الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» المحكم في أصول الفقه [ ج2
الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyاليوم في 10:46 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في اصول الفقه ج3
الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyاليوم في 8:41 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في أصول الفقه [ ج4
الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyاليوم في 7:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» الصحيفه السجاديه كامله
الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyأمس في 9:49 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]
الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyأمس في 3:11 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مسائل من الاجتهاد والتقليد ومناصب الفقيه
الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyأمس في 2:36 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» قاعدة لا ضرر ولا ضرار
الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyأمس في 8:51 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول المبين
الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:46 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» ------التقيه
الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:37 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     الاعتقادات الشيخ الصدوق

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاعتقادات الشيخ الصدوق Empty
    مُساهمةموضوع: الاعتقادات الشيخ الصدوق   الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 1:23 pm

    المؤلف: أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]
    المحقق: عصام عبد السيد
    الموضوع : العقائد والكلام
    الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد
    الطبعة: ٠
    الصفحات: ١٢٨
    نسخة مقروءة على النسخة المطبوعة

    ١
    ٢

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ألّف الشيخ الصدوق هذا الكتاب ، معتمداً المنهج الكلامي المعروف عند أهل الحديث وهو الاعتماد في معرفة أصول الدين على النصوص الواردة ، من كتاب وحديث ومفسرا لها حسب ما ورد من تفسيره عن أهل البيت عليهم‌السلام باعتبارهم معادن الحكمة والعلم ومخازن المعرفة.

    وبما أن المنهج الكلامي المتبع لدى جمهور الشيعة هو المنهج الذي يقول إنّ أصول الدين ومسائل العقيدة لابدّ أن يتوصل الإنسان إليها بنفسه وبالاستعانة بعقله الذي هو رسول باطن لديه ، وإن استرشد إلى ذلك بطريق أهل البيت عليهم‌السلام والعلماء بحديثهم فلا بأس ، أما أن يتقيد في ذلك بالنصوص ، ولا يتعداها ، أو يعتمد على ما ضعف ووهن منها ، أو يقلد من يقول فيها برأيٍ ، اعتمادا على الظن ، فلا.

    وبما أن الشيخ المفيد يعتمد المنهج الثاني ، فهو قد تصدي للشيخ الصدوق في كتاب الاعتقادات ، بالنقد والردّ في كتاب ( تصحيح الاعتقادات ).
    ٣

    وعلى أساس من هذه المقابلة رأت رئاسة المؤتمر العالي لألفية الشيخ المفيد ، أن يدرجوا كتاب ( الاعتقادات ) للشيخ الصدوق ضمن منشوراتهم ، حتى يكون تمهيدا لطبع كتاب الشيخ المفيد.

    وللبحث عن هذا الكتاب ومنهج المحدثين ، ونقده مجال واسع ، أكبر مما تحتمله هذه النظرات.

    والله الموفق.

    النسخ المعتمدة ومنهجية التحقيق :

    كانت النسخ المعتمدة في تحقيق الكتاب كالتالي :

    ١ / النسخة المحفوظة في مكتبة المرعشي ، تحت رقم ١٩٤٥ حرّرت سنة ٨١٧ ه‍ ، وهي أقدم النسخ المعتمدة ، وقد رمزنا لها ب‍ « م ».

    ٢ / النسخة المحفوظة في مكتبة المرعشي ، تحت رقم ١٣٨٢ ، حرّرت سنة ٩٩٢ ه‍ ، وهي من النسخ الدقيقة وإن كان خطها غير واضح تماما ، وتمتاز بزيادات وإضافات أشرنا إليها في الهامش ، وقد رمزنا لها ب‍ « ر ».

    ٣ / النسخة المحفوظة في آستانة قدس رضوي ، تحت رقم ٣٦٧ ـ أخبار ، حررت سنة ٨٨٠ ه‍ في ٣٣ صفحة حجم ١٨ × ١٣ ، وهي من أدق النسخ ، وقد رمزنا لها ب‍ « ق ».

    ٤ / النسخة المحفوظة في آستانة قدس رضوي ، تحت رقم ٣٦٨ ـ أخبار ، حرّرت سنة ٩٩٩ ه‍ ، وهي في ٤٩ صفحة بحجم ١٧ × ١٠ وقد رمزنا لها ب‍ « س ».

    بالإضافة إلى ذلك استعنّا بالطبعة الحجرية للكتاب التي صوّرت سنة
    ٤

    ١٣٧٠ ضمن مجموعة تتضمن شرح باب الحادي عشر وآداب المتعلمين وغيرها ، وقد رمزنا لها ب‍ « ج ».

    والنسخة التي اعتمدها المجلسي في موسوعته الحديثية بحار الأنوار ووزّعها على أبوابها المناسبة ، وقد أفردنا جدولا بذلك في نهاية المقدّمة.

    وتصحيح الإعتقاد للشيخ المفيد الذي يمثل مناقشة نقدية للكتاب ، وقد استفدنا منه في موارد محدودة جدا باعتبار أنه يكتفي بذكر بداية الباب فقط.

    وفي مورد واحد فقط بدت عبارته غير متسقة تماماً استعنّا بكتاب الحر العاملي « الهجعة » الذي نقل عبارة الكتاب وقد أثبتناها في الهامش.

    ومن خلال الممارسة العملية يبدو أنّ النسختين ( ق ، س ) قد استنسختا من أصل واحد ، وذلك لتشابههما في الاختلافات ولوجود الحواشي والتعليقات المتحدة في هامشيهما ، ويبدو كذلك أنّ النسختين ( م ، ر ) قد استنسختا من أصل واحد ، وذلك لتشابه الاختلافات ولانفرادهما بزيادات تخلو منها النسختين ( ق ، س ) ، وباتحاد السقوطات أو الإضافات التي كتبت في الهامش ، ويبدو كذلك أنّ النسخة الحجرية قد طبعت على النسختين الأخيرتين أو على نسخة قريبة منهما ، وقد استعنا بها في قراءة الهوامش التي لم يظهرها التصوير جيداً.

    ولم نتخذ أيّا من النسخة الخطيّة أصلاً ومحوراً للعمل باعتبار تأخرّها جميعاً عن عصر المؤلف ، بل اعتمدنا طريقة التلفيق فيما بينها ، لتقديم نص متقن ومضبوط بقدر الإمكان ، مع ملاحظة أننّا لم نثبت في المتن أيّ عبارة تنفرد بها إحدى النسخ إلا نادراً ، لأنّ الكتاب ـ كما يبدو ـ كان محوراً للتعليقات والحواشي المتكثرة التي تأخذ طريقها ـ بالاستنساخ المتتابع ـ بشكل طبيعي داخل النص ، لذلك كان العمل حذراً جداً في التعامل مع هذا الزيادات.
    ٥

    أمّا بالنسبة لاختلافات النسخ الخطية فقد كانت الهوامش البيت الذي تأوي إليه وإن بدت بعضها بعيدة عن الصحة ، أما الخطأ المحض فقد أعرضنا عنه وخاصة في نسخة (س) التي ملئت بالأخطاء الفاحشة ، أما غير النسخ الخطية فلم نحاول معارضتها حرفاً بحرف بالنسخ الخطيّة إلا في حالة الاختلافات أو الزيادات المهمة جداً.

    وحاولنا بقدر الإمكان عدم إرباك النص بكثرة الاختلافات فعمدنا إلى نقل العبارة المختلف فيها بكلمتين أو أكثر ، إلى الهامش تسهيلا للقارئ لإدراكها ضمن سياقها الآخر.

    وقد استخرجنا نصوص الكتاب من المصادر الحديثية المسندة ، إلا ما انفرد كتابنا بإرساله ، مع ملاحظة أنّ أغلب أو كل أبواب الكتاب هي نصوص مروية يعثر عليها المتتبع بيسر وسهولة في مظانها.

    والحمد لله أولاً وآخراً.
    ٦

    لا يخفي أنّ هذا الكتاب كان من مصادر بحار الأنوار تأليف العلامة المجلسي ـ قدس الله سرّه ـ وإليك فهرس ما نقل منه في البحار :

    باب الإعتقاد في التكليف ٥ : ٣٠٥ / ١٩.

    باب الإعتقاد في نفي الجبر والتفويض ٥ : ١٧ / ٢٨.

    باب الإعتقاد في الإرادة والمشيئة ٥ : ٩٠ / ١١.

    باب الإعتقاد في القضاء والقدر ٥ : ٩٧ / ٢٤.

    باب الإعتقاد في الفطرة والهداية ٥ : ١٩٢.

    باب الإعتقاد في الإستطاعة ٥ : ٨ / ١٠.

    باب الإعتقاد في اللوح والقلم ٥٧ : ٣٧٠ / ١٠.

    باب الإعتقاد في الكرسي ٥٨ : ٩ / ٦.

    باب الإعتقاد في العرش ٥٨ : ٧ / ٥ وفي ٣ : ٣٢٨ إلى نهاية قول الصادق عليه‌السلام.

    باب الإعتقاد في النفوس والأرواح ٦ : ٢٤٩ / ٨٧ ، ٦١ : ٧٨.

    باب الإعتقاد في الموت ٦ : ١٦٧ ذكر بداية الباب ثم أحال على الأحاديث التي رواها عن معاني الأخبار.

    باب الإعتقاد في المساءلة في القبر ٦ : ٢٧٩.

    باب الإعتقاد في الرجعة ٥٣ / ١٢٨.

    باب الإعتقاد في الحوض ٨ : ٢٧.

    باب الإعتقاد في الشفاعة ٨ : ٥٨.
    ٧

    باب الإعتقاد في الوعد والوعيد ٥ : ٣٣٥.

    باب الإعتقاد فيما يكتب على العبد ٥ : ٣٢٧ / ٢١.

    باب الإعتقاد في العدل ٥ : ٣٣٥.

    باب الإعتقاد في الأعراف ٨ : ٣٤٠ / ٢٣.

    باب الإعتقاد في الصراط ٨ : ٧٠ / ١٩.

    باب الإعتقاد في العقبات ٧ : ١٢٩ / ١١.

    باب الإعتقاد في الحساب والميزان ٧ : ٢٥١ / ٩.

    باب الإعتقاد في الجنّة والنار ٨ : ٢٠٠ / ٢٠٤ ، و ٣٢٤ / ١٠٢.

    باب الإعتقاد في كيفية نزول الوحي ١٨ : ٢٤٨ / ١ ، ٥٧ : ٣٧٠ / ١١.

    باب الإعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر ١٨ : ٢٥١ / ٣.

    باب الإعتقاد في العصمة ٢٥ : ٢١١ / ٢٤.

    باب الإعتقاد في نفي الغلو والتفويض ٢٥ : ٣٤٢ / ٢٥.

    باب الإعتقاد في الظالمين ٢٧ : ٦٠ / ٢١.

    باب الإعتقاد في التقية ٧٢ : ٢٦٤ / ١ اقتصر على ذكر الأحاديث الخمسة الأخيرة في آخر الباب.

    باب الإعتقاد في الأخبار المفسّرة ٢٥ : ٢٣٥.

    باب الإعتقاد في الأخبار الواردة في الطب ٦٢ : ٧٤.
    ٨

    ٩

    ١٠

    ١١

    ١٢

    ١٣
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاعتقادات الشيخ الصدوق Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاعتقادات الشيخ الصدوق   الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 1:25 pm



    بسم الله الرحمن الرحيم *

    الحمد لله رب العالمين وحده لا شريك له

    وصلى الله على سيدنا محمد النبيّ وآله وسلم تسليماً

    وحسبنا الله ونعم الوكيل **

    __________________

    * في م زيادة : وبه نتوكل ، وفي س : وبه نستعين.

    ** صيغة الحمد والصلاة في م كما يلي : الحمدلله رب العالمين ، وصلّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
    ١٩
    ٢٠

    [١]

    باب في صفة اعتقاد الإمامية

    في التوحيد (١)

    قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ـ الفقيه المصنّف لهذا الكتاب إعلم أنّ اعتقادنا في التوحيد أنّ الله تعالى واحد ، أحد ،

    __________________

    (١) انفردت ق بذكر سند لرواية الكتاب وهو :

    حدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي المجاور ، قال : حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه.

    وحدثني أبو عبدالله الحسين بن علي بن موسى بن بابويه الفقيه القمي عن أخيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه الفقيه مصنف هذا الكتاب قال الشيخ أبو جعفر محمد بن علي رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في التوحيد ...

    وأبو محمد الحسن بن أحمد العجلي ثقة ، من وجوه الأصحاب ، وأبوه وجدّه ثقتان وهم من أهل الري جاور في آخر عمره بالكوفة وله كتب منها كتاب الجامع وكتاب المثاني. راجع : رجال النجاشي / الترجمة ١٥١ ورجال ابن داود / الترجمة ٣٩٧ ورجال العلامة / الترجمة ٤٦.

    وأمّا أبو عبدالله الحسين بن علي بن بابويه فهو ثقة أيضاً كثير الرواية ، روى عن جماعة وأبيه إجازة وأخيه ، له كتب ، منها كتاب التوحيد ونفي التشبيه. راجع : رجال النجاشي / الترجمة ١٦٣.

    رجال الطوسي / فيمن لم يرو عن الأئمّة ـ عليهم‌السلام / الترجمة ٢٨ ورجال ابن داود / الترجمة ٤٨٨.
    ٢١

    ليس كمثله شيء ، قديم (١) لم يزال ولا يزال ، سميع بصير ، عليم ، حكيم ، حي ، قيّوم ، عزيز ، قدوس ، قادر ، غني.

    لا يوصف بجوهر ، ولا جسم (٢) ولا صورة ، ولا عرض ، ولا خط (٣) ولا سطح ، ولا ثقل (٤) ولا خفة ، ولا سكون ، ولا حركة ، ولا مكان ، ولا زمان.

    وأنّه تعالى متعال عن جميع صفات خلقه ، خارج من الحدّين : حدّ الإبطال وحد التشبيه.

    وأنّه تعالى شيء لا كالأشياء ، أحد ، صمد لم يلد فيورث ، ولم يولد فيشارك ، ولم يكن له كف أحد (٥) ولا ند (٦) ولا ضد (٧) ولا شبه ولا صاحبة ، ولا مثل ، ولا نظير ، ولا شريك. لا تدركه الأبصار والأوهام وهو يدركها ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، وهو اللطيف الخبير (٨) خالق كل شيء ، لا إله إلا هو له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين.

    ومن قال بالتشبيه فهو مشرك. ومن نسب إلى الإمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب.

    وكل خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع ، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل وإن وجد في كتاب علمائنا فهو مدلّس.

    __________________

    (١) ديم ليست في ق س.

    (٢) في م ، ق ، س : بجسم.

    (٣) في ر زيادة : ولا لون.

    (٤) في م زيادة : له.

    (٥) أحد ليست في ق ، وعندئذ يكون ما بعدها منصوباً كما في النسخة.

    (٦) في ر ، س زيادة : له.

    (٧) ولا ضد ، أثبتناها من ج وفي ر : ولا ضد له ، وخلت باقي النسخ منها.

    (٨) العبارة : وهو يدركها ... اللطيف الخبير ، ليست في ق ، س.
    ٢٢

    والأخبار التي يتوهّمها الجهّال تشبيهاً لله تعالى بخلقه ، فمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها.

    لأنّ في القرآن : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ ) (١) ومعنى الوجه : الدين و [ الدين هو ] الوجه الذي يؤتى الله منه ، ويتوجّه به إليه.

    وفي القرآن : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ) (٢) والساق : وجه الأمر وشدّته.

    وفي القرآن : ( أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ ) (٣) والجنب : الطاعة.

    وفي القرآن : ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) (٤) والروح هي روح مخلوقة جعل الله منها في آدم وعيسى عليهما‌السلام وإنمّا قال روحي كما قال بيتي وعبدي وجنّتي وناري وسمائي وأرضي.

    وفي القرآن ( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ ) (٥) يعني نعمة الدنيا ونعمة الآخرة.

    وفي القرآن : ( والسَّماء بنيناها بأييدٍ ) (٦) والأيد : القوة ومنه قوله تعالى : ( وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ) (٧) يعني ذا القوة.

    وفي القرآن : ( يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) (٨) يعني

    __________________

    (١) القصص ٢٨ : ٨٨.

    (٢) القلم ٦٨ : ٤٢.

    (٣) الزمر ٣٩ : ٥٦.

    (٤) الحجر ١٥ : ٢٩.

    (٥) المائدة ٥ : ٦٤.

    (٦) الذاريات ٥١ : ٤٧.

    (٧) ص ٣٨ : ١٧.

    (٨) ص ٣٨ : ٧٥.
    ٢٣

    بقدرتي وقوّتي.

    وفي القرآن : ( وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (١) يعني ملكه ، لا يملكها معه أحد.

    وفي القرآن : ( والسَّموات مطويّت بيمينه ) (٢) يعني بقدرته.

    وفي القرآن : ( وجاء ربُّك والملك صفّاً صفّاً ) (٣) يعني وجاء أمر ربّك وفي القرآن : ( كلَّا إنهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون ) (٤) يعني عن ثواب ربّهم.

    وفي القرآن : ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلٍ من الغمام والملائكة ) (٥) أي عذاب الله (٦).

    وفي القرآن : ( وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ * إلى ربّها ناظرة ) (٧) يعني مشرقة تنظر (٨) ثواب ربّها.

    وفي القرآن : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) (٩) وغضب الله عقابه ،

    __________________

    (١) (٢) الزمر ٣٩ : ٦٧.

    (٣) الفجر ٨٩ : ٢٢.

    (٤) المطفّفين ٨٣ : ١٥.

    (٥) البقرة ٢ : ٢١٠.

    (٦) العبارة في ر : أي يأتيهم عذاب الله. وفي ق : ومعناه هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل. من الغمام. وفي س كما في ق بزيادة : والملائكة قد نزلت في قطعة من الغمام كما نزلت لعيسى عليه‌السلام بالمائدة.

    (٧) القيامة ٧٥ : ٢٢ ، ٢٣.

    (٨) في م ، س : تنظر ، وفي هامش م : منتظرة.

    (٩) طه : ٢٠ : ٨١.
    ٢٤

    ورضاه ثوابه.

    وفي القرآن : ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) (١) أي تعلم غيبي ولا أعلم غيبك.

    وفي القرآن : ( ويحذّركم الله نفسه ) (٢) يعني انتقامه.

    وفي القرآن : ( إنّ الله وملئكته يصلّون على النَّبيّ ) (٣).

    وفي القرآن : ( هو الّذي يصلّي عليكم وملئكته ) (٤) والصلاة من الله رحمة ، ومن الملائكة (٥) تزكية ، ومن الناس دعاء.

    وفي القرآن : ( ومكروا ومكر الله وخير المكرين ) (٦).

    وفي القرآن : ( يخدعون الله وهو خدعهم ) (٧).

    وفي القرآن : ( الله يستهزئ بهم ) (٨).

    وفي القرآن : ( سخر الله منهم ) (٩).

    وفي القرآن : ( نسوا الله فنسيهم ) (١٠).

    __________________

    (١) المائدة ٥ : ١١٦.

    (٢) آل عمران ٣ : ٢٨.

    (٣) الأحزاب ٣٣ : ٥٦.

    (٤) الأحزاب ٣٣ : ٤٣.

    (٥) في ر ، ج ، زيادة : استغفار و.

    (٦) آل عمران ٣ : ٥٤.

    (٧) النساء ٤ : ١٤٢.

    (٨) البقرة ٢ : ١٥.

    (٩) التوبة ٩ : ٧٩.

    (١٠) التوبة ٩ : ٦٧.
    ٢٥

    ومعنى ذلك كلّه (١) أنّه عزّوجلّ يجازيهم جزاء المكر ، وجزاء المخادعة ، وجزاء الاستهزاء ، وجزاء السخرية ، وجزاء النسيان ، وهو أن ينسيهم أنفسهم ، كما قال عزّوجلّ : ( ولا تكونوا كالّذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) (٢) لأنه عزّوجلّ في الحقيقة لا يمكر ، ولا يخادع ، ولا يستهزئ ، ولا يسخر ، ولا ينسى (٣) تعالى الله عزّ وجلّ عن ذلك علوّاً كبيراً (٤).

    وليس يرد في الأخبار التي يشنع بها أهل الخلاف والالحاد إلا مثل هذه الألفاظ ومعانيها معاني ألفاظ القرآن (٥).

    __________________

    (١) ليست في ق س.

    (٢) الحشر ٥٩ : ٥٩.

    (٣) في م : لا يمكر ، أو يخادع ، أو يستهزئ ، أو يسخر ، أو ينسى ، وفي ق : لا يمكر ، ويخادع ، ويستهزئ ، ويسخر وينسى.

    (٤) الفقرة في م كما يلي : ومعنى ذلك كلّه أنّه فعل مثل فعلهم من المكر والكيد والاستهزاء ، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

    (٥) عبارة : وليس يرد ... ألفاظ القرآن ، ليست في ق ، س.
    ٢٦

    [٢]

    باب الإعتقاد في صفات الذات وصفات الأفعال

    قال الشيخ أبو جعفر رحمه‌الله : كل ما وصفنا الله تعالى به من صفات ذاته ، فإنّما (١) نريد بكل صفة منها نفي ضدّها عنه تعالى.

    ونقول : لم يزل الله تعالى سميعاً ، بصيراً ، عليماً ، حكيماً ، قادراً ، عزيزاً ، حياً ، قيّوماً ، واحداً ، قديماً. وهذه صفات ذاته (٢).

    ولا نقول : إنّه تعالى لم يزل خلاقاً (٣) فاعلاً ، شائياً ، مريداً ، راضياً ، ساخطاً ، رازقاً ، وهاباً ، متكلماً ، لأنّ هذه صفات أفعاله وهي محدثة لا يجوز أن يقال : لم يزل الله تعالى موصوفاً بها.

    __________________

    (١) في م فإنّا.

    (٢) في م صفات الذات ، وفي ق : الصفات ذاته.

    (٣) في هامش م ، ر : خالقاً.
    ٢٧

    [٣]

    باب الإعتقاد في التكليف

    قال الشيخ ـ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ اعتقادنا في التكليف هو أنّ الله تعالى لم يكلّف عباده إلا دون ما يطيقون ، كما قال الله في القرآن ( لا يكلّف الله نفساً إلا وسعها ) (١) والوسع دون الطاقة.

    وقال الصادق عليه‌السلام : « والله تعالى ما كلّف العباد إلا دون ما يطيقون ، لأنّه كلّفهم في كل يوم وليلة خمس صلوات ، وكلّفهم في السنة صيام ثلاثين يوماً ، وكلّفهم في كل مائتي درهم خمسة دراهم ، وكلّفهم حجة واحدة ، وهم يطيقون أكثر من ذلك » (٢) (٣).

    __________________

    (١) البقرة ٢ : ٢٨٦.

    (٢) روى نحوه البرقي في المحاسن : ٢٩٦ باب الاستطاعة والاجبار من كتاب مصابيح الظلم ـ ح ٤٦٥.

    (٣) في ر ، س : « ما مكلف الله العباد ». وفي ج : « وكلفهم في العمر حجة واحدة ». وعبارة : من العبادات الشرعية والعقلية ، أثبتت في ر في موضعين : بعد « ما يطيقون » وبعد « وهم يطيقون أكثر من ذلك » ، وفي س أثبتت في الموضع الأول ، وفي م أثبتت في الموضع الثاني ، بينما خلت منها ق ، ج ، وبحار الأنوار ٥ : ٣٠٥. والمحاسن : وآثرنا عدم تثبيتها في المتن ، لأنها تبدو من إضافات المحشين التي تُفحم غفلة في المتون أحياناً.
    ٢٨

    [٤]

    باب الإعتقاد في افعال العباد

    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ : اعتقادنا في أفعال العباد أنّها مخلوقة خلق تقدير لا خلق تكوين ، ومعنى ذلك أنّه لم يزل الله عالماً بمقاديرها. (١)

    [٥]

    باب الإعتقاد في نفي الجبر والتفويض

    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ : اعتقادنا في ذلك قول الصادق عليه‌السلام : « لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين ».

    فقيل له : وما أمر بين أمرين ؟

    قال : « ذلك مثل رجل رايته على معصية فنهيته ، فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية ، فليس حيث لا يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية » (٢).

    __________________

    (١) العبارة في م : وذلك أنّه تعالى لم يزل عالماً بمقاديرها.

    (٢) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٦٢ باب نفي الجبر والتفويض ح ٨ ، والكليني في الكافي ١ : ١٢٢ باب الجبر والقدر ح ١٣.
    ٢٩

    [٦]

    باب الإعتقاد في الإرادة والمشيئة

    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ : اعتقادنا في ذلك قول الصادق عليه‌السلام : « شاء الله وأراد ولم يحب ولم يرض ، شاء أن لا يكون شيء إلا بعلمه ، وأراد مثل ذلك ، ولم يحب أن يقال له ثالث ثلاثة ، ولم يرض لعباده الكفر ». (١).

    قال الله تعالى : ( إنَّك لا تهدي من أحببت ولكنَّ الله يهدى من يشاء ) (٢).

    وقال تعالى : ( وما تشاءون إلا أن يشاء الله ) (٣).

    وقال : ( ولو شاء ربُّك لآمن من في الأرض كلُّهم جميعاً أفأنت تكره النّاس حتَّى يكونوا مؤمنين ) (٤).

    وقال عزّوجلّ : ( وما كان لنفسٍ أن تؤمن إلا بإذن الله ) (٥).

    كما قال تعالى : ( وما كان لنفسٍ أن تموت إلا بإذن الله كتاباً مُؤجَّلاً ) (٦).

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٣٩ / باب المشيئة والإرادة ح ٩ والكليني في الكافي ١ : ١١٧ / باب المشيئة والإرادة ح ٥. وفي ر ، س : ولم يرض أن يكون شيئاً إلا بعلمه.

    (٢) القصص ٢٨ : ٥٦.

    (٣) الإنسان : ٧٦ : ٣٠.

    (٤) (٥) يونس ١٠ : ٩٩ ، ١٠٠.

    (٦) آل عمران ٣ : ١٤٥.
    ٣٠

    وكما قال عزّوجلّ : ( يقولون لو كان لنا من من الأمر شيءٌ ما قتلنا ههنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الّذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) (١).

    وقال تعالى : ( ولو شاء ربُّك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ) (٢).

    وقال جلّ جلاله : ( ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظاً ) (٣).

    وقال تعالى : ( ولو شئنا لآتينا كلَّ نفس هداها ) (٤).

    وقال عزّوجلّ : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيّقاً حرجاً كأنّما يصَّعَّد في السَّماء ) (٥).

    وقال الله تعالى : ( يريد الله ليبيّن لكم ويهديكم سنن الّذين من قبلكم ويتوب عليكم ) (٦).

    وقال تعالى : ( يريد الله ألا يجعل لهم حظّاً في الآخرة ) (٧).

    وقال : ( يريد الله أن يخفّف عنكم ) (٨).

    وقال تعالى : ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) (٩).

    وقال عزّوجلّ : ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتَّبعون الشَّهوات

    __________________

    (١) آل عمران ٣ : ١٥٤.

    (٢) الأنعام ٦ : ١١٢.

    (٣) الأنعام ٦ : ١٠٧.

    (٤) السجدة ٣٢ : ١٣.

    (٥) الأنعام ٦ : ١٢٥.

    (٦) النساء ٤ : ٢٦.

    (٧) آل عمران ٣ : ١٧٦.

    (٨) النساء ٤ : ٢٨.

    (٩) البقرة ٢ : ١٨٥.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاعتقادات الشيخ الصدوق Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاعتقادات الشيخ الصدوق   الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 1:27 pm



    أن تميلوا ميلاً عظيماً ) (١).

    وقال : ( وما الله يريد ظلماً للعباد ) (٢).

    فهذا اعتقادنا في الإرادة والمشيئة ومخالفونا يشنّعون علينا في ذلك ويقولون :

    إنّا نقول إنّ الله تعالى أراد المعاصي وأراد قتل الحسين بن علي عليهما‌السلام وليس هكذا نقول.

    ولكنّا نقول : إنّ الله تعالى أراد أن يكون معصية العاصين خلاف طاعة المطيعين.

    واردا أن تكون المعاصي غير منسوبة إليه من جهة الفعل ، وأراد أن يكون موصوفاً بالعلم بها قبل كونها.

    ونقول : أراد الله أن يكون قتل الحسين معصية خلاف الطاعة (٣).

    ونقول : أراد الله أن يكون قتله (٤) منهياً عنه غير مأمور به.

    ونقول : أراد الله تعالى أن يكون قتله مستقبحاً غير مستحسن.

    ونقول : أراد الله تعالى أن يكون قتله سخطاً لله غير رضىً.

    ونقول أراد الله ألا يمنع من قتله بالجبر والقدرة (٥) كما منع منه بالنهي (٦).

    __________________

    (١) النساء ٤ : ٢٧.

    (٢) غافر ٤٠ : ٣١.

    (٣) العبارة في ق : على معصية له خلاف الطاعة ، وفي ر : معصية له ...

    (٤) في م : القتل.

    (٥) في هامش م ، ر : والقهر.

    (٦) في ق زيادة : والقول لا ندفع القتل عنه عليه‌السلام كما دفع ... ، والسقط واضح فيها. وفي ج : والقول ، ولو منع منه بالجبر والقدرة كما منع منه بالنهي والقول لا ندفع القتل عنه عليه‌السلام كما اندفع. وكأن الإضافة هنا لتدارك السقط في ق.
    ٣٢

    ونقول : أراد الله أن لا يدفع القتل عنه عليه‌السلام كما دفع الحرق عن إبراهيم ، حين قال تعالى للنار التي أُلقي فيها : ( يا نار كوني برداً وسلماً على إبراهيم ) (١).

    ونقول : لم يزل الله تعالى عالماً بأنّ الحسين سيقتل (٢) ويدرك بقتله سعادة الأبد ، ويشقى قاتله شقاوة الأبد.

    ونقول : ما شاء الله كان ، وما لم يشأ لم يكن.

    هذا اعتقادنا في الإرادة والمشيئة دون ما نسبه (٣) إلينا أهل الخلاف والمشنّعون علينا من أهل الإلحاد.

    __________________

    (١) الأنبياء ٢١ : ٦٩.

    (٢) في هامش ر : بالجبر ، وفي ج زيادة : جبراً.

    (٣) في ر ، ج : ينسبه.

    ٣٣

    [٧]

    باب الإعتقاد في القضاء والقدر

    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ : اعتقادنا في ذلك قول الصادق عليه‌السلام لزرارة حين سأله فقال : ما تقول ـ يا سيدي (١) ـ في القضاء والقدر ؟ قال : « أقول إن الله تعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عمّا قضى عليهم » (٢).

    والكلام في القدر منهي عنه ، كما قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لرجل قد سأله عن القدر ، فقال : « بحر عميق فلا تلجه ».

    ثم سأله ثانية فقال : « طريق مظلم فلا تسلكه » ، ثم سأله ثالثة فقال : « سرّ الله فلا تتكلّفه ) (٣).

    وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام في القدر : « ألا إنّ القدر سرّ من سرّ الله » ، وستر من ستر الله ، وحرز من حرز الله ، مرفوع في حجاب الله ، مطوي عن خلق الله ، مختوم

    __________________

    (١) أثبتناها من ر.

    (٢) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٦٥ / باب القضاء والقدر ج ٢.

    (٣) المصدر السابق ، ح ٣ وفي ق ، س : سر الله فلا تتكلمه ، وفي هامش ر : ... تكشفه ، وفي التوحيد ... تكلفه.
    ٣٤

    بخاتم الله ، سابق في علم الله ، وضع الله عن العباد علمه (١) ورفعه فوق شهاداتهم ، لأنّهم لا ينالونه بحقيقته الربّانية ، ولا بقدرته الصمدانية ولا بعظمته النورانيّة ، ولا بعزته الوحدانية (٢) لأنه بحر زاخر مواج خالص لله تعالى ، عمقه ما بين السماء والأرض ، عرضه ما بين المشرق والمغرب ، أسود كالليل الدامس ، كثير الحيات والحيتان ، يعلو مرّة ويسفل أُخرى ، في قعره شمس تضيء لا ينبغي أن يطلّع إليها إلا الواحد الفرد ، فمن تطلّع عليها (٣) فقد ضاد الله في حكمه ، ونازعه في سلطانه ، وكشف عن سره وستره ، وباء بغضب من الله ، ومأواه جهنم وبئس المصير » (٤).

    وروي أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام عدل من عند حائط مائل إلى مكان آخر ، فقيل له : يا أمير المؤمنين ، تفر من قضاء الله ؟ فقال عليه‌السلام : « أفر من قضاء الله إلى قدر الله » (٥).

    وسئل الصادق عليه‌السلام عن الرقى ، هل تدفع من القدر شيئاً ؟ فقال : « هي من القدر » (٦).

    __________________

    (١) العبارة في ر : « وضع العباد عن علمه » وفي باقي النسخ والتوحيد : « وضع الله العباد عن علمه » ، وفي هامش التوحيد : هكذا في كل النسخ إلا ج ففيها : « ومنع الله العباد عن علمه » وما أثبتناه هي عبارة البحار ٥ : ٩٧ كما أوردها عن كتابنا هذا.

    (٢) العبارة في ق ، ر : « لأنّه لا ينالونه بحقيقته الربّانية ، ولا بقدرة / بقدر الصمدانية ، ولا بعظمة / بالعظمة النورانية ، ولا بعزّة الوحدانية ».

    (٣) كذا في النسخ ، وفي التوحيد : « إليها » والظاهر أنّها الأنسب.

    (٤) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٨٣ باب القضاء والقدر ح ٣٢.

    (٥) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٦٩ باب القضاء والقدر ح ٨.

    (٦) المصدر السابق ، ص ٣٨٢ ح ٢٩.
    ٣٥

    [٨]

    باب الإعتقاد في الفطرة والهداية

    قال الشيخ أبو جعفر رحمه‌الله : اعتقادنا في ذلك أنّ الله تعالى فطر جميع الخلق على التوحيد ، وذلك قوله تعالى : ( فطرت الله الَّتي فطر النَّاس عليها ) (١).

    وقال الصادق عليه‌السلام في قول الله تعالى : ( وما كان الله ليضلَّ قوماً بعد إذ هديهم حتَّى يبيّن لهم ما يتَّقون ) قال : « حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه ».

    وقال في قوله تعالى : ( فألهمها فجورها وتقويها ) قال : « بيّن لها ما تأتي وما تترك ».

    وقال في قوله تعالى : ( إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) قال « عرفناه إمّا آخذاً وإمّا تاركاً ».

    وفي قوله تعالى : ( وأمّا ثمود فهدينهم فاستحبُّوا العمى على الهدى ) قال : « وهم يعرفون » (٢).

    __________________

    (١) الروم ٣٠ : ٣٠.

    (٢) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ١١ ٤ باب التعريف والبيان والحجة ح ٤ ، والكليني في الكافي ١ : ١٢٤ باب البيان والتعريف ولزوم الحجة ح ٣.

    والآيات الكريمة على التوالي في التوبة ٩ : ١٥ ، الشمس ٩١ : ٨ ، الإنسان ٧٦ : ٣ ، فصلت ٤١ : ١٧.

    وصيغة تفسير الآية الثانية في م هي : ( يبيّن لها ما أتى وما ترك ).

    وصدر تفسير الآية الأخيرة في المصدرين هو : ( عرفناهم فاستحبّوا العمى على الهدى وهم ... ).
    ٣٦

    وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ : ( وهدينه النَّجدين ) قال : « نجد الخير ونجد الشر » (١).

    وقال عليه‌السلام : ( ما حجب الله علمه عن العباد فهو ، موضوع عنهم ) (٢).

    وقال عليه‌السلام : « إنّ الله احتجّ على الناس بما آتاهم وعرفهم » (٣).

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٤١١ باب التعريف والبيان والحجة ح ٥ ، والكليني في الكافي ١ : ١٢٤ باب البيان والتعريف ح ٤.

    و الآية الكريمة في سورة البلد ٩٠ : ١٠.

    (٢) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٤١٣ باب التعريف والبيان ح ٩ ، والكليني في الكافي ١ : ١٢٥ باب حجج الله على خلقه ح ٣.

    (٣) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٤١٠ باب التعريف والبيان والحجة ح ٢ ، والكليني في الكافي ١ : ١٢٤ باب البيان والتعريف ولزوم الحجة ح ١.
    ٣٧

    [٩]

    باب الإعتقاد في الاستطاعة

    قال الشيخ رحمه‌الله : اعتقادنا في ذلك ما قاله موسى بن جعفر عليه‌السلام حين قيل له : أيكون العبد مستطيعا ؟

    قال : « نعم ، بعد أربع خصال : أن يكون مخلّى السرب (١) ، صحيح الجسم ، سليم الجوارح ، له سبب وارد من الله تعالى. فإذا تمّت هذه فهو مستطيع ».

    فقيل له : مثل أي شيء ؟

    قال : « يكون الرجل مخلّى السِّرب صحيح الجسم سليم الجوارح لا يقدر أن يزني إلا أن يرى امرأةً ، فإذا وجد المرأة فأمّا أن يعصم فيمتنع كما امتنع يوسف ، وأمّا أن يخلّى بينه وبينها فيزني فهو زان ، ولم يطع الله باكراه ، ولم يعص بغلبة » (٢).

    وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) قال عليه‌السلام : « مستطيعون يستطيعون الأخذ بما أُمروا به ،

    __________________

    (١) السِّرب : الطريق مجمع البحرين ٢ : ٨٢ مادة سرب.

    (٢) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٤٨ باب الاستطاعة ح ٧ عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام والكليني في الكافي ١ : ١٢٢ باب الاستطاعة ح ١.
    ٣٨

    والترك لما نهوا عنه ، وبذلك ابتلوا » (١).

    قال أبو جعفر عليه‌السلام : « في التوراة مكتوب : يا موسى ، إنّي خلقتك واصطفيتك وقوّيتك ، وأمرتك بطاعتي ، ونهيتك عن معصيتي ، فإن أطعتني أعنتك على طاعتي ، وإن عصيتني لم أعنك على معصيتي ، ولي المنّة عليك في طاعتك لي ، ولي الحجة عليك في معصيتك لي » (٢).

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٤٩ باب الاستطاعة ح ٩. وتنفرد نسخة م بصيغة للحديث كالتالي : « ... لأخذ ما أُمروا به ، وترك ما نهوا .. ».

    والآية الكريمة في سورة القلم ٦٨ : ٤٣.

    (٢) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٤٠٦ باب الأمر والنهي ح ٢ ، وفي أماليه : ٢٥٤ المجلس الحادي والخمسون ح ٣. وفي م : ( في التوراة مسطور ).
    ٣٩

    [١٠]

    باب الإعتقاد في البداء

    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ : إنّ اليهود قالوا إنّ الله قد فرغ من الأمر.

    قلنا : بل هو تعالى كل يوم هو في شأن ، لا يشغله شأن عن شأن ، يحيي ويميت (١) ، ويخلق ويرزق ، ويفعل ما يشاء.

    وقلنا : يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أُمّ الكتاب ، وإنّه لا يمحوا إلا ما كان ولا يثبت إلا ما لم يكن.

    وهذا ليس ببداء ، كما قالت اليهود وأتباعهم (٢) فنسبتنا اليهود في ذلك إلى القول بالبداء ، وتابعهم على ذلك من خالفنا من أهل الأهواء المختلفة (٣).

    وقال الصادق عليه‌السلام : « ما بعث الله نبيّاً قط حتى يأخذ عليه الاقرار بالعبودية ، وخلع الأنداد ، وإنّ الله تعالى يؤخّر ما يشاء ويقدّم ما يشاء » (٤).

    __________________

    (١) العبارة : لا يشغله شأن ... ويميت ، ليست في ق ، س. وفي ر : يحيي ويميت.

    (٢) السطر بأكمله ليس في ق ، س.

    (٣) في م زيادة : من المخالفين.

    (٤) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٣٣ باب البداء ح ٣ ، والكليني في الكافي ١ : ١١٤ باب البداء ح ٣. وفي كلا المصدرين : ( يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء ).
    ٤٠

    ونسخ الشرايع والأحكام بشريعة نبينا محمد (ص) من ذلك ، ونسخ الكتب بالقرآن من ذلك.

    وقال الصادق عليه‌السلام : « من زعم أنّ الله بدا ( له ) في شيء اليوم لم يعلمه أمس فابرؤا منه » (١).

    وقال عليه‌السلام : « من زعم أنّ الله بدا له في شيء بداء ندامة ، فهو عندنا كافر بالله العظيم ).

    وأمّا قول الصادق عليه‌السلام : « ما بدا لله في شيء كما بدا له في ابني إسماعيل » فإنه يقول : ما ظهر لله سبحانه أمر في شيء كما ظهر له في ابني إسماعيل ، « إذ اخترمه قبلي ، ليعلم أنّه ليس بإمام بعدي » (٢).

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في كمال الدين : ٦٩ باب اعتراض الزيدية على الإمامية. وفي ق ، س ، ر : « من زعم أنّه يريد الله عزّوجلّ في شيء » وما أثبتناه في المتن من م وهامش ر. وفي م : « أنا بريء » بدلا عن « فابرؤوا ».

    (٢) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٣٦ باب البداء ح ١٠.
    ٤١

    [١١]

    باب الاعتقاد

    في التناهي عن الجدل والمراء في الله عزّوجلّ وفي دينه

    قال الشيخ أبو جعفر ـ رحمة الله عليه ـ : الجدل في الله تعالى منهي عنه ، لأنّه يؤدي إلى ما لا يليق به.

    وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ : ( وأنَّ إلى ربك المنتهى ) قال : « إذا انتهى الكلام إلى الله تعالى فأمسكوا » (١).

    وكان الصادق عليه‌السلام يقول : « يا بن آدم ، لو أكل قلبك طائر ما أشبعه ، وبصرك لو وضع عليه خرق أبرة لغطّاه ، تريد أن تعرف بهما ملكوت السموات والأرض : إن كنت صادقاً فهذه الشمس خلقاً من خلق الله ، إن قدرت أن تملأ عينك منها فهو كما تقول » (٢).

    والجدل في جميع (٣) أُمور الدين منهي عنه.

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٤٥٦ باب النهي عن الكلام والمراء ح ٩ ، والكليني في الكافي ١ : ٧٢ باب النهي عن الكلام في الكيفيّة ح ٢. والآية الكريمة في سورة النجم ٥٣ : ٤٢.

    (٢) المصدرين السابقين ، الأوّل ص ٤٥٥ ح ٥ ، والثاني ص ٧٣ ح ٨.

    (٣) ليست في م ، س.
    ٤٢

    وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « من طلب الدين بالجدل تزندق ».

    وقال الصادق عليه‌السلام : « يهلك أصحاب الكلام وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (١).

    فأمّا الاحتجاج على المخالفين (٢) بقول الأئمّة أو بمعاني كلامهم لمن يحسن الكلام فمطلق ، وعلى من لا يحسن فمحظور محرم.

    وقال الصادق عليه‌السلام : « حاجّوا الناس بكلامي ، فإن حاجوكم كنت أنا المحجوج لا أنتم ».

    وروي عنه عليه‌السلام أنّه قال : « كلام في حق خير من سكوت على باطل ».

    وروي أن أبا هذيل العلاف قال لهشام بن الحكم : أُناظرك على أنّك إن غلبتني رجعت إلى مذهبك ، وإن غلبتك رجعت إلى مذهبي.

    فقال هشام : ما أنصفتني ! بل أُناظرك على أني إن غلبتك رجعت إلى مذهبي ، وإن غلبتني رجعت إلى إمامي.

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٤٥٨ باب النهي عن الكلام والمراء ح ٢٢.

    (٢) في ر ، ح زيادة : بقول الله تعالى وبقول رسوله و.
    ٤٣

    [١٢]

    باب الإعتقاد في اللوح والقلم

    قال الشيخ أبو جعفر رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في اللوح والقلم أنّهما ملكان.

    [١٣]

    باب الإعتقاد في الكرسي

    قال أبو جعفر رحمه‌الله : اعتقادنا في الكرسي أنّه وعاء جميع الخلق من (١) العرش والسَّموات والأرض ، وكل شيء خلق الله تعالى في الكرسي.

    وفي وجه آخر (٢) هو العلم.

    وقد سئل الصادق عليه‌السلام عن قوله تعالى : ( وسع كرسيُّه السَّموات والأرض ) ؟

    قال : « علمه » (٣).

    __________________

    (١) في ق ، س : و.

    (٢) في م زيادة : الكرسي.

    (٣) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣٢٧ باب معنى ( وسع كرسيّه السَّموات والأرض ) ح ١.

    والآية الكريمة من سورة البقرة ٢ : ٢٥٥.
    ٤٤

    [١٤]

    باب الإعتقاد في العرش

    قال الشيخ أبو جعفر رحمه‌الله : اعتقادنا في العرض أنه جملة جميع الخلق.

    والعرض في وجه آخر هو العلم.

    وسئل الصادق عليه‌السلام عن قوله تعالى : ( الرَّحمن على العرش استوى ) ؟

    فقال : « استوى من كل شيء ، فليس شيء أقرب إليه من شيء » (١).

    فأمّا العرش الذي هو جملة جميع الخلق فحملته ثمانية من الملائكة ، لكل واحد منهم ثمانية أعين ، كل عين طباق الدنيا :

    واحد منهم على صورة بني آدم ، فهو يسترزق الله تعالى لولد آدم. واحد منهم (٢) على صورة الثور ، يسترزق الله للبهائم كلّها ، وواحد منهم على صورة الأسد ، يسترزق الله تعالى للسباع ، وواحد منهم على صورة الديك ، فهو يسترزق الله للطيور.

    فهم اليوم هؤلاء الأربعة ، فإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية.

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في التوحيد : ٣١٥ باب معنى ( الرحمن على العرش استوى ) ح ١ ، والكليني في الكافي : ١ : ٩٩ باب الحركة والانتقال ح ٦. والآية الكريمة في سورة طه ٢٠ : ٥.

    (٢) في م. والآخر ، بدلاً عن : واحد منهم ، وكذا في الموضعين الآتيين.
    ٤٥

    وأمّا العرش الذي هو العلم ، فحملته أربعة من الأوّلين ، وأربعة من الآخرين.

    فأمّا الأربعة من الأوّلين : فنوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى. وأمّا الأربعة من الآخرين : فمحمد ، وعلي ، والحسن ، والحسين ، صلّى الله عليهم . هكذا روي بالأسانيد الصحيحة عن الأئمّة عليهم‌السلام في العرش وحملته.

    وإنّما صار هؤلاء حملة العرش الذي هو العلم (١) لأنّ الأنبياء الذين كانوا قبل نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كانوا على شرائع الأربعة (٢) : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ، ومن قبل هؤلاء (٣) صارت العلوم إليهم ، وكذلك صار العلم من بعد محمد وعلي والحسن والحسين عليهم‌السلام إلى من بعد الحسين من الأئمّة ـ عليهم‌السلام.

    __________________

    (١) العبارة في ق ، س : وإنّما صار هؤلاء حملة العلم.

    (٢) في ر زيادة : من الأولّين.

    (٣) في ر زيادة : الأربعة.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاعتقادات الشيخ الصدوق Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاعتقادات الشيخ الصدوق   الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 1:28 pm



    [١٥]

    باب الإعتقاد في النفوس والأرواح

    قال الشيخ أبو جعفر رحمه‌الله : اعتقادنا في النفوس أنّها هي الأرواح التي بها الحياة ، وأنّها الخلق الأوّل ، لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ أوّل ما أبدع الله سبحانه وتعالى هي النفوس المقدسة المطهرة (١) ، فأنطقها بتوحيده ، ثم خلق بعد ذلك سائر خلقه ».

    واعتقادنا فيها أنّها خلقت للبقاء ولم تخلق للفناء ، لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ما خلقتم للفناء بل خلقتم للبقاء ، وإنّما تنقلون من دار إلى دار ».

    وأنّها في الأرض غريبة ، وفي الأبدان مسجونة.

    واعتقدنا فيها أنّها إذا فارقت الأبدان فهي باقية ، منها منعمّة ، ومنها معذّبة ، إلى أن يردها الله تعالى بقدرته إلى أبدانها.

    وقال عيسى بن مريم للحواريين : « بحق أقول لكم ، أنّه لا يصعد إلى السماء إلا ما نزل منها ».

    وقال تعالى : ( ولو شئنا لرفعنه بها ولكنَّه أخلد إلى الأرض واتبَّع هواه ) (٢) فما

    __________________

    (١) ف س : مقدسة مطهرة.

    (٢) الأعراف ٧ : ١٧٦.
    ٤٧

    لم يرفع منها إلى الملكوت بقي يهوى في الهاوية ، وذلك لأنّ الجنّة درجات والنار دركات.

    وقال تعالى : ( تعرج الملائكة والرُّوح إليه ) (١).

    وقال تعالى : ( إنّ المتَّقين في جنّت ونهر * في مقعد صدق عند مليك مُّقتدر ) (٢).

    وقال تعالى : ( ولا تحسبنَّ الّذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربّهم يرزقون * فرحين بما ءاتاهم الله من فضله ويستبشرون بالّذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ) (٣).

    وقال تعالى : ( ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموت بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون ) (٤).

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الأرواح جنود مجنّدة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف » (٥).

    وقال الصادق عليه‌السلام : « إنّ الله تعالى آخى بين الأرواح في الأظلة قبل أن يخلق الأبدان بألفي عام ، فلو قد قام قائمنا أهل البيت لورث الأخ الذي آخى بينهما في الأظلة ، ولم يرث (٦) الأخ من الولادة ».

    وقال عليه‌السلام : « إنّ الأرواح لتلتقي في الهواء فتعارف فتساءل ، فإذا أقبل

    __________________

    (١) المعارج ٧٠ : ٤.

    (٢) القمر ٥٤ : ٥٤ و ٥٥.

    (٣) آل عمران ٣ : ١٦٩ ، ١٧٠.

    (٤) البقرة ٢ : ١٥٤.

    (٥) رواه مسنداً المصنّف في علل الشرائع ١ : ٨٤ عن الصادق عليه‌السلام.

    (٦) كذا في النسخ وموضع من البحار ٦١ : ٧٨ ، وفي موضع آخر ٦ : ٢٤٩ يورّث.
    ٤٨

    روح من الأرض قالت الأرواح : دعوه (١) فقد أفلت من هول عظيم ، ثم سألوه ما فعل فلان وما فعل فلان ، فكلّما قال قد بقي رجوه أن يلحق بهم ، وكلّما قال قد مات قالوا هوى هوى » (٢).

    وقال تعالى : ( ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى ) (٣).

    وقال تعالى : ( وأمّا من خفَّت موزينه فاُمُّه هاوية * وما أدراك ماهية * نارٌ حاميةٌ ) (٤).

    ومثل الدنيا وصاحبها (٥) كمثل البحر والملاح والسفينة.

    وقال لقمان عليه‌السلام لابنه : « يا بني ، إن الدنيا بحر عميق وقد هلك فيها عالم كثير ، فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله ، واجعل زادك فيها تقوى الله ، واجعل شراعها التوكّل على الله. فإن نجوت فبرحمة الله ، وإن هلكت فبذنوبك » (٦).

    وأشد ساعات ابن آدم ثلاث ساعات (٧) : يوم يولد ، ويوم يموت ، يوم يبعث حيّاً.

    ولقد سلّم الله تعالى على يحيى في هذه الساعات ، فقال الله تعالى : ( وسلم عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيّاً ) (٨).

    __________________

    (١) العبارة في النسخ : « فإذا أقبل روح من الأرض فدعوه » وما أثبتناه من ج وهامش ر.

    (٢) نحوه رواه مرسلاً المصنّف في الفقيه ١ : ١٢٣ ح ٥٩٣ ، ورواه مسنداً الكليني في الكافي ٣ : ٢٤٤ باب في أرواح المؤمنين.

    (٣) طه ٢٠ : ٨١.

    (٤) القارعة ١٠١ : ٨ ـ ١١.

    (٥) ليست في ق ، س.

    (٦) رواه مرسلاً المصنّف في كتابه الفقيه ٢ : ١٨٥ باب الزاد في السفر ح ٨٣٣. وفي ر ، وهامش م : « واجعل شراعك فيها التوكّل ». وفي ق ، ر : « وإن هلكت فبذنوبك لا من الله ».

    (٧) العبارة في ق ، س : وأشد ساعاته.

    (٨) مريم ١٩ : ١٥.
    ٤٩

    وقد سلّم فيها (١) عيسى على نفسه فقال ( والسَّلام عليَّ يوم ولدتُ ويوم أموت ويوم أُبعث حيّاً ) (٢) والاعتقاد في الروح أنه ليس من جنس البدن ، وأنه خلق آخر ، لقوله تعالى : ( ثمَّ أنشأنه خلقاً ءاخر فتبارك الله أحسن الخلقين ) (٣).

    واعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة عليهم‌السلام إنّ فيهم خمسة أرواح : روح القدس ، وروح الإيمان ، وروح القوّة ، وروح الشهوة ، وروح المدرج.

    وفي المؤمنين أربعة أرواح : روح الايمان ، وروح القوّة ، وروح الشهوة ، وروح المدرج.

    وفي الكافرين والبهائم ثلاثة أرواح : روح القوّة ، روح الشهوة ، وروح المدرج.

    وأمّا قوله تعالى : ( ويسئلونك عن الرُّوح قل الرُّوح من أمر ربّي ) (٤) فإنّه خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله والأئمة عليهم‌السلام (٥) ومع الملائكة ، وهو من الملكوت.

    وأنا أُصنّف في هذا المعنى كتاباً أشرح فيه معاني هذه الجمل إن شاء الله تعالى.

    __________________

    (١) أثبتناها م ، ج.

    (٢) مريم ١٩ : ٣٣.

    (٣) المؤمنون ٢٣ : ١٤.

    (٤) الاسراء ١٧ : ٨٥.

    (٥) والأئمة عليهم‌السلام ، ليست في ق ، س ، وقد أثبتت في هامش م ، ر مذيّلة بإشارة غير واضحة إن كانت تعني بدلاً عن الملائكة أو إضافة إليها. مع ملاحظة أنّ أحاديث الباب في الكافي ١ : ٢١٥ ، والمنقول عن كتابنا في بحار الأنوار ٦١ : ٧٩ ، أثبتا الأئمّة فقط.
    ٥٠

    [١٦]

    باب الإعتقاد في الموت

    قيل لأمير المؤمنين علي عليه‌السلام صف لنا الموت ؟.

    فقال عليه‌السلام : ( على الخبير سقطتم ) ، هو أحد ثلاثة أُمور يرد عليه :

    إمّا بشارة بنعيم الأبد ، وإمّا بشارة بعذاب الأبد ، وإمّا بتحزين (١) وتهويل وأمر مبهم (٢) لا يدري من أي الفرق هو.

    أمّا وليّنا والمطيع لأمرنا فهو المبشّر بنعيم الأبد.

    وأمّا عدونا والمخالف لأمرنا ، فهو المبشّر بعذاب الأبد.

    وأمّا المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله ، فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول حاله (٣) يأتيه الخبر مبهما مخوفاً (٤) ثم لن يسويه الله بأعدائنا ، ويخرجه من النار بشفاعتنا.

    فاعلموا (٥) وأطعيوا ولا تتّكلوا (٦) ولا تستصغروا عقوبة الله ، فإنّ من

    __________________

    (١) في ق : بتخويف.

    (٢) « وأمر مبهم » أثبتناها من م.

    (٣) « لا يدري ما يؤول حاله » أثبتناها من م.

    (٤) العبارة في النسخ مضطربة ، فهي ما بين : « الخير / الخبر ، مبهماً / منهما » ولكنها تتفق في : « محرفا » وما أثبتناه من ج ومعاني الأخبار.

    (٥) في هامش س : ( فاعقلوا ) وفي بعض النسخ : « فاعتملوا ».

    (٦) في ر : ( تتكلموا ) ، وتقرأ في بقية النسخ : « تنكلوا ».
    ٥١

    المسرفين من لا يلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة » (١).

    وسئل الحسن بن علي عليهما‌السلام ، ما الموت الذي جهلوه ؟

    فقال ـ عليه‌السلام : « أعظم سرور يرد على المؤمنين إذ نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد ، وأعظم ثبور يرد على الكافرين إذ نقلوا عن جنّتهم إلى نار لا تبيد ولا تنفد » (٢).

    ولما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام : نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم ، لأنّهم إذا اشتد بهم الأمر تغيّرت ألوانهم ، وارتعدت فرائصهم ، ووجلت قلوبهم ، ووجبت جنوبهم. وكان الحسين عليه‌السلام وبعض من معه من خواصّه (٣) تشرق ألوانهم ، وتهدأ جوارحهم ، وتسكن نفوسهم.

    فقال بعضهم لبعض : أُنظروا إليه لا يبالي بالموت.

    فقال لهم الحسين عليه‌السلام : « صبراً بني الكرام ، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضر (٤) إلى الجنان الواسعة والنعم (٥) الدائمة ، فأيّكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر ، وهؤلاء أعداؤكم كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب أليم : إنّ أبي حدثني عن رسول الله : إنّ الدنيا سجن المؤمن وجنًة الكافر.

    والموت جسر (٦) هؤلاء إلى جنّاتهم ، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ، ما كَذبت ولا كُذِبْت » (٧).

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٢٨٨ باب معنى الموت ح ٢.

    (٢) المصدر السابق ، ح ٣.

    (٣) في جميع النسخ والبحار ومعاني الأخبار : خصائصه ، وما أثبتناه من ج.

    (٤) في م : والضراء.

    (٥) في م ، س : والنعيم ، وفي ر : والنعمة.

    (٦) في ق : حشر ، وكذا التي بعدها.

    (٧) رواه المصنّف في معاني الأخبار : ٢٨٨ باب معنى الموت ح ٣.
    ٥٢

    وقيل لعلي بن الحسين : ما الموت ؟

    فقال عليه‌السلام : « للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة ، وفكّ قيود وأغلال ثقيلة ، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح ، وأوطأ المراكب ، وآنس المنازل.

    وللكافر كخلع ثياب فاخرة ، والنقل عن منازل أنيسة ، والاستبدال (١) بأوسخ الثياب وأخشنها ، وأوحش (٢) المنازل ، وأعظم العذاب ».

    وقيل لمحمد بن علي عليه‌السلام : ما الموت ؟

    فقال : « هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة ، إلا أنّه طويل مدّته (٣) لا ينتبه (٤) منه إلا يوم القيامة. فمنهم من رأى في منامه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره ، ومنهم من رأى في نومه من أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره ، فكيف حال من فرح في الموت (٥) ووجل فيه ! هذا هو الموت فاستعدّوا له » (٦).

    وقيل للصادق عليه‌السلام : صف لنا الموت ؟

    فقال : « هو للمؤمنين كأطيب ريح يشمّه فينعس (٧) لطيبه فينقطع (٨) التعب والألم كلّه عنه. وللكافر كلسع الأفاعي وكلدغ العقارب وأشد ».

    قيل : فإنّ قوماً يقولون (٩) هو أشدّ من نشر بالمناشير ، وقرض بالمقاريض ،

    __________________

    (١) في م : والاستقبال.

    (٢) في ر ، وهامش م : أضيق.

    (٣) في م ، ر : المدة

    (٤) في س : ينتبّه.

    (٥) في ر : النوم.

    (٦) رواه المصنّف في معاني الأخبار : ٢٨٩ باب معنى الموت ح ٥ مع اختلاف في بعض الجمل.

    (٧) أثبتناها من ق وهامش م ، وفي النسخ : « فينعش ».

    (٨) أثبتناها من ر ، وفي النسخ : « فيقطع ».

    (٩) في ق ، س ، ر زيادة : إنّه.
    ٥٣

    ورضخ بالحجارة ، وتدوير قطب الأرحية في الأحداق ؟

    فقال : « كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين ، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذلك الذي هو أشدّ من هذا [ إلا من عذاب الآخرة فإنه أشد ] من عذاب الدنيا ».

    قيل : فما لنا نرى كافراً يسهلٍ عليه النزع فينطفئ ، وهو يتحدّث ويضحك ويتكلّم ، وفي المؤمنين من يكون أيضاً كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد ؟

    قال عليه‌السلام : « ما كان من راحة هناك للمؤمنين فهو عاجل ثوابه ، وما كان من شدّة فهو تمحيصه من ذنوبه ، ليرد إلى الآخرة نقيّاً (١) نظيفاً مستحقاً لثواب الله ليس له مانع دونه. وما كان من سهولة هناك على الكافرين فليوفى (٢) أجر حسناته في الدنيا ، ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب ، وما كان من شدّة على الكافر هناك فهو ابتداء عقاب الله عند نفاد حسناته ، ذلكم بأنّ الله عدل لا يجور » (٣).

    ودخل موس بن جعفر عليه‌السلام على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعياً ، فقالوا له : يا بن رسول الله ، وددنا لو عرفنا كيف حال صاحبنا ، وكيف يموت ؟ فقال : « إن الموت هو المصفاة : يصفي المؤمنين من ذنوبهم ، فيكون آخر ألم يصيبهم كفّارة آخر وزر عليهم. ويصفي الكافرين من حسناتهم ، فتكون آخر لذّة أو نعمة أو رحمة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم. أما صاحبكم

    __________________

    (١) في ق : تقيّاً.

    (٢) في م ، س : فليتوفّى.

    (٣) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٢٨٧ باب معنى الموت ح ١ ، وعلل الشرائع : ٢٩٨ ح ٢ ، ومنهما ما أثبتناه بين المعقوفين.
    ٥٤

    فقد نخل من الذنوب نخلاً (١) وصفي من الآثام تصفية ، وخلص حتى نقى كما ينقى ثوب من الوسخ ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في (٢) دارنا دار الأبد » (٣).

    ومرض رجل من أصحاب الرضا عليه‌السلام فعاده ، فقال : « كيف تجدك ؟ » فقالت : لقيت الموت بعدك ، يريد به ما لقي من شدّة مرضه.

    فقال : « كيف لقيته ؟ » فقال : أليماً شديداً.

    فقال : « ما لقيته ، ولكن لقيت ما ينذرك به ، ويعرّفك بعض حاله. إنّما الناس رجلان : مستريح بالموت ، ومستراح منه (٤) فجدّد الإيمان بالله (٥) وبالولاية تكن مستريحا ». ففعل الرجل ذلك (٦) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

    وقيل لمحمد بن علي بن موسى عليهم‌السلام : ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت ؟.

    فقال : « لأنّهم جهلوه فكرهوه ، ولو عرفوه وكانوا من أولياء الله حقّاً لأحبّوه ، ولعلموا أنّ الآخرة خير لهم من الدنيا ».

    ثمّ قال : « يا عبدالله ، ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للألم عنه ؟ ». فقال : لجهلهم بنفع الدواء.

    فقال : « والذي بعث محمداً بالحق نبيّاً ، إنّ من قد استعد للموت حق الاستعداد فهو (٧) أنفع لهم من هذا الدواء لهذا المتعالج ، أما إنّهم لو علموا ما

    __________________

    (١) العبارة في م : « فقد خلي منا الذنوب تخلية » وليس في ق ، س : « نخلاً ».

    (٢) في م ، ق : « وفي ».

    (٣) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٢٨٩ باب معنى الموت ح ٦.

    (٤) أثبتناها من هامش ر ، وفي النسخ : « به ».

    (٥) في ج ، وهامش ر زيادة : وبالنبّوة.

    (٦) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٢٨٩ باب معنى الموت ح ٧.

    (٧) أثبتناها من ج ، وهامش ر ، وفي النسخ : « إنّه ».
    ٥٥

    يؤدي إليه الموت من النعم ، لاستدعوه وأحبّوه أشد ممّا يستدعي العاقل الحازم الدواء ، لدفع الآفات واجتلاب السلامات » (١).

    ودخل علي بن محمد عليهما‌السلام على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت ، فقال له : « يا عبدالله ، تخاف من الموت لأنّك لا تعرفه ، أرأيتك إذا اتسخت ثيابك وتقذرت ، وتأذّيت بما عليك من الوسخ والقذرة ، وأصابك قروح وجرب ، وعلمت أنّ الغسل في حمام يزيل عنك ذلك كلَه ، أما تريد أن تدخله فتغسل فيزول (٢) ذلك عنك ، أو ما تكره أن لا تدخله فيبقى ذلك عليك ؟ قال : بلى يا ابن رسول الله.

    قال : « فذلك الموت هو ذلك الحمّام ، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك وتنقيتك من سيّئاتك ، فإذا أنت وردت عليه وجاوزته ، فقد نجوت من كل غمّ وهمّ وأذى ووصلت إلى سرور وفرح ». فسكن الرجل ونشط واستسلم وغمض عين نفسه ومضى لسبيله (٣).

    وسئل الحسن بن علي عليهما‌السلام عن الموت ، ما هو ؟ فقال : « هو التصديق بما لا يكون. إنّ أبي حدّثني عن أبيه عن جدّه عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : إنّ المؤمن إذا مات لم يكن ميّتاً ، وإن الكافر هو الميّت ، إنّ الله عزّوجلّ يقول : ( يخرج الحيّ من الميّت ويخرج الميّت من الحيّ ) يعني المؤمن من الكافر ، والكافر من المؤمن (٤).

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٢٩٠ باب معنى الموت ح ٨.

    (٢) ليست في ق ، س.

    (٣) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٢٩٠ باب معنى الموت ح ٩.

    (٤) رواه المصنّف في معاني الأخبار : ٢٩٠ باب معنى الموت ح ٩. والآية الكريمة من سورة يونس ١٠ : ٣١.
    ٥٦

    وجاء رجل إلي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال يا رسول الله ، ما بالي لا أحبّ الموت ؟ قال :

    « ألك مال ؟ ». قال : نعم قال « قدمته ؟ ». قال : لا. قال : « فمن ثم لا تحبّ الموت » (١).

    وقال رجل لأبي ذر ـ رحمة الله عليه ـ : ما لنا نكره الموت ؟ فقال : لأنّكم عمّرتم الدنيا وخرّبتم الآخرة ، فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب.

    وقيل له : كيف ترى قدومنا على الله ؟ قال : أمّا المحسن فكالغائب يقدم على أهله ، وأمّا المسيء فكالآبق يقدم على مولاه.

    قيل : فيكف ترى حالنا عند الله ؟ فقال : اعرضوا أعمالكم على كتاب الله ، يقول الله تعالى : ( إن الأبرار لفي نعيم * وإن الفجار لفي جحيم ).

    قال الرجل : فأين رحمة الله ؟ قال : ( إنّ رحمة الله قريب من المحسنين ) (٢).

    __________________

    (١) رواه مسنداً في الخصال ١ : ١٣ باب الواحد ح ٤٧.

    (٢) النصوص المروية عن أبي ذر ـ رضوان الله عليه ـ رواها مسندة الكليني في الكافي ٢ : ٣٣١ باب محاسبة العمل ح ٢٠. وفي هامش م ، ر : فكالآبق يقدم على مولاه وهو منه خائف. والآيتان على التوالي في : الانفطار ٨٢ : ١٣ ، ١٤ ، الأعراف ٧ : ٥٦.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاعتقادات الشيخ الصدوق Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاعتقادات الشيخ الصدوق   الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 1:29 pm

    باب الإعتقاد في المساءلة في القبر

    قال الشيخ رحمه‌الله : اعتقادنا في المساءلة في القبر أنّها حق لا بد منها ، فمن أجاب بالصواب فاز بروح وريحان في قبره ، وبجنّة نعيم في الآخرة ، ومن لم يأت بالصواب فله نزل من حميم في قبره وتصلية جحيم في الآخرة.

    وأكثر ما يكون عذاب القبر من النميمة ، وسوء الخلق ، والاستخفاف بالبول.

    وأشد ما يكون عذاب القبر على المؤمن (١) مثل اختلاج العين أو شرطة حجام ويكون ذلك كفّارة لما بقي عليه من الذنوب التي (٢) لم تكفّرها الهموم والغموم والأمراض وشدة النزع عند الموت ، فإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كفن فاطمة بنت أسد في قميصه بعد ما فرغ النساء من غسلها ، وحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها ، ثم وضعها ودخل القبر واضطجع فيه ، ثم قام فأخذها على يديه ووضعها في قبرها ، ثمّ انكبّ عليها يناجيها طويلاً ويقول لها : ابنك ابنك ، ثم خرج وسوّى عليها التراب ، ثمّ انكبّ على قبرها ، فسمعوه وهو يقول (٣) : ( اللّهم إنّي استودعتها (٤) إياك ) ثمّ انصرف.

    __________________

    (١) في هامش م ، ر زيادة : المحق.

    (٢) في ج زيادة : لا.

    (٣) في ج ، وهامش ر زيادة : « لا إله إلا الله ».

    (٤) أثبتناها من م ، وفي النسخ : « أودعتها ».
    ٥٨

    فقال له المسلمون : يا رسول الله ، إنّا رأيناك صنعت اليوم شيئاً لم تصنعه قبل اليوم ؟.

    فقال : « اليوم فقدت برّ أبي طالب ، إنّها كانت يكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها وولدها. وإنّي ذكرت يوم القيامة يوماً وأنّ الناس يحشرون عراةً ، فقالت : واسوأتاه ، فضمنت لها أن يبعثها الله كاسيةً. وذكرت ضغطة القبر ، فقالت : واضعفاه ، فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك. فكفّنتها بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك ، وانكببت عليها فلقّنتها ما تسأل عنه.

    وإنّما سئلت عن ربّها فقالت الله ، وسئلت عن نبيّها فأجابت (١) ، وسئلت عن وليّها وإمامها فارتجّ عليها ، فقلت لها : ابنك ، ابنك. فقالت (٢) ولدي وليي وإمامي ، فانصرفا عنها وقالا : لا سبيل لنا عليك ، نامي كما تنام العروس في خدرها. ثم إنّها ماتت موتة ثانية.

    وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى قوله : ( ربّنا أمتنّا اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل إلى خروج من سبيل ) (٣).

    __________________

    (١) العبارة في ر : فقالت : الله ربي ، وسئلت عن نبيها فقالت محمد نبيي.

    (٢) من هنا إلى نهاية الباب ليست في ق ، س.

    (٣) غافر ٤٠ : ١١.
    ٥٩

    [١٨]

    باب الإعتقاد في الرجعة

    قال الشيخ رحمه‌الله : اعتقادنا في الرجعة أنها حق.

    وقد قال تعالى : ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم أُلوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ) (١).

    كان هؤلاء سبعين ألف (٢) بيت ، وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة ، فيخرج الأغنياء لقوّتهم ، ويبقى الفقراء لضعفهم. فيقل (٣) الطاعون في الّذين يخرجون ، ويكثر في الّذين يقيمون ، فيقولون الّذين يقيمون : لو خرجنا لم أصابنا الطاعون ، ويقول الّذين خرجوا : لو أقمنا لأصابنا كما أصابهم.

    فأجمعوا على أن يخرجوا جميعاً من ديارهم إذا كان وقت الطاعون ، فخرجوا بأجمعهم ، فنزلوا على شط بحر ، فلمّا وضعوا رحالهم ناداهم الله : موتوا ، فماتوا جميعاً ، فكنستهم المارة عن الطريق ، فبقوا بذلك ما شاء الله.

    ثم مرّ بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل يقال له إرميا ، فقال : « لو شئت يا رب لأحييتهم فيعمروا بلادك ، ويلدوا عبادك ، وعبدوك مع من يعبدك ». فأوحى الله

    __________________

    (١) البقرة ٢ : ٢٤٣.

    (٢) في بعض النسخ : ألف أهل البيت.

    (٣) في ق ، س : يقع ، وفي م ، ر : فيدفع ، وما أثبتناه من هامش الأخيرتين.
    ٦٠

    تعالى إليه : « أفتحب أن أحييهم لك ؟ ». قال : « نعم ». فأحياهم الله وبعثهم معه.

    فهؤلاء ماتوا ورجعوا إلى الدنيا ، ثمّ ماتوا بآجالهم.

    وقال تعالى : ( أو كالّذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنّه وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للّناس وانظر إلى العظام كيف ننشزها ثمّ نكسوها لحماً فلمّا تبين له قال أعلم أنّ الله على كل شيء قدير ) (١).

    فهذا مات مائة سنة ورجع إلى الدنيا وبقي فيها ، ثم مات بأجله ، وهو عزير (٢).

    وقال تعالى في قصة المختارين من قوم موسى لميقات ربّه : ( ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكم تشكرون ) (٣).

    وذلك أنّهم لما سمعوا كلام الله ، قالوا : لا نصدّق به (٤) حتى نرى الله جهرة ، فأخذتهم الصاعقة بظلمهم فماتوا ، فقال موسى عليه‌السلام : « يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم ؟ ». فأحياهم الله له فرجعوا إلى الدنيا ، فأكلوا وشربوا ، ونكحوا النساء ، وولد لهم الأولاد ، ثمّ ماتوا بآجالهم.

    وقال الله عزّوجلّ لعيسى عليه‌السلام : ( وإذ تخرج الموتى بإذني ) (٥).

    فجميع الموتى الذين أحياهم عيسى عليه‌السلام بإذن الله رجعوا إلى الدنيا

    __________________

    (١) البقرة ٢ : ٢٥٩.

    (٢) في ر زيادة : وروي أنّه ارميا.

    (٣) البقرة ٢ : ٥٦.

    (٤) أثبتناها من م.

    (٥) المائدة ٥ : ١١٠.
    ٦١

    وبقوا فيها ، ثمّ ماتوا بآجالهم.

    وأصحاب الكهف ( لبثوا في كهفهم ثلث مائة سنين وازدادوا تسعا ) (١).

    ثمّ بعثهم الله فرجعوا إلى الدنيا ليتساءلوا بينهم ، وقصّتهم معروفة.

    فإن قال قائل : إنّ الله عزّوجلّ قال : ( وتحسبهم أيقاظا وهم رقود ) (٢).

    قيل له : فإنّهم كانوا موتى ، وقد قال الله تعالى : ( قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرّحمن وصدق المرسلون ) (٣). وإن قالوا كذلك فإنّهم كانوا موتى. ومثل هذا كثير.

    وقد صحّ أنّ الرجعة كانت في الأُمم السالفة ، وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يكون في هذه الأمة مثل ما يكون في الأُمم السالفة ، حذوا النعل بالنعل ، والقذة بالقذة » (٤).

    فيجب على هذا الأصل أن تكون في هذه الأُمّة رجعة.

    وقد نقل مخالفونا أنه إذا خرج المهدي نزل عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، ونزوله إلى الأرض رجوعه إلى الدنيا بعد موته (٥) لأن الله تعالى قال : ( إني متوفّيك ورافعك إليّ ) (٦).

    وقال : ( وحشرنهم فلم نغادر منهم أحداً ) (٧).

    وقال تعالى : ( ويوم نحشر من كل أُمةً فوجاً مِّمَن يكذب بآيتنا ) (٨).

    __________________

    (١) الكهف ١٨ : ٢٥.

    (٢) الكهف ١٨ : ١٨.

    (٣) يس ٣٦ : ٥٢.

    (٤) رواه مرسلاً المصنّف في كتاب الفقيه ١ : ١٣٠ باب فرض الصلاة ح ٦٠٩.

    (٥) في م : الموت.

    (٦) آل عمران ٣ : ٥٥.

    (٧) الكهف ١٨ : ٤٧.

    (٨) النمل ٢٧ : ٨٣.
    ٦٢

    فاليوم الذي يحشر فيه الجميع (١) غير اليوم الذي يحشر فيه فوج.

    وقال تعالى : ( وأقسموا بالله جهد أيمنهم لا يبعث الله من يموت بلى وعداً عليه حقّاً ولكن أكثر النّاس لا يعلمون ) (٢) يعني في الرجعة ، وذلك أنّه يقول تعالى (٣) : ( ليبيّن لهم الذي يختلفون فيه ) (٤) والتبيين يكون في الدنيا لا في الآخرة.

    وسأُجرّد في الرجعة كتاباً أُبيّن فيه كيفيتها والدلالة على صحّة كونها إن شاء الله.

    والقول بالتناسخ باطل (٥) ومن دان بالتناسخ فهو كافر ، لأنّ في التناسخ إبطال الجنّة والنار.

    __________________

    (١) في ق ، س : الجمع.

    (٢) النحل ١٦ : ٣٨.

    (٣) في ج ، وهامش ر زيادة : بعد ذلك.

    (٤) النحل ١٦ : ٣٩.

    (٥) العبارة في م : ونقول في التناسخ باطل.
    ٦٣

    [١٩]

    باب الإعتقاد في البعث بعد الموت

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في البعث بعد الموت أنّه حق.

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « يا بني عبد المطلب ، إنّ الرائد لا يكذب أهله. والذي بعثني بالحق نبيّاً ، لتموتن كما تنامون ، ولتبعثنّ كما تستيقظون ، وما بعد الموت دار إلا جنّة أو نار ».

    وخلق جميع الخلق وبعثهم على الله عزّوجلّ كخلق نفس واحدةٍ وبعثها (١) ، قال تعالى : ( ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدةٍ ) (٢).

    __________________

    (١) ليست في م. والعبارة في ر : كخلق واحد وبعث نفس واحدة.

    (٢) لقمان ٣١ : ٢٨.
    ٦٤

    [٢٠]

    باب الإعتقاد في الحوض

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الحوض أنّه حق ، وأنّ عرضه ما بين أيلة وصنعاء ، وهو حوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنّ فيه من الأباريق عدد نجوم السماء (١) وأنّ الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، يسقي منه أولياءهُ ، ويذود عنه أعداءه ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ليختلجنّ قوم من أصحابي دوني وأنا على الحوض ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأُنادي : يا ربّ ، أصحابي. فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك » (٢).

    __________________

    (١) في م : النجوم.

    (٢) روى نحوه المصنّف في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٨٧ باب ما ذكر ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من العلل ح ٣٣. وفي ر زيادة : « فأقول : سحقاً ، سحقاً ، لمن بدّل بعدي ». وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليردنّ عليّ الحوض رجال ممّن صحبني ، حتى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ رؤوسهم اختلجوا ، فأقولن : أي ربّ ، أصحابي ، أصحابي. فيقال لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ».
    ٦٥

    [٢١]

    باب الإعتقاد في الشفاعة

    قال الشيخ رحمه‌الله : اعتقادنا في الشفاعة أنّها لمن ارتضى الله دينه من أهل الكبائر والصغائر ، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة.

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي » (١).

    وقال عليه‌السلام : « لا شفيع أنجح من التوبة » (٢).

    والشفاعة للأنبياء والأوصياء والمؤمنين والملائكة.

    وفي المؤمنين من يشفع في مثل ربيعة ومضر ، وأقل المؤمنين (٣) شفاعة من يشفع لثلاثين إنساناً.

    والشفاعة لا تكون لأهل الشك والشرك ، ولا هل الكفر والجحود ، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد.

    __________________

    (١) رواه المصنّف مسنداً في أماليه : ١٦ المجلس الثاني ح ٤ ، وعيون أخبار الرضا عليه‌السلام ١ : ١٣٦ ح ٣٥.

    (٢) رواه المصنّف في كتاب الفقيه ٣ : ٣٧٦ باب معرفة الكبائر ح ١٧٧٩.

    (٣) في ر زيادة : المحقّين.
    ٦٦

    [٢٢]

    باب الإعتقاد في الوعد والوعيد

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الوعد والوعيد أنّ من وعده الله على عمل ثواباً فهو منجزه له ، ومن أوعده (١) على عمل عقاباً فهو فيه بالخيار ، فإن عذّبه فبعدله ، وإن عفا عنه فبفضله (٢) ، وما الله بظلّام للعبيد.

    وقد قال تعالى : ( إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) (٣).

    __________________

    (١) في ر زيادة : الله.

    (٢) العبارة في ر : وإن عفا فهو بفضله وكرمه.

    (٣) النساء ٤ : ٤٨.
    ٦٧

    [٢٣]

    باب الإعتقاد فيما يكتب على العبد

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّه ما من عبد إلا وله (١) ملكان موكلان به يكتبان عليه (٢) جميع أعماله.

    ومن همّ بحسنة ولم يعملها كتب له حسنة ، فإن عملها كتب له عشر حسنات ، وإن همّ بسيّئة لم تكتب عليه (٣) حتى يعملها ، فإن عملها (٤) كتب عليه سيئّة واحدة.

    والملكان يكتبان على العبد كل شيء حتى النفخ في الرماد (٥).

    قال تعالى : ( وإن عليكم لحافظين * كراما كاتبين * يعلمون ما تفعلون ) (٦).

    ومرّ أمير المؤمنين علي عليه‌السلام برجل وهو يتكلّم بفضول الكلام ، فقال :

    « يا هذا ، إنّك تملي على ملكيك كتاباً إلى ربّك ، فتكلّم بما يعنيك ، ودع ما لا

    __________________

    (١) له ، ليست في ق ، س.

    (٢) أثبتناها من م.

    (٣) أثبتناها من م.

    (٤) في ج زيادة : أجّل سبع ساعات ، فإن تاب قبلها لم تكتب عليه ، وإن لم يتب.

    (٥) في م : الرمال.

    (٦) الانفطار ٨٢ : ١٠ ـ ١٢.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاعتقادات الشيخ الصدوق Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاعتقادات الشيخ الصدوق   الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 1:31 pm



    يعنيك » (١).

    وقال عليه‌السلام : « لا يزال الرجل المسلم يكتب محسناً ما دام ساكتاً ، فإذا تكلّم كتب إمّا محسناً أو مسيئاً » (٢).

    وموضع الملكين من ابن آدم الترقوتان (٣). صاحب اليمين يكتب الحسنات ، وصاحب الشمال يكتب السيئات. وملكا النهار يكتبان عمل العبد بالنهار ، وملكا الليل يكتبان عمل الليل.

    [٢٤]

    باب الإعتقاد في العدل

    قال الشيخ أبو جعفر رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا أنّ الله تبارك وتعالى أمرنا بالعدل ، وعاملنا بما هو فوقه ، وهو التفضّل ، وذلك أنه عزّوجلّ يقول : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيّئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ) (٤).

    والعدل (٥) هو أن يثيب على الحسنة ، ويعاقب على السيّئة.

    قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لا يدخل الجنّة رجل (٦) برحمة الله عزّوجلّ ».

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في الأمالي : ٣٦ المجلس التاسع ح ٤.

    (٢) رواه مسنداً المصنّف في ثواب الأعمال : ٢١٢ باب ثواب الصمت ح ٣ ، والخصال : ١٥ باب الواحد ح ٥٣.

    (٣) في ق ، س : النمرقان ، وفي بحار الأنوار ٥ : ٣٢٧ : الشدقان.

    (٤) الأنعام ٦ : ١٦٠.

    (٥) من هنا إلى نهاية الباب ليس في ق ، س. والعبارة في ر ، ج : والعدل هو أن يثيب على الحسنة الحسنة ، ويعاقب على السيئة السيئة.

    (٦) في ر ، ج زيادة : « بعمله ».
    ٦٩

    [٢٥]

    باب الإعتقاد في الأعراف

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأعراف أنّه سور بين الجنّة والنار ، عليه رجال يعرفون كلاً بسيماهم (١) والرجال هم النبيّ وأوصياؤه عليهم‌السلام لا يدخل الجنّة إلا من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وأنكروه.

    وعند الأعراف المرجون لأمر الله ، إمّا يعذّبهم ، وإمّا يتوب عليهم.

    [٢٦]

    باب الإعتقاد في الصراط

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الصراط أنّه حق ، وأنّه جسر جهنّم ، وأنّ عليه ممرّ جميع الخلق.

    قال تعالى : ( وإن منكم إلا واردها كان على ربّك حتماً مَّقضيّاً ) (٢).

    والصراط في وجه آخر اسم حجج الله ، فمن عرفهم في الدنيا وأطاعهم أعطاه الله جوازاً على الصراط الذي هو جسر جهنّم يوم القيامة (٣).

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي : « يا علي إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط ، فلا يجوز على الصراط إلا من كانت معه براءة بولايتك » (٤).

    __________________

    (١) إشارة إلى الآية ٤٦ من سورة الأعراف.

    (٢) مريم ١٩ : ٧١.

    (٣) في م ، ر زيادة : ويوم / يوم الحسرة والندامة.

    (٤) وفي م : بولايتكم وفي المطبوعة : براة.
    ٧٠

    [٢٧]

    باب الإعتقاد في العقبات التي على طريق المحشر

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّ هذه العقبات أسم كل عقبة منها على حدة اسم فرض (١) ، أو أمر ، أو نهي.

    فمتى انتهى الإنسان إلى عقبة اسمها فرض ، وكان قد قصّر في ذلك الفرض ، حبس عندها وطولب بحق الله فيها.

    فإن خرج منه بعمل صالح قدّمه (٢) أو برحمة تداركه ، نجا منها إلى عقبة أخرى. فلا يزال يدفع من عقبة إلى عقبة ، ويحبس عند كل عقبة ، فيسأل عمّا قصّر فيه من معنى اسمها.

    فإن سلم من جميعها انتهى إلى دار البقاء ، فحيي حياة لا موت فيها أبداً ، وسعد سعادة لا شقاوة معها أبداً ، وسكن (٣) جوار الله مع أنبيائه وحججه والصديقين والشهداء والصالحين من عباده.

    __________________

    (١) العبارة في م : وأمّا العقبات التي على طريق المحشر فاسمها على حدة اسم فرض ... وفي هامشها : اعتقادنا في ذلك أن هذه العقبات اسم كل عقبة منها اسم فرض ... ومتن ق ، س كهامش م بزيادة : اسمها ، بعد : اسم كل عقبة منها. بينما أثبتت عبارة : فاسمها على حدة ، بعد عنوان الباب. وما أثبتناه من ر.

    (٢) في ر : قد عمله.

    (٣) في ر : ويسكن في.
    ٧١

    وإن حبس على عقبة فطولب بحق قصر فيه ، فلم ينجه عمل صالح قدّمه ، ولا أدركته من الله عزّوجلّ رحمة ، زلت قدمه عن العقبة فهوى في (١) جهنم نعوذ بالله منها.

    وهذه العقبات كلها على الصراط.

    اسم عقبة منها : الولاية ، يوقف جميع الخلائق عندها فيسألون عن ولاية أمير المؤمنين والأئمّة من بعده عليهم‌السلام فمن أتى بها نجا وجاز (٢) ، ومن لم يأت بها بقي فهوى (٣) ، وذلك قوله تعالى : ( وقفوهم إنّهم مسئولون ) (٤).

    واسم عقبة منها : المرصاد ، وذلك قوله تعالى (٥) : ( إنّ ربّك لبالمرصاد ) (٦).

    ويقول تعالى : ( وعزّتي وجلالي لا يجوز بي ظلم ظالم ).

    واسم عقبة منها : الرحم.

    واسم عقبة منها : الأمانة.

    واسم عقبة منها : الصلاة.

    وباسم كل فرض أو أمر أو نهي عقبة يحبس عندها العبد فيسأل.

    __________________

    (١) في ر ج زيادة : نار.

    (٢) في م ، ق : جاوز.

    (٣) في م ، س : فبقي يهوي.

    (٤) الصافّات ٣٧ : ٢٤.

    (٥) في ق ، س : وهو قول الله عزوجل.

    (٦) الفجر ٨٩ : ١٤.
    ٧٢

    [٢٨]

    باب الإعتقاد في الحساب والميزان (١)

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا فيهما أنّهما حق (٢).

    منه ما يتولّاه الله تعالى ، ومنه ما يتولّاه حججه. فحساب الأنبياء والرسل (٣) والأئمّة عليهم‌السلام يتولّاه الله عزّوجلّ ، ويتولّى كل نبيّ حساب أوصيائه ، ويتولّى الأوصياء حساب الأُمم.

    والله تعالى هو الشهيد على الأنبياء والرسل ، وهم الشهداء على الأوصياء ، والأئمّة شهداء على الناس (٤).

    وذلك قوله عزّوجلّ : ( لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرَّسول عليكم شهيداً ) (٥).

    وقوله عزّوجلّ : ( فكيف إذا جئنا من كل أُمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) (٦).

    __________________

    (١) في ق ، وهوامش النسخ : الموازين.

    (٢) العبارة في ق ، وهامش ر : اعتقادنا في الحساب أنّه حق.

    (٣) ليست في ق ، س وفي م غير واضحة.

    (٤) العبارة في م : وهم الشهداء على الأُمم.

    (٥) البقرة ٢ : ١٤٣.

    (٦) النساء ٤ : ٤١.
    ٧٣

    وقال عزّوجلّ : ( أفمن كان على بيّنة من رَّبّه ويتلوه شاهد منه ) (١).

    والشاهد أمير المؤمنين.

    وقال عزّوجلّ : ( إنّ إلينا إيابهم ، ثمَّ إنَّ علينا حسابهم ) (٢).

    وسئل الصادق عليه‌السلام : عن قول الله : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيمة فلا تظلم نفس شيئاً ) قال : « الموازين الأنبياء والأوصياء » (٣).

    ومن الخلق من يدخل الجنّة بغير حساب.

    فأمّا السؤال فهو واقع على جميع الخلق ، لقوله تعالى : ( فلنسئلنّ الذين أُرسل إليهم ولنسئلنَّ المرسلين ) (٤) يعني عن الدين.

    وأمّا الذنب (٥) فلا يسأل عنه (٦) إلا من يحاسب.

    قال تعالى : ( فيومئذٍ لا يسئل عن ذنبه إنس ولا جان ) (٧) يعني من شيعة النبيّ والأئمّة عليهم‌السلام (٨) دون غيرهم ، كما ورد في التفسير (٩).

    وكل محاسب معذّب ولو بطول الوقوف.

    ولا ينجو من النار ، ولا يدخل الجنّة أحد بعمله (١٠) ، إلا برحمة الله

    __________________

    (١) هود ١١ : ١٧.

    (٢) الغاشية ٨٨ : ٢٥ ، ٢٦.

    (٣) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٣١ : باب معنى الموازين ح ١. والآية الكريمة في سورة الأنبياء ٢١ : ٤٧.

    (٤) الأعراف ٧ : ٦.

    (٥) في بحار الأنوار ٧ : ٢٥١ : وأمّا غير الدين.

    (٦) أثبتناها من م.

    (٧) الرحمن ٥٥ : ٣٩.

    (٨) في ر زيادة : خاصّة.

    (٩) رواه مسنداً المصنّف في فضائل الشيعة : ٧٦ ح ٤٣.

    (١٠) في م ، س : بعلمه.
    ٧٤

    تعالى (١).

    والله تعالى يخاطب عباده من الأوّلين والآخرين بمجمل حساب عملهم مخاطبة واحدة ، يسمع منها كل واحد قضيته دون غيرها ، ويظن أنّه المخاطب دون غيره ، ولا تشغله تعالى مخاطبة عن مخاطبة ، ويفرغ من حساب الأوّلين والآخرين في مقدار (٢) ساعة من ساعات الدنيا.

    ويخرج الله لكل إنسان كتابا يلقاه منشوراً ، ينطق عليه بجميع أعماله ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها (٣) فيجعله الله حسيب نفسه (٤) والحاكم عليها ، بأن يقال له : ( اقرأ كتبك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً ) (٥).

    ويختم الله تبارك وتعالى على أفواههم (٦) ، وتشهد أيديهم وأرجلهم وجميع جوارحهم بما كانوا يعملون (٧) ، ( وقالوا لجلودهم لم شهدتُّم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كلّ شيء وهو خلقكم أوّل مرَّة وإليه ترجعون * وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أنّ الله لا يعلم كثيراً مما تعملون ) (٨).

    وساُجرد كيفيّة وقوع الحساب في كتاب حقيقة المعاد.

    __________________

    (١) العبارة في ق : ولا يدخل الجنّة أحداً إلا بعمله وإلا برحمة الله تعالى.

    (٢) في هامش م ، ر زيادة : نصف.

    (٣) في الفقرة هذه إشارة إلى الآية ١٣ من سورة الإسراء ، والآية ٤٩ من سورة الكهف.

    (٤) العبارة في م : فيجعل الله له محاسب نفسه ، وفي البحار ٧ : ٢٥١ و س : فيجعله الله حاسب نفسه.

    (٥) الاسراء ١٧ : ١٤.

    (٦) في هامش ر : أفواه قوم.

    (٧) في النسخ يكتمون ، وما أثبتناه من هامش م ، ر ، وبلحاظ الآية ٦٥ من سورة يس ، والآية ٢٠ من سورة فصّلت.

    (٨) فصّلت ٤١ : ٢١ ، ٢٢.
    ٧٥

    [٢٩]

    باب الإعتقاد في الجنّة والنار

    قال الشيخ أبو جعفر رحمه‌الله : اعتقادنا في الجنّة أنّها دار البقاء ودار السلامة (١). لا موت فيها ، ولا هرم ، ولا سقم ولا مرض ، ولا آفة ، ولا زوال (٢) ، ولا زمانة ، ولا غمّ ، ولا همّ ، ولا حاجة ، ولا فقر.

    وأنّها دار الغنى ، والسعادة ، ودار المقامة والكرامة ، ولا يمس أهلها فيها نصب ، ولا يمسّهم فيها لغوب (٣) لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ، وهم فيها خالدون (٤).

    وأنّها دار أهلها جيران الله ، وأولياؤه ، وأحباؤه ، وأهل كرامته. وهم أنواع (٥) مراتب :

    منهم المتنعّمون بتقديس الله وتسبيحه وتكبيره في جملة ملائكته.

    __________________

    (١) في س : والسلامة ، وفي هامش ر : دار السلام.

    (٢) ليست في ق ، س.

    (٣) في م ، س : لغوب. والعبارة إشارة إلى الآية ٣٥ من سورة فاطر.

    (٤) إشارة إلى الآية ٧١ من سورة الزخرف.

    (٥) في م زيادة : على والعبارة في ر قد تقرأ : وهم على مراتب.
    ٧٦

    ومنهم المتنعّمون بأنواع المآكل والمشارب والفواكه والأرائك والحور العين ، واستخدام الولدان المخلدين ، والجلوس على النمارق والزرابي ، ولباس السندس والحرير.

    كل منهم إنّما يتلذّذ بما يشتهي ويريد (١) على حسب ما تعلّقت عليه (٢) همّته ، ويعطى ما عبد (٣) الله من أجله.

    وقال الصادق عليه‌السلام : « إنّ الناس يعبدون الله تعالى على ثلاثة أصناف : صنف منهم يعبدونه رجاء ثوابه ، فتلك عبادة الحرصاء. وصنف منهم يعبدونه خوفا من ناره ، فتلك عبادة العبيد. وصنف منهم يعبدونه حبّاً له ، فتلك عبادة الكرام » (٤).

    واعتقادنا في النار أنّها دار الهوان ، ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان ، ولا يخلد فيها إلا أهل الكفر والشرك. وأمّا المذنبون من أهل التوحيد ، فإنّهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم ، والشفاعة التي تنالهم.

    وروي أنّه لا يصيب أحداً من أهل التوحيد ألم في النار إذا دخلوها ، وإنّما تصيبهم الآلام عند الخروج منها ، فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم ، وما

    __________________

    (١) في ق : ويزيد.

    (٢) في ر : به.

    (٣) أثبتناها من م ، وفي النسخ : عند.

    (٤) رواه مسنداً المصنّف في أماليه : ٤١ المجلس العاشر ح ٤ ، والخصال ١ : ١٨٨ باب الثلاثة ح ٢٥٩. وفي م ، ر : « ويعبدونه شوقاً إلى جنّته ورجاء ثوابه ». والحرصاء أثبتناها من ق ، وفي س : الخدام ، وفي م ، ر : الخدام الحرصاء. وتمام الحديث في ج ، وهامش ر ، والمصدرين ، هو : « وهو الآمن / وهم الأمناء ، لقوله عزّوجلّ : ( وهم من فزع يومئذ آمنون )». ( النمل ٢٧ : الآية ٨٩ ).
    ٧٧

    الله بظلام للعبيد.

    وأهل النار هم المساكين (١) حقّاً ، ( لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفَّف عنهم من عذابها ) (٢) و ( لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً * إلا حميما وغسَّاقاً ) (٣) وإن استطعموا أطعموا من الزقوم ، وإن استغاثوا ( يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً ) (٤).

    وينادون من مكان بعيد (٥) : ( ربَّنا أخرجنا نعمل صالحاً ) (٦) ، ( ربَّنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنّا ظالمون ) (٧) فيمسك الجواب عنهم أحيانا ، ثم قيل لهم : ( اخسؤا فيها ولا تكلّمون ) (٨) ( ونادوا يمالك ليقض علينا ربك قال إنَّكم ماكثون ) (٩).

    ورُوي (١٠) « أنّه يأمر الله تعالى برجال إلى النار ، فيقول لمالك : قل للنار لا تحرقي لهم أقداماً ، فقد كانوا يمشون بها إلى المساجد. ولا تحرقي لهم أيدياً ، فقد كانوا يرفعونها إليّ بالدعاء. ولا تحرقي لهم ألسنة ، فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن. ولا تحرقي لهم وجوها ، فقد كانوا يسبغون الوضوء. فيقول مالك : يا أشقياء ، فما كان حالكم ؟ فيقولون : كنا نعمل لغير الله ، فقيل لهم : خذوا ثوابكم ممن عملتم

    __________________

    (١) في هامش ر : المشركون.

    (٢) فاطر ٣٥ : ٣٦.

    (٣) النبأ ٧٨ : ٢٤ ، ٢٥.

    (٤) الكهف ١٨ : ٢٩.

    (٥) العبارة في ر : وينادون من كل مكان بعيد ويقولون.

    (٦) فاطر ٣٥ : ٣٧. والاستشهاد بهذه الآية الكريمة أثبتناه من.

    (٧) (٨) المؤمنون ٢٣ : ١٠٧ ، ١٠٨.

    (٩) الزخرف ٤٣ : ٧٧.

    (١٠) في ر زيادة : بالأسانيد الصحيحة.
    ٧٨

    له » (١).

    واعتقادنا في الجنّة والنار أنّهما مخلوقتان ، وأن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد دخل الجنّة ، ورأى النار حين عرج به.

    واعتقادنا أنّه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنّة أو من النار ، وأن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى ترفع له الدنيا كأحسن ما رآها ويرى (٢) ، مكانه في الآخرة ، ثم يخيّر فيختار الآخرة ، فحينئذ تقبض روحه.

    وفي العادة أن يقال (٣) : فلان يجود بنفسه ، ولا يجود الإنسان بشيء إلا عن طيبة نفس ، غير مقهور ، ولا مجبور ، ولا مكروه (٤).

    وأمّا جنّة آدم ، فهي جنّة من جنان الدنيا ، تطلع الشمس فيها وتغيب ، وليست بجنّة الخلد ، ولو كانت جنّة الخلد ما خرج منها أبداً.

    واعتقادنا أنّ بالثواب يخلد أهل الجنّة في الجنّة (٥) وبالعقاب يخلد أهل النار في النار (٦).

    وما من أحد يدخل الجنّة حتى يعرض عليه مكانه من النار ، فيقال له : هذا مكانك الذي لو عصيت الله لكنت فيه. وما من أحد يدخل النار حتى يعرض عليه مكانه من الجنّة ، فيقال له : هذا مكانك الذي لو أطعت الله لكنت فيه.

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في ثواب الأعمال : ٢٦٦ باب عقاب من عمل لغير الله ، وعلل الشرائع : ٤٦٥ باب النوادر ح ١٨. وفي ق ، س : « لتأخذوا ثوابكم ».

    (٢) أثبتناها من م ، ج. وفي النسخ : ويرفع.

    (٣) في ق ، س : نقول ، وفي ر ، ج : يقول الناس.

    (٤) في ر وبحار الأنوار ٨ : ٢٠٠ : مكره.

    (٥) في ر : بالجنّة ، بدلاً عن : في الجنّة.

    (٦) في ر : بالنار ، بدلاً عن : في النار.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاعتقادات الشيخ الصدوق Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاعتقادات الشيخ الصدوق   الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 1:34 pm



    واتَّبعوا النُّور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ) (١) الفائزون.

    ويجب أن نعتقد أنّ الله تعالى لم يخلق خلقاً أفضل من محمد والأئمّة ، وأنّهم أحبّ الخلق إلى الله ، وأكرمهم عليه (٢) ، وأولهم إقراراً به لما أخذ الله ميثاق النبيين ( وأشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى ) (٣).

    وأنّ الله تعالى بعث نبيه محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى الأنبياء في الذرّ.

    وأنّ الله تعالى أعطى ما أعطى كل نبي على قدر معرفته نبيّنا ، وسبقه إلى الاقرار به.

    وأنّ (٤) الله تعالى خلق جميع ما خلق له ولأهل بيته (٥) عليهم‌السلام وأنّه لولاهم لما خلق الله السماء والأرض ، ولا الجنّة ولا النار ، ولا آدم ولا حواء ، ولا الملائكة ولا شيئاً ممّا خلق (٦) ، صلوات الله عليهم أجمعين.

    واعتقادنا أنّ حجج الله تعالى على خلقه بعد نبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأئمّة الاثنا عشر : أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، ثمّ الحسن ، ثمّ الحسين ، ثمّ علي بن الحسين ، ثمّ محمد بن علي ، ثمّ جعفر بن محمد ، ثمّ موسى بن جعفر ، ثمّ علي بن موسى ، ثمّ محمد بن علي ، ثمّ علي بن محمد ، ثمّ الحسن بن علي ، ثمّ محمد بن الحسن الحجة القائم صاحب الزمان خليفة الله في أرضه ، صلوات الله عليهم

    __________________

    (١) الأعراف ٧ : ١٥٧.

    (٢) ليست في م ، ج.

    (٣) الأعراف ٧ : ١٧٢.

    (٤) في م : فإن ، وفي ر : ونعتقد أنّ.

    (٥) في س : نبيّه.

    (٦) العبارة في م : ولا الملائكة ولا الأشياء.
    ٩٣

    أجمعين (١).

    واعتقادنا فيهم :

    أنّهم أولوا الأمر الّذين أمر الله تعالى بطاعتهم.

    وأنّهم الشهداء على الناس.

    وأنّهم أبواب الله ، والسبيل إليه ، والأدلاء عليه.

    وأنّهم عيبة علمه ، وتراجمة وحيه (٢) وأركان توحيده.

    وأنّهم معصومون من الخطأ والزلل.

    وأنّهم الّذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.

    وأنّ لهم المعجزات والدلائل.

    وأنّهم أمان لأهل الأرض ، كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء.

    وأنّ مثلهم في هذه الأُمة كسفينة نوح أو كباب حطّة.

    وأنّهم عباد الله المكرمون الّذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.

    ونعتقد فيهم أنّ حبهم إيمان ، وبغضهم كفر.

    وأنّ أمرهم أمر الله تعالى ، ونهيهم نهي الله تعالى ، وطاعتهم طاعة الله تعالى ، ووليهم ولي الله تعالى ، وعدوّهم عدو الله تعالى ، ومعصيتهم معصية الله تعالى.

    ونعتقد أنّ الأرض لا تخلو من حجّة لله على خلقه ، إمّا ظاهر مشهور أو خائف مغمور.

    __________________

    (١) اختصرت الفقرة في م كما يلي : ثم الحسين ، إلى صاحب الزمان عليهم‌السلام وزيد فيها وهم خلفاء الله في أرضه. وفي ر : ثم محمد بن الحسن الخلف الحجة القائم بأمر الله صاحب الزمان الحاضر في الأمصار الغائب عن الأبصار ، خليفة الله ...

    (٢) وتراجمة وحيه ، ليست في ق ، س.
    ٩٤

    ونعتقد أنّ حجّة الله في أرضه ، وخليفته على عباده في زماننا هذا ، هو القائم المنتظر محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.

    وأنّه هو الذي أخبر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن الله عزّوجلّ باسمه ونسبه.

    وأنّه هو الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، كما ملئت جوراً وظلماً.

    وأنّه هو الذي يظهر الله به دينه ، ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

    وأنّه هو الذي يفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، حتى لا يبقى في الأرض مكان إلا نودي فيه بالأذان ، ويكون الدين كلّه لله تعالى.

    وأنّه هو المهدي الذي أخبر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه (١) إذا خرج نزل عيسى بن مريم عليه‌السلام فصلّى خلفه ، ويكون المصلّي (٢) إذا صلّى خلفه كمن كان (٣) مصلياً خلف رسول الله ، لأنّه خليفته.

    ونعتقد أنّه لا يجوز أن يكون القائم غيره ، بقي في غيبته ما بقي ، ولو بقي في (٤) غيبته عمر الدنيا لم يكن القائم غيره ، لأنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة عليهم‌السلام دلوا عليه باسمه نسبه ، وبه نصّوا ، وبه بشّروا (٥) صلوات الله عليهم.

    وقد أخرجت هذا الفصل من (٦) كتاب الهداية (٧).

    __________________

    (١) في م : وأنّه.

    (٢) ليست في ق ، س.

    (٣) كمن كان ، ليست في م.

    (٤) أثبتناها من ر.

    (٥) في م الفقرة كما يلي : وباسمه ونسبه نصّوا به وبشّروا.

    (٦) في ر ، س : في.

    (٧) الهداية : ٧.
    ٩٥

    [٣٦]

    باب الإعتقاد في العصمة

    قال الشيخ أبو جعفر رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة والملائكة صلوات الله عليهم أنّهم معصومون مطهّرون من كل دنس ، وأنّهم لا يذنبون ذنباً ، لا صغيراً ولا كبيراً ، ولا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون.

    ومن نفي عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم (١).

    واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام (٢) والعلم من أوائل اُمورهم إلى أواخرها ، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا عصيان (٣) ولا جهل.

    __________________

    (١) في ج ، ر زيادة : ومن جهلهم فهو كافر.

    (٢) ليست في م.

    (٣) أثبتناها من ج ، ر.
    ٩٦

    [٣٧]

    باب الإعتقاد في نفي الغلو والتفويض

    قال الشيخ أبو جعفر رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنّهم كفّار بالله تعالى ، وأنّهم أشرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية (١) ومن جميع أهل البدع والأهواء المضلّة ، وأنّه ما صغّر الله جل جلاله تصغيرهم شيء.

    وقال الله تعالى : ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتب والحكم والنُّبوة ثمّ يقول للناس كونوا عباداً لي من دون الله ولكن كونوا ربنيين بما كنتم تعلّمون الكتب وبما كنتم تدرسون * ولا يأمركم أن تتخذوا الملئكة والنَّبيّين أرباباً أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مُّسلمون ) (٢).

    وقال الله تعالى : ( لا تغلوا في دينكم ) (٣).

    واعتقادنا في النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه سمُّ في غزوة خيبر (٤) ، فما زالت هذه الأكلة تعاده حتى قطعت أبهره (٥) فمات منها.

    __________________

    (١) في ق : والحروبية. وفي ر زيادة الحربية / الحروبية والنورية.

    (٢) آل عمران ٣ : ٧٩ ، ٨٠.

    (٣) النساء ٤ : ١٧١.

    (٤) في س : حنين.

    (٥) الأبهر : عرق في الظهر ، وقيل في القلب إذا انقطع مات.
    ٩٧

    وأمير المؤمنين عليه‌السلام قتله عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله ، ودفن بالغري.

    والحسن بن علي عليهما‌السلام سمته امرأته جعدة بنت الأشعث الكندي ، مات في ذلك.

    والحسين بن علي عليهما‌السلام قتل بكربلاء ، وقاتله سنان بن أنس لعنه الله (١).

    وعلي بن الحسين سيد العابدين عليه‌السلام سمّه الوليد بن عبد الملك فقتله.

    والباقر محمد بن علي عليهما‌السلام سمّه إبراهيم بن وليد فقتله.

    والصادق عليه‌السلام سمّه المنصور فقتله (٢).

    وموسى بن جعفر عليهما‌السلام سمّه هارون الرشيد فقتله.

    والرضا علي بن موسى عليهما‌السلام قتله المأمون بالسم.

    وأبو جعفر محمد بن علي عليهما‌السلام قتله المعتصم بالسم.

    وعلي بن محمد عليه‌السلام قتله المعتضد (٣) بالسم.

    __________________

    (١) في م : قتله بكربلاء سنان لعنه الله.

    (٢) في م : والصادق عليه‌السلام قتله المنصور بالسم.

    (٣) أثبتناها من م ، وفي النسخ : المتوكل. والظاهر أن أغلب المصادر التاريخية تثبت أنّ وفاته عليه‌السلام كانت سنة ٢٥٤ وهو يوافق ملك المعتز ، بل صرّح بعضهم أنّه عليه‌السلام توفّي في أيامه بينما بويع المعتضد سنة ٢٧٩ وهلك سنة ٢٨٩. راجع تاريخ اليعقوبي ٢ : ٥٠٣ ، الكامل لابن الأثير ٧ : ١٨٩ ، أعلام الورى : ٣٥٥ كشف الغمة ٢ : ٣٧٥.

    ويحتمل أن تكون تصحيف المعتمد ، لقرب عهد الإمام بملكه ، ولأنّ هناك قولاً بذلك قد نسب إلى الصدوق بالذات ، راجع المناقب لابن شهرآشوب ٤ : ٤٠١.
    ٩٨

    والحسن بن علي العسكري عليه‌السلام قتله المعتمد (١) بالسم.

    واعتقادنا في ذلك أنّه جرى عليهم على الحقيقة ، وأنّه ما شبه للناس أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحدّ فيهم (٢) ، بل شاهدوا قتلهم على الحقيقة والصحة ، لا على الحسبان والخيلولة ، ولا على الشك والشبهة. فمن زعم أنّهم شبّهوا ، أو واحد منهم ، فليس من ديننا على شيء ، ونحن منه برآء.

    وقد أخبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمّة عليهم‌السلام أنّهم مقتولون ، فمن قال إنّهم لم يقتلوا فقد كذبّهم ، ومن كذبّهم كذّب الله وكفر به وخرج من الاسلام ، ( ومن يبتغ غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) (٣).

    وكان الرضا عليه‌السلام يقول في دعائه :

    « اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الحول والقوة ، فلا حول ولا قوة إلا بك (٤).

    اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين ادّعوا لنا ما ليس لنا بحق.

    اللّهّم إنّي أبرأ إليك من الّذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا.

    اللّهّم لك الخلق (٥) ومنك الأمر ، وإيّاك نعبد وإيّاك نستعين.

    اللّهّم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين.

    اللّهّم لا تليق الربوبية إلا بك ، ولا تصلح الإلهية إلا لك ، فالعن النصارى الّذين صغّروا عظمتك ، والعن المضاهين لقولهم من بريّتك.

    __________________

    (١) في م : المتوكل.

    (٢) في ر ، ج زيادة : من الناس.

    (٣) آل عمران ٣ : ٨٥.

    (٤) صدر الدعاء أثبتناه من ر ، ج ، وبحار الأنوار ٢٥ : ٣٤٣.

    (٥) في ر : الحمد ، وفي هامشها : الخلق.
    ٩٩

    اللّهّم إنّا عبيدك وأبناء عبيدك ، لا نملك لأنفسنا ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.

    اللّهّم من زعم أنّنا أرباب فنحن إليك منه براء ، ومن زعم أنّ إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك (١) منه براء كبراءة عيسى عليه‌السلام من النصارى.

    اللّهّم إنّا لم ندعهم إلى ما يزعمون ، فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يزعمون (٢).

    ( رَبِّ لا تذرْ على الأرض من الكافرين ديَّاراً * إنَّك إن تذرهم يضلُّوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفّاراً ) (٣).

    وروي عن زرارة أنّه قال ، قلت للصادق عليه‌السلام : إنّ رجلاً من ولد عبدالله بن سبأ يقول بالتفويض.

    قال عليه‌السلام : « وما التفويض » ؟ قلت : يقول : إنّ الله عزّوجلّ خلق محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلياً عليه‌السلام ثمّ فوض الأمر (٤) إليهما ، فخلقا ، ورزقا ، وأحييا ، وأماتا.

    فقال : « كذب عدوّ الله ، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشبه الخلق عليهم قل الله خالق كلّ شيء وهو الواحد القهَّر ) (٥). فانصرفت إلى رجل فأخبرته بما قال الصادق عليه‌السلام (٦) فكأنّما ألقمته حجراً ، أو قال : فكأنّما خرس.

    __________________

    (١) أثبتناها من ق ، ج.

    (٢) « واغفر لنا ما يزعمون » أثبتناها من ر ، ج وفي بحار الأنوار ٢٥ : ٣٤٣ : « واغفر لنا ما يدعون ».

    (٣) نوح ٧١ : ٢٦ ، ٢٧.

    (٤) أثبتناها من م ، ج.

    (٥) الرعد ١٣ : ١٦.

    (٦) بما قال الصادق عليه‌السلام ، ليست في ق ، س.
    ١٠٠

    وقد فوّض الله تعالى إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أمر دينه ، فقال : ( وما ءاتاكم الرَّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (١) وقد فوض ذلك إلى الأئمّة عليهم‌السلام.

    وعلامة المفوضة والغلاة وأصنافهم نسبتهم (٢) مشايخ قم وعلماءهم إلى القول بالتقصير.

    وعلامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلّي (٣) بالعبادة مع تدينّهم (٤) بترك الصلاة وجميع الفرائض ، ودعوى المعرفة بأسماء الله العظمى ، ودعوى اتباع الجنّ (٥) لهم ، وأنّ الولي إذا خلص وعرف مذهبهم فهو عندهم أفضل من الأنبياء عليهم‌السلام.

    ومن علاماتهم أيضاًَ دعوى علم الكيمياء ولا يعلمون منه (٦) إلا الدغل وتنفيق الشبه والرصاص على المسلمين (٧).

    __________________

    (١) الحشر ٥٩ : ٧.

    (٢) في جميع النسخ زيادة : إلى ، وهي في غير محلها.

    (٣) في بعض النسخ : التحلّي.

    (٤) أثبتناها من ج ، وفي النسخ : دينهم.

    (٥) في بعض النسخ : « ودعوى انطباع الحق » مكان « ودعوى اتباع الجنّ ».

    (٦) في ر زيادة : شيئاً.

    (٧) راجع البحار ٢٥ / ٣٤٢.
    ١٠١

    [٣٨]

    باب الإعتقاد في الظالمين

    قال الشيخ رحمه‌الله : اعتقادنا فيهم أنّهم ملعونون ، والبراءة منهم واجبة.

    قال الله تعالى : ( وما للظَّالمين من أنصار ) (١).

    وقال الله تعالى : ( ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أُولئكَ يعرضون على ربِّهم ويقول الأشهد هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم ألا لعنة الله على الظّالمين * الّذين يصدُّون عن سبيل الله ويبغونها عوجاً وهم بالآخرة هم كافرون ) (٢).

    قال ابن عباس في تفسير هذه الآية : إنّ سبيل الله في هذا الموضع علي بن أبي طالب عليه‌السلام.

    والأئمّة في كتاب الله تعالى إمامان (٣) : إمام هدى (٤) ، وإمام ضلالة.

    قال الله تعالى : ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ) (٥).

    وقال الله تعالى : ( وجعلنهم أئمّة يدعون إلى النَّار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعنهم في هذه الدُّنيا لعنةً ويوم القيمة هم من المقبوحين ) (٦).

    __________________

    (١) البقرة ٢ : ٢٧٠.

    (٢) هود ١١ : ١٨ ـ ١٩.

    (٣) العبارة في م ، ج : علي بن أبي طالب عليه‌السلام والأئمّة ، وفي كتاب الله تعالى إمامان.

    (٤) أثبتناها من ج ، وهامش ر ، وبحار الأنوار ٢٧ : ٦٠ ، وفي النسخ : عدل.

    (٥) الأنبياء ٢١ : ٧٣.

    (٦) القصص ٢٨ : ٤١ ، ٤٢.
    ١٠٢

    ولمّا نزلت هذه الآية ( واتقوا فتنةً لا تصيبَّن الّذين ظلموا منكم خاصّةً ) (١). قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من ظلم عليّاً مقعدي هذا بعد وفاتي ، فكأنّما جحد نبوتّي ونبوّة الأنبياء قبلي ».

    ومن تولّى ظالماً فهو ظالم.

    قال الله تعالى : ( يا أيُّها الذين آمنوا لا تتّخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبّوا الكفر على الإيمان ومن يتولّهم منكم فاُولئك هم الظلمون ) (٢).

    وقال تعالى : ( ومن يتولَّهم منكم فإنّه منهم إنّ الله لا يهدي القوم الظلمين ) (٣).

    وقال تعالى : ( يا أيّها الّذين آمنوا لا تتولّوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحب القبور ) (٤).

    وقال تعالى : ( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أُولئكَ كتب في قلوبهم الإيمان » (٥).

    وقال تعالى : ( ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسكم النار ) (٦).

    والظلم وضع الشيء في غير موضعه ، فمن ادّعى الإمامة وليس بإمام فهو ظالم ملعون ، ومن وضع الإمامة في غير أهلها فهو ظالم ملعون.

    __________________

    (١) الأنفال ٨ : ٢٥.

    (٢) التوبة ٩ : ٢٣.

    (٣) المائدة ٥ : ٥١.

    (٤) الممتحنة ٦٠ : ١٣.

    (٥) المجادلة ٥٨ : ٢٢.

    (٦) هود ١١ : ١١٣.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الاعتقادات الشيخ الصدوق Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الاعتقادات الشيخ الصدوق   الاعتقادات الشيخ الصدوق Emptyالسبت أكتوبر 19, 2024 1:36 pm



    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسله : ( من جحد عليّاً إمامته بعدي فقد جحد نبوّتي ، ومن جحد نبوّتي فقد جحد الله ربوبيته » (١).

    وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي عليه‌السلام : « يا علي ، أنت المظلوم بعدي ، من ظلمك فقد ظلمني ، ومن أنصفك فقد أنصفني ، ومن جحدك فقد جحدني ، ومن والاك فقد والاني ، ومن عاداك فقد عاداني ، ومن أطاعك فقد أطاعني ، ومن عصاك فقد عصاني ».

    واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمّة من بعده عليهم‌السلام أنّه بمنزلة من جحد نبوّة جميع الأنبياء (٢).

    واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين (٣) وأنكر واحداً من بعده من الأئمّة أنّه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤).

    وقال الصادق عليه‌السلام : « المنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا » (٥).

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « الأئمّة من بعدي اثنا عشر ، أوّلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ، طاعتهم طاعتي ، ومعصيتهم معصيتي ، من أنكر واحداً منهم فقد أنكرني » (٦).

    وقال الصادق عليه‌السلام : « من شك في كفر أعدائنا الظالمين لنا فهو كافر ».

    __________________

    (١) نحوه رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٣٧٢ باب معنى وفاء العباد ح ١.

    (٢) العبارة في م : من جحد جميع الأنبياء ، وفي س : من جحد نبوة الأنبياء. وفي م زيادة ، وأنكر نبوّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

    (٣) في م ، ق زيادة : وجحد.

    (٤) العبارة في م : إنه بمنزلة من أنكر بجميع ( كذا ) الأنبياء.

    (٥) الهداية : ٧.

    (٦) كمال الدين ١ : ٢٥٨ ح ٣.
    ١٠٤

    وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : « ما زلت مظلوماً منذ ولدتني اُمّي ، حتى إنّ عقيلاً كان يصيبه الرمد فيقول : لا تذروني حتى تذروا عليّاً ، فيذروني وما بي رمد ».

    واعتقادنا فيمن قاتل عليّاً عليه‌السلام قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قاتل عليّاً فقد قاتلني ، ومن حارب عليّاً فقد حاربني ، ومن حاربني فقد حارب الله ».

    وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام : « أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم » (١).

    وأمّا فاطمة صلوات الله عليها فاعتقادنا فيها أنّها سيدة نساء العالمين من الأوّلين والأخيرين ، وأنّ الله يغضب لغضبها ، ويرضى لرضاها (٢) ، وأنّها خرجت من الدنيا ساخطة على ظالميها وغاصبيها ومانعي إرثها (٣).

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ فاطمة بضعة منّي ، من آذاها فقد آذاني ، ومن غاظها فقد غاظني (٤) ، ومن سرّها فقد سرّني » (٥).

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ فاطمة بضعة منّي ، وهي روحي الّتي بين جنبيّ ، يسوؤني ما ساءها ، ويسرّني ما سرّها » (٦).

    واعتقادنا في البراءة أنّها واجبة من الأوثان الأربعة ومن الأنداد الأربعة (٧)

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٥٩ ح ٢٢٣ ، والطوسي في أماليه ١ : ٣٤٥.

    (٢) في م ، ر : زيادة : « وإنّ الله فطمها وفطم من أحبّها من النار ».

    (٣) العبارة في م ، ر ، ج : ومن نفى إرثها من أبيها.

    (٤) في ر زيادة : ومن عصاها فقد عصاني.

    (٥) (٦) راجع : أمالي الصدوق : ٣٩٣ ، معاني الأخبار : ٣٠٢ ، عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٦ ، أمالي المفيد : ٢٥٩ ، أمالي الطوسي ٢ : ٤١.

    (٧) العبارة في م ، ر : الأوثان الأربعة : يغوث ويعوق ونسر وهبل ، والأنداد الأربعة ( وفي البحار ٧ : ٦٠٣ والإناث الأربع ) اللات والعزى ومناة والشعرى ، وممّن عبدهم.
    ١٠٥

    ومن جميع أشياعهم وأتباعهم ، وأنّهم شرّ خلق الله.

    ولا يتم الإقرار بالله وبرسوله (١) وبالأئمّة إلا بالبراءة من أعدائهم.

    واعتقادنا في قتلة (٢) الأنبياء وقتلة الأئمّة أنّهم كفار مشركون مخلدون في أسفل درك من النار.

    ومن اعتقد فيهم غير ما ذكرناه فليس عندنا من دين الله في شيء (٣).

    __________________

    (١) في ق ، س : وبرسله.

    (٢) في م : قاتل ، وكذا التي بعدها.

    (٣) في ق ، ر زيادة : والله أعلم.
    ١٠٦

    [٣٩]

    باب الإعتقاد في التقيّة

    قال الشيخ رحمه‌الله : اعتقادنا في التقية أنّها واجبة ، من تركها كان بمنزلة من ترك الصلاة (١).

    وقيل للصادق عليه‌السلام : يا ابن رسول الله ، إنّا نرى في المسجد رجلاً يعلن بسب أعدائكم ويسمّيهم. فقال : « ما له ـ لعنه الله ـ يعرض بنا ».

    وقال الله تعالى : ( ولا تسبُّوا الذين يدعون من دون الله فيسبُّوا الله عدواً بغير علم ) (٢).

    قال الصادق عليه‌السلام في تفسير هذه الآية : « لا تسبّوهم فإنّهم (٣) يسبون عليكم » (٤).

    وقال عليه‌السلام : « من سبّ ولي الله فقد سبّ الله ».

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي : « من سبّك ـ يا علي ـ فقد سبّني ، ومن سبّني فقد

    __________________

    (١) العبارة في م : كان كمن ترك الصلاة.

    (٢) الأنعام ٦ : ١٠٨.

    (٣) أثبتناها من ر ، وهامش م. وفي بعض النسخ : فُلانَهم فيسبّوا عليكم.

    (٤) في م زيادة : فلما نزلت الآية ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تسبّوا علياً ، فإنّ ذاته ممسوس بذات الله ».
    ١٠٧

    سبّ الله تعالى (١).

    والتقيّة واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم عليه‌السلام ، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله ودين الإمامية (٢) وخالف الله ورسوله والأئمّة.

    وسئل الصادق عن قول الله عزّوجلّ : ( إن أكرمكم عند الله أتقكم ) قال : « أعلمكم بالتقية » (٣).

    وقد أطلق الله تبارك وتعالى إظهار موالاة الكافرين في حال التقية.

    وقال تعالى ( لا يتّخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتّقوا منهم تقاة ) (٤).

    وقال : ( لا ينهكم الله عن الذين لم يقتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين * إنّما ينهكم الله عن الذين قتلوكم في الدين وأخرجوكم من ديركم وظهروا على إخراجكم أن تولّوهم ومن يتولّهم فأولئك هم الظلمون ) (٥).

    وقال الصادق عليه‌السلام : « إني لأسمع الرجل في المسجد وهو يشتمني ، فأستتر منه بالسارية كي لا يراني » (٦).

    __________________

    (١) راجع عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٦٧ ح ٣٠٨ ، أمالي الصدوق : ٨٧ ح ٢. وفي م زيادة ومن سبّ الله كبّه الله على منخريه يوم القيامة.

    (٢) في ق ، ر : الأئمّة.

    (٣) رواه مسنداً الطوسي في أماليه ٢ : ٢٧٤. والآية الكريمة في سورة الحجرات ٤٩ : ١٣. وفي ق ، ر : « أعلمكم ».

    (٤) آل عمران ٣ : ٢٨.

    (٥) الممتحنة ٦٠ : ٨ ـ ٩.

    (٦) رواه مسنداً البرقي في المحاسن : ٢٦٠ كتاب مصابيح الظلم ح ٣١٤.
    ١٠٨

    وقال عليه‌السلام : « خالطوا الناس بالبرّانية ، وخالفوهم بالجوّانية ، ما دامت الامرة صبيانيّة » (١).

    وقال عليه‌السلام : « الرياء مع المؤمن شرك ، ومع المنافق في داره عبادة » (٢).

    قال علي عليه‌السلام : « من صلّى معهم في الصف الأوّل ، فكأنّما صلّى مع رسول الله في الصف الأوّل » (٣).

    وقال عليه‌السلام : « عودوا مرضاهم ، واشهدوا جنائزهم ، وصلّوا في مساجدهم » (٤).

    وقال عليه‌السلام : « كونوا لنا زيناً ، ولا تكونوا علينا شينا » (٥).

    وقال عليه‌السلام : « رحم الله عبداً حببّنا إلى الناس ، ولم يبغّضنا إليهم » (٦).

    وذكر القصَّاصون عند الصادق ، فقال عليه‌السلام : « لعنهم الله يشنعون علينا ».

    وسئل عليه‌السلام عن القُصَّاص ، أيحل الاستماع لهم ؟ فقال : « لا ».

    وقال عليه‌السلام : « من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبدالله وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس » (٧).

    وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول عزّوجلّ : « الشعراء يتَّبعهم الغاوون » (٨) قال :

    __________________

    (١) رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢ : ١٧٥ باب التقية ح ٢٠.

    (٢) الهداية : ١٠.

    (٣) الفقيه ١ : ٢٥٠ باب الجماعة وفضلها ح ١١٢٦.

    (٤) (٦) راجع : الكافي ٢ : ١٧٤ ح ١ ، أمالي الطوسي ٢ : ٥٥ ، فضائل الشيعة : ١٠٢ ح ٣٩.

    (٧) رواه مسنداً المصنّف في عيون أخبار الرضا ١ : ٣٠٤ ح ٦٣ ، الكليني في الكافي ٦ : ٤٣٤ ح ٢٤.

    (٨) الشعراء ٢٦ : ٢٢٤.
    ١٠٩

    « هم القُصَّاص ».

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من أتى ذا بدعة فوقّره فقد سعى في هدم الاسلام » (١).

    واعتقادنا فيمن خالفنا في شيء (٢) من اُمور الدين كاعتقادنا فيمن خالفنا في جميع اُمور الدين.

    [٤٠]

    باب الإعتقاد في آباء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٣)

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في آباء النبيّ (٤) أنّهم مسلمون من آدم إلى أبيه عبدالله ، وأنّ أبا طالب كان مسلماً ، واُمّه آمنة بنت وهب كانت مسلمة.

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لن آدم ».

    ورُوي أن عبد المطلب كان حجة وأبا طالب كان وصيّه (٥).

    __________________

    (١) الفقيه ٣ : ٣٧٥ باب معرفة الكبائر ح ١٧٧١.

    (٢) في ر ، ح زيادة : واحد.

    (٣) (٤) في ر زيادة : وعلي عليه‌السلام.

    (٥) ق ، س : وروي أنّ عبد المطلب كانت حجة أبا طالب ووصيه ، وفي ر : إن عبدالله كانت حجة ... وما أثبتناه من ج وبحار الأنوار ١٥ : ١١٧.
    ١١٠

    [٤١]

    باب الإعتقاد في العَلويّة

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في العلوية أنّهم (١) آل رسول الله ، وأنّ مودّتهم واجبة ، لأنّها أجر النبوّة (٢).

    قال عزّوجلّ : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودّة في القربى ) (٣).

    والصدقة عليهم محرّمة ، لأنّها أوساخ (٤) أيدي الناس وطهارة لهم ، إلا صدقتهم لإمائهم وعبيدهم ، وصدقة بعضهم على بعض.

    وأمّا الزكاة فإنّها تحل لهم اليوم (٥) عوضاً عن الخمس ، لأنّهم قد منعوا منه.

    واعتقادنا في المسيء منهم أنّ عليه ضعف العقاب ، وفي المحسن منهم أنّ له ضعف الثواب.

    وبعضهم أكفاء بعض ، لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين نظر إلى بنين وبنات علي وجعفر ابني [ أبي ] طالب : « بناتنا كبنينا ، وبنونا كبناتنا » (٦).

    وقال الصادق عليه‌السلام : « من خالف دين الله ، وتولى أعداء الله ، أو عادى أولياء الله ، فالبراءة منه واجبة ، كائناً من كان ، من أي قبيلة كان ».

    __________________

    (١) في ر زيادة : من.

    (٢) في ح : الرسالة.

    (٣) الشورى ٤٢ : ٢٣.

    (٤) في ر ، ج زيادة : ما في.

    (٥) أثبتناها من ر.

    (٦) رواه مرسلاً المصنّف في الفقيه ٣ : ٢٤٩ باب الأكفاء ح ١١٨٤. وفي بعض النسخ : بناتنا لبنينا وبنونا لبناتنا.
    ١١١

    وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية : « تواضعك في شرفك أشرف لك من شرف آبائك ».

    وقال الصادق عليه‌السلام : « ولايتي لأمير المؤمنين عليه‌السلام أحبّ إليّ من ولادتي منه ».

    وسئل الصادق عليه‌السلام عن آل محمد ، فقال : « آل محمد من حرم على رسول الله نكاحه » (١).

    وقال الله عزّوجلّ : ( ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذرّيتّهما النُّبوّة والكتب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ) (٢).

    وسئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عزّوجلّ : ( ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مُّقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ) فقال : « الظالم لنفسه منّا من لا يعرف حق الإمام ، والمقتصد العارف بحق الإمام ، والسابق بالخيرات بإذن الله هو الإمام » (٣).

    وسأل إسماعيل أباه الصادق عليه‌السلام ، فقال : ما حال المذنبين منّا ؟

    فقال عليه‌السلام : « ليس بأمانيّكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سُوءاً يجز به » (٤).

    وقال أبو جعفر الباقر عليه‌السلام في حديث طويل : « ليس بين الله وبين أحد قرابة ، أحبّ الخلق إلى الله أتقاهم له وأعملهم بطاعته. والله ما يتقرّب إلى الله عزّوجلّ ثناؤه إلا بالطاعة ، ما معناه براءة من النار ، ولا على الله لأحد من حجّة. من

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٩٣ باب معنى الآل ح ١.

    (٢) الحديد ٥٧ : ٢٦.

    (٣) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ١٠٤ باب معنى الظالم لنفسه ح ٢. والآية الكريمة في سورة فاطر ٣٥ : ٣٢.

    (٤) رواه مسنداً المصنّف في عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ٢ : ٢٣٤ ح ٥. والآية الكريمة في سورة النساء ٤ : ١٢٣.
    ١١٢

    كان لله مطيعاً فهو لنا وليّ ، ومن كان لله عاصياً فهو لنا عدّو. لا تنال ولايتنا إلا بالورع والعمل » (١).

    وقال نوح عليه‌السلام : ( ربِّ إنّ ابني من أهلي وإنَّ وعدك الحقُّ وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنّه ليس من أهلك إنّه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إنّي أعظك أن تكون من الجاهلين * قال رب إنّي أعوذ بك أن أسئلك ما ليس لي به علم وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) (٢).

    وسئل الصادق عليه‌السلام عن قوله تعالى : ( ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على الله وجوههم مُّسودَّة أليس في جهنَّم مثوى للمتكبرين ) قال : « من زعم أنه إمام وليس بإمام » قيل : وإن كان علوياً فاطميّاً ؟ قال : « وإن كان علوياً فاطمياً » (٣).

    وقال الصادق عليه‌السلام : « ليس بينكم وبين من خالفكم إلا المِطْمَر ». قيل :

    فأي شيء المِطْمَر ؟ قال : « الذي تسمونه التُّرّ ، فمن خالفكم وجازه فابرؤوا منه وإن كان علويا فاطميّا » (٤).

    وقال الصادق عليه‌السلام لأصحابه (٥) في ابنه عبدالله : « إنه ليس على شيء ممّا أنتم عليه ، وإنّي أبرأ منه ، بريء الله منه ».

    __________________

    (١) رواه مسنداً المصنّف في أماليه : ٤٩٩ المجلس الحادي والتسعين ح ٣ ، والكليني في الكافي ٢ : ٦٠ باب الطاعة والتقوى ح ٣.

    (٢) هود ١١ : ٤٥ ـ ٤٧.

    (٣) رواه مسنداً المصنّف في ثواب الأعمال : ٢٥٤ باب عقاب من ادّعى الإمامة ح ١. والآية الكريمة في سورة الزمر ٣٩ : ٦٠.

    (٤) رواه مسنداً المصنّف في معاني الأخبار : ٢١٢. وفي النسخ كافة : ( المضمر ) بدل « المطمر » ، و « البراءة » بدل « التُّرَّ » وهو تصحيف بيّن. والمِطْمَر ـ بكسر الميم الأولى وفتح الثانية ـ الخيط الذي يقوم عليه البناء ، ويسمى التُّرَّ أيضاً. مجمع البحرين ٣ : ٣٧٧ ، النهاية لابن الأثير ٣ : ١٣٨.

    (٥) أثبتناها من ر ، ج.
    ١١٣

    [٤٢]

    باب الإعتقاد في الأخبار المفسرة والمجملة

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الحديث المفسّر أنّه يحكم على المجمل ، كما قال الصادق عليه‌السلام.

    [٤٣]

    باب الإعتقاد في الحظر والإباحة

    قال الشيخ رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في ذلك أنّ الأشياء كلّها مطلقة حتى يرد في شيء منها نهي.
    ١١٤

    [٤٤]

    باب الإعتقاد في الأخبار الواردة في الطب

    قال الشيخ أبو جعفر رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطب أنّها على وجوه :

    منها : ما قيل على هواء مكّة والمدينة ، فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية.

    ومنها : ما أخبر به العالم عليه‌السلام على ما عرف من طبع السائل ولم يتعد موضعه ، إذ كان أعرف بطبعه منه.

    ومنها : ما دلّسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس.

    ومنها : ما وقع فيه سهو من ناقله (١).

    ومنها : ما حفظ بعضه ونسي بعضه.

    وما روي في العسل أنّه شفاء من كل داء (٢) فهو صحيح ، ومعناه أنّه شفاء من كل داء بارد.

    وما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير (٣) فإنّ ذلك إذا كان

    __________________

    (١) العبارة بأكملها ليست في م ، ق ، س ، وأثبتناها من ج وبحار الأنوار ٦٢ : ٦٤ ، وقد تقرأ في ر ـ إ ذ كتبت في الهامش ـ : ما وقع وهم فيه وسهو من ناقله.

    (٢) رواه مسنداً المصنّف في الخصال ٢ : ٦٢٣ باب حديث الأربعمائة ح ١٠.

    (٣) المصدر السابق ص ٦١٢.
    ١١٥

    بواسيره من حرارة.

    وما روي في الباذنجان من الشفاء (١) فإنّه في وقت إدراك الرطب لمن يأكل الرطب ، دون غيره من سائر الأوقات (٢).

    وأمّا أدوية العلل الصحيحة عن الأئمّة عليهم‌السلام فهي آيات القرآن وسوره والأدعية على حسب ما وردت به الآثار (٣) بالأسانيد القوية والطرق الصحيحة.

    وقال الصادق عليه‌السلام : « كان فيما مضى يسمّى الطبيب : المعالج ، فقال موسى عليه‌السلام : يا رب ، ممّن الداء ؟ فقال : منّي يا موسى. قال : يا رب ، فممّن الدواء ؟ فقال : منّي. قال : فما يصنع الناس بالمعالج ؟ فقال : يطيب أنفسهم بذلك ، فسمّي الطبيب لذلك (٤).

    وأصل الطب التداوي.

    وكان داود عليه‌السلام تنبت في محرابه في كل يوم حشيشة ، فتقول : خذني فإني أصلح لكذا وكذا ، فرأى آخر عمره حشيشة نبتت في محرابه ، فقال لها : ما اسمك ، فقالت : أنا الخروبية (٥) فقال داود عليه‌السلام : خرب المحراب ، فلم ينبت فيه شيء بعد ذلك ».

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من لم تشفه ( الحمد لله ) فلا شفاه الله تعالى » (٦).

    __________________

    (١) المحاسن : ٥٢٥ باب الباذنجان ح ٧٥٥.

    (٢) في س : الآفات.

    (٣) في هامش ر : الأخبار.

    (٤) رواه مسنداً المصنّف في علل الشرائع : ٥٢٥ ح ١ ، والكليني في الكافي ٨ : ٨٨ ح ٥٢. وفي ق ، ر : فسمي الطبيب طبيباً لذلك.

    (٥) في بعض النسخ : الخرنوبة.

    (٦) نحوه رواه مسنداً الكليني في الكافي ٢ : ٤٥٨ باب فضل القرآن ح ٢٢.
    ١١٦

    [٤٥]

    باب الإعتقاد في الحديثين المختلفين

    قال الشيخ أبو جعفر رضي‌الله‌عنه : اعتقادنا في الأخبار الصحيحة عن الأئمّة عليهم‌السلام أنّها موافقة لكتاب الله تبارك وتعالى ، متّفقة المعاني غير مختلفة ، لأنّها مأخوذة من طريق (١) الوحي عن الله تعالى ، ولو كانت من عند غير الله تعالى لكانت مختلفة. ولا يكون اختلاف ظواهر الأخبار إلا لعلل مختلفة.

    مثل ما جاء في كفّارة الظهار عتق رقبة.

    وجاء في خبر آخر صيام شهرين متتابعين.

    وجاء في خبر آخر إطعام ستين مسكيناً.

    وكلّها صحيحة ، فالصيام لمن لم يجد العتق ، والإطعام لمن لم يستطع الصيام.

    وقد رُوي (٢) أنّه يتصدق بما يطيق ، وذلك محمول على من لم يقدر على الإطعام.

    ومنها ما يقوم كلّ واحد منها مقام الآخر ، مثل ما جاء في كفّارة اليمين

    __________________

    (١) في ق زيادة غير.

    (٢) في هامش ر : قيل.
    ١١٧

    ( إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ) (١) فإذا ورد في كفّارة اليمين ثلاثة أخبار أحدها بالإطعام وثانيها بالكسوة ، وثالثها بتحرير رقبة (٢) كان ذلك عند الجهال مختلفاً ، وليس بمختلف ، بل كلّ واحد من هذه الكفّارات تقوم مقام الاُخرى.

    وفي الأخبار ما ورد للتقيّة.

    وروي عن سليم بن قيس الهلالي أنّه قال : قلت لأمير المؤمنين عليه‌السلام :

    إنّي سمعت من سلمان ومقداد وأبي ذر شيئاً من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير ما في أيدي الناس ، ثمّ سمعت منك تصديق ما سمعت منهم ، ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ، ومن الأحاديث عن النبيّ أنتم تخالفونهم فيها وتزعمون أنّ ذلك كلّه باطل ، أفترى الناس يكذبون على رسول الله متعمّدين ويفسّرون القرآن بآرائهم ؟.

    قال : فقال علي عليه‌السلام : « قد سألت فافهم الجواب : إنّ ما في أيدي الناس : حقّ وباطل ، وصدق وكذب ، وناسخ ومنسوخ ، وخاص وعام ، ومحكم ومتشابه ، وحفظ ووهم.

    وقد كُذب على رسول الله على عهده حتى قام خطيباً فقال : أيّها الناس ، قد كثرت الكذابة عليَّ (٣) فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار ، ثمّ كذب عليه من بعد.

    وإنّما أتاكم الحديث من أربعة ليس لهم خامس :

    رجل منافق مظهر للإيمان متصنّع بالاسلام ، لا يتأثم ولا يتحرّج (٤)

    __________________

    (١) المائدة ٥ : ٨٩.

    (٢) العبارة : فإذا ورد ... بتحرير رقبة ، ليست في ق ، س.

    (٣) العبارة في م : « قد كثر الكذب عليّ ».

    (٤) العبارة في ق ، س ، ر : لم يأثم ولم / لا يخرج / يجزع.
    ١١٨

    أن يكذب على رسول الله متعمّداً. فلو علم الناس أنّه منافق كذاب لم يقبلوا منه ولم يصدّقوه ، ولكنّهم قالوا : هذا صحب (١) رسول الله ورآه وسمع منه ، فأخذوا عنه وهم لا يعرفون حاله. وقد أخبر الله تعالى عن المنافقين بما أخبر ، ووصفهم بما وصفهم ، فقال : ( وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم ) (٢) ثمّ تفرقوا بعده ، فتقربوا (٣) إلى أئمّة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والكذب والبهتان ، فولّوهم الأعمال ، وأكلوا بهم الدنيا ، وحملوهم على رقاب الناس ، وإنّما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم (٤) الله. فهذا أحد الأربعة.

    ورجل آخر سمع من رسول الله (٥) شيئاً لم يحفظه على وجهه ووهم فيه ، ولم يتعمّد كذباً ، فهو في يده يقول به ويعمل به ويرويه ، ويقول : أنا سمعته من رسول الله (٦). فلو علم المسلمون أنه وهم لم يقبلوه ، ولو علم هو أنّه وهم لرفضه.

    ورجل ثالث سمع من رسول الله شيئاً أمر به ، ثمّ نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شيء ، ثمّ أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ. فلو علم أنّه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه أنّه منسوخ لرفضوه.

    ورجل رابع لم يكذب على رسول الله ، مبغض للكذب خوفاً من الله وتعظيماً لرسول الله ، لم يسه (٧) بل حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به كما سمع ، لم يزد ولم

    __________________

    (١) في م : صاحب.

    (٢) المنافقون ٦٣ : ٤.

    (٣) أثبتناها من ج ، وهامش م ، وفي النسخ : فتفرّقوا.

    (٤) في م ، ر : عصمه.

    (٥) أثبتناها من ر ، وفي النسخ : وسمع رجل آخر من رسول الله.

    (٦) في م : أنا سمعت رسول الله.

    (٧) في م : ينسه ، وفي ر : يتشبه به ، وفي هامشها : يشتبه به.
    ١١٩

    ينقص ، وعلم الناسخ والمنسوخ ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ.

    وإن أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل القرآن (١) ، ناسخ ومنسوخ ، وخاص وعام ، ومحكم ومتشابه. وقد كان يكون من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الكلام له وجهان : كلام عام وكلام خاص ، مثل القرآن ، قال الله تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (٢) فاشتبه على من لم يعرف ما عني الله ورسوله ، وليس كل أصحاب رسول الله يسألونه ويستفهمونه ، لأن فيهم قوما كانوا يسألونه ولا يستفهمونه ، لأنّ الله تعالى نهاهم عن السؤال ، حيث يقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا تسئلوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسئلوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم * قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كافرين ) (٣).

    فامتنعوا من السؤال حتى إن كانوا يحبون أن يجيء الأعرابي والبدوي فيسأل وهم يسمعون.

    وكنت أدخل على رسول الله في كل ليلة دخلة ، وأخلو به في كل يوم خلوة ، يجيبني عمّا أسأل ، وأدور به حيثما دار ، وقد علم أصحاب رسول الله أنّه لم يكن يصنع ذلك بأحد غيري ، وربّما كان ذلك في بيتي.

    وكنت إذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي (٤) وأقام نساءه ، فلم يبق غيري وغيره ، وإذا أتاني هو للخلوة وأقام من في بيتي لم يقم عنا فاطمة ولا أحد ابناي (٥).

    __________________

    (١) في م زيادة : كذلك.

    (٢) الحشر ٥٩ : ٧.

    (٣) المائدة ٥ : ١٠١ ، ١٠٢.

    (٤) في م ، ر : أخلاني.

    (٥) في بعض النسخ : ولا أحدا من أبنائي.
    ١٢٠

    وكنت إذا سألته أجابني ، وإذا سكتّ ونفدت مسائلي ابتدأني.

    فما نزلت على رسول الله آية من القرآن ، ولا شيء علّمه الله تعالى من حلال أو حرام ، أو أمر أو نهي ، أو طاعة أو معصية ، أو شيء كان أو يكون ، إلا وقد علمنيه وأقرأنيه ، وأملاه عليّ وكتبته بخطّي ، وأخبرني بتأويل ذلك وظهره وبطنه ، فحفظته ثم لم أنس منه حرفاً.

    وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا أخبرني بذلك كلّه يضع يده على صدري ، ثمّ يقول :

    اللّهمّ املأ قلبه علماً ، وفهماً ، ونوراً ، وحلماً ، وحكماً (١) وإيماناً وعلّمه ولا تجهّله ، واحفظه ولا تنسه.

    فقلت له ذات يوم : بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله ، هل تتخوف عليَّ النسيان ؟.

    فقال : يا أخي ، لست أتخوّف عليك النسيان ولا الجهل ، وقد أخبرني الله تعالى أنّه قد استجاب لي فيك (٢) ولشركائك الذين يكونون بعدك.

    قلت : يا رسول الله ومن شركائي ؟

    قال : الذين قرن الله طاعتهم بطاعته وبطاعتي.

    قلت : من هم يا رسول الله ؟

    قال : الذين قال الله تعالى فيهم : ( يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) (٣).

    قلت : يا نبي الله ، من هم ؟

    __________________

    (١) أثبتناها من م ، ر.

    (٢) في ق ، ر : أجابني فيك.

    (٣) النساء ٤ : ٥٩.
    ١٢١

    قال : هم الأوصياء بعدي (١) ، ولا يتفرّقون حتى يردوا علي الحوض ، هادين مهديين ، لا يضرهم كيد من كادهم ، ولا خذلان من خذلهم ، هم مع القرآن ، والقرآن معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم ، بهم تنتصر اُمتي وبهم يُمطرون ، وبهم يدفع البلاء ، وبهم يستجاب لهم الدعاء.

    قلت : يا رسول الله ، سمّهم لي.

    قال : أنت يا علي ، ثمّ ابني هذا ، ووضع يده على رأس الحسن ، ثمّ ابني هذا ، ووضع يده على رأس الحسين ، ثمّ ابنه سميّك يا أخي سيد العابدين ، ثمّ ابنه يسمّى محمداً ، باقر علمي ، وخازن وحي الله ، وسيولد في زمانك يا أخي فاقرأه منّي السلام ، ثمّ (٢) تكملة اثني عشر إماماً من ولدك إلى مهدي اًمّة (٣) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت قبله ظلماً وجوراً.

    والله إنّي لأعرفه ـ يا سليم ـ حيث يبايع بين الركن والمقام ، وأعرف أسماء أنصاره وقبائلهم.

    قال سليم بن قيس : ثمّ لقيت الحسن والحسين عليهما‌السلام بالمدينة بعد ما ملك معاوية ، فحدّثتهما بهذا الحديث عن أبيهما ، قالا : « صدق ، قد حدثك أمير المؤمنين بهذا الحديث ونحن جلوس ، وقد حفظنا ذلك عن رسول الله كما حدّثك ، فلم يزد فيه حرفاً ولم ينقص منه حرفاً ».

    قال سليم بن قيس : ثمّ لقيت علي بن الحسين ، وعنده ابنه محمد بن علي

    __________________

    (١) العبارة في م : قال « الأوصياء الذين هم الأصفياء الأوصياء بعدي ».

    (٢) في ر ، ج زيادة : « ثم جعفر بن محمد ، ثم موسى بن جعفر ، ثم علي بن موسى ، ثم محمد بن علي ، ثم علي بن محمد ، ثم الحسن بن علي الزكي ، ثم من اسمه اسمي ، ولونه لوني ، القائم بأمر الله في آخر الزمان ، مهدي اُمّة محمد جده ، الذي يملأ ... ».

    (٣) تقرأ في م : اسمه ، وفي ر : إنّه.
    ١٢٢

    الباقر أبو جعفر ، فحدّثته بما سمعت من أبيه وما سمعته من أمير المؤمنين ، فقال علي بن الحسين : « قد أقرأني أمير المؤمنين من رسول الله وهو مريض وأنا صبي » ثمّ قال أبو جعفر : « وأقرأني جدّي من رسول الله وأنا صبي ».

    قال أبان بن أبي عياش : فحدثت علي بن الحسين بهذا (١) كلّه عن سليم بن قيس الهلالي ، فقال : « صدق ، وقد جاء جابر بن عبدالله الأنصاري إلى ابني محمد وهو يختلف إلى كتّاب ، فقبّله واقرأه السلام من رسول الله ».

    قال أبان بن أبي عياش : فحججت بعد موت علي بن الحسين ، فلقيت أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين فحدّثته بهذا الحديث كلّه عن سليم ، فاغرورقت عيناه وقال : « صدق سليم (٢) ، وقد أتى أبي بعد قتل جدي الحسين وأنا عنده ، فحدّثه بهذا الحديث بعينه ، فقال له أبي : صدقت والله ـ يا سليم ـ قد حدثني بهذا الحديث أبي عن أمير المؤمنين » (٣).

    وفي كتاب الله ما يحسبه الجاهل مختلفاً متناقضاً وليس بمختلف ولا متناقض.

    وذلك مثل قوله تعالى : ( فاليوم ننسهم كما نسوا لقاء يومهم هذا ) (٤).

    وقوله تعالى : ( نسوا الله فنسيهم ) (٥).

    ثم يقول بعد ذلك : ( ما كان ربك نسيا ) (٦).

    __________________

    (١) أثبتناها من ج.

    (٢) في ق ، س ، ر ، زيادة : رحمه الله.

    (٣) رواه سليم في كتابه : ٦١ ، والمصنّف في الخصال إلى قوله عليه‌السلام : ( واحفظه ولا تنسه ) ١ : ٢٥٥ باب الأربعة ح ١٣١.

    (٤) الأعراف ٧ : ٥١.

    (٥) التوبة ٩ : ٦٧.

    (٦) مريم ١٩ : ٦٤.
    ١٢٣

    ومثل قوله تعالى : ( يوم يقوم الروح والملئكة صفّاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا ) (١).

    ومثل قوله تعالى : ( ثمّ يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ) (٢).

    وقوله تعالى : ( إن ذلك لحق تخاصم أهل النار ) (٣).

    ثم يقول تعالى : ( لا تختصموا لديّ وقد قدّمت إليكم بالوعيد ) (٤).

    ويقول تعالى : ( اليوم نختم على أفواههم وتكلّمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون ) (٥).

    ومثل قوله تعالى : ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) (٦).

    ثم يقول تعالى : ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) (٧).

    وقال تعالى : ( وما كان لبشر أن يكلّمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب ) (٨).

    ثم يقول : ( وكلّم الله موسى تكليماً ) (٩).

    __________________

    (١) النبأ ٧٨ : ٣٨.

    (٢) العنكبوت ٢٩ : ٢٥.

    (٣) ص ٣٨ : ٦٤.

    (٤) ق ٥٠ : ٢٨.

    (٥) يس ٣٦ : ٦٥.

    (٦) القيامة ٧٥ : ٢٢ ، ٢٣.

    (٧) الأنعام ٦ : ١٠٣.

    (٨) الشورى ٤٢ : ٥١.

    (٩) النساء ٤ : ١٦٤.
    ١٢٤

    وقال تعالى : ( وناداهما ربّهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة ) (١).

    وقال تعالى : ( يا أيّها النبيّ ) (٢) و ( يا أيها الرسول ) (٣).

    ومثل قوله : ( عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرّة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) (٤).

    ثم يقول تعالى : ( ولا ينظر إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ) (٥).

    ثم يقول : ( كلّا إنّهم عن ربّهم يومئذ لمحجوبون ) (٦).

    ومثل قوله تعالى : ( ءأمنتم من في السماء أن يخف بكم الأرض فإذا هي تمور ) (٧).

    وقوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) (٨).

    وقوله تعالى : ( وهو الله في السَّموات وفي الأرض يعلم سرّكم وجهركم ) (٩).

    ثم يقول تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ) (١٠).

    ويقول تعالى عزّوجلّ : ( وهو معكم أين ما كنتم ) (١١).

    __________________

    (١) الأعراف : ٧ : ٢٢.

    (٢) الأنفال ٨ : ٦٤ ، التوبة ٩ : ٧٣.

    (٣) المائدة ٥ : ٤١ ، ٦٧.

    (٤) سبأ ٣٤ : ٣.

    (٥) آل عمران ٣ : ٧٧.

    (٦) المطففين ٨٣ : ١٥.

    (٧) الملك : ٦٧ : ١٦.

    (٨) طه ٢٠ : ٥.

    (٩) الأنعام ٦ : ٣.

    (١٠) المجادلة ٥٨ : ٧.

    (١١) الحديد ٥٧ : ٤.
    ١٢٥

    ويقول عزّوجلّ : ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) (١).

    ويقول تعالى : ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملئكة أو يأتي ربّك أو يأتي بعض آيات ربك ) (٢).

    ومن قوله تعالى : ( قل يتوفّاكم ملك الموت الذي وكلّ بكم ) (٣).

    ثم يقول تعالى : ( توفتّه رسلنا وهم لا يفرّطون ) (٤).

    ويقول تعالى : ( اللذين تتوفّاهم الملائكة ) (٥).

    ويقول تعالى : ( الله يتوفّى الأنفس حين موتها ) (٦).

    ومثله في القرآن كثير.

    وقد سأل عنه رجل من الزنادقة أمير المؤمنين عليه‌السلام فأخبره بوجوه اتفاق معاني هذه الآيات ، وبيّن له تأويلها. وقد أخرجت الخبر في ذلك مسنداً بشرحه في كتاب التوحيد (٧).

    وساُجرّد كتاباً في ذلك بمشيئة الله وعونه إن شاء الله تعالى.

    وصلى الله على محمد وعترته الطاهرين ،

    حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصير ، ألا إلى الله تصير الأمور.

    __________________

    (١) ق ٥٠ : ١٦.

    (٢) الأنعام ٦ : ١٥٨.

    (٣) السجدة ٣٢ : ١١.

    (٤) الأنعام ٦ : ٦١.

    (٥) النحل ١٦ : ٣٢.

    (٦) الزمر ٣٩ : ٤٢.

    (٧) التوحيد : ٢٥٥.

    ١٢٦

    فهرس الموضوعات

    مقدمة....................................................................... ١

    باب في صفة اعتقاد الإمامية في التوحيد........................................ ٢١

    باب الإعتقاد في صفات الذات وصفات الأفعال................................. ٢٧

    باب الإعتقاد في التكليف..................................................... ٢٨

    باب الإعتقاد في افعال العباد.................................................. ٢٩

    باب الإعتقاد في نفي الجبر والتفويض.......................................... ٢٩

    باب الإعتقاد في الإرادة والمشيئة............................................... ٣٠

    باب الإعتقاد في القضاء والقدر............................................... ٣٤

    باب الإعتقاد في الفطرة والهداية............................................... ٣٦

    باب الإعتقاد في الاستطاعة................................................... ٣٨

    باب الإعتقاد في البداء....................................................... ٤٠

    باب الإعتقاد في التناهي عن الجدل والمراء في الله عزّوجلّ وفي دينه................. ٤٢

    باب الإعتقاد في اللوح والقلم................................................. ٤٤

    باب الإعتقاد في الكرسي..................................................... ٤٤

    باب الإعتقاد في العرش....................................................... ٤٥

    باب الإعتقاد في النفوس والأرواح............................................. ٤٧

    باب الإعتقاد في الموت....................................................... ٥١

    باب الإعتقاد في المساءلة في القبر.............................................. ٥٨

    باب الإعتقاد في الرجعة...................................................... ٦٠

    باب الإعتقاد في البعث بعد الموت............................................. ٦٤
    ١٢٧

    باب الإعتقاد في الحوض...................................................... ٦٥

    باب الإعتقاد في الشفاعة..................................................... ٦٦

    باب الإعتقاد في الوعد والوعيد............................................... ٦٧

    باب الإعتقاد فيما يكتب على العبد........................................... ٦٨

    باب الإعتقاد في العدل....................................................... ٦٩

    باب الإعتقاد في الأعراف.................................................... ٧٠

    باب الإعتقاد في الصراط..................................................... ٧٠

    باب الإعتقاد في العقبات التي على طريق المحشر................................. ٧١

    باب الإعتقاد في الحساب والميزان.............................................. ٧٣

    باب الإعتقاد في الجنّة والنار.................................................. ٧٦

    باب الإعتقاد في كيفية نزول الوحي من عند الله بالكتب في الأمر والنهي.......... ٨١

    باب الإعتقاد في نزول القرآن في ليلة القدر..................................... ٨٢

    باب الإعتقاد في القرآن...................................................... ٨٣

    باب الإعتقاد في مبلغ القرآن.................................................. ٨٤

    باب الإعتقاد في الأنبياء والرسل والحجج سعليهم‌السلام............................... ٨٩

    باب الإعتقاد في عدد الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام.................................. ٩٢

    باب الإعتقاد في العصمة..................................................... ٩٦

    باب الإعتقاد في نفي الغلو والتفويض.......................................... ٩٧

    باب الإعتقاد في الظالمين.................................................... ١٠٢

    باب الإعتقاد في التقية...................................................... ١٠٧

    باب الإعتقاد في آباء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم........................................... ١١٠

    باب الإعتقاد في العلوية..................................................... ١١١

    باب الإعتقاد في الأخبار المفسرة والمجملة...................................... ١١٤

    باب الإعتقاد في الحظر والإباحة............................................. ١١٤

    باب الإعتقاد في الأخبار الواردة في الطب..................................... ١١٥

    باب الإعتقاد في الحديثين المختلفين........................................... ١١٧
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    الاعتقادات الشيخ الصدوق
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    »  فضائل الشيعة فضائل الشيعة المؤلف :أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]
    » علل الشرائع والاحكام والاسبابللشيخ الصدوق
    » عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1
    » الشيخ صباح العوفي
    » الامير سعد السمرمد والشخ شوقي البديري

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 33- منتدى كتب العقائد والكلام-
    انتقل الى: