأصل اشتباها ومثل ذلك واقع كثيرا. م ص
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 3:52 pm

    أبو الأمراء ـ في ولديه ابي علي محمد وفيه العدد وابراهيم وكانا أميرين جليلين «فمن» ولد أبي علي محمد بن يوسف «المحمديون» بالحجاز وغيرها أبو عبد الله محمد بن محمد صاحب المروة ، وأبو عبد الله جعفر بن محمد بن يوسف صاحب خيبر ، واسحاق بن محمد بن يوسف أمير المدينة وهو الذي بني سورها ووقعت بينه وبين بني علي الفتنة العظيمة ، وله بقية بوادي القرى «منهم» محمد المدعو ضبرة بن الحسن بن الحسن بن اسحاق بن محمد بن يوسف ؛ قال الشيخ العمري : له بقية ومن ولد الأمير أبي علي محمد بن يوسف الأمير عبد الله بن الأمير ادريس ابن الأمير اسحاق بن الامير احمد بن الأمير سليمان بن اسماعيل بن محمد بن يوسف. قال العمري : ولده أمراء وادي القرى الى يومنا ؛ ولأخويه سليمان واسماعيل بقية. «ومنهم» مفرح بن اسحاق بن احمد بن سليمان بن محمد بن يوسف ؛ له عدة أولاد وبقية بالحجاز ، وكذا لأخويه الحسن وعلي الأعرج أمير خيبر وأخوهم احمد بن اسحاق أمير خيبر ابو أمراء خيبر ؛ له ولبنيه توجه «والعقب» من عيسى الخليصي بن جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي ـ وهم كثيرون يعرفون بالخليصيين ـ في عبد الله بن عيسى ، وفيهم العدد والكثرة ؛ وأحمد بن عيسى كان له ولد ببرذعة في «صح» والحسين له ولد في «صح». فمن ولد عبد الله بن الخليصي محمد بن عبد الله وفيه العدد والكثرة ، وعيسى بن عبد الله له عقب فيهم عدد. وابراهيم ولده بطبرستان «ومن ولد» محمد بن عبد الله ـ بنو الخليصي بالعراق وغيرها «منهم» عبد الله الطويل بن محمد بن عبد الله بن عيسى الخليصي. قال الشيخ ابو الحسن العمري : له بقية بالموصل الى يومنا هذا «ومنهم» ميمون العابد بن صالح بن عبد الله بن صالح بن محمد بن عبد الله بن عيسى الخليصي. قال العمري : له بقية بالبصرة الى يومنا. «وأما» عيسى بن عبد الله الخليصي فأعقب من محمد بن عيسى له عقب وعدد. وجعفر وعبد الله وابراهيم وسليمان ولهم اخوة في «صح» «والعقب» من اسماعيل بن جعفر السيد ـ على ما قال ابو عبد الله

    محمد بن معية (1) الحسني النسابة رحمه‌الله ـ من أربعة رجال محمد الأكبر العالم المحدث ، وابراهيم المقتول ـ وأمهما رقية بنت موسى الجون ـ وعلي الشعراني صاحب الجار ، وأحمد المليح. وذكر ابن طباطبا من معقبي ولده محمد الاصغر وعساه انقرض. «وأما» محمد العالم بن اسماعيل بن جعفر فاتصل عقبه من سبعة رجال علي وموسى وعبيد الله واحمد المدني وعبد العزيز ويحيى وعبد الله «وأما» ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر السيد فولد جماعة «منهم» موسى بن ابراهيم وفيه العدد «من ولده» أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن موسى المذكور كان ببغداد لا بقية له ، وعلي الشاعر بن يعقوب ، فخذ والقاسم فخذ وكان عالما شاعرا. «ومنهم» داود (2) بن موسى بن ابراهيم له عقب «ومنهم» القاسم صاحب
    __________________
    (1) اشتهر السيد تاج الدين محمد بن القاسم بن الحسين الحلي الديباجي الحسني بابن معية أم جده الثاني عشر ، ومعية بنت محمد بن جارية بن معاوية بن زيد بن حارثة الكوفية الأنصارية ، وضبطها في «اللؤلؤة» بضم الميم وفتح المهملة وتشديد الياء. تلمذ على العلامة الحلي وولده الفخر في جماعة كثيرة ذكرهم في إجازته للشهيد الاول ، ومنها نعرف جلالته وجهده في طلب العلوم ؛ وأطراه صهره صاحب (عمدة الطالب) وقد قرأ عليه أكثر مصنفاته ولازمه نحوا من اثنتي عشرة سنة ، وروى عنه الشهيد الثاني بالاجازة للشهيد الاول وولديه علي ومحمد واختهما أم الحسن فاطمة المدعوة بست المشايخ ؛ توفي بالحلة ثامن ربيع الثاني سنة 776 وحمل الى مشهد علي بن ابي طالب عليه‌السلام أنظر (روضات الجنات) و (لؤلؤة البحرين) والفائدة الثالثة من (خاتمة مستدرك الوسائل).
    (2) من أولاد داود هذا المهدي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن أبي القاسم سليمان بن داود المذكور ؛ انتقل الى بيهق وله بها عقب والله أعلم «كذا عن هامش الأصل المخطوط وقد أقحمه في المتن في النسخة المطبوعة اشتباها». م ص

    الجار بن يعقوب بن موسى بن ابراهيم ؛ له عقب وعدد «ومنهم» داود بن ابراهيم ابن اسماعيل بن جعفر له ولد واخوة ، قال ابن طباطبا : قال الدمشقي الجعفري إن ولد داود بن ابراهيم كانوا بمصر فانقرضوا. «ومنهم» جعفر بن موسى بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر السيد فخلف أعقابا «منهم» بنو شكر بصعيد مصر «زعم» النسابة المصري : أنهم ولد شكر بن عبد الله المعروف بابن سعدي. وهو ابن محمد بن جعفر المذكور وهم جماعة لهم بقية الى الآن بالصعيد «ومنهم» أبو جميل حسان بن جعفر المذكور له أعقاب «منهم» بنو ثعلب بمصر هم ولد ثعلب بن يعقوب بن سليمان بن أبي جميل المذكور «أعقب» ثعلب المذكور ويكنى ابا الفرو ـ الفوز خ ل ـ من خمسة رجال ؛ هم قطب الدين حسام ، وعز العرب فارس ؛ وحسام الدين عبد الملك ؛ وفخر الدين أبو المفيد اسماعيل ، وعلي أكبر اخوته. حج فخر الدين أميرا على حاج مصر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ولهم جميعهم أعقاب بمصر الى الآن «ومنهم» يعقوب بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر السيد. له عقب «منهم» محمد المعروف بابن خندية «فخندية خ ل» وهو ابن يعقوب بن محمد بن القاسم صاحب الجار بن يعقوب المذكور «ومنهم» اسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر السيد له عقب «منهم» داود بن ابراهيم بن اسحاق المذكور قال العمري : كان سيدا مقدما بمصر وله ولد يلقب برغوثا. «وأما» عيسى ابن علي الشعراني بن اسماعيل بن جعفر فاعقب من أبي عبد الله محمد وأبي محمد عبد الله. واحمد واسماعيل ويعقوب ، قال الدمشقي : انقرض يعقوب بن عيسى ولكل من الباقين أعقاب وانتشار. «وأما» احمد بن اسماعيل بن جعفر فأعقب من اسماعيل ، ولإسماعيل هذا احمد وابراهيم «والعقب» من موسى بن جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي ـ وهو المشهور بالخفافي «بالخفاقي خ ل» ـ من الحسين ولده بمصر ومن الحسن ولده بالمغرب والمدينة ، وعلي. «فمن» ولد الحسين بن موسى عبد الله بن الحسين ، عقبه بمصر «ومن» ولد الحسن بن موسى

    علي الملقب بقطاة بن يوسف بن الحسن المذكور ؛ وولده بالقيروان ، وأولاد الحسن بالمغرب في نسب القطع في «صح» وكان لعلي بن الخفافي احمد ؛ له ولد ، والحسن «والعقب» من عبد الله القرشي «القرش خ ل» بن جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي : وله ذيل طويل في محمد وعلي وحمزة واسحاق «فمن» ولد اسحاق بن عبد الله علي بن أبي الحديد الحسن بن محمد بن القاسم بن محمد بن اسحاق المذكور ؛ كان أحد السادة الصلحاء. وولي أبو الحديد نقابة الموصل ؛ ولا بقية له.
    «وأما» حمزة بن عبد الله القرشي في طبرستان في «صح».
    «وأما» علي بن عبد الله القرشي كان شاعرا ويعرف بالمتمنى لقوله شعرا :
    ولما بدا لي أنها لا تحبني
    وأن هواها ليس عني بمنجل

    تمنيت أن تهوى سواي لعلها
    تذوق مرارات الهوى فترقّ لي

    «فمن» ولده حمزة المكفوف بن محمد بن علي بن عبد الله المذكور ؛ وعقبه بمصر «وأما» محمد بن عبد الله فولده جعفر ، له أولاد بمصر «منهم» عبد الله ساطوره ، ومحمد له عقب ، والقاسم في آخرين بمصر «والعقب» من داود بن جعفر السيد في محمد المعروف بالحصيني ، ومنه في ابراهيم له أولاد «منهم» الحبشي «الحبش خ ل» محمد بن ابراهيم «والعقب» من سليمان بن جعفر السيد في جماعة «منهم» محمد بن سليمان أمه زينب بنت عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب ـ آخر ولد جعفر السيد بن ابراهيم الأعرابي بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب ـ. «وأما» يحيى بن ابراهيم الأعرابي فأعقب من ابراهيم وجعفر ويحيى ؛ قال الدمشقي الجعفري في كتابه ولد يحيى يعرفون بآل أبي الهياج. «وأما» عبد الله بن ابراهيم الأعرابي فولد محمدا وجعفرا أمهما جعفرية لم أجد غير ذلك «وأما» عبيد الله بن ابراهيم الأعرابي فأعقب من ابراهيم وفيه العدد ، ومحمد وعلي «فمن» ولد ابراهيم بن عبيد الله عبيد الله بن محمد بن علي بن ابراهيم المذكور ، له بقية بدمشق «منهم» الرهم وهو أبو طالب محمد بن

    أبي الحسين بن عبيد الله بن الحسين المشهور بن أبي الفضل جعفر بن أبي الحسين عبيد الله المذكور ، وذو الجلال بن أبي طالب المحسن بن الحسين بن أبي الحسن القاسم بن عبيد الله المذكور ، كان من ذوي الاقتدار والرياسات ، ويعرف بابن الجعفري ، وكان قد روسل به الامير صالح بن الرويقلية أمير حلب وملكها فأغضبه في بعض ما خاطبه به فقال له صالح «يا نغل». فقال الشريف «النغل يعرف بامه وأنا اعرف بابن الجعفري» فاستشاط صالح وعرف خطأه وأمسك عن جوابه. «وعقب» علي بن عبيد الله في «صح» «وأما» محمد بن عبيد الله بن ابراهيم الأعرابي فولده ابراهيم له عقب بالمغرب «في صح» وولده عبد العزيز (1) ابن ابراهيم الأعرابي احمد بالري ومحمدا وعليا ، ولم أقف على أعقاب هاشم ومحمد وعلي وصالح والقاسم بن ابراهيم الاعرابي ـ آخر بني ابراهيم الأعرابي ابن محمد الرئيس بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار بن ابي طالب. واما ابو الكرام عبد الله بن محمد الرئيسي بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار فولد ثلاثة أعقبوا وهم داود وفيه العدد ، وابراهيم ؛ ومحمد أبو المكارم الأصغر يلقب بأحمر عينه ؛ وفي عقبه كثرة وعدد ، وهو حامل رأس النفس الزكية أبي عبد الله محمد بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وكان مع المنصور الدوانيقي في قتل محمد وابراهيم ابني عبد الله المحض (2). «أعقب»
    __________________
    (1) كذا في النسخ التي بأيدينا والصحيح عبد الرحمن كما ذكره هو آنفا عند تعداد أولاد ابراهيم الاعرابي العشرة ولعله يسمى باسمين فلاحظ.
    (2) وفي ذلك يقول داود بن مسلم يخاطب النفس الزكية ويؤنب ابن أبي الكرام :
    يابن بنت النبي زارك زور
    لم يكن ملحفا ولا سآلا

    حمل الجعفري منك عظاما
    عظمت عند ذي الجلال جلالا

    فاذا مرّ عابر لسبيل
    يجمع القاطنين والقفالا

    بهت الناس ينظرون اليه
    مثل ما تنظر العيون الهلالا



    داود بن ابي الكرام من علي وفيه عدد وكثرة ؛ وسليمان ، ومحمد. هذا ما قاله شيخ الشرف العبيدلي وأبو الحسن العمري. وقال ابن طباطبا : أعقب «أما» علي بن داود فأعقب من ولده أبي عبد الله الحسين الثائر بقزوين وقبره بها ، له عقب كثير بمراغة والكوفة والشاش وقزوين والأهواز ، ومن محمد بن علي «فالعقب» من الحسين الثائر بقزوين في أحمد يعرف بالفامي ، والحسين انقرض وحمزة ولده بالشاش ، ومحمد ولده بمراغة. عن ابن طباطبا «فمن» ولد أحمد الفامي عبيد الله له عقب بقزوين والحسين له ولد بالأهواز، وأبو عبد الله جعفر بفارس وطاهر وجعفر لهما عقب «وأما» سليمان بن داود بن أبي الكرام ، فعقبه من جعفر واحمد ، له ولد «منهم» أحمد ابن جعفر بن سليمان بطبرستان له أولاد «وأما» محمد بن داود بن أبي الكرام ، فعقبه من عبد الله وحده ، وذكر أبو نصر البخاري : أن فتنة وقعت بجرجان بسبب رجل ذكر أنه علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن داود. وأن جماعة من الطالبيين يشهدون بصحة نسبه وآخرين يدفعونه. قال ابن طباطبا : وهذا الرجل لا أصل له. «فمن» ولد عبد الله بن محمد بن داود ، سليمان بن عبد الله الملقب شاشان ، وقيل ساسان بن عبد الله بن محمد أحمر عينه. «وعقب» عبد الله بن داود من داود ؛ قال ابن طباطبا : وعقب ابراهيم بن أبي الكرام من عبد الله بن ابراهيم ، واسماعيل ، وجعفر ومحمد له ولد بمصر «وعقب» محمد بن أبي الكرام المعروف بأحمر عينه في ابراهيم وعبد الله وداود ، قال ابن طباطبا : وزاد غير شيخ الشرف على ولده القاسم بسمرقند ـ انقضى ولد أبي الكرام عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار «وأما» عيسى بن محمد الرئيس بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار فأعقب من محمد المطبقي وحده ولم يذكر له ولد غيره وعقبه كثير بالعراق وغيرها. «أعقب» من إبراهيم والعباس واحمد واسحاق وعلي ويحيى «فالعقب» من ابراهيم
    __________________
    (عن نسخة مخطوطة) ويريد بالجعفري ابن ابي الكرام. م ص

    ابن محمد المطبقي في جعفر المستجاب الدعوة واحمد وعلي لم يذكره شيخ الشرف (1) وذكره ابن طباطبا. والعقب من جعفر المستجاب في أبي احمد حمزة ؛ وأبي الفضل العباس ، وأبي القاسم الحسين ، وأبي اسحاق محمد «أما» أبو احمد حمزة فأعقب من أبي محمد على الشيخ له بقية ببغداد ؛ والحسن أولد ببغداد ثم انقرض «وأما» أبو الفضل العباس بن جعفر المستجاب الدعوة فمن ولده أبو الفضل أحمد بن الحسين الأحول القصير ابن علي بن العباس المذكور ، لم يبق له بقية ، وانقرض ولد العباس. «وأما» ابو القاسم الحسين بن المستجاب الدعوة فأعقب من أبي الحسن علي وأبي عبد الله محمد «أما» ابو الحسن علي بن الحسين بن المستجاب الدعوة فقال ابن طباطبا : (2) لم يبق منه غير غلام وهو ابن أبي العلا محمد الأعور بن زيد بن علي بن الحسين بن المستجاب الدعوة. «وأما أبو عبد الله محمد بن الحسين المستجاب الدعوة فله عقب «وأما» أبو اسحاق محمد بن المستجاب الدعوة فله أبو محمد الحسن وأبو الحسين علي «أما» أبو الحسين علي فقال ابن طباطبا : بقيت له بنت ببغداد. «وأما» أبو محمد الحسن فمن ولده علي يعرف
    __________________
    (1) شيخ الشرف هو أبو الحسين محمد بن أبي جعفر محمد بن أبي الحسن علي الجواد بن الحسن بن علي بن ابراهيم بن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الامام علي السجاد عليه‌السلام ؛ ويعرف بشيخ الشرف العبيدلي نسبة الى عبيد الله الأعرج ، قرأ عليه الشريف الرضي والمرتضى وصاحب (المجدي) العمري وتصانيفه في النسب تقرب من مائة كتاب بلغ من العمر 99 سنة وتوفى سنة 435.
    (2) ابن طباطبا هو الشريف النسابة ابو عبد الله الحسين بن محمد بن أبي طالب بن القاسم بن أبي الحسن محمد بن القاسم بن علي بن الحسن بن ابراهيم طباطبا ، لقيه أبو الحسن العمري صاحب (المجدي) وقرأ عليه وكاتبه في الأنساب وذكره صاحب الكتاب في عقب ابراهيم الملقب بطباطبا. م ص

    بقتادة بن أبي طالب المحسن بن احمد بن الحسن المذكور ، له عقب. «والعقب» من أحمد بن ابراهيم بن محمد المطبقي المتصل الباقي في ابي الخطاب زيد ابن القاسم ابن محمد بن أحمد المذكور «من ولده» بنو طوري وهم ولد أبي العز زيد الملقب بطوري بن الحسن بن ابي الخطاب المذكور جماعة ببغداد والحلة والحائر. «وأما» علي بن ابراهيم بن محمد المطبقي فقال ابن طباطبا : أولد أبا الفضل محمدا وأبا عبد الله محمدا «منهم» علي الضرير بن أبي هاشم عيسى بن أبي الفضل محمد. له أولاد «وأعقب» العباس بن محمد المطبقي من محمد «ومنه» في أحمد له عدد وفي جعفر ، وفي علي ، وفي العباس. قال ابن طباطبا : لم يذكره شيخ الشرف وهو سيدهم ، والعقب الكثير منه وفي عيسى ؛ لم يذكره شيخ الشرف ايضا «أما» أحمد ابن محمد بن العباس فأعقب من حمزة وعيسى «منهم» أبو العباس محمد بن حمزة كان فقيها بباب الشعير (1) من بغداد يعرف بابن ميمونة «وأما» جعفر بن محمد ابن العباس فله ولد «منهم» عبد الله بن محمد بن العباس له ولد «وأما» علي بن محمد بن العباس فمن ولده حمزة بن أحمد بن علي المذكور «وأما» العباس بن محمد ابن العباس «فعقبه» من أحمد ، ومنه في ابي الحسين محمد الأكبر ؛ وأبي علي محمد الأصغر ؛ وأبي الحسن محمد الأوسط ، وأبي جعفر محمد «فأما» أبو الحسين محمد الأكبر فمن ولده ميمون بن جعفر بن أبي الحسين المذكور بالكوفة ؛ له عقب وأخوة «وأما» أبو علي محمد الاصغر «فمن ولده» أحمد الجرز بن علي بن أبي علي ، له أبو الطيب محمد وعلي ومحمد «ومنهم» علي بن حمزة بن علي ابن أبي علي «وأما» أبو جعفر محمد فله ولد ، ولم يذكر ابن طباطبا عقب أبي الحسن الأوسط «وأعقب» أحمد بن محمد المطبقي من حمزة. «وأعقب» حمزة من أحمد والقاسم «فمن» ولد أحمد بن حمزة ، حمزة يلقب بالدبير بن القاسم
    __________________
    (1) باب الشعير محلة كانت ببغداد بين دار القز والحريم نسب اليها جماعة من الأعلام المحدثين. م ص

    ابن حمزة بن أحمد المذكور «ومن ولد» القاسم بن حمزة ، حمزة بن علي بن الحسين بن حمزة بن القاسم قال ابن طباطبا : له بقية. «وأما» اسحاق وعلي ويحيى أولاد محمد المطبقي بن عيسى فما وقفت لهم على عقب «وأما» يحيى بن محمد الرئيس بن علي بن عبد الله الجواد فأعقب من جعفر وابراهيم والعباس «أما» جعفر فأعقب من محمد وأعقب محمد من ولديه عبد الله ؛ والقاسم لهما أولادهم في «صح» «وأما» ابراهيم بن يحيى فعقبه من أحمد ، ومحمد ، وعون «وأما» العباس بن يحيى. فولده يحيى ؛ توفى بمصر سنة 257 ولم يخلف غير بنت ـ آخر ولد محمد الرئيس بن علي الزينبي بن عبد الله الجواد بن جعفر الطيار بن أبي طالب ـ. وأما اسحاق الأشرف بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار فأعقب من سبعة رجال ، وهم جعفر ؛ وحمزة ومحمد العنطواني ، وعبد الله الأكبر ، وعبد الله الأصغر ، وعبيد الله والحسن «فالعقب» من جعفر بن اسحاق الأشرف ، في عبد الله فخذ كثير ؛ وعبد الله الأصغر ؛ له عقب بمصر ونصيبين ؛ وعلي المرجّا له عقب بمصر ، ومحمد. قال ابن طباطبا : له بقية بسمرقند «فأما» عبد الله الأكبر ابن جعفر بن الأشرف فأعقب من محمد يدعى العمشليق وأعقب العمشليق من علي ، وأحمد والحسن. والحسين «أما» علي بن العمشليق فأعقب من أبي عيسى محمد الشاهد بالكوفة ، وأبي الطيب محمد ، وأبي عبد الله محمد وأبي محمد الحسن «أما» أبو عيسى محمد الشاهد ، فولده أبو القاسم جعفر ؛ يلقب ذرق البط. وابو الحسن أحمد ، لهما عقب «وأما» أبو الطيب محمد ، فله أولاد منهم علي له ولد «وأما» أبو عبد الله محمد ، فله أولاد منهم أبو طالب أحمد ؛ له أولاد وأخوة «وأما» أبو محمد الحسن ، فله أولاد منهم علي له ولد وأخوة (1) له
    __________________
    (1) كذا في النسخة المطبوعة ولعل فيه سقطا وقد زاد في النسخة المخطوطة بعد لفظة الأخوة قوله : (فولده القاسم بن الحسين الأفطس) ، وكتب عليه (كذا) فراجع. م ص

    عقب بالبصرة وغيرها «وأما» علي المرجا بن جعفر ابن الاشرف ، فعقبه بمصر وهم من ابنه اسماعيل ؛ وكان لاسماعيل عدة اولاد منهم محمد كناسة (1) «وأما» محمد العنطواني بن اسحاق الأشرف ، فمن ولده الحقاني «الحقاقي خ ل» ، وهو الحسين بن علي بن محمد العنطواني ، له عقب ، وعبد الله الأصغر ؛ وعبيد الله والحسن أولاد اسحاق الأشرف بن علي الزينبي ما وقفت لهم على بقية. «والعقب» من حمزة بن اسحاق الأشرف بن علي الزينبي من محمد وحده ؛ ومنه في الحسن الصدري ، نسب الى الصدر موضع بقرب المدينة ، وعبد الله ؛ وداود ، وابراهيم وصالح «أما» صالح بن محمد بن حمزة ، فذكر الدمشقي أنه انقرض. وقال ابن طباطبا : هم في «صح». «وأما» ابراهيم بن محمد بن حمزة فولده بالمغرب ، منهم زيادة الله ، ومظهر ، ومحمد ، له ولد وهو من نسب القطع في «صح» «وأما» داود بن محمد بن حمزة فأعقب من اسحاق واسماعيل لهما أعقاب «وأما» عبد الله بن محمد بن حمزة فأعقب من يحيى الفأفاء. واحمد وعلي. لهم أعقاب «وأما» الحسن الصدري بن محمد بن حمزة. فله عقب كثير أعقب من جماعة «منهم» زيد والقاسم. وجعفر. ومحمد. وعبد الله. وداود. وأحمد. وطاهر واسحاق وابراهيم. ويحيى. وحمزة. وبليق وأبو الفوارس «فمن» ولد زيد بن الحسن الصدري أبو عبد الله محمد يعرف بالجمالان بن عبد الله بن الحسن بن زيد. له ولد ببغداد. بنو جمالان بالحلة يزعمون أنهم من ولد محمد بن زيد هذا. وقد قيل : ان نسبهم مفتعل. والله اعلم. «ومن» ولد القاسم بن الصدري محمد الفأفاء له عقب بفارس. وأحمد له عقب «ومن» ولد داود الصدري أبو الحسن اسماعيل بن داود المذكور. يلقب اللطيم. وله ثلاثة ذكور «ومنهم» ابو القاسم محمد مات في بيت المقدس قال الشيخ أبو الحسن العمري : له بقية. «ومنهم»
    __________________
    (1) في بعض النسخ كباسة بالباء الموحدة بعد الكاف وفي بعضها كنانة بنونين بينهما الألف. م ص

    الحسين بن يحيى بن اسحاق بن داود ، مات بمصر ؛ وله ذيل «وأما» أحمد بن الصدري ؛ فله جماعة اولاد بمصر «وأما» أبو الطيب طاهر بن الصدري فله جعفر قاضي طبرستان ، له جماعة ببلاد الجبل ، وعلي بن طاهر له عقب ببلاد الجبل ، ولهما أخوة في «صح» واخوهما الحسن ، له عقب بالجبل «ومن» ولد اسحاق بن الصدري الحسين بن يحيى بن اسحاق ، مات بمصر. وله ذيل «ومنهم» أبو الهياج محمد بن اسحاق ، كان لما مات أسن آل أبي طالب ، وله عقب بمصر «وأما» بليق بن الصدري فله عيسى ، ولد بقزوين وما وقفت على عقب الباقين من أولاد الحسن الصدري والله اعلم بحالهم ـ «آخر ولد الحسن الصدري بن محمد بن حمزة ، وهم آخر ولد حمزة بن الأشرف ، وهم آخر بني الأشرف ابن علي الزينبي ، وهم آخر ولد عبد الله الجواد بن جعفر (1) وهم آخر ولد جعفر الطيار ابن ابي طالب» ـ. وبنو الطيار بادية كثيرة حدثنا الشيخ تاج الدين أبو عبد الله محمد بن القاسم بن معية الحسني النسابة عن رجل منهم ورد الحلة أيام حكم الأمير سليمان ابن مهنا بن عيسى أمير طي بها أنه قال : نحن بنو جعفر الطيار بادية مع آل مهنا نحو من أربعة آلاف فارس نحفظ أنسابنا وننكح في أعراب طي ولا ننكحهم. لكن أكثرهم يجهلون أنسابهم ولا يعرفون اتصالهم ويكتفون أنهم من ولد جعفر الطيار وهم يعرفون بعضهم بعضا ، ويفرقون بينهم وبين من لا ينتهي اليهم. هذا ما حكاه الشيخ قدس الله روحه.
    __________________
    (1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة العلوية) ؛ كل جعفري في الدنيا فمن ولد عبد الله بن جعفر اذ لم يصح لجعفري عقب إلا من عبد الله بن جعفر ، والذين ينتسبون الى عون ومحمد ابني جعفر لا يصح نسبهم أصلا ، والذين ينتسبون الى عبد الله الجواد بن جعفر من غير أولاد معاوية بن عبد الله وعلي بن عبد الله واسحاق بن عبد الله واسماعيل بن عبد الله هؤلاء الأربعة فلا يصح لهم نسب ولا أعرف منتسبا الى غيرهم. م ص.

    الأصل الثالث
    في ذكر عقب امير المؤمنين علي بن ابي طالب «ع» وكان أصغر اخوته وبينه وبين أخيه طالب ثلاثون سنة كاملة ؛ كان كل واحد من بني أبي طالب الأربعة أصغر من الآخر بعشر سنين ، طالب أكبرهم ؛ ثم عقيل ؛ ثم جعفر ، ثم علي. ولد بمكة في بيت الله الحرام يوم الجمعة الثالث عشر من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل ، ولم يولد قبله ولا بعده مولود (1) في بيت الله الحرام سواه إكراما له وتعظيما من الله تعالى واجلالا لمحله في التعظيم. وأمه فاطمة بنت أسد ابن هاشم بن عبد مناف رضي الله عنها ، وكان قد ولد وأبوه غائب (2) فسمته
    __________________
    (1) اتفق على ذلك أكثر المؤرخين المحققين من الفريقين منهم الحاكم النيسابوري في (المستدرك) على الصحيحين ج 3 ص 483 وابن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) ص 11 ؛ وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص 14 والشاه ولي الله أحمد بن عبد الرحيم الدهلوي في (إزالة الخفا) وسبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 8 ، والصفوري الشافعي في (نزهة المجالس) ج 2 ص 204 والشبلنجي في (نور الأبصار) ص 73 ؛ وعبد الحميد الدهلوي في (سير الخلفاء) باللغة الهندية ج 8 ص 2. والحافظ الكنجي الشافعي مفتي العراقين في (كفاية الطالب) ص 260 ، والسيد محمود شكري الآلوسي في (شرح عينية عبد الباقي أفندي العمري) والمسعودي في (مروج الذهب) ج 2 ص 4 والأربلي في (كشف الغمة) ص 19. وغيرهم كثيرون ولم يخالف إلا الشاذ ممن لا يعبأ به.
    (2) التاريخ الصحيح يوحي الينا أنه كان بمكة حين الولادة وأن قريشا جاءت الى أبي طالب تسأله عما رأته من عجائب فأعلمهم بما يكون في هذه الليلة من

    فاطمة بنت أسد باسم أبيها فلما قدم أبو طالب سماه عليا ، ومن هاهنا يسمى أمير المؤمنين علي حيدر لأن حيدرة من أسماء الأسد ؛ وقد ذكر ذلك في شعره يوم خيبر فقال عليه‌السلام : انا الذي سمتني أمي حيدرة. ويكنى ابا الحسن وابا تراب وكانت أحب كنيته اليه لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كناه بها ، وسبب (1) ذلك أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دخل على ابنته فاطمة الزهراء عليها‌السلام فقال لها : أين ابن عمك؟ فقالت : رأيته غضبانا وخرج. فجاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الى المسجد يطلبه فوجده نائما قد الصقت الحصى بجبينه فجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ينفض الحصى عنه ويقول : قم أبا تراب قم أبا تراب. رباه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فجمع الله له أسباب الخير في ذلك ، وذلك أن قريشا أجدبت ذات سنة وكان أبو طالب فقيرا لا مال له فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للعباس عمه : ألا نذهب الى أبي طالب لنخفف عنه بعض عياله فقال : نعم. فذهبا اليه فقالا : جئنا لنخفف عنك فقال : اذا تركتما لي عقيلا فاصنعا ما شئتما وكان يحب عقيلا حبا شديدا فأخذ العباس جعفرا وأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام فلم يزل جعفر عند العباس حتى أسلم واستغنى عنه ولم يزل علي عليه‌السلام عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى هاجر. وقد روى كثير من ائمة الحديث أنه لا خلاف في أن أول من أسلم علي بن ابي طالب عليه‌السلام وانما الخلاف
    __________________
    ولادة ولي الله وسيد الوصيين وولي المتقين ، وأما تسميته عليا فذلك شيء سمعته فاطمة من الهاتف وهي في البيت الحرام.
    (1) في الحديث الصحيح عن عمار بن ياسر رضي‌الله‌عنه ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كناه بأبي تراب في غزوة العشيرة في السنة الثانية للهجرة اواخر جمادى الآخرة فانه رآه نائما على التراب فقال له اجلس ابا تراب ثم أخبره بمن يضربه على راسه ، انظر (تاريخ الطبري) ج 2 ص 262 و (مسند احمد ابن حنبل) ج 4 ص 263 ، و (السيرة الحلبية) ، ج 2 ص 135 و (تاريخ الخميس) ج 1 ص 410 و (الرياض النظرة) ج 2 ص 154. م ص

    في سنه يوم أسلم ؛ وفضائله أشهر من أن تحصى وقد أفرد فيها المصنفات ؛ ومضى شهيدا ضربه عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله) سحر ليلة التاسع عشر من رمضان سنة أربعين ، وتوفي ليلة الحادي والعشرين منه وشرح ذلك مذكور في المطولات (1).
    ولقد كان أمير المؤمنين عليه‌السلام في ذلك الشهر يفطر ليلة عند الحسن عليه‌السلام وليلة عند الحسين عليه‌السلام وليلة عند عبد الله بن جعفر «رض» لا يزيد على ثلاث لقم ويقول : أحب ان ألقى الله وأنا خميص. فلما كانت الليلة التي ضرب فيها أكثر الخروج والنظر الى السماء ويقول : والله ما كذبت ولا كذبت وانها الليلة التي
    __________________
    (1) أما الخلاف في سنه (ع) يوم أسلم فمن الغريب وقوعه وكثرة الجدال فيه مع أنه لم يعلم اشتراط الاسلام بالبلوغ أول البعثة ، ومع التنازل فلقد قبل النبي الكريم صلى‌الله‌عليه‌وآله إسلامه وهو ولي الحكم واليه فضل الخطاب ، على ان المحب الطبري الشافعي في كتاب (ذخائر العقبى) ص 58 يحكي لنا القول باسلامه في الخامسة عشرة او السادسة عشرة ؛ وعلى كل فهذه الذات الطاهرة لم تخضع لصنم ولم تعرف قيمة اللات والعزى طرفة عين أبدا منذ يوم الولادة الى حين الارتحال عن الدنيا. ويكفيها شرفا وفخرا سواء كان يوم البعثة ابن عشرا واكثر.
    وأما فضائله عليه‌السلام فيكفينا في القناعة بذلك ما يحدث به الهيثمي في (الصواعق المحرقة) ص 72 عن احمد واسماعيل القاضي والنيسابوري والنسائي «ما جاء لأحد من الصحابة من الفضائل مثل ما جاء لعلي». وينص ابن حجر في (الاصابة) بترجمة علي على : «أن بني أمية جدوا في إخماد نور فضائله فلم يزده إلا ظهورا وانتشارا». ويروي الخوارزمي في (المناقب) عن ابن عباس : «لو إن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والانس كتاب ما أحصوا فضائل علي». ويقول ابن ابي الحديد في (شرح النهج) ج 2 ص 449 : «لو فخر أمير المؤمنين بنفسه وتعديد فضائله وساعده فصحاء العرب كافة لما أحصوا معشار ما نطق به الرسول في أمره». م ص

    وعد الله. فلما كان وقت السحر وأذن المؤذن بالصلاة خرج فصاح به أوز كان للصبيان في صحن الدار ، فأقبل بعض الخدم يطردهن فقال : دعوهن فانهن نوائح فقالت ابنته زينب : مر جعدة فليصل بالناس فقال : مروا جعدة فليصل بالناس. ثم قال : لا مفر من القدر ، وأقبل يشد ميزره ويقول (1) :
    أشدد حيازيمك للموت
    فان الموت لاقيكا

    ولا تجزع من الموت
    إذا حل بواديكا

    وخرج فلما دخل المسجد أقبل ينادي : الصلاة الصلاة. فشد عليه ابن ملجم لعنة الله عليه فضربه على رأسه بالسيف فوقعت ضربته في موضع الضربة التي ضربه إياها عمرو بن عبدود يوم الخندق ، وقبض على عبد الرحمن المغيرة بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب ضربه على وجهه فصرعه وأقبل به الى الحسنين عليهما‌السلام فأمر أمير المؤمنين بحبسه وقال : أطعموه واسقوه فان أعش فأنا ولي دمي وأن أمت فاقتلوه ضربة بضربة. وقد صح الحديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : قاتل علي أشقى هذه الأمة. وقبض ليلة الأحد ليلة أحد وعشرين من رمضان وله يومئذ ثلاث وستون سنة ، وغسله الحسن والحسين وعبد الله بن العباس ودفن في ليلته قبل انصراف الناس من صلاة الصبح وقد اختلف الناس في موضع قبره والصحيح أنه في الموضع المشهور (1) الذي يزار فيه اليوم.
    __________________
    (1) البيتان لأبي عمرو أحيحة بن الجلال الاوسي الأنصاري (شاعر جاهلي) تمثل بهما الامام عليه‌السلام ولهما ثالث وهو :
    فان الدرع والبيضة
    يوم الروع يكفيكا

    ذكر ذلك سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 100.
    (2) وقد دل على قبره أبناؤه وهم أعرف بقبر أبيهم فان أهل البيت أدرى بما فيه ، واعتمادا على ذلك نشاهد المؤرخين معترفين بان قبره في الموضع المشهور اليوم ؛ وممن نص على ذلك ابن الأثير في (الكامل) ج 3 ص 158 والحموي في

    فقد روي : أن عبد الله بن جعفر سئل : أين دفنتم أمير المؤمنين؟ قال : خرجنا به حتى اذا كنا بظهر النجف دفناه هناك. وقد ثبت أن زين العابدين وجعفر الصادق وابنه موسى عليهم‌السلام زاروه في هذا المكان ، ولم يزل القبر مستورا لا يعرفه إلا خواص أولاده ومن يثقون به بوصية كانت منه ـ عليه‌السلام ـ لما علمه من دولة بني أمية من بعده واعتقاداته وما ينتهون اليه فيه من قبح الفعال والمقال بما تمكنوا من ذلك ؛ فلم يزل قبره ـ عليه‌السلام مخفيا حتى كان زمن الرشيد هارون بن محمد بن عبد الله العباسي فانه خرج ذات يوم الى ظاهر الكوفة يتصيد وهناك حمر وحشية وغزلان ، فكان كلما ألقى الصقور والكلاب عليها لجأت الى كثيب رمل هناك فترجع عنها الصقور ؛ فتعجب الرشيد من ذلك ورجع الى الكوفة وطلب من له علم بذلك فأخبره بعض شيوخ الكوفة أنه قبر أمير المؤمنين علي عليه‌السلام.
    فيحكى أنه خرج (1) ليلا إلى هناك ومعه على بن عيسى الهاشمي ، وأبعد أصحابه عنه وقام يصلي عند الكثيب ويبكي ويقول : والله يا ابن عم أني لأعرف حقك ، ولا أنكر فضلك ، ولكن ولدك يخرجون علي ويقصدون قتلي وسلب ملكي. الى أن قرب الفجر وعلي بن عيسى نائم فلما قرب الفجر أيقظه هارون وقال : قم فصل عند قبر ابن عمك. قال : وأي ابن عم هو؟ قال : امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، فقام علي بن عيسى فتوضأ وصلّى وزار القبر. ثم إن هارون
    __________________
    (معجم البلدان) بمادة النجف والغري ، والكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص 323 وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص 138 وابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) ص 63 ؛ وابن ابي الحديد في (شرح النهج) ج 1 ، ص 364 وج 2 ص 45 وص 495 وسبط ابن الجوزي في (التذكرة) ص 103.
    (1) انظر الحكاية بطولها في (فرحة الغرى) لابن طاووس ص 51 ـ ص 52 وفي (كفاية الطالب) للحافظ الكنجي الشافعي ص 323. م ص

    أمر فبنى عليه قبة وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله ، الى ان كان زمن عضد الدولة فنا خسرو بن بويه (1) الديلمي فعمره عمارة عظيمة وأخرج على ذلك أموالا جزيلة وعين له أوقافا ؛ ولم تزل عمارته باقية الى سنة ثلاث وخمسين وسبعمائة ؛ وكان قد ستر الحيطان بخشب الساج المنقوش ، فاحترقت تلك العمارة وجددت عمارة المشهد على ما هي عليه الآن ؛ وقد بقي من عمارة عضد الدولة قليل ، وقبور آل بويه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق ، وكان لأمير المؤمنين عليه‌السلام في اكثر الروايات ستة وثلاثون ولدا ثمانية عشر ذكرا وثماني عشرة أنثى (2) ؛ وروي : خمسة وثلاثون.
    __________________
    (1) كان السلطان عضد الدولة معاصرا للشيخ المفيد رحمه‌الله وأخذ العلم عنه ، ولد باصبهان يوم الأحد خامس ذي القعدة سنة 324 وتوفي ببغداد يوم الاثنين ثامن شوال سنة 372 هـ. وكانت ولايته على العراق خمس سنين ونصف سنة ؛ وأوصى أن يدفن في النجف الأشرف في الروضة المباركة فدفن وكتب على قبره : «هذا قبر عضد الدولة وتاج الملة أبي شجاع بن ركن الدولة أحب مجاورة هذا الامام المعصوم لطمعه في الخلاص يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وصلواته على محمد وآله الطاهرين». وتعد عمارة عضد الدولة للقبر الشريف العمارة الثالثة ؛ والعمارة الرابعة له حدثت سنة 760 بعد احتراق عمارة عضد الدولة.
    (2) وقد عدد بنات الامام عليه‌السلام أبو الحسن العمري في (المجدي) كما يلى 1 ـ أم كلثوم من فاطمة عليها‌السلام واسمها رقية خرجت الى عمر بن الخطاب فأولدها زيدا 2 ـ زينب الكبرى خرجت الى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فأولدها عليا وعونا وعباسا 3 ـ رملة. خرجت الى عبد الله بن ابي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب 4 ـ أم الحسن. خرجت الى جعدة بن هبيرة المخزومي 5 ـ أمامة. خرجت الى الصلت بن عبد الله بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 3:53 pm

    وحكى الشيخ العمري : أنه وجد بخط شيخ الشرف العبيدلي النسابة ما صورته قال محمد بن محمد ـ يعني نفسه ـ مات من أولاد علي عليه‌السلام الذكور وهم تسعة عشر ستة في حياته وورثه منهم ثلاثة عشر قتل منهم بالطف ستة والله اعلم. «والعقب» من أمير المؤمنين علي عليه‌السلام في خمسة رجال الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس شهيد الطف ؛ وعمر الأطراف فلنذكر أعقابهم في خمسة فصول.
    الفصل الأول
    في ذكر عقب السبط الشهيد أبي محمد الحسن بن علي بن ابي طالب «ع» وأمه وأم اخيه الحسين عليه‌السلام فاطمة الزهراء البتول عليهم‌السلام ؛ وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، قال أبو الحسن علي بن محمد العمري النسابة : حدثني أبو علي عمر بن علي بن الحسين بن عبد الله بن محمد الصوفي بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام الملقب بالموضح ـ وكان ثقة جليلا ـ أن الحسن بن علي عليه‌السلام ولد لثلاث من الهجرة وتوفي سنة اثنتين وخمسين وعمره ثمان وأربعون سنة. وقال الشريف النسابة أبو جعفر محمد بن علي بن الحسن بن الحسن بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام المعروف بابن معية صاحب «المبسوط» :
    __________________
    6 ـ فاطمة خرجت الى أبي سعيد بن عقيل 7 ـ خديجة. خرجت الى ابن كريز من بني عبد شمس 8 ـ ميمونة خرجت الى عبد الله الأكبر بن عقيل 9 ـ رقية الصغرى خرجت الى مسلم بن عقيل 10 ـ زينب الصغرى خرجت الى محمد بن عقيل 11 ـ أم هاني فاخته ، خرجت الى عبد الرحمن بن عقيل 12 ـ نفيسة ، وهي أم كلثوم الصغرى ، خرجت الى عبد الله بن عقيل الأصغر ، والباقيات من بناته عليه‌السلام لم يذكر لهنّ خروج. م ص

    ولد الحسن بن علي بالمدينة قبل وقعة بدر بتسعة عشر يوما ، ومات بالمدينة سنة تسع وأربعين من الهجرة. وذكر أبو الغنائم الحسن البصري : أن مولد الحسن بن علي في شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وقبض سنة خمسين : وكان عمره إذ ذاك سبعا وأربعين سنة. وروى الشيخ المفيد رحمه‌الله قال : ولد الحسن عليه‌السلام ليلة النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة ؛ وجاءت به فاطمة الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم السابع من مولده في خرقة من حرير الجنة كان جبرئيل عليه‌السلام نزل بها إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسماه حسنا وعق عنه كبشا.
    وروى ذلك أيضا جماعة منهم : أحمد ابن صالح التميمي عن عبد الله بن عيسى عن جعفر بن محمد عليه‌السلام. وسقته جعدة السم فبقي مريضا أربعين يوما ومضى لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة وله يومئذ ثمان وأربعون سنة ، وكانت خلافته عشر سنين وتولى أخوه ووصيه الحسين عليه‌السلام غسله وتكفينه ودفنه عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بالبقيع.
    وروى عن جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحاديث ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يحبه وأخاه حبا شديدا ويحملهما على عاتقه ، وكان يشبه جده في نصفه الأعلى وكان جوادا وله في ذلك أخبار مشهورة ؛ وقد صح عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال له : ابني هذا سيد ويصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين ؛ وهو أحد اصحاب الكساء (1) الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. رآه أبوه في بعض
    __________________
    (1) أورده الحافظ مفتي العراقين محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب) ص 227 بسنده عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : نزلت هذه الآية على النبي «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» في بيت أم سلمة ، فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة وحسنا وحسينا وجللهم بكساء وعلي عليه‌السلام خلف ظهره ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا» قالت أم سلمة : «وأنا معهم يا نبي الله؟» فقال : أنت على مكانك وأنت على خير

    أيام صفين وهو يتسرع الى الحرب ، فقال : أيها الناس املكوا عني هاذين الغلامين فاني أنفس بهما عن القتل وأخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وبويع بعد وفاة أبيه بيومين ووجه عماله الى السواد والجبل ثم خرج الى معاوية في نيف وأربعين ألفا ؛ وسير على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في عشرة آلاف وأخذ على الفرات يريد الشام ؛ وسار الحسن عليه‌السلام حتى أتى ساباط المدائن فأقام بها اياما وأحس في اصحابه فشلا وغدرا فقام فيهم خطيبا فقال : تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت؟. فقطعوا عليه كلامه وانتهبوا رحله حتى أخذوا رداءه من على عاتقه. فقال : لا حول ولا قوة الا بالله ثم دعا بفرسه فركب حتى اذا كان في مظلم ساباط طعنه رجل من بني اسد يقال له سنان بن الجراح بمعول فجرحه جراحة كادت أن تأتي على نفسه ، فصاح الحسن صيحة وخر مغشيا عليه وابتدر الناس الى الأسدي فقتلوه فأفاق الحسن من غشيته وقد نزف وضعف
    __________________
    أخرجه الترمذي في (جامعه) والطبراني في (معجمه الأكبر) ثم أن الحافظ رواه بطرق عديدة ؛ وهذا الحديث كاد أن يلحق بالأحاديث المتواترة وقد أورده الفريقان بطرقهم العديدة ، منهم ابن عساكر في (تاريخه) ج 4 ص 204 ـ 206 والفقيه المحدث عبد الرزاق الرستغني في (رموز الكنوز) والفخر الرازي في (تفسيره) ج 6 ص 783 ؛ والنيشابوري في ج 3 في (تفسير سورة الأحزاب) ومسلم في (صحيحه) ج 2 ص 331 ؛ والنبهاني في (الشرف المؤيد) ص 10 ؛ والسيوطي في (الدر المنثور) ج 5 ص 199 وفي (الخصائص الكبرى) ج 2 ص 264 وابن حجر العسقلاني في (الاصابة) ج 4 ص 207 ؛ والمحب الطبري في (الرياض النضرة) ج 2 ص 188 ؛ واورد ابن حجر الهيثمي في (الصواعق) ص 58 ـ 86 الحديث المذكور بألفاظ مختلفة ، وقال : إن أكثر المفسرين على أن الآية نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين لتذكير ضمير عنكم وما بعده ، وجعلها الآية الأولى من الآيات الأربع عشرة الواردة في اهل البيت عليهم‌السلام. م ص

    فعصبوا جراحته وأقبلوا به الى المدائن فأقام يداوي جراحته وخاف أن يسلمه أصحابه الى معاوية لما رأى من فشلهم وقلة نصرتهم ، فأرسل الى معاوية وشرط عليه شروطا إن هو اجابه اليها سلم إليه الأمر ، منها ؛ أن له ولاية الأمر بعده فان حدث به حدث فللحسين. ومنها : أن له خراج دار الحرب من أرض فارس وله في كل سنة خمسين ألف ألف. ومنها : ان لا يهيج احدا من أصحاب علي ، ولا يعرض لهم بسوء. ومنها : أن لا يذكر عليا إلا بخير.
    ويروى أن معاوية كتب كتابا شرط فيه للحسن شروطا ، وكتب الحسن كتابا يشترط فيه شروطا فختم عليه معاوية فلما رأى الحسن كتاب معاوية وجد شروطه له أكثر مما اشترطها لنفسه ، فطالبه بذلك فقال : قد رضيت بما اشترطته فليس لك غيره ثم لم يف بشيء من الشروط. ومضى الحسن مسموما. يقال من زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس ويذكرون لذلك (1) سببا الله أعلم به ، ولما ثقل مرضه قام الى الخلاء ثم رجع فقال : لقد سقيت السم مرارا ما سقيته مثل هذه المرة ، ولقد لفظت قطعة من كبدي في الطست فجعلت أقلبها بعود كان معي. فقال الحسين : ومن سقاك هو فقال : وما تريد منه؟ قال : أقتله. قال : إن يكن هو الذي اظن فالله حسبه وإن يكن غيره فما أحب أن يؤخذ بري. وقد كان أوصى الى أخيه أن يدفنه مع جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فان خاف أن يراق في ذلك ولو محجمة دم دفنه بالبقيع ، فلما اراد دفنه مع جده منع من ذلك حتى
    __________________
    (1) روى ابن عساكر الشافعي في (التاريخ) في ترجمته عليه‌السلام ج 4 ص 226 عن محمد بن المرزبان أن جعدة بنت الأشعث بن قيس كانت متزوجة بالحسن فدس اليها يزيد ان سمّي الحسن وأنا اتزوجك ففعلت فلما مات الحسن بعثت الى يزيد تسأله الوفاء بالوعد فقال لها : لم نرضك للحسن فكيف نرضاك لأنفسنا؟ وذكر مثله ابن حجر في (الصواعق) ص 83 ـ 84 وسبط ابن الجوزي في (تذكره الخواص) ص 121 ناسبا ذلك الى ابن عبد البر والسدي م ص.

    خيف أن تكون فتنة فدفنه بالبقيع ، وشرح ذلك مذكور (1) في التواريخ المبسوطة.
    «وولد» أبو محمد الحسن ـ في رواية شيخ الشرف العبيدلي ـ ستة عشر ولدا منهم خمس بنات وأحد عشر ذكرا ، هم زيد والحسن المثنى والحسين وطلحة واسماعيل وعبد الله وحمزة ويعقوب وعبد الرحمن وأبو بكر وعمر. وقال الموضح النسابة : عبد الله هو أبو بكر. وزاد «القاسم» وهي زيادة صحيحة «وأما» البنات فهن أم الحسين «الخير خ ل» رملة ، وأم الحسن (2) وفاطمة وام سلمة وام عبد الله ؛ وزاد الموضح رقية فهن في روايته ست بنات ، وجملة أولاده في روايته سبعة عشر. وقال أبو نصر البخاري : أولد الحسن بن علي ثلاثة عشر ذكرا وست بنات. «أعقب» من ولد الحسن أربعة زيد ، والحسن ؛ والحسين الأثرم ؛ وعمر إلا أن الحسين الاثرم وعمر انقرضا سريعا وبقي عقب الحسن من رجلين لا غير زيد والحسن المثنى «فعقب» الحسنين اثنا عشر سبطا ستة من ولد الحسن عليه‌السلام وستة من ولد الحسين عليه‌السلام وقد روي عن رسول الله صلوات الله عليه أنه قال : سيكون من ولدي عدد نقباء بني اسرائيل ونظم ذلك بعض الشعراء فقال :
    __________________
    (1) روى الحافظ الكنجي في (كفاية الطالب) ص 269 عن شرحبيل قال : كنت مع الحسين بن علي عليه‌السلام وأخرج بسرير الحسن وأرادوا أن يدفنوه مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فخاف أن تمنعه بنو أمية فلما انتهوا به الى المسجد قامت بنو أمية فقام عبد الله بن جعفر فقال إنى سمعته يقول : إن منعوكم فادفنوني مع أمي.
    وروى مثل ذلك سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) ص 122.
    (2) قال ابو الحسن العمري في المجدي : خرجت أم الحسن وهي لأم ولد الى عبد الله بن الزبير ؛ وخرجت أم عبد الله وهي لأم ولد الى زين العابدين عليه‌السلام فولدت له حسنا وحسينا والباقر وعبد الله ، وخرجت أم سلمة وهي لأم ولد الى عمر بن زين العابدين ؛ وخرجت رقية الى عمرو بن المنذر ابن الزبير بن العوام. م ص


    فموسى بلا عقب وأحمد معقب
    وناهيك بالعقب الكرام الأعاظم

    فستة أسباط الحسين ، وستة
    من الحسن الهادي ؛ وكل لفاطم

    ففي ذكر عقب الحسن بن علي عليه‌السلام مقصدان :
    المقصد الأول
    في ذكر عقب أبي الحسين زيد بن الحسن «ع» وهو سبط واحد ، وكان زيد يكنى ابا الحسين ، وقال الموضح النسابة : أبا الحسن وكان يتولى صدقات (1) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وتخلف عن عمه الحسين فلم يخرج معه الى العراق ؛ وبايع بعد قتل عمه الحسين عبد الله بن الزبير لأن اخته لأمه وأبيه كانت تحت عبد الله ابن الزبير. قاله أبو النصر البخاري. فلما قتل عبد الله أخذ زيد بيد أخته ورجع الى المدينة وله في ذلك مع الحجاج قصة ، وكان زيد بن الحسن جوادا ممدوحا عاش مائة سنة ، وقيل خمسا وتسعين ، وقيل تسعين ، ومات بين مكة والمدينة بموضع يقال له حاجر وأم زيد فاطمة بنت أبي مسعود بن عقبة بن عمرو بن
    __________________
    (1) ولي زيد بن الحسن الصدقات في زمن الوليد بن عبد الملك فنازعه فيها أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية فوفد زيد على الوليد بن عبد الملك وأعلمه بأن لعبد الله في العراق شيعة وهو يدعو الى نفسه. فكبر ذلك على الوليد فكتب الى عامله أن يولي زيد بن الحسن الصدقات ويرسل اليه أبا هاشم عبد الله فلما وصل الشام حبسه الوليد وطال حبسه فسعى علي بن الحسين عليه‌السلام في اطلاقه ، وعرف الوليد افتراء زيد عليه وأعلمه القصة فأطلقه ؛ انظر (تاريخ ابن عساكر) ج 5 ص 46 توفي زيد بالبطحاء على ستة أميال من المدينة سنة 120 وحمل الى البقيع ، وتجد له ترجمة مفصلة في (ارشاد المفيد) في باب ذكر ولد الحسن بن علي عليه‌السلام وذكره ابن حجر في (تهذيب التهذيب) ج 3 ص 406 م ص.

    ثعلبة الخزرجي الأنصاري «والعقب» منه في ابنه الحسن بن زيد ، ويكنى أبا محمد ، كان أمير المدينة من قبل المنصور الدوانيقي وعمل له على غير المدينة ايضا وكان مظاهرا لبني العباس (1) على بني عمه الحسن المثنى ؛ وهو أول من لبس السواد من العلويين وبلغ من السن ثمانين سنة ، وتوفي ـ على ما قال ابن الخداع بالحجاز سنة ثمان وستين ومائة وأدرك زمن الرشيد ، ولا عقب لزيد إلا من هو كان لزيد ابنة اسمها نفيسة خرجت الى الوليد بن عبد الملك بن مروان فولدت منه وماتت بمصر ولها هناك قبر يزار وهي التي تسميها أهل مصر «الست نفسية» ويعظمون شأنها ويقسمون بها وقد قيل : انما خرجت الى عبد الملك بن مروان وإنها ماتت حاملا منه ، والأصح الأول ؛ وكان زيد يفد على الوليد بن عبد الملك ويقعده على سريره ويكرمه لمكان ابنته ، ووهب له ثلاثين الف دينار دفعة واحدة وقد قيل إن صاحبة القبر بمصر نفيسة بنت الحسن بن زيد ، وإنها كانت تحت اسحاق بن جعفر الصادق ؛ والأول هو الثبت المروى عن ثقات النسابين ؛ وأم الحسن بن زيد أم ولد يقال لها زجاجة وتلقب رقرقا «أعقب» ابو محمد الحسن بن زيد بن الحسن من سبعة رجال القاسم وهو اكبر أولاده ويكنى أبا محمد وأمه أم سلمة بنت الحسين الأثرم ابن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وكان زاهدا عابدا ورعا إلا أنه كان مظاهرا لبني العباس على بني عمه الحسن المثنى وعلي ويكنى أبا الحسن أمه ام ولد ؛ مات في حبس المنصور ويلقب بالسديد ، قال
    __________________
    (1) وجه المصنور الدوانيقي الى الحسن بن زيد ـ وهو واليه على الحرمين ـ أن أحرق على جعفر داره. فألقى النار في الباب والدهليز فخرج أبو عبد الله عليه‌السلام يتخطى النار ويمشي فيها ويقول أنا ابن أعراق الثرى. أنا ابن ابراهيم خليل الله. أنظر (مناقب ابن شهر اشوب) ص 315 ـ 316 ، وانظر في (مقاتل الطالبيين) ص 145 طبع النجف خبر وشايته عند المنصور في ابن عمه محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى. م ص

    ابن خداع النسابة : كان يتظاهر بالنصب. وزيد يكنى أبا طاهر ، أمه ام ولد نوبية ، وابراهيم يكنى أبا اسحاق أمه أم ولد وعبد الله يكنى أبا زيد وأبا محمد ايضا أمه أم ولد تدعى جريدة كذا قال أبو نصر البخاري. ثم قال في موضع آخر من كتابه : أمه أم الرباب بنت بسطام والله أعلم ، واسحاق يكنى أبا الحسن كان أعور يلقب الكوكي ، وأمه أم ولد بحرانية وكان مع الرشيد ، قيل : إنه كان يسعى بآل أبي طالب اليه ، وكان عينا للرشيد عليهم ، وسعى بجماعة من العلويين اليه وقتلوا برأيه وغضب الرشيد عليه آخر الامر وحبسه ومات في حبسه وكان لا يفارقه السواد ليلا ولا نهارا ، واسماعيل يكنى أبا محمد ؛ وأمه أم ولد وهو أصغر أولاد الحسن بن زيد ، قال أبو نصر البخاري. ومن الناس من يثبت العقب لخمسة منهم وهم القاسم وعلي وزيد واسحاق واسماعيل ؛ فهؤلاء الخمسة معقبون بلا خلاف ، والخلاف في ابراهيم هل بقي عقبه ، وفي عبد الله هل أعقب أم لا ثم ذكر في بعض من نفي الخلاف عنه خلافا كما سيأتي ، وقال الشيخ تاج الدين ؛ أعقب الحسن بن زيد من سبعة رجال ، ثلاثة منهم مكثرون ، وهم القاسم وفيه العدد والبيت ، واسماعيل ، وعلى السديد واربعة مقلون ، وهم اسماعيل وزيد وعبد الله وابراهيم. «أما» ابو محمد القاسم بن الحسن بن زيد فأعقب من ثلاثة عبد الرحمن الشجري ومحمد البطحاني وحمزة ، هكذا قال شيخ الشرف العبيدلي ثم قال : وعقب حمزة في «صح» وقال العمري : وبقزوين والديلم قوم ينسبون الى علي ومحمد ابني حمزة بن القاسم ، وعقب حمزة في «صح» وانما أعقب القاسم بن محمد البطحاني وعبد الرحمن الشجري ، وقال تاج الدين النقيب : عقب القاسم يرجع الى رجلين محمد البطحاني وعبد الرحمن الشجري وهو الصحيح وسيجيء ان شاء الله تعالى فان عقب حمزة إذا كانوا في (صح) في زمن شيخ الشرف العبيدلي والعمري فمن اين لهم البينة الصريحة بالثبوت اليوم هيهات؟
    فالعقب من محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد ، ويروى بفتح الباء

    منسوبا الى البطحاء وبضمها منسوبا الى بطحان واد بالمدينة. قال العمري : وأحسب أنهم نسبوه الى أحد هذين الموضعين لإدمانه الجلوس فيه ، وكان محمد البطحاني فقيها وأمه ثقفية «وأعقب» من سبعة رجال القاسم الرئيس بالمدينة وابراهيم وموسى وعيسى وهارون وعلي وعبد الرحمن «أما» عبد الرحمن بن محمد البطحاني فقال الشيخ ابو الحسن (1) العمري : قال ابو جعفر شيخنا ـ يعني شيخ الشرف العبيدلي ـ ما ذكر له الكوفيون عقبا. وقال أبي ـ يعني أبا الغنائم محمد بن الصوفي العمري النسابة ـ وجدت في مشجرة ابن عدي الدارع البصري أولد عبد الرحمن بن محمد البطحاني ولدين هما جعفر وعلي «فأما» علي فأعقب محمدا لا غير «وأما» جعفر فأعقب أحمد وحده ، وأعقب أحمد ثلاثة طاهرا بطبرستان وعيسى بالري ، وكوچك بآمل. قال ابو الحسن العمري ؛ وما يعلم لعبد الرحمن البطحاني الى يومنا هذا ولد فاذا كان ذلك كذلك في زمانه ففي هذا الزمان أولى.
    وقد وجدت ممن انتسب اليه ناصر الدين عليا بن المهدي بن محمد بن الحسين بن زيد ابن محمد بن أحمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن محمد البطحاني المدفون بسوق قم في المدرسة الواقعة بمحلة سورانيك ومحمد بن احمد بن جعفر بن عبد الرحمن بن محمد البطحاني لم يذكره واحد من النسابين وإنما ذكروا ما ذكرت لك والله
    __________________
    (1) هو نجم الدين أبو الحسن علي بن أبي الغنائم محمد بن علي بن محمد بن محمد ملقطة بن أحمد الكوفي بن علي الضرير بن محمد الصوفي بن يحيى بن عبد الله ابن محمد بن عمر الأطرف ابن الامام علي أمير المؤمنين عليه‌السلام صاحب «المجدي» في الأنساب الذي ينقل عنه كثيرا في «الكتاب» وله ايضا «المبسوط» و «الشافي» و «المشجر» في الأنساب ؛ وكان ساكن البصرة ثم انتقل منها الى الموصل سنة 423 ، وتزوج هناك وأولد بها وكان ممن لقى المرتضى علم الهدى يروي عن والده النسابة ابي الغنائم وعن شيخ الشرف العبيد لي وعن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن طباطبا النسابة ، وكان حيا سنة 443 هـ م ص.

    أعلم.
    وأما علي البطحاني فكان له خمسة بنين القاسم قال ابو الغنائم العمري : أولد بالكوفة وقال غيره : أولد بطبرستان. والحسن الأطروش ، وعلي أولد بجرجان ومحمد أولد بطبرستان ، والحسين أعقب ، قال ابن طباطبا : ولده علي بن الجندي كوفي له ذكور وأناث ، منهم بدمشق ومنهم بآذربايجان. وأما هارون بن البطحاني فولده خمسة رجال هم محمد وعلي والحسن والحسين والقاسم. أما محمد بن هارون فكان سيدا متوجها بالمدينة من ولده داود الأصغر بن محمد بن هارون أولد بالدينور، والحسن بن محمد أولد بالمدينة ، وحمزة بن محمد أولد بالري وطبرستان وعيسى بن محمد له ولد اسمه حمزة ، والحسين بن محمد ، ولده ابو عيسى علي يعرف بابن عزيزة ويقال لولده بنو عزيزة كانوا بالكوفة ، وقال ابن طباطبا : ابو عيسى علي بن عزيزة هو ابن الحسين بن هارون. ومن ولد الحسين بن محمد ، هارون الأقطع بن الحسين بن محمد ، له عقب بالري منهم الشريفان الجليلان أبو الحسين (1) احمد بن الحسين بن هارون المذكور كثير
    __________________
    (1) المؤيد بالله ابو الحسين احمد بن الحسين بن هارون بن الحسين محمد بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن ابن زيد بن الحسن بن الامام على ابن أبي طالب عليه‌السلام كان من أئمة الزيدية ، ولد بآمل طبرستان ونشأ في طلب العلم وأخذ عن خاله أبي العباس احمد بن ابراهيم بن الحسن بن ابراهيم بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن بن علي (ع) وبرع في الاصول والفقه وله فيهما المصنفات. خرج أولا سنة 380 في ايام الصاحب بن عباد وعارضه أبو الفضل الناصر فقتل من عسكر المؤيد ثمانين رجلا وأخذ هو أسيرا وحمل الى بغداد وبعد أيام خلى سبيله ثم عاد الى الري ثم الى آمل وتوقف هناك حتى كثرت مكاتبات أهل الجبل والديلم في بذل النصر له ، توفي بلنجا من نواحي ديلمان يوم عرفة سنة 411 هـ. عن تسع وتسعين سنة وصلّى عليه السيد مانكديم ، الخارج بعده ، بلنجا الملقب

    العلم له مصنفات في الفقه والكلام بويع له بالديلم ولقب بالسيد المؤيد وأخوه أبو طالب يحيى بن الحسين كان عالما فاضلا له مصنفات في الكلام ، بويع له أيضا ولقب السيد الناطق بالحق ، ويعرفان بابني الهاروني ولهما أعقاب «وأما» علي والحسن والحسين والقاسم اولاد هارون البطحاني فما وقفت لهم على عقب «وأما» عيسى بن البطحاني فكان رئيسا بالكوفة متوجها «والعقب» من ولده في رواية البصريين أربعة رجال حمزة الأصغر وأبو تراب علي النقيب. وأبو عبد الله الحسين ، وابو تراب محمد «أما» حمزة بن عيسى بن البطحاني ، فولده القاسم ميمون الأعرج ، وعلي وولدهما بالري وطبرستان «وأما» ابو تراب علي النقيب ابن عيسى بن البطحاني ، فعقبه من داود ابي علي ، لم يعقب من اولاد ابي تراب غيره ، وأعقب داود من اربعة رجال : حمزة بخجند ، ومحمد ، وأحمد ، وأبي عبد الله الحسين المحدث. قال الشيخ أبو الحسن العمري : طعن فيه أهل نيسابور وقال أبي ابو الغنائم النسابة : إنه ثبت نسبه عندي وله عقب بنيسابور سادات علماء نقباء متوجهون. وأعقب من أبي الحسن محمد المحدث بنيسابور كان رئيسا جليلا ، ومن أبي علي محمد وأبي الحسين محمد بمرو ، وأما أبو الحسن محمد المحدث فولده أبو محمد الحسن النقيب ، كان رئيسا عظيم القدر بنيسابور. وكانت اليه نقابة النقباء بخراسان ، وأبو عبد الله الحسين ، وابو البركات إسحاق ، وهو هبة الله ولد له بعد أن جاوز تسعين سنة ، وأما أبو الحسن النقيب ، فولده
    __________________
    بالمستظهر بالله ، ومشهده بلنجا مشهور يزار ، وقام بعده أخوه الناطق بالحق أبو طالب يحيى بن الحسين بن هارون المولود سنة 340 وقد اشتغل على خاله أبي العباس المذكور وعلى الشيخ أبي عبد الله البصري وشيوخ أخر وله تأليفات في أصول الدين والفقه ، وقد سار سيرة آبائه الى أن توفي بجرجان من طبرستان سنة 424 هـ. أولد رجلا واحدا وهو أبو هاشم محمد أمه أم الحسن بنت يحيى بن الداعي الحسن بن القاسم الحسني. م ص

    أبو القاسم زيد كان اليه النقابة بعد أبيه وأبو المعالي اسماعيل النقيب بعد أخيه ولكل منهما ولد.
    فمن ولد أبي القاسم زيد ذخر الدين أبو القاسم زيد بن تاج الدين أبي محمد الحسن بن أبي القاسم زيد بن الحسن بن زيد المذكور ، كان نقيب نيسابور وله عقب وأما أبو عبد الله الحسين بن محمد فابنه يكنى بأبي الفتوح يعرف بالرضي وأما أبو البركات اسحاق هبة الله فله ولد ، وأما أبو علي محمد بن أبي عبد الله الحسين ابن داود. فله أبو الفضل أحمد الفقيه الحنفي المدرس بنيسابور ، له ولد ، وأما أبو الحسين محمد بن أبي عبد الله الحسين بن داود فله ولد وأما أحمد بن داود بن أبي تراب علي النقيب ، فولده زيد ؛ وعلي وأبو علي ، أما أبو علي بطبرستان فله أبو هاشم محمد ، له ولد ؛ وأما علي بن احمد بن داود فله عدة أولاد ، منهم أبو زيد ، وأبو حرب ؛ وأبو القاسم مهدي ؛ وأما أبو زيد بن علي بن احمد بن داود فولده محمد كباكي بن أبي زيد له ولد ؛ وسراهنك له ولد ؛ وعلي له ولد.
    وأما أبو عبد الله محمد بن داود بن أبي تراب ؛ فله الحسن له أولاد ، والحسين له أولاد ؛ وأما حمزة بن داود بن أبي تراب فولده بخجند. وأما أبو تراب محمد بن عيسى بن البطحاني ، فله احمد ؛ ولده ببلخ زيد بن أحمد ؛ والحسن ببلخ ، وعيسى بن أبي تراب محمد ، والقاسم بن أبي تراب ، ولكل عقب.
    وأما أبو عبد الله الحسين بن عيسى بن البطحاني ؛ فله ثلاثة أولاد وهم محمد المعروف بشيشديو ، والقاسم ، وعلي. أما محمد شيشديو ، فله عدد من الأولاد متفرقون في البلاد ، منهم علي الأكبر المكاري يعرف بخربندة ، وعلي الروياني وحمزة ، والحسين ، وسراهنك ، وأحمد ، وعلي ، ولكل منهم عدد من الأولاد ولهم أعقاب كثيرة ، وكان أبو نصر البخاري يذكر بني شيشديو بغمز والله اعلم. وأما القاسم بن الحسين بن عيسى بن البطحاني فله عقب بآمل ، وأما علي بن الحسين بن عيسى بن البطحاني فأولد ثلاثة ، أحدهم بقم ، والآخر بالري ، والثالث

    براوند ، ولم يذكر منهم ابن طباطبا سوى الحسن بن علي براوند ـ هذا آخر ولد عيسى بن محمد البطحاني ـ.
    وأما موسى بن البطحاني وكان أحد سادات المدينة وكان له عشرة بنين الحسن بن موسى ، مات في الحبس بالمدينة. قال ابو الغنائم العمري : ولم يترك غير بنت. وقال أبو المنذر علي بن الحسين النسابة ؛ ولد الحسن بن موسى ابنا اسمه احمد ، وابراهيم بن موسى له ولد ، وزيد بن موسى له ايضا ولد. ويحيى بن موسى له ولد ، وأحمد بن موسى أولد بطبرستان ؛ ومحمد الأصغر بن موسى أولد بخراسان وغيرها ، وعلي بن موسى مات بالحبس ، وله ولد بمكة اسمه محمد أعقب والحسين بن موسى أولد بالمدينة ، ومحمد بن موسى قيل أعقب ؛ وحمزة بن موسى كان سيدا متوجها بالمدينة وعقبه من ابنه أبي زيد الحسن بن حمزة المعروف بابن الزبيرية ، له عدة أولاد بمصر وغيرها من البلاد. ومن ولده محمد بن الحسن بن داود بن الحسن بن حمزة الملقب بعمر ، كان أنكره أبوه وقتا ثم اعترف به وله ولد مكشوط والله اعلم بحاله. قال ابن طباطبا : لموسى بن البطحاني بقية بالحجاز يعرفون بالزبيريين ولم يبق من ولد الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بالحجاز غيرهم. أما ابراهيم بن البطحاني ويعرف على ما قيل بالشجري وكان رئيسا بالمدينة قال شيخ الشرف العبيدلي : أعقب في بلدان شتى وفيهم مجانين عدة وبله ونقص وسفهاء. ومنهم قد يدان أبو محمد الحسن بن حمزة بن محمد بن ابراهيم بن البطحاني الكوفي ، تزوج يهودية وهو ميناث. ومنهم محمد الأطروش بن حمزة بن محمد بن ابراهيم بن البطحاني ، له ولد وأخوه أبو الحسن علي يدعى بطاجان (1) معتوه له أولاد ، ومنهم محمد المجنون بطبرستان بن محمد بن ابراهيم البطحاني ومنهم زيد بن حمزة بن محمد بن جعفر بن محمد بن ابراهيم بن البطحاني من ولده الوزير
    __________________
    (1) يدعي طنجيرا (المجدي).

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 3:54 pm

    أبو الحسن ناصر (1) بن مهدي بن حمزة بن محمد بن حمزة بن مهدي بن الناصر بن زيد المذكور ، الرازي المنشأ المازندراني المولد.
    ورد بغداد بعد قتل السيد النقيب عز الدين يحيى بن محمد الذي كان نقيب الري وقم وآمل ، وهو من بني عبد الله الباهر. وكان محمد بن النقيب يحيى المذكور معه ، وكان الوزير ناصر الدين فاضلا محتشما حسن الصورة مهيبا فوضت اليه النقابة الطاهرية ، ثم فوضت اليه نيابة الوزارة فاستناب في النقابة محمد بن يحيى النقيب المذكور ثم كملت له الوزارة ، وهو أحد الاربعة الذين كملت لهم الوزارة في زمن الخليفة الناصر لدين الله ، ولم يزل على جلالته في الوزارة ونفاذ أمره وتسلطه على السادة بالعراق ، الى أن أحيط بداره ذات ليلة فجزع لذلك وكتب كتابا ثبتا يحتوي على جميع ما يملكه من جميع الأشياء حتى خلى ثيابه وكتب في ظهره ؛ إن العبد ورد هذا البلد وليس له شيء يلبسه ويركبه ؛ وهذا المثبت في هذا الثبت انما استفدته من الصدقات الإمامية. والتمس أن يصان في نفسه وأهله ، فورد الجواب عليه : إنا لم ننقم عليك بما سترده وقد علمنا ما صار اليك من مالنا وتربيتنا وهو موفر عليك ؛ وذكر له أن امرا اقتضى له أن يعزل. فسأل أن ينقل الى دار الخلافة ليأمن من سعي الأعداء وتطرقهم اليه بشيء من الباطل فنقل هناك وبقي مصونا الى وفاته ؛ وقد قيل في سبب عزله أقوال منها : أن الخليفة الناصر ألقى اليه رقعة ولم يعلم صاحبها وفيها هذه الأبيات :
    ألا مبلغ عني الخليفة أحمدا
    توق وقيت الشر ما أنت صانع

    __________________
    (1) ناصر بن مهدي الملقب نصير الدين ، وزير من الأفاضل الوجوه وذوي الرأي ، تقلد الوزارة للخليفة الناصر ببغداد سنة 492 وحمدت سيرته ولم يطق تحكم المماليك بدار الخلافة فجعل يشردهم فاكثرو من القول فيه فعزله الخليفة سنة 604 واعتذر اليه وأكرمه فاقام موقرا محترما الى أن توفي ببغداد في جمادى الأولى سنة 617. م ص


    وزيرك هذا بين شيئين فيهما
    فعالك ، يا خير البرية ضائع

    فان كان حقا من سلالة أحمد
    فهذا وزير في الخلافة طامع

    وان كان فيما يدعي غير صادق
    فأضيع ما كانت لديه الصنائع

    ومنها : أنه كان لا يوفّي الملك صلاح الدين بن أيوب ما له من الألقاب وكان صلاح الدين هو الذي ازال الدولة العبيدلية من مصر وخطب للخليفة الناصر بالخلافة هناك. فيقال : إن بعض رسله الى دار الخلافة لما أنهى ما جاء لأجله قال عندي رسالة أمرت لا أوديها إلا مشافهة في خلوة فلما خلا به قال : العبد يوسف بن أيوب يقبل الأرض ويقول : تعزل الوزير ابن مهدي وإلا فعندي باب مقفل خلفه قريب من أربعين رجلا أخرج واحدا منهم وأدعو له بالخلافة في ديار مصر والشام. فكان هذا سبب عزل الوزير ، وكان جبارا مهيبا وجد ذات يوم رقعة في دواته فاستعبرها ولم يعلم من طرحها فاذا فيها شعر :
    لا قاتل الله يزيدا ولا
    مدت يد السوء الى نعله

    فانه قد كان ذا قدرة
    على اجتثاث العود من أصله

    لكنه أبقى لنا مثلكم
    أحياء كي يعذر في فعله

    فقامت عليه القيامة فاجتهد فلم يعرف من القاها ، وقد كان الوزير أعقب ولكن انقرض وأما القاسم بن البطحاني الفقيه الرئيس فأعقب من خمسة رجال عبد الرحمن والحسن البصري ؛ ومحمد ؛ واحمد ، وحمزة. ولم يذكر الشيخ تاج الدين حمزة من المعقبين ، ونص أبو عبد الله بن طباطبا على أن عقب القاسم من أربعة ولم يذكر حمزة قال : فمن هؤلاء انتشر ولد القاسم بن محمد وليس نلقى احدا من ولده أما احمد بن القاسم ، فعقبه من طاهر الذي قتله صاحب الزنج. ذكر علي بن ابراهيم الجوني (1)
    __________________
    (1) علي بن ابراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله بن الحسين ابن علي بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ابو الحسن الجواني ـ نسبه الى الجوانية قرية من قرى المدينة ـ ولد بها ونشأ بالكوفة ومات بها ، له كتاب

    المحدث الناسب أنه معقب وله بقية ، منهم القاسم بن طاهر ، ومحمد بن طاهر ؛ وابراهيم وزيد قال ابو عبد الله بن طباطبا : وذكر أبو الفضل ناصر بن ابراهيم بن حمزة بن الداعي أنه من ولد القاسم بن طاهر ، وشهد بذلك علوي ، وأثبت نسبه عندي لذلك وله خبر فيه طول ، والقاسم بن احمد بن القاسم ولده الحسين وللحسين هذا أولاد ، قال ابن طباطبا : ذكره بعض النساب وأثبته ، وقال أبو نصر البخاري : أحسبه انقرض والله اعلم. وأما محمد بن القاسم ، فأعقب من ثلاثة ، وهم ابراهيم ، وعبد العظيم ، وأبو علي الحسين الخطيب ، أعقب ابراهيم بن محمد بن القاسم من ثلاثة أبي العباس أحمد بالكوفة ؛ وابي الحسين زيد قال ابن طباطبا : ولده اليوم بالموصل. وأبي الحسن علي ولده بالري وطبرستان فمن ولد أبي العباس احمد ؛ أبو عبد الله محمد المعتزلي الأديب الفاضل صاحب أبي عبد الله البصري كان له ولدان ؛ أحدهما أبو الحسين علي يلقب أنيس الدولة مات بمصر وله ابن ببغداد ، وهو أبو عبد الله محمد الأديب ، قال ابن طباطبا : كان له ولد مات ولا ولد له الى الآن. والآخر أبو الحسن محمد له بقية من ابنه بالكوفة قاله ابن طباطبا. ومنهم إبراهيم بن أبي العباس أحمد ويعرف بمبارك ، له ابنان أحدهما أبو القاسم الحسين ، له ولد بالموصل ؛ والآخر ابو الفوارس علي له ولد ببغداد ، ومن ولد أبي الحسين ؛ زيد بن ابراهيم بن محمد بن حمزة الطويل الطرافي بالموصل له أولاد ، وأبو علي بن عبيد الله بن زيد له بالموصل أولاد ومن ولد علي بن إبراهيم بن محمد ، أبو عبد الله محمد بن علي له عقب بطبرستان. وأعقب عبد العظيم بن محمد بن القاسم من محمد يعرف بتقية ، له أولاد بسمرقند
    __________________
    (أخبار الحسين صاحب فخ) وكتاب (أخبار يحيى بن عبد الله بن الحسن) ويروي عنه أبو الفرج الاصفهاني سماعا ومن كتابه ؛ ذكره النجاشي في (الفهرست) والعلامة في (الخلاصة) ويأتي له ذكر (في الكتاب) في عقب الامام زين العابدين عليه‌السلام. م ص

    وأعقب أبو علي الحسين الخطيب بن محمد بن القاسم من ابي علي احمد الخطيب بمامطير
    وأما الحسن البصري (1) بن القاسم بن البطحاني فعقبه من أبي جعفر محمد ؛ والحسين أبي عبد الله. أما الحسين بن الحسن البصري فعقبه من أبي الحسن علي الرئيس بهمدان ، وأبي اسماعيل علي الشهيد بهمدان بن الحس ن البصري المذكور. أما أبو الحسن علي بن الحسين بن الحسن البصري ، فولده أبو عبد الله الحسين وأبو جعفر محمد والحسن. أما أبو عبد الله الحسين فمن ولده أبو الحسين علي بن الحسين الأطروش الرئيس بهمدان من أهل العلم والفضل والأدب ، صاهر الصاحب الجليل كافي الكفاة أبا القاسم إسماعيل بن عباد على ابنته ؛ وكان الصاحب يفتخر بهذه الوصلة ويباهي بها ، ولما ولدت ابنته من أبي الحسين ابنه عبادا ووصلت البشارة الى الصاحب قال :
    أحمد الله لبشر
    جاءنا عند العشي

    إذ حباني الله سبطا
    هو سبط للنبي

    مرحبا ثمت أهلا
    بغلام هاشمي

    وقال في ذلك قصيدة أولها :
    الحمد لله حمدا دائما ابدا
    قد صار سبط رسول الله لي ولدا

    ولما توفي الصاحب رثاه أبو الحسين صهره ، فقال :
    ألا إنها أيدي المكارم شلت
    ونفس المعالي إثر فقدك سلت

    حرام على الظلماء إن هي قوضت
    وحجر على شمس الضحى إن تجلت

    __________________
    (1) ولد الحسن المعروف بالبصري ابن القاسم ، الحسن مات دارجا بالبصرة ، وأبا الحسن عليا درج ؛ وأبا عبد الله الحسين المعروف بأخي المسمعي من الرضاعة. قال أبي : أولد بهمدان وغيرها. وأبا جعفر محمدا بالدر أورد (صح). قال أبي ؛ وبهمدان أيضا (عن المجدي لأبي الحسن العمري).

    ودرج عباد المذكور ، وعقب أبي الحسن على بن الحسين بن الحسن البصري من ولده الأمير أبي الفضل الحسين بن علي ، ويلقب الراضي وأمه ايضا بنت الصاحب اسماعيل بن عباد.
    أعقب أبو الفضل الحسين من تسعة رجال ولهم ذيل طويل ، منهم شرف شاه بن عباد بن أبي الفتوح محمد بن أبي الفضل الحسين هذا ، يعرف بكلستانه له عقب باصفهان ذو جلالة ورياسة وتقدم ، منهم السيد الجليل شرف الدين حيدر بن محمد بن حيدر بن اسماعيل بن علي بن الحسن بن علي بن شرف شاه المذكور ، رأيته باصفهان وتوفي بها في ربيع الأول سنة تسع وسبعين وسبعمائة. وله أولاد وعقب ، ومنهم السيد العالم الفاضل المصنف الجليل مجد الدين عباد بن أحمد بن إسماعيل بن علي بن الحسن بن شرف شاه المذكور ، تولى قضاء إصفهان على عهد السلطان أولجايتو محمد بن أرغون ، وله ابن اسمه يحيى ، وليحيى ابن هو السيد العالم الفاضل مجد الدين عباد ، توفي السيد مجد الدين عباد بن يحيى بعد سنة التسعين وسبعمائة وترك ولدين ، ابنا هو نظام الدين أبو الفتح ، وبنتا إسمها همايون ، أمهما فاطمة بنت محمد بن محمد ، اصفهانية رذلة ، من بيت خامل ، ولا يخلو هذان الولدان من غمز. لا أقول غير هذا.
    وأما أبو إسماعيل علي بن الحسين بن الحسن البصري. فن ولده أبو الحسين محمد الصوفي الواعظ ببخارى. له ولد. وأما أبو جعفر محمد ابن الحسن البصري فأعقب أيضا. وأما عبد الرحمن بن القاسم البطحاني وكان سيدا متوجها بالمدينة فأعقب (1) من خمسة رجال الحسن أعقب ببخارى والسند وهمدان ، وجعفر
    __________________
    (1) قال أبو الحسن العمري في المجدي : ولد عبد الرحمن بن القاسم ابن البطحاني ثمانية رجال وأربع عشرة امرأة. ويقال لولده بنو عبد الرحمن اسماؤهن ميمونة ، وأم الحسن ، وأم علي ، وفاطمة. وأم القاسم. وحمدنة. وأم كلثوم وميمونة ، وأسماء ، ونفيسة ، وصفية ، وفاطمة الصغرى. وزينب. وخديجة.

    أعقب ببغداد وقزوين ومحمد الأكبر ويكنى ابا جعفر أعقب بقزوين وطبرستان والحسين ويكنى ابا عبد الله ويلقب البرسي أعقب بالكوفة ونصيبين والدينور وعلي.
    فمن ولد الحسين البرسي أبو الحسن البرسي له أولاد بالموصل ، وحمزة بن الحسين. قال ابن طباطبا : له ولد ببرس من سواد الكوفة ، وعبد الرحمن بن الحسين له ولد بالموصل. ومن ولده محمد بن الحسين بن ابراهيم بن الحسين البرسي. أولد بنصيبين جماعة تفرقوا بالشام. وأقام بعضهم بنصيبين. قال الشيخ ابو الحسن علي بن محمد العمري النسابة : رأيت بآمد سنة ثلاثين وأربعمائة شيخا ستيرا مقبول الشهادة يكتب الشروط. زعم أنه أبو الحسن علي ويعرف بسعادة ابن أبي محمد الحسن بن أبي الحسين أحمد بن محمد بن الحسين البرسي. فسألته عن صحة ما ادعاه فاخرج لي خطوط الشهود والقضاة بنصيبين وديار بكر وشهادات العلويين وغيرهم وسألت بعض العدول من خطة بها. فقال : صح نسبه. فاثبته في مشجرتي وكتبت له حجة في يده. ونسبا مشجرا بخطي. وكان سعادة هذا يلقب بالقبع مات سنة أربعين وأربعمائة وخلف عدة من الأولاد. ثم إني اجتمعت مع الشريف القاضي أبي السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن علي بن عبيد الله بن علي بن جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد وهو اذ ذاك نقيب العلويين بالرملة فسألني عن نسب سعادة فاخبرته أنه ثبت عندي فقال : على هذا كنا ثم فسد نسبه ولم يثبت. وحكى حكايات في بابه
    __________________
    والرجال ، عيسى. ومحمد الأكبر. ومحمد الأصغر. والحسن. وجعفر. والحسين وعلي. وعبد الله. ثلاثة منهم لم بعقبوا. وأعقب الحسن ببخارى والسند وهمدان وجعفر أعقب ببغداد وقزوين فمن ولد جعفر. عبد الله الأطروش الحسني نزل الجعافرة من بغداد ابن علي بن عبد الله بن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم البطحاني.

    وأبطل نسبه (1).
    ومن ولد الحسين البرسي بن عبد الرحمن بن القاسم بن البطحاني ؛ مرجا بن احمد بن محمد بن علي العالم بن الحسن بن محمد بن علي بن الحسين البرسي المذكور وأخوته الحسن. ومفضل. ومحمد. بنو أحمد بن محمد بن علي العالم فمن بني مرجا بن أحمد بنو نتيشة ؛ وهو محمد بن أبي الحسن محمد بن احمد بن مرجا المذكور وهم جماعة بالمشهد الغروي ، وبنو فضائل بن أحمد بن مرجا المذكور وهم جماعة كثيرة بالغري ايضا ، ومن بني مفضل بن أحمد بنو الحداد بمشهد الكاظم عليه‌السلام ببغداد ؛ وهو أبو طالب محمد الحداد بن مهدي بن القاسم بن مفضل المذكور.
    وأما علي (2) بن عبد الرحمن بن القاسم بن البطحاني فولد ثلاثة عيسى وعبد الله أعقبا في رواية أبي المنذر النسابة ، والقاسم أعقب (3) من ولده الداعي الجليل (4) ابو محمد الحسن بن القاسم المذكور ملك الديلم وكان أحد أئمة الزيدية ؛ وقد قيل : إن الداعي هذا شجري وأنه الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام
    __________________
    (1) الى هنا آخر كلام أبي الحسن العمري صاحب (المجدي) نقله صاحب الكتاب ملخصا. م ص
    (2) هو المقتول بوارمين في ولاية عبد الله بن عزيز أيام المهتدي ومشهده بوارمين ظاهر (عن هامش النسخة المخطوطة).
    (3) والحسين بن ابراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم مات في حبس ابن طاهر في نيسابور سنة 230 هـ. وقبره ببلاجرد ، ذكر ذلك أبو نصر سهل بن عبيد الله البخاري (عن هامش النسخة المخطوطة).
    (4) كانت وفاة الداعي الصغير الحسن بن القاسم سنة 316 (عن هامش الأصل) م ص.

    وعليه أبو نصر البخاري ، والناصر الكبير الطبرستاني ، والأول هو الذي صححه أبو الحسن العمري ؛ وكان النقيب تاج الدين بن معية يقوي القول الثاني ويقول إن العجم أخبر بحاله والله اعلم. وكان له أخ يلقب ثروان «عثروان خ ل» كان أبوه القاسم ينفيه. ذكر ذلك الناصر الكبير الطبرستاني :
    وأعقب الداعي أبو محمد الحسن بن القاسم من ثمانية رجال منهم أبو عبد الله محمد ولي نقابة النقباء ببغداد في زمن معز الدولة بن بويه الديلمي وحسنت سيرته ، وكان قد ورد من بلده الى معز الدولة وهو إذ ذاك بالأهواز قبل دخوله بغداد. وقصد لتعلم العلم والفقه والكلام فبلغ من ذلك طرفا ، وبايعه بعد دهر قوم من الديلم فبلغ معز الدولة الخبر فقبض عليه وقيده زمانا طويلا وقبض على اولئك الديلم ومن كان دخل في البيعة فنفاهم وشردهم ، ثم أنفذ ابا عبد الله الى فارس إلى اخيه عماد الدولة علي بن بويه الى أبي طالب النوبندجاني (1) فحبسه في قلعة أكوسان مدة سنة وشهرين ؛ وجعل معه من الديلم ثمانية أنفس يحفظونه فشفع فيه ابراهيم بن كاسك الديلمي فأطلق على أن يلبس القبا والدشتي يخرج به ابراهيم الى كرمان ففعل وخرج الى كرمان ، وكان مع ابراهيم الى أن أسره أمير كرمان ابو علي بن الياس فأفلت أبو عبد الله من الحرب ومضى الى منوجان الى مكران فبايعته الزيدية هناك فعلم به ابن معدان صاحب تلك الناحية فقبض عليه وأنفذه الى عمان فأقام بها وبايعته الزيدية سرا هناك فبلغ ذلك صاحب عمان فقبض عليه ونفاه الى البصرة ، فقام بها مختفيا في ايام أبي يوسف الزيدي وبايعه من كان هناك من الجبل والديلم فبلغ ذلك الزيدي فطلبه وأخذه وأقطعه بخمسة آلاف درهم ضياعا وأسكنه داره ، وأقام بالبصرة سنين. ثم استأذن للحج وخرج الى الأهواز ومنها الى بغداد ومنها الى الحج. وعاد فأقام بغداد ولزم أبا الحسن الكرخي وتفقه عليه وبلغ في الفقه مبلغا عظيما. ودرس الكلام قبل
    __________________
    (1) في نسخة مخطوطة (البويندخاني) بدل النوبندجاني م ص.

    ذلك وبعده على ابي عبد الله الحسين بن علي البصري ، والفقه ايضا فبرع فيهما حتى أصاب منزلة يصلح أن يعلم ويفقه ويدرس. وكان يستفتى دائما ببغداد في الحوادث فيجيب بخطه أحسن جواب بأجود عبارة إلا أنه اذا تكلم بانت العجمة في كلامه للمنشأ والتربية بطبرستان.
    ولما كانت سنة ثماني واربعين وثلثماية راسه معز الدولة في الدخول عليه فأبي ذلك واعتذر بانقطاعه الى العلم. فلم يرض ذلك منه وألح عليه فاشترط أن يدخل عليه بطيلسان فاذن له فلبس الطيلسان فدخل عليه فأكرمه وطرح له مخدة وسأله أن يتقلد النقابة على أهله فأبى ، فما فارقه إلى ان أجاب وخرج من حضرته متقلدا لها فما توفرت على الطالبيين أموالهم وأرزاقهم وبساتينهم كما توفرت عليهم أيام نقابته. وعلت حاله عند معز الدولة حتى أنه باكره يوما وهو نائم فقال له الحجاب : الأمير نائم فاجلس في زبيرتك حتى ينتبه وتدخل عليه. وانتبه الامير ولبس ثيابه واراد الركوب في الماء فوجد أبا عبد الله فقال : من أي وقت انت هاهنا؟ فأعلمه فشتم الحجاب وجرت عليهم منه المكاره وأمر أن لا يحجب عنه أي وقت جاء وعلى أي حال كان ؛ فكان بعد ذلك يجيء والأمير نائم فلا يجرؤ أحد أن يحجبه فيدخل حتى يبلغ موضع منامه ، فاذا عرف ذلك رجع فجلس بعيدا حتى ينتبه فيكون أول داخل.
    ومرض معز الدولة فاستدعى ابا عبد الله بن الداعي وسأله أن يقرأ عليه فجاء ومعه جماعة من الطالبيين فقرأوا عليه وأبو عبد الله من بينهم يقرأ ويمسح يده على وجهه ، فلما فرغ من قراءته أخذ معز الدولة يده التي كان يمرها على وجهه وهي اليمنى فقبلها استشفاء بها ، وكان معز الدولة قد أقطعه أقطاعا من السواد بخمسة آلاف درهم في كل سنة ، وكان يتأول في أخذه أنه يحقهم من بيت المال.
    وكان أبو عبد الله شبيه الخلقة بأمير المؤمنين عليه‌السلام ، كان أسمر رقيق اللون كبير العينين اكحلهما جعد اللحية وافرها واسع الجبهة ربعة من الرجال ، كثير

    التبسم في جبهته غضون ، غليظ الحاجبين ، أصلع لطيف الأطراف ، أسيل الخدين ، حسن الوجه. قال التنوحي : وأظنني سمعت منه أن مولده سنة أربع وثلاثمائة. وكانت الكتب من بلاد الديلم تأتيه دائما يستنهضونه في اللحاق ليبايعوه ويعطوه ويطيعوه فيخاف أن يستأذن معز الدولة فلا يأذن له أو يعلم غرضه فيحبسه ، فلما خرج معز الدولة لقتال ناصر الدولة بن حمدان واستخلف ببغداد ابنه عز الدولة باختيار. ركب أبو عبد الله يوما الى عز الدولة فخوطب في مجلسه بسبب خلاف بين قوم من الطالبيين خطابا ظاهرا استقصارا لفعله. فامتعض من ذلك وأزرى على المخاطب له وخرج مغضبا. وقد تحرك بذلك على ما كان يعمل الحيلة فيه من الخروج وعاد الى منزله ورتب قوما بدواب خارج بغداد من الجانب الشرقي وكان ينزل في باب الشعير على شاطئ دجلة من الجانب الغربي. وأظهر أنه متشك «متنسك خ ل» وحجب الناس عنه. فلما كان لليلتين بقيتا من شوال سنة 353 هـ. خرج متخفيا. واستصحب ابنه الأكبر وخلف عياله ومن بقي من ولده وزوجته وكلما تحويه داره وتشتمل عليه نعمته ، وعليه جبة صوف بيضاء وفي صدره مصحف منشور قد علقه وسيف قد علق حمائله في عنقه حتى لحق بهوسم من بلاد الديلم ، وهذا زي الطالبيين إذا ظهروا دعاة الى الله تعالى. وأطاعته الديلم وبايعوه بالامامة واقام فيهم يدعو الى سبيل ربه ، ويقيم الحدود بنفسه ، ويتقشف التقشف التام لا يأكل إلا خبز الأرز والسمك وما يجري مجراهما بعد أن خرج الى هذا من العيش الرغيد والنعمة العظيمة.
    ويلقب بالمهدي لدين الله القائم بحق الله ، وكان قد عمل على تجهيز العساكر الى طرسوس من ذلك الطريق ليستخلصها من الروم ، وأجابته الديلم على ذلك فعاجله بالافساد رجل من العلويين يقال له ميركا بن أبي الفضل الثاير ، وكان طمع في الأمر فاسر أبا عبد الله وحبسه في قلعة فغضبت الديلم وأغتضب من ذلك حتى الحنبلية من الديلم. وهم فرقة عظيمة نحو من خمسين ألفا يعرفون بأصحاب أبي

    جعفر الثومي الحنبلي ، فانهم امتعضوا لأبي عبد الله لما شاهدوا من فضله وإن كانوا لا يرون رأيه ، وسارت الجيوش لقتال ميركا فلما رأى أنه لا قبل له بهم أنزل أبا عبد الله من القلعة واعتذر اليه ولم يعرف سبب ذلك ، وسأله أن يصاهره ويهاديه فأجابه أبو عبد الله الى ذلك فزوجه ميركا بأخته وأطلقه فعاد الى هوسم ورجع أمره إلى ما كان عليه وأقام بهوسم شهورا ثم اعتل ومات ، ويقال : إن ميركا أنفذ الى أخته سما فسقته إياه وكانت وفاته سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.
    وكان لأبي عبد الله من الولد أبو الحسن علي وأبو الحسين أحمد ، مات قبل ابيه ، وخلف ابنا صغيرا. وأم أولاده سيدة بنت علي بن العباس بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ، وكان علي بن العباس هذا قاضيا بطبرستان زمن الداعي الصغير وله تصانيف كثيرة في الفقه.
    وأما أبو جعفر محمد الأكبر بن عبد الرحمن بن القاسم بن البطحاني فأعقب بقزوين وطبرستان ؛ ومن ولده (1) محمد دراز كيسو بن حمزة بن محمد المذكور له عقب منتشر كثيرهم بآمل ، وأما جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم فأعقب ببغداد وقزوين ، من ولده أبو محمد عبد الله ، وأبو منصور محمد ابنا علي بن عبد الله الأطروش بن عبد الله بن جعفر المذكور ، قال ابن طباطبا : لهما بقية ببغداد. وأما الحسن بن عبد الرحمن بن القاسم البطحاني فولده ببخارى والسند والمولتان ، أعقب من محمد وعلي والحسين ـ آخر ولد القاسم بن البطحاني ، وهو آخر ولد محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن ابن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ـ.
    __________________
    (1) من قوله : ومن ولده ، الى قوله : بآمل. لم يوجد في بعض النسخ المخطوطة. م ص.

    وأما عبد الرحمن الشجري فأعقب من خمسة (1) رجال ـ ونسبته الى الشجرة قريبة من المدينة ويكنى أبا جعفر وأمه أم ولد ـ أحدهم الحسن وأمه أم ولد ، وكان عقبه بما وراء النهر ؛ والحسين السيد بالمدينة وأمه حسينية ؛ وله عقب ولم يكثر. ومحمد الشريف بالمدينة أمه سكينة بنت عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وعلي السيد المتوجه بالمدينة وأمه أم الحسن (2) بنت الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ، وجعفر كان شريفا سيدا بالمدينة وأمه أم ولده ؛ ولم يعده شيخ الشرف العبيدلي من المعقبين ولا ذكر الشيخ أبو الحسن العمري له عقبا ؛ وكذا أبو عبد الله بن طباطبا ؛ أما محمد الشريف بن عبد الرحمن الشجري فأعقب من حمزة في قول الشيخ العمري ؛ ولم يعده شيخ الشرف العبيدلي ، ولا الشريف ابن طباطبا في المعقبين ، ونص بعضهم على أنه لم يعقب ؛ وعبيد الله وله عدد ، والحسن والحسين. هذا ما قاله السيد أبو عبد الله الحسين بن طباطبا الحسني ، ثم قال : وقيل : وعبد الرحمن واحمد (3) وقيل : وجعفر. هذا كلامه.
    أما عبيد الله بن محمد بن الشجري وكان سيدا متوجها بالمدينة فأولد وأكثر وعقبه من أحمد ، والحسن ومحمد الاعلم ، أما أحمد بن عبيد الله ، فولده جماعة لهم أعقاب منهم اسماعيل بن أحمد له أعقاب بآمل منهم. أبو جعفر النقيب الناسب كان بآمل ، وعلي الزاهد أخوه ، والحسين أخوهما ؛ ولا بقية لهم ، وأبو عبد الله محمد بن اسماعيل له بقية. والحسن بن اسماعيل له ولد ، وعلي بن اسماعيل
    __________________
    (1) وله اربع بنات وهن أم القاسم خرجت الى عباسي ؛ وأم الحسين وأم الحسن ، وزينب خرجت الى القاسم بن البطحاني (قاله العمري في المجدي).
    (2) وهي أم أختيه زينب وأم القاسم (قال في المجدي).
    (3) قال العمري وأحمد له عقب قليل ، وقد جعل من أولاد محمد الشريف المذكور عيسى ومحمد وقال : لم يذكر لهما عقب. م ص

    يقال لأبنه زيد الأعرج. وفيه شك نسأل عنه إن شاء الله تعالى ، كذا قال ابن طباطبا. وجعفر بن احمد بن عبيد الله ، له أولاد أعقب منهم أحمد ، وأبو القاسم علي ، ومحمد ؛ ويحيى ، أما أحمد بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله فبقية ولده في أبي الحسن علي بن ابي طالب بن أحمد بن القاسم بن أحمد بن جعفر المذكور قال ابن طباطبا وهو كثير الفضائل والعلوم له قدم ثابت في كل علم ، حفظ وتصرف وله معرفة جيدة بالنسب. كان نقيبا بطبرستان وآمل حرسه الله تعالى وكثر في العشيرة أمثاله وله أولاد ؛ وأخوه محمد له ولد ؛ هذا كلامه.
    وأما أبو القاسم علي بن جعفر بن أحمد فأعقب من أبي طالب محمد ولده بجيلان ، وأما محمد بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله ، فولده زيد إمام المسجد بطبرستان ، وأما يحيى بن جعفر بن أحمد بن عبيد الله فله ولد ، وحمزة بن احمد بن عبيد الله بن محمد بن الشجري ، من ولده أبو الحسن محمد الرازي الملقب بشهدانق ، له عقب بقزوين والري ، وزيد بن أحمد بن عبيد الله ولده بهوسم ، وهو محمد بن زيد له عقب ، والحسين وأحمد وأبو علي عبيد الله وقيل عبد الله بن أحمد بن عبيد الله ولده ببخارى منهم أبو القاسم محمد بن عبيد الله ومهدي وعلي وزيد لهم أولاد وأعقاب ببخارى ، وأما محمد الأعلم بن عبيد الله ابن الشجري فأعقب من يحيى ، والحسين ، وصالح ، أما يحيى فمن ولده اسماعيل بن أبي علي الحسن كوجك بن يحيى ، له عدة أولاد لهم أعقاب ، ومنهم الحسن الملقب زرّين كمر ، وأبو محمد القاسم الملقب مانكديم إبنا علي بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم لها عقب ومنهم الحسين بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم ، له عقب ، وزيد بن محمد بن جعفر بن يحيى بن محمد الأعلم ، له عقب. وزيد بن محمد بن يحيى بن محمد الأعلم ، له ولد ، وأما الحسين بن محمد الأعلم فمن ولده محمد بن الحسين بن محمد الاعلم ؛ قال ابن طباطبا : رأيته ببغداد يتفقه على مذهب

    أبي حنيفة في مجلس أبي الحسين القدوري. وله اخوة ؛ وأما صالح بن محمد الأعلم فمن ولده أبو القاسم زيد بن أبي طالب الحسن بن زيد بن صالح ، يلقب المسدد بالله بويع له بالديلم وله ولد بقزوين.
    وأما الحسن بن عبيد الله بن محمد الشجري فعقبه من أبي جعفر محمد وحده وأعقب أبو جعفر محمد من ثلاثة الحسن والقاسم واسماعيل ـ انقضى ولد عبيد الله بن محمد بن الشجري ـ وأما الحسن بن محمد بن الشجري (1) ويلقب شعر أنف فولده أبو القاسم محمد ، وأبو محمد جعفر ؛ ولده بالنوبة ، وأبو الحسن محمد ولده ببخارى ، وله أولاد غير هؤلاء قال البخاري : وغيره ؛ منهم بالنوبة ، وخراسان وغير ذلك. فمن ولده أبو هاشم المجدور وفيه خير وصلاح ، وأبو طالب حمزة إبنا علي بن يحيى صاحب الزواريق بن هارون بن محمد بن الحسن بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن محمد بن الشجري ، لكل منهما ولد ؛ واكثرهم بالري وطبرستان ومنهم حمزة بن محمد بن صاحب الزواريق يحيى بن هارون. له بقية كانت بالكوفة ومنهم أبو محمد جعفر بن الحسن بن محمد بن الشجري ؛ ولده بالنوبة ؛ ومنهم أبو جعفر عبد الرحمن بن أبي القاسم محمد بن الحسن بن محمد ، له أولاد ببخارى وغيرها ، وله غير هؤلاء ايضا.
    وأما الحسين بن محمد الشجري فعقبه في يحيى وابي محمد علي ، وأبي الحسن محمد ، وعبد الله ؛ وابراهيم ؛ وجعفر ، وأبي الغيث محمد. مات في الحبس بسرّ
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي). الحسن يلقب شعر أنف له قدر ، من ولده أبو عبد الله محمد الملقب زغينة ، أولد بالبصرة الحسين المعروف بابن مرة بن محمد بن الحسن شعر أنف بن محمد بن عبد الرحمن الشجري ، ومن ولد شعر أنف قوم بالصغد والهند وبخارى والنوبة وخراسان ومصر والملتان والعراق ومنهم المثقوب وهو يحيى بن هارون بن محمد بن شعر أنف ، هذه رواية أبي منذر والكوفيين. م ص.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 3:56 pm

    من رأى ؛ منهم أحمد بن علي بن الحسين بن أبي الغيث محمد ؛ له ولد ببخارى يعرفون ببني كاسكين ومن ولد يحيى بن الحسين بن محمد بن الشجري أبو نقشة سعد الله بن مفضل بن محسن المناخلي بن زيد بن محمد المورزر بن زيد الملقب كشكه بن يحيى بن الحسين المذكور ؛ له عقب يقال لهم : «بنو أبي نقشة». وأخوه الحسين المناخلي بن مفضل المذكور ؛ من ولده «بنو شكر» بالمشهد الغروي. وابن ابنه الود ، وهو الود بن محمد بن سعد الله المذكور ؛ يقال لولده بنو الود آخر ولد محمد الشجري ـ.
    وأما علي السيد بن عبد الرحمن الشجري وكان سيدا متوجها بالمدينة فأعقب من جماعة انتشر عقبة من ثلاثة. وهم ابراهيم العطار ، والحسن ، وزيد أما ابراهيم العطار فعقبه بطبرستان منهم أبو الحسين أحمد بن محمد بن ابراهيم ختن الحسين بن زيد الداعي الكبير ، وكان قد استولى على الأمر بعده بطبرستان حتى زحف اليه محمد بن زيد فقتله وملكها ؛ ومن ولده علي بن العباس بن ابراهيم قاضي طبرستان له أولاد ولأخويه عقب منتشر ، وهما أبو القاسم الحسين وأبو علي محمد.
    وأما الحسن بن علي السيد بن عبد الرحمن الشجري فأعقب بالري والكوفة وغيرها واليه نسب الداعي الصغير من قال إنه شجري ؛ ومنهم الشيخ أبو عبد الله الحسين بن طباطبا الحسني قال : هو أبو محمد الحسن (1) بن القاسم بن الحسن بن علي بن عبد الرحمن الشجري وأعقب من أبي عبد الله محمد النقيب الخليفة بالديلم ؛ وأبي الفضل يحيى ، كان عظيم القدر والمحل بآمل وطبرستان. وابراهيم أعقب أبو عبد الله النقيب الخليفة من ولده أحمد ، وأعقب أحمد اسماعيل وكان لاسماعيل ابنا ناقصا (2) ببغداد ، وولده علي كان بمصر في جملة الديلم ، وأعقب
    __________________
    (1) وكان الحسن هذا يلقب نزوان ، وكان أبوه القاسم بن الحسن ينكره ذكر ذلك أبو الحسن بن الناصر الكبير (عن هامش النسخة المخطوطة).
    (2) كذا في ثلاث نسخ مخطوطة والصحيح (ابن ناقص) م ص

    أبو الفضل يحيى بن الداعي الصغير أبا محمد الحسن له ولد ، وابا عبد الله محمدا وأبا الحسن عليا ، وأبا زيد صالحا ، له أبو حرب محمد ، ومهدي والحسين وعلي ، وأعقب ابراهيم بن الداعي الصغير ، ابا طالب حمزة له أولاد لهم عقب وأبا حرب مهديا له بنت.
    وأما زيد بن علي السيد بن الشجري فله أعقاب فيهم عدد وانتشار ، فمن ولده أبو الحسن علي المعروف بابن المقعدة بن زيد المذكور ، أعقب من ثمانية رجال وعقبه كثير ، وأما جعفر بن الشجري فأعقب رجلين هما أبو جعفر محمد كان سيدا بالمدينة ، وأحمد الرئيس الأصغر ، فمن ولد أبي جعفر محمد كركورة وهو احمد بن محمد المذكور له عقب يقال لهم «بنو كركورة» أكثرهم بالري ونواحيها ، ومنهم عبد الله بن محمد ، من ولده أبو عبد الله مهدي بن الحسن بن محمد بن زيد بن أحمد بن علي بن عبد الله بن محمد المذكور ، له ولد بطبرستان ، ومنهم الحسين «الحسن خ ل» بن محمد كان بسمرقند وأعقب ، ومنهم الملطوم «المظلوم خ ل» صاحب الشامة ، وهو جعفر بن محمد بن الحسن بن الحسين بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر بن الشجري. منهم ، قوم بصنعاء اليمن شهد لهم بنو الناصر أحمد بن يحيى الهادي بنسبهم ـ آخر ولد جعفر بن الشجري ، وهم آخر ولد القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ـ.
    وأما اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب ، ويكنى أبا محمد ، ويلقب بحالب الحجارة بالحاء المهملة (1) وهو أصغر أولاد الحسن بن زيد بن الحسن العقبين ، وأمه أم ولد ، اعقب من رجلين محمد ، وعلى النازوكي أما محمد بن اسماعيل فعقبه يرجع الى ولده الداعي محمد بن زيد بن محمد المذكور وبقية في المهدي الحسن بن زيد بن محمد الداعي ، وكان الداعي محمد بن زيد وأخوه الحسن قد ملكا طبرستان ، ملكها أولاد الحسن ، ولقب بالداعي الكبير
    __________________
    (1) وقد روى بالجيم. م ص

    والداعي الأول ؛ وأمه بنت عبد الله بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ، وكان ظهوره بطبرستان سنة خمسين ومائتين وتوفي سنة سبعين ومائتين ، ولم يعقب ، واستولى على الأمر بعده ختنه على أخته أبو الحسين أحمد بن محمد بن ابراهيم بن علي بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وكان أخ الداعي محمد بن زيد بجرجان ، فلما وصل اليه الخبر زحف الى أبي الحسين من جرجان سنة إحدى وسبعين ومائتين فقتله ؛ وملك طبرستان وأقام بها سبع عشرة سنة وسبعة أشهر ، واستولى على تلك الديار حتى خطب له رافع بن هرثمة بنيسابور ثم حاربه محمد بن هارون السرخسي صاحب اسماعيل بن احمد الساماني فقتله (1) وحمل رأسه وابنه زيد بن محمد الى بخارى ودفن بدنه بجرجان عند قبر الديباج محمد بن الصادق عليه‌السلام وكان أبو مسلم محمد بن بحر الاصفهاني الكاتب المصنف المعتزلي يكتب له ويتولى أمره.
    وأما علي بن اسماعيل بن الحسن بن زيد ويعرف بالنازوكي فله عقب كثير منهم بنو طير خوار وهو أبو العباس الحسن بن علي بن أحمد الأفقه بن علي النازوكي ، ومنهم محمد المعروف (2) بابن علية النازوكي ؛ من ولده علي بن الحسين أميركا القمي الملقب بشكنبة بن علي بن محمد المذكور ، له عقب بالشام وطرابلس ودمشق ، وأما علي السديد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا الحسن وأمه أم ولد وعقبه من ابنه عبد الله علي. أمه ام ولد ، قال ابو نصر سهل بن داود البخاري : يقال إن عبد الله بن علي استلحقه الحسن بن
    __________________
    (1) وكانت شهادة محمد بن زيد الداعي سنة 287 هـ. (عن هامش الاصل).
    (2) قال البيهقي : وأبو شجاع من أولاد محمد بن علية بن علي ورد من الري الى بيهق في شهور سنة 488 هـ. وله أعقاب كثيرة ببيهق والله أعلم. (عن هامش المخطوطة).

    زيد وهو جده بعد موت ابنه علي بالقيافة ، ذلك أن أباه عليا هلك في حياة أبيه الحسن بن زيد ، وأم عبد الله جارية بيعت ولم يعلم أنها حامل ، فلما توفي علي بن الحسن بن زيد ردها المشتري الى أبيه الحسن بن زيد فولدت عبد الله فشك فيه فدعا بالقافة فألحقوه به ، واسم الجارية هيفاء. فولد عبد الله بن علي السديد عبد العظيم السيد الزاهد المدفون في مسجد الشجرة بالري وقبره يزار ، وأولد عبد العظيم محمد بن عبد العظيم كان زاهدا كبيرا وانقرض محمد بن عبد العظيم ولا عقب له.
    وأما أحمد بن عبد الله بن السديد فقال العمري الكبير النسابة : أعقب. وقال أبو اليقظان : ما أعقب. وقال شيخنا أبو الحسن العمري : والذي عليه العمل أنه أعقب من ولده السبيعي. وهو أبو محمد القاسم بن الحسين نقيب الكوفة بن القاسم بن أحمد بن عبد الله بن علي السديد ، نسب الى محلة بالكوفة يقال لها السبيعية ، وله عقب بها يقال لهم : «السبيعيون». وكان القاسم السبيعي من أعيان العلويين ، ومن ولده يحيى بمصر ولي قضاء بعض تلك البلاد ، ومن ولد القاسم بن أحمد بن عبد الله ، الحسن بن علي بن القاسم بن احمد قال أبو نصر البخاري : له عقب بالحجاز. ومن ولده أحمد بن عبد الله دردار بن احمد وولده محمد الأبهري ، له عقب كثير بأبهر وغيرها لهم جلالة ورياسة ، ومن ولد أحمد بن عبد الله ، محمد بن احمد وله بأبهر ولد ، وهو أبو علي عبد الله شاطورة له اعقاب كثيرة بأبهر وزنجان وطبرستان وهمدان ، وعقبه من ابنه أبي عبد الله محمد ، والمنتسبون اليه من رؤساء أبهر وغيرها ينتسبون الى محمد بن عبد الله الدردار والأصح المعتمد أنهم من ولد شاطورة ، منهم السيد رضي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن عرب شاه ، وهو حمزة بن أحمد بن عبد الله دردار ، وقوم يقولون هو ابن محمد بن عيسى بن محمد عبد الله شاطورة ، وقد

    نسبهم بعض الناس ـ أعنى روساء أبهر ـ الى محمد بن زيد بن عبد الله الأصغر بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ولا يصح نسبهم هناك.
    وكان رضي الدين المذكور نقيب أبهر وله فضل : وابنه ناصر الدين مطهر بن رضي الدين محمد المذكور تولى نقابة المشهدين والحلة والكوفة أشهرا ، والحسن بن عبد الله بن علي السديد. قال الشيخ ابو الحسن العمري : عقبه في «صح». وقال أبو عبد الله بن طباطبا : والحسن بن عبد الله يعرف المهفهف ولى أموال فدك للمعتضد وانقرض ولا بقية له ، وبالري وما والاها قوم ينتسبون اليه وهو غلط عظيم منهم في أنسابهم قال : وسأبين ذلك إن شاء الله تعالى في غير هذا الموضع وأخرج أنسابهم على صحتها. هذا كلامه ، ومحمد بن عبد الله بن علي السديد ، قال أبو الحسن العمري : يقال له المهفهف ولا يعرف له بقية. قال ابن طباطبا : وقال قوم وولده بأبهر وزنجان. وأما اسحاق بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وهو الكوكي فيما قال ابو نصر البخاري وغيره ، لبياض كان على عينيه. ويكنى ابا الحسن وامه ام ولد بخارية ، لم يذكر له شيخ الشرف العبيدلي عقبا. وقال ابو نصر البخاري : ولد حسنا وحسينا وهارونا. وذكر له الشيخ أبو الحسن العمري : اسماعيل واخاله هارون قال : وولد هارون ابنا قتله ابن الليث الصفار أمه قمية. هذا كلام أبي الحسن العمري ، وقال ابن طباطبا : ولد هارون والحسن ، أما هارون فله جعفر ولجعفر أولاد ثلاثة لهم عقب في كتب النسب وهم محمد ولده بآمل وطبرستان ، وأحمد له ولد اسمه محمد وهو الخطيب ولده يعرفون بالخطيبيين ، والحسن له ولد هو أحمد ، له عقب ، هذا كلامه. وقال أبو نصر البخاري. ولد الحسن بن اسحاق بن الحسن بالمغرب ابنا وامرأتين وقتل الحسن بن اسحاق ، وولد هارون بن اسحاق ، جعفر بن هارون بن اسحاق ، ومحمد بن جعفر بن هارون بن اسحاق ، هو الذي قتله رافع بن الليث بآمل ومشهده ظاهر يتبرك به وبزيارته. ثم قال : لا يخرج ولده جملة

    من النساب ويقولون اسحاق ليس له ولد. قال الناصر الكبير : ما أقول في ولد اسحاق خيرا ولا شرا.
    وأما زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا طاهر فلم يذكر له شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلى عقبا وقال ابن طباطبا : ولده طاهر ولطاهر محمد ، وهما في «صح» قال أبو الحسن العمري : ولد زيد طاهرا ، أمه أسماء بنت ابراهيم المخزومية ، وعليا أمه أم ولد فولد طاهر بن زيد بن الحسن عليا ومحمدا ، فولد محمد بن طاهر حسنا بصنعاء اليمن أمه منها وله بها ولد. هذا كلامه ، ووافقه على ذلك السيد أبو الغنائم الزيدي النسابة. وقال أبو نصر البخاري : يقال انه ـ يعني طاهر بن زيد ـ أعقب من محمد بن طاهر وهو من أم ولد بالحجاز. ومنهم خلق كثير بالبصرة. ثم قال بعد ذلك : لا يصح لطاهر بن زيد ولد ذكر ؛ قال : وذكر أحمد بن عيسى بن الحسين بن علي وهو أحد علماء العلوية بالنسب : أنه سمع طاهر بن زيد عند موته يقول : لا عقب لي. والمنتمون الى طاهر يقولون نحن بنو طاهر بن الحسن بن محمد بن طاهر بن زيد والله بحالهم أعلم.
    وأما عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا زيد وأبا محمد ايضا ؛ وأمه أم ولد تدعى خريدة ؛ ولم يذكر شيخ الشرف العبيدلي له ولدا ، قال شيخنا العمري : ولد عبد الله خمسة عليا ؛ والحسن ؛ ومحمدا وزيدا ، واسحاق. وقال : إن زيدا ولد وكذا اسحاق قالوا وقد أولد الحسن ، هذا كلامه. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : كان زيد بن عبد الله أشجع أهل زمانه وكان مع أبي السرايا الخارج بالكوفة فهرب الى الأهواز فأخذه النار عيسى فضرب عنقه صبرا ، ولم يذكر البخاري من ولد عبد الله غيره ، وقال فولد زيد بن عبد الله محمدا وعليا ، وحسنا ، وعبد الله ، أمهم علوية ، وولد العمري يعني النسابة الكبير ولا غيره أولاد محمد بن زيد بن عبد الله

    (1) ولم يثبتوا له نسبا. وقال ايضا : فأما أبو زيد عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام فما أعرف حاله ولا أشهد بصحة نسبه ـ يعني محمد بن زيد بن عبد الله ـ والله أعلم بحاله.
    وأما ابراهيم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكني أبا اسحاق وأمه أم ولد ، فلم يذكر له شيخ الشرف العبيدلي عقبا غير القاسم بن محمد بن داود بن محمد بن الحسن بن ابراهيم المذكور ، وقال أبو عبد الله بن طباطبا إن ابراهيم بن الحسن بن زيد عقبه من ابراهيم بن ابراهيم. ولإبراهيم بن ابراهيم الحسن ومحمد ، أما الحسن فولد محمدا بنصيبين ، ولمحمد ابن إسمه طاهر ، ولطاهر داود ولداود محمد ، وأحمد لهما عقب ، وأما محمد بن ابراهيم فولده الحسن وعلي إبنا محمد بن ابراهيم ولكل منهما عقب ، وقال أبو الحسن العمري : ولد محمد بن ابراهيم بنصيبين. ومن ولد محمد بن إبراهيم بن الحسن بن زيد ، محمد بن الحسن بن محمد المذكور ، مات في الحبس بمكة ، وقال أبو نصر البخاري : ولد ابراهيم بن ابراهيم محمدا والحسن. أما محمد فولد حسنا ، وعبد الله ، وأحمد ، أمهم سلمة بنت عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب ثم قال : فأولاد عبد الله بن محمد بن ابراهيم بخراسان. ثم قال العمري في كتابه : لا يصح لعبد الله بن محمد بن ابراهيم عقب ولا نسب والله اعلم. آخر ولد ابراهيم بن الحسن بن زيد. وهم آخر ولد الحسن بن زيد. وهم
    __________________
    (1) كذا في الأصل ، والظاهر ان العبارة : (ولم يذكر العمري النسابة ولا غيره أولاد محمد ، الخ) (كذا عن هامش نسخة مخطوطة) وفي نسخة مخطوطة أخرى صحيحة ذكر بعد قوله علوية (وولد محمد بن زيد بن عبد الله حسنا وعليا وعبد الله أمهم مخزمية وهم بالحجاز) ثم قال بعد ذلك لم يخرج العمري يعني النسابة الكبير ولا غيره الخ. م ص

    آخر ولد زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام (1).
    المقصد الثاني
    في عقب أبي محمد الحسن المثنى بن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا محمد وأمه خولة بنت منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن سمي بن مازن بن فزارة بن ذبيان ، وكانت تحت محمد بن طلحة بن عبيد الله فقتل عنها يوم الجمل ولها منه أولاد فتزوجها الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام فسمع بذلك أبوها منظور بن زبان فدخل المدينة وركز رايته على باب مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلم يبق في المدينة قبسي إلا دخل تحتها. ثم قال : أمثلي يغتال عليه في ابنته؟ فقالوا : لا ، فلما رأى الحسن عليه‌السلام ذلك سلم اليه ابنته فحملها في هودج وخرج بها من المدينة فلما صار بالبقيع قالت له : يا أبه اين تذهب إنه الحسن بن أمير المؤمنين علي رحمه‌الله وابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟! فقال : إن كان له فيك حاجة فسيلحقنا ، فلما صاروا في نخل المدينة إذا بالحسن والحسين وعبد الله بن جعفر قد لحقوا بهم فأعطاه إياها فردها الى المدينة ؛ وكان قد خطب الى عمه الحسين عليه‌السلام إحدى بناته فأبرز اليه فاطمة وسكينة وقال : يا ابن أخي اختر أيهما شئت فاستحى الحسن وسكت
    __________________
    (1) وأما عمرو القاسم وعبد الله بن الحسن بن علي عليه‌السلام فانهم قتلوا بين يدي عمهم الحسين بالطف. وعبد الرحمن بن الحسن خرج مع عمه الحسين عليه‌السلام الى الحج فتوفي بالأبواء وهو محرم. وطلحة بن الحسن كان جوادا كريما. (عن هامش الأصل).

    فقال الحسين : قد زوجتك فاطمة (1) فانها أشبه الناس بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وقال البخاري : بل اختار الحسن فاطمة بنت عمه الحسين عليه‌السلام وكان الحسن بن الحسن يتولى صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ونازعه فيها زين العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام ثم سلمها له. فلما كان زمن الحجاج سأله عمه عمر بن علي أن يشركه فيها فأبي عليه فاستشفع عمر بالحجاج فبينا الحسن يساير الحجاج ذات يوم قال : يا أبا محمد إن عمر بن علي عمك وبقية ولد أبيك فأشركه معك في صدقات أبيه. فقال الحسن ، والله لا أغير ما شرط علي فيها ولا أدخل فيها من لم يدخله وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام قد شرط أن يتولى صدقاته ولده من فاطمة دون غيرهم من أولاده. فقال الحجاج. إذن أدخله معك. فنكص عنه الحسن حين سمع كلامه وذهب من فوره الى الشام فمكث بباب عبد الملك بن مروان شهرا لا يؤذن له فذكر ذلك ليحيى بن أم الحكم وهي بنت مروان وابوه ثقفي فقال له : سأستأذن لك عليك وأرفدك عنده. وكان يحيى قد خرج من عند عبد الملك فكر راجعا فلما رآه عبد الملك قال : يا يحيى لم رجعت وقد خرجت آنفا؟ فقال : لأمر لم يسعنى تأخيره دون أن أخبر به أمير المؤمنين. قال : وما هو؟ قال : هذا الحسن بن الحسن بن علي بالباب له مدة شهر لا يؤذن له ، وإن له ولأبيه وجده شيعة يرون أن يموتوا عن آخرهم ولا ينال أحدا منهم ضر ولا أذى. فأمر عبد الملك بادخاله ودخل فأعظمه وأكرمه وأجلسه معه على سريره ثم قال. لقد أسرع اليك الشيب يا أبا محمد. فقال يحيى : وما يمنعه من ذلك أماني أهل العراق يرد عليه الوفد بعد الوفد يمنونه الخلافة. فغضب الحسن من هذا
    __________________
    (1) وكانت فاطمة تزوجت بعد الحسن المثنى عبد الله بن عمر بن عمرو ابن عفان الأموى وهو الشاعر المشهور الذي يقال له العرجي ، فولدت له اولادا منهم محمد المقتول مع أخيه عبد الله بن الحسن ، ويقال له الديباج والقاسم ورقية بنو عبد الله بن عمر ذكره أبو الفرج الاصفهاني في (مقاتل الطالبين) م ص.

    الكلام وقال له : بئس الرفد رفدت ؛ ليس كما زعمت ، ولكنا قوم تقبل علينا نساؤنا فيسرع الينا الشيب ، فقال له عبد الملك ما الذي جاء بك يا أبا محمد؟ فذكر له حكاية عمه عمر وأن الحجاج يريد أن يدخله معه في صدقات جده. فكتب عبد الملك الى الحجاج كتابا أن لا يعارض الحسن بن الحسن في صدقات جده ولا يدخل معه من لم يدخله علي ، وكتب في آخر الكتاب :
    إنا اذا مالت دواعي الهوى
    وأنصت السامع للقائل

    واضطرب القوم بأحلامهم
    نقضي بحكم فاصل عادل

    لا نجعل الباطل حقا ولا
    نلفظ دون الحق بالباطل

    نخاف أن تسفه أحلامنا
    فنخمل الدهر مع الخامل

    وختم الكتاب وسلمه اليه وأمر له بجائزة وصرفه مكرما ؛ فلما خرج من عند عبد الملك لحقه يحيى بن أم الحكم فقال له الحسن : بئس والله الرفد رفدت ما زدت على أن أغريته بي فقال له يحيى : والله ما عدوتك نصيحة ولا يزال يهابك بعدها ابدا ، ولو لا هيبتك ما قضى لك حاجة.
    وكان الحسن بن الحسن شهد الطف مع عمه الحسين عليه‌السلام وأثخن بالجراح فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقا فقال أسماء بن خارجة بن عيينة بن خضر بن حذيفة بن بدر الفزاري : دعوه لي فان وهبه الأمير عبيد الله بن زياد «لع» لي وإلا رأى رأيه فيه. فتركوه له فحمله الى الكوفه ، وحكوا ذلك لعبيد الله بن زياد. فقال : دعوا لأبي حسان ابن اخته. وعالجه أسماء حتى برئ ثم لحق بالمدينة. وكان عبد الرحمن بن الأشعث قد دعا اليه وبايعه ، فلما قتل عبد الرحمن توارى الحسن حتى دس اليه الوليد (1) بن عبد الملك من سقاه سما فمات
    __________________
    (1) الصحيح : سليمان بن عبد الملك. لأن الحسن هذا قد دس اليه السم سنة سبع وستعين والوليد مات سنة ست وتسعين وبويع بعده أخوه سليمان ، فالذي دس اليه السم هو سليمان دون الوليد ، ثم إن ما ذكره من أنه كان عمر الحسن

    وعمره إذ ذاك خمس وثلاثون سنة وكان يشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وأعقب الحسن بن الحسن من خمسة رجال عبد الله المحض ، وابراهيم الغمر والحسن المثلث ، وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي عليه‌السلام ومن داود ، وجعفر وأمهما أم ولد رومية تدعى حبيبة (1) فعقبه خمسة أسباط تذكر في خمسة معالم :
    المعلم الأول
    في ذكر عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن «ع» وانما سمّي المحض لأن أباه الحسن بن الحسن عليه‌السلام وأمه فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام وكان يشبه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكان شيخ بني هاشم في زمانه. وقيل له : بما صرتم أفضل الناس؟ قال : لأن الناس كلهم يتمنون أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد ، وكان قوي النفس شجاعا وربما قال من الشعر شيئا فمن شعره :
    بيض غرائر ما هممن بريبة
    كظباء مكة صيدهن حرام

    يحسبن من لين الكلام زوانيا
    ويصدهن عن الخنا الاسلام

    ولما قدم أبو العباس السفاح وأهله سرا على أبي سلمة الخلال الكوفة ستر أمرهم وعزم أن يجعلها شورى بين ولد علي والعباس حتى يختاروا هم من أرادوا
    __________________
    عند موته خمسا وثلاثين سنة لا يصح لأنه مات بعد والده بثمان وأربعين سنة فكيف يكون عند موته ابن خمس وثلاثين؟ فالذي يغلب على الظن أن في العبارة تقديما وتأخيرا وأن الصحيح (أن عمره كان عند موته ثلاثا وخمسين سنة) لا خمسا وثلاثين.
    (1) وهي التي علمها الامام الصادق عليه‌السلام الدعاء المعروف بدعاء أم داود وكان به خلاص ابنها داود من الحبس ، وكان للحسن المثنى ابن آخر اسمه محمد وبنتان رقية وفاطمة أمهم رملة بنت سعيد بن زيد بن نفيل العدوي. ولا بقية لمحمد بن الحسن المثنى (قاله في مناهل الضرب) م ص

    ثم قال : أخاف أن لا يتفقوا. فعزم على أن يعزل بالأمر الى ولد علي من الحسن والحسين ، فكتب الى ثلاثة نفر. منهم جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليه‌السلام ، ووجه بالكتب مع رجل من مواليهم من ساكني الكوفة فبدأ بجعفر بن محمد عليه‌السلام فلقيه ليلا وأعلمه أنه رسول أبي سلمة وأن معه كتابا اليه منه ، فقال : وما أنا وأبو سلمة وهو شيعة لغيرى؟ فقال الرسول : تقرأ الكتاب وتجيب عليه بما رأيت فقال جعفر عليه‌السلام لخادمه : قدم مني السراج. فقدمه فوضع عليه كتاب أبي سلمة فأحرقه ، فقال : ألا تجيبه؟ فقال : قد رأيت الجواب. فخرج من عنده وأتى عبد الله بن الحسن بن الحسن فقبل كتابه وركب الى جعفر بن محمد عليه‌السلام فقال له : أي امر جاء بك يا أبا محمد لو اعلمتني لجئتك؟ فقال : أمر يجل عن الوصف ، قال : وما هو يا أبا محمد؟ قال : هذا كتاب أبي سلمة يدعوني لأمر ويراني أحق الناس به ، وقد جاءته شيعتنا من خراسان. فقال له جعفر الصادق عليه‌السلام : ومتى صاروا شيعتك؟ أنت وجهت أبا سلمة الى خراسان وأمرته بلبس السواد؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه ونسبه؟ كيف يكونون من شيعتك وأنت لا تعرفهم ولا يعرفونك؟ فقال : عبد الله أن كان هذا الكلام منك لشيء. فقال جعفر عليه‌السلام : قد علم الله أني أوجب على نفسي النصح لكل مسلم فكيف أدخره عنك؟ فلا تمنين نفسك الأباطيل ، فان هذه الدولة ستتم لهؤلاء القوم ولا تتم لأحد من آل أبي طالب ؛ وقد جاءني مثل ما جاءك. فانصرف غير راض بما قاله وأما عمر بن علي بن الحسين فرد الكتاب وقال ما أعرف كاتبه فاجيبه ، ومات عبد الله المحض في حبس أبي جعفر الدوانيقي مخنوقا.
    وروى أبو الفرج الاصفهاني في كتاب «مقاتل الطالبيين» عمن لم يحضرني اسمه (1) الآن ، قال : كنا جلوسا مع فلان (2) وذكر اسم الذي كان يتولى
    __________________
    (1) رواه عن عمر عن أبي زيد عن عيسى عن عبد الرحمان بن عمران بن أبي فروة.
    (2) هو أبو الأزهر مولى المنصور الدوانيقي.

    حبس عبد الله ـ فاذا رسول قد قدم من عند أبي جعفر المنصور ومعه رقعة فأعطاها ذلك الرجل الذي كان يتولى الحبس لعبد الله وإخوته وبني أخيه ، فقرأها وتغير لونه وقام متغير اللون مضطربا وسقطت الرقعة منه لاضطرابه ؛ فقرأها فاذا فيها. إذا أتاك كتابي هذا فأنفذ في مذله ما آمرك به وكان المنصور يسمى عبد الله المذله ، وغاب الرجل ساعة ثم جاء متغيرا مضطربا منكرا فجلس مفكرا لا يتكلم ثم قال : ما تعدون عبد الله بن الحسن فيكم؟ فقلنا هو والله خير من أظلت هذه وأقلت هذه. فضرب احد يديه على الأخرى وقال : قد والله مات. وتوفي عبد الله وهو ابن خمس وسبعين سنة (1) وكان يتولى صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام بعد أبيه الحسن ، ونازعه في ذلك زيد بن علي بن الحسن عليه‌السلام ولهما في ذلك حكايات لا تليق بهذا المختصر.
    وأعقب عبد الله المحض من ستة رجال ، محمد ذي النفس الزكية ؛ وابراهيم قتيل باخمري ، وموسى الجون ، وأمهم هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن ربيعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب ، ومن يحيى صاحب الديلم وأمه قريبة «فرثية خ ل» بنت ركيح بن أبي عبيدة ؛ بنت أخي هند بنت أبي عبيدة ، ومن سليمان ، وادريس وأمهما عاتكة بنت عبد الملك المخزومية ؛ فالعقب من محمد ذي النفس الزكية ويكنى ابا عبد الله ، وقيل أبا القاسم ؛ ويلقب المهدي وهو المقتول بأحجار الزيت ، وقال أبو نصر البخاري : حملت به أمه (2) أربع سنين. ونقل ذلك الدنداني النسابة عن جده وكان يرى رأي الاعتزال ، وحكي أبو الحسن العمري : أنه كان تمتاما بين كتفيه خال أسود كالبيضة. وولد سنة
    __________________
    (1) قتل عبد الله في محسبه بالهاشمية سنة 145 هـ. ذكره أبو الفرج الاصفهاني في (مقاتل الطالبيين). م ص
    (2) هذا لا يوافق مذهب الامامية وغيرهم اللهم إلا الشافعية (عن هامش المخطوطة).

    مائة بلا خلاف ، وقيل : مات سنة خمس وأربعين في رمضان ، وقيل : في الخامس والعشرين من رجب ، وقال البخاري : وهو ابن خمس وأربعين سنة وأشهرا. وإنما لقب المهدي للحديث المشهور عن رسول الله «صلى‌الله‌عليه‌وآله» : إن المهدي من ولدي اسمه اسمي واسم ابيه اسم أبي. وتطلعت اليه نفوس بني هاشم وعظموه ؛ وكان جمّ الفضائل كثير المناقب ؛ وحكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني (1) : أن الصادق عليه‌السلام أخذ بركابه ذات يوم حتى ركب ، فقيل له في ذلك فقال : ويحك هذا مهدينا أهل البيت!
    وكان المنصور قد بايع له ولأخيه ابراهيم مع جماعة من بنى هاشم ، فلما بويع لبني العباس اختفى محمد وابراهيم مدة خلافة السفاح ؛ فلما ملك المنصور وعلم أنهما على عزم الخروج جد في طلبهما وقبض على أبيهما وجماعة من أهلهما فيحكى : أنهما أتيا أباهما وهو في السجن فقالا له : يقتل رجلان من آل محمد خير من أن يقتل ثمانية. فقال لهما : إن منعكما أبو جعفر أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين. ولما عزم محمد على الخروج واعد أخاه ابراهيم على الظهور في يوم واحد ، وذهب محمد إلى المدينة وإبراهيم الى البصرة ، فاتفق أن ابراهيم مرض فخرج أخوه بالمدينة وهو مريض بالبصرة ، ولما خلص من مرضه وظهر أتاه خبر أخيه أنه قتل وهو على المنبر يخطب. ويقال : بل أتاه وهو قد توجه الى الكوفة لحرب المنصور فقال :
    سأبكيك بالبيض الصفاح وبالقنا
    فان بها ما يدرك الطالب الوترا

    الى آخره (2) ولما بلغ أبا جعفر المنصور خروج محمد بن عبد الله خلا ببعض
    __________________
    (1) أنظر أخبار محمد ذي النفس الزكية في (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الاصفهاني ص 160 ـ 192 من طبع النجف. م ص
    (2) الأبيات التي بعده.
    ولست كمن يبكي أخاه بعبرة
    يعصرها من ماء مقلته عصرا





    أصحابه فقال له : ويحك قد ظهر محمد فماذا ترى؟ قال : وأين ظهر؟ قال : بالمدينة. فقال : غلبت عليه وربّ الكعبة. قال : وكيف؟ قال : لأنّه خرج بحيث لا مال ولا رجال فعاجله بالحرب. فأرسل اليه عيسى بن موسى بن علي بن عبد الله بن العباس في جيش كثيف فحاربهم محمد خارج المدينة وتفرّق أصحابه عنه حتى بقي وحده ، فلما أحسّ بالخذلان دخل داره وأمر بالتنور فسجر ثم عمد إلى الدفتر الذي أثبت فيه أسماء الذين بايعوه فألقاه في التنور فاحترق ، ثم خرج فقاتل حتى قتل بأحجار الزيت ، وكان ذلك مصداق تلقيبه النفس الزكية لأنّه روى عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : تقتل بأحجار الزيت من ولدي نفس زكية. وكان مالك بن أنس الفقيه قد أفتى الناس بالخروج مع محمد وبايعه ولذلك تغيّر المنصور عليه فقال إنّه خلع أكتافه.
    وأعقب محمد النفس الزكية (1) من إبنه أبي محمد عبد الله الأشتر الكابلي وحده ؛ وكان قد هرب بعد قتل أبيه الى السند فقتل بكابل في جبل يقال له علج وحمل رأسه الى المنصور فأخذه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي عليه‌السلام فصعد به المنبر وجعل يشهره للناس. وقال ابو نصر البخاري : بالموصل قوم ينتسبون
    __________________
    ولكن أروى النفس مني بغارة
    تلهب في قطري كتابتها جمرا

    وإنا أناس لا تفيض دموعنا
    على هالك منا وإن قصم الظهرا

    (عن هامش الأصل)
    (1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة) : ولد محمد بن عبد الله النفس الزكية عبد الله وعليا ؛ أمهما سلمة بنت محمد بن الحسن بن الحسن بن علي والطاهر امه بنت فليح بن محمد بن منذر بن زبير ، والحسن بن محمد بن عبد الله من ام ولد ـ وعلي بن محمد بن عبد الله جيء به من مصر فحبس في بغداد وتوفي بها ولا عقب له ، والحسن بن محمد قتل يوم فخ ولا عقب له ؛ والطاهر بن محمد لا عقب له ؛ وبالموصل قوم ينتسبون اليه أدعياء.

    الى طاهر بن محمد ذي النفس الزكية وهم أدعياء ولا عقب له من طاهر. وقال الأشناني أبو الحسن نسابة البصرة ومشجرها : أولد طاهر بن محمد محمدا وعليا يعرفان ببني الضائع «الصايغ خ ل» وليس لهما في الشرف حظ ، وذكر أن أحدهما أشهد على نفسه أنّه عامي. وأما ابراهيم بن محمد ذي النفس الزكية فأعقب من محمد ابراهيم وانقرض بعد أن خلف عدّة أولاد : قال أبو نصر البخاري : لم نجد أحدا انتسب الى ابراهيم بن النفس الزكية ، قال شيخنا أبو الحسن العمري : فعلى هذا يبطل نسب الطبلي وهو الفاتك بن حمزة بن الحسن بن الحسين بن ابراهيم بن محمد ذي النفس الزكية ؛ وكان الطبلي ببخارى وجرت له خطوب ولا حظ له في النسب.
    والعقب من محمد النفس الزكية في عبد الله الأشتر الكابلي لا غير ، كما ذكرنا ومنه في محمد الكابلي بن عبد الله بن محمد ؛ مولده كابل وانتقل عنها بعد قتل أبيه وقال الشيخ أبو نصر البخاري : قتل عبد الله الأشتر بالسند وحملت جاريته وصبي معها يقال له محمد بعد قتله (1) وكتب أبو جعفر المنصور الى المدينة بصحة نسبه ، وقال : كتب إلى حفص بن عمر المعروف بهزارمرد أمير السند بذلك. ثم قال الشيخ أبو نصر البخاري : وروي عن جعفر الصادق عليه‌السلام أنّه قال : كيف يثبت النسب بكتابة رجل الى رجل وهما هما؟ ذكر ذلك أبو اليقظان ويحيى بن الحسن العقيقي وغيرهما والله أعلم ثم قال أبو نصر البخاري : وقال آخرون أعقب وصح نسبه. فولد محمد بن عبد الله الأشتر خمسة بنين. طاهرا وعليا وأحمد وابراهيم والحسن الأعور الجواد «أما» طاهر فانقرض وأما علي فقال الشيخ أبو الحسن العمري : انقرض. وقال أبو نصر البخاري الأشترية من أولاد علي والحسن
    __________________
    (1) كذا في النسخ التي بأيدينا من الكتاب ، والذي ذكره أبو نصر البخاري في (سر السلسلة) : «فأما عبد الله بن محمد فهو الأشتر قتل بالسند وحملت جاريته وصبي معها ولد بعد قتله يقال له محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله ابن الحسن بن الحسن ، وكتب أبو جعفر المنصور الخ».

    ابني محمد بن عبد الله ؛ فأولاد الحسن قد كثروا وأولاد علي دون ذلك. ثم قال : قال أبو اليقظان انقرضوا يعني أولاد علي بن محمد الأشتر والله أعلم. وأما أحمد فدرج وأما ابراهيم فقال شيخنا العمري : أولد بطبرستان وجرجان.
    وعقب محمد بن عبد الله الأشتر الذي لا خلاف فيه من الحسن الأعور الجواد ، كان أحد أجواد بني هاشم الممدوحين المعدودين ، ويكنى أبا محمد ؛ قيل قتلته طي في ذي الحجة سنة 251 هـ. وقال ابن الشعراني النسابة المعروف بابن سلطين : قتل الحسن أيام المعتز. وعقب الحسن الأعور الجواد بن محمد بن عبد الله الأشتر من أربعة رجال (1) وهم أبو جعفر محمد نقيب الكوفة ، وأبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة أيضا ؛ وأبو محمد عبد الله ؛ والقاسم. وذكر ابن طباطبا أبا العباس أحمد بن الحسن الأعور أيضا ، أما أبو جعفر محمد نقيب الكوفة ابن الحسن الأعور فكان سيدا نقيبا وقتل بفيد وله بقية بواسط ، منهم أبو العلا عبد الله ، وأبو السرايا الحسن ؛ وأبو البركات محمد بنو أبي جعفر محمد بن أحمد بن أبي جعفر محمد النقيب المذكور ؛ ومنهم السيد العالم المحدث بهمدان أبو طالب علي بن الحسين بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور ؛ وأما أبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة بعد أخيه ابن الحسن الأعور ؛ فكان له عقب بالكوفة يعرفون ببني الأشتر انقرضوا بعد أن بقيت بقيتهم الى المائة السادسة ، وأما بنو أبي محمد عبد الله بن الحسن الأعور فهم بخراسان وآمل واستراباد ، وقد كثر فيهم الأدعياء ، وكان من ولده بجرجان ناصر بن علي بن محمد بن علي بن عبد الله
    __________________
    (1) وللحسن الأعور عدّة بنات من جملتهن أم علي وقد خرجت الى يوسف بن محمد بن يوسف بن جعفر بن ابراهيم ابن محمد الجعفري ؛ وام كلثوم وقد خرجت الى اسماعيل بن محمد الجعفري ، وخديجة تعرف ببنت ملك خرجت الى أيوب بن محمد الجعفري ، وثلاث أخوات الى ثلاثة إخوة جعافرة.

    المذكور ، وله بها ولد ، وكان عبد الله بن الأعور قد أعقب من ثلاثة رجال علي والقاسم وأحمد. أما علي فله ولدان الحسن وأبو جعفر محمد ، ولدهما بجرجان ونيسابور وطبرستان ، منهم أبو الفضل علي بن أبي هاشم محمد بن أبي الفضل عبد الله بن أبي جعفر محمد بن علي بن عبد الله بن الأعور ؛ مولده نيسابور في آخرين من اخوته وبني عمه وبني إخوته.
    وأما القاسم بن الحسن الأعور ؛ فذكر أن ولده بطبرستان ، وأولاده محمد وعلي وعبد الله والحسن والحسين ، قال ابن طباطبا : وما وقع اليّ نبأ من أخبارهم ولا عرفني أحد عقبا لهم والله بحالهم أعلم ، فمن ذكر أنّه من ولد القاسم احتاج الى بيّنة عادلة تقوم له بصحّة دعواه ، وأما أبو العباس أحمد بن الحسن الأعور فولده أبو جعفر محمد بن أحمد والحسن والحسين ولأبي جعفر محمد (1) وأحمد وعلي وقيل هما بجرجان ، قال أبو عبد الله بن طباطبا : ولم يقع (المجدي للعمري) الى أحد من ولد أحمد ولا عرفني أحد لهم عقبا باقيا. فمن ذكر أنّه من ولده احتاج الى بيّنة عادلة تقوم له بصحّة دعواه.
    قلت : والظاهر أنّه انقرض ، ولهذا لم يعدّه الشيخ النقيب تاج الدين بن معية في المعقبين ـ آخر ولد محمد النفس الزكية ـ
    والعقب من إبراهيم قتيل باخمرى بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام يكنى أبا الحسن ، وكان يرى مذهب الاعتزال وكان شديد الأيد ، فيحكى ؛ انّه كان واقفا مع أخيه محمد وأبيه وإبل لهم تورد وفيها ناقة شرود لا تملك فأقبلت مع الإبل ترد ، فقال محمد لإبراهيم وهو ملتف في شملة : إن رددتها فلك كذا وكذا ؛ فوثب ابراهيم فقبض على ذنبها فشردت وتبعها إبراهيم ممسكا بذنبها حتى غابا عن أعينهم. فقال عبد الله لابنه : بئس ما صنعت
    __________________
    (1) كذا في النسخ التي بأيدينا ولعل الصحيح (ولأبي جعفر محمد ، أحمد وعلي قيل هما بجرجان). م ص

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:00 pm

    عرّضت أخاك للتلف. فلما كان بعد ساعة أقبل إبراهيم ملتفا بشملته ، فقال له محمد : ألم أقل لك إنّك لا تقدر على ردّها؟ فأخرج ذنب الناقة فألقاه وقال : أما يعذر من جاء بهذا؟
    وكان إبراهيم من كبار العلماء في فنون كثيرة : يقال إنّه كان أيام اختفائه بالبصرة قد اختفى عند المفضل بن محمد الضبي فطلب منه دواوين العرب ليطالعها فأتاه بما قدر عليه فأعلم إبراهيم على ثمانين قصيدة ، فلما قتل إبراهيم استخرجها المفضل وسمّاها بـ «المفضليات» وقرئت بعده على الأصمعي فزاد فيها ، وظهر إبراهيم ليلة الإثنين غرّة شهر رمضان سنة خمس وأربعين ومائة بالبصرة وبايعه وجوه الناس ؛ منهم بشير الرحال ، والأعمش سليمان بن مهران ، وعباد بن منصور القاضي صاحب مسجد عباد بالبصرة ، والمفضل بن محمد ، وسعيد بن الحافظ في نظرائهم. ويقال : إن أبا حنيفة الفقيه بايعه أيضا وكان قد أفتى الناس بالخروج معه ، فيحكى ان امرأة أتته فقالت : إنّك أفتيت ابني بالخروج مع ابراهيم فخرج فقتل. فقال لها : ليتني كنت مكان ابنك. وكتب اليه أبو حنيفة : أما بعد فاني قد جهزت اليك أربعة آلاف درهم ولم يكن عندي غيرها ، ولو لا أمانات للناس عندي للحقت بك ، فاذا لقيت القوم وظفرت بهم فافعل كما فعل أبوك في أهل صفين ، اقتل مدبرهم واجهز على جريحهم ولا تفعل كما فعل أبوك في أهل الجمل فان القوم لهم فئة ، ويقال ان هذا الكتاب وقع الى الدوانيقي وكان سبب تغيّره على أبي حنيفة.
    وكان إبراهيم قد يلقب بأمير المؤمنين وعظم شأنه وأحبّ الناس ولايته وارتضوا سيرته ، فقلق الدوانيقي لذلك قلقا عظيما ، وندب اليه عيسى بن موسى من المدينة الى قتاله وسار ابراهيم من البصرة حتى التقيا بباخمرى ـ قرية قريبة من الكوفة ـ وانهزم عسكر عيسى بن موسى ... فيحكى ان ابراهيم نادى : لا يتبعن أحد منهزما ، فعاد أصحابه فظن أصحاب موسى أنّهم انهزموا فكروا عليهم فقتلوه وقتلوا

    أصحابه إلاّ قليلا. وقيل بل انهزم بعض عسكر عيسى على مسناة ملتوية فلما صاروا في عكها ظن أصحاب إبراهيم انه كمين قد خرج عليهم ، ورفع ابراهيم البرقع عن وجهه فجاءه سهم غائر فوقع على جبهته فقال : الحمد لله أردنا أمرا وأراد الله غيره انزلوني. وكان آخر أمره ، ولما اتصل بالمنصور انهزام عسكره وهو بالكوفة اضطرب اضطرابا شديدا وجعل يقول : فأين قول صادقهم أين لعب الغلمان والصبيان؟ ثم جاءه بعد ذلك خبر الظفر ، وجيء برأس ابراهيم فوضعه في طشت بين يديه والحسن بن زيد بن الحسن بن علي عليه‌السلام واقف على رأسه عليه السواد فخنقته العبرة ، والتفت اليه المنصور وقال : أتعرف رأس من هذا؟ فقال : نعم :
    فتى كان تحميه من الضيم نفسه
    وينجيه من دار الهوان اجتنابها

    فقال المنصور : صدقت ولكن أراد رأسي فكان رأسه أهون عليّ ولوددت انّه فاء الى طاعتي.
    وكان قتل ابراهيم ـ على ما قال أبو نصر البخاري ـ لخمس بقين من ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائة وهو ابن ثماني وأربعين سنة ، وقال أبو الحسن العمري : قتل في ذي الحجة من السنة المذكورة ، وحمل ابن أبي الكرام الجعفري رأسه الى مصر. وعقب إبراهيم من ابنه الحسن لا عقب له من غيره وباقي أولاده بين دارج ومنقرض ، وأم الحسن امامة بنت عصمة العامرية من بني جعفر بن كلاب وكان وجيها مقدما طلبت له زوجته امانا من المهدي لما حج فأعطاها إيّاه ، وكان المنصور الدوانيقي قد بالغ في طلبه وطلب عيسى بن زيد بعد قتل ابراهيم فلم يقدر عليهما.
    وأعقب الحسن بن ابراهيم من عبد الله وحده ، وامه مليكة بنت عبد الله بن أشيم تميمية من بني مالك بن حنظلة ، فأعقب عبد الله بن الحسن بن ابراهيم من رجلين ، ابراهيم الأزرق ؛ ومحمد الاعرابي وامهما ام ولد ، أما ابراهيم الأزرق بن عبد الله بن الحسن بن ابراهيم فولده بينبع يقال لهم : بنو الأزرق. وأعقب

    من رجلين أبي علي أحمد ، وأبي حنظلة داود لهما عقب منتشر ، وعقب أحمد بن الأزرق يرجع الى أبي الحسين أحمد النسابة صاحب الخاتم ، وأبي عبد الله سليمان ابني أبي حنظلة محمد بن أحمد المذكور وعقب داود يرجع الى أبي سليمان محمد الملقب حزيمات «جويمات خ ل» والحسن ابني داود ، فمن ولد الحسن بن داود رزق الله الملقب بخندريس بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن الحسن المذكور ، له عقب وله عم اسمه الحسن أعقب من الحسين الملقب زينخا ، له أيضا عقب ، ومن بني محمد حزيمات سليمان بن سليمان بن محمد حزيمات المذكور له عقب ، ومن بني ابراهيم بن عبد الله بقية بينبع والعراق وخراسان وما وراء النهر.
    وأما محمد الاعرابي بن عبد الله بن الحسن بن ابراهيم ، فعقبه من ابراهيم قال الشيخ النقيب تاج الدين محمد بن معية الحسني رحمه‌الله : وعقب ابراهيم بن محمد قليل. وعد أحمد صاحب الخاتم من بني ابراهيم الأزرق ، وهو قول شيخ الشرف العبيدلي ، وأما ابن طباطبا وأبو الحسن العمري فقالا : إن أحمد صاحب الخاتم بن محمد بن أحمد بن ابراهيم بن محمد الحجازي المعروف بالاعرابي فعقب ابراهيم قتيل باخمرى متفرق من ابراهيم الأزرق ومحمد الحجازي ، وقيل : ان لعبد الله بن الحسن بن ابراهيم قتيل باخمرى ولدا اسمه علي أعقب وهو باطل قال أبو نصر البخاري : المنتسبون الى عبد الله بن الحسن بن ابراهيم قتيل باخمرى من جهة علي بن عبد الله لا يصح لهم نسب. قال : وذكر أحمد بن عيسى في أنسابه أن عبد الله بن الحسن كتب في وصيته : «ولا عقب لي إلاّ من محمد وابراهيم وأما علي فلا أعرفه ولا رأيت امه». ـ آخر بني ابراهيم قتيل باخمرى ـ.
    والعقب من موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا الحسن ، وقيل أبا عبد الله ، وكان أسود اللون فلقبته امه هند الجون ، وكانت ترقصه وهو طفل وتقول :


    إنّك أن تكون جونا أفرعا
    يوشك أن تسودهم وتبرعا

    وكان موسى شاعرا ولما قبض المنصور على أبيه وأهله أخذه فضربه ألف سوط ثم قال له أتعلم ما هذا؟ هذا سجل قاض عليك مني. ثم قال له : إني مرسلك الى الحجاز لتأتيني بخبر أخويك محمد وإبراهيم. فقال موسى : إنّك ترسلني إلى الحجاز والعيون ترصدني فلا يظهران لي. فكتب الى والي الحجاز أن لا يتعرّض له. فخرج الى الحجاز وهرب الى مكة فلما قتل أخوه حجّ المهدي محمد بن المنصور في تلك السنة فقال له في الطواف قائل : أيها الأمير لي الأمان وأدلّك على موسى الجون بن عبد الله؟ فقال المهدي : لك الأمان إن دللتني عليه. فقال : الله أكبر أنا موسى بن عبد الله. فقال المهدي من يعرفك ممّن حولك من الطالبية؟ فقال : هذا الحسن بن زيد ، وهذا موسى بن جعفر ؛ وهذا الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي ، فقالوا جميعا : صدق هذا موسى بن عبد الله بن الحسن ، فخلى سبيله ، وعاش موسى الى أيام الرشيد ؛ ودخل ذات يوم فلما قام من عنده عثر بطرف البساط فسقط ، فضحك الرشيد ، فالتفت اليه موسى وقال : يا أمير المؤمنين انّه ضعف صوم لا ضعف سكر. ومات بسويقة ؛ وفي ولده العدد والإمرة بالحجاز وعقبه من (1) رجلين. عبد الله الشيخ الصالح ، ويلقب بالرضا أيضا وكان المأمون قد
    __________________
    (1) قال العمري في المجدي (ولد موسى بن عبد الله الملقب بالجون اثني عشر ولدا منهم تسع بنات ـ كذا عبارة العمري في (المجدي) ولم يذكر التاسع ـ هن : زينب خرجت الى محمد بن جعفر بن ابراهيم الجعفري فولدت له ابراهيم وعيسى وداود وموسى ؛ وفاطمة وام كلثوم. قال ابن دينار : خرجت الى ابن أخي المنصور ، ورقية كان لها خطر خرجت الى اسماعيل بن جعفر بن ابراهيم الجعفري فولدت له محمدا درج ؛ وخديجة وصفية وام الحسن امهن طليحة ومليكة خرجت الى ابن عمها ، والرجال ثلاثة ، منهم محمد درج ولم يعقب وابراهيم ، وعبد الله) م ص

    عيّن عليه وعلى علي بن موسى بن جعفر عليه‌السلام فخرج عبد الله على وجهه هاربا من بني العباس الى البادية ومات بها ، وله شعر وقد روى الحديث ، ومن ابراهيم بن الجون ، وامهما ام سلمة بنت محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر وام طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله ؛ وامها ام كلثوم بنت أبي بكر الصديق.
    أما ابراهيم بن الجون فأعقب من يوسف الأخيضر وحده امه قطبية بنت عامر من بني الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب ، وأعقب يوسف الأخيضر بن ابراهيم بن موسى الجون من ثلاثة الأمير أبو عبد الله صاحب اليمامة يعرف بالأخيضر الصغير ، وأبو الحسن ابراهيم ، وأبو جعفر أحمد ؛ وكان له أولاد أخر منهم الحسن بن يوسف ظهر بالحجاز وقتله بنو العباس بمكة ، ومنهم اسماعيل بن يوسف ظهر بالحجاز وغلب على مكة أيام المستعين وغور العيون واعترض الحاجّ فقتل منهم جميعا كثيرا ، ونهبهم ونال الناس بسببه بالحجاز جهد كثير ، ثم مات على فراشه فجأة في ربيع الأول سنة اثنتين وخمسين ومائتين ولا عقب له ، وقام أخوه محمد بن يوسف بعد وفاته وأزرى على فعله في السفك والنهب والفساد فأرسل المعتز بالسفاح الأسروشي في عسكر ضخم فهرب محمد منهم وسار الى اليمامة فملكها وملكها أولاده بعده فهم هناك يقال لهم الأخيضريون ؛ وبنو يوسف أيضا. وولد الأمير أبو عبد الله محمد بن يوسف صاحب اليمامة اثنى عشر ابنا أعقب منهم ثلاثة ، وهم يوسف الأمير وفيه البيت والعدد ، وابراهيم. وأبو عبد الله محمد بن محمد قتيل القرامطة ؛ قتل هو وبنو أخيه اسماعيل وابراهيم وإدريس الأكبر والحسين بنو يوسف الأخيضر سنة ست عشرة وثلاثمائة في موضع واحد حامى بعضهم عن بعض ، وقد كان صالح بن يوسف أعقب وانتشر عقبه ولكنه انقرض.
    أما يوسف الأمير بن محمد بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم بن الجون

    فأعقب من ثلاثة رجال اسماعيل قتيل القرامطة ويكنى أبا ابراهيم ؛ وأبو محمد الحسن ، وأبو عبد الله محمد يدعى زغيبا أما أبو عبد الله محمد زغيب بن يوسف بن محمد فعقبه كثير منتشر ، وأما أبو محمد الحسن بن يوسف بن محمد فأعقب من رجلين ؛ وهما أبو جعفر أحمد أمير اليمامة ، وعبد الله الملقب فروخا أعقب أبو جعفر أحمد أمير اليمامة من رجلين وهما أبو عبد الله محمد الأمير ، وأبو المقلد جعفر يلقب عبرية ، له عقب كثير ، أما أبو عبد الله محمد الأمير بن أبي جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف فأعقب من ولديه أحمد وعبد الله لكلّ منهما ولد ؛ وأما أبو المقلد جعفر بن أبي جعفر أحمد بن الحسن بن يوسف فأعقب من خمسة رجال محمد الأمير وعلي والحسن ، ومقلد ، وجعفر بن جعفر (1) «وأعقب» عبد الله الملقب فروخا من رجلين ابراهيم الملقب بعيثار وعيسى ، لهما أولاد وأولاد أولاد ، فمن ولد ابراهيم بن عبد الله فروخ عيثار بن المنفقية «المنتفقية خ ل» وهو ابن الحسن بن ابراهيم بن فروخ ، ونقل الشيخ ابو الحسن العمري عن أبي الحسن الأشناني النسابة في الحسن بن ابراهيم غمزا والله أعلم.
    وأما أبو ابراهيم اسماعيل قتيل القرامطة ابن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر وقد ولّي اسماعيل أمر اليمامة ، قال الشيخ أبو الحسن العمري : ووجوه الأخيضريين اليوم من ولد اسماعيل ، وأعقب من رجلين صالح أمير اليمامة ؛ وأحمد الملقب حميدان يكنى أبا جعفر ؛ وقال ابن طباطبا : أبا الضحاك. أما صالح بن اسماعيل فله محمد أبو صالح ، ولمحمد بن صالح عبد الله يعرف بالجوهرة ، وله ولد وإخوة
    __________________
    (1) لم يذكر الخامس من الاخوة أولاد أبي المقلد في النسخ التي بأيدينا قال العمري في (المجدي) : (أبو المقلد جعفر بن الأمير أحمد أبي جعفر ابن الحسن بن يوسف الأمير وأولاده الأمراء. الأمير محمد قتله أخوه الأمير جعفر والأمير حسن ومنهم كرزاب بن علي بن عبرية قتل عمه الأمير جعفر بعمه محمد واخت كرزاب المعروفة بصباح العافية) هذا كلامه ولم يذكر بقية الأخوة.

    وأما أبو جعفر أحمد الملقب حميدان ، فله عقب كثير يقال لهم : بنو حميدان ، ومنهم بنو الدكين وهو أبو الفضل بن حميدان ، وبنو الألف وهو أبو العسكر بن حميدان ومنهم الحسن بن حميدان أعقب من ولده معيد بن الحسن ، وذو الوقار الفقيه العالم المتكلم الضرير المكنى بأبي الصمصام في قول من يصح نسبه ابن محمد بن المعيد هذا والله أعلم. ومنهم محمد بن حميدان له بقية بالعراق ـ آخر ولد يوسف الأمير بن محمد بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ـ.
    أما ابراهيم بن محمد بن يوسف الأخيضر فأعقب ـ على ما قال ابن طباطبا ـ من أربعة رجال (1) وهم صالح أعقب من رجلين محمد وله أولاد وأولاد أولاد وابراهيم له ولدان محمد وأحمد ولهما أولاد ، وحميدان اسمه أحمد ، ومحمد. فمن بني أحمد حميدان صالح الدنداني القصير بن نعمة بن محمد بن أحمد المذكور ، لقيه أبو نصر البخاري ، ورآه العمري سنة خمس وثلاثين وأربعمائة ومنهم سليمان ويسمى سالما بن اسماعيل بن أحمد المذكور ، أولد وأنكره ولده بنو الأخيضر.
    وأما أبو عبد الله محمد بن محمد بن يوسف قتيل القرامطة فأعقب من ولديه يوسف ورحمة أبو يوسف ، لهما أولاد ، أما رحمة بن محمد بن محمد فولده أحمد بن رحمة له أولاد باليمامة وخرج الى خراسان ، وأما أبو الحسن ابراهيم بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم فأعقب من رجل واحد وهو رحمة امه فاطمة بنت اسحاق بن سليمان بن عبد الله بن الجون ، وأعقب رحمة من أحمد بن رحمة ، ومحمد بن رحمة لهما أولاد وانتشار ، ومن الحسين بن رحمة له أولاد ولأولاده أولاد، ومن اسماعيل بن رحمة ، له أولاد ولأولاده أولاد.
    أما أبو جعفر أحمد بن يوسف الأخيضر بن ابراهيم فأعقب من رجلين يوسف وعبد الله ، أما عبد الله فعقبه بالحجاز ، وأعقب من رجل واحد هو
    __________________
    (1) كذا في النسخ التي بأيدينا ولم يذكر الرابع. م ص

    محمد بن عبد الله ، وعقب يوسف باليمامة كان من ابراهيم ومحمد وهو الذي يقال له الفرقاني نودي عليه ببغداد وتبرأ من النسب فوجه اليه أخوه ابراهيم بن يوسف رسولا قاصدا فحمله الى اليمامة ، قال الشيخ العمري : وهذا يدلّ على صحّة نسبه وله عقب هناك وقال الشيخ أبو عبد الله بن طباطبا الحسني : سألت أهل اليمامة من العلويين عن هذا البيت فلم يعرفه أحد منهم ولا ذكروا بقية لهم. حدّثني الشيخ المولى السعيد العلاّمة النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسني ان ابراهيم بن شعيب اليوسفي حدّثه أن بني يوسف الأخيضر مع عامر وعايد نحو من ألف فارس يحفظون شرفهم ولا يدخلون فيهم غيرهم ؛ ولكنهم يجهلون أنسابهم ويقال لهم بنو يوسف ـ آخر ولد يوسف الأخيضر وهم آخر ولد ابراهيم بن الجون والله أعلم ـ.
    أما عبد الله الشيخ الصالح بن الجون وعقبه أكثر بني الحسن عددا وأشدّهم بأسا وأحماهم ذماما ، فأعقب من خمسة رجال وهم موسى الثاني ؛ وسليمان ، وأحمد المسور ويحيى السويقي ، وصالح. أما صالح بن عبد الله بن الجون فهو أقل (1) اخوته عقبا أعقب من ولده أبي عبد الله محمد الشاعر ، ويقال له الشهيد كان قد خرج على الحاج أيام المتوكل وأخذ وحبس بسر من رأى وطال حبسه ، ومدح المتوكل بعدّة قصائد وعمل في السجن شعرا كثيرا منه القطعة السائرة وهي (2) :
    طرب الفوائد وعاودت أحزانه
    وتلعبت شغفا به أشجانه

    وبدا له من بعدما اندمل الهوى
    برق تألق موهنا لمعانه

    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : أما صالح بن عبد الله بن موسى الجون فولد بنتا يقال لها دلفاء وثلاثة بنين درجوا ، ومحمدا يقال له الشهيد قبره ببغداد ويكنى أبا عبد الله وكان شاعرا مجودا.
    (2) أنظر القصيدة في (مقاتل الطالبيين) في أخبار محمد بن صالح بن عبد الله بن الجون. م ص


    يبدو كحاشية الرداء ودونه
    صعب الذرى متمنع اركانه

    فدنا لينظر كيف لاح فلم يطق
    نظرا اليه وردّه سجّانه

    فالنار ما اشتملت عليه ضلوعه
    والماء ما سحّت به أجفانه

    الى آخرها ، وكانت هذه القطعة سبب خلاصه من السجن ، وذلك أن ابراهيم بن المدبر أحد وزراء المتوكل توصل بأن أمر بعض المغنين أن يغني بها في مجلس المتوكل فلما سمعها المتوكل سأل عن قائلها فأخبره ابراهيم الوزير انّها لمحمد بن صالح وتكفّل به فأخرجه المتوكل من السجن ولم يمكنه من الرجوع الى الحجاز فبقى بسر من رأى الى أن مات ، وحكى الشيخ تاج الدين في كتابه «هداية الطالب» مسندا عن محمد بن صالح أنّه قال : خرجنا على القافلة قافلة الحاج التي جمع عليها قال فقتلنا من كان فيها من المقاتلة وغلبنا عليها فدخل أصحابي القافلة يغنمون ما فيها ووقفت أنا على تلك هناك فكلّمتني امرأة في هودج وقالت : من رئيس هؤلاء القوم؟ فقلت لها : وما تريدين منه؟ قالت : إنّي قد سمعت أنّه رجل من أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولي اليه حاجة. فقلت لها : هو هذا يكلّمك. فقالت أيها الشريف اعلم اني ابنة ابراهيم بن المدبر ولي في هذه القافلة من الإبل والمال والأقمشة ما يجل وصفه ومعي في هذا الهودج من الجواهر ما لا يحصى قيمة وأنا أسألك بحق جدّك رسول الله وامك فاطمة الزهراء أن تأخذ جميع ما معي حلالا لك واضمن لك أيضا مهما شئت من المال أقترضه من التجار بمكة وأسلّمه الى من أردت ولا تمكن أحدا من أصحابك أن يعرض لي ولا يقرب من هودجي هذا ، قال : فلما سمعت كلامها ناديت في أصحابي : ألا من أخذ شيئا يرده ، فتركوا ما أخذوا وخرجوا إليّ فقلت لها : جميع ما معك من المال والجواهر وجميع ما في هذه القافلة هبة مني لك. ثم ذهبت أنا وأصحابي ولم نأخذ من تلك القافلة قليلا ولا كثيرا ، قال : فلما قبض عليّ وحملت الى سر من رأى وحبست دخل عليّ السجان ذات ليلة فقال بباب السجن نساء يستأذن في الدخول عليك ، فقلت في نفسي لعلهنّ بعض نساء أهلي

    المقيمين بسر من رأى فأذنت لهن فدخلن اليّ وتلطفن بي وحملن معهن شيئا من أطيب الطعام وغيره وبذلن للسجّان شيئا من المال وسألنه في التخفيف عني وفيهن امرأة تفوقهن هي تولت ذلك ، فسألتها من هي؟ فقالت أوما تعرفني؟ فقلت : لا. فقالت : أنا ابنة ابراهيم بن المدبر التي وهبت لها القافلة ثم خرجن ولم تزل تلك المرأة تتفقدني وتتعهدني في مدّة مقامي في السجن وكانت هي السبب في توصل ابيها الى خلاصي وتكلّم الناس في حال هذه المرأة وحال الشريف محمد بن صالح بعد خلاصه من السجن وأراد الشريف أن يتزوجها فخطبها الى ابيها ابراهيم فقال للرسول والله اني لأعلم ان لي في هذا شرفا ومنزلة وما كنت أطمع في مثله ولكن الناس قد تكلّموا فيهما وأنا أكره القالة فلما بلغ ذلك الشريف قال :
    رموني واياها بشنعاء هم بها
    أحق ؛ أدال منهم فعجلا

    بأمر تركناه وحق محمد
    عيانا ؛ فأما عفة أو تجمّلا

    ثم إن ابراهيم بن المدبر زوجها له ، وكان الشيخ تاج الدين رحمه‌الله يقول : إن قبره ببغداد وهو المشهور بمحمد الفضل صاحب المشهد وقبره يزار. قال : وما يقال من انّه قبر محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام فغير صحيح. وما كان الله ليرزقه شيئا من الفضل مع ما فعل مع عمّه موسى الكاظم عليه‌السلام وكان قد سعى به الى الرشيد حتى قتل قلت : هكذا يقول رحمه‌الله ، ولكني وجدت ان محمد بن صالح توفي بسر من رأى ولم ينقله أحد الى بغداد قطعا والله سبحانه أعلم ، وأعقب أبو عبد الله محمد بن صالح من ابنه عبد الله ليس له عقب من غيره ، فأعقب عبد الله بن محمد من ابنه الحسن الشهيد قتيل جهينة وحده فأعقب الحسن الشهيد من ثلاثة رجال هم أبو الضحاك عبد الله ، وأحمد وسليمان يقال لبني عبد الله آل أبي الضحاك ، منهم آل حسن وهو حسن بن زيد بن أبي الضحاك ، وآل هذيم وهو هذيم بن مسلم بن زيد بن أبي الضحاك وأما يحيى بن عبد الله بن موسى الجون ؛ ويلقب السويقي ويقال لولده السويقيون فأعقب

    من رجلين أبي حنظلة ابراهيم ؛ وأبي داود محمد السويقي ، أما أبوحنظلة ابراهيم فأعقب من رجلين سليمان ؛ والحسن كذا قال الشيخ العمري ، وأكثر عقبه بالحجاز ، وقال ابن طباطبا : العقب من أبي حنظلة ابراهيم بن يحيى ، في الحسن وسليمان ، له أولاد باليمامة «منهم» صالح بن موسى بن الحسين بن سليمان بن ابراهيم بن يحيى المذكور ، كان نازلا على ابن مزبد الأسدي ؛ وكان شيخا ذا عقل ودين وله ولدان ابراهيم ويحيى ولكلّ منهما أولاد ، وادّعى انسان كان من المتفقهة بالاردن قاضيا بزعر من بيت المقدس نسبه وكتبوا إلى يسألون عنه فأجبت بأنّه في دعواه قد تمرض وان هذا شيخ من شيوخ بني حسن من البادية ولا أعلم بعد ذلك من أمر المدعي شيئا ؛ وأما أبو داود محمد بن يحيى السويقي فقال الشيخ تاج الدين أعقب من ثمانية رجال وقال أبو عبد الله بن طباطبا : أعقب من سبعة هم يحيى ويوسف الخيل والعباس وعبد الله وداود وعلي والقاسم «وزاد» النقيب تاج الدين أبا جعفر أحمد ، وقد عدّه الشيخ أبو الحسن العمري معقبا فمن بني القاسم بن محمد بن يحيى ويكنى بأبي محمد ، أبو جعفر أحمد وأبو عبد الله محمد ، ولهما عقب ؛ ومن بني العباس بن محمد بن يحيى ، يحيى بن العباس ، وله عقب كثير وهو فارس من فرسان بني حسن قال شيخ الشرف : أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي : رأيت يحيى هذا طويلا أسود قوي القلب قتل في البطائح بنشابة رماه بها الأكراد ليلا وأولد بالعراق عدّة أولاد منهم : أبو الغنائم يحيى بن يحيى ؛ له جعفر بن أبي الغنائم ومنهم محمد بن يحيى له يحيى بن محمد بن يحيى ؛ ومن بني علي وهو أبو الحسن الشاعر بن محمد بن يحيى ، أبو طالب محمد والحسين وأحمد لهم أولاد وأعقاب ، وكان لعلي الشاعر ؛ الحسن أيضا لم أعرف له عقبا ، ومن بني داود بن محمد بن يحيى ويكنى أبا الحمد،على الملقب كزرا ؛ وكثير ، وداود بن سليمان بن أبي الحمد لهم أعقاب يقال لهم آل أبي الحمد ؛ ومنهم الحسن بن محمد بن داود بن سليمان بن أبي الحمد ؛ له عقب بينبع ومن ولد عبد الله بن محمد

    بن يحيى ويكنى أبا محمد ، ويلقب الغلق ؛ وله عقب يقال لهم بنو الغلق ؛ أبو الحسين عبد الله يقال له الكوسج بن أبي الحسين بن يحيى النسابة بن عبد الله هذا وجه من وجوه بني حسن وفرسانهم ، قال ابن طباطبا : وهو العلق ، ومن ولد يحيى بن محمد بن يحيى ويلقب الكلح أبو الحريش ، نعمة بن يحيى ؛ بطل شجاع وميمون وسبظم بنو يحيى بن محمد بن يحيى قال العمري وانقرض يحيى ومن ولد يوسف الخيل بن محمد بن يحيى ؛ أحمد وعبد الله ويوسف المكنى أبا السفاح بنو يوسف الخيل فمن بني أحمد بن يوسف الخيل الفدكي يقال لولده آل الفدكي واخوه محمد المبعوج بن احمد بن يوسف يقال لولده آل المبعوج ، وداود بن يوسف بن أحمد بن يوسف الخيل ، ولده يقال لهم آل داود الأعمى وهم بالحجاز واليمن ، وأما أحمد المسوّر بن عبد الله بن موسى الجون وإنما لقب المسور لأنّه كان يعلم في الحرب بسوار يلبسه ، ويقال لولده الأحمديون وهم عدد كثير أهل رياسة وسيادة فأعقب من ثلاثة محمد الأصغر وصالح وداود فأعقب محمد الأصغر بن أحمد المسوّر من ثلاثة علي الغمقي (1) وجعفر الكشيش ويحيى السراج ، أما علي الغمقي وهو منسوب الى الغمق منزل بالبادية كان ينزله وولده يعرفون بالغميقيين ويقال لهم الغموق أيضا وهم عدد كثير بالحجاز والعراق ، فأعقب رجلين الحسن وعقبه من اسحاق المطرفي بن الحسن يقال لولده آل المطرفي ، منهم مسلم بن اسحاق ، يقال له ابن المعلمية ومن أحمد علي الغمقى أعقب من عبد الله الأمير ظهر أيام الراضي وله عقب منتشر فمن ولده علي بن إدريس بن عبد الله المذكور ، قتله (2) القصري الحائري وخلف أربعة أولاد منهم موسى بن القاسم بن عبد الله المذكور مات «بميافارقين» سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة ، ومن بني الغمقى آل عرفة وآل جماز بن إدريس وآل سلمة ، والسيد فضل بن المطرفي
    __________________
    (1) في نسخة المجدي (العمقى) بالعين المهملة.
    (2) في المجدي سمّاه المصيري الجابري.

    كان شاعرا خليعا سافر وغاب خبره ، أما جعفر الكشيش وعقبه يعرفون ببني كشيش أكثرهم بينبع ونواحيها وفيهم عدد ، وأما يحيى السراج بن محمد الأصغر بن أحمد المسور فعقبه يعرفون ببني السراج فله عدّة أولاد منهم علي بن أحمد بن يحيى السراج ، وعبد الله وموسى ابنا الحسين بن أحمد بن يحيى السراج ، وأما صالح بن أحمد المسور بن عبد الله بن موسى الجون فأعقب من ابنه موسى وأعقب موسى بن صالح من أربعة رجال هم أحمد وميمون وصالح ونافع بنو موسى المذكور ، منهم الحسن بن موسى بن صالح (1) وعبد الله بن ميمون بن صالح ، وأعقب داود بن أحمد المسور بن عبد الله بن موسى الجون من ستة رجال الحسين وعلي الأزرق وإدريس الأمير وأبو الكرام عبد الله وجعفر والحسن الأصغر المترف ، فمن ولد علي الأزرق بن داود الحسن بن علي يكنى أبا القاسم ، ويقال لولده آل الفنيد ، وذكر ابن طباطبا أن الفنيد هو أحمد بن علي الأزرق ، ومن بني ادريس الأمير ، الحسن البيتح والحسين النسابة ابنا ادريس لهما عقب وداود بن إدريس أعقب من عشرة رجال ؛ وعبد الله بن إدريس من ولده الحسين والحسن وسالم ورشيد وراشد بنو حمزة بن عبد الله هذا يقال لهم آل حمزة ، والقاسم بن ادريس له عقب ومن بني أبي الكرام عبد الله بن داود بن أحمد المسوّر وولده يقال لهم الكراميون ؛ وكان له عدّة أولاد ، منهم يحيى وعلي وأحمد ومحمد وموسى ؛ ومن بني جعفر بن داود بن أحمد المسوّر ، أحمد الشاعر الشجاع الجواد ، وأخوه أبو محمد القاسم الأمير. اعقب القاسم بن جعفر من ثمانية رجال. من ولده كيثم بن مالك بن القاسم أعقب من ستة عشر ولدا ومن بني الحسن المترف بن داود بن أحمد المسور أحمد الشاعر الجواد الشجاع وأخوه الجواد ، ويقال لولده المتارفة ، وأعقب من
    __________________
    (1) يعني صالح بن موسى بن صالح وكذا صالح جد عبد الله بن ميمون فانّه ابن موسى بن صالح بن أحمد المسور. م ص

    رجلين علي المترف وأحمد المترف ، فمن بني أحمد المترف بن الحسن المترف المفاضلة ولد مفضل بن أحمد منهم يحيى وخصيب ابنا جعفر بن أحمد بن مفضل ابن أحمد لهما عقب ، ومنهم موسى وعلي وعطية بنو محمد بن جعفر المذكور ومنهم خليفة وعلي وأبو السعود يحيى ويدعى مسعودا بنو ثابت بن يحيى بن جعفر المذكور ، لهم أعقاب ، وبقية علي المترف من رجلين الحسن ومن ولده الحرشان وهم ولد علي بن الحسن بن علي المترف ، ومنهم سوار بن محمد بن عبد الله بن الحسن المذكور له عقب بالحلة منهم آل مسلم بن حسن بن مفلح بن سوار ، وأحمد (1) بن علي المترف من ولده الليول ولد أبي الليل بن عبد الله بن أحمد هذا ، ومنهم عطية وعطوة ابنا سليمان بن محمد بن يحيى بن أبي الليل لهما عقب بالحلة ، قال الشيخ العمري : وكان من الأحمديين بالموصل شيخ حجازي يقال له الحسن بن ميمون الأحمدي له بالموصل ولد الى اليوم في جرائد النقباء ولم يثبت في المشجرات فولده اذا في «صح» وما للحسين (2) بن داود بن علي عقب.
    وأما سليمان بن عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون وكان سيدا وجيها ، وولده في بادية بالمخلاف ، وسمعت انّهم قد بنوا هناك مدنا وقد أبرزوا الجدران ومع ذلك فباديتهم كثيرة وفيهم عدد وأفخاذ وقبائل وشدّة بأس ونجدة وفرسان العرب وفتاكها ينتجعون القطن ، أهل نعم وشاة وخيل وعبيد وإماء يبارون الريح سخاءا ولهم منع الجار وحفظ الذمار ، فأعقب سليمان من رجل واحد وهو ابنه داود وأعقب داود بن سليمان من خمسة رجال أبو الفاتك عبد الله ؛ والحسين الشاعر والحسن المحترق ؛ وعلي ومحمد المصفح فولد محمد المصفح بن داود ثمانية أولاد
    __________________
    (1) كذا في النسخ التي بأيدينا ولعلّ الصحيح (وما ظفرت للحسين بن داود على عقب).
    (2) أحمد هذا أحد الرجلين اللذين ذكرا آنفا انهما بقية علي بن المترف فهو أخو الحسن المتقدّم ، فلا تشتبه.

    وهم عبد الله وزيد وأحمد وعبيد الله وموسى واسحاق وابراهيم أبو الحسين والحسن الشاعر ، ولبعضهم أعقاب وقال ابن طباطبا : العقب من محمد المصفح له فرع وذيل ؛ وموسى له عدد وأحمد في «صح» واسحاق وابراهيم والحسن ، هذا كلامه وولد علي بن داود بن سليمان بادية حول مكة وعقبه في الحسين العابد الشبيه ، وأبي المجيب الحسن وأحمد ، قال أبو عبد الله بن طباطبا : فمن ولد أبي عبد الله الحسين العابد الشبيه ، محمد والقاسم وجعفر ، لمحمد محمد وللقاسم محمد أيضا ومن ولد أبي المجيب الحسن ، يوسف بن القاسم بن الحسن ، وبنو عمه ، ومن بني نعمة بن علي بن داود ـ ولم يذكره ابن طباطبا وذكره الشيخ أبو الحسن العمري ـ حسان بن أحمد بن نعمة وأحمد ومحمد وعبد الله وعقب بني يوسف بن نعمة ، ومن بني سعيد بن علي بن داود ولم يذكره ابن طباطبا وذكره غيره محمد ويحيى ابنا علي بن علي بن سعيد وولد الحسن المحترق بن داود ابن سليمان بادية حول مكة ، وكان له اربعة أولاد محمد وأحمد وعلي وابراهيم أما ابراهيم بن الحسن المحترق فكان له الحسن ، درج ومحمد ميناث وللثلاثة الاخر أعقاب وولد الحسين الشاعر بن داود بن سليمان ، عبد الله أبا الهند الشاعر والحسن يلقب زنجية ، وميمون ويحيى وداود ، أما داود بن الحسين الشاعر فميناث وأعقب الباقون وولد أبو الفاتك عبد الله بن داود بن سليمان ويقال لولده الفاتكيون وفيهم رياسة وتقدم وعاش أبو الفاتك مائة وخمسا وعشرين سنة وأعقب من ثمانية رجال اسحاق ومحمد وأحمد وصالح وجعفر والقاسم النسابة وداود وعبد الله قال الشيخ تاج الدين : أعقابهم بالمخلاف من اليمن. ونقلت من خط السيد العالم عبد الحميد بن التقي النسابة الحسني : انهم بمخلاف ابن طوق من خرص الى جبل ابن فيل من اليمن وهم عالم عظيم وقد ملكوا هناك.
    اما اسحاق بن أبي الفاتك فكان فارس بني حسن في زمانه وجوادهم وشجاعهم وله عدد ، ومن ولده محمد وعلي وادريس والقاسم لهم عقب ، وأما محمد بن أبي

    الفاتك ؛ فله عدّة أولاد ، منهم أحمد وعبد الله واسحاق وعبد الرحمن والحسن وعامر والمطاع. فمن بني عبد الرحمن بن محمد بن أبي الفاتك ؛ أبو الوفا أحمد بن عبد الرحمن ، يقال لولده بنو الحجازي كانوا ببغداد وطرابلس وغيرهما ، وأما أحمد بن أبي الفاتك ويكنى أبا جعفر وكان مقدّما على جماعة وعاش مائة وسبعا وعشرين سنة ؛ وله عقب كثير رؤساء ونقباء ؛ فولده عشرة رجال علي وسليمان وعبد الله وداود وموسى وأبو طالب والعباس والقاسم ومحمد وعلي الأصغر.
    أما علي بن أحمد بن أبي الفاتك فولده عدّة أولاد أعقب منهم خمسة أولاد هم علي والحسن الأكبر والحسين وعيسى والحسن الأصغر ، فمن بني الحسن الأكبر بن علي ، مسلم بن الحسن بن علي المذكور ، له عقب بخراسان ، منهم محمد بن علي بن أحمد بن مسلم بن الحسن بن علي المذكور ، كان باصفهان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة ، والحسين بن علي بن أحمد بن أبي الفاتك ؛ ويقال له الزاهد له عقب يقال لهم آل الزاهد ، وأعقب من ثلاثة رجال ابراهيم ومحمد والحسن وأمّا محمد بن أحمد بن أبي الفاتك فولد ستة رجال ، أحمد ومسلم وعلي والقاسم ومحمد واسحاق ، وأما صالح بن أبي الفاتك فله علي بن صالح وقال ابن طباطبا : ولد صالح في «صح» نسأل عنهم ان شاء الله تعالى. وأما جعفر بن أبي الفاتك فله عدد ، ومن ولده علي الأعرج ويحيى وهضام بن جعفر بن أبي الفاتك ، يقال لولده آل هضام ، وأما القاسم النسابة بن أبي الفاتك فله محمد بن القاسم ، له عقب وعدّة أخوة معقبون. منهم الحسن وحمزة وعيسى وهياج وسراج وادريس والحسين ومحمد وأما داود بن أبي الفاتك ففيه العدد ، ومن ولده موسى الفارس وحسين الهدار وحسن الكلب ومحمد وداود وعيسى بنو داود بن أبي الفاتك لهم أعقاب ، وأما عبد الرحمن بن أبي الفاتك فعاش مائة وعشرين سنة ، وكان له أحد وعشرون ولدا أعقب منهم أحد عشر ولدا فمنهم اسماعيل بن عبد الرحمن ولد محمد بن اسماعيل كان بنيسابور ثم خرج الى بلخ وطخارستان ، ومنهم أبو

    الطيب داود بن عبد الرحمن ، ولده يقال لهم آل أبي الطيب وهم عدد كثير يسكنون المخلاف من اليمن وقد تقسّموا عدّة أفخاذ وبطون منهم بنو وهاس وبنو علي وبنو شماخ وبنو مكثر وبنو حسان وبنو هشام وبنو قاسم وبنو يحيى ، هؤلاء كلّهم أولاد أبي الطيب لصلبه إلاّ مكثر وشماخ فانّهما أولاد أولاده.
    وأعقب وهاس بن أبي الطيب من ستة رجال ، محمد وحازم ومختار ومكثر وصالح وحمزة ، ولحمزة بن وهاس هذا صارت مكة شرّفها الله تعالى بعد وفاة الأمير تاج المعالي شكر بن أبي الفتوح الحسن بن جعفر بن محمد بن الحسين بن محمد الأكبر بن موسى الثاني ؛ وقامت الحرب بين بني موسى الثاني وبين بني سليمان مدّة سبع سنين حتى خلصت مكة للأمير محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبي هاشم ، وملكها بعده جماعة من أولاده كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، ولم يملكها أحد من بني سليمان سوى حمزة بن وهاس فأعقب حمزة بن وهاس من أربعة رجال عمارة ومحمد وأبي غانم يحيى وعيسى أمير المخلاف ؛ قتله أخوه أبو غانم يحيى وتأمّر بالمخلاف بعده وهرب ابنه عليّ بن عيسى ـ وهو بضم العين وفتح اللام على صيغة التصغير ـ وأقام بمكة وكان عالما فاضلا شاعرا جوادا ممدوحا ، وكان في أيام مقامه بمكة وردها الزمخشري وصنّف له كتاب «الكشاف» ومدحه بقصائد موجودة في ديوانه. وللشريف أبي الحسن عليّ بن عيسى بن حمزة في مدح الزمخشري قوله يخاطبه :
    جميع قرى الدنيا سوى القرية التي
    تبوّأها دارا فداء زمخشرا

    وحسبك أن تزهى زمخشر بامرىء
    اذا عدّ من أسد الشرى زمخ الشرى

    وللشريف علي بن عيسى عقب وولد أبو غانم يحيى بن حمزة بن وهاس حمزة ومطاعا وغانما ، فمن ولد غانم بن يحيى ؛ أحمد المؤيد أمير المخلاف بن قاسم بن غانم المذكور واخوته المرتضى وعلي وأبو طالب ، بنو قاسم بن يحيى بن حمزة ، لهم أعقاب ، وربما كان قد انقرض بعضهم.

    وأما موسى بن عبد الله بن الجون ؛ ويعرف بالثاني ، ويكنى أبا عمر وكان سيدا راوي الحديث ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : مات بسويقة. وقال الشريف أبو جعفر محمد بن معية الحسني النسابة : قتل سنة ست وخمسين ومائتين. وهو الصحيح روى المسعودي المؤرخ في كتابه «مروج الذهب» : ان سعيدا الحاجب حمل موسى بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام من المدينة في أيام المعتز ، وكان من الزهّاد وكان معه ابنه إدريس بن موسى فلما صار سعيد بناحية زبالة من العراق اجتمع خلق كثير من العرب من بني فزارة وغيرهم لأخذ موسى الثاني من يده ؛ فسمعه سعيد فمات هناك وخلصت بنو فزارة ابنه ادريس من سعيد ، وأما موسى الثاني امه امامة بنت طلحة بن صالح بن عبد الله بن عبد الجبار بن منظور بن زبان بن سيار الفزاري وولده يقال لهم الموسويون وفيهم الإمرة بالحجاز فولد ثمانية عشر ولدا ذكرا وهم عيسى وابراهيم والحسين الأكبر وسليمان واسحاق وعبد الله وأحمد وحمزة وإدريس ويوسف ومحمد الأصغر ويحيى وصالح والحسين الأصغر والحسن وعلي وداود ومحمد الأكبر ؛ أما عيسى فلم يعقب وأما الحسين الأكبر فلم يذكر له ولد وأما ابراهيم وسليمان واسحاق وعبد الله وأحمد وحمزة ومحمد الأصغر الملقب بالعربي والحسين الأصغر فانقرضوا.
    وأما يوسف بن موسى الثاني ـ ويلقب بالحرف ، قال الشيخ العمري : وجدّته بخط الأشناني بالحاء المهملة ـ فلم يذكره أبو الغنائم الزيدي في المعقبين ولا وجدت له ذيلا يزيد على البطن الثالث والظاهر انّه منقرض ، وبقي عقب موسى الثاني من سبعة رجال ادريس ويحيى وصالح والحسن وعلي وداود ومحمد الأكبر ، أما ادريس بن موسى الثاني وكان سيدا جليلا وهو لام ولد مغربية تسمى ام المجيد. ومات سنة ثلاثمائة فأعقب من ثلاثة رجال ، وهم الأمير أبو الرفاع عبد الله ؛ وابراهيم أبو الشويكات ، والحسن ؛ فمن ولد الأمير أبي الرفاع عبد الله

    أبو عبد الله محمد بن عبد الله كان أميرا بجدة ، ومن ولد محمد هذا عبد المنتقم وأخوه أبو الفتح المسلّط نقيب البطائح إبنا محمد بن عبد الله المذكور ، ومن بني إبراهيم أبي الشويكات ؛ بسطام بن إدريس بن إبراهيم أبي الشويكات ؛ ومن بني الحسن بن إدريس ، علقمة بن الحسن له عقب يقال لهم آل علقمة. وعقب إدريس بن موسى الثاني أكثرهم بالحجاز.
    وأما يحيى بن موسى الثاني ويقال له يحيى الفقيه فأعقب من خمسة رجال يوسف وموسى وعبد الله الديباج ومحمد وأحمد بني يحيى الفقيه ، فمن ولد يوسف بن يحيى الفقيه أبو الشمحوط الحسن بن يوسف المذكور ، له أولاد ومن ولد موسى بن يحيى الفقيه أبو الهدار يحيى الفقيه العالم الورع بن علي بن موسى المذكور ، ومنهم موسى بن ادريس بن موسى المذكور ومنهم عبد الله بن محمد بن يحيى الملقب بمرفد بن ابراهيم بن موسى المذكور ، ومن ولد عبد الله الديباج بن يحيى الفقيه محمد بن عبد الله المذكور ، ومن ولد محمد بن يحيى الفقيه محمد بن يحيى الحبيب بن محمد المذكور ومن ولد أحمد بن يحيى الفقيه ، أبو الليل موسى بن علي بن موسى بن أحمد المذكور ، يقال لولده آل أبي الليل ، وأما صالح بن موسى الثاني ويلقب الأرب وقال ابن طباطبا : الأرت. فأعقب من ابنه محمد وما سواه في «صح» وكان لمحمد ثلاثة بنين علي وعبد الله ورحمة ، وأما الحسن بن موسى الثاني وكان سيّدا شريفا فأعقب من ثلاثة أحمد ومحمد وزيد ابناء الحسن بن موسى الثاني ؛ وولدهم بينبع ونواحيها بادية ، أما أحمد بن الحسن بن موسى الثاني فأعقب من الحسن والحسين ، فمن ولد الحسن بن أحمد ، أحمد بن أبي الكوكب محمد بن الحسن المذكور ؛ وأما محمد بن الحسن بن موسى الثاني فأعقب من صالح الأمير فارس بني حسن في زمانه ، يقال لولده الصالحيون وهم بالحجاز.
    فالعقب من صالح الأمير الفارس في محمد والحسين ومعمر وموهوب

    المعروف بالتركي فارس بني حسن ، فأعقب موهوب هذا من ستة رجال ؛ فمن ولده ناجي بن فليتة بن الحسن بن سليمان بن موهوب المذكور ، أعقب أربعة وهم حسين وعلي ومحمد (1) بنو ناجي لهم أعقاب بوادي الصفراء ؛ ومنهم بدر بن محمد بن سليمان بن موهوب التركي. يقال لولده آل بدر. وأما زيد بن الحسن بن موسى الثاني ويقال لولده الزيود ولهم بقية بالحجاز والعراق ؛ فأعقب من ثلاثة أبي الفضل العباس ومحمد ويحيى بني زيد ؛ فمن ولد زيد هذا أبو خلاط الحسين بن يحيى ولد زيدا وعليا وعبد الله وأحمد. وذكر له الشيخ تاج الدين رحمه‌الله تعالى ولدا خامسا ، ومنهم محمد وعبد الله إبنا فاتك بن ليل بن عبد الله بن أبي خلاط ؛ ومن ولد محمد بن زيد ؛ سالم وعبد الله ابنا محمد المذكور ؛ لهما عقب ؛ ومن ولد أبي الفضل العباس بن زيد ، عبد الله ومحمد المعروف بحبابر ابنا أبي الفضل العباس ، فولد عبد الله بن العباس أبا الليل ويحيى وولد محمد المعروف بحبابر بن العباس الحسين المصرحي ويحيى ويدعى عشرقة وناجية وعليا ، وأما علي بن موسى الثاني فأولد خمسة رجال عبد الله العالم وعيسى والحسين وعبد الله الأصغر والآخر لم نجده في النسخة التي نقلنا منها ، وعقبه من الثلاثة الأول فمن ولد عبد الله العالم علي ويوسف والحسن الأشل بنو عبد الله العالم ، لهم أعقاب ومن ولد عيسى بن علي بن موسى الثاني ، الحسين وعلي وخليفة بنو عيسى بن علي أعقبوا ؛ ومن ولد الحسين بن علي بن موسى الثاني ، داود وعبد الله وأحمد ويوسف بنو الحسين ، ولأحمد ولد اسمه محمد.
    وأما داود الأمير بن موسى الثاني وهو ابن الكلابية وامه محبوبة بنت مزاحم الكلابية وكان أميرا جليلا وانتشر عقبه وهم بوادي الصفراء إلا من انتقل منهم ، فعقبه من رجلين محمد ، والحسن ، وكان له موسى بن داود وأعقب ولكنه انقرض. ونص الشيخ عبد الحميد بن التقي على انقراضه ، ويقال للثلاثة
    __________________
    (1) لم يذكر الرابع من ولد ناجي في الأصل فليراجع. م ص

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:02 pm

    بنو الرومية امهم ام ولد رومية ، أما الحسن بن داود فأعقب ثلاثة رجال أبا الليل عبد الله ومحمدا وسليمان ، أما محمد فلم أجد له عقبا ، وأما أبو الليل وسليمان فأعقبا ، فمن بني سليمان بن الحسن ، أبو الوفا أحمد بن سليمان ويدعى وفا ؛ ويقال لولده بنو وفا ، منهم محمد بن علي بن يحيى بن وفا ، يقال لولده بنو محمد ، والحسن بن علي بن وفا ، له ذيل ؛ وأما محمد بن داود الأمير بن موسى الثاني وفي ولده العدد ، فأعقب من خمسة رجال وهم علي وعبد الله الصلصيل وأحمد وأبو الليل الحسن ويحيى ، فمن ولد علي بن محمد بن داود ؛ معمر ويحيى ، له عقب ولم أجد لمعمر عقبا ؛ وولده عبد الله الصلصيل يقال لهم الصلاصلة ، أعقب منهم سالم والحسن فأعقب الحسن من محمد وعبد الله فأعقب عبد الله بن الحسن من محمد وتاجي يقال لمحمد بن عبد الله الصلصيل ، ويعرف ولده بالصلصيليين ، منهم فايز وسالم إبنا حريز بن حسين بن أحمد بن محمد الصلصيل ؛ وبنو هذيم بن حسن بن عبد الله بن محمد الصلصيل ، وبنو عالي بن أحمد بن محمد بن مكتوم بن محمد الصلصيل وأعقب سالم بن عبد الله من فليتة ، وكان له علي أيضا لم أجد له عقبا.
    ومن ولد أحمد بن محمد بن داود بن موسى الثاني ، علي الشرقي وعبد الله وجعفر والحسن ، فولد علي الشرقي يقال لولده آل الشرقي ، من ثمانية رجال منهم نزار بن الشرقي ، يقال لولده آل نزار ، ومن ولد عبد الله بن أحمد ، عطية بن عبد الله يقال لولده آل عطية ، وأعقب جعفر بن أحمد محمدا ، فولد محمد شكرا وعليا وأحمد ، وولد الحسن بن أحمد ، عطية ومعضاد ، ومن ولد أبي الليل الحسن بن محمد بن الرومية ؛ علي يعرف بدبيس بن أحمد بن الحسن المذكور ، له عقب يقال لهم الدبسة ، وعقبه من رجلين محمد ومحمود إبنا دبيس وأعقب يحيى بن محمد بن الرومية من ثلاثة رجال محمد وأحمد وعلي ، وجدت لعلي الفضل والحسن وأما أحمد بن يحيى فأعقب من رجلين رزق الله وعبد الله يقال لبني رزق الله الرزاقلة ، منهم بنو الرزقي بالحلة والفقيه ابن مطرف.

    وأعقب عبد الله بن أحمد بن يحيى من خمسة رجال ، منهم الحسين بن عبد الله له بقية بالحلة ، منهم السيد بن عمير ، ومنهم يحيى بن عبد الله أعقب ويقال لولده آل يحيى ، ومنهم سالم بن عبد الله ، أعقب من أربعة رجال منهم صخر بن سالم ، يقال لولده الصخور ، وأعقب محمد بن يحيى بن محمد بن الرومية من رجلين ، يحيى وعبد الله ، فمن ولد عبد الله بن محمد ، محمد الوارد من الحجاز الى العراق ابن يحيى بن عبد الله هذا ، أعقب من رجلين علي عنبة وحمضي. قال ابن المرتضى الموسوي النسابة : أمهما عابدية وهما جدي آل عنبة بالحلة والحائر وغيرهما. ومن بني علي عنبة بن محمد الوارد ، عنبة الأصغر بن علي عنبة المذكور ، وهو جد «جامع هذا المختصر الجامع» أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة الأصغر ، وكان لمحمد الوارد أخ اسمه ذباب ذكره السيد جمال الدين أحمد بن مهنا العبيدلي النسابة في مشجرته وذكر له عقبا ، وقد نسبوا الى عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد ابن الرومية المذكور الشيخ الجليل الباز الأشهب محيي الدين «عبد القادر الگيلاني» فقالوا : هو عبد القادر بن محمد بن جنكي دوست بن عبد الله المذكور. ولم يدع الشيخ عبد القادر هذا النسب ولا أحد من أولاده وإنما ابتدأ بها ولد ولده القاضي أبو صالح نصر بن أبي بكر بن عبد القادر ولم يقم عليها بيّنة ولا عرفها له أحد ، على أن عبد الله بن محمد بن يحيى رجل حجازي ولم يخرج عن الحجاز وهذا الأسم ـ أعني جنكى دوست أعجمي صريح كما تراه ، ومع ذلك كلّه فلا طريق الى إثبات هذا النسب إلاّ بالبيّنة الصريحة العادلة وقد أعجزت القاضي أبا صالح واقترن بها عدم موافقة جدّه عبد القادر وأولاده له والله سبحانه أعلم.
    ولبني داود بن موسى حكاية جليلة مشهورة بين النسابين وغيرهم مروية مسندة وهي مذكورة في ديوان ابن عنين ، وهي أن أبا المحاسن نصر الله بن عنين الدمشقي الشاعر توجّه الى مكة شرّفها الله تعالى ، ومعه مال وأقمشة فخرج عليه

    بعض بني داود فأخذوا ما كان معه وسلبوه وجرحوه ، فكتب الى الملك العزيز ابن أيوب صاحب اليمن وقد كان أخوه الملك الناصر أرسل اليه يطلبه ليقيم بالساحل المفتتح من أيدي الافرنج فزهده ابن عنين في الساحل ورغبه في اليمن وحرّضه على الاشراف الذين فعلوا به ما فعلوا وأول القصيدة :
    أعيت صفات نداك المصقع اللسنا
    وجزت في الجود حدّ الحسن والحسنا

    وما تريد بجسم لا حياة له
    من خلص الزبد ما أبقى لك اللبنا

    ولا تقل ساحل الإفرنج أفتحه
    فما يساوي إذا قايسته عدنا

    وإن أردت جهادا فارو سيفك من
    قوم أضاعوا فروض الله والسننا

    طهّر بسيفك بيت الله من دنس
    ومن خساسة أقوام به ؛ وخنا

    ولا تقل إنّهم أولاد فاطمة
    لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنا

    قال : فلما قال هذه القصيدة رأى في النوم فاطمة الزهراء عليها‌السلام وهي تطوف بالبيت فسلّم عليها فلم تجبه فتضرّع وتذلل وسأل عن ذنبه الذي أوجب عدم جواب سلامه فأنشدته الزهراء عليها‌السلام :
    حاشا بني فاطمة كلّهم
    من خسة تعرض أو من خنا

    وإنما الأيام في غدرها
    وفعلها السوء أساءت بنا

    أإن أسا من ولدي واحد
    جعلت كل السبّ عمدا لنا؟

    فتب إلى الله فمن يقترف
    ذنبا بنا يغفر له ما جنى

    واكرم بعين المصطفى جدّهم
    ولا تهن من آله أعينا

    فكلّ ما نالك منهم عنا
    تلقى به في الحشر منا هنا

    قال أبو المحاسن نصر الله بن عنين : فانتبهت من منامي فزعا مرعوبا وقد أكمل الله عافيتي من الخراج والمرض فكتبت هذه الأبيات وحفظتها وتبت الى الله تعالى مما قلت وقطعت تلك القصيدة ، وقلت :
    عذرا إلى بنت نبي الهدى
    تصفح عن ذنب مسيء جنى



    وتوبة تقبلها من أخي
    مقالة توقعه في العنا

    والله لو قطّعني واحد
    منهم بسيف البغي أو بالقنا

    لم أر ما يفعله سيئا
    بل أره في الفعل قد أحسنا

    وقد اختصرت ألفاظ هذه القصيدة وهي مشهورة رواها لي الشيخ تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسني ، وجدّي لامي الشيخ فخر الدين أبو جعفر محمد بن الشيخ الفاضل السعيد زين الدين حسين بن حديد الأسدي ؛ كلاهما عن السيد السعيد بهاء الدين داود بن أبي الفتوح ، عن أبي المحاسن نصر الله بن عنين صاحب الواقعة ، وقد ذكرها البادراوي في كتاب «الدر النظيم» وغيره من المصنفين.
    وأما محمد الأكبر بن موسى الثاني ـ ويقال له الثاير على انّه خرج بالمدينة في أيام المعتز ـ فأعقب من خمسة رجال وهم عبد الله الأكبر والحسين الأمير وعلي والقاسم الحراني والحسن الحراني ، أما الحسن الحراني فولده قليل أعقب من سليمان ومحمد ؛ وأعقب سليمان من هاشم وحده ، وأعقب هاشم من يحيى ويسمّى سليمان أيضا ؛ وأعقب يحيى سليمان من حسن وعبد الله ، قال أبو الغنائم الزيدي النسابة : لم يبق من بني الحسن الحراني غيرهما. وذلك في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ، وأما القاسم بن محمد ، ويقال لولده الحرانيون وهم كثيرون فأعقب من أربعة رجال علي كتيم ، وأبي الطيب أحمد ، ومحمد ، وإدريس ، فمن ولد إدريس بن القاسم الحراني ، أبو دريد الحسن بن إدريس له ذيل طويل ومن ولد محمد بن القاسم الحراني ، أبو الليل يحيى بن محمد أعقب من خمسة رجال وأعقب أبو الطيب أحمد بن القاسم الحراني من ستة رجال ، ويقال لولده آل كتيم.
    وأما علي بن محمد الثاير ، ويقال لولده بنو علي فأعقب من أربعة رجال سليمان وأحمد العابد والحسين ومحمد ، فمن بني سليمان بن علي ، شهم بن أحمد بن عيسى بن علي بن ابراهيم بن سليمان المذكور ، له عقب يقال لهم آل شهم ، ومقر

    «مقن خ ل» بن محمد بن ابراهيم بن الحسن بن علي بن ابراهيم بن سليمان ، يقال لولده آل مقر «مقن خ ل» وهم بالحلة ، ومن بني أحمد العابد بن علي بن الثاير ، الحسن الأصم بن علي بن أحمد العابد رئيس الطالبيين بينبع ، له عقب يقال لهم الصمان. ومنهم عثمان الأسود بن أحمد المذكور أنكره أبوه ثم اعترف به التزاما بقول القافة فهو إذا في «صح» ومن بني الحسين بن علي بن الثاير ، عيسى التمار بن علي بن يحيى بن الحسين المذكور ، ومن بني محمد بن علي بن الثاير ، علي بن صالح بن اسماعيل بن محمد المذكور ، واخوته الحسن والحسين وعبد الله.
    وأما الحسين الأمير بن محمد الثاير ـ وكانت في ولده الإمرة بالحجاز فأعقب من ثلاثة أبي هاشم محمد الأمير وأبي جعفر محمد الأمير وأبي الحسن علي ، أما أبو الحسن علي بن الحسين بن محمد الثاير فأعقب من رجلين عبد الله والحسن أميري السرين فمن ولد الحسن ، يحيى أمير السرين ابن الحسن كان جبّارا قتل ولده بالعقوبة على طلبه الإمارة ، وله عقب ، وأما أبو جعفر محمد الأمير بن الحسين بن محمد الثاير ، فأعقب من رجلين الحسن المحترق ـ وقيل الحسين اسمه ـ والأمير أبي محمد جعفر (1) أول من ملك مكة من بني موسى الجون وهو مبدأ تمكن الأشراف من حكومتها. وكان ذلك بعد الأربعين والثلاثمائة وكان حاكم مكة أنكجور التركي من قبل العزيز بالله الفاطمي ، فقتله الأمير أبو محمد جعفر وقتل من الطلحية والهذيلية والبكرية خلقا كثيرا واستوت له تلك النواحي وبقيت في يده نيفا وعشرين سنة. وكان له عدّة أولاد منهم عبد الله القود أرسله أبوه الى مصر بعد أن قتل أنكجور يفاديه فعفا عنه وانقرض القود فلم يبق له عقب. وادعى اليه بمصر رجل فقال : أنا عليان بن جماعة بن موسى بن مصعب بن ضاحي بن نعيمان بن عاصم بن عبد الله القود. لم يصح نسبه وله عقب بمصر وقد كان نقيب مصر المعروف بابن الجواني النسابة قد دفع عليان وأبطل نسبه
    __________________
    (1) كانت وفاة الأمير أبي محمد جعفر سنة 370 هـ.

    ثم أثبت ذلك في جرايد الطالبيين بمصر ظلما وعدوانا والله المستعان.
    ومنهم الأمير عيسى بن جعفر (1) ملك الحجاز بعد أبيه ، ومنهم الأمير أبو الفتوح الحسن بن جعفر الشجاع الشاعر الفصيح ، ملك الحجاز بعد أخيه عيسى ؛ وكان أبو الفتوح قد توجه الى الشام في ذي القعدة سنة إحدى وأربعمائة ودعا الى نفسه ؛ ويلقب الراشد بالله ، ووزر له أبو القاسم الحسن بن علي المغربي وأخذ البيعة على بني الجراح بإمرة المؤمنين ، وحسن له أبو القاسم المغربي أخذ ما في الكعبة من آلة الذهب والفضة ، وسار به الى الرملة وذلك في زمن الحاكم الاسماعيلي أحد العبيديين الذين غلبوا مصر ، فلما بلغ ذلك الحاكم قامت عليه القيامة وفتح خزائن الأموال ووصل بني الجراح بما استمال به خواطرهم من الأموال العظيمة وسوغهم بلادا كثيرة فخذلوا أبا الفتوح وظهر له ذلك منهم ؛ وبلغه أن قوما من بني عمه قد تغلبوا على مكة لما بعد عنها فخاف على نفسه ورضى من الغنيمة بالإياب وهرب عنه الوزير أبو القاسم خوفا منه. وكان ذلك في سنة اثنتين وأربعمائة ثم إن أبا الفتوح وصل الإعتذار والتنصل الى الحاكم وأحال بالذنب على المغربي فصفح الحاكم عنه وبقي حاكما على الحجاز الى أن مات في سنة ثلاثين وأربعمائة.
    فولد أبو الفتوح الحسن بن جعفر ، شكرا واسمه محمد ، ويكنى أبا عبد الله ويلقب تاج المعالي ، حكم بمكة بعد أبيه ، وكان أميرا جليلا جوادا ، ومن أخباره انّه سمع بفرس عند بعض العرب موصوفة بالعتق والجودة لم يسمع بمثلها قد أقسم صاحبها أن لا يبيعها إلاّ بعشرين فرسا جوادا وعشرين غلاما وعشرين جارية وألفي دينار ذهبا ومائة ألف درهم وكذا وكذا ثوبا الى غير ذلك ، فأرسل الأمير تاج المعالي شكر بعض غلمانه بثمن الفرس الذي طلبه صاحبها ليشتريها له فوافق وصول غلام الأمير تاج المعالي شكر الى منزل ذلك الرجل وقد ظعن أهله وجماعته وبقي هو وحده لغرض كان له فوافاه عشاء فأضافهم تلك الليلة وقام بما ينبغي له
    __________________
    (1) كانت وفاة الأمير عيسى بن جعفر سنة 384 هـ (عن هامش الأصل)

    ولهم ، فلما أصبحوا حكى له الغلام غرضه الذي جاء لأجله وعرض عليه المال وطلب الفرس ، فقال له ذلك البدوي : إنّك لم تذكر لي ما جئت له ساعة وصولك لأترك لك الفرس فانّكم أمسيتم عندي وليس عندي غيرها فذبحتها لكم. ثم أحضر جلد الفرس ورأسها وقوائمها وذنبها وما بقي من لحمها. فلما رأى غلام الأمير تاج المعالي ذلك قال : إني ما جئت وأرسلني الأمير إلاّ لأجل الفرس وقد وصلت إلي فدونك الثمن. ودفع اليه ما كان حمله لشراء الفرس ثم رجع الى مكة فلما سمع الأمير تاج المعالي بوصوله خرج لتلقيه فرحا بالفرس فلما رآه وسأله أخبره بما صنع الرجل ؛ فقال له : وما صنعت بالمال الذي أرسلته معك؟ فأخبره أنّه دفعه الى صاحب الفرس فأقسم الأمير تاج المعالي انّه لو جاء بشيء منه لقتله.
    ولم يلد الأمير تاج المعالي شكر إلاّ بنتا يقال لها تاج الملوك ؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري : قال لي أبو الحسن محمد بن سعدان المعروف بابن صاحب الفتوح إنّه يقال لامها بنت الصيرفي. وانقرض الأمير أبو الفتوح ؛ بل أبوه وجدّه الأمير أبو جعفر محمد أيضا ، وكان قد انتسب الى الأمير شكردعي اشتهر أمره بالحجاز والعراق ؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان من هذا الذي يقال له ابن سعدان يخبر بنت أبي الفتوح فوجد جارية لهم ببلد حربي ومع الجارية ولد لها لا يعرف أبوه ، فأخذه منها وربّاه وأدّبه ثم نهض به الى الدريزي فقال : هذا ولد الأمير شكر وسمّاه جعفرا. فزوده ونفقه بجملة دنانير وأنفذ معه من أوصله الى مكة شرّفها الله تعالى ، فلما دخل على شكر قال له : أيها الأمير وجدت جاريتك فلانة ببلد حربي معها هذا الولد وذكرت انّه منك ولم آمن أن تكون صادقة فأنفقت عليه مالي وجئتك به ، فان كانت صادقة فقد فعلت عظيما وان كانت كاذبة فما ضرّك من ذلك شيء؟ فقال شكر : كذبت والله والله ما أعرفه وجزاه خيرا وجعل ما أخذه من الدريزي على الصبي وعلى من معه.
    ثم ان النساء العلويات نظرن الى الصبي وقلن لواسطته حدثنا حديثه وجعلن

    يعتبن على الأمير تاج المعالي ثم كثرت القالة في ذلك الصبي فقال له شكر : إن رأيتك في بلادي ضربت عنقك. فأخذه الرجل ومضى معه عبيده ومستضعفون من آل أبي طالب فجمع جمعه وانحدر بالصبي والجماعة معه كلّما مرّ بقوم قال : هذا ابن تاج المعالي شكر قد أنفذه أبوه حتى يجيئ بامه. فأخذ (كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً) وتحصل له مال حتى حصل بسواد عكبرا. قال الشيخ العمري : وانا إذ ذاك ببغداد فقدم وفد من الحجاز فيهم أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرار الأسود الطاهري الحسيني فعرفوني القصة بالشرح ، ثم توجهت الى عكبرا فلم أصادفه فعرفت النقيب بعكبرا الشريف أبا الغنائم ابن أخي البصري المعروف بابن بنت الأزرق ؛ فقال ؛ هذه القصة غلقة وأنت تمضي والحجة ربما تعذرت عليّ فأطلقت خطى بفساد نسب هذا الصبي ، وألزمت نفسي جريرة تأديبه ، وتوجهت الى الموصل ، وورد عليّ كتاب نقيب عكبرا أبي الغنائم الحسني : ان الصبي وافى في جماعة فقبض عليه وحده وتفرّقت الجماعة عنه ، ثم انّه رشا والى عكبرا مبلغا عظيما حتى خلصه غصبا وغاب خبر الدعي وخبر صاحبه فقيل إنّهما ماتا والله أعلم هذا كلام العمري.
    وفي الجملة فقد انقرض الأمير تاج المعالي شكر وانقرض بانقراضه الأمير أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد الثاير ؛ فمن ادّعى اليه فهو كذّاب مفتر ولما مات الأمير تاج المعالي شكر سنة أربع وستين وأربعمائة بقيت مكة شاغرة فملكها حمزة بن وهاس السليماني ، وقامت الحرب بين بني موسى وبين بني سليمان ابن موسى الثاني ابني عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون قريبا من سبع سنين ثم خلصت للأمير محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبي هاشم وبقيت في أولاده مدّة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
    وأما أبو هاشم محمد بن الحسين الأمير بن محمد الثاير ؛ وولده يقال لهم الهواشم ؛ ويقال لهم الامراء أيضا ؛ وهم ببطن مر ، فأعقب من عبد الله وحده

    وأعقب عبد الله من أبي هاشم محمد وحده ، وأعقب أبو هاشم محمد بن عبد الله بن أبي هاشم ، من أربعة رجال أبي الفضل جعفر وعلي ؛ وعبد الله والحسين الأصغر ؛ فأعقب أبو الفضل جعفر بن أبي هاشم الأمير محمدا تاج المعالي (1) امه من بني أبي الليل الحسن الموسوي الداودي ولّي مكة بعد حمزة بن وهاس ؛ قال الشيخ تاج الدين : وقد كان أبوه وجدّه أميرين بمكة قبله ، ولعلّهما وليا قبل تاج المعالي شكر. هكذا قال رحمه‌الله.
    وأقول : إن حرب بني سليمان وبني موسى كانت سجالا فلعلّهما ملكاها في أثناء الحرب ؛ وقد نص الشيخ أبو الحسن العمري على انّهما كانا أميرين بمكة ولا أدري فيه إلاّ ما ذكرت فأما انهما كانا أميرين بينبع والله أعلم فلا بحث فيه ، وكذا كان عبد الله وأبوه أبو هاشم محمد وجدّه الحسين امراء بينبع والله أعلم ، وكان أبو الفضل جعفر بن أبي هاشم الأصغر في أول ولايته يخطب للخلفاء المصريين فكوتب من جانب العالم العباسي في قطع خطبتهم فأجاب الى ذلك ، وأقام الدعوة للعباسيين وكسر الألواح التي كانت عليها ألقاب المصريين من حول الكعبة ، ومن الحجر وقبّة زمزم ، وأرسلها الى بغداد ، وذكر العمري انّه كان يلقب مجد المعالي.
    فمن ولده الأمير شميلة بن محمد بن جعفر بن أبي هاشم الأصغر ، كان عالما فاضلا محدّثا رجلا في الحديث وعمّر أكثر من مائة سنة ؛ وكان قد أولد بخراسان ولكن لم يعلم أعقبوا أم درجوا والله أعلم ، ومنهم فضل بن محمد ، وعقبه في «صح» ومع ذلك هذا قد انقرض ؛ ومنهم أبو فليتة (1) قاسم بن محمد بن جعفر
    __________________
    (1) كانت وفاة أبي فليتة قاسم بن محمد بن جعفر سنة سبع عشرة وخمسمائة. ووفاة فليتة سنة سبع وعشرين وخمسمائة ، ووفاة تاج الدين هاشم بن فليتة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ، ووفاة قطب الدين عيسى بن فليتة سنة سبعين وخمسمائة ، ووفاة الأمير قاسم بن هاشم سنة سبع وخمسين وخمسمائة ، ووفاة الأمير مكثر بن عيسى سنة ستمائة. (عن هاشم الأصل)

    بن أبي هاشم الأصغر ولّي مكة بعد أبيه ، وأولد جماعة منهم الأمير الشجاع الفارس فليتة بن قاسم أمير الحجاز بعد أبيه ، ومحمد بن قاسم أمير السرين قتله هاشم بن فليتة ، والأمير يحيى ، والأمير عيسى إبنا قاسم ؛ فولد الأمير فليتة عدّة رجال منهم الأمير تاج الدين وعمدة الدين هاشم ، أخذ مكة سيفا من اخوته وعمومته ، وكان أخواه يحيى وعبد الله قد نازعاه الملك فغلبهما عليه ، ومنهم الأمير قطب الدين عيسى بن فليتة ، وليّ مكة بعد أن طرد عنها ابن أخيه قاسم بن هاشم فمن أولاد الأمير تاج الدين هاشم بن فليتة أمير الحجاز قاسم وليّ بعد أبيه الى أن طرده عمّه قطب الدين عيسى واستولى على مكة شرّفها الله ، ومن ولد قطب الدين عيسى بن فليتة مكثر بن عيسى ، ولّي مكة بعد أبيه ونازعه اخوته ثم استمر له الملك الى سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة فقام عليه ابن أخيه منصور بن داود بن عيسى واستولى على مكة الى أن غلب عليه الأمير قتادة بن إدريس ، كذا قال الشيخ تاج الدين ، ووجدت في تاريخ عبد الله بن حنظلة البغدادي : ان قتادة أخذ مكة من مكثر بن عيسى سنة سبع وتسعين وخمسمائة والله سبحانه وتعالى أعلم.
    ومن ولد علي بن أبي هاشم الأصغر ، بركة ومكثر إبنا الحسين بن علي المذكور ، فمن ولد بركة آل بركة ، ومن بني مكثر المكاثرة بالحجاز والعراق ، منهم آل مطاعن بالحلة ، وكانوا ثلاثة محمد وإدريس وأبو القاسم ، انقرض محمد بن مطاعن ، وولد أبي القاسم بن السيد ناصر الدين مهدي بن أبي القاسم بن مطاعن باق الى اليوم أبقاه الله تعالى.
    ومن الهواشم الذين يقال لهم الأمراء ، بنو مالك ، منهم محمد بن مالك بن بركة السيد الجليل الوجيه توفي عن سن عالية ، وبنت واحدة خرجت الى ابن عمه مبارك بن علي بن مالك فولدت له خمسة بنين. وللشريف مبارك بن علي أخ اسمه يحيى توفي عن ولد اسمه علي بن يحيى ، وهم بخراسان أعني أولاد الشريف مبارك بن علي بن مالك الهاشمي. ومن ولد عبد الله بن أبي هاشم الأصغر ، سروي

    ابن عبد الله يقال لولده آل سروي. وكان لل حسين بن أبي هاشم الأصغر جعفر لم أجد له غيره.
    وأما عبد الله الأكبر بن محمد الثاير ويكنى أبا محمد فأعقب من ثلاثة رجال ، أبي جعفر محمد المعروف بثعلب وأحمد وعلي امهما بنت رحال السلمي ، أما أبو جعفر محمد ثعلب بن عبد الله الأكبر الثاير ؛ ويقال لولده الثعالبة فأعقب من عبد الله وحده ، وأعقب عبد الله بن ثعلب من خمسة رجال الحسن وأحمد وعلي ويحيى ومحمد. أما أحمد بن عبد الله بن ثعلب ، ويقال لولده بنو أحمد فكان منهم جماعة بمصر وبصعيدها ، وأما علي بن عبد الله بن محمد ثعلب ويعرف بابن السلمية فأعقب من ثلاثة رجال أبي عبد الله سليمان ، والحسين الشديد ويحيى ، أما يحيى بن علي فأعقب من عيسى بن يحيى ، ويقال لولده بنو عيسى فأعقب عيسى بن يحيى من عشرة رجال منهم سبيع بن عيسى ، وولده بطن بمكة ومنهم سلامة ابن (1) رهط السيد جمال الدين يوسف بن غانم ، وكان للسيد جمال الدين يوسف ابن واحد هو السيد شرف الدين علي بن غانم ، وولد السيد شرف الدين على ثلاثة ذكور ، وهم السيد نور الدين غانم ، وعميد الدين عبد المطلب ومحمد. درج محمد وانقرض السيد نور الدين غانم من الذكور ولم تبق له إلاّ بنت واحدة امها ام ولد ، توفى السيد غانم بهرموز وكانت هي بشيراز فتزوجها بعض السادة بشيراز ، وأما السيد عميد الدين فلا أعلم أعقب أم لا ، فان لم يكن أعقب فقد انقرض السيد جمال الدين يوسف بن غانم.
    وأما الحسين الشديد بن علي بن محمد ثعلب ، ويقال لولده الأشداء فمن ولده محمد الشديد وأحمد الشديد ابنا الحسين المذكور ، لهما أعقاب وأما أبو عبد الله سليمان بن علي ابن السلمية فأعقب من ثلاثة منهم الحسين بن سليمان بن علي المذكور وفي ولده الإمرة بالحجاز من عهد المستنجد بالله الى الآن ، ومن ولده
    __________________
    (1) كذا في الأصل وفي بعض المخطوطات سلامة بن عيسى. (م ص)

    السيد جعفر بن أبي البشر الضحاك بن الحسين المذكور ، وهو السيد الفاضل النسابة إمام الحرم وهو صاحب الحكاية مع التقي بن اسامة الحسيني.
    حدّثني الشيخ النقيب تاج الدين أبو عبد الله محمد بن معية الحسني باسناده الى السيد العالم عبد الحميد بن التقي اسامة النسابة ، قال : حدّثني أبو التقي عبد الله بن اسامة ، قال : حججت أنا وجدّك عدنان بن المختار فبينما نحن ذات ليلة في المسجد الحرام واذا بجماعة مجتمعة على شخص. ورأينا الناس يعظمون ذلك ويجتمعون عليه ؛ فسألنا عنه من هو؟ قيل : جعفر بن أبي البشر إمام الحرم. فقال لي السيد عدنان ـ وكان رجلا مسنا قد ضعف ـ : إني لأضعف عن الذهاب اليه والسّلام عليه فقم انت فسلّم عليه. فقمت فأتيته وسلّمت عليه وقبّلت رأسه وقبّل صدري لأنّه كان رجلا قصيرا ؛ ثم قال لي : من أنت؟ فقلت : بعض بني عمّك بالعراق فقال : أعلوي أنت؟ فقلت : نعم. فقال : أحسني أم حسيني أم محمدي أم عباسي أم عمري؟ فقلت : حسيني. فقال : إن الحسين الشهيد أعقب من زين العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام وحده ، وأعقب زين العابدين من ستة رجال محمد الباقر وعبد الله الباهر ؛ وزيد الشهيد ؛ وعمر الأشرف ، والحسين الأصغر ؛ وعلي الأصغر ، فمن أيّهم أنت؟ فقلت : من ولد زيد الشهيد. فقال ؛ إن زيدا أعقب من ثلاثة رجال الحسين ذي الدمعة ، وعيسى ، ومحمد فمن أيّهم أنت؟ فقلت : أنا من ولد الحسين ذي الدمعة. قال : فان الحسين ذا الدمعة أعقب من ثلاثة يحيى ، والحسين القعدد ، وعلي ؛ فمن أيّهم أنت؟ فقلت : أنا من ولد عمر بن يحيى. قال : فان يحيى بن ذي الدمعة أعقب من سبعة رجال القاسم ، والحسين الزاهد وحمزة ، ومحمدا الأصغر وعيسى ، ويحيى ، وعمر ، فمن أيّهم أنت؟ فقلت : أنا من ولد عمر بن يحيى قال : فان عمر بن يحيى أعقب من رجلين أحمد المحدث ، وأبي منصور محمد ، فمن أيهما أنت؟ قلت : لأحمد المحدّث. قال : فإن أحمد المحدث أعقب من الحسين النسابة النقيب ، وأعقب الحسين النسابة من رجلين زيد ويحيى ، فمن أيّهما أنت؟ قلت :

    من يحيى بن الحسين. قال : فان يحيى بن الحسين أعقب من رجلين أبي علي عمر وأبي محمد الحسن ، فمن أيهما أنت؟ قلت : من ولد أبي علي عمر بن يحيى. قال : فان أبا علي عمر بن يحيى أعقب من ثلاثة أبي الحسين محمد ، وأبي طالب محمد وابي الغنائم محمد فمن أيّهم أنت؟ قلت من ولد أبي طالب محمد بن أبي علي عمر بن يحيى قال : فكن ابن اسامة!. قال فقلت : أنا ابن اسامة.
    وهذه الحكاية تدلّ على حسن معرفة هذا الشريف بأنساب قومه واستحضاره لأعقابهم ، وللشريف جعفر بن أبي البشر عقب ، ومن بني الحسين بن سليمان بن علي بن السلمية ، الشريف الأمير أبو عزيز قتادة (1) بن إدريس بن مطاعن بن عبد الكريم بن عيسى بن الحسين المذكور ، ملك الحجاز سيفا ، وطرد الهواشم عنها سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، وقتل الأمير محمد بن مكثر بن فليتة ، والإمارة في ولده الى الآن ، وكان قتادة جبّارا فاتكا فيه قسوة وتشاد وحزم ، وكان الناصر العباسي أو أبوه المستنصر قد استدعى الأمير قتادة الى العراق ووعده ومنّاه ، فأجابه وسار من مكة الى أن وصل العراق فلما قارب الصعود من النجف جبن ، فلما وصل المشهد الشريف الغروي خرج أهل الكوفة لتلقيه وكان من جملة من خرج في غمار الناس قوم معهم أسد قد ربطوه في سلسلة ، فلما رآه قتادة تطير من ذلك وقال : لا أدخل بلادا تذلّ فيها الأسد. ثم رجع من فوره الى الحجاز ، وكتب الى الخليفة الناصر لدين الله الأبيات :
    بلادي وإن جارت عليّ عزيزة
    ولو أنني أعرى بها وأجوع

    ولي كف ضرغام اذا ما بسطتها
    بها أشتري يوم الوغى وأبيع

    معودة لثم الملوك لظهرها
    وفي بطنها للمجدبين ربيع

    أأتركها تحت الرهان وأبتغي
    لها مخرجا إني إذا لرقيع؟

    وما أنا إلاّ المسك في غير أرضكم
    أضوع وأما عندكم فأضيع

    __________________
    (1) كانت وفاة الأمير قتادة بن إدريس سنة 618 هـ (عن هامش الأصل).

    ولقتادة أخوة وعمومة لهم أعقاب ، وأعقب هو من تسعة رجال ويقال لعقبه القتادات ، فمن ولده الأمير حسن (1) بن قتادة وليّ مكة بعد أبيه ، وفي أيام حكومته وقعت فتنة بين أهل مكة وقافلة العراق إنجلت عن قتل حاكم القافلة فأخذ الشريف حسن بن قتادة رأسه وعلّقه في ميزاب الكعبة ، ثم سكنت الفتنة وأرسل الشريف حسن يعتذر الى دار الخلافة ، ومنهم الأمير راجح (2) بن قتادة أمير مكة بعد أخيه الحسن وكان الأقشب مسعود بن كامل قد تغلّب على مكة وقتا ثم طرد عنها الأمير راجح بن قتادة ، وكان شجاعا بطلا ثم شاركه في حكومة مكة بعد أخيه أبو سعد الحسن (3) بن علي بن قتادة ثم خلصت لأبي سعد ؛ وكان شجاعا بطلا وامه ام ولد حبشية.
    فيحكى أن أبا سعد في بعض حروبه للغزو ولغيرهم ـ وأمرهم لا أتحققه الآن إلاّ أن غالب ظني أن تلك الحرب كانت مع الغزو ـ وأتوه بجمع كثير هائل ؛ فلما ترائى الصفان جاءته أمه على بعير في هودج وأمرت من استدعاه لها ؛ فلما أجابها قالت له : إنّك قد وقفت موقفا إن ظفرت فيه أو قتلت قال الناس ظفر ابن رسول الله أو قتل ابن رسول الله ، وإن هربت قال الناس هرب ابن السوداء فانظر أي الأمرين تحب أن يقال لك. فقال : جزاك الله خيرا فلقد نصحت وأبلغت. ثم ردّها فقاتل قتالا لم يسمع بمثله. حتى ظفر ؛ وملك مكة بعد أبي سعد الحسن بن علي بن قتادة ابنه نجم الدين محمد (4) أبو نمي بن أبي سعد ؛ وفي ولده
    __________________
    (1) كانت وفاة الأمير حسن بن قتادة سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
    (2) كانت وفاة راجح سنة أربع وخمسين وستمائة.
    (3) كانت وفاة الأمير أبي سعد الحسن بن علي بن قتادة سنة إحدى وخمسين وستمائة.
    (4) كانت وفاة الأمير أبي نمي نجم الدين محمد بن أبي سعد الحسن سنة إحدى وسبعمائة.

    الإمارة إلى الآن.
    وكان في غاية النجدة ونهاية الشجاعة ، شارك أباه في إمارة مكة صبيا وذلك أن راجح ابن قتادة في بعض حروبه مع ابن أخيه أبي سعد استنجد أخواله من بني حسين فخرجوا لمدده في سبعمائة فارس ورئيسهم الأمير عيسى الملقب بالحرون فارس بني حسين في زمانه ؛ وسمع بخروجهم أبو سعد وابنه أبو نمي بينبع فأرسل اليه يطلبه وعمر أبي نمي يومئذ سبع عشرة سنة أو أزيد بقليل ، فخرج من ينبع قاصدا إلى مكة فصادف القوم سائرين اليها فلما صادفهم حمل عليهم وهم سائرون فهزمهم ورجعوا الى المدينة مغلوبين ؛ وفي ذلك يقول النقيب تاج الدين أبو عبد الله جعفر بن محمد بن معية الحسني ؛ وهو إذ ذاك لسان بني حسن بالعراق من قصيدة يذكر فيها تلك الواقعة ويمدح أبا نمي ويحسن أفعاله :
    ألم يبلغك شأن بني حسين
    وفرّهم وما فعل الحرون؟

    يصول بأربعين على مئين
    وكم من فئة ظلّت تهون

    فلما قدم أبو نمي على أبيه بمكة أشركه في ملكها فلم يزل حاكما على الحجاز مع أبيه وبعده الى أن مات وقد أناف على التسعين ، وقد أخرج من مكة مرارا وحارب العساكر المصرية فظفر بهم ، وكان من الشجاعة بحيث لم ير مثله في عصره وكان له ثلاثون ذكرا منهم الأمير أبو الغيث (1) بن أبي نمي قتله أخوه (2) حميضة ؛ ومنهم الأمير عطيفة حكم بمكة شرّفها الله وكذا أخوه حميضة ثم قبض عليه وحمل الى مصر فاعتقل بها ثم هرب الى العراق وتوجّه الى السلطان اولجايتو بن أرغون فأكرمه إكراما عظيما ؛ وبذل له عسكرا يذهب به الى مكة ومنها الى الشام أو الى الشام أولا لأنّه وعده أن يملكها له وأحس اولجايتو منه شجاعة
    __________________
    (1) كان قتل الأمير أبي الغيث بن أبي نمي سنة أربع عشرة وسبعمائة.
    (2) كانت وفاة الأمير حميضة بن أبي نمي سنة عشرين وسبعمائة ؛ ووفاة الأمير عطيفة بن أبي نمي سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة. (عن هامش الأصل)

    عظيمة وهمّة عالية فعيّن له عشرة آلاف فارس وأمر عليهم الأمير طالب الدلنقدي الأفطسي ، وساروا من البصرة الى القطيف متوجهين الى اطراف الشام ، وأرسل الشريف حميضة الى أمراء العرب من كلّ قوم فأجابوه ، وأهم ذلك أهل الشام فالتجأوا الى أمراء طىء وقومهم وهم عرب كثيرون ليس في العرب مثلهم كثرة وتمولا ، وأمراؤهم آل فضل أمراء العرب ، واتفق وفاة السلطان اولجايتو وكاتب الوزير رشيد الدين الطبيب ذلك العسكر أن يتفرّقوا لعداوة كانت له مع السيد طالب ، فتفرّق ذلك العسكر وثارت بهم الأعراب الذين جمعهم السيد حميضة مع أعراب طيء فنهبوهم ، وحارب السيد حميضة في ذلك اليوم حربا لم يسمع بمثله. فيحكى عن السيد طالب الدلنقدي انّه قال : ما زلت أسمع بحملات علي بن بي طالب عليه‌السلام حتى رأيتها من السيد حميضة معاينة.
    ومنهم السيد عز الدين الأصغر بن أبي نمي ملك سواكن ، وكانت لجدّه لامه وهي من بني الغمر بن الحسن المثنى ، ثم سمّ هناك وأخرج من سواكن فقدم العراق وكان قد قدمه مرّة اخرى قبل أن يملك سواكن ، وتولّى النقابة الطاهرية بالعراق ؛ وكان زيد كريما جوادا وجيها وتوفي بالحلة ودفن بالمشهد الشريف الغروي بظهر النجف ، وليس لزيد بن أبي نمي عقب ، ومن ولد أبي شميلة بن أبي نمي وكان شاعرا شجاعا فمن شعره :
    ليس التعلل بالآمال من شيمي
    ولا القناعة بالإقلال من همّي

    ولست بالرجل الراضي بمنزلة
    حتى أطأ الفلك الدوار بالقدم

    والبيت الأول من شعر أبي الطيب المتنبي غيّره الشريف يسيرا ، ومن ولد شميلة بن أبي نمي ، محمد بن حازم بن شميلة بن أبي نمي فارس شجاع شديد الأيد وامه بنت السيد حميضة بن أبي نمي ؛ ورد العراق وتوجه الى تبريز ولاقى السلطان السعيد أويس بن الشيخ حسن فأكرمه وأنعم عليه ثم رجع الى الحجاز وتوفي هناك.

    ومن ولد أبي نمي سيف بن أبي نمي ؛ وهو أصغر أولاده وآخر من بقي من ولد أبيه ؛ أدرك أولاد أولاد أولاد أولاد بعض اخوته وله عقب ؛ منهم أحمد بن سيف المذكور وهو الآن بخراسان ، وامه بنت علي بن مالك الهاشمي الحسني أخت الشريف مبارك بن سيف بن علي ، واليه وفد الشريف أحمد وبقي بخراسان ، ومن ولد أبي نمي عضد الدين أبو محمد عبد الله الفارس البطل الشجاع غضب عليه أبوه فأرسله الى بعض بلاد اليمن وأمر حاكمها أن يحصره في دار ولا يمكنه من الخروج ففعل ذلك وكان يكرمه ويزوره ويقوم بكلّ ما يحتاج اليه ولكنّه لا يمكنه من الخروج.
    وكان قد اتخذ له بابا عليه شباك من حديد يجلس خلفه وينظر الى الطريق فقبض عليه ذات ليلة واجتذبه فقلعه وخرج من الدار ، فاحتال حاكم البلد حتى ردّه ثم راسل أباه بما كان منه وأخبره أنّه يخاف منه وطلب العفو من القبض عليه ، فاستدعاه أبوه ثم جهّزه الى العراق وأطلق له أوقاف مكة بها فورد العراق وتوجه الى السلطان غازان بن أرغون فأجلّه إجلالا عظيما ؛ وأنعم عليه وأقطعه إقطاعا نفيسا بولاية الحلة بالصدرين منه ـ موضع يقال له الزاوية فيه عدّة قرى جليلة ـ وأقام الشريف بالحلة عريض الجاه نافذ الأمر الى أن مات ، وأعقب من ولده الشريف شمس الدين محمد وحده ، فأعقب الشريف شمس الدين محمد أحمد وأبا الغيث ، امهما بنت السيد زيد بن أبي نمي بنت عمه ، ودرجا معا بشيراز وتوجه اليها أحدهما بعد الآخر في أيام حكومة الأمير أبي إسحاق بن الأمير محمود شاه ، ودفنا بمشهد السادة المجاور لمشهد علي بن حمزة بن الامام موسى الكاظم عليه‌السلام وعليّا السيد الجليل نور الدين كان عميد السادات بالعراق عريض الجاه ساكن النفس كريم الأخلاق حليما متجاوزا ،أعقب جماعة منهم السيد شمس الدين محمد بن علي امه شمية بنت الشريف شهاب الدين أحمد بن رميثة بن أبي نمي ، وامها ست الشرف بنت الشريف عضد الدين عبد الله بن أبي نمي ، له أولاد ، ومنهم

    السيد حسيب الله بن علي بن محمد ، ومغامس وغيرهم كثّرهم الله تعالى.
    ومن ولد أبي نمي السيّد رميثة (1) واسمه منجد ويكنى بأبي عرادة ويلقب أسد الدين ، ملك مكة وطالت امرته بها وفي ولده الامارة الى الآن دون ساير أولاد أبي نمي ، وكان له عدّة أولاد ، منهم الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد بن رميثة كان قد توجه في زمن أبيه الى العراق وذهب الى السلطان أبي سعيد بن السلطان أولجايتو بن أرغون فأكرمه وأحسن مثواه ، فأقام عنده ثم توجه صحبة القافلة وحجّ في تلك السنة الوزير غياث الدين محمد بن الرشيد وجماعة من وجوه العراق وأركان المملكة ، وكان الشريف شهاب الدين أحمد قد أعد رجالا وسلاحا ودراهم مسكوكة باسم السلطان أبي سعيد فلما بلغوا الى عرفات وزالت الشمس وتهيأ الناس للوقوف لبس رجاله السلاح وقدموا المحمل العراقي ـ وهو محمل السلطان أبي سعيد ـ مع أعلامه على المحمل المصري وأصعدوه جبل عرفات قبله ؛ وأوقفوه أرفع منه ولم تجر بذلك عادة منذ انقضاء الدولة العباسية.
    ولم يكن للمصريين طاقة على دفعه فالتجأوا الى الشريف رميثة أبيه فاستنجد بني حسن والقواد فتخاذلوا عنه لمكان ابنه أحمد ومحبتهم إيّاه ولإحسانه اليهم قديما وحديثا ، وأمر الشريف أحمد أن يتعامل بتلك الدراهم المسكوكة باسم أبي سعيد فتعومل بها في الموسم خوفا منه وعاد الى السلطان مصاحبا للقافلة العراقية فأعظمه السلطان أبو سعيد إعظاما عظيما وأحلّه مقاما كريما وفوّض اليه أمر الأعراب بالعراق ؛ فأكثر فيهم الغارة والقتل وكثر أتباعه وعرض جاهه وأقام بالحلة نافذ الأمر عريض الجاه كثير الأعوان الى أن توفي السلطان أبو سعيد فأخرج الشريف أحمد الحاكم الذي كان بالحلة وهو الأمير علي بن الأمير طالب الدلقندي الحسيني الأفطسي وتغلّب على البلد وأعماله ونواحيه وجبى الأموال وكثر
    __________________
    (1) كانت وفاة السيد رميثة سنة ست وأربعين وسبعمائة (عن هامش الأصل).

    في زمانه الظلم والتغلّب ، فلما تمكن الشيخ حسن بن الأمير حسين أقبوقا الجلايري من وجه اليه العساكر مرارا فأعجزه لمراوغته مرة ومقاومته اخرى ؛ ثم ان الشيخ حسن توجه اليه بنفسه في عسكر ضخم وعبر الفرات من الأنبار وأحاط بالحلة فتحصن الشريف أحمد بها فغدر به أهل المحلة التي كان قد اعتمد عليها ، وخذله الأعراب الذين جاء بهم مددا وتفرّق الناس عنه حتى بقي وحده ، وملك عليه البلد فقاتل عند باب داره في الميدان قتالا لم يسمع بمثله وقتل معه أحمد بن فليتة الفارس الشجاع وأبوه فليتة ، ولم يثبت معه من بني حسن غيرهما ، وابتليا وقاتلا حتى قتلا.
    ولما ضاق به الأمر توجه الى محلة الأكراد وقد كان نهبها مرارا وقتل جماعة من رجالها ، إلاّ انّهم لما رأوه قد خذل أظهروا له الوفاء وواعدوه النصر وتعهدوا له أن يحاربوا دونه في مضايق دروب البلد حتى يدخل الليل ثم يتوجه حيث شاء. وكان الحزم فيما أشاروا لكنه خالفهم وذهب الى دار النقيب قوام الدين بن طاوس الحسني وهو يومئذ نقيب نقباء الأشراف ؛ فلما سمع الأمير الشيخ حسن بذلك أرسل اليه شيخ الاسلام بدر الدين المعروف بابن شيخ المشايخ الشيباني ، وكان مصاهرا للنقيب قوام الدين بن طاوس فآمن الشريف وحلف له وأعطاه خاتم الأمان وأرسل به الى الأمير الشيخ حسن فركب الشريف معه الى الأمير الشيخ حسن وهو نازل خارج البلد ولم يكن الشريف أحمد يظن أو يخظر بباله ان الشيخ حسن يقدم على قتله ، ولعمري لقد كان الشيخ حسن يهاب ذلك لجلالة الشريف ونسبه ولمكان أبيه بمكة شرّفها الله تعالى وخوفا من قبح الأحدوثة والتقلد بدم مثل ذلك السيد ، إلاّ أن بعض بني حسن أغراه بذلك وخوّفه عواقبه وانّه ما دام حيّا لا يصفو العراق له فلما ذهب مع الشيخ بدر الدين وكان في بعض الطريق استلبوا سيفه فأحسّ بالشر فقال للشيخ بدر الدين : ما هذا؟ قال : لا أدري انما كنت رسولا وفعلت ما أمرت به. هذا كلّه والشريف غير

    آيس من نفسه ، فلما دخل على الأمير ال
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:03 pm

    آيس من نفسه ، فلما دخل على الأمير الشيخ حسن أوصل الاعتذار فأظهر الأمير الشيخ حسن القبول منه وطالبه بأموال البلاد في المدة التي حكم فيها وهي قريب من ثماني سنوات أو أزيد ، فأجاب بأنّه أنفقها. فعذّب تعذيبا فاحشا حتى كان يملأ الطشت من الجمر ويوضع على صدره فكان لا يجيب إلاّ : إني انفقت بعضها عند بعض الناس ودفنت بعضها في الأرض ، لا يزيد على ذلك ، فأراد الشيخ حسن إطلاقه فحذّره بعض خواص الشريف فاحتال في قتله بأن جاؤا بالأمير أبي بكر بن كنجاية ، وكان الشريف قد قتل أباه الأمير محمد بن كنجاية واعترف بالقتل وكان قتله في بعض حروبه ، فأمر أبا بكر أن يقتله قصاصا بأبيه فاستعفى فلم يعف فضرب عنق الشريف بسبع ضربات ثم حمل الى داره فغسل وذهب الشيخ حسن بنفسه وأمرائه فصلّى عليه ودفن في داره ثم نقل الى المشهد الغروي ، وانقطعت قافلة العراق عن الحجّ مدة حياة الشريف رميثة ، فلما توفي وملك ابنه عز الدين أبو سريع عجلان احتال بعض الاتباع وأولاد مولديهم وهو حسن بن تركي وكان شهما جلدا ؛ وتقبّل بالسعي في الصلح واستصحب الشيخ سراج الدين عمر بن علي القزويني المحدّث وتوجها الى الشام ثم مضيا مع قافلة الشام الى الحجاز ، وهكذا كان يحجّ من أراد الحج من العراق في تلك المدة ، فلما ورد الحجاز تكلما في الصلح فأجابهما السيد عجلان الى ما أرادا ، وأرسل معهما ابنه خرصا الى بغداد وصحبهم من كان قد حجّ من أهل العراق على طريق الشام ؛ فلما وصل السيد خرص بن عجلان الى الشيخ حسن اكرمه إكراما يتجاوز الوصف وبذل له ما كان قد تقرّر عليه الصلح من الأموال ، وما كان قد اجتمع من الأوقاف المكية في تلك المدة وهي سبع سنوات. وأضاف الى ذلك أشياء اخر ، وكان للشريف أحمد إبنان هما أحمد ومحمود فقرّر لهما من مال الحلة في كلّ سنة مبلغ عشرين ألف دينار تحمل اليهما في كلّ سنة الى الحجاز ، ولم تزل مستمرة يأخذها محمود وأحمد وفيهما يقول الشاعر :


    وأحمد أحمد الرجلين عندي
    ولست أنا لمحمود بذام

    وأعرف للكبير السن حقا
    ولكن الشهامة للغلام

    أما أحمد بن أحمد بن رميثة فدرج وأما محمود بن الشريف أحمد بن رميثة فولد محمدا رأيته بمكة شرّفها الله تعالى سنة ست وثلاثين وسبعمائة شابا ، وكان ابن عمّه الشريف شهاب الدين أحمد بن عجلان قد جعله شحنة على مكة.
    وأعقب محمد (1) بن محمود بن أحمد غلاما طفلا مات عنه وهو صغير بلغني أنّه يقارب الخمس سنين أو فوقها بقليل ، وليس لمحمد ولد غيره وقد ادّعى الى محمد بن محمود دعي انتسب قبل ذلك الى غيره ممن لا يثبت له نسب ثم ادّعى انه ابن محمد هذا ، ولكنه يخفي هذه النسبة عمّن يعرف حاله والعجب انّه أسن من محمد بن محمود ، وكذبه وافتراؤه أشهر من أن ينبه عليه وأظهر من أن يحتاج الى إظهار ، ولكن الزمان زمان سوء ولولا أنّه قد أطال المقام بهذه الديار أعني كرمان وفارس ويزد وقد استوطنها وأولد بها وظن كثير من أغبياء الجهّال أنّه علوي صحيح النسب من حكّام مكة ، لنزهت قلمي عن ذكره ، ولكن على كلّ نفس ما كسبت.
    ومن ولد السيد رميثة بن أبي نمي بقية (2) بن رميثة له عقب ، والسيد مغامس ؛ له أيضا عقب ، والسيد مبارك بن رميثة ، رأيته بالعراق حين قدمها وافدا على السلطان أويس بن الشيخ حسن وله أيضا أعقاب ، ومن ولد السيد رميثة بن أبي نمي السيد عز الدين أبو سريع عجلان (3) بن رميثة ، ملك الحجاز
    __________________
    (1) كانت وفاة الشريف محمد بن محمود ابن أحمد بن رميثة سنة ثلاث وثمانمائة وكان جوادا شاعرا.
    (2) كانت وفاة السيد بقية بن رميثة سنة اثنتين وستين وسبعمائة ووفاة أخيه السيد مغامس سنة ثلاث وستين وسبعمائة. (عن هامش الأصل)
    (3) كانت وفاة الأمير عز الدين عجلان بن رميثة سنة سبع وسبعين وسبعمائة ، ووفاة ابنه شهاب الدين أبي سليمان أحمد سنة ثمان وثمانين وسبعمائة

    بعده ونازعه أخوه وكانت الحرب بينهما سجالا حتى صفت له بعده ، وأعقب جماعة منهم الشريف شهاب الدين أبو سليمان أحمد ، ملك مكة في زمان أبيه سلم اليه أبوه عجلان مكة وأسباب الملك من السلاح وغير ذلك واعتزل عجلان إلى أن مات ، وكان الشريف شهاب الدين عادلا سائسا شديد الحكومة تهابه الأشراف والقواد ومن دونهم ؛ وكانت القوافل في زمانه آمنة من السرّاق والقطّاع ولم يكن لسارق عنده هوادة إن كان شريفا نفاه وان كان غيره قتله أو قطع أعضاءه ، وطال حكمه وعظم أمره واستشعر سلطان مصر منه الاستبداد فطلبه مرارا فاعتذر اليه ، وكان قبل وفاته عدّة سنوات يلبس الدرع أيام الموسم تحت ثيابه ولا يحجّ لعدم تمكّنه من لبس ثياب الإحرام فاحتالوا عليه بكتاب سمّوه وأرسلوه اليه فلم يستتم قراءة ذلك الكتاب حتى انتفخت أوداجه ودماغه وظهرت البثور بوجهه ومات رحمه‌الله ، وفتكوا من بعده بابنه الذي قام بعده نهض عليه رجل في سوق منى فضربه بسكين مسمومة وغاب بين الناس فلم يعرف.
    ومن بني عجلان بن رميثة بن أبي نمي محمد بن عجلان (1) له ولد ومنهم علي بن عجلان ، حكم بمكة أيضا ومنهم الشريف حسن بن عجلان. وهو ملك الحجاز اليوم ، نقل إليّ عنه انّه حسن السيرة وله شعر حسن أبقاه الله تعالى وكثّر أهله وانتسب الى الشريف عجلان بن رميثة رجل اسمه كبيش وقبله عجلان وأبوه رميثة أيضا وامه امرأة من عامة أهل مكة شرّفها الله تعالى ، فيها ما فيها ، وأهل مكة
    __________________
    وابنه الذي قام بالأمر بعده وفتك به عن قريب هو محمد بن أحمد بن عجلان ولقبه كمال الدين.
    (1) كانت وفاة الأمير محمد بن عجلان سنة اثنتين وثمانمائة ، وقد قتل الأمير علي بن عجلان سنة 797 هـ وكانت وفاة الشريف حسن بن عجلان بمصر سنة تسع وعشرين وثمانمائة بعد وفاة مؤلف هذا الكتاب بسنة. (عن هامش الأصل)

    متفقون على حكاية يحكونها لا يصح معها نسب كبيش ولا يتصل بعجلان وان كان قد قبله والله بها أعلم.
    وقد رأيت كبيشا هذا بمكة جليل القدر ، كان اليه أمر ساحل جدّة وكان أبوه يوصي به وأخوه يجلّه والناس يخاطبونه بالشريف ، ولكبيش عقب وكان في غاية النجدة والشجاعة ـ آخر بني محمد الأكبر وهم آخر بني موسى الثاني ، وهم آخر بني عبد الله الشيخ الصالح بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ـ.
    والعقب من يحيى صاحب الديلم (1) بن عبد الله المحض بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ويقال له الأبتثي «الأثبتي خ ل» وكان يحيى قد هرب الى بلاد الديلم وظهر هناك واجتمع عليه الناس وبايعه أهل تلك الاعمال وعظم أمره وقلق الرشيد لذلك وأهمّه وانزعج منه غاية الانزعاج ، فكتب الى الفضل بن يحيى البرمكي : ان يحيى بن عبد الله قذاة في عيني فاعطه ما شاء واكفني أمره. فسار اليه الفضل في جيش كثيف وأرسل اليه بالرفق والتحذير والترغيب والترهيب ، فرغب يحيى في الأمان فكتب له الفضل أمانا مؤكدا وأخذ يحيى وجاء به الى الرشيد ، فيقال : إنّه صار الى الديلم مستجيرا فابتاعه صاحب الديلم من الفضل بن يحيى بثمانية آلاف درهم ومضى يحيى الى المدينة فأقام بها الى أن سعى به عبد الله بن مصعب (2) بن ثابت بن عبد الله بن الزبير الى الرشيد ، فقال له : إن يحيى بن عبد الله أراداني على البيعة له. فجمع الرشيد بينهما بعد أن استقدم
    __________________
    (1) كانت وفاة يحيى صاحب الديلم في حبس الرشيد سنة خمس وسبعين ومائه ، كذا أرّخه الامام المهدي بالله في كتابه المسمّى بـ (البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار). (عن هامش الأصل)
    (2) عبد الله بن مصعب هذا هو جدّ الزبير بن بكار النسابة. (عن هامش الأصل)

    يحيى من المدينة فلما اجتمعا قال الزبيري ليحيى : سعيتم علينا وأردتم نقض دولتنا. فالتفت اليه يحيى وقال : من أنتم؟ فغلب الرشيد الضحك حتى رفع رأسه الى السقف لئلا يظهر منه ، ثم قال يحيى : يا أمير المؤمنين أترى هذا المشنع عليّ؟ خرج والله مع أخي محمد بن عبد الله جدّك المنصور وهو القائل من أبياته :
    قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنا
    إن الخلافة فيكم يا بني حسن

    وليس سعايته يا أمير المؤمنين حبّا لك ولا مراعاة لدولتك ، ولكن والله بغضا لنا جميعا أهل البيت ، ولو وجد من ينتصر به علينا جميعا لفعل وقال باطلا وأنا مستحلفه فان حلف إني قلت ذلك فدمي لأمير المؤمنين حلال فقال الرشيد : إحلف يا عبد الله. فلما أراده يحيى على اليمين تلكأ وامتنع فقال له الفضل : لم تمتنع وقد زعمت آنفا أنّه قال ذلك؟ قال عبد الله : فاني أحلف له. فقال له يحيى قل : «تقلّدت الحول والقوّة دون حول الله وقوّته الى حولي وقوّتي إن لم يكن ما حكيته عنك صحيحا حقّا». فحلف له فقال يحيى : الله أكبر حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن علي بن ابي طالب عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انّه قال : ما حلف أحد بهذه اليمين كاذبا إلاّ عجّل الله له العقوبة بعد ثلاث. والله ما كذبت وها أنا يا أمير المؤمنين بين يديك فتقدّم بالتوكيل بي ؛ فان مضت ثلاثة أيام ولم يحدث على عبد الله بن مصعب حدث فدمي لأمير المؤمنين حلال ، فقال الرشيد للفضل : خذ بيد يحيى فليكن عندك حتى أنظر في أمره. قال الفضل : فو الله ما صلّيت العصر من ذلك اليوم حتى سمعت الصائح من دار عبد الله بن مصعب فأمرت من يتعرّف خبره فعرفت انّه قد أصابه الجذام ، وانّه قد تورّم واسود. فصرت اليه فما كدت أعرفه لأنّه صار كالزق العظيم ، ثم اسود حتى صار كالفحم ؛ فصرت الى الرشيد فعرفته خبره فما انقضى كلامي حتى أتى خبر وفاته فبادرت الخروج وأمرت بتعجيل أمره والفراغ منه ؛ وتوليت الصلاة عليه ودفنته فلما دلوه في حفرته لم يستقر فيها حتى انخسفت به وخرجت منها رائحة مفرطة في النتن

    فرأيت أحمال شوك تمر في الطريق فقلت : عليّ بذلك الشوك. فأتيت به فطرحته في تلك الوهدة فاستقر حتى انخسفت الثانية ، فقلت : عليّ بألواح الساج. فطرحتها على موضع قبره ثم طرح التراب عليها وانصرفت الى الرشيد فعرّفته ذلك فأمرني بتخلية يحيى بن عبد الله وأحضروه وسأله : لم عدلت عن اليمين المتعارفة بين الناس؟ قال : لأنّا روينا عن جدّنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام انّه قال : من حلف بيمين مجدّ الله فيها استحيى الله من تعجيل عقوبته ؛ وما من أحد حلف بيمين كاذبة نازع الله فيها حوله وقوّته إلاّ عجّل الله تعالى له العقوبة قبل ثلاثة.
    ويروى ان عبد الله بن مصعب لمّا حلف اليمين المذكورة لم يتمّها حتى اضطرب وسقط لجنبه وأخذوا برحله وهلك ، ثم إن الرشيد صبر أياما وطلب يحيى واعتقل عليه فأحضر يحيى أمانه فأخذه الرشيد وسلّمه الى أبي يوسف القاضي فقرأه وقال : هذا الأمان صحيح لا حيلة فيه. فأخذه أبو البختري من يده وقرأه ثم قال هذا أمان فاسد من جهة كذا وكذا ، وأخذ يذكر شبها فقال له الرشيد : فخرقه فأخذ السكين فخرقه ويده ترعد حتى جعله سيورا ، وأمر بيحيى الى السجن فمكث فيه أياما ثم أحضره وأحضر القضاة والشهود ليشهدوا على انّه صحيح لا بأس به ويحيى ساكت لا يتكلّم ؛ فقال له بعضهم : ما لك لا تتكلّم؟ فأومئ الى فيه : أنّه لا يطيق الكلام. فأخرج لسانه وقد اسود ؛ فقال الرشيد : هو ذا يوهمكم انّه مسموم. ثم أعاده الى السجن فلم يعرف بعد ذلك خبره ؛ فقيل إنّه قتله جوعا وإنّه وجد في بركة عاضا على حمئة وطين ، وقال شيخ الشرف العبيدلي بنى الرشيد عليه أسطوانة. وقيل حبسه في دار السندي بن شاهك في بيت نتن وردم عليه الباب حتى مات ، ويقال إنّه القي في بركة فيها سباع قد جوعت فلاذت به وهابت الدنو منه ، فبنى عليه ركن بالجص والحجر وهو حيّ وفي غدر الرشيد بيحيى يقول أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان من قصيدة يعدّ فيها مساوئ بني العباس :
    يا جاهدا في مساويهم يكتمها
    غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم؟




    ذاق الزبيري غبّ الحنث وانكشفت
    عن ابن فاطمة الأقوال والتهم

    فأعقب يحيى صاحب الديلم بن عبد الله من محمد بن يحيى وحده ، ويقال له الأبتثي «الاثبتي خ ل» وولده الأبتثيون وهم جماعة بالحجاز والعراق ، وامه خديجة بنت ابراهيم بن طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب ؛ والعقب منه في رجلين هما عبد الله وأحمد ؛ امهما فاطمة بنت إدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى.
    أما أحمد بن محمد الأبتثي فأعقب من ابنه يحيى وحده وأعقب يحيى من ابنه عيسى وحده ؛ وأعقب عيسى من علي وسليمان ـ وعلي الملقب ثعلبا ـ ويحيى الملقب فطيسا ؛ والحسين ؛ وجدت للأولين أولادا والحسين في «صح» وعقب أحمد بن محمد الأثبتي قليل ؛ وأما عبد الله بن محمد الأبتثي فأعقب من ثلاثة محمد وسليمان وابراهيم ، أما محمد بن عبد الله بن محمد الأبتثي فأعقب من سبعة يحيى والحسين وداود وادريس وصالح وعلي وأحمد ، فمن ولد يحيى بن محمد بن عبد الله ابراهيم صاحب البشرى وهي قرية وعين ، في آخرين (1) ولإبراهيم أولاد وعدد ، ومن ولد الحسين بن محمد بن عبد الله (2) له ولد ، ومن ولد داود بن محمد بن عبد الله داود بن أبي البشر عبد الله بن داود هذا ، في آخرين (3) وإدريس
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : (ولد محمد بن عبد الله بن محمد الأبتثي ثلاث بنات وثلاثة بنين درجوا ، ويحيى بن محمد ، من ولده الحسين البشراني وابراهيم ابنا يحيى بن محمد ، ومن أولاد يحيى صالح نسبوا اليه عدّة أولاد. وفي كتاب أبي المنذر درج ، وقال مرة اخرى عقبه في (صح).
    (2) كذا في النسخ التي بأيدينا وفيه نقص ، وكان الحسين بن محمد هذا سيدا زاهدا عابدا عديم المال في غاية من الفقر والمسكنة مع عفة وقناعة.
    (3) قال العمري في «المجدي» : داود بن محمد أولد وأكثر فمن ولده داود بن أبي البشر عبد الله بن داود ... كان له ولدان ببلييس). م ص

    ابن محمد بن عبد الله له ولد ومن ولد صالح بن محمد بن عبد الله ، علي بن صالح الشاعر له عقب ، وعقب علي بن محمد بن عبد الله في «صح» منهم أبو القاسم علي بن علي ؛ وقع الى المغرب وقتل هناك ولا بقية له بالحجاز. قال ابن طباطبا : لا أدري له ولد بالمغرب أم لا فهو في جملة نسب القطع أسوة نظرائه ، وعقب أحمد بن محمد بن عبد الله ويدعى الصالح ويلقب الصويلح في «صح».
    وأما سليمان بن عبد الله بن محمد الأبتثي ويكنى أبا القاسم ، ويقال إن اسمه محمد ، فأولد جماعة كثيرة وعقبه في سليمان بن سليمان ، ويقال إنّه هو الذي يسمّى محمدا ، ويكنى أبا القاسم ؛ أعقب أبو القاسم محمد بن سليمان بن عبد الله من أحد عشر رجلا وهم أبو عبد الله محمد ، ويوسف ، والحسين ، وأحمد ، وموسى ، وعلي والحسن ، وداود ، وحمزة ، وأيوب ، وإدريس وذكر له الشيخ تاج الدين محمد بن معية الحسني يحيى أيضا ومن ولده صاحب الشامة سليمان بن يحيى بن سليمان محمد بن أبي القاسم سليمان بن عبد الله المذكور ، له عقب الآن بالعراق وغيرها.
    وأما ابراهيم بن عبد الله بن محمد الأبتثي ، فأعقب من ثلاثة عبد الله الشيخ المكفوف ، ومحمد ، وأبي الحسين أحمد. قال البخاري : وهو أبو الحسين ابراهيم بن ابراهيم ، فمن ولد عبد الله المكفوف بن ابراهيم ، عتيبان بن علي بن الحسن بن علقمة بن الضرير المكفوف ، ومنهم الصوفي الأسود (1) بن الحسن بن علي بن عبد الله بن ابراهيم المذكور ، وابنه أبو طاهر حمزة الجبلي (2) يعرف
    __________________
    (1) سمّاه العمري وغيره ميمونا.
    (2) كذا في الأصل بالجيم ثم الباء ، وضبطه العمري في (المجدي) الحنبلي بالحاء المهملة ثم النون بعدها الباء. ولقبه بالناصب وقال : مات ببغداد وله في النصب حكايات. ثم قال : إن لهذا الناصب ابن عم يقال له محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي أمه علوية وكفلته نصرانية اسمها مريم فيعرف بها خاف ببغداد فخرج الى الشام وأولد.

    بالسيبي ويقال لولده بنو السيبي كانوا ببغداد والموصل ، منهم فخذ يقال لهم : بنو الصناديقي كانوا ببغداد أيضا ، ومن ولد محمد بن ابراهيم بن عبد الله بن محمد الأبتثي ، الحسين الأعرج بن محمد المذكور ، كذا قال شيخ الشرف. وقال ابن طباطبا : ولم أر للحسين الأعرج غير بنت.
    ومن ولد أبي الحسين أحمد بن ابراهيم بن عبد الله بن محمد الأبتثي ـ وهو الذي سمّاه البخاري ابراهيم ـ الورق وهو محمد بن يحيى بن أبي الحسين أحمد المذكور ؛ قال البخاري : ونقل شيخ الشرف العبيدلي أن الورق هو أحمد بن ابراهيم بن عبد الله بن محمد الأبتثي والله أعلم. والعقب من سليمان بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا محمد وقتل (1) بفخ ، اما ابنه محمد هرب بعد قتل أبيه ودخل المغرب الى عمّه إدريس وأعقب هناك ؛ وكان له عبد الله وأحمد وإدريس وعيسى وابراهيم والحسن والحسين وحمزة وعلي ، وهم في نسب القطع أي انقطعت أخبارهم عنّا واتصالهم عنّا. قال الشيخ أبو الحسن العمري : قال أبو الحسين يعني شيخ الشرف محمد بن أبي الحسين العبيدلي النسابة : لم أسمع لهذا الفخذ خبرا الى هذه الغاية ، ثم قال العمري : وروى الناس غير هذا ؛ ولا شك أن بني سليمان بن عبد الله بالمغرب الى الآن وهم أقل من ولد إدريس بن عبد الله المحض.
    __________________
    (1) فخ بفتح أوله وتشديد ثانيه واد بمكة ، قيل هو واد الزاهر قتل به الحسين بن علي بن الحسن العلوي يوم التروية سنة 169 هـ وقتل معه جماعة من أهل بيته ؛ وفيه دفن عبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة. قاله في (مراصد الاطلاع) وسليمان هذا امه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ؛ وهي التي كلّمت أبا جعفر المنصور لما حجّ وقالت : يا أمير المؤمنين أيتامك بنو عبد الله بن الحسن فقراء لا شيء لهم. فرد عليهم ما قبضته من أموالهم. قاله أبو الفرج في (المقاتل). م ص

    قال الموضح النسابة : كان عبد الله بن محمد بن سليمان ورد الكوفة وروى الحديث وكان ذا قدر جليل وولد محمدا وإدريس ، وأم عبد الله فاطمة ، وولد الحسن بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن محمد بن سليمان ، الحسين وإبراهيم أحدهما بالمدينة ، هذا كلّه عن الموضح. وقال الشيخ أبو الحسن العمري : قال أبو الغنائم الحسين فيما وجدته من مسوداته بخطه : سألت ابن خداع نسابة مصر عن ولد سليمان فقال : ولد سليمان بن عبد الله المحض داود مات سنة ثلاث وستين ومائتين ؛ وولد سليمان بن داود خمسة الحسين والحسن المحترق وعليا ومحمدا وأبا الفاتك ، مات بالحجاز سنة أربع وعشرين وثلاثمائة. قال العمري : وما وجدت في كتاب ابن خداع شيئا من هذا ، ويجب أن يكون هذا ولد سليمان بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن المثنى وقد توهّم الكاتب ؛ وقال الشيخ أبو الحسن العمري أيضا : أوقفني أبو الغنائم محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الأعرج بن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام نقيب عكبرا ـ صديقي على رقعة فيها أبو العشاير المؤمل بن معالي بن علي بن حمزة بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويعرف بابن معالي ، فسألني عن الرجل وقال : هو من أهل البصرة؟ فقلت : ما أعرف من هذا نسبه ولا أدري كيف هذا النسب. فشهد الحاجب أبو الفضل ابن أبي محمد بن فضالة صاحب ابن ماكولا الوزير انّه علوي صحيح النسب من البصرة ، وانّه ابن عم الشريف أبي حرب وأطلق خطه بذلك سنة إحدى وثلاثين واربعمائة. ويجب أن يسأل عن هذا الرجل ويكشف حاله ـ آخر ولد سليمان بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام.
    والعقب من ادريس بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ويكنى أبا عبد الله وشهد فخا مع الحسين بن علي العابد صاحب فخ ؛ فلما قتل الحسين انهزم هو حتى دخل المغرب فسمّ هناك بعد أن

    ملك ، وكان قد هرب الى فاس وطنجة ومعه مولاه راشد ودعاهم الى الدين فأجابوه وملكوه فاغتم الرشيد لذلك حتى امتنع من النوم ، ودعا سليمان بن جرير الرقي متكلّم الزيدية وأعطاه سمّا فورد سليمان بن جرير الى إدريس متوسما بالمذهب فسر به إدريس بن عبد الله ثم طلب منه غرة ووجد خلوة من مولاه راشد فسقاه السم وهرب ، فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة وفاته وعاد وقد مضى ادريس لسبيله (1).
    وأعقب إدريس بن عبد الله المحض من ابنه إدريس وحده ، وكان إدريس بن إدريس (2) لما مات أبوه حملا وامه ام ولد بربرية ، ولما مات إدريس بن عبد الله وضعت المغاربة التاج على بطن جاريته ام ادريس فولدته بعد أربعة أشهر. قال الشيخ أبو نصر البخاري : قد خفي على الناس حديث إدريس لبعده عنهم ونسبوه الى مولاه راشد وقالوا إنّه احتال في ذلك لبقاء الملك له ، ولم يعقب إدريس بن عبد الله ، وليس الأمر كذلك فان داود بن القاسم الجعفري وهو أحد كبار العلماء وممن له معرفة بالنسب ، حكى انّه كان حاضرا قصة إدريس بن عبد الله وسمّه وولادة ادريس بن ادريس. قال : وكنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه ولا أحسن وجها ، وقال الرضا بن موسى الكاظم عليه‌السلام : ادريس بن ادريس بن عبد الله من شجعان أهل البيت والله ما ترك فينا مثله ، وقال أبو هاشم داود بن القاسم بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار : أنشدني إدريس بن إدريس لنفسه :
    لو مال صبري بصبر الناس كلّهم
    في روعتي وضل في جزعي

    __________________
    (1) كانت بيعة ادريس بن عبد الله في شهر رمضان 172 واستمر بالامر الى ان توفي ست سنين الا اشهر.
    (2) كانت وفاة إدريس بن إدريس الحسني صاحب المغرب سنة أربع عشرة ومائتين. (عن هامش الأصل).


    بأن الأحبة فاستبدلت بعدهم
    ها مقيما وشملا غير مجتمع

    كأني حين يجري الهم ذكرهم
    على ضميري مجبول على الفزع

    تأوي همومي اذا حركت ذكرهم
    الى خوارج جسم دائم الجزع

    فأعقب إدريس بن إدريس بن عبد الله المحض من ثمانية (1) رجال القاسم وعيسى وعمر. وداود ، ويحيى ، وعبد الله ، وحمزة ؛ وقد قيل انّه أعقب من غير هؤلاء أيضا ولكلّ منهم ممالك ببلاد المغرب هم بها ملوك الى الآن.
    أعقب داود بن إدريس بن علي ما قال صاحب السفرة بفاس وبشتاية وصدفية جماعة بها مقيمون ، وقال الموضح النسابة : هم بالنهر الأعظم من المغرب. وأعقب حمزة بن إدريس بن إدريس بالسوس الأقصى ، وأعقب عمر بن ادريس بن ادريس بمدينة الزيتون فمن ولده عيسى بن ادريس بن عمر الذي بني جبل الكوكب وهو مدينة بالمغرب ، ومنهم حمود وهو أحمد بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر ، أعقب من رجلين القاسم الملقب بالمأمون وعلي الملقب (1) بالناصر لدين الله ؛ ملك الأندلس وقلع بني مروان عنها
    __________________
    (1) لم يذكر الثامن في الأصل والظاهر انّهم سبعة فقط (كذا عن هامش المخطوطة) وقد ادخلت هذه العبارة في متن المطبوعة اشتباها. والذين أولدهم إدريس بن إدريس أحد عشر رجلا وبنتين رقية وام محمد ، والذي أعقب منهم سبعة والذي ملك الأمر منهم في بلاد المغرب محمد ، واستمر بالأمر ثمان سنين ثم توفي في شهر ربيع الأول سنة 221 هـ وقام بعده أولاده ثم أحفاده وكان آخرهم الحسن بن القاسم كنون بن محمد بن القاسم بن ادريس الذي تولّى الملك سنة 348 وقتل سنة 375 وبموته انقرضت دولة الأدارسة من بلاد المغرب وقد ملكوا الأمر 200 سنة تقريبا.
    (1) كانت وفاة الناصر لدين الله علي بن حمود سنة ثمان وأربعمائة ، ووفاة

    وأعقب علي الناصر لدين الله ملك الأندلس ؛ يحيى الملقب بالمغيلي وادريس الملقب بالمتأيد وليا الخلافة بالمغرب ؛ فأعقب يحيى المغيلي إدريس الملقب (1) بالمعالي والحسن الملقب بالمستنصر دعى لهما بالخلافة هناك ؛ وأعقب القاسم المأمون بن أحمد حمود بن ميمون وكان قد ولي بعد أخيه ، محمدا الملقب بالمهتدي ملك الجزيرة الخضراء بالمغرب ؛ ومن ولد عمر بن ادريس ، علي بن عبد الله بن محمد بن عمر. قال العمري له عقب يعرفون بالفواطم.
    وأما يحيى بن إدريس بن ادريس فكان له بلد صدفية بالمغرب ؛ ومن ولده علي بن عبد الله التاهرتي بن المهلب بن يحيى بن ادريس ، وربما نسب التاهرتي الى محمد بن ادريس بن ادريس ؛ قال الشيخ العمري : وليس ذلك بعيدا والذي يلوح من كلامه انّه صحيح النسب اعتمادا على انّه كتب في السفرة ويجب أن يكون ما كتب في السفرة صحيحا حتى تجيئ حجّة تبطله ، ول علي التاهرتي أولاد منهم بمصر ومنهم بخراسان ، وهذا علي التاهرتي هو الذي ورد رسولا عن صاحب مصر الى السلطان محمود بن سبكتكين وعثر معه على تصانيف الباطنية ، ونفاه عن النسب الحسن بن طاهر بن مسلم العبيدلي فخلي بينه وبينه فقتله ، ثم انّه طلب تركته فلم يعط منها شيئا. وقد حكى قصته صاحب اليميني في كتابه وجزم على انّه دعي فاسد النسب لما كان من نفي الحسن بن طاهر له ؛ وقد عرفت من الظاهر انّه علوي والله أعلم.
    وأعقب عيسى بن ادريس بن ادريس ببلد ملكانه ، فمن ولده القاسم كنون بن عبد الله بن يحيى بن أحمد بن عيسى بن ادريس ، وعبد الله بن ادريس بن
    __________________
    يحيى المغيلي سنة سبع وعشرين وأربعمائة ، ووفاة أخيه ادريس المتأيد بالله سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة.
    (1) قيل ان ادريس الملقب بالمعالي مات سنة ست وأربعين وأربعمائة وكانت وفاة الحسن المستنصر بالله سنة أربع وثلاثين وأربعمائة. (عن هامش الأصل)

    ادريس أحد النساك مات بفاس. وعقبه بالسوس الأقصى وأعمالها ، والقاسم بن ادريس بن ادريس ، أولد وأكثر فمن ولده أبو طالب الناسك بن أحمد بن عيسى بن أحمد بن محمد بن القاسم المذكور ؛ وكان من أهل الفضل وهو الذي عمل السفرة بسببهم ، ومنهم الشيخ الشاعر الضرير بمصر الحسن بن يحيى بن القاسم كنون بن ابراهيم بن محمد بن القاسم المذكور ، وبنو ادريس كثيرون وهم في نسب القطع يحتاج من يعتزي اليهم الى زيادة وضوح في حجّته لبعدهم عنّا وعدم وقوفنا على أحوالهم.
    المعلم الثاني
    في ذكر عقب ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب
    «ع» ولقب الغمر لجوده ، ويكنى أبا اسماعيل وكان سيّدا شريفا روى الحديث وهو صاحب الصندوق بالكوفة يزار قبره (1) وقبض عليه أبو جعفر المنصور مع أخيه وتوفي في حبسه سنة خمس وأربعين ومائة وله تسع وستون سنة ؛ وقال ابن خداع : مات قبل الكوفة بمرحلة وسنّه سبع وستون سنة.
    وكان السفاح يكرمه. فيروى أن السفاح كان كثيرا ما يسأل عبد الله المحض عن أبنيه محمد وابراهيم ، فشكا عبد الله ذلك الى أخيه ابراهيم الغمر ، فقال له إبراهيم : إذا سألك عنهما فقل : عمّهما ابراهيم أعلم بهما فقال له عبد الله : وترضى بذلك؟ قال : نعم. فسأله السفاح عن ابنيه ذات يوم فقال : لا علم لي بهما وعلمهما عند عمّهما ابراهيم. فسكت عنه ثم خلا بابراهيم فسأله عن ابني أخيه فقال له :
    __________________
    (1) قبره قريب من كرى سعد بن أبي وقاص المعروف على يسار المحجة الحديدية للذاهب الى شريعة الكوفة وهو مزار معروف حتى اليوم.

    يا أمير المؤمنين اكلّمك كما يكلّم الرجل سلطانه أو كما يكلّم ابن عمه؟ فقال : بل كما يكلّم الرجل ابن عمّه. فقال : يا أمير المؤمنين أرأيت إن كان الله قد قدّر ان يكون لمحمد وابراهيم من هذا الأمر شيء أتقدر أنت وجميع من في الأرض على دفع ذلك؟ قال : لا والله. قال : ورأيت إن لم يقدر لهما من ذلك شيء أيقدران ولو أن أهل الأرض معهما على شيء منه؟ قال : لا. فما لك تنغص على هذا الشيخ النعمة التي تنعمها عليه؟ فقال السفاح : والله لا ذكرتهما بعد هذا. فلم يذكر شيئا من أمرهما حتى مضى لسبيله.
    والعقب من ابراهيم الغمر في اسماعيل الديباج (1) وحده ، ويكنى أبا ابراهيم ، ويقال له الشريف الخلاص ، وشهد فخا ، والعقب منه في رجلين الحسن التج (2) وابراهيم طباطبا ، أما الحسن التج بن اسماعيل الديباج ويكنى أبا علي
    __________________
    (1) كان لإبراهيم الغمر أولاد غير اسماعيل الديباج إلاّ انّهم لا بقية لهم وعدة بنات ، أما البنون فهم يعقوب ومحمد الأكبر ومحمد الأصغر واسحاق وعلي وأما البنات فهن رقية وخديجة وفاطمة وحسنة وام اسحاق ، أما يعقوب وامه زميحة بنت عبد الله بن أبي أمية المخزومي فمات دارجا ، وأما محم الأصغر ويلقب بالديباج الأصغر ، وهو لام ولد تدعى عافية ، فقبض عليه المنصور وأمر به فدفن حيّا وبنيت عليه اسطوانة ومات دارجا أيضا ؛ وأما اسحاق شقيق يعقوب وامهما ام ولد فأولد عبد الله وحده ، ومات عبد الله عن بنت تدعى فاطمة خرجت الى يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر الأطراف ؛ ونص العمري على انقراضه وأما علي وامه ام ولد تدعى مذهبة ويكنى أبا قرمة فشهد فخا قال أبو اليقظان : لا بقية له. وقال العمري : أولد حسنا وقيل حسينا ويلقب المطوق أقام بمصر ومن نسله الحسين بن محمد بن أحمد المقتول بسميساط ابن المطوق.
    (2) التج بالتاء المثناة من فوق والجيم المشددة ، ويعرف الحسن التج هذا بابن الهلالية. م ص

    وشهد فخا وحبسه الرشيد نيفا وعشرين سنة حتى خلاّه المأمون وهلك وهو ابن ثلاث وستين فأعقب الحسن التج من ابنه الحسن بن الحسن وحده ويلقب التج أيضا ، ويقال لولده بنو التج ، وأعقب الحسن بن الحسن بن الديباج من أبي جعفر محمد ، يقال له أيضا التج وولده الآن آل التج بمصر.
    ومن أبي القاسم علي المعروف بابن معية وهي امه وبها يعرف عقبها ، وهي معية بنت محمد بن حارثة بن معاوية بن اسحاق بن زيد بن حارثة بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن الأوس كوفية ينسب اليها ولدها ، قال أبو عبد الله بن طباطبا ؛ وهي أم أولاده ، ولعمري ان آل معية أعرف بنسبهم من غيرهم وقد صرّح النقيب تاج الدين في كثير من تصانيفه انها ام علي بن الحسن بن الحسن ، والشيخ العمري قال : ان امه يعني عليا ـ معية الأنصارية بها يعرف ولده وذكر ابن خداع ان أصلها من بغداد.
    والعقب من أبي القاسم علي بن الحسن بن الحسن بن الديباج من رجلين أبي طاهر الحسن ، وأبي عبد الله الحسين الخطيب ، وكان له ولد ثالث هو أبو جعفر محمد النسابة صاحب المبسوط ، أخذ عنه شيخ الشرف العبيدلي انقرض عقبه وبقي عقب علي بن معية من الأولين المذكورين ، أما أبو طاهر الحسن بن علي بن معية فكان له عقب كثير بالكوفة ، منهم السيد العالم النسابة عبد الجبار بن الحسن بن محمد بن جعفر بن أبي طاهر الحسن المذكور ، اليه ينسب مسجد عبد الجبار بالكوفة وله ولأخويه أبي الحسن علي وأبي الفوارس ناصر عقب منهم بنو المناديلي انقرضوا وبنو العجعج ، منهم السيد سعد الدين موسى بن العجعج رأيته شيخا وهو ميناث.
    وأما أبو عبد الله الحسين الخطيب بن علي بن معية وهم يدّعون بني معية فأعقب من رجلين أبي القاسم علي وأبي أحمد عبد العظيم ، أعقب عبد العظيم من محمد يعرف بميمون ومن علي له ولد بالري ، ومن أحمد بن عبد العظيم ، له ولد ولمحمد

    ميمون بن عبد العظيم الحسين بن محمد ميمون ، له أولاد بالري منهم مهدي ومانكيرم ، وأعقب أبو القاسم علي بن الحسين الخطيب بن علي بن معية من رجلين هما أبو عبد الله محمد ، وأبو عبد الله الحسين الفيومي ، أما أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم علي بن الحسين الخطيب ، فأعقب من أبي الطيب الحسن قتله بنو أسد ، قال ابن طباطبا ؛ وله أولاد ستة برامهرمز والأهواز والبصرة. ومن أبي القاسم عبد الله الشعراني ، له ولد ، ومن أبي محمد ابراهيم ؛ له أولاد بالأهواز هذا كلّه عن ابن طباطبا ، وكان له أبو طالب أحمد كان شديد التوجه وحجّ فأنفق مالا واسعا ، فقيل إن رجلا من الأشراف جلس اليه بمكة وهو يشكو جور السلطان ، فأدخل العلوي الحجازي يده في ثيابه وقال له : ثيابك هذه الرقاق هي التي أضلتك سبيلك والعز معه الشقاء. وقال العمري : وكان لأبي طالب عدّة من الولد جميعهم أصدقائي مات أكثرهم وهذا أبو طالب أحمد عرفة بهاء الدولة بن بويه الديلمي ، وكان أبو طالب رئيسا بالبصرة وله أحوال حسنة ، قال ابن طباطبا ؛ وله بقية بالبصرة.
    وأما أبو عبد الله الحسين الفيومي بن علي بن الحسين بن معية فأعقب من ابنه أبي الطيب محمد ؛ وأعقب أبو الطيب محمد بن الحسين الفيومي من أبي عبد الله الحسين القصري نزل قصر ابن هبيرة فنسب اليه ، وكان لأبي عبد الله الحسين القصري عدّة أولاد منهم أبو الحسن علي بن الحسين القصري قتله أحمد بن عمار العبيدلي ، ومن ولده بنو البديوي وهو أبو عبد الله محمد البديوي من أبي المعالي هبة الله بن أبي الحسن علي المذكور ؛ كان لهم بقية بالعراق. ومنهم النقيب ظهير الدولة أبو منصور الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين القصري ؛ وهو الزكي الأول وعقبه ينقسم فرقتين ؛ بنو قريش بن أبي الحسين بن أبي الفتح علي النقيب بن رضي الدين بن الزكي الأول المذكور ، منهم السيد عماد الدين محمد بن محمد بن الحسين بن قريش المذكور ؛ سافر الى خراسان ثم منها الى الهند واستوطن دهلي ، وله بها عقب.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:05 pm

    وإلى بني النقيب أبي منصور الحسن الزكي الثالث بن النقيب أبي طالب الزكي الثاني بن أبي منصور الحسن الزكي الأول يعرفون ببني معية ذوي جلالة ورياسة ونقابة وتقدم ؛ أعقب النقيب أبو منصور الحسن الزكي الثالث من رجلين محمد ، والقاسم النقيب جلال الدين أبي جعفر ، أما محمد بن الزكي الثالث فأعقب من ولده النقيب تاج الدين جعفر الشاعر الفصيح لسان بني حسن بالعراق حدّثني الشيخ تاج الدين محمد قال : حدّثني أبي عن خاله النقيب تاج الدين جعفر المذكور انّه حدّثه قال لهجت بقول الشعر وأنا صبي فسمع والدي بذلك فاستدعاني وقال يا جعفر قد سمعت انّك تهذي بالشعر فقل في هذه الشجرة حتى أسمع فقلت ارتجالا :
    ودوحة تدهش الأبصار ناضرة
    تريك في كلّ غصن جذوة النار

    كأنما فصلت بالتبر في حلل
    خضر تميس بها قامات أبكار

    فاستدناني وقبّل ما بين عيني ، وأمر لي بفرس وثياب نفيسة ودراهم أمر باحضارها في الحال ، ووهب لي ضيعة من خاصة ضياعه ، وقال : يا بني استكثر من هذا فانّا نقصد دار الخلافة ومعنا من الخيل وغيرها وأنواع التكلفات ومما لا يتمكن منه ويجيئ ابن عامر بدواته وقلمه فتقضى حوائجه قبلنا ويرجع الى الكوفة ونحن مقيمون بدار الخلافة لم يقض لنا بعد حاجة.
    وكان للنقيب تاج الدين جعفر وظائف على ديوان بغداد تحمل اليه في كلّ سنة وكان قد أضرّ وبنى موضعا سمّاه الزوية واعتكف فيه دائما فأرسلوا اليه بعض السنين ـ وحاكم بغداد يومئذ الصاحب علاء الدين عطاء الملك الجويني ـ بفرس كبير السن أعور فكتب الى صاحب الديوان بهذين البيتين :
    أهديتم الجنس الى جنسه
    بزرك كور لبزرك وكور(1)

    ومالكم في ذاك من حيلة
    سبحان من قدر هذي الأمور

    __________________
    (1) بزرك وكور كلمتان فارسيتان بمعنى كبير وأعمى. م ص

    فركب صاحب الديوان اليه وقاد اليه فرسا آخر واعتذر منه ، ومن حكاياته أن شاعرا مدحه فلم يعطه شيئا فهجاه بقوله :
    أعرق والأعراق دساسة
    الى خؤول كخليع الدلا

    مدحته والنفس أمارة
    بالسوء إلاّ ما وقى ذو العلى

    فكنت كالمودع بطيخة
    من عنبر حقة بيت الخلا

    فلما بلغته هذه الأبيات أمر للشاعر بجائزة فجاءه الشاعر معتذرا وقال : كيف أجازني النقيب على الهجو ولم يجزني على المدح؟ فقال النقيب : أنا لا أعرف ما تقول ولكنك لما قلت شعرا أثبتك عليه. فعرف الشاعر انّه لم يجزه لاسترذال القصيدة وركاكة الشعر. وكان للنقيب تاج الدين ابنان أحدهما معتوه والآخر مجد الدين محمد ، وكان نجيبا وجيها توفي في حياة أبيه وانقرض النقيب تاج الدين جعفر.
    وأما النقيب جلال الدين أبو جعفر القاسم بن الزكي الثالث كان أحد رجالات العلويين وكان صدر البلاد الفراتية بأسرها ونقيبها ، وكان فيه كر وإقدام وظلم على ما يحكى من أخباره ، وبسببه نكب الخليفة الناصر لدين الله على آل المختار العلويين وتولى هو تعذيبهم واستخراج أموالهم ، وحكم في قوسان وكان قد ضمنها بغير اختياره ، وكان الوزير ناصر بن مهدي الحسني البطحاني يبغض النقيب زكي الدين ويقصده بالأذى ، واشتدت البغضة والعداوة لما فعل النقيب جلال الدين بآل المختار ما فعل ، واستشعر منه خوفا عمل معه على هلاكه واستيصاله فضمن قوسان بأضعاف ما كان مقدار ضمانها ، وعزم النقيب زكي الدين على الهرب فكره ذلك منه ابنه جلال الدين وتقبّل بذلك الضمان ، ولاطف الوزير ثم خرج الى قوسان فعسف الناس عسفا لم يسمع بمثله ، فزرع ضياع الملاك وغصب الأكرة وفعل بقوم كان له معهم عداوة ولهم قرية تسمى بالهور ما لم يسمع بمثله حمل جميع ما حصل في تلك القرية وأحال عليهم بالخراج وعاملهم من التشدد

    والإهانة بما لم يفعله حاكم بأحد قبله ، وهم خواص الوزير وبطانته.
    وحمل الغلاّت على تفاوت أجناسها الى بغداد فحصلت في محرز هناك وتوجه الى بغداد فساعدته الأقدار على أن ارتفع سعر الحنطة من درهمين الى أربعة فدخل على الوزير وشكا عدم الحاصل وقلّة الارتفاع وانّه لم يحصل ما يقوم بثلث مال الضمان ، وكان مائة وعشرين ألف دينار ذهبا ، والتمس بأن تغلق أبواب المناثر ولا يبيع أحد شيئا من الغلات والحبوبات مدّة عشرة أيام فاجيب الى ما التمسه ، وأحال عليه الوزير من يومه بحوالات توازي المبلغ المذكور ؛ وكان يؤدي الى كلّ ذي حوالة شيئا يوما فيوما ، وارتفع السعر في تلك الأيام فوصلت الحنطة الى ستة دراهم فلم يمض اسبوع حتى باع السيد جميع ما كان عنده ولم يبق في مناثره شيء أصلا.
    وقد وفى من الحوالات مائة ألف دينار ، وأخذ لنفسه مثلها ؛ فاحتال ذات ليلة حتى دخل على الوزير وقت السحر وهو خال يكتب مطالعة الصباح التي تعرض على الخليفة ، وقد حمل المال معه وأوقفه على باب دار الوزير ، فشكا الى الوزير حاله ووصف جدّه واجتهاده وذكر ما نال به الناس من الظلم وانّه مع ذلك كلّه قد أدّى مائة ألف دينار حصلها من قوسان والتمس أن يترك له العشرين ألف دينار الباقية ، فقال له الوزير : ليس لتخلية درهم واحد من مال أمير المؤمنين سبيل ، فقال النقيب : أيها الوزير هذه الدنانير على الباب وقد حصلت هذا المقدار بتمامه ، فان تقدم الوزير أن أدخلها اليه فهو الحاكم ، وإن تقدّم أن أؤديها الى أرباب الحوالات أديتها. فتبسم ثم قال : لا بل أمير المؤمنين يترك لك هذه العشرين ألف دينار فقد علم أن ضمانك كان ثقيلا. قلت : ولا يسمع في كلام متظلم فالوزير يعلم كيف حصلت هذه الأموال. قال : لك ذلك على أن لا تعود الى مثلها. قال : علي ذلك ما دام الوزير أعزّه الله لا يكلفني ضمانا ثقيلا لا يحصل إلاّ بالجور والعسف والضرر العائد على الديوان في السنين المستقبلة ، ثم صلح

    الحال بينهم ظاهرا الى أن عزل الوزير ولم يتعرّض للنقيب زكي الدين ولا لإبنه إلاّ بالخير.
    كان مزيد الخشكري الشاعر قد هجا النقيب جلال الدين وذكر ظلمه وعسفه وذكر الهور الذي قدمنا ذكره وأهله بقصيدة طويلة منها :
    وكانما الهور الطفوف وأهله
    الشهداء وابن معية ابن زياد

    وحذّر من النقيب وأقسم ليقتله إن ظفر به واختبأ مزيد الخشكري وانما كان قد تجرأ على هجو النقيب ظنّا أن الوزير يستأصله وأباه إما بالقتل أو بأن يهربا الى اليمن كعادتهما ، وكانا قد هربا قبل ذلك وهرب معهما قوم من أهلهما فأقاما بالبادية تارة وبمكة اخرى وباليمن أوقاتا حتى استمال الخليفة الزكي الثالث فرجع الى العراق. فظن ابن الخشكري ان ما يقوله الوزير سيفعله البتة فلما صلح أمر النقيب جلال الدين مع الوزير خاف ابن الخشكري خوفا شديدا ولم يجد من يجيره من النقيب فدخل عليه ذات يوم وهو متلثم فسفر عن لثامه ولم يكن النقيب رآه ولا عرفه قبل ذلك وأنشده قصيدته التي أولها :
    سعود تدوم بشرب المدام
    ببنت الكروم مع ابن الكرام

    حسونا بكأس وطاس وجام
    غدونا بنون وخاء ولام

    فلما أتمّ القصيدة قال له النقيب ـ وكان قد سمع شعره قبل ذلك ـ : اني لأسمع نفس مزيد. قال : إذا هو. ففكّر النقيب ساعة وكان قد كتب الى الخليفة الناصر لدين الله ضراعة بإرسال عشرة آلاف دينار ذهبا في عشرة أكياس فأمر بإخلاء كيس ودفع ما فيه الى مزيد الخشكري وجعل القصيدة في الكيس وختم عليها ، فلما نظر الخليفة الى قوله ضحك وأمر بإجرائها له وطلب مزيد الخشكري فأمر له بجائزة اخرى ومدح مزيد الخليفة وصار مزيد من شعراء الخلافة والأصل في ترتيبه قوله «فكأنما الهور الطفوف» الى آخره ؛ وكان الناصر كثيرا ما ينشد هذا البيت ويضحك.

    فأعقب النقيب جلال الدين القاسم من رجلين زكي الدين الحسن ، وفخر الدين الحسين ، انقرض زكي الدين الحسن وكان له الفقيه العالم الفاضل المدرس رضي الدين محمد ، انقرض وانقرض أبوه بانقراضه ، وولد فخر الدين الحسين جلال الدين أبا جعفر القاسم بن الحسين ، كان جليل القدر فاضلا شاعرا ولم يل السيد جلال الدين بن الحسين صدارة وامتنع وكان أبوه على قاعدة أبيه صدرا نقيبا بالفراتية فعزل عن النقابة ومن شعره
    تقاعست دون ما حاولته الهمم
    ولا سعت بي الى داعي الندى قدم

    ولا امتطيت جوادا يوم معركة
    وخانني في الوغى الصمصامة الخذم

    ولا بلغت من العلياء ما بلغ الآباء
    قبلي ولا أدركت شأوهم

    إن كنت رمت سلوا عن محبتكم
    أو كنت يوما بظهر الغيب خنتكم

    فما الذي أوجب الهجران لي فلقد
    تنكرت منكم الأخلاق والشيم؟

    أذاك من بخل بالوصل أم ملل
    أم ليس يرعى لمثلي عندكم ذمم؟؟؟

    وكان لجلال الدين أبي جعفر القاسم بن الحسين بن القاسم بن الزكي الأول ابنان أحدهما زكي الدين (1) مات عن بنت وانقرض ؛ والآخر شيخي المولى السيد العالم الفقيه الحاسب النسابة المصنف تاج الدين محمد ؛ اليه انتهى علم النسب في زمانه وله فيه الإسنادات العالية والسماعات الشريفة ، أدركته قدس الله روحه شيخا وخدمته قريبا من اثنتي عشرة سنة ، قرأت فيها ما أمكن حديثا ونسبا وفقها وحسابا وأدبا وتواريخ وشعرا الى غير ذلك ، وصاهرته ؛ على ابنة له ماتت طفلة فأجاز لي أن ألازمه ليلا فكنت ألازمه ليالي من الاسبوع أقرأ فيها ما لا يمنعني فيه النوم.
    فمن تصانيفه «كتاب في معرفة الرجال» خرج في مجلدين ضخمين ، وكتاب «نهاية الطالب في نسب آل أبي طالب» خرج في اثني عشر مجلّدا ضخما قرأت
    __________________
    (1) اسمه الحسن وكان سيدا جليلا. م ص

    عليه أكثره ، وكتاب «الثمرة الظاهرة من الشجرة الطاهرة» أربع مجلدات في أنساب الطالبيين مشجر قرأته عليه بتمامه ، ومنها «الفلك المشحون في أنساب القبائل والبطون» قرأ عليه كثيرا مما خرج منه ولم يبلغ من هذا الكتاب إلاّ قريبا من الربع ، ومنها كتاب «أخبار الامم» خرج منه أحد وعشرون مجلدا وكان يقدر إتمامه في مائة مجلد كلّ مجلد أربع مائة ورقة ، ومنها كتاب «سبك الذهب في شبك النسب» مختصر مفيد قرأته عليه بتمامه ، ومنها كتاب «الجذوة الزينبية» مختصر قرأته على أول اشتغالي بعلم النسب لم أقرأ قبله إلاّ مقدمة مختصرة لشيخ الشرف العبيدلي ، ومنها كتاب «تبديل الأعقاب» ومنها «كشف الالتباس في نسب بني العباس» ومنها رسالة «الابتهاج في الحساب» وكتاب «منهاج العمال في ضبط الأعمال» الى غير ذلك من كتبه في الفقه والحساب والعروض والحديث.
    وكان يتولى إلباس لباس الفتوة (1) ويعتزي اليه أهله ويحكم بينهم بما يراه فيطيعون أمره ويمتثلون مرسومه ، وهذا المنصب ميراث لآل معية من عهد الناصر لدين الله وقد كان بعض آل معية يعارض النقيب تاج الدين في ذلك وينقسم الناس بالعراق أحزابا كلّ ينتمي الى أحدهم ، فلما مات النقيب فخر الدين ابن معية والنقيب نصير الدين بن قريش بن معية لم يبق له معارض ولم يكن عوام العراق ولا خواصّهم ليسلّموا ذلك الأمر الى أحد من غير آل معية مادام
    __________________
    (1) الفتوة بالضم والتشديد الكرم والسخاء ، هذا لغة وفي عرف أهل التحقيق أن يؤثر الخلق على نفسه بالدنيا والآخرة ، وصاحب الفتوة يقال له الفتى ومنه (لا فتى إلاّ علي) وعبّر عنها في الشريعة بمكارم الأخلاق ... وأقدم من تكلّم فيها الامام جعفر الصادق عليه‌السلام ولهم في التعبير ألفاظ مختلفة والمآل واحد ، قاله في (تاج العروس) بمادة (فتى) ولباس الفتوة لباس معروف يلبسه رجال الفتوة شعارا لهم. م ص

    منهم أحد فكيف بالنقيب تاج الدين.
    وكان اليه إلباس خرقة التصوف من غير منازع في ذلك لا يلبسها أحد غيره أو من يعزى اليه ، فأما النسب فلم يمت حتى أجمع نسّاب العراق على تلمذته والاستفادة منه حتى أني رأيت في كتاب مشجر بخط السيد أبي المظفر بن الأشرف الأفطسي اسم النقيب تاج الدين وقد كتب تحته : «قرأ عليه واستفدت منه». وكان أبو المظفر أسن من النقيب تاج الدين بكثير فسألت النقيب تاج الدين : ما قرأ عليك أبو المظفر؟ فقال : لم يقرأ عليّ شيئا ولا سمع مني شيئا يعتدّ به بل ما يخطر ببالي إلاّ أنّه كان يوما على باب القبة الشريفة بالغري في الايوان المقابل فوصل الى مكان ـ ذكره النقيب ونسيته أنا ـ قال فسألني عنه فأخبرته. وكان متقدّما في هذا الفن قريبا من خمسين سنة يشار اليه بالأصابع.
    فأما روايته واتساعها ومعرفته بغوامض الحديث والحاقه بالأجداد فأمر لم يخالف فيه أحد ؛ ومن أشعاره قوله :
    ملكت عنان الفضل حتى أطاعني
    وذللت منه الجامح المتصعبا

    وضاربت عن نيل المعالي وحوزها
    بسيفي أبطال الرجال فما نبا

    وأجريت في مضمار كل بلاغة
    جوادي فحاز السبق فيهم وما كبا

    ولكن دهري جامح عن مراتبي
    ونجمي في برج السعادة قد خبا

    ومن غالب الأيام فيما يرومه
    تيقن ان الدهر يضحى مغلبا

    وتعداد فضائل النقيب تاج الدين محمد رحمه‌الله يحتاج الى بسط لا يحتمله هذا المختصر ، وتوفي (1) ؛ عن بنات ـ آخر بني علي بن معية ؛ وهو ابن الحسن بن الحسن بن الديباج ـ.
    وأما أبو جعفر محمد بن الحسن بن الحسن بن الديباج ويقال لولده بنو التج
    __________________
    (1) كانت وفاته رحمه‌الله في الحلة ثامن ربيع الأول سنة 776 هـ ونقل الى مشهد الإمام أمير المؤمنين عليه‌السلام. م ص

    وهم بمصر فأعقب من رجلين أحمد ، ولده بمصر ، والحسين يقال له البربري ويقال لولده بنو البربري ، أما أحمد بن محمد فمن ولده صاحب العدّة والعزة بمصر ومات باليمن ؛ وهو أبو الحسن محم د بن أحمد المذكور ؛ له أولاد بمصر قال العمري : محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن الحسن الديباج له ذيل بمصر والعراق وتنيس من جملتهم بنو بنت الزويدي وهو أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم بن محمد بن أبي الحسن محمد المصري المذكور ، وكان لأبي عبد الله الحسين هذا ثلاثة ذكور ، أبو تراب علي ، مات دارجا وابراهيم بمصر له بنات ؛ وزيد ولده بتنيس ، وكان لأبي الحسن محمد المصري صاحب العزة المذكور ، أبو محمد القاسم وكان له باليمن أولاد متفرقون ـ آخر بني الحسن التج بن اسماعيل الديباج بن ابراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ـ.
    وأما ابراهيم طباطبا بن اسماعيل الديباج ولقب «طباطبا» لأن أباه أراد أن يقطع له ثوبا وهو طفل فخيّره بين قميص وقبا فقال : طباطبا. يعني قباقبا وقيل بل السواد لقبوه بذلك. وطباطبا بلسان النبطية سيد السادات. نقل ذلك أبو نصر البخاري عن الناصر للحق ، وكان ابراهيم طباطبا ذا خطر وتقدم وامه ام ولد ، فأعقب من ثلاثة رجال القاسم الرسي واحمد والحسن ، وكان له عبد الله بن ابراهيم أيضا كان له ذيل لم يطل ، ومن ولده أحمد بن عبد الله خرج بصعيد مصر سنة سبعين ومائتين فقتله أحمد بن طولون وانقرض عقبه وعقب أبيه عبد الله بن ابراهيم أيضا.
    ومن ولد ابراهيم طباطبا أيضا محمد بن ابراهيم ، ويكنى أبا عبد الله أحد أئمة الزيدية خرج بالكوفة داعيا الى الرضا من آل محمد ، وخرج معه ابو السرايا السري بن منصور الشيباني في أيام المأمون فغلب على الكوفة ودعى بالآفاق ولقب بأمير المؤمنين وعظم أمره ثم مات فجأة (1) وانقرض عقبه ، وكان من ولده
    __________________
    (1) مات في سنة تسع وتسعين ومائة ، قيل سقاه أبو السرايا سما فمات منه والله أعلم. (عن هامش الأصل)

    محمد بن الحسين بن جعفر بن محمد هذا خرج الى الحبشة فما يعرف له خبر ، ومنهم محمد بن جعفر بن محمد المذكور ؛ قتلته الشراة بكرمان وصلب فأخذتهم الزلزلة أربعين يوما حتى أنزل عن الخشبة فسكنت الزلزلة ، وعقب ابراهيم طباطبا من القاسم وأحمد والحسن ، أما الحسن بن ابراهيم طباطبا فأعقب من رجلين علي وأحمد يلقب متوية ؛ أما علي بن الحسن بن طباطبا فامه ام ولد. قال أبو نصر البخاري : استلحق وهو ابن أربع عشرة سنة فأولاده يسمّون المستلحقة والله أعلم.
    فمن ولده الشريف أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الصوفي المصري بن أحمد شيخ الأهل بن علي بن الحسن بن ابراهيم طباطبا يعرف بابن بنت زريق ؛ وكان دينا متصوفا ومات عن أولاد منهم رجل شاعر ، ومنهم أبو ابراهيم اسماعيل بن ابراهيم بن علي بن علي بن الحسن بن طباطبا ، مات بمصر سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة وله بها ولد ، ومنهم أبو الحسن الملقب بالجمل بن أبي محمد الحسن بن علي بن الحسن بن طباطبا مات بمصر عن عدّة أولاد وأخوة.
    وأما أحمد المصري بن الحسن بن طباطبا الملقب متوية فله أبو الحسن محمد الصوفي وأبو الحسن محمد الشجاع المستجد ؛ وأبو جعفر محمد الرئيس ، وأبو علي محمد بنو أحمد المصري المذكور ، لهم أعقاب منهم بنو المستجد ، وبنو الكركي وهو أبو الحسن علي بن محمد الصوفي المذكور ، وبقيتهما بمصر.
    وأما أحمد الرئيس بن طباطبا ويكنى أبا عبد الله فأعقب من رجلين أبي جعفر محمد وأبي اسماعيل ابراهيم ، وجمهور عقبه يرجع الى أبي الحسن الشاعر الاصفهاني وهو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المذكور صاحب كتاب «نقد الشعر» وغيره ، ومن ولده القاسم ، وأبو البركات محمد وأبو الحسين محمد وأبو المكارم محمد بنو الشريف أبي الحسن محمد المذكور ؛ فمن ولد القاسم بن محمد الشيخ الشريف النسابة أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أبي طالب بن

    القاسم هذا ، قال أبو الحسن العمري : لقيته وقرأت عليه وكاتبته في الأنساب. ومن ولد أبي البركات ، محمد بن محمد بن الحسن (1) وكان رفيق شيخ الشرف النسابة الى مصر له ذيل طويل بمصر ، قاله الشيخ أبو الحسن العمري ، ومن ولد أبي الحسن محمد بن أحمد الشاعر الاصفهاني أبو الحسين علي الشاعر (2) بن أبي الحسن محمد ، له ذيل طويل منهم السيد العالم النسابة أبو اسماعيل ابراهيم بن ناصر بن ابراهيم بن عبد الله بن الحسن بن علي الشاعر المذكور مصنّف كتاب «المتنقلة في علم النسب».
    ومن ولد أبي اسماعيل ابراهيم بن أحمد بن طباطبا ، القاسم بن ابراهيم بن القاسم بن أبي اسماعيل ابراهيم هذا كان شاعرا مطبوعا وكان يرد على ابن المعتز ومات عن عدّة من الولد ، وأما القاسم الرسي (3) بن ابراهيم طباطبا ، ويكنى أبا محمد وكان ينزل جبل الرس ،
    __________________
    (1) الحسن هذا هو ابن أبي البركات محمد المذكور.
    (2) الى أبي الحسين الشاعر هذا ينتهي نسب العلاّمة الكبير الحجّة السيد محمد المهدي الملقب بـ (بحر العلوم) النجفي المتوفي سنة 1212 هـ فانّه رحمه‌الله ابن المرتضى بن محمد بن عبد الكريم بن مراد بن شاه أسد الله بن جلال الدين الأمير بن الحسن بن مجد الدين علي بن قوام الدين محمد بن اسماعيل بن عباد بن ابي المكارم بن عباد بن أبي المجد أحمد بن عباد بن علي بن حمزة بن طاهر بن أبي الحسين علي الشاعر المذكور الملقب بشهاب ابن أبي الحسن محمد الشاعر الاصفهاني المتوفي سنة 322 هـ ابن أحمد المكنى بأبي الفتوح المتوفي باصبهان في محلة غازيان ابن محمد المكنى بأبي جعفر المدفون عند جدّه بجميلان اصفهان ابن الرئيس أحمد المكنى بأبي عبد الله ابن ابراهيم طباطبا المدفون بجميلان اصفهان ابن اسماعيل الديباج المدفون بكلبهار من محلات اصفهان ابن ابراهيم الغمر بن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن الامام علي بن ابي طالب عليه‌السلام.
    (3) ذكر في (الحدائق الوردية في أحوال الأئمة الزيدية) أن القاسم

    وكان عفيفا زاهدا له تصانيف ودعا الى الرضا من آل محمد ، وله عدّة أولاد متقدمون ، فأعقب من سبعة رجال يحيى العالم الرئيس والحسن ، واسماعيل ، وسليمان ، والحسين السيد الجواد ، وأبو عبد الله محمد وموسى ، أما يحيى بن الرسي فكان رئيسا ينزل الرملة وكان له بها عقب ، وأما الحسن بن الرسي وكان بالمدينة سيدا رئيسا فأعقب من محمد وابراهيم ، فمن ولد محمد بن الحسن بن الرسي ، عليان بن المحسن بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن الرسي ، كان في مشهد المذار وهو مشهد عبيد الله بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام.
    ومن ولد ابراهيم بن الحسن بن الرسي ؛ ابراهيم وعقبه من رجلين القاسم الجمال ، ومحمد فمن ولد القاسم الجمال ، علي يعرف بمعمّر ويكنى بأبي خلاط ؛ ومحمد وابراهيم والحسين بنو القاسم الجمال ، ومن ولد محمد بن ابراهيم ابنه يحيى له عدّة أولاد وأما اسماعيل بن الرسي وكان رئيسا متقدّما فعقبه من رجل واحد وهو ابنه أبو عبد الله محمد الشعراني نقيب الطالبيين بمصر وولده نقباء سادة ؛ وأعقب أبو عبد الله محمد الشعراني بن اسماعيل بن الرسي من اسماعيل النقيب بمصر بعد أبيه ؛ وأبي القاسم أحمد النقيب بمصر بعد أخيه ، وأبي الحسن علي ؛ وأبي الحسين يحيى وأبي محمد جعفر ، وأبي محمد عيسى ، وأبي محمد القاسم ، والعقب من اسماعيل النقيب بعد أبيه ابن محمد الشعراني ؛ من أبي العباس ادريس له أولاد ، هم اسماعيل وعبد الله ، ومحمد.
    والعقب من أبي القاسم (1) أحمد النقيب بعد أخيه ابن محمد الشعراني من
    __________________
    هذا بايعه أصحابه سنة 220 الى أن توفي مختفيا في جبل الرس سنة 246 عن سبع وسبعين سنة.
    (1) كانت وفاة أبي القاسم أحمد النقيب في سنة خمس وأربعين وثلاثمائة. ارخه ابن خلكان في تاريخه والسيوطي في (حسن المحاضرة). (عن هامش الأصل)

    ابراهيم ، واسماعيل ، وعلي ، وأبي الحسين عبد الله وأبي عبد الله محمد يلقب بالقرقيس ، ويحيى ، فالعقب من ابراهيم بن أحمد النقيب بن محمد الشعراني من أبي عبد الله الحسين النقيب كان بمصر ، وأبي الحسن علي النقيب كان بمصر وأبي القاسم أحمد ، أما أبو عبد الله الحسين النقيب بن ابراهيم بن أحمد بن محمد الشعراني وكان جم الفضائل كثير المحاسن فولده طاهر وعلي واسماعيل وابراهيم لهم أولاد ؛ وأما أبو الحسن علي النقيب بن ابراهيم فولده محمد ويحيى وعبد الله وأما أبو القاسم أحمد بن ابراهيم فولده علي وابراهيم ومحمد ، والعقب من أبي الحسين عبد الله بن أحمد النقيب بن محمد الشعراني فولداه محمد وأبو القاسم أحمد وولد محمد بن أبي الحسين عبد الله بن أحمد النقيب. القاسم القاضي بالشام والعقب من محمد القرقيس بن أحمد النقيب بن محمد الشعراني من أبي عبد الله الحسين ، له ولد ومسلم ؛ وأبي القاسم أحمد ، واسماعيل وعبد الله ؛ والعقب من اسماعيل بن أحمد النقيب ، في حمزة ؛ له ولد وعلي بن أحمد النقيب له ابن اسمه الحسين والعقب من أبي محمد جعفر بن الشعراني في أبي علي الحسين ، له علي ويحيى وابراهيم والعقب من أبي الحسن علي بن الشعراني في أولاده أبي اسماعيل ابراهيم ومحمد والحسن ؛ والعقب من أبي الحسين يحيى بن الشعراني في ولده الحسن ؛ له ولد وعيسى بن الشعراني ميناث وقيل له محمد وعيسى ؛ ولمحمد ولد.
    وأما سليمان بن الرسي فمن ولده محمد وعلي والحسين والقاسم العدل بنو محمد بن علي الفارس بن سليمان المذكور ، ومن ولده ابراهيم بن سليمان المذكور ولإبراهيم أحمد ومحمد ابنا ابراهيم هذا ، ومحمد هذا يلقب توزون بالبصرة ، وأما أحمد بن ابراهيم بن سليمان ، فمن ولده موهوب أبو الحسن دلال الدقيق بالبصرة ابن أبي الليل عبد الله بن أحمد بن ابراهيم المذكور وأما محمد بن ابراهيم المذكور ابن سليمان فولده بنو توزون بالبصرة.
    قال الشيخ أبو الحسن العمري : هم أصدقائي بالبصرة بقي منهم طفل هو

    ولد أبي منصور جعفر بن أحمد بن محمد توزون المذكور ، ومن بني سليمان بن الرسي ، موسى القتيل بصنعاء وابنه أبو الحسن له ذيل منتشر. وأما أبو عبد الله الحسين بن القاسم الرسي وكان سيّدا كريما فأعقب من رجلين أبي الحسين يحيى الهادي وأبي محمد عبد الله السيد العالم ، امهما فاطمة بنت الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام أما يحيى الهادي بن الحسين بن الرسي ويكنى أبا الحسين ، كان إماما من أئمة الزيدية جليلا فارسا ورعا مصنفا شاعرا ، ظهر باليمن ويلقب بالهادي الى الحق ، وكان يتولى الجهاد بنفسه ويلبس جبّة صوف ، له تصانيف كبار في الفقه قريبة من مذهب أبي حنيفة ، وكان ظهوره باليمن أيام المعتضد سنة ثمانين ومائتين وتوفي هناك سنة ثمان وتسعين ومائتين وهو ابن ثمان وسبعين سنة ، وخطب له بمكة سبع سنين ، وأولاده أئمة الزيدية وملوك اليمن ، فأعقب يحيى الهادي من ثلاثة رجال الحسن الفيلي ينسب الى الفيل جبل بصعدة ، وأبي القاسم محمد المرتضى (1) قام بالأمر بعد أبيه ، وأحمد الناصر قام بالأمر بعد أخيه ، أما الحسن الفيلي بن يحيى الهادي فقال الشيخ أبو الحسن العمري : له ذيل لم يطل. وأما أبو القاسم محمد المرتضى بن يحيى الهادي فأعقب من جماعة : منهم علي وابراهيم والحسن الاتج قال ابن طباطبا : والحسين. أما الحسن الأتج فله ولد بآمل ، ومنهم أبو العساف محمد وأبو هاشم الحسن ابنا يحيى بن الحسن الأتج المذكور ؛ يقال لولده آل أبي العساف كانوا بأصفهان الى ما بعد الستمائة.
    __________________
    (1) كانت وفاة أبي القاسم محمد المرتضى سنة خمس عشرة وثلاثمائة وهو من أئمة الزيدية وقيل مات سنة عشرين وثلاثمائة ، وكذا عن هامش الأصل ، ولكن الذي ذكر في (رياض الفكر) انّه توفي بصعدة سنة 310 وقام بالأمر بعده أخوه أحمد الناصر وتوفي سنة 315 أو سنة 320 ، ولعلّ ما ذكر في هامش الأصل اشتباه. م ص

    ومن ولد أبي الهاشم الحسن بن يحيى بن الحسن الأتج داعي النسابة واخوته الرضي ، وعبد الله ، وعلي ، بنو الحسن بن يحيى المذكور ، لهم أعقاب بسارية وخوزستان والري ، وللمرتضى باليمن أيضا أعقاب. وأما أحمد الناصر بن يحيى الهادي وهو الناصر لدين الله وكان من أكابر الأئمة الزيدية جمّ الفضائل كثير المحاسن وكان به نقرس فربما هاج به فمنعه من القتال واستمر به ذلك. قال الشيخ أبو الحسن العمري : بلغني ان ولده أبا الغطمش وثب عليه خصم له فقتله وكثر عليه العدو فجالد حتى رجع فقال أبو الناصر لدين الله :
    إن لا أثب فقد ولدت من يثب
    كلّ غلام كالشهاب الملتهب

    ومات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة وبقيت الإمامة في ولده. فأعقب من جماعة منهم : محمد الوارد الى حلب بن أحمد الناصر أعقب بحلب ومصر وغيرهما ومنهم أبو الفضل الرشيد بن أحمد الناصر له بقية. قال الشيخ العمري : هم بحلب الى يومنا. ومنهم : الحسين بن أحمد الناصر ، له ولد باليمن ، ومنهم أبو الغطمش ابراهيم بن أحمد الناصر فارسهم وقد ذكر قريبا. ومنهم اسماعيل بن الناصر أعقب بخوزستان. ومنهم أبو الحمد داود بن الناصر ، كان من شيوخ أهله وفضائلهم وكان بالعراق ، وابنه القاضي المجلى أبو محمد بن أبي الحمد ورد خوزستان وتقدّم بها ، وله بقية بالأهواز وواسط. ومنهم الحسن بن الناصر قام بالأمر بعد أبيه وله أولاد ، وكان يلقب بالمنتجب لدين الله. ومنهم يحيى بن الناصر قاتل أخاه على الإمامة ويلقب بالمنصور كان فيه خير أنفذ رجلا من أهله الى بغداد أيام كان أبو عبد الله بن الداعي بها وذلك في أيام معز الدولة بن بويه ، وقال له : اختبر حاله يعني أبا عبد الله بن الداعي فان رأيته أفضل مني وأولى مني بالإمامة فاكتب اليّ بذلك لأبايع له وأدعو اليه ، وولد المنصور يحيى بن الناصر عدّة أولاد ، منهم علي يلقب الحرب ، وله ولد ببغداد ، وابنه القاسم بصعدة ، ومنهم القاسم المختار بن الناصر ويكنى أبا محمد وكان بصعدة أحد كبار

    أئمة الزيدية ، له أعقاب : منهم محمد المستنصر بن القاسم المختار له أولاد منهم ابراهيم المؤيد ؛ وعبد الله المعتضد ويوسف له أعقاب ـ آخر ولد يحيى الهادي بن الحسين بن الرسي ـ.
    وأما عبد الله العالم بن الحسين بن الرسي فله عقب كثير بالحجاز وعقبه من جماعة منهم اسحاق بن عبد الله العالم ؛ عقبه بادية بالحجاز ، ومنهم يحيى بن عبد الله. من ولده حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى المذكور ، ويقال لولده بنو حمزة باليمن ، منهم أئمة الزيدية هناك الى الآن ومنهم شيخنا رضي الدين الحسن بن قتادة بن مزروع بن علي بن مالك المدني النسابة ، وكان حمزة هذا يدعى النفس الزكية ، وابنه علي بن حمزة يدعى العالم وابنه حمزة بن علي بن حمزة يدعى المنتجب ؛ وابنه سليمان بن حمزة الثاني يدعى التقي ، وابنه حمزة الثالث بن سليمان بن حمزة يدعى (1) وهو والد الامام عبد الله بن حمزة (2) امام الزيدية وكان عالما وبقي الأمر في يده تسع عشرة سنة وله عقب كثير ، وكان عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله يلقب الفاضل ، وابنه الحسن يقال له الامام
    __________________
    (1) بياض في الأصل ولم يكن حمزة بن سليمان هذا من أئمة الزيدية وقائما بالأمر.
    (2) كانت وفاة عبد الله بن حمزة ـ على ما ذكر في هامش الأصل ـ سنة 619 ولكن الذي ذكره في (رياض الفكر) الامام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى بن أحمد بن المرتضى بن مفضل بن الحجاج المولود سنة 764 والقائم بالإمامة سنة 793 والمتوفي سنة 836 : ان وفاة عبد الله بن حمزة هذا بكوكبان سنة 614 ، وكانت ولادته سنة 551 وقيامه بالأمر يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الأول سنة 594 في المسجد الجامع في بلدة هجرة. ولقبه بالمنصور بالله وعد له مؤلفات كثيرة وقال : لم يعقب من أولاده إلاّ عز الدين محمد ، وشمس الدين أحمد. م ص

    الراضي وابنه حمزة النفس الزكية على ما مر ؛ وأما أبو عبد الله محمد بن الرسي فأعقب من ثلاثة ابراهيم ؛ وعبد الله الشيخ. وأبي محمد القاسم الرئيس ، فمن ولد ابراهيم بن محمد الرسي ، زيد الأسود بن ابراهيم ، استدعاه عضد الدولة بن بويه من بيت المقدس وكان قد انقطع به وزوّجه بأخته فلما توفيت زوّجه بابنته شاهان دخت ، وولده عدد كثير بشيراز لهم وجاهة ورياسة منهم نقباء شيراز وقضاتها ، فمن ولده علي والحسين ابنا زيد الأسود ، فمن بني الحسين بن زيد الأسود ، عزيز بن العدل بن نزار بن زيد بن الحسين المذكور ، وإخوة معقبون ومنهم نقيب النقباء بالممالك الأبي سعيدية وقاضي قضاتها قطب الدين أبو زرعة محمد بن علي بن حمزة بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الأسود المذكور ، له عقب ، ومنهم السيد الأمير الجليل الجواد المشهور فخر الدين أبو محمد الحسن بن أحمد بن الحسن بن الحسين بن ابراهيم بن اسماعيل بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الأسود ، له عقب ؛ ومنهم القاضي شرف الدين محمد بن اسحاق بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين بن زيد الأسود ، ولهم أعقاب وأنساب وهم بشيراز أهل رياسة ونقابة وقضاء وجلالة وتقدّم كثّرهم الله تعالى.
    ومن ولد عبد الله الشيخ بن محمد بن الرسي ، أبو محمد الحسن الشاعر بن عبد الله يقال له المنتجد به يعرف ولده ، وأعقب القاسم الرئيس بن محمد بن الرسي ثمانية رجال فمن ولده بنو رمضان بن علي بن عبد الله بن مفرج بن موسى بن علي بن القاسم بن محمد بن الرسي صحح نسبهم ابو ميمون النسابة منهم نقيب النقباء تاج الدين علي بن محمد بن رمضان المذكور يعرف بابن الطقطقي ساعدته الأقدار حتى حصل من الأموال والعقار والضياع ما لا يكاد يحصى.
    ومن غرائب الاتفاقات التي حصلت له انّه زرع في مبادئ أحواله زراعة كثيرة في أملاك الديوان وهو اذ ذاك صدر البلاد الفراتية ، وأحرز ما تحصل

    له من الغلات في دار له كان قد بناها ولم يتمّها ؛ وفضل حسابه مع الديوان وقد بقي له بقية صالحة من الغلات ، فأصاب الناس قحط شديد وشرع النقيب تاج الدين في بيع الغلات فباع بالأموال ثم بالأعراض ثم بالأملاك ؛ وكان يضرب المثل بذلك الغلاء فيقال : غلاء ابن الطقطقي. نسب اليه لأنّه لم يكن عند أحد شيء يباع سواه ، وكان قد نقب في بعض حيطان تلك الدار مقدار ما يخرج منه الغلة فنزل ذات ليلة في حسابه فاذا هو قد باع أضعاف ما ادّخر ، فأمر بكشف شقوقها فوجد الغلات قائمة والحب ينتثر منها فعالج في تغطيتها فلم يقدر ونفدت بعد بيع قليل كما هو عادة أمثالها.
    وترقى أمره إلى أن كتب الى السلطان أبا قاخان بن هولاكو في عزل صاحب الديوان وإقامته عوضه ووعده بأموال جزيلة وأثاره كفايات غريبة ، فوقع كتابه الى الوزير شمس الدين الجويني أخي صاحب الديوان عطا ملك فأخذ قرطاسا وكتب فيه :
    كم لي أنبه منك مقلة نائم
    يبدي سباتا كلّما نبهته

    فكأنّك الطفل الصغير بمهده
    يزداد نوما كلّما حرّكته

    وجعل كتاب النقيب فيه وأرسله الى أخيه فاستعد صاحب الديوان له وتقرّر أمره عنده على أن أمر جماعة بالفتك به ليلا ففتكوا به وهربوا الى موضع ظنّوه مأمنا أمرهم بالمصير اليه صاحب الديوان ، فخرج صاحب الديوان اليه من ساعته الى ذلك الموضع فقبض على أولئك الجماعة وأمر بهم فقتلوا واستولى على أموال النقيب وأملاكه وذخائره.
    وللنقيب تاج الدين عقب ، وأما موسى بن الرسي وكان بمصر فمن ولده علي المعروف بابن بنت فرعة وهو ابن محمد بن موسى المذكور أعقب من سبعة رجال وكان عقبه بمصر آخر بني الرسي وهم آخر بني ابراهيم طباطبا ، وهم آخر بني اسماعيل الديباج بن الغمر ؛ وهم آخر بني ابراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن

    ابن علي ابن أبي طالب عليه‌السلام ـ.
    المعلم الثالث
    في ذكر عقب الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا علي (1) وله عدّة أولاد منهم أبو الحسن علي العابد (2) ذو الثفنات ، استقطع أبوه عين مروان فكان لا يأكل منها تحرّجا وكان مجتهدا في العبادة ، حبسه الدوانيقي مع أهله فمات في الحبس وهو ساجد فحرّكوه فاذا هو ميّت. كذا قال أبو نصر البخاري ؛ وقال الشيخ العمري : مات في الحبس مقتولا. وحكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني في كتاب «مقاتل الطالبيين» : إن بني حسن (3) لما طال مكثهم في حبس المنصور وضعفت أجسامهم كانوا
    __________________
    (1) كانت وفاة الحسن المثلث سنة خمس وأربعين ومائة في حبس المنصور وكان له يومئذ ثمان وستون سنة. (عن هامش الأصل)
    (2) ويقال له أيضا علي الخير وعلي الأغر ، وكان يقال له ولزوجته زينب بنت عبد الله بن الحسن الزوج الصالح ، وامه ام عبد الله فاطمة بنت عامر ابن عبد الله بن بشر بن عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب مات في حبس المنصور سنة 146 لسبع بقين من المحرم وهو ابن خمس وأربعين سنة ذكره أبو الفرج في (المقاتل).
    (3) كانوا خمسة عشر رجلا وقيل سبعة حبسوا بالهاشمية عند قنطرة الكوفة في سرداب ما كانوا يعرفون فيه الليل والنهار ثم قتلوا بعضهم دفن حيّا وبعضهم بنى عليه اسطوانة وبعضهم سقي السم وبعضهم خنق ، وقبرهم في موضع الحبس وتعرف قبورهم بالسبعة. م ص

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:09 pm

    إذا خلوا بأنفسهم نزعوا قيودهم فاذا أحسوا بمن يجيء اليهم لبسوها ، ولم يكن علي العابد يخرج رجله من القيد فقالوا له في ذلك فقال لا أخرج هذا القيد من رجلي حتى ألقى الله عز وجل فأقول : يا رب سل أبا جعفر فيما قيّدني؟
    ومن ولد علي العابد بن الحسن المثلث ، الحسين بن علي وهو الشهيد صاحب فخ ، خرج ومعه جماعة من العلويين زمن الهادي موسى بن المهدي بن المنصور بمكة ، وجاء موسى بن عيسى بن علي ومحمد بن سليمان بن المنصور فقتلاهم بفخ يوم التروية سنة تسع وستين ومائة ، وقيل سنة سبعين ، وحملا رأسه الى الهادي فأنكر الهادي فعلهما وإمضاءهما حكم السيف فيهم دون رأيه ، ونقل أبو نصر البخاري عن محمد الجواد بن علي الرضا عليهما‌السلام انّه قال لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ.
    ولم يعقب الحسين صاحب فخ. وعقب الحسن المثلث من أخيه الحسن بن علي العابد لا عقب له من غيره وهو المكفوف الينبعي ، وعقبه من ابنه عبد الله بن الحسن لا غير فمن ولده أبو الزوائد محمد وقيل موسى بن الحسن لقب بذلك لأنّه كان يزيد في الكلام والشعر ، دخل أبو الزوائد هذا بلاد النوبة فقيل انقرض وقال الشيخ العمري : له عقب بالنوبة والحجاز والعراق ومنهم محمد بن عبد الله بن الحسن المكفوف ، ومن ولده محمد بن الحسن بن عبد الله بن الحسن المكفوف قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان بدويا وله أولاد إلى يومنا بادية ، منهم موسى وركاب ومحمود بنو محمد بن الحسن ومنهم علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف من ولده سيدان كان بدمشق ، وله ولد واخوة منهم كثيم بن أبي القاسم سليمان الجزار بالرملة بن أبي الصخر محمد بن علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف ومنهم عيسى بن علي بن أبي محمد جعفر بن علي بن عبد الله بن الحسن المكفوف له ولد قال الشيخ العمري : ولهم ذيل الى وقتنا بادية (1) وبنو الحسن المثلث
    __________________
    (1) البادية خلاف الحاضرة ، والحاضرة القوم الذين يحضرون المياه

    قليلون جدّا لم أر منهم أحدا الى هذا التاريخ وليس بالحجاز ولا بالعراق لهم بقية ولا رأى الشيخ تاج الدين أحدا منهم ، قال : وعقبهم في بلاد العجم ومصر إن كان لهم بقية هناك. قال : ولا بد أن يكون لهم بقية إذ بهم تكمل أسباط الفاطميين اثنى عشر سبطا كما وعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    المعلم الرابع
    في ذكر عقب جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا الحسن ، وكان أكبر أخوته سنا ، وكان سيّدا فصيحا يعدّ في خطباء بني هاشم وله كلام مأثور ؛ وحبسه المنصور مع اخوته ثم تخلص ، وتوفي بالمدينة وله سبعون سنة وعقبه من ابنه الحسن (1) بن جعفر وكان قد تخلف عن فخ مستعفيا ، وكان لجعفر بنت اسمها ام الحسن خرجت الى جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس وهي أم ولده وتزوجت بعده عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ؛ فأعقب الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام من ثلاثة رجال عبد الله وجعفر الغدار ومحمد السيلق (2).
    أما محمد السيلق فولده السيلقيون ببلاد العجم ؛ وعقبه ينتهي الى عبيد الله
    __________________
    وينزلون عليها في حمراء القيظ فاذا برد الزمان ظعنوا عن إعداد المياه وبدوا طلبا للتقرب من الكلاء فالقوم حينئذ بادية بعد ما كانوا حاضرة. (تاج العروس)
    (1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة) : ام الحسن اسمها عائشة بنت عوف بن الحارث بن الطفيل الأزدية.
    (2) كذا في النسخ التي بأيدينا وضبطه الزبيدي في (تاج العروس) : السليق كأمير. م ص.

    ابن الحسن السيلق بن علي بن محمد السيلق ؛ له أعقاب متفرّقون بقزوين والمراغة وهمدان وراوند ، ويكنى عبيد الله هذا أبا الفضل ؛ فالذي من عقبه بالمراغة أبو الهول داعي واخوته عبيد الله ويحيى وأحمد وحمزة ومسافر بنو أبي جعفر محمد بن أبي الحسين أحمد قتيل الديلم بهمدان ابن أبي الفضل عبيد الله المذكور ؛ وبالمراغة أيضا بنو عبيد الله بن أبي الحسين قتيل الديلم ؛ وكانوا ثلاثة إخوة ناصر الكبير واسمه أحمد ؛ وناصر الصغير واسمه أحمد أيضا توافقا في الاسم واللقب ؛ وأبو الفوارس الحسن يلقب الهادي ، وولد لهؤلاء بالمراغة أولاد قال شيخ الشرف العبيدلي النسابة : رأيت ببغداد عبيد الله بن علي بن أبي الفضل عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد السيلق ؛ في أيام نقابة أبي الحسن علي بن أحمد العمري شعرانيا يتصوّف وله ولد ببخارى وفي نفسي منه شيء فلنسأل عنه ان شاء الله تعالى. هذا كلام شيخ الشرف.
    ومن ولد أبي الفضل عبيد الله بن الحسن بن علي بن محمد السيلق السيد العالم الفاضل المحدّث الأديب المصنف ضياء الدين أبو الرضا فضل الله (1) بن علي بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي الفضل عبيد الله المذكور وهو المشهور بفضل الله الراوندي ، له عقب منهم السيد تاج الدين أبو ميرة بن كمال الدين بن أبي الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي الرضا المذكور ، ولد رجلين ركن الدين محمداً ، وعز الدين عليا. أما ركن الدين محمد فولد رجلين مرتضى ولطيفا ، أما مرتضى فولد مسعودا وولد مسعود مرتضى. وأما لطيف كان له ابنتان خرجت احداهما الى السلطان السعيد جلال الدين أبو الفوارس شاه شجاع بن محمد بن المظفر ؛ فولدت له ابنه السلطان زين العابدين وكان لها من غيره قبله أولاد.
    __________________
    (1) السيد فضل الله الراوندي ذكره الشيخ منتجب الدين في (الفهرست) وعدّ مصنفاته ثم قال : شاهدته وقرأت بعضها عليه. م ص

    وأما عز الدين علي بن تاج الدين أبو ميرة فولد محمدا والحسين وأحمد وولد الحسين محمدا وعليا وجعفرا وأما جعفر الغدار بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام فولد أبا الفضل محمدا وأبا الحسن محمدا ، وأبا أحمد محمدا ، وأبا علي محمدا ، وأبا العباس محمدا وجعفرا ، وأبا الحسين محمدا ، ظهر أبو الفضل محم د بن جعفر بالكوفة وأخذ فمات في الحبس بسر من رأى ، وله عقب ، وأما أبو الحسن محمد بن جعفر فيدعى أبا قيراط ، وله عقب كثير منهم نقيب الطالبيين ببغداد أبو الحسن محمد الملقب بأبي قيراط أيضا ابن جعفر المحدث بن أبي الحسن محمد بن جعفر الغدار وابنه عبيد الله يقال له الشيخ وابنه محمد الأزرق بن عبيد الله بن أبي قيراط ، ولد ببغداد ؛ ومنهم آل أبي خصية بالجزائر «بالحائر خ ل» وهو أبو الغنائم بن سالم بن علي بن غنيمة بن حسين بن يحيى بن محمد السمين بن يحيى الضرير بن محمد المحدث بن جعفر المحدث ، ووقع أبو علي محمد وأبو الحسن محمد ابنا جعفر الغدار الى المغرب ، وروى لهما شبل بن تكين ولدا والله سبحانه وتعالى أعلم ، وقال شيخ الشرف العبيدلي : وقد رأيت بمصر أمثالا منهم أخذت منهم أنسابهم فهلكت فيما أخذته مني بنو كلاب من كتبي.
    وأما عبد الله بن الحسن بن جعفر (1) فعقبه من ابنه عبيد الله أمير الكوفة ، ولاّه إياها المأمون العباسي فأعقب عبيد الله الأمير من أربعة رجال وهم أبو جعفر محمد الأدرع ؛ وأبو الحسن علي باغر ، وأبو سليمان محمد ؛ وأبو الفضل محمد ؛ وقال أبو نصر البخاري : قال أبو طاهر أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام في كتابه : إن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر لم يعقب إلاّ من صفية بنت عبيد الله. وقال غيره : أعقب من ولده أبي جعفر الأدرع وأبي الحسن علي باغر وأبي الفضل محمد وأبي سليمان محمد
    __________________
    (1) يعني به جعفر بن الحسن المثنى بن الحسن السبط عليه‌السلام.

    ثم قال : وبقاشان ونيسابور من ولد عبيد الله العدد الكثير. فمن ولد أبي الفضل محمد بن عبيد الله. أبو القاسم الزاهد المتكلّم علي بن أحمد بن محمد بن أبي القاسم الأحول بن أبي الفضل محمد المذكور ، أقام برامهرمز وله بها عقب.
    ومن ولد أبي سليمان محمد بن عبيد الله ، بنو الكشيش وهو محمد بن علي بن أبي سليمان المذكور أكثرهم بالشام ؛ ومنهم محمد بن أحمد بن أبي سليمان محمد المذكور قال البخاري : ولده بفارس. وأما أبو الحسن علي باغر بن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن جعفر ، وسبب تلقيبه بباغر انّه صارع باغر التركي غلام المتوكل العباسي وكان شديد القوة وهو الذي فتك بالمتوكل فقهره العلوي فتعجب الناس منه وسمّى باسم ذلك التركي ، وامه شيبانية فأعقب من أربعة رجال وهم أبو علي عبيد الله ، وأبو الفضل محمد ، وأبو هاشم محمد ، وأبو الحسن علي فمن ولد أبي الحسن علي بن باغر أبو عبد الله جعفر الأفوه بن أبي العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن باغر ، له ولد وإخوة.
    ومن ولد أبي هاشم محمد بن باغر وكان قد أعقب جماعة بقم والبصرة ونصيبين واصفهان ؛ منهم أبو عبد الله أحمد بن أبي هاشم ، وكان قد خلف على نقابة ونزل بقم له بنصيبين عيسى بن أحمد ، له أولاد ؛ وباصفهان أبو الحسين عبيد الله بن أحمد له أولاد ومنهم أبو محمد الحسن بن أبي هاشم محمد ، وله ولد بقم ، وأبو الحسين عبيد الله بن أبي هاشم ، له ولد بنصيبين ومن ولد أبي الفضل محمد بن باغر أبو علي عبيد الله بن أبي الفضل المذكور ، يقال لولده بنو الحسنية بالبصرة ومنهم أبو القاسم أحمد بن أبي الفضل ؛ له أولاد لهم عقب ، ومنهم أبو الحسن الملاوي بن أبي الفضل له عقب أكثرهم بالشام ، ومن ولد أبي علي عبيد الله بن باغر حمزة بن محمد بن عبيد الله المذكور له عقب يقال لهم آل حمزة وبقيتهم يعرفون ببني الشجري (1).
    __________________
    (1) الشجري منسوب الى شجرة وهي قرية مشرفة على الوادي على

    وكان حمزة بن محمد يشبه أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام ومن آل الشجري ، السيد العالم أبو السعادات بن الشجري صاحب «الأمالي» في النحو ؛ انقرض عقبه ولأخيه بقية بالنيل والحلة ومن ولد عبيد الله بن باغر أبو عبيد الله الحسين بن عبيد الله ؛ يلقب باسقني ماء ، وأبو الحسن علي بن الحسين المذكور ، كان نقيبا بارجان ومنهم أبو المختار الحسين ؛ وأبو محمد الحسن ابنا علي بن الحسين بن عبيد الله ، كانا قد حجبا عضد الدولة بن بويه بشيراز ولهما عقب بشيراز «بسيراف خ ل» ومنهم أبو زيد محمد بن أبي العباس أحمد بن عبيد الله الأمير أعقب من أبي القاسم علي ؛ ولأبي القاسم علي خمسة أبو الحسن محمد ، وأبو زيد محمد ، وأبو علي محمد وأبو منصور محمد وأبو الفتح محمد ولكلّ منهم عقب وانتشار.
    أما أبو الفتح محمد بن علي بن أبي زيد فارس البصرة وليّ النقابة بها وأصابه جرح مات فيه ؛ وخلف ولدا كثير الصلاة سمح اليدين يعرف بأبي القاسم قال أبو الحسن العمري : وهو اليوم ببغداد وله أولاد ببغداد وسيراف ، وأما أبو منصور محمد بن أبي القاسم علي بن أبي زيد ، فرآه الشيخ العمري وكان ذا حال حسنة وخلق طاهر ومات عن أولاد منهم الشريف أبو طالب كان كبير النفس واسع الصدر يجود بما تحوي يداه وهو صديق الشيخ العمري وآل أبي زيد نقباء البصرة ومتوجهوها لهم بها بقية الى الآن.
    ومن ولد أبي جعفر محمد بن عبيد الله الأمير ويقال له الأدرع ، قيل لقّب بذلك لأنّه كان له أدراع كثيرة قال الشيخ تاج الدين : قتل أسدا أدرع فلقّب بذلك ؛ وكان رئيسا بالكوفة ومات بها ودفن بالكناسة وعقبه بالكوفة وخراسان وما وراء النهر وغيرها ؛ فمنهم الأخشيش وهو أبو عبد الله محمد بن القاسم بن محمد الأدرع وأخوه الملحوس وهو أبو عبد الله الحسين بن القاسم
    __________________
    سبعة أميال من المدينة. (عن هامش المخطوطة)

    له عقب يعرفون ببني الملحوس وهم بالحلة وغيرها ، وولد أبو محمد القاسم بن الأدرع من الحسين الملحوس ، ومن أبي جعفر محمد بن القاسم الواعظ ؛ له ولد بفرغانة وخجندة وللملحوس أربعة ؛ منهم أبو الحسين محمد والقاسم واحمد لهم أعقاب منتشرون ، وعلي ميناث.
    المعلم الخامس
    في ذكر عقب داود بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا سليمان وكان يلي صدقات أمير المؤمنين عليه‌السلام نيابة عن أخيه عبد الله المحض ؛ وكان رضيع جعفر الصادق عليه‌السلام وحبسه المنصور الدوانيقي فأفلت منه بالدعاء الذي علّمه الصادق عليه‌السلام لامه ام داود ويعرف بدعاء ام داود وبدعاء يوم الاستفتاح وهو النصف من رجب ، وتوفي داود بالمدينة وهو ابن ستين سنة وعقبه من ابنه سليمان بن داود ، امه ام كلثوم بنت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام وأعقب سليمان من ابنه محمد بن سليمان ؛ ويلقب البربري وخرج بالمدينة أيام أبي السرايا.
    قال أبو نصر البخاري : فقتل.
    وقال أبو الحسن العمري : توفي في حياة أبيه وله نيف وثلاثون سنة.
    وأعقب من أربعة رجال موسى وداود واسحاق والحسن ، أما موسى فولد عدّة بنين ؛ وأما داود فقال شيخ الشرف العبيدلي : كان كريما ولّى صدقات أمير المؤمنين عليه‌السلام ومات عن ذيل لم يطل. وأما اسحاق بن محمد بن سليمان فمن ولده بنو قتادة كانوا بمصر ؛ وهو حمزة بن زيد بن محمد بن اسحاق المذكور وأعقب قتادة من رجلين الحسين ومحمد ،واما الحسن بن محمد بن سليمان وفيه البيت والعدد فأعقب من رجلين اسحاق وابراهيم فمن ولد ابراهيم بن الحسن بن محمد بن سليمان بنو عجير

    وهو القاسم بن ابراهيم وقيل إن عجيرا هو ابراهيم بن الحسن نفسه ومنهم الأديب الدّين الشجاع الكريم نقيب نصيبين أبو يعلي محمد بن الحسن بن جعفر بن محمد بن القاسم بن ابراهيم المذكور ، له عدّة من الولد ، وله اخوة لهم أولاد ، ومنهم المحسن بن حساس بن محمد بن القاسم ، له أولاد لهم نسل ومنهم أبو عبد الله الحسين ويكنى بأبي تغلب ويعرف بالتالد وابن أبي تراب عبيد الله بن القاسم بن ابراهيم ؛ كان ذا وجاهة ورياسة وحال حسنة وولده كانوا رؤساء نصيبين.
    ومنهم أبو تراب حيدرة بن ابراهيم بن القاسم بن ابراهيم له ولد اسمه ابراهيم ويكنى أبا القاسم ويعرف بالدعيم له أولاد لهم أولاد ، ومن ولد اسحاق بن الحسن بن محمد بن سليمان علي دقيس بن اسحاق المذكور له عقب بالعمق ونواحيه من أرض الحجاز ، ومنهم أبو عبد الله محمد الطاووس بن اسحاق المذكور لقب بذلك لحسن وجهه وجماله ، وولده كانوا بسوراء المدينة ثم انتقلوا الى بغداد والحلة وهم سادات وعلماء ونقباء معظمون ، منهم السيد الزاهد سعد الدين أبو ابراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الطاووس كان له أربعة بنين ، شرف الدين محمد وعز الدين الحسن (1) وجمال الدين أبو الفضائل أحمد العالم الزاهد المصنّف ورضي الدين أبو القاسم علي السيد الزاهد صاحب الكرامات نقيب النقباء بالعراق.
    أما شرف الدين محمد فدرج ، وأما عز الدين الحسن فأعقب مجد الدين محمد السيد الجليل ، خرج الى السلطان هولاكوخان وصنف له كتاب «البشارة» وسلم الحلة والنيل والمشهدين الشريفين من القتل والنهب وردّ اليه حكم النقابة
    __________________
    (1) كانت وفاة السيد عز الدين الحسن سنة أربع وخمسين وستمائة وأما أخوه شرف الدين محمد فقتل ببغداد في غلبة التتار في سنة ست وخمسين وستمائة وأخوهما السيد رضي الدين علي مات سنة أربع وستين وستمائة ، وأخوهم السيد جمال السيد الدين أحمد مات سنة ثلاث وسبعين وستمائة. (عن هامش الأصل)

    بالبلاد الفراتية فحكم في ذلك قليلا ثم مات دارجا ، والسيد قوام الدين أحمد بن عز الدين الحسن أمير الحاج ، درج أيضا وانقرض السيد عز الدين وأما السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى فولده غياث الدين أبو المظفر عبد الكريم السيد العالم النسابة ، وولد غياث الدين عبد الكريم ، رضي الدين أبا القاسم علي درج وانقرض السيد جمال الدين. وأما أبو القاسم رضي الدين صاحب الكرامات فولد صفي الدين محمد الملقب بالمصطفى مات دارجا ، والنقيب رضي الدين عليّا ولد النقيب قوام الدين أحمد وولد النقيب قوام الدين ، نجم الدين أبا بكر عبد الله النقيب الطاهر وأخاه عمر ، درج الأول فان كان للآخر عقب وإلاّ فقد انقرض آل طاووس آخر بني داود بن المثنى وهم آخر ولد الحسن المثنى بن الحسن السبط ، وهم آخر ولد الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام.
    الفصل الثاني
    في ذكر عقب الحسين الشهيد بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا عبد الله ولد سنة أربع من الهجرة وقتل سنة إحدى وستين ، وكان بين ولادة أخيه الحسن عليه‌السلام والحمل به خمسون يوما وقيل طهر واحد ، وأرضعته ام الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب بلبن قثم بن العباس ، وكان معاوية قد نقض شرط الحسن بن علي عليه‌السلام بعد موته وبايع لابنه يزيد لعنه الله وامتنع الحسين عليه‌السلام من بيعته وأعمل معاوية الحيلة حتى أوهم الناس أنّه بايعه وبقي على ذلك حتى مات وأراده يزيد لعنه الله على البيعة وكتب بذلك الى الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عامله على المدينة فلم يبايعه وخرج الى مكة.
    وتسامع أهل الكوفة بذلك فأرسلوا الى الحسين عليه‌السلام وعزوه من نفسه فأرسل اليهم ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب سلام الله عليه فبايعه ثمانية

    عشر ألفا ، فأرسل الى الحسين يخبره بذلك فتوجه الى العراق واتصل به خبر قتل مسلم بن عقيل في الطريق فأراد الرجوع فامتنع بنو عقيل من ذلك ، فسار حتى قارب الكوفة فلقيه الحر بن يزيد الرياحي في ألف فارس فأراد إدخاله الكوفة فامتنع وعدل نحو الشام قاصدا الى يزيد بن معاوية لعنه الله ، فلما صار الى كربلاء منعوه من المسير وأرسلوا ثلاثين ألفا عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص وأرادوه على دخول الكوفة والنزول على حكم عبيد الله بن زياد لعنه الله فامتنع ، واختار المضي نحو يزيد لعنه الله بالشام فمنعوه ثم ناجزوه الحرب فقتل هو وأصحابه وأهل بيته في عاشر المحرم سنة إحدى وستين ، وحملوا نساءه وأطفاله ورأسه ورؤوس أصحابه وأهل بيته الى الكوفة ثم منها الى الشام ، ووجد به يوم قتل سبعون جراحا ، وكان آخر أهل بيته وأصحابه قتلا.
    واختلف في الذي أجهز عليه فقيل شمر بن ذي الجوشن الضبابي لعنه الله تعالى ، وقيل خولي بن يزيد الأصبحي ، والصحيح انّه سنان بن أنس النخعي وفي ذلك يقول الشاعر :
    فأيّ رزية عدلت حسينا
    غداة تبيره كفا سنان

    وكان هو وأخوه الحسن يخضبان بالوسمة ، وولد أربعة بنين وبنتين (1). وعقبه من ابنه علي زين العابدين السجاد ذي الثفنات ، وقد اختلف في امه فالمشهور انّها شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار بن أبرويزد ، وقيل ان اسمها شهربانو ، قيل نهبت في فتح المدائن فنفلها عمر بن الخطاب من الحسين عليه‌السلام وقيل بعث حريث بن جابر الجعفي الى أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه‌السلام ببنتي يزدجرد بن شهريار فأخذهما وأعطى واحدة لابنه الحسين عليه‌السلام فأولدها علي بن الحسين عليه‌السلام وأعطى الاخرى لمحمد بن أبي بكر الصديق فأولدها القاسم
    __________________
    (1) هم علي الأكبر وعلي الأصغر وجعفر وعبد الله وفاطمة وسكينة قتل علي الأكبر بكربلاء ، وعبد الله هو المذبوح بها بالسهم. (عن هامش المخطوطة)

    الفقيه بن محمد بن أبي بكر فهما إبنا خالة ، وقال ابن جرير الطبري : إسمها غزالة وهي من بنات كسرى. وقال المبرد : هي سلامة من ولد يزدجرد. وكانت عمة أم يزيد الناقص بن الوليد بن عبد الملك المرواني واختها قاله المبرد. وقد منع من هذا كثير من النسابين والمؤرخين وقالوا إن بنتي يزدجرد كانتا معه حين ذهب الى خراسان. وقيل إن ام زين العابدين عليه‌السلام من غير ولده.
    في ذكر عقب الامام علي بن الحسين السجاد زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب «ع» وقد أغنى الله تعالى علي بن الحسين عليه‌السلام بما حصل له من ولادة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن ولادة يزدجرد بن شهريار المجوسي المولود من غير عقد على ما جاءت به التواريخ ، والعرب لا تعد للعجم فضيلة وان كانوا ملوكا ولو اعتدوا بالملك فضيلة لوجب أن يفضلوا العجم على العرب ويفضّلوا قحطان على عدنان ، ولكن ليس ذلك عندهم شيئا يعتدّ به. وقد لهج بعض العوام وكثير من بني الحسين عليه‌السلام بذكر هذه النسبة وقالوا : جمع علي بن الحسين عليه‌السلام بين النبوة والملك. وليس ذلك بشيء ولو ثبت على ما عرفته.
    ثم ان فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام ام أولاد الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهي فيما يقال من ام علي زين العابدين ، فان كانت ولادة كسرى فضيلة فقد حصلت لأولاد الحسن أيضا ، على ان الحسن عليه‌السلام كان إماما على أخيه الحسين عليه‌السلام يجب عليه طاعته ؛ ولم يكن الحسين إماما للحسن قط وهي الفضيلة التي يلتجئ اليها بنو الحسن إن عورضوا بتلك الولادة أو بغيرها مما يقوله الإمامية.
    وكان علي بن الحسين عليه‌السلام يوم الطف مريضا ومن ثم لم يقاتل حتى زعم بعضهم انّه كان صغيرا وهذا لا يصح ، قال الزبير بن بكار : كان عمره يوم الطف ثلاثا وعشرين سنة. وقال الواقدي : ولد علي بن الحسين عليه‌السلام سنة ثلاث وثلاثين ، فيكون عمره يوم الطف ثماني وعشرين سنة ، وتوفي سنة خمس وتسعين ، وفضائله أكثر من ان تحصى أو يحيط بها الوصف. قال أبو عثمان

    عمر بن بحر الجاحظ في رسالة صنفها في فضائل بني هاشم ؛ واما علي بن الحسين بن علي فلم أر الخارجي في أمره إلاّ كالشيعي ولم أر الشيعي إلاّ كالمعتزلي ولم أر المعتزلي إلاّ كالعامي ولم أر العامي إلاّ كالخاصي ولم أجد أحدا يتمارى في تفضيله ويشك في تقديمه. والعقب منه في ستة (1) رجال محمد الباقر ، وعبد الله الباهر وزيد الشهيد ، وعمر الأشرف ، والحسين الأصغر ، وعلي الأصغر وذكر عقبهم في ستة مقاصد :
    المقصد الأول
    في ذكر عقب محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب «ع» ويكنى أبا جعفر ؛ ولقب الباقر لما رواه عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله انّه قال : يا جابر إنّك ستعيش حتى تدرك رجلا من أولادي اسمه اسمي يبقر العلم بقرا فاذا رأيته فأقرأه مني السّلام. فلما دخل محمد الباقر على جابر وسأله على نسبه فأخبره فقام اليه واعتنقه وقال : جدّك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرأ عليك السّلام. ووفد أخوه زيد بن علي على هشام بن عبد الملك فقال له هشام : ما فعل أخوك البقرة؟ يعني الباقر عليه‌السلام فقال زيد : لشدّ ما خالفت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سمّاه الباقر وسميته أنت البقرة لتخالفنه يوم القيامة يدخل هو الجنة وتدخل أنت النار. وامه ام عبد الله فاطمة بنت الحسن بن علي بن ابي طالب عليه‌السلام ، وهو أول من
    __________________
    (1) وله عليه‌السلام تسع بنات أم الحسن ، وام موسى ، وكلثم وعبدة ومليكة ، وعلية ، وفاطمة ، وسكينة ، وخديجة. وأحد عشر ذكرا محمد الباقر عليه‌السلام والحسن وعبد الله ، والحسين الأكبر ، والقاسم ، والحسين الأصغر ، وزيد وعمر وسليمان ، وعبد الرحمن ، وعلي. (المجدي)

    اجتمعت له ولادة الحسن والحسين عليهما‌السلام وفيه يقول الشاعر :
    يا باقر العلم لأهل التقى
    وخير من لبّى على الأجبل

    وفيه يقول مالك بن أعين هذه الأبيات :
    إذا طلب الناس علم القرآن
    كانت قريش عليه عيالا

    وإن قيل هذا ابن بنت النبي
    نال بذاك فروعا طوالا

    نجوم تهلل للمدلجين
    جبالا تورث علما جبالا

    وكان واسع العلم وافر الحلم ، وجلالة قدره أشهر من أن ينبه عليها ، ولد سنة تسع وخمسين بالمدينة في حياة جدّه الحسين عليه‌السلام وتوفي في ربيع الآخر سنة أربع عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك وهو ابن خمسين وخمس سنوات ودفن بالبقيع.
    وأعقب من أبي عبد الله جعفر الصادق عليه‌السلام وحده (1) وامه ام فروة بنت القاسم الفقيه بن محمد بن أبي بكر. وامها اسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر ، ولهذا كان الصادق عليه‌السلام يقول : ولدني أبو بكر مرتين ويقال له عمود الشرف ، ومناقبه متواترة بين الأنام مشهورة بين الخاص والعام وقصده المنصور الدوانيقي بالقتل مرارا فعصمه الله منه وقد ولد سنة ثمانين وتوفي سنة ثمان وأربعين ومائة ، وقيل سنة سبع وأربعين. في ذكر عقب الامام جعفر الصادق «ع» وأعقب جعفر الصادق عليه‌السلام من خمسة رجال موسى الكاظم واسماعيل ، وعلي العريضي ومحمد المأمون ، واسحاق
    __________________
    (1) قال أبو نصر البخاري في (سر السلسلة) : ولد محمد الباقر عليه‌السلام أربعة بنين وبنتين درجوا كلّهم إلاّ أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام اليه انتهى نسبه وعقبه فكل من انتسب الى الباقر عليه‌السلام من غير ولده الصادق عليه‌السلام فهو كذّاب دعي ، وقال العمري في (المجدي) : ولد ام سلمة وزينب الصغرى وجعفر الصادق عليه‌السلام وعبد الله أولد وانقرض ، وعلي كانت له بنت ، وزيد وعبيد الله بن الثقفية درج. م ص

    وليس له ولد اسمه ناصر معقب ولا غير معقب باجماع علماء النسب ، وباسفزاز من ولاية هراة خراسان قوم يدّعون الشرف وينتسبون الى ناصر بن جعفر الصادق عليه‌السلام وهم أدعياء كذّابون لا محالة ، وهم هناك يخاطبون بالشرف على غير أصل ، والله المستعان ؛ ويعرف هؤلاء القوم ببارسا وكذبهم أظهر من أن ينبّه عليه.
    الامام موسى بن جعفر الكاظم «ع» أما الامام موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا الحسن وأبا ابراهيم ، وامه ام ولد يقال لها حميدة المغربية وقيل نباتة ؛ ولد عليه‌السلام بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة ، وقبض ببغداد في حبس السندي بن شاهك سنة ثلاث وثمانين ومائة وله يومئذ خمس وخمسون ، وكان أسود اللون عظيم الفضل رابط الجأش واسع العطاء ، لقب بالكاظم لكظمه الغيظ وحلمه ، وكان يخرج الليل وفي كمه صرر من الدراهم فيعطي من لقيه ومن أراد برّه ، وكان يضرب المثل بصرة موسى ، وكان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرّة موسى فشكا القلّة.
    وقبض عليه موسى الهادي وحبسه فرأى علي بن ابي طالب عليه‌السلام في نومه يقول له : يا موسى (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ). فانتبه من نومه وقد عرف انّه المراد فأمر باطلاقه ثم تنكر له من بعد ذلك فهلك قبل أن يوصل الى الكاظم عليه‌السلام أذى ، ولمّا وليّ هارون الرشيد الخلافة أكرمه وأعظمه ثم قبض عليه وحبسه عند الفضل بن يحيى ثم أخرجه من عنده فسلمه الى السندي بن شاهك ومضى الرشيد الى الشام فأمر يحيى بن خالد السندي بقتله ؛ فقيل إنّه سمّ ؛ وقيل بل غمر في بساط ولف حتى مات ثم أخرج للناس وعمل محضرا انّه مات حتف أنفه ، وترك ثلاثة أيام على الطريق يأتي من يأتي فينظر اليه ثم يكتب في المحضر ودفن بمقابر قريش.
    عقب الامام الكاظم «ع» وولد موسى الكاظم عليه‌السلام ستين ولدا سبعا وثلاثين (1) بنتا وثلاثة
    __________________
    (1) أسماء بناته ، أم عبد الله ، وقسيمة ، ولبابة ، وام جعفر ، وامامة ،

    وعشرين ابنا ، درج منهم خمسة لم يعقبوا بغير خلاف ، وهم عبد الرحمن ، وعقيل والقاسم ويحيى ، وداود. ومنهم ثلاثة لهم اناث وليس لاحد منهم ولد ذكر وهم سليمان ، والفضل (1) وأحمد (2) ومنهم خمسة في أعقابهم خلاف ، وهم الحسين ، وابراهيم الأكبر ، وهارون وزيد ، والحسن. ومنهم عشرة أعقبوا بغير خلاف ، وهم علي ؛ وابراهيم الأصغر ، والعباس ، واسماعيل ، ومحمد ، واسحاق وحمزة ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وجعفر. هكذا قال الشيخ أبو نصر البخاري وقال الشيخ تاج الدين : أعقب الكاظم من ثلاثة عشر ولدا رجلا منهم أربعة
    __________________
    وكلثم ، وبريهة ، وام القاسم ، ومحمودة ، وأمينة الكبرى ؛ وعلية ، وزينب ، ورقية ، وحسنة ، وعائشة ، وام سلمة ، واسماء ، وام فروة ، وآمنه. قالوا : قبرها بمصر وام أبيها ، وحليمة ، ورملة ، وميمونة ، وأمينة الصغرى ، وأسماء الكبرى وأسماء ، وزينب ؛ وزينب الكبرى ، وفاطمة الكبرى ، وفاطمة ، وام كلثوم الكبرى ، وام كلثوم الوسطى ، وام كلثوم الصغرى في رواية ، وزاد الأشناني عطفة وعباسة وخديجة الكبرى. وخديجة. (المجدي)
    (1) قبراهما في آواه زرتهما في شهر رمضان سنة 918 هـ.
    (2) وقد ذكر صاحب المشجرة القديمة التي هي الآن عند بعض سادات آل طعمة في مشهد (كربلا) الى سنة 1164 التي انتخب منها شيخنا أبو الحسن مدرس الغري نوّر الله رمسه ـ لأحمد بن موسى الكاظم عليه‌السلام عمارتين من ولده علي ، الأولى محمد بن علي يشتمل نسله على خمسة عشر رجلا والعمارة الثانية هبة الله بن علي نسله علي. وله نسلان النسل الأول يشتمل على اثنتين وعشرين رجلا ولد وولد ولد ، النسل الثاني يشتمل على سبعة وعشرين رجلا ولد وولد ولد تفصيلهم في تلك المشجرة والمتخبة له عليه الرحمة. وابن عنبة مصنف هذا الكتاب متأخر وصاحب المشجرة المذكورة قديم ولا شك انّه اطلع من ابن عنبة واقرب عهدا بمتقدمي هذا العلم. (عن هامش المخطوطة)

    مكثرون ، وهم علي الرضا ، وابراهيم المرتضى ، ومحمد العابد ، وجعفر ، وأربعة متوسطون وهم زيد النار ، وعبد الله ، وعبيد الله ، وحمزة ، وخمسة مقلون وهم العباس ، وهارون ، واسحاق والحسن ، والحسين.
    وقد كان للحسين بن الكاظم عليه‌السلام عقب في قول الشيخ أبي الحسن العمري ثم انقرض ، وقال أبو نصر البخاري قال العمري وأبو اليقظان : إن الحسين بن موسى الكاظم عليه‌السلام لم يعقب. وقال في موضع آخر : ولد الحسين بن موسى الكاظم عليه‌السلام عبد الله من ام ولد يقال إنّه أعقب ولا يصح ذلك. ونص الشيخ تاج الدين على أن الحسين بن موسى منقرض لا دراج. وقال ابن طباطبا : أعقب الحسين بن موسى الكاظم عبد الله ، وعبيد الله ومحمدا ، وبالطبسين قوم يقولون إنهم موسويون وإنهم من ولد الحسين بن موسى وكتبوا إليّ كتبا وما أجبت عن شيء منها. وقال أبو نصر البخاري : ما رأيت من هذا البطن أحدا قط.
    في ذكر عقب الامام علي الرضا «ع» والعقب من علي الرضا (1) بن موسى الكاظم ويكنى أبا الحسن. (2) ولم يكن في الطالبيين في عصره مثله بايع له المأمون بولاية العهد ؛ وضرب اسمه على الدنانير والدراهم ، وخطب له على المنابر ثم توفي بطوس ودفن بها ، وعقبه من
    __________________
    (1) وكانت وفاة الامام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام في صفر سنة ثلاث ومائتين بطوس ؛ وقيل في ذي القعدة أو ذي الحجة ؛ وكان له يوم مات خمسون سنة ، وكانت وفاة ابنه الامام أبي جعفر محمد الجواد عليه‌السلام في ذي الحجة سنة عشرين ومائتين بسر من رأى وعمره خمس وعشرون سنة وأشهر ؛ وكانت وفاة ابنه الامام أبي الحسن علي الهادي عليه‌السلام في جمادي الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين بسر من رأى وعمره اربعون سنة ؛ وكانت وفاة أبي محمد الحسن العسكري عليه‌السلام في ربيع الأول أو جمادى الأولى سنة ستين ومائتين بسر من رأى وعمره تسع وعشرون سنة. (عن هامش الأصل)
    (2) له ثلاثة أولاد موسى ومحمد وفاطمة. (المجدي)

    ابنه أبي جعفر محمد الجواد امه ام ولد (1) وكان جليل القدر عظيم المنزلة. في ذكر عقب الامام محمد الجواد «ع» وأعقب من رجلين هما علي الهادي عليه‌السلام (2) وموسى المبرقع. في ذكر عقب الامام علي الهادي «ع» أما علي الهادي فيلقب العسكري لمقامه بسر من رأى وكانت تسمّى العسكر ؛ وامه ام ولد وكان في غاية الفضل ونهاية النبل. أشخصه المتوكل الى سر من رأى فأقام بها الى أن توفي ، وأعقب من رجلين هما الامام أبو محمد الحسن العسكري عليه‌السلام ، وأخوه جعفر في ذكر الامام الحسن العسكري «ع» كان من الزهد والعلم على أمر عظيم وهو والد الامام محمد المهدي صلوات الله عليه ثاني عشر الأئمة عند الامامية ، وهو القائم المنتظر عندهم ، من ام ولد اسمها نرجس ، واسم أخيه أبو عبد الله جعفر الملقب بالكذّاب (3) لادعائه الامامة بعد أخيه الحسن ويدعى أبا كرين «أبا البنين خ ل» لأنّه أولد مائة وعشرين ولدا ، ويقال لولده الرضويون نسبة الى جدّه الرضا.
    عقب جعفر الكذاب بن الامام الهادي «ع» وأعقب من جماعة ، انتشر منهم عقب ستة ما بين مقل ومكثر ؛ وهم
    __________________
    (1) ولد الجواد محمدا وعليا وموسى والحسن وحكيمة وبريهة وامامة وفاطمة.
    (2) ولد ثلاثة الحسن العسكري وجعفر الكذّاب ومحمدا أبا جعفر أراد محمد هذا النهضة الى الحجاز فسافر في حياة أخيه حتى بلغ بلدا وهي قرية فوق الموصل بسبعة فراسخ فمات بالسواد فقبره هناك عليه مشهد وقد زرته. (المجدي)
    (3) كانت وفاة جعفر المشهور بالكذّاب سنة 271 وقد اختلفت في حقّه الاقوال وانّه تاب أو بقي على إصراره على الأفعال المنكرة والدعاوي الكاذبة والحق أنّه تاب ؛ وقد روى ثقة الاسلام الكليني في (الكافي) عن محمد بن عثمان العمري توقيعا بخط صاحب الأمر عليه‌السلام صريحا في توبته وان سبيله سبيل أخوة يوسف بن يعقوب عليه‌السلام ، توفي جعفر عن 45 سنة وقبره في دار أبيه بسامراء. ص م

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:12 pm

    اسماعيل حريفا ؛ وطاهر ، ويحيى الصوفي ، وهارون ، وعلي وإدريس. فمن ولد إسماعيل بن جعفر الكذّاب ، ناصر بن إسماعيل المذكور وأخوه أبو البقاء محمّد. ومن ولد طاهر بن جعفر الكذّاب أبو الغنائم بن محمد الدقاق بن طاهر بن محمّد بن طاهر المذكور وأبو يعلي محمد الدلال بن ابي طالب حمزة بن محمد بن طاهر المذكور. ومن ولد يحيى الصوفي بن جعفر الكذّاب أبو الفتح أحمد بن محمد بن المحسن بن يحيى الصوفي المذكور وهو النسّابة المعروف بابن المحسن الرضوي ، وله أخ اسمه علي ويكنّى أبا القاسم كان فاضلا ديّنا ويحفظ القرآن ويرمى بالنصب. أعقب بمصر.
    ومن ولد هارون بن جعفر الكذّاب ، علي بن هارون ، وابناه الحسن والحسين أعقبا بصيدا من بلاد الشام. ومن ولد علي بن جعفر الكذّاب ، محمد نازوك بن عبد الله بن علي بن جعفر ، به يعرف ولده ؛ أعقب من جماعة منهم أبو القاسم عبد الله ويحيى وعلي وعيسى ومحمّد ، يقال لأعقابهم بنو نازوك بمقابر قريش وغيرها ، فمن ولد أبي القاسم عبد الله ، أبو محمد الدقاق بن عبد الله إليه انتسب النسابة المصري فقال : أنا الحسن بن علي بن سليمان بن مكي بن بدران بن يوسف بن الحسن الدقاق بن عبد الله. قال الشيخ تاج الدين بن معية : وهو دعي كذّاب لا حظ له في النسب. وزعم بعض الناسبين ان الحسن بن عبد الله بن محمد نازوك يقال له الحسن كيا وأن له عقبا. وهو وهم باطل فان الشيخ أبا الحسن العمري ذكر الحسن وذكر عقب اخوته حتى ذكر البطن الرابع والخامس من أولادهم وهذا من أقوى الأدلة على انّه لا بقية له.
    ومن ولد إدريس بن جعفر الكذّاب ، القاسم وفي ولده العدد ، ويقال لهم القواسم نسبة الى جدّهم القاسم بن إدريس بن جعفر الكذّاب ، وأعقب القاسم من جماعة منهم أبو العساف الحسين بن القاسم فمن ولده الجواشنة ولد جوشن بن أبي الماجد محمد بن القاسم بن أبي العساف الحسين المذكور ، ومنهم علي بن القاسم من ولده الفليتات ولد فليتة بن علي بن الحسين المذكور ، ومنهم البدور ولد بدر

    ابن قائد أخ فليتة بن علي بن الحسين ، ومنهم عبد الرحمن بن القاسم من ولده ماجد بن عبد الرحمن يقال لولده المواجد ، وهم بطون كثيرة منهم السيد عز الدين يحيى بن شريف بن بشير بن ماجد بن عطية بن يعلي بن دويد بن ماجد المذكور وأولاده بالحلة ومنهم فخذ يقال لهم بنو كعيب بالمشهد الشريف الغروي ، هم ولد محمد كعيب بن علي بن الحسين بن راشد بن المفضل بن دويد بن ماجد المذكور ومنهم عياش بن القاسم ، وأبو الماجد محمود بن القاسم بن أبي العساف الحسين المذكور أعقبا.
    وأما موسى المبرقع بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم عليهم‌السلام وهو لأم ولد مات بقم وقبره بها يقال لولده الرضويون وهم بقم إلاّ من شذ منهم الى غيرها ، فأعقب من أحمد بن موسى المبرقع وحده ، وزعم الشريف أبو حرب الدينوري النسابة أن محمد بن موسى المبرقع أيضا معقب ورفع اليه نسب بني الخشاب ، ومحمد بن موسى دارج عند جميع النسابين فنسب بني الخشاب باطل لا يصحّ البتة. فأعقب أحمد بن موسى المبرقع من محمّد الأعرج وحده والبقية في ولده لابنه أبي عبد الله أحمد نقيب قم ـ آخر ولد علي الرضا بن موسى الكاظم عليهما‌السلام.
    وأما إبراهيم بن موسى الكاظم وهو الأكبر وامه أم ولد نوبية اسمها نجية قال الشيخ أبو الحسن العمري : ظهر باليمن أيام أبي السرايا. وقال أبو نصر البخاري : إن ابراهيم الأكبر ظهر باليمن وهو أحد أئمة الزيدية وقد عرفت حاله وانّه لم يعقب. وأعقب إبراهيم الأصغر المرتضى بن الكاظم عليه‌السلام من رجلين موسى أبي سبحة (1) وجعفر. قال الشيخ أبو نصر البخاري : لا يصح لابراهيم المرتضى بن موسى الكاظم عليه‌السلام عقب إلاّ من موسى بن ابراهيم وجعفر
    __________________
    (1) رأيت مكتوبا بخط علي النسابة بن الحسن الرضا بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد بن السيد المرتضى رضي‌الله‌عنه : إنّما سمّى موسى سبحة لكثرة

    ابن ابراهيم وكلّ من انتسب اليه من غيرهما فهو مدّع كذّاب مبطل. وقال الشيخ أبو الحسن العمري : أحمد بن إبراهيم المرتضى وقع الى مرند وله بها بقية. وقال أبو عبد الله بن طباطبا : أعقب إبراهيم المرتضى من ثلاثة موسى وجعفر واسماعيل ثم قال : العقب من اسماعيل بن ابراهيم بن الكاظم عليه‌السلام في رجل واحد وهو محمد ومنه في جماعة ، قال شيخ الشرف : ذكر البخاري أنّهم انقرضوا. قال ابن طباطبا : وهذا تسامح في القول وإطلاق للقول بما يوجب الإثم ويخرج عن الدين.
    ولمحمد بن اسماعيل بن ابراهيم أعقاب وأولاد منهم بالدينور وغيرها رأيت منهم أبا القاسم حمزة بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمّد (1) بن اسماعيل بن ابراهيم بن الكاظم عليه‌السلام وكان نعم الرجل ومات بقرمسين وله اخوة وبنو عم ، هذا كلام ابن طباطبا. ونص الشيخ تاج الدين على أن ابراهيم لم يعقب إلاّ من موسى وجعفر. عقب ابي سبحة بن ابراهيم المرتضى بن الامام الكاظم «ع» أما موسى أبو سبحة بن المرتضى فله أعقاب وانتشار ، والبيت والعدد في ولده ، أعقب من ثمانية رجال أربعة منهم مقلون وأربعة مكثرون أما
    __________________
    تسبيحه بسبحة لون في يده والله سبحانه أعلم (عن هامش المخطوطة) وسبحة بضم السين المهملة وسكون الباء الموحدة ثم الحاء المهملة. م ص.
    (1) وينسب الى محمد بن اسماعيل السيد ذو الفقار ، قال الشيخ العالم المحدّث نظام الدين محمد في كتابه (نظام الأقوال في معرفة الرجال) : ذو الفقار ابن محمد بن معبد بن حسن بن أحمد بن اسماعيل بن محمد بن يوسف بن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم بن موسى الكاظم عليه‌السلام أبو الصمصام المحدث الأعمى من أجلّة مشايخنا الإمامية. قال ابن بايويه في فهرسته : عالم دين روى عنه السيد فضل الله الراوندي الحسني وهو يروي عن النجاشي وعن الشيخ الطوسي وعن محمد بن الحلواني تلميذ السيد المرتضى رضي الله تعالى عنهم. (عن هامش الأصل)

    المقلون فعبيد الله وعيسى وعلي وجعفر فأما داود فمنقرض ؛ وأما المكثرون فمحمّد الأعرج وأحمد الأكبر وابراهيم العسكري والحسين القطعي. أما عبيد الله بن أبي سبحة فأعقب من الحسين والمحسن. قال ابن طباطبا : لهما أولاد بالبصرة والابلة. وأما عيسى بن أبي سبحة فأعقب من أبي جعفر محمد بن عيسى وله الحسن وعلي لهما أولاد بفارس.
    وأما فولده بالدينور وشيراز ؛ قال شيخ الشرف العبيدلي : من ولده أحمد الكاتب بن علي بن محمد بن الحسن بن علي بن موسى أبي سبحة في ديوان السلطان له جدّة مجوسية وكان يضرب بالعود ومن ندماء بهاء الدولة. هذا ما ذكره شيخ الشرف ، وقال ابن طباطبا : أما علي بن أبي سبحة فولده أبو محمد الحسن وأبو الفضل الحسين أما أبو محمد الحسن فولده أبو علي الصبيح محمد بشيراز وأبو العباس أحمد وموسى ولكلّ واحد منهم أعقاب. وأما أبو الفضل الحسين فولده طاهر وله أولاد بالدينور. وأما جعفر بن أبي سبحة فولده بالري هم موسى وأبو الحسن محمد وبالترمذ عيسى وأبو عبد الله محمد الضرير ، لعيسى وأبي عبد الله محمد عقب ولموسى ولد. وأما محمّد الأعرج بن أبي سبحة فأعقب من موسى الأصغر وحده ، ويعرف بالأبرش. وأعقب موسى الأبرش من ثلاثة ؛ أبي طالب المحسن ، وأبي أحمد الحسين ، وأبي عبد الله أحمد. أما أبو طالب المحسن فقال ابن طباطبا : له عقب منهم أحمد ولد بالبصرة.
    اخبار نقيب الطالبيين ابي احمد والد المرتضى والرضي وأما أبو أحمد الحسين بن موسى الأبرش فهو النقيب الطاهر ذو المناقب كان نقيب نقباء الطالبيين ببغداد ، قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان بصريا وهو أجلّ من وضع على رأسه الطيلسان وجرّ خلفه رمحا ، أريد أجلّ من جمع بينهما ؛ وكان قوي المنّة شديد العصبة يتلاعب بالدول ويتجرأ على الأمور وفيه مواساة لأهله ، ولاّه بهاء الدولة قضاء القضاء مضافا الى النقابة فلم يمكّنه القادر بالله وحجّ بالناس مرات أميرا على الموسم وعزل عن النقابة مرارا ثم أعيد اليها

    وأسن وأضر في آخر عمره ، وكان فيه مواساة لأهله. قال أبو الحسن العمري حدّثني الشريف أبو الوفاء محمد بن علي بن محمد ملقطة البصري المعروف بابن الصوفي ؛ قال وكان ابن عم جدّي لحا ؛ قال احتاج أبي أبو القاسم علي بن محمد وكانت معيشته لا تفي لعياله. فخرج في متجر ببضاعة نزرة فلقي أبا أحمد الموسوي ـ ولم يقل أبو الوفا أين لقيه ـ فلما رأى شكله خف على قلبه وسأله عن حاله فتعرّف اليه بالعلوية والبصرية وقال خرجت في متجر. فقال له : يكفيك من المتجر لقائي. قال العمري : فالذي استحسنت من هذه الحكاية قوله يكفيك من المتجر لقائي.
    وكان لأبي أحمد مع الملك عضد الدولة سير لأنّه كان في حيز بختيار بن معز الدولة ، فقبض عضد الدولة عليه وحبسه في قلعة بفارس وولى على الطالبيين أبا الحسن علي بن أحمد العلوي العمري فبقى على النقابة أربع سنين ؛ فلما مات عضد الدولة خرج أبو الحسن العمري الى الموصل فولده بها اليوم ، وأعيد الشريف أبو أحمد الى النقابة وتوفي سنة أربعمائة ببغداد وقد أناف على التسعين ودفن في داره ثم نقل الى مشهد الحسين عليه‌السلام بكربلا فدفن هناك قريبا من قبر الحسين عليه‌السلام وقبره معروف ظاهر ، رثته الشعراء بمراث كثيرة ، وممن رثاه ولداه الرضي والمرتضى ؛ ومهيار الكاتب ؛ وأبو العلاء أحمد بن سليمان المعري رثاه بالقصيدة الفائية (1) وهي في كتابه «سقط الزند» فولد الشريف أبو أحمد بن موسى الأبرش ابنين عليّا ومحمدا.
    أما علي فهو الشريف الطاهر الأجل ذو المجدين الملقّب بالمرتضى علم الهدى ، يكنّى أبا القاسم ، تولى نقابة النقباء وإمارة الحاجّ وديوان المظالم على قاعدة
    __________________
    (1) وهي قصيدة بليغة تبلغ 68 بيتا مطلعها :
    أودى فليت الحادثات كفاف
    مال المسيف وعنبر المستاف

    الطاهر الآباء والأبناء و
    الأثواب والآراء والآلاف


    أبيه ذي المناقب وأخيه الرضي ، وكان توليته لذلك بعد أخيه الرضي ، وكانت مرتبته في العلم عالية فقها وكلاما وحديثا ولغة وأدبا وغير ذلك ، وكان متقدّما في فقه الامامية وكلامهم ناصرا لأقوالهم ، قال أبو الحسن العمري : رأيته فصيح اللسان يتوقد ذكاء. قال : وكان اجتماعي به سنة خمس وعشرين وأربعمائة ببغداد وحضر مجلسه أبو العلاء أحمد بن سليمان المعرّي ذات يوم فجرى ذكر أبي الطيب المتنبي فتنقصه الشريف المرتضى وعاب بعض أشعاره ، فقال أبو العلاء : لو لم يكن له إلاّ قوله : «لك يا منازل في القلوب منازل» لكفاه. فغضب الشريف وأمر بالمعري فسحب وأخرج فتعجب الحاضرون من ذلك ، فقال لهم الشريف : أعلمتم ما أراد الأعمى؟ إنّما أراد قوله في تلك القصيدة :
    وإذا أتتك مذمتي من ناقص
    فهي الشهادة لي بأني كامل

    وأمه وأم أخيه الرضي فاطمة بنت أبي محمد الحسن الناصر الصغير بن أبي الحسين أحمد بن محمد الناصر الكبير الأطروش بن علي بن الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وتولى النقابة وإمارة الحاج وديوان المظالم ثلاثين سنة وأشهرا ، وكانت ولادته سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، وتوفي خامس عشر ربيع الأول سنة ست وثلاثين وأربعمائة عن أربع وثمانين سنة ودفن في داره ثم نقل الى كربلاء فدفن عند أبيه وأخيه ، وقبورهم ظاهرة مشهورة ؛ وله مصنفات كثيرة في الفقه والكلام والأدب ومن أشهرها كتاب «درر القلائد وغرر الفوائد» (1) وهو يدلّ على فضل عظيم وقوّة ذهن وقدرة تصرف وكثرة نقل وغزارة اطّلاع ، وله شعر فائق قد دوّن (2) فمنه قوله في الغزل :
    __________________
    (1) وهو معروف بـ (أمالي السيد المرتضى) المطبوع بايران ومصر.
    (2) له ديوان كبير زهاء عشرين ألف بيت حافل بقصائده الممتعة لا زال مخطوطا ، يوجد في بعض مكتبات العراق. م ص.


    يا خليلي من ذؤابة بكر
    في التصابي رياضة الأخلاق

    عللاني بذكرهم تسعداني
    واسقياني دمعي بكأس دهاق

    وخذا النوم من عيوني فاني
    قد خلعت الكرى على العشاق

    فيقال إن بعض الظرفاء لما سمع هذا البيت قال : تكرّم سيدنا الشريف خلع ما لا يملك على من لا يقبل.
    وكان المرتضى يبخل ولما ترك مالا كثيرا. ورأيت في بعض التواريخ : ان خزانته اشتملت على ثمانين ألف مجلّد. ولم أسمع بمثل هذا إلاّ ما يحكى عن الصاحب اسماعيل بن عباد ، كتب الى فخر الدولة بن بويه وكان قد استدعاه للوزارة فتعذّر بأعذار منها أن قال : اني رجل طويل الذيل وإن كتبي تحتاج الى سبعمائة بعير ، حكى الشيخ الرافعي : انّها كانت مائة ألف وأربعة عشر ألفا. وقد أناف القاضي الفاضل عبد الرحمان الشيباني على جميع من جمع كتبا فاشتملت خزائنه على مائة ألف وأربعين ألفا مجلدا ، وكان المستنصر قد أودع خزانته في المستنصرية ثمانين ألف مجلّدا على ما قيل ، والظاهر انّه لم يبق الآن منها شيء والله الباقي.
    وأعقب المرتضى من ابنه أبي جعفر محمد من ولده أبو القاسم علي بن الحسن الرضي بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد بن علي المرتضى ، النسّابة الفاضل صاحب كتاب «ديوان النسب» وغيره ، أطلق قلمه ووضع لسانه حيث شاء كما طعن في آل أبي زيد العبيدليين نقباء الموصل وهو شيء تفرّد به لم يذكره أحد سواه من النسّابين. وحدّثني الشيخ النقيب تاج الدين محمد بن معية (1) الحسني قال : قال لي الشيخ علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي انّه تفرّد بالطعن في نيف وسبعين بيتا من بيوت العلويين لم يوافقه على ذلك أحد. ثم قال لي النقيب تاج الدين : لا شك أنّه تفرّد بالطعن في بيوت العلويين فامّا هذا المقدار فانّه يكتب في مشجرته التي سمّاها ديوان النسب من سمع به ولم
    __________________
    (1) معية بضم الميم وفتح العين المهملة ثم تشديد الياء بصيغة التصغير.

    يتحققه بعد موصلا بالحمرة وليس ذلك منه بطعن انّما هو تشكيك لم يتحققه بعد إلاّ انّه تحقق فيه شيئا. ولا يخفى أن هذا اعتذار من النقيب عنه والله تعالى أعلم. وكان للنسابة ابن اسمه أحمد درج ، وانقرض علي المرتضى النسابة وانقرض بانقراضه الشريف المرتضى علم الهدى بن أبي أحمد الحسين الموسوي.
    وأما محمد بن أبي أحمد الحسين بن موسى الأبرش ، فهو الشريف الأجّل الملقّب بالرضي ذو الحسبين (1) يكنى أبا الحسن نقيب النقباء وهو ذو الفضائل الشائعة والمكارم الذائعة ، كانت له هيبة وجلالة وفيه ورع وعفة وتقشف ومراعاة للأهل والعشيرة ، ولّي نقابة الطالبيين مرارا ، وكانت اليه إمارة الحاج والمظالم كان يتولى ذلك نيابة عن أبيه ذي المناقب ، ثم تولّى ذلك بعد وفاته مستقلاّ وحجّ بالناس مرّات ، وهو أوّل طالبي جعل عليه السواد وكان أحد علماء عصره قرأ على أجلاّء الأفاضل ؛ وله من التصانيف كتاب «المتشابه» (2) في القرآن وكتاب «مجازات الآثار النبوية» (3) وكتاب «نهج البلاغة» وكتاب «تلخيص البيان عن مجازات القرآن» وكتاب «الخصائص» (4) وكتاب «سيرة والده
    __________________
    (1) لقّبه بهاء الدولة بـ (الرضي ذي الحسبين) سنة 398 وهو بالبصرة ـ كما أنه كان قد لقّبه قبل ذلك اللقب سنة 388 بـ (الشريف الأجل) وفي سنة 392 صدر أمره من واسط بتلقيبه بـ (ذي المنقبتين) وفي سنة 401 أمر أن تكون مخاطباته ومكاتباته بعنوان (الشريف الأجل) إضافة الى مخاطبته بالكناية وهو أوّل من خوطب بذلك من حضرة الملك.
    (2) هو كتاب (حقائق التأويل في متشابه التنزيل) الذي طبع الجزء الخامس منه سنة 1355 هـ.
    (3) طبع ببغداد سنة 1328 هـ وهو كتاب ثمين في بابه.
    (4) هو كتاب (خصائص الأئمة) يشتمل على محاسن أخبار الأئمة عليهم‌السلام

    الطاهر» (1) وكتاب انتخاب شعر ابن الحجاج (2) سمّاه «الحسن من شعر الحسين» وكتاب «أخبار قضاة بغداد» وكتاب «رسائله» ثلاث مجلّدات وكتاب «ديوان شعره» (3) وهو مشهور. قال الشيخ أبو الحسن العمري : شاهدت مجلدات من تفسير القرآن منسوبا اليه مليحا حسنا يكون بالقياس في كبر تفسير أبي جعفر الطبري أو أكبر.
    وشعره مشهور ، وهو أشعر قريش. وحسبك أن يكون أشعر قبيلة في أولها مثل الحارث بن هشام ، وهبيرة بن أبي وهب ، وعمر بن أبي ربيعة ، وأبي ذهيل ويزيد بن معاوية ، وفي آخرها مثل محمد بن صالح الحسني ؛ وعلي بن محمد الحماني وابن طباطبا الاصفهاني ، وعلي بن محمد صاحب الزنج عند من يصحّ نسبه ، وإنما كان أشعر قريش لأن المجيد منهم ليس بمكثر ؛ والمكثر ليس بمجيد ؛ والرضي جمع بين الإكثار والإجادة.
    قال أبو الحسن العمري : وكان يقدّم على أخيه المرتضى والمرتضى أكبر لمحله في نفوس العامة والخاصة ، ولم يكن يقبل من أحد شيئا أصلا ؛ وكان قد حفظ القرآن على الكبر فوهب له معلمه الذي علّمه القرآن دارا يسكنها فاعتذر اليه وقال : أنا لا أقبل برّ أبي فكيف أقبل برك؟ فقال له : ان حقي عليك
    __________________
    وجواهر كلامهم وقد ذكره الحلبي في (كشف الظنون) أثناء كلامه عن (نهج البلاغة) ولكنه لم يتمّ. وقد طبع بالمطبعة الحيدرية في النجف.
    (1) هو مجموع يشتمل على مناقب والده ومآثره وما تم على يده من اصلاح عام ؛ ألّفه سنة 379 هـ وذلك قبل وفاة والده بإحدى وعشرين سنة.
    (2) هو أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج الشاعر المشهور المتوفى سنة 391 ، توفي بالنيل وحمل الى بغداد ورثاه الشريف بقصيدة مثبتة في ديوانه.
    (3) جمعه هو بنفسه بعدما طلب منه جمعه ، وقد أمر الصاحب بن عباد بانتساخ جميع شعره في زمانه.

    أعظم من حق أبيك وتوسّل اليه فقبلها منه.
    وحكى أبو اسحاق محمد بن ابراهيم بن هلال الضابي الكاتب قال : كنت عند الوزير أبي محمد المهدي ذات يوم فدخل الحاجب واستأذن للشريف المرتضى فاذن له ، فلما دخل قام اليه وأكرمه وأجلسه معه في دسته وأقبل عليه يحدّثه حتى فرغ من حكايته ومهماته ، ثم قام فقام اليه وودعه وخرج ، فلم تكن إلاّ ساعة حتى دخل الحاجب واستأذن للشريف الرضي وكان الوزير قد ابتدأ بكتابة رقعة فألقاها ؛ وقام كالمندهش حتى استقبله من دهليز الدار وأخذ بيده وأعظمه وأجلسه في دسته ثم جلس بين يديه متواضعا وأقبل عليه بمجامعه ، فلما خرج الرضي خرج معه وشيّعه الى الباب ثم رجع ، فلما خف المجلس قلت : أيأذن الوزير أعزّه الله تعالى أن أسأله عن شيء؟ قال : نعم ، وكأني بك تسأل عن زيادتي في إعظام الرضي على أخيه المرتضى والمرتضى أسنّ وأعلم؟ فقلت : نعم أيّد الله الوزير فقال اعلم إنّا أمرنا بحفر النهر الفلاني وللشريف المرتضى على ذلك النهر ضيعة فتوجه عليه من ذلك ستة عشر درهما أو نحو ذلك فكاتبني بعدّة رقاع يسأل في تخفيف ذلك المقدار عنه ، وأما أخوه الرضي فبلغني ذات يوم أنّه ولد له غلام فأرسلت اليه بطبق فيه ألف دينار فردّه وقال : قد علم الوزير اني لا أقبل من أحد شيئا. فرددته اليه وقلت : إني إنما أرسلته للقوابل. فردّه الثانية وقال : قد علم الوزير أنّه لا تقبل نساؤنا غريبة. فرددته اليه وقلت : يفرّقه الشريف على ملازميه من طلاّب العلم. فلما جاءه الطبق وحوله طلاّب العلم قال : ها هم حضور فليأخذ كلّ أحد ما يريد فقام رجل وأخذ دينارا فقرض من جانبه قطعة وأمسكها ورد الدينار الى الطبق فسأله الشريف عن ذلك فقال : احتجت الى دهن السراج ليلة ولم يكن الخازن حاضرا فاقترضت من فلان البقال دهنا فأخذت هذه القطعة لأدفعها اليه عوض دهنه ، وكان طلبة العلم الملازمون للشريف الرضي في دار قد اتخذها لهم سمّاها «دار العلم» وعيّن لهم جميع ما يحتاجون اليه ، فلما سمع الرضي

    ذلك أمر في الحال بأن يتخذ للخزانة مفاتيح بعدد الطلبة ويدفع الى كلّ منهم مفتاح ليأخذ ما يحتاج اليه ولا ينتظر خازنا يعطيه ، ورد الطبق على هذه الصورة فكيف لا أعظّم من هذا حاله.
    وكان الرضي ينسب الى الإفراط في عقاب الجاني من أهله وله في ذلك حكايات ، منها أن امرأة علوية شكت اليه زوجها وأنّه يقامر بما يتحصّل له من حرفة يعانيها وأن له أطفالا وهو ذو عيلة وحاجة ، وشهد لها من حضر بالصدق فيما ذكرت فاستحضره الشريف وأمر به فبطح وأمر بضربه فضرب والامرأة تنتظر أن يكفّ والآمر يزيد حتى جاوز ضربه مائة خشبة ، فصاحت الامرأة : وا يتم أولادي كيف تكون صورتنا إذا مات هذا؟ فكلّمها الشريف بكلام فظ فقال : ظننت أنّك تشكينه الى المعلم. وكان الرضي يرشّح الى الخلافة وكان أبو اسحاق الصابي يطمّعه فيها ويزعم أن طالعه كان يدلّ على ذلك ، وله في ذلك شعر أرسله اليه ؛ ووجدت في بعض الكتب ان الرضي كان زيدي المذهب وأنّه كان يرى أنّه أحقّ من قريش بالامامة ، وأظن إنّما نسب الى ذلك لما في أشعاره من هذا كقوله يعني نفسه :
    هذا أمير المؤمنين محمد
    طابت أرومته وطاب المحتد

    أوما كفاك بأن أمك فاطم
    وأباك حيدرة وجدّك أحمد

    وأشعاره مشحونة بذلك ، ومدح القادر بالله فقال في تلك القصيدة :
    ما بيننا يوم الفخار تفاوت
    أبدا كلانا في المفاخر معرق

    إلاّ الخلافة قدّمتك وإنني
    أنا عاطل منها وأنت مطوّق

    فقال له القادر بالله : على رغم أنف الشريف. وأشعاره مشهورة لا معنى للإطالة بالإكثار منها ، ومناقبه غزيرة ، وفضله مذكور.
    ولد سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وتوفي في الأحد السادس من المحرم سنة ست وأربعمائة ؛ ودفن في داره ؛ ثم نقل الى مشهد الحسين عليه‌السلام بكربلاء

    فدفن عند أبيه وقبره ظاهر معروف ؛ ولما توفي جزع أخوه المرتضى جزعا شديدا بلغ منه الى أنّه لم يتمكّن من الصلاة عليه ورثاه هو وغيره من شعراء زمانه. فولد الرضي أبو الحسن محمد ، أبا أحمد عدنان يلقّب الطاهر ذا المناقب لقب جده أبي أحمد الحسين بن موسى ؛ تولّى نقابة الطالبيين ببغداد على قاعدة جدّه وأبيه وعمّه ، قال أبو الحسن العمري : هو الشريف العفيف المتميّز في سداده وصونه ؛ رأيته يعرف علم العروض وأظنّه يأخذ ديوان أبيه ؛ ووجدته يحسن الاستماع ويتصوّر ما ينبذ اليه. هذا كلامه ، وانقرض الرضي وانقرض بانقراضه وانقراض أخيه عقب أبي أحمد الموسوي.
    وأما أبو عبد الله أحمد بن موسى الأبرش بن محمد بن موسى بن إبراهيم المرتضى فأعقب من ثلاثة : علي بالبصرة له عز الشرف أحمد ولأحمد محمّد ، ومقلد وأبو تراب. وأبو الحسن موسى بن أحمد ، له ذيل قصير وأبو محمد الحسن بن أحمد له أولاد منهم الحسين بن الحسن بن أحمد المذكور أعقب من أبي البركات سعد الله نقيب سامراء ، فمن ولد سعد الله النقيب الطاهر شرف الدين أبو تميم معد بن الحسن بن معد بن سعد الله المذكور ؛ كان شهما صارما تولّى كثيرا من الأعمال ، وابنه النقيب قوام الدين الحسن نقيب النقباء أيضا وللحسن المرتضى بن الحسن بن معد. ومن ولد سعد الله ، أبو محمد الحسن بن سعد الله ، أعقب من رجلين وهما أبو البركات يحيى يلقّب نجم الشرف وأبو المظفر هبة الله. أما أبو البركات يحيى فأعقب من الأكمل ، عقبه بالمشهد الغروي ، وأبي محمد الحسن ، عقبه بالمشهد الكاظمي ببغداد.
    وأما أبو المظفر هبة الله (1) وهو جدّ بني الموسوي ببغداد وكانوا بيتا
    __________________
    (1) هذا هو كتاب (المجموع الرائق) المعروف وهو كتاب ثمين في مجلدين كبيرين يشتمل على الأخبار الغريبة والفوائد الكلامية والمسائل الفقهية والأدعية والأذكار والخطب والمناقب وأمثال ذلك ، يحتوي على اثني

    جليلا إلاّ انّهم أفسدوا أنسابهم وتزوّجوا بمن لا يناسبهم ، وأوّل من ابتدأ ذلك جلال الدين أبو الحسن علي بن محمد بن هبة الله المذكور. وكان كريما سخيّا تولّى نقابة مشهد موسى الكاظم عليه‌السلام وتولّى نقابة الأشراف بالحلّة ، تزوج «حياة» المغنية المشهورة التي يقول فيها ابن الأهوازي لما ركبت الأرجوحة.
    ظفرت من اللذات لما ترجحت
    «حياة» بشيء لم يكن قط في ظني

    وصارت على رغم الحواسد في الهوى
    تجيىء الى عندي وأدفعها عني

    وتزوّج ابنه أبو عبد الله الحسين صفي الدين نقيب مشهد موسى شاهي بنت محمود الطشت دار. كانت مشببة بدار الخلافة ؛ فولدت له أبا جعفر محمداً يلقب التاج. أنكره أبوه ثم اعترف به في كتاب إجازات صورتها : أجزت عني وعن ولدي الذي تحت حجري. وولد التاج أبو جعفر محمد ؛ جلال الدين عليا ونظام الدين سليمان ، كان يبيع الكاغذ بالحلة ؛ أمهما عجمة بنت داود بن مبارك التركي فيها ما فيها ، وتزوج ابنه الآخر جلال الدين أحمد ـ ويعرف باللبود سمّاه بذلك ابن الأعرج النسابة ولذلك حكاية ـ «ست الشام» بنت النعمة الأربلية ، فيها ما فيها فولدت له مظفراً ؛ وكان له على أمه «ستين» جارية رومية كانت للفلك الطبسي تلقب بالعديمية ادّعت أن عليا من جلال الدين اللبود فأخذه منه وتوفي وهو صغير فلحق به والله أعلم.
    وبالجملة فقد أكثر أهل هذا البيت من أمثال هذه الأفعال وتراهم ما بين آكل الربا أو خمري ساقط أو عواني قد أسعر الناس شرا ، وما أحسن ما كتب الشيخ تاج الدين عند نسبهم لما ذكر أفعالهم وبين انفصالهم وهو :
    يعز على أسلافكم يا بني العلى
    اذا نال من أعراضكم شتم شاتم

    __________________
    عشر بابا كلّ مجلّد ستة أبواب ، ألّفه سنة 703 هـ وقد ذكره الحر العاملي في (أمل الآمل) وقال : كان عالما صالحا عابدا. وترجمه أيضا صاحب (رياض العلماء) وقال : كان معاصرا للعلاّمة الحلي ومن في طبقته. م ص


    بنوا لكم مجد الحياة فما لكم
    أسأتم الى تلك العظام الرمائم

    ترى ألف بان لا يقوم بهادم
    فكيف ببان خلفه ألف هادم؟

    وأما أحمد الأكبر بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم الأصغر بن موسى الكاظم عليه‌السلام فأعقب من ثلاثة رجال ، الحسين العرضي ، وابراهيم وعلي الأحول. ـ فمن ولد علي الأحول ؛ رافع بن فضائل بن علي بن حمزة القصير بن أحمد بن حمزة بن علي الأحول المذكور ؛ يقال لولده آل رافع كان منهم الفقيه صفي الدين محمد (1) بن معد بن علي بن رافع المذكور ، انقرض ، ومنهم فضائل بن رافع المذكور. فمن ولده أبو القاسم علي الملقب قويسم بن علي بن محمد بن فضائل المذكور ، وله عقب بالغري يعرفون ببني قويسم ، منهم حسين سقامة بن النضر بن يحيى النظام بن قويسم ، ساقط خمرى ، وامه مغنية ، وله اخوان منها.
    ـ ومن ولد ابراهيم بن أحمد الأكبر بن أبي سبحة ؛ أبو أحمد بن محمد بن ابراهيم المذكور ، كان أزرق العينين ويقال لولده بنو الأزرق كان شيخا متقدما ببغداد. ـ ومن ولد الحسين العرضي بن أحمد الأكبر بن أبي سبحة ؛ علي بن الحسين يعرف بابن طلعة ، قال أبو عمر بن المنتاب درج وقال غيره أعقب ، وحمزة والقاسم (2) ابنا الحسين أعقبا ؛ وقد نسب بعضهم الشيخ الجليل سيدي أحمد
    __________________
    (1) محمد بن معد الموسوي صفي الدين يكنى أبا جعفر كان من مشايخنا الامامية ، ويروي عنه السيد الامام جمال الدين أحمد بن طاوس الحسني وهو يروي عن الشيخ الفقيه محمد بن محمد الحمداني (نظام الأقوال). (عن هامش الأصل)
    (2) رأيت في بعض المشجرات : أن أحمد الرفاعي من أولاد القاسم هذا وليس من أولاد محمد بن الحسين لأنّه ذكر نسبه على الصفة المشروحة بعد حتى وصل الى القاسم ثم ذكر الحسين المذكور ولم يذكر محمّدا والله أعلم. (عن هامش المخطوطة)

    ابن الرفاعي (1) الى حسين بن أحمد الأكبر فقال : هو أحمد بن علي بن يحيى بن ثابت بن حازم بن علي بن الحسن بن المهدي بن القاسم بن محمد بن الحسين المذكور ، ولم يذكر أحد من علماء النسب للحسين ولدا اسمه محمد. وحكى لي الشيخ النقيب تاج الدين أن سيدي أحمد بن الرفاعي لم يدّع هذا النسب وإنما ادّعاه أولاد أولاد أولاده والله أعلم.
    وأما ابراهيم العسكري بن موسى أبي سبحة ويكنى أبا المحسن فعقبه كثير منهم أبو طالب المحسن بن ابراهيم العسكري بشيراز صاحب حرّة ؛ وأبو عبد الله الحسين خرفة ، وأبو عبد الله اسحاق ، وأبو جعفر محمد ؛ والقاسم الأشج. ـ فمن ولد أبي طالب المحسن بن ابراهيم العسكري ؛ أبو اسحاق ابراهيم بن الحسن بن علي بن المحسن المذكور ؛ خاطبه شرف الدولة بن عضد الدولة بالشريف الجليل وولاّه نقابة الطالبيين في سائر أعماله فهو يدعى نقيب النقباء ، وله ولد لهم أولاد.
    ـ ومن ولد أبي عبد الله الحسين خرفة بن ابراهيم العسكري ، أحمد الممتع يقال لولده بنو الممتع ، ومن ولد أبي عبد الله اسحاق بن ابراهيم العسكري موسى وأحمد ، ولدهما بآبة ، والحسن وولده ببخارا ، وأما ولد أبي عبد الله اسحاق بن ابراهيم العسكري فأعقب من موسى ، وأحمد ، والحسن ، فأعقب الحسن بن اسحاق بقم وسوادها ، وأعقب أحمد بن اسحاق من الحسين وعلي لهما أعقاب بقم وآبة ، فمن بني الحسين بن أحمد بن اسحاق بن ابراهيم العسكري بنو محسن بالمشهد الغروي ، وهو محسن بن علي بن الحسين بن حمزة بن محمد بن علي بن الحسين عزيزي بن الحسين المذكور.
    وأعقب موسى بن اسحاق بن ابراهيم العسكري ، أبا جعفر محمدا الفقيه
    __________________
    (1) كانت وفاة أحمد الرفاعي في سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وهو من أجلاّء مشايخ الطريقة وأصحاب الكرامات وكان عالما عاملا فقيها شافعيا. (عن هامش الأصل)

    بقم وأبا عبد الله اسحاق ، فمن ولد اسحاق بن موسى ، مهدي الجوهري بن اسحاق ببخارا ، وأبو عبد الله الحسين بن اسحاق باستراباد ، وأبو الحسين زيد وأبو طالب محمد ، بنو اسحاق ، ولم يذكر الشيخ العمري ، ولا شيخ الشرف العبيدلي وابن ميمون الواسطي ، وابن طباطبا الاصفهاني ، ونظراؤهم لمهدي الجوهري ولدا سوى هادي الجوهري ببخارا ، وقد درج حتى أن ابن قثم العباسي كتب على اسحاق بن موسى بن اسحاق انقرض ، وبأبرقوه جماعة كثيرة هم جلّ ساداتها ينتسبون الى اسماعيل بن مهدي الجوهري هذا ، وقد ذكر السيد رضي الدين الحسن ابن قتادة الحسني المدني في مشجرته فقال : اسماعيل بن مهدي الجوهري وذيله وقال الشيخ تاج الدين : المهدي الجوهري عقب بأبرقوه وغيرها وقوله حجّة لا تدفع والله أعلم.
    وأما الحسين القطعي بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى فله نسل كثير وعقبه ينتهي الى أبي الحسن علي المعروف بابن الديلمية بن أبي طاهر عبد الله بن أبي الحسن محمد المحدث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي ؛ أعقب علي ابن الديلمية من ثلاثة رجال وهم أبو الحرث محمد والحسين الأشقر ، والحسن المدعو بركة ، فأعقب أبو الحرث محمد بن علي ابن الديلمية من رجلين ، أبي طاهر عبيد الله ؛ وأبي محمد عبد الله ، أما أبو طاهر عبيد الله فأقام بالكرخ وكان عقبه بها وانتقل ابو محمد عبد الله الى الحائر فعقبه هناك يقال لهم بيت عبد الله وأعقب أبو محمد عبد الله من أربعة رجال ، وهم علي الحائري جدّ آل دخينة وهو جعفر بن حمزة بن جعفر دخينة بن أحمد بن جعفر بن علي الحائري المذكور والنفيس يقال لولده بنو النفيس بالحائر ، وأبو السعادات محمد يقال لولده آل أبي السعادات بالحائر ، وأبو الحرث محمد من ولده آل زحيك ، وهو يحيى بن منصور بن محمد بن أبي الحارث محمد المذكور ، بالحائر أيضا ، وانفصل منهم الى الكوفة بنو طويل الباع وهو محمد بن يحيى بن أبي الحارث المذكور.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:13 pm

    ومن عقب الحسين الأشقر بن علي ابن الديلمية ، حيدر بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين المذكور. كان بمقابر قريش ، ومن عقب الحسن بركة بن علي بن الديلمية ، علاء الدين علي بن محمد بن الحسين بن هبة الله بن علي بن الحسن المذكور ، كان بدمشق وله أولاد وأخوة. وأما جعفر بن ابراهيم المرتضى بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من موسى ، ومحمد ، وعلي لهم أولاد ، وأما أحمد بن ابراهيم المرتضى فميناث وله في كتب النسب اسحاق وقد تقدّم كلام العمري فيه وعقب إبراهيم المرتضى الظاهر اليوم ، من موسى أبي سبحة وجعفر كما تراه.
    والعقب من محمد العابد بن موسى الكاظم عليه‌السلام في إبراهيم المجاب وحده ومنه في ثلاثة رجال ، محمد الحائري ، وأحمد بقصر ابن هبيرة ، وعلي بالسيرجان من كرمان ، والبقية لمحمد الحائري بن ابراهيم المجاب ، كذا قال الشيخ تاج الدين : واعقب محمد الحائري من ثلاثة رجال ، وهم الحسين شيتي (1) وأحمد ، وأبو علي الحسن بنو محمد الحائري. فأعقب الحسين شيتي من رجلين أبي الغنائم محمد وميمون السخي القصير. ـ فمن عقب أبي الغنائم محمد بن الحسين شيتي «آل شيتي» و «آل فخار» ومنهم الشيخ علم الدين المرتضى علي بن الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن الشيخ شمس الدين فخار (2) بن معد بن فخار بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم المذكور له عقب ؛ و «آل نزار» وهم بنو نزار بن علي بن فخار بن أحمد
    __________________
    (1) ضبطه في نسخة حسين بن مساعد الحائري بفتح الشين المعجمة وفتح الياء المثناة التحتانية المشددة. م ص
    (2) فخار بن معد الموسوي السيّد السعيد العلاّمة المرتضى إمام الأدباء والنسّاب والفقهاء شمس الدين ، يكنى أبا علي ، من أصحابنا الإمامية ، روى عنه المحقّق السعيد جعفر بن سعيد صاحب (الشرايع) وهو يروي عن محمد بن إدريس وعن ابن شهر اشوب المازندراني وشاذان بن جبريل القمي ، مات سنة ثلاثين واربعمائة (نظام الأقوال). (عن هامش الأصل)

    المذكور. ومن عقب ميمون القصير بن الحسين شيتي «آل وهيب» وهم بنو وهيب بن باقي بن مسلم بن باقي بن ميمون المذكور ؛ و «آل باقي» وهم بنو باقي بن محمود بن وهيب المذكور ، و «آل الصول» وهو علي بن مسلم بن وهيب.
    وأعقب أحمد بن محمد الحائري ويقال لولده بنو أحمد من علي المجدور وحده. فأعقب علي المجدور من رجلين ، هبة الله وأبي جعفر محمد الخير العمال فمن ولده محمد الخير العمال بن علي المجدور «آل أبي الفائز» بالحائر وهو محمد بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور ، «وبنو أبي مزن» وهو علي بن حسن بن محمد بن أبي جعفر محمد المذكور ، ومن ولد هبة الله بن علي المجدور «آل الرضي» وهو هبة الله بن علي بن هبة الله المذكور ؛ «وآل الأشرف» وهو ابن علي بن هبة الله المذكور ؛ و «آل أبي الحارث» وهو محمد بن علي بن هبة الله المذكور ، وهؤلاء كلّهم بالحائر.
    وأعقب أبو علي الحسن بن محمد الحائري من ثلاثة ؛ وهم أبو الطيب أحمد وفي ولده العدد ، وعلي الضخم ، ومحمد وهو جدّ بني الضرير ، والضرير هو محمد بن محمد المذكور ؛ ومن ولد علي الضخم «آل أبي الحمراء» وأبو الحمراء هو محمد بن علي بن علي الضخم ، وأما أبو الطيب أحمد بن أبي علي الحسن بن محمد الحائري فأعقب من ثلاثة وهم علي أبو فويرة ، ومعصوم ، والحسن بركة ، فمن ولد علي أبي فويرة «آل عوانة» وهو أبو مسلم بن محمد بن أبي فويرة انقرضوا إلاّ من البنات بعد ذيل طويل و «آل بلالة» وهو الحسن بن عبد الله بن محمد بن أبي فويرة ، بقيتهم بالحلة يعرفون ببني قتادة ، وهو محمد بن علي بن كامل بن سالم بن بلالة ، وبنو أبي مضر وهو محمد بن أبي تغلب محمد بن أبي فويرة ؛ منهم «آل بشير» وهو ابن سعد الله بن الحسين بن هبة الله بن أبي مضر ، و «آل أبي مضر» وهم ولد أبي مضر محمد بن هبة الله بن أبي مضر المذكور ، و «آل حترش». وهم ولد حترش واسمه محمد بن أبي مضر محمد

    هبة الله بن محمد أبي المضر المذكور و «آل أبي رية» وهو الحسين بن أبي مضر الثاني المذكور ، وكلّهم بالحائر إلاّ من شذ منهم الى غيره.
    ومعصوم بن أبي الطيب هو جد «آل معصوم» بالحلة والحائر ، والحسن بركة بن أبي الطيب هو جد «آل الأخرس» بالحلة ، والأخرس هو أبو الفتح بن أبي محمد بن ابراهيم بن أبي الفتيان بن عبد الله بن الحسن بركة ، منهم الفقيه شمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن أبي الفتح الأخرس وقومه ، وادعى الى أحمد بن علي بن محمد بن الأخرس دعي بطل نسبه ورأيته بعده مصرّا على دعواه وربما جازت على من لا يعرف حاله.
    والعقب من جعفر بن موسى الكاظم عليه‌السلام (1) ويقال له الخواري ـ ويقال لولده الخواريون (2) والشجريون أيضا لأن أكثرهم بادية حول المدينة يرعون الشجر ـ في رجلين موسى والحسن. أما موسى بن جعفر بن موسى الكاظم عليه‌السلام فأعقب من الحسن اللحق ، قيل له ذلك لأنّه ألحق بأبيه وهو صحيح
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : ولد جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليه‌السلام ـ يقال له الخواري وهو لام ولد ثماني نسوة وهي حسنة وعباسة وعائشة وفاطمة الكبرى وفاطمة وأسماء وزينب وأم جعفر ، ومن الرجال ستة لم نذكر لهم ولدا وهم الحسين ومحمد وجعفر ومحمد الأصغر والعباس وهارون ، وثلاثة أعقبوا الحسن والحسين الأكبر وموسى. فأما الحسين الأكبر فأولد خمسة ذكور وهم محمد وعلي وموسى والحسن والحسين ، قال شيخنا أبو الحسن : دخل محمد وعلي ابنا الحسين بن جعفر بن موسى الكاظم عليهما‌السلام الى المدينة سنة سبعين ومائتين فنهباها وقتلا جماعة من أهلها. م ص
    (2) يقال إن بالفرغ واديا يقال له خوار وربما كان نسبة جعفر الخواري بن موسى الكاظم عليه‌السلام الى هنا لك ، كذا بخط ابن عبد الحميد. (عن هامش المخطوطة)

    الولادة ، وهو جد «آل المليط» بالحلة والحائر ، وجدّهم المليط هو محمد بن مسلم بن محمد بن موسى بن علي بن جعفر بن الحسن اللحق ، وأعقب الحسن بن جعفر بن موسى الكاظم عليه‌السلام وفي ولده العدد ، من رجلين أحدهما محمد المليط. قال شيخ الشرف العبيدلي : هو المليط الثائر بالمدينة. وقال أبو الحسن العمري : قتل ثمانية من بني جعفر الطيار. وقال القاضي التنوخي في كتاب «نشوار المحاضرة» : كان بدويا ينزل آثال وهو منزل في طريق مكة.
    وكان موصوفا بالشجاعة البارعة والفروسية الحسنة ، ورد بغداد في أيام نقابة أبي عبد الله بن الداعي وكان قديما يتعرّض الحاج ويطالبهم بالخفارة فان أعطوه وإلاّ أغار عليهم ، وكان كأنّه صاحب طرق بتلك النواحي لا تناله يد ولا يتسلّط عليه سلطان إلاّ أنّه لم يدّع إلاّ مذهب ولا ادّعى إمامة ، ثم تاب عن هذا الفعل ودخل الحضرة وطرح نفسه على أبي عبد الله بن الداعي وسأله مسألة معز الدولة في تقليد إمارة الموسم من مدينة السلام الى الحرم وإقامة الحج ، فأوجب ابن الداعي قصده إيّاه وذمامه وسأل معزّ الدولة فقال له : أنا أقلدك ذلك وأسأل الخليفة أن يعقد لك عليه ويخلع عليك ، فان شئت فاستخلف أنت هذا الرجل فأنا لا أعرف هذا وهو رجل من أهل البادية وبالأمس كان لصّا ، فان جنى جناية على القافلة الى أي شيء نرجع منه ، فقال أبو عبد الله بن الداعي : أما أنا فلا أتقلّد هذا فان رأى الأمير أن يجيب شفاعتي ويقلّد الرجل وأنا أضمن له دركه وجناياته فقلّده ذلك صارفا لأبي عبد الله العلوي الكوفي وعقد له وخلع عليه ، وحجّ في تلك السنة وأقام الحج على أحسن حال وآمن مما يخاف ، وما حمد الحجاج واليا كما حمدوه قبله ولا بعده سنين.
    وحكى القاضي أبو المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتابه المذكور : ان رجلا كان يعرف بأبي الحسين بن شاذان بن رستم السيرافي الفارسي وكان يكاشف بالإلحاد إذا أمن على نفسه ويظهر الإسلام ، فخرج متجرا على الموسم وأظهر

    أنه يريد الحج فاعترض تلك السنة المليط القافلة ومنع الناس من السير إلاّ بخفارة ومنعه أمير القافلة من ذلك ، فهمّ بالغارة عليها وتحدّث الناس بذلك فقال ابن شاذان لأمير القافلة : أرسلني اليه برسالتك. وكان يعرفه طيبا ، فقال له : أي شيء تقول له؟ قال : أمضي وأقول له : يا هذا نحن قوم من فارس وغيرها من البلدان لا نسب لنا في العرب ولا رغبة ، فجاء أبوك الينا فضرب أدمغتنا بالسيوف وقال تعالوا حجّوا هذا البيت فقلنا له السمع والطاعة ، وجئنا على أن نحجّ اليه جئت أنت الآن وقلت لا أدعكم إلاّ بدراهم لا تجب فان لم تطيعوني لا أمكنكم إن كان قد بدا لكم فالله قد أقالكم ونحن أيضا قد بدا لنا فنرجع من حيث جئناك. فضحك منه ، وقال : هذا. إن سمعه العلوي منك قتلك. وأنفذ غيره في الرسالة واصطلحا وسار الناس الى حجّهم.
    ومن هذا المليط رهط المليطة والملطة أيضا ؛ قال ابن طباطبا : فمن ولد محمد الثائر أبو جعفر محمد المليط بن محمد أبي عبد الله بن محمد المليط بن الحسن بن جعفر بن الكاظم عليه‌السلام. وعندي أن الحكاية التي حكاها التنوخي عن هذا أبي جعفر محمد المليط بن محمد بن محمد المليط الكبير ، فان الأول كان متقدّما على زمن ابن الداعي وكان بالمدينة وثار بها وقتل جماعة من بني جعفر أيام الفتنة وكاتبوا في عزله عنها ، والثاني قبره ببغداد. قال ابن طباطبا : والملطة لهم عدد وانتشار ، ومنهم فرسان حمزة ، ومنهم بالبصرة طائفة لهم قوّة وشوكة شديدة. وأكثر الملطة اليوم بالحجاز ، ومنهم بالعراق قوم.
    والثاني من ولد الحسن بن جعفر بن الكاظم عليه‌السلام علي الخواري (1) وأعقب من إثني عشر رجلا ما بين مقل ومكثر منهم موسى المعروف بالعصيم ابن علي بن الحسين بن علي الخواري ، له عقب وذيل طويل ، منهم «آل فاتك» ابن علي بن سالم بن علي بن صبرة بن موسى المذكور ، يقال لهم الفواتك منهم علي
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة (الحواري) بالحاء المهملة.

    «نزار خ ل» بن فاتك انقرض عقبه ؛ ومنهم عرادة ومنصور ابنا خلف بن رايق كانا من وجوه السادات الحجازيين.
    ومن بني موسى بن علي الخواري ، سلطان بن أحمد بن محمد بن علي بن صبرة بن موسى بن علي الخواري له خليفة من أم ولد ، قيل انّه لغير رشدة (1) ، ومنهم بنو عزيز بن خليفة وبنو سلطان بن خليفة ، وبنو فتية بن شهوات بن محمد بن خليفة بالحلة والله أعلم ، ومنهم عباس بن موسى بن علي الخواري له ذيل وغيرهم ، ومن بني علي الخواري ، عبد الله الأكبر بن علي الخواري له ذيل ومنهم أبو الحسين يحيى بن الحسين بن علي الخواري ؛ له ذيل وبقية. وللحسين بن علي الخواري عقب من غيره أيضا ومنهم الحسن بن علي الخواري ، له ذيل. قال الشيخ العمري : وبقرية من الجفار يقال لها العريش ؛ قوم يدّعون نسب الخواريين وما أعرف صدق دعواهم.
    والعقب من زيد النار بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد وعقد له محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أيام أبي السرايا على الأهواز ؛ ولما دخل البصرة وغلب عليها أحرق دور بني العباس وأضرم النار في نخيلهم وجميع أسبابهم ، فقيل له زيد النار ، وحاربه الحسن بن سهل فظفر به وأرسله الى المأمون فأدخل عليه بمرو مقيدا فأرسله المأمون الى أخيه علي الرضا عليه‌السلام ووهب له جرمه ؛ فحلف على الرضا عليه‌السلام أن لا يكلّمه أبدا وأمر باطلاقه. ثم إن المأمون سقاه السمّ فمات. قال الشيخ أبو نصر البخاري : زيد بن موسى لم يعقب وجماعة من المنتسبين اليه بأرجان اليوم وهم على ما يزعمون من ولد زيد بن علي بن جعفر بن زيد بن موسى وهو غير صحيح.
    __________________
    (1) الرشدة بفتح الراء وكسرها أيضا مع سكون الشين المعجمة ضد الزنية ؛ يقال : هذا ولد رشدة ، إذا كان لنكاح صحيح. كما يقال في ضده : ولد زنية. تاج العروس.

    وقال غير البخاري وعليه الشيخ العمري وشيخ الشرف العبيدلي وأبو عبد الله بن طباطبا وغيرهم : أعقب زيد النار بن موسى الكاظم عليه‌السلام من أربعة رجال للحسن ولده بالمغرب والقيروان ، والحسين المحدث ، وجعفر ، وموسى الأصم. فمن ولد موسى بن زيد النار موسى خردل بن زيد بن موسى المذكور ، له عقب منهم محمد ضغيب (1) بن محمد بن موسى خردل المذكور ، يقال لولده بنو ضغيب منهم بنو مكارم بالمشهد الغروي ، وهم بنو محمد مكارم بن علي بن حمزة بن محمد ضغيب. وبالغري وبغداد قوم ينتسبون الى علي بن محمد بن موسى خردل ، ولم يذكر عليا هذا أحد من النسّابين. ونسبهم مفتعل. والله أعلم بالصواب.
    ومن بني جعفر بن زيد النار ، زيد بن علي بن جعفر المذكور له عقب بأرجان ، وابنه أبو محمد الحسين نقيب أرجان ، ومن بني الحسين المحدث بن زيد النار أبو جعفر محمد منقوش ، ذكر النسّابون : أنّه لا بقية له. قال ابن طباطبا : وورد انسان في نقابة أبي أحمد الموسوي الى بغداد وذكر انّه جعفر بن زيد بن أبي جعفر محمد منقوش فأثبته أبو أحمد وله أولاد وأخ بالري وقزوين والنيل والبندجين ، وعقب الحسين المحدث من زيد بن الحسين وحده ، ومنه في محمد ولمحمد أولاد بأرجان وغيرها منهم الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين المحدث ، وأخواه جعفر وزيد ، وادّعى الى زيد بن محمد بن زيد بن الحسين المحدّث دعيّ اسمه جعفر ، مبطل كذّاب ، له عقب بقزوين وله أخ اسمه هاشم أولد أيضا قال الشيخ العمري : هو على قول الشيخ أبي الحسن ـ يعني شيخ الشرف النسابة ـ مبطل دعيّ كذّاب غير أنّه ثبت في جريدة بغداد وأخذ مع أشرافها ولعلّه الذي تقدّم ذكره.
    قلت : الظاهر انّه هو الذي ذكره ابن طباطبا في ولد جعفر بن زيد النار وذكر أن أبا أحمد الموسوي أثبته ، والله أعلم.
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة (صعيب) بالصاد والعين المهملتين. م ص

    والعقب من عبد الله (1) بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد ، من رجلين موسى ومحمد. أما محمد فعقبه في «صح» ، قال الشيخ العمري : من ولده العدل بالرملة علي بن الحسن الأحول بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام كما وقال الشيخ أبو نصر البخاري : ولد عبد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام موسى ، ما أعقب إلاّ منه ، فجميع أولاد عبد الله بن موسى من موسى بن عبد الله. هذا كلامه. وكان موسى بن عبد الله بنصيبين وله ولد بها وبغيرها ؛ فمن ولده جعفر الأسود الملقّب زنقاحا بن محمد بن موسى المذكور من ولده معمّر الضرير بن عبد الله بن زنقاح المذكور ، يعرف بابن العمرية وبهذا يعرف عقبه ، ومنهم بنو ناصر وهم ولد ناصر بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن زنقاح ، كانوا ببيارى ولهم بقية.
    ومن ولد موسى بن عبد الله بن الكاظم عليه‌السلام ؛ علي بن الحسين بن محمد بن موسى المذكور ؛ يعرف بابن ربطة ، له عقب كانوا بنصيبين. والعقب من عبيد الله بن موسى الكاظم (2) وهو لأم ولد ؛ في ثلاثة رجال محمد اليماني والقاسم وجعفر ، وقد كان ابنه موسى أعقب وانتشر عقبه ثم انقرض ؛ وأما علي بن
    __________________
    (1) قبره بقرية من قرى ساوة مشهور ، زرته في رمضان سنة 918 هـ ، كذا في هامش الأصل ، وقد عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أخيه الرضا عليه‌السلام. م ص.
    (2) ولد عبيد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، وهو لأم ولد ، ثلاث بنات هن أسماء وزينب وفاطمة ؛ ومن الرجال ثمانية هم محمد اليماني وجعفر والقاسم وعلي وموسى والحسن والحسين وأحمد. فأما أحمد والحسن والحسين فلم يعقبوا وأما موسى فانتشر له عقب ثم وجدت عليه أنّه منقرض. وأما علي فمن ولده أبو المختار حمزة الفقيه ، وأما القاسم فمن ولده ميمونة المعمرة ماتت ولها مائة سنة وأما جعفر فأولد وانتشر عقبه ، وأما محمد اليماني فأولد وانتشر عقبه (المجدي).

    عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فقال الشيخ العمري : من ولده إن شاء الله أبو المختار ـ حمزة ـ الفقيه المقري بشيراز ـ بن الربيع بن محمد بن حمزة بن علي بن حمزة بن محمد بن علي بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام قال : وهذا أبو المختار ورد ومعه إبنان يقال لهما الحسين وشيت لا أعلم كانا أخوي حمزة أو عميه وثبتوا في جريدة شيراز وقاسموا الطالبيين بها ودفعهم كثير من العلويين لأن في المشجرات لم يثبت لمحمد بن علي بن عبد الله سوى ولد درج يقال له إبراهيم وبنات ، ولم يعرف لمحمد ولد له يقال له حمزة والله أعلم بصحّة نسب حمزة. هذا كلامه.
    فعقب عبيد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام في ثلاثة محمد والقاسم وجعفر. أما محمد اليماني بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام وربما قيل اليمامي بالميم فأعقب من ابراهيم وحده وأعقب ابراهيم من رجلين ، هما أبو جعفر محمد ، وأحمد الشعراني قال ابن طباطبا : ولده بهمدان. ـ فأعقب أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني من أربعة رجال وهم أبو القاسم جعفر الجمال له عدد وبقية في مواضع شتى وأبو القاسم عبد الله ، وأبو طاهر ابراهيم ـ وقيل انقرض ـ وأبو الحسن علي فأما أبو القاسم جعفر الجمال فمن ولده أبو الفاتك المكي ، وهو الحسين بن عبيد الله بن جعفر الجمال ، ولعبيد الله بن الجمال عدد من الأولاد ، وكذا لأبي الفاتك المكي ومن ولده أبو علي اسماعيل ، له أبو جعفر ابراهيم ـ وقيل محمد ـ الخطيب والقاضي بمكة وكان جليلا كريما ، له ولد بخراسان وعقب بمصر ، ومنهم أبو الحسن موسى بن جعفر الجمّال ويعرف بابن الاعرابي ويقال له صاحب الطوق غلب على نواحي آذربيجان ، وله عقب كانوا بشماخي من بلاد شيروان ، ومنهم أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن جعفر الجمّال ، له عقب وجماعة بمصر ومنهم أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الجمّال يلقب بحميمات ، له عقب أكثرهم بالحجاز ، كذا قال الشيخ العمري ومنهم أبو الفائز الحسين بن عبد الله بن جعفر الجمّال ، لحق بعضد الدولة بشيراز وأعقب بها.

    ومن ولد عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني ويكنى أبا العباس أبو البركات يحيى بواسط ، وسليمان ، وطاهر ، وأبو طالب محمد ولهم أولاد وأعقاب بواسط ، قال ابن طباطبا : وفيهم غمز وطعن. وقال الشيخ العمري : وربما تكلّم بعض النساب في يحيى وما علمت فيه إلاّ الخير. وابنه أبو عبد الله محمد بن يحيى منقرض ؛ قاله أبو عمرو بن المنتاب. ومن ولد أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد اليماني أبو القاسم الحسين بن الحسن الأحول بن علي بن محمد المذكور في أخوين.
    ومن ولد ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني أبو يعلي طاهر بن ابراهيم له بمصر ولد ، ومطهر وسالم وقد قيل إن ابراهيم انقرض والله أعلم. ـ وأعقب أحمد الشعراني بن إبراهيم بن محمد اليماني ؛ من عبد الله بهمدان ، وأبي اسحاق ابراهيم ، وأبي الحسين موسى ؛ فمن ولده أبو المكارم مؤيد بن يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد اليماني ، كان بمصر وله أولاد واخوة ، ولعبد الله بن أحمد الشعراني عقب بهمدان.
    وأما القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من موسى ؛ ومن عبيد الله أبي زرقان ، ومن الحسين ؛ قال أبو عبد الله بن طباطبا : ومن محمد ومن الحسن أولد ابراهيم بالمراغة. وقال أبو المنذر : درج الحسن بن القاسم بن عبيد الله. قال الشيخ العمري : فلما كان منذ سنين أحسبها سنة سبع وثلاثين وأربعمائة قدم من جزيرة ابن عمر ـ علي الشريف النقيب بالموصل أبي عبد الله الملقب بالتقي عميد الشرف ، واسمه محمد بن الحسن المحمدي رجل شاب على خديه خال مليح الوجه واضح الجبهة ربع القامة ، فذكر انّه حمزة بن الحسين بن علي بن الحسن بن القاسم بن عبيد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام وأظهر كتبا بصحّة دعواه وشهادة القاضي أبي عبد الرحمان الطالقاني قاضي الجزيرة بامضاء الشهادات وثبوتها عنده ؛ فأحضرني النقيب بمحضر الأشراف وسألني عن قصة الرجل

    فقلت : هذا أمر شرعي يتعيّن عليك العمل بما يتحقّق فيه واكتب أنا بما تفعله. فقال لي : بل تكتب حتى أمضيه. فكتبت خطا متأوّلا إذا سئلت عنه أجبت عن صحته وسقمه فأمضاه الشريف عميد الشرف المحمدي وعدت الى النقيب فأطلعته على ما في نفسي ، وأن أبا المنذر النسّابة زعم ان الحسن بن القاسم درج وأن خطي فيه تأوّل ، واندرج أمر حمزة بن الحسين على التعليل ، ثم إني قدمت الجزيرة لحاجة لي فجاءني الشريف أبو تراب الموسوي الأحول وأخوه في جماعة من العامة يكبرون دخول حمزة في النسب ، وقال : دخل في ولد أبي الأدنى وهذا مما لا يصبر عنه. فأنفذت اليه فجاء وسألته عن شهوده فذكر انّهم يجيئون فقمت والجماعة الى القاضي أبي عبد الرحمن فاستحضر شخصين عدلين عدلهما عندي القاضي فشهدا بصحّة النسب وان أباه الحسين بن علي شهد جماعة بصحّة نسبه عند قوم علويين نازعوه فثبت نسبه بالشهادة القاطعة ، وأن هذا حمزة وأخاه واخته أولاد الحسين بن علي ولدوا على فراشه ، وأن رجلا يقال له شريف بن علي أخو الحسين لأبيه. فلما رأيت ذلك أمضيت نسبه وأطلقت خطي بصحته ، وكاتبت النقيب التقي عميد الشرف المحمدي فأثبته وصحّ نسبه غير منازع فيه.
    وممن انتسب الى محمد بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام أبو طالب زيد نقيب عمان بن الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم بن عبيد الله المذكور ؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري : رأيته بعمان عند كوني بها سنة أربع وعشرين وأربعمائة ، يعرف بابن الخباز له إخوة وأولاد ، يتظاهر بالتحرّم وفي داره مغنية مصطفاة ، وكانت آمنة بنت أبي (1) زيد الحسني تزوجها أحمد جدّ أبيه على قاعدة ما أعرفها فأولدها محمّدا ، ودفع النساب أن يكون لمحمد بن القاسم بن عبيد الله ولد اسمه أحمد ، فممن دفع نسبه عند قراءتي عليه والدي
    __________________
    (1) في (المجدي) سمّى أباها زيدا.

    أبو الغنائم ، والشريف أبو عبد الله بن طباطبا ، ورأيت عليه خط شيخ الشرف العبيدلي النسابة في كتابه المبسوط : «كاذب مبطل» فعلى هذا بطل نسب ابن الخباز نقيب عمان وولده واخوته (1).
    وأما أبو زرقان عبيد الله بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من القاسم ومحمد ، للقاسم علي بن القاسم بن عبيد الله أبي زرقان كان ينزل الري وله ولد منتشرون ؛ قال الشيخ العمري : ادّعى اليه رجل اسمه أحمد بالعراق وقويت دعواه حتى كشفه أبو المنذر الجزار الكوفي النسابة وأبطل نسبه ، وكان أحمد هذا أحد رجال الزمان في الحيل والتلبيس فلم يغنه ذلك مع معرفة أبي المنذر وتبصّره شيئا ، وكان مقيما على الدعوى وربما لقي فيها مكروها.
    أما موسى بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فمن ولده علي بن محمد بن موسى المذكور ، يلقب بالسخط بواسط ، له عقب وأخوه جعفر بن محمد كان بسوراء ومنهم القاسم بن موسى المذكور ولد عليا ؛ له ولدان معقبان وهما أبو جعفر وموسى.
    وأما أبو القاسم جعفر بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام ويعرف بابن أم كلثوم وهي عمته بنت الكاظم عليه‌السلام اشتهر بها لأنها ربّته ، وعقبه منتشر فأعقب من رجل واحد وهو أبوالحسين محمد ، ومنه في أبي الطيب أحمد ؛ ومنه في علي وأبي (2) عبيد الله بن جعفر أولاد أبي الحسين أحمد المعروف بابن دنيا بن محمد بن جعفر بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام. ومنهم الشريف أبو الحسن عبد الله المعروف بابن دنيا ، خلف نقابة الطالبيين بالبصرة وهو ابن جعفر بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام مات عن بنات ، ومنهم أبو الدنيا وهو أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي الطيب أحمد بن محمد بن جعفر بن عبيد الله
    __________________
    (1) الى هنا كلام العمري صاحب (المجدي).
    (2) في العبارة اضطراب ولعل فيها سقطا فليراجع. م ص.

    ابن الكاظم عليه‌السلام له عقب يعرفون ببني أبي الدنيا أكثرهم بالحجاز.
    والعقب من حمزة بن موسى الكاظم عليه‌السلام ويكنى أبا القاسم وهو لأم ولد ، وكان كوفيا ، وعقبه كثير ببلاد العجم من رجلين القاسم ، وحمزة ، وكان له علي بن حمزة مضى دارجا وهو المدفون بشيراز خارج باب اصطخر ، له مشهد يزار. وأما حمزة بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام وأمه ام ولد ، وكان متقدّما بخراسان وله عقب قليل بعضهم ببلخ وعقبه من ولده علي بن حمزة ابن حمزه منهم السيد علي بن حمزة بن حمزة بن علي بن حمزة بن علي بن حمزة بن حمزة بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، وأخوه.
    وأماالقاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام وفيه البقية ويعرف بالاعرابي وامه أم ولد فأعقب من محمد ، وعلي ، وأحمد ، فمن بني محمد بن القاسم بن حمزة ، قيل وهو الاعرابي ، أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام خدم ملوك آل ساسان وعاشر كتّابهم ووزراءهم وله شعر منه قوله :
    فديت غزالي وهو ملكي حقيقة
    يلذّ به عيشي إذا نابني همّ

    جميل محياه وكالدعص ردفه
    لطيف سجاياه وليس له خصم

    ولأبي الفتح البستي فيه :
    أنا للسيد الشريف غلام
    حيث ما كان فليبلغ سلامي

    وإذا كنت للشريف غلاما
    فانا الحر والزمان غلامي

    ومنهم أحمد المجدور بن محمد بن القاسم بن حمزة ، له عدّة أولاد ، منهم اسماعيل ، ومحمد المجدور ، لهم أعقاب منهم نقباء طوس وساداتها ومنهم أبو جعفر محمد بن موسى بن أحمد المجدور نقيب طبس سيد جليل شاعر ممدوح له عقب. وادّعى الى هذا البيت قوم يقال لهم الكوكبية أدعياء لا حظ لهم في النسب ، ودعواهم الى محمد المجدور بن أحمد بن محمد بن القاسم. وانتسب الى أحمد بن محمد

    المذكور أربعة إخوة ، هم الحسين وعبد الله وعلي والعباس وأعقبوا ونفاهم ابن زيادة الأفطسي النسابة وكذّب دعواهم ؛ قال شيخ الشرف العبيدلي : وبنيسابور قوم يزعمون انّهم من ولد محمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام وهم أدعياء.
    ومن بني محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام أحمد بن زيد الملقب سياه بن جعفر بن العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام كان مقيما ببغداد وولد فيها أولادا منهم محمد المدعو بالزنجار ، له ولد يقال لهم بنو سياه ، ومنهم أبو القاسم حمزة بن الحسين الملقب أبا زبيبة بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم عليه‌السلام أنكر نسب حمزة أبوه الحسين أبو زبيبة وأجاز نسبه نقيب همدان. قال الشيخ العمري : وأظن ان الشهادة وقعت على أبيه بالعقد على امه وانّه ولد على فراشه ، والله أعلم.
    ومن ولد محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام صدر الدين (1) حمزة الدفتردار زمن السلطان أولجايتو سملت عينه في واقعة الوزير سعد الدين الساوي وهو حمزة بن حسن بن محمد بن حمزة بن أميركا بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن محمد المذكور.
    والعقب من العباس بن موسى الكاظم عليه‌السلام من القاسم المدفون بشوشي وحده ؛ وهم قليل ؛ قال ابن طباطبا : ومن موسى بن العباس. فأعقب القاسم بن العباس بن الكاظم عليه‌السلام ، من أبي عبد الله محمد ، له عقب ؛ قال ابن طباطبا : ومن أحمد بن القاسم ولده بالكوفة وفي الحسين صاحب السلعة ابن القاسم قال الشيخ رضي الدين حسن بن قتادة للحسين الرسي النسابة : سألت الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي النسابة عن المشهد الذي بشوشي المعروف بالقاسم ، فقال : سألت والدي فخارا عنه فقال : سألت السيد جلال
    __________________
    (1) قبره بتبريز بسرخاب ، يعظم ويزار. (عن هامش المخطوطة)

    الدين عبد الحميد التقي عنه فقال : لا أعرفه ولكنه مشهد شريف وقد زرته فقال والدي : وأنا أيضا زرته ولا أعرفه ، إلاّ اني بعد موت السيد عبد الحميد وقفت على مشجرة في النسب قد حملها بعض بني كتيلة الى السيد مجد الدين محمد بن معية وهي جمع المحسن الرضوي النسابة وخطّه ؛ يذكر فيها : القاسم بن العباس بن موسى الكاظم عليه‌السلام قبره بشوشي في سواد الكوفة والقبر مشهور (1) وبالفضل مذكور.
    والعقب من هارون بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : هارون بن موسى عليه‌السلام فمنهم من طعن في نسب المنتسبين اليه وقالوا : ما أعقب هارون بن موسى وما بقي له عقب. وقال الشيخ أبو الحسن العمري ؛ والشيخ أبو عبد الله بن طباطبا ، وغيرهما : أعقب هارون بن الكاظم عليه‌السلام من أحمد بن هارون وهو لام ولد. وأعقب أحمد بن هارون من رجلين ؛ محمد ؛ وموسى. أما موسى فقد كان أعقب عقبا يقال لهم بنو الأفطسية واليها ادّعى أبو القاسم المخمس صاحب مقالة الغلاة الكوفي ، فقال : أنا علي بن أحمد بن موسى بن أحمد بن هارون بن موسى الكاظم عليه‌السلام. قال أبو الحسن العمري : فكتبت الى الموصل الى أبي عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا النسابة المقيم ببغداد أسأله عن أشياء في النسب من جملتها نسب علي بن أحمد الكوفي فجاء الجواب بخطه الذي لا أشك فيه : إن الرجل كاذب مبطل وانّه ادّعى الى بيوت عدّة لم يثبت له نسب في جميعها وإن قبره بالري يزار على غير أصل.
    __________________
    (1) في (مراصد الاطلاع) و (تاج العروس) بمادة «شاش» : شوشة قرية بأرض بابل أسفل من الحلة بقربها قبر ذي الكفل ، بها قبر القاسم بن موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام من آل البيت ويتبرّك به هذا ما ذكراه ولم يذكرا ان هناك قبرا للقاسم بن العباس بن الكاظم عليه‌السلام.

    وأما محمّد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من ثلاثة رجال الحسن وجعفر وموسى ، فمن ولد الحسن بن محمد بن أحمد بن هارون ، جعفر بن الحسن قاضي المدينة ونقيبها له عقب ؛ قال العمري : رأيت بعضهم بمصر. ومن ولد الحسن بن محمد بن أحمد ، أبو الحسن علي بن الحسن وله ولد بنيسابور ؛ ومن ولد جعفر بن محمد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه‌السلام أبو الحسن علي كان بنيسابور ومنهم ببخارا أبو عبد الله هارون بن محمد بن جعفر ؛ كان أحد أصحاب الأحوال الحسنة ، قال شيخ الشرف : ومضى هارون بن محمد بن جعفر الى اليمن وله ولد هناك.
    ومن ولد موسى بن محمد بن أحمد بن هارون ، أميركا بطوس ، وهو علي بن المحسن بن الحسين الجندي بن موسى المذكور ، وبنو هارون بن الكاظم عليه‌السلام قليلون. والعقب من اسحاق بن موسى الكاظم ويلقب الأمير وهو لام ولد في العباس ومحمد والحسين وعلي ، وقال ابن طباطبا : وفي موسى والقاسم.
    أما العباس بن اسحاق بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من اسحاق المهلوس بن العباس بن اسحاق ، له عقب كانوا ببغداد منهم أبو طالب محمد بن الزاهد المعدل الحداد ، كان يعمل الحديد ، وهو ابن علي بن اسحاق المهلوس ، مات بعد أن عمي وله ببغداد بقية يقال لهم بنو المهلوس. قاله العمري.
    وأما محمد بن اسحاق بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من ولده عبد الله أبي القاسم ولأبي القاسم عبد الله ، أبو الحسين محمد ، ولده ببلخ. وأما الحسين بن اسحاق ابن الكاظم عليه‌السلام فعقبه من الحسن بن الحسين ؛ له أولاد منهم أبو جعفر محمد الصوراني قبره بشيراز بباب اصطخر يزار ، قاله ابن طباطبا والعمري. وللصوراني عقب يقال لهم بنو الوارث ، وهم ولد جعفر الوارث بن محمد الصوراني المذكور. قال العمري : وبنو الحسين بن اسحاق منتشرون بالبصرة والمدينة والأهواز.
    وأما علي بن اسحاق بن الكاظم عليه‌السلام فله عقب كانوا بحلب قديما ثم انقرضوا
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:14 pm

    ومن عقب الحسين الأشقر بن علي ابن الديلمية ، حيدر بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين المذكور. كان بمقابر قريش ، ومن عقب الحسن بركة بن علي بن الديلمية ، علاء الدين علي بن محمد بن الحسين بن هبة الله بن علي بن الحسن المذكور ، كان بدمشق وله أولاد وأخوة. وأما جعفر بن ابراهيم المرتضى بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من موسى ، ومحمد ، وعلي لهم أولاد ، وأما أحمد بن ابراهيم المرتضى فميناث وله في كتب النسب اسحاق وقد تقدّم كلام العمري فيه وعقب إبراهيم المرتضى الظاهر اليوم ، من موسى أبي سبحة وجعفر كما تراه.
    والعقب من محمد العابد بن موسى الكاظم عليه‌السلام في إبراهيم المجاب وحده ومنه في ثلاثة رجال ، محمد الحائري ، وأحمد بقصر ابن هبيرة ، وعلي بالسيرجان من كرمان ، والبقية لمحمد الحائري بن ابراهيم المجاب ، كذا قال الشيخ تاج الدين : واعقب محمد الحائري من ثلاثة رجال ، وهم الحسين شيتي (1) وأحمد ، وأبو علي الحسن بنو محمد الحائري. فأعقب الحسين شيتي من رجلين أبي الغنائم محمد وميمون السخي القصير. ـ فمن عقب أبي الغنائم محمد بن الحسين شيتي «آل شيتي» و «آل فخار» ومنهم الشيخ علم الدين المرتضى علي بن الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن الشيخ شمس الدين فخار (2) بن معد بن فخار بن أحمد بن محمد بن أبي الغنائم المذكور له عقب ؛ و «آل نزار» وهم بنو نزار بن علي بن فخار بن أحمد
    __________________
    (1) ضبطه في نسخة حسين بن مساعد الحائري بفتح الشين المعجمة وفتح الياء المثناة التحتانية المشددة. م ص
    (2) فخار بن معد الموسوي السيّد السعيد العلاّمة المرتضى إمام الأدباء والنسّاب والفقهاء شمس الدين ، يكنى أبا علي ، من أصحابنا الإمامية ، روى عنه المحقّق السعيد جعفر بن سعيد صاحب (الشرايع) وهو يروي عن محمد بن إدريس وعن ابن شهر اشوب المازندراني وشاذان بن جبريل القمي ، مات سنة ثلاثين واربعمائة (نظام الأقوال). (عن هامش الأصل)

    المذكور. ومن عقب ميمون القصير بن الحسين شيتي «آل وهيب» وهم بنو وهيب بن باقي بن مسلم بن باقي بن ميمون المذكور ؛ و «آل باقي» وهم بنو باقي بن محمود بن وهيب المذكور ، و «آل الصول» وهو علي بن مسلم بن وهيب.
    وأعقب أحمد بن محمد الحائري ويقال لولده بنو أحمد من علي المجدور وحده. فأعقب علي المجدور من رجلين ، هبة الله وأبي جعفر محمد الخير العمال فمن ولده محمد الخير العمال بن علي المجدور «آل أبي الفائز» بالحائر وهو محمد بن محمد بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور ، «وبنو أبي مزن» وهو علي بن حسن بن محمد بن أبي جعفر محمد المذكور ، ومن ولد هبة الله بن علي المجدور «آل الرضي» وهو هبة الله بن علي بن هبة الله المذكور ؛ «وآل الأشرف» وهو ابن علي بن هبة الله المذكور ؛ و «آل أبي الحارث» وهو محمد بن علي بن هبة الله المذكور ، وهؤلاء كلّهم بالحائر.
    وأعقب أبو علي الحسن بن محمد الحائري من ثلاثة ؛ وهم أبو الطيب أحمد وفي ولده العدد ، وعلي الضخم ، ومحمد وهو جدّ بني الضرير ، والضرير هو محمد بن محمد المذكور ؛ ومن ولد علي الضخم «آل أبي الحمراء» وأبو الحمراء هو محمد بن علي بن علي الضخم ، وأما أبو الطيب أحمد بن أبي علي الحسن بن محمد الحائري فأعقب من ثلاثة وهم علي أبو فويرة ، ومعصوم ، والحسن بركة ، فمن ولد علي أبي فويرة «آل عوانة» وهو أبو مسلم بن محمد بن أبي فويرة انقرضوا إلاّ من البنات بعد ذيل طويل و «آل بلالة» وهو الحسن بن عبد الله بن محمد بن أبي فويرة ، بقيتهم بالحلة يعرفون ببني قتادة ، وهو محمد بن علي بن كامل بن سالم بن بلالة ، وبنو أبي مضر وهو محمد بن أبي تغلب محمد بن أبي فويرة ؛ منهم «آل بشير» وهو ابن سعد الله بن الحسين بن هبة الله بن أبي مضر ، و «آل أبي مضر» وهم ولد أبي مضر محمد بن هبة الله بن أبي مضر المذكور ، و «آل حترش». وهم ولد حترش واسمه محمد بن أبي مضر محمد

    هبة الله بن محمد أبي المضر المذكور و «آل أبي رية» وهو الحسين بن أبي مضر الثاني المذكور ، وكلّهم بالحائر إلاّ من شذ منهم الى غيره.
    ومعصوم بن أبي الطيب هو جد «آل معصوم» بالحلة والحائر ، والحسن بركة بن أبي الطيب هو جد «آل الأخرس» بالحلة ، والأخرس هو أبو الفتح بن أبي محمد بن ابراهيم بن أبي الفتيان بن عبد الله بن الحسن بركة ، منهم الفقيه شمس الدين محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن أبي الفتح الأخرس وقومه ، وادعى الى أحمد بن علي بن محمد بن الأخرس دعي بطل نسبه ورأيته بعده مصرّا على دعواه وربما جازت على من لا يعرف حاله.
    والعقب من جعفر بن موسى الكاظم عليه‌السلام (1) ويقال له الخواري ـ ويقال لولده الخواريون (2) والشجريون أيضا لأن أكثرهم بادية حول المدينة يرعون الشجر ـ في رجلين موسى والحسن. أما موسى بن جعفر بن موسى الكاظم عليه‌السلام فأعقب من الحسن اللحق ، قيل له ذلك لأنّه ألحق بأبيه وهو صحيح
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : ولد جعفر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق عليه‌السلام ـ يقال له الخواري وهو لام ولد ثماني نسوة وهي حسنة وعباسة وعائشة وفاطمة الكبرى وفاطمة وأسماء وزينب وأم جعفر ، ومن الرجال ستة لم نذكر لهم ولدا وهم الحسين ومحمد وجعفر ومحمد الأصغر والعباس وهارون ، وثلاثة أعقبوا الحسن والحسين الأكبر وموسى. فأما الحسين الأكبر فأولد خمسة ذكور وهم محمد وعلي وموسى والحسن والحسين ، قال شيخنا أبو الحسن : دخل محمد وعلي ابنا الحسين بن جعفر بن موسى الكاظم عليهما‌السلام الى المدينة سنة سبعين ومائتين فنهباها وقتلا جماعة من أهلها. م ص
    (2) يقال إن بالفرغ واديا يقال له خوار وربما كان نسبة جعفر الخواري بن موسى الكاظم عليه‌السلام الى هنا لك ، كذا بخط ابن عبد الحميد. (عن هامش المخطوطة)

    الولادة ، وهو جد «آل المليط» بالحلة والحائر ، وجدّهم المليط هو محمد بن مسلم بن محمد بن موسى بن علي بن جعفر بن الحسن اللحق ، وأعقب الحسن بن جعفر بن موسى الكاظم عليه‌السلام وفي ولده العدد ، من رجلين أحدهما محمد المليط. قال شيخ الشرف العبيدلي : هو المليط الثائر بالمدينة. وقال أبو الحسن العمري : قتل ثمانية من بني جعفر الطيار. وقال القاضي التنوخي في كتاب «نشوار المحاضرة» : كان بدويا ينزل آثال وهو منزل في طريق مكة.
    وكان موصوفا بالشجاعة البارعة والفروسية الحسنة ، ورد بغداد في أيام نقابة أبي عبد الله بن الداعي وكان قديما يتعرّض الحاج ويطالبهم بالخفارة فان أعطوه وإلاّ أغار عليهم ، وكان كأنّه صاحب طرق بتلك النواحي لا تناله يد ولا يتسلّط عليه سلطان إلاّ أنّه لم يدّع إلاّ مذهب ولا ادّعى إمامة ، ثم تاب عن هذا الفعل ودخل الحضرة وطرح نفسه على أبي عبد الله بن الداعي وسأله مسألة معز الدولة في تقليد إمارة الموسم من مدينة السلام الى الحرم وإقامة الحج ، فأوجب ابن الداعي قصده إيّاه وذمامه وسأل معزّ الدولة فقال له : أنا أقلدك ذلك وأسأل الخليفة أن يعقد لك عليه ويخلع عليك ، فان شئت فاستخلف أنت هذا الرجل فأنا لا أعرف هذا وهو رجل من أهل البادية وبالأمس كان لصّا ، فان جنى جناية على القافلة الى أي شيء نرجع منه ، فقال أبو عبد الله بن الداعي : أما أنا فلا أتقلّد هذا فان رأى الأمير أن يجيب شفاعتي ويقلّد الرجل وأنا أضمن له دركه وجناياته فقلّده ذلك صارفا لأبي عبد الله العلوي الكوفي وعقد له وخلع عليه ، وحجّ في تلك السنة وأقام الحج على أحسن حال وآمن مما يخاف ، وما حمد الحجاج واليا كما حمدوه قبله ولا بعده سنين.
    وحكى القاضي أبو المحسن بن علي بن محمد التنوخي في كتابه المذكور : ان رجلا كان يعرف بأبي الحسين بن شاذان بن رستم السيرافي الفارسي وكان يكاشف بالإلحاد إذا أمن على نفسه ويظهر الإسلام ، فخرج متجرا على الموسم وأظهر

    أنه يريد الحج فاعترض تلك السنة المليط القافلة ومنع الناس من السير إلاّ بخفارة ومنعه أمير القافلة من ذلك ، فهمّ بالغارة عليها وتحدّث الناس بذلك فقال ابن شاذان لأمير القافلة : أرسلني اليه برسالتك. وكان يعرفه طيبا ، فقال له : أي شيء تقول له؟ قال : أمضي وأقول له : يا هذا نحن قوم من فارس وغيرها من البلدان لا نسب لنا في العرب ولا رغبة ، فجاء أبوك الينا فضرب أدمغتنا بالسيوف وقال تعالوا حجّوا هذا البيت فقلنا له السمع والطاعة ، وجئنا على أن نحجّ اليه جئت أنت الآن وقلت لا أدعكم إلاّ بدراهم لا تجب فان لم تطيعوني لا أمكنكم إن كان قد بدا لكم فالله قد أقالكم ونحن أيضا قد بدا لنا فنرجع من حيث جئناك. فضحك منه ، وقال : هذا. إن سمعه العلوي منك قتلك. وأنفذ غيره في الرسالة واصطلحا وسار الناس الى حجّهم.
    ومن هذا المليط رهط المليطة والملطة أيضا ؛ قال ابن طباطبا : فمن ولد محمد الثائر أبو جعفر محمد المليط بن محمد أبي عبد الله بن محمد المليط بن الحسن بن جعفر بن الكاظم عليه‌السلام. وعندي أن الحكاية التي حكاها التنوخي عن هذا أبي جعفر محمد المليط بن محمد بن محمد المليط الكبير ، فان الأول كان متقدّما على زمن ابن الداعي وكان بالمدينة وثار بها وقتل جماعة من بني جعفر أيام الفتنة وكاتبوا في عزله عنها ، والثاني قبره ببغداد. قال ابن طباطبا : والملطة لهم عدد وانتشار ، ومنهم فرسان حمزة ، ومنهم بالبصرة طائفة لهم قوّة وشوكة شديدة. وأكثر الملطة اليوم بالحجاز ، ومنهم بالعراق قوم.
    والثاني من ولد الحسن بن جعفر بن الكاظم عليه‌السلام علي الخواري (1) وأعقب من إثني عشر رجلا ما بين مقل ومكثر منهم موسى المعروف بالعصيم ابن علي بن الحسين بن علي الخواري ، له عقب وذيل طويل ، منهم «آل فاتك» ابن علي بن سالم بن علي بن صبرة بن موسى المذكور ، يقال لهم الفواتك منهم علي
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة (الحواري) بالحاء المهملة.

    «نزار خ ل» بن فاتك انقرض عقبه ؛ ومنهم عرادة ومنصور ابنا خلف بن رايق كانا من وجوه السادات الحجازيين.
    ومن بني موسى بن علي الخواري ، سلطان بن أحمد بن محمد بن علي بن صبرة بن موسى بن علي الخواري له خليفة من أم ولد ، قيل انّه لغير رشدة (1) ، ومنهم بنو عزيز بن خليفة وبنو سلطان بن خليفة ، وبنو فتية بن شهوات بن محمد بن خليفة بالحلة والله أعلم ، ومنهم عباس بن موسى بن علي الخواري له ذيل وغيرهم ، ومن بني علي الخواري ، عبد الله الأكبر بن علي الخواري له ذيل ومنهم أبو الحسين يحيى بن الحسين بن علي الخواري ؛ له ذيل وبقية. وللحسين بن علي الخواري عقب من غيره أيضا ومنهم الحسن بن علي الخواري ، له ذيل. قال الشيخ العمري : وبقرية من الجفار يقال لها العريش ؛ قوم يدّعون نسب الخواريين وما أعرف صدق دعواهم.
    والعقب من زيد النار بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد وعقد له محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام أيام أبي السرايا على الأهواز ؛ ولما دخل البصرة وغلب عليها أحرق دور بني العباس وأضرم النار في نخيلهم وجميع أسبابهم ، فقيل له زيد النار ، وحاربه الحسن بن سهل فظفر به وأرسله الى المأمون فأدخل عليه بمرو مقيدا فأرسله المأمون الى أخيه علي الرضا عليه‌السلام ووهب له جرمه ؛ فحلف على الرضا عليه‌السلام أن لا يكلّمه أبدا وأمر باطلاقه. ثم إن المأمون سقاه السمّ فمات. قال الشيخ أبو نصر البخاري : زيد بن موسى لم يعقب وجماعة من المنتسبين اليه بأرجان اليوم وهم على ما يزعمون من ولد زيد بن علي بن جعفر بن زيد بن موسى وهو غير صحيح.
    __________________
    (1) الرشدة بفتح الراء وكسرها أيضا مع سكون الشين المعجمة ضد الزنية ؛ يقال : هذا ولد رشدة ، إذا كان لنكاح صحيح. كما يقال في ضده : ولد زنية. تاج العروس.

    وقال غير البخاري وعليه الشيخ العمري وشيخ الشرف العبيدلي وأبو عبد الله بن طباطبا وغيرهم : أعقب زيد النار بن موسى الكاظم عليه‌السلام من أربعة رجال للحسن ولده بالمغرب والقيروان ، والحسين المحدث ، وجعفر ، وموسى الأصم. فمن ولد موسى بن زيد النار موسى خردل بن زيد بن موسى المذكور ، له عقب منهم محمد ضغيب (1) بن محمد بن موسى خردل المذكور ، يقال لولده بنو ضغيب منهم بنو مكارم بالمشهد الغروي ، وهم بنو محمد مكارم بن علي بن حمزة بن محمد ضغيب. وبالغري وبغداد قوم ينتسبون الى علي بن محمد بن موسى خردل ، ولم يذكر عليا هذا أحد من النسّابين. ونسبهم مفتعل. والله أعلم بالصواب.
    ومن بني جعفر بن زيد النار ، زيد بن علي بن جعفر المذكور له عقب بأرجان ، وابنه أبو محمد الحسين نقيب أرجان ، ومن بني الحسين المحدث بن زيد النار أبو جعفر محمد منقوش ، ذكر النسّابون : أنّه لا بقية له. قال ابن طباطبا : وورد انسان في نقابة أبي أحمد الموسوي الى بغداد وذكر انّه جعفر بن زيد بن أبي جعفر محمد منقوش فأثبته أبو أحمد وله أولاد وأخ بالري وقزوين والنيل والبندجين ، وعقب الحسين المحدث من زيد بن الحسين وحده ، ومنه في محمد ولمحمد أولاد بأرجان وغيرها منهم الحسن بن محمد بن زيد بن الحسين المحدث ، وأخواه جعفر وزيد ، وادّعى الى زيد بن محمد بن زيد بن الحسين المحدّث دعيّ اسمه جعفر ، مبطل كذّاب ، له عقب بقزوين وله أخ اسمه هاشم أولد أيضا قال الشيخ العمري : هو على قول الشيخ أبي الحسن ـ يعني شيخ الشرف النسابة ـ مبطل دعيّ كذّاب غير أنّه ثبت في جريدة بغداد وأخذ مع أشرافها ولعلّه الذي تقدّم ذكره.
    قلت : الظاهر انّه هو الذي ذكره ابن طباطبا في ولد جعفر بن زيد النار وذكر أن أبا أحمد الموسوي أثبته ، والله أعلم.
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة (صعيب) بالصاد والعين المهملتين. م ص

    والعقب من عبد الله (1) بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد ، من رجلين موسى ومحمد. أما محمد فعقبه في «صح» ، قال الشيخ العمري : من ولده العدل بالرملة علي بن الحسن الأحول بن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام كما وقال الشيخ أبو نصر البخاري : ولد عبد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام موسى ، ما أعقب إلاّ منه ، فجميع أولاد عبد الله بن موسى من موسى بن عبد الله. هذا كلامه. وكان موسى بن عبد الله بنصيبين وله ولد بها وبغيرها ؛ فمن ولده جعفر الأسود الملقّب زنقاحا بن محمد بن موسى المذكور من ولده معمّر الضرير بن عبد الله بن زنقاح المذكور ، يعرف بابن العمرية وبهذا يعرف عقبه ، ومنهم بنو ناصر وهم ولد ناصر بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن زنقاح ، كانوا ببيارى ولهم بقية.
    ومن ولد موسى بن عبد الله بن الكاظم عليه‌السلام ؛ علي بن الحسين بن محمد بن موسى المذكور ؛ يعرف بابن ربطة ، له عقب كانوا بنصيبين. والعقب من عبيد الله بن موسى الكاظم (2) وهو لأم ولد ؛ في ثلاثة رجال محمد اليماني والقاسم وجعفر ، وقد كان ابنه موسى أعقب وانتشر عقبه ثم انقرض ؛ وأما علي بن
    __________________
    (1) قبره بقرية من قرى ساوة مشهور ، زرته في رمضان سنة 918 هـ ، كذا في هامش الأصل ، وقد عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب أخيه الرضا عليه‌السلام. م ص.
    (2) ولد عبيد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، وهو لأم ولد ، ثلاث بنات هن أسماء وزينب وفاطمة ؛ ومن الرجال ثمانية هم محمد اليماني وجعفر والقاسم وعلي وموسى والحسن والحسين وأحمد. فأما أحمد والحسن والحسين فلم يعقبوا وأما موسى فانتشر له عقب ثم وجدت عليه أنّه منقرض. وأما علي فمن ولده أبو المختار حمزة الفقيه ، وأما القاسم فمن ولده ميمونة المعمرة ماتت ولها مائة سنة وأما جعفر فأولد وانتشر عقبه ، وأما محمد اليماني فأولد وانتشر عقبه (المجدي).

    عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فقال الشيخ العمري : من ولده إن شاء الله أبو المختار ـ حمزة ـ الفقيه المقري بشيراز ـ بن الربيع بن محمد بن حمزة بن علي بن حمزة بن محمد بن علي بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام قال : وهذا أبو المختار ورد ومعه إبنان يقال لهما الحسين وشيت لا أعلم كانا أخوي حمزة أو عميه وثبتوا في جريدة شيراز وقاسموا الطالبيين بها ودفعهم كثير من العلويين لأن في المشجرات لم يثبت لمحمد بن علي بن عبد الله سوى ولد درج يقال له إبراهيم وبنات ، ولم يعرف لمحمد ولد له يقال له حمزة والله أعلم بصحّة نسب حمزة. هذا كلامه.
    فعقب عبيد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام في ثلاثة محمد والقاسم وجعفر. أما محمد اليماني بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام وربما قيل اليمامي بالميم فأعقب من ابراهيم وحده وأعقب ابراهيم من رجلين ، هما أبو جعفر محمد ، وأحمد الشعراني قال ابن طباطبا : ولده بهمدان. ـ فأعقب أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني من أربعة رجال وهم أبو القاسم جعفر الجمال له عدد وبقية في مواضع شتى وأبو القاسم عبد الله ، وأبو طاهر ابراهيم ـ وقيل انقرض ـ وأبو الحسن علي فأما أبو القاسم جعفر الجمال فمن ولده أبو الفاتك المكي ، وهو الحسين بن عبيد الله بن جعفر الجمال ، ولعبيد الله بن الجمال عدد من الأولاد ، وكذا لأبي الفاتك المكي ومن ولده أبو علي اسماعيل ، له أبو جعفر ابراهيم ـ وقيل محمد ـ الخطيب والقاضي بمكة وكان جليلا كريما ، له ولد بخراسان وعقب بمصر ، ومنهم أبو الحسن موسى بن جعفر الجمّال ويعرف بابن الاعرابي ويقال له صاحب الطوق غلب على نواحي آذربيجان ، وله عقب كانوا بشماخي من بلاد شيروان ، ومنهم أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن جعفر الجمّال ، له عقب وجماعة بمصر ومنهم أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الجمّال يلقب بحميمات ، له عقب أكثرهم بالحجاز ، كذا قال الشيخ العمري ومنهم أبو الفائز الحسين بن عبد الله بن جعفر الجمّال ، لحق بعضد الدولة بشيراز وأعقب بها.

    ومن ولد عبد الله بن محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني ويكنى أبا العباس أبو البركات يحيى بواسط ، وسليمان ، وطاهر ، وأبو طالب محمد ولهم أولاد وأعقاب بواسط ، قال ابن طباطبا : وفيهم غمز وطعن. وقال الشيخ العمري : وربما تكلّم بعض النساب في يحيى وما علمت فيه إلاّ الخير. وابنه أبو عبد الله محمد بن يحيى منقرض ؛ قاله أبو عمرو بن المنتاب. ومن ولد أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن محمد اليماني أبو القاسم الحسين بن الحسن الأحول بن علي بن محمد المذكور في أخوين.
    ومن ولد ابراهيم بن محمد بن ابراهيم بن محمد اليماني أبو يعلي طاهر بن ابراهيم له بمصر ولد ، ومطهر وسالم وقد قيل إن ابراهيم انقرض والله أعلم. ـ وأعقب أحمد الشعراني بن إبراهيم بن محمد اليماني ؛ من عبد الله بهمدان ، وأبي اسحاق ابراهيم ، وأبي الحسين موسى ؛ فمن ولده أبو المكارم مؤيد بن يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن محمد اليماني ، كان بمصر وله أولاد واخوة ، ولعبد الله بن أحمد الشعراني عقب بهمدان.
    وأما القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من موسى ؛ ومن عبيد الله أبي زرقان ، ومن الحسين ؛ قال أبو عبد الله بن طباطبا : ومن محمد ومن الحسن أولد ابراهيم بالمراغة. وقال أبو المنذر : درج الحسن بن القاسم بن عبيد الله. قال الشيخ العمري : فلما كان منذ سنين أحسبها سنة سبع وثلاثين وأربعمائة قدم من جزيرة ابن عمر ـ علي الشريف النقيب بالموصل أبي عبد الله الملقب بالتقي عميد الشرف ، واسمه محمد بن الحسن المحمدي رجل شاب على خديه خال مليح الوجه واضح الجبهة ربع القامة ، فذكر انّه حمزة بن الحسين بن علي بن الحسن بن القاسم بن عبيد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام وأظهر كتبا بصحّة دعواه وشهادة القاضي أبي عبد الرحمان الطالقاني قاضي الجزيرة بامضاء الشهادات وثبوتها عنده ؛ فأحضرني النقيب بمحضر الأشراف وسألني عن قصة الرجل

    فقلت : هذا أمر شرعي يتعيّن عليك العمل بما يتحقّق فيه واكتب أنا بما تفعله. فقال لي : بل تكتب حتى أمضيه. فكتبت خطا متأوّلا إذا سئلت عنه أجبت عن صحته وسقمه فأمضاه الشريف عميد الشرف المحمدي وعدت الى النقيب فأطلعته على ما في نفسي ، وأن أبا المنذر النسّابة زعم ان الحسن بن القاسم درج وأن خطي فيه تأوّل ، واندرج أمر حمزة بن الحسين على التعليل ، ثم إني قدمت الجزيرة لحاجة لي فجاءني الشريف أبو تراب الموسوي الأحول وأخوه في جماعة من العامة يكبرون دخول حمزة في النسب ، وقال : دخل في ولد أبي الأدنى وهذا مما لا يصبر عنه. فأنفذت اليه فجاء وسألته عن شهوده فذكر انّهم يجيئون فقمت والجماعة الى القاضي أبي عبد الرحمن فاستحضر شخصين عدلين عدلهما عندي القاضي فشهدا بصحّة النسب وان أباه الحسين بن علي شهد جماعة بصحّة نسبه عند قوم علويين نازعوه فثبت نسبه بالشهادة القاطعة ، وأن هذا حمزة وأخاه واخته أولاد الحسين بن علي ولدوا على فراشه ، وأن رجلا يقال له شريف بن علي أخو الحسين لأبيه. فلما رأيت ذلك أمضيت نسبه وأطلقت خطي بصحته ، وكاتبت النقيب التقي عميد الشرف المحمدي فأثبته وصحّ نسبه غير منازع فيه.
    وممن انتسب الى محمد بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام أبو طالب زيد نقيب عمان بن الحسين بن محمد بن أحمد بن محمد بن القاسم بن عبيد الله المذكور ؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري : رأيته بعمان عند كوني بها سنة أربع وعشرين وأربعمائة ، يعرف بابن الخباز له إخوة وأولاد ، يتظاهر بالتحرّم وفي داره مغنية مصطفاة ، وكانت آمنة بنت أبي (1) زيد الحسني تزوجها أحمد جدّ أبيه على قاعدة ما أعرفها فأولدها محمّدا ، ودفع النساب أن يكون لمحمد بن القاسم بن عبيد الله ولد اسمه أحمد ، فممن دفع نسبه عند قراءتي عليه والدي
    __________________
    (1) في (المجدي) سمّى أباها زيدا.

    أبو الغنائم ، والشريف أبو عبد الله بن طباطبا ، ورأيت عليه خط شيخ الشرف العبيدلي النسابة في كتابه المبسوط : «كاذب مبطل» فعلى هذا بطل نسب ابن الخباز نقيب عمان وولده واخوته (1).
    وأما أبو زرقان عبيد الله بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من القاسم ومحمد ، للقاسم علي بن القاسم بن عبيد الله أبي زرقان كان ينزل الري وله ولد منتشرون ؛ قال الشيخ العمري : ادّعى اليه رجل اسمه أحمد بالعراق وقويت دعواه حتى كشفه أبو المنذر الجزار الكوفي النسابة وأبطل نسبه ، وكان أحمد هذا أحد رجال الزمان في الحيل والتلبيس فلم يغنه ذلك مع معرفة أبي المنذر وتبصّره شيئا ، وكان مقيما على الدعوى وربما لقي فيها مكروها.
    أما موسى بن القاسم بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام فمن ولده علي بن محمد بن موسى المذكور ، يلقب بالسخط بواسط ، له عقب وأخوه جعفر بن محمد كان بسوراء ومنهم القاسم بن موسى المذكور ولد عليا ؛ له ولدان معقبان وهما أبو جعفر وموسى.
    وأما أبو القاسم جعفر بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام ويعرف بابن أم كلثوم وهي عمته بنت الكاظم عليه‌السلام اشتهر بها لأنها ربّته ، وعقبه منتشر فأعقب من رجل واحد وهو أبوالحسين محمد ، ومنه في أبي الطيب أحمد ؛ ومنه في علي وأبي (2) عبيد الله بن جعفر أولاد أبي الحسين أحمد المعروف بابن دنيا بن محمد بن جعفر بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام. ومنهم الشريف أبو الحسن عبد الله المعروف بابن دنيا ، خلف نقابة الطالبيين بالبصرة وهو ابن جعفر بن أحمد بن محمد بن جعفر بن عبيد الله بن الكاظم عليه‌السلام مات عن بنات ، ومنهم أبو الدنيا وهو أبو القاسم الحسين بن علي بن أبي الطيب أحمد بن محمد بن جعفر بن عبيد الله
    __________________
    (1) الى هنا كلام العمري صاحب (المجدي).
    (2) في العبارة اضطراب ولعل فيها سقطا فليراجع. م ص.

    ابن الكاظم عليه‌السلام له عقب يعرفون ببني أبي الدنيا أكثرهم بالحجاز.
    والعقب من حمزة بن موسى الكاظم عليه‌السلام ويكنى أبا القاسم وهو لأم ولد ، وكان كوفيا ، وعقبه كثير ببلاد العجم من رجلين القاسم ، وحمزة ، وكان له علي بن حمزة مضى دارجا وهو المدفون بشيراز خارج باب اصطخر ، له مشهد يزار. وأما حمزة بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام وأمه ام ولد ، وكان متقدّما بخراسان وله عقب قليل بعضهم ببلخ وعقبه من ولده علي بن حمزة ابن حمزه منهم السيد علي بن حمزة بن حمزة بن علي بن حمزة بن علي بن حمزة بن حمزة بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، وأخوه.
    وأماالقاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام وفيه البقية ويعرف بالاعرابي وامه أم ولد فأعقب من محمد ، وعلي ، وأحمد ، فمن بني محمد بن القاسم بن حمزة ، قيل وهو الاعرابي ، أبو جعفر محمد بن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام خدم ملوك آل ساسان وعاشر كتّابهم ووزراءهم وله شعر منه قوله :
    فديت غزالي وهو ملكي حقيقة
    يلذّ به عيشي إذا نابني همّ

    جميل محياه وكالدعص ردفه
    لطيف سجاياه وليس له خصم

    ولأبي الفتح البستي فيه :
    أنا للسيد الشريف غلام
    حيث ما كان فليبلغ سلامي

    وإذا كنت للشريف غلاما
    فانا الحر والزمان غلامي

    ومنهم أحمد المجدور بن محمد بن القاسم بن حمزة ، له عدّة أولاد ، منهم اسماعيل ، ومحمد المجدور ، لهم أعقاب منهم نقباء طوس وساداتها ومنهم أبو جعفر محمد بن موسى بن أحمد المجدور نقيب طبس سيد جليل شاعر ممدوح له عقب. وادّعى الى هذا البيت قوم يقال لهم الكوكبية أدعياء لا حظ لهم في النسب ، ودعواهم الى محمد المجدور بن أحمد بن محمد بن القاسم. وانتسب الى أحمد بن محمد

    المذكور أربعة إخوة ، هم الحسين وعبد الله وعلي والعباس وأعقبوا ونفاهم ابن زيادة الأفطسي النسابة وكذّب دعواهم ؛ قال شيخ الشرف العبيدلي : وبنيسابور قوم يزعمون انّهم من ولد محمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام وهم أدعياء.
    ومن بني محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام أحمد بن زيد الملقب سياه بن جعفر بن العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام كان مقيما ببغداد وولد فيها أولادا منهم محمد المدعو بالزنجار ، له ولد يقال لهم بنو سياه ، ومنهم أبو القاسم حمزة بن الحسين الملقب أبا زبيبة بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى الكاظم عليه‌السلام أنكر نسب حمزة أبوه الحسين أبو زبيبة وأجاز نسبه نقيب همدان. قال الشيخ العمري : وأظن ان الشهادة وقعت على أبيه بالعقد على امه وانّه ولد على فراشه ، والله أعلم.
    ومن ولد محمد بن القاسم بن حمزة بن الكاظم عليه‌السلام صدر الدين (1) حمزة الدفتردار زمن السلطان أولجايتو سملت عينه في واقعة الوزير سعد الدين الساوي وهو حمزة بن حسن بن محمد بن حمزة بن أميركا بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن محمد المذكور.
    والعقب من العباس بن موسى الكاظم عليه‌السلام من القاسم المدفون بشوشي وحده ؛ وهم قليل ؛ قال ابن طباطبا : ومن موسى بن العباس. فأعقب القاسم بن العباس بن الكاظم عليه‌السلام ، من أبي عبد الله محمد ، له عقب ؛ قال ابن طباطبا : ومن أحمد بن القاسم ولده بالكوفة وفي الحسين صاحب السلعة ابن القاسم قال الشيخ رضي الدين حسن بن قتادة للحسين الرسي النسابة : سألت الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد الموسوي النسابة عن المشهد الذي بشوشي المعروف بالقاسم ، فقال : سألت والدي فخارا عنه فقال : سألت السيد جلال
    __________________
    (1) قبره بتبريز بسرخاب ، يعظم ويزار. (عن هامش المخطوطة)

    الدين عبد الحميد التقي عنه فقال : لا أعرفه ولكنه مشهد شريف وقد زرته فقال والدي : وأنا أيضا زرته ولا أعرفه ، إلاّ اني بعد موت السيد عبد الحميد وقفت على مشجرة في النسب قد حملها بعض بني كتيلة الى السيد مجد الدين محمد بن معية وهي جمع المحسن الرضوي النسابة وخطّه ؛ يذكر فيها : القاسم بن العباس بن موسى الكاظم عليه‌السلام قبره بشوشي في سواد الكوفة والقبر مشهور (1) وبالفضل مذكور.
    والعقب من هارون بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لأم ولد ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : هارون بن موسى عليه‌السلام فمنهم من طعن في نسب المنتسبين اليه وقالوا : ما أعقب هارون بن موسى وما بقي له عقب. وقال الشيخ أبو الحسن العمري ؛ والشيخ أبو عبد الله بن طباطبا ، وغيرهما : أعقب هارون بن الكاظم عليه‌السلام من أحمد بن هارون وهو لام ولد. وأعقب أحمد بن هارون من رجلين ؛ محمد ؛ وموسى. أما موسى فقد كان أعقب عقبا يقال لهم بنو الأفطسية واليها ادّعى أبو القاسم المخمس صاحب مقالة الغلاة الكوفي ، فقال : أنا علي بن أحمد بن موسى بن أحمد بن هارون بن موسى الكاظم عليه‌السلام. قال أبو الحسن العمري : فكتبت الى الموصل الى أبي عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا النسابة المقيم ببغداد أسأله عن أشياء في النسب من جملتها نسب علي بن أحمد الكوفي فجاء الجواب بخطه الذي لا أشك فيه : إن الرجل كاذب مبطل وانّه ادّعى الى بيوت عدّة لم يثبت له نسب في جميعها وإن قبره بالري يزار على غير أصل.
    __________________
    (1) في (مراصد الاطلاع) و (تاج العروس) بمادة «شاش» : شوشة قرية بأرض بابل أسفل من الحلة بقربها قبر ذي الكفل ، بها قبر القاسم بن موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام من آل البيت ويتبرّك به هذا ما ذكراه ولم يذكرا ان هناك قبرا للقاسم بن العباس بن الكاظم عليه‌السلام.

    وأما محمّد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من ثلاثة رجال الحسن وجعفر وموسى ، فمن ولد الحسن بن محمد بن أحمد بن هارون ، جعفر بن الحسن قاضي المدينة ونقيبها له عقب ؛ قال العمري : رأيت بعضهم بمصر. ومن ولد الحسن بن محمد بن أحمد ، أبو الحسن علي بن الحسن وله ولد بنيسابور ؛ ومن ولد جعفر بن محمد بن أحمد بن هارون بن الكاظم عليه‌السلام أبو الحسن علي كان بنيسابور ومنهم ببخارا أبو عبد الله هارون بن محمد بن جعفر ؛ كان أحد أصحاب الأحوال الحسنة ، قال شيخ الشرف : ومضى هارون بن محمد بن جعفر الى اليمن وله ولد هناك.
    ومن ولد موسى بن محمد بن أحمد بن هارون ، أميركا بطوس ، وهو علي بن المحسن بن الحسين الجندي بن موسى المذكور ، وبنو هارون بن الكاظم عليه‌السلام قليلون. والعقب من اسحاق بن موسى الكاظم ويلقب الأمير وهو لام ولد في العباس ومحمد والحسين وعلي ، وقال ابن طباطبا : وفي موسى والقاسم.
    أما العباس بن اسحاق بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من اسحاق المهلوس بن العباس بن اسحاق ، له عقب كانوا ببغداد منهم أبو طالب محمد بن الزاهد المعدل الحداد ، كان يعمل الحديد ، وهو ابن علي بن اسحاق المهلوس ، مات بعد أن عمي وله ببغداد بقية يقال لهم بنو المهلوس. قاله العمري.
    وأما محمد بن اسحاق بن الكاظم عليه‌السلام فأعقب من ولده عبد الله أبي القاسم ولأبي القاسم عبد الله ، أبو الحسين محمد ، ولده ببلخ. وأما الحسين بن اسحاق ابن الكاظم عليه‌السلام فعقبه من الحسن بن الحسين ؛ له أولاد منهم أبو جعفر محمد الصوراني قبره بشيراز بباب اصطخر يزار ، قاله ابن طباطبا والعمري. وللصوراني عقب يقال لهم بنو الوارث ، وهم ولد جعفر الوارث بن محمد الصوراني المذكور. قال العمري : وبنو الحسين بن اسحاق منتشرون بالبصرة والمدينة والأهواز.
    وأما علي بن اسحاق بن الكاظم عليه‌السلام فله عقب كانوا بحلب قديما ثم انقرضوا
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:17 pm

    قال ابن طباطبا : وبمكة منهم أبو الحسن المفلوج محمد بن علي بن محمد بن علي بن اسحاق المذكور ؛ له ولد بالبصرة يعرف ب حيدرة. والعقب من اسماعيل (1) بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهم قليلون ، من موسى بن اسماعيل وحده فمن ولده جعفر بن موسى بن اسماعيل ، يعرف بابن كلثم ويقال لولده الكلثميون وهم بمصر منهم بنو السمسار ، وبنو أبي العساف ، وبنو نسيب الدولة ؛ وبنو الوراق ؛ وهم بمصر والشام الى الآن.
    والعقب من الحسن بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهم قليل جدّا لا أعرف منهم أحدا وربما كانوا قد انقرضوا ، وقد عد الشيخ أبو نصر البخاري الحسن بن موسى من الخلص من الموسوية الذين لا نجد أحدا يشك فيهم. ثم قال في موضع آخر : والحسن بن موسى بن جعفر ؛ ولد جعفر بن الحسن من ام ولد يقال إنّه أعقب ، ويقال غير ذلك. هذا كلامه. وقال ابن طباطبا وأبو الحسن العمري : أعقب الحسن بن موسى من جعفر وحده. وأعقب جعفر من ثلاثة محمد والحسن وموسى ، فمن ولد محمد ؛ علي العرزمي بن محمد من ولده أبو يعلي محمد بن الحسين ـ الملقب بالبلا. قتل بطريق قصر ابن هبيرة ـ ابن الحسن الأحول بن علي العرزمي ، وقال البخاري : لست أعرف أحدا من ولد الحسن بن موسى الكاظم عليه‌السلام غير ولدي العرزمي وهما علي والحسين إبنا الحسن بن علي العرزمي ولم يبق لهما ذكر بالعراق. وقال ابن طباطبا : ذكر أن واحدا منهم بالشام ولا أعرف حقيقة صورته ، فصورة الحسن بن موسى الكاظم عليه‌السلام كصورة المنقرض إلاّ أن تقوم بينة عادلة لمن يذكر أنّه من ولده والله سبحانه وتعالى أعلم ـ آخر ولد
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) ولد اسماعيل بن موسى الكاظم عليه‌السلام وهو لام ولد ، جماعة ذكورا واناثا ، فمن ولده أبو جعفر محمد نقيب الموصل أيام ناصر الدولة بن حمدان الرازي الملقب اسفيد باج بن موسى بن محمد الأصغر ابن موسى بن اسماعيل بن الكاظم عليه‌السلام مات النقيب عن أولاد ذكور. م ص

    الحسن بن موسى الكاظم عليه‌السلام ، وهذا آخر بني موسى الكاظم عليه‌السلام.
    وأما اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا محمد وامه فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ويعرف باسماعيل الأعرج ، وكان أكبر ولد أبيه وأحبّهم اليه كان يحبّه حبّا شديدا ، وتوفي في حياة أبيه بالعريض فحمل على رقاب الرجال الى البقيع (1) فدفن به سنة ثلاث وثلاثين ومائة قبل وفاة الصادق عليه‌السلام بعشرين سنة ، كذا قال أبو القاسم بن خداع نسابة المصريين. فأعقب اسماعيل من محمد وعلي ابني اسماعيل. أما محمد بن اسماعيل فقال شيخ الشرف العبيدلي : هو امام الميمونية وقبره ببغداد. وقال ابن خداع : كان موسى الكاظم عليه‌السلام يخاف ابن أخيه محمد بن اسماعيل ويبره وهو لا يترك السعي به الى السلطان من بني العباس.
    وقال أبو نصر البخاري : كان محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه‌السلام مع عمه
    __________________
    (1) روي أن أبا عبد الله الصادق عليه‌السلام جزع على وفاته جزعا شديدا وحزن عليه حزنا عظيما. وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء فأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة ، وكان يكشف عن وجهه وينظر اليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده وإزالة الشبهة عنهم في حياته ؛ ولما مات اسماعيل انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظن ذلك فيعتقده من أصحاب أبيه عليه‌السلام وأقام على حياته طائفة لم تكن من خواص أبيه بل كانت من الأباعد فلما مات الصادق عليه‌السلام انتقل جماعة الى القول بإمامة موسى بن جعفر عليه‌السلام وافترق الباقون منهم فرقتين ، فرقة منهم رجعوا عن حياة اسماعيل وقالوا بإمامة ابنه محمد بن اسماعيل لظنّهم أن الامامة كانت لأبيه وأن الإبن أحقّ بمقام الامامة من الأخ ، وفريق منهم ثبتوا على حياة اسماعيل وهم اليوم شذاذ وهذان الفريقان يسميان الإسماعيلية ، ذكر ذلك الشيخ المفيد في (الارشاد) والطبرسي في (إعلام الورى) في باب أولاد الصادق عليه‌السلام.

    موسى الكاظم عليه‌السلام يكتب له السر الى شيعته في الآفاق ، فلما ورد الرشيد الحجاز سعى (1) محمد بن اسماعيل بعمه الى الرشيد : فقال : أعلمت ان في الأرض خليفتين يجبى اليهما الخراج؟ فقال الرشيد : ويلك أنا ومن؟ قال : موسى بن جعفر. وأظهر أسراره فقبض الرشيد على موسى الكاظم عليه‌السلام وحبسه وكان سبب هلاكه ، وحظي محمد بن اسماعيل عند الرشيد وخرج معه الى العراق ومات ببغداد ودعا عليه موسى بن جعفر عليه‌السلام بدعاء استجابه الله تعالى فيه وفي أولاده ؛ ولما ليم موسى بن جعفر عليه‌السلام في صلة محمد بن اسماعيل والاتصال مع سعيه به ، قال : إني حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه عن أبيه عن جدّه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الرحم إذا قطعت فوصلت ثم قطعت فوصلت ثم قطعت فوصلت ثم قطعت قطعها الله تعالى وإنما أردت أن يقطع الله رحمه من رحمي.
    وأعقب محمد بن اسماعيل بن جعفر من رجلين اسماعيل الثاني وجعفر الشاعر. أما فمن ولده بنو البغيض وهو جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام وابنه محمد الملقب بنعيش ، وهم عدد كثير بمصر ، قال الشيخ أبو الحسن العمري : ومنهم من هو بالمغرب وربما كانوا قد أولدوا ، فمن ثم يجب أن لا يكذب من ينسب اليهم بل يطالبه بصحة دعواه وهم ثلاثة نفر ، أحمد أبو الشلعلع ، وجعفر واسماعيل ؛ بنو محمد بن جعفر بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ومن بني جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل ، علي بن محمد بن جعفر المذكور. قال ابن دينار الأسدي الكوفي : لم يعقب. وقال أبو القاسم الحسين بن خداع المصري : أغرب علي بن محمد هذا ثم قدم الى مصر سنة إحدى وستين وثلاثمائة
    __________________
    (1) ذكر الشيخ المفيد أن الساعي بعمّه الكاظم عليه‌السلام الى الرشيد هو علي ابن اسماعيل لا أخوه محمد وذكر قصة السعاية انظر (الارشاد) باب ذكر السبب في وفاته عليه‌السلام. م ص

    ومعه إبناه حسين وجعفر ومع الحسين ولده نصر صغيرا ؛ وإذا رآه ابن خداع وهو مصري بطل قول ابن دينار وهو كوفي. وقال الشيخ أبو نصر البخاري أولاد اسماعيل بن محمد بن اسماعيل لا شك في نسبهم ، وأولاد جعفر بن محمد بن اسماعيل انا متوقف في تعاقبهم اليوم ، وينتسب اليه قوم من أهل الشام وهؤلاء أمراء مصر ينتسبون اليه.
    قلت : وقد كثر الحديث في نسب الخلفاء الذين استولوا على المغرب ومصر ونفاهم العباسيون وكتبوا بذلك محضرا شهد فيه جل الأشراف ببغداد ، وانضم الى ذلك ما ينسب اليهم من الأحاديث وسوء الاعتقاد (1) وقد تأملت بعض ما حكي من الطعن فيهم فوجدته لا يتمشى لكونه بناء على أن المهدي أوّلهم منسوب الى أنّه محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه‌السلام لصلبه ، وزمانه لا يحتمل ذلك والشريف الرضي الموسوي مع جلالة قدره صحح في شعره نسبهم حيث يقول :
    ما مقامي على الهوان وعندي
    مقول صارم وأنف حمي

    أحمل الضيم في بلاد الأعادي
    وبمصر الخليفة العلوي

    من أبوه أبي ومن جدّه جدي
    إذا ضامني البعيد القصي

    وقال ابن طباطبا : جعفر بن محمد بن اسماعيل بن الصادق عليه‌السلام عقبه من محمد يقال له الحبيب ، وعقبه من الحسن المعروف بالبغيض ، وعبد الله بالمغرب وجعفر بالمغرب ؛ واسماعيل بالمغرب ، وهم من أنساب القطع في «صح».
    وأول الخلفاء العبيديين عبيد الله أبو محمد ، وإحدى الروايات أنّه ابن محمد الحبيب بن جعفر بن محمد بن اسماعيل ؛ ظهر بسلجماسة في أرض المغرب يوم
    __________________
    (1) قال ابن الجوزي في تاريخه : إن أول الخلفاء الفاطميين أبو محمد عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام. (عن هامش المخطوطة)

    الأحد سابع ذي الحجة سنة ست وتسعين ومائتين ، وبنى المهدية وانتقل اليها في شوال سنة سبع وثلثمائة ؛ وملك إفريقية من أعمال المغرب وسير ولده فملك الاسكندرية والفيوم وبعض أعمال الصعيد. وفي بعض الروايات أنّه ابن جعفر بن الحسن بن الحسن بن محمد بن جعفر الشاعر بن محمد بن اسماعيل. قال : وهو جعفر البغيض. ثم ملك بعده ابنه القائم أبو القاسم محمد ثم ابنه المنصور أبو ظاهر اسماعيل ، ثم ابنه المعز أبو تميم معد بن اسماعيل ؛ وهو أوّل من ملك مصر وانتقل اليها في سنة اثنتين وستين وثلاثمائة ؛ ثم ابنه العزيز أبو منصور نزار بن معد ثم ابنه الحاكم (1) أبو علي المنصور بن نزار ، ثم ابنه الظاهر أبو الحسن علي المنصور ، ثم ابنه المستنصر أبو تميم معد بن علي ، ثم ابنه المستعلي أبو ظاهر اسماعيل ، كذا قال الشيخ النقيب تاج الدين. وقيل : أبو القاسم (2) أحمد بن معد (3) ثم ابنه الأمير أبو الحسن علي بن الأمير أبي القاسم محمد بن المستنصر في قول الشيخ تاج الدين. وقيل : أبو علي منصور بن أحمد بن معد ، ثم الحافظ أبو الميمون عبد المجيد بن أبي القاسم محمد بن المستنصر ، ثم ابنه الظافر أبو
    __________________
    (1) في أيام الحاكم بأمر الله هذا ظهرت عقيدة الدروز الذين يسكنون جبال لبنان اليوم وهم فرقة كبيرة أولوا بسالة وشجاعة.
    (2) أبو القاسم أحمد هذا هو الملقب بالمستعلي عند المؤرخين لا أبو ظاهر اسماعيل الذي ذكره النقيب تاج الدين ، وهو الذي بويع له بالخلافة في مصر سنة 487 هـ بعد وفاة أبيه المستنصر أبي تميم معد بن علي وتوفي بالقاهرة سنة 495 هـ ومدة حكمه سبع سنوات. ثم بويع لابنه المنصور الآمر بأحكام الله بعد وفاة أبيه أحمد المستعلي واستمر بالخلافة 29 سنة ثم قتله جماعة من الباطنيين سنة 524 هـ ثم بويع بعده للحافظ عبد المجيد أبي الميمون المذكور. انظر (تاريخ العلويين) لمحمد أمين غالب الطويل ، طبع اللاذقية سنة 1343 هـ.
    (3) لعل هنا سقطا ؛ ويحتمل زيادة لفظة (ابنه) فليراجع. م ص

    منصور اسماعيل بن عبد المجيد ، ثم ابنه الفائز أبو القاسم عيسى بن اسماعيل ثم العاضد أبو محمد عبد الله بن أبي الحجاج يوسف بن الحافظ ، وهو آخرهم قبض عليه الصلاح بن أيوب سنة سبع وستين وخمسمائة وأخرج الملك منهم بعد أن ملك هؤلاء الأربعة عشر ، وكانت مدّة ملكهم منذ قيام المهدي (1) الى أن قبض على العاضد مائتان وإحدى وسبعين سنة ، منها بمصر مائتان وست سنين.
    ومنهم المصطفى لدين الله نزار بن المستنصر بن معد بن علي بن الحاكم كان صاحب دعوة الاسماعيلية ، ومن ولده علاء الدين صاحب قلعة الموت ، وهو ابن جلال الدين حسن بن علاء الدين محمد بن أبي عبد الله حسين بن المصطفى لدين الله نزار المذكور ، وابنه ركن الدين خورشاه قتلته المغول ، ولهم أعقاب كثيرة بمصر والشام ، منهم الشريف أبو الفضل القاسم بن هارون بن القاسم بن أبي القاسم محمد بن المهدي عبيد الله بن محمد الحبيب ، رآه الشيخ أبو الحسن العمري بالقاهرة وله ولد وولد ولد ، وكان قد خرج يحيى (2) بن كردويه القرمطي في أيام المكتفي
    __________________
    (1) كانت وفاة عبيد الله الملقب بالمهدي في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة ومات ابنه القائم محمد سنة 433 هـ ومات ابنه المنصور اسماعيل سنة إحدى وأربعين ، ومات ابنه المعز أبو تميم معد سنة خمس وستين ، ومات ابنه العزيز نزار سنة ست وثمانين ، ومات ابنه الحاكم المنصور سنة احدى عشرة وأربعمائة ومات ابنه الظاهر علي سنة سبع وعشرين ومات ابنه المستنصر معد سنة سبع وثمانين ، ومات ابنه المستعلي أحمد سنة خمس وتسعين ، ومات ابنه الآمر منصور سنة أربع وعشرين وخمسمائة ، ومات الحافظ عبد المجيد بن محمد بن المستنصر سنة أربع وأربعين وخمسمائة ، ومات ابنه الظافر إسماعيل سنة تسع وأربعين ، ومات ابنه الفائز عيسى سنة خمس وخمسين ، ومات العاضد عبد الله بن يوسف بن الحافظ سنة سبع وستين وخمسمائة ، وبه انقطعت دولة الاسماعيلية بمصر. (عن هامش الأصل)
    (2) كان قتل يحيى بن زكرويه سنة 290 هـ وقتل أخيه الحسين سنة 291 ومات أبوهما زكرويه سنة 294. (عن هامش الأصل)

    العباسي وادّعى أنّه محمد بن عبد الله بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ودعا الى نفسه فانهض المكتفي اليه محمد بن سليمان فحاربه وقتله فانتصب مكانه أخوه الحسين بن كردويه ؛ ويقال زكرويه وادّعى أنّه أحمد بن عبد الله بن محمد المذكور صاحب الشامة ودعا الى نفسه ويلقب بالمهدي المنصور ، وعظم أمره وملك الشام بكره وفعل في الإسلام ما شاع ذكره ، وهزم محمد بن سليمان وقتل أكثر جيشه فقلق المكتفي لذلك وشخص بنفسه الى الرقة وأنجد محمد بن سليمان بالرجال وأمده بالعدد والأموال ، فجرت بينهما عدّة وقائع حتى أسره ووزيره ومائتي نفس من وجوه أصحابه بعد أن قتل منهم ما لا يحصى ، وأدخل بغداد وشهر بها ثم أحرقوا.
    وأما اسماعيل الثاني بن محمد بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام فأعقب من رجلين محمد وأحمد ، فمن ولد محمد بن اسماعيل الثاني ، الحسن صبنوحة (1) بن محمد المذكور ، من ولده بنو تمام بسورا وهم ولد أبي منصور تمام بن محمد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن المبارك بن المسلم بن علي بن الحسين بن الحسين بن الحسن صبنوحة ، منهم جماعة ينزلون عذار الفرات عند زبيد. ومنهم بنو البزاز بالحلة ، وهم ولد بركة البزاز بن معمر بن مرجي البزاز بن معمر بن محمد بن زيد الضرير بن محمد صبنوحة بن الحسن بن الحسن صبنوحة المذكور ، ومنهم الجلال عبيد الله بن محمد العطار بالحلة ابن القاسم العطار بن أبي العز محمد بن الحسن بن الحسن بن علي بن علي بن محمد بركة البزاز ميناث رأيته بالحلة.
    ومن ولد أحمد بن اسماعيل الثاني ، الحسين المنتوف واسماعيل الثالث ابنا
    __________________
    (1) يمضي في بعض النسخ المخطوطة (صينوحة) بالصاد المهملة ثم الياء التحتانية ثم النون والواو وبعدهما الخاء المعجمة ، وفي (المجدي) ضبوخة بالضاد المعجمة بعدها الباء الموحدة بعدها الواو ثم الخاء المعجمة. م ص

    أحمد ، فمن بني الحسين المنتوف جماعة كثيرة بمصر وغيرها ، منهم نقيب الطالبيين بمصر ، أبو علي عماد الدولة الحسين بن حمزة بن علي الشجاع بن الحسين المحترق بن اسماعيل نقيب دمشق ابن الحسين المنتوف ، ومنهم نسيب الملك وهو عقيل بن علي بن محمد بن حمزة بن يحيى بن جعفر بن موسى بن علي بن علي الأصم الملقب علوشا بن الحسين المنتوف ، ونسيب الملك هذا هو الذي ورد كتابه الى الشيخ السيد عبد الحميد بن التقي النسابة بالطعن في نسب ابن أسعد الجواني النقيب النسابة بمصر.
    وأعقب اسماعيل بن أحمد بن اسماعيل الثاني من أربعة رجال ، وهم أبو جعفر محمد ، ومن ولده موسى المكحول بن أبي جعفر محمد ، يقال لولده بنو المكحول ، منهم نور الدين إبراهيم بن تللوه النسابة بمصر ، وتللوه هو يحيى بن محمد بن موسى بن محمد بن أبي تميم بن يحيى بن إبراهيم بن موسى المكحول وهم كثيرون ، وأبو القاسم الحسين حماقات بن اسماعيل الثالث يقال لولده بنو حماقات وعلي حركات وهو ابن اسماعيل الثالث وأحمد عاقلين (1) بن اسماعيل الثالث فمن بني عاقلين المحسن بن علي بن اسماعيل الأحول بن أحمد عاقلين له أربعة بنين. قال أبو الحسن العمري : وله ذيل. ومن بني علي حركات أبو الحسن علي الشاعر بالأهواز صديق أبي الغنائم بن أبي جعفر الحسين ، وهو ابن محمد الملقب سندي بن علي حركات ؛ مات (2) في طريق مكة سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وخلف عدّة من الولد ببغداد وغيرها.
    قال الشيخ أبو الحسن العمري : ورأيت له (3) بالبصرة ولدا اسمه تمام
    __________________
    (1) عاقلين بصيغة الجمع المذكر السالم ؛ كذا ضبطه العمري في (المجدي).
    (2) يعني علي حركات ، ذكره في (المجدي).
    (3) يعني لعلي الشاعر كما ذكر في (المجدي) وقال : إنّه أولد بالأهواز من بنت الصائغ عدّة أولاد أكثرهم اناث. م ص

    امه عودة الكراعة جارية اللبودي ، وكانت أمه تعضده وأبوه يعترف به تارة وينكره اخرى ، غير اني رأيته في بعض الأوقات يأخذ مع العلويين ، وكان له شعر على صدره والناس كلّهم يخاطبونه بالشرف ، وذكر انّه ولد علي الشاعر غير انّه لغير رشدة. هذا كلامه.
    وأما علي (1) بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام فأعقب من اسماعيل ولده بالمغرب ومن محمد. أما محمد بن علي بن اسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام فأعقب من أبي الحسن علي بن محمد وأعقب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن اسماعيل ، من علي يلقب أبا الجن (2) له عقب كثير بدمشق والعراق منهم الحسن السيبي بن علي نقيب الدينور بن أبي الحسن علي بن أبي الحسن علي سكن السيب فنسب اليه. ومنهم أبو مفرج وهو معد بن الحسن بن حمزة نقيب الأهواز ابن المحسن بن علي (3) نقيب الأهواز ومنهم بنو الزكي وهو أبو المعالي بن علي بن عبد الرحمان بن علي بن عبد المحسن بن ظريف بن علي بن حمزة نقيب الأهواز المذكور ، ومنهم بنو التقي وهو ابن علي بن حمزة نقيب الأهواز المذكور ، ومنهم قضاة دمشق ونقباؤها وهم من ولد العباس بن علي بن الحسن بن أبي الحسن علي. كان العباس هذا قاضي دمشق وابنه الحسن قاضي دمشق أيضا ، وابنه الآخر علي بن العباس قاضي بعلبك
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : تزوج علي بن اسماعيل فاطمة بنت عبد الله ابن الصادق عليه‌السلام وأولدها رقية وزيدا ؛ وله من أم ولد خديجة الصغرى وعبد الله وابراهيم ؛ وله من غير هاتين الحسن والمحسن وطاهر وخديجة الكبرى وبريهة وحكيمة وزينب والحسين ، له ولد بالكوفة وأظنه درج وإسماعيل الأقطع له ولد بالمغرب ، ومحمد ابن المحمدية قبره ببغداد.
    (2) قال العمري : يلقب أبا الجن لجرأة كانت فيه فكانوا يقولون له : أنت أبو الجن لا نتنفر من بيتك.
    (3) وعلي هذا ابن الحسن بن الحسين بن أبي الجن المذكور ، قاله العمري.

    ولهم أعقاب منهم شرف الملك أبو البشائر محمد بن أحمد بن أبي القاسم جعفر بن ابي المجد نصر الله أبي القاسم جعفر ، ولي الدولة بن عميد الدولة أبي محمد الحسن بن أبي علي العباس بن الحسن قاضي دمشق المذكور كان نقيب النقباء بدمشق الى سنة ست وثمانين وستمائة ؛ ومنهم نقيب النقباء مجد الدولة أبو الحسن أحمد بن نقيب النقباء أبي يعلي حمزة فخر الدولة بن الحسن قاضي دمشق المذكور. صنف له الشيخ العمري كتاب «المجدي» وكان لأبي الحسن أحمد المذكور ولد اسمه محمد ويكنى أبا طالب بن أبي الحسن أحمد المذكور له ولد بشيراز ؛ ولأبي الحسن محمد أيضا. أعقب جعفر اومحمدا الضرير ؛ لهما عقب بمصر ـ آخر ولد اسماعيل بن الصادق عليه‌السلام ـ.
    وأما علي العريضي (1) بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا الحسن وهو أصغر ولد أبيه مات أبوه وهو طفل ؛ وكان عالما كبيرا روى عن أخيه موسى الكاظم ، وعن ابن عم أبيه الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد ؛ وعاش الى أن أدرك الهادي علي بن محمد بن علي بن الكاظم عليه‌السلام ومات في زمانه ، وخرج مع أخيه محمد بن جعفر بمكة ثم رجع عن ذلك ؛ وكان يرى رأي الإمامية فيروى أن أبا جعفر الأخير (2) وهو محمد بن علي بن موسى الكاظم عليه‌السلام دخل على العريضي
    __________________
    (1) عدّه الشيخ الطوسي رحمه‌الله في رجاله من أصحاب أبيه الصادق وأخيه الكاظم وابن أخيه الرضا عليهم‌السلام ، ووصفه في (الفهرست) بأنّه جليل القدر ثقة وله كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم عليه السّلام سأله عنها رواها الحميري في (قرب الاسناد) توفي سنة 210 هـ.
    (2) الذي رواه الكليني في باب النص على إمامة الجواد عليه‌السلام من (اصول الكافي) : انّه دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام مسجد الرسول فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبّل يده وعظّمه فقال أبو جعفر عليه‌السلام يا عم اجلس رحمك الله. فقال : يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم؟ فلما رجع

    فقام له قائما وأجلسه في موضعه ولم يتكلّم حتى قام ، فقال له أصحاب مجلسه أتفعل هذا مع أبي جعفر وأنت عم أبيه؟ فضرب بيده على لحيته وقال : إذا لم ير الله هذه الشيبة أهلا للإمامة أراها أنا أهلا للنار. ونسبته الى العريض (1) قرية على أربعة أميال من المدينة كان يسكن بها ، وامه ام ولد ، ويقال لولده العريضيون وهم كثير فأعقب من أربعة رجال محمد ؛ وأحمد الشعراني ؛ والحسن وجعفر الأصغر.
    أما جعفر الأصغر بن علي العريضي فأعقب من ولده علي ولعلي أعقاب في «صح». وأما الحسن بن العريضي فأعقب من ابنه عبد الله (2) له عقب بالمدينة ومصر ونصيبين ، والعقب من عبد الله بن الحسن بن علي العريضي ، في علي ، وموسى. أما علي فعقبه من أبي عبد الله الحسين وأبي القاسم أحمد ، وأبي جعفر محمد ، وأبي محمد الحسن ، فمن ولد أبي عبد الله الحسين داود بن الحسن بن علي بن الحسين المذكور له عقب منهم بنو بهاء الدين بالمذار ؛ وبهاء الدين هو
    __________________
    علي بن جعفر الى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون : أنت عمّ أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال : اسكتوا إذا كان الله عز وجل ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهل هذه الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أنكر فضله نعوذ بالله مما تقولون بل أنا عبد له ، أما الكشي في رجاله فقال : إن أبا جعفر عليه‌السلام لما أراد النهوض قام علي بن جعفر فسوى له نعليه حتى يلبسهما.
    (1) قال الزبيدي في (تاج العروس) بمادة عرض : عريض كزبير واد بالمدينة به أموال لأهلها واليه نسب الامام أبو الحسن علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين العريضي لأنّه نزل به وسكنه ، فأولاده العريضيون وبه يعرفون وفيهم كثرة ومدد.
    (2) عبد الله بن الحسن بن علي العريضي هذا قد رويت عنه أحاديث كثيرة في (قرب الاسناد). م ص

    علي بن أبي القاسم علي بن محمد بن زيد بن الحسن بن محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد بن جعفر بن الحسن بن داود المذكور ؛ ومنهم بنو فخار وهو محمد بن الحسن بن يحيى بن الحسن بن محمد بن علي بن جعفر بن داود المذكور ، ومنهم بنو يحيى وهو ابن محمد بن زيد بن الحسن بن داود المذكور ، وغيرهم.
    وأما أحمد الشعراني بن العريضي فمن ولده محمد بن أحمد الشعراني ؛ له عقب منهم أحمد بن محمد المذكور ، يعرف ولده ببني الجدة ومنهم أبو طاهر أحمد بن فارس (1) أبي محمد بن الحسن الحجازي بن محمد بن أحمد الشعراني له عقب ومن ولد أحمد الشعراني علي بن أحمد الشعراني له عقب ، ومنهم الحسن بن أحمد الشعراني أعقب من ابنه أحمد صاحب السجادة ؛ ولأحمد عقب ؛ منهم الحسين الجذوعي بن أحمد المذكور ؛ من ولده زيد بن الحسين ، وحمزة الداعي بن محمد بن الحسين الجذوعي ، وعلي الأصم بن الحسين ؛ له ذيل ؛ وأحمد بن الحسين الجذوعي كان بقم ، قال ابن طباطبا : له ولد بمرو.
    ومن ولده اسماعيل بن أحمد بن الحسين الجذوعي ، لم يذكره الشيخ العمري ولا أبو عبد الله بن طباطبا ، ولا شيخ الشرف العبيدلي ، وأضرابهم ؛ وله عقب بأبرقوه فيهم رياسة وتقدم ، منهم السيد الجليل عميدهم وسيدهم تاج الدين نصرة بن كمال الدين صادق بن نظام الدين مجتبى بن شرف الدين محمد بن فخر الدين مرتضى بن القاسم بن علي بن محمد بن الحسين الفقيه بقم ابن اسماعيل المذكور وابنه قوام الدين مجتبى ، وابنه فخر الدين يعقوب بن المجتبى قتل دارجا هو وأبوه يوم قتل شاه منصور بن المظفر اليزدي ؛ وانقرض تاج الدين إلاّ من البنات وقتل تاج الدين بأبرقوه قتله غلام له أسود اسمه ظفر وقتل كمال الدين في واقعة الملك الأشرف (2) لما دخل الى أبرقوه ؛ وكان لتاج الدين أخ اسمه مبارك
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة الصحيحة (فارس بن محمد) بن الحسن (الخ).
    (2) كان دخول الملك الأشرف ابرقوه وإغارته هناك سنة 743 هـ.

    شاه يلقب جلال الدين كان رجلا جيدا وكان له ابنان أحدهما الحسين درج والآخر الحسن كمال الدين ، وللعريضيين أنساب السيد تاج الدين ذيل طويل بأبرقوه وهم جماعة.
    ومن بني أحمد الشعراني عبيد الله بن أحمد الشعراني ، ويكنى أبا محمد ويقال له ابن الحسنية ، له عقب منهم المحسن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله المذكور أعقب المحسن هذا من رجلين أبي القاسم عبد المطلب ، وأبي العشائر اسماعيل ، لهما أعقاب سادة نقباء معظمون بيزد وغيرها ، وكان من ولد المحسن هذا أبو الكتائب نوح بن المحسن المذكور ، قال الشيخ العمري : ورد بغداد وبلده من سواد اصفهان فمن ولد عبد المطلب بن المحسن ، السيد جلال الدين حسين بن الأمير عضد الدولة محمد بن أبي يعلي بن أبي القاسم المجتبى بن أبي محمد المرتضى بن سليمان بن حمزة بن عبد المطلب المذكور ، كان شاعرا بالفارسية محمودا مشهورا انتقل من يزد الى شيراز وأقام بها ، وله عقب.
    ومن بني أحمد الشعراني ، أبو طالب طاهر بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد الشعراني له أيضا عقب ، ومنهم السيد الجليل النقيب القاضي ثابت الوزارة صاحب الخيرات والمبرات والعمارات الجليلة بيزد وغيرها شمس الدين محمد بن السيد الجليل ركن الدين محمد بن قوام الدين محمد بن النقيب الرئيس النظام بن أبي محمد شرف شاه بن أبي المعالي عربشاه بن أبي محمد بن أبي الطيب زيد بن أبي محمد الحسن بن أحمد بن عبيد الله بن أبي جعفر محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد الشعراني ، وهو ميناث.
    وأما محمد بن علي العريضي فيكنى أبا عبد الله ؛ وفي ولده العدد وهم متفرقون في البلاد ؛ ومنهم بالمدينة الشريفة أولاد يحيى (1) المحدث بن يحيى
    __________________
    (1) جعل العمري في (المجدي) يحيى هذا ابن يحيى بن عيسى الرومي ولم يذكر الحسين بينهما ، قال : كان يحيى بن يحيى بن عيسى الرومي بن محمد بن علي

    بن الحسين بن عيسى الرومي الأكبر بن محمد المذكور ؛ ومنهم أبو تراب علي بن عيسى الأكبر المذكور ، له عقب ، منهم أبو الفوارس جعفر الناسب بن حمزة الفقيه بن الحسين بن علي المذكور أولد ، ومنهم موسى بن عيسى الأكبر له عقب. ومنهم اسحاق بن عيسى الأكبر له أعقاب ، ومنهم الحسين الجبلي بن عيسى الأكبر له أعقاب منهم بيغرش من فراهان أبو يعلي مهدي بن محمد بن الحسين أميركا بن علي بن الحسين المذكور ، وله عقب ومنهم محمد بن محسن بن محمد بن الحسين المذكور ، له عقب. ومنهم عيسى كور بن محمد بن الحسين المذكور له عقب ؛ ومنهم أحمد الأتج بن أبي محمد الحسن الدلال بن محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عيسى الأكبر ، كان يتجر في النفط فلقب النفّاط له عقب ، ومنهم عيسى الأزرق الرومي الثاني بن محمد بن علي بن عيسى الأكبر له أعقاب منهم بنو نواية ، وهم بنو علي ـ يعرف بأمه نواية ـ بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن عيسى الثاني.
    ومنهم بالعراق بنو المختص ؛ وهو أبو منصور علي بن محمد بن علي بن علي بن نواية المذكور ، ومنهم السيد الفاضل الشاعر المادح لأهل البيت محمد المعروف بابن الحاتم وهو ابن علي بن محمد بن علي بن علي بن نوابة له عقب.
    وأما محمد الديباج بن جعفر الصادق عليه‌السلام لقّب بذلك لحسن وجهه ويلقّب أيضا المأمون وامه ام ولد ، وكان قد خرج داعيا الى محمد بن إبراهيم طباطبا الحسني فلما مات محمد بن ابراهيم دعا محمد الديباج الى نفسه وبويع له بمكة ثم أخذ وجيء به المأمون فعفا عنه ومات بجرجان وقبره بها ، وله عقب كثير متفرّق إلاّ انّهم أقلّ من عقب أخويه علي واسماعيل (1) فأعقب من ثلاثة
    __________________
    العريضي يعرف بابن العمرية ، له منزل وخرج الى المدينة فنزل دار الصادق عليه‌السلام وله ولد.
    (1) كان محمد الديباج من علماء الطالبيين وأعيانهم وزهّادهم وكانت

    رجال علي الخارصي ، والقاسم ، والحسين. أما الحسين بن محمد الديباج. فقال الشيخ العمري : قال شيخ الشرف النسابة ما رأيت أحدا من ولده. وذكر أبي ـ يعني أبا الغنائم بن الصوفي النسابة ـ أنّ له عقبا. قلت : وقد رأيت في بعض المشجرات محمدا وعليا ، ولعلي الحسين ، وللحسين محمدا.
    وأما القاسم بن محمد الديباج ، وهو الشبيه يقال لولده بنو الشبيه ، فمن ولده عبد الله بن القاسم الشبيه ، له عقب بمصر. منهم أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الله المذكور ، يلقب طيارة ويقال لولده بنو طيارة ومنهم أبو محمد الأعرج بمصر ؛ ومن ولد القاسم الشبيه علي بن القاسم يعرف ولده ببني العروس وبني الخوارزمية وأكثرهم أيضا بمصر ، ومنهم بجرجان علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي المذكور قيل لم يعقب ، ولكن الشيخ ، السيد العالم رضي الدين الحسين بن قتادة المدني الحسني النسابة ذكر له في مشجرته الحسن وعقيلاا وأبا طالب زيدا الزاهد ؛ وذكر لزيد ثمانية أولاد ذكور ولا يظن بمثله مع علوّ منزلته في العلم والتقوى انّه يثبت ما لا يصح ، وعقب زيد الآن بكرمان وولايتها. ومن ولد القاسم الشبيه ، يحيى الزاهد بن القاسم ، له عقب بمصر منهم بنو ماحي ولد الحسين الناقص بن يحيى المذكور ، عرفوا بماحي أم الحسين المذكور ، ومنهم تقي الدين الملقب بالحجّة ؛ وهو أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز بن قمر بن الحسن بن جعفر بن إدريس بن علي بن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن الحسين الناقص المذكور ، وابنه شرف الدين أبو المناقب محمد ؛ ذكرهما الشيخ جمال الدين بن الفوطي ومنهم أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى الزاهد له عقب.
    __________________
    إقامته بمكة بويع له لما ظهر الخلاف على المأمون العباسي سنة 199 هـ وتبعه الزيدية الجارودية فأقبل عليهم اسحاق بن موسى العباسي فانهزموا ، وخلع محمد نفسه معتذرا بأنّه ما رضي البيعة إلا بعد أن قيل له ان المأمون توفي. مات وهو بجرجان سنة 203 وصلّى عليه المأمون ومن معه.

    وأما علي الخارصي بن محمد الديباج فكان بالبصرة أيام أبي السرايا فلما جاء زيد النار بن موسى الكاظم عليه‌السلام الى البصرة خرج اليه علي الخارصي وأعانه وقال الشيخ أبو نصر البخاري : كان علي بن محمد بن جعفر قد اتفق رأيه ورأي أبيه محمد بن جعفر على الخروج في سنة مائتين ، واختار علي بن محمد أن يظهر بالأهواز واستصحب ابن الأفطس وهو الحسين بن الحسن بن علي بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وابن عمه زيد بن موسى الكاظم عليه‌السلام فلما ظفر أصحاب المأمون بمحمد بن جعفر علم انّه لا يتم له الأمر فخرج من البصرة وخلف زيد بن موسى ، وتوفي علي بن محمد ببغداد وقبره بها. وأعقب من رجلين الحسن والحسين. ـ أما الحسن بن علي الخارصي بن محمد الوكان ينزل بالكوفة فعقبه من أبي الحسن محمد بن أبي جعفر محمد بن الحسن المذكور له أعقاب ببغداد وغيرها.
    وأما الحسين بن علي الخارصي بن محمد الديباج فأعقب من أبي طاهر أحمد ولده بشيراز ، ومن علي ولده بقم ومن أبي عبد الله جعفر الأعمى له عقب من ولده أبي الحسين محمد المجدور يعرف بابن طباطبا لأجل امه ، وهو ابن علي بن أبي عبد الله جعفر بن الحسين بن علي الخارصي : ومن محمد الجور قتله المعتضد بالري. ومن عبد الله ، ولده بقم وقزوين والري ، وفي المحسن له أعقاب منهم علي طاوس بن محمد بن المحسن (1) بن الحسين بن علي الخارصي فمن ولد علي بن الحسن بن علي الخارصي ، القاضي النسابة المروزي ، وهو أبو طالب اسماعيل بن الحسن بن محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن عزيزي بن الحسين بن محمد الملقب مشكان بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي الخارصي ومنهم أبو طالب المحسن الأسمر بن حمزة بن محمد بن علي بن الحسين الخارصي له عقب ببغداد ؛ ومن ولد أبي عبد الله جعفر الأعمى بن الحسين الخارصي
    __________________
    (1) كذا في النسخ ولعل الصحيح المحسن فليلاحظ.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:22 pm

    بنو الباب الطاقي نسبة الى باب الطاق وهو أبو الحسن بن علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر الوحش بن محمد الجمّال بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم أبو الهيجة محمد الضراب بن أبي طالب حمزة الضراب بن الحسن بن جعفر الوحش أولد ، ومنهم محمد الملقب بالحر بن الحسن بن جعفر الوحش المذكور أولد ومنهم أبو علي أحمد الفراد بن الحسين الدين بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم الجمل وهو أبو طالب محمد الطواف بن أحمد بن محمد المحدث بن علي الضرير بن جعفر الأعمى المذكور ، ومن ولد المحسن بن الحسين بن علي الخارصي ؛ أبو طالب المحسن بن محمد بن حمزة بن علي بن محمد بن الحسين بن المحسن بن الحسين المذكور.
    وأما محمد بن الحسين بن علي الخارصي وهو الملقّب بالجور. قال أبو نصر البخاري : قتل في بعض الوقائع بجرجان ولم يعرف له ولد زمانا طويلا. وسمّي بالجور لأنّه كان يسكن البراري ويطوف بالصحاري خوفا من السلطان. فشبّه لأجل سكناه في البرية بالوحش ، وحمار الوحش يقال له بالفارسية كور فعرب بجور ، وقيل سمّي بذلك لما ظهر ولده بعد موته وسئلت امه عنه فقالت : الجارية هذا ابن هذا الكور ـ تعني القبر وأشارت الى قبره ـ هذا كلام البخاري. وقال أبو الحسن العمري : إن الجور قتله المعتصم بالري وقد تناوله النساب بالطعن ، والله تعالى أعلم بصحّة ما قالوا ، وقد روى أبو نصر البخاري عن أبي جعفر محمد بن عمار انّه قال : كتبت الى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام أسأله عن مسائل منها : ما تقول في الجورية؟ قال فكتب تحت كلّ مسألة جوابها وكتب تحت هذه المسألة : وأما الجورية فلا نعرفهم ولا يعرفونا. ان صحّ هذا الخبر فهو شهادة قاطعة ما بعدها كلام ، وكان للجور أحد عشر ولدا كلّ منهم اسمه جعفر وانما يفرّق بينهم بالكنى ؛ ومنهم أبو البركات علي بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، كان في زمن السلطان يمين الدولة محمود بن

    سبكتكين وذكره أبو نصر العتبي في كتاب اليميني (1) قال : جمع الله له بين ديباجتي النظم والنثر ، فنثره منثور الرياض جادته السحائب ، ونظمه منظوم العقود زانتها النحو والترائب ، وله شعر حسن فمنه :
    وأغيد سحار بألحاظ عينه
    حكى لي تثنيه من البان أملودا

    سلخت بذكراه عن الصبح ليله
    أسامره والكأس والناي والعودا

    ترى أنجم الجوزاء والنجم فوقها
    كباسط كفيه ليقطف عنقودا

    ومنهم مسعود بن أبي أحمد عبد الله بن اسماعيل بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو عبد الله داعي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، قال أبو نصر البخاري : ليس كلّ أولاد محمد بن جعفر بن محمد جورية إنما الجورية أولاد محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام. هذا كلامه وقد كرّره في موضع آخر ، وأما العمري وابن طباطبا فقالا : الجور هو محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام والله تعالى أعلم.
    وأما اسحاق بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا محمد ويلقب المؤتمن وولد بالعريض ، وكان من أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وامه أم أخيه موسى الكاظم عليه‌السلام ، وكان محدثا جليلا وادّعت فيه طائفة من الشيعة الامامية ، وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول : حدّثني الثقة الرضا اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وهو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق عليه‌السلام عددا ، وأعقب من ثلاثة رجال محمد والحسين والحسن. فمن ولد محمد بن اسحاق المؤتمن بنو الوارث بالري وهو أحمد بن محمد بن محمد بن حمزة بن محمد المذكور ، منهم حمزة النجار بن ناصر بن حمزة بن ناصر بن حمزة
    __________________
    (1) أنظر هامش (شرح اليميني) ج 2 ص 51 طبع مصر سنة 1286 هـ.

    بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد الوارث ، وولده الحسن الأعرج ، رآهما الشيخ رضي الدين الحسن بن قتادة الحسني بالمشهد الشريف الغروي. قال ابن طباطبا : انتقلوا من المدينة الى الكوفة ومن الكوفة الى الري. ومن ولد الحسن بن اسحاق المؤتمن وأعقب جماعة تفرّقوا بمصر ونصيبين ، ومنهم ميمون بن عبيد الله بن حمزة بن الحسن بن علي بن الحسن المذكور ، ومنهم اسحاق بن محمد بن الحسن بن اسحاق المؤتمن ومنهم محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن محمد الحسن المذكور وغيرهم ومنهم شدقم وهو جعفر بن محمد بن الحسن المذكور ؛ وأخوه محمد الزاهد قال الشيخ العمري : ولشدقم عقب يقال لهم بنو شدقم بواسط والري.
    وأما الحسين بن اسحاق المؤتمن فوقع الى حران وولده بالرقة وحلب منهم جعفر الرقي بن أبي جعفر محمد بن طاهر بن محمد بن الحسين المذكور ببغداد له إخوة بالرقة ، لهم أولاد وجمهور عقب اسحاق المؤتمن ينتهي الى الشريف أبي إبراهيم العالم الشاعر ممدوح أبي العلاء المعري ، وهو محمد الحراني بن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين بن اسحاق المؤتمن. قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان أبو إبراهيم لبيبا عاقلا ولم تكن حاله واسعة فزوجه الحسين الحراني بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن علي الطبيب العلوي العمري ، بنته خديجة المعروفة بأم سلمة. وكان أبو عبد الله الحسين العمري متقدّما بحران مستوليا عليها وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حران وملكوها على آل وثاب. قال : فأمد أبو عبد الله الحسين العمري أبا ابراهيم بماله وجاهه ونبغ أبو ابراهيم وتقدّم وخلف أولادا سادة فضلاء ، هذا كلامه.
    وعقب أبي ابراهيم المذكور المعروف الآن من رجلين أبي عبد الله جعفر نقيب حلب وأبي سالم محمد ابني أبي إبراهيم ، ولأعقابهما توجّه وعلم وسيادة ، فمن

    بني أبي سالم محمد ، بنو زهرة (1) وهو أبو الحسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم المذكور. وهم بحلب سادة نقباء علماء فقهاء متقدّمون كثرهم الله. ومن بني أبي عبد الله جعفر بن أبي ابراهيم ، بنو حاجب الباب وهو شرف الدين أبو القاسم الفضل بن يحيى بن أبي علي بن عبد الله نقيب حلب ابن جعفر بن أبي تراب زيد بن جعفر المذكور ، وهو السيّد العالم حافظ كتاب الله كان حاجبا لباب النوبي بدار الخلافة ببغداد ، ورهطهم وبنو عمّهم. ومنهم نقيب حلب أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي إبراهيم المذكور. قال أبو الحسن العمري : صديقي سنين جيد الصوت وكان أبو إبراهيم محمد بن جعفر فارسا شاعرا جليلا وله أعقاب وذيل طويل.
    ومن بني حاجب الباب ؛ السيد العالم أبو علي المظفر بن حاجب الباب المذكور صاحب كتاب «صرف المعرة عن شيخ المعرة» تعصب فيه لأبي العلاء المعري وذكر بعض ما يطعن به عليه وأجاب عنه. ومنهم موفق الدين أبوالفضل
    __________________
    (1) ومن سادات بني زهرة السيد العالم الفقيه الكامل رئيس الفضلاء السيّد علاء الملة والدين أبو الحسن علي بن أبي ابراهيم محمد بن أبي علي الحسن ابن أبي المحاسن زهرة بن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد النقيب بن أبي علي أحمد بن أبي جعفر محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أبي إبراهيم اسحاق المؤتمن ابن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه‌السلام ، وولده المعظم الممجد السيد المكرّم شرف الملّة والدين أبو عبد الله الحسين ، وأخوه الكبير الأمجد بدر الدين أبو عبد الله محمد وولداه السيد أبو طالب أحمد شهاب الدين ، والسيد أبو محمد عز الدين الحسن الذين كتب الامام العلاّمة حجّة الائمة على المسلمين جمال الملّة والدين الحسن ابن المطهر الحلّي رحمه‌الله اليهم الاجازة التي هي طويلة مشهورة. (عن هامش الأصل)

    بن أبي الغنائم مصعب بن أبي علي عبد الله نقيب حلب المذكور صديق شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة. ومنهم السيد الفاضل زين الدين علي بن محمد بن علي بن محمد بن أبي علي نقيب حلب عبد الله وغيرهم. وبقيتهم بحلب ـ آخر ولد اسحاق بن الصادق عليه‌السلام ، وهم آخر ولد جعفر الصادق بن محمد الباقر وهم آخر ولد محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ.
    المقصد الثاني
    في ذكر عقب عبد الله الباهر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ولقّب الباهر لجماله ، قالوا ما جلس مجلسا إلاّ بهر جماله وحسنه من حضر ؛ وولّي صدقات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمه أم أخيه محمد الباقر عليه‌السلام وتوفي وهو ابن سبع وخمسين سنة ، وولي صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام أيضا وعقبه قليل ؛ أعقب من ابنه محمد الأرقط وحده ويكنى محمد أبا عبد الله وكان محدّثا من أهل المدينة ، أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد وعمّر ثماني وخمسين سنة ؛ وانما لقب الأرقط لأنّه كان مجدورا ، قال ذلك الشيخ أبو الحسن العمري. وقال أبو نصر البخاري : من يطعن في الأرقط فلا يطعن من حيث النسب والعقب وانما يطعنون لشيء جرى بينه وبين الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام يقال إنّه بصق في وجه الصادق عليه‌السلام فدعا عليه فصار أرقط الوجه به نمش كريه المنظر ، وأما نسبه فلا مطعن فيه ، وهذا كلامه.
    فأعقب محمد الأرقط بن الباهر ، من اسماعيل وحده. خرج اسماعيل هذا مع أبي السرايا وأعقب من رجلين الحسين الملقّب بالبنفسج ومحمد ، فمن ولد الحسين البنفسج ؛ أحمد البنفسج كان بشيراز وأولد ، ومنهم عبد الله الأكبر بن الحسين ، له ولد منهم بقم ناصر الدين محمد بن أحمد بن أبي القاسم بن حمزة

    ابن زهير بن أحمد بن المحسن بن علي بن أبي القاسم حمزة بن عبد الله المذكور ومن بني الحسين البنفسج ، اسماعيل الدخ وعقبه ينتهي الى عبد الله بن الحسين بن اسماعيل المذكور ، فأعقب عبد الله بن الحسين هذا من رجلين أحدهما حمزة الأصم كان بالري وانتقل منها الى قم ، والآخر علي الملقب دردارا بالري ، وأكثر ولده بها وبجرجان منهم أبو جعفر محمد الكوكبي بن الحسين بن علي دردارا وأخوه عبد الله بن الحسين لهما عقب ومنهم اسماعيل مايكديم بن محمد بن اسماعيل بن علي دردارا ، له عقب.
    ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط وفي ولده العدد ، اسماعيل الناصب. قال أبو الحسن العمري : كان يتظاهر بالنصب ويلبس السواد ويتقرّب بذلك الى ابن طولون. وابنه محمد بن اسماعيل يقال له الغريق له عقب يقال لهم بنو الغريق وأكثرهم بالشام ومصر ، فمنهم الحسين المصري بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له ولد. ومنهم أبو علي الحسين الطبيب بمصر ابن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له أيضا ولد ، ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط ، أحمد الدخ بن محمد بن اسماعيل له عقب منهم الحسين الكوكبي بن أحمد الدخ ، خرج في أيام المستعين وتغلب على قزوين وأبهر وزنجان وذلك في سنة خمس (1) وخمسين ومائتين وكان معه إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فخرج اليه طاهر بن عبد الله بن طاهر فقتل إبراهيم بموضع من قزوين وانهزم الحسين الكوكبي الى طبرستان والتجأ الى الداعي الحسن بن زيد ثم بلغ الداعي عنه كلام فغرقه في بركة ولا عقب له.
    ومنهم عبد الله بن أحمد الدخ ظهر بمصر (2) في أيام المستعين أيضا
    __________________
    (1) كذا في النسخ والصحيح إحدى.
    (2) كان ظهوره بمصر سنة 252 هـ قاله العمري في (المجدي). م ص

    فأخذ وحمل الى سرّ من رأى بعد خطب وفي جملة عياله بنته زينب ، فأقاموا مدّة مات فيها عبد الله وصار عياله الى الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام فبارك عليهم ومسح يده على رأس زينب ووهب لها خاتمه وكان فضة فصاغت منه حلقة. وماتت زينب والحلقة في أذنها ؛ وبلغت زينب بنت عبد الله مائة سنة ، وكانت سوداء شعر الرأس. هذا كلام الشيخ أبي الحسن العمري. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : ظهر أيام المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قال : فحاربه دينار بن عبد الله فانهزم ومات متغيبا لا يعرف قبره وهو ابن خمس وخمسين سنة يوم غاب. ثم قال : بمصر قوم ينتسبون الى عبد الله بن أحمد بن محمد بن اسماعيل لا يصحّ لهم نسب عندي. وقال الشيخ أبو الحسن العمري : وشيخنا السيد ، أعقب عبد الله وله عقب بمصر منهم أبو القاسم عبد الله الملقب بلبلة بن المحسن بن عبد الله بن محمد طالوت بن عبد الله المذكور. ومنهم اسماعيل الخاسر بن يحيى بن أحمد بن علي بن عبد الله المذكور ، ومنهم إبراهيم المعدّل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم الضرير بن الحسن بن الحسين الأحول بن عبد الله المذكور وبقيتهم بمصر.
    ومن بني أحمد الدخ. حمزة بن أحمد ويعرف بالقمي ، له عقب ومنهم أبو الحسن علي الزكي نقيب الري بن أبي الفضل محمد الشريف الفاضل بن أبي القاسم علي نقيب قم ـ ابن محمد بن حمزة المذكور ، له أعقاب ، منهم نقباء الري وملوكها ، منهم عز الدين يحيى بن أبي الفضل محمد بن علي بن محمد بن السيد المطهّر ذي الفخرين بن علي الزكي المذكور نقيب الري وقم وآمل ، قتله خوارزم شاه وانتقل ولده محمد الى بغداد ومعه السيد ناصر بن مهدي الحسني ، ففوّضت نقابة الطالبيين ببغداد الى السيد ناصر بن مهدي ثم فوّضت اليه الوزارة فترك أمر النقابة الى محمد بن النقيب عز الدين يحيى ، ومنهم فخر الدين علي ـ نقيب قم ابن المرتضى بن محمد بن المطهّر بن أبي الفضل محمد المذكور.
    ومن بني محمد بن حمزة بن الدخ الحسن بن المذكور له عقب ، ومن بني

    أحمد الدخ أبو جعفر محمد بن أحمد يعرف بالكوكبي له عقب منهم أبو الحسن أحمد بن علي بن محمد المذكور نقيب النقباء ببغداد أيام معز الدولة بن بويه ، ومنهم أبو عبد الله جعفر بن أحمد الدخ ، له عقب منهم الشريف النسابة المصنف أبو القاسم الحسين بن جعفر الأحول بن الحسين بن جعفر المذكور ، المعروف بابن خداع ـ وهي امرأة ربت جدّه الحسين بن جعفر فعرف بها كان بمصر وله «كتاب المعقبين» (1) وله عقب ومنهم أبو الحسن علي الأشط بن الحسين بن جعفر المذكور له عقب ، ومنهم اسماعيل بن محمد بن موسى بن جعفر المذكور له عقب.
    المقصد الثالث
    في ذكر عقب زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد ، ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله أكثر من أن يوصف (2) ويقال له حليف القرآن. ويروى أن زيدا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له : «ليس في عباد الله أحد دون أن يوصي بتقوى الله ولا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله وأنا أوصيك بتقوى الله». فقال له هشام : «أنت زيد المؤمل للخلافة الراجي لها وما أنت والخلافة لا أم لك وأنت
    __________________
    (1) قال العمري في المجدي : أرخ أخبار آل أبي طالب ابن خداع الى ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
    (2) انظر كتاب (زيد الشهيد) للعلاّمة الخبير السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، طبع النجف ، وهو خير كتاب ألف في بابه فلقد أفاض فيه البحث في أخبار زيد من بدء قيامه بالأمر حتى قتله ؛ مع ذكر أولاده وأحفاده وفوائد أخر لا يستغني المؤرخ عنها. م ص

    ابن أمة؟» فقال زيد : «لا أعرف أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه الله تعالى وهو ابن أمة ؛ اسماعيل بن ابراهيم ، وما يقصرك برجل أبوه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ابن علي بن أبي طالب عليه‌السلام». فوثب هشام ووثب الشاميون ودعا قهرمانه وقال : «لا يبيتن هذا في عسكري الليلة» فخرج أبو الحسين زيد يقول : «لم يكره قوم قط حر السيوف إلاّ ذلّوا». فحملت كلمته الى هشام فعرف انّه يخرج عليه ؛ ثم قال هشام : «ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا؟ ولعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم».
    وكان هشام بن عبد الملك قد بعث الى مكة فأخذوا زيدا وداود بن علي بن عبد الله بن عباس ، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام لأنّهم اتهموا أن لخالد القسري عندهم مالا مودعا ، وكان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم الى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم إنّه ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف (1) فخرجت الشيعة خلف زيد بن علي الى القادسية فردوه وبايعوه ، فمن ثبت معه نسب الى الزيدية ومن تفرّق عنه نسب الى الرافضة. قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي : إن زيدا لمّا رجع الى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة ؛ وأقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين بالبصرة والباقي بالكوفة. وخرج سنة احدى وعشرين ومائة فلما خفقت الراية على رأسه قال : «الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله إني كنت استحيي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أرد عليه الحوض غدا ولم آمر في امته بمعروف ولا أنهي عن منكر». وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه : «ما تقول في أبي بكر وعمر؟» فقال : «ما أقول فيهما إلاّ الخير وما سمعت من أهلي فيهما إلاّ الخير». فقالوا :
    __________________
    (1) أنظر (تاريخ الطبري) ج 8 ص 761 و (مقاتل الطالبيين) بترجمة زيد.

    «لست بصاحبنا ذهب الإمام ـ يعنون محمّد الباقر عليه‌السلام ـ وتفرّقوا عنه فقال : «رفضونا القوم» فسمّوا بالرافضة.
    قال سعيد بن خيثم : تفرّق أصحاب زيد عنه حتى بقي في ثلاثمائة رجل وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف. قال : فصفّ أصحابه صفّا بعد صفّ حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوي عنقه ، فجعلنا نضرب فلا نرى إلاّ النار تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن علي يقال رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي يقال له راشد فأصاب بين عينيه ، قال : فأنزلناه وكان رأسه في حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد فأكبّ عليه فقال : «يا أبتاه أبشر ترد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة وعلى الحسن والحسين صلوات الله عليهم». فقال : «أجل يا بني ولكن أي شيء تريد أن تصنع؟» قال : «أقاتلهم والله ولو لم أجد إلاّ نفسي». فقال : «افعل يا بني إنّك على الحق وإنّهم على الباطل وإن قتلاك في الجنة وان قتلاهم في النار». ثم نزع السهم فكانت نفسه معه. قال : فجئنا به الى ساقية تجري في بستان فحبسنا الماء من هاهنا وهاهنا ثم حفرنا له ودفناه وأجرينا الماء عليه ، وكان معنا غلام سندي فذهب الى يوسف بن عمر فأخبره فأخرجه يوسف من الغد فصلبه في الكناسة (1) فمكث أربع سنين (2) مصلوبا
    __________________
    (1) صلب منكوسا بالكناسة وصلب معه أصحابه على ما ذكره ابن الأثير في (الكامل) في حوادث سنة 122 هـ وابن عبد ربه في (العقد الفريد) في باب مقتله.
    (2) ذكره المسعودي في (مروج الذهب) والديار بكري في (تاريخ الخميس) والشيخ المفيد في (الارشاد) وقال العمري في (المجدي) : بقي ست سنين مصلوبا وقيل خمس سنين ، وقيل أربع سنين ، وقيل ثلاث سنين ، وقيل سنتين ، وقيل سنة وأشهرا. ولم يختلف المؤرخون في بقائه مرفوعا على الخشبة زمنا طويلا حتى اتخذته الفاختة وكرا ؛ أنظر كتاب (زيد الشهيد) ص 55. م ص

    ومضى هشام.
    وكتب الوليد بن يزيد الى يوسف بن عمر : «أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد الى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه (فِي الْيَمِّ نَسْفاً)» فأنزله وحرقه ثم ذره في الهواء ، وقال الناصر الكبير الطبرستاني : لما قتل زيد بعثوا برأسه الى المدينة ونصب عند قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما وليلة. وكان قتله ـ على ما قال الواقدي ـ سنة احدى وعشرين ومائة ، وقال محمد بن اسحاق بن موسى : قتل على رأس مائة سنة وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما ، وقال الزبير بن بكار : قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة. وقال ابن خرداذبه : قتل وهو ابن ثمان وأربعين سنة ، وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة احدى وعشرين ومائة ، ووجدت عن بعضهم أنّه قال : لما قتل زيد بن علي وصلب رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلك الليلة مستندا الى خشبة وهو يقول : «(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) أيفعلون هذا بولدي؟». وروى غير واحد أنّهم صلبوه مجردا فنسجت العنكبوت على عورته من يومه ورثي زيد بمراث (1) كثيرة.
    وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير انّه قال : قال عبد الرحمن بن سيابة : أعطاني جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ألف دينار وأمرني أن أفرقها في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كلّ رجل أربعة دنانير.
    فولد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام أربعة بنين ولم يكن له أنثى
    __________________
    (1) رثاه جماعة من الشعراء ؛ وأول من لبس السواد عليه شيخ بني هاشم والمتقدّم فيهم ؛ الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب المتوفى سنة 129 ورثاه بقصيدة طويلة مثبتة في (مقاتل الطالبيين) وكتاب (زيد الشهيد) أوّلها :
    ألا يا عين لا ترقي وجودي
    بدمعك ليس ذا حين الجمود

    غداة ابن النبي أبو حسين
    صليب بالكناسة فوق عود



    يحيى ، أمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وأمها ريطة (1) بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. ولما قتل زيد بن علي خرج يحيى بن زيد حتى نزل المدائن فبعث يوسف بن عمر في طلبه فخرج إلى الري ثم خرج الى نيسابور فسألوه المقام فقال : بلدة لا ترتفع فيها لعلي راية. ثم خرج الى سرخس وأقام عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر حتى مضى هشام لسبيله ، فكتب الوليد بن يزيد الى نصر بن سيار الليثي في طلبه فأخذه ببلخ من دار الحريش بن أبي الحريش وقيّده وحبسه ، فقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لمّا بلغه ذلك :
    أليس بعين الله ما يفعلونه
    عشية يحيى موثقا في السلاسل؟

    كلاب عوت لا قدّس الله سرّها
    فجئن بصيد لا يحل لآكل (2)

    وكتب نصر بن سيار الى يوسف بن عمر يخبره بذلك ، وكتب يوسف الى الوليد بن يزيد فأمره بأن يحذره الفتنة ويخلي سبيله فخلّى سبيله وأعطاه ألفي درهم وبغلين فخرج حتى نزل الجوزجان (3) فلحق به قوم من أهل جوزجان والطالقان قدرهم خمسمائة رجل فبعث اليه نصر بن سيار سالم بن أحور فقاتلوا أشدّ القتال ثلاثة أيام حتى قتل جميع أصحاب يحيى وبقي هو وحده فقتل (4) يوم الجمعة وقت
    __________________
    (1) وأم ريطة هذه بنت المطلب بن أبي وداعة السهمي ؛ ذكر ذلك أبو الفرج في (المقاتل). م ص.
    (2) أوردهما أبو الفرج (في المقاتل) بترجمة يحيى مع إضافة بيتين بين الأول والرابع.
    (3) الجوزجان بعد الزاي جيم اسم كورة واسعة من كور بلخ بين مرو الروذ وبلخ ؛ ويقال لقصبتها اليهودية. (مراصد الاطلاع).
    (4) قال أبو الفرج في (المقاتل) أتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل

    العصر بقرية يقال لها أرغوى سنة خمس وعشرين ومائة ؛ واحتز رأسه سورة بن محمد وأخذ العنزي سلبه ، وهاذان أخذهما أبو مسلم المروزي فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما.
    وقتل يحيى وله ثماني عشرة سنة وبعث برأسه الى الوليد بن يزيد لعنه الله فبعث به الوليد بن يزيد الى المدينة فجعل في حجر أمه ريطة فنظرت اليه فقالت : «شردتموه عني طويلا وأهديتموه اليّ قتيلا ؛ صلوات الله عليه وعلى آبائه بكرة وأصيلا» ؛ فلما قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس ؛ مروان بن محمد بن مروان بعث برأسه حتى وضع في حجر امه ، وقال : هذا بيحيى بن زيد. ولا عقب ليحيى بن زيد. قال الشيخ البخاري : كانت له بنت ترضع. وعقب زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام في ثلاثة الحسين ذي الدمعة وذي العبرة (1) وعيسى مؤتم الأشبال ، ومحمد.
    أما الحسين ذو العبرة ويكنى أبا عبد الله وامه أم ولد وعمي في آخر عمره فزوّج ابنته من المهدي محمد بن المنصور العباسي ومات سنة خمس وثلاثين ومائة
    __________________
    من موالي عنزة يقال له عيسى فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه وأخذ العنزي الذي قتله سلبه وقميصه ؛ فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما ، وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله ... فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة فأنزلوه وغسّلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه.
    (1) لقّب بذي الدمعة وذي العبرة لكثرة بكائه ، قال أبو الفرج في (المقاتل) بسنده عن يحيى بن الحسين بن يزيد قال : قالت أمي لأبي ما أكثر بكاءك؟ فقال : «وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من البكاء» ، يعني السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى ؛ قال العمري في (المجدي) ولد ذو الدمعة بالشام وشهد حرب محمد وإبراهيم ابني عبد الله وتكفّل به الصادق عليه‌السلام

    وقيل سنة أربعين ومائة ، قال أبو نصر البخاري : وهو الصحيح. وهو من أصحاب الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام. قتل أبوه وهو صغير فربّاه جعفر بن محمد فأعقب وفي ولده البيت والعدد من ثلاثة رجال يحيى وفيه البيت ، والحسين وكان قعددا ؛ وعلي. أما يحيى أبو الحسين (1) بن ذي الدمعة وفي ولده البيت والعدد ، فأعقب من سبعة رجال ، منهم ثلاثة مقلون ، وهم القاسم ؛ والحسن الزاهد وحمزة ؛ وأربعة مكثرون ، وهم محمد الأصغر الاقساسي ، وعيسى ، ويحيى بن يحيى ، وعمر بن يحيى.
    أما القاسم بن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه قليل جدّا ؛ منهم أبو الفرعل وهو أبو جعفر النسابة محمد بن عيسى بن محمد نونو بن القاسم المذكور. وأما الحسن (2) الزاهد بن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه أيضا قليل منهم أبو المكارم محمد بن يحيى بن النقيب أبي طالب حمزة بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن
    __________________
    بعد قتل أبيه فأصاب منه علما كثيرا ، ومات وله ست وسبعون سنة ، وله تسع بنات ؛ ميمونة وأم الحسن وكلثم وفاطمة وسكينة وعلية وخديجة وزينب وعاتكة ؛ وثمانية عشر رجلا يحيى وعلي الأكبر وعلي والحسين وزيد وابراهيم ومحمد وعقبة ويحيى الأصغر وأحمد واسحاق والقاسم والحسن ومحمد الأصغر وعبد الله وجعفر الأكبر وعمر وجعفر. م ص
    (1) أم يحيى هذا خديجة بنت الباقر عليه‌السلام ، وقيل خديجة بنت عمر الأشرف ، توفى يحيى ببغداد سنة 207 وصلّى عليه المأمون وكانت له نباهة ويكنى أبا الحسين ، أولد ثمانية وعشرين ولدا ذكرا وانثى ، منهم محمد الأكبر وعلي وأحمد والحسين وحمزة والقاسم والحسن وعمر وعيسى ويحيى ومحمد الأصغر.
    (2) كنيته أبو محمد وولد سبع بنات وستة رجال ، أعقب منهم رجل واحد وهو أبو جعفر محمد الأصغر بن الحسن بن يحيى ، فعلى هذا بطل نسب آل أبي الوفاء لادعائهم الى علي بن الحسن بن يحيى والله أعلم. (المجدي)

    الزاهد المذكور. كان يحفظ القرآن وكذا آباؤه الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهذه فضيلة حسنة. ورأيت بعض النسابين قد ذكر ان الأب كان يلقن الإبن منه الى أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وهذا مشكل لأن الحسين ذا الدمعة كان يوم قتل أبوه ابن سبع سنين ويبعد أن يكون في هذا السن قد تلقّن القرآن من أبيه زيد ، ومنهم الحسين المعروف بابن ضنك عرف بأمه بنت ضنك المحمدية وضنك هي ام الحسين بنت عبد الله الملقب ضنك بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام والحسين المذكور هو ابن علي بن محمد بن الحسين بن الحسن الفرعل المذكور ، له عقب منهم علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين ؛ له عقب ومنهم ضنك بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسين ، له عقب بالحائر يعرفون ببني ضنك ، وقد قيل إنّهم محمديون من بني محمد بن الحنفية والله سبحانه وتعالى أعلم.
    ومنهم علي بن الحسين بن علي الشاعر بن محمد بن زيد القصير بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن الزاهد ؛ له عقب بالموصل ، ومنهم أحمد الخالصي بن أبي الغنائم محمد بن زيد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسن الزاهد المذكور نزل الخالصة من (الصدرين) وهو أحد أعمال الحلة فنسب اليها ؛ ويقال لولده بنو الخالصي ؛ وكان أهل بيت رياسة وزهد بسورا. انقرض المعروفون منهم بهذا اللقب ؛ وانفصل منهم بنو مكارم ؛ وهو أبو المكارم محمد بن معد بن عبد الباقي بن معد بن أبي المكارم محمد بن أحمد الخالصي ؛ ويقال لهم بنو مكارم بسورا منهم محمّد يدعى مطلوبا بن أبي مكارم المذكور جدّ السيد بن مطلوب بسورا.
    وأما حمزة بن يحيى بن ذي الدمعة فله عقب كثير. فأعقب من علي وأعقب علي بن حمزة من الحسين. وأعقب الحسين بن علي بن حمزة من رجلين وهما أبو جعفر محمد الأسود الشاعر ، وعلي يلقب دانقين ، فمن ولد علي دانقين بن

    الحسين بن علي بن حمزة بنو الأمير ، وهم ولد علي الأمير بن محمد ورق الجوع بن يحيى بن الحسين السنيدي بن علي دانقين المذكور ؛ ومنهم أبو الحسن علي المصلّي بن الحسين بن محمد بن الحسين السنيدي المذكور ، له عقب ومنهم قاضي حمص أبو علي ابراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد ذنيب بن علي دانقين المذكور ، وأولاده أبو البركات عمر ؛ وهو المعروف بالشريف عمر (1) بالكوفة ، ومعد وهاشم وعمار ؛ وعدنان ، كان أبو البركات عالما وعلت سنّه وتفرّد برواية أشياء لم يشاركه فيها أحد في زمانه ، وكان يروي عن خاله عبد الجبار بن معية الحسني النسابة ، وله عقب. ومن ولد أخيه معد بنو المهذب ، وهو ابن معد المذكور وكان لعمار أخيهما عقب بالكوفة انقرضوا ؛ وذكر الشيخ الفاضل قوام الدين عبد الرزاق بن الفوطي المؤرخ البغدادي في كتابه «تلخيص مجمع الألقاب» : زين الدين أبو محمد حبيب بن عبد المهيمن بن سباه سالار بن سفيان بن أنس بن يحيى بن أحمد ذنيب. وذكر : انّه رآه ببغداد وهو كيلاني حنبلي المذهب والأكابر يطايبونه كيف انّه حنبلي. هذا كلامه ولكن أحمد ذنيب لم يكن له ابن اسمه يحيى ولا ذكره أحد من النساب والله أعلم.
    وأما محمد الأصغر الاقساسي بن يحيى بن ذي العبرة ، ونسبته الى الاقساس قرية من قرى الكوفة ، وولده سادة معظّمون فأعقب من ثلاثة رجال ؛ محمد مات أبوه وهو حمل سمّي باسمه وعرف بالاقساسي ؛ وعلي الزاهد وأحمد الموضح بن محمد الاقساسي فعقبه قليل. قال شيخ الشرف العبيدلي : أعقب من أبي جعفر محمد ويحيى وعلي. منهم علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المذكور ؛ درج. قال شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة الحسني الرسي النسابة : ورد في سنة نيف
    __________________
    (1) كانت وفاة الشريف عمر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وكان علاّمة أديبا لغويا نحويا محدثا مكثرا صدوقا فقيها زيدي المذهب والنسب. (عن هامش الأصل)

    وسبعين وستمائة الى المشهد الشريف قوم من بلاد العجم ادّعو انهم من ولد علي هذا ، وهم مبطلون. وأما علي الزاهد بن محمد الاقساسي فأعقب من رجلين أبي جعفر محمد بالكوفة وفي ولده البيت ، ومن أبي الطيب أحمد أمه قرة العين الرومية ويقال لولده بنو قرة العين ولهم بقية بواسط ولكنهم ينسبون الى علي الأحول خادم النقابة ابن محمد بن جعفر بن أبي الطيب أحمد المذكور ، وقد قال الشيخ أبو الحسن العمري في مبسوطه : إنّه مات بالشام عن بنت ولم يترك ذكرا والله تعالى أعلم.
    ـ وعقب أبي جعفر محمد بن علي الزاهد بن محمد الأقساسي من رجلين أبي القاسم الحسن الأديب ، وأحمد الملقب صعوة يقال لولده بنو صعوة وعقب أبي القاسم الأديب بن أبي جعفر محمد بن علي الزاهد من كمال الشرف أبي الحسن محمد ، ولاّه الشريف المرتضى نقابة الكوفة وإمارة الحاج فحج بالناس مرارا وفي ولده جلالة ورياسة ، فمنهم السيد الجليل الشاعر العالم نقيب النقباء ببغداد قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن علم الدين الحسن النقيب الطاهر ابن علي بن حمزة بن كمال الشرف محمد المذكور ، انقرض ومنهم أبو محمد الحسن الشاعر ابن علي بن حمزة بن محمد بن أبي القاسم الحسن بن كمال الشرف له عقب ، ومنهم حيدرة بن علي بن نصر الله بن علي بن كمال الشرف ، له عقب. وأما محمد بن محمد الاقساسي فمن ولده بنو جوذاب وهو علي بن محمد المذكور ، وبنو زبرج وهو أبو طالب الحسين بن علي جوذاب لهم بقية.
    وأما عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من ستة رجال ما بين مقل ومكثر ، وهم أحمد ، ومحمد الأعلم ، والحسين الأحول ويحيى ، وزيد وعلي. أما أحمد بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ويكنى أبا العباس فأولد جماعة ، منهم أبو محمد الحسن بن أحمد المذكور من ولده محمد الغلق بن أحمد بن الحسن المذكور ، يقال لولده بنو الغلق ، وانفصل منهم بنو عرقالة وهو

    أبو طالب محمد وجع العين بن الحسن المفلوج بن محمد الغلق المذكور ، ومنهم بنو الأبزر. وهو محمد بن مفضل بن أبي طالب محمد وجع العين ، لهم بقية بالحلة ومن أبي العباس أحمد بن عيسى بن زيد بن أحمد ، من ولده الشيخ المسن حافظ القرآن علي بن محمد بن زيد المذكور عاش مائة سنة ، وله عقب منهم أبو تغلب محمد بن الحسين بن علي المسن المذكور له عقب يقال لهم بنو ناصر كانوا بعكبرا ، ومنهم عيسى بن محمد بن علي المسن ، له عقب.
    واما محمد الأعلم بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، فمن ولده أبو القاسم علي المنجم الحاذق المعروف بابن أزهر وهو ابن محمد الأعلم ، وأخوه حمزة المعدل بالأهواز من ولده فخر الشرف أبو منصور هبة الله نقيب الأهواز ابن أبي البركات محمد نقيب الأهواز ابن أبي محمد الحسن نقيب الأهواز ابن حمزة المذكور ، ومن بني محمد الأعلم الحسن الأصغر بن أحمد بن محمد الأعلم له عقب. وأما الحسين الأحول ابن عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة فمن ولده أبو محمد الحسن قاضي دمشق وأبو طاهر محمد المبرقع وأبو هاشم أحمد نقيب الموصل وأبو القاسم زيد قاضي الإسكندرية بنو أبي عبد الله محمد بن الحسن الصالح بن الحسين الأحول لهم أعقاب ، منهم السيد العالم الفاضل أبو الغنائم الزيدي النسابة ، وهو عبد الله بن الحسن قاضي دمشق ، له مبسوط في النسب.
    وأما يحيى بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة فأعقب من عيسى وطاهر. أما عيسى فأعقب من أحمد والحسين ، لهما عقب وأما طاهر بن يحيى بن عيسى ويكنى أبا العباس فله عدّة من الولد منهم علي يعرف بابن مريم ؛ وولده يعرفون ببني مريم له عقب فيهم عدد ومنهم عبيد الله وأبو الحسين يحيى ، قيل اسمه زيد يلقبه أهل الكوفة صدغ الكلب ، وأحمد بن طاهر ، وقال بعض النساب هو أحمد بن يحيى بن عيسى.
    وأما زيد بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الطيب فمن ولده محمد بن زيد
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:25 pm


    المذكور ؛ قيل هو أبو الطيب ، له عقب منهم البلا وهو علي بن محمد المذكور. وأما علي بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الحسن فعقبه كثير منهم محمد الحطب بن أبي طالب عبد الله قتيل الطواحين بن علي المذكور يقال لولده بنو الحطب ، كان ببغداد ومقابر قريش ، منهم علاء الدين علي الأعرج بن ابراهيم بن أبي البدر محمد بن علي بن مظفر بن محمد بن علي الضرير بن حمزة الصياد بن الحسين بن محمد الحطب المذكور انقرض.
    ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، زيد بن علي المذكور أبو الحسين أعقب ؛ ومن ولده السيد الفاضل المنتمي بن أبي زيد عبد الله بن علي كياكي بن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أبو الفتوح (1) الواعظ أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ، ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ، أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي الصلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي المذكور ، يعرف بابن هيفاء له عقب بالحائر لهم نقابة وبأس وشجاعة ، أعقب من ولده أبي طاهر محمد كان متوجها بالحائر. فمن ولد أبي طاهر محمد ، أبو الحسن علي بن محمد ، يقال لولده بنو هيفاء وطاهر بن محمد ، يقال لولده بنو عيسى لأن عقبه من عيسى بن طاهر وحده منهم أبو عبد الله الحسين المقري بن محمد بن عيسى المذكور ، يقال لولده بنو المقري وكلّهم بالحائر (2).
    وأما يحيى بن يحيى بن ذي العبرة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من تسعة
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة أبو الفتوح الواعظ بن عزيز بن أحمد ابن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ومن بني علي الخ. م ص
    (2) فمنهم بنو طوغان ، منهم ولد السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان بن أبي عبيد الله الحسين. المقري بن محمد بن عيسى المذكور
    بنو الباب الطاقي نسبة الى باب الطاق وهو أبو الحسن بن علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر الوحش بن محمد الجمّال بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم أبو الهيجة محمد الضراب بن أبي طالب حمزة الضراب بن الحسن بن جعفر الوحش أولد ، ومنهم محمد الملقب بالحر بن الحسن بن جعفر الوحش المذكور أولد ومنهم أبو علي أحمد الفراد بن الحسين الدين بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم الجمل وهو أبو طالب محمد الطواف بن أحمد بن محمد المحدث بن علي الضرير بن جعفر الأعمى المذكور ، ومن ولد المحسن بن الحسين بن علي الخارصي ؛ أبو طالب المحسن بن محمد بن حمزة بن علي بن محمد بن الحسين بن المحسن بن الحسين المذكور.
    وأما محمد بن الحسين بن علي الخارصي وهو الملقّب بالجور. قال أبو نصر البخاري : قتل في بعض الوقائع بجرجان ولم يعرف له ولد زمانا طويلا. وسمّي بالجور لأنّه كان يسكن البراري ويطوف بالصحاري خوفا من السلطان. فشبّه لأجل سكناه في البرية بالوحش ، وحمار الوحش يقال له بالفارسية كور فعرب بجور ، وقيل سمّي بذلك لما ظهر ولده بعد موته وسئلت امه عنه فقالت : الجارية هذا ابن هذا الكور ـ تعني القبر وأشارت الى قبره ـ هذا كلام البخاري. وقال أبو الحسن العمري : إن الجور قتله المعتصم بالري وقد تناوله النساب بالطعن ، والله تعالى أعلم بصحّة ما قالوا ، وقد روى أبو نصر البخاري عن أبي جعفر محمد بن عمار انّه قال : كتبت الى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام أسأله عن مسائل منها : ما تقول في الجورية؟ قال فكتب تحت كلّ مسألة جوابها وكتب تحت هذه المسألة : وأما الجورية فلا نعرفهم ولا يعرفونا. ان صحّ هذا الخبر فهو شهادة قاطعة ما بعدها كلام ، وكان للجور أحد عشر ولدا كلّ منهم اسمه جعفر وانما يفرّق بينهم بالكنى ؛ ومنهم أبو البركات علي بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، كان في زمن السلطان يمين الدولة محمود بن

    سبكتكين وذكره أبو نصر العتبي في كتاب اليميني (1) قال : جمع الله له بين ديباجتي النظم والنثر ، فنثره منثور الرياض جادته السحائب ، ونظمه منظوم العقود زانتها النحو والترائب ، وله شعر حسن فمنه :
    وأغيد سحار بألحاظ عينه
    حكى لي تثنيه من البان أملودا

    سلخت بذكراه عن الصبح ليله
    أسامره والكأس والناي والعودا

    ترى أنجم الجوزاء والنجم فوقها
    كباسط كفيه ليقطف عنقودا

    ومنهم مسعود بن أبي أحمد عبد الله بن اسماعيل بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو عبد الله داعي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، قال أبو نصر البخاري : ليس كلّ أولاد محمد بن جعفر بن محمد جورية إنما الجورية أولاد محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام. هذا كلامه وقد كرّره في موضع آخر ، وأما العمري وابن طباطبا فقالا : الجور هو محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام والله تعالى أعلم.
    وأما اسحاق بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا محمد ويلقب المؤتمن وولد بالعريض ، وكان من أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وامه أم أخيه موسى الكاظم عليه‌السلام ، وكان محدثا جليلا وادّعت فيه طائفة من الشيعة الامامية ، وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول : حدّثني الثقة الرضا اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وهو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق عليه‌السلام عددا ، وأعقب من ثلاثة رجال محمد والحسين والحسن. فمن ولد محمد بن اسحاق المؤتمن بنو الوارث بالري وهو أحمد بن محمد بن محمد بن حمزة بن محمد المذكور ، منهم حمزة النجار بن ناصر بن حمزة بن ناصر بن حمزة
    __________________
    (1) أنظر هامش (شرح اليميني) ج 2 ص 51 طبع مصر سنة 1286 هـ.

    بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد الوارث ، وولده الحسن الأعرج ، رآهما الشيخ رضي الدين الحسن بن قتادة الحسني بالمشهد الشريف الغروي. قال ابن طباطبا : انتقلوا من المدينة الى الكوفة ومن الكوفة الى الري. ومن ولد الحسن بن اسحاق المؤتمن وأعقب جماعة تفرّقوا بمصر ونصيبين ، ومنهم ميمون بن عبيد الله بن حمزة بن الحسن بن علي بن الحسن المذكور ، ومنهم اسحاق بن محمد بن الحسن بن اسحاق المؤتمن ومنهم محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن محمد الحسن المذكور وغيرهم ومنهم شدقم وهو جعفر بن محمد بن الحسن المذكور ؛ وأخوه محمد الزاهد قال الشيخ العمري : ولشدقم عقب يقال لهم بنو شدقم بواسط والري.
    وأما الحسين بن اسحاق المؤتمن فوقع الى حران وولده بالرقة وحلب منهم جعفر الرقي بن أبي جعفر محمد بن طاهر بن محمد بن الحسين المذكور ببغداد له إخوة بالرقة ، لهم أولاد وجمهور عقب اسحاق المؤتمن ينتهي الى الشريف أبي إبراهيم العالم الشاعر ممدوح أبي العلاء المعري ، وهو محمد الحراني بن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين بن اسحاق المؤتمن. قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان أبو إبراهيم لبيبا عاقلا ولم تكن حاله واسعة فزوجه الحسين الحراني بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن علي الطبيب العلوي العمري ، بنته خديجة المعروفة بأم سلمة. وكان أبو عبد الله الحسين العمري متقدّما بحران مستوليا عليها وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حران وملكوها على آل وثاب. قال : فأمد أبو عبد الله الحسين العمري أبا ابراهيم بماله وجاهه ونبغ أبو ابراهيم وتقدّم وخلف أولادا سادة فضلاء ، هذا كلامه.
    وعقب أبي ابراهيم المذكور المعروف الآن من رجلين أبي عبد الله جعفر نقيب حلب وأبي سالم محمد ابني أبي إبراهيم ، ولأعقابهما توجّه وعلم وسيادة ، فمن

    بني أبي سالم محمد ، بنو زهرة (1) وهو أبو الحسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم المذكور. وهم بحلب سادة نقباء علماء فقهاء متقدّمون كثرهم الله. ومن بني أبي عبد الله جعفر بن أبي ابراهيم ، بنو حاجب الباب وهو شرف الدين أبو القاسم الفضل بن يحيى بن أبي علي بن عبد الله نقيب حلب ابن جعفر بن أبي تراب زيد بن جعفر المذكور ، وهو السيّد العالم حافظ كتاب الله كان حاجبا لباب النوبي بدار الخلافة ببغداد ، ورهطهم وبنو عمّهم. ومنهم نقيب حلب أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي إبراهيم المذكور. قال أبو الحسن العمري : صديقي سنين جيد الصوت وكان أبو إبراهيم محمد بن جعفر فارسا شاعرا جليلا وله أعقاب وذيل طويل.
    ومن بني حاجب الباب ؛ السيد العالم أبو علي المظفر بن حاجب الباب المذكور صاحب كتاب «صرف المعرة عن شيخ المعرة» تعصب فيه لأبي العلاء المعري وذكر بعض ما يطعن به عليه وأجاب عنه. ومنهم موفق الدين أبوالفضل
    __________________
    (1) ومن سادات بني زهرة السيد العالم الفقيه الكامل رئيس الفضلاء السيّد علاء الملة والدين أبو الحسن علي بن أبي ابراهيم محمد بن أبي علي الحسن ابن أبي المحاسن زهرة بن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد النقيب بن أبي علي أحمد بن أبي جعفر محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أبي إبراهيم اسحاق المؤتمن ابن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه‌السلام ، وولده المعظم الممجد السيد المكرّم شرف الملّة والدين أبو عبد الله الحسين ، وأخوه الكبير الأمجد بدر الدين أبو عبد الله محمد وولداه السيد أبو طالب أحمد شهاب الدين ، والسيد أبو محمد عز الدين الحسن الذين كتب الامام العلاّمة حجّة الائمة على المسلمين جمال الملّة والدين الحسن ابن المطهر الحلّي رحمه‌الله اليهم الاجازة التي هي طويلة مشهورة. (عن هامش الأصل)

    بن أبي الغنائم مصعب بن أبي علي عبد الله نقيب حلب المذكور صديق شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة. ومنهم السيد الفاضل زين الدين علي بن محمد بن علي بن محمد بن أبي علي نقيب حلب عبد الله وغيرهم. وبقيتهم بحلب ـ آخر ولد اسحاق بن الصادق عليه‌السلام ، وهم آخر ولد جعفر الصادق بن محمد الباقر وهم آخر ولد محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ.
    المقصد الثاني
    في ذكر عقب عبد الله الباهر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ولقّب الباهر لجماله ، قالوا ما جلس مجلسا إلاّ بهر جماله وحسنه من حضر ؛ وولّي صدقات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمه أم أخيه محمد الباقر عليه‌السلام وتوفي وهو ابن سبع وخمسين سنة ، وولي صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام أيضا وعقبه قليل ؛ أعقب من ابنه محمد الأرقط وحده ويكنى محمد أبا عبد الله وكان محدّثا من أهل المدينة ، أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد وعمّر ثماني وخمسين سنة ؛ وانما لقب الأرقط لأنّه كان مجدورا ، قال ذلك الشيخ أبو الحسن العمري. وقال أبو نصر البخاري : من يطعن في الأرقط فلا يطعن من حيث النسب والعقب وانما يطعنون لشيء جرى بينه وبين الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام يقال إنّه بصق في وجه الصادق عليه‌السلام فدعا عليه فصار أرقط الوجه به نمش كريه المنظر ، وأما نسبه فلا مطعن فيه ، وهذا كلامه.
    فأعقب محمد الأرقط بن الباهر ، من اسماعيل وحده. خرج اسماعيل هذا مع أبي السرايا وأعقب من رجلين الحسين الملقّب بالبنفسج ومحمد ، فمن ولد الحسين البنفسج ؛ أحمد البنفسج كان بشيراز وأولد ، ومنهم عبد الله الأكبر بن الحسين ، له ولد منهم بقم ناصر الدين محمد بن أحمد بن أبي القاسم بن حمزة

    ابن زهير بن أحمد بن المحسن بن علي بن أبي القاسم حمزة بن عبد الله المذكور ومن بني الحسين البنفسج ، اسماعيل الدخ وعقبه ينتهي الى عبد الله بن الحسين بن اسماعيل المذكور ، فأعقب عبد الله بن الحسين هذا من رجلين أحدهما حمزة الأصم كان بالري وانتقل منها الى قم ، والآخر علي الملقب دردارا بالري ، وأكثر ولده بها وبجرجان منهم أبو جعفر محمد الكوكبي بن الحسين بن علي دردارا وأخوه عبد الله بن الحسين لهما عقب ومنهم اسماعيل مايكديم بن محمد بن اسماعيل بن علي دردارا ، له عقب.
    ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط وفي ولده العدد ، اسماعيل الناصب. قال أبو الحسن العمري : كان يتظاهر بالنصب ويلبس السواد ويتقرّب بذلك الى ابن طولون. وابنه محمد بن اسماعيل يقال له الغريق له عقب يقال لهم بنو الغريق وأكثرهم بالشام ومصر ، فمنهم الحسين المصري بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له ولد. ومنهم أبو علي الحسين الطبيب بمصر ابن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له أيضا ولد ، ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط ، أحمد الدخ بن محمد بن اسماعيل له عقب منهم الحسين الكوكبي بن أحمد الدخ ، خرج في أيام المستعين وتغلب على قزوين وأبهر وزنجان وذلك في سنة خمس (1) وخمسين ومائتين وكان معه إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فخرج اليه طاهر بن عبد الله بن طاهر فقتل إبراهيم بموضع من قزوين وانهزم الحسين الكوكبي الى طبرستان والتجأ الى الداعي الحسن بن زيد ثم بلغ الداعي عنه كلام فغرقه في بركة ولا عقب له.
    ومنهم عبد الله بن أحمد الدخ ظهر بمصر (2) في أيام المستعين أيضا
    __________________
    (1) كذا في النسخ والصحيح إحدى.
    (2) كان ظهوره بمصر سنة 252 هـ قاله العمري في (المجدي). م ص

    فأخذ وحمل الى سرّ من رأى بعد خطب وفي جملة عياله بنته زينب ، فأقاموا مدّة مات فيها عبد الله وصار عياله الى الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام فبارك عليهم ومسح يده على رأس زينب ووهب لها خاتمه وكان فضة فصاغت منه حلقة. وماتت زينب والحلقة في أذنها ؛ وبلغت زينب بنت عبد الله مائة سنة ، وكانت سوداء شعر الرأس. هذا كلام الشيخ أبي الحسن العمري. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : ظهر أيام المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قال : فحاربه دينار بن عبد الله فانهزم ومات متغيبا لا يعرف قبره وهو ابن خمس وخمسين سنة يوم غاب. ثم قال : بمصر قوم ينتسبون الى عبد الله بن أحمد بن محمد بن اسماعيل لا يصحّ لهم نسب عندي. وقال الشيخ أبو الحسن العمري : وشيخنا السيد ، أعقب عبد الله وله عقب بمصر منهم أبو القاسم عبد الله الملقب بلبلة بن المحسن بن عبد الله بن محمد طالوت بن عبد الله المذكور. ومنهم اسماعيل الخاسر بن يحيى بن أحمد بن علي بن عبد الله المذكور ، ومنهم إبراهيم المعدّل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم الضرير بن الحسن بن الحسين الأحول بن عبد الله المذكور وبقيتهم بمصر.
    ومن بني أحمد الدخ. حمزة بن أحمد ويعرف بالقمي ، له عقب ومنهم أبو الحسن علي الزكي نقيب الري بن أبي الفضل محمد الشريف الفاضل بن أبي القاسم علي نقيب قم ـ ابن محمد بن حمزة المذكور ، له أعقاب ، منهم نقباء الري وملوكها ، منهم عز الدين يحيى بن أبي الفضل محمد بن علي بن محمد بن السيد المطهّر ذي الفخرين بن علي الزكي المذكور نقيب الري وقم وآمل ، قتله خوارزم شاه وانتقل ولده محمد الى بغداد ومعه السيد ناصر بن مهدي الحسني ، ففوّضت نقابة الطالبيين ببغداد الى السيد ناصر بن مهدي ثم فوّضت اليه الوزارة فترك أمر النقابة الى محمد بن النقيب عز الدين يحيى ، ومنهم فخر الدين علي ـ نقيب قم ابن المرتضى بن محمد بن المطهّر بن أبي الفضل محمد المذكور.
    ومن بني محمد بن حمزة بن الدخ الحسن بن المذكور له عقب ، ومن بني

    أحمد الدخ أبو جعفر محمد بن أحمد يعرف بالكوكبي له عقب منهم أبو الحسن أحمد بن علي بن محمد المذكور نقيب النقباء ببغداد أيام معز الدولة بن بويه ، ومنهم أبو عبد الله جعفر بن أحمد الدخ ، له عقب منهم الشريف النسابة المصنف أبو القاسم الحسين بن جعفر الأحول بن الحسين بن جعفر المذكور ، المعروف بابن خداع ـ وهي امرأة ربت جدّه الحسين بن جعفر فعرف بها كان بمصر وله «كتاب المعقبين» (1) وله عقب ومنهم أبو الحسن علي الأشط بن الحسين بن جعفر المذكور له عقب ، ومنهم اسماعيل بن محمد بن موسى بن جعفر المذكور له عقب.
    المقصد الثالث
    في ذكر عقب زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد ، ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله أكثر من أن يوصف (2) ويقال له حليف القرآن. ويروى أن زيدا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له : «ليس في عباد الله أحد دون أن يوصي بتقوى الله ولا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله وأنا أوصيك بتقوى الله». فقال له هشام : «أنت زيد المؤمل للخلافة الراجي لها وما أنت والخلافة لا أم لك وأنت
    __________________
    (1) قال العمري في المجدي : أرخ أخبار آل أبي طالب ابن خداع الى ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
    (2) انظر كتاب (زيد الشهيد) للعلاّمة الخبير السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، طبع النجف ، وهو خير كتاب ألف في بابه فلقد أفاض فيه البحث في أخبار زيد من بدء قيامه بالأمر حتى قتله ؛ مع ذكر أولاده وأحفاده وفوائد أخر لا يستغني المؤرخ عنها. م ص

    ابن أمة؟» فقال زيد : «لا أعرف أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه الله تعالى وهو ابن أمة ؛ اسماعيل بن ابراهيم ، وما يقصرك برجل أبوه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ابن علي بن أبي طالب عليه‌السلام». فوثب هشام ووثب الشاميون ودعا قهرمانه وقال : «لا يبيتن هذا في عسكري الليلة» فخرج أبو الحسين زيد يقول : «لم يكره قوم قط حر السيوف إلاّ ذلّوا». فحملت كلمته الى هشام فعرف انّه يخرج عليه ؛ ثم قال هشام : «ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا؟ ولعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم».
    وكان هشام بن عبد الملك قد بعث الى مكة فأخذوا زيدا وداود بن علي بن عبد الله بن عباس ، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام لأنّهم اتهموا أن لخالد القسري عندهم مالا مودعا ، وكان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم الى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم إنّه ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف (1) فخرجت الشيعة خلف زيد بن علي الى القادسية فردوه وبايعوه ، فمن ثبت معه نسب الى الزيدية ومن تفرّق عنه نسب الى الرافضة. قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي : إن زيدا لمّا رجع الى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة ؛ وأقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين بالبصرة والباقي بالكوفة. وخرج سنة احدى وعشرين ومائة فلما خفقت الراية على رأسه قال : «الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله إني كنت استحيي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أرد عليه الحوض غدا ولم آمر في امته بمعروف ولا أنهي عن منكر». وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه : «ما تقول في أبي بكر وعمر؟» فقال : «ما أقول فيهما إلاّ الخير وما سمعت من أهلي فيهما إلاّ الخير». فقالوا :
    __________________
    (1) أنظر (تاريخ الطبري) ج 8 ص 761 و (مقاتل الطالبيين) بترجمة زيد.

    «لست بصاحبنا ذهب الإمام ـ يعنون محمّد الباقر عليه‌السلام ـ وتفرّقوا عنه فقال : «رفضونا القوم» فسمّوا بالرافضة.
    قال سعيد بن خيثم : تفرّق أصحاب زيد عنه حتى بقي في ثلاثمائة رجل وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف. قال : فصفّ أصحابه صفّا بعد صفّ حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوي عنقه ، فجعلنا نضرب فلا نرى إلاّ النار تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن علي يقال رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي يقال له راشد فأصاب بين عينيه ، قال : فأنزلناه وكان رأسه في حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد فأكبّ عليه فقال : «يا أبتاه أبشر ترد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة وعلى الحسن والحسين صلوات الله عليهم». فقال : «أجل يا بني ولكن أي شيء تريد أن تصنع؟» قال : «أقاتلهم والله ولو لم أجد إلاّ نفسي». فقال : «افعل يا بني إنّك على الحق وإنّهم على الباطل وإن قتلاك في الجنة وان قتلاهم في النار». ثم نزع السهم فكانت نفسه معه. قال : فجئنا به الى ساقية تجري في بستان فحبسنا الماء من هاهنا وهاهنا ثم حفرنا له ودفناه وأجرينا الماء عليه ، وكان معنا غلام سندي فذهب الى يوسف بن عمر فأخبره فأخرجه يوسف من الغد فصلبه في الكناسة (1) فمكث أربع سنين (2) مصلوبا
    __________________
    (1) صلب منكوسا بالكناسة وصلب معه أصحابه على ما ذكره ابن الأثير في (الكامل) في حوادث سنة 122 هـ وابن عبد ربه في (العقد الفريد) في باب مقتله.
    (2) ذكره المسعودي في (مروج الذهب) والديار بكري في (تاريخ الخميس) والشيخ المفيد في (الارشاد) وقال العمري في (المجدي) : بقي ست سنين مصلوبا وقيل خمس سنين ، وقيل أربع سنين ، وقيل ثلاث سنين ، وقيل سنتين ، وقيل سنة وأشهرا. ولم يختلف المؤرخون في بقائه مرفوعا على الخشبة زمنا طويلا حتى اتخذته الفاختة وكرا ؛ أنظر كتاب (زيد الشهيد) ص 55. م ص

    ومضى هشام.
    وكتب الوليد بن يزيد الى يوسف بن عمر : «أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد الى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه (فِي الْيَمِّ نَسْفاً)» فأنزله وحرقه ثم ذره في الهواء ، وقال الناصر الكبير الطبرستاني : لما قتل زيد بعثوا برأسه الى المدينة ونصب عند قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما وليلة. وكان قتله ـ على ما قال الواقدي ـ سنة احدى وعشرين ومائة ، وقال محمد بن اسحاق بن موسى : قتل على رأس مائة سنة وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما ، وقال الزبير بن بكار : قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة. وقال ابن خرداذبه : قتل وهو ابن ثمان وأربعين سنة ، وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة احدى وعشرين ومائة ، ووجدت عن بعضهم أنّه قال : لما قتل زيد بن علي وصلب رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلك الليلة مستندا الى خشبة وهو يقول : «(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) أيفعلون هذا بولدي؟». وروى غير واحد أنّهم صلبوه مجردا فنسجت العنكبوت على عورته من يومه ورثي زيد بمراث (1) كثيرة.
    وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير انّه قال : قال عبد الرحمن بن سيابة : أعطاني جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ألف دينار وأمرني أن أفرقها في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كلّ رجل أربعة دنانير.
    فولد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام أربعة بنين ولم يكن له أنثى
    __________________
    (1) رثاه جماعة من الشعراء ؛ وأول من لبس السواد عليه شيخ بني هاشم والمتقدّم فيهم ؛ الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب المتوفى سنة 129 ورثاه بقصيدة طويلة مثبتة في (مقاتل الطالبيين) وكتاب (زيد الشهيد) أوّلها :
    ألا يا عين لا ترقي وجودي
    بدمعك ليس ذا حين الجمود

    غداة ابن النبي أبو حسين
    صليب بالكناسة فوق عود



    يحيى ، أمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وأمها ريطة (1) بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. ولما قتل زيد بن علي خرج يحيى بن زيد حتى نزل المدائن فبعث يوسف بن عمر في طلبه فخرج إلى الري ثم خرج الى نيسابور فسألوه المقام فقال : بلدة لا ترتفع فيها لعلي راية. ثم خرج الى سرخس وأقام عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر حتى مضى هشام لسبيله ، فكتب الوليد بن يزيد الى نصر بن سيار الليثي في طلبه فأخذه ببلخ من دار الحريش بن أبي الحريش وقيّده وحبسه ، فقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لمّا بلغه ذلك :
    أليس بعين الله ما يفعلونه
    عشية يحيى موثقا في السلاسل؟

    كلاب عوت لا قدّس الله سرّها
    فجئن بصيد لا يحل لآكل (2)

    وكتب نصر بن سيار الى يوسف بن عمر يخبره بذلك ، وكتب يوسف الى الوليد بن يزيد فأمره بأن يحذره الفتنة ويخلي سبيله فخلّى سبيله وأعطاه ألفي درهم وبغلين فخرج حتى نزل الجوزجان (3) فلحق به قوم من أهل جوزجان والطالقان قدرهم خمسمائة رجل فبعث اليه نصر بن سيار سالم بن أحور فقاتلوا أشدّ القتال ثلاثة أيام حتى قتل جميع أصحاب يحيى وبقي هو وحده فقتل (4) يوم الجمعة وقت
    __________________
    (1) وأم ريطة هذه بنت المطلب بن أبي وداعة السهمي ؛ ذكر ذلك أبو الفرج في (المقاتل). م ص.
    (2) أوردهما أبو الفرج (في المقاتل) بترجمة يحيى مع إضافة بيتين بين الأول والرابع.
    (3) الجوزجان بعد الزاي جيم اسم كورة واسعة من كور بلخ بين مرو الروذ وبلخ ؛ ويقال لقصبتها اليهودية. (مراصد الاطلاع).
    (4) قال أبو الفرج في (المقاتل) أتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل

    العصر بقرية يقال لها أرغوى سنة خمس وعشرين ومائة ؛ واحتز رأسه سورة بن محمد وأخذ العنزي سلبه ، وهاذان أخذهما أبو مسلم المروزي فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما.
    وقتل يحيى وله ثماني عشرة سنة وبعث برأسه الى الوليد بن يزيد لعنه الله فبعث به الوليد بن يزيد الى المدينة فجعل في حجر أمه ريطة فنظرت اليه فقالت : «شردتموه عني طويلا وأهديتموه اليّ قتيلا ؛ صلوات الله عليه وعلى آبائه بكرة وأصيلا» ؛ فلما قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس ؛ مروان بن محمد بن مروان بعث برأسه حتى وضع في حجر امه ، وقال : هذا بيحيى بن زيد. ولا عقب ليحيى بن زيد. قال الشيخ البخاري : كانت له بنت ترضع. وعقب زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام في ثلاثة الحسين ذي الدمعة وذي العبرة (1) وعيسى مؤتم الأشبال ، ومحمد.
    أما الحسين ذو العبرة ويكنى أبا عبد الله وامه أم ولد وعمي في آخر عمره فزوّج ابنته من المهدي محمد بن المنصور العباسي ومات سنة خمس وثلاثين ومائة
    __________________
    من موالي عنزة يقال له عيسى فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه وأخذ العنزي الذي قتله سلبه وقميصه ؛ فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما ، وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله ... فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة فأنزلوه وغسّلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه.
    (1) لقّب بذي الدمعة وذي العبرة لكثرة بكائه ، قال أبو الفرج في (المقاتل) بسنده عن يحيى بن الحسين بن يزيد قال : قالت أمي لأبي ما أكثر بكاءك؟ فقال : «وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من البكاء» ، يعني السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى ؛ قال العمري في (المجدي) ولد ذو الدمعة بالشام وشهد حرب محمد وإبراهيم ابني عبد الله وتكفّل به الصادق عليه‌السلام

    وقيل سنة أربعين ومائة ، قال أبو نصر البخاري : وهو الصحيح. وهو من أصحاب الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام. قتل أبوه وهو صغير فربّاه جعفر بن محمد فأعقب وفي ولده البيت والعدد من ثلاثة رجال يحيى وفيه البيت ، والحسين وكان قعددا ؛ وعلي. أما يحيى أبو الحسين (1) بن ذي الدمعة وفي ولده البيت والعدد ، فأعقب من سبعة رجال ، منهم ثلاثة مقلون ، وهم القاسم ؛ والحسن الزاهد وحمزة ؛ وأربعة مكثرون ، وهم محمد الأصغر الاقساسي ، وعيسى ، ويحيى بن يحيى ، وعمر بن يحيى.
    أما القاسم بن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه قليل جدّا ؛ منهم أبو الفرعل وهو أبو جعفر النسابة محمد بن عيسى بن محمد نونو بن القاسم المذكور. وأما الحسن (2) الزاهد بن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه أيضا قليل منهم أبو المكارم محمد بن يحيى بن النقيب أبي طالب حمزة بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن
    __________________
    بعد قتل أبيه فأصاب منه علما كثيرا ، ومات وله ست وسبعون سنة ، وله تسع بنات ؛ ميمونة وأم الحسن وكلثم وفاطمة وسكينة وعلية وخديجة وزينب وعاتكة ؛ وثمانية عشر رجلا يحيى وعلي الأكبر وعلي والحسين وزيد وابراهيم ومحمد وعقبة ويحيى الأصغر وأحمد واسحاق والقاسم والحسن ومحمد الأصغر وعبد الله وجعفر الأكبر وعمر وجعفر. م ص
    (1) أم يحيى هذا خديجة بنت الباقر عليه‌السلام ، وقيل خديجة بنت عمر الأشرف ، توفى يحيى ببغداد سنة 207 وصلّى عليه المأمون وكانت له نباهة ويكنى أبا الحسين ، أولد ثمانية وعشرين ولدا ذكرا وانثى ، منهم محمد الأكبر وعلي وأحمد والحسين وحمزة والقاسم والحسن وعمر وعيسى ويحيى ومحمد الأصغر.
    (2) كنيته أبو محمد وولد سبع بنات وستة رجال ، أعقب منهم رجل واحد وهو أبو جعفر محمد الأصغر بن الحسن بن يحيى ، فعلى هذا بطل نسب آل أبي الوفاء لادعائهم الى علي بن الحسن بن يحيى والله أعلم. (المجدي)

    الزاهد المذكور. كان يحفظ القرآن وكذا آباؤه الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهذه فضيلة حسنة. ورأيت بعض النسابين قد ذكر ان الأب كان يلقن الإبن منه الى أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وهذا مشكل لأن الحسين ذا الدمعة كان يوم قتل أبوه ابن سبع سنين ويبعد أن يكون في هذا السن قد تلقّن القرآن من أبيه زيد ، ومنهم الحسين المعروف بابن ضنك عرف بأمه بنت ضنك المحمدية وضنك هي ام الحسين بنت عبد الله الملقب ضنك بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام والحسين المذكور هو ابن علي بن محمد بن الحسين بن الحسن الفرعل المذكور ، له عقب منهم علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين ؛ له عقب ومنهم ضنك بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسين ، له عقب بالحائر يعرفون ببني ضنك ، وقد قيل إنّهم محمديون من بني محمد بن الحنفية والله سبحانه وتعالى أعلم.
    ومنهم علي بن الحسين بن علي الشاعر بن محمد بن زيد القصير بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن الزاهد ؛ له عقب بالموصل ، ومنهم أحمد الخالصي بن أبي الغنائم محمد بن زيد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسن الزاهد المذكور نزل الخالصة من (الصدرين) وهو أحد أعمال الحلة فنسب اليها ؛ ويقال لولده بنو الخالصي ؛ وكان أهل بيت رياسة وزهد بسورا. انقرض المعروفون منهم بهذا اللقب ؛ وانفصل منهم بنو مكارم ؛ وهو أبو المكارم محمد بن معد بن عبد الباقي بن معد بن أبي المكارم محمد بن أحمد الخالصي ؛ ويقال لهم بنو مكارم بسورا منهم محمّد يدعى مطلوبا بن أبي مكارم المذكور جدّ السيد بن مطلوب بسورا.
    وأما حمزة بن يحيى بن ذي الدمعة فله عقب كثير. فأعقب من علي وأعقب علي بن حمزة من الحسين. وأعقب الحسين بن علي بن حمزة من رجلين وهما أبو جعفر محمد الأسود الشاعر ، وعلي يلقب دانقين ، فمن ولد علي دانقين بن

    الحسين بن علي بن حمزة بنو الأمير ، وهم ولد علي الأمير بن محمد ورق الجوع بن يحيى بن الحسين السنيدي بن علي دانقين المذكور ؛ ومنهم أبو الحسن علي المصلّي بن الحسين بن محمد بن الحسين السنيدي المذكور ، له عقب ومنهم قاضي حمص أبو علي ابراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد ذنيب بن علي دانقين المذكور ، وأولاده أبو البركات عمر ؛ وهو المعروف بالشريف عمر (1) بالكوفة ، ومعد وهاشم وعمار ؛ وعدنان ، كان أبو البركات عالما وعلت سنّه وتفرّد برواية أشياء لم يشاركه فيها أحد في زمانه ، وكان يروي عن خاله عبد الجبار بن معية الحسني النسابة ، وله عقب. ومن ولد أخيه معد بنو المهذب ، وهو ابن معد المذكور وكان لعمار أخيهما عقب بالكوفة انقرضوا ؛ وذكر الشيخ الفاضل قوام الدين عبد الرزاق بن الفوطي المؤرخ البغدادي في كتابه «تلخيص مجمع الألقاب» : زين الدين أبو محمد حبيب بن عبد المهيمن بن سباه سالار بن سفيان بن أنس بن يحيى بن أحمد ذنيب. وذكر : انّه رآه ببغداد وهو كيلاني حنبلي المذهب والأكابر يطايبونه كيف انّه حنبلي. هذا كلامه ولكن أحمد ذنيب لم يكن له ابن اسمه يحيى ولا ذكره أحد من النساب والله أعلم.
    وأما محمد الأصغر الاقساسي بن يحيى بن ذي العبرة ، ونسبته الى الاقساس قرية من قرى الكوفة ، وولده سادة معظّمون فأعقب من ثلاثة رجال ؛ محمد مات أبوه وهو حمل سمّي باسمه وعرف بالاقساسي ؛ وعلي الزاهد وأحمد الموضح بن محمد الاقساسي فعقبه قليل. قال شيخ الشرف العبيدلي : أعقب من أبي جعفر محمد ويحيى وعلي. منهم علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المذكور ؛ درج. قال شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة الحسني الرسي النسابة : ورد في سنة نيف
    __________________
    (1) كانت وفاة الشريف عمر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وكان علاّمة أديبا لغويا نحويا محدثا مكثرا صدوقا فقيها زيدي المذهب والنسب. (عن هامش الأصل)

    وسبعين وستمائة الى المشهد الشريف قوم من بلاد العجم ادّعو انهم من ولد علي هذا ، وهم مبطلون. وأما علي الزاهد بن محمد الاقساسي فأعقب من رجلين أبي جعفر محمد بالكوفة وفي ولده البيت ، ومن أبي الطيب أحمد أمه قرة العين الرومية ويقال لولده بنو قرة العين ولهم بقية بواسط ولكنهم ينسبون الى علي الأحول خادم النقابة ابن محمد بن جعفر بن أبي الطيب أحمد المذكور ، وقد قال الشيخ أبو الحسن العمري في مبسوطه : إنّه مات بالشام عن بنت ولم يترك ذكرا والله تعالى أعلم.
    ـ وعقب أبي جعفر محمد بن علي الزاهد بن محمد الأقساسي من رجلين أبي القاسم الحسن الأديب ، وأحمد الملقب صعوة يقال لولده بنو صعوة وعقب أبي القاسم الأديب بن أبي جعفر محمد بن علي الزاهد من كمال الشرف أبي الحسن محمد ، ولاّه الشريف المرتضى نقابة الكوفة وإمارة الحاج فحج بالناس مرارا وفي ولده جلالة ورياسة ، فمنهم السيد الجليل الشاعر العالم نقيب النقباء ببغداد قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن علم الدين الحسن النقيب الطاهر ابن علي بن حمزة بن كمال الشرف محمد المذكور ، انقرض ومنهم أبو محمد الحسن الشاعر ابن علي بن حمزة بن محمد بن أبي القاسم الحسن بن كمال الشرف له عقب ، ومنهم حيدرة بن علي بن نصر الله بن علي بن كمال الشرف ، له عقب. وأما محمد بن محمد الاقساسي فمن ولده بنو جوذاب وهو علي بن محمد المذكور ، وبنو زبرج وهو أبو طالب الحسين بن علي جوذاب لهم بقية.
    وأما عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من ستة رجال ما بين مقل ومكثر ، وهم أحمد ، ومحمد الأعلم ، والحسين الأحول ويحيى ، وزيد وعلي. أما أحمد بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ويكنى أبا العباس فأولد جماعة ، منهم أبو محمد الحسن بن أحمد المذكور من ولده محمد الغلق بن أحمد بن الحسن المذكور ، يقال لولده بنو الغلق ، وانفصل منهم بنو عرقالة وهو

    أبو طالب محمد وجع العين بن الحسن المفلوج بن محمد الغلق المذكور ، ومنهم بنو الأبزر. وهو محمد بن مفضل بن أبي طالب محمد وجع العين ، لهم بقية بالحلة ومن أبي العباس أحمد بن عيسى بن زيد بن أحمد ، من ولده الشيخ المسن حافظ القرآن علي بن محمد بن زيد المذكور عاش مائة سنة ، وله عقب منهم أبو تغلب محمد بن الحسين بن علي المسن المذكور له عقب يقال لهم بنو ناصر كانوا بعكبرا ، ومنهم عيسى بن محمد بن علي المسن ، له عقب.
    واما محمد الأعلم بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، فمن ولده أبو القاسم علي المنجم الحاذق المعروف بابن أزهر وهو ابن محمد الأعلم ، وأخوه حمزة المعدل بالأهواز من ولده فخر الشرف أبو منصور هبة الله نقيب الأهواز ابن أبي البركات محمد نقيب الأهواز ابن أبي محمد الحسن نقيب الأهواز ابن حمزة المذكور ، ومن بني محمد الأعلم الحسن الأصغر بن أحمد بن محمد الأعلم له عقب. وأما الحسين الأحول ابن عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة فمن ولده أبو محمد الحسن قاضي دمشق وأبو طاهر محمد المبرقع وأبو هاشم أحمد نقيب الموصل وأبو القاسم زيد قاضي الإسكندرية بنو أبي عبد الله محمد بن الحسن الصالح بن الحسين الأحول لهم أعقاب ، منهم السيد العالم الفاضل أبو الغنائم الزيدي النسابة ، وهو عبد الله بن الحسن قاضي دمشق ، له مبسوط في النسب.
    وأما يحيى بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة فأعقب من عيسى وطاهر. أما عيسى فأعقب من أحمد والحسين ، لهما عقب وأما طاهر بن يحيى بن عيسى ويكنى أبا العباس فله عدّة من الولد منهم علي يعرف بابن مريم ؛ وولده يعرفون ببني مريم له عقب فيهم عدد ومنهم عبيد الله وأبو الحسين يحيى ، قيل اسمه زيد يلقبه أهل الكوفة صدغ الكلب ، وأحمد بن طاهر ، وقال بعض النساب هو أحمد بن يحيى بن عيسى.
    وأما زيد بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الطيب فمن ولده محمد بن زيد

    المذكور ؛ قيل هو أبو الطيب ، له عقب منهم البلا وهو علي بن محمد المذكور. وأما علي بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الحسن فعقبه كثير منهم محمد الحطب بن أبي طالب عبد الله قتيل الطواحين بن علي المذكور يقال لولده بنو الحطب ، كان ببغداد ومقابر قريش ، منهم علاء الدين علي الأعرج بن ابراهيم بن أبي البدر محمد بن علي بن مظفر بن محمد بن علي الضرير بن حمزة الصياد بن الحسين بن محمد الحطب المذكور انقرض.
    ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، زيد بن علي المذكور أبو الحسين أعقب ؛ ومن ولده السيد الفاضل المنتمي بن أبي زيد عبد الله بن علي كياكي بن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أبو الفتوح (1) الواعظ أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ، ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ، أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي الصلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي المذكور ، يعرف بابن هيفاء له عقب بالحائر لهم نقابة وبأس وشجاعة ، أعقب من ولده أبي طاهر محمد كان متوجها بالحائر. فمن ولد أبي طاهر محمد ، أبو الحسن علي بن محمد ، يقال لولده بنو هيفاء وطاهر بن محمد ، يقال لولده بنو عيسى لأن عقبه من عيسى بن طاهر وحده منهم أبو عبد الله الحسين المقري بن محمد بن عيسى المذكور ، يقال لولده بنو المقري وكلّهم بالحائر (2).
    وأما يحيى بن يحيى بن ذي العبرة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من تسعة
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة أبو الفتوح الواعظ بن عزيز بن أحمد ابن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ومن بني علي الخ. م ص
    (2) فمنهم بنو طوغان ، منهم ولد السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان بن أبي عبيد الله الحسين. المقري بن محمد بن عيسى المذكور


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:27 pm


    المذكور ؛ قيل هو أبو الطيب ، له عقب منهم البلا وهو علي بن محمد المذكور. وأما علي بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الحسن فعقبه كثير منهم محمد الحطب بن أبي طالب عبد الله قتيل الطواحين بن علي المذكور يقال لولده بنو الحطب ، كان ببغداد ومقابر قريش ، منهم علاء الدين علي الأعرج بن ابراهيم بن أبي البدر محمد بن علي بن مظفر بن محمد بن علي الضرير بن حمزة الصياد بن الحسين بن محمد الحطب المذكور انقرض.
    ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، زيد بن علي المذكور أبو الحسين أعقب ؛ ومن ولده السيد الفاضل المنتمي بن أبي زيد عبد الله بن علي كياكي بن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أبو الفتوح (1) الواعظ أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ، ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ، أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي الصلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي المذكور ، يعرف بابن هيفاء له عقب بالحائر لهم نقابة وبأس وشجاعة ، أعقب من ولده أبي طاهر محمد كان متوجها بالحائر. فمن ولد أبي طاهر محمد ، أبو الحسن علي بن محمد ، يقال لولده بنو هيفاء وطاهر بن محمد ، يقال لولده بنو عيسى لأن عقبه من عيسى بن طاهر وحده منهم أبو عبد الله الحسين المقري بن محمد بن عيسى المذكور ، يقال لولده بنو المقري وكلّهم بالحائر (2).
    وأما يحيى بن يحيى بن ذي العبرة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من تسعة
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة أبو الفتوح الواعظ بن عزيز بن أحمد ابن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ومن بني علي الخ. م ص
    (2) فمنهم بنو طوغان ، منهم ولد السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان بن أبي عبيد الله الحسين. المقري بن محمد بن عيسى المذكور
    بنو الباب الطاقي نسبة الى باب الطاق وهو أبو الحسن بن علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر الوحش بن محمد الجمّال بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم أبو الهيجة محمد الضراب بن أبي طالب حمزة الضراب بن الحسن بن جعفر الوحش أولد ، ومنهم محمد الملقب بالحر بن الحسن بن جعفر الوحش المذكور أولد ومنهم أبو علي أحمد الفراد بن الحسين الدين بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم الجمل وهو أبو طالب محمد الطواف بن أحمد بن محمد المحدث بن علي الضرير بن جعفر الأعمى المذكور ، ومن ولد المحسن بن الحسين بن علي الخارصي ؛ أبو طالب المحسن بن محمد بن حمزة بن علي بن محمد بن الحسين بن المحسن بن الحسين المذكور.
    وأما محمد بن الحسين بن علي الخارصي وهو الملقّب بالجور. قال أبو نصر البخاري : قتل في بعض الوقائع بجرجان ولم يعرف له ولد زمانا طويلا. وسمّي بالجور لأنّه كان يسكن البراري ويطوف بالصحاري خوفا من السلطان. فشبّه لأجل سكناه في البرية بالوحش ، وحمار الوحش يقال له بالفارسية كور فعرب بجور ، وقيل سمّي بذلك لما ظهر ولده بعد موته وسئلت امه عنه فقالت : الجارية هذا ابن هذا الكور ـ تعني القبر وأشارت الى قبره ـ هذا كلام البخاري. وقال أبو الحسن العمري : إن الجور قتله المعتصم بالري وقد تناوله النساب بالطعن ، والله تعالى أعلم بصحّة ما قالوا ، وقد روى أبو نصر البخاري عن أبي جعفر محمد بن عمار انّه قال : كتبت الى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام أسأله عن مسائل منها : ما تقول في الجورية؟ قال فكتب تحت كلّ مسألة جوابها وكتب تحت هذه المسألة : وأما الجورية فلا نعرفهم ولا يعرفونا. ان صحّ هذا الخبر فهو شهادة قاطعة ما بعدها كلام ، وكان للجور أحد عشر ولدا كلّ منهم اسمه جعفر وانما يفرّق بينهم بالكنى ؛ ومنهم أبو البركات علي بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، كان في زمن السلطان يمين الدولة محمود بن

    سبكتكين وذكره أبو نصر العتبي في كتاب اليميني (1) قال : جمع الله له بين ديباجتي النظم والنثر ، فنثره منثور الرياض جادته السحائب ، ونظمه منظوم العقود زانتها النحو والترائب ، وله شعر حسن فمنه :
    وأغيد سحار بألحاظ عينه
    حكى لي تثنيه من البان أملودا

    سلخت بذكراه عن الصبح ليله
    أسامره والكأس والناي والعودا

    ترى أنجم الجوزاء والنجم فوقها
    كباسط كفيه ليقطف عنقودا

    ومنهم مسعود بن أبي أحمد عبد الله بن اسماعيل بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو عبد الله داعي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، قال أبو نصر البخاري : ليس كلّ أولاد محمد بن جعفر بن محمد جورية إنما الجورية أولاد محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام. هذا كلامه وقد كرّره في موضع آخر ، وأما العمري وابن طباطبا فقالا : الجور هو محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام والله تعالى أعلم.
    وأما اسحاق بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا محمد ويلقب المؤتمن وولد بالعريض ، وكان من أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وامه أم أخيه موسى الكاظم عليه‌السلام ، وكان محدثا جليلا وادّعت فيه طائفة من الشيعة الامامية ، وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول : حدّثني الثقة الرضا اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وهو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق عليه‌السلام عددا ، وأعقب من ثلاثة رجال محمد والحسين والحسن. فمن ولد محمد بن اسحاق المؤتمن بنو الوارث بالري وهو أحمد بن محمد بن محمد بن حمزة بن محمد المذكور ، منهم حمزة النجار بن ناصر بن حمزة بن ناصر بن حمزة
    __________________
    (1) أنظر هامش (شرح اليميني) ج 2 ص 51 طبع مصر سنة 1286 هـ.

    بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد الوارث ، وولده الحسن الأعرج ، رآهما الشيخ رضي الدين الحسن بن قتادة الحسني بالمشهد الشريف الغروي. قال ابن طباطبا : انتقلوا من المدينة الى الكوفة ومن الكوفة الى الري. ومن ولد الحسن بن اسحاق المؤتمن وأعقب جماعة تفرّقوا بمصر ونصيبين ، ومنهم ميمون بن عبيد الله بن حمزة بن الحسن بن علي بن الحسن المذكور ، ومنهم اسحاق بن محمد بن الحسن بن اسحاق المؤتمن ومنهم محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن محمد الحسن المذكور وغيرهم ومنهم شدقم وهو جعفر بن محمد بن الحسن المذكور ؛ وأخوه محمد الزاهد قال الشيخ العمري : ولشدقم عقب يقال لهم بنو شدقم بواسط والري.
    وأما الحسين بن اسحاق المؤتمن فوقع الى حران وولده بالرقة وحلب منهم جعفر الرقي بن أبي جعفر محمد بن طاهر بن محمد بن الحسين المذكور ببغداد له إخوة بالرقة ، لهم أولاد وجمهور عقب اسحاق المؤتمن ينتهي الى الشريف أبي إبراهيم العالم الشاعر ممدوح أبي العلاء المعري ، وهو محمد الحراني بن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين بن اسحاق المؤتمن. قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان أبو إبراهيم لبيبا عاقلا ولم تكن حاله واسعة فزوجه الحسين الحراني بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن علي الطبيب العلوي العمري ، بنته خديجة المعروفة بأم سلمة. وكان أبو عبد الله الحسين العمري متقدّما بحران مستوليا عليها وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حران وملكوها على آل وثاب. قال : فأمد أبو عبد الله الحسين العمري أبا ابراهيم بماله وجاهه ونبغ أبو ابراهيم وتقدّم وخلف أولادا سادة فضلاء ، هذا كلامه.
    وعقب أبي ابراهيم المذكور المعروف الآن من رجلين أبي عبد الله جعفر نقيب حلب وأبي سالم محمد ابني أبي إبراهيم ، ولأعقابهما توجّه وعلم وسيادة ، فمن

    بني أبي سالم محمد ، بنو زهرة (1) وهو أبو الحسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم المذكور. وهم بحلب سادة نقباء علماء فقهاء متقدّمون كثرهم الله. ومن بني أبي عبد الله جعفر بن أبي ابراهيم ، بنو حاجب الباب وهو شرف الدين أبو القاسم الفضل بن يحيى بن أبي علي بن عبد الله نقيب حلب ابن جعفر بن أبي تراب زيد بن جعفر المذكور ، وهو السيّد العالم حافظ كتاب الله كان حاجبا لباب النوبي بدار الخلافة ببغداد ، ورهطهم وبنو عمّهم. ومنهم نقيب حلب أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي إبراهيم المذكور. قال أبو الحسن العمري : صديقي سنين جيد الصوت وكان أبو إبراهيم محمد بن جعفر فارسا شاعرا جليلا وله أعقاب وذيل طويل.
    ومن بني حاجب الباب ؛ السيد العالم أبو علي المظفر بن حاجب الباب المذكور صاحب كتاب «صرف المعرة عن شيخ المعرة» تعصب فيه لأبي العلاء المعري وذكر بعض ما يطعن به عليه وأجاب عنه. ومنهم موفق الدين أبوالفضل
    __________________
    (1) ومن سادات بني زهرة السيد العالم الفقيه الكامل رئيس الفضلاء السيّد علاء الملة والدين أبو الحسن علي بن أبي ابراهيم محمد بن أبي علي الحسن ابن أبي المحاسن زهرة بن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد النقيب بن أبي علي أحمد بن أبي جعفر محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أبي إبراهيم اسحاق المؤتمن ابن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه‌السلام ، وولده المعظم الممجد السيد المكرّم شرف الملّة والدين أبو عبد الله الحسين ، وأخوه الكبير الأمجد بدر الدين أبو عبد الله محمد وولداه السيد أبو طالب أحمد شهاب الدين ، والسيد أبو محمد عز الدين الحسن الذين كتب الامام العلاّمة حجّة الائمة على المسلمين جمال الملّة والدين الحسن ابن المطهر الحلّي رحمه‌الله اليهم الاجازة التي هي طويلة مشهورة. (عن هامش الأصل)

    بن أبي الغنائم مصعب بن أبي علي عبد الله نقيب حلب المذكور صديق شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة. ومنهم السيد الفاضل زين الدين علي بن محمد بن علي بن محمد بن أبي علي نقيب حلب عبد الله وغيرهم. وبقيتهم بحلب ـ آخر ولد اسحاق بن الصادق عليه‌السلام ، وهم آخر ولد جعفر الصادق بن محمد الباقر وهم آخر ولد محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ.
    المقصد الثاني
    في ذكر عقب عبد الله الباهر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ولقّب الباهر لجماله ، قالوا ما جلس مجلسا إلاّ بهر جماله وحسنه من حضر ؛ وولّي صدقات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمه أم أخيه محمد الباقر عليه‌السلام وتوفي وهو ابن سبع وخمسين سنة ، وولي صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام أيضا وعقبه قليل ؛ أعقب من ابنه محمد الأرقط وحده ويكنى محمد أبا عبد الله وكان محدّثا من أهل المدينة ، أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد وعمّر ثماني وخمسين سنة ؛ وانما لقب الأرقط لأنّه كان مجدورا ، قال ذلك الشيخ أبو الحسن العمري. وقال أبو نصر البخاري : من يطعن في الأرقط فلا يطعن من حيث النسب والعقب وانما يطعنون لشيء جرى بينه وبين الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام يقال إنّه بصق في وجه الصادق عليه‌السلام فدعا عليه فصار أرقط الوجه به نمش كريه المنظر ، وأما نسبه فلا مطعن فيه ، وهذا كلامه.
    فأعقب محمد الأرقط بن الباهر ، من اسماعيل وحده. خرج اسماعيل هذا مع أبي السرايا وأعقب من رجلين الحسين الملقّب بالبنفسج ومحمد ، فمن ولد الحسين البنفسج ؛ أحمد البنفسج كان بشيراز وأولد ، ومنهم عبد الله الأكبر بن الحسين ، له ولد منهم بقم ناصر الدين محمد بن أحمد بن أبي القاسم بن حمزة

    ابن زهير بن أحمد بن المحسن بن علي بن أبي القاسم حمزة بن عبد الله المذكور ومن بني الحسين البنفسج ، اسماعيل الدخ وعقبه ينتهي الى عبد الله بن الحسين بن اسماعيل المذكور ، فأعقب عبد الله بن الحسين هذا من رجلين أحدهما حمزة الأصم كان بالري وانتقل منها الى قم ، والآخر علي الملقب دردارا بالري ، وأكثر ولده بها وبجرجان منهم أبو جعفر محمد الكوكبي بن الحسين بن علي دردارا وأخوه عبد الله بن الحسين لهما عقب ومنهم اسماعيل مايكديم بن محمد بن اسماعيل بن علي دردارا ، له عقب.
    ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط وفي ولده العدد ، اسماعيل الناصب. قال أبو الحسن العمري : كان يتظاهر بالنصب ويلبس السواد ويتقرّب بذلك الى ابن طولون. وابنه محمد بن اسماعيل يقال له الغريق له عقب يقال لهم بنو الغريق وأكثرهم بالشام ومصر ، فمنهم الحسين المصري بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له ولد. ومنهم أبو علي الحسين الطبيب بمصر ابن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له أيضا ولد ، ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط ، أحمد الدخ بن محمد بن اسماعيل له عقب منهم الحسين الكوكبي بن أحمد الدخ ، خرج في أيام المستعين وتغلب على قزوين وأبهر وزنجان وذلك في سنة خمس (1) وخمسين ومائتين وكان معه إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فخرج اليه طاهر بن عبد الله بن طاهر فقتل إبراهيم بموضع من قزوين وانهزم الحسين الكوكبي الى طبرستان والتجأ الى الداعي الحسن بن زيد ثم بلغ الداعي عنه كلام فغرقه في بركة ولا عقب له.
    ومنهم عبد الله بن أحمد الدخ ظهر بمصر (2) في أيام المستعين أيضا
    __________________
    (1) كذا في النسخ والصحيح إحدى.
    (2) كان ظهوره بمصر سنة 252 هـ قاله العمري في (المجدي). م ص

    فأخذ وحمل الى سرّ من رأى بعد خطب وفي جملة عياله بنته زينب ، فأقاموا مدّة مات فيها عبد الله وصار عياله الى الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام فبارك عليهم ومسح يده على رأس زينب ووهب لها خاتمه وكان فضة فصاغت منه حلقة. وماتت زينب والحلقة في أذنها ؛ وبلغت زينب بنت عبد الله مائة سنة ، وكانت سوداء شعر الرأس. هذا كلام الشيخ أبي الحسن العمري. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : ظهر أيام المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قال : فحاربه دينار بن عبد الله فانهزم ومات متغيبا لا يعرف قبره وهو ابن خمس وخمسين سنة يوم غاب. ثم قال : بمصر قوم ينتسبون الى عبد الله بن أحمد بن محمد بن اسماعيل لا يصحّ لهم نسب عندي. وقال الشيخ أبو الحسن العمري : وشيخنا السيد ، أعقب عبد الله وله عقب بمصر منهم أبو القاسم عبد الله الملقب بلبلة بن المحسن بن عبد الله بن محمد طالوت بن عبد الله المذكور. ومنهم اسماعيل الخاسر بن يحيى بن أحمد بن علي بن عبد الله المذكور ، ومنهم إبراهيم المعدّل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم الضرير بن الحسن بن الحسين الأحول بن عبد الله المذكور وبقيتهم بمصر.
    ومن بني أحمد الدخ. حمزة بن أحمد ويعرف بالقمي ، له عقب ومنهم أبو الحسن علي الزكي نقيب الري بن أبي الفضل محمد الشريف الفاضل بن أبي القاسم علي نقيب قم ـ ابن محمد بن حمزة المذكور ، له أعقاب ، منهم نقباء الري وملوكها ، منهم عز الدين يحيى بن أبي الفضل محمد بن علي بن محمد بن السيد المطهّر ذي الفخرين بن علي الزكي المذكور نقيب الري وقم وآمل ، قتله خوارزم شاه وانتقل ولده محمد الى بغداد ومعه السيد ناصر بن مهدي الحسني ، ففوّضت نقابة الطالبيين ببغداد الى السيد ناصر بن مهدي ثم فوّضت اليه الوزارة فترك أمر النقابة الى محمد بن النقيب عز الدين يحيى ، ومنهم فخر الدين علي ـ نقيب قم ابن المرتضى بن محمد بن المطهّر بن أبي الفضل محمد المذكور.
    ومن بني محمد بن حمزة بن الدخ الحسن بن المذكور له عقب ، ومن بني

    أحمد الدخ أبو جعفر محمد بن أحمد يعرف بالكوكبي له عقب منهم أبو الحسن أحمد بن علي بن محمد المذكور نقيب النقباء ببغداد أيام معز الدولة بن بويه ، ومنهم أبو عبد الله جعفر بن أحمد الدخ ، له عقب منهم الشريف النسابة المصنف أبو القاسم الحسين بن جعفر الأحول بن الحسين بن جعفر المذكور ، المعروف بابن خداع ـ وهي امرأة ربت جدّه الحسين بن جعفر فعرف بها كان بمصر وله «كتاب المعقبين» (1) وله عقب ومنهم أبو الحسن علي الأشط بن الحسين بن جعفر المذكور له عقب ، ومنهم اسماعيل بن محمد بن موسى بن جعفر المذكور له عقب.
    المقصد الثالث
    في ذكر عقب زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد ، ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله أكثر من أن يوصف (2) ويقال له حليف القرآن. ويروى أن زيدا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له : «ليس في عباد الله أحد دون أن يوصي بتقوى الله ولا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله وأنا أوصيك بتقوى الله». فقال له هشام : «أنت زيد المؤمل للخلافة الراجي لها وما أنت والخلافة لا أم لك وأنت
    __________________
    (1) قال العمري في المجدي : أرخ أخبار آل أبي طالب ابن خداع الى ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
    (2) انظر كتاب (زيد الشهيد) للعلاّمة الخبير السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، طبع النجف ، وهو خير كتاب ألف في بابه فلقد أفاض فيه البحث في أخبار زيد من بدء قيامه بالأمر حتى قتله ؛ مع ذكر أولاده وأحفاده وفوائد أخر لا يستغني المؤرخ عنها. م ص

    ابن أمة؟» فقال زيد : «لا أعرف أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه الله تعالى وهو ابن أمة ؛ اسماعيل بن ابراهيم ، وما يقصرك برجل أبوه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ابن علي بن أبي طالب عليه‌السلام». فوثب هشام ووثب الشاميون ودعا قهرمانه وقال : «لا يبيتن هذا في عسكري الليلة» فخرج أبو الحسين زيد يقول : «لم يكره قوم قط حر السيوف إلاّ ذلّوا». فحملت كلمته الى هشام فعرف انّه يخرج عليه ؛ ثم قال هشام : «ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا؟ ولعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم».
    وكان هشام بن عبد الملك قد بعث الى مكة فأخذوا زيدا وداود بن علي بن عبد الله بن عباس ، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام لأنّهم اتهموا أن لخالد القسري عندهم مالا مودعا ، وكان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم الى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم إنّه ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف (1) فخرجت الشيعة خلف زيد بن علي الى القادسية فردوه وبايعوه ، فمن ثبت معه نسب الى الزيدية ومن تفرّق عنه نسب الى الرافضة. قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي : إن زيدا لمّا رجع الى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة ؛ وأقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين بالبصرة والباقي بالكوفة. وخرج سنة احدى وعشرين ومائة فلما خفقت الراية على رأسه قال : «الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله إني كنت استحيي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أرد عليه الحوض غدا ولم آمر في امته بمعروف ولا أنهي عن منكر». وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه : «ما تقول في أبي بكر وعمر؟» فقال : «ما أقول فيهما إلاّ الخير وما سمعت من أهلي فيهما إلاّ الخير». فقالوا :
    __________________
    (1) أنظر (تاريخ الطبري) ج 8 ص 761 و (مقاتل الطالبيين) بترجمة زيد.

    «لست بصاحبنا ذهب الإمام ـ يعنون محمّد الباقر عليه‌السلام ـ وتفرّقوا عنه فقال : «رفضونا القوم» فسمّوا بالرافضة.
    قال سعيد بن خيثم : تفرّق أصحاب زيد عنه حتى بقي في ثلاثمائة رجل وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف. قال : فصفّ أصحابه صفّا بعد صفّ حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوي عنقه ، فجعلنا نضرب فلا نرى إلاّ النار تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن علي يقال رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي يقال له راشد فأصاب بين عينيه ، قال : فأنزلناه وكان رأسه في حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد فأكبّ عليه فقال : «يا أبتاه أبشر ترد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة وعلى الحسن والحسين صلوات الله عليهم». فقال : «أجل يا بني ولكن أي شيء تريد أن تصنع؟» قال : «أقاتلهم والله ولو لم أجد إلاّ نفسي». فقال : «افعل يا بني إنّك على الحق وإنّهم على الباطل وإن قتلاك في الجنة وان قتلاهم في النار». ثم نزع السهم فكانت نفسه معه. قال : فجئنا به الى ساقية تجري في بستان فحبسنا الماء من هاهنا وهاهنا ثم حفرنا له ودفناه وأجرينا الماء عليه ، وكان معنا غلام سندي فذهب الى يوسف بن عمر فأخبره فأخرجه يوسف من الغد فصلبه في الكناسة (1) فمكث أربع سنين (2) مصلوبا
    __________________
    (1) صلب منكوسا بالكناسة وصلب معه أصحابه على ما ذكره ابن الأثير في (الكامل) في حوادث سنة 122 هـ وابن عبد ربه في (العقد الفريد) في باب مقتله.
    (2) ذكره المسعودي في (مروج الذهب) والديار بكري في (تاريخ الخميس) والشيخ المفيد في (الارشاد) وقال العمري في (المجدي) : بقي ست سنين مصلوبا وقيل خمس سنين ، وقيل أربع سنين ، وقيل ثلاث سنين ، وقيل سنتين ، وقيل سنة وأشهرا. ولم يختلف المؤرخون في بقائه مرفوعا على الخشبة زمنا طويلا حتى اتخذته الفاختة وكرا ؛ أنظر كتاب (زيد الشهيد) ص 55. م ص

    ومضى هشام.
    وكتب الوليد بن يزيد الى يوسف بن عمر : «أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد الى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه (فِي الْيَمِّ نَسْفاً)» فأنزله وحرقه ثم ذره في الهواء ، وقال الناصر الكبير الطبرستاني : لما قتل زيد بعثوا برأسه الى المدينة ونصب عند قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما وليلة. وكان قتله ـ على ما قال الواقدي ـ سنة احدى وعشرين ومائة ، وقال محمد بن اسحاق بن موسى : قتل على رأس مائة سنة وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما ، وقال الزبير بن بكار : قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة. وقال ابن خرداذبه : قتل وهو ابن ثمان وأربعين سنة ، وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة احدى وعشرين ومائة ، ووجدت عن بعضهم أنّه قال : لما قتل زيد بن علي وصلب رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلك الليلة مستندا الى خشبة وهو يقول : «(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) أيفعلون هذا بولدي؟». وروى غير واحد أنّهم صلبوه مجردا فنسجت العنكبوت على عورته من يومه ورثي زيد بمراث (1) كثيرة.
    وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير انّه قال : قال عبد الرحمن بن سيابة : أعطاني جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ألف دينار وأمرني أن أفرقها في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كلّ رجل أربعة دنانير.
    فولد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام أربعة بنين ولم يكن له أنثى
    __________________
    (1) رثاه جماعة من الشعراء ؛ وأول من لبس السواد عليه شيخ بني هاشم والمتقدّم فيهم ؛ الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب المتوفى سنة 129 ورثاه بقصيدة طويلة مثبتة في (مقاتل الطالبيين) وكتاب (زيد الشهيد) أوّلها :
    ألا يا عين لا ترقي وجودي
    بدمعك ليس ذا حين الجمود

    غداة ابن النبي أبو حسين
    صليب بالكناسة فوق عود



    يحيى ، أمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وأمها ريطة (1) بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. ولما قتل زيد بن علي خرج يحيى بن زيد حتى نزل المدائن فبعث يوسف بن عمر في طلبه فخرج إلى الري ثم خرج الى نيسابور فسألوه المقام فقال : بلدة لا ترتفع فيها لعلي راية. ثم خرج الى سرخس وأقام عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر حتى مضى هشام لسبيله ، فكتب الوليد بن يزيد الى نصر بن سيار الليثي في طلبه فأخذه ببلخ من دار الحريش بن أبي الحريش وقيّده وحبسه ، فقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لمّا بلغه ذلك :
    أليس بعين الله ما يفعلونه
    عشية يحيى موثقا في السلاسل؟

    كلاب عوت لا قدّس الله سرّها
    فجئن بصيد لا يحل لآكل (2)

    وكتب نصر بن سيار الى يوسف بن عمر يخبره بذلك ، وكتب يوسف الى الوليد بن يزيد فأمره بأن يحذره الفتنة ويخلي سبيله فخلّى سبيله وأعطاه ألفي درهم وبغلين فخرج حتى نزل الجوزجان (3) فلحق به قوم من أهل جوزجان والطالقان قدرهم خمسمائة رجل فبعث اليه نصر بن سيار سالم بن أحور فقاتلوا أشدّ القتال ثلاثة أيام حتى قتل جميع أصحاب يحيى وبقي هو وحده فقتل (4) يوم الجمعة وقت
    __________________
    (1) وأم ريطة هذه بنت المطلب بن أبي وداعة السهمي ؛ ذكر ذلك أبو الفرج في (المقاتل). م ص.
    (2) أوردهما أبو الفرج (في المقاتل) بترجمة يحيى مع إضافة بيتين بين الأول والرابع.
    (3) الجوزجان بعد الزاي جيم اسم كورة واسعة من كور بلخ بين مرو الروذ وبلخ ؛ ويقال لقصبتها اليهودية. (مراصد الاطلاع).
    (4) قال أبو الفرج في (المقاتل) أتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل

    العصر بقرية يقال لها أرغوى سنة خمس وعشرين ومائة ؛ واحتز رأسه سورة بن محمد وأخذ العنزي سلبه ، وهاذان أخذهما أبو مسلم المروزي فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما.
    وقتل يحيى وله ثماني عشرة سنة وبعث برأسه الى الوليد بن يزيد لعنه الله فبعث به الوليد بن يزيد الى المدينة فجعل في حجر أمه ريطة فنظرت اليه فقالت : «شردتموه عني طويلا وأهديتموه اليّ قتيلا ؛ صلوات الله عليه وعلى آبائه بكرة وأصيلا» ؛ فلما قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس ؛ مروان بن محمد بن مروان بعث برأسه حتى وضع في حجر امه ، وقال : هذا بيحيى بن زيد. ولا عقب ليحيى بن زيد. قال الشيخ البخاري : كانت له بنت ترضع. وعقب زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام في ثلاثة الحسين ذي الدمعة وذي العبرة (1) وعيسى مؤتم الأشبال ، ومحمد.
    أما الحسين ذو العبرة ويكنى أبا عبد الله وامه أم ولد وعمي في آخر عمره فزوّج ابنته من المهدي محمد بن المنصور العباسي ومات سنة خمس وثلاثين ومائة
    __________________
    من موالي عنزة يقال له عيسى فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه وأخذ العنزي الذي قتله سلبه وقميصه ؛ فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما ، وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله ... فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة فأنزلوه وغسّلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه.
    (1) لقّب بذي الدمعة وذي العبرة لكثرة بكائه ، قال أبو الفرج في (المقاتل) بسنده عن يحيى بن الحسين بن يزيد قال : قالت أمي لأبي ما أكثر بكاءك؟ فقال : «وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من البكاء» ، يعني السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى ؛ قال العمري في (المجدي) ولد ذو الدمعة بالشام وشهد حرب محمد وإبراهيم ابني عبد الله وتكفّل به الصادق عليه‌السلام

    وقيل سنة أربعين ومائة ، قال أبو نصر البخاري : وهو الصحيح. وهو من أصحاب الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام. قتل أبوه وهو صغير فربّاه جعفر بن محمد فأعقب وفي ولده البيت والعدد من ثلاثة رجال يحيى وفيه البيت ، والحسين وكان قعددا ؛ وعلي. أما يحيى أبو الحسين (1) بن ذي الدمعة وفي ولده البيت والعدد ، فأعقب من سبعة رجال ، منهم ثلاثة مقلون ، وهم القاسم ؛ والحسن الزاهد وحمزة ؛ وأربعة مكثرون ، وهم محمد الأصغر الاقساسي ، وعيسى ، ويحيى بن يحيى ، وعمر بن يحيى.
    أما القاسم بن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه قليل جدّا ؛ منهم أبو الفرعل وهو أبو جعفر النسابة محمد بن عيسى بن محمد نونو بن القاسم المذكور. وأما الحسن (2) الزاهد بن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه أيضا قليل منهم أبو المكارم محمد بن يحيى بن النقيب أبي طالب حمزة بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن
    __________________
    بعد قتل أبيه فأصاب منه علما كثيرا ، ومات وله ست وسبعون سنة ، وله تسع بنات ؛ ميمونة وأم الحسن وكلثم وفاطمة وسكينة وعلية وخديجة وزينب وعاتكة ؛ وثمانية عشر رجلا يحيى وعلي الأكبر وعلي والحسين وزيد وابراهيم ومحمد وعقبة ويحيى الأصغر وأحمد واسحاق والقاسم والحسن ومحمد الأصغر وعبد الله وجعفر الأكبر وعمر وجعفر. م ص
    (1) أم يحيى هذا خديجة بنت الباقر عليه‌السلام ، وقيل خديجة بنت عمر الأشرف ، توفى يحيى ببغداد سنة 207 وصلّى عليه المأمون وكانت له نباهة ويكنى أبا الحسين ، أولد ثمانية وعشرين ولدا ذكرا وانثى ، منهم محمد الأكبر وعلي وأحمد والحسين وحمزة والقاسم والحسن وعمر وعيسى ويحيى ومحمد الأصغر.
    (2) كنيته أبو محمد وولد سبع بنات وستة رجال ، أعقب منهم رجل واحد وهو أبو جعفر محمد الأصغر بن الحسن بن يحيى ، فعلى هذا بطل نسب آل أبي الوفاء لادعائهم الى علي بن الحسن بن يحيى والله أعلم. (المجدي)

    الزاهد المذكور. كان يحفظ القرآن وكذا آباؤه الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهذه فضيلة حسنة. ورأيت بعض النسابين قد ذكر ان الأب كان يلقن الإبن منه الى أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وهذا مشكل لأن الحسين ذا الدمعة كان يوم قتل أبوه ابن سبع سنين ويبعد أن يكون في هذا السن قد تلقّن القرآن من أبيه زيد ، ومنهم الحسين المعروف بابن ضنك عرف بأمه بنت ضنك المحمدية وضنك هي ام الحسين بنت عبد الله الملقب ضنك بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام والحسين المذكور هو ابن علي بن محمد بن الحسين بن الحسن الفرعل المذكور ، له عقب منهم علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين ؛ له عقب ومنهم ضنك بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسين ، له عقب بالحائر يعرفون ببني ضنك ، وقد قيل إنّهم محمديون من بني محمد بن الحنفية والله سبحانه وتعالى أعلم.
    ومنهم علي بن الحسين بن علي الشاعر بن محمد بن زيد القصير بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن الزاهد ؛ له عقب بالموصل ، ومنهم أحمد الخالصي بن أبي الغنائم محمد بن زيد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسن الزاهد المذكور نزل الخالصة من (الصدرين) وهو أحد أعمال الحلة فنسب اليها ؛ ويقال لولده بنو الخالصي ؛ وكان أهل بيت رياسة وزهد بسورا. انقرض المعروفون منهم بهذا اللقب ؛ وانفصل منهم بنو مكارم ؛ وهو أبو المكارم محمد بن معد بن عبد الباقي بن معد بن أبي المكارم محمد بن أحمد الخالصي ؛ ويقال لهم بنو مكارم بسورا منهم محمّد يدعى مطلوبا بن أبي مكارم المذكور جدّ السيد بن مطلوب بسورا.
    وأما حمزة بن يحيى بن ذي الدمعة فله عقب كثير. فأعقب من علي وأعقب علي بن حمزة من الحسين. وأعقب الحسين بن علي بن حمزة من رجلين وهما أبو جعفر محمد الأسود الشاعر ، وعلي يلقب دانقين ، فمن ولد علي دانقين بن

    الحسين بن علي بن حمزة بنو الأمير ، وهم ولد علي الأمير بن محمد ورق الجوع بن يحيى بن الحسين السنيدي بن علي دانقين المذكور ؛ ومنهم أبو الحسن علي المصلّي بن الحسين بن محمد بن الحسين السنيدي المذكور ، له عقب ومنهم قاضي حمص أبو علي ابراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد ذنيب بن علي دانقين المذكور ، وأولاده أبو البركات عمر ؛ وهو المعروف بالشريف عمر (1) بالكوفة ، ومعد وهاشم وعمار ؛ وعدنان ، كان أبو البركات عالما وعلت سنّه وتفرّد برواية أشياء لم يشاركه فيها أحد في زمانه ، وكان يروي عن خاله عبد الجبار بن معية الحسني النسابة ، وله عقب. ومن ولد أخيه معد بنو المهذب ، وهو ابن معد المذكور وكان لعمار أخيهما عقب بالكوفة انقرضوا ؛ وذكر الشيخ الفاضل قوام الدين عبد الرزاق بن الفوطي المؤرخ البغدادي في كتابه «تلخيص مجمع الألقاب» : زين الدين أبو محمد حبيب بن عبد المهيمن بن سباه سالار بن سفيان بن أنس بن يحيى بن أحمد ذنيب. وذكر : انّه رآه ببغداد وهو كيلاني حنبلي المذهب والأكابر يطايبونه كيف انّه حنبلي. هذا كلامه ولكن أحمد ذنيب لم يكن له ابن اسمه يحيى ولا ذكره أحد من النساب والله أعلم.
    وأما محمد الأصغر الاقساسي بن يحيى بن ذي العبرة ، ونسبته الى الاقساس قرية من قرى الكوفة ، وولده سادة معظّمون فأعقب من ثلاثة رجال ؛ محمد مات أبوه وهو حمل سمّي باسمه وعرف بالاقساسي ؛ وعلي الزاهد وأحمد الموضح بن محمد الاقساسي فعقبه قليل. قال شيخ الشرف العبيدلي : أعقب من أبي جعفر محمد ويحيى وعلي. منهم علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المذكور ؛ درج. قال شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة الحسني الرسي النسابة : ورد في سنة نيف
    __________________
    (1) كانت وفاة الشريف عمر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وكان علاّمة أديبا لغويا نحويا محدثا مكثرا صدوقا فقيها زيدي المذهب والنسب. (عن هامش الأصل)

    وسبعين وستمائة الى المشهد الشريف قوم من بلاد العجم ادّعو انهم من ولد علي هذا ، وهم مبطلون. وأما علي الزاهد بن محمد الاقساسي فأعقب من رجلين أبي جعفر محمد بالكوفة وفي ولده البيت ، ومن أبي الطيب أحمد أمه قرة العين الرومية ويقال لولده بنو قرة العين ولهم بقية بواسط ولكنهم ينسبون الى علي الأحول خادم النقابة ابن محمد بن جعفر بن أبي الطيب أحمد المذكور ، وقد قال الشيخ أبو الحسن العمري في مبسوطه : إنّه مات بالشام عن بنت ولم يترك ذكرا والله تعالى أعلم.
    ـ وعقب أبي جعفر محمد بن علي الزاهد بن محمد الأقساسي من رجلين أبي القاسم الحسن الأديب ، وأحمد الملقب صعوة يقال لولده بنو صعوة وعقب أبي القاسم الأديب بن أبي جعفر محمد بن علي الزاهد من كمال الشرف أبي الحسن محمد ، ولاّه الشريف المرتضى نقابة الكوفة وإمارة الحاج فحج بالناس مرارا وفي ولده جلالة ورياسة ، فمنهم السيد الجليل الشاعر العالم نقيب النقباء ببغداد قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن علم الدين الحسن النقيب الطاهر ابن علي بن حمزة بن كمال الشرف محمد المذكور ، انقرض ومنهم أبو محمد الحسن الشاعر ابن علي بن حمزة بن محمد بن أبي القاسم الحسن بن كمال الشرف له عقب ، ومنهم حيدرة بن علي بن نصر الله بن علي بن كمال الشرف ، له عقب. وأما محمد بن محمد الاقساسي فمن ولده بنو جوذاب وهو علي بن محمد المذكور ، وبنو زبرج وهو أبو طالب الحسين بن علي جوذاب لهم بقية.
    وأما عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من ستة رجال ما بين مقل ومكثر ، وهم أحمد ، ومحمد الأعلم ، والحسين الأحول ويحيى ، وزيد وعلي. أما أحمد بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ويكنى أبا العباس فأولد جماعة ، منهم أبو محمد الحسن بن أحمد المذكور من ولده محمد الغلق بن أحمد بن الحسن المذكور ، يقال لولده بنو الغلق ، وانفصل منهم بنو عرقالة وهو

    أبو طالب محمد وجع العين بن الحسن المفلوج بن محمد الغلق المذكور ، ومنهم بنو الأبزر. وهو محمد بن مفضل بن أبي طالب محمد وجع العين ، لهم بقية بالحلة ومن أبي العباس أحمد بن عيسى بن زيد بن أحمد ، من ولده الشيخ المسن حافظ القرآن علي بن محمد بن زيد المذكور عاش مائة سنة ، وله عقب منهم أبو تغلب محمد بن الحسين بن علي المسن المذكور له عقب يقال لهم بنو ناصر كانوا بعكبرا ، ومنهم عيسى بن محمد بن علي المسن ، له عقب.
    واما محمد الأعلم بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، فمن ولده أبو القاسم علي المنجم الحاذق المعروف بابن أزهر وهو ابن محمد الأعلم ، وأخوه حمزة المعدل بالأهواز من ولده فخر الشرف أبو منصور هبة الله نقيب الأهواز ابن أبي البركات محمد نقيب الأهواز ابن أبي محمد الحسن نقيب الأهواز ابن حمزة المذكور ، ومن بني محمد الأعلم الحسن الأصغر بن أحمد بن محمد الأعلم له عقب. وأما الحسين الأحول ابن عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة فمن ولده أبو محمد الحسن قاضي دمشق وأبو طاهر محمد المبرقع وأبو هاشم أحمد نقيب الموصل وأبو القاسم زيد قاضي الإسكندرية بنو أبي عبد الله محمد بن الحسن الصالح بن الحسين الأحول لهم أعقاب ، منهم السيد العالم الفاضل أبو الغنائم الزيدي النسابة ، وهو عبد الله بن الحسن قاضي دمشق ، له مبسوط في النسب.
    وأما يحيى بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة فأعقب من عيسى وطاهر. أما عيسى فأعقب من أحمد والحسين ، لهما عقب وأما طاهر بن يحيى بن عيسى ويكنى أبا العباس فله عدّة من الولد منهم علي يعرف بابن مريم ؛ وولده يعرفون ببني مريم له عقب فيهم عدد ومنهم عبيد الله وأبو الحسين يحيى ، قيل اسمه زيد يلقبه أهل الكوفة صدغ الكلب ، وأحمد بن طاهر ، وقال بعض النساب هو أحمد بن يحيى بن عيسى.
    وأما زيد بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الطيب فمن ولده محمد بن زيد

    المذكور ؛ قيل هو أبو الطيب ، له عقب منهم البلا وهو علي بن محمد المذكور. وأما علي بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الحسن فعقبه كثير منهم محمد الحطب بن أبي طالب عبد الله قتيل الطواحين بن علي المذكور يقال لولده بنو الحطب ، كان ببغداد ومقابر قريش ، منهم علاء الدين علي الأعرج بن ابراهيم بن أبي البدر محمد بن علي بن مظفر بن محمد بن علي الضرير بن حمزة الصياد بن الحسين بن محمد الحطب المذكور انقرض.
    ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، زيد بن علي المذكور أبو الحسين أعقب ؛ ومن ولده السيد الفاضل المنتمي بن أبي زيد عبد الله بن علي كياكي بن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أبو الفتوح (1) الواعظ أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ، ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ، أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي الصلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي المذكور ، يعرف بابن هيفاء له عقب بالحائر لهم نقابة وبأس وشجاعة ، أعقب من ولده أبي طاهر محمد كان متوجها بالحائر. فمن ولد أبي طاهر محمد ، أبو الحسن علي بن محمد ، يقال لولده بنو هيفاء وطاهر بن محمد ، يقال لولده بنو عيسى لأن عقبه من عيسى بن طاهر وحده منهم أبو عبد الله الحسين المقري بن محمد بن عيسى المذكور ، يقال لولده بنو المقري وكلّهم بالحائر (2).
    وأما يحيى بن يحيى بن ذي العبرة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من تسعة
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة أبو الفتوح الواعظ بن عزيز بن أحمد ابن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ومن بني علي الخ. م ص
    (2) فمنهم بنو طوغان ، منهم ولد السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان بن أبي عبيد الله الحسين. المقري بن محمد بن عيسى المذكور


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:29 pm


    المذكور ؛ قيل هو أبو الطيب ، له عقب منهم البلا وهو علي بن محمد المذكور. وأما علي بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الحسن فعقبه كثير منهم محمد الحطب بن أبي طالب عبد الله قتيل الطواحين بن علي المذكور يقال لولده بنو الحطب ، كان ببغداد ومقابر قريش ، منهم علاء الدين علي الأعرج بن ابراهيم بن أبي البدر محمد بن علي بن مظفر بن محمد بن علي الضرير بن حمزة الصياد بن الحسين بن محمد الحطب المذكور انقرض.
    ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، زيد بن علي المذكور أبو الحسين أعقب ؛ ومن ولده السيد الفاضل المنتمي بن أبي زيد عبد الله بن علي كياكي بن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أبو الفتوح (1) الواعظ أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ، ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ، أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي الصلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي المذكور ، يعرف بابن هيفاء له عقب بالحائر لهم نقابة وبأس وشجاعة ، أعقب من ولده أبي طاهر محمد كان متوجها بالحائر. فمن ولد أبي طاهر محمد ، أبو الحسن علي بن محمد ، يقال لولده بنو هيفاء وطاهر بن محمد ، يقال لولده بنو عيسى لأن عقبه من عيسى بن طاهر وحده منهم أبو عبد الله الحسين المقري بن محمد بن عيسى المذكور ، يقال لولده بنو المقري وكلّهم بالحائر (2).
    وأما يحيى بن يحيى بن ذي العبرة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من تسعة
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة أبو الفتوح الواعظ بن عزيز بن أحمد ابن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ومن بني علي الخ. م ص
    (2) فمنهم بنو طوغان ، منهم ولد السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان بن أبي عبيد الله الحسين. المقري بن محمد بن عيسى المذكور
    بنو الباب الطاقي نسبة الى باب الطاق وهو أبو الحسن بن علي بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر الوحش بن محمد الجمّال بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم أبو الهيجة محمد الضراب بن أبي طالب حمزة الضراب بن الحسن بن جعفر الوحش أولد ، ومنهم محمد الملقب بالحر بن الحسن بن جعفر الوحش المذكور أولد ومنهم أبو علي أحمد الفراد بن الحسين الدين بن جعفر الأعمى المذكور ؛ ومنهم الجمل وهو أبو طالب محمد الطواف بن أحمد بن محمد المحدث بن علي الضرير بن جعفر الأعمى المذكور ، ومن ولد المحسن بن الحسين بن علي الخارصي ؛ أبو طالب المحسن بن محمد بن حمزة بن علي بن محمد بن الحسين بن المحسن بن الحسين المذكور.
    وأما محمد بن الحسين بن علي الخارصي وهو الملقّب بالجور. قال أبو نصر البخاري : قتل في بعض الوقائع بجرجان ولم يعرف له ولد زمانا طويلا. وسمّي بالجور لأنّه كان يسكن البراري ويطوف بالصحاري خوفا من السلطان. فشبّه لأجل سكناه في البرية بالوحش ، وحمار الوحش يقال له بالفارسية كور فعرب بجور ، وقيل سمّي بذلك لما ظهر ولده بعد موته وسئلت امه عنه فقالت : الجارية هذا ابن هذا الكور ـ تعني القبر وأشارت الى قبره ـ هذا كلام البخاري. وقال أبو الحسن العمري : إن الجور قتله المعتصم بالري وقد تناوله النساب بالطعن ، والله تعالى أعلم بصحّة ما قالوا ، وقد روى أبو نصر البخاري عن أبي جعفر محمد بن عمار انّه قال : كتبت الى الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق عليه‌السلام أسأله عن مسائل منها : ما تقول في الجورية؟ قال فكتب تحت كلّ مسألة جوابها وكتب تحت هذه المسألة : وأما الجورية فلا نعرفهم ولا يعرفونا. ان صحّ هذا الخبر فهو شهادة قاطعة ما بعدها كلام ، وكان للجور أحد عشر ولدا كلّ منهم اسمه جعفر وانما يفرّق بينهم بالكنى ؛ ومنهم أبو البركات علي بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، كان في زمن السلطان يمين الدولة محمود بن

    سبكتكين وذكره أبو نصر العتبي في كتاب اليميني (1) قال : جمع الله له بين ديباجتي النظم والنثر ، فنثره منثور الرياض جادته السحائب ، ونظمه منظوم العقود زانتها النحو والترائب ، وله شعر حسن فمنه :
    وأغيد سحار بألحاظ عينه
    حكى لي تثنيه من البان أملودا

    سلخت بذكراه عن الصبح ليله
    أسامره والكأس والناي والعودا

    ترى أنجم الجوزاء والنجم فوقها
    كباسط كفيه ليقطف عنقودا

    ومنهم مسعود بن أبي أحمد عبد الله بن اسماعيل بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، ومنهم أبو عبد الله داعي بن محمد بن أبي الحسين جعفر بن محمد الجور ، قال أبو نصر البخاري : ليس كلّ أولاد محمد بن جعفر بن محمد جورية إنما الجورية أولاد محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام. هذا كلامه وقد كرّره في موضع آخر ، وأما العمري وابن طباطبا فقالا : الجور هو محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن جعفر الصادق عليه‌السلام والله تعالى أعلم.
    وأما اسحاق بن جعفر الصادق عليه‌السلام ويكنى أبا محمد ويلقب المؤتمن وولد بالعريض ، وكان من أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وامه أم أخيه موسى الكاظم عليه‌السلام ، وكان محدثا جليلا وادّعت فيه طائفة من الشيعة الامامية ، وكان سفيان بن عيينة إذا روى عنه يقول : حدّثني الثقة الرضا اسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وهو أقل المعقبين من ولد جعفر الصادق عليه‌السلام عددا ، وأعقب من ثلاثة رجال محمد والحسين والحسن. فمن ولد محمد بن اسحاق المؤتمن بنو الوارث بالري وهو أحمد بن محمد بن محمد بن حمزة بن محمد المذكور ، منهم حمزة النجار بن ناصر بن حمزة بن ناصر بن حمزة
    __________________
    (1) أنظر هامش (شرح اليميني) ج 2 ص 51 طبع مصر سنة 1286 هـ.

    بن محمد بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد الوارث ، وولده الحسن الأعرج ، رآهما الشيخ رضي الدين الحسن بن قتادة الحسني بالمشهد الشريف الغروي. قال ابن طباطبا : انتقلوا من المدينة الى الكوفة ومن الكوفة الى الري. ومن ولد الحسن بن اسحاق المؤتمن وأعقب جماعة تفرّقوا بمصر ونصيبين ، ومنهم ميمون بن عبيد الله بن حمزة بن الحسن بن علي بن الحسن المذكور ، ومنهم اسحاق بن محمد بن الحسن بن اسحاق المؤتمن ومنهم محمد بن الحسين بن أحمد بن الحسن بن محمد الحسن المذكور وغيرهم ومنهم شدقم وهو جعفر بن محمد بن الحسن المذكور ؛ وأخوه محمد الزاهد قال الشيخ العمري : ولشدقم عقب يقال لهم بنو شدقم بواسط والري.
    وأما الحسين بن اسحاق المؤتمن فوقع الى حران وولده بالرقة وحلب منهم جعفر الرقي بن أبي جعفر محمد بن طاهر بن محمد بن الحسين المذكور ببغداد له إخوة بالرقة ، لهم أولاد وجمهور عقب اسحاق المؤتمن ينتهي الى الشريف أبي إبراهيم العالم الشاعر ممدوح أبي العلاء المعري ، وهو محمد الحراني بن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين بن اسحاق المؤتمن. قال الشيخ أبو الحسن العمري : كان أبو إبراهيم لبيبا عاقلا ولم تكن حاله واسعة فزوجه الحسين الحراني بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن علي الطبيب العلوي العمري ، بنته خديجة المعروفة بأم سلمة. وكان أبو عبد الله الحسين العمري متقدّما بحران مستوليا عليها وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حران وملكوها على آل وثاب. قال : فأمد أبو عبد الله الحسين العمري أبا ابراهيم بماله وجاهه ونبغ أبو ابراهيم وتقدّم وخلف أولادا سادة فضلاء ، هذا كلامه.
    وعقب أبي ابراهيم المذكور المعروف الآن من رجلين أبي عبد الله جعفر نقيب حلب وأبي سالم محمد ابني أبي إبراهيم ، ولأعقابهما توجّه وعلم وسيادة ، فمن

    بني أبي سالم محمد ، بنو زهرة (1) وهو أبو الحسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم المذكور. وهم بحلب سادة نقباء علماء فقهاء متقدّمون كثرهم الله. ومن بني أبي عبد الله جعفر بن أبي ابراهيم ، بنو حاجب الباب وهو شرف الدين أبو القاسم الفضل بن يحيى بن أبي علي بن عبد الله نقيب حلب ابن جعفر بن أبي تراب زيد بن جعفر المذكور ، وهو السيّد العالم حافظ كتاب الله كان حاجبا لباب النوبي بدار الخلافة ببغداد ، ورهطهم وبنو عمّهم. ومنهم نقيب حلب أبو إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي إبراهيم المذكور. قال أبو الحسن العمري : صديقي سنين جيد الصوت وكان أبو إبراهيم محمد بن جعفر فارسا شاعرا جليلا وله أعقاب وذيل طويل.
    ومن بني حاجب الباب ؛ السيد العالم أبو علي المظفر بن حاجب الباب المذكور صاحب كتاب «صرف المعرة عن شيخ المعرة» تعصب فيه لأبي العلاء المعري وذكر بعض ما يطعن به عليه وأجاب عنه. ومنهم موفق الدين أبوالفضل
    __________________
    (1) ومن سادات بني زهرة السيد العالم الفقيه الكامل رئيس الفضلاء السيّد علاء الملة والدين أبو الحسن علي بن أبي ابراهيم محمد بن أبي علي الحسن ابن أبي المحاسن زهرة بن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد النقيب بن أبي علي أحمد بن أبي جعفر محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أبي إبراهيم اسحاق المؤتمن ابن الامام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه‌السلام ، وولده المعظم الممجد السيد المكرّم شرف الملّة والدين أبو عبد الله الحسين ، وأخوه الكبير الأمجد بدر الدين أبو عبد الله محمد وولداه السيد أبو طالب أحمد شهاب الدين ، والسيد أبو محمد عز الدين الحسن الذين كتب الامام العلاّمة حجّة الائمة على المسلمين جمال الملّة والدين الحسن ابن المطهر الحلّي رحمه‌الله اليهم الاجازة التي هي طويلة مشهورة. (عن هامش الأصل)

    بن أبي الغنائم مصعب بن أبي علي عبد الله نقيب حلب المذكور صديق شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة. ومنهم السيد الفاضل زين الدين علي بن محمد بن علي بن محمد بن أبي علي نقيب حلب عبد الله وغيرهم. وبقيتهم بحلب ـ آخر ولد اسحاق بن الصادق عليه‌السلام ، وهم آخر ولد جعفر الصادق بن محمد الباقر وهم آخر ولد محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ.
    المقصد الثاني
    في ذكر عقب عبد الله الباهر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ولقّب الباهر لجماله ، قالوا ما جلس مجلسا إلاّ بهر جماله وحسنه من حضر ؛ وولّي صدقات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمه أم أخيه محمد الباقر عليه‌السلام وتوفي وهو ابن سبع وخمسين سنة ، وولي صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام أيضا وعقبه قليل ؛ أعقب من ابنه محمد الأرقط وحده ويكنى محمد أبا عبد الله وكان محدّثا من أهل المدينة ، أقطعه السفاح عين سعيد بن خالد وعمّر ثماني وخمسين سنة ؛ وانما لقب الأرقط لأنّه كان مجدورا ، قال ذلك الشيخ أبو الحسن العمري. وقال أبو نصر البخاري : من يطعن في الأرقط فلا يطعن من حيث النسب والعقب وانما يطعنون لشيء جرى بينه وبين الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام يقال إنّه بصق في وجه الصادق عليه‌السلام فدعا عليه فصار أرقط الوجه به نمش كريه المنظر ، وأما نسبه فلا مطعن فيه ، وهذا كلامه.
    فأعقب محمد الأرقط بن الباهر ، من اسماعيل وحده. خرج اسماعيل هذا مع أبي السرايا وأعقب من رجلين الحسين الملقّب بالبنفسج ومحمد ، فمن ولد الحسين البنفسج ؛ أحمد البنفسج كان بشيراز وأولد ، ومنهم عبد الله الأكبر بن الحسين ، له ولد منهم بقم ناصر الدين محمد بن أحمد بن أبي القاسم بن حمزة

    ابن زهير بن أحمد بن المحسن بن علي بن أبي القاسم حمزة بن عبد الله المذكور ومن بني الحسين البنفسج ، اسماعيل الدخ وعقبه ينتهي الى عبد الله بن الحسين بن اسماعيل المذكور ، فأعقب عبد الله بن الحسين هذا من رجلين أحدهما حمزة الأصم كان بالري وانتقل منها الى قم ، والآخر علي الملقب دردارا بالري ، وأكثر ولده بها وبجرجان منهم أبو جعفر محمد الكوكبي بن الحسين بن علي دردارا وأخوه عبد الله بن الحسين لهما عقب ومنهم اسماعيل مايكديم بن محمد بن اسماعيل بن علي دردارا ، له عقب.
    ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط وفي ولده العدد ، اسماعيل الناصب. قال أبو الحسن العمري : كان يتظاهر بالنصب ويلبس السواد ويتقرّب بذلك الى ابن طولون. وابنه محمد بن اسماعيل يقال له الغريق له عقب يقال لهم بنو الغريق وأكثرهم بالشام ومصر ، فمنهم الحسين المصري بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له ولد. ومنهم أبو علي الحسين الطبيب بمصر ابن محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد الغريق المذكور ، له أيضا ولد ، ومن ولد محمد بن اسماعيل بن الأرقط ، أحمد الدخ بن محمد بن اسماعيل له عقب منهم الحسين الكوكبي بن أحمد الدخ ، خرج في أيام المستعين وتغلب على قزوين وأبهر وزنجان وذلك في سنة خمس (1) وخمسين ومائتين وكان معه إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فخرج اليه طاهر بن عبد الله بن طاهر فقتل إبراهيم بموضع من قزوين وانهزم الحسين الكوكبي الى طبرستان والتجأ الى الداعي الحسن بن زيد ثم بلغ الداعي عنه كلام فغرقه في بركة ولا عقب له.
    ومنهم عبد الله بن أحمد الدخ ظهر بمصر (2) في أيام المستعين أيضا
    __________________
    (1) كذا في النسخ والصحيح إحدى.
    (2) كان ظهوره بمصر سنة 252 هـ قاله العمري في (المجدي). م ص

    فأخذ وحمل الى سرّ من رأى بعد خطب وفي جملة عياله بنته زينب ، فأقاموا مدّة مات فيها عبد الله وصار عياله الى الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام فبارك عليهم ومسح يده على رأس زينب ووهب لها خاتمه وكان فضة فصاغت منه حلقة. وماتت زينب والحلقة في أذنها ؛ وبلغت زينب بنت عبد الله مائة سنة ، وكانت سوداء شعر الرأس. هذا كلام الشيخ أبي الحسن العمري. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : ظهر أيام المستعين سنة اثنتين وخمسين ومائتين. قال : فحاربه دينار بن عبد الله فانهزم ومات متغيبا لا يعرف قبره وهو ابن خمس وخمسين سنة يوم غاب. ثم قال : بمصر قوم ينتسبون الى عبد الله بن أحمد بن محمد بن اسماعيل لا يصحّ لهم نسب عندي. وقال الشيخ أبو الحسن العمري : وشيخنا السيد ، أعقب عبد الله وله عقب بمصر منهم أبو القاسم عبد الله الملقب بلبلة بن المحسن بن عبد الله بن محمد طالوت بن عبد الله المذكور. ومنهم اسماعيل الخاسر بن يحيى بن أحمد بن علي بن عبد الله المذكور ، ومنهم إبراهيم المعدّل بن محمد بن الحسن بن إبراهيم الضرير بن الحسن بن الحسين الأحول بن عبد الله المذكور وبقيتهم بمصر.
    ومن بني أحمد الدخ. حمزة بن أحمد ويعرف بالقمي ، له عقب ومنهم أبو الحسن علي الزكي نقيب الري بن أبي الفضل محمد الشريف الفاضل بن أبي القاسم علي نقيب قم ـ ابن محمد بن حمزة المذكور ، له أعقاب ، منهم نقباء الري وملوكها ، منهم عز الدين يحيى بن أبي الفضل محمد بن علي بن محمد بن السيد المطهّر ذي الفخرين بن علي الزكي المذكور نقيب الري وقم وآمل ، قتله خوارزم شاه وانتقل ولده محمد الى بغداد ومعه السيد ناصر بن مهدي الحسني ، ففوّضت نقابة الطالبيين ببغداد الى السيد ناصر بن مهدي ثم فوّضت اليه الوزارة فترك أمر النقابة الى محمد بن النقيب عز الدين يحيى ، ومنهم فخر الدين علي ـ نقيب قم ابن المرتضى بن محمد بن المطهّر بن أبي الفضل محمد المذكور.
    ومن بني محمد بن حمزة بن الدخ الحسن بن المذكور له عقب ، ومن بني

    أحمد الدخ أبو جعفر محمد بن أحمد يعرف بالكوكبي له عقب منهم أبو الحسن أحمد بن علي بن محمد المذكور نقيب النقباء ببغداد أيام معز الدولة بن بويه ، ومنهم أبو عبد الله جعفر بن أحمد الدخ ، له عقب منهم الشريف النسابة المصنف أبو القاسم الحسين بن جعفر الأحول بن الحسين بن جعفر المذكور ، المعروف بابن خداع ـ وهي امرأة ربت جدّه الحسين بن جعفر فعرف بها كان بمصر وله «كتاب المعقبين» (1) وله عقب ومنهم أبو الحسن علي الأشط بن الحسين بن جعفر المذكور له عقب ، ومنهم اسماعيل بن محمد بن موسى بن جعفر المذكور له عقب.
    المقصد الثالث
    في ذكر عقب زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ويكنى أبا الحسين وأمه أم ولد ، ومناقبه أجل من أن تحصى وفضله أكثر من أن يوصف (2) ويقال له حليف القرآن. ويروى أن زيدا دخل على هشام بن عبد الملك فقال له : «ليس في عباد الله أحد دون أن يوصي بتقوى الله ولا أحد فوق أن يوصى بتقوى الله وأنا أوصيك بتقوى الله». فقال له هشام : «أنت زيد المؤمل للخلافة الراجي لها وما أنت والخلافة لا أم لك وأنت
    __________________
    (1) قال العمري في المجدي : أرخ أخبار آل أبي طالب ابن خداع الى ثلاث وسبعين وثلاثمائة.
    (2) انظر كتاب (زيد الشهيد) للعلاّمة الخبير السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ، طبع النجف ، وهو خير كتاب ألف في بابه فلقد أفاض فيه البحث في أخبار زيد من بدء قيامه بالأمر حتى قتله ؛ مع ذكر أولاده وأحفاده وفوائد أخر لا يستغني المؤرخ عنها. م ص

    ابن أمة؟» فقال زيد : «لا أعرف أحدا أعظم منزلة عند الله من نبي بعثه الله تعالى وهو ابن أمة ؛ اسماعيل بن ابراهيم ، وما يقصرك برجل أبوه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو ابن علي بن أبي طالب عليه‌السلام». فوثب هشام ووثب الشاميون ودعا قهرمانه وقال : «لا يبيتن هذا في عسكري الليلة» فخرج أبو الحسين زيد يقول : «لم يكره قوم قط حر السيوف إلاّ ذلّوا». فحملت كلمته الى هشام فعرف انّه يخرج عليه ؛ ثم قال هشام : «ألستم تزعمون أن أهل هذا البيت قد بادوا؟ ولعمري ما انقرض من مثل هذا خلفهم».
    وكان هشام بن عبد الملك قد بعث الى مكة فأخذوا زيدا وداود بن علي بن عبد الله بن عباس ، ومحمد بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام لأنّهم اتهموا أن لخالد القسري عندهم مالا مودعا ، وكان خالد قد زعم ذلك فبعث بهم الى يوسف بن عمر الثقفي بالكوفة فحلفهم إنّه ليس لخالد عندهم مال فحلفوا جميعا فتركهم يوسف (1) فخرجت الشيعة خلف زيد بن علي الى القادسية فردوه وبايعوه ، فمن ثبت معه نسب الى الزيدية ومن تفرّق عنه نسب الى الرافضة. قال أبو مخنف لوط بن يحيى الأزدي : إن زيدا لمّا رجع الى الكوفة أقبلت الشيعة تختلف إليه وغيرهم من المحكمة يبايعونه حتى أحصى ديوانه خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة خاصة سوى أهل المداين والبصرة وواسط والموصل وخراسان والري وجرجان والجزيرة ؛ وأقام بالعراق بضعة عشر شهرا كان منها شهرين بالبصرة والباقي بالكوفة. وخرج سنة احدى وعشرين ومائة فلما خفقت الراية على رأسه قال : «الحمد لله الذي أكمل لي ديني والله إني كنت استحيي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن أرد عليه الحوض غدا ولم آمر في امته بمعروف ولا أنهي عن منكر». وكان أصحاب زيد لما خرج سألوه : «ما تقول في أبي بكر وعمر؟» فقال : «ما أقول فيهما إلاّ الخير وما سمعت من أهلي فيهما إلاّ الخير». فقالوا :
    __________________
    (1) أنظر (تاريخ الطبري) ج 8 ص 761 و (مقاتل الطالبيين) بترجمة زيد.

    «لست بصاحبنا ذهب الإمام ـ يعنون محمّد الباقر عليه‌السلام ـ وتفرّقوا عنه فقال : «رفضونا القوم» فسمّوا بالرافضة.
    قال سعيد بن خيثم : تفرّق أصحاب زيد عنه حتى بقي في ثلاثمائة رجل وقيل جاء يوسف بن عمر الثقفي في عشرة آلاف. قال : فصفّ أصحابه صفّا بعد صفّ حتى لا يستطيع أحدهم أن يلوي عنقه ، فجعلنا نضرب فلا نرى إلاّ النار تخرج من الحديد فجاء سهم فأصاب جبين زيد بن علي يقال رماه مملوك ليوسف بن عمر الثقفي يقال له راشد فأصاب بين عينيه ، قال : فأنزلناه وكان رأسه في حجر محمد بن مسلم الخياط فجاء يحيى بن زيد فأكبّ عليه فقال : «يا أبتاه أبشر ترد على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة وعلى الحسن والحسين صلوات الله عليهم». فقال : «أجل يا بني ولكن أي شيء تريد أن تصنع؟» قال : «أقاتلهم والله ولو لم أجد إلاّ نفسي». فقال : «افعل يا بني إنّك على الحق وإنّهم على الباطل وإن قتلاك في الجنة وان قتلاهم في النار». ثم نزع السهم فكانت نفسه معه. قال : فجئنا به الى ساقية تجري في بستان فحبسنا الماء من هاهنا وهاهنا ثم حفرنا له ودفناه وأجرينا الماء عليه ، وكان معنا غلام سندي فذهب الى يوسف بن عمر فأخبره فأخرجه يوسف من الغد فصلبه في الكناسة (1) فمكث أربع سنين (2) مصلوبا
    __________________
    (1) صلب منكوسا بالكناسة وصلب معه أصحابه على ما ذكره ابن الأثير في (الكامل) في حوادث سنة 122 هـ وابن عبد ربه في (العقد الفريد) في باب مقتله.
    (2) ذكره المسعودي في (مروج الذهب) والديار بكري في (تاريخ الخميس) والشيخ المفيد في (الارشاد) وقال العمري في (المجدي) : بقي ست سنين مصلوبا وقيل خمس سنين ، وقيل أربع سنين ، وقيل ثلاث سنين ، وقيل سنتين ، وقيل سنة وأشهرا. ولم يختلف المؤرخون في بقائه مرفوعا على الخشبة زمنا طويلا حتى اتخذته الفاختة وكرا ؛ أنظر كتاب (زيد الشهيد) ص 55. م ص

    ومضى هشام.
    وكتب الوليد بن يزيد الى يوسف بن عمر : «أما بعد فإذا أتاك كتابي هذا فاعمد الى عجل أهل العراق فحرقه ثم انسفه (فِي الْيَمِّ نَسْفاً)» فأنزله وحرقه ثم ذره في الهواء ، وقال الناصر الكبير الطبرستاني : لما قتل زيد بعثوا برأسه الى المدينة ونصب عند قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما وليلة. وكان قتله ـ على ما قال الواقدي ـ سنة احدى وعشرين ومائة ، وقال محمد بن اسحاق بن موسى : قتل على رأس مائة سنة وعشرين سنة وشهر وخمسة عشر يوما ، وقال الزبير بن بكار : قتل سنة اثنتين وعشرين ومائة وهو ابن اثنتين وأربعين سنة. وقال ابن خرداذبه : قتل وهو ابن ثمان وأربعين سنة ، وروى بعضهم أن قتله كان في النصف من صفر سنة احدى وعشرين ومائة ، ووجدت عن بعضهم أنّه قال : لما قتل زيد بن علي وصلب رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تلك الليلة مستندا الى خشبة وهو يقول : «(إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) أيفعلون هذا بولدي؟». وروى غير واحد أنّهم صلبوه مجردا فنسجت العنكبوت على عورته من يومه ورثي زيد بمراث (1) كثيرة.
    وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن محمد بن عمير انّه قال : قال عبد الرحمن بن سيابة : أعطاني جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام ألف دينار وأمرني أن أفرقها في عيال من أصيب مع زيد فأصاب كلّ رجل أربعة دنانير.
    فولد أبو الحسين زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام أربعة بنين ولم يكن له أنثى
    __________________
    (1) رثاه جماعة من الشعراء ؛ وأول من لبس السواد عليه شيخ بني هاشم والمتقدّم فيهم ؛ الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب المتوفى سنة 129 ورثاه بقصيدة طويلة مثبتة في (مقاتل الطالبيين) وكتاب (زيد الشهيد) أوّلها :
    ألا يا عين لا ترقي وجودي
    بدمعك ليس ذا حين الجمود

    غداة ابن النبي أبو حسين
    صليب بالكناسة فوق عود



    يحيى ، أمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وأمها ريطة (1) بنت الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. ولما قتل زيد بن علي خرج يحيى بن زيد حتى نزل المدائن فبعث يوسف بن عمر في طلبه فخرج إلى الري ثم خرج الى نيسابور فسألوه المقام فقال : بلدة لا ترتفع فيها لعلي راية. ثم خرج الى سرخس وأقام عند يزيد بن عمر التميمي ستة أشهر حتى مضى هشام لسبيله ، فكتب الوليد بن يزيد الى نصر بن سيار الليثي في طلبه فأخذه ببلخ من دار الحريش بن أبي الحريش وقيّده وحبسه ، فقال عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لمّا بلغه ذلك :
    أليس بعين الله ما يفعلونه
    عشية يحيى موثقا في السلاسل؟

    كلاب عوت لا قدّس الله سرّها
    فجئن بصيد لا يحل لآكل (2)

    وكتب نصر بن سيار الى يوسف بن عمر يخبره بذلك ، وكتب يوسف الى الوليد بن يزيد فأمره بأن يحذره الفتنة ويخلي سبيله فخلّى سبيله وأعطاه ألفي درهم وبغلين فخرج حتى نزل الجوزجان (3) فلحق به قوم من أهل جوزجان والطالقان قدرهم خمسمائة رجل فبعث اليه نصر بن سيار سالم بن أحور فقاتلوا أشدّ القتال ثلاثة أيام حتى قتل جميع أصحاب يحيى وبقي هو وحده فقتل (4) يوم الجمعة وقت
    __________________
    (1) وأم ريطة هذه بنت المطلب بن أبي وداعة السهمي ؛ ذكر ذلك أبو الفرج في (المقاتل). م ص.
    (2) أوردهما أبو الفرج (في المقاتل) بترجمة يحيى مع إضافة بيتين بين الأول والرابع.
    (3) الجوزجان بعد الزاي جيم اسم كورة واسعة من كور بلخ بين مرو الروذ وبلخ ؛ ويقال لقصبتها اليهودية. (مراصد الاطلاع).
    (4) قال أبو الفرج في (المقاتل) أتت يحيى نشابة في جبهته رماه رجل

    العصر بقرية يقال لها أرغوى سنة خمس وعشرين ومائة ؛ واحتز رأسه سورة بن محمد وأخذ العنزي سلبه ، وهاذان أخذهما أبو مسلم المروزي فقطع أيديهما وأرجلهما وصلبهما.
    وقتل يحيى وله ثماني عشرة سنة وبعث برأسه الى الوليد بن يزيد لعنه الله فبعث به الوليد بن يزيد الى المدينة فجعل في حجر أمه ريطة فنظرت اليه فقالت : «شردتموه عني طويلا وأهديتموه اليّ قتيلا ؛ صلوات الله عليه وعلى آبائه بكرة وأصيلا» ؛ فلما قتل عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس ؛ مروان بن محمد بن مروان بعث برأسه حتى وضع في حجر امه ، وقال : هذا بيحيى بن زيد. ولا عقب ليحيى بن زيد. قال الشيخ البخاري : كانت له بنت ترضع. وعقب زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام في ثلاثة الحسين ذي الدمعة وذي العبرة (1) وعيسى مؤتم الأشبال ، ومحمد.
    أما الحسين ذو العبرة ويكنى أبا عبد الله وامه أم ولد وعمي في آخر عمره فزوّج ابنته من المهدي محمد بن المنصور العباسي ومات سنة خمس وثلاثين ومائة
    __________________
    من موالي عنزة يقال له عيسى فوجده سورة بن محمد قتيلا فاحتز رأسه وأخذ العنزي الذي قتله سلبه وقميصه ؛ فبقيا بعد ذلك حتى أدركهما أبو مسلم فقطع أيديهما وأرجلهما وقتلهما وصلبهما ، وصلب يحيى بن زيد على باب مدينة الجوزجان في وقت قتله ... فلم يزل مصلوبا حتى إذا جاءت المسودة فأنزلوه وغسّلوه وكفنوه وحنطوه ثم دفنوه.
    (1) لقّب بذي الدمعة وذي العبرة لكثرة بكائه ، قال أبو الفرج في (المقاتل) بسنده عن يحيى بن الحسين بن يزيد قال : قالت أمي لأبي ما أكثر بكاءك؟ فقال : «وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من البكاء» ، يعني السهمين اللذين قتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى ؛ قال العمري في (المجدي) ولد ذو الدمعة بالشام وشهد حرب محمد وإبراهيم ابني عبد الله وتكفّل به الصادق عليه‌السلام

    وقيل سنة أربعين ومائة ، قال أبو نصر البخاري : وهو الصحيح. وهو من أصحاب الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام. قتل أبوه وهو صغير فربّاه جعفر بن محمد فأعقب وفي ولده البيت والعدد من ثلاثة رجال يحيى وفيه البيت ، والحسين وكان قعددا ؛ وعلي. أما يحيى أبو الحسين (1) بن ذي الدمعة وفي ولده البيت والعدد ، فأعقب من سبعة رجال ، منهم ثلاثة مقلون ، وهم القاسم ؛ والحسن الزاهد وحمزة ؛ وأربعة مكثرون ، وهم محمد الأصغر الاقساسي ، وعيسى ، ويحيى بن يحيى ، وعمر بن يحيى.
    أما القاسم بن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه قليل جدّا ؛ منهم أبو الفرعل وهو أبو جعفر النسابة محمد بن عيسى بن محمد نونو بن القاسم المذكور. وأما الحسن (2) الزاهد بن يحيى بن ذي الدمعة فعقبه أيضا قليل منهم أبو المكارم محمد بن يحيى بن النقيب أبي طالب حمزة بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن
    __________________
    بعد قتل أبيه فأصاب منه علما كثيرا ، ومات وله ست وسبعون سنة ، وله تسع بنات ؛ ميمونة وأم الحسن وكلثم وفاطمة وسكينة وعلية وخديجة وزينب وعاتكة ؛ وثمانية عشر رجلا يحيى وعلي الأكبر وعلي والحسين وزيد وابراهيم ومحمد وعقبة ويحيى الأصغر وأحمد واسحاق والقاسم والحسن ومحمد الأصغر وعبد الله وجعفر الأكبر وعمر وجعفر. م ص
    (1) أم يحيى هذا خديجة بنت الباقر عليه‌السلام ، وقيل خديجة بنت عمر الأشرف ، توفى يحيى ببغداد سنة 207 وصلّى عليه المأمون وكانت له نباهة ويكنى أبا الحسين ، أولد ثمانية وعشرين ولدا ذكرا وانثى ، منهم محمد الأكبر وعلي وأحمد والحسين وحمزة والقاسم والحسن وعمر وعيسى ويحيى ومحمد الأصغر.
    (2) كنيته أبو محمد وولد سبع بنات وستة رجال ، أعقب منهم رجل واحد وهو أبو جعفر محمد الأصغر بن الحسن بن يحيى ، فعلى هذا بطل نسب آل أبي الوفاء لادعائهم الى علي بن الحسن بن يحيى والله أعلم. (المجدي)

    الزاهد المذكور. كان يحفظ القرآن وكذا آباؤه الى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهذه فضيلة حسنة. ورأيت بعض النسابين قد ذكر ان الأب كان يلقن الإبن منه الى أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وهذا مشكل لأن الحسين ذا الدمعة كان يوم قتل أبوه ابن سبع سنين ويبعد أن يكون في هذا السن قد تلقّن القرآن من أبيه زيد ، ومنهم الحسين المعروف بابن ضنك عرف بأمه بنت ضنك المحمدية وضنك هي ام الحسين بنت عبد الله الملقب ضنك بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحنفية ، وهو ابن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام والحسين المذكور هو ابن علي بن محمد بن الحسين بن الحسن الفرعل المذكور ، له عقب منهم علي بن محمد بن يحيى بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين ؛ له عقب ومنهم ضنك بن محمد بن الحسن بن علي بن الحسن بن محمد بن الحسين ، له عقب بالحائر يعرفون ببني ضنك ، وقد قيل إنّهم محمديون من بني محمد بن الحنفية والله سبحانه وتعالى أعلم.
    ومنهم علي بن الحسين بن علي الشاعر بن محمد بن زيد القصير بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن الزاهد ؛ له عقب بالموصل ، ومنهم أحمد الخالصي بن أبي الغنائم محمد بن زيد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسن الزاهد المذكور نزل الخالصة من (الصدرين) وهو أحد أعمال الحلة فنسب اليها ؛ ويقال لولده بنو الخالصي ؛ وكان أهل بيت رياسة وزهد بسورا. انقرض المعروفون منهم بهذا اللقب ؛ وانفصل منهم بنو مكارم ؛ وهو أبو المكارم محمد بن معد بن عبد الباقي بن معد بن أبي المكارم محمد بن أحمد الخالصي ؛ ويقال لهم بنو مكارم بسورا منهم محمّد يدعى مطلوبا بن أبي مكارم المذكور جدّ السيد بن مطلوب بسورا.
    وأما حمزة بن يحيى بن ذي الدمعة فله عقب كثير. فأعقب من علي وأعقب علي بن حمزة من الحسين. وأعقب الحسين بن علي بن حمزة من رجلين وهما أبو جعفر محمد الأسود الشاعر ، وعلي يلقب دانقين ، فمن ولد علي دانقين بن

    الحسين بن علي بن حمزة بنو الأمير ، وهم ولد علي الأمير بن محمد ورق الجوع بن يحيى بن الحسين السنيدي بن علي دانقين المذكور ؛ ومنهم أبو الحسن علي المصلّي بن الحسين بن محمد بن الحسين السنيدي المذكور ، له عقب ومنهم قاضي حمص أبو علي ابراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد ذنيب بن علي دانقين المذكور ، وأولاده أبو البركات عمر ؛ وهو المعروف بالشريف عمر (1) بالكوفة ، ومعد وهاشم وعمار ؛ وعدنان ، كان أبو البركات عالما وعلت سنّه وتفرّد برواية أشياء لم يشاركه فيها أحد في زمانه ، وكان يروي عن خاله عبد الجبار بن معية الحسني النسابة ، وله عقب. ومن ولد أخيه معد بنو المهذب ، وهو ابن معد المذكور وكان لعمار أخيهما عقب بالكوفة انقرضوا ؛ وذكر الشيخ الفاضل قوام الدين عبد الرزاق بن الفوطي المؤرخ البغدادي في كتابه «تلخيص مجمع الألقاب» : زين الدين أبو محمد حبيب بن عبد المهيمن بن سباه سالار بن سفيان بن أنس بن يحيى بن أحمد ذنيب. وذكر : انّه رآه ببغداد وهو كيلاني حنبلي المذهب والأكابر يطايبونه كيف انّه حنبلي. هذا كلامه ولكن أحمد ذنيب لم يكن له ابن اسمه يحيى ولا ذكره أحد من النساب والله أعلم.
    وأما محمد الأصغر الاقساسي بن يحيى بن ذي العبرة ، ونسبته الى الاقساس قرية من قرى الكوفة ، وولده سادة معظّمون فأعقب من ثلاثة رجال ؛ محمد مات أبوه وهو حمل سمّي باسمه وعرف بالاقساسي ؛ وعلي الزاهد وأحمد الموضح بن محمد الاقساسي فعقبه قليل. قال شيخ الشرف العبيدلي : أعقب من أبي جعفر محمد ويحيى وعلي. منهم علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد المذكور ؛ درج. قال شيخنا السيد رضي الدين بن قتادة الحسني الرسي النسابة : ورد في سنة نيف
    __________________
    (1) كانت وفاة الشريف عمر سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وكان علاّمة أديبا لغويا نحويا محدثا مكثرا صدوقا فقيها زيدي المذهب والنسب. (عن هامش الأصل)

    وسبعين وستمائة الى المشهد الشريف قوم من بلاد العجم ادّعو انهم من ولد علي هذا ، وهم مبطلون. وأما علي الزاهد بن محمد الاقساسي فأعقب من رجلين أبي جعفر محمد بالكوفة وفي ولده البيت ، ومن أبي الطيب أحمد أمه قرة العين الرومية ويقال لولده بنو قرة العين ولهم بقية بواسط ولكنهم ينسبون الى علي الأحول خادم النقابة ابن محمد بن جعفر بن أبي الطيب أحمد المذكور ، وقد قال الشيخ أبو الحسن العمري في مبسوطه : إنّه مات بالشام عن بنت ولم يترك ذكرا والله تعالى أعلم.
    ـ وعقب أبي جعفر محمد بن علي الزاهد بن محمد الأقساسي من رجلين أبي القاسم الحسن الأديب ، وأحمد الملقب صعوة يقال لولده بنو صعوة وعقب أبي القاسم الأديب بن أبي جعفر محمد بن علي الزاهد من كمال الشرف أبي الحسن محمد ، ولاّه الشريف المرتضى نقابة الكوفة وإمارة الحاج فحج بالناس مرارا وفي ولده جلالة ورياسة ، فمنهم السيد الجليل الشاعر العالم نقيب النقباء ببغداد قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن علم الدين الحسن النقيب الطاهر ابن علي بن حمزة بن كمال الشرف محمد المذكور ، انقرض ومنهم أبو محمد الحسن الشاعر ابن علي بن حمزة بن محمد بن أبي القاسم الحسن بن كمال الشرف له عقب ، ومنهم حيدرة بن علي بن نصر الله بن علي بن كمال الشرف ، له عقب. وأما محمد بن محمد الاقساسي فمن ولده بنو جوذاب وهو علي بن محمد المذكور ، وبنو زبرج وهو أبو طالب الحسين بن علي جوذاب لهم بقية.
    وأما عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من ستة رجال ما بين مقل ومكثر ، وهم أحمد ، ومحمد الأعلم ، والحسين الأحول ويحيى ، وزيد وعلي. أما أحمد بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ويكنى أبا العباس فأولد جماعة ، منهم أبو محمد الحسن بن أحمد المذكور من ولده محمد الغلق بن أحمد بن الحسن المذكور ، يقال لولده بنو الغلق ، وانفصل منهم بنو عرقالة وهو

    أبو طالب محمد وجع العين بن الحسن المفلوج بن محمد الغلق المذكور ، ومنهم بنو الأبزر. وهو محمد بن مفضل بن أبي طالب محمد وجع العين ، لهم بقية بالحلة ومن أبي العباس أحمد بن عيسى بن زيد بن أحمد ، من ولده الشيخ المسن حافظ القرآن علي بن محمد بن زيد المذكور عاش مائة سنة ، وله عقب منهم أبو تغلب محمد بن الحسين بن علي المسن المذكور له عقب يقال لهم بنو ناصر كانوا بعكبرا ، ومنهم عيسى بن محمد بن علي المسن ، له عقب.
    واما محمد الأعلم بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، فمن ولده أبو القاسم علي المنجم الحاذق المعروف بابن أزهر وهو ابن محمد الأعلم ، وأخوه حمزة المعدل بالأهواز من ولده فخر الشرف أبو منصور هبة الله نقيب الأهواز ابن أبي البركات محمد نقيب الأهواز ابن أبي محمد الحسن نقيب الأهواز ابن حمزة المذكور ، ومن بني محمد الأعلم الحسن الأصغر بن أحمد بن محمد الأعلم له عقب. وأما الحسين الأحول ابن عيسى بن يحيى بن ذي الدمعة فمن ولده أبو محمد الحسن قاضي دمشق وأبو طاهر محمد المبرقع وأبو هاشم أحمد نقيب الموصل وأبو القاسم زيد قاضي الإسكندرية بنو أبي عبد الله محمد بن الحسن الصالح بن الحسين الأحول لهم أعقاب ، منهم السيد العالم الفاضل أبو الغنائم الزيدي النسابة ، وهو عبد الله بن الحسن قاضي دمشق ، له مبسوط في النسب.
    وأما يحيى بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة فأعقب من عيسى وطاهر. أما عيسى فأعقب من أحمد والحسين ، لهما عقب وأما طاهر بن يحيى بن عيسى ويكنى أبا العباس فله عدّة من الولد منهم علي يعرف بابن مريم ؛ وولده يعرفون ببني مريم له عقب فيهم عدد ومنهم عبيد الله وأبو الحسين يحيى ، قيل اسمه زيد يلقبه أهل الكوفة صدغ الكلب ، وأحمد بن طاهر ، وقال بعض النساب هو أحمد بن يحيى بن عيسى.
    وأما زيد بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الطيب فمن ولده محمد بن زيد

    المذكور ؛ قيل هو أبو الطيب ، له عقب منهم البلا وهو علي بن محمد المذكور. وأما علي بن عيسى بن يحيى ويكنى أبا الحسن فعقبه كثير منهم محمد الحطب بن أبي طالب عبد الله قتيل الطواحين بن علي المذكور يقال لولده بنو الحطب ، كان ببغداد ومقابر قريش ، منهم علاء الدين علي الأعرج بن ابراهيم بن أبي البدر محمد بن علي بن مظفر بن محمد بن علي الضرير بن حمزة الصياد بن الحسين بن محمد الحطب المذكور انقرض.
    ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن ذي العبرة ، زيد بن علي المذكور أبو الحسين أعقب ؛ ومن ولده السيد الفاضل المنتمي بن أبي زيد عبد الله بن علي كياكي بن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أبو الفتوح (1) الواعظ أحمد بن الحسين بن أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ، ومن بني علي بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة ، أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الناصر بن أبي الصلت يحيى بن أبي العباس أحمد بن علي المذكور ، يعرف بابن هيفاء له عقب بالحائر لهم نقابة وبأس وشجاعة ، أعقب من ولده أبي طاهر محمد كان متوجها بالحائر. فمن ولد أبي طاهر محمد ، أبو الحسن علي بن محمد ، يقال لولده بنو هيفاء وطاهر بن محمد ، يقال لولده بنو عيسى لأن عقبه من عيسى بن طاهر وحده منهم أبو عبد الله الحسين المقري بن محمد بن عيسى المذكور ، يقال لولده بنو المقري وكلّهم بالحائر (2).
    وأما يحيى بن يحيى بن ذي العبرة ، وله عقب كثير منتشر فأعقب من تسعة
    __________________
    (1) في بعض النسخ المخطوطة أبو الفتوح الواعظ بن عزيز بن أحمد ابن عبد الله بن عيسى بن زيد المذكور ، ومنهم أحمد بن عيسى بن زيد المذكور ومن بني علي الخ. م ص
    (2) فمنهم بنو طوغان ، منهم ولد السيد بدر الدين حسن بن مخزوم بن أبي القاسم طوغان بن أبي عبيد الله الحسين. المقري بن محمد بن عيسى المذكور


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:33 pm

    رجال ، أبو الحسن علي كتيلة ، وأبو عبد الله الحسين سخطه ، وأبو الفضل العباس ، وأبو أحمد طاهر ، والحسن ، وموسى ، وابراهيم والقاسم وجعفر. أما جعفر بن يحيى بن يحيى فوجدت له موسى بن جعفر ولم أجد له غيره. وأما القاسم بن يحيى بن يحيى فله محمد إيزار رطب في أخوين انقرضوا ، وقال ابن طباطبا : أرى له محمداً بن زيد بن القاسم بن يحيى بن يحيى بشيراز وهو في «صح». وأما ابراهيم بن يحيى بن يحيى المكنى أبا طالب فله ولدان أحمد وأبو جعفر محمد ، أما أحمد بن ابراهيم فيعرف بأبي شيخ ، وابنه محمد بن أحمد يعرف بريرب ، له عقب ، وأما أبو جعفر محمد بن إبراهيم يعرف بدنه ، وله عقب بالبصرة وغيرها. وأما موسى بن يحيى بن يحيى فأعقب من أبي عبد الله أحمد بن موسى بن يحيى ، ومنه في جماعة لهم أعقاب وبقية ، منهم نواية وهو
    __________________
    منهم السيد الكامل الفاضل الحافظ كمال الدين حسين واخوته السيد عماد الدين والسيد عبد الحق ، والسيد محمد أولاد السيد العالم المدرس إمام الحضرة الحسينية الحائرية شمس الدين محمد يعرف بمساعد بن حسن بن مخزوم المذكور ، ومنهم السيد شمس الدين محمد وأخوه السيد شرف الدين يحيى مع أخوين آخرين أولاد السيد زين الدين علي بن حسن بن مخزوم المذكور ، وكان للسيد حسن بن مخزوم المذكور ابن اسمه محمد مات عن بنات وعن ابن اسمه حسن ، مات حسن دارجا. كذا بخط حسين بن مساعد ، وقد كتبه على هامش نسخته من الكتاب الذي كتبه بخطه ، وقد أدرج بعض هذا الهامش في أصل النسخة المطبوعة لحسبان انّه من الأصل ، وكتب ابن مساعد بآخر ما كتبه من الهامش المذكور ما نصه : يقول العبد الكاتب حسين بن مساعد بن حسن بن مخزوم بن أبي القاسم بن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عيسى الحسيني إني ألحقت آل طوغان الذين هم من بني المقري المذكور عند كتابتي لهذا المبسوط سنة 893 ليكون تجديدا لعهدهم والحمد لله تعالى وحده. م ص

    أبو البركات بن محمد بن الحسين البازبار بن أحمد الأشتر بن موسى المذكور ومنهم كركمة وهو أبو الحسن علي بن أحمد الاشتر المذكور ، ومنهم كعب البقر وهو محمد بن القاسم بن أحمد الأشتر المذكور.
    وأما الحسن بن يحيى فمن ولده القاسم بن محمد بن محمد بن الحسن بن جعفر بن يحيى بن علي بن الحسن المذكور له عقب بالعسكر وبتشتر. وقال شيخ الشرف العبيدلي : العقب من الحسن بن يحيى بن يحيى في أبي العباس علي وأبي الحسن محمد ، قال ، يجب أن يسأل عن عقبيهما. ولم يذكر غيرهما. وقال الشريف أبو عبد الله الحسين بن طباطبا : ويحيى بن الحسن ولكلّ منهما عقب. وأما أبو أحمد طاهر بن يحيى بن يحيى فأعقب من أبي الفضل احمد كان ناسكا له عقب منهم طاهر ويعرف ولده ببني كأس لأن أمهم بنت ابن كاس الفقيه القاضي الحنفي ، ومنهم أبو طالب محمد يلقب جزيرة ؛ وأبو محمد الحسن يلقب كزبر (1) بنو أبي الحسين يحيى بن أبي الفضل أحمد الناسك المذكور ؛ فمن بني كزبر بنو أحمدين ، وهو محمد بن يحيى بن أحمد بن علي بن ناصر بن محمد بن الحسين بن أبي كزبر ، ومنهم بنو فليتة ، وهو علي بن عدنان بن علي بن ناصر المذكور ؛ ومنهم هندي بن عدنان المذكور انقرض ، ومنهم معد بن الحسين بن ناصر المذكور ؛ له عقب.
    وأما أبو الفضل العباس بن يحيى بن يحيى فعقبه قليل ، وكان له محمد ؛ وأحمد والحسين ، وابراهيم. قال شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر : ابراهيم بالأحساء لا أعلم له بقية أم لا. فهو في «صح» وكان ابراهيم ومحمد ابنا أبي الفضل العباس قد خرجا في ليلة الجمعة الى مشهد أمير المؤمنين عليه‌السلام بالكوفة فأسرتهما القرامطة ومضت بهما الى هجر ، فرجع محمد بن العباس الى الكوفة من الأسر في شوال سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، وذكر أن له عندهم ابنا يسمّونه
    __________________
    (1) كزبر بالباء الموحدة بعد الزاي ، وفي بعض المخطوطات بالياء التحتانية.

    نهاراً واسمه عند أبيه العباس باسم أبيه ، ولمحمد بن العباس ولد كان بمقابر قريش وهو أبو الحسن علي المعروف بابن صفية وهي جارية وهو ابن زيد بن محمد بن العباس ، وقال الشيخ تاج الدين : أبو الحسن بن صفية هو ابن زيد بن محمد بن أحمد بن العباس المذكور له عقب وأما ابراهيم فلم يعرف له خبر ، وكان أخذهما في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وأما أحمد بن العباس بن يحيى فمن ولده محمد يلقب الفرو ، له عقب بالأهواز.
    وأما الحسين بن العباس بن يحيى فله ولدان زيد الأخيل ومحمد. وأما أبو عبد الله الحسين سخطة بن يحيى بن يحيى فأعقب من ابنه أبي جعفر محمد ، قيل وهو سخطة ، وقيل بل هو المحادنقي «المخادنقي خ ل» فأولادهما بذلك يعرفون ببني سخطة وبني المحادنقي ، ولهم بقية بالبصرة ، منهم نقيب البصرة أبو الغنائم مجد الدين محمد وأخوه فخر الدين أبو الحسن محمد ، ومجد الدين أبو القاسم علي بنو النقيب بالبصرة أبي منصور الأعز محمد بن أبي الغنائم محمد بن النسابة شيخ العمري الحسين النشو بن علي (1) بن نعمة بن محمد المحادنقي بن الحسين سخطة المذكور له أعقاب ، ومن بني المحادنقي أبو المرجا يحيى ، وأبو الهيجاء عبد الله ابنا أبي منصور محمد بن جعفر بن محمد المحادنقي المذكور لهما أعقاب.
    وأما أبو الحسن علي كتيلة بن يحيى بن يحيى وولده بطن قوية منقسمة عدّة أفخاذ فأعقب من خمسة رجال : الحسين ، وزيد ، وأحمد الدب والحسن سوسة والقاسم. أما القاسم بن علي كتيلة فمن ولده أبو الحسن زيد بن محمد بن القاسم المذكور ، وهو القاضي نقيب أرجان وولّي نقابة البصرة أيضا ، وكان عالما فاضلا نسّابة ثابت القدم في علوم عدّة ، له عقب ومن ولده أبو الحسن محمد الأصغر ابن زيد كان نقيبا على علوية أرجان وقتل في وقعة الدلام مع(2) أبي كاليجار
    __________________
    (1) في بعض المخطوطات (علي نعمة) بدون لفظ (بن) بين علي ونعمة.
    (2) أبو كاليجار هذا هو صمصام الدولة بن عضد الدولة البويهي ، بويع

    وله ولد. وأما الحسن سوسة بن علي كتيلة ، فعقبه قليل منهم أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن المذكور ، قتله الحاكم الاسماعيلي بمصر ، ومنهم يحيى بن زيد بن علي بن الحسن المذكور ، ومنهم أحمد بن أبي الحسن علي يلقب الغش (1) ابن علي بن الحسن المذكور.
    وأما أحمد الدب بن علي كتيلة ؛ فعقبه أيضا قليل منهم الحسين بن القاسم بن حمزة نقيب الأهواز بن أحمد الدب المذكور ؛ ومنهم أبو طاهر حسين بن أبي الحسين محمد نقيب الأهواز بن أحمد الدب. وأما زيد بن علي كتيلة ، فعقبه قليل أيضا منهم أبو الحسين زيد بن الحسين بن حمزة الحاجب بن أبي القاسم علي بن زيد المذكور وأما الحسين بن علي كتيلة وفيه البقية فأعقب من ثلاثة رجال وهم أبو الحسن محمد نقيب الكوفة ، وأبو الحسين زيد الأسود ؛ وأبو القاسم علي المعروف بالدخ (2). أما أبو القاسم علي الدخ ، فبه يعرف ولده وهم قليل منهم ناصر نقيب الكوفة ابن علي بن محمد بن الدخ المذكور.
    وأما أبو الحسن محمد نقيب الكوفة فمن ولده بنو صاحب السدرة يقال لهم بنو السدري ، وهو علي بن يحيى بن أحمد بن محمد النقيب المذكور. وأما أبو الحسين زيد الأسود بن الحسين بن علي كتيلة وفي ولده العدد ، وقد تقسم ولده عدّة بطون فأعقب من عدّة رجال منهم أبو الغنائم محمد بن زيد الأسود ، يقال لولده بنو الصابوني ، وهم ولد أبي الفضل محمد الصابوني بن أبي الحسن علي بن أبي الغنائم محمد المذكور وهم بالكوفة ، ومنهم أبو الفوارس
    __________________
    له بالإمارة بعد وفاة أبيه سنة 372 وقتل بوقعة الديالمة في ذي الحجة سنة 388 هـ وعمره 35 سنة وسبعة أشهر.
    (1) الغش بالغين المعجمة وفي بعض المخطوطات بالفاء.
    (2) ضبطه حسين بن مساعد في نسخته المخطوطة من الكتاب بضم الدال المهملة وتشديد الخاء المعجمة ، وهو في اللغة الدخان وتفتح فيه الدال أيضا.

    أحمد بن زيد الأسود ، وعقبه يرجع الى زين الشرف أبي القاسم يحيى بن أحمد بن يحيى بن أبي الفوارس المذكور ، ويقال لولده بنو زين الشرف ، ومن بني زين الشرف الشنبك وهو أبو الحسين بن هاشم بن أحمد بن عدنان بن زين الشرف المذكور به يعرف ولده وهم بالغري.
    ومن بني زيد الأسود ، أبو الهيجاء محمد بن زين الأسود ، ويعرف بهيجاء تفرّق ولده عدّة بطون منهم بنو مقبل بن أبي الحمراء الحسين بن أبي الهيجاء المذكور ، يقال لهم بنو أبي الحمراء وبنو هيجاء أيضا ، ومنهم بنو أبي عبد الله بن هيجاء لا يعرف إلاّ بكنيته ، منهم أبو الحسين علي ، وأبو محمد الحسن ابنا أحمد بن أبي عبد الله هذا ، يقال لولدهما بنو الشوكية كذا قال الشيخ تاج الدين في «سبك الذهب في شبك النسب». والذي في مشجرة السيد رضي الدين بن قتادة الحسني : وذكر السيد فخر الدين بن علي الأعرج الحسيني ان بني الشوكية أولاد أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن أبي عبد الله بن هيجاء ومنهم بنو أبي الفضائل علي بن أبي عبد الله بن هيجاء يقال لهم بنو أبي الفضائل منهم بنو المطروف بالغري ، وهو محمد بن هبة الله بن عمر بن أبي الفضائل علي هذا.
    ومن بني زيد الأسود أبو منصور أحمد بن هيجاء من ولده عدنان بن معد بن عدنان بن أبي منصور هذا ، له عقب يعرفون ببني عدنان ، ومنهم أبو الفتح ناصر بن زيد الأسود. أعقب من رجلين أبي الحسين زيد نقيب المشهد وأبي علي أحمد فأعقب أبو علي أحمد من أبي الفتوح محمد ـ وقيل هبة الله ـ لا غير ، يعرف ولده ببني أبي الفتوح ، وانفصل منهم فخذ عرفوا ببني السدرة وهم ولد أبي طالب محمد بن أحمد بن أبي الحسن علي بن أبي الفتوح. تزوج بنت عبد الله بن السدرة من ولد أبي الحسن محمد بن الحسين بن علي كتيلة فولدت له أبا الفتح ناصرا فعرف عقبه ببني السدرة نسبتهم الى جدّهم لأمهم منهم السيد شرف الدين ابن سدرة ، وهو محمد بن علي بن الحسن بن أبي الفتح

    ناصر المذكور. وأعقب أبو الحسين زيد النقيب من رجلين ، أبي الحسين محمد وأبي الفتح ناصر ، أما أبو الحسين محمد بن النقيب أبي الحسين زيد فهو جدّ بني حميد بالغري ، وهو عبد الحميد بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي الحسين محمد المذكور.
    وأما أبو الفتح ناصر بن أبي الحسين زيد النقيب وعقبه الآن يعرفون ببني كتيلة ، فأعقب من ثلاثة أبو محمد عبد الله ؛ وأبو القاسم عبيد الله ، مجد الشرف وأبو طالب هبة الله التقي. أما أبو محمد عبد الله بن أبي الفتح ناصر فانقرض وكان من ولده مجد الدين الطويل بن عبد الله المذكور ؛ وأما أبو القاسم عبيد الله بن أبي الفتح ناصر فمن ولده السيد الزاهد الكريم رضي الدين أبو الحسين محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله ، والسيد العالم مجد الدين محمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الله ، وأما أبو طالب هبة الله التقي بن أبي الفتح ناصر وكان فقيها خيرا فأعقب من جماعة انقرض بعضهم ، واتصل عقبه من ثلاثة رضي الدين أبي منصور الحسن والتقي ابي الحسين علي وعز الشرف ابي علي عمر فمن ولده رضي الدين ابي منصور بن أبي طالب «الهادي» بن فخر الدين محمد بن شرف الدين جعفر بن محمد بن المعمر بن أبي منصور الحسن المذكور ، درج ، ومحمد بن جعفر بن فخر الدين المذكور انقرض. ومن ولد التقي أبي الحسين علي بن أبي طالب جمال الدين محمد بن عبيد الله بن جعفر بن محمد بن أبي الحسين المذكور له ولد.
    ومن ولد عز الشرف أبي علي عمر بن أبي طالب الشيخ السيد الفاضل الكامل مجد الدين محمد بن النقيب علم الدين علي بن ناصر بن محمد بن المعمر بن أبي علي عمر المذكور ، قرأت عليه طرفا من كتاب «الكافية الحاجبية» وكان فيها قيما وشرحها لاستاذه الفاضل ركن الدين محمد الجرجاني ، وكان للسيد مجد الدين ابنان احدهما علم الدين عبد الله سافر في حياة أبيه الى بلاد الترك وأقام هناك وأولد ثم وقع الى سمرقند أيام الأمير الأعظم تيمور كوركان

    ورأيته هناك وله ابن اسمه أحمد ويكنى أبا هاشم ويلقب شمس الدين ، وتوفي السيد عبد الله بكش من بلاد سمرقند وانتقل ابنه أبو هاشم الى العراق ، والآخر نظام الدين علي أبو الحسن كان من وجوه الأشراف مقداما مقدما ؛ توفي عن ولدين أبو طاهر أحمد ، وأبو الحسين زيد ، وهما بالمشهد الشريف الغروي.
    وأما عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة وهو أكثر أخوته عقبا وفيه البيت فعقبه من رجلين أحمد المحدث وأبي منصور محمد الأكبر ؛ وكان له عدّة أولاد أخر منهم أبو الحسين يحيى بن عمر ؛ وهو صاحب شامي أحد أئمة الزيدية ، لحقه ذلّ امتعض منه فخرج بالكوفة داعيا الى الرضا من آل محمد وكان من أزهد الناس ، وكان مثقل الظهر بالطالبيات يجهد نفسه في برّهن ؛ وامه أم الحسن بنت الحسين بن عبد الله بن اسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار ؛ وظهر بالكوفة أيام المستعين ودعا الى الرضا من آل محمد فحاربه محمد بن عبد الله بن طاهر فقتل (1) وحمل رأسه الى سامراء ؛ ولما حمل رأسه الى محمد بن عبد الله بن طاهر جلس بالكوفة للهناء فدخل عليه أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، وقال : إنّك لتهنأ بقتيل لو كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حيّا لعزّي فيه ؛ فخرج وهو يقول:
    يا بني طاهر كلوه مريئا
    ان لحم النبي غير مري

    إنّ وترا يكون طالبه الله
    لوتر بالفوت غير حري

    الى آخر الأبيات. وليس ليحيى بن عمر بن يحيى عقب ، قال أبو نصر
    __________________
    (1) قتل يحيى بن عمر هذا بعد أن أبلى بلاء حسنا سنة 250 واتفق في وقت مقتله عدّة شعراء مجيدون فرثاه كلّ منهم بقصيدة مشجية ، وممّن رثاه وأبدع في رثائه علي بن عباس الرومي بقصيدة تبلغ (110) أبيات مطلعها :
    أمامك فانظر أي نهجيك تنهج
    طريقان شتى مستقيم وأعوج

    انظر أخبار يحيى في (مقاتل الطالبيين) لأبي الفرج الاصبهاني ص 410 ـ 421 من طبع النجف الأشرف.

    البخاري : وربما غلط بعض الناس فانتسب اليه.
    أما أبو منصور محمد بن عمر بن يحيى بن ذي العبرة فعقبه يعرفون ببني الفدان لأنّه أعقب من الحسين الملقب بالفدان ، وأعقب الحسين الفدان من ثلاثة ، زيد الجندي بن الحسين الفدان ، وجعفر بن الحسين الفدان ، والحسن بن الحسين الفدان. فمن بني زيد الجندي بن الحسين الفدان آل شيبان ؛ وهو أبو الفوارس محمد بن عيسى الفارس بن زيد الجندي المذكور كانوا بطنا بالكوفة ؛ ومن بني جعفر بن الفدان ، أبو الحسين بن الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر المذكور ومن بني الحسن بن الفدان صفي الدولة محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الحسن المذكور ، كان ذا جاه بالشام وتغرب الى خراسان ، ومنهم أبو يعلي ميمون بن الحسين بن محمد الأوسط بن الحسين بن الحسن المذكور ، ومنهم أبو العلى المسلم بن محمد بن علي ذنيب بن المسلم بن عبيد الله بن الحسن المذكور ويكنى الفدان له بقية بالنيل وخراسان.
    وأما أحمد المحدث بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة فأعقب من الحسين النسابة (1) النقيب وحده ؛ كان أول نقيب ولّي على سائر الطالبيين كافة ؛ وكان عالما نسابة ورد العراق من الحجاز سنة إحدى وخمسين ومائتين وأعقب من رجلين زيد المعروف بعم عمر ويحيى ، وفي ولده البيت أما زيد عم عمر ؛ فكان له عقب بالكوفة وانقرض بعد ذيل طويل ، وأما يحيى بن الحسين النسابة ويكنى أبا الحسين وكان نقيب النقباء فأعقب من رجلين ؛ وهما أبو علي
    __________________
    (1) كان الحسين النسابة أول من كتب المشجر في النسب وسمّاه (الغصون في آل ياسين) وهو أوّل من أسس نقابة الطالبيين ، يحدث القاسمي في (شرف الأسباط) ص 7 : إنّه طلب من المستعين بالله تولية رجل على الطالبيين منهم يتولى شؤونهم ويدفع عنهم سلطة الأتراك فعيّنه المستعين بعد مشاورة الطالبيين واختيارهم له. م ص

    عمر الشريف الجليل ؛ وأبو محمد الحسن الفارس (1) النقيب. وأما أبو علي عمر بن يحيى فحجّ بالناس أميرا عدّة مرار من جملتها سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، وفيها رد الحجر الأسود الى مكة وكانت القرامطة أخذته الى الأحساء وبقي عندهم عدّة سنين ، وكان له سبعة وثلاثون ولدا ، منهم أحد وعشرون ذكرا أعقب منهم ثمانية ثم انقرض بعضهم ، واتصل عقبه من ثلاثة رجال ؛ وهم أبو الحسن محمد الشريف الجليل ، وأبو طالب محمد ، وأبو الغنائم محمد. أما أبو الغنائم محمد بن عمر بن يحيى فعقبه الآن يرجع الى أبي ظريف وهو محمد بن أبي علي عمرو بن أبي الغنائم محمد المذكور وهو جدّ علي المنكر بن أبي البركات بن أبي الحسن علي بن أبي ظريف محمد المذكور ، والمنكر جد بني المنكر ببغداد وغيرها.
    وأما أبو طالب محمد بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة ، وكان سيّدا فاضلا مات سبع وأربعمائة فعقبه يرجع الى النقيب شمس الدين أبي عبد الله أحمد بن النقيب أبي الحسن علي (2) بن أبي طالب محمد المذكور ، وكان سيّدا جليلا توفي في جمادي الأولى في سنة احدى وخمسين وأربعمائة عن أربع وستين سنة
    __________________
    (1) كذا في بعض النسخ الصحيحة (أبو محمد الحسن) الفارس ، وفي (المجدي) أيضا ، ولكن الذي نقله الشريف الحسين بن مساعد عن مشجر ابن المنتاب وأثبته في هامش نسخته من الكتاب المخطوطة بخط يده (أبو الحسن محمد) وقال يكنى أبا طالب ومثله في بعض النسخ المخطوطة. م ص
    (2) قال العمري في (المجدي) : تزوج علي بن أبي طالب هذا فاطمة بنت محمد السابسي فقال الخاطب عند الخطبة : «وهذا علي بن أبي طالب يخطب كريمتكم فاطمة بنت محمد وقد بذل لها من الصداق ما بذل أبوه لامها علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه‌السلام لفاطمة الزهراء عليها‌السلام فما بقي أحد إلاّ وبكى وكان يوما مشهودا فولد ولدين حسنا وحسينا ، فهو علي بن أبي طالب زوج فاطمة بنت محمّد أبو الحسن والحسين.

    فأعقب النقيب شمس الدين أبو عبد الله أحمد من رجلين ، وهما أبو محمد الحسن الأسمر ، والنقيب نجم الدين اسامة ، امه أخت الوزير أبي القاسم المغربي ؛ ولّي النقابة سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة وقلّت رغبته فيها فاستعفى بعد أربع سنين وتوفي في رجب سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وعمره خمس وأربعون سنة ، أما أبو محمد الحسن الأسمر (1) ابن النقيب شمس الدين أحمد. فعقبه يرجع الى ابنه شكر بن الحسن له عقب يقال لهم بنو شكر لهم بقية بالشرفية من دادخ وهو أحد أعمال البلاد الحلية.
    وأما النقيب نجم الدين اسامة بن النقيب شمس الدين أحمد فأعقب من رجلين عبد الله التقي النسابة وعدنان ؛ أما عدنان بن اسامة فأعقب من ابنه اسامة بن عدنان بن اسامة ، وعقبه يعرفون ببني اسامة كانت لهم بقية بالحلة الى سنة ستين وسعبمائة وأظنّهم انقرضوا. وكانوا بيتا جليلا مقدّما من أعاظم بيوت العلويين وكان زيد بن علي النقيب جلال الدين بن اسامة بن عدنان بن اسامة ـ وهو أبو الغنائم ـ شاعرا فاضلا فارق العراق ومضى الى الهند هو وأخوه ضياء الدين أبو القاسم علي وولّي هناك زعامة الطالبيين ؛ وكان أبو القاسم زعيم ألف فارس وماتا هناك وما يعرف لهما عقب بالهند.
    وأما عبد الله التقي النسابة أبو طالب بن اسامة وكان عالما فاضلا مجلا ـ وهو صاحب الحكاية مع السيد جعفر بن أبي البشر الحسني النسابة وقد مرت (2) عند ذكره ـ فأعقب من رجلين وهما أبو الفتح ؛ وأبو علي عبد الحميد بن التقي
    __________________
    (1) لأبي محمد الحسن الأسمر هذا ولد آخر اسمه محمد نجم الدين بهاء الشرف أبو الحسن ، وهو الذي روى (الصحيفة السجادية) عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن شهريار الخازن لخزانة الامام علي أمير المؤمنين عليه‌السلام وقد ذكر في صدر الصحيفة المذكورة لكنّه لا عقب له.
    (2) وقد ذكرت الحكاية في ص 140 ـ 141 من هذا الكتاب م ص

    النسابة الذي انتهى اليه علم النسب ويلقب جلال الدين ؛ مولده ليلة الثلاثاء تاسع عشر شوال سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة. أما أبو الفتح بن التقي بن اسامة فيقال لأولاده بنو التقي وقد انقرضوا ، وأما أبو علي عبد الحميد بن التقي بن اسامة فأعقب من رجلين ، وهما أبو طالب محمد شمس الدين العالم النسابة ، ونجم الدين أبو الفتح علي ، أما أبو طالب محمد بن عبد الحميد بن التقي فأعقب من ابنه أبي علي جلال الدين عبد الحميد نقيب المشهد والكوفة ـ وكان عالما فاضلا نسابة توفي سنة ست وستين وستمائة ـ وحده ؛ وأعقب جلال الدين عبد الحميد بن محمد بن عبد الحميد من رجلين ، وهما تقي الدين أبو عبد الله الحسين بن عبد الحميد الثاني وشمس الدين أبو طالب محمد النسابة الفاضل ؛ فمن ولد تقي الدين أبي عبد الله الحسين بن عبد الحميد الثاني السيد الجليل النسابة شرف الدين أبو الفضل محمد بن تقي الدين أبي عبد الله الحسين المذكور ، سافر الى بلاد القرم وأعقب من ابنه تاج الدين عبد الحميد ، وله ولد رأيته بسمرقند ثم انتقل الى العراق.
    ومن ولد شمس الدين أبي طالب محمد النسابة ابن عبد الحميد الثاني ، جلال الدين عبد الحميد الزاهد ، ونظام الدين علي النسابة ، ونجم الدين عبد العزيز وغياث الدين عبد الكريم قتل دارجا ، وأما أبو الفتح علي بن عبد الحميد بن التقي فمن ولده أمير الحاج النقيب بالغري تاج الدين أبو الحسن علي بن النقيب مجد الدين أبي الحسين محمد بن أبي الفتح المذكور ؛ له عقب بالغري منهم النقيب النسابة فخر الدين صالح بن مجد الدين أبي الحسين عبد الله بن تاج الدين المذكور كان نقيبا بالمشهد الغروي زمن نقابة السيد رضي الدين محمد الآوي الأفطسي وله عقب ، ومنهم غياث الدين عبد الكريم بن تاج الدين أبي الحسن علي المذكور له عقب ، منهم السيد لطف الله بن عبد الرحيم بن عبد الكريم المذكور ، قتله السلطان أحمد بن السلطان أويس ببغداد ، ومنهم السيد الزاهد بهاء الدين علي ، والسيد نظام الدين سليمان ابنا عبد الكريم المذكور لهم أعقاب وهم بالمشهد

    الشريف الغروي كثّرهم الله تعالى.
    واما أبو الحسن محمد الشريف الجليل بن عمر بن يحيى بن الحسين النسابة ، وهو الشريف الجليل ؛ وربما قيل لأبيه عمر بن يحيى ، وكان وجيها متموّلا لم يملك أحد من العلويين ما ملك من الأملاك والأموال والتنايا ؛ قيل إنّه زرع في سنة واحدة ثمانية وسبعين ألف جريبا وصارده بهاء الدولة بن بويه على ألف ألف دينار عينا واعتقله سنتين وعشرة أشهر وألزمه يوم إطلاقه تسعين ألف دينار.
    ومن أغرب حكاياته انّه كان جالسا في الديوان والمطهر بن عبد الله وزير عضد الدولة بن بويه في الديوان ، فورد عليه توقيع فيه : ان رسول القرامطة يصل الى الكوفة فينبغي أن تكتب الى الكوفة في تهيئة أسبابه. فأرى الوزير الشريف ذلك التوقيع وأشار اليه بأن يرسل الى الكوفة من يقيم برسم الخدمة مع ذلك الرسول ويهيىء له منزلا ينزله وما يحتاج إليه ، ثم اشتغل الوزير ببعض مهمات الديوان ساعة والتفت فرأى الشريف جالسا فقال : أيها الشريف إن هذا الأمر ليس مما يتهاون به ولا يتكاسل فيه ، فقال الشريف : قد أرسلت الى الكوفة بالخبر وأتى الجواب بتهيئة الأسباب. فتعجب الوزير من ذلك وسأله فأخبره ان عنده ببغداد طيورا كوفية وبالكوفة طيورا بغدادية فلما أمر الوزير بما أمر به أشرت بأن يكتب الى الكوفة على الطير بذلك وجاء الخبر بوصول الكتاب وامتثال الاشارة.
    وقال ابن الصابي : وكانت أملاكه لا تسقى من الفرات ولما أرسل عضد الدولة وزيره (1) المطهر بن علي (2) لمحاربة عمران بن شاهين (3) بالبطيحة
    __________________
    (1) كان إرسال وزيره لمحاربة الحسن بن عمران بن شاهين سنة 369 ولما فشل الوزير في عمله صالح الحسن بن عمران عضد الدولة على مال يؤديه اليه وفي تلك السنة عمّر عضد الدولة بغداد ومشهد الامام أمير المؤمنين عليه‌السلام ومشهد

    واضطربت الامور على المطهر (1) بن علي جرح نفسه حتى مات وسمع منه كلام يفهم منه الشكاية من الشريف محمد بن عمر (2) فقبض عليه عضد الدولة ونقله الى فارس ودخلت اليد في أملاكه وأسبابه وله حكايات كثيرة تدلّ على سعة جاهه وكثرة ماله وعلوّ همته.
    فمن عقبه خزعل ، وهو أبو محمد الحسن بن عدنان بن الحسن بن محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن أبي الحسن محمد الشريف الجليل المذكور ، يقال لولده بنو خزعل المذكور ولهم بقية بالعراق ، ومنهم الآن السيد الطالب بن محمد بن منصور بن حسن بن محمد بن الحسن خزعل ، بسبزوار وخراسان. وأما أبو محمد الحسن الفارس النقيب بن يحيى بن الحسين النسابة بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة ، فكان له خمسة وأربعون ولدا منهم ثلاثون
    __________________
    الامام الحسين بن علي عليه‌السلام وأصلح الطريق من العراق الى مكة ؛ وأجرى الجرايات على الفقهاء والمحدثين والمتكلمين والمفسرين والنحاة والشعراء والنسابين والأطباء والحساب والمهندسين ، أنظر (تاريخ ابن الأثير) في حوادث سنة 369.
    (2) كذا في جميع النسخ والصحيح (المطهر بن عبد الله) كما ذكر آنفا وذكره ابن الأثير في (الكامل) وغيره.
    (3) قصة المحاربة بالبطيحة مع الحسن بن عمران بن شاهين لا مع أبيه عمران كما عرفت ، انظر (الكامل) لابن الأثير في حوادث سنة 369 ، وغيره.
    (1) الصحيح (المطهر بن عبد الله) كما عرفت.
    (2) كان الشريف محمد بن عمر المذكور مع الوزير المطهر في عسكره فاتهمه الوزير بمراسلة الحسن بن عمران وإطلاعه على أسراره ، وخاف المطهر ان تنقص منزلته عند عضد الدولة فأخذ سكينا وأراد قتل نفسه فقطع شرايين ذراعه فنزف منه الدم ثم مات وحمل الى بلده كازرون فدفن بها.

    ذكرا ولكن عقبه المتصل من ثلاثة رجال ؛ وهم أبو الحسن محمد التقي السابسي (1) الذي عزل الرضي الموسوي عن النقابة ، وكان الرضي ختنه ، والحسن الأصم الأسوداوي وأبو طالب عبد الله.
    أما أبو الحسن التقي السابسي بن أبي محمد الحسن الفارس ـ وكان لعقبه رياسة ونباهة والآن قد لحقهم خمول ـ فعقبه المتصل من رجلين ؛ أبي العلى محمد وأبي علي الحسن (2) وقيل الحسين ، وقيل عمر كان سبب الفتنة بين العلويين والعباسيين ، وكان الشريف المرتضى ؛ يكرمه وكان يقول : إذا قيل اللهم صلّ على محمّد وآله دخل أبو علي ، فاذا قيل الطاهرين خرج. وبقيتهما بواسط.
    وأما الحسن الأصم الأسوداوي بن أبي محمد الحسن الفارس النقيب فعقبه من أبي تغلب علي نقيب النقباء بسوراء بن الحسن الأصم ، فأعقب أبو
    __________________
    (1) يعرف بهذا اللقب لما كان يملكه من الإقطاعات في (سابس) من جانبي نهرها المشهور ، ودفن بها بعد وفاته وكان نقيب النقباء ببغداد وأميرا على الحاج.
    (2) الى أبي علي الحسن هذا ينتهي نسب العلاّمة الشهير السيد علي الكبير الحائري الملقب بالأمير المتوفى بالحائر سنة 1307 ، فانّه رحمه‌الله ابن منصور بن أبي المعالي محمد بن أحمد نقيب البصرة ابن شمس الدين محمد البازيان ابن شريف الدين محمد بن عبد العزيز بن أبي الحسن علي الرئيس ابن محمد بن علي القتيل ابن الحسن النقيب ابن أبي الفتوح محمد بن الحسن بن عيسى الكريم ابن عز الدين عمر المحدث ابن تاج الدين أبي الغنائم محمد بن محمد النقيب ابن الشريف أبي علي الحسن ، المذكور ، وكان السيد علي الكبير الحائري المذكور علاّمة كبيرا تلميذا للعلاّمة الوحيد الاستاذ البهبهاني الحائري رحمه‌الله وقد قام بأعمال مهمة وخلّف صدقات جارية النفع والثمر في الحائر الشريف ، وله عقب منتشر حتى اليوم في بلاد العرب والعجم يعرف ابناؤه (آل الأمير السيد علي الكبير) وبيتهم بيت مجد وشرف. م ص

    تغلب علي من ثلاثة رجال ، أبو القاسم الحسين التقي ، وأبو الغنائم محمد ، وأبو الفضل علي ؛ وكان له ابن رابع يكنى أبا طاهر واسمه محمد ، وقيل هبة الله ، أعقب ابنا انقرض الإبن ، وانتمى اليه رجل اسمه محمد ويلقب بقرة ، خدم الديوان بسوراء فلقب العامل وعرف بذلك. قال التقي عبد الله بن اسامة ؛ انكره أبوه وأعمامه وبقي وهو على دعواه برهة وحسنت حاله وضمن معاملة سوراء أكثر من أربعين سنة واحتاج أبو طاهر هبة الله اليه فأقرّ به بعد إنكاره. قال الشيخ عبد الحميد بن التقي بن اسامة الحسيني : وأما العامل فالغمز فيه قويّ ظاهر أمه بنت المكحول كانت غير مأمونة على نفسها تزوّجها أبو طاهر وهي حاملة من زوج آخر يعرف بابن ذودة الملاّح ، وللعامل عقب متصل بسوراء الى الآن والله بحالهم أعلم.
    أما أبو القاسم الحسين التقي بن أبي تغلب فمقل ، وعقبه يرجع الى محمد بن أبي الفتوح محمد بن أبي الحسين محمد بن محمد الضرير بن أبي القاسم التقي المذكور يعرف بسندر ، وبه يعرف ولده. وأما أبو الغنائم محمد بن أبي تغلب فأعقب من ابنه أبي عبد الله محمد الملقب شميرة وحدة ، ويقال لولده بنو شميرة وهم بسوراء. وأما أبو الفضل علي بن أبي تغلب وفي ولده البيت فأعقب من رجل واحد وهو مجد الشرف أبو نصر أحمد بن أبي الفضل علي ، وأعقب مجد الشرف من رجلين وهما أبو عبد الله محمد مجد الشرف ، وأبو الفضل علي كمال الشرف.
    فمن ولد أبي عبد الله محمد مجد الشرف بن أبي نصر أحمد بن أبي الفضل علي ، الفقيه العامل فخر الدين يحيى بن أبي طاهر هبة الله بن شمس الدين أبي الحسن علي بن محمد مجد الشرف المذكور ، وكان سيّدا فاضلا جليل القدر ، وله ثلاثة بنين الفقيه الزاهد تاج الدين محمد أبو الغنائم ؛ والنقيب الطاهر زين الدين أبو طاهر هبة الله ، وجلال الدين أبو القاسم. أما زين الدين هبة الله فتولى النقابة الطاهرية وصدارة البلاد الفراتية وغيرها ، وقتل بظاهر بغداد سنة احدى

    وسبعمائة ، قتله بنو محاسن بدم صفي الدين بن محاسن ، وكان السيد قد أمر به فرفس فمات ، وقتلوه قتلة شنيعة ، ورخص لهم في ذلك أدينة حاكم بغداد ، وكان السيد زين الدين جليلا كريما ؛ وأما جلال الدين أبو القاسم فكان فقيها زاهدا فلما قتل أخوه زين الدين توجه الى حضرة السلطان غازان وتولى النقابة الطاهرية والقضاء والصدارة بالبلاد الفراتية ، وقتل كلّ من حل في قتل أخيه وتجرى على الفتك وسفك الدماء وطالت حكومته ، وأعقب من ابنه نقيب النقباء بهاد الدين داود.
    وأما الفقيه تاج الدين أبو الغنائم محمد بن الفقيه أبي طاهر يحيى وكان زاهدا نقيبا فأعقب من ابنه شرف الدين عبد الله. ومن ولد كمال الشرف أبي الفضل علي نقيب النقباء ابن أبي نصر أحمد بن أبي الفضل علي ويقال لولده بنو أبي الفضل بسوراء ، النقيب صفي الدين أبو الحسين زيد بن النقيب جلال الدين علي بن النقيب أبي الحسين زيد بن أبي الفضل المذكور له عقب ؛ ومنهم عز الشرف محمد بن أبي الفضل علي ؛ وكان عالما زاهدا نقيبا نسابة أعقب من ولده أبي عبد الله الحسن الملقب بعز الدين النقيب العالم الزاهد النسابة ، وأعقب أبو عبد الله الحسن من ولده أبي تغلب عميد الدين علي الكريم الزاهد التقي الورع ، وأعقب عميد الدين علي من ولده أبي محمد جلال الدين الحسن النقيب النسابة الفاضل الزاهد وكان ذا كرم وشجاعة ، وأعقب جلال الدين الحسن من ولده أبي تغلب عميد الدين علي بسوراء المدينة ، له شهرة عظيمة وكرامات كثيرة وفضائل جمّة بعد آبائه الطاهرين ، وكان في غاية الزهد يلبس الصوف ويأكل الشعير ؛ وكان ذا مال جزيل أنفقه في سبيل الله تعالى وكان حليما شجاعا عالما نقيبا له قدم ثابت في كلّ فن من العلوم وفضائله أجلّ من أن تحصى.
    أعقب من خمسة رجال ، جلال الدين الحسن (1) الكريم الزاهد ، كان أيضا يلبس
    __________________
    (1) جلال الدين بن علي هذا هو الذي التمس (هذا الكتاب) من مصنفه ؛ فصنفه باسمه. م ص

    الصوف وفضائله أيضا كثيرة ، وغياث الدين الحسين العالم الفاضل صاحب الأموال العظيمة والقدر الرفيع ، وأبي عبد الله محمد ، وأبي العباس أحمد الكريم العالم صاحب الأخلاق المرضية والنفس الرفيعة ، وأبي طاهر سليمان ، له شجاعة وخلق حسن. فمن ولد جلال الدين الحسن ناصر الدين محمد له أولاد ، ومن ولد غياث الدين الحسين زين الدين علي ؛ وأبو عبد الله محمد ، وعميد الدين علي ، ولكلّ منهم أولاد بالمشهد المقدس الغروي ، وأبو عبد الله محمد له بنت ، ومن ولد أبي العباس أحمد بن أبي تغلب علي ويلقب زين العابدين ، النقيب النسابة العالم الفاضل الزاهد الشجاع العابد الكريم ونجم الدين أبو القاسم الشجاع العابد الكريم ، وأبو عبد الله الحسين ذو المال والكرم والشجاعة ، وشمس الدين محمد ويكنى بأبي علي العالم الورع النقيب النسابة ؛ وأبو الفضل أحمد ؛ ولكلّ منهم أولاد ، ومن ولد أبي طاهر سليمان ، أبو تغلب عميد الدين علي العالم الفاضل الشاعر المحدث ، له أولاد وهم الآن بالمشهد الغروي وبالحلة أيضا وغيرها ولهم أعقاب كثيرون وأولاد منتشرون مشهورون بآل أبي الفضل والآن بآل عميد الدين ، وهم سادة نقباء صلحاء كثّر الله تعالى في السادات أمثالهم.
    وأما أبو طالب عبد الله بن أبي محمد الحسن الفارس فله عقب كثير متفرّق بالحلة وسوراء وواسط وطرابلس وغيرها ، فمنهم اسامة بن محمد بن معالي بن المسلم بن عبد الله المذكور له عقب بالحلة به يعرفون ، منهم فضائل بن معد بن اسامة المذكور له عقب بالحلة يقال لهم بنو فضائل ، ومنهم نصر الله بن محمد بن معالي المذكور له عقب بالحلة وسوراء يقال لهم بنو نصر الله ومنهم علي الدماغ بن أبي البركات محمد بن أبي طالب عبد الله المذكور له عقب بواسط يقال لهم بنو الدماغ ومنهم أبو علي عمر بن أبي البركات محمد المذكور ، له عقب ومنهم أبو الحسين يحيى بن أبي طالب عبد الله الأول المذكور له عقب ؛ منهم بنو الجعفرية ، وهم

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:34 pm

    ولد علي بن يحيى المذكور ، وامه جعفرية بها يعرف ولده ، وكان أبو الحسين يحيى قد أنكره أبوه مدة ثم رجع عن ذلك ، ومنهم بنو أبي الفضل المعروفون ببني زريق بمشهد القاسم من بريسما ، وهم أولاد علي بن أبي الفضل محمد بن أبي طالب محمد بن أبي الفضل محمد بن أبي البقاء محمد بن علي بن يحيى المذكور ، ومنهم بنو الضياء بمشهد القاسم أيضا ، وهو أبو الحسن علي بن أبي طالب محمد المذكور ومنهم بنو الطوير وهو علي بن أبي الفضائل محمد يدعى فضائلا بن علي بن يحيى المذكور ، وهم بالغري.
    وأما الحسين القعدد بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام فأعقب من ثلاثة محمد ويحيى وزيد. أما يحيى بن الحسين القعدد فأعقب من القاسم كان بالطائف ، ومنه في ابي جعفر محمد ، له بقية بالطائف والحناطين من مكة. قال ابن طباطبا : وأما محمد بن الحسين القعدد فأعقب من أحمد والحسن والحسين ، والقاسم ، ومحمد. والعقب من أحمد بن محمد بن الحسين القعدد في ولده الحسين الملقب برغوثة بن أحمد بن محمد بن الحسين القعدد له عقب وقال ابن طباطبا : برغوثة هو الحسين بن عبيد الله بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الحسين القعدد ، وأما الحسن بن محمد بن الحسين القعدد فولده بشيراز منهم أبو علي الحسن بن محمد الأعور بن عبد الله بن الحسن المذكور نقيب الموصل ، وهو أخو أبي الحسن علي بن أحمد بن اسحاق بن جعفر المولتاني العمري نقيب بغداد ـ لامه ، وأما أبو الحسن علي بن محمد بن الحسين القعدد فولد أبا محمد الحسن الملقب بالجاموس لا بقية له (1). وأما زيد بن الحسين القعدد فأعقب بقصر ابن هبيرة من أبي عبد الله زيد بن زيد ، كان له أبو عبد الله
    __________________
    (1) بقى من أولاد محمد بن الحسين القعدد ، الحسين ، والقاسم ؛ ومحمد لم يذكر عقبهم ، وقد صرّح أولا بأن أباهم محمد بن الحسين القعدد أعقب منهم أيضا كما أعقب من أخويهم أحمد والحسن فليلاحظ. م ص

    الحسين بن زيد كان بحلب وانتقل الى دمشق وكان أقعد ولد الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام نسبا.
    وأما علي بن ذي العبرة فأعقب من زيد الشبيه النسابة ـ له كتاب المقتل وله مبسوط في النسب ـ وحده. وأعقب زيد الشبيه من رجلين محمد الشبيه والحسين. أما الحسين بن زيد الشبيه النسابة فأعقب من رجلين علي الأحول والقاسم التن ، فمن ولد علي الأحول بن الحسين بن زيد النسابة وكان نقيبا ببغداد أبو الحسين محمد بن الحسين النقيب ابن علي الأحول ، كان جليلا خيّرا ديّنا كريما له مكارم وفضائل ولا بقية له من المذكور ، ولأخيه أبي محمد عبيد الله بن الحسين بقية ، والأول هو أبو الحسين بن الشبيه النسابة صاحب المبسوط. وأما محمد الشبيه ابن زيد النسابة بن علي بن ذي الدمعة فأعقب من ثلاثة أحمد ، والحسن الفقيه واسماعيل شير شير. أما اسماعيل شير شير بن محمد الشبيه بن زيد النسابة فمن ولده اسماعيل المجيب ابن محمد بن اسماعيل المذكور له عقب ، وعلي الجمال بن محمد بن اسماعيل المذكور له عقب ، والحسين بن محمد بن اسماعيل المذكور يلقب المنمش له عقب ، وأما الفقيه الحسن ابن محمد الشبيه بن زيد النسابة فأعقب بالبصرة ومن ولده بنو الشبيه بالبصرة والحلة وهم قليل ، أعقب الحسن الفقيه من رجلين ، وهما أبو جعفر محمد ، وأحمد أما أبو جعفر محمد ، له جعفر له عقب منتشر منهم أبو علي محمد بن الحسين بن محمد بن جعفر بن أبي جعفر محمد المذكور ، ومنهم أبو الحسين عبد الله بن جعفر بن أبي جعفر محمد المذكور وأما أحمد بن الحسن الفقيه بن محمد الشبيه فأعقب من ابنه محمد بالبصرة ، له عقب منهم أبو عبد الله محمد النقيب الأبلة بن أحمد بن محمد المذكور ـ آخر ولد الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام.
    وأما عيسى موتم الأشبال بن زيد الشهيد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ويكنى أبا يحيى ، وكان وصي إبراهيم قتيل باخمرى ابن عبد الله

    المحض وحامل رايته ، فلما قتل إبراهيم اختفى عيسى (1) الى أن مات ، وكان أبو جعفر المنصور قد بذل له الأمان وأكده. وكان شديد الخوف منه لم يأمن وثوبه عليه ، فقيل لعيسى في ذلك فقال : والله لئن يبيتن ليلة واحدة خائفا مني أحبّ اليّ مما طلعت عليه الشمس ، وانما سمّي موتم الأشبال لأنّه قتل أسدا (2) له أشبال فسمّي موتم أشبال ؛ فخرج عيسى مع محمد بن عبد الله النفس الزكية ثم مع أخيه إبراهيم ، وكان ابراهيم قد جعل له الأمر بعده ، وكان حامل رايته فلما قتل إبراهيم استتر ولم يتم له الخروج فبقي مستترا أيام المنصور وأيام المهدي وأيام الهادي وصلّى عليه الحسن بن صالح سرّا ودفنه.
    وكان عيسى في بعض أوقات اختفائه يستقي الماء على جمل فحكى لي الشيخ النقيب تاج الدين باسناده عن محمد بن محمد بن زيد الشهيد ؛ قال : محمد بن محمد قلت لأبي محمد بن زيد : أريد أن أرى عمي عيسى. فقال : اذهب الى الكوفة فإذا وصلتها اذهب الى الشارع الفلاني واجلس هناك ، فانه سيمر بك رجل آدم طويل له سجادة بين عينيه ؛ يسوق جملا عليه مزادتان كلما خطا خطوة كبّر الله سبحانه
    __________________
    (1) كان اختفاؤه في دار الحسن بن صالح بن حي ، وكان الحسن من كبراء الشيعة الزيدية في الكوفة له معرفة في الفقه والكلام وله فيهما المصنفات وتزوج عيسى ابنته ومات الحسن بعد عيسى لستة أشهر وله ثمان وستون سنة وكانت ولادة عيسى في المحرم سنة 109 ، ومات بالكوفة في دار الحسن 196 وعمره ستون سنة ، ذكره أبو نصر البخاري في (سر السلسلة العلوية) وكان عيسى أفضل من بقي من أهله دينا وورعا وزهدا مع علم كثير ورواية للحديث وهو مقبول الرواية عند علماء الرجال.
    (2) فانه لما انصرف من وقعة باخمرى ومعه أصحابه خرجت عليهم لبوة ومعها أشبالها وتعرّضت للطريق فقتلها عيسى فقيل له إنّك أيتمت أشبالها. قال : أنا موتم الأشبال. فكان أصحابه بعد ذلك يلقبونه به. م ص

    وسبّحه وهلّله وقدّسه ، فذاك عمك عيسى فقم اليه فسلّم عليه. قال محمد بن محمد بن زيد : فذهبت الى الكوفة فلما وصلتها جلست حيث أمرني أبي فلم ألبث أن جاء الرجل الذي وصفه لي أبي وبين يديه جمل عليه راوية فقمت اليه وأكببت على يديه أقبلهما فذعر مني فقلت : أنا محمد بن زيد. فسكن ثم أناخ جمله وجلس الى فيء في ظلّ حائط هناك وحدّثني ساعة ، وسألني عن أهلي وأصحابه ثم ودّعني وقال لي : يا بني لا تعد إلي بعد هذا فاني أخشى الشهرة.
    قال الشيخ تاج الدين : وكان عيسى بن زيد قد تزوّج امرأة بالكوفة أيام اختفائه لا تعرفه ؛ وولد منها بنتا وكبرت البنت وكان عيسى يستقي الماء على جمل لبعض السقائين ولذلك السقا ابن قد شب فأجمع رأي ذلك الرجل ورأى زوجته أن يزوّجا ابنهما من ابنة عيسى بن زياد لما رأيا من صلاحه وعبادته وهما لا يعرفانه وذكرا ذلك لامرأته فطار عقلها فرحا وظنّت انها قد حصل لها ما لم تكن ترجوه فذكرت ذلك لعيسى بن زيد فتحيّر في أمره ولم يدر ما يصنع فدعا الله تعالى على ابنته تلك فماتت وتخلص من الواسطة. ولما ماتت الصبية جزع عيسى عليها جزعا شديدا وبكى فقال له بعض أصحابه الذين يعرفون حاله : والله لو قيل لي من أشجع أهل الأرض لما عدوتك وأنت تبكي على بنت؟ فقال عيسى؟ والله ما أبكي جزعا عليها وإنما أبكي رحمة لها إنها ماتت ولم تعلم أنّها فلذة من كبد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    وكان عيسى قد كتم نسبه من امرأته وابنته خوفا من أن يظهرا ذلك فيؤخذ وكان قد حجّ بعض السنين في حال اختفائه وجلس الى سفيان الثوري فسأله عن مسألة ، فقال سفيان : هذه المسألة على السلطان فيها شيء ولا أقدر على الجواب عنها. فقال له بعض أصحاب عيسى إنّه ابن زيد ، فقال سفيان : من يعرف هذا؟ فقام جماعة من أصحاب عيسى الحاضرين فشهدوا على انّه عيسى بن زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام فنهض اليه سفيان وقبّل يديه وأجلسه مكانه وجلس بين يديه

    وأجابه عن سؤاله.
    ويحكى ان محمدا المهدي دخل بعض المواضع بحلوان فوجد مكتوبا على الحائط :
    منخرق الخفين يشكو الوجى
    تبكيه أطراف القنا والحداد

    شرده الخوف فأزرى به
    كذاك من يكره حر الجلاد

    قد كان في الموت له راحة
    والموت حتم في رقاب العباد (1)

    فبكى بكاء شديدا ووقع تحت كلّ بيت : أنت آمن. فقيل له : أتعرف من كتب هذه الأبيات يا أمير المؤمنين؟ قال : نعم ، ومن يكتبها غير عيسى بن زيد ووددت انّه ظهر إلي فأعطيه جميع ما يروم. وكان حاضر وزير عيسى بن زيد والمطلوب به وأعظم أصحابه فلما توفي عيسى بن زيد أوصى إليه بابنيه أحمد وزيد وهما طفلان فأخبرهما حاضر وجاء بهما الى باب الهادي موسى بن محمد بن المنصور فقال للحاجب : استأذن لي على أمير المؤمنين. قال : ومن أنت؟ قال : حاضر صاحب عيسى بن زيد. فتعجب الحاجب من ذلك وظن أنّه يكذب ، فقال له : ويحك قد والله عرضت نفسك للهلاك وإن لم تكن حاضرا ، إن كنت صاحب حاجة تريد قضاءها بالدخول الى أمير المؤمنين فبئست الوسيلة أن تدّعي أنّك حاضر صاحب عيسى بن زيد فانه والله يقتلك. فقال له حاضر : دع فاني والله حاضر صاحب عيسى بن زيد. فقال الحاجب : هذا والله العجب يجيىء حاضر الى باب الهادي برجليه ويستأذن عليه. فلما رأى إصراره أمر بمحافظته لئلا يهرب ودخل الى الهادي متعجبا فقال له الهادي : ما وراك؟ قال : إن بالباب رجلا يزعم أنّه
    __________________
    (1) هي من أبيات سبعة ذكرها أبو الفرج في (المقاتل) وروى الشطر الثاني من البيت الأول (تنكبه أطراف مرو حداد) وهو الأصح مثله رواها اليعقوبي في تاريخه إلاّ انّه قال : تمثّل بها زيد الشهيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام لما أخرجه يوسف بن عمر الثقفي من الكوفة بأمر هشام بن عبد الملك. م ص

    حاضر يستأذن في الدخول عليك. فتعجب الهادي من ذلك وأمر بإدخاله فدخل وسلّم فقال له الهادي : أنت حاضر؟ فقال : نعم. قال : ما جاء بك؟ قال أحسن الله عزاك في ابن عمك عيسى بن زيد. فنهض الهادي من دسته الى الأرض وسجد طويلا ثم رجع إلى مكانه فقال حاضر : يا أمير المؤمنين إنّه ترك طفلين ولم يترك عندهما شيئا وأوصاني أن أسلمهما إليك. فأمر الهادي باحضارهما فادخلا عليه فوضعهما على فخذه وبكى بكاء شديدا وعفا عن حاضر وقال له : إنما كنت أحذرك لمكان عيسى فأما الآن فقد عفوت عنك. وأمر له بجائزة فلم يقبلها وكان عيسى بن زيد مع شجاعته وزهده شاعرا فمن شعره قوله :
    إلى الله أشكو ما نلاقي وإننا
    نقتل ظلما جهرة ونخاف

    ويسعد أقوام بحبهم لنا
    ونشقى بهم والأمر فيه خلاف

    فأعقب أبو الحسين عيسى بن زيد من أربعة رجال (1) أحمد المختفي وزيد ومحمد والحسين غضارة.
    أما أحمد المختفي بن عيسى موتم الأشبال بن زيد فكان عالما فقيها كبيرا زاهدا وامه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن الحارث الهاشمية ومولده سنة ثمان وخمسين ومائة. ووفاته سنة أربعين ومائتين وعمى آخر عمره
    __________________
    (1) ولد لعيسى بن زيد ؛ الحسين ومحمد ، أمهما عبدة بنت عمر بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأحمد ، أمه عاتكة بنت الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن الحارث بن عبد المطلب ؛ وزيد ، امه أم ولد. قاله أبو نصر البخاري في (سر السلسلة العلوية) وزاد أبو الحسن العمري في (المجدي) جعفرا والحسن وعمر ويحيى وبنات أربعا رقية الكبرى ؛ ورقية الصغرى وزينب وفاطمة. وهي التي ماتت في حياة أبيها وكانت امها من عامة أهل الكوفة أما رقية الكبرى فخرجت الى جعفر ديباجة بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ؛ فولدت له محمّدا. م ص

    وكان قد بقي في دار الخلافة منذ تسلّمه الهادي كما ذكرناه عند وفاة أبيه ولما مات الهادي كان عند الرشيد الى أن كبر وخرج فأخذ وحبس فخلص ؛ واختفى الى أن مات بالبصرة وقد جاوز الثمانين فلذلك سمّي المختفي.
    قال الشيخ أبو نصر البخاري : طلبه المتوكل فوجده في بيت ختنه بالكوفة وهو اسماعيل بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وكانت تحته أمة الله بنت أحمد بن عيسى بن زيد فوجده وقد نزل الماء في عينيه فخلّى سبيله. وحكى الشيخ أبو الفرج الاصفهاني في كتاب «الأغاني» الكبير : ان اسحاق بن ابراهيم الموصلي المصلّي المغني مات في رمضان سنة خمس وثلاثين ومائتين ونعي الى المتوكل فغمّه وحزن عليه وقال : ذهب صدر عظيم من جمال الملك وبهائه وزينته. ثم نعي اليه بعده أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام فقال : تكافأت الحالتان ، وقام الفتح بوفاة أحمد ـ وما كنت آمن وثبته عليّ ـ مقام الفجيعة باسحاق فالحمد لله على ذلك. هذا كلامه. وأوّل ما طالعت هذه الحكاية في «كتاب الأغاني» كتبت على حاشية ذلك الكتاب بيتا بذهني في الحال وهو :
    يرون فتحا مصيبات الرسول ويغتمون
    إن مات في الأقوام عواد

    فأعقب أحمد المختفي (1) بن عيسى بن زيد من رجلين ، محمد المكفل ، وعلي أما محمد بن أحمد المختفي فكان وجيها فاضلا ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : قال محمد بن زكريا العلائي كنّا عند محمد بن أحمد بن عيسى بن زيد فتذاكرنا بالأخبار والأبيات فذكر قريشا بطنا بطنا ثم كنانة وهذيل ثم ابتدأ ربيعة لما فرغ من مضر فما ترك
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : كان أحمد يكنى أبا عبد الله وكان مختفيا بالبصرة وقبره بها ، وروى الحديث وكان ذا فضل ومات أيام المتوكل سنة 247 وله تسعون سنة ؛ وولد محمدا الأكبر أبا القاسم ؛ وأحمد ، والحسين وعليا ومحمّدا أبا جعفر. م ص

    منها بيتا إلاّ ذكره. ثم لما فرغ من ربيعة ذكر اليمن ؛ ثم قال دعونا من هذا كلّه وأنشد :
    إن العباد تفرّقوا من واحد
    فلأحمد السبق الذي هو أفضل

    هل كان يرتجل القرآن أبوكم
    أم كان جبريل عليه ينزل؟؟

    أم من يقول الله حين يخصّه
    بالوحي : قم (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ)؟؟

    فأعقب محمد بن أحمد المختفي من ابنه علي بن محمد وأعقب علي بن محمد بن أحمد من رجلين يحيى وعبيد الله الضرير ، أما يحيى بن علي بن محمد بن أحمد فولده بدمشق ؛ منهم علي بن محمد بن علي بن يحيى بن علي المذكور كان بمصر ، وزيد بن يحيى بن علي المذكور ، كان بدمشق.
    وأما عبيد الله الضرير بن علي بن محمد بن أحمد المختفي فمن ولده الحسن بن عبيد الله له عقب ببغداد ، وأحمد بن عبيد الله يلقب المقمص له عقب ببغداد منهم محمد بن أحمد بن حمزة بن أحمد بن عبيد الله المذكور.
    هذا ما ذكره النسابون مثل شيخ الشرف أبي الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي ؛ وأبي الحسن علي بن محمد العمري ؛ والشريف أبي عبد الله الحسين بن طباطبا الحسني ؛ وغيرهم ؛ وزعم قوم آخرون منهم بريه الهاشمي ، وهو ابراهيم بن محمد بن اسماعيل بن جعفر بن سليمان الهاشمي النسابة ؛ وأبو الحسين زيد بن كتيلة الحسيني النسابة : ان علي بن محمد صاحب الزنج صحيح النسب في آل أبي طالب وقال الشيخ أبو علي أحمد بن مسكويه في كتاب «تجارب الامم» سمعت جماعة من آل أبي طالب يذكرون انّه علوي صحيح النسب في آل أبي طالب ، وكان هذا الرجل يدّعي انّه علي بن محمد بن أحمد المختفي فان كان ما يدعيه صحيحا بطل عقب علي بن محمد الذي ذكره شيخ الشرف وابن طباطبا والعمري وغيرهم ، إذ صاحب الزنج لا يصحّ له عقب وأولاده قتلوا بالابلة ، ومع هذا فهو لم يقدر على تصحيح نسبه حال حياته فكيف يثبته عقبه من بعده. ويقال انّه كان ورزنينيا (1) وانّه ادّعى هذا النسب
    __________________
    (1) ورزنين بفتح الواو ثم الراء المهملة الساكنة والزاي المعجمة المفتوحة بعدها

    وقال بعضهم : هو علي بن محمد بن عبد الرحيم ونسبه في عبد القيس وامه قرّة بنت علي بن حبيب من بني أسد بن خزيمة ، خرج بالأهواز في خلافة المهتدي بالله ثم سار الى البصرة وملكها وكان قد استغوى الزنج وهم إذ ذاك بالبصرة والأهواز ونواحيها كثيرون وكان أهل تلك النواحي يشترونهم ويستعملونهم في أملاكهم وضياعهم وبساتينهم وتابعه جماعة من الاعراب وغيرهم وفعل ما لم يفعله أحد قبله ؛ وتوجه الى بغداد زمن المعتمد على الله أبي العباس أحمد بن المتوكل ، فقام بحربه طلحة بن المتوكل وهو الملقب بالموفق وهو إذ ذاك القائم بأمور الخلافة وان كان المتسمّي بها أخوه ؛ فلم يزل يكايده حيلة ومكابرة ومناهرة ومصابرة إلى أن قتله في يوم السبت لليلتين بقيتا من صفر سنة ثلاث وسبعين ومائتين وكان المدبر لأمر الحرب والناظر في أمور الموفق صاعد ابن مخلد ، وكانت مدّة صاحب الزنج من وقت ظهوره إلى وقت قتله أربع عشرة سنة وأربعة أشهر وستة أيام.
    وكان قاسي القلب ذميم الأفعال وحسبه من ذلك تمكن الزنج من دماء المسلمين ونسائهم وأموالهم ؛ ويحكى ان امرأة علوية أسرها زنجي وكان يسيء اليها فعارضته ذات يوم واشتكت اليه ما يفعل بها الزنجي فقال لها : أطيعي مولاك. وقد قيل انّه كان خارجي المذهب يرى تكفير من ليس على رأيهم من أهل القبلة وكان صاحب الزنج مع شدّة قلبه وقوّة نفسه فصيح اللسان شاعرا ، أنشدني له النقيب تاج الدين :
    الموت يعلم لو بدا
    لي خلقه ما هبت خلقه

    والسيف يعلم انني
    أعطيه يوم الروع حقه

    ومدجج كره الكماة
    نزاله فضربت عنقه

    وقبلت ما أوصى به
    جدّي أبي وسلكت طرقه

    وعلمت ان المجد ليس
    ينال إلاّ بالمشقة

    __________________
    النون المكسورة ثم الياء التحتانية بعدها النون. من أعيان قرى الري كالمدينة.

    وأنشدني أيضا له قدّس الله روحه :
    كم قد نماني من رئيس قشور
    دامي الأنامل من خميس ممطر

    خلقت أنامله لقائم مرهف
    ولدفع معضلة وذروة منبر

    ما إن يريد إذا الرماح شجرنه
    درعا سوى سربال طيب العنصر

    ويقول للطرف اصطبر لشبا القنا
    فعقرت طرف المجد إن لم تعقر

    وإذا تأمل شخص ضيف مقبل
    متسربل سربال ليل أغبر

    أومى الى الكوماء : هذا طارق
    نحرتني الأعداء إن لم تنحري

    وله ديوان مفرد ورأيت كثيرا من نسخه ، وقد نحل كثيرا من أشعار علي بن محمد الحماني.
    وأما علي بن أحمد المختفي بن عيسى بن زيد فأعقب بكرمان وخراسان منهم علي بن الحسين بن علي المذكور. قال الشيخ رضي الدين المدني : فيه قول. وله عقب منهم الحسن الديلمي بن علي بن داعي بن مهدي بن عبيد الله بن علي المذكور. وأما زيد (1) بن عيسى موتم الأشبال فقال شيخ الشرف العبيدلي النسابة : أعقب من محمد والحسين ، قال ابن طباطبا : ولم أر للحسين ذكرا في المعقبين ، والعقب من محمد بن زيد بن عيسى موتم الأشبال من أحمد ، ومحمد يلقب أبزار رطب والحسن. أما أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من خمسة رجال ؛ وهم أبو عبد الله محمد ، وأبو علي محمد ، وأبو الحسن محمد وأبو أحمد محمد ، وأبو جعفر محمد.
    أما أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من ثلاثة أبو محمد عيسى الشاعر ، وأبو علي الحسين ، وأبو القاسم جعفر ، أما أبو محمد عيسى الشاعر فولده أبو عبد الله محمد يدعى حيدرة ، له عقب ، وأما أبو علي الحسين بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن زيد ، ويدعى بقرات ويقال لولده بنو بقرات وكان لهم بقية بمصر الى بعد الستمائة ، فأعقب من علي بن الحسين ، ولعلي زيد
    __________________
    (1) مات زيد هذا بالمدينة بعد قتل الأمين.

    ومسلم لهما أعقاب ، وأما أبو القاسم جعفر بن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فله عقب من ابنه محمد.
    وأما أبو أحمد محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من رجلين وهما أبو محمد الحسن الشاعر وأبو جعفر أحمد الشاعر لهما أعقاب منهم القاسم علي بن محمد بن أحمد الشاعر المذكور وهو نقيب مصر الزيدي الخير الفاضل المقتول بمصر أيام الحاكم ؛ وابنه أبو الحسن علي نقيب مصر بعد أبيه لا بقية له. وأما أبو الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فعقبه بخراسان ؛ منهم الحسن بن مهدي بن أبي الحسن محمد المذكور ومن ولده اسماعيل بسمرقند له عقب والحسين بن زيد بن أبي الحسن محمد المذكور له أولاد ولهم أعقاب وأما أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زيد فأعقب من أبي محمد الحسن ، وأبي جعفر أحمد وأما محمد أبزار رطب بن محمد بن زيد بن موتم الأشبال فمن ولده علي ، وزيد ، وأحمد بنو الحسين بن محمد أبزار رطب لهم أعقاب ، وأما الحسن بن محمد بن زيد بن عيسى موتم الأشبال فعقبه عن الشيخ أبي نصر البخاري ، من علي بالري. ولعلي هذا الحسين والحسن.
    وأما محمد بن عيسى موتم الأشبال فله عقب كثير منتشر ، وجمهور عقبه يرجع الى علي العراقي بن الحسين بن علي بن محمد المذكور ، ورد العراق وأقام بها فعرف عند أهل الحجاز بالعراقي ، وأعقب من خمسة رجال بين مقل ومكثر والبقية الآن من ولده في رجلين ، أكثرهما عقبا أبو الحسين أحمد الدعكي ، أعقب من جماعة منهم جعفر بن الدعكي فمن ولده دب المطبخ ، وهو أبو منصور محمد بن حمزة بن أحمد بن علي بن جعفر المذكور ، وابنه أبو البشائر «أبو الثائر» زيد بن أبي منصور له عقب ، ومنهم عبد العظيم بن الدعكي ويدعى ميمونا فمن ولده نور الدين أبو العز علي بن محمد بن عبد العظيم المذكور له عقب ، ومنهم أبو عبد الله محمد الكروشي بن الدعكي وعقبه ينتهي الى أبي علي ابراهيم بن القاسم

    ابن محمد الكروشي المذكور ، وأعقب ابراهيم هذا من رجلين ؛ وهما أبو الحسن علي الجزار ، وأبو العز ناصر يعرف بعزيز.
    فمن ولد علي الجزار محمد المقري بن يحيى بن علي الجزار له عقب ، وأما أبو العز ناصر فأعقب من رجلين علي يدعى المسقلة ؛ وأبي الفتوح شكر ، أما علي المسقلة فمن ولده أبو جعفر محمد بن أبي طالب محمد بن أبي المعالي (1) بن محمد بن علي المذكور ؛ وعلي بن أبي نزار محمد بن أبي جعفر محمد بن علي المذكور ، وأما أبو الفتوح شكر فمن ولده أبو طالب محمد يلقب مريضة ، وأبو نزار عبد الله الصابوني ابنا أبي علي عمر بن شكر يقال لولدهما بنو الصابوني ويفرّق بينهم وبين بني الصابوني المذكورين في بني الحسين ذي الدمعة بوصفهم بالعطارين ، كان منهم السيد محمد بن اسماعيل بن إبراهيم بن يحيى بن الحسن بن محمد بن عمر المذكور ، كان تاجرا شهما أظنّه مات دارجا ، وله أنساب وبنو عم كثّرهم الله تعالى. ومن بني شكر محمد المقري بن شكر له عقب منهم الكواغدي رآه الشيخ تاج الدين شيخا بالحلة ، ومن بني شكر أبو الحسن علي بن شكر له عقب منهم أبو الحسن علي يلقّب بالدهان بن أبي الفتوح بن علي المذكور ، ومن ولده السيد الفاضل عز الدين حسن بن أبي الفتح بن علي الدهان المذكور ، وكان ميناثا ولبني الدهان بقية.
    وأما الحسين (2) غضارة بن عيسى موتم الاشبال فأعقب من أربعة رجال محمد ، وأحمد الحرني ، وعلي ، وزيد. أما زيد بن الحسين غضارة فمن
    __________________
    (1) في بعض المخطوطات (بن أبي المعالي محمد بن علي) باسقاط (بن) بين أبي المعالي ومحمد فليراجع.
    (2) كان الحسين هذا متزوجا بابنة الحسن بن صالح بن حي الكوفي وكان له فضل وعلم وبعد وفاة أبيه جاء اليه أخواه أحمد وزيد فأجرى لهما أرزاقا ومضيا باذنه الى المدينة. م ص.

    ولده أحمد الضرير بن زيد أعقب من جماعة منهم أبو الحسن علي ، ويحيى لهما عقب فمن ولد يحيى بن الضرير أبو القاسم علي اللغوي نقيب البصرة بن يحيى المذكور أعقب جماعة منهم س أبو محمد الحسن نقيب البصرة بعد أبيه وهو صاحب الدار بخزاعة ، من ولده أبو محمد الحسن نقيب البصرة بن أبي تغلب هبة الله بن أبي محمد الحسن النقيب المذكور ، ذكر الشيخ أبو الحسن العمري في مبسوطه ما يدل على انقراضه ، واليه يرجع نسب الشريف الزيدي المحدث صاحب الوقف ببغداد فيما زعم علي بن محمد بن هبة الله بن عبد الصمد النسابة. قال : هو أبو الحسن علي بن أبي العباس أحمد بن محمد بن عمر الشاعر بن الحسن بن أبي محمد الحسن النقيب ابن أبي تغلب هبة الله بن أبي محمد الحسن النقيب صاحب الدار بخزاعة وأخوه أبو القاسم محمد المقري ابن أبي العباس أحمد المذكور جدّ بني الزيدي ببغداد والله أعلم.
    ومن ولد علي بن الضرير أحمد بن زيد بن غضارة ، أبو الموهوب أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسن بن علي المذكور ؛ وهو جدّ بني الموهوب بالغري وهم يعرفون ببني محاسن وهو ابن أبي الموهوب المذكور. وأما علي بن غضارة فله عقب منهم علي بن محمد بن علي المذكور اليه رفع شيخ الشرف أبو حرب الدينوري نسب بني العقروق. والعقروق ـ على ما قال أبو حرب ـ هو أبو سعد بن محمد بن علي المذكور ، وكانوا بمشهد الكاظم عليه‌السلام ، وزعم قوام الشرف علي بن ناصر المحمدي : أن أبا حرب وضع هذا النسب زورا لا حقيقة له وإنما قال قوام الشرف هذا الكلام والله أعلم لأن أبا حرب أثبت نسب بني الخشاب على غير أصل (1) فقال قوام الشرف : إن نسب بني العقروق أيضا وضعه أبو حرب على عادته.
    __________________
    (1) تقدم ص 201 في أولاد موسى المبرقع ابن الامام محمد الجواد عليه‌السلام فساد نسب بني الخشاب وأن أبا حرب الدينوري النسابة رفع نسبهم الى محمد بن موسى المبرقع فليراجع. م ص.

    وأما أحمد الحرني بن غضارة ويكنى أبا طاهر فله عقب منتشر ، منهم أبو علي محمد المعمر قاضي المدينة ، عاش مائة وعشرين سنة ،وأخوه أبو الحسين محمد ابنا أحمد المذكور ، فمن بني أبي علي محمد المعمّر عبد الله الأزرق بن محمد المعمّر ، له عقب منهم أحمد بن زاد الركب بن عبد الله المذكور له عقب كثير منهم بنو عبد الرحمن وبنو علي ابنا محمد بن زاد الركب له بقية بدمشق ، ومنهم الحسن القويري بن عبد الله له عقب وإنما سمّي القويري لكثرة قراءته للقرآن ومنهم أبو عبد الله الحسين صاحب صدقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابن عبد الله الأزرق المذكور له عقب منهم ، حسن وقاسم ابنا الحسين قاضي المدينة وخطيبها ابن يحيى المدعو بركات قاضي المدينة ابن الحسين صاحب صدقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهما عقب ، فمن بني حسن بن الحسين قاضي المدينة مفضل بن معمّر بن حسن المذكور له عقب بالمدينة ، يقال لهم الزيود ليس بالمدينة الشريفة أحد من بني زيد الشهيد سواهم ؛ ولهم بالعراق بقية أيضا ؛ وورد من الحجاز منهم شرف الدين سنان بن هندي بن سيف بن هلال بن محمد بن ناصر بن مفضل المذكور ؛ وابنه حسام الدين على تولى نقابة الحلة وله عقب ، ومنهم مسلم وحاتم ومعمّر وهدية وحسن بنو مفضل بن معمر المذكور ، ولهم بقية.
    ومن بني أبي الحسين محمد بن أحمد الحرني ، أبو الغنائم محمد بن الحسن بن الحسن بن سليمان بن أبي الحسين محمد المذكور ، ومنهم بنو جاجك وهو عيسى بن أبي خلاط أحمد بن سليمان بن أبي الحسين المذكور ، وأما محمد بن غضارة فمن ولده أميرك وهو جعفر بن عبد الله كوجك بن الحسين (1) بن محمد المذكور. وأما محمد بن زيد الشهيد وهو أصغر ولد أبيه وله عقب كثير بالعراق (2) ويكنى
    __________________
    (1) قبر الحسين هذا بخسروجرد قريبا من سبزوار من بلاد ايران. (عن هامش المخطوطة)
    (2) قال العمري في (المجدي) : ولد محمد بن زيد الشهيد أحد عشر

    أبا جعفر ، وامه ام ولد سندية.
    وكان في غاية الفضل ونهاية النبل فيحكى ان الداعي الكبير محمد بن زيد الحسني كان اذا افتتح الخراج نظر الى ما في بيت المال من خراج السنة الماضية ففرّقه في قبائل قريش على دعواهم ، ثم في الأنصار والفقهاء وأهل القرآن وساير طبقات الناس حتى لا يبقى منه درهم. فجلس في بعض السنين يفرّق فبدأ ببني عبد مناف فلما فرغ من هاشم دعا ساير بني عبد مناف ، فقام رجل فقال له الداعي : من أي بني عبد مناف أنت؟ قال من بني امية. قال : من أيّها؟ فسكت. قال : لعلّك من ولد معاوية؟ قال : نعم. قال فمن أي ولده؟ فأمسك. قال : لعلك ولد يزيد؟ قال : نعم. قال : بئس الاختيار اخترت لنفسك تقصد ولاية آل أبي طالب وعندك ثأرهم وقد كان لك مندوحة عنهم بالشام والعراق عند من يتولّى جدّك ويحب برّك فان كنت جئت على جهلك هذا فما يكون بعد جهلك جهل؟ وان كنت جئت مستهزئا بهم فقد خاطرت بنفسك. قال فنظر اليه العلويون نظرا شديدا فصاح بهم محمد الداعي وقال : كفّوا عنه كأنّكم تظنون أن في قتله إدراكا لثأر الحسين عليه‌السلام أبي؟ إن الله قد حرّم أن تطالب نفس بغير ما كسبت والله لا يعرض له أحد بسوء إلاّ أقدته به ؛ واسمعوا حديثا أحدّثكم به يكون لكم قدوة فما تستأنفون ؛ حدّثني أبي عن أبيه قال : عرض على المنصور جوهر فاخر وهو بمكة فعرفه وقال : هذا
    __________________
    ولدا منهم ثلاث نساء وهن كلثم وفاطمة وأم الحسين ؛ فاما أم الحسين فخرجت الى ابن عمّها الحسن بن الحسين بن زيد ، وأما فاطمة فكانت عند محمد بن الحسن ابن زيد وكان حسن الخلق ، والرجال محمد الأكبر ، وكان على عهد المأمون وهو صاحب أبي السرايا بعد ابن طباطبا قبره بمرو وكان سقى سمّا ، وامه الجعفرية فاطمة بنت الرجا الجعفري ؛ ومحمد الأصغر ، وجعفر ، وكان شاعرا أديبا ولاّه أخوه محمد أيام أبي السرايا واسط ، أمه مخزومية والحسن والقاسم وعلي والحسين وزيد ، ولم يعقب منهم غير جعفر الشاعر وحده. م ص.

    جوهر كان لهشام بن عبد الملك وقد بلغني انّه عند محمد ابنه ولم يبق منهم غيره. ثم قال للربيع : إذا كان غدا وصليت بالناس في المسجد الحرام فأغلق الأبواب كلّها ووكّل بها ثقاتك ثم افتح بابا واحدا وقف عليه ولا تخرج إلاّ من تعرفه. ففعل الربيع ذلك وعرف محمد بن هشام انّه هو المطلوب فتحيّر وأقبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام فرآه متحيرا وهو لا يعرفه فقال له : يا هذا أراك متحيّرا فمن أنت؟ قال : ولي الأمان. قال : ولك الأمان في ذمتي حتى أخلصك. قال : أنا محمد بن هشام بن عبد الملك فمن أنت؟ قال : محمد بن زيد بن علي فقال : عند الله احتسب نفسي إذن. فقال : لا بأس عليك فانّك لست بقاتل زيد ولا في قتلك درك بثأره. الآن خلاصك أولى مني باسلامك ولكن تعذرني في مكروه أتناولك به وقبيح أخاطبك به يكون فيه خلاصك؟ قال : أنت وذلك فطرح رداءه على رأسه ووجه ولبته وأقبل يجره فلما أقبل على الربيع لطمه لطمات وقال : يا أبا الفضل إن الخبيث جمّال من أهل الكوفة أكراني جماله ذاهبا وراجعا ؛ وقد هرب مني في هذا الوقت وأكرى بعض قواد الخراسانية ولي عليه بذلك بيّنة فضم إليّ حرسيين ، فمضيا معه فلما بعد عن المسجد قال له : يا خبيث تؤدي إليّ حقي؟ قال : نعم يا ابن رسول الله. فقال للحرسيين : انطلقا عنه. ثم أطلقه فقبّل محمد بن هشام رأسه وقال : بأبي أنت وامي الله يعلم (حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ). ثم اخرج جوهرا له قدر فدفعه اليه وقال : تشرفني بقبول هذا. فقال : إنّا أهل بيت لا نقبل على المعروف ثمنا وقد تركت لك أعظم من هذا دم زيد بن علي فانصرف راشدا ووار شخصك حتى يرجع هذا الرجل فانّه مجد في طلبك. قال : ثم إن الداعي محمد بن زيد الحسني أمر للاموي بمثل ما أمر به لسائر بني عبد مناف وأمر جماعة من مواليه أن يوصلوه الى الري ويأتوا بكتابه بسلامته فقام الاموي وقبّل رأسه ومضى والقوم معه حتى أوصلوه الى مأمنه وأتوه بكتابه.
    وكان لمحمد بن زيد الشهيد عدّة بنين منهم محمد بن محمد بن زيد ، ولما خرج

    أبو السرايا السري بن منصور الشيباني وأخذ البيعة لمحمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وتوفي محمد فجأة نصب أبو السرايا مكانه محمد بن محمد بن زيد هذا ولقبه المؤيد ؛ فندب الحسن بن سهل اليه هرثمة بن أعين فحاربه وأسره وحمله الى الحسن بن سهل ، فحمله الحسن الى المأمون بمرو فتعجب المأمون من صغر سنه وقال : كيف رأيت صنع الله بابن عمك؟ فقال محمد بن محمد بن زيد :
    رأيت أمين الله في العفو والحلم
    وكان يسيرا عنده أعظم الجرم

    فأعرض عن جهلي وداوى سقامه
    بعفو جلا عن جلدتي هبوة السقم

    وتوفي محمد بن محمد بن زيد بمرو ؛ سقاه المأمون السم سنة اثنتين ومائتين وهو ابن عشرين سنة ، فيقال إنّه كان ينظر كبده يخرج من حلقه قطعا فيلقيه في طشت ويقلبه بخلال في يده.
    والعقب من محمد بن محمد بن زيد في ابنه أبي عبد الله جعفر الشاعر (1) وحده ، فأعقب أبو عبد الله جعفر الشاعر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد من ثلاثة محمد الخطيب ، وأحمد سكين ، والقاسم. أما محمد الخطيب الشاعر ويعرف بالحماني قال أبو نصر البخاري : وكان مشتهرا بالشراب. قال أبو عبد الله العلاني : كان محمد بن جعفر الحماني يرمى في دينه بخلاف ما هو عليه. فأعقب محمد من ابنه علي الشاعر الحماني وحده ، كان نزل في بني حمان فنسب اليهم (2) وهو شاعر فحل من مشهوري شعراء الطالبيين ، فمن شعره :
    __________________
    (1) قد عرفت من عبارة العمري في (المجدي) التي أثبتناها في الهامش ان جعفر الشاعر من أولاده محمد بن زيد الثمانية وانّه الذي أعقب وحده لا من أولاد محمد بن زيد كما جعله في الكتاب ، فجعفر عند العمري أخوه محمد ابن محمد بن زيد لا إبنه فلاحظ.
    (2) كان الحماني يعرف بالأفوه وكان يقول : أنا شاعر وأبي شاعر وجدي

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:36 pm

    هبني بقيت على الأيام والأبد
    ونلت ما شئت من مال ومن ولد

    من لي برؤية من قد كنت آلفه
    وبالشباب الذي ولي ولم يعد؟

    لا فارق الحزن قلبي بعد فرقتهم
    حتى تفرّق بين الروح والجسد

    ومن شعره :
    لنا من هاشم هضبات عزّ
    مطنبة بأبراج السماء

    تطيف بنا الملائك كلّ يوم
    ونكفل في حجور الأنبياء

    ويهتز المقام لنا ارتياحا
    ويلقانا صفاه بالصفاء

    ومن شعره :
    وانّا لتصبح أسيافنا
    إذا ما اصطبحن بيوم سفوك

    منا برهن بطون الأكف
    وأغمادهن رؤوس الملوك

    وله ديوان مشهور وشعر مذكور.
    وجمهور عقب علي بن محمد الشاعر الحماني يرجع الى محمد صاحب دار الصخر بالكوفة ابن زيد بن علي الحماني ؛ وجمهور عقب محمد صاحب دار الصخر ينتهي الى ابنيه أبي جعفر أحمد ، وأبي الحسن علي الملقب بالواوه ، فمن ولد أبي جعفر أحمد ، أبو
    __________________
    شاعر الى أبي طالب. وسأل المتوكل الامام الهادي عليه‌السلام : من أشعر الناس؟ فقال : الحماني حيث يقول وذكر أبياتا منها :
    فلما تنازعنا المقال قضى لنا
    عليهم بما نهوى نداء الصوامع

    قال المتوكل : ما نداء الصوامع يا أبا الحسن؟ قال : اشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمدا رسول الله. وقال الناصر : لو جاز قراءة شعر في الصلاة لكان شعر الحماني. توفي سنة 270 بعد مخرجه من الحبس. قال العمري في (المجدي) : كذلك ذكر شيخنا أبو الحسن بن أبي جعفر. ثم قال العمري : قال ابن حبيب صاحب التاريخ في (اللوامع) مات سنة 301 وهذا هو الصحيح. م ص

    البركات محمد ، وعلي ابنا جعفر المذكور ، فمن ولد أبي البركات محمد ، أبو القاسم علي ؛ وأبو عبد الله محمد الكوفي ابنا أبي البركات فمن ولد أبي عبد الله محمد الكوفي ابن أبي البركات محمد بن أحمد بن محمد صاحب دار الصخر ، أبو القاسم علي بن أبي عبد الله المذكور أعقب من رجلين أبي البركات محمد ويلقب قبين (1) وأبي الحسن محمد.
    أما محمد قبين بن أبي القاسم علي فأعقب أربعة الحسين يدعى الفلك ، وأبا الحسين حمزة ، وأبا القاسم علي ، وأبا عبد الله الحسين ، لهم أعقاب يقال لهم بنو قبين بالمشهد الغروي ، وأما أبو الحسن محمد بن أبي القاسم علي فمن ولده بنو أبي نصر بن أبي عبد الله الحسين ، وقيل محمد بن أبي الحسن المذكور ، ومن ولد أبي القاسم علي بن أبي البركات محمد بن أحمد بن محمد صاحب دار الصخر أبو الحسن علي ؛ ويحيى المدعو عنبراً منهما أعقب ، فأعقب يحيى المدعو عنبرا من أبي الحسن علي يدعى غرابا ، وأبي محمد الحسن يدعى بيرة ، فأعقب أبو الحسن علي غراب بن يحيى ، من رجلين زيد ويحيى أما زيد فيقال لولده بنو غراب وأما يحيى فأعقب عليّا يلقب اللميس ؛ به يعرف ولده وهم بالمشهد الغروي.
    وأما أبو محمد الحسن بيرة فوجدت له محمداً بن علي بن الحسن بيرة المذكور ، وأعقب أبو الحسن علي بن أبي القاسم علي المذكور ـ وولده يعرفون الى الآن ببني دار الصخر ـ من أبي الحسن محمد وحده ، ومنه في رجلين أبي الحسين محمد الأطروش ، وأبي منصور الحسن ، فمن ولد أبي منصور الحسن بن أبي الحسن محمد ، محمد يعرف بحديد بن علي بن محمد بن أبي منصور الحسن المذكور ، ومن ولد أبي الحسين محمد الأطروش علي ، ومحمد أبو الحسن شمس الدين ابنا أبي الحسين محمد الأطروش ، أما علي فهو والد أبي الحسين الصواف الخير الصالح رآه الشيخ تاج الدين ، وأما شمس الدين محمد أبو الحسن فأعقب
    __________________
    (1) قبين : بالباء الموحدة وفي بعض النسخ المخطوطة بالتاء المثناة الفوقانية.

    من النقيب فخر الدين علي والحسن ، فأما النقيب فخر الدين علي فأعقب من رجلين جلال الدين جعفر النقيب ، وشمس الدين محمد أما جلال الدين جعفر فله بنت وأما النقيب شمس الدين محمد فولد رجلين رضي الدين عبد الله ، وصفي الدين الحسن ، كانا رئيسين بالحلة وقتل الصفي ببغداد بدار الشاطبة ، والرضي بالحلة وانقرض النقيب فخر الدين ، وأما الحسن بن شمس الدين محمد فولد هاشم ا يدعى النجم له عقب وفيه البقية من بني أبي الحسين الأطروش.
    ومن ولد علي بن أبي جعفر أحمد بن صاحب دار الصخر ، محمد بن أبي منصور بن أبي الحسن بن علي المذكور له عقب ؛ ومن ولد أبي الحسن علي الملقب بالواوه ابن صاحب دار الصخر ، صالح بن أبي خلف محمد بن محمد بن علي الواوه المذكور له عقب. وأما أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد فأعقب من أربعة رجال علي ، وأبي عبد الله جعفر ، وأبي الحسين محمد الأكبر ، وأبي علي محمد الأصغر ، أما علي بن أحمد سكين ويكنى أبا القاسم فأعقب من محمد الأكبر ، ومحمد الأصغر ، فمن ولد محمد الأصغر بن علي بن أحمد سكين سيف النبي بن الحسن أميركا بن علي بن محمد بن علي المذكور ؛ وله ولد ، وأما أبو عبد الله جعفر بن أحمد سكين فعقبه من ابنه ابي الحسن علي بحران نقيب نصيبين ، له عبيد الله والحسين ولكلّ منهما عقب.
    وأما أبو الحسين محمد الأكبر بن أحمد سكين فعقبه من أبي طالب المحسن وقيل بل يكنى بأبي القاسم ، والحسين ببغداد ، وكان له أبو محمد الحسن المعروف بالرملي المحدث ، كان من سادات الطالبيين وأعيانهم لا بقية له ، فأما المحسن فأعقب من رجلين وهما أبو الحسن علي وأبو جعفر أحمد ، أما علي فولده حمزة الزاهد لا بقية له قال ابن طباطبا : ووجدت له المحسن بن حمزة بن علي والله أعلم. وكان ببغداد ، وأما أبو جعفر أحمد فله محمد له عقب.
    وأما الحسين بن أبي الحسين محمد الأكبر بن أحمد سكين فولده أبو

    الحسن علي المفلوج المرتعش (1) يعرف ولده ببني المرتعش بالأهواز والبصرة ومنهم أبو محمد جعفر خلف النقيب بالبصرة ابن أبي عبد الله محمد المقعد بن علي المرتعش المذكور ، وأما أبو علي محمد الأصغر بن أحمد سكين فله أبو يعلي حمزة (2) بقزوين وأبو طالب العباس ، وأبو الحسين زيد ، وأبو جعفر أحمد ولهم عقاب ، منهم أبو العشائر زيد بن محمد بن حمزة بن محمد الأصغر المذكور ؛ وأما أبو عبد الله جعفر بن أحمد سكين بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد فمن ولده القاضي أبو السرايا أحمد بن محمد بن زيد بن علي بن عبيد الله بن علي بن أبي عبد الله جعفر المذكور.
    وأما القاسم بن جعفر بن محمد بن محمد بن زيد الشهيد فأعقب من أبي عبد الله جعفر المعروف بابن الجدة ، كان على الصلاة للحسن بن زيد والعقب من أبي عبد الله جعفر في جماعة (3) بهراة من خراسان يعرفون ببني الجدة
    __________________
    (1) قال البخاري في (سر السلسلة) : مات المرتعش بالكوفة وحمل الى المدينة امه فاطمة بنت ابراهيم بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب. م ص
    (2) كانت وفاة أبي يعلي حمزة القزويني سنة ست وأربعين وثلاثمائة أرخه السمعاني في (الأنساب) وكان عالما محدثا صدوقا صاحب أخلاق رضية. (عن هامش الأصل)
    (3) منهم جمال الدين محمد ، وصدر الدين أحمد ، وابراهيم أولاد برهان الدين الحسن بن علي بن صدر الدين محمد صاحب أمير الحاج بن المطهر ابن يعلي بن عوض بن علي بن زيد بن أبي الحسن علي بن أبي عبد الله المذكور ومنهم علي بن شرف الدين محمد وكان شرف الدين هذا سيّدا كريما معظما جليل القدر قتل هو وولده ابن صدر الدين المذكور. (عن هامش الأصل)

    وهم ولد جعفر خطيب هراة المذكور ، ومنهم أبو محمد اسماعيل بن أبي القاسم أحمد بن أبي عبد الله جعفر خطيب هراة المذكور.
    المقصد الرابع
    في ذكر عقب عمر الأشرف بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» (1) وهو أخو زيد الشهيد لامه وأسن منه ويكنى أبا علي ، وقيل أبا حفص ، وعقبه قليل بالعراق ، وإنما قيل له الأشرف بالنسبة الى عمر الأطرف عم أبيه ، فان هذا لما نال فضيلة ولادة الزهراء البتول عليها‌السلام كان أشرف من ذلك وسمّي الآخر الأطرف لأن فضيلته من طرف واحد وهو طرف أبيه أمير المؤمنين علي عليه‌السلام ، وقد وقع مثل هذا في بني جعفر الطيار فان إسحاق العريضي يقال له الأطرف واسحاق بن علي الزينبي يقال له الأشرف ، وعلى هذا يكون عمر الأطرف قد سمّي بالأطرف بعد ولادة عمر الأشرف بن زين العابدين.
    فأعقب عمر الأشرف من رجل واحد وهو علي الأصغر المحدث روى الحديث عن جعفر بن محمد الصادق عليه‌السلام وهو لام ولد ، فأعقب علي بن عمر الأشرف من ثلاثة رجال القاسم ، وعمر الشجري ، وأبو محمد الحسن. أما القاسم بن علي بن عمر الأشرف ويكنى أبا علي ، وكان شاعرا واختفى ببغداد وهو لام ولد أشخصه الرشيد من الحجاز وحبسه وأفلت من الحبس ، فالعقب
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : عاش عمر الأشرف خمسا وستين سنة. وقال شيخي أبو عبد الله بن طباطبا : هو أخو زيد لامه وأبيه يقال لامهما حيدا وهو أسن من زيد وكان محدّثا فاضلا ولي صدقات علي عليه‌السلام وولد خمسة عشر ولدا خمس منهم بنات.

    منه في أبي جعفر محمد الصوفي الصالح الخارج بالطالقان وحده ولأبي جعفر (1) محمد أعقاب ؛ ونص الشيخ جلال الدين بن عبد الحميد بن التقي على انقراضه ، وإنما لقب بالصوفي لأنّه كان يلبس ثياب الصوف ، ظهر بالطالقان في أيام المعتصم وأقام أربعة أشهر ثم حاربه عبد الله بن طاهر وقبض عليه وأنفذه الى بغداد فحبسه المعتصم أياما وهرب من حبسه فأخذه وضرب عنقه (2) صبرا وصلبه بباب الشماسية وهو ابن ثلاث وخمسين سنة ، وهو أحد أئمة الزيدية وعلمائهم وزهّادهم. وأما عمر الشجري بن علي بن عمر الأشرف فأعقب من رجل واحد وهو أبو عبد الله محمود فأعقب أبو عبد الله محمد من رجلين وهما عمر ، وعلي ، أما عمر بن محمد بن عمر فوجدت له الحسن بن علي بن محمد بن
    __________________
    (1) انتسب الى أبي جعفر محمد الصوفي هذا ، محمد بن محمد المعروف بابن برجم وأولاده ، وهم الآن ببنت جبيل من جبل عاملة ، وكان آباؤه قديما بالحائر بمحلة آل أبي الفائز ، فقال هو محمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد بن عباس بن عمر بن اسحاق بن موسى بن حمزة بن أحمد بن علي بن حمزة بن العباس بن الحسن بن علي بن اسحاق بن محمد بن جعفر بن محمد الصوفي المذكور. وهؤلاء الذين أطلق أبو حرب محمد النسابة ابن محمد الحسني الأصغر خطه لهم أنهم من ولد عمر الأشرف بن زين العابدين عليه‌السلام والله سبحانه أعلم. (عن هامش المخطوطة)
    (2) وقيل توارى أيام المعتصم وأيام الواثق ثم أخذ في أيام المتوكل فحبس حتى مات في محبسه ، ويقال إنّه دس اليه سمّا فمات منه ، ويقال إنّه مات بواسط بسبب مرض عرض عليه ؛ انظر أخباره في (مقاتل الطالبيين) ص 376 ـ 384 من طبع النجف ؛ وفي (تاريخ ابن الأثير) حوادث سنة 219 وكان محمد الصوفي من أهل العلم والفقه والدين والزهد ، وامه صفية بنت موسى ابن عمر بن علي بن الحسين عليه‌السلام. م ص

    عمر بن الحسين بن محمد بن عمر المذكور ، وأما علي بن محمد بن عمر فله عقب كثير منهم جعفر بن الحسين الشجري بن علي المذكور ، ومنهم المحسن المعروف بفضلان ابن أحمد بن الحسن بن أحمد نقيب قم ابن علي المذكور له عقب ؛ ومنهم محمد الشعراني (1) بن الحسن بن أحمد نقيب قم المذكور (2) منهم شرف الدين أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن حمزة بن أحمد بن محمد الشعراني ، وصله الشيخ رضي الدين بن قتادة الحسني وقال : رأيته بالمشهد زائرا وأخذت عنه نسب بنيه. والشيخ فخر الدين بن الأعرج العبيدلي توقف في اتصال فضلان (3) بن داعي ووقفه على البينة.
    وأما أبو محمد الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف فأعقب من ثلاثة رجال ، أبو الحسن علي العسكري ، وجعفر ديباجة ، وأبو جعفر محمد. أما أبو جعفر (4) محمد بن الحسن بن علي الأصغر فأعقب من أحمد الاعرابي
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : أبو جعفر الشعراني صاحب الخال ينزل درب النخلة ببغداد ، أولد عدّة بنين وبنات خرجت بنت له الى ديلمي واخرى الى تركي.
    (2) كذا في النسخ التي بأيدينا والظاهر ان في العبارة سقطا ولعلّه (له عقب كثير) منهم شرف الدين الخ.
    (3) كذا في النسخ التي بأيدينا فليراجع.
    (4) قال العمري في (المجدي) : «أما محمد بن الحسن فأمه رقية بنت عيسى بن زيد خرج بالري فأخذ أسيرا فحبس في حبس محمد بن طاهر بنيسابور حتى مات» فمن ولده محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف قال أبي : قتله عبد العزيز بن دلف ضرب عنقه صبرا بسواد قم في أيام المعتمد وهذا أصحّ الروايات. وروى أنّه قتل في الحرب أيام المستعين والصحيح الأول وكان لمحمد هذا ولد يكنى أبا الحسين إسمه أحمد قتل ببغداد على نهر عيسى ويعرف

    ومحمد الأخرس فمنهم أبو الفضل علي المجل ابن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد الاعرابي المذكور له عقب ، ومنهم مانكيدم بن محمد ابن أحمد الطبري بن محمد ابن أحمد الاعرابي المذكور له عقب.
    وأما جعفر ديباجة بن الحسن بن علي الأصغر فمن ولده أبو جعفر محمد النقيب الطبري بن حمزة يلقب بستين بن محمد الفارس بن الحسن بن محمد بن جعفر ديباجة المذكور ، له عقب كثير منهم بنو زهوان «رهوان خ ل» بن محمد المرتضى بن عبد العزيز بن يحيى بن محمد الطبري المذكور كانوا ببغداد ، ومنهم أبو العز ناصر نقيب البصرة ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الفارس المذكور ومنهم كبا بن جمال الدين أبي الفخر الامام بن محمد الأتقى نقيب البصرة ابن أبي القاسم أحمد نقيبها ابن محمد بن الحسن بن محمد بن جعفر ديباجة المذكور.
    وأما أبو الحسن علي العسكري بن الحسن بن علي الأصغر وفي ولده البيت والعدد فأعقب من ثلاثة رجال ، أبو علي أحمد الصوفي الفاضل المصنف ؛ وأبو عبد الله الحسين الشاعر المحدث ؛ وأبو محمد الحسن الناصر الكبير الأطروش. فاما أبو محمد الحسن الناصر وهو إمام الزيدية ملك الديلم ، صاحب المقالة ، إليه ينتسب الناصرية من الزيدية ؛ كان مع محمد بن زيد الداعي الحسني بطبرستان فلما غلب رافع على طبرستان أخذه وضربه ألف سوط فصار أصم ، وأقام بأرض الديلم يدعوهم الى الله تعالى وإلى الاسلام أربع عشرة سنة ودخل طبرستان في جمادي الأولى سنة إحدى وثلثمائة فملكها ثلاث سنين وثلاثة شهور ، ويلقب الناصر للحق وأسلموا على يده وعظم أمره ؛ وتوفي بآمل سنة أربع وثلثمائة وله من العمر تسع وتسعون سنة وقيل خمس وتسعون.
    فأعقب من خمسة رجال وهم زيد ؛ وأبو علي محمد المرتضى ؛ وأبو القاسم جعفر ناصرك ، وأبو الحسن علي الأديب المجل ؛ وأبو الحسين أحمد صاحب
    __________________
    بالطبري ، هذا قول شيخنا أبي الحسن محمد بن محمد ، وللطبري بقية». م ص

    جيش أبيه. كذا قال الشيخ النقيب تاج الدين رحمه‌الله. ـ أما زيد بن الحسن الناصر فلم أجد له عقبا. وأما أبو علي محمد المرتضى بن الحسن الناصر فمن ولده أبو أحمد محمد الناصر بن الحسين بن أبي علي محمد المذكور ، وأبو القاسم عبد الله بن علي المحدث بن أبي علي محمد المذكور ، وعقب الحسن الناصر ـ على ما قال ابن طباطبا ـ من الثلاثة الأخر. أما أبو القاسم جعفر ناصرك (1) بن الحسن الناصر فلما مات أبوه ارادوا أن يبايعوا ابنه أبا الحسين أحمد بن الحسن الناصر فامتنع من ذلك ـ وكانت ابنة الناصر تحت أبي محمد الحسن بن القاسم الداعي الصغير ـ فكتب اليه أبو الحسين أحمد بن الحسن الناصر واستقدمه وبايعه فغضب أبو القاسم جعفر ناصرك بن الناصر وجمع عسكرا وقصد طبرستان فانهزم الداعي من ابن الناصر يوم النيروز سنة ست وثلثمائة وسمّي نفسه الناصر وأخذ الداعي بدماوند وحمله الى الري الى علي بن وهسوذان فقيده وحمله الى قلعة الديلم فلما قتل علي بن وهسوذان خرج الداعي وجمع الخلق وقصد جعفر بن الناصر فهرب الى جرجان فتبعه الداعي فهرب ابن الناصر وأجلي الى الري وملك الداعي الصغير طبرستان الى سنة ست عشرة وثلثمائة ثم قتله (2) مرداويج بآمل.
    وأعقب جعفر بن الناصر من أبي جعفر محمد الفأفاء ، وأبي محمد الحسن لهما أعقاب ، وكان منهم ببغداد فخذ يقال لهم بنو الناصر لم يكن بالعراق من بني عمر الأشرف غيرهم ، وهم ولد يحيى الأسل بن أبي شجاع محمد بن خليفة بن أحمد بن الحسن بن جعفر ناصرك المذكور. ـ وأما أبو الحسن علي الأديب المجل ابن الناصر وكان يذهب مذهب الامامية الإثني عشرية ويعاتب أباه بقصائد
    __________________
    (1) كانت وفاة جعفر ناصرك في سنة اثنتي عشرة وثلثمائة.
    (2) وكان قتله سنة 316 ، انظر أخبار الداعي الصغير الحسن بن القاسم في (تاريخ ابن الأثير) حوادث سنة 316. م ص

    ومقطعات وكان يناقض عبد الله بن المعتز في قصائده على العلويين ، وكان يهجو الزيدية ويضع لسانه حيث شاء في أعراض الناس ، فأعقب من الحسن ، وأبي عبد الله محمد الأطروش ؛ ومن أبي علي ؛ محمد الشاعر (1) كانت له وجاهة ببغداد ولا بقية له من الذكور ، ومن أبي الحسين محمد ، فمن ولد الحسن بن علي الأديب بن الناصر للحق ، إمام الزيدية أبو عبد الله الحسين (2) بن الحسن بن الحسين بن الحسين (3) المفقود بن الحسن بن علي الأديب ، ومن ولد أبي عبد الله محمد الأطروش بن علي الأديب. نقيب البطيحة علي بن زيد بن محمد الأطروش المذكور. له عقب ، ومنهم أبو طالب علي المجلد ببغداد بن أبي حرب محمد الأصم ابن محمد الأطروش المذكور له عقب.
    وأما أبو الحسين أحمد (4) بن الناصر فأعقب من ثلاثة. وهم أبو جعفر محمد صاحب القلنسوة ملك الديلم ، وأبو محمد الحسن الناصر الصغير النقيب ببغداد وأبو الحسن محمد ، فمن ولد الناصر الصغير أبو القاسم ناصر الملقب بريقا بن الحسين بن أحمد بن الحسن الناصر الصغير المذكور ، ومنهم فاطمة بنت الناصر الصغير المذكور ؛ وهي ام الرضيين إبني أبي أحمد النقيب الموسوي ـ انقضى ولد الناصر الكبير الأطروش ـ.
    وأما أبو عبد الله الحسين (5) الشاعر المحدث بن أبي الحسن علي العسكري
    __________________
    (1) لم يذكر عقبه وعقب أخيه أبي الحسين محمد واقتصر على ذكر عقب أخويهما الحسن وأبي عبد الله محمد الأطروش ، ولعلّه من جهة انّه لا بقية لهما من الذكور.
    (2) كانت وفاة أبي عبد الله الحسين هذا سنة سبعين واربعمائة.
    (3) لم يذكر هذا الاسم ابن مساعد في نسخته من الكتاب.
    (4) كانت وفاة ابي الحسين أحمد الناصر سنة إحدى عشرة وثلثمائة.
    (5) توفي أبو عبد الله الحسين الشاعر المحدث سنة 312 ؛ قاله العمري في (المجدي).

    ابن الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف ، فمن ولده أبو الفضل جعفر (1) ابن محمد الثائر بن أبي عبد الله الحسين المذكور ، ومنهم أبو علي محمد بن عبد الله بن الحسين الشاعر المذكور ، وهو الفقيه الزيدي الزاهد المتكلم له كتب ومصنفات ومنهم علي بن الحسن الصالح بن محمد بن أحمد بن أبي محمد الحسن بن أحمد بن الحسين الشاعر المذكور ، ومنهم الحسين ابن الحسن بن الحسين بن محمد الشاعر ابن الحسين الشاعر المذكور ، ومنهم مهدي بن علي بن موسى بن محمد الشاعر بن الحسين الشاعر المذكور ، ومنهم الحسين أميركا بن أبي طالب هارون بن محمد الشاعر المذكور.
    وأما أبو علي أحمد بن أبي الحسن علي العسكري بن الحسن بن علي الأصغر بن عمر الأشرف ، فأعقب من ولده الموسوس ، وهو أبو طاهر محمد بن أحمد المذكور ؛ له عقب بمصر به يعرفون.
    المقصد الخامس
    في ذكر عقب الحسين الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» وأمه أم ولد إسمها ساعدة ، وكان عفيفا محدّثا فاضلا يكنى أبا عبد الله ، وتوفي سنة سبع وخمسين ومائة وله سبع وخمسون سنة ودفن بالبقيع ، وعقبه (2) عالم كثير بالحجاز والعراق والشام وبلاد
    __________________
    (1) كانت وفاة جعفر بن محمد الثائر في سنة خمس وأربعين وثلثمائة أرخه صاحب (البحر الزخار) الامام المهدي أحمد بن يحيى بن المرتضى الحسني المتوفي سنة 840. م ص
    (2) قال العمري (المجدي) : ولد الحسين الأصغر ستة عشر ولدا

    العجم والمغرب ؛ فأعقب من خمسة رجال عبيد الله الأعرج ، وعبد الله ، وعلي وأبو محمد الحسن ؛ وسليمان.
    أما سليمان بن الحسين الأصغر ، وامه عبدة بنت داود بن امامة بن سهل بن حنيف الأنصاري فأعقب من ابنه سليمان بن سليمان فأعقب سليمان بن سليمان من الحسن والحسين ؛ قال الشيخ أبو الحسن العمري : أعقب الحسين بن سليمان بخراسان وطبرستان ؛ وأعقب الحسن بن سليمان بالمغرب ، وقال شيخ الشرف العبيدلي : ولد الحسن بن سليمان بخراسان وطبرستان ولهم بالمغرب عدد ، وعقب سليمان بن سليمان في نسب القطع قال الشيخ أبو الحسن العمري : وهم في عدّة كثيرة ببلاد مصر وغيرها يقال لهم بنو الفواطم. فمن ولد الحسن بن سليمان بن سليمان ، الشريف الطاهر الفاطمي بدمشق واسمه حيدرة بن ناصر بن حمزة بن الحسن بن سليمان ، جمع النسب وورد من المغرب فمات بمصر وصلّى عليه العزيز الاسماعيلي.
    وأما أبو محمد الحسن بن الحسين الأصغر بن زين العابدين علي عليه‌السلام وامه ام أخيه سليمان ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : نزل مكة. وقال الشيخ ابو الحسن العمري : كان مدنيا مات بأرض الروم ؛ وكان محدّثا ، وعقبه انتهى
    __________________
    البنات منهم سبع وهن أميمة ـ خرجت الى رجل محمدي علوي ـ وأمينة خرجت الى عبد الله بن جعفر بن محمد ابن الحنفية فولدت له جعفرا الثاني ـ وآمنة خرجت الى بعض بني جعفر الطيار ـ وآمنة الكبرى وزينب ، وزينب الوسطى خرجت الى علي بن عبد الله بن جعفر بن محمد ابن الحنفية فولدت له صفية وزينب الصغرى. والرجال عبيد الله وعبد الله وزيد ومحمد وابراهيم ويحيى وسليمان والحسن وعلي. قال شيخنا أبو الحسن محمد بن محمد النسابة : العقب من ولد الحسين الأصغر من خمسة رجال. ثم سمّاهم فقال : عبيد الله وعبد الله وعلي وسليمان والحسن.

    الى محمد السيلق (1) وعلي المرعش ابني عبيد الله بن محمد بن الحسن المذكور وعقبهما عدد كثير ببلاد العجم. أما محمد السليق فقال الشيخ أبو نصر البخاري لقب بذلك لسلاقة لسانه وسيفه مأخوذ من قوله تعالى : «سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ». وقد روى محمد هذا الحديث وقال الشيخ العمري : خرج معه محمد بن الصادق عليه‌السلام بمكة. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : قال ابن خرداذبة في التاريخ : سنة تسع وتسعين ومائة وجه محمد بن محمد بن زيد بن علي السيلق بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي عليه‌السلام الى واسط فغلب عليها فوجّه الحسن بن سهل عبد الله بن الحرشي اليه فهزمه السيلق وقتل أصحابه. وقد سمّي أبو نصر محمد بن الحسن بن الحسين السيلق فأعقب محمد السيلق بن عبيد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر. من أربعة رجال ، وهم أبو عبد الله جعفر والحسن ، وعلي الأحول (2) وأحمد المنتوف.
    أما أبو عبد الله جعفر بن محمد السيلق فأعقب من (3) الحسن حسكة ومن أبي جعفر أحمد ؛ وأبي القاسم محمد ، فمن ولد أبي جعفر أحمد بن الحسن حسكة ، أبو القاسم محمد له ولد ؛ ومن ولد أبي ابراهيم اسماعيل الأحول القاضي بواسط بن حسكة ، ولده أبو جعفر محمد ولّي نقابة الطالبيين بواسط وله بها
    __________________
    (1) كذا في نسخ الكتاب وفي (تاريخ العروس) : سليق كأمير.
    (2) لم يذكر عقب علي الأحول وأخيه أحمد المنتوف واقتصر على ذكر عقب أخويهما أبي عبد الله جعفر والحسن.
    (3) الظاهر ان مراده من العبارة ان أبا عبد الله جعفر بن محمد السليق أعقب من ابنه الحسن حسكة ، ومن ابن ابنه أبي جعفر أحمد بن الحسن حسكة ومن ابن ابن ابنه ابي القاسم محمد بن أبي جعفر أحمد بن الحسن حسكة. فليتأمل جيدا ، وفي بعض النسخ (فأعقب من الحسن حسكة من أبي جعفر أحمد) بحذف الواو بين (حسكة) و (من) وهو غلط فلاحظ. م ص

    ولد ؛ ومن ولد ولد أبي طالب بن حسكة وكان متقدما بالري ، ناصر الدين عبد المطلب بن المرتضى بن الحسين بن پادشاه بن الحسين بن پادشاه بن عبيد الله بن عقيل بن ابي طالب المذكور ، ومنهم أبو القاسم علي بن الحسن بن مهدي بن أحمد بن عقيل بن أبي طالب المذكور له عقب ، ومنهم أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي يعلي المطهر بن حمزة بن زيد بن الحسن الكلابادي بن الحسين بن محمد السيلق المذكور ، ولم يذكر ابن طباطبا الحسين بن محمد السيلق في المعقبين.
    وأما علي المرعش بن عبيد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر فمن ولده أبو عبد الله الحسين المامطري بن علي (1) المرعش ، له عقب منهم أبو الحسين أحمد ؛ له بقية بشيراز ، أعقب من ولديه أبي الفضل العباس وأبي جعفر محمد ابني أحمد النقيب ؛ ومن بني الحسين بن المرعش ، الحسن بن حمزة بن الحسن بن حمزة بن العباس بن أحمد بن علي بن الحسين المذكور له عقب ؛ ومن ولد علي المرعش ، أبو القاسم حمزة بن المرعش له عقب ، منهم أبو محمد الحسن (2) النسابة المحدث بن حمزة المذكور له
    __________________
    (1) ممن ينتمي الى علي مرعش هذا العالم الكبير المصنف الأمير نور الله التستري المشهور بالشهيد الثالث صاحب (إحقاق الحق) المتوفي بالهند سنة 1019 في عهد جهانگير ؛ وممن ينتمي اليه أيضا السيد المحقق العلاّمة المصنف علاء الدين حسين ابن الصدر الكبير رفيع الدين محمد بن الأمير شجاع الدين محمود ابن الأمير علي المشهور بخليفة سلطان ابن خليفة هداية الله الاصفهاني المازندراني المعروف بـ (خليفة سلطان) و (سلطان العلماء) كان وزير الشاه عباس الأول وصهره على ابنته ، توفي سنة 1064 بمازندران ونقل جسده إلى النجف الأشرف وممن ينتمي أيضا الى علي مرعش المذكور بعض سلاطين مازندران وجمع من سادات إصفهان وتستر.
    (2) توفي أبو محمد الحسن النسابة سنة 358 هـ. م ص

    عقب ، ومنهم علي بن حمزة المذكور له عقب ؛ منهم الفقيه المامطري المقيم ببغداد ، وهو شرف الدين عبد الله بن محمد بن أبي أحمد بن أبي القاسم بن الحسن بن الرضي بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي هاشم عبد العظيم بن حمزة بن علي المذكور ، ومنهم پادشاه بن ناصر بن عبد العظيم بن محمد بن أحمد بن أبي هاشم عبد العظيم المذكور.
    ومن ولد المرعش أبو علي الحسن بن المرعش ، له عقب منهم أبو يعلي حمزة الأصغر بن الحسن الفقيه ابن حمزة بن الحسن بن المرعش له ذيل طويل ، ومن ولد الحسن بن المرعش ، زيد بن الحسن المذكور له عقب.
    وأما علي بن الحسين الأصغر بن زين العابدين عليه‌السلام فأعقب من ثلاثة رجال عيسى الكوفي وأحمد حقينة (1) وموسى حمصة. أما موسى حمصة بن علي بن الحسين فأعقب من الحسن وأعقب الحسن من محمد وأعقب محمد من الحسن الملقب حمصة ، وأعقب الحسن حمصة من الحسين المعروف بالكعكي ـ ولده بمصر ومكة ودمشق ـ ومن علي ومحمد بني الحسن حمصة. وأما أحمد حقينة بن علي بن الحسين الأصغر فأعقب من علي بن أحمد وحده والعقب من علي بن أحمد حقينة من ثلاثة الحسن والحسين ومحمد ، فمن ولد الحسن بن علي بن أحمد حقينة ، بنو سدرة وهو عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن أحمد حقينة المذكور. كانت لهم بقية ببغداد ، ومنهم موسى الحقيني بن أحمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أحمد حقينة له عقب.
    وأما عيسى الكوفي ابن علي بن الحسين الأصغر ، فله عقب كثير أعقب من رجلين جعفر وأحمد العقيقي وأعقب جعفر بن عيسى الكوفي من أبي القاسم محمد يلقب كرشا ، ومن أبي هاشم محمد يلقب الفيل ، ومن أبي الحسن محمد يلقب مضيرة وغيرهم ، لهم أعقاب متفرقون في بلاد شتى ، فمن بني محمد الكرش
    __________________
    (1) بالنون بعد الياء التحتانية قبلهما القاف والحاء المهملة وفي بعض النسخ المخطوطة بالباء الموحدة بعد الياء. م ص

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:37 pm

    أبو البركات الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن محمد الكرش له عقب ؛ ومن بني محمد الفيل ، محمد سيدك بن أبي طالب محمد بن الحسن بن القاسم البزاز بن حمزة بن أبي هاشم محمد الفيل له ذيل طويل ، ومن بني مضيرة عبد الله بن علي مضيرة له عقب.
    وأما عبد الله بن الحسين الأصغر بن زين العابدين عليه‌السلام وامه أم أخيه عبيد الله ، ومات في حياة أبيه فأعقب من ابنه جعفر (1) صحصح وحده ، وكان له عبيد الله بن عبد الله كان فصيحا ولذلك دعي أبا صفارة ، من ولده آمنة بنت (2) عبيد الله هي ام الداعي الكبير الحسن بن زيد الحسني ، وكان له القاسم بن عبد الله كان خيرا فاضلا من أهل الرياسة ، أشخصه عمر بن الفرج الرجحي الى العسكر في أيام المعتصم فأبى أن يلبس السواد فجهدوا به كلّ الجهد حتى لبس قلنسوة وقال الشيخ أبو نصر البخاري : لم تنقد الطالبيون لأحد بالرياسة كما انقادوا
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : أولد جعفر بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن الحسين عليه‌السلام ـ وكان كثير الفضل جم المحاسن امه زبيرية يلقب صحصحا ـ ثلاث بنات هن خديجة وزينب وام علي ، ومن الذكور عبد الله وأحمد وإسماعيل ومحمد.
    (2) كذا في جميع النسخ التي بأيدينا وفيه سقط والصحيح آمنة بنت (الحسين بن) عبيد الله ، وسيصرح به هو فيما يأتي في عقب محمد العقيقي فانّه جعل الحسن بن محمد العقيقي ابن خاله الداعي الكبير المذكور ؛ وقال إن امه بنت أبي صفارة الحسين بن عبد الله بن الحسين الأصغر. قال العمري في (المجدي) : (أما عبيد الله وكان فصيحا ولذلك دعى أبا صفارة من حسن خلقه وكان له عدّة من الولد منهم الحسين بن عبد الله أحد الفضلاء العباد يقال له ابن الزبيرية وبنته آمنة بنت أبي صفارة ام الداعي الكبير الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد الحسني). م ص

    للقاسم بن عبد الله ، وكان مقيما بطبرستان ، أعقب بها وكان له بقية بالكوفة ثم انقرض ، فأعقب جعفر صحصح بن عبد الله بن الحسين الأصغر ، من ثلاثة رجال محمد العقيقي يقال لولده العقيقيون ، واسماعيل المنقذي ، وأحمد المنقذي يقال لولدهما المنقذيون ، وانما سمّوا بهذا الإسم لأنّهم سكنوا بدار منقذ بالمدينة فنسبوا اليها. قاله العمري. والعقيقيون والمنقذيون كثيرون.
    أما أحمد المنقذي فأعقب من جماعة وهم عبد الله ؛ وعلي ، وجعفر ، والحسن والحسين ، وابراهيم. وأما اسماعيل المنقذي وفي ولده العدد فمن ولده علي كباكي بن عبد الله بن علي بن ابراهيم بن اسماعيل المنقذي ، وقد وجدت نسبه أطول من هذا ولكن المعتمد عندي هو ما ذكرت. وهو جدّ ملوك الري.
    منهم ملك الري فخر الدين حسن بن علاء الدين المرتضى بن فخر الدين حسن بن جمال الدين محمد بن الحسن بن أبي زيد بن علي أبي زيد بن علي كباكي المذكور ، له ولد وأخ وعمومة وهم ملوك الري.
    ومنهم القاسم بن جمال الدين محمد المذكور ، خرجت ابنته زهرة الى ملك سمنان فولدت له جلال الدين وشرف الدين والد الشيخ العارف علاء الدولة السمناني.
    ومنهم الفقيه نور أمين عز الدين أبو الفتح محمد بن القاسم بن محمد بن علي بن مهدي بن نوح بن عبد الله بن ناصر بن علي كباكي المذكور.
    ومنهم مناقب بن علي الأحول بن أبي البركات أحمد بن الحسن بن أحمد ابن الحسن بن علي بن محمد بن اسماعيل المنقذي ، له عقب بدمشق يقال لهم آل البكري.
    ومنهم أبو طالب محمد الملقب بالعقاب بن الحسن بن أبي البركات أحمد المذكور جدّ آل عدنان نقباء دمشق الآن.
    ومنهم نقيب مكة أبو جعفر محمد بن علي بن اسماعيل المنقذي له عقب

    كثير منهم ميمون بن احمد بن ميمون نقيب مكة ابن أحمد بن علي بن أبي جعفر محمد المذكور ، له عقب بواسط يقال لهم بنو ميمون ، منهم السيد العالم النسابة أبو الحرث محمد بن محمد بن يحيى بن هبة الله بن ميمون المذكور ، وهو الذي أطلق خطه لبني الصوفي الذين بالحائر الشريف انّهم من ولد عمر الأشرف ابن زين العابدين ؛ وهم الآن يعتمدون على ذلك ، وقد انقرض أبو الحرث محمد النسابة.
    وأما محمد العقيقي بن جعفر صحصح بن عبد الله بن الحسين الأصغر فمن ولده الموسوس ، وهو الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن محمد العقيقي هذا له عقب كثير يعرفون ببني الموسوس بمصر وغيرها ، ومنهم محمد المحدث بن الحسن بن محمد الأكرم بن عبد العزيز بن فضل الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أحمد بن جعفر بن محمد العقيقي ، كان متمولا وذهب ماله في واقعة بغداد ، ومنهم شالوش وهو أبو علي محمد بن يحيى بن علي بن محمد العقيقي له عقب ومنهم علي الزاهد بن العباس بن عبد الله مانكيدم بن علي بن محمد العقيقي واخوته محمد سياه ريش ، وأحمد ، والحسين ، لهم عقب ، ومنهم الحسن بن محمد العقيقي وهو ابن خالة الداعي الكبير الحسن بن زيد الحسني امه بنت أبي صفارة الحسين ابن عبيد الله بن عبد الله بن الحسين الأصغر ، وكان الداعي قد ولاّه سارية فلبس السواد وخطب للخراسانية وآمنه بعد ذلك ثم أخذه بعد ذلك وضرب عنقه صبرا على باب جرجان ودفنه في مقابر اليهود بسارية.
    وأما عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين عليه‌السلام ويكنى أبا علي وامه أم خالد ، وقال أبو نصر البخاري : خالدة بنت حمزة بن مصعب بن الزبير بن العوام ، وكان في إحدى رجليه نقص فلذا سمّي الأعرج ، ووفد عبيد الله على أبي العباس السفاح فأقطعه ضيعة بالمدائن تغل كلّ سنة ثمانين ألف دينار وكان عبيد الله قد تخلّف عن بيعة النفس الزكية محمد بن عبد الله المحض فحلف محمد

    إن رآه ليقتله فلما جيىء به غمض محمد عينيه مخافة أن يحنث. وورد عبيد الله على ابي مسلم بخراسان فأجرى له أرزاقا كثيرة ؛ وعظمه أهل خراسان فساء أبا مسلم ذلك وقال سليمان بن كثير الخزاعي لعبيد الله ، إنا غلطنا في أمركم ووضعنا البيعة في غير موضعها فهلم نبايعكم وندعوا الى نصرتكم. فظن عبيد الله ان ذلك دسيسا من أبي مسلم فأخبره بذلك فثقل عليه مكانه وجفاه وقال له : يا عبيد الله ان نيسابور لا تحملك. وقتل سليمان بن كثير الخزاعي وكان في نفسه عليه شيء قبل ذلك وتوفي عبيد الله في ضيعته بذي أمران أو ذي أمان وهو موضع ، في حياة أبيه وهو ابن سبع وثلاثين سنة على ما قال أبو نصر البخاري ، وقال أبو الحسن العمري : ابن ست وأربعين سنة ، وفي عقبة (1) التفصيل لأنّهم عدّة بطون وأفخاذ وعشائر.
    فأعقب من أربعة رجال جعفر الحجة ، وعلي الصالح ؛ ومحمد الجواني وحمزة مختلس الوصية. أما حمزة مختلس الوصية ابن عبيد الله الأعرج فعقبه قليل منهم أبو الشقف الحسين ابن حمزة المذكور ؛ له عقب كان منهم بمصر بنو ميمون ابن حمزة بن الحسين بن حمزة بن الحسين بن محمد بن أبي الشقف الحسين المذكور ، ومن بني حمزة ابراهيم سينورابيه (2) بن محمد بن حمزة المذكور له عقب ببلاد العجم.
    وأما محمد الجواني بن عبيد الله الأعرج ، وهو منسوب الى الجوانية قرية بالمدينة وامه ام ولد ؛ وكان وصي أبيه وكان كريما جوادا. توفي وهو ابن اثنتين
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : ولد عبيد الله الأعرج ستة عشر ولدا منهم البنات فاطمة وخديجة وسكينة وصفية وكلثم وأمينة وآمنة وزينب هي ام خالد ، والرجال أحمد وعبد الله وابراهيم ـ ثلاثتهم درجوا ـ ويحيى ومحمد وعلي وحمزة وجعفر.
    (2) بالنون قبلها الياء التحتانية بعد السين المهملة ، وفي بعض النسخ المخطوطة بالنون المشددة بعد السين المهملة. م ص

    وثلاثين سنة ، وعقبه ينتهي إلى أبي الحسن المحدث صاحب الجوانية ابن الحسن ابن محمد الجواني المذكور ؛ فأعقب أبو الحسن المحدث من رجلين ، وهما أبو محمد الحسن ، وأبو علي ابراهيم يقال لولدهما بنو الجواني ، ولهم بقية بمصر وواسط فمن عقب أبي محمد الحسن بن محمد المحدّث ، النقيب بالري أبو علي عبيد الله بن محمد ، النقيب بالري أبو علي عبيد الله بن محمد بن الحسن بن عبيد الله بن الحسن المذكور ، وعقب أبي علي ابراهيم بن محمد المحدث من أبي الحسن علي المحدث (1) الفاضل النسابة ومنه في رجلين وهما أبو جعفر محمد المقتول على الدكة (2) ببغداد صبرا ، وأبو العباس أحمد القاضي العالم جدّ شيخ الشرف أبي الحسن محمد بن أبي جعفر النسابة.
    فأعقب أبو العباس أحمد القاضي من رجلين أحدهما أبو هاشم الحسين النسابة ، روى عنه شيخ الشرف العبيدلي ؛ وهو الذي يعنيه اذا قال : حدّثني خالي من ولده أبو الغنائم المعمر بن عمر بن علي بن أبي هاشم المذكور ، اليه نسب النقيب القاضي النسابة العالم المصنف الشاعر بمصر محمد بن أسعد بن علي بن معمّر هذا وقد طعن في نسبه ، كتبت بذلك (3) نسب الملك الإسماعيلي النسابة الى الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن التقي ، والشيخ أبو الحسن العمري ، ذكر أسعد بن علي بن معمر لكن قالوا إن أسعد والد محمد النسابة غير أسعد الذي ذكره العمري وكأن الرجل انتحل نسب غيره وتسمّى باسمه ، وابن المرتضى صرّح بالطعن فيه
    __________________
    (1) قال العمري في (المجدي) : ولد أبو الحسن علي بالمدينة ونشأ بالكوفة امه وام أخيه الحسين تيمية ومات بالكوفة وقبره مما يلي كندة ، ولقيه أبو الفرج الاصفهاني صاحب (الأغاني) وولد عدّة من الولد بالعراق وغيرها.
    (2) قتل مع صاحب الخال ببغداد ، قاله العمري.
    (3) كذا في النسخ التي بأيدينا وفي العبارة اضطراب ولعلّ فيها نقصا فلتلاحظ. م ص

    ووجدت السيد رضي الدين بن قتادة الحسني قد قطع عليا عن معمر ، وابن قثم الزينبي العباسي قطع محمدا عن اسعد ، وأسعد والد النسابة كان عالما فاضلا نحويا علاّمة ، ذكره العماد الكاتب الاصفهاني في كتاب «خريدة القصر» وأثنى عليه بالفضل وذكر له أشعارا حسنة ، وذكر ان لقبه سناء الملك والله أعلم بحاله.
    وأعقب أبو جعفر محمد المقتول على الدكة ببغداد صبرا من جعفر الأعرج ومنه في رجلين أبي الحسين محمد ، وأبي الحسن النقيب بواسط ، ومنهم بنو الجواني بواسط وغيرها.
    وأما علي الصالح بن عبيد الله الأعرج وفي ولده الرياسة بالعراق ويكنى أبا الحسن وامه ام ولد ، وكان كوفيا ورعا من أهل الفضل والزهد وكان هو وزوجته ام سلمة بنت عبد الله بن الحسين بن علي يقال لهما الزوج الصالح وكان علي بن عبيد الله مستجاب الدعوة ، وكان محمد بن ابراهيم طباطبا القائم بالكوفة قد أوصى اليه فان لم يقبل فلأحد ابنيه محمد وعبيد الله ، فلم يقبل وصيته ولا أذن لأبنيه في الخروج ، فأعقب من رجلين عبيد الله الثاني وفيه البيت ، وابراهيم.
    أما ابراهيم بن علي الصالح فأعقب من ثلاثة رجال أبي الحسن علي قتيل سامراء وأبي عبد الله الحسين العسكري والحسن. أما الحسن بن ابراهيم بن علي الصالح فمن ولده المحترق وهو أبو جعفر محمد بن الحسن المذكور ولهم بقية يقال لهم (1) بنو المحترق ، منهم بنو طفيطفة (2) كانوا بالكرخ وهو أحمد
    __________________
    (1) كان منهم ببيهق أبو علي الحسين بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي جعفر محمد المحترق بن الحسن بن ابراهيم المذكور. (عن هامش الأصل)
    (2) بالطاء المهملة المضمومة ثم الفاء المفتوحة بعدها الياء ثم الطاء المهملة والفاء ؛ وفي بعض المخطوطات (طقطقة) بطاءين مهملتين مفتوحتين بعد كلّ منهما قاف.

    ابن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمد المجل بن يحيى بن محمد بن حمزة بن علي بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد المحترق. وأما أبو عبد الله الحسين بن ابراهيم ابن علي الصالح فمن ولده السيد العالم الشاعر قاضي دمشق محمد النصيبيني ابن الحسين بن عبد الله بن الحسين المذكور. له ولد. وأما أبو الحسن علي بن ابراهيم بن علي الصالح فمن ولده الشيخ العالم الفاضل الشيخ أبو الحسن محمد بن أبي جعفر محمد بن أبي الحسن علي الجرار بن الحسن بن علي المذكور ، اليه ينتهي علم النسب في عصره وهو شيخ الشيخ أبي الحسن العمري وشيخ الرضيين الموسويين ، وله مصنفات كثيرة في علم النسب مختصرة ومطولة ، قارب المائة وبلغ تسعا وتسعين سنة وهو صحيح الأعضاء ، ومات سنة خمس وثلاثين وأربعمائة وانقرض عقبه.
    وأعقب عبيد الله الثاني بن علي الصالح بن عبيد الله الأعرج من أبي الحسن علي وحده ، ومنه في رجلين عبيد الله الثالث ؛ وأبي جعفر محمد. أما أبو جعفر محمد فعقبه قليل لا يعرف منهم إلاّ أهل بيت واحد في الكوفة يقال لهم بنو قاسم وهم ولد قاسم بن محمد بن جعفر بن ابراهيم الأشل بن محمد بن ابراهيم بن أبي جعفر المذكور كذا قال الشيخ تاج الدين ، وعن السيد غياث الدين بن عبد الحميد الحسيني النسابة ان ابراهيم الأشل يعرف بقاسم وبه يعرف ولده وهو الظاهر.
    وأما عبيد الله الثالث بن علي بن عبيد الله الثاني وفيه البيت والعدد فأعقب من ثلاثة رجال ؛ محمد الصبيب ؛ وأبي الحسن علي قتيل اللصوص ؛ وأبي الحسين محمد الأشتر بالكوفة. أما أبو جعفر محمد الصبيب بن عبيد الله الثالث فعقبه من ابنه أبي عبد الله الحسين النعجة ، يقال لولده بنو النعجة وانفصل منهم بنو ترجم ؛ وهم ولد ترجم بن علي بن المفضل بن الحسين النعجة المذكور ، كانوا جماعة بالحلة لهم سيادة ونقابة وقد تفرّقوا الآن وذهبت نعمتهم ولهم بقية بالحائر والحلة وواسط ، ومنهم العمدة وهو أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن سعيد بن علي بن أحمد بن النعجة له عقب. وأما علي قتيل اللصوص بن عبيد الله

    الثالث فأعقب من ثلاثة رجال ، وهم أبو القاسم الحسين الجمال الملقب صندلا ويدعى قسما ؛ وأبو علي عبيد الله ، وأبو علي محمد الحسن الملقب بالعزي يعرف عقبه ببني العزي الى الآن ، وانفصل منهم بنو شقشق هو أبو القاسم حمزة بن الحسن العزي يقال لولده بنو شقشق ؛ ومن ولد أبي علي عبيد الله ، أبو تراب حيدر بن الحسين بن علي بن عبيد الله المذكور ، ومنهم أبو تراب علي بن أبي المعالي بن عبيد الله بن علي بن عبيد الله المذكور ؛ ومن بني الحسين صندل بن علي قتيل اللصوص ، أثير الدولة صديق العمري أبو منصور محمد بن الحسين ابن محمد بن الحسين صندل المذكور.
    وأما الأمير أبو الحسين محمد الأشتر بن عبيد الله الثالث ويلقب الأشتر لضربة كانت في وجهه ضربه إياها غلام الفدان الزيدي ، وقد مدحه أبو الطيب بالقصيدة التي في أول ديوانه التي أوّلها :
    أهلا بدار سباك أغيدها
    أبعد ما بان عنك خرّدها

    منها يذكر الضربة :
    يا ليت بي ضربة أتيح لها
    كما أتيحت له محمدها

    أثر فيها وفي الحديد وما
    أثر في وجهه مهندها

    فاغتبطت إذ رأت تزينها
    بمثله والجراح تجندها

    فأعقب وأنجب وأكثر. وكان له نيف وعشرون ولدا تقدموا بالكوفة وملكوا حتى قال الناس : «السماء لله والأرض لبني عبيد الله» وأعقب من أولاده ثمانية (1) الأمير أبو علي محمد أمير الحاج ، وعبيد الله الرابع ، وأبو الفرج محمد ، وأبو العباس أحمد يلقب البن ، وأبو الطيب الحسن ، وأبو القاسم حمزة يلقب شوصة ، والأمير أبو الفتح محمد المعروف بابن صخرة ، وأبو الرجا محمد.
    __________________
    (1) لم يذكر منهم إلاّ عقب ستة وأهمل ذكر السابع والثامن. م ص

    أما أبو الرجا محمد بن الاشتر فعقبه قليل منهم بنو عياش بن محمد بن معمر بن أبي الرجا المذكور له بقية. وأما الأمير أبو الفتح محمد بن الأشتر فعقبه من ابنه أبي طاهر عبد الله نال النقابة ببغداد في أيام الشريف المرتضى الموسوي وأعقب من رجلين أبي البركات محمد نقيب واسط ؛ وأبي الفتح محمد نقيب الكوفة. أعقب أبو البركات محمد نقيب واسط ابن عبد الله بن أبي الفتح محمد بن الأشتر من أربعة رجال ، وهم أبو يعلي محمد نقيب واسط ؛ وأبو المعالي محمد ؛ وأبو الفضائل عبد الله وأبو القاسم سيف.
    فمن ولد أبي يعلي نقيب واسط ؛ السيد العالم السخي السري النقيب بواسط مؤيد الدين عبيد الله بن عمر بن محمد بن عبيد الله بن عمر بن سالم بن أبي يعلي المذكور ؛ مات عن بنات ؛ ولأبي يعلى النقيب بقية بواسط. ومن ولد أبي المعالي محمد بن أبي البركات محمد نقيب واسط ، أحمد بن مهدي بن أبي المكارم بن معد بن يحيى بن أبي المعالي المذكور. ومن ولد أبي الفضائل عبد الله بن أبي البركات محمد نقيب واسط ، أبو الحسين أحمد الغش بن أبي الفضائل المذكور ، أعقب بواسط يقال لهم بنو الغش. ومن ولد أبي القاسم سيف بن أبي البركات محمد نقيب واسط. محمد بن حيدرة بن يحيى بن سيف المذكور ، وعلي بن عبد الله بن جعفر بن سيف المذكور.
    وأعقب ابو الفتح محمد نقيب الكوفة ابن أبي طاهر عبد الله بن أبي الفتح محمد بن الأشتر من أربعة رجال ، وهم أبو جعفر النفيس واسمه هبة الله ، ومجد الدين أبو محمد عمر نقيب الكوفة ، وعدنان ، وأبو الحسين محمد ، وقيل أحمد. أما أبو الحسين محمد بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من أربعة رجال هم أبو الفتح محمد قوام الشرف ، وأبو نزار عدنان ، وأبو السعادات محمد وأبو علي الحسن ، أما أبو الفتح محمد قوام الشرف بن أبي الحسين محمد فمن عقبه محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أبي الفتح محمد المذكور ؛ وأما

    أبو نزار عدنان بن أبي الحسين محمد فمن عقبه محمد بن أبي هاشم بن أبي القاسم بن محمد بن معد بن عدنان المذكور ، وأما أبو السعادات محمد بن أبي الحسين محمد فمن ولده أبو الغنائم محمد بن أبي المكارم محمد بن أبي السعادات محمد المذكور له عقب.
    وأما أبو علي الحسن بن أبي الحسين محمد المذكور فأعقب من ثلاثة رجال : محمد وفوارس وأبي الحسن علي يعرف بالشاب وبه يعرف ولده ، وعقبه وعقب أخويه بالكوفة (1) والغري. وأما عدنان بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فمن عقبه مضر بن ملد بن معد بن عدنان المذكور ، واخوته معدّ بن ملد والمظفر بن ملد ، وأبو الحسين بن ملد ؛ لهم عقب. وأما أبو محمد عمر بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من رجلين ؛ وهما شهاب الشرف أبو عبد الله أحمد وتاج الشرف أبو علي المظفر فمن بني أبي علي المظفر ، السيد العالم مجد الدين محمد بن يحيى بن مظفر المذكور وهو خال الطاهر جلال الدين أحمد بن الفقيه يحيى وأخويه. وجد أولادهم أيضا كانت له بنات خرجن الى الإخوة الثلاثة تاج الدين ، وجلال الدين ، وزين الدين بنو السيد الفقيه يحيى بن طاهر بن أبي الفضل الزيدي. ولم يكن له ذكر وانقرض جدّه المظفر.
    ومن بني شهاب الشرف أبي عبد الله أحمد بن أبي محمد عمر بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة بنو أبي جعفر بالكوفة ؛ وهم ولد أبي جعفر شرف الدين هبة الله ، وقيل محمد بن شهاب الشرف أحمد المذكور ، منهم شمس الدين ناخون (2) بن ابراهيم بن أبي جعفر هبة الله المذكور ، شيخ الجهال من العلويين وأهل الفتنة والشر أيام حروبهم مع الهاشميين ؛ ومنهم فخر الدين معد بن زيد بن أبي
    __________________
    (1) وتعرف بقيتهم اليوم بآل الفتال في الغري والرماحية. (عن هامش الأصل)
    (2) في بعض المخطوطات تاخور بالتاء المثناة الفوقانية ثم الألف بعدها الخاء المعجمة ثم الواو والراء المهملة. م ص

    جعفر هبة الله المذكور شيخ العلويين.
    وأما أبو جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من ثلاثة رجال ، أبو الحسين جعفر كمال الشرف ، وأبو نزار أحمد ، وشكر الأسود ، وطعن ابن المرتضى النسابة الموسوي على شكر الأسود هذا وقال : قالوا ان امه جارية نكحها أبوه بغير إذن مولاها ، والشيخ السيد عبد الحميد بن التقي الحسيني أثبت نسبه وقال : امه ام ولد اسمها سعادة. ولا شك أن السيد عبد الحميد أخبر بحاله وأقرب عهدا به من ابن المرتضى وله عقب يقال لهم بنو كمكة ، وهم ولد أبي منصور جعفر بن أبي منصور بن طراد بن شكر المذكور.
    وأما أبو نزار أحمد بن أبي جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من أبي منصور الحسن يعرف بابن كوهرية له عقب ؛ وأما أبو الحسين جعفر كمال الشرف بن أبي جعفر النفيس بن أبي الفتح محمد نقيب الكوفة فأعقب من رجلين أبي طاهر عبد الله ، وأبي جعفر النفيس. وأما أبو القاسم حمزة الملقب شوصة بن الأشتر فعقبه قليل كان منهم بنو مهنا بن أبي الفرج محمد بن أحمد بن حمزة شوصة المذكور ، قال الشيخ النقيب تاج الدين رحمه‌الله : اظنّهم انقرضوا. ومنهم بنو المكانسية وهم ولد أبي المكارم حمزة وأبي الحسن علي ابني عبيد الله العتيق بن أبي الفتح محمد بن أبي طالب الحسن بن حمزة شوصة المذكور ، امهما ام هاني العريضية وهي المكانسية ؛ بها يعرف ولدها.
    وأما أبو الطيب الحسن بن الأشتر وكان واسع الحال عظيم الجاه والمروة قال الشيخ أبو الحسن العمري : حدّثني محمد بن مسلم بن عبيد الله ، قال كان عمّي حسن يغتسل في الحمام بماء الورد بدلا من الماء ، فعقبه من ابنه أبي طاهر أحمد ومنه في ابي الحسن محمد يلقب غرام ا ، ويقال لولده بنو غرام ، أعقب أبو الحسن محمد غرام من رجلين ، أبي طاهر أحمد الأخن وأبي القاسم هبة الله ، فمن ولد أبي طاهر أحمد الأخن ؛ أبو المعالي أحمد بن محمد بن أحمد محمد بن أبي طاهر

    أحمد الأخن المذكور ، أعقب من أولاده الثلاثة وهم أبو الفتح محمد يلقب الغشم وبدر الشرف عياش ، وأحمد يدعى معيوفاً ، لهم بقية بالغري الشريف.
    وأما أبو العباس أحمد البن بن الاشتر وكان جم المروة واسع الحال ، قال الشيخ أبو الحسن العمري : حدّثني بعضهم ممن يوثق بقولهم ان أحمد بن محمد بن عبيد الله حمل في يوم على أربعة وعشرين فرسا. فمن ولده بنو عجيبة ، وهم أحمد ومحمد ، وعمار ، وعلي ، وقيل محمد يكنى أبا منصور ، بنو مفضل بن محمد بن أحمد البن ، امهم عجيبة بنت أحمد بن المسلم بن أبي علي بن الأشتر لهم أعقاب وبقية بالغري ، منهم بنو الصائم وهم ولد علي الصائم بن أبي منصور محمد بن يحيى بن المفضل المذكور ، ومنهم محمد بن محمد بن محمد بن علي الصائم ، له عقب بجبع من قرى الشام ، ومنهم بنو مقلاع وهو الحسن بن علي بن أبي جعفر محمد بن يحيى بن محمد بن المفضل المذكور ؛ من ولده أبو طالب يلقب أبا منخر ، وموسى أغلبها واحمد والشمس ، بنو أبي الغنائم محمد بن الحسن مقلاع ، لهم أعقاب بالغري ومنهم أحمد بن قاسم بن المفضل المذكور ، يقال له اجتهد ، ويعرف ولده ببني اجتهد وهم بالغري ، ومنهم طبيق وهو محمد بن علي بن قاسم بن محمد بن المفضل المذكور ويقال لولده بنو طبيق ، فمن ولده أبو الحسين البغدادي الدلال له عقب بالغري ، ومنهم محمد بن قاسم المذكور له عقب ، ومنهم طريش وهو طالب بن عمار بن المفضل المذكور أعقب من ثلاثة (1) رجال علي الأسود ، ويقال لولده بنو الأسود ، ومحمد زماخ ، له أيضا عقب ، أعقب من ابنه أبي علي الحسن وأعقب الحسن من خمسة رجال ، وهم أبو الحسين يدعى أبو الحجوج ، ويقال لولده بنو أبي الحجوج وهم بالغري ؛ ورجب ، وعلي ، ومحمد ، وأحمد ، لهم أعقاب بالمشهد الغروي.
    وأما أبو الفرج محمد بن الأشتر فمن ولده الحاروج ، وهو في رواية الشيخ
    __________________
    (1) كذا في النسخ التي بأيدينا ولم يذكر الثالث منهم فلاحظ. م ص

    أبي الحسن العمري ـ أبو الفرج محمد بن أبي الغنائم محمد بن أبي الحسن علي بن أبي الفرج محمد المذكور ، وزاد الشيخ عبد الحميد بن التقي في نسبه وغير اسماء فقال : هو أبو الفرج محمد بن أبي الغنائم محمد بن أبي الفرج المذكور له عقب وبقية ببغداد وواسط والكوفة وغيرها وهم جماعة قد تقسموا ، منهم أبو الفضل الحسين المعروف بشيبانك بن عدنان بن محمد بن عدنان بن علي بن محمد الحاروج المذكور كان عطارا بالكرخ يجمع النسب ، وله ولد ، ومنهم العقعق وهو أبو الحسين محمد بن معد بن عدنان بن علي بن محمد الحاروج. وأما عبيد الله الرابع بن الأشتر فأعقب من جماعة ثم انقرض عقب بعضهم وعقبه المعروف من ثلاثة رجال. أبو العشائر محمد ، وله بقية بالحلة وسورا به يعرفون ؛ وأبو منصور يحيى ، ويوسف جدّ أبي الفقيه الحارث بن البواب ، وهو ـ على ما ذكر الشيخ السيد فخر الدين علي بن الأعرج الحسيني ـ علي بن أحمد بن عبيد الله الخامس ابن يوسف المذكور ، وقيل بل ابن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن عبيد الله الخامس ، كان له بقية بمشهد الكاظم عليه‌السلام ببغداد ، وقد غمز في نسبه والله أعلم.
    وأما أبو علي محمد أمير الحاج ابن الاشتر وولده من بني عبيد الله أهل رياسة وسيادة ونقابة فأعقب من رجلين ، وهما أبو عبد الله أحمد أمير الحاج وأبو العلا مسلم الاحول أمير الحاج. كأس بني عبد الله ، أما أبو عبد الله أحمد فحجّ أميرا على الموسم ثلاث عشرة حجّة نيابة عن الطاهر أبي أحمد الموسوي ، ووليّ نقابة الطالبيين بالكوفة مدّة عمره ؛ ومات سنة تسع وثمانين وثلثمائة وفيها قتل أخوه أبو العلا مسلم الأحول ؛ فأعقب من ثلاثة رجال أبو الغنائم المعمر ، وأبو الحسين زيد ، وأبو الحسن علي ، فأعقب أبو الحسن علي بن أبي عبد الله أحمد ، أحمد العرش ، ويقال لولده بنو العرش ، وانفصل منهم «آل فاخر» وهم بنو الفاخر ابن الأسعد بن أبي نصر محمد بن علي بن أحمد العرش المذكور ، وهم جماعة بسورا «وآل أبي المجد» وهو ابن أبي عبد الله الحسين بن أبي الفضائل محمد بن

    علي بن أحمد العرش ، وهم أيضا بسورا ، ومن عقب أبي الحسين زيد بن أبي عبد الله أحمد «آل أبي زيد» نقباء الموصل ونصيبين ، منهم النقيب الجليل أبو عبد الله زيد ابن النقيب أبي طاهر محمد بن أبي البركات محمد نقيب الموصل ابن ابي الحسين زيد المذكور ، ومنهم السيد الفاضل نظام الدين أبو القاسم نقيب نصيبين ابن أبي القاسم علي شهاب الدين نقيب نصيبين ابن النقيب أبي طاهر محمد المذكور ، قرأ عليه الشيخ رضي الدين بن قتادة الحسني كتاب «المجدي» ومشجرات السيد العمري. وهم أهل رياسة قديمة والى الآن ، قال الشيخ تاج الدين : طعن عليهم ابن المرتضى بشيء تفرّد به بغيا وحسدا وما رأيت من مشايخنا من طعن فيهم ولا قدح سواه ونسبهم صحيح لا شبهة فيه.
    ومن عقب أبي الغنائم المعمر بن أبي عبد الله أحمد النقيب الطاهر أبو الغنائم المعمر بن محمد بن المعمر المذكور ، ولي نقابة الطالبيين سنة ست وخمسين وأربعمائة في أيام القائم وبقيت في عقبه الى أيام الناصر وليها جماعة كثيرة منهم وهم يعرفون ببني الطاهر وقد انقرضوا ، وأما أبو العلا مسلم الأحول أمير الحاج فأعقب من ثمانية رجال ، أبو علي عمر المختار النقيب أمير الحاج ، وأبو مسلم عمار وأبو عبد الله أحمد ، وأبو الغنائم محمد ، والمهنا ، وباقي ، وعلي المعروف بابن مصابيح ، وأبو الأزهر المبارك. أما أبو الأزهر المبارك ابن أبي العلا مسلم فعقبه بمصر ، وأما علي بن أبي العلا مسلم فيقال لولده بنو مصابيح وهم جماعة بمطار آباد والكوفة وغيرهما وأما باقي بن أبي العلا مسلم فعقبه وقع الى بلاد العجم.
    وأما المهنا أبي العلا مسلم ويقال لولده بنو مهنا فمنهم الشيخ العالم النسابة المصنف جمال الدين أحمد بن محمد بن مهنا بن علي بن مهنا بن الحسن بن محمد ابن مسلم بن المهنا المذكور صاحب كتاب «وزراء الزوراء» له عقب ، وأما أبو القاسم محمد بن أبي العلا مسلم فمن ولده هندي بن المسلم بن محمد المذكور ذكره الشيخ عبد الحميد بن التقي الحسيني وله عقب بالحلة وبغداد وغيرهما منهم

    نصير الدين محمد بن أبي جعفر محمد بن الهمام محمد بن علي بن هندي المذكور وأولاده ، وأما أبو عبد الله أحمد بن أبي العلا مسلم فمن ولده حماد بن المسلم بن أحمد المذكور ، يقال لولده بنو حماد ، منهم بالمشهد الغروي العالم الفاضل الحافظ الأديب الفقيه جمال الدين يوسف بن ناصر بن محمد بن حماد بن علي بن حماد المذكور كان ميناثا ، وأما أبو مسلم عمار بن بن أبي العلا مسلم فمن ولده تمام بن المسلم بن عمار ذكره أبو الحسن العمري وتحدّث عن نسبه ومن ولد تمام بن عمار محمد شبانة بن تمام بن علي بن تمام المذكور أعقب من رجلين وهما أبو مسلم وابراهيم خرجا الى الشام وأقاما بجبل عاملة ولهما هناك عقب كثير الى الآن.
    وأما أبو علي عمر المختار بن أبي العلا مسلم ، ويقال لعقبه الى الآن بنو المختار فعقبه من أبي الفضائل عبد الله وحده ومنه في رجلين عز الدين أبي نزار عدنان نقيب المشهد ، وأبي عبد الله أحمد أما أبو عبد الله أحمد فعقبه يعرفون ببني أبي حبيبة ، وهي كنية جدّهم عمر بن أبي عبد الله احمد المذكور ، وأما أبو نزار عدنان فأعقب من رجلين عز الدين المعمر ، وعميد الدين أبي جعفر نقيب الكوفة ، انقرض الأول وأعقب النقيب عميد الدين أبو جعفر من أبي جعفر محمد فخر الدين نقيب النقباء الأطروش ، ومن أبي القاسم شمس الدين علي من عقبه شمس الدين علي آخر نقباء بني العباس ، وبهاء الدين داود ابنا النقيب معارض جيش المستنصر بالله تاج الدين أبو الحسن علي بن شمس الدين علي المذكور لهما عقب.
    وأما جعفر الحجّة بن عبيد الله الأعرج ، وفي ولده الإمرة بالمدينة ومنهم ملوك بلخ ونقباؤها ، وجعفر بن عبيد الله من أئمة الزيدية ، وكان له شيعة يسمّونه الحجّة ؛ وكان القاسم الرسي بن ابراهيم طباطبا يقول : جعفر بن عبد الله من أئمة آل محمّد. وكان فصيحا وكان أبو البختري وهب بن وهب قد حبسه بالمدينة ثمانية عشر شهرا فما أفطر إلاّ في العيدين ، فأعقب جعفر من رجلين ، الحسن

    والحسين.
    اما الحسين بن جعفر الحجّة فدخل بلخ وأعقب بها وهم ملوك وسادة ونقباء منهم السيد الفاضل أبو الحسن البلخي وهو علي بن أبي طالب الحسن النقيب ببلخ ابن أبي علي عبيد الله بن أبي الحسن محمد الزاهد بن عبيد الله بن علي بهراة ابن علي أبي القاسم ببلخ ابن الحسن أبي محمد قبره ببلخ ابن الحسين المذكور ومنهم أبو عبد الله نعمة بن عبد الله النقيب ببلخ (1) المذكور له عقب ، ومنهم علي بن أبي الحسن محمد الزاهد المذكور له عقب ، ومنهم عبد الله ومحمد ابنا أبي القاسم علي المذكور لهما أعقاب.
    وأما الحسن بن جعفر الحجة فأعقب من أبي الحسين يحيى النسابة ، يقال إنّه أول من جمع كتابا في نسب آل أبي طالب فأعقب يحيى النسابة من سبعة رجال ما بين مقل ومكثر ، وهم طاهر ، وعلي ، وأبو العباس عبد الله ، وأبو اسحاق ابراهيم ، وأبو الحسن محمد الأكبر العالم النسابة ، وأحمد الأعرج ، وأبو عبد الله جعفر. أما أبو عبد الله جعفر بن يحيى النسابة فعقبه قليل منهم صالح ، والقاسم.
    ومحمد وعبد الله ، بنو جعفر أولدوا. وأما أبو الحسن أحمد الأعرج ابن يحيى النسابة فعقبه أيضا قليل ، منهم القاسم بن أحمد المذكور ، أولد ، وأما أبو الحسن محمد الأكبر بن يحيى فمن ولده أبو محمد الحسن (2) بن محمد هذا وهو الدنداني النسابة المعروف بابن أخي طاهر راوي كتاب جده يحيى بن الحسن روى عنه شيخ الشرف النسابة ، ولا عقب له. وأما أبو اسحاق ابراهيم بن يحيى النسابة فعقبه قليل أيضا ، منهم اسحاق بن محمد بن ابراهيم المذكور ، له أولاد ذكور وإخوة. وأما أبو العباس عبد الله بن يحيى
    __________________
    (1) كذا في النسخ التي بأيدينا ولم يتقدم لعبد الله النقيب ببلخ ذكر ولعلّ الصحيح (عبيد الله) بدل(عبد الله) فليراجع.
    (2) أبو محمد الحسن النسابة المعروف بابن أخي طاهر ؛ كان أحد العلماء بالنسب والأخبار والحديث ، وكانت وفاته سنة ثمان وخمسين وثلثمائة ، أرخه الحافظ بن حجر في (لسان الميزان) (على هامش الأصل)

    النسابة ، وولده بادية بالمدينة وجمهور عقبه يرجع الى مسلم بن موسى بن عبد الله المذكور ، من ولده نجم الدين علي نقيب المدينة ابن حسن نقيبها ابن سلطان نقيبها ابن حسن بن عبد الملك بن ذويب بن عبد الله بن مسلم المذكور ، له ولد ، ومنهم أبو جعفر مسلم بن حبيب بن مسلم المذكور له عقب ، منهم محمد بن هلال بن غياث بن محمد نقيب المدينة ابن حبيب بن مسلم بن حبيب بن مسلم المذكور له عقب ، ومنهم عبد المنعم بن هاني بن يحيى بن أبي طالب بن محمد بن هاني بن حبيب بن مسلم بن حبيب بن مسلم بن أبي العباس عبد الله المذكور.
    وأما علي بن يحيى فمرجع عقبه الى الحسن بن محمد المعمر بن أحمد الزائر ابن علي المذكور ، وهم جماعة كثيرة بالحائر ، أعقب الحسن هذا من رجلين أبي محمد ابراهيم ، وأبي الحسن علي.
    أما أبو محمد ابراهيم ؛ فعقبه قليل ، وأما أبو الحسن علي ، وكان متوجها بالحائر فانقسم عقبه عدّة بطون منهم بنو عكة وهو يحيى بن علي بن حمزة بن علي المذكور ومنهم بنو علوان بن فضائل بن الحسن بن الحسن أبي منصور الحسن (1) نقيب الحائر ابن علي المذكور ، ومنهم بنو فوارس ، وهو ابن علي ، المذكور منهم معد بن علي بن معد بن علي الرغاوي بن ناصر بن فوارس المذكور ؛ وهو جد «جامع هذا الكتاب» لأم جدّه علي بن مهنا بن عنبة الأصغر ، ومنهم بنو غيلان ، وهو علي بن فوارس بن ناصر بن فوارس المذكور ؛ ومنهم بنو ثابت ، وهو ابن الحسين بن محمد بن علي بن ناصر بن فوارس المذكور ، ومنهم بنو الأعرج وهو علي بن سالم بن بركات بن أبي الأعز محمد بن أبي منصور الحسن نقيب الحائر المذكور ، ومنهم الشيخ العالم الشاعر النسابة الأديب فخر الدين علي بن محمد
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3294
    نقاط : 4981
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه   عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه Emptyالسبت نوفمبر 16, 2024 4:39 pm

    ابن أحمد بن علي الأعرج المذكور ، وابناه السيد الجليل العالم الزاهد مجد الدين أبو الفوارس محمد ، والسيد النسابة الفاضل جمال الدين أحمد بن السيد فخر الدين علي.
    أما السيد جمال الدين أحمد بن فخر الدين علي فولد أبا الطيب محمدا سافر الى بلاد الروم وانقطع خبره ، وأما السيد مجد الدين أبو الفوارس محمد بن السيد فخر الدين علي فأعقب وأنجب ، كان له سبعة بنين أكبرهم من ام ولد ، وكذا أصغرهم ، ولأحدهما بنات ، والثاني سافر وانقطع خبره ، والخمسة الأخر امهم بنت الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر ، وهم النقيب جلال الدين علي ومولانا السيّد العلاّمة عميد الدين عبد المطلب قدوة السادات بالعراق ؛ والفاضل العلاّمة ضياء الدين عبد الله ؛ والفاضل العلاّمة نظام الدين عبد الحميد ، والسيد غياث الدين عبد الكريم.
    أما النقيب جلال الدين علي فأعقب من ابنه سليمان أبي الربيع ـ نظام الدين وحده ، وأعقب نظام الدين بن سليمان ؛ من ثلاثة رجال وهم النقيب مجد الدين أبو طالب علي ، وجلال الدين عبد الله ؛ وشمس الدين محمد. وأما السيد العلامة عميد الدين عبد المطلب فأعقب من ابنه السيد جمال الدين (1) محمد وحده وهو المولى السيد العالم الجليل العالي الهمة الرفيع المقدار قضى الله له بالشهادة فأخذ بالمشهد الغروي وخنق ظلما أخذ الله له بحقه ؛ وأعقب السيد جمال الدين محمد ، من ابنه السيد الجليل العالم سعد الدين أبي الفضل محمد ؛ ولدان ذكران وللسيد جمال الدين محمد أولاد غيره كثّرهم الله تعالى. وأما السيد الفاضل ضياء الدين عبد الله فأعقب من ثلاثة رجال ، وهم الشيخ الفاضل العلاّمة المحقق فخر الدين عبد الوهاب ، وشرف الدين يحيى ، ورضي الدين أبو سعيد الحسن ، كان للشيخ
    __________________
    (1) ذكره السيد ضامن بن شدقم الأعرجي في (تحفة الأزهار) مخطوط والأميني في (شهداء الفضيلة) ص 71 طبع النجف.

    فخر الدين عبد الوهاب ابنان ، درج أحدهما وهو غياث الدين خليفة ، والآخر السيد العالم الفاضل المحقق جلال الدين أبو القاسم علي يلقب بياغي (1) قتل في واقعة بغداد القريبة. واما السيد الفاضل نظام الدين عبد الحميد فاعقب من رجل واحد وهو ابنه عبد الرحمن ، وولد السيد عبد الرحمن بن عبد الحميد ثلاثة بنين أكبرهم السيد العالم الزاهد الورع نظام الدين عبد الحميد له عقب ، والسيد مجد الدين محمد ، وضياء الدين عبد الله. واما السيد غياث الدين عبد الكريم فأعقب من رجلين رضي الدين حسين ، وشمس الدين محمد ؛ أما رضي الدين حسين فله غياث الدين عبد الكريم ، وأما شمس الدين محمد فله ولد امه فيها ما فيها وأظنه حصل من عقد المنقطع وفيه نظر.
    وأما طاهر بن يحيى النسابة وفي ولده البيت والإمارة بالمدينة ، ويكنى أبو القاسم ، وهو القاسم المحدث له عقب كثير ، وكان من جلالة القدر بحيث ان بني إخوته يعرف كلّ منهم بابن أخي طاهر ؛ وأعقب من ستة رجال ، وهم أبو علي عبيد الله ، وفي ولده الإمارة ، وأبو محمد الحسن ، والحسين ؛ وأبو جعفر محمد وأبو يوسف يعقوب ؛ ويحيى يدعى مباركا.
    أما يحيى مبارك بن طاهر فعقبه قليل وكذا أخوه يعقوب بن طاهر. واما أبو جعفر محمد بن طاهر فله عقب منهم محمد بن بسام بن محمد بن عياش بن أبي جعفر محمد المذكور واخوته مسلم وهضام. وسلطان ، وطاهر ، بنو بسام لهم أعقاب. واماالحسين بن طاهر فأعقب من تسعة رجال منهم عبد الله الملقب بعرفة ، ويقال لولده العرفات منهم بالمدينة الشريفة جماعة ، ومنهم بالحلة بنو جلال بن محيا بن عبد الله بن محمد بن حسين بن ابراهيم بن علي بن محمد بن عبد الله عرفة المذكور. وأما الحسن بن طاهر فمن ولده بنو شقائق. وهو محمد
    __________________
    (1) ذكره ابن شدقم في (تحفة الأزهار) فقال : لديه علم وفضل بتحقيق وتدقيق قتل في وقعة بغداد سنة 756. م ص

    ابن عبد الله بن سليمان بن الحسن بن طاهر بن الحسن بن طاهر. كانوا بالرملة قديما ، وطاهر بن الحسن المذكور هو ممدوح المتنبي بقصيدته البائية التي يقول فيها :
    إذا علويّ لم يكن مثل طاهر
    فما ذاك إلاّ حجة للنواصب

    وقد انقرض طاهر بن الحسن بن طاهر. وأما أبو علي عبيد الله بن طاهر فأعقب من ثلاثة رجال ، وهم الأمير أبو أحمد القاسم ، وأبو جعفر مسلم واسمه محمد ، وأبو الحسن ابراهيم. أما ابراهيم بن عبيد الله بن طاهر فمن ولده بالحلة حسن الخريف بن علي بن محمد بن سعيد بن عبد الله بن علي بن عبيد الله بن مسلم بن ابراهيم المذكور وأولاده. وأما أبو جعفر مسلم بن عبيد الله بن طاهر وكان أميرا شريفا جم الفضائل والمحاسن ، قطن بمصر وروى كتاب الزهري في النسب ؛ وكان قريبا من السلطان محتشما ويعرفه المصريون بمسلم العلوي وكان المعز الفاطمي بمصر قد وجد في داره أو على منبره رقعة فيها :
    إن كنت من آل أبي طالب
    فأخطب الى بعض بني طاهر

    فان رآك القوم كفوا لهم
    في باطن الأمر وفي الظاهر

    فأم من خالف خوزية
    يعض منها البطن بالآخر

    وكانت أم جدّهم محمد بن عبد الله بن ميمون على ما يقال خوزية فلهذا عرض الشاعر بها ، فلما قرأ المعز الرقعة خطب الى مسلم بن عبيد الله بن طاهر إحدى بناته لإبنه العزيز فلم يجبه ، واعتذر بأن كلا من بناته في عقد واحد من أقربائه ، فحبسه المعز واستقصى أمواله ولم ير بعد ذلك ، فيقال إنّه أهلكه في الحبس ، ويقال إنّه هرب وهلك في بعض بوادي الحجاز. وذهب ابن ابنه الحسن بن طاهر الى المدينة وتأمّر بها واختص ابن عمه أبا علي بن طاهر وألقى اليه مقاليد أمره. فلما توفي قام أبو علي مقامه. ثم بعد وفاة أبي علي قام مقامه إبناه هاني ومهنا فامتعض الحسن بن طاهر بن مسلم بن ذلك وفارق الحجاز ولحق بالسلطان محمود بن سبكتكين بعرفاني ، واتفق أن قدم الباهري

    العلوي رسولا من مصر فاتهم بفساد الاعتقاد لما تحمله من رسالة الاسماعيلي وادعى عليه الحسن بن طاهر بن مسلم الدعوى في النسب فخلي بينه وبينه فقتله بحضور السلطان ثم طلب تركته فلم يعط منها شيئا.
    وأما الأمير أبو أحمد القاسم بن عبيد الله بن طاهر وفيه البيت. فأعقب من خمسة رجال وهم عبد الله ، وموسى ؛ وأبو محمد الحسن ، وأبو الفضل جعفر وأبو هاشم داود ، أما أبو هاشم داود بن القاسم بن عبيد الله فأعقب من أربعة رجال ، وهم الأمير أبو عمارة المهنا واسمه حمزة ، والحسن الزاهد ، وأبو محمد هاني واسمه سليمان ؛ والحسين.
    أما الحسين بن أبي هاشم فمن ولده الحسين مخيط بن أحمد بن الحسين المذكور وهو الأمير العابد الورع وليّ المدينة سبعة أشهر وكان مقيما بمصر ، ولقب بمخيط لأنّه كان يبري المكلوب وكان كلّما أتى بمكلوب يقول : إيتوني بمخيط. وهي الإبرة فلقب بذلك ، وهو جد المخايطة بالمدينة ، ولهم بالكوفة والغري بقية انتقلوا من المدينة. وأما أبو محمد هاني بن أبي هاشم فمقل. وأما الحسن الزاهد بن أبي هاشم فمن ولده بنو خزعل بن عليان بن عيسى بن داود بن الحسن المذكور. وأما الأمير أبو عمارة المهنا بن أبي هاشم فأعقب من ثلاثة رجال عبد الوهاب ، وسبيع ، وشهاب الدين الحسين أمير المدينة ، كذا قال الشيخ تاج الدين. وقد وجدت له ذويبا واسمه علي بن مهنا معقب من ولده كاسب بن ديباج بن حصن بن ضنيب بن هزبر بن كامل بن ذويب المذكور.
    وأما عبد الوهاب بن المهنا فمن ولده قضاة المدينة منهم شمس الدين سنان قاضي المدينة (1) ابن عبد الوهاب قاضيها ابن نميلة قاضيها ابن محمد بن ابراهيم
    __________________
    (1) من ولده السيد مهنا بن سنان بن عبد الوهاب قاضي المدينة المشرفة الذي سأل العلاّمة الحلي مسائل وطلب منه الاجازة فأجابه وأجازه. (عن هامش الأصل)

    ابن عبد الوهاب المذكور. وأما سبيع بن المهنا فمن ولده سعيد بن الفرج بن عمارة بن مهنا بن سبيع المذكور ؛ له عقب ؛ ومنهم الشيخ العالم النسابة قريش بن السبيع بن مهنا بن سبيع المذكور ، كان مقيما ببغداد ولا عقب له ، ومنهم رميح بن حسن بن راجح بن مهنا بن سبيع المذكور له عقب بالحلة يقال لهم آل رميح.
    وأما شهاب الدين الحسين أمير المدينة ابن المهنا فأعقب من رجلين مالك ومهنا أميري المدينة ، أما مالك بن الحسين بن المهنا فعقبه من عبد الواحد بن مالك له عقب يقال لهم الوحاحدة ، وقد انقسموا على ساقين الحمزات ولد حمزة بن علي بن عبد الواحد المذكور ؛ والمناصير (1) ولد منصور بن محمد بن عبد الله بن عبد الواحد المذكور ، فمن الحمزات مهند (2) بن صليصلة بن فضل بن حمزة المذكور ؛ كان دليلا خبيرا خريتا في طريق الحجاز ، ومن المناصير السيد الجليل النقيب شهاب الدين أحمد يلقب خليتا بن مسهر بن أبي مسعود ابن مالك بن مرشد بن خراسان ابن منصور المذكور ، كان جليل القدر عالي الهمة يتولى أوقاف المدينة المشرفة بالعراق ثم تولى نقابة المشهد الحائري وعزل عنه ، ثم شارك في نقابة المشهد الغروي وتسلّط ثم عظم جاهه ، وأخوه حسام الدين مهنا الملقب صوبة ، وعمّاهما معمر وعمرة ، ومن ولد عبد الله بن عبد الواحد ، داود وسليمان يلقب العمري لهما عقب.
    وأما المهنا بن الحسين بن المهنا ، وهو الأعرج أمير المدينة ، يقال لولده المهانية فأعقب من ثلاثة رجال. الحسين أمير المدينة والأمير عبد الله ؛ والأمير أبو فليتة
    __________________
    (1) اليهم ينسب السادات المعظمون سادات بياشيا من قرى عذار الحلة السيفية كما ذكر في منتخبه الآغا محمد ابن الآغا رحيم رحمه‌الله المجاور بالغري وهو عند العالم التقي النفي الشيخ عباس البلاغي الغروي. (عن هامش المخطوطة).
    (2) في بعض النسخ المخطوطة الصحيحة (فهيد) بالفاء بعدها الهاء ثم الياء التحتانية ثم الدال المهملة. م ص

    قاسم. أما الأمير قاسم بن المهنا الأعرج فأعقب من رجلين الأمير هاشم يقال لولده الهواشمية ، والأمير جماز (1) يقال لولده الجمامزة ، فمن الهواشمة الأمير شيحة بن هاشم أعقب من سبعة رجال ، وهم الأمير أبو سند جماز أمير المدينة والأمير عيسى الملقب بالحرون لبأسه وشدّته ، والأمير منيف أمير المدينة وأبو ردينة سالم ؛ ونرجس ، ومحمد ؛ وهاشم ، ولجميعهم أعقاب ، أعقب الأمير أبو سند جماز بن شيحة من عشرة رجال منهم الأمير أبو عامر (2) منصور والقاسم ، والأمير مقبل ، فمن بني الأمير منصور بن جماز ، كبش ، وكبيش وفضيل. وعطية (3) وغيرهم ، وفي أولاده الإمرة بالمدينة إلى الآن كثّرهم الله تعالى ، ومن بني الأمير مقبل بن جماز ، السيد الجليل محمد بن مقبل ، سكن العراق واستوطن الحلة وله عقب ؛ ومن الجمامزة عمير أمير المدينة ابن أمير المدينة أبي فليتة قاسم بن جماز المذكور ، وجماز وهاشم ابنا مهنا بن جماز ، لهما أعقاب.
    وأما الأمير عبد الله بن مهنا الأعرج فمن ولده ملاعب بن عبد الله المذكور يقال لولده الملاعبة. وأما الأمير الحسين بن مهنا الأعرج فمن ولده سعيد بن داود بن المهنا بن الحسين المذكور ، وحسين بن مرة بن عيسى بن الحسين المذكور وأما أبو الفضل جعفر بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر فمن ولده عبد الله السيف ابن محمد بن جعفر المذكور ، يقال لولده بنو السيف أعقب من رجلين ، أحمد والأشرف لهما أعقاب ، ولا أعرف أعقاب الباقين ، وهم أبو محمد الحسن ، وموسى وعبد الله بنو القاسم بن عبيد الله بن طاهر.
    __________________
    (1) كانت وفاة الأمير جماز سنة أربع وسبعمائة. (عن هامش الأصل)
    (2) كانت وفاة الأمير أبي عامر منصور سنة 726.
    (3) كانت وفاة الأمير عطية بن منصور سنة ثلاث وثمانين وسبعمائة (عن هامش الأصل)

    المقصد السادس
    في ذكر عقب علي الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب «ع» ويكنى أبا الحسين فأعقب من ابنه الحسن الأفطس ، امه ام ولد سندية ، مات أبوه موسى وهو حمل ، وتكلّم فيه النسابون فممن تكلّم فيه أبو جعفر محمد بن معية النسابة صاحب المبسوط وله في ذلك قطعة شعر وهي :
    أفطسيون أنتم
    اسكتوا لا تكلّموا

    قال الشيخ أبو الحسن العمري : علقت فيهم عن ابن طباطبا الشيخ النسابة قولا يقارب الطعن ولا يعتدّ بمثله. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : كان بين الأفطس وبين الصادق عليه‌السلام كلام فتوجه الطعن عليه لذلك لا لشيء في نسبه وقال أبو الحسن العمري : عمل الشيخ أبو الحسن محمد بن محمد ـ يعني شيخ الشرف العبيدلي ـ كتابا رأيته بخطه وسمه بـ «الإنتصار لبني فاطمة الأبرار» ذكر الأفطس وولده بصحّة النسب وذم الطاعن عليهم. قال الشيخ أبو الحسن العمري : وهم في الجرائد والمشجرات ما دفعهم دافع. قال : وسألت شيخي أبا الحسن بن كتيلة النسابة عن الأفطس قال : أعزّ بني الأفطس الى الأفطس فانّه يكفيك ويكفيهم. هذا لفظه لم يزد عليه ؛ قال : وسألت والدي أبا الغنائم لصوفي النسابة عنهم فذكر كلاما برأهم فيه من الطعن.
    وقال أبو نصر البخاري : خرج الأفطس مع محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية وبيده راية بيضاء وأبلى ولم يخرج معه أشجع منه ولا أصبر ؛ وكان يقال له رمح آل أبي طالب لطوله وطوله (1). وقال أبو الحسن العمري : كان صاحب راية محمد بن عبد الله الصفراء ولما قتل النفس الزكية محمد بن عبد الله اختفى
    __________________
    (1) الأول بضم الطاء المهملة والثاني بفتحها. م ص

    الحسن الأفطس بن علي فلما دخل جعفر الصادق عليه‌السلام العراق ولقي أبا جعفر المنصور قال له : يا أمير المؤمنين تريد أن تسدي الى رسول الله يدا؟ قال : نعم يا أبا عبد الله. قال : تعفو عن ابنه الحسن بن علي بن علي. فعفا عنه وفي كتاب أبي الغنائم الحسني قال : حدّثني أبو القاسم بن جداع ، قال حدّثنا عبد الله بن الفضل الطائي ، قال حدّثنا ابن سباط عمّن حدّثه عن حميد قال حدثتني سالمة مولاة أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام قالت اشتكى أبو عبد الله فخاف على نفسه فاستدعى ابنه موسى وقال : يا موسى أعط الأفطس سبعين دينارا وفلانا وفلانا ، فدنوت منه فقلت : تعطي الأفطس وقد قعد لك بشفرة يريد قتلك؟ فقال : يا سالمة تريدين أن أكون ممن قال الله تعالى : «وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ».
    وحكى أبو نصر البخاري هذه الحكاية بتغيير يسير ، قال : سمعت جماعة يقولون إن الصادق كان يوصي لجماعة من عشيرته عند موته فأوصى للأفطس الحسن بن علي بن علي بثمانين دينارا فقالت له عجوز في البيت : أتأمر له بذلك وقد قعد لك بخنجر في البيت يريد أن يقتلك؟ فقال : أتريدين أن أكون ممّن قال الله تعالى «وَيَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ» لأصلن رحمه وإن قطع اكتبوا له بمائة دينار. قال البخاري : وهذه شهادات قاطعة من الصادق عليه‌السلام انّه ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.
    فأعقب الحسن وأنجب وأكثر وعقبه من خمسة رجال ، علي الحريري (1) وعمر ، والحسين ؛ والحسن المكفوف ، وعبد الله الشهيد قتيل البرامكة. أما علي الحريري بن الأفطس وأمه ام ولد اسمها عبادة وكان شاعرا فصيحا ، وهو الذي تزوّج بنت عمر العثمانية وكانت من قبل تحت المهدي محمد بن المنصور العباسي
    __________________
    (1) الحريري بالحاء والراء المهملتين ثم الياء التحتانية بعدها الراء المهملة ثم ياء النسبة ؛ هكذا في نسخة ابن مساعد وفي بعض المخطوطات (الخرزي) بالخاء المعجمة ثم الراء المهملة بعدها الزاء المعجمة ثم ياء النسبة م ص.

    فأنكر موسى الهادي ذلك عليه وأمره بطلاقها فأبى وقال : ليس المهدي رسول الله حتى تحرم نساؤه بعده ولا هو أشرف مني. فأمر موسى الهادي به فضرب حتى غشي عليه ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : وذكر ابن حريز ان هذه الحكاية كانت لعلي بن الحسين ، وهو غلط إنما هو علي بن الحسن بن علي ابن علي بن الحسين عليه‌السلام وهذا الحريري قتله الرشيد هارون.
    وأعقب علي الحريري ينتهي عقبه الى علي بن محمد الحريري بن علي بن علي الحريري المذكور ، أعقب من ثلاثة رجال : وهم أبو محمد الحسن النقيب الرئيس بآبه ، وأبو العباس أحمد ، وأبو جعفر محمد ، فأعقب أبو محمد الحسن علي بآبه ، والحسين مانكديم ؛ وأبو جعفر محمد ؛ فمن بني أبي جعفر محمد بن الحسن الرئيس ، محمد بن أحمد بن أبي طاهر زيد بن أحمد بن محمد المذكور ، ومن بني الحسين مانكديم بن الحسن الرئيس مانكديم بن الحسن بن الحسين مانكديم المذكور له عقب بالغري يقال لهم بنومانكديم ، ومن بني ابي الحسن علي بن الحسن الرئيس الحسن التج (1) ابن أبي الحسن علي المذكور ومن ولده زيد بن الداعي بن زيد بن علي بن الحسين بن الحسن التج المذكور أعقب وأنجب ، فمن ولده السيد الزاهد رضي الدين محمد بن فخر الدين محمد بن رضي الدين محمد بن زيد المذكور ، وأخوه وحفيده السيد الرضي كمال الدين الحسن بن فخر الدين بن رضي الدين الزاهد المذكور ، أعقب عشرة ذكور منهم مجد الدين حسين بن كمال الدين المذكور ؛ وابنه تاج الدين الحسن أقضى القضاة بالبلاد الفراتية ، مات سنة سبع وأربعين وسبعمائة.
    ومن بني زيد الداعي ، السيد الجليل الشهيد تاج الدين أبو الفضل محمد بن مجد الدين الحسين بن علي بن زيد المذكور. كان أول أمره وعاظا واعتقده السلطان
    __________________
    (1) التج بالتاء المثناة من فوق والجيم المشددة ، كذا ضبطه العمري في (المجدي).

    اولجايتو محمد وولاّه نقابة نقباء الممالك بأسرها العراق والري وخراسان وفارس وساير ممالكه ، وعانده الوزير شهاب الدين الطبيب ، وأصل ذلك أن مشهد ذي الكفل النبي عليه‌السلام بقرية بير ملاحا على شط التاجية بين الحلة والكوفة واليهود يزورونه ويترددون اليه ويحملون النذور اليه ، فمنع السيد تاج الدين اليهود من قربه ونصب في صحنه منبرا وأقام فيه جمعة وجماعة ، فحقد ذلك الرشيد الطبيب مع ما كان في خاطره منه بجاهه العظيم واختصاصه بالسلطان. وكان السيد شمس الدين حسين بن السيد تاج الدين هو المتولي لنقابة العراق ، وكان فيه ظلم وتغلب فأحقد سادات العراق بأفعاله ، فتوصل الرشيد الطبيب واستمال جماعة من السادات وأوقعوا في خاطر السلطان من السيد تاج الدين وأولاده حكايات ردية فلما كثر ذلك على السلطان استشار الرشيد الطبيب في أمره وكان به حفيا فأشار عليه أن يدفعه الى العلويين وأوهمه انّه اذا سلّمه اليهم لم يبق لهم طريق في الشكاية والتشنيع ، وليس على السيد تاج الدين من ذلك كثير ضرر ، فطلب الرشيد الطاهر جلال الدين ابن الفقيه وكان سفاكا جريا على الدماء ، وقرّر معه أن يقتل السيد تاج الدين وولديه ويكون له حكم العراق نقابة وقضاء وصدارة ، فامتنع السيد جلال الدين من ذلك وقال : إني لا أقتل علويا قط. ثم توجه من ليلته الى الحلة فطلب الرشيد السيد ابن أبي الفائز الموسوي الحائري وأطمعه في نقابة العراق على أن يقتل السيد تاج الدين وولديه فامتنع من ذلك وهرب الى الحائر من ليلته.
    وعلّق السيد جلال الدين ابراهيم بن المختار في حبالة الرشيد وكان يختصه بعد وفاة أبيه النقيب عميد الدين ويقرّبه ويحسن اليه ويعظّمه ، حتى كان يقول : أي شغل يريد الرشيد أن يقضيه بالسيد جلال الدين ، فأطمعه الرشيد في نقابة العراق وسلّم اليه السيد تاج الدين وولديه شمس الدين حسين وشرف الدين علي فأخرجهم الى شاطي دجلة وأمر أعوانه بهم فقتلوهم ، وقدم قتل ابني السيد تاج الدين قبله عتوا وتمردا موافقة لأمر الرشيد «وإن لم يكن رشيدا» وكان ذلك

    في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وسبعمائة ، وأظهر أعوام بغداد والحنابلة التشفي بالسيد تاج الدين وقطعوه قطعا وأكلوا لحمه ونتفوا شعره وبيعت الطاقة من شعر لحيته بدينار ، فغضب السلطان لذلك غضبا شديدا وأسف من قتل السيد تاج الدين وابنيه وأوهمه الرشيد ان جميع السادات بالعراق اتفقوا على قتله فأمر السلطان بقاضي الحنابلة أن يصلب ثم عفا عنه بشفاعة جماعة من أرباب الدولة ، فأمر أن يركب على حمار أعمى مقلوبا ويطاف به في أسواق بغداد وشوارعها وتقدّم بأن لا يكون من الحنابلة قاض.
    وكان للسيد تاج الدين ابنان أحدهما السيد شمس الدين حسين النقيب الطاهر والآخر شرف الدين علي ؛ قتل شمس الدين حسين دارجا ، وقتل شرف الدين علي عن ابن واحد اسمه محمد ، ويلقب رضي الدين. كان وقت قتل أبيه وجده وعمّه طفلا فأخفى الى أن شب وكبر وقلّد نقابة المشهد الشريف الغروي نيابة عن السيد قطب الدين أبي زرعة الشيرازي الرسي ؛ ثم فوّضت اليه استقلالا وبقيت في يده الى أن مات ، وتقدم على نظرائه وطالت ولايته ؛ وتوفي عن أربعه بنين ، وهم السيد شمس الدين حسين ، والسيد تاج الدين محمد ، والسيد مجد الدين قاض ، والسيد سليمان درج ، وأعقب الثلاثة الأول.
    ومن بني أبي الحسن علي بن الحسن الرئيس ، أبو طاهر محمد بن علي المذكور من ولده السيد الجليل ـ وزير الأمير الشيخ حسن بن الأمير حسين اقبوقا ببغداد ـ وهو تاج الدين أبو الحسن علي بن شرف الدين حسين بن علي بن الحسين بن تاج الدين علي بن الرضي بن أبي الفضل علي بن أبي القاسم بن مالك بن أبي طاهر محمد المذكور ، وأعقب أبو العباس أحمد بن علي بن محمد بن علي الحريري ، من أبي القاسم زيد الملقب حركيني ، من ولده علي الفقيه المعروف بداعي جرجان بن المحسن بن الحسن بن محسن بن زيد بن الحسن بن زيد المذكور.
    وأما عمر بن الحسن الأفطس وشهد فخا فأعقب من علي وحده ، فأعقب

    علي بن عمر من خمسة رجال ، وهم ابراهيم وعمر بآذربيجان ، وأبو الحسن محمد وأبو عبد الله الحسين بقم ؛ وأحمد ، أما ابراهيم بن علي بن عمر بن الأفطس ويكنى أبا طاهر فمن ولده الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن ابراهيم ؛ والحسين بن محمد بن الحسن بن علي بن ابراهيم المذكور ، وأما عمر بن علي بن عمر بن الأفطس فمن ولده حمزة بن محمد بن خليفة بن يحيى بن علي بن عمر المذكور ، وأما أبو الحسن محمد بن علي بن عمر بن الأفطس فمن ولده الشريف القاضي أمين الدولة أبو جعفر محمد بن محمد بن هبة الله بن علي بن الحسين بن أبي جعفر محمد بن علي بن أبي الحسن محمد المذكور ؛ وكان عالما نسابة يروي عن الشيخ أبي الحسن العمري ، وأما أبو عبد الله الحسين بن علي بن عمر بن الأفطس فمن ولده بنو برطلة ، وهو علي بن الحسين القمي المذكور ؛ منهم بنو شنبر وهو الحسن بن محمد بن حمزة بن أحمد بن علي برطلة المذكور ، ولهم بقية بالحلة وسوراء ، وأما أحمد بن علي بن عمر الأفطس فمن ولده علي بن جعفر بن محمد بن أحمد المذكور.
    وأما الحسين بن الأفطس وامه ـ على ما قال أبو الحسن العمري ـ عمرية هي بنت خالد بن أبي بكر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وقال أبو نصر البخاري : امه ام ولد وكان قد ظهر بمكة أيام أبي السرايا من قبل محمد الديباج بن جعفر الصادق عليه‌السلام ثم دعا لمحمد بن ابراهيم طباطبا وأخذ مال الكعبة ، قال الشيخ أبو نصر البخاري : وبعض الناس يقول إن الأفطس هو الحسين بن الحسن بن علي لا الحسن بن علي. قال : وفيه يطعنون لقبح سيرته وسوء صنعته بحرم الله تعالى ، ولم يكن حميد السيرة في وقته. فأعقب من رجلين الحسين ، ومحمد فمن ولد محمد بن الحسين بن الأفطس ؛ السكران وهو محمد بن عبد الله بن القاسم بن محمد المذكور ، كذا قال الشيخ تاج الدين في «سبك الذهب» وقال الشيخ العمري : السكران هو محمد بن عبد الله بن الحسن الأفطس وإن الحسين أعقب من الحسن وعبد الله. وهو الظاهر ، وعليه يدلّ كلام شيخ الشرف وابن

    طباطبا ، وإنّما سمّي السكران لكثرة تهجده وله عقب كثير يقال لهم بنو السكران فمنهم أبو القاسم أحمد بن الحسين بن علي بن محمد السكران المذكور ، كان أديبا شاعرا قال الشيخ أبو الحسن العمري أنشدني الشيخ أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن ابراهيم الفقيه البصري له :
    الموت إن قطعت والموت إن وصلت
    كيف البقاء لصب بين هاذين؟

    فقطعها قطع أوصالي تواصله
    ووصلها قطع قلبي خيفة البين

    وله أيضا :
    قدك عني سئمت ذل الضراعة
    أنا مالي وضيفة وبضاعة

    إنما العز قدرة تملأ الأرض
    وإلاّ فعفة وقناعة

    قلت : وفي معنى هذا البيت قول آخر هو :
    وإن لم تملك الدنيا جميعا
    كما تختار فاتركها جميعا

    ومنهم الحسين بن يوسف بن مظفر بن الحسين بن جعفر بن محمد السكران المذكور أولد بهراة ، ومن ولد الحسن بن الحسين بن الأفطس ، علي الدينوري بن الحسن المذكور ، وكان أبو جعفر محمد الجواد عليه‌السلام قد أمره أن يحلّ بالدينور ففعل ، وكان ذا علم وفضل ؛ وجد له بعد موته ما بلغت قيمته خمسين ألف دينار وعمّر خمسا وثمانين سنة ، وأعقب وأنجب ؛ فمن ولده أبو هاشم المجتبى بن حمزة بن زيد بن مهدي بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن علي الدينوري المذكور ، كان نسابة بالري وأخوه أبو شجاع مهدي بن حمزة بن زيد له عقب.
    ومنهم الشريف النسابة أبو حرب محمد بن المحسن بن الحسن بن علي حدوثة بن محمد الأصغر بن حمزة ملحن التفليسي بن علي الدينوري المذكور ، يلقب شيخ الشرف ، كان ببغداد وسافر الى بلاد العجم وجمع جرائد لعدّة بلاد ؛ ومات بعرنة سنة نيف وثمانين وأربعمائة ، ولعلي الدينوري إخوة ؛ منهم ابراهيم ومحمد ابنا الحسن بن الحسين بن الأفطس أعقبا.

    وأما الحسن المكفوف بن الأفطس وكان ضريرا ولذا سمّي المكفوف وامه عميرية خطابية ، غلب على مكة أيام أبي السرايا ؛ وأخرجه ورقاء بن زيد من مكة الى الكوفة ، فأعقب من أربعة رجال ، وهم علي قتل باليمن ، وحمزة الملقب سمان (1) والقاسم الملقب شعر أبط ، وعبد الله المفقود بالمدينة.
    أما علي قتيل اليمن ابن الحسن المكفوف فأعقب من ابنه الحسين تزنح له عقب ؛ منهم أحمد البروجردي ، وأبو الحسين موسى ، وأبو الحسن علي بنو الحسين المذكور لهم عقب ، ومنهم عبد الله الأكبر بن الحسين تزنح له عقب ومنهم أبو العباس أحمد المخلع بن الحسين تزنح له عقب ، ومنهم علي بن الحسين تزنح له عقب ، ومنهم زيد الكلسوح بن محمد بن محمد بن علي المذكور كان مغفّلا حلوا.
    وأما حمزة سمان بن الحسن المكفوف ، ويقال لعقبه بنو سمان فمن ولده المعروف بال كلدولي بن حمزة ، قيل هو الذي يلقب سمانا بن محمد بن حمزة بن الحسن المكفوف له عقب بالأهواز.
    وأما القاسم الملقب شعر أبط بن الحسن المكفوف فمن ولده بنو ربرخ (2) وهو الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن الحسن بن عقرانة بن محمد بن القاسم شعر أبط ؛ له بقية سوراء وبباري والحلة والكوفة.
    وأماعبد الله المفقود بن الحسن المكفوف وفيه البيت ولم يأت لبني الأفطس بيت مثلهم ؛ ويقال لهم بنو زبارة (3) لأن عقبه يرجع الى أبي جعفر أحمد زبارة
    __________________
    (1) ضبطه ابن مساعد في نسخته من الكتاب التي كتبها بخطه ـ بضم السين المهملة وتشديد الميم ثم الألف والنون.
    (2) ربرخ ؛ بالراءين المهملتين بينهما الباء الموحدة وفي آخرها خاء معجمة كذا في نسخة ابن مساعد المخطوطة ، وفي بعض المخطوطات (زبرج) بالزاء المعجمة ثم الباء الموحدة بعدها الراء المهملة ثم الجيم.
    (3) زبارة بالباء الموحدة بعد الزاء المعجمة كذا في نسخة ابن مساعد

    ابن محمد الأكبر بن عبد الله المفقود المذكور ، وانما لقب أبو جعفر أحمد زبارة لأنّه كان بالمدينة اذا غضب قيل قد زبر الأسد ، وكان لأبي جعفر زبارة أربعة ذكور كلّ منهم رئيس متقدم ، والعقب منهم لأبي الحسين محمد الزاهد العالم ؛ إدّعى الخلافة بنيسابور واجتمع الناس عليه أربعة أشهر وخطبوا على المنابر باسمه في نواحي نيسابور ؛ وقيل انّه بايع له عشرة آلاف رجل بنيسابور فلما قرب وقت خروجه علم بذلك أخوه أبو علي فقيّده ثم رفعه الى خليفة حمويه ابن علي صاحب جيش نصر بن أحمد الساماني فحمل مقيّدا الى بخارا وحبس بها مقدار سنة أو أكثر ثم اطلق عنه وكتب له مائتي درهم مشاهرة ، فرجع الى نيسابور ومات تسع وثلاثين وثلثمائة.
    وأعقب من رجلين وهما أبو محمد يحيى نقيب النقباء بنيسابور ، وكان يلقّب شيخ العترة ، وأبو منصور ظفر المعروف بالغازي امهما طاهرة بنت الأمير علي بن الأمير طاهر ابن الأمير عبيد الله بن طاهر بن الحسين ، وأعقب أبو منصور ظفر بن أبي الحسين محمد النقيب من أبي الحسين محمد الملقب بلاسبوش له ذيل طويل ، وأعقب أبو محمد (2) يحيى بن أبي الحسين محمد النقيب من أبي الحسين محمد وحده ، ومنه في أربعة رجال ، وهم الأجل العالم أبو القاسم علي ، وأبو الفضل أحمد ، والحسين جوهرك ، وأبو علي محمد وامهم أجمع عائشة بنت ابي الفضل البديع الهمداني الشاعر ، ولكلّ منهم جلالة ورياسة ...
    فمن ولد علي العالم بن أبي الحسين محمد ، زين الدين فخر الشرف أبو علي أحمد الخداشاهي بن أبي الحسن علي بن أحمد بن أبي سهل علي بن علي
    __________________
    وفي بعض النسخ المخطوطة (زيارة) بالياء المثناة التحتانية والصحيح الأول. م ص
    (1) كانت وفاة أبي محمد يحيى سنة ست وسبعين وثلثمائة ، أرّخها السمعاني في (الأنساب). (عن هامش الأصل)

    العالم المذكور ، كان يسكن خداشاه من جوين وله عقب سادة أجلاّء ، منهم السيدان الأميران الجليلان عز الدين طالب ، وعماد الدين ناصر إبنا ركن الدين أبي طالب محمد بن محمد بن ت اج الدين عربشاه ابن محمد بن زيد الجويني بن المظفر ابن أبي علي أحمد الخداشاهي المذكور ، ويعرف كلّ منها بالدلقندي كان لهما جلالة وإمارة ، وتقدم عند السلطان خدابنده بن أرغون تقدّما عظيما وترى الأمير طالب قتل الرشيد الوزير أخذا لثأر النقيب تاج الدين الآوي الأفطسي وفتح الأمير ناصر قلعة إربل بعد حصار طويل وحكم بها ، ولهما عقب.
    فمن ولد الأمير طالب ، الأمير علي لم يكن له غيره أعقب وكان حاكما بقلعة إربل الى أن توفي ، ومن ولد الأمير ناصر ؛ الأمير يحيى السيد الزاهد العابد الجليل القدر تولّى حكومة قلعة إربل بعد ابن عمه الأمير علي ، وله عقب كثّرهم الله تعالى ، ومن ولد أبي الفضل أحمد بن أبي الحسين محمد عزيز بن يحيى بن أحمد المذكور ، ومن ولد الحسين جوهرك بن أبي الحسين محمد ، عبد الله ، ومحمد إبنا الحسين المذكور ، ومن ولد أبي علي محمد بن أبي الحسين محمد ، علي ، والحسين ابنا محمد بن أبي جعفر بن محمد المذكور.
    وأما عبد الله الشهيد ابن الأفطس وشهد فخا متقلدا سيفين وأبلى بلاء حسنا ، فيقال ان الحسين صاحب فخ أوصى اليه وقال : إن أصبت فالأمر بعدي اليك. وأخذه الرشيد وحبسه عند جعفر بن يحيى فضاق صدره من الحبس فكتب الى الرشيد رقعة يشتمه فيها شتما قبيحا فلم يلتفت الرشيد الى ذلك وأمر بأن يوسع عليه ، وكان قد قال يوما بحضور جعفر بن يحيى : «اللهم اكفنيه على يدي ولي من أوليائي وأوليائك». فأمر جعفر ليلة النيروز بقتله وحز رأسه وأهداه الى الرشيد في جملة هدايا النيروز ، فلما رفعت المكبة عنه استعظم الرشيد ذلك فقال جعفر : ما علمت أبلغ في سرورك من حمل رأس عدوّك وعدوّ آبائك اليك. فلما أراد الرشيد قتل جعفر بن يحيى قال لمسرور الكبير : بما يستحلّ

    أمير المؤمنين دمي؟ قال : بقتل ابن عمه عبد الله بن الحسن بن علي بن علي بغير إذنه. قال العمري : وقبره ببغداد بسوق الطعام عليه مشهد.
    وكان عقبه بالمدائن جماعة كثيرة فأعقب من رجلين العباس ومحمد الأمير الجليل الشهيد ، سقاه المعتصم السمّ فمات ، أما العباس بن عبد الله الشهيد فعقبه قليل منهم الأبيض الشاعر وهو أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن العباس المذكور وقال الشيخ أبو الحسن العمري : الأبيض هو عبد الله بن العباس ، فأما أبو نصر البخاري فقال : إنّه الحسين بن عبد الله بن العباس. وقال : مات بالري سنة تسع عشرة وثلاثمائة وقبره ظاهر يزار انقرض عقبه وبقي نسل محمد بن عبد الله هذا كلامه ، وقال الشيخ أبو الحسن العمري : عبد الله بن الحسين بن عبد الله ، الأبيض بن العباس بن عبد الله بن الأفطس ، كان شاعرا مجيدا ، وكان أبو القاسم أظنّه يعني الحسين بن عبد الله ـ لسنا مقداما ، وكان الأبيض عبد الله بن العباس بليدا. قال : وجدت في المبسوط أن يحيى بن عمر حين ظهر أمره أن يصلّي بالناس فلم يخرج حتى أعلمه المؤذنون ووفد عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن العباس على سيف الدولة أبي الحسن علي بن حمدان فبلغه ان بعض الناس قال لسيف الدولة إنّه رجل شريف فأعطه لشرفه وقديمه ونسبه. فقال وأنشدها سيف الدولة :
    قد قال قوم أعطه لقديمه
    كذبوا ولكن أعطني لتقدمي

    حاشا لمجدي أن يكون ذريعة
    فيباع بالدينار أو بالدرهم

    فانا ابن فهمي لا ابن مجدي احتذي
    بالشعر لا برفات تلك الأعظم

    وأما الأمير محمد بن عبد الله الشهيد فأعقب من أبي الحسن علي يلقب طلحة. وجمهور عقبه ينتهي الى أبي الحسن علي بن الحسين المديني بن زبد بن طلحة أعقب أبو الحسن هذا ، من ثلاثة رجال ، وهم أبو القاسم علي ، وأبو عبد الله محمد الشيخ الرئيس بالمدائن ؛ وأبو محمد الحسن شيخ أهله ، فمن ولد أبي القاسم

    علي بن أبي الحسن علي بن الحسين المديني ؛ بنو الفاخر ، وهم ولد أبي طالب محمد الفاخر بن أبي تراب الحسن بن أبي طاهر محمد بن أبي القاسم علي المذكور ، ومنهم بنو المحترق ، وهو الحسين بن أبي القاسم علي المذكور ؛ ومنهم بنو الأعسر وهو محمد بن الأكمل بن محمد بن الزكي بن الحسين بن علي بن علي بن الحسين المحترق المذكور ، كان منهم ببغداد السيد صفي الدين علي ، وأخوه رضي الدين محمد إبنا الحسن بن محمد بن الأعسر (1) المذكور.
    ومن ولد أبي عبد الله محمد الشيخ الرئيس بن أبي الحسن علي بن الحسين المدائني أبو منصور محمد الإسكندر بن محمد نقيب المدائن بن محمد الرئيس المذكور ، له عقب بالمدائن ، وأما أبو محمد الحسن بن أبي الحسن علي بن الحسين المدائني وكان خليفة أبي عبد الله بن الداعي على النقابة وكان له أحد وعشرون ولدا كلّ منهم اسمه علي لا يفرق بينهم الا بالكنى ، أعقب منهم ثمانية منهم أبو تراب علي ، ومن ولده بنو أبي نصر ولد عز الشرف أبي نصر بن أبي تراب المذكور ومنهم بنو الصلايا ، وهم ولد أبي طالب يحيى الملقب بصلايا بن يحيى بن يحيى بن علي عز الشرف ابي نصر المذكور ، ومنهم السيد العالم الجليل الجواد الفاضل موفق الدين أبو نصر يحيى بن أبي طالب يحيى صلايا المذكور له عقب.
    ومن بني أبي محمد الحسن بن أبي الحسن علي بن الحسين المدائني ، بنو المدائني كانوا بالوقف وبقيتهم الآن بالحلة وسوراء ، وسافر منهم حافظ الدين أحمد بن جلال الدين عبد الله بن أبي محمد الحسن بن علي بن الحسين المدائني الى الهند فغرق في البحر وله أولاد بمدينة تانا من بلاد الهند من ام ولد.
    ومن بني أبي طالب المجل علي القصير بن أبي محمد الحسن خليفة ابن
    __________________
    (1) الأعسر بالعين والسين المهملتين ثم الراء المهملة ، كذا في نسخة ابن مساعد وفي بعض المخطوطات بالزاء المعجمة بعد العين المهملة. م ص الداعي شرف الدين الأشرف النحوي ، انتقل من المدائن الى بغداد ثم منها

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    عمدة الطالب في انساب الابي طالب الطبعه الثانيه
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
     مواضيع مماثلة
    -
    » مناقب علي بن ابي طالب عليه السلام
    » الشجره المباركه في انساب الطالبيه للامام فخري الرازي
    »  العشائر العراقية انساب العشائر العراقية

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 31-منتدى الانساب-
    انتقل الى: