الى الغري وأقام به ، وكان يحفظ القرآن ولديه فضل وهو الأشرف بن محمد بن جعفر بن هبة الله بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن علي بن ابي طالب علي المجل المذكور ، وابنه أبو المظفر محمد الشاعر النسابة ، كان حسنا وقفت له على مشجرة ألّفها لنقيب النقباء قطب الدين محمد الشيرازي الرسي المعروف بابي زرعة فوجدت فيها أغلاطا فاحشة وخطأ منكرا لا يغلط بمثله عالم.
وذلك مثل انّه نقل عن كتاب «المجدي» لأبي الحسن علي بن محمد العمري ؛ ان عيسى الأزرق الرومي العريضي أولد اثنى عشر ولدا ذكورا لم يعقبوا. ثم جزم على ان النقيب عيسى الأزرق بن محمد بن العريضي منقرض لا عقب له. ولا شك أن الذي نقله عن «المجدي» صحيح ولكن العمري ذكر هناك في عقب هذا الكلام بعد أن ذكر الاثنى عشر الغير المعقبين وعدّدهم وعدّ بعدهم الجماعة الذين أعقبوا من بني عيسى النقيب ، وليت شعري كيف لم يطالع الكلام الى آخره ويسلم من الطعن في قبيلة كثيرة من العلويين بمجرد الخطأ؟ والعجب انّه يزعم انّه قرأ «المجدي» على النقيب الطاهر رضي الدين علي بن علي بن الطاوس الحسني ، وكيف يشذ عنه ما هو مسطور في كتاب قرأه؟ بل كيف يتجرأ مسلم على مثل هذا وينفي قبيلة عظيمة من آل أبي طالب؟
ومثل انّه زعم ان السيد نظام الدين عبد الحميد بن السيد مجد الدين أبي الفوارس محمد بن الأعرج الحسيني العبيدلي مات دارجا. وقد كان معاصرا له فأوقع المعتمد على كلامه في غرور ولا شك في أن السيد نظام الدين أعقب من ابنه شرف الدين عبد الرحمن ، رأيته رحمهالله وسافرت سنة ست وسبعين وسبعمائة وهو حي ، وأولد ثلاثة ذكور السيد الزاهد عبد الحميد له ولد ، ومجد الدين محمد له أيضا ولد ، وضياء الدين عبد الله موجود الآن.
ومثل انّه ذكر : إن «في صح» إشارة الى الانقطاع الكلي فاذا قالوا عقب فلان «في صح» كان ذلك اشارة الى انّهم لا يتصلون به. وهذا سهو قبيح قد
صرّح الشريف أبو عبد الله الحسين بن طباطبا وغيره من النسابين أن «في صح» عبارة عن احتمال الصحة ، فاذا قالوا فلان «في صح» فمعناه يمكن أن يكون كذلك فان أقام البينة على ما يدّعيه كان صحيحا ، وكلام العمري في كتابه «المجدي» صريح فيما ذكرناه فانه يذكر «في صح» لإمكان الثبوت في مواضع كثيرة ولا يحتمل غير ذلك ، الى أمثال ذلك مما يطول بذكره الكتاب ، ويجب أن لا يلتفت اليه ، فأما التصحيف والتحريف وتغيير الاصطلاح والتغيير عنده بمعنى لا يصحّ ووصول الخطوط على غير الصواب فلا يكاد يحصى كثرة ، وفي الجملة فاني وجدت كلامه كلام من لا يحسن في هذا الفن شيئا على فضل كان فيه ؛ وإنما أردت بهذا التنبيه لمن عساه أن يطالع كتابه فلا يحسن فيه الظنّ ولا يلتفت الى ما اختص به وخالف فيه غيره فانّه بمعرض الخطأ والسهو والله سبحانه هو العاصم.
الفصل الثالث
في ذكر عقب أبي القاسم محمد بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» وهو المشهور بابن الحنفية (1) وامه خولة بنت جعفر بن قيس بن مسلمة بن عبد الله بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدئل بن حنفية بن لجيم ، وهي من سبي أهل الردة وبها يعرف ابنها ونسب اليها ، كذا رواه شيخ الشرف أبو الحسن محمد بن أبي جعفر العبيدلي عن أبي نصر البخاري ؛ وحكى ابن الكلبي عن خراش بن اسماعيل
__________________
(1) كان محمد ابن الحنفية أحد رجال الدهر في العلم والزهد والعبادة والشجاعة ؛ وهو أفضل ولد علي بن أبي طالب عليهالسلام بعد الحسن والحسين عليهماالسلام ، وكانت وفاته سنة إحدى وثمانين من الهجرة وله ستون سنة وقيل سبع وستون سنة. (عن هامش الأصل)
ان خولة سباها قوم من العرب في خلافة أبي بكر فاشتراها اسامة بن زيد بن حارثة وباعها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام فلما عرف أمير المؤمنين صورة حالها أعتقها وتزوجها ومهرها. وقال ابن الكلبي : من قال إن خولة من سبي اليمامة فقد أبطل. وروى الشيخ أبو نصر البخاري عن ابن اليقظان انها خولة بنت قيس بن جعفر بن قيس بن مسلمة ؛ وامها بنت عمرو بن أرقم الحنفي وقال أبو نصر البخاري أيضا : روى عن اسماء بنت عميس انها قالت رأيت الحنفية سوداء حسنة الشعر اشتراها أمير المؤمنين علي عليهالسلام بذي المجاز ـ سوق من أسواق العرب ـ أوان مقدمه من اليمن فوهبها فاطمة الزهراء عليهاالسلام ، وباعتها فاطمة من مكمل الغفاري فولدت له عونة بنت مكمل وهي أخت محمد لامه هذا كلامه والأشهر هو الأول المروي عن شيخ الشرف.
فولد أبو القاسم محمد ابن الحنيفة أربعة وعشرين ولدا منهم أربعة عشر ذكرا قال الشيخ تاج الدين محمد بن معية : بنو محمد ابن الحنفية قليلون جدّا ليس بالعراق ولا بالحجاز منهم أحد وبقيتهم ان كانت فبمصر وبلاد العجم ، وبالكوفة منهم بيت واحد. هذا كلامه ؛ فالعقب المتصل الآن من محمد من رجلين علي وجعفر قتيل الحرة ، فأما ابنه أبو هاشم (1) عبد الله الأكبر إمام الكيسانية وعنه انتقلت البيعة الى بني العباس فمنقرض.
أما جعفر بن محمد ابن الحنفية وقتل يوم الحرة حين أرسل يزيد بن معاوية مسرف (2) ابن عقبة المرّي لقتل أهل المدينة المشرّفة ونهبهم وفي ولده العدد فعقبه من عبد الله وحده ، وجمهور عقبه ينتهي الى عبد الله رأس المذري بن
__________________
(1) كان أبو هاشم هذا ثقة جليلا من علماء التابعين روى عنه الزهري وأثنى عليه وعمرو بن دينار وغيرهما ، مات سنة ثمان أو تسع وتسعين.
(2) هو مسلم بن عقبة المري واشتهر بمسرف ؛ كما ذكره ابن حجر في (الإصابة) في ترجمة مسلم بن عقبة المري. (عن هامش الأصل)
جعفر الثاني ابن عبد الله بن جعفر بن محمد ابن الحنفية ؛ فأعقب عبد الله رأس المذري من تسعة رجال ؛ وقد روى عبد الله الحديث ، وامه مخزومية ، فمن ولده علي بن رأس المذري ، ينتهي عقبه الى محمد العويد بن علي المذكور ، من ولده الشريف النقيب الاخباري أبو الحسن أحمد بن القاسم بن محمد العويد ؛ من ولده أبو محمد الحسن بن أبي الحسن أحمد المذكور وهو السيد الجليل النقيب المحمدي كان يخلف السيد المرتضى على النقابة ببغداد ، له عقب يعرفون ببني النقيب المحمدي كانو أهل جلالة وعلم ورواية ونسب ثم انقرضوا ، ومنهم جعفر الثالث ابن رأس المذري أعقب من زيد ، وعلي ، وموسى ، وعبد الله ؛ بني جعفر الثالث ، وقيل أعقب من إبراهيم أيضا.
قال أبو نصر البخاري : المنتسبون الى ابراهيم بن جعفر الثالث بشيراز والأهواز لا يصح نسبهم. فمن بني زيد بن جعفر الثالث ، بنو الصياد كانوا بالكوفة هم ولد محمد الصياد بن عبد الله بن أحمد الداعي بن حمزة بن الحسين صوفة بن زيد الطويل ابن جعفر الثالث ؛ ومنهم بنو الأيسر بالكوفة وهم ولد أبي القاسم حسين الأغر بن حمزة بن الحسين صوفة المذكور ، لهم بقية الى الآن ، ومن بني علي بن جعفر الثالث ، أبو علي المحمدي الطويل بالبصرة صديق العمري وهو الحسن بن الحسين بن العباس بن علي بن جعفر الثالث ؛ مات عن عدّة من الولد ، ومن بني موسى بن جعفر الثالث ، أبو القاسم عرقالة ، وزيد الشعراني ابنا موسى بن جعفر الثالث ، ومن بني عبد الله بن جعفر الثالث ، محمد بن علي بن عبد الله المذكور قال أبو نصر البخاري : المحمدية بقزوين الرؤساء وبقم العلماء وبالري السادة من أولاد محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الثالث.
ومن بني عبد الله رأس المذري ابراهيم بن رأس المذري أعقب من أبي علي محمد النسابة له مبسوط في النسب ، ومن عبد الله ، فمن ولد أبي علي محمد النسابة أبو فوارس مفضل بن الحسن بن محمد بن أحمد هليلجة بن أبي علي محمد المذكور
قال العمري : له بقية بالشام والموصل يعملون في دار الضرب. ومنهم أبو الحسن علي الحراني بن طاهر بن علي بن أبي علي محمد النسابة ، قال العمري : له بقية الى يومنا هذا. ومنهم الشريف الدين صديق العمري أبو القاسم المحسن بن محمد بن ابراهيم بن علي بن أبي علي محمد النسابة ، قال العمري : وهم بحلب ولهم إخوة وأولاد. ومن بني عبد الله رأس المذري عيسى بن عبد الله ، من ولده الحسن بن علي بن عيسى المذكور ، يكنى أبا علي ويعرف بابن أبي الشوارب ؛ كان أحد الطالبيين بمصر ، وله أربعة ذكور.
ومن بني عبد الله رأس المذري اسحاق بن عبد الله ، من ولده جعفر بن اسحاق المذكور ، قتله الملك عبد الله بن عبد الحميد بن جعفر الملك الملتاني العمري صبرا لما أفسد عسكره ؛ ومنهم عبد الله بن اسحاق المذكور ، يقال له ابن ظبك وهو اسم امرأة من الأنصار ، كان يشبه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم له ولد ، ومنهم أبو عبد الله الحسين بن اسحاق الصابوني بن الحسن بن اسحاق المذكور ، غرق في نيل مصر وله ولد ، قال أبو نصر البخاري : الثلاثة الذين انتهى اليهم نسب المحمدية الصحيح زيد الطويل بن جعفر الثالث ، واسحاق بن عبد الله رأس المذري ، ومحمد بن علي بن عبد الله رأس المذري ، ومن بني محمد بن علي بن اسحاق بن رأس المذري عقيل بن الحسين بن محمد المذكور له عقب بنواحي اصفهان وفارس ، ومن بني رأس المذري ، القاسم بن عبد الله رأس المذري الفاضل المحدّث ، من ولده الشريف أبو محمد عبد الله بن القاسم ، أولد أولادا وأنجبوا وتقدموا ، منهم الشريف الفاضل أبو علي أحمد كان بمصر وأبو الحسن علي يلقب برغوثة ، مات بسطويق سنة ثلاثين وثلاثمائة وخلف ذيلا.
وأما علي بن محمد ابن الحنفية وهو الأكبر فمن ولده أبو محمد الحسن ابن علي المذكور ، كان عالما فاضلا ادعته الكيسانية إماما وأوصى الى ابنه علي فاتخذته الكيسانية إماما بعد أبيه ، ومنهم أبو الحسن تراب محمد ابن المصري
الملقب ثلثا وخردية «خروبة خ ل» ابن عيسى بن علي بن محمد بن علي بن علي المذكور قتل بمصر وله عقب منتشر يقال لهم بنو أبي تراب ، هذا كلّه كلام الشيخ أبي الحسن العمري. وقال الشيخ أبو نصر البخاري : كلّ المحمدية من ولد جعفر بن محمد. وقال في موضع آخر : أعقب علي وابراهيم وعلي وعون أولاد محمد بن علي ثم انقرض نسلهم. ولا يصح أن يريد بعلي هذا الأصغر فانّه دارج وهذا معقب منقرض والله سبحانه أعلم.
الفصل الرابع
في ذكر عقب العباس بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» ويكنى أبا الفضل ويلقب السقا لأنّه استقى الماء لأخيه الحسين عليهالسلام يوم الطف وقتل دون أن يبلغه إيّاه ، وقبره قريب من الشريعة حيث استشهد ، وكان صاحب راية الحسين عليهالسلام أخيه في ذلك اليوم ، روى الشيخ أبو نصر البخاري عن المفضل ابن عمر انّه قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليهالسلام : كان عمّنا العباس بن علي نافذ البصيرة صلب الايمان جاهد مع أبي عبد الله وأبلى بلاء حسنا ومضى شهيدا. ودم العباس في بني حنيفة ؛ وقتل وله أربع وثلاثون سنة ، وامه وام اخوته عثمان وجعفر وعبد الله ، ام البنين فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد بن كعب بن عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، وامها ليلى بنت السهيل بن مالك ؛ وهو ابن أبي برة عامر ملاعب الأسنة بن مالك بن جعفر بن كلاب ، وامهما عمرة بنت الطفيل بن عامر وامها كبشة بنت عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب ، وامها فاطمة بنت عبد شمس بن عبد مناف (1).
__________________
(1) وامها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة. (عن أبصار العين)
وقد روي أن أمير المؤمنين عليا عليهالسلام قال لأخيه عقيل ـ وكان نسابة عالما بأنساب العرب وأخبارهم ـ : انظر الى امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوجها فتلد لي غلاما فارسا. فقاله : تزوج ام البنين الكلابية فانّه ليس في العرب أشجع من آبائها. فتزوجها ، ولما كان يوم الطف قال شمر بن ذي الجوشن الكلابي للعباس واخوته : أين بنو اختي؟ فلم يجيبوه ، فقال الحسين لإخوته : أجيبوه وإن كان فاسقا فإنّه بعض أخوالكم. فقالوا له : ما تريد؟ قال : اخرجوا إلي فانّكم آمنون ولا تقتلوا أنفسكم مع أخيكم. فسبّوه وقالوا له : قبحت وقبح ما جئت به أنترك سيّدنا وأخانا ونخرج الى أمانك؟ وقتل هو وإخوته الثلاثة في ذلك اليوم ، وما أحقهم بقول القائل :
قوم اذا نودوا لدفع ملمة
والخيل بين مدعس ومكردس
لبسوا القلوب على الدروع وأقبلوا
يتهافتون على ذهاب الأنفس
واختلف في العباس وأخيه عمر أيهما أكبر ، وكان ابن شهاب العكبري وأبو الحسن الأشناني وابن خداع يروون ان عمر أكبر ؛ وشيخ الشرف العبيدلي والبغداديون وأبو الغنائم العمري يروون ان عمر أصغر من العباس ويقدّمون ولد العباس على ولده ، وعقب العباس قليل أعقب من ابنه عبيد الله ، وعقبه ينتهي الى ابنه الحسن ؛ فأعقب الحسن بن عبيد الله من خمسة رجال ، وهم عبيد الله قاضي الحرمين كان أميرا بمكة والمدينة قاضيا عليهما ، والعباس الخطيب الفصيح وحمزة الأكبر ، وابراهيم جردقة ، والفضل.
أما الفضل بن الحسن بن عبيد الله ؛ وكان لسنا فصيحا شديد الدين عظيم الشجاعة فأعقب من ثلاثة ؛ جعفر ؛ والعباس الأكبر ، ومحمد ؛ فمن ولد محمد بن الفضل بن الحسن ، أبو العباس الفضل بن محمد الخطيب الشاعر. له ولد ، ومنهم يحيى بن عبد الله بن الفضل المذكور. وولد العباس بن الفضل بن الحسن عبد الله ، وعبيد الله ، ومحمداً ، وفضلا ، لكل واحد منهم ولد ، وولد جعفر بن الفضل
بن الحسن فضلا لم أجد غيره.
وأما ابراهيم جردقة ابن الحسن بن عبيد الله بن العباس وكان من الفقهاء الأدباء الزهّاد فأعقب من ثلاثة رجال الحسن ، ومحمد ، وعلي ، أما الحسن بن جردقة فأعقب من محمد بن الحسن ، من ولده أبو القاسم حمزة بن الحسين بن محمد المذكور كان ببرذعة. وأما محمد بن جردقة فأعقب من أحمد وحده ؛ وله ثلاثة محمد والحسن والحسين أعقبوا بمصر ؛ وأما علي بن جردقة وكان أحد أجواد بني هاشم ذا جاه ولين مات سنة أربع وستين ومائتين فولد تسعة عشر ولدا منهم يحيى بن علي بن جردقة أعقب من ولده ببغداد أبو الحسن علي بن يحيى المذكور خليفة أبي عبد الله بن الداعي على النقابة له ولد ؛ ومنهم العباس بن علي بن جردقة ، انتقل الى مصر وله ولد ، ومنهم ابراهيم الأكبر بن علي بن جردقة له ولد ، ومنهم الحسن بن علي بن جردقة. له ولد ، ومنهم علي بن عباس بن الحسن المذكور.
وأما حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ، ويكنى أبا القاسم ، وكان يشبه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام أخرج توقيع المأمون بخطه «يعطى حمزة بن الحسن لشبهه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام مائة ألف درهم» من ولده علي بن حمزة ، أعقب ؛ فمن ولده أبو عبيد الله محمد (1) بن علي المذكور نزل البصرة وروى الحديث عن علي الرضا بن موسى الكاظم عليهماالسلام وغيره بها وبغيرها ، وكان متوجها عالما شاعرا ، مات عن ستة ذكور أولد بعضهم.
ومن بني حمزة بن الحسن بن عبيد الله ، أبو محمد القاسم بن حمزة ، كان باليمن عظيم القدر وكان له جمال مفرط ويكنى أبا محمد ويقال له الصوفي ، فمن ولده الحسين بن علي بن الحسين بن القاسم المذكور وقع الى سمرقند ، ومنهم الحسن بن القاسم بن حمزة من ولده القاضي بطبرستان أبو الحسن علي بن الحسين بن
__________________
(1) كانت وفاة محمد بن علي بن حمزة المذكور في سنة ست وثمانين ومائتين. (عن هامش الأصل)
الحسن المذكور له ولد ، ومنهم العباس ، وعلي ، ومحمد ، والقاسم ، وأحمد بنو القاسم بن حمزة ، لهم عقب.
وأما العباس الخطيب الفصيح بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ؛ وكان بليغا فصيحا شاعرا قال أبو نصر البخاري : ما رأى هاشمي أعضب لسانا منه وكان مكينا عند الرشيد. فأعقب من أربعة رجال ، وهم أحمد ، وعبيد الله وعلي ، وعبد الله ، كذا قال الشيخ العمري. وقال أبو نصر البخاري : العقب منهم لعبد الله بن العباس لا غير والباقون من أولاده انقرضوا أو درجوا. وكان عبد الله بن العباس شاعرا فصيحا خطيبا له تقدم عند المأمون ؛ وقال المأمون لما سمع بموته ؛ استوى الناس بعدك يا بن عباس. ومشى في جنازته ، وكان يسمّيه الشيخ ابن الشيخ. فمن ولد عبد الله بن العباس ، عبد الله الشاعر ابن العباس بن عبد الله المذكور ، امه أفطسية ويقال لولده ابن الافطسية ومن شعره :
واني لأستحيي أخي أن أبره
قريبا وأن أجفوه وهو بعيد
عليّ لإخواني رقيب من الهوى
تبيد الليالي وهو ليس يبيد
أعقب عبد الله بن الأفطسية ، من ولده علي أبي الحسن ، وأعقب أبو الحسن علي من ولديه أبي محمد الحسن ، وأبي عبد الله أحمد ، ولكن عقب أحمد «في صح».
ومنهم حمزة بن عبد الله بن العباس أولد بطبرية ، فمن ولده بنو الشهيد وهو ابو الطيب محمد بن حمزة المذكور ، كان من أكمل الناس مروة وسماحة وصلة رحم وكثرة معروف مع فضل كثير وجاه واسع ، واتخذ بمدينة الأردن وهي طبرية ضياعا وجمع أموالا فحسده طعج بن جف الفرغاني فدس اليه جندا قتلوه في بستان له بطبرية في صفر سنة إحدى وتسعين ومائتين ، ورثته الشعراء (1)
__________________
(1) فمن ذلك القصيدة الميمية التي أولها :
أي رزء جنى على الإسلام
أي خطب من الخطوب الجسام (المجدي).
وكان عقبه بطبرية يقال لهم بنو الشهيد ، وأخو الشهيد الحسين بن حمزة له عقب ايضا منهم المرجعي وهو ابن منصور بن أبي الحسن طليعات بن الحسن الديبق بن أحمد العجان بن الحسين بن علي بن عبيد الله بن الحسين المذكور ، له عقب بالحائر يعرفون ببني العجان.
وأما عبيد الله الأمير قاضي قضاة الحرمين ابن الحسن بن عبيد الله بن العباس فمن ولده علي بن عبيد الله المذكور ؛ ومن ولده بنو هارون كانوا بدمياط ؛ وهم ولد هارون بن داود بن الحسين بن علي المذكور ، وأخو داود الأكبر محمد الوارد بفسا ابن الحسين بن علي المذكور ، يلقب هدهد ويقال لولده بنو الهدهد ، وعمّه المحسن بن الحسين وقع الى اليمن وله ذيل طويل وعقب كثير ، ومنهم الحسن بن عبيد الله الأمير القاضي المذكور ؛ ومن ولده عبد الله بن الحسن المذكور له عدد كثير أعقب من أحد عشر رجلا ؛ منهم محمد اللحياني والقاسم وموسى وطاهر واسماعيل ويحيى وجعفر وعبيد الله بنو عبد الله المذكور لهم أعقاب.
أعقب محمد اللحياني من جماعة منهم هارون ، وابراهيم ، وعبيد الله ، وحمزة وداود الخطيب ، وسليمان ، وطاهر ، والقاسم صاحب أبي محمد الحسن العسكري عليهالسلام وكان القاسم بن عبد الله ذا خطر بالمدينة وسعى بالصلح بين بني علي وبني جعفر وكان أحد أصحاب الرأي واللسن ، قال الشيخ العمري : كان له ذيل. وموسى بن عبد الله بن الحسن وهو الملاح الأطروش الكوفي الشجاع ، فقال الشيخ العمري : له عقب وبقية. وطاهر بن عبد الله بن الحسن كان بالقمة من أرض اليمن وجدت له حمزة ، وجعفر ا ، وأبا الطيب ، وابراهيم ، والحسين ، وداود ، وعبد الله ومحمد ا واسماعيل بن عبد الله بن الحسن ، من ولده الحسن بن اسماعيل ، كان بشيراز وأعقب بها وبطبرستان ، كان منهم بآمل الحسن بن محمد بن الحسن المذكور وابنه الحسين ، ومنهم الحسين بن علي بن إسماعيل كان عقبه بشيراز وأرجان وأخوه الحسن بن علي أعقب أيضا وكانوا بجرجان ، ويحيى بن عبد الله بن الحسن
عقبه بالمغرب ،وجعفر بن عبد الله بن الحسن. له ذيل لم يطل ، وعبيد الله بن عبد الله بن الحسن ، وجدت له جعفر ا ويحيى ـ آخر ولد العباس بن علي بن أبي طالب عليهالسلام ـ
الفصل الخامس
في ذكر عقب عمر الأطرف ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب «ع» ويكنى أبا القاسم ، قاله الموضح النسابة ، وقال ابن خداع ؛ يكنى أبا حفص. وولد توأما لاخته رقية ، وكان آخر من ولد من بني علي المذكور ، وامه الصهباء الثعلبية وهي أم حبيب بنت عباد بن ربيعة بن يحيى بن العبد بن علقمة من سبي اليمامة ، وقيل من سبي خالد بن الوليد من عين التمر اشتراها أمير المؤمنين علي عليهالسلام وكان ذا لسن وفصاحة وجود وعفّة.
حكى العمري قال : اجتاز عمر بن علي بن أبي طالب عليهالسلام في سفر كان له في بيوت من بني عدي فنزل عليهم ، وكانت سنة قحط فجاءه شيوخ الحي فحادثوه واعترض رجل مارا له شارة فقال : من هذا؟ فقالوا : سالم بن رقية (1) وله انحراف عن بني هاشم. فاستدعاه وسأله عن أخيه سليمان بن رقية وكان سليمان من الشيعة ، فخبره انه غائب فلم يزل عمر يلطف له في القول ويشرح له في الأدلة حتى رجع عن انحرافه عن بني هاشم ، وفرّق عمر أكثر زاده ونفقته وكسوته عليهم فلم يرحل عنهم بعد يوم وليلة حتى غيثوا وأخصبوا ، فقال : هذا أبرك الناس حلاّ ومرتحلا. وكانت هداياه تصل الى سالم بن رقية فلما مات عمر قال سالم يرثيه :
__________________
(1) رقية بالراء المهملة ثم القاف والياء المثناة التحتانية ، وفي (المجدي) (قتة) بالقاف ثم التاء المثناة الفوقانية المشددة. م ص
صلّى الإله على قبر تضمّن من
نسل الوصي علي خير من سئلا
قد كنت أكرمهم كفّا وأكثرهم
علما وأبركهم حلا ومرتحلا
وتخلّف عمر عن أخيه الحسين عليهالسلام ولم يسر معه الى الكوفة ، وكان قد دعاه الى الخروج معه فلم يخرج ؛ ويقال إنّه لما بلغه قتل أخيه الحسين عليهالسلام خرج في معصفرات له وجلس بفناء داره وقال : أنا الغلام الحازم ولو أخرج معهم لذهبت في المعركة وقتلت. ولا يصح رواية من روى ان عمر حضر كربلاء وكان أوّل من بايع عبد الله بن الزبير ثم بايع بعده الحجاج ، وأراد الحجاج إدخاله مع الحسن بن الحسن في توليته صدقات أمير المؤمنين عليهالسلام فلم يتيسر له ذلك ، ومات عمر بينبع (1) وهو ابن سبع وسبعين سنة ، وقيل خمس وسبعين وولده جماعة كثيرة متفرقون في عدّة بلاد.
أعقب من رجل واحد وهو ابنه محمد فأعقب محمد من أربعة رجال عبد الله ، وعبيد الله ؛ وعمر ـ وامهم خديجة بنت زين العابدين علي بن الحسين عليهالسلام ـ وجعفر وامه ام ولد ، وقيل مخزومية ، ولجعفر هذا حكاية تدل على انّ امه ام ولد ويلقب الأبله لتلك الحكاية ، وحكاها الشيخ العمري عن ابنه عمر بن جعفر وقيل إن الأبله محمد بن جعفر. ورواها المبرد في كتاب «الكامل» عن أبيه جعفر قال : كنت عند سعيد بن المسيب فسألني عن نسبي فأخبرته وسألني عن امي فقلت فتاة وكأني نقصت في عينه ، فأكثرت من الجلوس عنده حتى جاءه يوما سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فلما نهض من عنده سألته : من هذا؟ فقال : أما تعرفه أمثل هذا من قومك يجهل؟ هذا سالم بن عبد الله. فقلت : فمن
__________________
(1) في زمن الوليد بن عبد الملك ؛ كذا قال الحافظ ابن حجر في (التقريب) وذهب بعض المؤرخين الى انّه استشهد في محاربة مصعب بن الزبير مع المختار بن أبي عبيد الثقفي ؛ وكان مع مصعب هو وأخوه عبيد الله فاستشهدا جميعا والله أعلم. (عن هامش الأصل)
امه فقال فتاة. ثم أتاه بعد ذلك القاسم بن محمد بن أبي بكر فقلت : من هذا؟ فقال سعيد : هذه أعجب من الأول ، هذا القاسم بن محمد بن أبي بكر. قلت : فمن امه؟ قال : فتاة ثم جاءه بعد أيام علي بن الحسين عليهالسلام فقلت له : من هذا؟ قال : هذا الذي لا يسع مسلما أن يجهله ، هذا علي بن الحسين. قلت : فمن امه؟ قال : فتاة. قلت : يا عم رأيتني نقصت من عينك أفما لي بهؤلاء من قومي أسوة؟ قال سعيد بن المسيب : إنّه لأبله يريد غاية الذكاء على العكس. ويقال لولد جعفر هذا بنو الأبله ، كان من ولده أبو المختار حسين (1) بن الكوان حمزة بن الحسن بن عبد الله بن محمد بن جعفر المذكور ، رآه الشيخ أبو الحسن العمري ، وهو القعدد في وقته وبنته اليوم أحد القعدد الى أمير المؤمنين عليهالسلام.
قال الشيخ أبو نصر البخاري : أكثر العلماء على أن عقب جعفر بن محمد بن عمر الأطرف انقرض ، وببلخ منهم جماعة أدعياء وما بالحجاز منهم أحد هذا كلامه ، وأما عمر بن محمد بن عمر الأطرف فأعقب من رجلين أبي الحمد اسماعيل وأبي الحسن ابراهيم ؛ أما أبو الحمد اسماعيل فأعقب من ابنه محمد الملقب سلطين (2) ويقال لولده بنو سلطين كان لهم بقية ببغداد الى بعد الستمائة ؛ وأما أبو الحسن ابراهيم بن عمر فعقبه يرجع الى محمد والحسن إبنا علي بن إبراهيم المذكور ، فمن بني محمد ويعرف بابن بنت الصدري بنو الدمث ؛ وهو أبو الحسن محمد بن علي بن محمد المذكور ، ومن بني الحسن بن علي ، علي ابن الحسن بن إبراهيم بن الحسن المذكور ؛ قال الشيخ العمري : وقع الى بلخ وله بها عقب. وقال أبو نصر البخاري : ولد عمر بن محمد بن عمر بن أبي طالب ، اسماعيل وابراهيم من ام ولد لا عقب لهما ولا بقية إلاّ بالعراق وخراسان ، وببلخ جماعة ينتسبون الى اسماعيل بن عمر
__________________
(1) قال العمري في (المجدي) : تزوج الحسين أبو المختار الى بيت الصوفي وولد بنتا اسمها مهابة بالبصرة ... وبنته اليوم أحد القعدد الى علي عليهالسلام.
(2) في المجدي (سطلين) بتقديم الطاء المهملة على اللام.
ابن محمد لا يصح لهم نسب أصلا ، والذين بالمغرب الأقصى من ولد ابراهيم بن عمر بن محمد لا يصح لهم عندي نسب. هذا كلامه.
وأما عبيد الله (1) بن محمد بن عمر الأطرف وهو صاحب مقابر النذور ببغداد وقبره مشهور بقبر عبيد الله ، وكان قد دفن حيّا فعقبه من علي الطبيب (2) ابن عبيد الله يقال لهم بنو الطبيب ، أعقب علي الطبيب من جماعة منهم ابراهيم بن الطبيب من ولده الشريف نقيب البطائح ابو الحسن علي بن محمد بن جعفر بن ابراهيم المذكور ، قال الشيخ العمري : له بقية بسواد البصرة ، ومنهم أحمد بن الطبيب من ولده ابو أحمد محمد بن أحمد المذكور ، كان سيدا جليلا وكان شيخ آل أبي طالب بمصر واليه يرجعون في الرأي والمشورة مات عن تسعة أولاد أعقب بعضهم ، ومنهم الحسن بن الطبيب من ولده علي بن محمد بن أحمد بن الحسن المذكور ، وله بمصر ستة ذكور أعقب بعضهم ، ومنهم عبيد الله بن الطبيب وفيه العدد ، من ولده محمد بن عبيد الله بن الحسن المذكور (3) قال العمري : له بقية ببلخ ومنهم الحسين الحراني ابن عبيد الله المذكور له عدّة أولاد ؛ منهم أبو الحسن علي برغوث بن الحسين الحراني به يعرف ولده منهم أبو عبد الله أحمد بن علي بن
__________________
(1) قال العمري في (المجدي) : امه خديجة بنت علي بن الحسين بن علي عليهالسلام وكان جوادا حليما سديدا وهو صاحب مقابر النذور ببغداد تزوج عمّة أبي جعفر المنصور عمره سبع وخمسون سنة وتزوج زينب بنت الباقر عليهالسلام. م ص
(2) قال العمري في (المجدي) : سمّي الطبيب لقوله :
خلطت الدواء ومزجته
فلم أر شيئا كميل الصبر
(3) قال العمري في (المجدي) : ومن ولده أيضا الحسن بن عبيد الله بن الطبيب كان سيدا بالري فقدم الشام فمات بدمشق وله ذيل ، قال ابن خداع في كتابه : اجتمعت مع الحسن بن عبيد الله بن الطبيب بمصر ودمشق وكان مولده بها فكانت له صيانة ولسان وبيان ومات سنة نيف وأربعين وثلاثمائة.
الحسين بن علي برغوث ، ومنهم الشريف القاضي بحران أبو السرايا (1) علي بن حمزة بن برغوث ، قال الشيخ العمري : له بقية بحران الى يومنا هذا.
ومن بني الحسين الحراني أبو ابراهيم المحسن بن الحسين الحراني أولد أولادا منهم أبو محمد الحسن بن المحسن المذكور ؛ يلقب الطبر كان يحفظ القرآن ويتفقه ويلبس الصوف ثم خلعه ومال الى السيف وأخذ حران هو وإخوته وجرت لهم عجائب ، ومنهم أبو الفوارس محمد بن المحسن المذكور ، كان فاضلا يكنى أبا الكتائب قال العمري : وله بقية الى يومنا هذا ، ومنهم أبو الحسن علي بن المحسن كان ستيرا مات بآمل ؛ قال العمري : له بقية الى يومنا رأيت منهم أبا فرس هبة الله بن علي المذكور. ومنهم أبو الهيجا بن المحسن المذكور ، كان شديد البدن والنفس عظيم الشجاعة قال العمري : وله بقية الى يومنا. قال : وما رأى الناس جماعة يتوارثون الشجاعة عن علي بن أبي طالب عليهالسلام مثل هذه الجماعة يعني العمريين الحرانيين.
وأما عبد الله بن محمد الأطرف وفي ولده البيت والعدد ، فأعقب من أربعة رجال أحمد ، ومحمد ، وعيسى المبارك ، ويحيى الصالح ، أما أحمد بن عبد الله فمن ولده حمزة أبو يعلي السماكي النسابة ابن أحمد المذكور له عقب ومنهم عبد الرحمن ابن أحمد المذكور ظهر باليمن ، ومن ولده جماعة متفرقون منهم طائفة باليمن في موضع يقال له ظما ، ذكر ذلك ابن خداع النسابة ، وأما محمد بن عبد الله وفي ولده العدد ، فأعقب من خمسة رجال ، القاسم ؛ وصالح ، وعلي المشطب (2) وعمر المنجوراني ، وأبو عبد الله جعفر الملك الملتاني ، أما القاسم بن محمد وكان بطبرستان ويقال له ابن اللهبية ودعا الى نفسه وملك الطالقان وكان يدعى
__________________
(1) كذا في الأصل وفي نسخة ابن مساعد (أبو الراية) م ص
(2) في (زهرة الرياض) لإن شدقم أن المشطب مات في سنة ست عشرة ومائتين بمصر. (عن هامش الأصل)