الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» المحكم في أصول الفقه [ ج2
عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyاليوم في 10:46 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في اصول الفقه ج3
عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyاليوم في 8:41 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في أصول الفقه [ ج4
عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyاليوم في 7:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» الصحيفه السجاديه كامله
عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyأمس في 9:49 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]
عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyأمس في 3:11 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مسائل من الاجتهاد والتقليد ومناصب الفقيه
عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyأمس في 2:36 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» قاعدة لا ضرر ولا ضرار
عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyأمس في 8:51 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول المبين
عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:46 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» ------التقيه
عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:37 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 3:44 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله (1) الواحد القهار العزيز الجبار ، الرحيم الغفار، فاطر الأرض والسماء ، خالق الظلمة والضياء ، مقدر الأزمنة والدهور، مدير الأسباب والأمور ، باعث من في القبور، المطلع على ما ظهر واستتر، العالم بما سلف وغير، الذي له المنة والطول ، والقوة (2) والحول .
    أحمده على كل الأحوال، وأستهديه لأفضل الأعمال، وأعوذ به من الغي والضلال، وأشكره شكراً أستوجب به المزيد ، وأستنجز به المواعيد ، وأستعينه على ما ينجي من الهلكة والوعيد .
    __________________
    (1) يوجد على الصفحة الأولى من نسخة ك طريق إلى الشيخ الصدوق بخط السيد المرعشي الله هذا نصه : النسخة نفيسة جداً مصححة بالدقة ، ثم إني وجدت في نسخة أخرى لي في مكتبتي الموقوفة العامة وفي أولها هكذا : قال الشيخ المؤتمن الوالد أبو الحسن علي بن أبي طالب بن محمد بن أبي طالب التميمي المجاور بالغرى ، قال : حدثني الأمير السيد الأوحد الفقيه العالم عز الدين سند الشرف شرف السادة أبو محمد شرفشاه بن أبي الفتوح محمد بن الحسين بن زيارة الحسيني الأفطسي النيشابوري أدام الله رفعته في شهور سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وآله ومجاوريه .
    قال : حدثنا الشيخ الفقيه العالم أبو الحسن علي بن عبد الصمد التميمي رضي‌الله‌عنه في داره بنيشابور في شهور سنة إحدى وأربعين وخمسمائة ، قال : حدثنا السيد الإمام الزاهد أبو البركات الخوري رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الشيخ الإمام العالم الأوحد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمى مصنف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه قال : الحمد الله الواحد القهار .
    (2) في حاشية وك في نسخة ، والقدرة .

    وأشهد أن لا إله إلا الله ، الأول فلا يوصف بابتداء، والآخر فلا يوصف بانتهاء ، إلها يدوم ويبقى، ويعلم السر وأخفى، وأشهد أن محمداً عبده المكين، ورسوله الأمين، المعروف بالطاعة ، الموعود بالشفاعة (1) ، فإنه أرسله لإقامة العوج، وبعثه لنصب (2) الحجج ؛ ليكون رحمة للمؤمنين، وحجة على الكافرين، ومؤيداً بالملائكة المسومين ، حتى ( أظهر دين الله على كره المشركين) (3) صلى الله عليه وآله (4) الطيبين. وأشهد أن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ومولى المسلمين وخليفة رسول رب العالمين ، وأشهد أن الأئمة من ولده حجج الله إلى يوم الدين ، وورثة علم النبي ين ، صلوات الله ورحمته وسلامه وبركاته عليهم أجمعين .
    قال الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه ـ نزيل الرى مصنف هذا الكتاب رحمة الله عليه : وقع إلى قصيدتان من قصائد الصاحب الجليل كافي الكفاة أبي القاسم إسماعيل ابن عباد أطال الله بقاءه، وأدام دولته ونعمائه وسلطانه، وأعلاه في إهداء السلام إلى الرضا عليه‌السلام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم ، فصنفت هذا الكتاب الخزانته المعمورة ببقائه ، إذ لم أجد شيئاً أثر عنده ، وأحسن موقعاً لديه من علوم أهل البيت عليهم‌السلام لتعلقه أدام الله عزه بحبلهم ، واستمساكه بولايتهم ، واعتقاده بفرض طاعتهم ، وقوله بإمامتهم ، وإكرامه لذريتهم ، وإحسانه إلى شيعتهم ،
    __________________
    (1) في نسخة (ك) : المنتجب للشفاعة وفي دره المنتجب بالشفاعة.
    (2) في نسخة لك ليصير، وفي نسخة (هـا) لتبصير، وفي انا لتنصيب.
    (3) في حاشية اك في نسخة : أظهره الله على كثرة المشركين .
    (4) في نسخة ج ، هـ ، ر ، ك : صلى‌الله‌عليه‌وآله .

    قاضياً بذلك حق إنعامه علي، ومتقرباً به إليه لأياديه الزهر عندي ، ومننه الغر لدي ، ومتلافياً بذلك تفريطي الواقع في خدمته، راجياً به قبوله العذري، وعفوه عن تقصيري، وتحقيقه لرجائي فيه وأملي ، والله تعالى ذكره ( يبسط بالعدل يده ، ويُعلى بالحق كلمته ، ويديم على الخير قدرته) (1) يسهل المحن بكرمه وجوده .
    وابتدأت بذكر القصيدتين ؛ لأنهما سبب التصنيفي هذا الكتاب .
    قال الصاحب الجليل إسماعيل بن عباد الله في إهداء السلام إلى الرضا عليه‌السلام:
    يا سائراً زائراً (2) إلى طوس
    مشهد طهر وأرض تقديس

    أبلغ سلامي الرضا وحط على
    أكرم رمس لخير (3) مرموس

    والله والله حلفة صدرت
    من مخلص في الولاء مغموس

    إني لو كنت مالكا إربي
    كان بطوس الغناء (4) تعريسي

    وكنت أمضي العزيم مرتحلاً
    منتفاً فيه قوة العيس

    لمشهد بالزكاء ملتحف
    وبالسنا والسناء (5) مأنوس

    يا سيدي و ابن سادتي ضحكت
    وجوه دهري بعقب تعبيس

    __________________
    (1) ما بين القوسين لم يرد في نسخة (ج ، ک ، ر) .
    (2) في حاشية اك في نسخة : وافداً ، وفي الديوان با زائراً سائراً .
    (3) في نسخة ج . ها : بخير .
    (4) في نسخة (ج) وحاشيتي ك . ع : العنا.
    والغناء : القرية الكثيرة الأهل والعشب ـ غريب الحديث للهروي 4 : ١٨٢ ، والعين 4 : ٣4٩ .
    (٥) السنا : الضوء ، والسناء : الرفعة والشرف الصحاح ٦: ٢٣٨٣ ـ سنا .


    لما رأيت النواصب انتكست (1)
    راياتها في زمان (2) تنكيس

    صدعت بالحق في ولائكم (3)
    والحق مذ كان غير منحوس

    يابن النبي الذي به قمع (1)
    الله ظهور الجبابر الشوس

    وابن الوصي الذي تقدم في
    الفضل على البزل القناعيس

    وحائز الفخر (5) غير منتقص
    ولابس المجد غير تلبيس

    إن بني النصب كاليهود وقد
    يخلط تهويدهم بتمجيس

    كم دفنوا في القبور من نجس
    أولى به الطرح في النواويس

    عالمهم عند ما أباحثه
    في جلد ثور ومسك جاموس

    ( إذا تأملت شوم جبهته
    عرفت فيها اشتراك (3) إبليس) (7)

    لم يعلموا ـ والأذان يرفعكم ـ
    صوت أذان أم قرع ناقوس

    أنتم حبال اليقين أعلقها
    ما وصل العمر حبل تنفيس

    کم فرقة فيكم تكفرني
    ذللت هاماتها بفطيس

    قمعتها بالحجاج فانخذلت (Cool
    تجفل علي بطير (9) منحوس

    إن ابن عباد استجار بكم
    فما يخاف الليوث في الخيس

    __________________
    (1) في الديوان : انقلبت
    (2) في نسخة (ج) : ضمان ، وكذلك الديوان .
    (3) في حاشية ك : في نسخة : ولايتكم .
    (4) في الديوان : قصم .
    (٥) في حاشية (ك) في نسخة : الفضل . وكذلك الديوان .
    (٦) في الديوان : أشراك ، وفي نسخة دره : شرك .
    (۷) ما بين القوسين لم يرد في نسخة اج ، ك ، ها .
    (Cool في حاشية اك في نسخة : فانجدلت ، وفي ك ، ره والديوان : فانخزلت .
    (9) في نسخة (ج) : نظير ، وفي الديوان : كطير .


    كونوا أيا سادتي وسائله
    يفسح له الله في الفراديس (1)

    كم مدحة فيكم يحبرها (2)
    كأنها حلة الطواويس (3)

    وهذه كم يقول قارنها
    قد نشر الدر في القراطيس

    يملك رق القريض قائلها
    ملك سليمان عرش (4) بلقيس

    بلغه الله ما يؤمله
    حتى ( يزور الإمام ) (5) في طوس (6)

    وله أيضاً في إهداء السلام إلى الرضا عليه‌السلام :
    یا زائراً (7) قد نهضا
    مبتدراً ( قد ركضا) (Cool

    وقد مضى كأنه
    البرق إذا ما أومضا

    أبلغ سلامي زاكياً
    بطوس مولاي الرضا

    سبط النبي المصطفى
    وابن الوصي المرتضى

    من حاز عزاً أقعساً
    و شاد مجداً أبيضا

    وقل له عن (9) مخلص
    يرى الولا مفترضا

    في الصدر لفح حرفة
    تترك قلبي حرضا

    من ناصبين غادروا
    قلب الموالي ممرضا

    __________________
    (1) الفراديس : جمع فردوس وهي الجنة .
    (2) في نسخة (ج) : تخيرها ، ويحبرها : بحسنها ـ القاموس المحيط ٥٢:٢ ـ خبر.
    (3) الطواويس : جمع طاووس، وهو طائر حسن، لسان العرب ٦: ١٢٧ .
    (4) في الديوان : صرح .
    (٥) في الديوان : يحل الرجال .
    (٦) ديوان الصاحب بن عباد : 91 ـ 9۵ .
    (۷) في الديوان : يا سارياً .
    (Cool في نسخة ج ، ها : وراكضا ، وفي الديوان : أو راكضا .
    (9) في المطبوع والحجرية : من ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اج ، ع ، ك ، ر،


    صرحت عنهم معرضاً
    ولم أكن معرضاً

    نابذتهم ولم أبل
    إن قيل قد ترفضا

    یا حبذا رفضي لمن
    نابذكم وأبغضا

    ولو قدرت زرته لكنني معتقل (1)
    ولو على جمر الغضا

    جعلت مدحي بدلاً
    بقيد خطب عرضا

    أمانة موردة
    من قصده وعوضا

    حواست جمع كن
    على (الرضا ليرتضى) (2)

    رام ابن عباد بها
    شفاعة لن تدحضا (3)

    1 ـ حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي ، قال : قال أبو عبد الله عليه‌السلام : من قال فينا بيت شعر بني الله تعالى له بيتاً في الجنة» (1) .
    2 ـ حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : ما قال فينا قائل بيت شعر حتى يؤيد بروح القدس (5) .
    3 ـ حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم الفرشي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني أبي ،
    __________________
    (1) في نسخة ك : مقيد .
    (2) في حاشية ك في نسخة : الرضى المرتضى .
    (3) دیوان الصاحب بن عباد : ١٥٩ ـ ١٦٠ .
    (4) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٢٦ : 231 / 3 ، و79: 291 / 9.
    (٥) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٢٦ : 231 / 4 ، و79: 291 / 10.

    عن أحمد بن علي الأنصاري، عن الحسن بن الجهم قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : ما قال فينا مؤمن شعراً يمدحنا به إلا بنى الله تعالى له مدينة في الجنة ، أوسع من الدنيا سبع مرات ، يزوره فيها كل ملك مقرب ، وكل نبي مرسل (1) .
    فأجزل الله للصاحب الجليل الثواب على جميع أقواله الحسنة، وأفعاله الجميلة، وأخلاقه الكريمة وسيره (2) الرضية (3) ، وسننه (4) العادلة ، وبلغه كل مأمول، وصرف عنه كل محذور، وأظفره بكل خير مطلوب ، وأجاره من كل بلاء مكروه ، بما استجار به من حججه الأئمة عليهم‌السلام الهم بقوله (5)
    في بعض أشعاره فيهم :
    إن ابن عباد استجار بمن
    يترك عنه الصروف مصروفة) (6)

    (وفي قوله في قصيدة أخرى Smile (7)
    إن ابن عباد استجار بكم
    فكل ما خافه سيكفاه (Cool

    وجعل الله شفعاءه الذين أسماؤهم (9) على نقش خاتمه :
    __________________
    (1) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٢٦ : 231 / 5 و ۷9 : 291 / 11.
    (2) في نسخة (ج) : وسيرته .
    (3) في نسخة الك ، ره المرضية .
    (4) في نسخة (ج) : وسنته .
    (٥) بقوله) لم يرد في نسخة (ج ، ه) .
    (٦) ديوان الصاحب بن عباد : 91 ، وفيه : الهموم ، بدل : الصروف ، ولم يرد هذا البيت في نسخة اج ، هما .
    (۷) ما بين القوسين لم يرد في نسخة اج ، هما .
    (Cool ديوان الصاحب بن عباد : ٦٦ .
    (9) أسماؤهم لم يرد في نسخة (ج ، ع ، هما .


    شفيع إسماعيل في الآخرة
    محمد والعترة طاهرة (1)

    وجعل دولته متسقة (2) الأيام ، متصلة النظام ، مقرونة بالدوام ، ممتدة إلى التمام، مؤدية له إلى سعادة الأبد، وباقية له إلى غاية الأمد ، بمنه وفضله .
    ذكر أبواب الكتاب ، وجملتها (3) مائة وتسعة وثلاثون باباً (4)
    منها تسعة وستون باباً .
    باب (1) العلة التي من أجلها سمي علي بن موسى عليه‌السلام الرضا عليه‌السلام .
    باب (2) ما جاء في أم الرضا عليه‌السلام واسمها .
    باب (3) مولد الرضا عليه‌السلام .
    باب (4) نص أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام على ابنه علي بن موسى عليه‌السلام بالإمامة والوصية (5) .
    __________________
    (1) ديوان الصاحب بن عباد : 22۰ .
    (2) في نسخة (ج ، ه) : متسعة .
    (3) في حاشية نسخة الك : قوله : وحملتها مائة باب وتسعة وثلاثون باباً، هكذا في النسخة القديمة التي كتبت في زمان المصنف رحمه‌الله ، وفي كثير من النسخ، ويمكن أن يتكلف في توجيهها بعد كل من النصوص والدلالات باباً على حدة، وبعض الأبواب المشتملة على شيئين مختلفين بابين، كما في باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات وما أجاب به عن محمد بن جهم في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام ، وكما في باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومنه الأخبار المشهورة عن الرضا عليه‌السلام وأمثالها .
    وبهذا الاعتبار يمكن تصحيح تلك النسخ ، وفي بعض النسخ : تسعة وستون باباً ، وفي بعضها : إحدى وسبعون باباً ، وهاتان النسختان أقرب إلى الصواب من الأولى .
    (4) في نسخة اها وحاشية «ك» في نسخة : تسعة وستون .
    (٥) في حاشية اك ، وفي نسخة هـ ، ج زيادة ، وهي عشرون نصاً ، وفي حاشية اك.
    مجموع النصوص ثمانية وعشرون كما سيجيء ، فما في بعض النسخ من قوله بعد ذلك : وهي ثلاثة وعشرون نصاً ، غلط ، والصواب : هي ثمانية وعشرون .

    باب (5) ذكر نسخة وصيّة موسى بن جعفر عليه‌السلام .
    باب (6) النصوص على الرضا عليه‌السلام بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام .
    باب (7) جمل من أخبار موسى بن جعفر عليه‌السلام مع موسى بن المهدي ومع هارون الرشيد .
    باب (Cool الأخبار التي رويت في صحة وفاة أبي إبراهيم موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام .
    باب (9) ذكر من قتله الرشيد من أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في ليلة واحدة بعد قتله لموسى بن جعفر عليه‌السلام ، سوى من قتل منهم في سائر الليالي والأيام .
    باب (1۰) السبب الذي من أجله قيل بالوقف على موسى بن جعفر الي .
    باب (11) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار في التوحيد ، وخطبة الرضا عليه‌السلام في التوحيد .
    باب (12) ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع أهل الأديان وأصحاب المقالات في التوحيد عند المأمون .
    باب (13) ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع سليمان المروزي ـ متكلم خراسان ـ عند المأمون في التوحيد .
    باب (١4) ذكر مجلس آخر للرضا عليه‌السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات ، وما أجاب به علي بن الجهم في عصمة الأنبياء صلى‌الله‌عليه‌وآله .
    باب (١٥) ذكر مجلس آخر للرضا عليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء .

    باب (١٦) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من حديث أصحاب الرس .
    باب (1۷) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في قول الله عزوجل ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) .
    باب (18) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا ابن الذبيحين».
    باب (19) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في علامات الإمام .
    باب (2۰) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في وصف الإمام والإمامة ، وذكر فضل الإمام ورتبته .
    باب (21) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في تزويج فاطمة الي .
    باب (22) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في الإيمان وأنه معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان .
    باب (23) ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة .
    باب (٢4) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين الله في مسجد الكوفة .
    باب (٢٥) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في زيد بن على عليه‌السلام .
    باب (٢٦) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار النادرة في فنون شتى .
    باب (2۷) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في هاروت وماروت .
    باب (28) فيما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار المتفرقة .
    باب (29) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من الأخبار المنثورة (1) عن الرضا عليه‌السلام .
    __________________
    (1) في حاشية (ع) : في نسخة : المشهورة ، وكذلك استظهر كاتب نسخة الك».

    باب (3۰) فيما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار المجموعة .
    باب (31) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من العلل .
    باب (32) ذكر ما كتب به الرضا عليه‌السلام إلى محمد بن سنان في جواب مسائله في العلل .
    باب (33) العلل التي ذكر الفضل بن شاذان في آخرها أنه سمعها من الرضا عليه‌السلام علي بن موسى مرة بعد مرة وشيئاً بعد شيء ، فجمعها وأطلق لعلى بن محمد بن قتيبة النيسابوري روايتها عنه ، عن الرضا عليه‌السلام .
    باب (٣4) ما كتبه الرضا عليه‌السلام للمأمون من محض الإسلام ، وشرائع الدين ، ومن أخباره الله .
    باب (3۵) دخول الرضا عليه‌السلام بنيسابور ، وذكر الدار التي نزلها والمحلة .
    باب (٣٦) ما حدث به الرضا عليه‌السلام في مربعة نيسابور وهو يريد قصد المأمون .
    باب (3۷) خبر نادر عن الرضا عليه‌السلام .
    باب (38) خروج الرضا عليه‌السلام من نيسابور إلى طوس ومنها إلى مرو .
    باب (39) السبب الذي من أجله قبل علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ولاية العهد من المأمون، وذكر ما جرى من ذلك ، ومن كرهه ومن رضی به وغير ذلك ، ولعلي بن الحسين عليه‌السلام كلام في هذا النحو .
    باب (4٠) استسقاء المأمون بالرضا عليه‌السلام وما أراه (1) الله عز وجل من القدرة في الاستجابة له وفي هلاك من أنكر دلالته (2) في ذلك .
    __________________
    (1) في حاشية اك في نسخة : وما آتاه .
    (2) في حاشية وك» في نسخة : ولايته .

    باب (4١) ذكر ما أتاه المأمون من طرد الناس عن مجلس الرضا عليه‌السلام والاستخفاف به وما كان من دعائه الله عليه (1) .
    باب (4٢) ذكر ما أنشد الرضا عليه‌السلام المأمون من الشعر في الحلم ، وفي السكوت عن الجاهل، وترك عتاب الصديق ، وفي استجلاب العدو حتى يكون صديقاً ، وفي كتمان السر ، ومما أنشده الرضا عليه‌السلام وتمثل به .
    باب (4٣) ذكر أخلاق الرضا عليه‌السلام الكريمة ووصف عبادته .
    باب (44) ذكر ما كان يتقرب به المأمون إلى الرضا عليه‌السلام من مجادلة المخالفين في الإمامة والتفضيل .
    باب (4٥) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في وجه دلائل الأئمة عليهم‌السلام ال والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله .
    باب (4٦) دلالات الرضا عليه‌السلام ، وهي اثنتان وأربعون دلالة .
    باب (4٧) دلالة الرضا عليه‌السلام في إجابة الله تعالى دعاءه على بكار ابن عبد الله بن مصعب بن الزبير لما ظلمه .
    باب (4٨) دلالته عليه‌السلام فيما أخبر به من أمره أنه لا يرى بغداد ولا تراه ، فكان كما قال عليه‌السلام .
    باب (4٩) دلالته عليه‌السلام في إجابة الله تعالى دعاءه في آل برمك ، وإخباره بما يجري عليهم ، وبأنه لا يصل إليه من الرشيد مكروه .
    باب (٥٠) دلالته عليه‌السلام في إخباره بأنه يدفن مع هارون في بيت واحد.
    باب (٥١) إخباره عليه‌السلام بأنه سيقتل مسموماً ويقبر إلى جنب هارون
    __________________
    (1) في نسخة (ك) زيادة : وخروجه من المدينة بالشرد إلى الجبل .

    الرشيد .
    باب (٥٢) صحة فراسة الرضا عليه‌السلام ومعرفته بأهل الإيمان وأهل النفاق .
    باب (٥٣) معرفته عليه‌السلام بجميع اللغات (1) .
    باب (٥4) دلالته عليه‌السلام في إجابته الحسن بن على الوشا عن المسائل التي أراد أن يسأله عنها قبل السؤال .
    دلالة أخرى له عليه‌السلام .
    دلالة أخرى له عليه‌السلام .
    باب (٥٥) جواب الرضا عليه‌السلام عن سؤال أبي قرة صاحب الجاثليق .
    باب (٥٦) ذكر ما كلم به الرضا عليه‌السلام يحيى بن الضحاك السمرقندي في الإمامة عند المأمون .
    باب (٥٧) قول الرضا عليه‌السلام لأخيه زيد بن موسى حين افتخر على من في مجلسه ، وقوله الله في من يسيء عشرة الشيعة ، ويترك المراقبة .
    باب (۵Cool الأسباب التي من أجلها قتل المأمون علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بالسم .
    باب (٥٩) نص الرضا عليه‌السلام على ابنه محمد بن على عليه‌السلام بالإمامة والخلافة .
    باب (٦٠) وفاة الرضا عليه‌السلام مسموماً باغتيال المأمون إياه .
    باب (٦١) ذكر خبر آخر في وفاة الرضا عليه‌السلام من طريق الخاصة .
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : بجميع اللغات والمشكلات .

    باب (٦٢) ما حدث به أبو الصلت الهروي من ذكر وفاة الرضا عليه‌السلام وأنه سم في عنب .
    باب (٦٣) ما حدث به هرثمة بن أعين من ذكر وفاة الرضا عليه‌السلام وأنه سم في العنب والرمان جميعاً .
    باب (٦4) ذكر بعض ما قيل من المراثي في الرضا عليه‌السلام .
    باب (٦٥) ثواب زيارة الرضا عليه‌السلام ، وذكر خبر دعبل بن على الخزاعي عن الرضا عليه‌السلام في النص على القائم عجل الله فرجه ، أوردته على أثر إخباره في ثواب الزيارة، وخبر دعبل عند وفاته ، وذكر ما وجد على قبر دعبل مكتوباً .
    باب (٦٦) ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في ثواب زيارة قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر علي بقم .
    باب (٦٧) في زيارة الرضا عليه‌السلام بطوس (1) .
    باب (٦٨) ما يجزئ من القول عند زيارة جميع الأئمة عليهم‌السلام العن الرضا عليه‌السلام ، وزيارة أخرى جامعة للرضا عليه‌السلام ولجميع الأئمة عليهم‌السلام الله .
    باب (٦٩) ذكر ما ظهر للناس في وقتنا من بركة هذا المشهد وعلاماته واستجابة الدعاء فيه .
    فذلك تسعة وستون باباً .
    __________________
    (1) في نسخة «ک ، ر» زيادة : وكيفية زيارته .

    ـ1ـ
    باب العلة التي من أجلها سمي علي بن موسى الرضا عليه‌السلام
    قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الفقيه ـ نزيل الرى مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله (1) :
    [1 / 1] حدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل ومحمد بن علي ما جيلويه وأحمد بن علي بن ابراهيم بن هاشم، والحسين بن ابراهيم بن تاتانه وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبد الله الوراق رضی‌الله‌عنهم، قالوا : حدثنا على ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر ال : إن قوماً من مخالفيكم يزعمون أن أباك عليه‌السلام إنما سماه المأمون الرضا عليه‌السلام لما رضيه لولاية عهده ، فقال عليه‌السلام : كذبوا والله وفجروا ، بل الله تبارك وتعالى سماه الرضا عليه‌السلام : لأنه كان رضي الله عز وجل في سمائه ، ورضى لرسوله والأئمة عليهم‌السلام من بعده صلوات الله عليهم في أرضه .
    قال : فقلت له : ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين عليهم‌السلام رضى الله تعالى ولرسوله والأئمة عليهم‌السلام لله من بعده ؟ فقال : «بلی»، فقلت : فلم سمي أبوك عليهم‌السلام من بينهم الرضا عليه‌السلام ؟ قال : الأنه رضى به المخالفون من أعدائه ، كما
    __________________
    (1) في نسخة (ك) زيادة : أعانه الله على طاعته ، ووقفه المرضاته .

    رضي به الموافقون من أوليائه ، ولم يكن ذلك لأحد من آبائه عليهم‌السلام ، فلذلك سمي من بينهم الرضا عليه‌السلام (1) .
    [٢ / ٢] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسنى، عن سليمان بن حفص المروزي، قال: كان موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام يسمي ولده علياً عليه‌السلام الرضا، وكان يقول: أدعوا لي ولدي الرضا، وقلت الولدي الرضا، وقال لي ولدي الرضا، وإذا خاطبه قال : يا أبا الحسن (2) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في علل الشرائع : ٢٣٦ / 1 ـ باب 1۷2 ، وباختصار في معاني الأخبار : ٦٥ / 17، ونقله عن ابن بابويه الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٩٦ ، والمجلسي في البحار 4٩: 4 / 5.
    (2) نقله الإربلي في كشف الغمة ٢٩٦:٢، والمجلسي في البحار 4٩: 4 / 6، عن العيون.

    ـ2ـ
    باب ما جاء في أم الرضا عليه‌السلام واسمها
    [3 / 1] حدثنا الحاكم أبو على الحسين بن أحمد البيهقي في داره بنيسابور سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ـ قال : أخبرنا محمد بن يحيى الصولي ـ قراءة عليه ـ قال : أبو الحسن الرضا عليه‌السلام هو على بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، وأمه أم ولد تسمى : تكتم عليه استقر اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى عليه‌السلام (1) .
    [4 / 2] حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي ، قال : حدثني الصولي ، قال : حدثني عون بن محمد الكندي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن ميثم يقول : ما رأيت أحداً قط أعرف بأمور الأئمة عليهم‌السلام وأخبارهم ومناكحهم (2) منه .
    قال: اشترت حميدة المصفاة ـ وهي أم أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام وكانت من أشراف (3) العجم ـ جارية مؤلدة واسمها تكتم ، وكانت من أفضل النساء في عقلها ودينها ، وإعظامها لمولاتها حميدة المصفاة ، حتى أنها ما جلست بين يديها منذ ملكتها إجلالاً لها .
    __________________
    (1) تقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: 7 / 9.
    (2) في نسخة (ج ، ه) : ومناقبهم .
    (3) في نسخة (ج) : أشرف .

    فقالت لابنها موسى عليه‌السلام : يا بني إن تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ، ولست أشك أن الله تعالى سيظهر نسلها إن كان لها نسل ، وقد وهبتها لك ، فاستوص خيراً بها، فلما ولدت له الرضا عليه‌السلام سماها الطاهرة (1) .
    قال : وكان الرضا عليه‌السلام يرتضع كثيراً وكان تام الخلق ، فقالت : أعينوني بمرضعة ، فقيل لها : أنقص الدر ؟ فقالت : لا أكذب ، والله ما نقص الدر، ولكن على ورد من صلاتي وتسبيحي ، وقد نقص منذ ولدت .
    قال الحاكم أبو على : قال الصولي : والدليل على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه‌السلام :
    ألا إن خير الناس نفساً ووالداً
    ورهطاً وأجداداً على المعظم

    أتتنا به للعلم والحلم ثامناً
    إماماً يؤدي حجة الله تكتم (2)

    وقد نسب قوم هذا الشعر إلى عم ابراهيم بن العباس . ولم أروه له) (3) وما لم يقع لي به رواية وسماعاً ، فإنّي لا أحققه ولا أبطله ، بل الذي لا أشك فيه أنه لعم أبي ، ابراهيم بن العباس .
    قوله :
    كفى بفعال امرىء عالم
    على أهله عادلاً شاهدا

    أرى لهم طارفاً موثقاً
    ولا يشبه الطارف التالدا

    __________________
    (1) أورده الطبرسي في إعلام الورى 4٠٢ ـ 4١ ، والإربلي في كشف الغمة ٣١١:٢ ـ ٣١٢. بزيادة بين تكتم والطاهرة .
    (2) آورده ابن شهر آشوب في المناقب 4 : ٣٦٠ ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 4 / 7.
    (3) ما بين القوسين لم يرد في نسخة اج ، هما


    يمن عليكم بأموالكم
    وتعطون من مائة واحدا

    فلا يحمد الله مستبصراً
    يكون لأعدائكم حامدا

    فَضَلْتَ قَسِيمَكَ فِي قُعَدُدٍ
    كما فضل الوالد الولدا (1)

    قال الصولي : وجدت هذه الأبيات بخط أبي على ظهر دفتر له ، يقول فيه : أنشدني أخي لعمه في علنى ـ يعني الرضا عليه‌السلام ـ تعليق متوق ، فنظرت فإذا هو قسيمه في القعدد : المأمون ؛ لأن عبد المطلب هو الثامن من آبائهما جميعاً. وتكتم من أسماء نساء العرب، قد جاءت في الأشعار كثيراً، منها قولهم :
    طاف الخيالان فهاجا سقما
    خيال تكنى وخيال تكتما (2)

    قال الصولي : وكانت لابراهيم بن العباس الصولي ـ عم أبي ـ في الرضا عليه‌السلام علي مدائح كثيرة أظهرها ، ثم اضطر إلى أن سترها، وتتبعها (3) فأخذها من كل مكان .
    وقد روى قوم أن أم الرضا عليه‌السلام تسمى سكن النوبية ، وسميت أروى ، وسميت نجمة (4) ، وسميت سمان (5) ، وتكنى أم البنين (6) .
    [5 / 3] حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، قال : حدثني علي بن ميثم ، عن أبيه ،
    __________________
    (1) أورده الشريف المرتضى في الأمالي ١: 4٨٥ .
    (2) قاله العجاج في ديوانه 1 : 399.
    (3) في نسخة (ج ، ه) ، ومنعها .
    (4) قوله : ( وسميت نجمة) لم يرد في نسخة (ج ، ها .
    (٥) في حاشية ( ع ، ک ) ، را في نسخة : سمانة .
    (٦) نقله بتمامه المجلسي في البحار 4٩: 4 / 7 ، عن العيون .

    قال : لما اشترت حميدة ـ أم موسى بن جعفر عليهما‌السلام ـ أم الرضا عليه‌السلام علي نجمة ، ذكرت حميدة : أنها رأت في المنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول لها : «يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى ، فإنه سيولد له منها خير أهل الأرض » ، فوهبتها له ، فلما ولدت له الرضا عليه‌السلام سماها الطاهرة، وكانت لها أسماء منها : نجمة ، وأروى ، وسكن ، وسمان ، وتكتم وهو آخر أساميها .
    قال علي بن ميثم : سمعت أبي يقول : سمعت أمي تقول (2) : كانت نجمة بكراً لما اشترتها حميدة (3) .
    [٦ / 4] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب بن اسحاق، عن أبي زكريا الواسطي ، عن هشام بن أحمر (1) قال : قال أبو الحسن الأول عليه‌السلام : «هل علمت أحداً من أهل المغرب قدم ؟» قلت : لا ، فقال عليه‌السلام : «بلى ، قد قدم رجل فانطلق بنا » : فركب وركبنا معه حتى انتهينا إلى الرجل، فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق، فقال له: أعرض علينا فعرض علينا تسع جوار، كل ذلك يقول أبو الحسن عليه‌السلام : لا حاجة لي فيها ثم قال له : «أعرض
    __________________
    (1) في حاشية ( ع ، ک ) في نسخة : سمانة .
    (2) قوله : ( سمعت أمي تقول لم يرد في نسخة (ع ، ک ، ر).
    (3) أورده المفيد في الاختصاص : ١٩٦ ، كاملاً ، والطبرسي في إعلام الورى 4١:٢ والإربلي في كشف الغمة 2 : 312 ، إلى قوله : الطاهرة .
    (4) في نسخة ج ، ع ، ر ، هـا وحاشية (ك) والحجرية : أحمد ، وما في المتن أثبتناه من نسخة الك وحاشية (ع) لموافقته للمصادر، ولاستظهار السيد الخوئي بصحته ، وقد عده البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم عليهما‌السلام. أنظر رجال البرقي : 4٨ ، رجال الطوسي : 33۰ / 20 و 363 / 3، معجم رجال الحديث 2۰: 293، تنقيح المقال ٢٩4٣.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 3:47 pm

    علينا » قال : ما عندي شيء ، فقال : بلى أعرض علينا قال : لا والله ، ما عندي إلا جارية مريضة ، فقال له : « ما عليك أن تعرضها فأبى عليه» .
    ثم انصرف عليه‌السلام ، ثم إنه أرسلني من الغد إليه ، فقال لي : قل له : كم غايتك فيها ؟ فإذا قال : كذا وكذا ، فقل : قد أخذتها، فأتيته ، فقال : ما أريد أن أنقصها من كذا وكذا ، فقلت : قد أخذتها وهو لك ، فقال : هي لك ، ولكن من الرجل الذي كان معك بالأمس ؟ فقلت : رجل من بني هاشم، فقال : من أي بني هاشم (1) ؟ فقلت : ما عندي أكثر من هذا ، فقال : أخبرك عن هذه الوصيفة ، إني اشتريتها من أقصى المغرب ، فلقيتني امرأة من أهل الكتاب ، فقالت : ما هذه الوصيفة معك ؟ فقلت : اشتريتها لنفسي ، فقالت : ما ينبغي أن تكون هذه الوصيفة عند مثلك إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الأرض ، فلا تلبث عنده إلا قليلاً حتى تلد منه غلاماً يدين (2) له شرق الأرض وغربها ، قال : فأتيته بها ، فلم تلبث عنده إلا قليلاً حتى ولدت له علياً عليه‌السلام (3) .
    وحدثني بهذا الحديث محمد بن علي بن ما جيلويه رضي‌الله‌عنه (4) ، قال :
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية زيادة : فقلت : من نقبائهم ، فقال : أريد أكثر منه .
    (2) في نسخة ع . ك . ره : برين.
    (3) أورده الكليني في الكافي 1: 406 / 1، المفيد في الاختصاص : 19۷، والارشاد ٢: ٢٥4، الطبري في دلائل الإمامة : ٣4٨ / 303 ، القتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٢٣٥ ، الراوندي في الخرائج والجرائح ٢: ٦٥٣ / 6 ، الإربلي في كشف الغمة ٢ : 2۷2 ، المسعودي في إثبات الوصية : 1۷۰ ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 7 / 11.
    (4) إلى هنا السند موجود في نسخة (ج ، ها .

    حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن خالد ، عن هشام بن أحمر (1) ، مثله سواه .
    __________________
    (1) في نسخة ج ، (ع ، ر) والحجرية : أحمد . وقد تقدمت الإشارة إليه في سند الحديث الرابع ، وورد السند في نسخة ها هكذا : وحدثني بهذا الحديث محمد بن علي بن ما جيلويه رضي‌الله‌عنه

    ـ3ـ
    باب في ذکر مولد الرضا عليه‌السلام علي بن موسی عليه‌السلام
    [7 / 1] حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن خليلان قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن غياث بن أسيد (1) قال : سمعت جماعة من أهل المدينة يقولون : ولد الرضا عليه‌السلام على بن موسى عليه‌السلام بالمدينة يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ثلاث وخمسين ومائة من الهجرة ، بعد وفاة أبي عبد الله عليه‌السلام بخمس سنين ، وتوفي بطوس في قرية يقال لها : سناباد من رستاق (2) نوقان .
    ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي، في القبة التي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه مما يلي القبلة ، وذلك في شهر رمضان لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة ثلاث ومائتين، وقد تم عمره تسعاً وأربعين سنة وستة أشهر، منها مع أبيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام تسعاً (3) وعشرين سنة وشهرين ، وبعد أبيه أيام إمامته عشرين سنة وأربعة أشهر، وقام عليه‌السلام بالأمر وله تسع وعشرون سنة وشهران ، وكان في أيام إمامته عليه‌السلام بقية ملك الرشيد .
    __________________
    (1) في نسخة ع ، ك ، ره : عتاب بن أسيد .
    (2) الرستاق : فارسي معرب ، والجمع الرساتيق ، وهي السواد. مجمع البحرين ١٥ ١٦٩ ـ رستق .
    (3) في نسخة اج ، هما : سبعاً .

    ثم ملك بعد الرشيد محمد ـ المعروف بالأمين وهو ابن زبيدة ـ ثلاث سنين وخمسة وعشرين يوماً ، ثم خلع الأمين وأجلس عمه ابراهيم بن شكلة أربعة عشر يوماً ، ثم أخرج محمد بن زبيدة من الحبس، وبويع له ثانية ، وجلس في الملك سنة وستة أشهر وثلاثة وعشرين يوماً .
    ثم ملك عبد الله المأمون عشرين سنة وثلاثة وعشرين يوماً ، فأخذ البيعة في ملكه لعلي بن موسى الرضا عليه‌السلام بعهد المسلمين من غير رضاه، وذلك بعد أن هدده (1) بالقتل، وألح عليه مرة بعد أخرى، في كلها يأبى عليه حتى أشرف من تأبيه على الهلاك فقال عليه‌السلام :
    اللهم إنك قد نهيتني عن الإلقاء بيدي إلى التهلكة، وقد (2) أشرفت من قبل عبدالله المأمون على القتل متى لم أقبل ولاية عهده، وقد أكرهت واضطررت كما اضطر يوسف ودانيال عليهما‌السلام إذ قبل كل واحد منهما الولاية من طاغية زمانه .
    اللهم لا عهد إلا عهدك ولا ولاية لي إلا من قبلك فوفقني لإقامة دينك وإحياء سنة نبيك فإنك أنت المولى وأنت النصير ، ونعم المولى أنت ونعم النصير .
    ثم قبل عليه‌السلام ولاية العهد من المأمون وهو باك حزين ، على أن لا يولي أحداً ، ولا يعزل أحداً ، ولا يغير رسماً ولا سنة ، وأن يكون في الأمر مشيراً (3) من بعيد ، فأخذ المأمون له البيعة على الناس، الخاص منهم والعام فكان متى ما ظهر للمأمون من الرضا عليه‌السلام فضل وعلم وحسن تدبير، حسده
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ه ، ر): تهدده .
    (2) في المطبوع والحجرية زيادة : أكرهت واضطررت كما .
    (3) في نسخة (ج) : مسيراً.

    على ذلك وحقد عليه ، حتى ضاق صدره منه فغدر به وقتله) (1) بالسم، ومضى عليه‌السلام إلى رضوان الله تعالى وكرامته (2) .
    [8 / 2] حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي رضي‌الله‌عنه قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن علي بن ميثم ، عن أبيه ، قال : سمعت أمي تقول : سمعت نجمة أم الرضا عليه‌السلام تقول : لما حملت بابني على ال (3) لم أشعر بثقل الحمل ، وكنت أسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من (4) بطني فيفزعني ذلك ويهولني ، فإذا انتبهت لم أسمع شيئاً . فلما وضعته وقع على الأرض واضعاً يديه (5) على الأرض، رافعاً رأسه إلى السماء ، يحرك شفتيه كأنه يتكلم ، فدخل علي أبوه موسى بن جعفر عليه‌السلام فقال لي : هنيئاً لك يا نجمة ، كرامة ربك، فناولته إياه في خرقة بيضاء ، فأذن في أذنه اليمنى، وأقام في اليسرى (6) ، ودعا بماء الفرات فحنكه به ، ثم رده إلي ، وقال : خذيه ، فإنه بقية الله تعالى في أرضه» (7) .
    __________________
    (1) في نسخة ج ، ها : فقتله .
    (2) نقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: ٠٧ / ١٣١.
    (3) في حاشية اك في نسخة : على الرضا عليه‌السلام .
    (4) في حاشية (ك) في نسخة وتحميداً في ، بدل ، وتمجيداً من.
    (٥) في نسخة ( ع ، ک ) ، هـ ، ج : بده .
    (٦) في المطبوع والحجرية ونسخة مج ، ع ، ها : الأيمن . الأيسر، وما في المتن أثبتناه من نسخة در، ك، والبحار ومدينة المعاجز.
    (۷) أورده الراوندي في الخرائج والجرائح 1: 33۷ / 1 ، إلى قوله : يتكلم ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: ٩ / 14 ، والبحراني في مدينة المعاجز ٧: 11 / 5 .


    ـ4ـ
    باب نص أبي الحسن موسى بن جعفر على ابنه
    الرضا عليهما‌السلام علي بن موسى بن جعفر عليه‌السلام بالإمامة والوصية
    [9 / 1] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدثني الحسن بن عبدالله بن محمد بن عيسى ، عن أبيه عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن محمد بن الأصبغ ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ـ وكان واقفياً ـ قال : حدثني محمد بن اسماعيل ابن الفضل الهاشمي ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام وقد اشتكى شكاية (1) شديدة ، فقلت له : إن كان ما أسأل الله أن لا يريناه فإلى من ؟ قال : «إلى علي ابني ، وكتابه كتابي ، وهو وصبي ، وخليفتي من بعدي» (2) .
    نص آخر :
    [10 / 2] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله جميعاً، عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين ، قال : كنت عند أبي الحسن موسى بن جعفر ، وعنده علي ابنه عليه‌السلام فقال : يا علي هذا ابني سيد ولدي ، وقد نحلته كنيتي قال : فضرب هشام ـ يعني ابن سالم ـ يده على جبهته ، فقال :
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ه ، ر): شكاة .
    (2) أورده الإربلي في كشف الغمة 2 : 298 ، البياضي في الصراط المستقيم ٢: ١٦٥ ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 13 / 2.

    إنا لله ، نعى والله إليك نفسه (1) .
    نص آخر :
    [11 / 3] حدثنا (2) محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب و عثمان بن عيسى، عن الحسين بن نعيم الصحاف ، قال : كنت أنا و هشام بن الحكم وعلي بن يقطين ببغداد ، فقال علي بن يقطين : كنت عند العبد الصالح موسى بن جعفر عليهما‌السلام جالساً ، فدخل عليه ابنه الرضا عليه‌السلام فقال : يا علي هذا سيد ولدي، وقد نحلته كنيتي فضرب هشام براحته جبهته ثم قال : ويحك كيف قلت ؟ فقال علي بن يقطين : سمعت والله منه كما قلت لك ، فقال هشام : أخبرك والله أن الأمر فيه من بعده (3) .
    نص آخر :
    [12 / 4] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا علي ابن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد، عن داود بن زربي ، عن علي بن يقطين ، قال : قال لي موسى بن جعفر الي ابتداءً منه : هذا أفقه ولدي وأشار بيده إلى الرضا عليه‌السلام ـ وقد نحلته كنيتي (4) .
    __________________
    (1) نفس المصادر المتقدمة ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 13 / 3.
    (2) في حاشية اك في نسخة : حدثني .
    (3) أورده الكليني في الكافي ١ : ٢4٨ / 1 ، الخزاز في كفاية الأثر : ٢٧١ ، الطوسي في الغيبة : 3٥ / 11، عن الكافي ، الإربلي في كشف الغمة ٢ ٢٩٨ ، الطبرسي في إعلام الورى ٢ : 4٣، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 13 / 14.
    (4) أورده الصغار في بصائر الدرجات : 184 / 7 ، ونقله المجلسي في البحار 4٩: 14 / 5 ، عن العيون ، و 23 / 31 ، عن البصائر .

    نص آخر :
    [13 / 5] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عبدالله بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن محمد بن الأصبع، عن أبيه، عن غنام بن القاسم (1) قال : قال لي منصور بن يونس بن بزرج: دخلت على أبي الحسن ـ يعني موسى بن جعفر عليهما‌السلام ـ يوماً فقال لي : «يا منصور أما علمت ما أحدثت في يومي هذا ؟» قلت : لا ، قال : قد صبرت علياً ابني وصبي ـ وأشار بيده إلى الرضا عليه‌السلام ـ وقد نحلته كنيتي ، والخلف من بعدي ، فادخل عليه وهنئه بذلك وأعلمه أنى أمرتك بهذا قال : فدخلت عليه فهناته بذلك ، وأعلمته أن أباه أمرني بذلك ، ثم جحد منصور فأخذ الأموال التي كانت في يده وكسرها (2) .
    نص آخر :
    [٦ / 14] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن زكريا بن آدم ، عن داوود بن كثير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : جعلت فداك وقدمني للموت قبلك ، إن كان كون فإلى من؟ قال : إلى ابني موسى فكان ذلك الكون ، فوالله ما شككت في موسى عليه‌السلام طرفة عين قط .
    ثم مكثت نحواً من ثلاثين سنة ، ثم أتيت أبا الحسن موسى عليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك إن كان كون فإلى من ؟ قال : «إلى على ابني» قال :
    __________________
    (1) في حاشية اك في نسخة : غنام بن أبي القاسم .
    (2) أورده الكشي في رجاله: 4٦٨ / 893، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 14 / 6.

    فكان ذلك الكون، فوالله ما شككت في على عليه‌السلام طرفة عين قط (1) .
    نص آخر :
    [٧ / ١٥] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، قال : حدثنا محمد بن سنان، عن داود الرقي قال : قلت لأبي ابراهيم موسى بن جعفر عليهما‌السلام : جعلت فداك قد كبر سني فحدثني من الإمام بعدك ؟ قال : فأشار إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، وقال : هذا صاحبكم من بعدي (2) .
    نص آخر :
    [١٦ / 8] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن محمد الحجال وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبي علي الخزاز ، عن داوود الرقي ، قال : قلت لأبي ابراهيم ـ يعني موسى الكاظم ـ الله : فداك أبي إني قد كبرت وخفت أن يحدث بي حدث ولا ألقاك ، فأخبرني من الإمام من بعدك ؟ فقال : ابني علي عليه‌السلام (3) .
    __________________
    (1) أورده المسعودي في إثبات الوصية : 1۷3، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 48: 14 / 2.
    (٢) أورده الكليني في الكافي ١ : 249 / 3 ، الخزار في كفاية الأثر : 2۷2 ـ 2۷3 ، المفيد في الإرشاد ٢ :٢4٨ ، الطوسي في الغيبة : 34 / 9، القتال في روضة الواعظين : ٢٢٢ . الإربلي في كشف الغمة 2 : 2۷۰. ابن الصباغ في الفصول المهمة: ٢4٣ . ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 14 / 7.
    (3) أورده الكليني في الكافي 1: 250 / 11، الإربلي في كشف الغمة ٢ : 3۷1 ، البياضي في الصراط المستقيم ٢ ١٦٥ ، وفي الكل : عن داود بن سليمان باختلاف بسير ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: 15 / 8.

    نص آخر :
    [1۷ / 9] حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ومحمد ابن موسى بن المتوكل وأحمد بن محمد بن يحيى العطار ومحمد بن علي ما جيلويه رضی‌الله‌عنهم ، قالوا : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن عبد الله بن محمد الشامي ، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن أسباط ، عن الحسين ـ مولى أبي عبد الله ـ عن أبي الحكم ، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري ، عن يزيد بن سليط الزيدي ، قال : لقينا أبا عبد الله عليه‌السلام في طريق مكة ونحن جماعة ، فقلت له : بأبي أنت وأمي ، أنتم الأئمة عليهم‌السلام المطهرون ، والموت لا يعرى (1) منه أحد ، فأحدث إلى شيئاً القيه إلى من يخلفني ، فقال لي : نعم ، هؤلاء ولدي وهذا سيدهم ، ـ وأشار إلى ابنه موسى عليه‌السلام ـ وفيه العلم ، والحلم (2) ، والفهم ، والسخاء، والمعرفة بما يحتاج الناس إليه فيما اختلفوا فيه من أمر دينهم ، وفيه حسن الخلق وحسن الجوار، وهو باب من أبواب الله تعالى عز وجل ، وفيه أخرى هي خير من هذا كله .
    فقال له أبي : ما هي بأبي أنت وأمي ؟ قال : «يخرج الله منه عز وجل غوث هذه الأمة، وغياتها، وعلمها، ونورها، وفهمها ، وحكمها (3) ، وخير مولود وخير ناشيء، يحقن الله به الدماء، ويصلح به ذات البين، ويلم به الشعث، ويشعب به الصدع، ويكسو به العاري ، ويشبع به الجائع ، ويؤمن
    __________________
    (1) في نسخة ج ، هـا : لا يبرى . ولا يُعرى : لا يخلص . العين ٢ : ٢٣4 .
    (2) في نسخة (ع) : والحكم ، وفي (ر) وحاشية (ك) في نسخة : علم الحكم .
    (3) في نسخة (ر) وحاشية الك في نسخة : وحكيمها .

    به الخائف ، وينزل به القطر، ويأتمر به العباد (1) ، خير كهل ، وخير ناشي ، يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه ، قوله حكم ، وصمته علم ، يبين للناس ما يختلفون فيه ».
    قال : فقال أبي : بأبي أنت وأمي فيكون له ولد بعده ؟ قال : «نعم» ثم قطع الكلام.
    قال يزيد : ثم لقيت أبا الحسن ـ يعني موسى بن جعفر عليه‌السلام ـ بعد ، فقلت له : بأبي أنت وأمي إني أريد أن تخبرني بمثل ما أخبر به أبوك ، قال : فقال : كان أبي عليه‌السلام في زمن ليس هذا مثله قال يزيد : فقلت : من يرضى منك بهذا فعليه لعنة الله ، قال : فضحك ، ثم قال : أخبرك يا أبا عمارة إنى خرجت من منزلي ، فأوصيت في الظاهر إلى بني وأشركتهم مع ابني علي ، وأفردته بوصيتي في الباطن، ولقد رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام وأمير المؤمنين عليه‌السلام معه ، ومعه خاتم وسيف وعصا وكتاب وعمامة ، فقلت له : ما هذا ؟
    فقال : أما العمامة : فسلطان الله عز وجل .
    وأما السيف : فعزة الله عز وجل .
    وأما الكتاب : فنور الله عز وجل .
    وأما العصا : فقوة الله عز وجل .
    وأما الخاتم : فجامع هذه الأمور. ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : والأمر يخرج إلى علي ابنك » .
    __________________
    (1) في نسخة (ج) والبحار : ويأتمر له العباد ، وفي أعلام الورى والكافي والإمامة والتبصرة : ويؤمن به العباد ، وفي حاشية لك في نسخة : ويرحم به العباد .

    قال : ثم قال : «يا يزيد ، إنها وديعة عندك ، فلا تخبر بها إلا عاقلاً، أو عبداً امتحن الله قلبه للايمان، أو صادقاً ، ولا تكفر نعم الله تعالى ، وإن سئلت عن الشهادة فأدها ، فإن الله تعالى يقول : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا ) (1) وقال الله عز وجل : ( وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ )» (2) .
    فقلت : والله ما كنت لأفعل هذا أبداً .
    قال : ثم قال أبو الحسن عليه‌السلام : ثم وصفه لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : علي ابنك الذي ينظر بنور الله ، ويسمع بتفهيمه (3) ، وينطق بحكمته ، يصيب ولا يخطىء، ويعلم ولا يجهل ، وقد ملىء حكماً (4) وعلماً، وما أقل مقامك معه ؟! إنما هو شيء كأن لم يكن ، فإذا رجعت من سفرك فأصلح أمرك ، وأفرغ مما أردت فإنك منتقل عنه ، ومجاور غيره ، فاجمع ولدك وأشهد الله عليهم جميعاً وكفى بالله شهيداً .
    ثم قال : «يا يزيد إني أؤخذ في هذه السنة ، وعلي ابني سمي علي بن أبي طالب عليه‌السلام وسمي علي بن الحسين عليه‌السلام ، أعطي فهم الأول وعلمه ونصره (5) ورداءه ، وليس له أن يتكلم إلا بعد هارون بأربع سنين، فإذا مضت أربع سنين فاسأله عما شئت يجبك إن شاء الله تعالى» (6) .
    __________________
    (1) سورة النساء ٥٨:4 .
    (2) سورة البقرة ٢ : ١4٠ .
    (3) في نسخة (ج ، ع ، ه) : بتفهمه .
    (4) في نسخة ج ، ها : حلماً .
    (٥) في حاشية اك في نسخة وبصره.
    (٦) أوردة الكليني في الكافي ١ : 250 / 14 ، ابن بابويه في الإمامة والتبصرة: ١٢٥ / 68،

    نص آخر :
    [18 / 10] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن ادريس ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى، عن العباس النجاشي الأسدي، قال: قلت للرضا عليه‌السلام : أنت صاحب هذا الأمر ؟ قال : إي والله ، على الإنس والجن (1) .
    نص آخر :
    [19 / 11] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن خالد البرقي ، عن سليمان بن حفص المروزي ، قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ـ وأنا أريد أن أسأله عن الحجة على الناس بعده ـ فلما نظر إلى فابتدأني ، وقال : «أبا سليمان ، إن علياً ابني ووصبي ، والحجة على الناس بعدي ، وهو أفضل ولدي، فإن بقيت بعدي فاشهد له بذلك عند شيعتي وأهل ولايتي، المستخبرين عن خليفتي من بعدي» (2) .
    نص آخر :
    [20 / 12] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، قال : حدثنا سعد بن زكريا بن آدم، عن علي بن عبد الله الهاشمي ، قال : كنا عند القبر ـ نحو ستين رجلاً منا ومن موالينا ـ إذ أقبل أبو ابراهيم موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، ويد علي ابنه عليه‌السلام في يده ، فقال : «أتدرون من أنا ؟»، قلنا : أنت سيدنا
    __________________
    الطبرسي عن الكافي في إعلام الورى 4٧:٢، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : 12 / 1.
    (1) أورده ابن بابويه في الإمامة والتبصرة : 215 / 67 ، وعنه في البحار 4٩: ١٠٦ .
    (2) نقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: ٩ / ١٥.

    وكبيرنا ، فقال :«سموني وانسبوني» فقلنا : أنت موسى بن جعفر ، فقال : من هذا معي؟ قلنا : هو علي بن موسى بن جعفر ، قال : «فاشهدوا أنه وكيلي في حياتي ، ووصبي بعد موتي» (1) .
    نص آخر :
    [21 / 13] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدّثني سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن مرحوم (2) قال : خرجت من البصرة ـ أريد المدينة ـ فلمّا صرت في بعض الطريق ؟ لقيت أبا ابراهيم عليه‌السلام وهو يذهب به إلى البصرة فأرسل إلى فدخلت عليه ، فدفع إلى كتباً وأمرني أن أوصلها بالمدينة ، فقلت: إلى من أدفعها جعلت فداك ؟ قال : «إلى ابني علي، فإنه وصيّي ، والقيّم بأمري وخير بنيّ » (3) .
    نص آخر :
    [٢٢ / 14] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن الفضيل ، عن عبد الله بن الحارث ـ وأمه من ولد جعفر بن أبي طالب ـ قال : بعث إلينا أبو ابراهيم عليه‌السلام ، فجمعنا ، ثم قال: «أتدرون لم جمعتكم؟»، قلنا: لا، قال:« أشهدوا أن علياً ابني هذا وصبي والقيم بأمري ، وخليفتي من بعدي ، من كان له عندي دين فليأخذه من ابني هذا، ومن كانت له عندي عدة فليستنجزها (4) منه ، ومن لم يكن له بد من لقائي فلا
    __________________
    (1) أورده الجزار في كفاية الأثر : 2۷2 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 15 / 10.
    (2) في حاشية (ر) في نسخة ، ونسخة اكا : مخزوم .
    (3) نقله المجلسي في البحار 4٩: ١5 / ١1 ، عن العيون .
    (4) في نسخة (ج) وحاشية اك : فليتنجزها .

    يلقني إلا بكتابه» (1) .
    نص آخر :
    [123 / 15] حدثنا المظفر بن جعفر العلوي السمرقندي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه ، قال : حدثنا يوسف ابن السخت، عن علي بن القاسم العريضي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن حيدر بن أيوب، عن محمد بن زيد (1) الهاشمي أنه قال : الآن تتخذ الشيعة علي بن موسى عليه‌السلام إماماً ، قلت : وكيف ذلك؟ قال: دعاه أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام فأوصى إليه (3) .
    نص آخر :
    [24 / 16] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن حيدر بن أيوب ، قال : كنا بالمدينة في موضع يعرف بالقبا (4) فيه محمد بن زيد بن علي ، فجاء بعد الوقت الذي كان يجيئنا ، فقلنا له : جعلنا فداك ما حبسك ؟ قال : دعانا أبو ابراهيم عليه‌السلام اليوم ـ سبعة عشر رجلاً من ولد علي وفاطمة عليهما‌السلام
    __________________
    (1) أورده الكليني في الكافي ١ : 7 / 249 ، المفيد في الارشاد 2: ٢٥٠ ، الطوسي في الغيبة : 37 / 15 ، الطبرسي في إعلام الورى ٢: 4٥ ، ابسن الصباغ في الفصول المهمة : ٢44 ، ونقله المجلسي في البحار 4٩: 16 / 12 ، عن العيون .
    (2) في نسخة (ج ، هـ ، ك) والحجرية : يزيد، وما في المتن أثبتناه من ا(ع ، ر) و حاشية ك ، والظاهر هو الصحيح أنظر رجال الطوسي : 28۷ / 108 ، تنقيح المقال 3: 118 / 10731، معجم رجال الحديث 1۷ : 1۰6 / 1۰819.
    (3) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: ١6 / ١3 .
    (4) القيا : اسم بئر عرفت القرية بها، وهي مساكن بني عمرو بن عوف من الأنصار ، وهي على ميلين من المدينة ، على يسار القاصد إلى مكة ، معجم البلدان ٣4٢:4 .

    فأشهدنا لعلي ابنه بالوصية والوكالة في حياته وبعد موته ، وإن أمره جائز (1)
    عليه وله . ثم قال محمد بن زيد : والله يا حيدر لقد عقد له الإمامة اليوم ، ولتقولن الشيعة به من بعده، قال حيدر : قلت : بل يبقيه الله ، وأي شيء هذا ؟ قال : يا حيدر إذا أوصى إليه فقد عقد له الإمامة ، قال علي بن الحكم : مات حيدر وهو شاك (2) .
    نص آخر :
    [25 / 17] حدثنا محمد بن على ما جيلويه ، قال : حدثنا عمى محمد ابن أبي القاسم ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن خلف ، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أسد بن أبي العلاء ، عن عبد الصمد بن بشير وخلف بن حماد، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : أوصى أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام إلى ابنه على عليه‌السلام ، وكتب له كتاباً أشهد فيه ستين رجلاً من وجوه أهل المدينة (3) .
    نص آخر :
    [26 / 18] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن اسماعيل بن مرار (4) وصالح بن السندي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن حسين بن بشير قال : أقام لنا أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ابنه علياً عليه‌السلام كما أقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله
    __________________
    (1) في نسخة الك، وفي حاشية ارا في نسخة : جار .
    (2) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: ١6 / ١4 .
    (3) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: ١6 / ١7 .
    (4) في نسخة (ع ، ر) مروان

    علياً عليه‌السلام يوم غدير خم ، فقال : يا أهل المدينة ـ أو قال : يا أهل المسجد ـ: هذا وصبي من بعدي (1) .
    نص آخر :
    [27 / 19] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل عليه‌السلام ، قال : حدثنا محمد ابن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي الخزاز ، قال : خرجنا إلى مكة ومعنا علي بن أبي حمزة ، ومعه مال ومتاع ، فقلنا : ما هذا ؟ قال : هذا للعبد الصالح عليه‌السلام ، أمرني أن أحمله إلى علي ابنه الا وقد أوصى إليه (2) .
    قال مصنف هذا الكتاب الله : إن علي بن أبي حمزة أنكر ذلك بعد وفاة موسى بن جعفر عليه‌السلام ، وحبس المال عن الرضا عليه‌السلام .
    نص آخر :
    [28 / 20] حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب الخزاز، عن سلمة بن محرز، قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام : إن رجلاً من العجلية قال لي : كم عسى أن يبقى لكم هذا الشيخ؟ إنما هو سنة أو سنتين حتى يهلك ، ثم تصيرون ليس لكم أحد تنظرون إليه .
    فقال أبو عبد الله عليه‌السلام : ألا قلت له : هذا موسى بن جعفر عليه‌السلام قد أدرك ما يدرك الرجال، وقد اشترينا له جارية تباح له ، فكأنك به إن شاء
    __________________
    (1) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: 17 / 16.
    (2) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: 17 / 17.

    الله وقد ولد له فقيه خلف (1) .
    نص آخر :
    [29 / 21] حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي‌الله‌عنه قال : حدثني جعفر بن محمد بن مسعود ، عن أبيه ، عن يوسف بن السخت ، عن علي بن القاسم، عن أبيه، عن جعفر بن خلف ، عن إسماعيل بن الخطاب ، قال : كان أبو الحسن عليه‌السلام يبتدئ بالثناء على ابنه على عليه‌السلام ويطريه (2) ، ويذكر من فضله وبره ما لا يذكر من غيره ، كأنه يريد أن يدل عليه (3) .
    نص آخر :
    [٣٠ / 22] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن خلف ، قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام يقول : «سعد امرؤ لم يمت حتى يرى منه خلف، وقد أراني الله من ابني هذا خلفاً، وأشار إليه يعني الرضا عليه‌السلام عليه‌السلام (4) .
    نص آخر :
    [23 / 31] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد عليه‌السلام ، قال :
    __________________
    (1) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: 18 / 18 .
    (٢) أطراه : مدحه . الصحاح ٦ : ٢4١٢ ـ طرا .
    (3) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: ١8 / ١9 .
    (4) أورده الجزار في كفاية الأثر : 2۷3 ، الطوسي في الغيبة : 4١ / 2١ ، واختيار معرفة الرجال : 4٧٧ / ٩٠٥ ، وعنه وعن العيون في البحار 4٩: 18 / 20.
    ولم يرد هذا الحديث في نسخة (ع ، ک ، ج ، ه) بل ذكر في نسخة (ر) وحاشيتي ع ، ك، وأشير بأنه موجود في نسخة قديمة كتبت في زمن المصنف رحمه‌الله .

    حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن محمد الحجال وأحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ومحمد ابن سنان وعلي بن سنان وعلي بن الحكم ، عن الحسين بن المختار، قال: خرجت إلينا ألواح من أبي ابراهيم موسى عليه‌السلام وهو في الحبس ، فإذا فيها : عهدي إلى أكبر ولدي» (1) .
    نص آخر :
    [32 / 24] حدثنا أبي له ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد ابن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسين بن المختار قال : لما مر بنا أبو الحسن عليه‌السلام بالبصرة، خرجت إلينا منه ألواح مكتوب فيها بالعرض : «عهدي إلى أكبر ولدي» (2).
    نص آخر :
    [33 / 25] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن محمد ابن عيسى بن عبيد ، عن زياد بن مروان القندي ، قال : دخلت على أبي ابراهيم عليه‌السلام وعنده علي ابنه عليه‌السلام ، فقال لي : يا زياد ، هذا كتابه كتابي ، وكلامه کلامي ، ورسوله رسولي ، وما قال فالقول قوله (3) .
    قال مصنف هذا الكتاب : إن زياد بن مروان روى هذا الحديث ، ثم
    __________________
    (1) أورده الكليني في الكافي ١ : 250 / 8، وعنه في الغيبة للطوسي : ٣6 / 7٦ ، بزيادة في ذيل الحديث ، ونقله المجلسي في البحار 4٩: 18 / 21 ، عن العيون.
    (2) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: 19 / 22 .
    (3) أورده الكليني في الكافي ١ : ٢4٩ / 6 ، المفيد في الارشاد 2: 2۵۰ ، الطوسي في الغيبة : ٣٧ / 14 ، عن الكافي، الطبرسي في إعلام الورى ٢ 4٥ ، الإربلي في كشف الغمة 2 : 2۷1 ، ابن الصباغ في الفصول المهمة : ٢44 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 19 / 23.

    أنكره بعد مضي موسى بن جعفر عليه‌السلام ، وقال بالوقف ، وحبس ما كان عنده من مال موسى بن جعفر عليه‌السلام .
    نص آخر :
    [34 / 26] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، قال : حدثنا سعيد بن أبي الجهم ، عن نصر بن قابوس ، قال : قلت لأبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما‌السلام : إني سألت أباك عليه‌السلام من الذي يكون بعدك ؟ فأخبرني أنك أنت هو ، فلما توفي أبو عبد الله عليه‌السلام ذهب الناس يميناً وشمالاً ، وقلت أنا وأصحابي بك ، فأخبرني من الذي يكون بعدك ؟ قال : «ابني علي عليه‌السلام (1) .
    نص آخر :
    [35 / 27] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن نعيم ابن قابوس ، قال : قال لي أبو الحسن عليه‌السلام : علي ابني أكبر ولدي ، وأسمعهم لقولي، وأطوعهم لأمري، ينظر معي في كتاب الجفر والجامعة (2) ، وليس ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي (3) .
    __________________
    (1) أورده الكليني في الكافي ١ : 2۵۰ / 12 ، المفيد في الارشاد ٢ : ٢٥١ ، الطوسي في الغيبة : 38 / 16 ، واختيار معرفة الرجال : 4٥١ / ٨4٩ ، الطبرسي في إعلام الورى 4٦:٢. الإربلي في كشف الغمة : 2۷1، المسعودي في إثبات الوصية : ١٧١ . ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 20 / 24.
    (2) ( والجامعة) لم ترد في نسخة اج . ها .
    (3) أورده الصفار في بصائر الدرجات : ٢4 / ١٧٨ ، باختلاف يسير ، الكليني في الكافي ١ : ٢4٩ / 2 ، المفيد في الإرشاد ٢: ٢4٩ ، الطوسي في الغيبة : 36 / 12 ، الطبرسي

    نص آخر :
    [٣٦ / 28] حدثنا أبى رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن المفضل بن عمر : قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وعلي عليه‌السلام ابنه في حجره، وهو يقبله ويمص لسانه، ويضعه على عاتقه ، ويضمه إليه ، ويقول : بأبي أنت ما أطيب ريحك ، وأطهر خلقك ، وأبين فضلك قلت : جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع لأحد إلا لك ، فقال لي : يا مفضل هو مني بمنزلتي من أبي عليه‌السلام ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (1) قال : قلت : هو صاحب هذا الأمر من بعدك؟ قال : نعم ، من أطاعه رشد ، ومن عصاه كفر (2) .
    نص آخر :
    [37 / 29] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، قال : دخلت على أبي الحسن عليه‌السلام ـ قبل أن يحمل إلى العراق بسنة ـ وعلي ابنه عليه‌السلام بين يديه ، فقال لي : يا محمد قلت : لبيك ، قال : «إنه ستكون في هذه السنة حركة فلا تجزع منها، قال : ثم أطرق ، ونكت (3) بيده في الأرض، ورفع رأسه إلي وهو يا
    __________________
    في إعلام الورى ٢ 44 الإربلي في كشف الغمة ٢: 2۷1، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: ـ ٢٥ / ٢٠.
    (1) سورة آل عمران ٣ ٣4.
    (2) نقله عن العيون الحر العاملي في وسائل الشيعة ٢٨ : ٢4٠ / 2 ، والمجلسي في البحار 4٩: ٢٠ / 24 ، والنوري في خاتمة المستدرك 4 : ١١٢ / هـ .
    (3) نكت : ضرب : الصحاح ١: ٢٦٩ ـ نكت .

    يقول : ( وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) (1) .
    قلت : وما ذاك جعلت فداك ؟ قال :« من ظلم (2) ابني هذا حقه وجحد إمامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن أبي طالب عليه‌السلام حقه ، وجحد إمامته من بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله» فعلمت أنه قد نعى إلى نفسه ، ودلّ على ابنه ، فقلت : (والله لئن مد الله في عمري لأسلمن إليه حقه ، ولأقرن له بالإمامة ، و) (3) أشهد أنه من بعدك حجة الله تعالى على خلقه، والداعي إلى دينه ، فقال لي : « يا محمد يمد الله في عمرك ، وتدعو إلى إمامته وإمامة من يقوم مقامه من بعده » قلت : من ذاك جعلت فداك ؟ قال : «محمد ابنه» .
    قال : قلت : فالرضا عليه‌السلام والتسليم ، قال :«نعم ، كذلك وجدتك في كتاب أمير المؤمنين عليه‌السلام : أما إنك في شيعتنا (4) أبين من البرق في الليلة الظلماء» ثم قال : «يا محمد ، إن المفضل كان أنسي (5) ومستراحي ، وأنت أنسهما ومستراحهما ، حرام على النار أن تمسك أبداً »(6) .
    __________________
    (1) سورة ابراهيم ١4: ٢٧ .
    (2) في نسخة اج ، هما : كنم .
    (3) ما بين القوسين لم يرد في نسخة (ج ، ع ، ک ، ر ، ه).
    (4) في نسخة (ج ، ک) شيعته .
    (٥) في نسخة (ع) : مؤانسي .
    (٦) أورده باختلاف يسير الكليني في الكافي 1: 256 / 16 المفيد في الإرشاد ٢٥٢:٢. الطوسي في الغيبة : 32 / 8 ، واختيار معرفة الرجال : ٥٠٨ / 982 ، الطبرسي في إعلام الوری 2 : ٥1 ، الأربلي في كشف الغمة 2 : 2۷2 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٩: 21 / 27.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 3:57 pm

    باب نسخة وصیّة موسی بن جعفر عليهما‌السلام
    [38 / 1] حدثنا الحسين (1) بن أحمد بن ادريس ، قال حدثنا أبي، قال : حدثنا محمد بن أبي الصهبان، عن عبد الله بن محمد الحجال ، أن ابراهيم بن عبدالله الجعفري حدثه عن عدة من أهل بيته ، أن أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهما‌السلام أشهد على وصيته إسحاق بن جعفر (2) بن محمد و ابراهيم بن محمد الجعفري وجعفر بن صالح ومعاوية الجعفريين ويحيى ابن الحسين بن زيد وسعد بن عمران الأنصاري ومحمد بن الحارث الأنصاري ويزيد بن سليط الأنصاري ومحمد بن جعفر الأسلمي بعد أن أشهدهم أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، ( وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ ) (3) وأن البعث بعد الموت حق ، وأن الحساب والقصاص حق ، وأن الوقوف بين يدي الله عز وجل حق، وأن ما جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله حق حق حق ، وأن ما نزل به الروح الأمين حق ، على ذلك أحيى وعليه أموت وعليه أبعث إن شاء الله .
    أشهدهم أن هذه وصيتي بخطي ، وقد نسخت وصية جدي أمير
    __________________
    (1) في نسخة (ر) وحاشية (ك) في نسخة : الحسن .
    (2) في نسخة (ج ، ه) : اسحاق وجعفر .
    (3) سورة الحج 22 : ۷.

    المؤمنين عليه‌السلام ، ووصايا الحسن والحسين وعلي بن الحسين ووصية محمد بن علي ووصية جعفر بن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قبل ذلك حرفاً بحرف ، وأوصيت بها إلى علي ابني وبني بعده معه إن شاء الله ، فإن آنس منهم رشداً وأحب إقرارهم فذاك له ، وإن كرههم وأحب أن يخرجهم فذاك له ، ولا أمر لهم معه .
    وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي وصبياني الذين خلفت وولدي ، وإلى ابراهيم والعباس واسماعيل وأحمد وأم احمد ، وإلى علي أمر نسائي دونهم ، وثلث صدقة أبي وأهل بيتي (1) يضعه حيث يرى (2) ، ويجعل منه ما يجعل ذو المال في ماله ، إن أحب أن يجيز ما ذكرت في عيالي فذاك إليه ، وإن كره فذاك إليه ، وإن أحب أن يبيع أو يهب أو ينحل أو يتصدق على غير ما وصيته (3) فذاك إليه ، وهو أنا في وصيتي في مالي وفي أهلي وولدي، وإن رأى أن يقر إخوته الذين سميتهم في صدر كتابي هذا أقرهم، وإن كره فله أن يخرجهم غير مردود عليه، وإن أراد رجل منهم أن يزوج اخته فليس له أن يزوجها إلا بإذنه وأمره ، وأي سلطان كشفه عن (4) شيء أو حال بينه وبين شيء مما ذكرت في كتابي ، فقد برئ من الله تعالى ومن رسوله ، والله ورسوله منه برينان، وعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين والملائكة المقربين والنبيين والمرسلين أجمعين وجماعة المؤمنين، وليس لأحد من السلاطين أن يكشفه عن شيء لي عنده من بضاعة، ولا لأحد من ولدي ولي عنده مال وهو مصدّق
    __________________
    (1) في حاشية (ك) في نسخة : وثلثي . بدل : وأهل بيتي .
    (2) في حاشية لك في نسخة : يشاء .
    (3) في حاشية اك في نسخة : ما استننته ، وفي أخرى : ما استثبته ، وفي حاشية (ع) في نسخة : ما سننته ، وفي نسخة (ر) : ما سننت .
    (4) كشفه : أكرهه على إظهار، لسان العرب 9: 3۰۰ ـ كشف .

    فيما ذكر من مبلغه، إن أقل أو أكثر فهو الصادق .
    وانما أردت بإدخال الذين أدخلت معه من ولدي التنويه بأسمائهم وأولادي الأصاغر وأُمهات أولادي، ومن أقام منهم في منزله وفي حجابه ، فله ما كان يجري عليه في حياتي إن أراد ذلك ، ومن خرج منهن إلى زوج فليس لها أن ترجع إلى خزانتي (1) إلا أن يرى على ذلك ، وبناتي مثل ذلك ، ولا يزوج بناتي (2) أحد من إخوتهن ـ من أمهاتهن ـ ولا سلطان ، ولا عمل لهن إلا برأيه ومشورته، فإن فعلوا ذلك فقد خالفوا الله تعالى ورسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحادوه في ملكه ، وهو أعرف بمناكح قومه إن أراد أن يزوج زوج ، وإن أراد أن يترك ترك.
    وقد أوصيتهم بمثل ما ذكرت في صدر كتابي هذا، وأشهد الله عليهم ، وليس لأحد أن يكشف وصيتي ولا ينشرها وهي على ما ذكرت وسميت، فمن أساء فعليه، ومن أحسن فلنفسه، وما ربك بظلام للعبيد.
    وليس لأحد من سلطان ولا غيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه أسفل، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله وغضبه، والملائكة بعد ذلك ظهير وجماعة (3) المسلمين والمؤمنين ، وختم موسى بن جعفر عليهما‌السلام والشهود.
    قال عبد الله بن محمد الجعفري : قال العباس بن موسى لابن عمران القاضي الطلحي : إن أسفل هذا الكتاب كنز لنا وجوهر ، يريد أن يحتجزه (1) دوننا ، ولم يدع أبونا شيئاً إلا جعله له ، وتركنا عالة (5) ، فوثب إليه ابراهيم بن
    __________________
    (1) الخزانة : العيال الذين يتحزن لأمرهم القاموس المحيط 4 : ٢٠٠ ـ حزن .
    (2) في نسخة (ج ، ع ، ه): نسائي .
    (3) في حاشية لك في نسخة : وجميع .
    (4) في حاشية اك في نسخة : يحتجبه ، وفي نسخة او ، ج ، هـا : يحتجره .
    (5) في المطبوع والحجرية ونسخة (هـ ، ج : عياله ، وقيل : أهمل وسيب ، تهذيب

    محمد الجعفري فأسمعه (1) ، فوثب إليه اسحاق بن جعفر (2) ففعل به مثل ذلك .
    فقال العباس للقاضي : أصلحك الله فض الخاتم واقرأ ما تحته ، فقال : (لا أفضه ، لا يلعنني أبوك) (3) ، فقال العباس : أنا أفضه ، قال : ذلك إليك ، ففض العباس الخاتم ، فإذا فيه إخراجهم من الوصية، وإقرار علي الله وحده ، وإدخاله إياهم في ولاية علي إن أحبوا أو كرهوا، وصاروا كالأيتام في حجره، وأخرجهم من حد الصدقة وذكرها.
    ثم التفت علي بن موسى عليه‌السلام إلى العباس فقال : يا أخي إني لأعلم أنه إنما حملكم على هذا الغرام والديون التي عليكم ، فانطلق ياسعد فتعين لي ما عليهم واقضه عنهم ، واقبض ذكر حقوقهم ، وخُذ لهم البراءة ، فلا والله لا أدع مواساتكم وبركم ما أصبحت أمشي على ظهر الأرض ، فقولوا ما شئتم فقال العباس : ما تعطينا إلا من فضول أموالنا ، وما لنا عندك أكثر ، فقال : «قولوا ما شئتم فالعرض عرضكم ، اللهم أصلحهم وأصلح بهم، واخسا (4) عنا وعنهم الشيطان، وأعنهم على طاعتك ، والله على ما نقول وكيل قال العباس : ما أعرفني بلسانك ، وليس لمسحاتك عندي طين ، ثم
    __________________
    اللغة ٣: 198، وما في المتن أثبتناه من نسخة ر . ع ، ك، وعالة : فقراء ، ويقال : ترك يتامى خيلى ، أي فقراء ، انظر نفس المصدر .
    (1) أسمعه : شتمه الصحاح 3 : 1232 ـ سمع .
    (2) في نسخة (ر) والمطبوع والحجرية زيادة : عمه.
    (3) في حاشية (ع) في نسخة : لا أفضه ، حسبي ما لعتني أبوك اليوم . بدل ما بين القوسين، وكذلك الكافي .
    (4) في نسخة (ج ، ه) : واحبس .

    إن القوم افترقوا (1) .
    [39 / 2] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن ادريس، عن محمد بن أبي الصهبان ، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : بعث إلى أبو الحسن البوصية أمير المؤمنين عليه‌السلام وبعث إلى بصدقة أبيه مع أبي اسماعيل مصادف ، وذكر صدقة جعفر بن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وصدقة نفسه :
    بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، تصدق بأرضه مكان كذا وكذا ، وحدود الأرض كذا وكذا ، كلها ونخلها وأرضها وبياضها ومائها وأرجائها وحقوقها وشربها من الماء، وكل حق هو لها في مرفع (2) أو مظهر أو عنصر (3) أو مرفق أو ساحة أو مسيل أو عامر أو غامر ، تصدق بجميع حقه من ذلك على ولده ـ من صلبه ـ للرجال والنساء، يقسم واليها ما أخرج الله تعالى من غلتها بعد الذي يكفيها في عمارتها ومرافقها ، وبعد ثلاثين عذقاً يقسم في مساكين أهل القرية ، بين ولد موسى بن جعفر عليهما‌السلام ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ) (4) .
    فإن تزوجت امرأة من ولد موسى بن جعفر، فلا حق لها في هذه الصدقة ، حتى ترجع إليها بغير زوج ، فإن رجعت كان لها مثل حظ التي لم تتزوج من بنات موسى، ومن توفي من ولد موسى وله ولد ، فولده على
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الفقيه 4 : ١٨4 / 467 ، وأورده الكليتي في الكافي ١ : ٢٥٣ / 15 بزيادة واختلاف، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٧٦ / 1 ، والحر العاملي في الوسائل ١٩ : 202 / 4.
    (2) في نسخة ج ، ها : أو موقع .
    (3) في حاشية الك في نسخة : غيض .
    والعنصر : ما لم يحفر من الأرض ولم يوقد فيه . تاج العروس ٣٠٦:٢ .
    (4) سورة النساء ١١:4 .

    سهم أبيهم ، ( لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ) ، على مثل ما شرط موسى بين ولده من صلبه ، ومن توفي من ولد موسى ولم يترك ولداً رد حقه على أهل الصدقة .
    وليس لولد بناتي في صدقتي هذه حق إلا أن يكون آباؤهم من ولدي وليس لأحد في صدقتي حق مع ولدي وولد ولدي وأعقابهم ما بقي منهم أحد، فإن انقرضوا ولم يبق منهم أحد فصدقتي على ولد أبي من أمي ، ما بقي منهم أحد على ما شرطت بين ولدي وعقبي ، فإن انقرض ولد أبي من أمي ، فصدقتي على ولد أبي وأعقابهم ما بقي منهم أحد، فإن لم يبق منهم أحد فصدقتي على الأولى فالأولى، حتى يرث الله تعالى الذي ورثها وهو خير الوارثين .
    تصدق موسى بن جعفر عليهما‌السلام بصدقته هذه وهو صحيح، صدقة حبيساً (1) بناً بتلاً لا مثنوية (2) فيها ولا رداً أبداً ، ابتغاء وجه الله تعالى والدار الآخرة ، ولا يحل لمؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيعها أو يبتاعها أو يهبها أو ينحلها أو يغير شيئاً مما وضعتها (3) عليه ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها .
    وجعل صدقته هذه إلى على وابراهيم، فإن القرض أحدهما دخل القاسم مع الباقي مكانه ، فإن انقرض أحدهما دخل اسماعيل مع الباقي منهما ، فإن انقرض أحدهما دخل العباس مع الباقي منهما، فإن انقرض أحدهما فالأكبر من ولدي يقوم مقامه ، فإن لم يبق من ولدي إلا واحد فهو الذي يقوم به.
    __________________
    (1) الحبيس : الموقوف في سبيل الله . القاموس المحيط ٢ : ٣٢٦ ـ حبس .
    (2) في حاشية ( ع ، ک ) في نسخة : لا مشوبة .
    (3) في نسخة اج ، ع ، ها وحاشية الك : وصفتها .

    قال : وقال أبو الحسن عليه‌السلام إن أباه قدم اسماعيل في صدقته على العباس وهو أصغر منه (1) .
    [40 / 3] حدثنا المظفر بن جعفر العلوي السمرقندي له ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه ، قال : حدثنا يوسف بن السخت عن على بن القاسم العريضي الحسيني، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن ابن الحجاج ، عن اسحاق وعلي ابني أبي عبدالله جعفر بن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنهما دخلا على عبد الرحمن بن أسلم بمكة ـ في السنة التي أخذ فيها موسى بن جعفر عليهما‌السلام ـ ومعهما كتاب أبي الحسن عليه‌السلام بخطه ، فيه حوائج قد أمر بها ، فقالا : إنه أمر بهذه الحوائج من هذا الوجه ، فإن كان من أمره شيء فادفعه إلى ابنه علي الله ، فإنه خليفته والقيم بأمره ، وكان هذا بعد النفر (2) بيوم بعدما أخذ أبو الحسن الا بنحو من خمسين يوماً .
    وأشهد إسحاق وعلي ابنا أبي عبد الله عليه‌السلام والحسين بن أحمد المنقري واسماعيل بن عمر وحسان بن معاوية والحسين بن محمد صاحب الختم (3) على شهادتهما : أن أبا الحسن علي بن موسى عليه‌السلام وصي أبيه عليه‌السلام وخليفته ، فشهد اثنان بهذه الشهادة ، واثنان قالا : خليفته ووكيله، فقبلت شهادتهم عند حفص بن غياث القاضي (4) .
    [41 / 4] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا
    __________________
    (1) أورده الكليني في الكافي 7 : 537 / 8، والطوسي في التهذيب ٩: 149 / 57 باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٨١ / 2 .
    (2) النفر : إما النفر الأول ، فهو اليوم الثاني من أيام التشريق ، وإما النفر الآخر ، فهو اليوم الثالث من أيام التشريق النهاية لابن الأثير ٥ : ٩٢ ـ نفر .
    (3) في نسخة (ع) وحاشية ك ، را : الحمر .
    (4) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: ٢2 / ٢8 .

    علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه، عن بكر بن صالح ، قال : قلت لابراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام علي : ما قولك في أبيك ؟ قال : هو حي ، قلت : فما قولك في أخيك أبي الحسن عليه‌السلام ؟ قال : ثقة صدوق ، قلت : فإنه يقول : إن أباك قد مضى ، قال : هو أعلم وما يقول ، فأعدت عليه ، فأعاد على ، قلت : فأوصى أبوك ؟ قال : نعم ، قلت : إلى من أوصى ؟ قال : إلى خمسة منا ، وجعل عليا عليه‌السلام المقدم علينا (1) .
    __________________
    (1) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: ٢2 / ٢9 .

    ـ٦ـ
    باب النصوص على الرضا عليه‌السلام
    بالإمامة في جملة الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام
    [4٢ / 1] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسين بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عمرو سعيد بن محمد بن نصر (1) القطان ، قال : حدثنا عبيد الله (2) بن محمد السلمي ، قال : حدثنا محمد بن عبد الرحيم ، قال : حدثنا محمد بن سعيد بن محمد ، قال : حدثنا العباس بن أبي عمرو ، عن صدقة بن أبي موسى، عن أبي نضرة (3) ، قال : لما احتضر أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما‌السلام عند الوفاة ، دعا بابنه الصادق الله ليعهد إليه عهداً ، فقال له أخوه زيد بن علي عليه‌السلام: لو امتثلت في تمثال الحسن والحسين عليهما‌السلام لرجوت أن لا تكون أتيت منكراً ، فقال له : يا أبا الحسن إن الأمانات ليست بالتمثال ولا العهود بالرسوم، وإنما هي أمور سابقة عن حجج الله عز وجل.
    ثم دعا بجابر بن عبد الله ، فقال له : يا جابر حدثنا بما عاينت من الصحيفة، فقال له جابر : نعم يا أبا جعفر ، دخلت على مولاتي فاطمة بنت
    __________________
    (1) في حاشية ك في نسخة : سعيد بن محمد بن أبي نصر.
    (2) في حاشية اك في نسخة : عبد الله .
    (3) في حاشية اك في نسخة : أبي نصر ، وفي نسخة (ج ، ها وحاشية (ع) في نسخة : أبي نصرة .

    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأهنتها بمولود الحسين عليه‌السلام ، فإذا بيدها صحيفة بيضاء من درة ، فقلت لها : يا سيدة النساء ما هذه الصحيفة التي أراها معك؟ قالت : فيها أسماء الأئمة من ولدي ، قلت لها : ناوليني لأنظر فيها ، قالت : «يا جابر لولا النهي لكنت أفعل ، لكنه قد نهي أن يمسها إلا نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي ، ولكنه مأذون لك أن تنظر إلى باطنها من ظاهرها» .
    قال جابر : فإذا أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى ، أمه آمنة .
    أبو الحسن علي بن أبي طالب المرتضى ، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف .
    أبو محمد الحسن بن علي البر ، أبو عبدالله الحسين بن علي التقي ، أمهما فاطمة بنت محمد .
    أبو محمد علي بن الحسين العدل أمه شهربانويه بنت يزدجرد .
    أبو جعفر محمد بن علي الباقر ، أمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي ابن أبي طالب عليه‌السلام .
    أبو عبدالله جعفر بن محمد الصادق ، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر .
    أبو إبراهيم موسى بن جعفر، أمه جارية اسمها حميدة المصفاة.
    أبو الحسن علي بن موسى الرضا ، أمه جارية اسمها نجمة .
    أبو جعفر محمد بن على الزكي ، أمه جارية اسمها خيزران .
    أبو الحسن على بن محمد الأمين ، أمه جارية اسمها سوسن .
    أبو محمد الحسن بن علي الرفيق ، أمه جارية اسمها سمانة وتكنى أم الحسن.

    أبو القاسم محمد بن الحسن هو حجة الله القائم ، أمه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم أجمعين (1) .
    قال مصنف هذا الكتاب رحمة الله عليه : جاء هذا الحديث هكذا بتسمية القائم عليه‌السلام ، والذي أذهب إليه النهي عن تسميته عليه‌السلام .
    [43 / ٢] حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى الله عنهما ، قالا : حدثنا سعد بن عبدالله وعبد الله بن جعفر الحميري جميعاً ، عن أبي الخير صالح بن أبي حماد، والحسن بن ظريف جميعاً، عن بكر بن صالح .
    وحدثنا أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل ومحمد بن على ماجيلويه، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم، والحسين بن إبراهيم بن تاتانة وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنهم ، قالوا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن عبد الرحمن ابن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : قال أبي الي الجابر ابن عبد الله الأنصاري : إن لي إليك حاجة ، فمتى يخف عليك أن أخلو بك ، فأسألك عنها؟ قال له جابر : في أي الأوقات شئت، فخلا به أبي عليه‌السلام ، فقال له : يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أمي فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما أخبرتك به أمي أن في ذلك اللوح مكتوباً .
    قال جابر: أشهد بالله، إني دخلت على أمك فاطمة في حياة رسول الله عليه‌السلام لأهنتها بولادة الحسين عليه‌السلام ، فرأيت في يدها لوحاً أخضر
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : 3۰۵ / 1 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢: ٢٩٦ ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٣٦: 193 / 2.

    ظننت أنه زمرد ، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه نور الشمس ، فقلت لها : بأبي أنت وأمي يابنت رسول الله ما هذا اللوح ؟ فقالت : هذا اللوح أهداه الله عزوجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه إسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي الله ليسرني (1) بذلك، قال جابر : فأعطتنيه أمك فاطمة ، فقرأته وانتسخته .
    فقال أبي عليه‌السلام : فهل لك يا جابر أن تعرضه على؟ قال : نعم ، فمشى معه أبي عليه‌السلام حتى انتهى إلى منزل جابر، فأخرج إلى أبي عليه‌السلام صحيفة من رق، قال جابر: فأشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوباً :
    بسم الله الرحمن الرحيم
    هذا كتاب من الله العزيز الحكيم (2) لمحمد نوره وسفيره ، وحجابه ودليله ، نزل به الروح الأمين من عند رب العالمين ، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعماني ، ولا تجحد آلاني .
    إنى أنا الله لا إله إلا أنا ، قاصم الجبارين ومذل الظالمين ، وديان الدين (3) .
    إني أنا الله لا إله إلا أنا ، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عذابي (4) عذبته عذاباً (5) لا أعذبه أحداً من العالمين ، فإياي فاعبد وعلى فتوكل ، إنى لم أبعث نبياً فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصياً، وإني
    __________________
    (1) في حاشية (ع) في نسخة : ليبشرني.
    (2) في نسخة ج ، ر ، ها : العليم ، وكذا حاشيتي ع ، ك .
    (3) في نسخة (ر) وحاشية نسخة ع ، ك في نسخة : وديان يوم الدين .
    (4) في نسخة ع ، ك: عدلي.
    (٥) في حاشية اك في نسخة زيادة : شديداً :.

    فضلتك على الأنبياء، وفضلت وصيك على الأوصياء ، وأكرمتك بشبليك بعده ، وبسبطيك الحسن والحسين .
    فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه .
    وجعلت حسيناً خازن وحيي ، وأكرمته بالشهادة وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة عندي ، جعلت كلمتي التامة معه، وحجتى البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب .
    أولهم : علي سيد العابدين وزين أوليائي الماضين .
    وابنه شبيه جده المحمود، محمد الباقر العلمي، والمعدن الحكمي (1) . سيهلك المرتابون في جعفر ، الراد عليه كالراد علي ، حق القول مني لأكر من مثوى جعفر ، ولأسرته في أشياعه وأنصاره وأوليائه .
    انتجبت بعده موسى وأتيحت (2) بعده فتنة عمياء حندس ، لأن خيط فرضي (٣) لا ينقطع ، وحجتي لا تخفى ، وإن أولياني لا يشقون ، ألا ومن جحد واحداً منهم فقد جحد نعمتي، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي ، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي .
    إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي ، وعلي وليي وناصري ، ومن أضع عليه أعباء النبوة، وأمنحه بالاضطلاع (4) ، يقتله عفريت مستكبر (٥) ،
    __________________
    (1) في نسخة (ج) : الحلمي .
    (2) في المطبوع : والتحيت، وفي الحجرية والتجبت ، وفي نسخة ع ، ك : وانتحيت ، وما في المتن أثبتناء من نسخة في حاشية ( ع ، ک ) والحجرية .
    (3) في نسخة ل(ج ، ه) : ألا إن خيط فرضي .
    (4) في نسخة (هـ ، ج : وامنحه بالاصطلاح، وفي إعلام الورى والاختصاص وإكمال الدين والكافي : وامتحنه بالاضطلاع ، وفي الغيبة : وأمنعه بالاضطلاع .
    (٥) في نسخة (ع) : متكبر .

    يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي .
    حق القول مني لأقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده ، فهو وارث علمي ، ومعدن حكمي (1) وموضع سري ، وحجتي على خلقي لا يؤمن عبد به إلا جعلت الجنة مثواه، وشفعته في سبعين من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار.
    وأختم بالسعادة لابنه علي ، وليي وناصري ، والشاهد في خلقي ، وأميني على وحيي.
    أخرج منه الداعي إلى سبيلي، والخازن لعلمي الحسن .
    ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى ، وبهاء عيسى، وصبر أيوب ، سيذل أوليائي في زمانه ، ويتهادون رؤوسهم كما تتهادی رؤوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون ويكونون خائفين مرعوبين وجلين ، تصبغ الأرض بدمائهم، ويفشو الويل والرنين في نسائهم ، أولئك أوليائي حقاً ، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل، وأرفع الأصار والأغلال ، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون .
    قال عبد الرحمن بن سالم : قال أبو بصير : لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك ، فصنه إلا عن أهله (2) .
    [44 / ٣] حدثنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي رضي‌الله‌عنه ، قال :
    __________________
    (1) في حاشية (ع) في نسخة : حكمتي.
    (2) ذكره المصنف في كمال الدين : 3۰8 / 1، وأورده الكليني في الكافي ١ : 442 / 3 المفيد في الاختصاص : 21۰ ، الطوسي في الغيبة : ١4٣ ، الطبرسي في إعلام الورى ٢ : ١٧4، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦: 195 / 3.

    حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن درست السروي ، عن جعفر بن محمد بن مالك ، قال : حدثنا محمد بن عمران الكوفي ، عن عبد الرحمن ابن أبي نجران وصفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي عبد الله الا ، أنه قال : «يا إسحاق ، ألا أبشرك ؟» قلت : بلى ، جعلني الله فداك يابن رسول الله ، فقال : «وجدنا صحيفة بإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط أمير المؤمنين عليه‌السلام فيها : بسم الله الرحمن الرحيم . هذا كتاب من الله العزيز العليم» (1) .
    وذكر الحديث مثله سواء ، إلا أنه قال في حديثه في آخره :
    ثم قال الصادق عليه‌السلام : يا إسحاق ، هذا دين الملائكة والرسل ، فصنه عن غير أهله ، يصنك الله تعالى ويصلح بالك ثم قال : «من دان بهذا أمن من عقاب الله عز وجل »(2) .
    [45 / 4] حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسن بن إسماعيل ، قال : حدثنا سعيد بن محمد القطان ، قال : حدثنا عبدالله (3) بن موسى الروياني أبو تراب ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، عن (4) علي بن الحسن بن زيد بن الحسن ابن علي بن أبي طالب الملك ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده الله : إن محمد بن علي الباقر عليه‌السلام جمع ولده وفيهم عمهم زيد ابن علي ، ثم أخرج إليهم كتاباً بخط علي عليه‌السلام وإملاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله
    __________________
    (1) في نسخة (ع ، ک) : الحكيم .
    (2) ذكره المصنف في كمال الدين : 312 ، وأورده الطبرسي في إعلام الورى ٢: 1۷۷ ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ ٣٠٠.
    (3) في حاشية ( ع ، ک ) في نسخة : عبيد الله .
    (4) في نسخة ع ، ك : عن جده .

    مكتوب فيه : هذا كتاب من الله العزيز الحكيم (1) حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه : ( وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ‎) (2) .
    ثم قال في آخره : قال عبد العظيم : العجب كل العجب لمحمد بن جعفر وخروجه وقد سمع أباه عليه‌السلام يقول هذا ويحكيه ، ثم قال : هذا سر الله ودينه ودين ملائكته ، فصنه إلا عن أهله وأوليائه (3) .
    [46 / 5] حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب رضي‌الله‌عنه وأحمد بن هارون القامي رضي‌الله‌عنه (4) قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه، عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري الكوفي ، عن مالك السلولي ، عن درست ، عن عبد الحميد ، عن عبد الله بن القاسم ، عن عبد الله ابن جبلة ، عن أبي السفاتج ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام ، عن جابر بن عبدالله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقدامها لوح يكاد ضوؤه يغشي الأبصار ، فيه اثنا عشر اسماً : ثلاثة في ظاهره، وثلاثة في باطنه ، وثلاثة أسماء في آخره، وثلاثة أسماء في طرفه ، فعددتها فإذا هي اثنا عشر ، فقلت : أسماء من هؤلاء؟
    قالت : «هذه أسماء الأوصياء، أولهم ابن عمي وأحد عشر من ولدي آخرهم القائم».
    قال جابر : فرأيت فيه : محمداً محمداً محمداً في ثلاثة مواضع ، وعلياً
    __________________
    (1) في نسخة (ع) وحاشية «ك» : العليم .
    (2) سورة البقرة ٢ : ١٥٧.
    (3) ذكره المصنف في كمال الدين : 312 ، وأورده الطبرسي في إعلام الورى ٢: 1۷8 ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ : ٢٠١.
    (4) في حاشية (ك) في نسخة : الغامي ، وفي كمال الدين : القاضي .

    علياً علياً علياً في أربعة مواضع (1) .
    [47 / 6] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا أبي ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : دخلت على فاطمة عليها‌السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء ، فعددت اثني عشر آخرهم القائم ، ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم على عليهم‌السلام (2) .
    [48 / 7] حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس لله ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعاً، عن الحسن بن محبوب، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : دخلت على فاطمة عليها‌السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء ، فعددت اثني عشر آخرهم القائم الليله ، ثلاثة منهم محمد ، وأربعة منهم على عليهم‌السلام (3) .
    [49 / 8] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : سمعت عبدالله بن جعفر الطيار ، يقول : كنا عند معاوية والحسن والحسين عليهما‌السلام وعبدالله بن عباس
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : 311 / 2، وأورده الطبرسي في إعلام الورى 2 : 1۷8 . ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ : 201 / 4.
    (2) ذكره المصنف في كمال الدين : 311 / 3، وكذلك في الخصال : 4٧٧ / 42 ، إلا أن فيه : وثلاثة منهم على، وأورده الطوسي في الغيبة : 139 / 103 ، ونقله المجلسي عن الكمال والعيون في البحار ٣٦ : 201 / 5.
    (3) ذكره المصنف في كمال الدين : 4 / ٣١٣ ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ : ٢٠٢.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 3:59 pm

    وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد ، يذكر حديثاً جرى بينه وبينه ، وأنه قال المعاوية بن أبي سفيان : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : «أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم أخي علي بن أبي طالب عليه‌السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فإذا استشهد فابني الحسن عليه‌السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم ابني الحسين عليه‌السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فإذا استشهد فابني علي بن الحسين عليه‌السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا عبد الله (1) ، ثم ابني محمد بن علي الباقر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وستدركه يا عبدالله (2) وتكلمه ، إثنا عشر إماماً تسعة من ولد الحسين.
    قال عبد الله : ثم استشهدت الحسن والحسين عليهما‌السلام وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد ، فشهدوا لي عند معاوية. قال سليم بن قيس : وقد كنت سمعت ذلك من سلمان وأبي ذر والمقداد وأسامة أنهم سمعوا ذلك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (3) .
    [50 / 9] حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن القطان (4) ، قال : حدثنا أبو عبدالله أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي الرجال البغدادي ، قال : حدثنا محمد بن عبدوس الحراني ، قال : حدثنا عبد الغفار بن الحكم ، قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف ، عن الشعبي، عن عمه قيس بن
    __________________
    (1) في نسخة (ج . ع) : يا علي .
    (2) في نسخة (ج . ع : يا حسين .
    (3) ذكره المصنف في الخصال : 477 / 41 ، وكمال الدين : 2۷۰ / 15 ، وأورده الكليني في الكافي 1: 444 / 4 ، النعماني في الغيبة : 9۵ / 27 ، الطوسي في الغيبة : 13۷ / 101، این شهر آشوب في المناقب 1: 3۵9، باختلاف في عبد الله ، فبعضهم وافق المتن، وبعضهم وافق نسخة (ج ، ع) .
    (4) في حاشية وك في نسخة : العطار .

    عبد (1) ، قال : كنا جلوساً في حلقة فيها عبد الله بن مسعود ، فجاء أعرابي ، فقال : أيكم عبدالله بن مسعود ؟ فقال عبدالله : أنا عبد الله بن مسعود ، قال : هل حدثكم نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال : نعم ، إثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل (1) .
    [51 / 10] حدثنا أبو علي أحمد بن الحسن بن علي بن عبدويه القطان ، قال : حدثنا أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد بن يزيد المروزي بالري في شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثمائة ـ قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي في سنة ثمان (3) وثلاثين ومأتين وهو المعروف بإسحاق بن راهويه ، قال : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : حدثنا هيثم (4) ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : بينا نحن عند عبد الله بن مسعود نعرض مصاحفنا عليه ، إذ قال له فتى شاب : هل عهد إليكم نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله كم يكون من بعده خليفة؟ قال : إنك لحدث السن، وإن هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل (5) .
    __________________
    (1) في المطبوع ونسخة (ن) والحجرية : عبد الله ، وفي (ع) : عبيد، وما في المتن البتناه من نسخة الك ، هـ ، ج، ولموافقتها للمصادر وكتب التراجم . أنظر ترجمة الشعبي في طبقات ابن سعد ٦ ـ ٢4٦ ، تهذيب التهذيب ٥: ۵٧ / 110 ، تهذيب الكمال ١4 : ٣٠ / ٣٠4٢ . سير أعلام النبلاء 4 : ٢٩4 / 110 .
    (2) ذكره المصنف في الخصال : 4٦٧ / 7، والأمالي : ٣٨٦ / 4٩٦، وكمال الدين: 2۷1 / 17 . و أورده الخزاز بسنده في كفاية الأثر : ٢٦ ، النعماني في الغيبة : ١١٧ / 4 ، ونقله المجلسي عن العيون والأمالي في البحار ٣٦ : ٢٣٠ / 10 .
    (3) في نسخة اك : ثلاث.
    (4) في نسخة (ع) : هشيم .
    (5) ذكره المصنف في الخصال : 4٦٦ / 6 ، كمال الدين : ٢٧٠ / 16 ، الأمالي :

    [52 / 11] حدثنا أبو القاسم عتاب (1) بن محمد الوراميني الحافظ ، قال : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا أحمد بن عبد الرحمن ابن الفضل ومحمد بن عبد الله بن سوار ، قالا : حدثنا عبد الغفار بن الحكم ، قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن مطرف ، عن الشعبي . وحدثنا عتاب بن محمد ، قال : حدثنا إسحاق بن محمد الأنماطي ، قال : حدثنا يوسف بن موسى ، قال : حدثنا جرير ، عن أشعث بن سوار ، عن الشعبي .
    وحدثنا عتاب بن محمد ، قال : حدثنا الحسين بن محمد الحراني ، قال : حدثنا أيوب بن محمد الوزان ، قال : حدثنا سعيد بن مسلمة ، قال : حدثنا أشعث بن سوار، عن الشعبي ، كلهم قالوا : عن عمه قيس بن عبد الله ، قال أبو القاسم عتاب : وهذا حديث مطرف ، قال : كنا جلوساً في المسجد ومعنا عبد الله بن مسعود، فجاء أعرابي فقال : فيكم (2) عبد الله ؟ أنا قال : والهيم عبد الله ، فما حاجتك ؟
    قال : يا عبد الله ، أخبركم نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله كم يكون فيكم من خليفة ؟ قال :
    لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد منذ قدمت العراق ، نعم اثنا عشر عدة نقباء بني إسرائيل .
    __________________
    ٣٨٥ / 4٩٥ ، وأورده الخزاز في كفاية الأثر : 23، ونقله المجلسي عن العيون والخصال والأمالي والكمال في البحار ٣٦ : 229 / 8.
    (1) في المطبوع والنسخة الحجرية : غياث ، وما في المتن أثبتناه من نسخة وع ، ك ، را وهو الموافق للمصادر ما عدا كفاية الأثر حيث ذكر عتاب في الهامش .
    (2) في نسخة (ج) : أيكم :.

    قال أبو عروبة (1) في حديثه : نعم هذه عدة نقباء بني إسرائيل . وقال جرير : عن أشعث، عن ابن مسعود، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : الخلفاء بعدي اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل (2) .
    [٥٣ / 12] حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أبو بكر أحمد ابن محمد بن عبيدة النيسابوري ، قال : حدثنا أبو القاسم هارون بن إسحاق ـ يعني الهمداني ـ قال : حدثني عمي إبراهيم بن محمد ، عن زياد بن علاقة وعبد الملك بن عمير ، عن جابر بن سمرة ، قال : كنت مع أبي عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسمعته يقول : يكون بعدي اثنا عشر أميراً ، ثم أخفى صوته ، فقلت لأبي : ما الذي أخفى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال : قال : «كلهم من قريش (3) .
    [54 / 13] حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أبو علي محمد ابن علي بن إسماعيل المروزي بالري ، قال : حدثنا الفضل بن عبد الجبار المروزي قال : حدثنا علي بن الحسن (4) ـ يعني ابن شقيق ـ قال : حدثنا
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ه) : قال أبو عروة، وأبو عروبة هو الحراني المتقدم في سند الحديث .
    (2) ذكره المصنف في الخصال : ٨ / 4٦٧، وكمال الدين: 2۷1 / 18، والأمالي : ٣٨٦ / 4٩٧ ، وأورده الجزار في كفاية الأثر : ٢٥ النعماني في الغيبة : ١١٧ ، الطبرسي في إعلام الورى ٢ ١٦٠، ونقله المجلسي عن العيون والأمالي والكمال في البحار ٣٦ : 230 / 10.
    (3) ذكره المصنف في الخصال : 4٦٩ / 12، وكمال الدين : 2۷2 / 19 ، والأمالي : ٣٨٧ / 499 ، وأورده الخزاز في كفاية الأثر : 4٩ النعماني في الغيبة : ١٠٣ / 32 . الطبرسي في إعلام الورى 2 : 1۵8 ، مسلم في صحيحه ٣: ١4٥٢ / ١٨٢١ ، البخاري في صحيحه 9 1۰1 ، الترمذي في سننه 4 : ٥٠١ / ٢٢٢٣ .
    (4) في نسخة ع ، ك : علي بن الحسين .

    الحسين بن واقد ، قال : حدثني سماك بن حرب ، عن جابر بن سمرة ، قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسمعته يقول : إن هذا الأمر لن ينقضي حتى يملك اثنا عشر خليفة، فقال كلمة خفية ، فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : «كلهم من قریش» (1) .
    [55 / 14] حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق القاضي ، قال : حدثنا أبو يعلى ، قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : حدثنا زهير ، عن زياد بن خيثمة ، عن الأسود بن سعيد الهمداني ، قال : سمعت جابر بن سمرة ، يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول :« يكون بعدي اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش» .
    فلما رجع إلى منزله أتيته فيما بيني وبينه فقلت : ثم يكون ماذا؟ قال : ثم يكون الهرج (2) .
    [٥٦ / 15] حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الصانع رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن سعيد ، قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا شيخ ببغداد ، يقال له : يحيى ، سقط على اسم أبيه ، قال : حدثنا عبدالله بن بكر السهمي ، قال : حدثنا حاتم بن أبي مغيرة ، عن أبي بحر (3) قال : كان أبو
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الخصال : 470 / 16 ، وأورده الخزاز في كفاية الأثر : ٥١ ، ونقله المجلسي عن الخصال في البحار ٣٦: 235 / 22.
    (2) ذكره المصنف في الخصال : 472 / 26، وأورده الجزار في كفاية الأثر : ٥١. وفيه : الفرج ـ بدل : الهرج، النعماني في الغيبة : 1۰2 / 31، الطوسي في الغيبة : 12۷ / 90، وأحمد في المسند 92:۵ ، ونقله المجلسي عن العيون والخصال في البحار ٣٦: ٢٣٨ / 34.
    (3) في المطبوع وحاشية النسخة الحجرية : بخير ، وما في المتن أثبتناه من نسخة در ، ع ، ك وهو الموافق للبحار ، وفي الخصال : ابن نجران ، وفي تاريخ بغداد : أبو يحيى ، وفي تاريخ دمشق : أبو بحران .

    الخلد (1) جاري ، فسمعته يقول ويحلف عليه : إن هذه الأمة لا تهلك حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة ، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق (2) .
    [٥٧ / 16] حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد الصائغ ، قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن سعيد ، قال : حدثنا الحسن بن علي ، قال : حدثنا الوليد ابن مسلم ، قال : حدثنا صفوان بن عمرو ، عن شريح بن عبيد ، عن عمرو البكائي (3) ، عن كعب الأحبار ، قال في الخلفاء : هم اثنا عشر ، فإذا كان عند انقضائهم وأتي طبقة صالحة ، مد الله لهم في العمر، كذلك وعد الله هذه الأمة ، ثم قرأ: ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ) (4) .
    قال : وكذلك فعل الله عز وجل ببني إسرائيل ، وليس بعزيز أن يجمع هذه الأمة يوماً أو نصف يوم ( وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ) (5) (6) .
    وقد أخرجت طرق هذه الأخبار في كتاب الخصال (7) .
    __________________
    (1) في نسخة (ج، هذا والحصال والبحار : أبو الخالد ، وفي البداية والنهاية : كان أبو الجلد ، وفي تاريخ بغداد : حدثنا أبو يحيى أن أبا الخلد ، وفي تاريخ دمشق : أخبرنا جلد .
    (2) ذكره المصنف في الخصال : 4٧4 / 32 ، وأورده باختلاف الخطيب البغدادي في تاریخ بغداد 1 : 38 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق 4٥: 189 ، وابن كثير في البداية والنهاية ٦ : 2۵۰، ونقله المجلسي عن العيون والخصال في البحار ٣٦ : ٢4٠ / 43 .
    (3) في نسخة (ع) : البكاري .
    (4) سورة النور ٢4 : ٥٥ .
    (۵) سورة الحج ٢٢ : 4٧ .
    (٦) ذكره المصنف في الخصال : 4٧4 / 35، ونقله المجلسي في البحار ٥١ : ٦٦ / 4 ، عن العيون و ٣٦ : ٢4٠ / 44 ، عن الخصال والعيون .
    (۷) ذكرنا صفحات الخصال في تخريجة كل حديث .

    [58 / 17] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله بن أبي خلف، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عبد الله بن مسكان عن أبان بن خلف ، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه ، قال : دخلت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وإذا الحسين عليه‌السلام على فخذيه، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه، وهو يقول : أنت سيد ابن سيد ، أنت إمام ابن إمام ، أنت حجة ابن حجة أبو حجج تسعة من صلبك ، تاسعهم قائمهم (1) .
    [٥٩ / 18] حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ يقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ـ قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي مولى بني هاشم ـ قال : أخبرني القاسم بن محمد بن حماد ، قال : حدثنا غياث بن إبراهيم ، قال : حدثنا حسين بن زيد بن علي، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن على عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أبشروا ثم ابشروا ـ ثلاث مرات ـ إنما مثل أمتي كمثل غيث لا يدرى أوله خير أم آخره .
    إنما مثل أمتي كمثل حديقة أطعم منها فوج عاماً ، ثم أطعم منها فوج عاماً، لعل آخرها فوجاً يكون أعرضها بحراً، وأعمقها طولاً وفرعاً، وأحسنها جنى ، وكيف تهلك أمة أنا أولها واثنا عشر من بعدي من السعداء وأولوا الألباب ، والمسيح عيسى بن مريم آخرها ! ولكن يهلك بين ذلك
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الخصال : 4٧٥ / 38، وكمال الدين : ٢٦٢ / 9 ، وأورده الجزار في كفاية الأثر : 4٦ ، ابن شاذان في مائة منقبة : ۵8 / 11۷ ، الخوارزمي في مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام : ١4٦ ، ابن طاووس في الطرائف : ١٧4 / 272 ، ونقله المجلسي في البحار ٣٦: ٢4١ / 47 ، عن الخصال والكمال والعيون .

    نتج (1) الهرج ، ليسوا مني ولست منهم (2) .
    [٦٠ / 19] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن محمد ابن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحكم بن مسكين الثقفي ، عن صالح بن عقبة، عن جعفر بن محمد عليهم‌السلام ، قال : الما هلك أبو بكر واستخلف عمر ، رجع عمر إلى المسجد فقعد ، فدخل عليه رجل فقال له : يا عمر ، إني رجل من اليهود ، وأنا علامتهم ، وقد أردت أن أسألك عن مسائل ، إن أجبتني فيما سألت أسلمت ، قال : ما هي؟
    قال : ثلاث وثلاث وواحدة، فإن شئت سألتك ، وإن كان في قومك أحد أعلم منك فأرشدني إليه ، قال : عليك بذلك الشاب ـ يعني علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ فأتى علياً عليه‌السلام فسأله ، فقال له : لم قلت : ثلاثاً وثلاثاً وواحدة ، ألا قلت سبعاً؟! قال : أنا إذا جاهل ، إن لم تجبني في الثلاث اكتفيت ، قال : فإن أجبتك تسلم ؟ قال : نعم .
    قال : سل ، قال : أسألك عن أول حجر وضع على وجه الأرض ، وأول عين نبعت ، وأول شجرة نبتت ؟
    قال : يا يهودي ، أنتم تقولون : إن أول حَجَرٍ وضع على وجه الأرض الحجر الذي في بيت المقدس، وكذبتم ، هو الحجر الذي نزل به آدم عليه‌السلام
    __________________
    (1) في المطبوع : انتج ، وفي نسخة (ج، هذا والحجرية : تيج ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ك . ر ، ع، وهو الموافق للمصادر .
    ونتج : قال الأزهري : قال الكميت : ليستتجوها فينة بعد فتنة ، أي ليولدوها . والمعروف في كلامهم لينتجوها . تهذيب اللغة ١١ : ٦ ـ نتج .
    (2) ذكره المصنف في الخصال 4٧٥ / 39 ، وكمال الدين : ٢٦٩ / 14 ، وأورده الجزار في كفاية الأثر : 231 ، ونقله المجلسي عن العيون والخصال والكمال في البحار ٣٦ : ٢4٢ / 48.

    من الجنة ، قال : صدقت والله ، إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه‌السلام .
    قال : وأنتم تقولون : إن أول عين نبعت على وجه الأرض العين التي في بيت المقدس ، وكذبتم ، هي عين الحياة التي غسل فيها يوشع بن نون السمكة، وهي العين التي شرب منها الخضر، وليس يشرب منها أحد إلا حيي، قال: صدقت والله إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه‌السلام .
    قال : وأنتم تقولون : إن أول شجرة نبتت على وجه الأرض الزيتون ، وكذبتم ، بل هي العجوة نزل بها آدم عليه‌السلام من الجنة معه ، قال : صدقت والله ، إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه‌السلام .
    قال : والثلاث الأخرى : كم لهذه الأمة من إمام هدى ، لا يضرهم من خذلهم ؟
    قال : إثنا عشر إماماً ، قال : صدقت والله ، إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه‌السلام.
    قال : فأين يسكن نبيكم في الجنة ؟ قال : في أعلاها درجة ، وأشرفها مكاناً ، في جنات عدن .
    قال : صدقت والله ، إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه‌السلام .
    قال : فمن ينزل معه في منزله ؟
    قال : اثنا عشر إماماً .
    قال : صدقت والله ، إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه‌السلام .
    ثم قال : السابعة فأسلم (1) ، كم يعيش وصيه بعده؟ قال: ثلاثين سنة .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : فأسألك ، وفي نسخة (ع) : فأسأل ، وما في المتن أثبتناه من نسخة او ، ج ، ها وهو الموافق للخصال والبحار .

    قال : ثم مه ، يموت أو يقتل؟
    قال : يقتل ، يُضرب على قرنه فتخضب لحيته .
    قال : صدقت والله ، إنه لبخط هارون وإملاء موسى عليه‌السلام (1) .
    ولهذا الحديث طرق قد أخرجتها في كتاب كمال الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة (2) .
    [61 / 20] حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب ، قال : حدثنا تميم بن بهلول ، قال : حدثنا (3) عبدالله بن أبي الهذيل، وسألته عن الإمامة فيمن تجب ، وما علامة من تجب له الإمامة ؟ فقال : إن الدليل على ذلك ، والحجة على المؤمنين ، والقائم بأمور المسلمين، والناطق بالقرآن ، والعالم بالأحكام ، أخو نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وخليفته على أمته ، ووصيه عليهم ، ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى ، المفروض الطاعة بقول الله عز وجل : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (4) .
    المدعو إليه بالولاية، المثبت له الإمامة يوم غدير خم، بقول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الله عز وجل : ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى ،
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الخصال : 4٧٦ / 40، وأورده باختلاف الكليني في الكافي 1:.
    444 / 5 ، النعماني في الغيبة : 9۷ / 29 ، ابن عياش في مقتضب الأثر : ١4 ، الديلمي في إرشاد القلوب : 319 ، ونقله المجلسي عن العيون والخصال والكمال في البحار ١٠: 9 / 4.
    (2) كمال الدين : 3۰۰ / 8، ولم تعثر على بقية الطرق .
    (3) في حاشية اك في نسخة : حدثني .
    (4) سورة النساء ٥٩:4 .

    قال : «فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره، واخذل من خذله ، وأعن من أعانه.
    وهم عترة الرسول عليه وعليهم السلام، المعروفون بالوصية والإمامة لا تخلو الأرض من حجة منهم في كل عصر وزمان وفي كل وقت وأوان ، وهم العروة الوثقى، وأئمة الهدى، والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .
    وكل من خالفهم ضال مضل ، تارك للحق والهدى .
    وهم المعبرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية، ودينهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر، وطول السجود وقيام الليل ، و اجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن الصحبة وحسن الجوار . ثم قال تميم بن بهلول : حدثني أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن جعفر ابن محمدعليهما‌السلام، في الإمامة مثله سواء (1) .
    [62 / 21] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد عيسى بن عبيد ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات (2) ، عن محمد بن الفضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر عليه ، قال : إن الله عز وجل أرسل محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الجن والإنس ، وجعل من
    __________________
    (1) ذكر المصنف في الخصال : 4٧٨ / 46، وكمال الدين : ٣٣٦ / 9 ، وفيه زيادة في السند بعد أحمد بن الحسن القطان : وعلى بن أحمد بن محمد الدقاق وعلى بن عبد الله الوراق . وعبد الله بن محمد الصائغ، ومحمد بن أحمد الشيباني رضی‌الله‌عنهم ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ : ٣٩٦ / 2.
    (2) في حاشية (ك) في نسخة زيادة : جميعاً .

    بعده اثني عشر وصياً، منهم من سبق (1) ومنهم من . بقي ، وكل وصي جرت به سنة ، والأوصياء الذين من بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله على سنة أوصياء عيسى الله وكانوا اثني عشر ، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام على سنة المسيح عليه‌السلام (2) .
    [٦٣ / 22] حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد البصري ، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة بن أعين ، قال : سمعت أبا جعفر الي يقول : انحن اثنا عشر إماماً ، منهم الحسن والحسين ، ثم من ولد الحسين عليهم‌السلام (3) .
    [64 / ٢٣] حدثنا محمد بن على ما جيلويه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أبي طالب عبدالله بن الصلت القمي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران ، قال : كنت أنا وأبو بصير ومحمد بن عمران ـ مولى أبي جعفر عليه‌السلام ـ في منزل، فقال محمد ابن عمران: سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول: «نحن اثنا عشر محدثاً».
    __________________
    (1) في حاشية الك في نسخة : سلف .
    (2) ذكره المصنف في الخصال: 4٧٨ / 43، ولم يرد فيه: محمد بن الحسين بن أبي الخطاب الزيات، وكمال الدين: ٣٢٦ / 4، وفيه : ومحمد بن الحسن قالا : حدثنا سعد بن عبد الله. بدل : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، وأورده الكليني في الكافي ١ : 44٧ / 10 . المفيد في الإرشاد ٢: ٣4٥ الطوسي في الغيبة : ١4١ / 105 ، القتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٢٦١ ، الطبرسي في إعلام الورى ٢ : ١٦٦ ، الإربلي في كشف الغمة ٢ 44٧، ونقله المجلسي عن العيون والخصال في البحار ٣٦ : ٣٩٢ / 4 .
    (3) ذكره المصنف في الخصال : 44 / 4٧٨ ، وأورده الكليني في الكافي ١ : 44٨ / 16 ، المفيد في الإرشاد ٢: ٣4٧ ، الإربلي في كشف الغمة ٢: 44٨، ونقله المجلسي عن العيون والخصال في البحار ٣٦: ٣٩٢ / 5 .

    [٦٥ / 24] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال : حدثنا أبو على الأشعري ، عن الحسين بن عبيد الله ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن علي بن سماعة ، عن علي بن الحسن ابن رباط، عن أبيه، عن ابن أذينة ، عن زرارة بن أعين، قال: سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول: «نحن اثنا عشر إماماً من آل محمد ، كلهم محدثون بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلي بن أبي طالب منهم» (1) .
    فقال له أبو بصير : بالله لقد سمعت ذلك من أبي عبدالله عليه‌السلام ؟ فحلفه مرة أو مرتين ، فحلف أنه سمعه ، فقال أبو بصير : لكني سمعته من أبي جعفر (2) .
    [66 / ٢٥] حدثنا أحمد (3) بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ،
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الخصال : 4٨٠ / 49 ، وأورده باختلاف الكليني في الكافي 1:.
    44٨ / 14 ، المفيد في الإرشاد ٣4٧:٢ ، الطوسي في الغيبة : ١٥١ / 112 ، الطبرسي في إعلام الورى 2: 1۷1 ، الإربلي في كشف الغمة ٢ : 44٨ ، ونقله المجلسي عن العيون والخصال في البحار ٣٦: ٣٩٣ / 6 .
    (2) ذكره المصنف في كمال الدين : ٣٣٥ / 6، وفيه زيادة بعد ابن ماجيلويه : ومحمد بن موسى المتوكل ، والخصال : 4٧٨ / 45، وأورده الكليني في الكافي ١ : 4٩٩ / 20 . الطبرسي في إعلام الورى ٢ : ١٩٦ ، الإربلي في كشف الغمة ٢: ٥١١ ، ونقله المجلسي عن العيون والخصال في البحار ٣٦: ٣٩٣ / 7.
    (3) في كمال الدين : محمد ، والظاهر أن ما في المتن ومعاني الأخبار هو الصحيح . لأن أحمد عد في كتب التراجم من مشايخ الشيخ الصدوق رضوان الله عليه .
    أنظر خلاصة الأقوال : ۷۰ / 102 ، قاموس الرجال 1 : 4٧٢ / 379 ، تنقيح المقال ١ : ٦١ ـ ٦٢ ـ باب أحمد ، معجم رجال الحديث 2 : 128 / 583.

    عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهما‌السلام قال : «اسئل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، من العترة ؟ فقال : أنا والحسن والحسين والأئمة عليهم‌السلام التسعة من ولد الحسين ، تاسعهم مهديهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حوضه» (1) .
    [٦٧ / 26] حدثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس ثعلب يسأل عن معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني تارك فيكم الثقلين لم سميا بالثقلين ؟ قال : لأن التمسك بهما ثقيل (2) .
    [٦٨ / 27] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن همام (3) ، قال : حدثنا أحمد بن بندار ، قال : حدثنا أحمد ابن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما أسري بي إلى السماء أوحى إلي ربي جل جلاله ، فقال : يا محمد ، إنّي اطلعت إلى الأرض اطلاعة فاخترتك منها ، فجعلتك نبياً، وشققت لك من اسمي اسماً ، فأنا المحمود وأنت محمد .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : ٢4٠ / 64، ومعاني الأخبار : 90 / 4، وأورده الطبرسي في إعلام الورى : 18۰، الراوندي في قصص الأنبياء : ٣٦٠ / 435 . الإربلي في كشف الغمة 2: 509.
    (2) ذكره المصنف في كمال الدين : ٢٣٦ / 51 ، ومعاني الأخبار : ٩٠ / 3 ، وفي الكمال السند هكذا : سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس تعلب ، يقول : سمعت أبا العباس ثعلب سئل . وفي المعاني : تغلب . بدل : ثعلب ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال والمعاني في البحار ٢٣ : 131 / 65. .
    (3) في حاشية وع ، ك في نسخة : محمد بن هشام .

    ثم اطلعت الثانية فاخترت منها علياً، وجعلته وصيك وخليفتك وزوج ابنتك وأبا ذريتك ، وشققت له اسماً من أسمائي ، فأنا العلي الأعلى وهو علي، وجعلت فاطمة والحسن والحسين من نوركما ، ثم عرضت ولايتهم على الملائكة ، فمن قبلها كان عندي من المقربين .
    يا محمد ، لو أن عبداً عبدني حتى ينقطع ويصير كالشن البالي ، ثم أتاني جاحداً لولايتهم ما أسكنته جنتي ولا أظللته تحت عرشي .
    يا محمد ، أتحب أن تراهم ؟ قلت : نعم يا رب، فقال عز وجل : إرفع رأسك ، فرفعت رأسي ، فإذا أنا بأنوار علي وفاطمة والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر عليهما‌السلام وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجة بن الحسن القائم في وسطهم كأنه كوكب دري ، قلت : يا رب من هؤلاء ؟
    قال : هؤلاء الأئمة عليهم‌السلام ، وهذا القائم الذي يُحل حلالي ويحرم حرامي ، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما ، فلفتنة الناس بهما يومئذ أشد من فتنة العجل والسامري (1) .
    [٦٩ / 28] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : ٢٥٢ / 2، ونقله الحلي في المحتضر : ٩٠ والمجلسي في البحار ٣٦: ٢4٥ / 58 ، عن الكمال والعيون .

    أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده، عن علي ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الأئمة بعدي اثنا عشر، أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم القائم ، هم خلفائي وأوصيائي وأوليائي ، وحجج الله على أمتي بعدي المقر بهم مؤمن ، والمنكر لهم کافر» (1) .
    [۷۰29] حدثنا أبو الحسن علي بن ثابت الدواليبي (2) رضي‌الله‌عنه بمدينة السلام سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ، قال : حدثنا محمد بن علي بن عبد الصمد الكوفي (3) ، قال : حدثنا علي بن عاصم ، عن محمد بن علي بن موسى ، عن أبيه علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن أبيه جعفر ابن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعنده أبي بن كعب ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : مرحباً بك يا أبا عبدالله . يازين السماوات والأرضين، قال أبي : وكيف يكون يا رسول الله زين السماوات والأرضين أحد غيرك ؟! فقال : يا أبي ، والذي بعثني بالحق نبياً إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وإنه لمكتوب عن يمين
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : ٢٥٩ / 4 ، ومن لا يحضره الفقيه 4 : ١٣٢ / 457 . وأورده الجزار في كفاية الأثر : ١4٥ ـ ١4٦ و ١٥٣ ـ ١٥4 ، الطبرسي في إعلام الورى 2 : 1۷3 ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ : ٢44 / 57.
    (2) في المطبوع : الدواليني، وما في المتن أثبتناه من النسخ المسندة ، وفي الحجرية : أبو الحسن أحمد بن علي بن ثابت الدواليبي ، وفي الحجرية : أبو الحسن أحمد بن علي بن ثابت الدواليبي ، وفي كمال الدين وإعلام الورى وقصص الأنبياء : أبو الحسن أحمد بن ثابت الدواليبي .
    (3) في حاشية (ع) ، ك في نسخة : الكرخي .

    عرش الله عز وجل : مصباح هدى وسفينة نجاة ، وإمام غير وهن، وعز وفخر وعلم وذخر .
    وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية ، ولقد لقن دعوات ، ما يدعو بهن مخلوق إلا حشره الله تعالى معه ، وكان شفيعه في آخرته ، وفرج الله عنه كربه ، وقضى بها دينه ، ويسر أمره ، وأوضح سبيله ، وقواه على عدوه، ولم يهتك ستره ، فقال له أبي : وما هذه الدعوات يا رسول الله ؟ قال : تقول إذا فرغت من صلاتك وأنت قاعد :
    اللهم إني أسألك بكلماتك ، ومعاقد عرشك، وسكان سماواتك، وأنبيائك ورسلك أن تستجيب لي ، فقد رهقني من أمري عسراً، فأسألك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي من أمري يُسراً . فإن الله عز وجل يسهل أمرك ويشرح صدرك ، ويلقنك شهادة أن لا إله إلا الله عند خروج نفسك .
    قال له أبي : يا رسول الله ، فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين عليه‌السلام ؟ قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر، وهي نطفة تبيين وبيان (1) يكون من اتبعه رشيداً ، ومن ضل عنه هوياً ، قال : فما اسمه ، وما دعاؤه؟ قال : اسمه على ، ودعاؤه :
    یا دائم یا دیموم (3) ، يا حي يا قيوم يا كاشف الغم ويا فارج الهم ، ويا باعث الرسل ، و يا صادق الوعد .
    من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل مع علي بن الحسين وكان
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ه) : بنين وبنات .
    (2) في نسخة (ع) : يا ديوم .

    قائده إلى الجنة ، فقال له أبي : يا رسول الله ، فهل له من خلف ووصي ؟
    قال: نعم، له مواريث السماوات والأرض، قال: ما معنى مواريث السماوات والأرض يا رسول الله؟ قال : القضاء بالحق ، والحكم بالديانة ، وتأويل الأحكام ، وبيان ما يكون ، قال : فما اسمه؟
    قال : اسمه محمد ، وإن الملائكة لتستأنس به في السماوات ، ويقول في دعائه : اللهم إن كان لي عندك رضوان وود فاغفر لي ولمن تبعني من إخواني وشيعتي ، وطيب ما في صلبي.
    فركب الله عز وجل في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية، وأخبرني جبرئيل عليه‌السلام : إن الله عز وجل طيب هذه النطفة وسماها عنده جعفراً، وجعله هادياً مهدياً راضياً مرضياً ، يدعو ربه فيقول في دعائه :
    یا دان (1) غیر متوان ، يا أرحم الراحمين ، إجعل لشيعتي من النار وقاء ولهم عندك رضى ، واغفر ذنوبهم، ويسر أمورهم ، واقض ديونهم ، واستر عوراتهم ، وهب لهم الكبائر التي بينك وبينهم ، يا من لا يخاف الضيم ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، إجعل لي من كل غم فرجاً.
    من دعا بهذا الدعاء حشره الله تعالى أبيض الوجه مع جعفر بن محمد إلى الجنة .
    يا أبي ، إن الله تبارك وتعالى ركب على هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة أنزل عليها الرحمة وسماها عنده موسى ، قال له أبي : يا رسول الله ، كأنهم يتواصفون (2) ويتناسلون ويتوارثون ويصف بعضهم بعضاً .
    __________________
    (1) في نسخة (ع) وحاشية ك في نسخة : يا ديان .
    (2) في حاشية اك في نسخة : يتواصلون .

    قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وصفهم لي جبرئيل عن رب العالمين جل جلاله ، قال : فهل لموسى من دعوة يدعو بها سوى دعاء آبائه؟
    قال : نعم ، يقول في دعائه: يا خالق الخلق ، و يا باسط الرزق، ويا فالق الحب والنوى ، وبارى النسم، ومحيي الموتى ، ومميت الأحياء ، و دائم الثبات ، ومخرج النبات ، إفعل بي ما أنت أهله .
    من دعا بهذا الدعاء قضى الله تعالى حوائجه وحشره يوم القيامة مع موسى بن جعفر.
    وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية رضية (1) مرضية (2) وسماها عنده علياً، يكون الله تعالى في خلقه رضياً في علمه وحكمه ، ويجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة ، وله دعاء يدعو به :
    اللهم أعطني الهدى، وتبتني عليه ، واحشرني عليه آمناً ، أمن من لا خوف عليه ولا حزن ولا جزع، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة .
    وإن الله عز وجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة زكية رضية مرضية ، وسماها محمد بن علي ، فهو شفيع شيعته ، ووارث علم جده ، له علامة بينة وحجة ظاهرة .
    إذا ولد يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ويقول في دعائه :
    يا من لا شبيه له ولا مثال ، أنت الله الذي لا إله إلا أنت ، ولا خالق إلا أنت، تفني المخلوقين وتبقي ، أنت حلمت عمن عصاك ، وفي المغفرة رضاك .
    __________________
    (1) ( رضية) لم ترد في نسخة (ج ، ه).
    (2) (مرضية) لم ترد في نسخة (ع) .

    من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن على شفيعه يوم القيامة .
    وإن الله تعالى ركب في صلبه نطفة لا باغية ولا طاغية ، بارة مباركة طيبة طاهرة ، سماها عنده علي بن محمد، فألبسها السكينة والوقار، وأودعها العلوم وكل سر مكتوم، من لقيه وفي صدره شيء أنباه به وحذره من عدوه ، ويقول في دعائه :
    یا نور یا برهان یا منیر یا مبین یا رب اكفني شر الشرور، وآفات الدهور، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور .
    من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه وقائده إلى الجنة .
    وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلبه نطفة وسماها عنده الحسن، فجعله نوراً في بلاده، وخليفة في أرضه، وعزاً لأمة جده ، وهادياً لشيعته . وشفيعاً لهم عند ربه ، ونقمة على من خالفه، وحجة لمن والاه، وبرهاناً لمن اتخذه إماماً ، يقول في دعائه :
    يا عزيز العز في عزه، ما أعز عزيز العز في عزه، يا عزيز أعزني بعزك ، وأيدني بنصرك ، وأبعد عني همزات الشياطين ، وادفع عني بدفعك ، وامنع عني بمنعك ، واجعلني من خيار خلقك ، يا واحد يا أحد ، يا فرد يا صمد.
    من دعا بهذا الدعاء حشره الله عز وجل معه ، ونجاه من النار ولو وجبت عليه .
    وإن الله تبارك وتعالى ركب في صلب الحسن نطقة مباركة زكية طيبة طاهرة مطهرة يرضى بها كل مؤمن ممن أخذ الله تعالى ميثاقه في الولاية ، ويكفر بها كل جاحد ، فهو إمام تقي نقي باز مرضي ، هاد مهدي ، يحكم بالعدل ويأمر به ، يصدق الله تعالى ويصدقه الله تعالى في قوله ، يخرج من

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:01 pm

    تهامة حين تظهر الدلائل والعلامات، وله كنز لا ذهب ولا فضة إلا خيول مطهمة ورجال مسومة ، يجمع الله تعالى له من أقاصي البلاد على عدة أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، معه صحيفة مختومة فيها عدد أصحابه بأسمائهم وأنسابهم وبلدانهم وطبائعهم (1) وحلالهم وكناهم ، كدادون مجدون في طاعته ، فقال له أبي : وما دلائله وعلاماته يا رسول الله ؟
    قال : له علم إذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، وأنطقه الله تعالى، فناداه العلم : أخرج يا ولي الله فاقتل أعداء الله ، وله رايتان (2) وعلامتان ، وله سيف مغمد ، فإذا حان وقت خروجه الي اقتلع ذلك السيف من غمده، وأنطقه الله عز وجل ، فناداه السيف : أخرج يا ولي الله ، فلا يحل لك أن تقعد عن أعداء الله .
    فيخرج ويقتل أعداء الله حيث ثقفهم، ويقيم حدود الله ، ويحكم بحكم الله ، يخرج جبرئيل الله عن يمينه وميكائيل عن يساره، وسوف تذكرون ما أقول لكم ولو بعد حين ، وأفوض أمري إلى الله عز وجل .
    يا أبي ، طوبى لمن لقيه ، وطوبى لمن أحبه ، وطوبى لمن قال به ، ينجيهم الله به من الهلكة، وبالإقرار بالله وبرسوله وبجميع الأئمة تفتح لهم الجنة (3) ، مثلهم في الأرض كمثل المسك الذي يسطع ريحه ولا يتغير أبداً، ومثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفأ نوره أبداً، قال أبي : يا رسول
    __________________
    (1) في نسخة (ج) : وطعامهم ، وفي حاشية ك في نسخة : وصنائعهم .
    (2) في المطبوع ونسخة (هـ ، ع): وهما رايتان، وما أثبتناه في المتن من نسخة (ج ، ر،) كه والحجرية، وهو الموافق للكمال والبحار.
    (3) في المطبوع وحاشية الحجرية في نسخة : يفتح الله لهم الجنة، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية الخمسة، وهو الموافق لبعض المصادر .

    الله ، كيف بيان حال هؤلاء الأئمة عن الله عز وجل ؟
    قال : إن الله عز وجل أنزل علي اثنتي عشرة صحيفة، اسم كل إمام في خاتمه ، وصفته في صحيفته» (1) .
    [71 / 30] حدثنا علي بن عبد الله (2) الوراق الرازي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن عبد الله بن عباس ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : « أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون» (3) .
    [72 / 31] حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب ، قال : حدثنا الفضل بن الصقر العبدي، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش، عن عباية ابن ربعي ، عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «أنا سيد النبيين ، وعلي بن أبي طالب سيد الوصيين ، وإن أوصيائي بعدي اثنا عشر ، أولهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام وآخرهم القائم (4) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : ٢٦4 / 11 ، وعنه في إعلام الورى ٢ : ١٨٥ .
    وأورده الراوندي في قصص الأنبياء : ٣٦١ / 437، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ : ٢٠4 / 8.
    (2) في نسخة ع ، ك . ره : علي بن إبراهيم.
    (3) ذكره المصنف في كمال الدين : 28۰ / 28 ، وعنه الطبرسي في إعلام الورى ٢: 181 . وأورده الجزار في كفاية الأثر : 19 ، ابن شهر آشوب في المناقب ١ : ٣٥٨ ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦: ٢4٣ / 50 .
    (4) ذكره المصنف في كمال الدين : 28۰ / 29 ، وعنه في إعلام الورى 2 : 181،

    [۷3 / 32] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ، قال : حدثنا محمد بن معقل القرميسيني (1) ، قال : حدثنا محمد بن عبدالله البصري ، قال : حدثنا (2) إبراهيم بن مهزم ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه الله ، عن علي اللا ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اثنا عشر من أهل بيتي أعطاهم الله فهمي وعلمي وحكمي، وخلقهم من طينتي ، فويل للمنكرين (3) عليهم بعدي ، القاطعين فيهم صلتي ، ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي (4) .
    [٧4 / 33] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن همام أبو علي، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن الحسن ابن موسى الخشاب ، عن أبي المثنى النخعي، عن زيد بن علي بن الحسين ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كيف تهلك أمة أنا وعلي وأحد عشر من ولدي أولو الألباب ـ أولها ، والمسيح بن مريم آخرها، ولكن يهلك بين ذلك من لست منه وليس مني (5)
    __________________
    وأورده الجويني في فرائد السمطين 2 : 313 ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ : 243 / 51.
    (1) في نسخة (ع) : القرميسي .
    (2) في نسخة ر . ع وحاشية الك في نسخة : حدثني .
    (3) في نسخة (را وحاشية) (ك) في نسخة : للمتكبرين ، وكذلك الكمال .
    (4) ذكره المصنف في كمال الدين : 281 / 33 ، وعنه في إعلام الورى 2: 1۷2 . وأورده المفيد في الاختصاص : 2۰8 ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦: ٢4٣ / 51.
    (٥) ذكره المصنف في كمال الدين : ٢٨١ / 34 ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ : ٢44 / 53.

    [75 / 34] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني أبي ، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي أحمد محمد بن زياد الأزدي ، عن أبان بن عثمان ، عن ثابت بن دينار، عن سيد العابدين علي بن الحسين ، عن سيد الشهداء الحسين بن علي ، عن سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال :« قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الأئمة من بعدي اثنا عشر . أولهم أنت يا علي ، وآخرهم القائم الذي يفتح الله عز وجل على يديه مشارق الأرض ومغاربها » (1) .
    [٧٦ / 35] حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، رضی‌الله‌عنها ، قالا : حدثنا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد ابن يحيى العطار وأحمد بن إدريس، جميعاً ، قالوا : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، قال : حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني (2) عليه‌السلام ، قال : «أقبل أمير المؤمنين عليه‌السلام ذات يوم ومعه الحسن بن علي الله وسلمان الفارسي رضي‌الله‌عنه ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : 282 / 35 ، والأمالي : 1۷2 / 11 ، وعن الكمال في إعلام الورى 2: 1۷3 ، وأورده ابن شهر آشوب في المناقب ١: ٣٦١ ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال والأمالي في البحار ٣٦: ٢٢٦ / 1 .
    (2) في نسخة (ع) والمطبوع والحجرية : الباقر ، بدل : الثاني ، وما أثبتناه من نسخة ار ك هو الصحيح ، حيث إن البرقي والشيخ عدا الجعفري من أصحاب الامام الجواد والهادي والعسكري عليه‌السلام ، وزد الشيخ : الإمام الرضا عليه‌السلام ، وهو من ولد جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام ، وكان عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم‌السلام اللة ، ثقة ، جليل القدر ، وكان أبوه قد روى عن أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام .
    أنظر رجال النجاشي : 4١١ / ١٥٦ ، رجال البرقي : ٥٦ و ٥٧ و ٦٠ ، رجال الطوسي : 3۷۵ / 1 و 4۰1 / 1 و 4١4 / 1 و 4٣١ / 1 .

    متكىء على يد سلمان ، فدخل المسجد الحرام ، إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس ، فسلم على أمير المؤمنين عليه‌السلام ، فرد عليه‌السلام ، فجلس ثم قال : يا أمير المؤمنين ، أسألك عن ثلاث مسائل ، إن أخبرتني بهن علمت أن القوم قد ركبوا من أمرك ما أقضي عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم ، وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء .
    فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : سلني عما بدا لك ، فقال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى ؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال ؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه‌السلام إلى أبي محمد الحسن بن علي الله ، فقال : يا أبا محمد أجبه .
    فقال عليه‌السلام : أما ما سألت عنه من أمر الإنسان إذا نام أين تذهب روحه ؟ فإن روحه متعلقة بالريح، والريح متعلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة ، فإن أذن الله تعالى برد تلك الروح على صاحبها جذبت تلك الريح الروح ، وجذبت تلك الريح الهواء ، فرجعت الروح فأسكنت في بدن صاحبها، وإن لم يأذن الله عز وجل برد تلك الروح على صاحبها جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح ، فلم ترد على صاحبها إلى وقت ما يبعث.
    وأما ما ذكرت من أمر الذكر والنسيان ، فإن قلب الرجل في حق (1) وعلى الحق طبق ، فإن صلى الرجل عند ذلك على محمد وآل محمد صلاة تامة ، انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحق ، فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسي ، وإن هو لم يصل على محمد وآل محمد ، أو نقص من الصلاة عليهم ،
    __________________
    (1) الحق الوعاء القاموس المحيط ٣ ٣٠٠ ـ الحق.

    انطبق ذلك الطبق على ذلك الحق ، فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكر .
    وأما ما ذكرت من أمر المولود الذي يشبه أعمامه وأخواله، فإن الرجل إذا أتى أهله فجامعها بقلب ساكن وعروق هادئة وبدن غير مضطرب ، وأسكنت تلك النطفة في جوف الرحم، خرج الولد يشبه أباه وأمه ، وإن هو أتاها بقلب غير ساكن، وعروق غير هادئة، وبدن مضطرب اضطريت النطفة فوقعت في حال اضطرابها على بعض العروق، فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه ، وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله .
    فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله ، ولم أزل أشهد بها .
    وأشهد أن محمداً رسول الله ، ولم أزل أشهد بها .
    وأشهد أنك وصي رسوله والقائم بحجته ـ وأشار إلى أمير المؤمنين عالية ـ ولم أزل أشهد بها .
    وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته ـ وأشار إلى الحسن عليه‌السلام .
    وأشهد أن الحسين بن علي وصي أبيك والقائم بحجته بعدك .
    وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده .
    وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين بعده .
    وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي .
    وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد .
    وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر.
    وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى .
    وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي .

    وأشهد على الحسن بن على أنه القائم بأمر علي بن محمد .
    وأشهد على رجل من ولد الحسن بن علي لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر في الأرض أمره، فيملؤها عدلاً كما ملئت جوراً، أنه القائم بأمر الحسن بن علي والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم قام فمضى .
    فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : يا أبا محمد ، اتبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن عليه‌السلام في أثره ، قال : فما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد ، فما دريت أين أخذ من أرض الله عز وجل ، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فأعلمته ، فقال : يا أبا محمد ، أتعرفه؟ فقلت : الله تعالى ورسوله وأمير المؤمنين أعلم ، فقال : هو الخضر عليه‌السلام (1) .
    [٧٧ / 36] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني له ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : أخبرنا وكيع ، عن الربيع بن سعد، عن عبد الرحمن بن سليط ، قال : قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام : «منا اثنا عشر مهدياً ، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وآخرهم التاسع من ولدي، وهو القائم بالحق ، يحيي الله تعالى به الأرض بعد موتها، ويظهر به دين الحق على الدين كله ولو كره المشركون، له غيبة يرتد فيها قوم ، ويثبت على الدين فيها آخرون فيؤدون ، ويقال لهم : متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ؟ أما إن
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : 313 / 1، وعلل الشرائع : ٩٦ / 6 وأورده البرقي في المحاسن 2: ۵9 / 1170 ، باختصار عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، الكليني في الكافي 1: 44١ / 1 ، النعماني في الغيبة : ٥٨ / 2 ، الطبرسي في إعلام الورى 2 : 191 ، ونقله المجلسي عن العيون والكمال في البحار ٣٦ : 4١4 / 1 .

    الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله»(1) .
    [۷8 / 37] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال : حدثنا أبو عبدالله العاصمي ، عن الحسين بن قاسم بن أيوب، عن الحسن بن محمد بن سماعة ، عن ثابت الصباغ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «منا اثنا عشر مهدياً ، مضى سنة وبقي سنة ، ويصنع الله في السادس ما أحب» (2) .
    وقد أخرجت الأخبار التي رويتها في هذا المعنى في كتاب «كمال الدين وتمام النعمة في إثبات الغيبة وكشف الحيرة» والله تعالى أعلم (3) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : 31۷ / 3، وأورده ابن عياش في مقتضب الأثر : ٢٣ ، الطبرسي في إعلام الورى ٢: ١٩4 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٣٦ : ٣٨٥ / 6.
    (2) ذكره المصنف في كمال الدين : 338 / 3، ونقله المجلسي عن الكمال في البحار 51: 145 / 9.
    (3) ذكرنا صفحات كمال الدين في تخريجة كل حديث .


    ـ7ـ
    باب جمل من اخبار موسی بن جعفر عليه‌السلام
    مع هارون الرشید ومع موسی بن المهدی
    [۷9 / 1] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبد الله ، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، عن صالح بن علي بن عطية ، قال : كان السبب في وقوع موسى بن جعفر عليهما‌السلام إلى بغداد : أن هارون الرشيد أراد أن يعقد الأمر لابنه محمد بن زبيدة ، وكان له من البنين أربعة عشر ابناً . فاختار منهم ثلاثة : محمد بن زبيدة وجعله ولي عهده، وعبدالله المأمون وجعل الأمر له بعد ابن زبيدة، والقاسم المؤتمن وجعل له الأمر (1) بعد المأمون ، فأراد أن يحكم الأمر في ذلك ويشهره شهرة يقف عليها الخاص والعام، فحج في سنة تسع وسبعين ومائة، وكتب إلى جميع الآفاق يأمر الفقهاء والعلماء والقراء والأمراء أن يحضروا مكة أيام الموسم وأخذ هو طريق المدينة .
    قال علي بن محمد النوفلي : فحدثني أبي أنه كان سبب سعاية يحيى ابن خالد بموسى بن جعفر عليهما‌السلام : وضع الرشيد ابنه محمد بن زبيدة في حجر جعفر بن محمد بن الأشعث، فساء ذلك يحيى وقال : إذا مات الرشيد ، وأفضى الأمر إلى محمد انقضت دولتي ودولة ولدي ، وتحول الأمر
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية زيادة : من ، ولم ترد في النسخ الخطية والبحار.

    إلى جعفر بن محمد بن الأشعث وولده، وكان قد عرف مذهب جعفر في التشيع ، فأظهر له أنه على مذهبه ، فسر به جعفر وأفضى إليه بجميع أموره، وذكر له ما هو عليه (1) في موسى بن جعفر عليهما‌السلام .
    فلما وقف على مذهبه سعى به إلى الرشيد، وكان الرشيد يرعى له موضعه وموضع أبيه من نصرة الخلافة ، فكان يقدم في أمره ويؤخر ، ويحيى لا يألو (2) أن يخطب (3) عليه إلى أن دخل يوماً إلى الرشيد، فأظهر له إكراماً ، وجرى بينهما كلام من به (4) جعفر الحرمته وحرمة أبيه ، فأمر له الرشيد في ذلك اليوم بعشرين ألف دينار ، فأمسك يحيى عن أن يقول فيه شيئاً حتى أمسى ، ثم قال للرشيد : يا أمير المؤمنين ، قد كنت أخبرتك عن جعفر ومذهبه فتكذب عنه ، وهاهنا أمر فيه الفيصل ، قال : وما هو ؟
    قال : إنه لا يصل إليه مال من جهة من الجهات إلا أخرج خمسه ، فوجه به إلى موسى بن جعفر ، ولست أشك أنه قد فعل ذلك في العشرين الألف دينار التي أمرت بها له ، فقال لهارون : إن في هذا الفيصلاً.
    فأرسل إلى جعفر ليلا وقد كان عرف سعاية يحيى به ، فتباينا وأظهر كل واحد منهما لصاحبه العداوة ـ فلما طرق جعفراً رسول الرشيد بالليل خشي أن يكون قد سمع فيه قول يحيى وأنه إنما دعاه ليقتله ، فأفاض عليه ماء ودعا بمسك وكافور فتحنط بهما ولبس بردة فوق ثيابه وأقبل إلى
    __________________
    (1) في نسخة ك زيادة : من التشيع .
    (2) لا يألو : لا يدع ، لا يقصر العين : ٣٥٧ ، الصحاح ٦ : 22۷۰ ـ ألا .
    (3) في النسخ والحجرية : يخطب ، وهو تصحيف.
    وحطب : سعى ـ القاموس المحيط ١ ٧4 ـ خطب .
    (4) في نسخة الك ، ج ، هـ ، ع، والمطبوع والحجرية : مزية ، والظاهر أنها تصحيف ، وفي ارا : مزية مت به .

    الرشيد .
    فلما وقعت عليه عينه وشم رائحة الكافور ورأى البردة عليه ، قال : يا جعفر، ما هذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين قد علمت أنه سعى بي عندك ، فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم أمن أن يكون قد قدح في قلبك ما تقول (1) على ، فأرسلت إلى لتقتلني ، قال : كلا، ولكن قد خُبرت أنك تبعث إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام من كل ما يصير إليك بخمسه ، وأنك قد فعلت ذلك في العشرين الألف دينار، فأحببت أن أعلم ذلك .
    فقال جعفر : الله أكبر يا أمير المؤمنين ، تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها بخواتيمها، فقال الرشيد لخادم له : خذ خاتم جعفر وانطلق به حتى تأتيني بهذا المال ، وسمّى له جعفر جاريته التي عندها المال ، فدفعت إليه البدر بخواتيمها ، فأتى بها الرشيد .
    فقال له جعفر : هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليك . قال : صدقت یا جعفر ، انصرف آمناً ، فإني لا أقبل فيك قول أحد . قال : وجعل يحيى يحتال في إسقاط جعفر .
    قال النوفلي : وحدثني علي بن الحسين (2) بن علي بن عمر بن علي ، عن بعض مشايخه، وذلك في حجة الرشيد قبل هذه الحجة ، قال : لقيني علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ، فقال لي : مالك قد أحملت نفسك ؟ ! مالك لا تدبر أمور الوزير ؟ فقد أرسل إلي فعادلته وطلبت الحوائج إليه، وكان سبب ذلك أن يحيى بن خالد قال ليحيى بن أبي مريم: ألا تدلني
    __________________
    (1) في نسخة (ک ، ع ، ر) : ما يقال .
    (2) في المطبوع والحجرية والبحار وحاشية (ك، ونسخة دره : الحسن ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اج ، ع ، هـ ، ك .

    على رجل من آل أبي طالب له رغبة في الدنيا فأوسع له منها ، قال : بلى ، أدلك على رجل بهذه الصفة ، وهو علي بن إسماعيل بن جعفر .
    فأرسل إليه يحيى ، فقال : أخبرني عن عمك ، وعن شيعته ، والمال الذي يحمل إليه ، فقال له : عندي الخبر، وسعى بعمه ، فكان من سعايته أن قال : من كثرة المال عنده أنه اشترى ضيعة تسمى البشرية بثلاثين ألف دينار ، فلما أحضر المال ، قال البائع : لا أريد هذا النقد، أريد نقد كذا وكذا، فأمر بها فصبت في بيت ماله وأخرج منه ثلاثين ألف دينار من ذلك النقد ووزنه في ثمن الضيعة .
    قال النوفلي : قال أبي : وكان موسى بن جعفر عليهما‌السلام يأمر لعلي بن إسماعيل بالمال ويثق به، حتى ربما خرج الكتاب منه إلى بعض شيعته بخط علي بن إسماعيل ، ثم استوحش منه .
    فلما أراد الرشيد الرحلة إلى العراق بلغ موسى بن جعفر عليهما‌السلام أن علياً ابن أخيه ـ يريد الخروج مع السلطان إلى العراق، فأرسل إليه : «مالك والخروج مع السلطان ؟!» قال : لأن علي ديناً ، فقال : «دينك علي» قال : وتدبير عيالي ؟ قال : «أنا أكفيهم»، فأبى إلا الخروج ، فأرسل إليه مع أخيه محمد بن إسماعيل بن جعفر بثلاثمائة دينار وأربعة آلاف درهم ، وقال «إجعل هذا في جهازك ولا تؤتم ولدي» (1) .
    [80 / 2] حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضي‌الله‌عنه . قال : حدثنا على بن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن جعفر ، قال : جاءني محمد بن
    __________________
    (1) نقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٠٧ / 7 .

    إسماعيل بن جعفر بن محمد وذكر لي : أن محمد بن جعفر دخل على هارون الرشيد فسلم عليه بالخلافة ، ثم قال له : ما ظننت أن في الأرض خليفتين حتى رأيت أخي موسى بن جعفر عليهما‌السلام يسلم عليه بالخلافة .
    وكان ممن سعى بموسى بن جعفر عليه‌السلام يعقوب بن داوود ، وكان يرى رأي الزيدية (1) (2) .
    [81 / 3] حدثنا محمد بن إبراهيم بن اسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبدالله ، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، قال : حدثنا إبراهيم بن أبي البلاد ،
    __________________
    (1) الزيدية : وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . ساقوا الإمامة في أولاد فاطمة ، ولم يجوزوا ثبوت الإمامة في غيرهم ، إلا أنهم جوزوا أن يكون كل فاطمي عالم شجاع سخي خرج بالإمامة أن يكون إماماً واجب الطاعة ، سواء كان من أولاد الحسن أو من أولاد الحسين علينا ، وتنقسم إلى ثلاثة اقسام :.
    أ ـ الجارودية : وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن أبي زياد، زعموا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نص على الإمام على عليه‌السلام بالوصف دون التسمية .
    ب ـ السليمانية أو الجريرية : وهم أصحاب سليمان بن جرير ، وكان يقول : إن الإمامة شورى فيما بين الخلق، ويصح أن تنعقد بعقد رجلين من خيار المسلمين ، وأنها تصح في المفضول مع وجود الأفضل .
    ج ـ الصالحية والبترية : الصالحية وهم أصحاب الحسن بن صالح بن حي . والبترية : أصحاب كثير النوى الأبتر، وهما متفقان في المذهب وقولهم في الإمامة كقول السليمانية ، إلا أنهم توقفوا في أمر عثمان : أهو مؤمن أم كافر ؟ .
    وهذه الفرق الثلاث يجمعها القول بإمامة زيد بن علي في أيام خروجه ، وكان ذلك في زمن هشام بن عبد الملك . انظر الملل والنحل ١ ١٥4 ، الفرق بين الفرق : ٢٢ / 35 .
    (2) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٨ : ٢١٠ / 8 .

    قال : كان يعقوب بن داود يخبرني أنه قد قال بالإمامة ، فدخلت إليه (1) بالمدينة ـ في الليلة التي أخذ فيها موسى بن جعفر عليه‌السلام الا في صبيحتها ـ فقال لي : كنت عند الوزير الساعة ـ يعني يحيى بن خالد ـ فحدثني أنه سمع الرشيد يقول عند قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كالمخاطب له : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، إني أعتذر إليك من أمر قد عزمت عليه ، فإني أريد أن أخذ موسى بن جعفر عليهما‌السلام فأحبسه ؛ لأني قد خشيت أن يلقي بين أمتك حرباً تسفك فيها دماؤهم ، وأنا أحسب أنه سيأخذه غداً .
    فلما كان من الغد أرسل إليه الفضل بن الربيع وهو قائم يصلي في مقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأمر بالقبض عليه وحبسه (2) .
    [٨٢ / 4] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عبد الله (3) بن صالح ، قال : حدثني صاحب (4) الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع ، قال : كنت ذات ليلة في فراشي مع بعض جواري ، فلما كان في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة فراعني ذلك .
    فقالت الجارية : لعل هذا من الريح ، فلم يمض إلا يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنت فيه قد فتح ، وإذا مسرور الكبير قد دخل على فقال
    __________________
    (1) في المطبوع عليه، وما في المتن أثبتناه من نسخة ، ج ، ك ، . هـ . ع وهو الموافق للبحار .
    (2) آورده باختلاف المفيد في الإرشاد 2: 239 ، الطوسي في الغيبة : 28 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢١٣ / 13 .
    (3) في حاشية اك في نسخة : عبيد الله ، وكذلك البحار .
    (4) في حاشية ك في نسخة : حاجب .

    لي : أجب الأمير ، ولم يسلم علي ، فأيست من نفسي ، وقلت : هذا مسرور ودخل إلي بلا إذن ولم يسلم ! ما هو إلا القتل ، وكنت جنباً فلم أجسر أن أسأله إنظاري حتى أغتسل ، فقالت الجارية ـ لما رأت تحيري وتبلدي : ثق بالله عز وجل وانهض .
    فنهضت ولبست ثيابي وخرجت معه حتى أتيت الدار، فسلمت على أمير المؤمنين وهو في مرقده ، فرد علي السلام ، فسقطت ، فقال : تداخلك رعب ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، فتركني ساعة حتى سكنت ، ثم قال لي : صر إلى حبسنا ، فأخرج موسى بن جعفر بن محمد ، وادفع إليه ثلاثين ألف درهم، وأخلع عليه خمس خلع ، واحمله على ثلاثة مراكب ، وخيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا إلى أي بلد أراد وأحب ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، تأمر بإطلاق موسى بن جعفر ؟ ! قال : نعم ، فكررت ذلك عليه ثلاث مرات ، فقال لي : نعم، ويلك أتريد أن أنكث العهد ؟ فقلت : يا أمير المؤمنين ، وما العهد ؟
    قال : بينا أنا في مرقدي هذا ، إذ ساورني أسود ما رأيت من السودان أعظم منه ، فقعد على صدري، وقبض على حلقي ، وقال لي : حيست موسى بن جعفر عليهما‌السلام ظالماً له ؟ فقلت : فأنا أطلقه وأهب له وأخلع عليه ، فأخذ علي عهد الله عز وجل وميثاقه ، وقام عن صدري ، وقد كادت نفسي تخرج .
    فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفر عليه‌السلام وهو في حبسه ، فرأيته قائماً يصلى ، فجلست حتى سلّم ، ثم أبلغته سلام أمير المؤمنين ، وأعلمته بالذي أمرني به في أمره، وإني قد أحضرت ما وصله به .
    فقال : إن كنت أمرت بشيء غير هذا فافعله فقلت : لا وحق جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علي وله ما أمرت إلا بهذا ، فقال : الا حاجة لي في الخلع والحملان صلى الله

    والمال : إذ كانت فيه حقوق الأمة فقلت : ناشدتك بالله أن لا ترده فيغتاظ ، فقال : «إعمل به ما أحببت فأخذت بيده عليه‌السلام وأخرجته من السجن، ثم قلت له : يابن رسول الله ، أخبرني ما السبب الذي ثلت به هذه الكرامة من هذا الرجل ؟ فقد وجب حقي عليك لبشارتي إياك ، ولما أجراه الله على يدي من هذا الأمر.
    فقال عليه‌السلام : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليلة الأربعاء في النوم، فقال لي : يا موسى ، أنت محبوس مظلوم ؟ فقلت : نعم يا رسول الله محبوس مظلوم ، فكرر ذلك على ثلاثاً ، ثم قال : ( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ ) (1) أصبح غداً صائماً وأتبعه بصيام الخميس والجمعة ، فإذا كان وقت الإفطار فصل اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد مرة واثنتي عشرة مرة قل هو الله أحد ، فاذا صليت منها أربع ركعات فاسجد ، ثم قل :
    يا سابق الفوت ، يا سامع كل صوت ، يا محيي العظام وهي رميم بعد الموت، أسألك باسمك العظيم الأعظم أن تصلي على محمد عبدك ورسولك ، وعلى أهل بيته الطيبين، وأن تعجل لي الفرج مما أنا فيه، ففعلت ، فكان الذي رأيت (2) .
    [83 / 5] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدثني (3) محمد بن الحسن المدني ، عن أبي
    __________________
    (1) سورة الأنبياء 21 : 111 .
    (2) آورده باختلاف التنوحي في الفرج بعد الشدة : ١٦٥ ، المفيد في الاختصاص :.
    ٥٩ ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢١٣ / 14 ، وذكر الدعاء فقط الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد : 4٢٥ .
    (3) في نسخة «ك ، ع» : حدثنا .

    عبد الله بن الفضل ، عن أبيه الفضل ، قال : كنت أحجب الرشيد ، فأقبل علي يوماً غضباناً وبيده سيف يقلبه ، فقال لي : يا فضل ، بقرابتي من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم تأتني بابن عمي الآن لأخذن الذي فيه عيناك ، فقلت : بمن أجيئك ؟ فقال : بهذا الحجازي ، فقلت : وأي الحجازي ؟ قال : موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، قال الفضل : فخفت من الله عز وجل أن أجيء به إليه ، ثم فكرت في النقمة ، فقلت له : أفعل .
    فقال : ائتني بسوطين (1) وهشارين (2) وجلادين ، قال : فأتيته بذلك ، ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما‌السلام عليه ، فأتيت إلى خربة فيها كون من جرائد النخل، فإذا أنا بغلام أسود ، فقلت له : استأذن لي على مولاك يرحمك الله ، فقال لي : لج فليس له حاجب ولا بواب ، فولجت إليه ، فإذا أنا بغلام أسود بيده مقص ، يأخذ اللحم من جبينه وعرنين (3) أنفه من كثرة سجوده .
    فقلت له : السلام عليك يابن رسول الله ، أجب الرشيد ، فقال : ما للرشيد ومالي ؟ أما تشغله نعمته عني ؟ ثم وثب مسرعاً وهو يقول : لولا أني سمعت في خبر عن جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن طاعة السلطان للتقية واجبة ، إذا ما جئت فقلت له : استعد للعقوبة يا أبا إبراهيم رحمك الله .
    __________________
    (1) في النسخة الحجرية والبحار : بسواطين .
    (2) في نسخة ك : وهنبازين .
    والهشار ، قرابات الرجل من طرفيه ، أعمامه وأخواله . لسان العرب ٥ : ٢٦4 .
    (3) عرنين الأنف : أول الأنف حيث يكون فيه الشمم ، وهو تحت مجتمع الحاجبين . الصحاح ٦: ٢١٦٣ .

    فقال عليه‌السلام : أليس معي من يملك الدنيا والآخرة ؟! ولن يقدر اليوم على سوء بي إن شاء الله تعالى قال الفضل بن الربيع : فرأيته وقد أدار يده الله يلوح بها على رأسه بالله ثلاث مرات ، فدخلت على الرشيد فإذا هو كأنه امرأة تكلي قائم حيران، فلما رأني قال لي : يا فضل ، فقلت : لبيك ، فقال : جئتني بابن عمي ؟ قلت : نعم ، قال : لا تكون أزعجته ؟ فقلت : لا ، قال : لا تكون أعلمته أني عليه غضبان ، فإني قد هيجت على نفسي ما لم ارده ، إنذن له بالدخول فأذنت له .
    فلما رآه وثب إليه قائماً وعانقه ، وقال له : مرحباً بابن عمي وأخي ، ووارث نعمتي ، ثم أجلسه على مخدته (1) وقال له : ما الذي قطعك عن زيارتنا ؟ فقال : «سعة مملكتك (2) وحبك للدنيا»، فقال: ائتوني بحقة الغالية ، فأتي بها فغلفه (3) بيده ، ثم أمر أن يحمل بين يديه خلع وبدرتان (4) دنانير .
    فقال موسى بن جعفر عليهما‌السلام : والله لولا أني أرى مَنْ أزوجه بها من عزاب بني أبي طالب ـ لئلا ينقطع نسله أبدا ما قبلتها ثم تولى عليه‌السلام وهو يقول : «الحمد لله رب العالمين» .
    فقال الفضل : يا أمير المؤمنين ، أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته !
    __________________
    (1) في نسخة «ج ، ر ، هـ . ع» والمطبوع والحجرية والبحار : فخذه ، وما أثبتناه في المتن من نسخة الك وحاشية (ر) وهو الأنسب للسياق .
    والمخدة : الوسادة ـ الصحاح ٢ : ٥٥٠ ـ وسد .
    (2) في حاشية ك في نسخة : ملكك .
    (3) في نسخة (ج) : فعلقه ، وغلف لحيته بالطيب : لطخها ، وكرهها بعضهم وقال : إنما هو غلاها . المحكم والمحيط الأعظم ٥: ٥٢٩ ـ غلف . وفي الحجرية : فعلاه ، وهو الموافق للقول الثاني من المحكم .
    (4) البدرة : جلد السخلة إذا فطم لسان العرب 4 : 4٩ ـ بدر .

    فقال لي : يا فضل ، إنك لما مضيت لتجيئني به ، رأيت أقواماً قد أحدقوا بداري ، بأيديهم حراب قد غرسوها في أصل الدار ، يقولون : إن أذى ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خسفنا به ، وإن أحسن إليه انصرفنا عنه وتركناه .
    فتبعته عليه‌السلام فقلت له : ما الذي قلت حتى كفيت أمر الرشيد ؟ فقال : «دعاء جدي علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، كان إذا دعا به ما برز إلى عسكر إلا هزمه ، ولا إلى فارس إلا قهره ، وهو دعاء كفاية البلاء ، قلت : وما هو ؟ قال : قلت : اللهم بك أساور، وبك أحاول، وبك أحاور (1) ، وبك أصول، وبك أنتصر، وبك أموت وبك أحيا ، أسلمت نفسي إليك ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
    اللهم إنك خلقتني ورزقتني وسترتني ، وعن العباد بلطف ما خولتني أغنيتني ، وإذا هويت (2) رددتني ، وإذا عثرت قومتني ، وإذا مرضت شفيتني ، وإذا دعوت أجبتني ، يا سيدي إرض عني فقد أرضيتني (3) .
    [٨4 / 6] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى (4) ، عن بعض أصحابه ؛ قال : قال أبو يوسف للمهدي وعنده موسى بن جعفر عليه‌السلام : تأذن لي أن أسأله عن مسائل ليس عنده فيها شيء ؟ فقال له : نعم، فقال لموسى بن جعفر عليه‌السلام : أسألك ؟ قال: «نعم» قال : ما تقول في التظليل للمحرم ؟ قال : «لا يصلح» قال: فيضرب الخباء في الأرض ويدخل البيت ؟ قال : «نعم»، قال : فما الفرق بين هذين ؟
    قال أبو الحسن عليه‌السلام : «ما تقول في الطامث ، أتقضى الصلاة ؟» قال : لا ،
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : أجاور ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والبحار.
    (2) في نسخة (ج) : هزمت .
    (3) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٨ : ٣١٥ / 16 ، و ٩٥ : ٢١٢ / 5.
    (4) في حاشية وك في نسخة : موسى.

    قال : فتقضي الصوم ؟ قال : نعم ، قال : ولم ؟ قال : هكذا جاء ، قال أبو الحسن عليه‌السلام : «وهكذا جاء» فقال المهدي لأبي يوسف : ما أراك صنعت شيئاً، قال : رماني بحجر دامغ (1) .
    [٨٥ / 7] حدثنا أحمد بن يحيى المكتب ، قال : حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق، قال : حدثنا علي بن هارون الحميري، قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، قال : حدثني (1) أبي ، عن علي بن يقطين ، قال : أنهى الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام ال ـ وعنده جماعة من أهل بيته ـ بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره ؛ فقال لأهل بيته : «ما تشيرون» ؟ قالوا : نرى أن تتباعد عنه وأن تغيب شخصك ، فإنه لا يؤمن شره، فتبسم أبو الحسن الثلا ثم قال :
    زعمت سخينة أن ستغلب ربها
    وليغلين مغالب الغلاب (3)

    ثم رفع الله يده إلى السماء ، فقال :
    اللهم كم من عدو شحذ لي ظبة مديته وأرهف لي شبا حده، وداف لي قواتل سمومه، ولم تنم عني عين حراسته ، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن ملمات الجوائح (4) ، صرفت عني ذلك
    __________________
    (1) أورده المفيد في الإرشاد 2 : 23۵ ، القتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٢١٦ ، أبو منصور الطبرسي في الاحتجاج ٣4٦:٢ ، أبو على الطبرسي في إعلام الورى ٢ : ٣٠ ، الإربلي في كشف الغمة، ونقله الحر العاملي في الوسائل 12 : ٥٢٢ / 4 ، عن الاحتجاج . المجلسي في البحار ٩٩ : 1۷٦ / 1 ، عن الإرشاد والاحتجاج ، باختلاف يسير .
    (2) في حاشية اك في نسخة : حدثنا .
    (3) البيت من قصيدة لكعب بن مالك الأنصاري . الديوان : 182 .
    (4) في المطبوع والحجرية : الحوائج ، وفي نسخة (ع) : مسلمات الحوائج ، وفي

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:03 pm

    بحولك وقوتك ، لا بحولي وقوتي، فألقيته في الحفير الذي احتفره لي ، خائباً مما أمله في دنياه، متباعداً مما رجاه في آخرته ، فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي .
    اللهم فخذه بعزتك، واقلل حده على بقدرتك ، واجعل له شغلاً فيما يليه ، وعجزاً عمن (1) يناويه ، اللهم وأعدنى عليه عدوى (2) حاضرة ، تكون من غيظي شفاء ، ومن حقي (3) عليه وفاء ، وصل اللهم دعائي بالإجابة ، وانظم شكايتي بالتغيير، وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين ، وعرفني ما وعدت في إجابة المضطرين، إنك ذو الفضل العظيم والمن الكريم.
    قال : ثم تفرق القوم ، فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد عليه بموت موسى بن المهدي، ففي ذلك يقول بعض من حضر موسى بن جعفر عليهما‌السلام عالم من أهل بيته شعراً :
    وسارية لم تسر في الأرض تبتغي
    محلاً ولم يقطع بها البعد قاطع

    سرت حيث لم تحد (4) الركاب ولم تنخ
    لورد ولم يقصر لها البعد (5) مانع

    __________________
    «ه» : الحوائج ، وفي وج ، ك : الجوانح ، وما في المتن أثبتناه من نسخة را وهو الموافق للمصادر .
    (1) في نسخة «ج ، هـ ، ر ، ك »، : عما .
    (2) العدوى : طلبك إلى والي لتعديك على من ظلمك ، أي : ينتقم منه ، الصحاح ٦: 4٠٩ ـ عدا .
    (3) في نسخة ك والحجرية : حنقي ، وكذلك أمالي الطوسي .
    (4) في المطبوع والحجرية ونسخة «ج . ع ، ك» : لم تجد ، وفي اها : لم تحذي، وما في المتن أثبتناه من نسخة رة والبحار، والظاهر هو الأنسب للسباق .
    (٥) البعده لم يرد في نسخة (ع) ، وفي المطبوع : العبد ، وفي الحجرية : العمد ، وفي (ج) : الغم ، وفي اها : العمر ، وما في المتن أثبتناه من نسخة «ر ، ك» والبحار .


    تمر وراء الليل والليل ضارب (1)
    بجثمانه فيه سمير (2) وهاجع

    تفتح أبواب السماء ودونها
    إذا قرع الأبواب منهن قارع

    إذا وردت لم يردد الله وفدها
    على أهلها والله راء وسامع

    وإني لأرجو الله حتى كأنما
    أرى بجميل الظن ما الله صانع (3)

    [٨٦ / 8] حدثنا أبو أحمد هاني بن محمد بن محمود العبدي قال : حدثني (4) أبي بإسناده، رفعه أن موسى بن جعفر عليه‌السلام دخل على الرشيد ، فقال له الرشيد : يابن رسول الله ، أخبرني عن الطبائع الأربع .
    فقال موسى عليه‌السلام: «أما الريح فإنه ملك يُدارى ، وأما الدم فإنه عبد عارم (5) وربما قتل العبد مولاه، وأما البلغم فإنه خصم جدل، إن سددته من جانب الفتح من آخر، وأما المرة فإنها الأرض، إذا اهتزت رجفت (6) بما فوقها فقال له هارون یابن رسول الله تنفق على الناس من كنوز الله ورسوله (7) .
    [87 / 9] حدثنا أبو أحمد هاني بن محمد بن محمود العبدي، قال : حدثنا محمد بن محمود بإسناده رفعه إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام ، أنه قال : «لما أدخلت على الرشيد سلمت عليه فرد علي السلام ، ثم قال : يا موسى بن جعفر،
    __________________
    (1) في حاشية «ک ، ر» في نسخة : سارب.
    (2) في نسخة (ع) وحاشية ، ك ، في نسخة : سهير .
    (3) أورده الطوسي في الأمالي : 4٢١ / 1 ، من دون ذكر أبيات الشعر، وكذلك ذكره المصنف في الأمالي : 4٥٩ / 2، ونقله كاملاً المجلسي عن العيون في البحار 4٨ :.
    21۷ / 17 ، البحراني في مدينة المعاجز ٦ : ٣٢4 / 100 .
    (4) في نسخة (ك) : حدثنا .
    (٥) في نسخة ج ، ها : عارض.
    (٦) في حاشية (ك) في نسخة : رحت.
    (۷) أورده المفيد في الاختصاص : 19۷ ـ 198 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٦١: ٢٩4 / 4.

    خليفتين يُجبى إليهما الخراج ؟! فقلت : يا أمير المؤمنين ، أعيذك بالله أن تبوء بإثمي وإثمك وتقبل الباطل من أعدائنا علينا ، فقد علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول الله له ، ما علم ذلك عندك ؟ فإن رأيت بقرابتك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن تأذن لي أحدثك بحديث أخبرني به أبي ، عن آبائه ، عن جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : قد أذنت لك .
    فقلت: أخبرني أبي، عن آبائه عن جده رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: إن الرحم إذا مست الرحم تحركت واضطربت، فناولني يدك جعلني الله فداك، فقال : أدن ، فدنوت منه ، فأخذ بيدي ثم جذبني إلى نفسه ، وعانقني طويلاً ثم تركني ، وقال : اجلس يا موسى ، فليس عليك بأس ، فنظرت إليه فإذا أنه قد دمعت عيناه ، فرجعت إلى نفسي .
    فقال : صدقت وصدق جدك صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لقد تحرك دمي ، واضطربت عروقي ، حتى غلبت علي الرقة وفاضت عيناي، وأنا أريد أن أسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منذ حين ، لم أسأل عنها أحداً ، فإن أنت أجبتني عنها خليت عنك ولم أقبل قول أحد فيك ، وقد بلغني أنك لم تكذب قط، فأصدقني عما أسألك مما في قلبي .
    فقلت : ما كان علمه عندي ، فإني مخبرك به إن أنت أمنتني ، فقال : لك الأمان إن صدقتني ، وتركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمة ، فقلت : ليسأل أمير المؤمنين عما شاء ، قال : أخبرني ، لم فضلتم علينا ونحن شجرة واحدة ، وبنو عبد المطلب ونحن وأنتم واحد ، إنا بنو العباس وأنتم ولد أبي طالب ، وهما عما رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقرابتهما منه سواء ؟! فقلت : نحن أقرب ، قال : وكيف ذلك ؟
    قلت : لأن عبد الله وأبا طالب لأب وأم ، وأبوكم (1) العباس ليس هو
    __________________
    (1) في نسخة ج ، ها : فأبوكم .

    من أم عبد الله ولا من أم أبي طالب ، قال : فلم ادعيتم أنكم ورثتم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والعم يحجب ابن العم ، وقبض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد توفى أبو طالب قبله ، والعباس عمه حي ؟
    فقلت له : إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة ويسألني عن كل باب سواه يريده فقال : لا ، أو تجيب ، فقلت : فأمني ، فقال : قد آمنتك قبل الكلام .
    فقلت: إن في قول علي بن أبي طالب عليه‌السلام : إنه ليس مع ولد الصلب ذكراً كان أو أنثى ـ لأحد سهم إلا الأبوين والزوج والزوجة (1) ، ولم يثبت للعم مع ولد الصلب ميراث، ولم ينطق به الكتاب، إلا أن تيماً وعدياً وبني أمية قالوا : العم والد، رأياً منهم بلا حقيقة ولا أثر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومن قال بقول علي الله من العلماء قضاياهم خلاف قضايا هؤلاء، هذا نوح بن دراج يقول في هذه المسألة بقول على عليه‌السلام ، وقد حكم به، وقد ولاه أمير المؤمنين المصرين ـ الكوفة والبصرة ـ وقد قضى به، فأنهي إلى أمير المؤمنين، فأمر بإحضاره وإحضار من يقول بخلاف قوله منهم سفيان الثوري وإبراهيم المدني (2) والفضيل بن عياض ، فشهدوا أنه قول علي الله في هذه المسألة، فقال لهم ـ فيما أبلغني بعض العلماء من أهل الحجاز : فلم لا تفتون به وقد قضی به نوح بن دراج ؟! فقالوا : جسر نوح وجبنا .
    وقد أمضى أمير المؤمنين قضيته بقول قدماء العامة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : علي أقضاكم ، وكذلك قال (3) عمر بن الخطاب : علي أقضانا ، وهو اسم
    __________________
    (1) في نسخة «وع ، ك»: أو الزوجة.
    (2) في حاشية مع ، ك في نسخة : المزني ، وكلاهما من أصحاب الامام الكاظم عليه‌السلام .
    (3) في نسخة (ك) : قول .

    جامع ؛ لأن جميع ما مدح به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أصحابه من القراءة والفرائض والعلم داخل في القضاء ، قال : زدني يا موسى ، قلت : المجالس بالأمانات ، وخاصة مجلسك ، فقال : لا بأس عليك .
    فقلت : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يورث من لم يهاجر، ولا أثبت له ولاية حتى يهاجر ، فقال : ما حجتك فيه ؟ فقلت : قول الله تبارك وتعالى : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلَايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ) (1) وإن عمي العباس لم يهاجر ، فقال لي : أسألك يا موسى، هل أفتيت بذلك أحداً من أعدائنا أم أخبرت أحداً من الفقهاء في هذه المسألة بشيء ؟ فقلت : اللهم لا ، وما سألني عنها إلا أمير المؤمنين .
    ثم قال : لم جوزتم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقولون لكم : يا بني رسول الله ، وأنتم بنو علي ، وإنما ينسب المرء إلى أبيه ، وفاطمة إنما هي وعاء ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جدكم من قبل أمكم ؟
    فقلت : يا أمير المؤمنين ، لو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للنشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه ؟ فقال : سبحان الله ، ولم لا أجيبه ؟! بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك ، فقلت له : لكنه صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يخطب إلى ولا أزوجه ، فقال : ولم ؟ فقلت : لأنه الله ولدني ولم يلدك ، فقال : أحسنت يا موسى ، ثم قال : كيف قلتم : إنا ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يعقب ، وإنما العقب للذكر لا للأنثى ، وأنتم ولد البنت (2) ولا يكون لها عقب ؟!
    فقلت : أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه ، إلا ما أعفاني عن هذه
    __________________
    (1) سورة الأنفال 8: ۷2.
    (2) في نسخة (ع) : وأنتم لابنته ، وفي حاشية ك في نسخة : وأنتم ولد الابنة .

    المسألة، فقال : لا ، أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي، وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم ، كذا أنهي إلي ، ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله تعالى ، فأنتم تدعون ـ معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه شيء ـ لا ألف ولا واو ـ إلا وتأويله عندكم ، واحتججتم بقوله عزّ وجل: (مَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ) (1) وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم .
    فقلت : تأذن لي في الجواب ؟ قال : هات قلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ‎*‏ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ) (2) من أبو عيسى يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ليس العيسى أب .
    فقلت : إنما ألحقه الله (3) بذراري الأنبياء عليهم‌السلام من طريق مريم عليها‌السلام . وكذلك الحقنا بذراري النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من قبل أمنا فاطمة عليها‌السلام ، أزيدك يا أمير المؤمنين ؟ قال : هات ، قلت : قول الله عز وجل : ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (1).
    ولم يدع أحد أنه أدخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تحت الكساء عند المباهلة
    __________________
    (1) سورة الأنعام ٦ : ٣٨ .
    (2) سورة الأنعام ٦ ـ ١4 ـ ٨٥ .
    (3) في نسخة «ع ، ك ، ر» والحجرية والمطبوع : الحقناه، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ج ، ه) وحاشية نسخة اك، والبحار.
    (4) سورة آل عمران ٦١:٣ .

    للنصارى إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين عليهم‌السلام .
    فكان تأويل قوله تعالى : ( أَبْنَاءَنَا ) الحسن والحسين ( وَنِسَاءَنَا ) فاطمة، ( وَأَنفُسَنَا ) ، علي بن أبي طالب ، على أن العلماء قد أجمعوا على أن جبرئيل الله قال يوم أ أحد : يا محمد، إن هذه لهي المواساة من على ، قال : لأنه مني وأنا منه، فقال جبرئيل : وأنا منكما يا رسول الله ، ثم قال : لاسيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، فكان كما مدح الله تعالى به خليله الله ، إذ يقول : ( فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ) (1) .
    إنا معشر بني عمك نفتخر بقول جبرئيل : إنه منا، فقال : أحسنت يا موسى، إرفع إلينا حوائجك ، فقلت له : أول حاجة أن تأذن لابن عمك أن يرجع إلى حرم جده صلى‌الله‌عليه‌وآله وإلى عياله ، فقال : ننظر إن شاء الله .
    فروي : أنه أنزله عند السندي بن شاهك ، فزعم أنه توفي عنده ، والله أعلم (2) .
    [88 / 10] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن عبدالله ، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي ، قال : سمعت أبي يقول : لما قبض الرشيد على موسى بن جعفر عليهما‌السلام القبض عليه وهو عند رأس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قائماً يصلي ، فقطع عليه صلاته ، وحمل وهو يبكي ويقول : «إليك أشكو يا رسول الله ما ألقى» وأقبل الناس من كل جانب يبكون ويضجون (3).
    __________________
    (1) سورة الأنبياء ٢١: ٦٠ .
    (2) أورده الطبرسي في الاحتجاج 2: 33۵ / 271 ، ونقله المجلسي في البحار 4٨ : ١٢٥ / 2 ، عن العيون والاحتجاج .
    (3) في حاشية (ك) في نسخة : يصيحون ، وكذلك النسخة الحجرية .

    فلما حمل إلى بين يدي الرشيد شتمه وجفاه ، فلما جن عليه الليل أمر ببيتين (1) فهيئا له ، فحمل موسى بن جعفر إلى أحدهما في . خفاء ، ودفعه إلى حسان السروي ، وأمره بأن يصير (2) به في قبة إلى البصرة ، فيسلمه إلى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر وهو أميرها ، ووجه قبة أخرى علانية نهاراً إلى الكوفة معها جماعة ، ليعمي على الناس أمر موسى بن جعفر عليهما‌السلام .
    فقدم حسان البصرة قبل التروية بيوم ، فدفعه إلى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر نهاراً علانية، حتى عرف ذلك وشاع خبره ، فحبسه عيسى في بيت من بيوت المجلس الذي كان يجلس فيه، وأقفل عليه ، وشغله العيد عنه الله ، فكان لا يفتح عنه الباب إلا في حالتين : حالة يخرج فيها إلى الطهور، وحالة يُدخل إليه فيها الطعام .
    قال أبي : فقال لي الفيض بن أبي صالح ـ وكان نصرانياً ثم أظهر الإسلام وكان زنديقاً، وكان يكتب لعيسى بن جعفر، وكان بي خاصا. فقال : يا أبا عبد الله لقد سمع هذا الرجل الصالح في أيامه هذه، في هذه الدار التي هو فيها من ضروب الفواحش والمناكير ما أعلم ، ولا أشك أنه لم يخطر بباله .
    قال أبي : وسعى بي في تلك الأيام إلى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر، علي بن يعقوب بن عون بن العباس بن ربيعة في رقعة رفعها (3) إليه أحمد بن أسيد حاجب عيسى ، قال : وكان علي بن يعقوب من مشايخ بني هاشم، وكان أكبرهم سناً ، وكان مع كبر سنه يشرب الشراب ، ويدعو أحمد بن أسيد إلى
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ک) هـ ، ره : يقبتين .
    (2) في نسخة (ك) وفي حاشية (ر) : يسير .
    (3) في حاشية ك في نسخة : دفعها ، وكذلك الحجرية .

    منزله ، فيحتفل له ويأتيه بالمغنين المغنيات ، يطمع في أن يذكره لعيسى ، فكان في رقعته التي رفعها (1) إليه : إنك تقدم علينا محمد بن سليمان في إذنك وإكرامك (2) ، وتخصه بالمسك، وفينا من هو أسن منه ، وهو يدين بطاعة موسى بن جعفر عليهما‌السلام المحبوس عندك .
    قال أبي : فإني لقائل (3) في يوم قائظ ، إذ حركت حلقة الباب علي ، فقلت : ما هذا (4) ؟ قال لي الغلام : قعنب بن يحيى على الباب يقول : لابد من لقائك الساعة ، فقلت : ما جاء إلا لأمر ، إنذنوا له ، فدخل ، فخبرني عن الفيض بن أبي صالح بهذه القصة والرقعة.
    قال : وقد كان قال لي الفيض بعدما أخبرني : لا تخبر أبا عبدالله فتحزنه ، فإن الرافع عند الأمير لم يجد فيه مساعاً، وقد قلت للأمير : أفي نفسك من هذا شيء حتى أخبر أبا عبد الله ، فيأتيك ويحلف على كذبه ؟ فقال : لا تخبره فتغمه ، فإن ابن عمه إنما حمله على هذا الحسد له ، فقلت له : أيها الأمير، أنت تعلم أنك لا تخلو بأحد خلوتك به ، فهل حملك على أحد قط ؟ قال : معاذ الله ، قلت : فلو كان له مذهب يخالف فيه الناس لأحب أن يحملك عليه ، قال : أجل ، ومعرفتي به أكثر .
    قال أبي : فدعوت بدايتي وركبت إلى الفيض من ساعتي ، فصرت إليه ومعي قعنب ـ في الظهيرة ، فاستأذنت عليه ، فأرسل إلي : جعلت فداك قد جلست مجلساً أرفع قدرك عنه ، وإذا هو جالس على شرابه ، فأرسلت إليه :
    __________________
    (1) في حاشية لك في نسخة : دفعها .
    (2) في حاشية (ك) في نسخة : إجلاله وإكرامه .
    (3) القائل : من القيلولة وهو النوم في الظهيرة . الصحاح ۵ : 18۰8 ـ قيل .
    (4) في حاشية وك في نسخة : من هذا .

    والله لا بد من لقائك ، فخرج إلى في قميص رقيق وإزار مورد ، فأخبرته بما بلغني ، فقال لقعنب : لا جزيت خيراً ، ألم أتقدم إليك أن لا تخبر أبا عبدالله فتغمه ؟ ثم قال لي : لا بأس ، فليس في قلب الأمير من ذلك شيء .
    قال : فما مضت بعد ذلك إلا أيام يسيرة حتى حمل موسى بن جعفر عليهما‌السلام سراً إلى بغداد وحبس ، ثم أطلق ، ثم حبس ، ثم سلم إلى السندي بن شاهك فحبسه وضيق عليه ، ثم بعث إليه الرشيد بسم في رطب وأمره أن يقدمه إليه ، ويحتم عليه في تناوله منه ففعل ، فمات صلوات الله عليه (1) .
    [89 / 11] حدثنا علي بن عبدالله الوراق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام بن (2) المكتب، وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، والحسين بن إبراهيم بن تاتانة، وأحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم ، ومحمد بن علي ما جيلويه ، ومحمد بن موسى بن المتوكل رضی‌الله‌عنهم، قالوا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى ، عن سفيان بن نزار ، قال : كنت يوماً على رأس المأمون ، فقال : أتدرون من علمني التشيع ؟ فقال القوم جميعاً : لا والله ما نعلم ، قال : علمنيه الرشيد، قيل له : وكيف ذلك والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت ؟
    قال : كان يقتلهم على الملك ؛ لأن الملك عقيم ، ولقد حججت معه سنة ، فلما صار إلى المدينة تقدم إلى حجابه وقال : لا يدخلن علي رجل من
    __________________
    (1) آورده باختصار المفيد في الإرشاد 2: 239، این شهر آشوب في المناقب 4: ٣٥٢ ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٢١ / 25 .
    (2) في نسخة (ر ، ع) : هاشم المكتب، وفي نسخة (ك) ونسخة في حاشية انا : هشام المكتب .

    أهل المدينة ومكة من أبناء المهاجرين والأنصار وبني هاشم وسائر بطون قريش إلا نسب نفسه ، فكان الرجل إذا دخل عليه قال : أنا فلان بن فلان حتى ينتهي إلى جده من هاشمي أو قرشي أو مهاجري أو أنصاري ، فيصله من المال بخمسة آلاف دينار وما دونها إلى مائتي دينار، على قدر شرفه وهجرة آبائه .
    فأنا ذات يوم واقف ، إذ دخل الفضل بن الربيع فقال : يا أمير المؤمنين ، على الباب رجل يزعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، فأقبل علينا ونحن قيام على رأسه والأمين والمؤتمن وسائر القواد ، فقال : إحفظوا على أنفسكم ، ثم قال لأذنه : الذن له ، ولا ينزل إلا على بساطي .
    فإنا كذلك إذ دخل شيخ مسجد (1) ، قد أنهكته العبادة كأنه شن بال ، قد كلم السجود وجهه وأنفه، فلما رأى الرشيد رمى بنفسه عن حمار كان راكبه ، فصاح الرشيد : لا والله إلا على بساطي ، فمنعه الحجاب من الترجل ، ونظرنا إليه بأجمعنا بالإجلال والإعظام. فما زال يسير على حماره حتى صار إلى البساط، والحجاب والقواد محدقون به، فنزل ، فقام إليه الرشيد واستقبله إلى آخر البساط ، وقبل وجهه وعينيه، وأخذ بيده حتى صيره في صدر المجلس وأجلسه معه فيه، وجعل يحدثه ويقبل بوجهه عليه ، ويسأله عن أحواله .
    ثم قال له : يا أبا الحسن ، ما عليك من العيال ؟ فقال : «يزيدون على
    __________________
    (1) في نسخة اج ، هـ ، ع : مسجد .
    والشيخ المسجد : إذا كان تقيلاً من مرض أو غيره، تهذيب اللغة ٧: ١٦٠ ـ سخد .

    الخمسمائة قال : أولاد (1) كلهم ؟ قال : لا ، أكثرهم موالي وحشم ، فأما الولد فلي نيف وثلاثون ، الذكران منهم كذا ، والنسوان منهم كذا» .
    قال : فلم لا تزوج النسوان من بني عمومتهن وأكفائهن ؟ قال : «اليد تقصر عن ذلك قال : فما حال الضيعة ؟ قال : «تعطي في وقت وتمنع في آخر قال : فهل عليك دين ؟ قال : «نعم» قال : كم ؟ قال : «نحو من عشرة آلاف دينار» فقال الرشيد : يابن عم ، أنا أعطيك من المال ما تزوج به الذكران والنسوان، وتقضي الدين ، وتعمر الضياع .
    فقال له : «وصلتك رحم (2) يابن عم ، وشكر الله لك هذه النية الجميلة ، والرحم ماسة ، والقرابة واشجة، والنسب واحد، والعباس عم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الصنو أبيه ، وعم علي بن أبي طالب عليه‌السلام وصنو أبيه ، وما أبعدك الله من أن تفعل ذلك وقد بسط يدك ، وأكرم عنصرك ، وأعلى محتدك» (3)
    فقال : أفعل ذلك يا أبا الحسن وكرامة .
    فقال :« يا أمير المؤمنين ، إن الله عز وجل قد فرض على ولاة عهده أن ينعشوا فقراء الأمة، ويقضوا عن الغارمين، ويؤدوا عن المثقل (4) ، ويكسوا العاري ، ويحسنوا إلى العاني ، وأنت أولى من يفعل ذلك » ، فقال : أفعل يا أبا الحسن .
    ثم قام ، فقام الرشيد لقيامه ، وقبل عينيه ووجهه ، ثم أقبل علي وعلى
    __________________
    (1) في حاشية الحجرية في نسخة وفي نسخة (ر) : أولادك .
    (2) في حاشية (ع) في نسخة : وصلت رحمك ، وفي أخرى ونسخة من حاشية الك : وصلت الرحم .
    (3) في حاشية اك في نسخة : مجدك ، وفي نسخة (ع) : وأصلى مجدتك .
    (4) في نسخة الك : المعيل .

    الأمين والمؤتمن ، فقال : يا عبد الله و يا محمد ويا إبراهيم ، امشوا (1) بين يدي عمكم وسيدكم ، خذوا بركابه ، وسؤوا عليه ثيابه ، وشيعوه إلى منزله .
    فأقبل علي أبو الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام سراً بيني وبينه ، فبشرني بالخلافة وقال لي : « إذا ملكت هذا الأمر فأحسن إلى ولدي». ثم انصرفنا ، وكنت أجرأ ولد أبي عليه ، فلما خلا المجلس قلت : يا أمير المؤمنين ، من هذا الرجل الذي قد أعظمته وأجللته، وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته ، وأقعدته في صدر المجلس وجلست دونه ، ثم أمرتنا بأخذ الركاب له ؟! قال : هذا إمام الناس ، وحجة الله على خلقه، وخليفته على عباده ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أو ليست هذه الصفات كلها لك وفيك ؟
    فقال : أنا إمام الجماعة في الظاهر بالغلبة والقهر ، وموسى بن جعفر إمام حق ، والله يا بني إنه لأحق بمقام رسول الله له مني ومن الخلق جميعاً، والله لو نازعتني هذا الأمر لأخذت الذي فيه عيناك ، فإن الملك عقيم .
    فلما أراد الرحيل من المدينة إلى مكة أمر بصرة سوداء فيها مائتا دينار، ثم أقبل على الفضل بن الربيع ، فقال له : إذهب بهذه إلى موسى بن جعفر ، وقل له : يقول لك أمير المؤمنين : نحن في ضيقة وسيأتيك برنا بعد هذا الوقت ، فقمت في صدره ، فقلت : يا أمير المؤمنين، تعطي أبناء المهاجرين والأنصار وسائر قريش وبني هاشم ، ومن لا تعرف حسبه ونسبه خمسة آلاف دينار إلى ما دونها، وتعطي موسى بن جعفر ، وقد أعظمته وأجللته مائتي دينار، أخس عطية أعطيتها أحداً من الناس ؟!
    __________________
    (1) في نسخة (ع) وفي حاشية اك في نسخة : تقدموا .

    فقال : أسكت لا أم لك ، فإني لو أعطيت هذا ما ضمنته له ، ما كنت آمنه (1) أن يضرب وجهى غداً بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه، وفقر هذا وأهل بيته أسلم لي ولكم من بسط أيديهم وأعينهم .
    فلما نظر إلى ذلك مخارق المغني دخله في ذلك غيظ ، فقام إلى الرشيد فقال : يا أمير المؤمنين، قد دخلت المدينة وأكثر أهلها يطلبون مني شيئاً، وإن خرجت ولم أقسم فيهم شيئاً لم يتبين لهم تفضل أمير المؤمنين علي ومنزلتي عنده ، فأمر له بعشرة آلاف دينار ، فقال : يا أمير المؤمنين ، هذا لأهل المدينة، وعلى دين أحتاج أن أقضيه ، فأمر له بعشرة آلاف دينار أخرى ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، بناتي أريد أن أزوجهنَّ وأنا محتاج إلى جهازهن ، فأمر له بعشرة آلاف دينار أخرى ، فقال له : يا أمير المؤمنين لا بد من غلة تعطينيها ترد على وعلى عيالي وبناتي وأزواجهن القوت ، فأمر له بأقطاع ما تبلغ غلته في السنة عشرة آلاف دينار، وأمر أن يعجل ذلك له (2) من ساعته .
    ثم قام مخارق من فوره وقصد موسى بن جعفر عليه‌السلام وقال له : قد وقفت على ما عاملك به هذا الملعون وما أمر لك به ، وقد احتلت عليه لك ، وأخذت منه صلات ثلاثين ألف دينار، وأقطاعاً تغل في السنة عشرة آلاف دينار ، ولا والله يا سيدي ما أحتاج إلى شيء من ذلك ، وما أخذته إلا لك، وأنا أشهد لك بهذه الأقطاع ، وقد حملت المال إليك .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية ونسخة (ك) : آمنته ، وما في المتن أثبتناء من بقية النسخ . وهو الموافق للبحار .
    (2) في المطبوع والحجرية : عليه ، وما أثبتناه من النسخ الخطية ، وهو الموافق للبحار.

    فقال : « بارك الله لك في مالك، وأحسن جزاءك ، ما كنت لأخذ منه درهماً واحداً ، ولا من هذه الأقطاع شيئاً ، وقد قبلت صلتك وبرك فانصرف راشداً ولا تراجعني في ذلك، فقبل يده وانصرف (1) .
    [90 / 12] حدثنا أبي عليه‌السلام ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الريان بن شبيب ، قال : سمعت المأمون يقول : ما زلت أحب أهل البيت عليهم‌السلام ، وأظهر للرشيد بغضهم تقرباً إليه، فلما حج الرشيد كنت ومحمد والقاسم معه ، فلما كان بالمدينة استأذن عليه الناس ، وكان آخر من أذن له موسى ابن جعفر عليها ، فدخل فلما نظر إليه الرشيد تحرك، ومد بصره وعنقه إليه حتى دخل البيت الذي كان فيه ، فلما قرب منه جثا الرشيد على ركبتيه ، وعانقه ثم أقبل عليه ، فقال له : كيف أنت يا أبا الحسن ؟ وكيف عيالك وعيال أبيك ؟ كيف أنتم ؟ ما حالكم ؟ فما زال يسأله عن هذا وأبو الحسن عليه‌السلام يقول : «خير خير» فلما قام أراد الرشيد أن ينهض فأقسم عليه أبو الحسن فأقعده وعانقه وسلم عليه وودعه .
    قال المأمون : وكنت أجرأ ولد أبي عليه ، فلما خرج أبو الحسن موسى بن جعفر ، قلت لأبي : يا أمير المؤمنين، لقد رأيتك عملت بهذا الرجل شيئاً ما رأيتك فعلته بأحد من أبناء المهاجرين والأنصار ولا بيني هاشم ، فمن هذا الرجل ؟
    فقال : يا بني ، هذا وارث علم النبيين، هذا موسى بن جعفر بن محمد ، إن أردت العلم الصحيح فعند هذا ، قال المأمون : فحينئذ الغرس
    __________________
    (1) أورده باختصار الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣4١ ، ونقله المجلسي عن عيون أخبار الرضا عليه‌السلام في البحار 4٨ : ١٢٩ / 4 .

    في قلبي حبهم (1) .
    [91 / 13] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، قال : سمعت رجلاً من أصحابنا يقول : لما حبس الرشيد موسى بن جعفر عليه‌السلام الجن عليه الليل فخاف ناحية هارون أن يقتله ، فجدد موسى بن جعفر عليه‌السلام الطهوره، واستقبل بوجهه القبلة ، وصلى الله عز وجل أربع ركعات ، ثم دعا بهذه الدعوات فقال :
    يا سيدي نجني من حبس هارون وخلصني من يده، يا مخلص الشجر من بين رمل وطين وماء ، ويا مخلص اللبن من بين فرث ودم ، ويا مخلص الولد من بين مشيمة ورحم ، ويا مخلص النار من بين الحديد والحجر ، ويا مخلص الروح من بين الأحشاء والأمعاء خلصني من يد هارون . قال : فلما دعا موسى عليه‌السلام بهذه الدعوات أتى هارون رجل أسود في منامه ، وبيده سيف قد سله، فوقف على رأس هارون، وهو يقول : يا هارون أطلق عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام وإلا ضربت علاوتك بسيفي هذا ، فخاف هارون من هيبته ، ثم دعا الحاجب، فجاء الحاجب ، فقال له : إذهب إلى السجن فأطلق عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام .
    قال : فخرج الحاجب فقرع باب السجن ، فأجابه صاحب السجن ، فقال : من ذا ؟ قال : إن الخليفة يدعو موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، فأخرجه من سجنك ، وأطلق عنه ، فصاح السجان : يا موسى إن الخليفة يدعوك ، فقام موسى عليه‌السلام مذعوراً فزعاً وهو يقول : لا يدعوني في جوف هذا الليل إلا
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : 4٥٨ / 1 ، ونقله المجلسي عن الأمالي والعيون في البحار 4٨ : ١٣4 / 6 .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:05 pm

    لشر يريده بي فقام باكياً حزيناً مغموماً أيساً من حياته ، فجاء إلى هارون وهو ترتعد فرائصه ، فقال : سلام على هارون فرد عليه‌السلام ثم قال له هارون : ناشدتك بالله هل دعوت في جوف هذا الليل (1) بدعوات ؟ فقال : نعم ، قال : وما هن ؟
    قال : جددت طهوراً وصليت الله عز وجل أربع ركعات، ورفعت طرفي إلى السماء وقلت : يا سيدي خلصني من يد هارون وشره، وذكر له ما كان من دعائه، فقال هارون : قد استجاب الله دعوتك (2) ، يا حاجب ، أطلق عن هذا ، ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلاثاً ، وحمله على فرسه ، وأكرمه وصيره نديماً لنفسه .
    ثم قال : هات الكلمات ، فعلمه ، قال : فأطلق عنه ، وسلمه إلى الحاجب ليسلمه إلى الدار ويكون معه ، فصار موسى بن جعفر عليه‌السلام كريماً شريفاً عند هارون ، وكان يدخل عليه في كل خميس ، إلى أن حبسه ثانية ، فلم يطلق عنه حتى سلمه إلى السندي بن شاهك وقتله بالسم (3) .
    [٩٢ / 14] حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن حاتم ، قال : حدثنا عبد الله (4) بن بحر الشيباني ، قال : حدثني الخرزي (5) أبو العباس بالكوفة ، قال : حدثنا الثوباني ، قال : كانت لأبي الحسن موسى بن
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ه ، ر) : هذه الليلة.
    (2) في نسخة (ج ، هـا : دعاك، وكذلك في حاشية النسخة الحجرية .
    (3) ذكره المصنف في الأمالي : 4٦٠ / 3، وأورده الطوسي في الأمالي : 4٢٢ / 2 . باختلاف يسير ، ابن شهر آشوب في المناقب 4: 33۰ ، باختصار، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢١٩ / 20 .
    (4) في حاشية اك في نسخة : محمد (٥) في حاشية وك في نسخة : الجزري .

    جعفر عليه‌السلام ـ بضع عشرة سنة ـ كل يوم سجدة بعد ابيضاض (1) الشمس إلى وقت الزوال ، فكان هارون ربما صعد سطحاً يشرف منه على الحبس الذي حبس فيه أبو الحسن عليه‌السلام ، فكان يرى أبا الحسن عليه‌السلام ساجداً، فقال للربيع : يا ربيع ، ماذاك الثوب الذي أراه كل يوم في ذلك الموضع ؟
    قال : يا أمير المؤمنين ، ماذاك بثوب وإنما هو موسى بن جعفر ، له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال ، قال الربيع : فقال لي هارون : أما إن هذا من رهبان بني هاشم ، قلت : فما لك قد ضيقت عليه في الحبس ؟! قال : هيهات لا بد من ذلك (2) !.
    __________________
    (1) في المطبوع : انقضاض ، وما في المتن من النسخ ، وهو الموافق للبحار .
    (2) نقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٢٠ / 24.

    ـ8ـ
    باب الأخبار التي رويت في صحة وفاة
    أبي إبراهيم موسى بن جعفر بن محمد بن علي
    ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام
    [93 / 1] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، وسعد بن عبدالله جميعاً، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين، قال: استدعى الرشيد رجلاً يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقطعه ويخجله في المجلس (1) ، فانتدب (2) له رجل معزم (3) ، فلما أحضرت المائدة عمل ناموساً على الخبز، فكان كلما رام أبو الحسن عليه‌السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه، واستفز هارون الفرح والضحك لذلك .
    فلم يلبث أبو الحسن عليه‌السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصوّر على بعض الستور، فقال له: يا أسد خذ عدو الله ، قال : فوثبت تلك الصورة كأعظم ما
    __________________
    (1) في المطبوع والنسخة الحجرية : المسجد ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية ، وهو الموافق للمصادر .
    (2) في نسخة (ع) : فابتدر .
    (3) في نسخة ها) والحجرية : فغرم .
    عزم والعزيمة من الرقي : التي يعزم بها على الجن والأرواح ، تهذيب اللغة ٢ : ١٥٣.

    يكون من السباع فافترست ذلك المعزم، فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشياً عليهم ، فطارت عقولهم خوفاً من هول ما رأوه .
    فلما أفاقوا من ذلك ، قال هارون لأبي الحسن عليه‌السلام : سألتك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل ، فقال : «إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم ، فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل»، فكان ذلك أعمل الأشياء في إفاتة نفسه (1) .
    [94 / 2] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن الحسن بن محمد بن بشار ، قال : حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ـ ممن كان يقبل قوله ـ قال : قال لي : رأيت بعض من يقرون بفضله من أهل هذا البيت ، فما رأيت مثله قط في نسكه وفضله . قال : قلت : من ؟ وكيف رأيته ؟ قال : جمعنا أيام السندي بن شاهك ، ونحن ثمانون رجلاً، فأدخلنا على موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، فقال لنا السندي : يا هؤلاء أنظروا إلى هذا الرجل ، هل حدث به حدث ؟ فإن الناس يزعمون أنه فعل به مكروه ويكثرون في ذلك، وهذا منزله وفراشه موسع عليه غير مضيق ، ولم يرد به أمير المؤمنين سوءاً وإنما ينتظره أن يقدم فيناظره أمير المؤمنين ، وها هو ذا صحيح فسلوه .
    فقال : « أما ما ذكر من التوسعة فهو على ما ذكر ، غير أني أخبركم أيها النفر كأني قد سممت في تسع تمرات، وإني أخضر (2) غداً ، وبعد غد
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : 212 / 20 ، وأورده الفتال النيشابوري في روضة الواعظين : ٢١٥ ، وابن شهر آشوب في المناقب 4 : 4٢٣ ـ 4٢4 ، ونقله المجلسي عن العيون والأمالي في البحار 4٨ : 4١ / 17 ، و 4٢ / 18 ، عن المناقب .
    (2) في حاشية (ع) في نسخة : أحتضر.

    أموت» .
    قال : فنظرت إلى السندي بن شاهك ترتعد فرائصه ويضطرب مثل السعفة ، قال الحسن : وكان هذا الشيخ من خيار العامة ، شيخ صدوق مقبول القول ، ثقة جداً عند الناس (1) .
    [95 / 3] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عامر (2) ، قال : حدثني (3) الحسن بن محمد القطعي ، قال : حدثنا الحسن بن علي النحاس العدل ، قال حدثنا الحسن بن عبد الواحد الخزاز ، قال : حدثنا علي بن جعفر بن عمر ، قال : حدثني عمر ابن واقد ، قال : أرسل إلى السندي بن شاهك في بعض الليل ـ وأنا ببغداد ـ يستحضرني ، فخشيت أن يكون ذلك لشر (4) يريده بي ، فأوصيت عيالي بما احتجت إليه ، وقلت : إنا لله وإنا إليه راجعون .
    ثم ركبت إليه ، فلما رآني مقبلاً ، قال : يا أبا حفص ، لعلنا أرعبناك وأفزعناك ؟! قلت : نعم ، قال : فليس هناك إلا خير ، قلت : فرسول تبعثه إلى منزلي يخبرهم خبري ، فقال : نعم ، ثم قال : يا أبا حفص ، أتدري لم أرسلت إليك ؟ فقلت : لا ، قال : أتعرف موسى بن جعفر ؟ قلت : إي والله ، إني لأعرفه وبيني وبينه صداقة منذ دهر ، فقال : من ها هنا ببغداد يعرفه ممن يقبل قوله ؟ فسميت له أقواماً ، ووقع في نفسي أنه عليه‌السلام قد مات .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : 213 / 21، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٢٠٢ / 2. الحميري في قرب الاسناد : ٣٣٣ / ١٢٣٦ ، المسعودي في إثبات الوصية : ١٦٩ . ونقله المجلسي عن العيون والأمالي في البحار 4٨ : ٢١٢ / 10 . (2) في حاشية اك في نسخة : عمار .
    (3) في نسخة (ك) : حدثنا .
    (4) في نسخة لك ، را : السوء .

    قال : فبعث فجاء بهم كما جاء بي ، فقال : هل تعرفون قوماً يعرفون موسى بن جعفر ؟ فسموا له قوماً فجاء بهم ، فأصبحنا ونحن في الدار نيف وخمسون رجلاً ممن يعرف موسى بن جعفر عليه‌السلام الا وقد صحبه .
    قال : ثم قام فدخل، وصلينا ، فخرج كاتبه ومعه طومار، وكتب أسماءنا ومنازلنا وأعمالنا وخلانا ، ثم دخل إلى السندي ، قال : فخرج السندي فضرب يده إلي ، فقال لي : قم يا أبا حفص، فنهضت ونهض أصحابنا ودخلنا ، فقال لي : يا أبا حفص ، إكشف الثوب عن وجه موسى بن جعفر ، فكشفته فرأيته ميتاً ، فبكيت واسترجعت ، ثم قال للقوم : أنظروا إليه ، فدنا واحد بعد واحد فنظروا إليه .
    ثم قال : تشهدون كلكم أن هذا موسى بن جعفر بن محمد ؟
    قال : فقلنا : نعم ، نشهد أنه موسى بن جعفر بن محمد عليهم‌السلام ، ثم قال : يا غلام ، إطرح على عورته منديلاً واكشفه ، قال : ففعل ، فقال : أترون به أثراً تنكرونه ؟ فقلنا : لا ، ما نرى به شيئاً، ولا نراه إلا ميتاً ، قال : فلا تبرحوا حتى تغسلوه وتكفنوه وتدفنوه .
    قال : فلم تبرح حتى غُسل وكفن وحمل إلى المصلى ، فصلى عليه السندي بن شاهك ، ودفناه ورجعنا .
    وكان عمر بن واقد يقول : ما أحد هو أعلم بموسى بن جعفر عليهما‌السلام مني ، كيف يقولون : إنه حي ، وأنا دفنته ؟ ! (1)
    [٩٦ / 4] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا بمدينة السلام ، قال : حدثني (2) أبو عبد الله
    __________________
    (1) ذكره المصنف في كمال الدين : 3۷ ـ ما ورد في وفاة موسى بن جعفر عليه‌السلام ، ونقله المجلسي عن الكمال والعيون في البحار 4٨ : ٢٢٥ / 27 .
    (2) في نسخة (ك) : حدثنا .

    محمد بن خليلان ، قال : حدثني (1) أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن عتاب (2) ابن أسيد ، عن جماعة من مشايخ أهل المدينة ، قالوا : لما مضى خمسة عشر سنة من ملك الرشيد، استشهد ولي الله موسى بن جعفر عليهما‌السلام علي مسموماً ، سمه السندي بن شاهك بأمر الرشيد في الحبس المعروف بدار المسيب بباب الكوفة وفيه السدرة .
    ومضى عليه‌السلام إلى رضوان الله تعالى وكرامته يوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة من الهجرة ، وقد تم عمره أربعاً وخمسين سنة ، وتربته بمدينة السلام في الجانب الغربي بباب التين (3) في المقبرة المعروفة بمقابر قريش (4) .
    [٩٧ / 5] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري بنيسابور في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ـ قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن الحسن بن عبدالله الصيرفي، عن أبيه ، قال : توفي موسى بن جعفر عليهما‌السلام الا في يد السندي بن شاهك، فحمل على نعش ونودي عليه : هذا إمام الرافضة فاعرفوه ، فلما أتي به مجلس الشرطة أقام أربعة نفر ، فنادوا : ألا من أراد أن يرى الخبيث ابن الخبيث فليخرج .
    وخرج سليمان بن أبي جعفر الجعفري من قصره إلى الشط فسمع
    __________________
    (1) في نسخة (ك) : حدثنا .
    (2) في نسخة (ج) : غيات .
    (3) في نسخة (ك) : الطين ، وفي (ع) : البين، وفي «ج» : التين، وكل من التين والتين وردا في كثير من المصادر الحديثية والتأريخية والتراجم ، وفي معجم البلدان ورد في الموضع الأول ٣٣٧:4 ، باب التين ، وفي الموضع الثاني 4 : ٣٧٦ ، باب التين .
    (4) نقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٢٦ / 28 .

    الصياح والضوضاء ، فقال الغلمانه ولولده : ما هذا ؟ قالوا : السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر عليه‌السلام على نعش ، فقال لولده ولغلمانه : يوشك أن يفعل هذا به في الجانب الغربي ، فإذا عبروا به فانزلوا مع علمانكم فخذوه من أيديهم ، فإن ما نعوكم فاضربوهم وخرقوا ما عليهم من السواد .
    فلما عبروا به ، نزلوا إليهم فأخذوه من أيديهم، وضربوهم ، وخرقوا عليهم سوادهم ، ووضعوه في مفرق أربعة طرق ، وأقام المنادين ينادون : ألا من أراد أن يرى الطيب بن الطيب موسى بن جعفر عليه‌السلام الا فليخرج .
    وحضر الخلق ، وغُسل وحنط بحنوط فاخر، وكفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بألفي دينار وخمسمائة دينار عليها القرآن كله ، واحتفى ومشى في جنازته متسلباً (1) مشقوق الجيب إلى مقابر قريش ، فدفنه الله هناك . وكتب بخبره إلى الرشيد .
    فكتب الرشيد إلى سليمان بن أبي جعفر : وصلتك رحم يا عم وأحسن الله جزاءك ، والله ما فعل السندي بن شاهك لعنه الله تعالى ما فعله عن أمرنا (2) .
    [98 / 6] حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم الفرشي الله ، قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن سليمان بن جعفر البصري (3) ، عن عمر بن واقد ، قال : إن هارون الرشيد لما ضاق صدره مما كان يظهر له من
    __________________
    (1) السلاب : واحد السلب : وهي ثياب المأتم السود، وتسلبت المرأة : إذا أحدث . الصحاح ١: ١4٨ ـ سلب.
    (2) ذكره المصنف في كمال الدين : 38، ونقله المجلسي عن الكمال والعيون في البحار 4٨ : 22۷ / 29.
    (3) في حاشية اك في نسخة : المصري .

    فضل موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، وما كان يبلغه عنه من قول الشيعة بإمامته ، واختلافهم في السر إليه بالليل والنهار، خشية على نفسه وملكه ، ففكر في قتله بالسم ، فدعا برطب فأكل منه .
    ثم أخذ صينية فوضع فيها عشرين رطبة ، وأخذ سلكاً فعركه في السم وأدخله في سم الخياط ، وأخذ رطبة من ذلك الرطب فأقبل يردد إليها ذلك السم بذلك الخيط حتى قد علم أنه قد حصل السم فيها ، فاستكثر منه ، ثم ردها في ذلك الرطب، وقال لخادم له : إحمل هذه الصينية إلى موسى بن جعفر ، وقل له : إن أمير المؤمنين أكل من هذا الرطب، وتنغص لك به ، وهو يقسم عليك بحقه لما أكلتها عن آخر رطبة ، فإني اخترتها لك بيدي ، ولا تتركه يبقى منها شيئاً ولا تطعم منه أحداً .
    فأتاه بها الخادم وأبلغه الرسالة فقال له : إنتنى بخلال فناوله خلالاً ، وقام بإزائه وهو يأكل من الرطب، وكانت للرشيد كلبة تعز عليه ، فجذبت نفسها وخرجت تجر سلاسلها من ذهب وجوهر حتى حاذت (1) موسى بن جعفر عليه‌السلام ، فبادر بالحلال إلى الرطبة المسمومة، ورمى بها إلى الكلبة فأكلتها ، فلم تلبث أن ضربت بنفسها الأرض وعوت وتهرت قطعة قطعة . واستوفى الله باقي الرطب، وحمل الغلام الصينية حتى صار بها إلى الرشيد ، فقال له : قد أكل الرطب عن آخره ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، قال : فكيف رأيته ؟ قال : ما أنكرت منه شيئاً يا أمير المؤمنين .
    قال : ثم ورد عليه خبر الكلبة وأنها قد تهرت وماتت ، فقلق الرشيد لذلك قلقاً شديداً واستعظمه، ووقف على الكلية فوجدها متهرئة بالسم ،
    __________________
    (1) في حاشية ك في نسخة : جاءت .

    فأحضر الخادم ودعا بسيف ونطع ، وقال له : لتصدقني عن خبر الرطب أو لأقتلنك ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، إني حملت الرطب إلى موسى بن جعفر وأبلغته سلامك ، وقمت بإزائه ، وطلب مني خلالاً فدفعته إليه ، فأقبل يغرز في الرطبة بعد الرطبة ويأكلها ، حتى مرت الكلية ، فغرز الخلال في رطبة من ذلك الرطب فرمى بها فأكلتها الكلبة ، وأكل هو باقي الرطب ، فكان ما ترى يا أمير المؤمنين .
    فقال الرشيد : ما ربحنا من موسى أنا أطعمناه جيد الرطب ، وضيعنا سمنا ، وقتل (1) كلبتنا ، ما في موسى بن جعفر حيلة ؟!
    ثم إن سيدنا موسى عليه‌السلام دعا بالمسيب ـ وذلك قبل وفاته بثلاثة أيام ، وكان موكلاً به ـ فقال له : «يا مسيب ، قال : لبيك يا مولاي ، قال إني ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة ـ مدينة جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ لأعهد إلى علي ابني ما عهده إلى أبي ، وأجعله وصبي وخليفتي ، وأمره بأمري .
    قال المسيب فقلت : يا مولاي كيف تأمرني أن أفتح لك الأبواب وأقفالها، والحرس معي على الأبواب ؟! فقال : يا مسيب، ضعف يقينك في الله عز وجل وفينا، قلت: لا ياسيدي ، قال : «فمه»، قلت : يا سيدي ، أدع الله أن يثبتني، فقال: «اللهم ثبته»، ثم قال: «إني أدعو الله عز وجل باسمه العظيم الذي دعا به أصف حتى جاء بسرير بلقيس ، ووضعه بين يدي سليمان قبل ارتداد طرفه إليه، حتى يجمع بيني وبين ابني على بالمدينة».
    قال المسيب : فسمعته عليه‌السلام يدعو ، ففقدته عن مصلاه ، فلم أزل قائماً على قدمي حتى رأيته قد عاد إلى مكانه وأعاد الحديد إلى رجليه ، فخررت
    __________________
    (1) في حاشية ك في نسخة ونسخة (ر) : وقتلنا .

    لله ساجداً لوجهي شكراً على ما أنعم به علي من معرفته ، فقال لي : إرفع رأسك يا مسيب، واعلم أني راحل إلى الله عز وجل في ثالث هذا اليوم ، قال : فبكيت .
    فقال لي : لا تبك يا مسيب ، فإن علياً ابني هو إمامك ومولاك بعدي ، فاستمسك بولايته ، فإنك لن تضل ما لزمته فقلت : الحمد الله ، قال : ثم إن سيدي عليه‌السلام دعاني في ليلة اليوم الثالث ، فقال لي : إني على ما عرفتك من الرحيل إلى الله عز وجل، فإذا دعوت بشربة من ماء فشربتها، ورأيتني قد انتفخت وارتفع بطني واصفر لوني ، واحمر واخضر، وتلون ألواناً ، فخبر الطاغية بوفاتي ، فإذا رأيت هذا الحدث فإياك أن تظهر عليه أحداً ولا على من عندي إلا بعد وفاتي .
    قال المسيب بن زهير : فلم أزل أرقب وعده حتى دعا عليه‌السلام بالشربة فشربها ، ثم دعاني فقال لي : يا مسيب ، إن هذا الرجس السندي بن شاهك سيزعم أنه يتولى غسلي ودفني ، وهيهات هيهات أن يكون ذلك أبداً ، فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها ، ولا ترفعوا قبري فوق أربع أصابع مفرجات ، ولا تأخذوا من تربتي شيئاً لتتبركوا به ؛ فإن كل تربة لنا محرمة إلا تربة جدي الحسين بن علي عليه ، فإن الله تعالى جعلها شفاء لشيعتنا وأوليائنا .
    قال : ثم رأيت شخصاً أشبه الأشخاص به جالساً إلى جانبه ، وكان عهدي بسيدي الرضا عليه‌السلام وهو غلام ، فأردت سؤاله ، فصاح بي سيدي موسى عليه‌السلام ، فقال : «أليس قد نهيتك يا مسيب ؟! فلم أزل صابراً حتى مضى وغاب الشخص .
    ثم أنهيت الخبر إلى الرشيد ، فوافي السندي بن شاهك ، فوالله لقد

    رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فلا تصل أيديهم إليه ، ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه، وأراهم لا يصنعون به شيئاً ، ورأيت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه ، وهو يظهر المعاونة لهم ، وهم لا يعرفونه .
    فلما فرغ من أمره ، قال لي ذلك الشخص : «يا مسيب ، مهما شككت فيه فلا تشكن في ، فإني إمامك ، ومولاك ، وحجة الله عليك بعد أبي عليه‌السلام ، يا مسيب مثلي مثل يوسف الصديق عليه‌السلام ، ومثلهم مثل إخوته حين دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون .
    ثم حمل عليه‌السلام حتى دفن في مقابر قريش ولم يرفع قبره أكثر مما أمر به ، ثم رفعوا قبره بعد ذلك وبنوا عليه (1) .
    [99 / 7] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن سليمان بن حفص المروزي (2) . قال : إن هارون الرشيد قبض على موسى بن جعفر عليهما‌السلام سنة تسع وسبعين ومائة وتوفي في حبسه ببغداد الخمس ليال بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة ، وهو ابن سبع وأربعين سنة ، ودفن في مقابر قريش ، وكانت إمامته خمساً وثلاثين سنة وأشهراً ، وأمه أم ولد يقال لها : حميدة ، وهي أم أخويه إسحاق ومحمد ابني جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، ونص على ابنه علي بن موسى عليه‌السلام بالإمامة بعده (3) .
    __________________
    (1) أورده الخصيبي في الهداية الكبرى : ٢٦4 ـ ٢٦٧، ضمن حديثين ، الطبري في دلائل الامامة : ٣١٣ / 4 ، باختلاف ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٢٢ / 26.
    (2) في نسخة (ج ، ها : جعفر المروزي ، وفي (ع) : سليمان بن حفص .
    (3) أنظر الكافي ١ : ٣٩٧ ، إرشاد المفيد ٢: ٢١٥ ، إثبات الوصية : ١٦٩ ، دلائل

    [100 / 8] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن صدقة العنبري، قال : لما توفي أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليه‌السلام عالية ، جمع هارون الرشيد شيوخ الطالبية وبني العباس وسائر أهل المملكة والحكام، وأحضر أبا إبراهيم موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، فقال : هذا موسى بن جعفر عليه‌السلام قد مات حتف أنفه ، وما كان بيني وبينه ما أستغفر الله منه في أمره يعني في قتله ـ فانظروا إليه ، فدخل عليه سبعون رجلاً من شيعته ، فنظروا إلى موسى بن جعفر عليهما‌السلام وليس به أثر جراحة ولا خلق، وكان في رجله أثر الحناء ، فأخذه سليمان ابن أبي جعفر (1) فتولى غسله وتكفينه ، وتحقى وتحسر في جنازته (2) .
    قال مصنف هذا الكتاب : إنما أوردت هذه الأخبار في هذا الكتاب رداً على الواقفة على موسى بن جعفر عليه‌السلام ؛ فإنهم يزعمون أنه حي ، وينكرون إمامة الرضا عليه‌السلام وإمامة من بعده من الأئمة عليهم‌السلام ال ، وفي صحة وفاة موسى بن جعفر عليه‌السلام إبطال مذهبهم .
    ولهم في هذه الأخبار كلام ، يقولون : إن الصادق الله قال : إن الإمام
    __________________
    الإمامة : ٣٠٦ ، إعلام الورى ٦:٢ ، تذكرة الخواص : 312، الهداية الكبرى : ٢٦٣ ، كشف الغمة ٢ : 21٦ ، المناقب لابن شهر آشوب ٣4٩:4 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٢٨ / 30.
    (1) في نسخة ج ، هـ . ع ك : سليمان بن جعفر، وكلاهما وردا في كتب التواريخ . والظاهر صحة الاثنين .
    انظر المناقب لابن شهر آشوب ٣٥٣:4 ، إعلام الورى ٢: ٣4 .
    (2) ذكره المصنف في كمال الدين : 39 ، ونقله المجلسي عن الكمال والعيون في البحار 4٨ : 228 / 31.

    لا يغسله إلا الإمام (1) ولو كان الرضا عليه‌السلام عليه إماماً كما ذكرتم لغسله (2) ، وفي هذه الأخبار أن موسى عليه‌السلام غسله غيره ولا حجة لهم علينا في ذلك ؛ لأن الصادق عليه‌السلام إنما نهى أن يغسل الإمام إلا من يكون إماماً ، فإن دخل من يغسل الإمام في نهيه فغسله ، لم يبطل بذلك إمامة الإمام بعده، ولم يقل الله : إن الإمام لا يكون إلا الذي يغسل من قبله من الأئمة عليهم‌السلام عالم ، فبطل تعلقهم علينا بذلك .
    على أنا قد روينا في بعض هذه الأخبار : أن الرضا عليه‌السلام قد غسل أباه موسى بن جعفر عليهما‌السلام عليه من حيث خفي على الحاضرين لغسله ، غير من اطلع عليه ، ولا تنكر الواقفة أن الإمام يجوز أن يطوي الله تعالى له البعد حتى يقطع المسافة البعيدة في المدة اليسيرة.
    [1۰1 / 9] حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر ، عن المعلى بن محمد البصري ، قال : حدثنا علي بن رباط ، قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليه‌السلام : إن عندنا رجلاً يذكر أن أباك عليه‌السلام حتي وأنك تعلم من ذلك ما تعلم .
    فقال عليه‌السلام : «سبحان الله ، مات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يمت موسى بن جعفر عليه‌السلام ؟! بلى والله لقد مات وقسمت أمواله ، ونكحت جواريه » (3) .
    [102 / 10] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ،
    __________________
    (1) أورده الكليني في الكافي ٣١٥:١ ـ باب أن الإمام لا يغسله إلا الإمام ، وعنه في البحار 4٨ : ٢4٧ / 54 ، وذكره المصنف في كمال الدين : ۷1 ، الطبري في دلائل الإمامة : ٣٥٢ و ٣٥4 .
    (2) ( لغسله) أثبتناها من نسخة «ر ، ك» .
    (3) ذكره المصنف في كمال الدين : 39 ، ونقله المجلسي عن الكمال والعيون في البحار 4٨ : ٢٥4 / 7 .

    عن محمد بن عيسى اليقطيني ، عن أحمد بن عبد الله الغروي (1) ، عن أبيه ، قال : دخلت على الفضل بن الربيع وهو جالس على سطح ، فقال لي : أدن مني، فدنوت حتى حاذيته ، ثم قال لي : أشرف إلى بيت في الدار ، فأشرفت ، فقال : ما ترى في البيت ؟ فقلت : ثوباً مطروحاً ، فقال : أنظر حسناً ، فتأملت ونظرت فتيقنت ، فقلت : رجل ساجد ، فقال لي : تعرفه ؟ قلت ، لا ، قال : هذا مولاك ، قلت : ومن مولاي ؟ فقال : تتجاهل علي ؟ فقلت : ما أتجاهل ، ولكني لا أعرف لي مولى .
    فقال : هذا أبو الحسن موسى بن جعفر ، إني أتفقده الليل والنهار ، فلم أجده في وقت من الأوقات إلا على الحال التي أخبرك بها ، إنه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته (1) إلى أن تطلع الشمس ، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجداً حتى تزول الشمس، وقد وكل من يترصد له الزوال ، فلست أدري متى يقول الغلام : قد زالت الشمس ! إذ يثبت فيبتدىء الصلاة من غير أن يحدث ، فأعلم أنه لم يتم في سجوده ولا أغفى (3) ، فلا يزال إلى أن يفرغ من صلاة العصر .
    فإذا صلى العصر سجد سجدة ، فلا يزال ساجداً إلى أن تغيب الشمس ، فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغرب من غير أن يحدث حدثاً، ولا يزال في صلاته وتعقيبه (4) إلى أن يصلي العتمة .
    __________________
    (1) في نسخة (ع) وحاشية الحجرية في نسخة : القزويني .
    (2) في المطبوع والحجرية : الصلاة ، وما أثبتناه من النسخ الخطية «ج ، هـ . ع . ك . ر» والمصادر .
    (3) في نسخة (ع) : ولا أغفل ، وفي (ر) : ولا غفا ، وقال الأزهري : أغفى الرجل : إذا نام نومة خفيفة. تهذيب اللغة 8 : 2۰۷ ـ غفا .
    (4) في نسخة اج ، هذا والحجرية ، وتعقيره .

    فإذا صلى العتمة أفطر على شوي يؤتى به ثم يجدد الوضوء ثم يسجد ، ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة .
    ثم يقوم فيجدد الوضوء ، ثم يقوم فلا يزال يصلي في جوف الليل حتى يطلع الفجر، فلست أدري متى يقول الغلام : إن الفجر قد طلع ؟! إذ قد وثب هو لصلاة الفجر، فهذا دأبه منذ حول إلى .
    فقلت : إتق الله ولا تحدثن في أمره حدثاً يكون فيه زوال النعمة ، فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءاً إلا كانت نعمته زائلة ، فقال : قد أرسلوا إلى غير مرة يأمروني بقتله ، فلم أجبهم إلى ذلك ، وأعلمتهم أني لا أفعل ذلك ، ولو قتلوني ما أجبتهم إلى ما سألوني .
    فلما كان بعد ذلك حول إلى الفضل بن يحيى البرمكي فحبس عنده أياماً، وكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل يوم مائدة حتى مضى ثلاثة أيام ولياليها ، فلما كانت الليلة الرابعة قدمت إليه مائدة للفضل بن يحيى ، فرفع الله يده إلى السماء ، فقال :
    يا رب إنك تعلم أني لو أكلت قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي فأكل فمرض ، فلما كان من الغد جاءه الطبيب فعرض عليه خضرة في بطن راحته ، وكان السم الذي سم به قد اجتمع في ذلك الموضع ، فانصرف الطبيب إليهم ، فقال : والله لهو أعلم بما فعلتم به منكم ، ثم توفي (1) عليه‌السلام (2) .
    __________________
    (1) (ثم توفي) لم ترد في نسخة ج ، وهـ ، ك .
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : 21۰ / 19 ، ونقله المجلسي عن الأمالي والعيون في البحار 4٨ : ٢١٠ / 9.

    ـ9ـ
    باب ذكر من قتله الرشيد من أولاد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد
    قتله الموسى بن جعفر عليه‌السلام بالسم في ليلة واحدة ،
    سوى من قتل منهم في سائر الليالي والأيام
    [103 / 1] حدثنا أبو الحسن (1) أحمد بن محمد بن الحسين البزاز قال : حدثنا أبو طاهر الساماني بشر بن محمد بن بشير ، قال : حدثني أبو الحسين أحمد بن سهل بن ماهان ، قال : حدثني عبيد الله (2) البزاز (3) النيسابوري وكان مسن ما قال : كان بيني وبين حميد بن قحطبة الطائي الطوسي معاملة ، فرحلت إليه في بعض الأيام ، فبلغه خبر قدومي فاستحضرني للوقت، وعلي ثياب السفر لم أغيرها ، وذلك في شهر رمضان وقت صلاة الظهر .
    فلما دخلت عليه رأيته في بيت يجري فيه الماء ، فسلمت عليه وجلست ، فأتي بطست وإبريق فغسل يديه ، ثم أمرني فغسلت يدي ، وأحضرت المائدة ، وذهب على أني صائم وأني في شهر رمضان ؛ ثم ذكرت فأمسكت يدي .
    فقال لي حميد : مالك لا تأكل ؟ فقلت : أيها الأمير هذا شهر رمضان .
    __________________
    (1) في الحجرية ونسخة (ر) وحاشية لك في نسخة : أبو الحسين .
    (2) في نسخة او ، ك ، هـ ، ع : عبد الله .
    (3) في نسخة ناج ، ع : البزار .

    ولست بمريض ولا بي علة توجب الإفطار، ولعل الأمير له عذر في ذلك أو علة توجب الإفطار ، فقال : ما بي علة توجب الإفطار ، وإني لصحيح البدن ، ثم دمعت عيناه وبكى .
    فقلت له بعد ما فرغ من طعامه : ما يبكيك أيها الأمير ؟ فقال : أنفذ إلى هارون الرشيد وقت كونه بطوس في بعض الليل أن أجب ، فلما دخلت عليه رأيت بين يديه شمعة تتقد، وسيفاً أخضر مسلولاً، وبين يديه خادم واقف ، فلما قمت بين يديه رفع رأسه إلي ، فقال : كيف طاعتك الأمير المؤمنين ؟
    فقلت : بالنفس والمال ، فأطرق ، ثم أذن لي في الانصراف ، فلم ألبث في منزلي حتى عاد الرسول إلي وقال : أجب أمير المؤمنين ، فقلت في نفسي : إنا لله ، أخاف أن يكون قد عزم على قتلي ، وأنه لما رأني استحيى مني، فعدت إلى بين يديه، فرفع رأسه إلي ، فقال : كيف طاعتك لأمير المؤمنين ؟
    فقلت : بالنفس والمال والأهل والولد : فتبسم ضاحكاً ، ثم أذن لي في الانصراف ، فلما دخلت منزلي لم ألبث أن عاد إلى الرسول ، فقال : أجب أمير المؤمنين ، فحضرت بين يديه وهو على حاله ، فرفع رأسه إلى وقال لي : كيف طاعتك لأمير المؤمنين ؟
    فقلت : بالنفس والمال والأهل والولد والدين ، فضحك ثم قال لي : خذ هذا السيف وامتثل ما يأمرك به هذا الخادم .
    قال : فتناول الخادم السيف وناولنيه ، وجاء بي إلى بيت بابه مغلق ، ففتحه فإذا فيه بئر في وسطه ، وثلاثة بيوت أبوابها مغلقة ، ففتح باب بيت منها ، فإذا فيه عشرون نفساً عليهم الشعور والذوائب، شيوخ وكهول وشبان

    مقيدون ، فقال لي : إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء ، وكانوا كلهم علوية من ولد علي وفاطمة عليهما‌السلام .
    فجعل يخرج إلى واحداً بعد واحد فأضرب عنقه، حتى أتيت على آخرهم ، ثم رمى بأجسادهم ورؤوسهم في تلك البئر، ثم فتح باب بيت آخر ، فإذا فيه أيضاً عشرون نفساً من العلوية ، من ولد على وفاطمة عليهما‌السلام مقيدون ، فقال لي : إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلاء، فجعل يخرج إلى واحداً بعد واحد فأضرب عنقه ويرمي به في تلك البئر، حتى أتيت على آخرهم .
    ثم فتح باب البيت الثالث ، فإذا فيه مثلهم عشرون نفساً من ولد علي وفاطمة عليها مقيدون ، عليهم الشعور والذوائب ، فقال لي : إن أمير المؤمنين يأمرك يقتل هؤلاء أيضاً .
    فجعل يخرج إلى واحداً بعد واحد ، فأضرب عنقه فيرمي به في تلك البئر ، حتى أتيت على تسعة عشر نفساً منهم ، وبقى شيخ منهم عليه شعر ، فقال لي : تبا لك يا مشوم ، أي عذر لك يوم القيامة إذا قدمت على جدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد قتلت من أولاده ستين نفساً قد ولدهم علي وفاطمة علي ؟! فارتعشت يدي وارتعدت فرائصي ، فنظر إلى الخادم مغضباً وزبرني (1) ، فأتيت على ذلك الشيخ أيضاً فقتلته ورمى به في تلك البئر .
    فإذا كان فعلى هذا، وقد قتلت ستين نفساً من ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما ينفعني صومي وصلاتي ، وأنا لا أشك أني مخلد في النار ؟! (2)
    قال مصنف هذا الكتاب الله : وللمنصور مثل هذه الفعلة في ذرية
    __________________
    (1) في نسخة (ك) : وهددني .
    (2) نقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ١٧٦ / 20.

    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .
    [104 / 2] حدثنا (1) أحمد بن محمد بن الحسين البزاز ، قال : حدثنا أبو منصور المطرز ، قال : سمعت الحاكم أبا أحمد محمد بن محمد بن إسحاق الأنماطي النيسابوري ، يقول ـ بإسناد متصل ذكره محمد ـ : إنه لما بنى المنصور الأبنية ببغداد ، جعل يطلب العلوية طلباً شديداً، ويجعل من ظفر به منهم في الاسطوانات المجوفة المبنية من الجص والآجر، فظفر ذات يوم بغلام متهم، حسن الوجه عليه شعر أسود ، من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ، فسلمه إلى البناء الذي كان يبني له ، وأمره أن يجعله في جوف أسطوانة ويبني عليه، ووكل به من ثقاته (2) من يراعي ذلك ، حتى يجعله في جوف أسطوانة بمشهده .
    فجعله البناء في جوف اسطوانة (3) ، فدخلته رقة عليه ورحمة له ، فترك في الأسطوانة فرجة يدخل منها الروح (4) ، وقال للغلام : لا بأس عليك فاصبر ، فإني سأخرجك من جوف هذه الأسطوانة إذا جن الليل .
    فلما جن الليل جاء البناء في ظلمته ، فأخرج ذلك العلوي من جوف تلك الأسطوانة ، وقال له : إتق الله في دمي ودم الفعلة الذين معي وغيب شخصك ، فإني إنما أخرجتك في ظلمة هذه الليلة من جوف هذه الأسطوانة ؛ لأني خفت إن تركتك في جوفها أن يكون جدك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة خصمي بين يدي الله عز وجل ، ثم أخذ شعره بآلات
    __________________
    (1) في نسخة (ع) ، را زيادة : أبو الحسين ، وأثبت في متن الا من نسخة أخرى.
    (2) في نسخة ج ، ها : نقباله.
    (3) في نسخة (ج ، ه) زيادة : وبني عليها .
    (4) الروح : بالفتح ، نسيم الريح القاموس المحيط ١ : ٣٠٧ ـ الروح .

    الجصاصين كما أمكن ، وقال له : غيب شخصك وانج بنفسك ولا ترجع إلى أمك .
    قال الغلام : فإن كان هذا هكذا فعرف أمي أني قد نجوت وهربت ، لتطيب نفسها، ويقل جزعها وبكاؤها ، إن لم يكن لعودي إليها وجه ، فهرب الغلام ، ولا يدرى أين قصد من أرض الله تعالى ، ولا إلى أي بلد وقع .
    قال ذلك البناء : وقد كان الغلام عرفني مكان أمه ، وأعطاني العلامة ، فانتهيت إليها في الموضع الذي دلني عليه ، فسمعت دوياً كدوي النحل من البكاء ، فعلمت أنها أمه ، فدنوت منها ، وعرفتها خبر ابنها ، وأعطيتها شعره و انصرفت (1) .
    __________________
    (1) نقله المجلسي عن العيون في البحار 4٧ : ٣٠٦ / 27 .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:06 pm

    باب السبب الذی قیل من اجله بالوقف علی
    موسی بن جعفر عليه‌السلام
    [105 / 1] حدثنا على بن عبد الله الوراق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ربيع بن عبد الرحمن ، قال : كان والله موسى بن جعفر عليهما‌السلام الا من المتوسمين ، يعلم من يقف عليه بعد موته ، ويجحد الإمام بعد إمامته ، فكان يكظم غيظه عليهم ، ولا يبدي لهم ما يعرفه منهم ، فسمي الكاظم لذلك (1) .
    [106 / 2] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه (2) ، قال : حدثنا (3) محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن، قال : مات أبو الحسن عليه‌السلام وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير ، فكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم لموته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.
    قال : فلما رأيت ذلك وتبين لي الحق ، وعرفت من أمر أبي الحسن
    __________________
    (1) ذكره المصنف في علل الشرائع : 23٥ / 1، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ ٨ / ٢٥٥.
    (2) في نسخة (ر) وحاشية اك زيادة : قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار .
    (3) في نسخة الك) : حدثني .

    الرضا عليه‌السلام ما عرفت تكلمت ودعوت الناس إليه ؛ قال ، فبعثا إلى وقالا لي : ما يدعوك إلى هذا ؟ إن كنت تريد المال فنحن نغنيك (1) ، وضمنا لي عشرة آلاف دينار ، وقالا لي : كف ، فأبيت ، وقلت لهما : إنا روينا عن الصادقين عليهما‌السلام أنهم قالوا : إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان، وما كنت لأدع الجهاد في أمر الله عز وجل على كل حال ، فناصباني وأضمرا (2) لي العداوة (3) .
    [107 / 3] حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی‌الله‌عنها، قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن حماد ، قال : كان أحد القوام عثمان ابن عيسى الرواسي (4) ، وكأن يكون بمصر، وكان عنده مال كثير وست جوار ، قال : فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه‌السلام الي فيهن وفي المال .
    قال : فكتب إليه : إن أباك لم يمت ، قال : فكتب إليه : إن أبي قد مات ، وقد اقتسمنا ميراثه ، وقد صحت الأخبار بموته، واحتج عليه فيه ، قال : فكتب إليه : إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء ، وإن كان قد مات على ما تحكي ، فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وقد أعتقت الجواري
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : نعينك ، وفي نسخة «ج»، هـا الكلمة غير منقطة .
    (2) في المطبوع والحجرية : وأظهرا، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخمس والمصادر.
    (3) ذكره المصنف في علل الشرائع : 23۵ / 1، الطوسي في الغيبة : ٦4 / 66 ، واختيار معرفة الرجال : 4٦٧ / 888 ـ ترجمة زياد القندي ، و 4٩٣ / 946 ـ ترجمة يونس . والرواية فيه كاملة ، ونقله المجلسي عن المصادر المتقدمة والعيون في البحار 4٨ : ٢٥٢ / 2 ٣٠.
    (4) في نسخة اج ، هما : الرواشني .

    و تزوجتهن (1) .
    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : لم يكن موسى بن جعفر عليه‌السلام ممن يجمع المال ، ولكنه حصل في وقت الرشيد، وكثر أعداؤه ، ولم يقدر على تفريق ما كان يجتمع إلا على القليل ممن يثق بهم في كتمان السر، فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلك .
    وأراد أن لا يحقق على نفسه قول من كان يسعى به إلى الرشيد ، ويقول : إنه تحمل إليه الأموال، ويعتقد له الإمامة ، ويحمل على الخروج عليه ، ولولا ذلك لفرق ما اجتمع من هذه الأموال ، على أنها لم تكن أموال الفقراء، وإنما كانت أمواله يصل بها مواليه ؛ ليكون له إكراماً منهم له ، وبراً منهم به عليه‌السلام .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في علل الشرائع : ٢٣٦ / 2 ، وأورده ابن بابويه في الإمامة والتبصرة : ٢١٣ / 66، الطوسي في الغيبة : ٦٥ / 67 ، واختيار معرفة الرجال : ٥٩٨ / 1120 . ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٥٣ / 5 .


    ـ11ـ
    باب ما جاء عن الرضا علی بن موسی عليه‌السلام
    من الاخبار فی التوحید
    [1۰8 / 1] ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الصقر (1) بن دلف ، عن ياسر الخادم ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام يقول : «من شبه الله تعالى بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر» (2) .
    [1۰9 / 2] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي ، قال : حدثنا عبيد الله (3) بن موسى الروياني (4) ، قال : حدثنا عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : قال علي بن موسى الرضا عليه‌السلام في قول الله تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ‎*‏ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) (5) قال : «يعني مشرقة ، تنتظر ثواب ربها» (6) .
    __________________
    (1) في حاشية اك والحجرية، في نسخة : صفوان .
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : ٦٨ / 25 ، وعنه في مشكاة الأنوار 1: 18 ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : 29۰384 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٣: ٢٩٣ / 16 .
    (3) في نسخة ك . را : عبد الله .
    (4) في نسخة (ع) : عبد الله بن صوفي الروياني .
    (٥) سورة القيامة ۷۵ ـ 22 ـ 23 .
    (٦) ذكره المصنف في الأمالي : 4٩4 / 1 ، والتوحيد : ١١٦ / 19 ، وأورده الفتال

    [110 / 3] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث : أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة ؟.
    فقال عليه‌السلام : يا أبا الصلت ، إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله على جميع خلقه من النبيين والملائكة ، وجعل طاعته طاعته ، ومبايعته مبايعته (1) ، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته ، فقال عز وجل : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) (2) ، وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) (3) .
    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله تعالى . ودرجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى.
    قال : فقلت له : يابن رسول الله ، فما معنى الخبر الذي رووه : أن ثواب «لا إله إلا الله» النظر إلى وجه الله تعالى ؟ فقال عليه‌السلام : «يا أبا الصلت ، من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه
    __________________
    النيسابوري في روضة الواعظين : ٣4 الطبرسي في الاحتجاج 2 : 382 / 287 . ونقله المجلسي عن الأمالي والتوحيد والاحتجاج والعيون في البحار 4 : ٢٨ / 3 .
    (1) في المطبوع والحجرية ، ومتابعته متابعته، وكذلك الأمالي والتوحيد ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطبة ، وهو الموافق لبقية المصادر .
    (2) سورة النساء 4: ٨٠ .
    (3) سورة الفتح 4٨ : ١٠ .

    ورسله وحججه صلوات الله عليهم ، هم الذين بهم يتوجه (1) إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته ، وقال الله عز وجل ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ‎*‏ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) (2) .
    وقال عز وجل ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) (3) فالنظر إلى أنبياء الله تعالى ورسله وحججه الا في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة . وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة ، وقال : إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني . يا أبا الصلت ، إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ، ولا يدرك بالأبصار (4) والأوهام» .
    قال : قلت له : يابن رسول الله ، فأخبرني عن الجنة والنار، أهما اليوم مخلوقتان ؟ فقال : «نعم ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء» ، قال : فقلت له : إن قوماً يقولون : إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين .
    فقال عليه‌السلام : «ما أولئك منا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليه وكذبنا ، وليس من ولايتنا على شيء ، ويخلد في نار جهنم، قال الله تعالى : ( هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ‎*‏ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ) (5) .
    __________________
    (1) في نسخة اج ـ هـا : نتوجه .
    (2) سورة الرحمن ٢٦:٥٥ ـ ٢٧ .
    (3) سورة القصص 28 ـ 88.
    (4) في حاشية نسخة ك والحجرية في نسخة : ولا تدركه الأبصار .
    (٥) سورة الرحمن ٥٥: 4٣ ـ ٠44.

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل الله . فأدخلني الجنة ، فناولني من رطبها ، فأكلته ، فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة عليها‌السلام ، ففاطمة حوراء إنسية ، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة عليها‌السلام (1) .
    [١١١ / 4] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قال الله جل جلاله : ما آمن بي من فسر برأيه كلامي ، وما عرفني من شبهني بخلقي ، وما على ديني من استعمل القياس في ديني» (2) .
    [112 / 5] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، قال : من أبو الحسن الرضا عليه‌السلام بقبر من قبور أهل بيته فوضع يده عليه، ثم قال : « إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيئة (3) ، فجهلوك
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : ٥4٥ / 7 والتوحيد : 11۷ / 21 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2 : 38۰ / 829 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ١٠٠ : ١٣٩ / 4، وعن العيون والتوحيد في 4 : 3 / 4 ، وعن العيون والتوحيد والأمالي والاحتجاج في ص ٣١ / 6.
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : ٥٥ / 3 ، والتوحيد : ٦٨ / 23 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2: 383 / 288 ، وابنه في مشكاة الأنوار 1 : 18 / 5 ، ونقله المجلسي عن الأمالي والتوحيد والعيون والاحتجاج في البحار 2 : 29۷ / 17 .
    (3) في نسخة «ج ، ه» وروضة الواعظين : لم تبد واهية، وفي الحجرية : لم تبد هيبة، وما في المتن أثبتناه من نسخة او ، ع ، ك، وهو الموافق للمصادر، وفي الصحيفة الرضوية : لم تبد هيئة لك.

    وقدروك ، والتقدير على غير ما به وصفوك ، وإني بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء إلهي ولن يدركوك ، وظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك ، وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك ، بل سووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك ، واتخذوا بعض آياتك رباً فبذلك وصفوك ، تعاليت ربي عما به المشبهون نعتوك» (1) .
    [113 / 6] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : جاء قوم من وراء النهر (2) إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، فقالوا له : جئناك نسألك عن ثلاث مسائل ، فإن أجبتنا فيها علمنا أنك عالم ، فقال : «سلوا» فقالوا : أخبرنا عن الله تعالى أين كان ؟ كيف كان ؟ وعلى أي شيء كان اعتماده ؟ فقال عليه‌السلام : « إن الله تعالى كيف الكيف، فهو بلا كيف ، وأين الأين فهو بلا أين ، وكان اعتماده على قدرته » فقالوا : تشهد أنك عالم (3) .
    قال مصنف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه : يعنى بقوله : « وكان اعتماده على قدرته » أي على ذاته؛ لأن القدرة من صفات ذات الله تعالى .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : ٧٠٦ / 2 والتوحيد : ١٢4 / 2 ، وأورده المفيد في الإرشاد 2 : 1۵3 ، عن الإمام السجاد الله، الطبري في بشارة المصطفى: 319 / 33 المثال النيسابوري في روضة الواعظين : ٣٦ ، وجاء الدعاء في الصحيفة الرضوية الكاملة: 2۰ / 8، ونقله المجلسي عن الأمالي في البحار ٣: ٢٩٣ / 14 ، وج ٩: ١٨١ / 904 عن الكتاب العتيق للغروي .
    (2) ما وراء النهر : يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان، فما كان في شرقيه يقال له : بلاد الهياطلة ، وفي الإسلام : سموه ما وراء النهر، وما كان في غربيه فهو خراسان وولاية خوارزم معجم البلدان ٥ : ٥4 .
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : 12۵ / 3، وأورده الكليني في الكافي 1 : 69 / 2 ، ونقله المجلسي عن التوحيد في البحار 4 : ١4٣ / 13 .

    [114 / 7] حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي (1) ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال : حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة، قال: قلت للرضا عليه‌السلام : خلق الله الأشياء بالقدرة، أم بغير القدرة ؟
    فقال عليه‌السلام : « لا يجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة؛ لأنك إذا قلت: خلق الأشياء بالقدرة، فكأنك قد جعلت القدرة شيئاً غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء، وهذا شرك، وإذا قلت : خلق الأشياء بقدرة (2) ، فإنما تصفه أنه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج إلى غيره، بل هو سبحانه قادر لذاته لا بالقدرة »(3) .
    [١١٥ / 8] حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي ، قال : حدثنا أحمد بن الفضل بن المغيرة ، قال : حدثنا أبو نصر (4) منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني ، قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا الحسين بن بشار، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال: سألته، أيعلم الله الشيء الذي لم يكن ، أن لو كان كيف كان يكون ؟
    فقال عليه‌السلام : إن الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء ، قال عز وجل : ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (5) وقال لأهل النار : ( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) (6) فقد علم عز وجل أنه لو ردهم
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : محمد بن عبد الله الكوفي .
    (2) في المطبوع والحجرية : بغير قدرة، وما في المتن البتناه من النسخ الخطبة والمصادر .
    (3) ذكره المصنف في التوحيد: 13۰ / 12، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4: ٣ / ١٣٦.
    (4) في نسخة ك : أبو بصير ، وفي حاشيتها في نسخة : أبو نصر .
    (٥) سورة الجاثية 4٥ : ٢٩.
    (٦) سورة الأنعام ٦: ٣٠.

    لعادوا لما نهوا عنه .
    وقال للملائكة لما قالت : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (1) فلم يزل الله عز وجل علمه سابقاً للأشياء، قديماً قبل أن يخلقها، فتبارك الله ربنا وتعالى علواً كبيراً، خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء ، كذلك ربنا لم يزل عالماً سميعاً بصيراً» (2) .
    [116 / 9] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري ـ بنيسابور في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ـ قال : حدثنا علي بن محمد ابن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول في دعائه: « سبحان من خلق الخلق بقدرته ، وأتقن ما خلق بحكمته، ووضع كل شيء منه موضعه بعلمه، سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وليس كمثله شيء وهو السميع البصيره » (3) .
    [11۷ / 10] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا الفضل بن سليمان الكوفي، عن الحسين (4) بن خالد، قال: سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : «لم يزل الله تعالى عليماً (5) قادراً حياً قديماً سميعاً بصيراً»
    __________________
    (1) سورة البقرة ٣٠٠٣.
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : 13۰ / 12، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4: ٣ / ١٣٦.
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : 13۷ / 10 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٩4: ١٧٩ / 4.
    (4) في نسخة ج ، ها وحاشية الحجرية : الحسن .
    (٥) في المطبوع : عالماً ، وكذلك الحجرية والأمالي ، وما أثبتناء في المتن من النسخ

    فقلت له : يابن رسول الله ، إن قوماً يقولون : لم يزل الله عالماً بعلم، وقادراً بقدرة، وحياً بحياة، وقديماً بقدم ، وسميعاً بسمع ، وبصيراً ببصر.
    فقال عليه‌السلام : «من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى ، وليس من ولايتنا على شيء ، ثم قال عليه‌السلام : لم يزل الله عز وجل عليماً قادراً حياً قديماً سميعاً بصيراً لذاته ، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علواً كبيراً» (1) .
    [118 / 11] حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى، قال: قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : أخبرني عن الإرادة، من الله تعالى أو من المخلوق (2) ؟ فقال عليه‌السلام : «الإرادة من المخلوق : الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل، وأما من الله عز وجل : فإرادته إحداثه لا غير ذلك؛ لأنه لا يروي ، ولا يهم ، ولا يتفكر، وهذه الصفات منفية عنه ، وهي من صفات الخلق ، فإرادة الله تعالى هي الفعل لا غير ذلك ، يقول له : كن فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر ولا كيف ، كذلك كما
    __________________
    ج، هـ ، ر، ع ، ك وهو الأنسب للسياق والموافق للتوحيد .
    و معنى العليم : أن يحيط علماً بكل شيء ظاهره وباطنه ، دقيقه وجليله ، أوله وآخره ، عاقبته وفاتحته. واعلم أن بناء فعيل وفعول للمبالغة .
    انظر المقصد الأسنى للغزالي : ٦١ ، شرح أسماء الله الحسنى للفخر الرازي : 239 ـ 23۷.
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 139 / 3 ، والأمالي : 3۵2 ، وأورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : 3۷ ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : 3٨4 / 291 ، ونقله المجلسي عن هذه المصادر دون روضة الواعظين في البحار 4 : ٦٢ / 1.
    (2) في المطبوع والبحار والكافي : ومن الخلق ، وفي الحجرية والتوحيد : ومن المخلوق ، وما أثبتناه في المتن من النسخ الخطية الخمس .

    أنه بلا كيف» (1) .
    [119 / 12] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، إن الناس يروون : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إن الله عز وجل خلق آدم على صورته .
    فقال : «قاتلهم الله ، لقد حذفوا أول الحديث : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من برجلين يتسابان ، فسمع أحدهما يقول لصاحبه : قبح الله وجهك ووجه من يشبهك ، فقال له : يا عبد الله ، لا تقل هذا لأخيك ، فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته» (2) .
    [12۰ / 13] حدثنا محمد بن محمد بن عصام (3) الكليني ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن علي بن سيف ، عن محمد بن عبيدة ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل لإبليس : ( مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : ١4٧ / 17 ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٨٥ / 3 ، الطوسي باختصار في الأمالي : 211 / 15 ، ونقله المجلسي عن الأمالي والتوحيد والعيون في البحار 4 : ١٣٧ / 4.
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : 1۵٢ / 11، وأورده الشريف المرتضى في تنزيه الأنبياء : 12۷ ، الطبرسي في الاحتجاج 2 : 38۵ / 292، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ١١ / 1.
    (3) في المطبوع ونسخة (ع): عاصم ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ر، كه والحجرية ، وهو الموافق لكتب الصدوق، وجميع المصادر الحديثية والفقهية ، وقال السيد الخوئي في عاصم : الظاهر أنه تحريف ، معجم رجال الحديث ١٨: 2۰9 / 11۷3۰.

    خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) (1) ، قال عليه‌السلام : يعني بقدرتي وقوتي (2) .
    قال مصنف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه: سمعت بعض مشايخ الشيعة يذكر في هذه الآية : إن الأئمة عليهم‌السلام اللا كانوا يقفون على قوله : ( مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) ، ثم يبتدئون بقوله عز وجل : ( بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ) ، قال : وهذا مثل قول القائل : يسيفي تقاتلني وبرمحي تطاعنني ، كأنه يقول عز وجل : بنعمتي عليك وإحساني إليك قويت على الاستكبار والعصيان .
    [121 / 14] حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب له ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الكوفي الأسدي (3) ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن (4) بن سعيد ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ) (5) ، قال: «حجاب من نور يكشف ، فيقع المؤمنون سجداً ، وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود » (6) .
    [١٢٢ / 15] حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق
    __________________
    (1) سورة ص 38 ۷۵.
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : 1٥٣ / 2 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٢٠ / ١٠:4 .
    (3) في حاشية (ك) في نسخة : الأردي .
    (4) في حاشية (ك) في نسخة : الحسين .
    (٥) سورة القلم ٦٨ ـ 4٢ .
    (٦) ذكره المصنف في التوحيد : ١٥4 / 1 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٨٨ / ٢٩٥ ، ونقله المجلسي عن التوحيد والاحتجاج والعيون في البحار 4 : ٧ / 17 ، وعن العيون فقط في ج ١٧: ١٢٠ / 59 .

    الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أبو سعيد الحسين بن علي العدوي ، قال : حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني (1) ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : «خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام الناس في مسجد الكوفة ، فقال :
    الحمد لله الذي لا من شيء كان، ولا من شيء كون ما قد كان، المستشهد بحدوث الأشياء على أزليته، وبما وسمها به من العجز على قدرته ، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه ، لم يخل منه مكان فيدرك بأينية (2) ، ولا له شبح مثال فيوصف بكيفية (3) ، ولم يغب عن شيء فيعلم بحيثية (4) ، مباين لجميع ما أحدث في الصفات، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات .
    محرم على بوارع (5) ثاقبات الفطن تحديده (6) ، وعلى عوامق (7)
    __________________
    (1) في نسخة ( ع ، ک ) ، را والحجرية : الزماري ، وفي حاشية «ك» في نسخة : الزماني .
    (2 و 3) في نسخة «ج ، ر» والحجرية والمطبوع : بأينيته . بكيفيته ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ( ع ، ک ) ، ها وهو الموافق للمصادر .
    (4) في نسخة «ج ، ر» والحجرية والمطبوع : بحيثيته ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اع ، ك ، ها وهو الموافق للمصادر .
    (٥) في نسخة «ها»: بوارق، وفي (ع. ك : بوازع ، وفي الحجرية : نوازع ، وفي اج . را كما في المتن .
    (٦) في المطبوع والحجرية : تجديدها ، وما في المتن من النسخ الخطية وهو الموافق للمصدرين .
    (۷) في المطبوع ونسخة (ج) : غوامض ، وما في المتن أثبتناه من بقية النسخ ، وهو الموافق للمصدرين .

    ثاقبات (1) الفكر تكييفه ، وعلى غوائص سابحات النظر تصويره ، لا تحويه الأماكن لعظمته ، ولا تدركه المقادير لجلاله، ولا تقطعه المقاييس الكبريائه ، ممتنع من الأوهام أن تكتنهه (2) ، وعن الأفهام أن تستغرقه ، وعن الأذهان أن تمثله، وقد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول ونضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحار العلوم ، ورجعت بالصغر عن السمو إلى وصف قدرته الطائف الخصوم .
    واحد لا من عدد ، ودائم لا بأمد ، وقائم لا يعمد ، ليس بجنس فتعادله الأجناس ، ولا بشبح فتضارعه (3) الأشباح ، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات ، قد ضلت العقول في أمواج تيار إدراكه، وتحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته ، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته ، وغرقت الأذهان في لجج أفلاك (4) ملكوته .
    مقتدر بالآلاء ، وممتنع بالكبرياء، ومتملك على الأشياء ، فلا دهر يخلقه ، ولا زمان يبليه ، ولا وصف يحيط به، وقد خضعت له الرقاب الصعاب في محل تخوم قرارها ، وأذعنت له رواضن الأسباب في منتهى شواهق أقطارها .
    مستشهد بكلية الأجناس على ربوبيته، وبعجزها على قدرته، ويفطورها على قدمته ، وبزوالها على بقائه ، فلا لها محيص عن إدراكه إياها ،
    __________________
    (1) في نسخة (ج . ه ) والحجرية : باقيات ، وفي ك : ناقبات .
    (2) في نسخة (ع) : تكشفه .
    وتكتنهه : بمعنى لا يبلغ كنهه ، أي قدره وغايته الصحاح ٦ : ٢٢4٧ ـ كنه .
    (3) المضارعة : المشابهة ، الصحاح ٣ : ١١4٩ ـ ضرع .
    (4) في نسخة (ك) : أفكار ، وفي حاشيتها في نسخة : أفلاك .

    ولا خروج من إحاطته بها ، ولا احتجاب عن إحصائه لها ، ولا امتناع من قدرته عليها .
    كفى بإتقان الصنع لها آية، وبمركب الطبع عليها دلالة، وبحدوث الفطر عليها قدمة، وبإحكام الصنعة لها عبرة، فلا إليه حد منسوب ، ولا له مثل مضروب ، ولا شيء عنه محجوب، تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علواً كبيراً .
    وأشهد أن لا إله إلا هو ، إيماناً بربوبيته ، وخلافاً على من أنكره، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، المقر في خير مستقر ، المتناسخ من أكارم الأصلاب ومطهرات الأرحام، المخرج من أكرم المعادن محتداً ، وأفضل المنابت منبتاً ، من أمنع ذروة وأعز أرومة ، من الشجرة التي صاغ الله منها أنبياءه، وانتجب منها أمناءه ، الطيبة العود المعتدلة العمود ، الباسقة الفروع، الناضرة الغصون، اليانعة الثمار الكريمة الجنا ) ، في كرم غرست ، وفي حرم أنبتت ، وفيه تشعبت وأثمرت وعزت وامتنعت، قسمت به و شمخت ، حتى أكرمه (2) الله تعالى بالروح الأمين والنور المبين والكتاب المستبين، وسخر له البراق، وصافحته الملائكة، وأرعب به الأبالسة (3) ، وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه، سنته الرشد، وسيرته العدل، وحكمه الحق، صدع بما أمره به ربه وبلغ ما حمله ، حتى أفصح بالتوحيد دعوته، وأظهر في الخلق : أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، حتى خلصت الوحدانية ،
    __________________
    (1) في نسخة «ع ، ر ، ك » : الحشا والجنا : اسم ما يحتنى من الثمر ، ويجمع : الجنا. النهاية في غريب الحديث 1 : 31۰ ـ جنى .
    (2) في المطبوع : أكرم ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية .
    (3) في المطبوع والحجرية ونسخة (ع) : الأباليس، وما في المتن أثبتناه من بقية النسخ .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:07 pm

    باب السبب الذی قیل من اجله بالوقف علی
    موسی بن جعفر عليه‌السلام
    [105 / 1] حدثنا على بن عبد الله الوراق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن ربيع بن عبد الرحمن ، قال : كان والله موسى بن جعفر عليهما‌السلام الا من المتوسمين ، يعلم من يقف عليه بعد موته ، ويجحد الإمام بعد إمامته ، فكان يكظم غيظه عليهم ، ولا يبدي لهم ما يعرفه منهم ، فسمي الكاظم لذلك (1) .
    [106 / 2] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه (2) ، قال : حدثنا (3) محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن الفضل، عن يونس بن عبد الرحمن، قال : مات أبو الحسن عليه‌السلام وليس من قوامه أحد إلا وعنده المال الكثير ، فكان ذلك سبب وقفهم وجحودهم لموته، وكان عند زياد القندي سبعون ألف دينار ، وعند علي بن أبي حمزة ثلاثون ألف دينار.
    قال : فلما رأيت ذلك وتبين لي الحق ، وعرفت من أمر أبي الحسن
    __________________
    (1) ذكره المصنف في علل الشرائع : 23٥ / 1، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ ٨ / ٢٥٥.
    (2) في نسخة (ر) وحاشية اك زيادة : قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار .
    (3) في نسخة الك) : حدثني .

    الرضا عليه‌السلام ما عرفت تكلمت ودعوت الناس إليه ؛ قال ، فبعثا إلى وقالا لي : ما يدعوك إلى هذا ؟ إن كنت تريد المال فنحن نغنيك (1) ، وضمنا لي عشرة آلاف دينار ، وقالا لي : كف ، فأبيت ، وقلت لهما : إنا روينا عن الصادقين عليهما‌السلام أنهم قالوا : إذا ظهرت البدع فعلى العالم أن يظهر علمه، فإن لم يفعل سلب نور الإيمان، وما كنت لأدع الجهاد في أمر الله عز وجل على كل حال ، فناصباني وأضمرا (2) لي العداوة (3) .
    [107 / 3] حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی‌الله‌عنها، قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن حماد ، قال : كان أحد القوام عثمان ابن عيسى الرواسي (4) ، وكأن يكون بمصر، وكان عنده مال كثير وست جوار ، قال : فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه‌السلام الي فيهن وفي المال .
    قال : فكتب إليه : إن أباك لم يمت ، قال : فكتب إليه : إن أبي قد مات ، وقد اقتسمنا ميراثه ، وقد صحت الأخبار بموته، واحتج عليه فيه ، قال : فكتب إليه : إن لم يكن أبوك مات فليس لك من ذلك شيء ، وإن كان قد مات على ما تحكي ، فلم يأمرني بدفع شيء إليك ، وقد أعتقت الجواري
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : نعينك ، وفي نسخة «ج»، هـا الكلمة غير منقطة .
    (2) في المطبوع والحجرية : وأظهرا، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخمس والمصادر.
    (3) ذكره المصنف في علل الشرائع : 23۵ / 1، الطوسي في الغيبة : ٦4 / 66 ، واختيار معرفة الرجال : 4٦٧ / 888 ـ ترجمة زياد القندي ، و 4٩٣ / 946 ـ ترجمة يونس . والرواية فيه كاملة ، ونقله المجلسي عن المصادر المتقدمة والعيون في البحار 4٨ : ٢٥٢ / 2 ٣٠.
    (4) في نسخة اج ، هما : الرواشني .

    و تزوجتهن (1) .
    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : لم يكن موسى بن جعفر عليه‌السلام ممن يجمع المال ، ولكنه حصل في وقت الرشيد، وكثر أعداؤه ، ولم يقدر على تفريق ما كان يجتمع إلا على القليل ممن يثق بهم في كتمان السر، فاجتمعت هذه الأموال لأجل ذلك .
    وأراد أن لا يحقق على نفسه قول من كان يسعى به إلى الرشيد ، ويقول : إنه تحمل إليه الأموال، ويعتقد له الإمامة ، ويحمل على الخروج عليه ، ولولا ذلك لفرق ما اجتمع من هذه الأموال ، على أنها لم تكن أموال الفقراء، وإنما كانت أمواله يصل بها مواليه ؛ ليكون له إكراماً منهم له ، وبراً منهم به عليه‌السلام .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في علل الشرائع : ٢٣٦ / 2 ، وأورده ابن بابويه في الإمامة والتبصرة : ٢١٣ / 66، الطوسي في الغيبة : ٦٥ / 67 ، واختيار معرفة الرجال : ٥٩٨ / 1120 . ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4٨ : ٢٥٣ / 5 .


    ـ11ـ
    باب ما جاء عن الرضا علی بن موسی عليه‌السلام
    من الاخبار فی التوحید
    [1۰8 / 1] ـ حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الصقر (1) بن دلف ، عن ياسر الخادم ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام يقول : «من شبه الله تعالى بخلقه فهو مشرك، ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو كافر» (2) .
    [1۰9 / 2] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي ، قال : حدثنا عبيد الله (3) بن موسى الروياني (4) ، قال : حدثنا عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : قال علي بن موسى الرضا عليه‌السلام في قول الله تعالى : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ‎*‏ إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) (5) قال : «يعني مشرقة ، تنتظر ثواب ربها» (6) .
    __________________
    (1) في حاشية اك والحجرية، في نسخة : صفوان .
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : ٦٨ / 25 ، وعنه في مشكاة الأنوار 1: 18 ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : 29۰384 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٣: ٢٩٣ / 16 .
    (3) في نسخة ك . را : عبد الله .
    (4) في نسخة (ع) : عبد الله بن صوفي الروياني .
    (٥) سورة القيامة ۷۵ ـ 22 ـ 23 .
    (٦) ذكره المصنف في الأمالي : 4٩4 / 1 ، والتوحيد : ١١٦ / 19 ، وأورده الفتال

    [110 / 3] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لعلي بن موسى الرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث : أن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم في الجنة ؟.
    فقال عليه‌السلام : يا أبا الصلت ، إن الله تبارك وتعالى فضل نبيه محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله على جميع خلقه من النبيين والملائكة ، وجعل طاعته طاعته ، ومبايعته مبايعته (1) ، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته ، فقال عز وجل : ( مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) (2) ، وقال : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) (3) .
    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله تعالى . ودرجة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى.
    قال : فقلت له : يابن رسول الله ، فما معنى الخبر الذي رووه : أن ثواب «لا إله إلا الله» النظر إلى وجه الله تعالى ؟ فقال عليه‌السلام : «يا أبا الصلت ، من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه
    __________________
    النيسابوري في روضة الواعظين : ٣4 الطبرسي في الاحتجاج 2 : 382 / 287 . ونقله المجلسي عن الأمالي والتوحيد والاحتجاج والعيون في البحار 4 : ٢٨ / 3 .
    (1) في المطبوع والحجرية ، ومتابعته متابعته، وكذلك الأمالي والتوحيد ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطبة ، وهو الموافق لبقية المصادر .
    (2) سورة النساء 4: ٨٠ .
    (3) سورة الفتح 4٨ : ١٠ .

    ورسله وحججه صلوات الله عليهم ، هم الذين بهم يتوجه (1) إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته ، وقال الله عز وجل ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ‎*‏ وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ) (2) .
    وقال عز وجل ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ) (3) فالنظر إلى أنبياء الله تعالى ورسله وحججه الا في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة . وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة ، وقال : إن فيكم من لا يراني بعد أن يفارقني . يا أبا الصلت ، إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ، ولا يدرك بالأبصار (4) والأوهام» .
    قال : قلت له : يابن رسول الله ، فأخبرني عن الجنة والنار، أهما اليوم مخلوقتان ؟ فقال : «نعم ، وإن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قد دخل الجنة ورأى النار لما عرج به إلى السماء» ، قال : فقلت له : إن قوماً يقولون : إنهما اليوم مقدرتان غير مخلوقتين .
    فقال عليه‌السلام : «ما أولئك منا ولا نحن منهم، من أنكر خلق الجنة والنار فقد كذب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليه وكذبنا ، وليس من ولايتنا على شيء ، ويخلد في نار جهنم، قال الله تعالى : ( هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ ‎*‏ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ ) (5) .
    __________________
    (1) في نسخة اج ـ هـا : نتوجه .
    (2) سورة الرحمن ٢٦:٥٥ ـ ٢٧ .
    (3) سورة القصص 28 ـ 88.
    (4) في حاشية نسخة ك والحجرية في نسخة : ولا تدركه الأبصار .
    (٥) سورة الرحمن ٥٥: 4٣ ـ ٠44.

    وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل الله . فأدخلني الجنة ، فناولني من رطبها ، فأكلته ، فتحول ذلك نطفة في صلبي ، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة، فحملت بفاطمة عليها‌السلام ، ففاطمة حوراء إنسية ، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة عليها‌السلام (1) .
    [١١١ / 4] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «قال الله جل جلاله : ما آمن بي من فسر برأيه كلامي ، وما عرفني من شبهني بخلقي ، وما على ديني من استعمل القياس في ديني» (2) .
    [112 / 5] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد ، عن بعض أصحابنا ، قال : من أبو الحسن الرضا عليه‌السلام بقبر من قبور أهل بيته فوضع يده عليه، ثم قال : « إلهي بدت قدرتك ولم تبد هيئة (3) ، فجهلوك
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : ٥4٥ / 7 والتوحيد : 11۷ / 21 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2 : 38۰ / 829 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ١٠٠ : ١٣٩ / 4، وعن العيون والتوحيد في 4 : 3 / 4 ، وعن العيون والتوحيد والأمالي والاحتجاج في ص ٣١ / 6.
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : ٥٥ / 3 ، والتوحيد : ٦٨ / 23 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2: 383 / 288 ، وابنه في مشكاة الأنوار 1 : 18 / 5 ، ونقله المجلسي عن الأمالي والتوحيد والعيون والاحتجاج في البحار 2 : 29۷ / 17 .
    (3) في نسخة «ج ، ه» وروضة الواعظين : لم تبد واهية، وفي الحجرية : لم تبد هيبة، وما في المتن أثبتناه من نسخة او ، ع ، ك، وهو الموافق للمصادر، وفي الصحيفة الرضوية : لم تبد هيئة لك.

    وقدروك ، والتقدير على غير ما به وصفوك ، وإني بريء يا إلهي من الذين بالتشبيه طلبوك ، ليس كمثلك شيء إلهي ولن يدركوك ، وظاهر ما بهم من نعمك دليلهم عليك لو عرفوك ، وفي خلقك يا إلهي مندوحة أن يتناولوك ، بل سووك بخلقك فمن ثم لم يعرفوك ، واتخذوا بعض آياتك رباً فبذلك وصفوك ، تعاليت ربي عما به المشبهون نعتوك» (1) .
    [113 / 6] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، قال : جاء قوم من وراء النهر (2) إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، فقالوا له : جئناك نسألك عن ثلاث مسائل ، فإن أجبتنا فيها علمنا أنك عالم ، فقال : «سلوا» فقالوا : أخبرنا عن الله تعالى أين كان ؟ كيف كان ؟ وعلى أي شيء كان اعتماده ؟ فقال عليه‌السلام : « إن الله تعالى كيف الكيف، فهو بلا كيف ، وأين الأين فهو بلا أين ، وكان اعتماده على قدرته » فقالوا : تشهد أنك عالم (3) .
    قال مصنف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه : يعنى بقوله : « وكان اعتماده على قدرته » أي على ذاته؛ لأن القدرة من صفات ذات الله تعالى .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : ٧٠٦ / 2 والتوحيد : ١٢4 / 2 ، وأورده المفيد في الإرشاد 2 : 1۵3 ، عن الإمام السجاد الله، الطبري في بشارة المصطفى: 319 / 33 المثال النيسابوري في روضة الواعظين : ٣٦ ، وجاء الدعاء في الصحيفة الرضوية الكاملة: 2۰ / 8، ونقله المجلسي عن الأمالي في البحار ٣: ٢٩٣ / 14 ، وج ٩: ١٨١ / 904 عن الكتاب العتيق للغروي .
    (2) ما وراء النهر : يراد به ما وراء نهر جيحون بخراسان، فما كان في شرقيه يقال له : بلاد الهياطلة ، وفي الإسلام : سموه ما وراء النهر، وما كان في غربيه فهو خراسان وولاية خوارزم معجم البلدان ٥ : ٥4 .
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : 12۵ / 3، وأورده الكليني في الكافي 1 : 69 / 2 ، ونقله المجلسي عن التوحيد في البحار 4 : ١4٣ / 13 .

    [114 / 7] حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي (1) ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن قال : حدثنا محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة، قال: قلت للرضا عليه‌السلام : خلق الله الأشياء بالقدرة، أم بغير القدرة ؟
    فقال عليه‌السلام : « لا يجوز أن يكون خلق الأشياء بالقدرة؛ لأنك إذا قلت: خلق الأشياء بالقدرة، فكأنك قد جعلت القدرة شيئاً غيره، وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء، وهذا شرك، وإذا قلت : خلق الأشياء بقدرة (2) ، فإنما تصفه أنه جعلها باقتدار عليها وقدرة، ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج إلى غيره، بل هو سبحانه قادر لذاته لا بالقدرة »(3) .
    [١١٥ / 8] حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب القرشي ، قال : حدثنا أحمد بن الفضل بن المغيرة ، قال : حدثنا أبو نصر (4) منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصبهاني ، قال : حدثنا علي بن عبد الله ، قال : حدثنا الحسين بن بشار، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال: سألته، أيعلم الله الشيء الذي لم يكن ، أن لو كان كيف كان يكون ؟
    فقال عليه‌السلام : إن الله تعالى هو العالم بالأشياء قبل كون الأشياء ، قال عز وجل : ( إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) (5) وقال لأهل النار : ( وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) (6) فقد علم عز وجل أنه لو ردهم
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : محمد بن عبد الله الكوفي .
    (2) في المطبوع والحجرية : بغير قدرة، وما في المتن البتناه من النسخ الخطبة والمصادر .
    (3) ذكره المصنف في التوحيد: 13۰ / 12، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4: ٣ / ١٣٦.
    (4) في نسخة ك : أبو بصير ، وفي حاشيتها في نسخة : أبو نصر .
    (٥) سورة الجاثية 4٥ : ٢٩.
    (٦) سورة الأنعام ٦: ٣٠.

    لعادوا لما نهوا عنه .
    وقال للملائكة لما قالت : ( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) (1) فلم يزل الله عز وجل علمه سابقاً للأشياء، قديماً قبل أن يخلقها، فتبارك الله ربنا وتعالى علواً كبيراً، خلق الأشياء وعلمه بها سابق لها كما شاء ، كذلك ربنا لم يزل عالماً سميعاً بصيراً» (2) .
    [116 / 9] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري ـ بنيسابور في شعبان سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة ـ قال : حدثنا علي بن محمد ابن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول في دعائه: « سبحان من خلق الخلق بقدرته ، وأتقن ما خلق بحكمته، ووضع كل شيء منه موضعه بعلمه، سبحان من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وليس كمثله شيء وهو السميع البصيره » (3) .
    [11۷ / 10] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا الفضل بن سليمان الكوفي، عن الحسين (4) بن خالد، قال: سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : «لم يزل الله تعالى عليماً (5) قادراً حياً قديماً سميعاً بصيراً»
    __________________
    (1) سورة البقرة ٣٠٠٣.
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : 13۰ / 12، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 4: ٣ / ١٣٦.
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : 13۷ / 10 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٩4: ١٧٩ / 4.
    (4) في نسخة ج ، ها وحاشية الحجرية : الحسن .
    (٥) في المطبوع : عالماً ، وكذلك الحجرية والأمالي ، وما أثبتناء في المتن من النسخ

    فقلت له : يابن رسول الله ، إن قوماً يقولون : لم يزل الله عالماً بعلم، وقادراً بقدرة، وحياً بحياة، وقديماً بقدم ، وسميعاً بسمع ، وبصيراً ببصر.
    فقال عليه‌السلام : «من قال ذلك ودان به فقد اتخذ مع الله آلهة أخرى ، وليس من ولايتنا على شيء ، ثم قال عليه‌السلام : لم يزل الله عز وجل عليماً قادراً حياً قديماً سميعاً بصيراً لذاته ، تعالى عما يقول المشركون والمشبهون علواً كبيراً» (1) .
    [118 / 11] حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى، قال: قلت لأبي الحسن عليه‌السلام : أخبرني عن الإرادة، من الله تعالى أو من المخلوق (2) ؟ فقال عليه‌السلام : «الإرادة من المخلوق : الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل، وأما من الله عز وجل : فإرادته إحداثه لا غير ذلك؛ لأنه لا يروي ، ولا يهم ، ولا يتفكر، وهذه الصفات منفية عنه ، وهي من صفات الخلق ، فإرادة الله تعالى هي الفعل لا غير ذلك ، يقول له : كن فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر ولا كيف ، كذلك كما
    __________________
    ج، هـ ، ر، ع ، ك وهو الأنسب للسياق والموافق للتوحيد .
    و معنى العليم : أن يحيط علماً بكل شيء ظاهره وباطنه ، دقيقه وجليله ، أوله وآخره ، عاقبته وفاتحته. واعلم أن بناء فعيل وفعول للمبالغة .
    انظر المقصد الأسنى للغزالي : ٦١ ، شرح أسماء الله الحسنى للفخر الرازي : 239 ـ 23۷.
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 139 / 3 ، والأمالي : 3۵2 ، وأورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : 3۷ ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : 3٨4 / 291 ، ونقله المجلسي عن هذه المصادر دون روضة الواعظين في البحار 4 : ٦٢ / 1.
    (2) في المطبوع والبحار والكافي : ومن الخلق ، وفي الحجرية والتوحيد : ومن المخلوق ، وما أثبتناه في المتن من النسخ الخطية الخمس .

    أنه بلا كيف» (1) .
    [119 / 12] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، إن الناس يروون : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : «إن الله عز وجل خلق آدم على صورته .
    فقال : «قاتلهم الله ، لقد حذفوا أول الحديث : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من برجلين يتسابان ، فسمع أحدهما يقول لصاحبه : قبح الله وجهك ووجه من يشبهك ، فقال له : يا عبد الله ، لا تقل هذا لأخيك ، فإن الله عز وجل خلق آدم على صورته» (2) .
    [12۰ / 13] حدثنا محمد بن محمد بن عصام (3) الكليني ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن علي بن سيف ، عن محمد بن عبيدة ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل لإبليس : ( مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : ١4٧ / 17 ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٨٥ / 3 ، الطوسي باختصار في الأمالي : 211 / 15 ، ونقله المجلسي عن الأمالي والتوحيد والعيون في البحار 4 : ١٣٧ / 4.
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : 1۵٢ / 11، وأورده الشريف المرتضى في تنزيه الأنبياء : 12۷ ، الطبرسي في الاحتجاج 2 : 38۵ / 292، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ١١ / 1.
    (3) في المطبوع ونسخة (ع): عاصم ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ر، كه والحجرية ، وهو الموافق لكتب الصدوق، وجميع المصادر الحديثية والفقهية ، وقال السيد الخوئي في عاصم : الظاهر أنه تحريف ، معجم رجال الحديث ١٨: 2۰9 / 11۷3۰.

    خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) (1) ، قال عليه‌السلام : يعني بقدرتي وقوتي (2) .
    قال مصنف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه: سمعت بعض مشايخ الشيعة يذكر في هذه الآية : إن الأئمة عليهم‌السلام اللا كانوا يقفون على قوله : ( مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) ، ثم يبتدئون بقوله عز وجل : ( بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ ) ، قال : وهذا مثل قول القائل : يسيفي تقاتلني وبرمحي تطاعنني ، كأنه يقول عز وجل : بنعمتي عليك وإحساني إليك قويت على الاستكبار والعصيان .
    [121 / 14] حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب له ، قال : حدثنا أبو الحسين محمد بن جعفر الكوفي الأسدي (3) ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن الحسن (4) بن سعيد ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ ) (5) ، قال: «حجاب من نور يكشف ، فيقع المؤمنون سجداً ، وتدمج أصلاب المنافقين فلا يستطيعون السجود » (6) .
    [١٢٢ / 15] حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق
    __________________
    (1) سورة ص 38 ۷۵.
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : 1٥٣ / 2 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٢٠ / ١٠:4 .
    (3) في حاشية (ك) في نسخة : الأردي .
    (4) في حاشية (ك) في نسخة : الحسين .
    (٥) سورة القلم ٦٨ ـ 4٢ .
    (٦) ذكره المصنف في التوحيد : ١٥4 / 1 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٨٨ / ٢٩٥ ، ونقله المجلسي عن التوحيد والاحتجاج والعيون في البحار 4 : ٧ / 17 ، وعن العيون فقط في ج ١٧: ١٢٠ / 59 .

    الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أبو سعيد الحسين بن علي العدوي ، قال : حدثنا الهيثم بن عبد الله الرماني (1) ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : «خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام الناس في مسجد الكوفة ، فقال :
    الحمد لله الذي لا من شيء كان، ولا من شيء كون ما قد كان، المستشهد بحدوث الأشياء على أزليته، وبما وسمها به من العجز على قدرته ، وبما اضطرها إليه من الفناء على دوامه ، لم يخل منه مكان فيدرك بأينية (2) ، ولا له شبح مثال فيوصف بكيفية (3) ، ولم يغب عن شيء فيعلم بحيثية (4) ، مباين لجميع ما أحدث في الصفات، وممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصريف الذوات، وخارج بالكبرياء والعظمة من جميع تصرف الحالات .
    محرم على بوارع (5) ثاقبات الفطن تحديده (6) ، وعلى عوامق (7)
    __________________
    (1) في نسخة ( ع ، ک ) ، را والحجرية : الزماري ، وفي حاشية «ك» في نسخة : الزماني .
    (2 و 3) في نسخة «ج ، ر» والحجرية والمطبوع : بأينيته . بكيفيته ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ( ع ، ک ) ، ها وهو الموافق للمصادر .
    (4) في نسخة «ج ، ر» والحجرية والمطبوع : بحيثيته ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اع ، ك ، ها وهو الموافق للمصادر .
    (٥) في نسخة «ها»: بوارق، وفي (ع. ك : بوازع ، وفي الحجرية : نوازع ، وفي اج . را كما في المتن .
    (٦) في المطبوع والحجرية : تجديدها ، وما في المتن من النسخ الخطية وهو الموافق للمصدرين .
    (۷) في المطبوع ونسخة (ج) : غوامض ، وما في المتن أثبتناه من بقية النسخ ، وهو الموافق للمصدرين .

    ثاقبات (1) الفكر تكييفه ، وعلى غوائص سابحات النظر تصويره ، لا تحويه الأماكن لعظمته ، ولا تدركه المقادير لجلاله، ولا تقطعه المقاييس الكبريائه ، ممتنع من الأوهام أن تكتنهه (2) ، وعن الأفهام أن تستغرقه ، وعن الأذهان أن تمثله، وقد يئست من استنباط الإحاطة به طوامح العقول ونضبت عن الإشارة إليه بالاكتناه بحار العلوم ، ورجعت بالصغر عن السمو إلى وصف قدرته الطائف الخصوم .
    واحد لا من عدد ، ودائم لا بأمد ، وقائم لا يعمد ، ليس بجنس فتعادله الأجناس ، ولا بشبح فتضارعه (3) الأشباح ، ولا كالأشياء فتقع عليه الصفات ، قد ضلت العقول في أمواج تيار إدراكه، وتحيرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليته ، وحصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته ، وغرقت الأذهان في لجج أفلاك (4) ملكوته .
    مقتدر بالآلاء ، وممتنع بالكبرياء، ومتملك على الأشياء ، فلا دهر يخلقه ، ولا زمان يبليه ، ولا وصف يحيط به، وقد خضعت له الرقاب الصعاب في محل تخوم قرارها ، وأذعنت له رواضن الأسباب في منتهى شواهق أقطارها .
    مستشهد بكلية الأجناس على ربوبيته، وبعجزها على قدرته، ويفطورها على قدمته ، وبزوالها على بقائه ، فلا لها محيص عن إدراكه إياها ،
    __________________
    (1) في نسخة (ج . ه ) والحجرية : باقيات ، وفي ك : ناقبات .
    (2) في نسخة (ع) : تكشفه .
    وتكتنهه : بمعنى لا يبلغ كنهه ، أي قدره وغايته الصحاح ٦ : ٢٢4٧ ـ كنه .
    (3) المضارعة : المشابهة ، الصحاح ٣ : ١١4٩ ـ ضرع .
    (4) في نسخة (ك) : أفكار ، وفي حاشيتها في نسخة : أفلاك .

    ولا خروج من إحاطته بها ، ولا احتجاب عن إحصائه لها ، ولا امتناع من قدرته عليها .
    كفى بإتقان الصنع لها آية، وبمركب الطبع عليها دلالة، وبحدوث الفطر عليها قدمة، وبإحكام الصنعة لها عبرة، فلا إليه حد منسوب ، ولا له مثل مضروب ، ولا شيء عنه محجوب، تعالى عن ضرب الأمثال والصفات المخلوقة علواً كبيراً .
    وأشهد أن لا إله إلا هو ، إيماناً بربوبيته ، وخلافاً على من أنكره، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، المقر في خير مستقر ، المتناسخ من أكارم الأصلاب ومطهرات الأرحام، المخرج من أكرم المعادن محتداً ، وأفضل المنابت منبتاً ، من أمنع ذروة وأعز أرومة ، من الشجرة التي صاغ الله منها أنبياءه، وانتجب منها أمناءه ، الطيبة العود المعتدلة العمود ، الباسقة الفروع، الناضرة الغصون، اليانعة الثمار الكريمة الجنا ) ، في كرم غرست ، وفي حرم أنبتت ، وفيه تشعبت وأثمرت وعزت وامتنعت، قسمت به و شمخت ، حتى أكرمه (2) الله تعالى بالروح الأمين والنور المبين والكتاب المستبين، وسخر له البراق، وصافحته الملائكة، وأرعب به الأبالسة (3) ، وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه، سنته الرشد، وسيرته العدل، وحكمه الحق، صدع بما أمره به ربه وبلغ ما حمله ، حتى أفصح بالتوحيد دعوته، وأظهر في الخلق : أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، حتى خلصت الوحدانية ،
    __________________
    (1) في نسخة «ع ، ر ، ك » : الحشا والجنا : اسم ما يحتنى من الثمر ، ويجمع : الجنا. النهاية في غريب الحديث 1 : 31۰ ـ جنى .
    (2) في المطبوع : أكرم ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية .
    (3) في المطبوع والحجرية ونسخة (ع) : الأباليس، وما في المتن أثبتناه من بقية النسخ .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:08 pm

    وصفت الربوبية ، فأظهر الله بالتوحيد حجته ، وأعلى بالإسلام درجته ، واختار الله عز وجل لنبيه ما عنده من الروح والدرجة والوسيلة ، صلى‌الله‌عليه‌وآله الطاهرين» (1) .
    [١٢٣ / 16] حدثنا محمد بن أحمد السناني ، قال رضي‌الله‌عنه : حدثنا محمد ابن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي‌الله‌عنه ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ) (2) ، فقال : « إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال، منعهم المعاونة واللطف ، وخلى بينهم وبين اختيارهم» .
    قال : وسألته عن قول الله عز وجل : ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ) (3) قال : «الختم : هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال عز وجل : ( بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ) » (4) .
    قال : وسألته عن الله عز وجل ، هل يجبر عباده على المعاصي ؟ فقال : «بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا قلت : فهل يكلف عباده ما لا يطيقون ؟ فقال : كيف يفعل ذلك ! وهو يقول: ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) (5) ».
    ثم قال عليه‌السلام : «حدثني أبي موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن أبيه جعفر بن
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : ٦٩ / 26، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ٢٢١ / 2 .
    (2) سورة البقرة ٢ : ١٧ .
    (3) سورة البقرة ٧٢ .
    (4) سورة النساء 4 : ١٥٥ .
    (٥) سورة فصلت 4٦:4١.

    محمد عليهما‌السلام ، أنه قال : من زعم أن الله تعالى يجبر عباده على المعاصي ، أو يكلفهم ما لا يطيقون، فلا تأكلوا ذبيحته ، ولا تقبلوا شهادته ، ولا تصلوا وراءه ، ولا تعطوه من الزكاة شيئاً » (1) .
    [124 / 17] حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن يزيد بن عمير (1) بن معاوية الشامي، قال : دخلت على علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بمرو ، فقلت له : يابن رسول الله ، روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : الا جبر «ولا تفويض بل أمر بين أمرين» ، فما معناه ؟
    قال : «من زعم أن الله تعالى يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها ، فقد قال بالجبر، ومن زعم أن الله عز وجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم‌السلام ، فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض مشرك» .
    فقلت له : يابن رسول الله ، فما أمر بين أمرين ؟ فقال : وجود السبيل إلى إتيان ما أمروا به، وترك ما تهوا عنه فقلت له : فهل الله عز وجل مشيئة وإرادة في ذلك ؟ فقال : فأما الطاعات فإرادة الله ومشيئته فيها الأمر بها ، والرضا لها ، والمعاونة عليها، وإرادته ومشيئته في المعاصي النهي عنها ، والسخط لها ، والخذلان عليها ، قلت : فهل الله فيها القضاء؟ قال : «نعم ، ما من فعل يفعله العباد من خير أو شر إلا والله فيه قضاء» ، قلت : ما معنى هذا
    __________________
    (1) أورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٩٦، ونقله المجلسي عن الاحتجاج والعيون في البحار ۵ : 11 / 17 .
    (2) في نسخة (ج ، ه) : عمير بن معاوية الشامي، وفي (ع): يزيد بن عمر بن معاوية الشامي ، وفي حاشيتها في نسخة : زيد بن عمير ، وفي حاشية (ك) : في النسخة : زيد بن عمر ، وفي حاشية الحجرية : في نسخة : زيد ، وما في المتن أثبتناه من نسخه در ، ك والحجرية، وهو الموافق الأكثر المصادر .

    القضاء؟ قال : «الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة» (1) .
    [١٢٥ / 18] حدثنا محمد بن محمد بن عصام ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان ، قال : حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم، عن الحسين (2) بن القاسم الرقام ، عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) (3) .
    فقال :«إن الله تعالى لا ينسى ولا يسهو ، وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث ، ألا تسمعه عزّ وجل يقول : ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) (4) ، وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن يُنسيهم أنفسهم ، كما قال الله عز وجل : ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) (5) ، وقال تعالى : ( فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا ) (6) أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا»(7) .
    __________________
    (1) أورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : 38 ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٩٧ / 304 ، الإربلي في كشف الغمة 2 : 3۰9 ، وأورد صدره الحلواني في نزهة الناظر : ١٣١ / 22 .
    (2) في نسخة «ر ، ك» : الحسن، وكذلك التوحيد والمعاني ، وفي حاشية «ك» في نسخة الحسين، ولم تعثر عليه في كتب التراجم.
    (3) سورة التوبة ٩ ٦٧ .
    (4) سورة مريم . ١٩ : ٦4.
    (٥) سورة الحشر ٥٩: ١٩.
    (٦) سورة الأعراف ٥١٧ .
    (۷) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ١4 / 5 ، والتوحيد : ١٥٩ / 1 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2: 391 / 30 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ٦٣ / 4.

    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : وقوله : نتركهم ، أي لا نجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومه ، لأن الترك لا يجوز على عليه‌السلام تعالى ، فأما قول الله تعالى : ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ) (1) أي لا يعاجلهم بالعقوبة وأمهلهم ليتوبوا .
    [١٢٦ / 19] حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم المعادي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني ، قال : حدثنا علي بن الحسن ابن علي بن فضال، عن أبيه ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) (2) فقال : إن الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ، ولكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم محجوبون» .
    قال : وسألته عن قول الله عز وجل : ( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) (3) ، فقال : «إن الله تعالى لا يوصف بالمجيء والذهاب ، تعالى عن الانتقال ، إنما يعني بذلك وجاء أمر ربك والملك صفاً صفا».
    قال : وسألته عن قول الله عز وجل : ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ ) (4) قال : يقول : «هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام، وهكذا نزلت» .
    قال : وسألته عن قوله تعالى : ( سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ) (5) ، وعن قوله : ( اللَّهُ
    __________________
    (1) سورة البقرة ٢ : ١٧ .
    (2) سورة المطففين ٨٣ ١٥.
    (3) سورة الفجر 89 22 .
    (4) سورة البقرة 3 : 21۰ .
    (٥) سورة التوبة ٩ ٧٩ .

    يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) (1) ، وعن قوله تعالى : ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ) (2) ، وعن قوله تعالى : ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) (3) ، فقال : «إن الله تعالى لا يسخر ولا يستهزى، ولا يمكر ولا يخادع ، ولكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية ، وجزاء الاستهزاء ، وجزاء المكر والخديعة ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً » (4) .
    [12۷ / 20] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن على الخزاز، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : « إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة أخذ بحجزة الله تعالى، ونحن أخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا أخذون بحجزتنا ».
    ثم قال : والحجزة النور وقال في حديث آخر: «معنى الحجزة: الدين» (5) .
    [128 / 21] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي (6) ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى بن أيوب الروياني ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني رضي‌الله‌عنه ، عن إبراهيم بن
    __________________
    (1) سورة البقرة ٢ : ١٥ .
    (2) سورة آل عمران ٥4:٣ .
    (3) سورة النساء ١4٢:4.
    (4) ذكره المصنف في التوحيد : ١٦٢ ـ ١٦٣ من باب ١٨ ـ 21 ، ومعاني الأخبار : 13 / 3، ونقله المجلسي عن التوحيد والمعاني والعيون في البحار ٣١٨:٣ ـ.
    (٥) ذكره المصنف في التوحيد : ١٦٥ / 2، ومعاني الأخبار : ١٦ / 9 ، إلى قوله : والحجزة : النور ، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ٢4 / 2 .
    (٦) في نسخة (ك) : الصيرفي .

    أبي محمود ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا ؟
    فقال عليه‌السلام : العن الله المحرفين الكلم عن مواضعه ، والله ما قال رسول الله كذلك ، إنما قال : إن الله تعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أول الليل ، فيأمره فينادي: هل من سائل فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ يا طالب الخير أقبل ، ويا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء، حدثني بذلك أبي، عن جدي ، عن آبائه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (1) .
    [129 / 22] حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل (1) ببلخ ، قال : حدثنا علي بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الفراء (3) ، عن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه، عن على عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن موسى بن عمران عليه‌السلام لما ناجي ربه عز وجل ، قال : يا رب أبعيد أنت مني فأناديك ، أم قريب فأناجيك ؟ فأوحى الله عز وجل إليه : أنا جليس من ذكرني .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي 4٩٥ / 5، والتوحيد : ١٧٦ / 7 ، ومن لا يحضره الفقيه ١: 2۷1 / 22، وأورده الإربلي في كشف الغمة 2: 28۵ ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٨٦ / 293 ، ونقله المجلسي عن الأمالي والتوحيد والعيون في البحار ٣ : ٣١4 / 7 .
    (2) في نسخة ك : العادل ، وفي حاشيتها في نسخة : العدل.
    (3) في نسخة (ع) ونسخة من حاشية (ك ، ره : الغازي . والظاهر هو القارئ، كما قاله الطوسي في رجاله بقرينة الراوي عنه وهو ابن مهروبه.
    انظر رجال الطوسي: ٣٧٥ / 2.

    فقال موسى عليه‌السلام : يارب إني أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها ، فقال : يا موسى اذكرني على كل حال» (1) .
    [13۰ / 23] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول في الله عز وجل :« هو اللطيف الخبير ، السميع البصير ، الواحد الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، منشىء الأشياء ، ومجسم الأجسام، ومصور الصور ، لو كان كما يقولون لم يعرف الخالق من المخلوق ، ولا المنشىء من المنشأ، لكنه المنشئ فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه ، إذ كان لا يشبهه شيء ولا يشبه هو شيئاً» .
    قلت : أجل جعلني الله فداك ، لكنك قلت : «الأحد الصمد» ، وقلت : «لا يشبهه شيء» (2) والله واحد والإنسان واحد ، أليس قد تشابهت الوحدانية ؟
    قال : «يا فتح ، أحلت ثبتك الله تعالى ، إنما التشبيه في المعاني ، فأما في الأسماء فهي واحدة، وهي دلالة على المسمى ، وذلك أن الإنسان وإن قيل : واحد، فإنما يخبر أنه جنة واحدة، وليس بإثنين ، فالإنسان نفسه لیست بواحدة؛ لأن أعضاءه مختلفة، وألوانه مختلفة كثيرة غير واحدة ، وهو
    __________________
    (1) ذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه 1: 2۰ / 23 ، والتوحيد : 182 / 17 ، وعلل الشرائع : ٢٨4 / 1 ، وورد الحديث في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : 9۷ / 32 ، إلى قوله : أنا جليس من ذكرني ، وأورده الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٨٥ ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 13: ٣4٥ / 29 ، و ٩٣: ١٥٦ / 25 ، إلى قوله : أنا جليس من ذكرني ، وكاملاً في ج 93 : 1۵3 / 11، وعن العيون والتوحيد في ج ١٣ : ٣4٧ / 33 .
    (2) في نسخة (ج ، ر ، هـ ، ك والمطبوع والحجرية : لا يشبه شيء ، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ع) وهو الموافق لقول الإمام عليه‌السلام في صدر الحديث ، وكذلك الكافي .

    أجزاء مجزأة ليست بسواء ، دمه غير لحمه ، ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه ، وشعره غير بشره ، وسواده غير بياضه ، وكذلك سائر جميع الخلق ، فالإنسان واحد في الإسم لا واحد في المعنى ، والله جل جلاله واحد لا واحد غيره ، لا اختلاف فيه ولا تفاوت ، ولا زيادة ولا نقصان ، فأما الإنسان المخلوق المصنوع المؤلف من أجزاء مختلفة وجواهر شتى ، غير أنه بالاجتماع شيء واحد» .
    قلت : جعلت فداك ، فرجت عنى فرج الله عنك ، فقولك : اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد، فإني أعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل ، غير أني أحب أن تشرح لي ذلك ، فقال : «يا فتح ، إنما قلنا : اللطيف ، للخلق اللطيف ، ولعلمه بالشيء اللطيف وغير اللطيف ، وفي الخلق اللطيف من الحيوان الصغار من البعوض والجرجس (1) وما هو أصغر منها ، ما لا تكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان ـ لصغره ـ الذكر من الأنثى، والحدث المولود من القديم .
    فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد، والهرب من الموت ، والجمع لما يصلحه مما في لجج البحار، وما في لحاء الأشجار والمفاوز (2) والقفار ، وفهم بعضها عن بعض منطقها ، وما تفهم به أولادها عنها ، ونقلها الغذاء إليها ، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياضاً مع خضرة ، وما لا تكاد عيوننا تستبينه بتمام خلقها ، ولا تراه عيوننا ولا تلمسه أيدينا ، علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف، لطف في خلق ما سمينا ، بلا علاج ولا أداة
    __________________
    (1) الجرجس: البق. وقيل: البعوض المحكم والمحيط الأعظم ٧: ٥٨١ ـ جرجس.
    (2) المفازة : الفلاة، وسميت الفلاة مفازة ؛ لأن من خرج منها وقطعها فاز، تهذيب اللغة ١٣ : ٢٦4 ـ فاز .

    ولا آلة ، إن كل صانع شيء فمن شيء صنع ، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شيء» (1) .
    [١٣١ / 24] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس (2) ، عن وموسى بن عمر الحسين بن عبد الله (3) ، عن محمد بن عبيد الله (4) والحسين بن علي بن أبي عثمان ، عن محمد بن سنان ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام : هل كان الله عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال : «نعم»، قلت : يراها ويسمعها ؟ قال : ما كان محتاجاً إلى ذلك ؛ لأنه لم يكن يسألها ولا يطلب منها، وهو نفسه، ونفسه هو قدرته نافذة، فليس يحتاج إلى أن يسمى نفسه ، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها ؛ لأنه إذا لم يدع باسمه لم يُعرف ، فأول ما اختار لنفسه : العلي العظيم ؛ لأنه أعلى الأشياء كلها ، فمعناه الله واسمه العلي العظيم هو أول أسمائه ؛ لأنه علي علا كل شيء » (6) .
    [132 / 25] وبهذا الإسناد، عن محمد بن سنان ، قال : سألته ـ يعني الرضا عليه‌السلام ـ عن الاسم ، ما هو ؟ قال : «صفة الموصوف» (7) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 9۰ / 18 ، وأورده الكليني في الكافي 1: 92 / 1، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ١٧٣ / 2 .
    (2) في نسخة (ع) : أحمد بن محمد ، وفي (ر) : أحمد بن محمد بن إدريس .
    (3) في نسخة «ر ، ك : عبيد الله ، وفي (ع): الحسين بن يونس بن عبيد الله.
    (4) في نسخة او ، كه : عبد الله .
    (٥) في حاشية نسخة ع ، كا في نسخة: جعفر.
    (٦) ذكره المصنف في التوحيد : ١٩١ / 4 ، ومعاني الأخبار : 2 / 2 ، وأورده الكليني في الكافي 1: 88 / 2 ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٨٧ / 294 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والمعاني والعيون في البحار 4 : ٨٨ / 26 .
    (۷) ذكره المصنف في التوحيد : 192 / 5 ، ومعاني الأخبار : 2 / 1 ، وأورده الكليني في الكافي ١ : 88 / 3 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والمعاني والعيون في البحار 4 : ١٥٩ / 3.

    [133 / 26] حدثنا محمد بن بكران النقاش رضي‌الله‌عنه ـ بالكوفة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ـ قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد (1) الهمداني مولى بني هاشم ـ قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، قال : «إن أول ما خلق الله تعالى ليعرف به خلقه الكتابة : حروف المعجم ، وإن الرجل إذا ضرب على رأسه بعضا ، فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام ، فالحكم فيه أن تعرض عليه حروف المعجم ، ثم يُعط الدية بقدر ما لم يفصح منها .
    ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام في : ا ب ت ث ، قال: الألف : آلاء الله (2) ، والباء : بهجة الله ، والتاء : تمام الأمر بقائم (3) آل محمد صلوات الله عليه ، والثاء : ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة .
    ج ح خ . فالجيم : جمال الله وجلال الله (4) ، والحاء : حلم الله عن المذنبين ، والخاء : خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عز وجل .
    د د. فالدال : دين الله ، والذال : من ذي الجلال .
    ر ز. فالراء : من الرؤوف الرحيم، والزاي : زلازل القيامة .
    س ش. فالسين : سناء الله ، والشين : شاء الله ما شاء ، وأراد ما أراد
    __________________
    (1) (بن سعيد) لم يرد في نسخة (ك) بل أثبت في متن النسخة من نسخة أخرى ، وكذلك لم يرد في المعاني والتوحيد ، وفي نسخة (ع) : بن سعد ، وما في المتن مطابق لنسخة (را والحجرية .
    (2) في نسخة «ج» : لا إله إلا الله.
    (3) في المطبوع : القائم وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية ، وهو الموافق للمصادر .
    (4) في المطبوع والحجرية : وجلاله ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية ، وهو الموافق للمصادر .

    ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ) (1) .
    ص ض . فالصاد : من صادق الوعد في حمل الناس على الصراط ، وحبس الظالمين عند المرصاد ، والضاد : ضل من خالف محمداً وآل محمد .
    ط ظ . فالطاء : طوبى للمؤمنين وحسن مآب ، والظاء : ظن المؤمنين بالله خيراً ، وظن الكافرين به سوءاً .
    ع غ . فالعين : من العالم (2) ، والغين : من الغني . وقرآنه .
    ف ق ، فالفاء : فوج من أفواج النار، والقاف : قرآن ، على جمعه وقرآنه.
    ك ل . فالكاف : من الكافي، واللام : لغو الكافرين في افترائهم على الكذب .
    م ن . فالميم : ملك الله يوم لا مالك غيره، ويقول عز وجل : ( لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) ، ثم ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون ( لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) (3) فيقول جل جلاله : ( الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) (4) ، والنون : نوال الله للمؤمنين ونكاله بالكافرين .
    و هـ. قالوا: و: ويل لمن عصى الله، والهاء : هان على من عصاه .
    لا ي ، فلام ألف : لا إله إلا الله، وهي كلمة الإخلاص ، ما من عبد
    __________________
    (1) سورة الانسان ٧٦ ٣٠.
    (2) في نسخة (ع) : العلم.
    (3) سورة غافر 4٠ : ١٦ .
    (4) سورة غافر 4٠ : ١٧ .

    قالها مخلصاً إلا وجبت له الجنة ، والياء : يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق ، سبحانه وتعالى عما يشركون ».
    ثم قال عليه‌السلام :« إن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ، ثم قال : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (1) » (2) .
    [134 / 27] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن حمدان (3) بن سليمان (4) النيسابوري ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ) (6) قال عليه‌السلام : « من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الآخرة، يشرح صدره للتسليم الله ، والثقة به ، والسكون إلى ما وعده من ثوابه ، حتى يطمئن إليه .
    ومن يرد أن يضله عن جنته ودار كرامته في الآخرة ؛ لكفره به وعصيانه له في الدنيا ، يجعل صدره ضيقاً حرجاً، حتى يشك في كفره ويضطرب من اعتقاده قلبه ، حتى يصير ( كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ
    __________________
    (1) سورة الإسراء 1۷ : 88.
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : 4٠4 / 1 ، والتوحيد : 232 / 1، ومعاني الأخبار : 4٣ / 1 ، ونقله المجلسي عن هذه المصادر والعيون في البحار ٢ : ٣١٨ / 3 .
    (3) في نسخة (ج ، ها : أحمد .
    (4) في المطبوع والحجرية زيادة : (بن) ، ولم ترد في النسخ الخطية .
    (٥) في المطبوع زيادة : ( قال ) ، ولم ترد في النسخ والمصادر.
    (٦) سورة الأنعام ٦ : ١٢٥ .

    يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) (1)» (2) .
    [135 / 28] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، قال : حدثني أبو سمينة محمد بن علي الكوفي الصيرفي ، عن محمد بن عبدالله الخراساني خادم الرضا عليه‌السلام ـ قال : دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليه‌السلام وعنده جماعة، فقال له أبو الحسن عليه‌السلام :« أرأيت إن كان القول قولكم، وليس هو كما تقولون، ألسنا وإياكم شرع سواء ؟ ولا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا وأقررنا » فسكت.
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : «وإن يكن القول قولنا ، وهو قولنا وكما نقول، ألستم قد هلكتم ونجونا قال : رحمك الله ، فأوجدني كيف هو ؟ وأين هو ؟
    قال عليه‌السلام : «ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط، وهو أين الأين ، وكان ولا أين ، وهو (3) كيف الكيف، وكان ولا كيف ، فلا يعرف بكيفوفية ، ولا بأينونية ، ولا يدرك بحاسة ولا يُقاس بشيء ، قال الرجل : فإذا إنه لا شيء » إذا لم يدرك بحاسة من الحواس .
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : « ويلك ، لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ، ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا، وأنه شيء بخلاف الأشياء » ، قال الرجل : فأخبرني متى كان ؟
    قال أبو الحسن عليه‌السلام : « أخبرني متى لم يكن ؟ ! فأخبرك متى كان » قال
    __________________
    (1) سورة الأنعام ٦ : ١٢٥ .
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : ٢4٢ / 4 ، ومعاني الأخبار : ١4٥ / 2 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2: 392 / 301، ونقله المجلسي عن التوحيد والمعالي والاحتجاج والعيون في البحار ٥ : ٢٠٠ / 22 .
    (3) (وهو) أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية .

    الرجل : فما الدليل عليه؟ قال أبو الحسن عليه‌السلام : إني لما نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه ، وجز المنفعة إليه ، علمت أن لهذا البنيان بانياً ، فأقررت به ، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته ، وإنشاء السحاب، وتصريف الرياح ، ومجرى الشمس والقمر والنجوم ، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات ، علمت أن لهذا مقدراً ومُنشئاً (1) ، قال الرجل : فلم احتجب ؟
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : «إن الحجاب عن (2) الخلق ؛ لكثرة ذنوبهم ، فأما هو فلا يخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار» ، قال : فلم لا تدركه حاسة البصر (3) ؟ قال عليه‌السلام : للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار منهم ومن غيرهم ، ثم هو أجل من أن يدركه بصر أو يحيط به (4) وهم . أو يضبطه عقل» .
    قال : فحده لي ، قال : «لا حد له، قال : ولم؟ قال : «الأن كل محدود متناه إلى حد ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان ، فهو غير محدود ولا متزايد ولا متناقص ولا متجزىء ولا متوهم قال الرجل : فأخبرني عن قولكم : إنه لطيف وسميع وبصير وعليم وحكيم ، أيكون السميع إلا بالأذن ، والبصير إلا بالعين ، واللطيف إلا بعمل
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ها : ومسبباً .
    (2) في المطبوع والنسخة الحجرية والبحار : على ، وما في المتن من النسخ الخطبة . وفي التوحيد : إن الاحتجاب عن الخلق .
    (3) في المطبوع والنسخة الحجرية : الابصار، وما في المتن من النسخ الخطية والتوحيد والبحار .
    (4) في المطبوع : ويحيطه ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والتوحيد والبحار . . ١٧4.

    اليدين، والحكيم إلا بالصنعة ؟
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : إن اللطيف منا على حد اتخاذ (1) الصنعة ، أو ما رأيت الرجل يتخذ شيئاً يلطف في اتخاذه (2) ؟ فيقال : ما ألطف فلاناً! فكيف لا يقال للخالق الجليل : لطيف ؟! إذ خلق خلقاً لطيفاً وجليلاً ، وركب في الحيوان منه أرواحها ، وخلق كل جنس متبايناً من جنسه في الصورة ، لا يشبه بعضه بعضاً ، فكل له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته .
    ثم نظرنا إلى الأشجار وحملها أطائبها المأكولة منها وغير المأكولة (3) . فقلنا عند ذلك : إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم ، وقلنا : إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى ، من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها ، ولا يشتبه عليه لغاتها ، فقلنا عند ذلك : إنه سميع لا بأذن، وقلنا : إنه بصير لا يبصر ؛ لأنه يرى أثر الذرة السحماء في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء (4) ، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجنة (5) ، ويرى مضارها ومنافعها ، وأثر سفادها وفراخها ونسلها ، فقلنا عند ذلك : إنه بصير لا كبصر خلقه قال : فما برح حتى أسلم ، وفيه كلام غير هذا (6) .
    [١٣٦ / 29] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ه) : ايجاد.
    (2) في نسخة (ج ، ها : إيجاده.
    (3) ( منها وغير المأكولة أثبتناها من النسخ الخطية والتوحيد والبحار .
    (4) في نسخة «ج . هـ» : الصخرة الصماء والسوداء .
    (٥) في نسخة ع ، كه : الدحية. وكلاهما بمعنى الظلمة .
    (٦) ذكره المصنف في التوحيد : ٢٥٠ / 3، وقطعة منه في علل الشرائع : 119 / 1 ، وأورد الكليني صدر الحديث في الكافي ١ : ٦١ / 3 ، وأورده كاملاً الطبرسي في الاحتجاج 2 : 354 / 281، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٣: ٣٦ / 12 .

    إبراهيم بن هاشم، عن مختار بن محمد بن مختار الهمداني ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : سألته عن أدنى المعرفة ، قال : « الإقرار بأنه لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ، وأنه مثبت قديم ، موجود غير فقيد ، وأنه ليس كمثله شيء» (1) .
    [137 / ٣٠] حدثنا على بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثني الحسين بن الحسن ، قال : حدثني بكر بن زياد، عن عبد العزيز بن المهتدي ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن التوحيد ، فقال : كل من قرأ قل هو الله أحد، وآمن بها فقد عرف التوحيد ، قلت : كيف يقرؤها ؟ قال : «كما يقرؤها الناس » ، وزاد فيه : «كذلك الله ربي كذلك الله ربي كذلك الله ربي » (2) (3) .
    [138 / 31] حدثنا (4) الحسين بن أحمد بن إدريس رضي‌الله‌عنه ، عن أبيه ، قال : حدثنا محمد بن بندار ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن علي (5) الخر اسانی خادم الرضا عليه‌السلام ـ قال : قال بعض الزنادقة لأبي
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 283 / 1، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٦٧ / 1 ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٣ : ٢٦٧ / 1 .
    (2) في المطبوع والحجرية زيادة ثلاثاً، ولم ترد في نسخة دار ، ع، وكذلك التوحيد والبحار وفي نسخة ج . ك . ها ذكرت مرتين كذلك الله ربي، وكذلك الكافي .
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : ٢٨4 / 3، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٧٢ / 4 ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٣: ٢٦٨ / 2.
    (4) لم يرد هذا الحديث في نسخة «ج ، ع ، ه» والحجرية ، بل هو موجود في حاشية نسخة ك مشيراً إلى أنه لم يرد في أكثر النسخ، وموجود في متن نسخة «ر» .
    (٥) في حاشية نسخة (ك) ونسخة «ر» والبحار : محمد بن عبد الله .

    الحسن عليه‌السلام : هل يقال لله : إنه شيء؟ فقال : نعم ، وقد سمى نفسه بذلك في كتابه ، فقال : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) (1) فهو شيء ليس كمثله شيء» (2) .
    [139 / 32] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، أنه دخل عليه رجل ، فقال له : يابن رسول الله ، ما الدليل على حدوث العالم ؟ فقال : أنت لم تكن ثم كنت ، وقد علمت أنك لم تكون نفسك ، ولا كونك من هو مثلك» (3) .
    [١4٠ / 33] حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) (1) فقال : إن الله تبارك و تعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والأرض ، فكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على عز وجل .
    ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلم أنه على
    __________________
    (1) سورة الأنعام ٦ : ١٩ .
    (2) نقله المجلسي عن العيون في البحار ٣ : ٢٥٩ / 5.
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : 293 / 3، والأمالي : 4٣٣ / 6 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2 : 3۵3 / 280 ، ونقله المجلسي عن المصادر كلها في البحار ٣ : ٣٦ / 11 .
    (4) سورة هود ۷:11.

    كل شيء قدير، ثم رفع العرش بقدرته ، ونقله فجعله فوق السماوات السبع ، ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام وهو مسئول على عرشه ، وكان قادراً على أن يخلقها في طرفة عين ، ولكنه تعالى خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء ، فيستدل بحدوث ما يحدث على تعالى مرة بعد مرة ، ولم يخلق الله العرش الحاجة به إليه ؛ لأنه غنى عن العرش وعن جميع ما خلق ، لا يوصف بالكون على العرش ؛ لأنه ليس بجسم، تعالى عن صفة خلقه علواً كبيراً .
    وأما قوله عز وجل : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) فَإِنَّه عَزَّ وجل خلق خلقه (1) ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته ، لا على سبيل الامتحان والتجربة ؛ لأنه لم يزل عليماً بكل شيء، فقال المأمون : فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك، ثم قال له : يابن رسول الله ، فما معنى قول الله عز وجل : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ‎*‏ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) (2) ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام الي : حدثني أبي موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : إن المسلمين قالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية خلقهم، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية، وهو الموافق للمصادر.
    (2) سورة يونس 1۰: 99 ـ 1۰۰.

    فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت لألقى الله عز وجل ببدعة لم يحدث إلى فيها شيئاً ، وما أنا من المتكلفين، فأنزل الله تعالى عليه : يا محمد ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا )، على سبيل الإلجاء والاضطرار في الدنيا ، كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ، ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثواباً ولا مدحاً، لكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين : ليستحقوا مني الزلفي والكرامة، ودوام الخلود في جنة الخلد ( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) .
    وأما قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) (1) فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها، ولكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله ، وإذنه أمره لها بالإيمان ما كانت مكلفة متعبدة، وإلجاؤه إياها إلى الإيمان عند زوال التكليف والتعبد عنها فقال المأمون : فرجت عنى يا أبا الحسن فرج الله عنك ، فأخبرني عن قول الله تعالى : ( الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ) (2) .
    فقال عليه‌السلام : «إن غطاء العين لا يمنع من الذكر ، والذكر لا يرى بالعين ، ولكن الله عز وجل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام بالعميان ؛ لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه ، فلا يستطيعون له سمعاً، فقال المأمون : فرجت عني فرج الله عنك (3) .
    __________________
    (1) سورة يونس 1۰ : 99 ـ 1۰۰ .
    (2) سورة الكهف 18 1۰1.
    (3) ذكر المصنف صدر الحديث في التوحيد : 32۰ / 2، وقطعة منه في ٣4١ / 11. وقطعة أخرى في ٣٥٣ / 25 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2 : 393 / 302 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٣ : ٣١٧ / 14 ، و ١٠ : ٣4٢ / 4 .

    [141 / 34] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن حمدان (1) بن سليمان ، قال : كتبت إلى الرضا عليه‌السلام أسأله عن « أفعال العباد أمخلوقة أم غير مخلوقة ؟ فكتب عليه‌السلام : أفعال العباد مقدرة في علم الله عز وجل قبل خلق العباد بألفي عام »(2) .
    [١4٢ / 35] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم (3) ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد ، عن علي ابن موسى الرضا عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي .
    ثم قال : إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل » .
    قال الحسين بن خالد : فقلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، فما معنى قول الله عز وجل : ( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ ) (1) .
    قال : « لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه » (5) .
    __________________
    (1) في نسخة (ج) : أحمد ، وكذلك في نسخة من حاشية ك .
    (2) ذكره المصنف في التوحيد: 4١٦ / 16، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٥: ٣٥ / ٢٩.
    (3) في المطبوع ص ١٣٦، والحجرية ونسخة (ع) : على بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ار ، ك والأمالي والبحار ؛ لأن سعد بن عبد الله لم يرو عن علي بن إبراهيم بن هاشم . أنظر ترجمة سعد بن عبد الله وإبراهيم بن هاشم.
    (4) سورة الأنبياء 21 : 28 .
    (5) ذكره المصنف في الأمالي : 4 / ٥٦، وأورده الفتال النيشابوري في روضة

    قال مصنف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه : المؤمن هو الذي تسره حسنته ، وتسوزه سيئته ؛ لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سرته حسنته ، وساءته سيئته فهو مؤمن ومتى ساءته سينته ندم عليها ، والندم توبة ، والتائب مستحق للشفاعة والغفران ، ومن لم تسؤه سيئته فليس بمؤمن ، وإذا لم يكن مؤمناً لم يستحق الشفاعة : لأن الله عز وجل غير مرتض لدينه .
    [١4٣ / 36] حدثنا محمد بن القاسم (1) المفسر رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني (2) يوسف بن محمد بن زياد (3) ، وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ال ، في قول الله عز وجل : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ) (4) .
    قال : «جعلها ملائمة لطبائعكم ، موافقة لأجسادكم ، ولم يجعلها شديدة الحماء والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع (5) هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطيكم (6) ، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور
    __________________
    الواعظين : ۵۰۰ ، ونقله الأربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٨٦ ، عن العيون . والمجلسي عن الأمالي والعيون في البحار ٨: ١٩ / 4، باختصار ، و ٣4 / 4 ، كاملاً .
    (1) في نسخة (ع) والحجرية : بن أبي القاسم .
    (2) في نسخة (ع) والتوحيد : حدثنا .
    (3) في نسخة (ع) : الزيات.
    (4) سورة البقرة ٢ ٢٢ .
    (٥) فتصدع : من الصداع ، أي توجع الرأس، انظر الصحاح ٣ : ١٢4٢ ـ صدع .
    (6) العطب : الهلاك ، الصحاح ١ : ١٨4 ـ عطب .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:09 pm

    وصفت الربوبية ، فأظهر الله بالتوحيد حجته ، وأعلى بالإسلام درجته ، واختار الله عز وجل لنبيه ما عنده من الروح والدرجة والوسيلة ، صلى‌الله‌عليه‌وآله الطاهرين» (1) .
    [١٢٣ / 16] حدثنا محمد بن أحمد السناني ، قال رضي‌الله‌عنه : حدثنا محمد ابن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي‌الله‌عنه ، عن إبراهيم بن أبي محمود ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ) (2) ، فقال : « إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بالترك كما يوصف خلقه ، ولكنه متى علم أنهم لا يرجعون عن الكفر والضلال، منعهم المعاونة واللطف ، وخلى بينهم وبين اختيارهم» .
    قال : وسألته عن قول الله عز وجل : ( خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ) (3) قال : «الختم : هو الطبع على قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما قال عز وجل : ( بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ) » (4) .
    قال : وسألته عن الله عز وجل ، هل يجبر عباده على المعاصي ؟ فقال : «بل يخيرهم ويمهلهم حتى يتوبوا قلت : فهل يكلف عباده ما لا يطيقون ؟ فقال : كيف يفعل ذلك ! وهو يقول: ( وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ) (5) ».
    ثم قال عليه‌السلام : «حدثني أبي موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن أبيه جعفر بن
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : ٦٩ / 26، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ٢٢١ / 2 .
    (2) سورة البقرة ٢ : ١٧ .
    (3) سورة البقرة ٧٢ .
    (4) سورة النساء 4 : ١٥٥ .
    (٥) سورة فصلت 4٦:4١.

    محمد عليهما‌السلام ، أنه قال : من زعم أن الله تعالى يجبر عباده على المعاصي ، أو يكلفهم ما لا يطيقون، فلا تأكلوا ذبيحته ، ولا تقبلوا شهادته ، ولا تصلوا وراءه ، ولا تعطوه من الزكاة شيئاً » (1) .
    [124 / 17] حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن يزيد بن عمير (1) بن معاوية الشامي، قال : دخلت على علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بمرو ، فقلت له : يابن رسول الله ، روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : الا جبر «ولا تفويض بل أمر بين أمرين» ، فما معناه ؟
    قال : «من زعم أن الله تعالى يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها ، فقد قال بالجبر، ومن زعم أن الله عز وجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم‌السلام ، فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر كافر، والقائل بالتفويض مشرك» .
    فقلت له : يابن رسول الله ، فما أمر بين أمرين ؟ فقال : وجود السبيل إلى إتيان ما أمروا به، وترك ما تهوا عنه فقلت له : فهل الله عز وجل مشيئة وإرادة في ذلك ؟ فقال : فأما الطاعات فإرادة الله ومشيئته فيها الأمر بها ، والرضا لها ، والمعاونة عليها، وإرادته ومشيئته في المعاصي النهي عنها ، والسخط لها ، والخذلان عليها ، قلت : فهل الله فيها القضاء؟ قال : «نعم ، ما من فعل يفعله العباد من خير أو شر إلا والله فيه قضاء» ، قلت : ما معنى هذا
    __________________
    (1) أورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٩٦، ونقله المجلسي عن الاحتجاج والعيون في البحار ۵ : 11 / 17 .
    (2) في نسخة (ج ، ه) : عمير بن معاوية الشامي، وفي (ع): يزيد بن عمر بن معاوية الشامي ، وفي حاشيتها في نسخة : زيد بن عمير ، وفي حاشية (ك) : في النسخة : زيد بن عمر ، وفي حاشية الحجرية : في نسخة : زيد ، وما في المتن أثبتناه من نسخه در ، ك والحجرية، وهو الموافق الأكثر المصادر .

    القضاء؟ قال : «الحكم عليهم بما يستحقونه على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة» (1) .
    [١٢٥ / 18] حدثنا محمد بن محمد بن عصام ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان ، قال : حدثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم، عن الحسين (2) بن القاسم الرقام ، عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) (3) .
    فقال :«إن الله تعالى لا ينسى ولا يسهو ، وإنما ينسى ويسهو المخلوق المحدث ، ألا تسمعه عزّ وجل يقول : ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ) (4) ، وإنما يجازي من نسيه ونسي لقاء يومه بأن يُنسيهم أنفسهم ، كما قال الله عز وجل : ( وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) (5) ، وقال تعالى : ( فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَٰذَا ) (6) أي نتركهم كما تركوا الاستعداد للقاء يومهم هذا»(7) .
    __________________
    (1) أورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : 38 ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٩٧ / 304 ، الإربلي في كشف الغمة 2 : 3۰9 ، وأورد صدره الحلواني في نزهة الناظر : ١٣١ / 22 .
    (2) في نسخة «ر ، ك» : الحسن، وكذلك التوحيد والمعاني ، وفي حاشية «ك» في نسخة الحسين، ولم تعثر عليه في كتب التراجم.
    (3) سورة التوبة ٩ ٦٧ .
    (4) سورة مريم . ١٩ : ٦4.
    (٥) سورة الحشر ٥٩: ١٩.
    (٦) سورة الأعراف ٥١٧ .
    (۷) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ١4 / 5 ، والتوحيد : ١٥٩ / 1 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2: 391 / 30 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ٦٣ / 4.

    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : وقوله : نتركهم ، أي لا نجعل لهم ثواب من كان يرجو لقاء يومه ، لأن الترك لا يجوز على عليه‌السلام تعالى ، فأما قول الله تعالى : ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ) (1) أي لا يعاجلهم بالعقوبة وأمهلهم ليتوبوا .
    [١٢٦ / 19] حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم المعادي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي الهمداني ، قال : حدثنا علي بن الحسن ابن علي بن فضال، عن أبيه ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) (2) فقال : إن الله تعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه فيه عباده ، ولكنه يعني أنهم عن ثواب ربهم محجوبون» .
    قال : وسألته عن قول الله عز وجل : ( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) (3) ، فقال : «إن الله تعالى لا يوصف بالمجيء والذهاب ، تعالى عن الانتقال ، إنما يعني بذلك وجاء أمر ربك والملك صفاً صفا».
    قال : وسألته عن قول الله عز وجل : ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ ) (4) قال : يقول : «هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بالملائكة في ظلل من الغمام، وهكذا نزلت» .
    قال : وسألته عن قوله تعالى : ( سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ ) (5) ، وعن قوله : ( اللَّهُ
    __________________
    (1) سورة البقرة ٢ : ١٧ .
    (2) سورة المطففين ٨٣ ١٥.
    (3) سورة الفجر 89 22 .
    (4) سورة البقرة 3 : 21۰ .
    (٥) سورة التوبة ٩ ٧٩ .

    يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) (1) ، وعن قوله تعالى : ( وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ ) (2) ، وعن قوله تعالى : ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) (3) ، فقال : «إن الله تعالى لا يسخر ولا يستهزى، ولا يمكر ولا يخادع ، ولكنه تعالى يجازيهم جزاء السخرية ، وجزاء الاستهزاء ، وجزاء المكر والخديعة ، تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً » (4) .
    [12۷ / 20] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن على الخزاز، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : « إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يوم القيامة أخذ بحجزة الله تعالى، ونحن أخذون بحجزة نبينا ، وشيعتنا أخذون بحجزتنا ».
    ثم قال : والحجزة النور وقال في حديث آخر: «معنى الحجزة: الدين» (5) .
    [128 / 21] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن هارون الصوفي (6) ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى بن أيوب الروياني ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني رضي‌الله‌عنه ، عن إبراهيم بن
    __________________
    (1) سورة البقرة ٢ : ١٥ .
    (2) سورة آل عمران ٥4:٣ .
    (3) سورة النساء ١4٢:4.
    (4) ذكره المصنف في التوحيد : ١٦٢ ـ ١٦٣ من باب ١٨ ـ 21 ، ومعاني الأخبار : 13 / 3، ونقله المجلسي عن التوحيد والمعاني والعيون في البحار ٣١٨:٣ ـ.
    (٥) ذكره المصنف في التوحيد : ١٦٥ / 2، ومعاني الأخبار : ١٦ / 9 ، إلى قوله : والحجزة : النور ، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ٢4 / 2 .
    (٦) في نسخة (ك) : الصيرفي .

    أبي محمود ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا ؟
    فقال عليه‌السلام : العن الله المحرفين الكلم عن مواضعه ، والله ما قال رسول الله كذلك ، إنما قال : إن الله تعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أول الليل ، فيأمره فينادي: هل من سائل فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ يا طالب الخير أقبل ، ويا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء، حدثني بذلك أبي، عن جدي ، عن آبائه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله» (1) .
    [129 / 22] حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل (1) ببلخ ، قال : حدثنا علي بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان الفراء (3) ، عن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه، عن على عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن موسى بن عمران عليه‌السلام لما ناجي ربه عز وجل ، قال : يا رب أبعيد أنت مني فأناديك ، أم قريب فأناجيك ؟ فأوحى الله عز وجل إليه : أنا جليس من ذكرني .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي 4٩٥ / 5، والتوحيد : ١٧٦ / 7 ، ومن لا يحضره الفقيه ١: 2۷1 / 22، وأورده الإربلي في كشف الغمة 2: 28۵ ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٨٦ / 293 ، ونقله المجلسي عن الأمالي والتوحيد والعيون في البحار ٣ : ٣١4 / 7 .
    (2) في نسخة ك : العادل ، وفي حاشيتها في نسخة : العدل.
    (3) في نسخة (ع) ونسخة من حاشية (ك ، ره : الغازي . والظاهر هو القارئ، كما قاله الطوسي في رجاله بقرينة الراوي عنه وهو ابن مهروبه.
    انظر رجال الطوسي: ٣٧٥ / 2.

    فقال موسى عليه‌السلام : يارب إني أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها ، فقال : يا موسى اذكرني على كل حال» (1) .
    [13۰ / 23] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن المختار بن محمد بن المختار الهمداني ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول في الله عز وجل :« هو اللطيف الخبير ، السميع البصير ، الواحد الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، منشىء الأشياء ، ومجسم الأجسام، ومصور الصور ، لو كان كما يقولون لم يعرف الخالق من المخلوق ، ولا المنشىء من المنشأ، لكنه المنشئ فرق بين من جسمه وصوره وأنشأه ، إذ كان لا يشبهه شيء ولا يشبه هو شيئاً» .
    قلت : أجل جعلني الله فداك ، لكنك قلت : «الأحد الصمد» ، وقلت : «لا يشبهه شيء» (2) والله واحد والإنسان واحد ، أليس قد تشابهت الوحدانية ؟
    قال : «يا فتح ، أحلت ثبتك الله تعالى ، إنما التشبيه في المعاني ، فأما في الأسماء فهي واحدة، وهي دلالة على المسمى ، وذلك أن الإنسان وإن قيل : واحد، فإنما يخبر أنه جنة واحدة، وليس بإثنين ، فالإنسان نفسه لیست بواحدة؛ لأن أعضاءه مختلفة، وألوانه مختلفة كثيرة غير واحدة ، وهو
    __________________
    (1) ذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه 1: 2۰ / 23 ، والتوحيد : 182 / 17 ، وعلل الشرائع : ٢٨4 / 1 ، وورد الحديث في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : 9۷ / 32 ، إلى قوله : أنا جليس من ذكرني ، وأورده الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٨٥ ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار 13: ٣4٥ / 29 ، و ٩٣: ١٥٦ / 25 ، إلى قوله : أنا جليس من ذكرني ، وكاملاً في ج 93 : 1۵3 / 11، وعن العيون والتوحيد في ج ١٣ : ٣4٧ / 33 .
    (2) في نسخة (ج ، ر ، هـ ، ك والمطبوع والحجرية : لا يشبه شيء ، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ع) وهو الموافق لقول الإمام عليه‌السلام في صدر الحديث ، وكذلك الكافي .

    أجزاء مجزأة ليست بسواء ، دمه غير لحمه ، ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه ، وشعره غير بشره ، وسواده غير بياضه ، وكذلك سائر جميع الخلق ، فالإنسان واحد في الإسم لا واحد في المعنى ، والله جل جلاله واحد لا واحد غيره ، لا اختلاف فيه ولا تفاوت ، ولا زيادة ولا نقصان ، فأما الإنسان المخلوق المصنوع المؤلف من أجزاء مختلفة وجواهر شتى ، غير أنه بالاجتماع شيء واحد» .
    قلت : جعلت فداك ، فرجت عنى فرج الله عنك ، فقولك : اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد، فإني أعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل ، غير أني أحب أن تشرح لي ذلك ، فقال : «يا فتح ، إنما قلنا : اللطيف ، للخلق اللطيف ، ولعلمه بالشيء اللطيف وغير اللطيف ، وفي الخلق اللطيف من الحيوان الصغار من البعوض والجرجس (1) وما هو أصغر منها ، ما لا تكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان ـ لصغره ـ الذكر من الأنثى، والحدث المولود من القديم .
    فلما رأينا صغر ذلك في لطفه واهتدائه للسفاد، والهرب من الموت ، والجمع لما يصلحه مما في لجج البحار، وما في لحاء الأشجار والمفاوز (2) والقفار ، وفهم بعضها عن بعض منطقها ، وما تفهم به أولادها عنها ، ونقلها الغذاء إليها ، ثم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة وبياضاً مع خضرة ، وما لا تكاد عيوننا تستبينه بتمام خلقها ، ولا تراه عيوننا ولا تلمسه أيدينا ، علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف، لطف في خلق ما سمينا ، بلا علاج ولا أداة
    __________________
    (1) الجرجس: البق. وقيل: البعوض المحكم والمحيط الأعظم ٧: ٥٨١ ـ جرجس.
    (2) المفازة : الفلاة، وسميت الفلاة مفازة ؛ لأن من خرج منها وقطعها فاز، تهذيب اللغة ١٣ : ٢٦4 ـ فاز .

    ولا آلة ، إن كل صانع شيء فمن شيء صنع ، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لا من شيء» (1) .
    [١٣١ / 24] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس (2) ، عن وموسى بن عمر الحسين بن عبد الله (3) ، عن محمد بن عبيد الله (4) والحسين بن علي بن أبي عثمان ، عن محمد بن سنان ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام : هل كان الله عارفاً بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال : «نعم»، قلت : يراها ويسمعها ؟ قال : ما كان محتاجاً إلى ذلك ؛ لأنه لم يكن يسألها ولا يطلب منها، وهو نفسه، ونفسه هو قدرته نافذة، فليس يحتاج إلى أن يسمى نفسه ، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها ؛ لأنه إذا لم يدع باسمه لم يُعرف ، فأول ما اختار لنفسه : العلي العظيم ؛ لأنه أعلى الأشياء كلها ، فمعناه الله واسمه العلي العظيم هو أول أسمائه ؛ لأنه علي علا كل شيء » (6) .
    [132 / 25] وبهذا الإسناد، عن محمد بن سنان ، قال : سألته ـ يعني الرضا عليه‌السلام ـ عن الاسم ، ما هو ؟ قال : «صفة الموصوف» (7) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 9۰ / 18 ، وأورده الكليني في الكافي 1: 92 / 1، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 4 : ١٧٣ / 2 .
    (2) في نسخة (ع) : أحمد بن محمد ، وفي (ر) : أحمد بن محمد بن إدريس .
    (3) في نسخة «ر ، ك : عبيد الله ، وفي (ع): الحسين بن يونس بن عبيد الله.
    (4) في نسخة او ، كه : عبد الله .
    (٥) في حاشية نسخة ع ، كا في نسخة: جعفر.
    (٦) ذكره المصنف في التوحيد : ١٩١ / 4 ، ومعاني الأخبار : 2 / 2 ، وأورده الكليني في الكافي 1: 88 / 2 ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٨٧ / 294 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والمعاني والعيون في البحار 4 : ٨٨ / 26 .
    (۷) ذكره المصنف في التوحيد : 192 / 5 ، ومعاني الأخبار : 2 / 1 ، وأورده الكليني في الكافي ١ : 88 / 3 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والمعاني والعيون في البحار 4 : ١٥٩ / 3.

    [133 / 26] حدثنا محمد بن بكران النقاش رضي‌الله‌عنه ـ بالكوفة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ـ قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد (1) الهمداني مولى بني هاشم ـ قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، قال : «إن أول ما خلق الله تعالى ليعرف به خلقه الكتابة : حروف المعجم ، وإن الرجل إذا ضرب على رأسه بعضا ، فزعم أنه لا يفصح ببعض الكلام ، فالحكم فيه أن تعرض عليه حروف المعجم ، ثم يُعط الدية بقدر ما لم يفصح منها .
    ولقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام في : ا ب ت ث ، قال: الألف : آلاء الله (2) ، والباء : بهجة الله ، والتاء : تمام الأمر بقائم (3) آل محمد صلوات الله عليه ، والثاء : ثواب المؤمنين على أعمالهم الصالحة .
    ج ح خ . فالجيم : جمال الله وجلال الله (4) ، والحاء : حلم الله عن المذنبين ، والخاء : خمول ذكر أهل المعاصي عند الله عز وجل .
    د د. فالدال : دين الله ، والذال : من ذي الجلال .
    ر ز. فالراء : من الرؤوف الرحيم، والزاي : زلازل القيامة .
    س ش. فالسين : سناء الله ، والشين : شاء الله ما شاء ، وأراد ما أراد
    __________________
    (1) (بن سعيد) لم يرد في نسخة (ك) بل أثبت في متن النسخة من نسخة أخرى ، وكذلك لم يرد في المعاني والتوحيد ، وفي نسخة (ع) : بن سعد ، وما في المتن مطابق لنسخة (را والحجرية .
    (2) في نسخة «ج» : لا إله إلا الله.
    (3) في المطبوع : القائم وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية ، وهو الموافق للمصادر .
    (4) في المطبوع والحجرية : وجلاله ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية ، وهو الموافق للمصادر .

    ( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ) (1) .
    ص ض . فالصاد : من صادق الوعد في حمل الناس على الصراط ، وحبس الظالمين عند المرصاد ، والضاد : ضل من خالف محمداً وآل محمد .
    ط ظ . فالطاء : طوبى للمؤمنين وحسن مآب ، والظاء : ظن المؤمنين بالله خيراً ، وظن الكافرين به سوءاً .
    ع غ . فالعين : من العالم (2) ، والغين : من الغني . وقرآنه .
    ف ق ، فالفاء : فوج من أفواج النار، والقاف : قرآن ، على جمعه وقرآنه.
    ك ل . فالكاف : من الكافي، واللام : لغو الكافرين في افترائهم على الكذب .
    م ن . فالميم : ملك الله يوم لا مالك غيره، ويقول عز وجل : ( لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ) ، ثم ينطق أرواح أنبيائه ورسله وحججه فيقولون ( لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ) (3) فيقول جل جلاله : ( الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ) (4) ، والنون : نوال الله للمؤمنين ونكاله بالكافرين .
    و هـ. قالوا: و: ويل لمن عصى الله، والهاء : هان على من عصاه .
    لا ي ، فلام ألف : لا إله إلا الله، وهي كلمة الإخلاص ، ما من عبد
    __________________
    (1) سورة الانسان ٧٦ ٣٠.
    (2) في نسخة (ع) : العلم.
    (3) سورة غافر 4٠ : ١٦ .
    (4) سورة غافر 4٠ : ١٧ .

    قالها مخلصاً إلا وجبت له الجنة ، والياء : يد الله فوق خلقه باسطة بالرزق ، سبحانه وتعالى عما يشركون ».
    ثم قال عليه‌السلام :« إن الله تبارك وتعالى أنزل هذا القرآن بهذه الحروف التي يتداولها جميع العرب ، ثم قال : ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) (1) » (2) .
    [134 / 27] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن حمدان (3) بن سليمان (4) النيسابوري ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا ) (6) قال عليه‌السلام : « من يرد الله أن يهديه بإيمانه في الدنيا إلى جنته ودار كرامته في الآخرة، يشرح صدره للتسليم الله ، والثقة به ، والسكون إلى ما وعده من ثوابه ، حتى يطمئن إليه .
    ومن يرد أن يضله عن جنته ودار كرامته في الآخرة ؛ لكفره به وعصيانه له في الدنيا ، يجعل صدره ضيقاً حرجاً، حتى يشك في كفره ويضطرب من اعتقاده قلبه ، حتى يصير ( كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَٰلِكَ
    __________________
    (1) سورة الإسراء 1۷ : 88.
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : 4٠4 / 1 ، والتوحيد : 232 / 1، ومعاني الأخبار : 4٣ / 1 ، ونقله المجلسي عن هذه المصادر والعيون في البحار ٢ : ٣١٨ / 3 .
    (3) في نسخة (ج ، ها : أحمد .
    (4) في المطبوع والحجرية زيادة : (بن) ، ولم ترد في النسخ الخطية .
    (٥) في المطبوع زيادة : ( قال ) ، ولم ترد في النسخ والمصادر.
    (٦) سورة الأنعام ٦ : ١٢٥ .

    يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ) (1)» (2) .
    [135 / 28] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني عمي محمد بن أبي القاسم ، قال : حدثني أبو سمينة محمد بن علي الكوفي الصيرفي ، عن محمد بن عبدالله الخراساني خادم الرضا عليه‌السلام ـ قال : دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليه‌السلام وعنده جماعة، فقال له أبو الحسن عليه‌السلام :« أرأيت إن كان القول قولكم، وليس هو كما تقولون، ألسنا وإياكم شرع سواء ؟ ولا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا وأقررنا » فسكت.
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : «وإن يكن القول قولنا ، وهو قولنا وكما نقول، ألستم قد هلكتم ونجونا قال : رحمك الله ، فأوجدني كيف هو ؟ وأين هو ؟
    قال عليه‌السلام : «ويلك إن الذي ذهبت إليه غلط، وهو أين الأين ، وكان ولا أين ، وهو (3) كيف الكيف، وكان ولا كيف ، فلا يعرف بكيفوفية ، ولا بأينونية ، ولا يدرك بحاسة ولا يُقاس بشيء ، قال الرجل : فإذا إنه لا شيء » إذا لم يدرك بحاسة من الحواس .
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : « ويلك ، لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته ، ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا، وأنه شيء بخلاف الأشياء » ، قال الرجل : فأخبرني متى كان ؟
    قال أبو الحسن عليه‌السلام : « أخبرني متى لم يكن ؟ ! فأخبرك متى كان » قال
    __________________
    (1) سورة الأنعام ٦ : ١٢٥ .
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : ٢4٢ / 4 ، ومعاني الأخبار : ١4٥ / 2 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2: 392 / 301، ونقله المجلسي عن التوحيد والمعالي والاحتجاج والعيون في البحار ٥ : ٢٠٠ / 22 .
    (3) (وهو) أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية .

    الرجل : فما الدليل عليه؟ قال أبو الحسن عليه‌السلام : إني لما نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه ، وجز المنفعة إليه ، علمت أن لهذا البنيان بانياً ، فأقررت به ، مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته ، وإنشاء السحاب، وتصريف الرياح ، ومجرى الشمس والقمر والنجوم ، وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات ، علمت أن لهذا مقدراً ومُنشئاً (1) ، قال الرجل : فلم احتجب ؟
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : «إن الحجاب عن (2) الخلق ؛ لكثرة ذنوبهم ، فأما هو فلا يخفى عليه خافية في آناء الليل والنهار» ، قال : فلم لا تدركه حاسة البصر (3) ؟ قال عليه‌السلام : للفرق بينه وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الأبصار منهم ومن غيرهم ، ثم هو أجل من أن يدركه بصر أو يحيط به (4) وهم . أو يضبطه عقل» .
    قال : فحده لي ، قال : «لا حد له، قال : ولم؟ قال : «الأن كل محدود متناه إلى حد ، وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان ، فهو غير محدود ولا متزايد ولا متناقص ولا متجزىء ولا متوهم قال الرجل : فأخبرني عن قولكم : إنه لطيف وسميع وبصير وعليم وحكيم ، أيكون السميع إلا بالأذن ، والبصير إلا بالعين ، واللطيف إلا بعمل
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ها : ومسبباً .
    (2) في المطبوع والنسخة الحجرية والبحار : على ، وما في المتن من النسخ الخطبة . وفي التوحيد : إن الاحتجاب عن الخلق .
    (3) في المطبوع والنسخة الحجرية : الابصار، وما في المتن من النسخ الخطية والتوحيد والبحار .
    (4) في المطبوع : ويحيطه ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والتوحيد والبحار . . ١٧4.

    اليدين، والحكيم إلا بالصنعة ؟
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : إن اللطيف منا على حد اتخاذ (1) الصنعة ، أو ما رأيت الرجل يتخذ شيئاً يلطف في اتخاذه (2) ؟ فيقال : ما ألطف فلاناً! فكيف لا يقال للخالق الجليل : لطيف ؟! إذ خلق خلقاً لطيفاً وجليلاً ، وركب في الحيوان منه أرواحها ، وخلق كل جنس متبايناً من جنسه في الصورة ، لا يشبه بعضه بعضاً ، فكل له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته .
    ثم نظرنا إلى الأشجار وحملها أطائبها المأكولة منها وغير المأكولة (3) . فقلنا عند ذلك : إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم ، وقلنا : إنه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى ، من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها ، ولا يشتبه عليه لغاتها ، فقلنا عند ذلك : إنه سميع لا بأذن، وقلنا : إنه بصير لا يبصر ؛ لأنه يرى أثر الذرة السحماء في الليلة الظلماء على الصخرة السوداء (4) ، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجنة (5) ، ويرى مضارها ومنافعها ، وأثر سفادها وفراخها ونسلها ، فقلنا عند ذلك : إنه بصير لا كبصر خلقه قال : فما برح حتى أسلم ، وفيه كلام غير هذا (6) .
    [١٣٦ / 29] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ه) : ايجاد.
    (2) في نسخة (ج ، ها : إيجاده.
    (3) ( منها وغير المأكولة أثبتناها من النسخ الخطية والتوحيد والبحار .
    (4) في نسخة «ج . هـ» : الصخرة الصماء والسوداء .
    (٥) في نسخة ع ، كه : الدحية. وكلاهما بمعنى الظلمة .
    (٦) ذكره المصنف في التوحيد : ٢٥٠ / 3، وقطعة منه في علل الشرائع : 119 / 1 ، وأورد الكليني صدر الحديث في الكافي ١ : ٦١ / 3 ، وأورده كاملاً الطبرسي في الاحتجاج 2 : 354 / 281، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٣: ٣٦ / 12 .

    إبراهيم بن هاشم، عن مختار بن محمد بن مختار الهمداني ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : سألته عن أدنى المعرفة ، قال : « الإقرار بأنه لا إله غيره ولا شبيه له ولا نظير له ، وأنه مثبت قديم ، موجود غير فقيد ، وأنه ليس كمثله شيء» (1) .
    [137 / ٣٠] حدثنا على بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكي قال : حدثني الحسين بن الحسن ، قال : حدثني بكر بن زياد، عن عبد العزيز بن المهتدي ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن التوحيد ، فقال : كل من قرأ قل هو الله أحد، وآمن بها فقد عرف التوحيد ، قلت : كيف يقرؤها ؟ قال : «كما يقرؤها الناس » ، وزاد فيه : «كذلك الله ربي كذلك الله ربي كذلك الله ربي » (2) (3) .
    [138 / 31] حدثنا (4) الحسين بن أحمد بن إدريس رضي‌الله‌عنه ، عن أبيه ، قال : حدثنا محمد بن بندار ، عن محمد بن علي الكوفي ، عن محمد بن علي (5) الخر اسانی خادم الرضا عليه‌السلام ـ قال : قال بعض الزنادقة لأبي
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 283 / 1، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٦٧ / 1 ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٣ : ٢٦٧ / 1 .
    (2) في المطبوع والحجرية زيادة ثلاثاً، ولم ترد في نسخة دار ، ع، وكذلك التوحيد والبحار وفي نسخة ج . ك . ها ذكرت مرتين كذلك الله ربي، وكذلك الكافي .
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : ٢٨4 / 3، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٧٢ / 4 ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٣: ٢٦٨ / 2.
    (4) لم يرد هذا الحديث في نسخة «ج ، ع ، ه» والحجرية ، بل هو موجود في حاشية نسخة ك مشيراً إلى أنه لم يرد في أكثر النسخ، وموجود في متن نسخة «ر» .
    (٥) في حاشية نسخة (ك) ونسخة «ر» والبحار : محمد بن عبد الله .

    الحسن عليه‌السلام : هل يقال لله : إنه شيء؟ فقال : نعم ، وقد سمى نفسه بذلك في كتابه ، فقال : ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ) (1) فهو شيء ليس كمثله شيء» (2) .
    [139 / 32] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، أنه دخل عليه رجل ، فقال له : يابن رسول الله ، ما الدليل على حدوث العالم ؟ فقال : أنت لم تكن ثم كنت ، وقد علمت أنك لم تكون نفسك ، ولا كونك من هو مثلك» (3) .
    [١4٠ / 33] حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ، قال : حدثنا أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : سأل المأمون أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) (1) فقال : إن الله تبارك و تعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والأرض ، فكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على عز وجل .
    ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلم أنه على
    __________________
    (1) سورة الأنعام ٦ : ١٩ .
    (2) نقله المجلسي عن العيون في البحار ٣ : ٢٥٩ / 5.
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : 293 / 3، والأمالي : 4٣٣ / 6 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2 : 3۵3 / 280 ، ونقله المجلسي عن المصادر كلها في البحار ٣ : ٣٦ / 11 .
    (4) سورة هود ۷:11.

    كل شيء قدير، ثم رفع العرش بقدرته ، ونقله فجعله فوق السماوات السبع ، ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام وهو مسئول على عرشه ، وكان قادراً على أن يخلقها في طرفة عين ، ولكنه تعالى خلقها في ستة أيام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئاً بعد شيء ، فيستدل بحدوث ما يحدث على تعالى مرة بعد مرة ، ولم يخلق الله العرش الحاجة به إليه ؛ لأنه غنى عن العرش وعن جميع ما خلق ، لا يوصف بالكون على العرش ؛ لأنه ليس بجسم، تعالى عن صفة خلقه علواً كبيراً .
    وأما قوله عز وجل : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ) فَإِنَّه عَزَّ وجل خلق خلقه (1) ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته ، لا على سبيل الامتحان والتجربة ؛ لأنه لم يزل عليماً بكل شيء، فقال المأمون : فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك، ثم قال له : يابن رسول الله ، فما معنى قول الله عز وجل : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ‎*‏ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) (2) ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام الي : حدثني أبي موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : إن المسلمين قالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية خلقهم، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية، وهو الموافق للمصادر.
    (2) سورة يونس 1۰: 99 ـ 1۰۰.

    فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما كنت لألقى الله عز وجل ببدعة لم يحدث إلى فيها شيئاً ، وما أنا من المتكلفين، فأنزل الله تعالى عليه : يا محمد ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا )، على سبيل الإلجاء والاضطرار في الدنيا ، كما يؤمنون عند المعاينة ورؤية البأس في الآخرة ، ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثواباً ولا مدحاً، لكني أريد منهم أن يؤمنوا مختارين غير مضطرين : ليستحقوا مني الزلفي والكرامة، ودوام الخلود في جنة الخلد ( أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) .
    وأما قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) (1) فليس ذلك على سبيل تحريم الإيمان عليها، ولكن على معنى أنها ما كانت لتؤمن إلا بإذن الله ، وإذنه أمره لها بالإيمان ما كانت مكلفة متعبدة، وإلجاؤه إياها إلى الإيمان عند زوال التكليف والتعبد عنها فقال المأمون : فرجت عنى يا أبا الحسن فرج الله عنك ، فأخبرني عن قول الله تعالى : ( الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا ) (2) .
    فقال عليه‌السلام : «إن غطاء العين لا يمنع من الذكر ، والذكر لا يرى بالعين ، ولكن الله عز وجل شبه الكافرين بولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام بالعميان ؛ لأنهم كانوا يستثقلون قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه ، فلا يستطيعون له سمعاً، فقال المأمون : فرجت عني فرج الله عنك (3) .
    __________________
    (1) سورة يونس 1۰ : 99 ـ 1۰۰ .
    (2) سورة الكهف 18 1۰1.
    (3) ذكر المصنف صدر الحديث في التوحيد : 32۰ / 2، وقطعة منه في ٣4١ / 11. وقطعة أخرى في ٣٥٣ / 25 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2 : 393 / 302 ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٣ : ٣١٧ / 14 ، و ١٠ : ٣4٢ / 4 .

    [141 / 34] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن حمدان (1) بن سليمان ، قال : كتبت إلى الرضا عليه‌السلام أسأله عن « أفعال العباد أمخلوقة أم غير مخلوقة ؟ فكتب عليه‌السلام : أفعال العباد مقدرة في علم الله عز وجل قبل خلق العباد بألفي عام »(2) .
    [١4٢ / 35] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم (3) ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد ، عن علي ابن موسى الرضا عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي .
    ثم قال : إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل » .
    قال الحسين بن خالد : فقلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، فما معنى قول الله عز وجل : ( وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ ) (1) .
    قال : « لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه » (5) .
    __________________
    (1) في نسخة (ج) : أحمد ، وكذلك في نسخة من حاشية ك .
    (2) ذكره المصنف في التوحيد: 4١٦ / 16، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٥: ٣٥ / ٢٩.
    (3) في المطبوع ص ١٣٦، والحجرية ونسخة (ع) : على بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ار ، ك والأمالي والبحار ؛ لأن سعد بن عبد الله لم يرو عن علي بن إبراهيم بن هاشم . أنظر ترجمة سعد بن عبد الله وإبراهيم بن هاشم.
    (4) سورة الأنبياء 21 : 28 .
    (5) ذكره المصنف في الأمالي : 4 / ٥٦، وأورده الفتال النيشابوري في روضة

    قال مصنف هذا الكتاب رضي‌الله‌عنه : المؤمن هو الذي تسره حسنته ، وتسوزه سيئته ؛ لقول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من سرته حسنته ، وساءته سيئته فهو مؤمن ومتى ساءته سينته ندم عليها ، والندم توبة ، والتائب مستحق للشفاعة والغفران ، ومن لم تسؤه سيئته فليس بمؤمن ، وإذا لم يكن مؤمناً لم يستحق الشفاعة : لأن الله عز وجل غير مرتض لدينه .
    [١4٣ / 36] حدثنا محمد بن القاسم (1) المفسر رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني (2) يوسف بن محمد بن زياد (3) ، وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ال ، في قول الله عز وجل : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ) (4) .
    قال : «جعلها ملائمة لطبائعكم ، موافقة لأجسادكم ، ولم يجعلها شديدة الحماء والحرارة فتحرقكم، ولا شديدة البرودة فتجمدكم، ولا شديدة طيب الريح فتصدع (5) هاماتكم، ولا شديدة النتن فتعطيكم (6) ، ولا شديدة اللين كالماء فتغرقكم، ولا شديدة الصلابة فتمتنع عليكم في دوركم وأبنيتكم وقبور
    __________________
    الواعظين : ۵۰۰ ، ونقله الأربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٨٦ ، عن العيون . والمجلسي عن الأمالي والعيون في البحار ٨: ١٩ / 4، باختصار ، و ٣4 / 4 ، كاملاً .
    (1) في نسخة (ع) والحجرية : بن أبي القاسم .
    (2) في نسخة (ع) والتوحيد : حدثنا .
    (3) في نسخة (ع) : الزيات.
    (4) سورة البقرة ٢ ٢٢ .
    (٥) فتصدع : من الصداع ، أي توجع الرأس، انظر الصحاح ٣ : ١٢4٢ ـ صدع .
    (6) العطب : الهلاك ، الصحاح ١ : ١٨4 ـ عطب .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:10 pm

    موتاكم، ولكنه عز وجل جعل فيها من المتانة ما تنتفعون به وتتماسكون ، وتتماسك عليها أبدانكم وبنيانكم، وجعل فيها ما تنقاد به لدوركم وقبوركم وكثير من منافعكم ، فلذلك جعل الأرض فراشاً لكم .
    ثم قال عز وجل : ( وَالسَّمَاءَ بِنَاءً ) : سقفاً من فوقكم محفوظاً ، يدير فيها شمسها وقمرها ونجومها لمنافعكم .
    ثم قال عز وجل : ( وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ) ، يعني : المطر ينزله من علا ليبلغ قلل جبالكم وتلالكم وهضابكم وأوهادكم ، ثم فرقه رذاذاً ووابلاً وهطلاً ؛ لتنشفه أرضوكم ، ولم يجعل ذلك المطر نازلاً عليكم قطعة واحدة فيفسد أرضيكم وأشجاركم وزروعكم وثماركم .
    ثم قال عز وجل : ( فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ) (1) يعني مما يخرجه من الأرض رزقاً لكم ( فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا )، أي أشباهاً وأمثالاً من الأصنام التي لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر ولا تقدر على شيء، ( وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) (2) أنها لا تقدر على شيء من هذه النعم الجليلة ، التي أنعمها عليكم ربكم تبارك وتعالى » (3) .
    [144 / 37] حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، عن الإمام علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن
    __________________
    (1) سورة البقرة ٢٢:٢.
    (2) سورة البقرة ٢٢٣ .
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : 4٠٣ / 11 ، وورد في تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : ١4٢ / 72، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٥٠٦ / 336، ونقله المجلسي عن المصادر الثلاثة في البحار ٣ : ٣٥ / 10 و ٦٠: 82 / 9.

    أبيه علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال : «خرج أبو حنيفة ذات يوم . الصادق عليه‌السلام فاستقبله موسى بن جعفر عليهما‌السلام ال ، فقال له : يا غلام ، ممن المعصية ؟ قال : لا تخلو من ثلاث ، إما أن تكون من الله تعالى وليست منه ، ولا ينبغي للكريم أن يُعذب عبده بما لا يكتسبه ، وإما أن تكون من الله عز وجل ومن العبد ، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف ، وإما أن تكون من العبد وهي منه، فإن عاقبه الله تعالى فبذنبه ، وإن عفى عنه فیکرمه وجوده» (1) .
    [١4٥ / 38] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (2) رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الطائي ، قال : حدثني (3) أبو سعيد سهل بن زياد الادمي الرازي، عن علي بن جعفر الكوفي ، قال : سمعت سيدي علي بن محمد عليهما‌السلام يقول : حدثني أبي محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم‌السلام .
    وحدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدثني (4) أبو القاسم إسحاق بن جعفر العلوي ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد بن علي، عن سليمان بن محمد القرشي، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر بن محمد ،
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : ٩٦ / 2، والأمالي : 4٩٥ / 4، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2: 332 قطعة من ح ٢٦٩ ، ونقله الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٩4 ، عن العيون ، والمجلسي في البحار ٥: 4 / 2، عن العيون والتوحيد والأمالي .
    (2) في نسخة الك ، ع: علي بن أحمد بن عمران الدقاق، وفي الكافي: علي بن محمد.
    (3) في نسخة (ع ، ر ، ك : حدثنا ، وكذلك التوحيد .
    (4) في نسخة ع ، ك : حدثنا .

    عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام .
    وحدثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن إسحاق الفارسي الغرائمي ، قال : حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي بجرجان ، قال : حدثنا (1) عبد العزيز بن إسحاق بن جيفر (2) ببغداد ، قال : حدثني عبد الوهاب ابن عيسى المروزي ، قال : حدثني الحسن بن علي بن محمد البلوي (3) ، قال : حدثني محمد بن عبد الله بن نجيح ، عن أبيه (4) ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه عليهم‌السلام .
    وحدثنا أحمد بن الحسن (5) القطان ، قال : حدثنا (6) الحسن بن علي السكري ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، قال : حدثنا العباس بن بكار الضبي ، قال : حدثنا أبو بكر الهذلي ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : لما انصرف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام من صفين قام إليه شيخ ممن شهد معه الواقعة ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن مسيرنا هذا أبقضاء من الله تعالى وقدر ؟ .
    وقال الرضا عليه‌السلام في روايته عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم‌السلام : دخل رجل من أهل العراق على أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : أخبرنا عن
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : حدثني.
    (2) في نسخة (ك) : جعفر .
    (3) في نسخة ( ع ، ک ) والحجرية : الحسن بن محمد بن علي البلوي .
    (4) عن أبيه أثبتناه من نسخة مع . ر . ك والحجرية والتوحيد والبحار ، والظاهر أنه سقط من الطبع ؛ لأن محمد بن عبد الله بن نجيح لم يرو عن الإمام الصادق الله .
    (٥) في نسخة (ع) : الحسين .
    (٦) في نسخة (ع) : حدثني .

    خروجنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله تعالى وقدر ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام : أجل يا شيخ ، فوالله ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر ، فقال الشيخ : عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين .
    فقال عليه‌السلام : مهلاً يا شيخ ، لعلك تظن قضاء حتماً وقدراً لازماً ، لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، والأمر والنهي والزجر ، ولسقط معنى الوعد والوعيد ، ولم يكن على المسيء لائمة، ولا لمحسن محمدة، ولكان المحسن أولى باللائمة من المذنب، والمذنب أولى بالإحسان من المحسن .
    تلك مقالة عبدة الأوثان، وخصماء الرحمن، وقدرية هذه الأمة ومجوسها .
    يا شيخ ، إن الله تعالى كلف تخييراً ، ونهى تحذيراً ، وأعطى على القليل كثيراً ، ولم يعص مغلوباً ، ولم يطع مكرهاً، ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً، ذلك ظن الذين كفروا ، فويل للذين كفروا من النار» قال : فنهض الشيخ وهو يقول :
    أنت الإمام الذي نرجو بطاعته
    يوم النجاة من (1) الرحمن غفرانا

    أوضحت من ديننا ما كان ملتبساً
    جزاك ربك عنا فيه إحسانا

    فليس معذرة في فعل فاحشة
    قد كنت راكبها فسقاً وعصيانا

    لا لا ولا قائلاً ناهيه أوقعه
    فيها عبدت إذا يا قوم شيطانا

    ولا أحب ولا شاء الفسوق ولا
    قتل الولى له ظلماً وعدوانا

    أنى يحب وقد صحت عزيمته
    ذو العرش أعلن ذاك الله إعلانا

    ولم يذكر محمد بن عمر الحافظ في آخر هذا الحديث من الشعر إلا
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : المعاد ، وفي حاشية ك ، را في نسخة : النشور .

    بيتين من أوله (1) .
    [١4٦ / 39] حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوزي (2) بنيسابور ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مروان الخوزي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوزي ، قال : حدثنا أحمد بن عبدالله الجويباري الشيباني ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليهم‌السلام قال : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عز وجل قدر المقادير ودبر التدابير قبل أن يخلق آدم (3) بألفي عام» (4) .
    [١4٧ / 40] حدثنا الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ، قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، قال: حدثنا داود بن سليمان الفراء، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام . قال : إن يهودياً سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال : أخبرني عما ليس الله ، وعما ليس عند الله ، وعما لا يعلمه الله .
    فقال علي عليه‌السلام : أما ما لا يعلمه الله فذلك قولكم يا معشر اليهود: إن عزيراً ابن الله ، والله تعالى لا يعلم له ولداً، وأما قولك : ما ليس عند الله ،
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 38۰ / 28 ، وأورده الكليتي في الكافي 1: 119 / 1 المفيد في الإرشاد 1 22۵ ، الكراجكي في كبر الفوائد ١: ٣٦٣ ، ابن شعبة في تحف العقول : 4٦٨، ابن قتال النيشابوري في روضة الواعظين : 4٠ ، الطبرسي في الاحتجاج 1 : 189 / 120، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ٥: ١٢ / 19 .
    (2) في التوحيد: الخوري. وكذلك بقية الموارد.
    (3) في نسخة ج ، ها : العالم.
    (4) ذكره المصنف في التوحيد : ٣٧٦ / 22 ، وورد في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : 1۵1 / 89، وأورده الواسمي في مسند الإمام الرضا عليه‌السلام : ٥4 ، ونقله المجلسي عن العيون والصحيفة في البحار ٥: ١٥١ / 89.

    فليس عند الله ظلم للعباد، وأما قولك : ما ليس الله ، فليس الله شريك، فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله» (1) .
    [١4٨ / 41] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن سليمان ، قال : سأل رجل أبا الحسن عليه‌السلام ـ وهو في الطواف ـ فقال له : أخبرني عن الجواد ، فقال : « إن لكلامك وجهين ، فإن كنت تسأل عن المخلوق، فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله تعالى عليه ، والبخيل من بخل بما افترض الله تعالى عليه ، وإن كنت تعني الخالق فهو الجواد إن أعطى ، وهو الجواد إن منع ؛ لأنه إن أعطى عبداً أعطاه ما ليس له، وإن منع منع ما ليس له » (2) .
    [١4٩ / 42] حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدب رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين ابن خالد ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : قال الله جل جلاله : من لم يرض بقضائي ، ولم يؤمن بقدري ، فليلتمس إلها غيري » .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 3۷۷ / 23 ، وورد الحديث في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : ٢٥٩ / 193، وأورده الطوسي في الأمالي : ٢٧٥ / 65 ، الخزار القمي في كفاية الأثر : ٥٧ ، عن رسول الله ، ونقله المجلسي عن الصحيفة والعيون في البحار 10 : 11 / 5.
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : ٣٧٣ / 16، والخصال : 4٣ / 36، ومعاني الأخبار : 256 / 1 بزيادة في المعاني ، وأورده الكليني في الكافي 4 : ٣٨ / 1 ، الإربلي في كشف الغمة 2: 289 ، ونقله المجلسي عن المعاني والخصال والعيون في البحار 4: 1۷2 / 1 .

    وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «في كل قضاء الله عز وجل خيرة للمؤمن» (1) .
    [١٥٠ / 143] حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد (2) البيهقي ، قال : حدثني (3) محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثنا أبو ذكوان ، قال : سمعت إبراهيم بن العباس يقول : سمعت الرضا عليه‌السلام وقد سأله رجل : أيكلف الله العباد ما لا يطيقون ؟ فقال : «هو أعدل من ذلك » ، قال : أفيقدرون على كل ما أرادوه ؟ قال : «هم أعجز من ذلك » (4) .
    [151 / 44] حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن الميثمي (5) ، قال : « حدثنا أبو الحسن علي ابن مهرويه القزويني ، قال : حدثنا أبو أحمد الغازي ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال : حدثنا أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثنا أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبي محمد بن علي ، قال : حدثنا أبي علي بن الحسين ، قال : حدثنا أبي ) (6) الحسين بن علي عليهم‌السلام ، قال : سمعت أبي علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، يقول : الأعمال على ثلاثة أحوال : فرائض وفضائل ومعاصي .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 3۷1 / 11، وأورده الإربلي في كشف الغمة 2 : 288 . ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٧١: ١٣٨ / 25 .
    (2) في نسخة (ع) : علي ، بدل : أحمد .
    (3) في نسخة (ك) : حدثنا .
    (4) أورده الإربلي في كشف الغمة 2 : 288 ، المزي في تهذيب الكمال ٢١ : ١٥١ ـ ١٥٢ ، الذهبي في سير أعلام النبلاء 391۰9، ابن حجر في تهذيب التهذيب : ٣٣٩ .
    (٥) في نسخة (ع): أبو الحسن علي بن الحسين بن المثنى، وكذلك التوحيد ، وفي الخصال : أبو الحسن علي بن الحسن بن المثنى ، وكذلك استظهرها ناسخ نسخة ارها.
    (٦) في نسخة اع ، ك : عن آبائه الله ، عن بدل ما بين القوسين .

    فأما الفرائض فيأمر الله تعالى وبرضى الله وبقضاء الله وتقديره ومشيئته وعلمه، وأما الفضائل فليست بأمر الله ، ولكن برضى الله وبقضاء الله وتقديره ومشيئته وبعلمه، وأما المعاصي فليست بأمر الله ، ولكن بقدر الله وبعلمه (1) ، ثم يعاقب عليها » (2) .
    [١٥٢ / 45] حدثنا أحمد بن إبراهيم بن هارون الفامي رحمه‌الله (3) ـ في مسجد الكوفة ـ قال : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال : قلت له : يابن رسول الله ، إن الناس ينسبوننا إلى القول بالتشبيه والجبر ؛ لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمة عليهم‌السلام ، فقال : يابن خالد ، أخبرني عن الأخبار التي رويت عن آبائي الأئمة عليهم‌السلام في التشبيه والجبر أكثر ، أم الأخبار التي رويت عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك ؟ ، فقلت : بل ما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في ذلك أكثر .
    قال : « فليقولوا : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول بالتشبيه والجبر إذا » ، فقلت له : إنهم يقولون : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يقل من ذلك شيئاً، وإنما روي عليه ، قال : « فليقولوا في آبائي الأئمة عليهم‌السلام أنهم لم يقولوا من ذلك شيئاً وإنما روي ذلك عليهم » .
    ثم قال عليه‌السلام : « من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ، ونحن منه
    __________________
    (1) في نسخة (ع) زيادة ونهيه ولا برضائه ومن، وفي (ك) : وينهيه لا يرضاله ومن. وفي (ر) : وينهيه لا يرضاه ثم ، ولم ترد هذه العبارة في بقية النسخ والمصادر .
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : ٣٦٩ / 9، والخصال : 1٦٨ / 221 ، ونقله الإربلي عن عيون الأخبار في كشف الغمة 2 : 288 ، والمجلسي عن التوحيد والخصال والعيون في البحار ٥: ٢٩ / 36 .
    (3) في نسخة ع ، ك والحجرية : القاضي ، وفي دره : القامي عليه.

    براء في الدنيا والآخرة، يابن خالد، إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله تعالى، فمن أحبهم فقد أبغضنا ، ومن أبغضهم فقد أحبنا ، ومن والاهم فقد عادانا، ومن عاداهم فقد والانا، ومن وصلهم فقد قطعنا، ومن قطعهم فقد وصلنا ، ومن جفاهم فقد برنا، ومن برهم فقد جفانا، ومن أكرمهم فقد أهاننا ، ومن أهانهم فقد أكرمنا ، ومن قبلهم فقد ردنا ، ومن ردّهم فقد قبلنا ، ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا ، ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا ، ومن صدقهم فقد كذبنا ، ومن كذبهم فقد صدقنا ، ومن أعطاهم فقد حرمنا ، ومن حرمهم فقد أعطانا ، يابن خالد ، من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم ولياً ولا نصيراً» (1) .
    [١٥٣ / 46] حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسين (2) بن محمد بن عامر ، عن معلى بن محمد البصري ، عن الحسن ابن علي الوشا ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : سألته فقلت : الله فوض الأمر إلى العباد ؟ فقال : هو أعز من ذلك ، فقلت : فأجبرهم على المعاصي ؟ قال : «الله أعدل وأحكم من ذلك » ثم قال : «قال الله عز وجل : يابن آدم ، أنا أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني ، عملت المعاصي بقوتي التي جعلتها فيك » (3) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : ٣٦٣ / 12، وأورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٣٥ ، الطبرسي في الاحتجاج 2 : ٣99 / 306، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٣ : ٣٩4 / 18 و ۵ : ۵2 / 88.
    (2) في نسخة (ع) : الحسن.
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : ٣٦٢ / 10 ، وأورده الكليني في الكافي ١ : 12۰ / 3 الإربلي في كشف الغمة 2 : 289 ، ونقله المجلسي عن التوحيد والعيون في البحار 5 : 15 / 20.

    [١٥4 / 47] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدب رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن علي الأنصاري ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهما‌السلاميقول :« من قال بالجبر فلا تعطوه من الزكاة شيئاً ، ولا تقبلوا له شهادة أبداً ، إن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها ولا يحملها فوق طاقتها ( وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) (1) » (2) .
    [155 / 48] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي ، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفري (3) ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : ذكر عنده الجبر والتفويض ، فقال عليه‌السلام : «ألا أعطيكم في هذا أصلاً لا تختلفون فيه ، ولا يخاصمكم عليه أحد إلا كسرتموه ؟» قلنا: إن رأيت ذلك ، فقال عليه‌السلام : «إن الله تعالى لم يطع بإكراه، ولم يعض بغلبة، ولم يُهمل العباد في ملكه، هو المالك لما ملكهم ، والقادر على ما أقدرهم عليه ، فإن التمر العباد بطاعته ، لم يكن الله عنها صاداً
    __________________
    (1) سورة الأنعام ٦: ١٦4 .
    (2) ذكره المصنف في التوحيد : ٣٦٢ / 9، وأورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : 39 ، وأورد صدره الطبرسي في الاحتجاج 2 139۷ ذیل حدیث 3۰3 ونقله الإربلي في كشف الغمة 2: 289 ، عن العيون، والمجلسي عن التوحيد والعيون في البحار ٥ : ١٦ / 21 .
    (3) في نسخة (ج ، هـا والحجرية : الحميري ، وما في المتن أثبتناه من نسخة مع . ر ، ك لموافقته للمصادر الحديثية والرجالية ، وقد عبده البرقي والطوسي من أصحاب الإمام الكاظم والرضا عليهما‌السلام ، وقال النجاشي : روى عن الإمام الرضا عليه‌السلام رجال اليرقي : 4٩ و ٥٣ ، رجال النجاشي : 182 / 483 ، رجال الطوسي : ٣٥١ / 10 ، و 3۷۷ / 1.

    ولا منها مانعاً، وإن التمروا بمعصيته ، فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل ، وإن لم يحل وفعلوه ، فليس هو الذي أدخلهم فيه، ثم قال عليه‌السلام : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من خالفه» (1) .
    [١٥٦ / 49] حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی‌الله‌عنها قالا : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : قلت له : إن أصحابنا بعضهم يقول بالجبر، وبعضهم يقول بالاستطاعة ، فقال لي : أكتب ، قال الله تعالى : يابن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء ، وبقوتي أديت إلى فرائضي ، وبنعمتي قويت على معصيتي ، جعلتك سميعاً بصيراً قوياً ( مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ) (2) وذلك أني أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني ، وذلك أني لا أسأل عما أفعل وأنتم تسألون ، وقد نظمت لك كل شيء تريد» (3) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : ٣٦١ / 7، وأورده المفيد في الاختصاص : 198 ، الطبرسي في الاحتجاج 2 3۰۵399 ، ونقله الإربلي في كشف الغمة ٢ : 289 ، والمجلسي عن الاحتجاج والتوحيد والعيون في البحار ٥ : ١٦ / 22 .
    (2) سورة النساء 4 ٧٩ .
    (3) ذكره المصنف في التوحيد : ٣٣٨ / 6 ، وورد الحديث في فقه الإمام الرضا عليه‌السلام ال : ٣4٩ ، وفيه : وقيل للعالم عليه‌السلام : إن بعض أصحابنا يقولون . وأورده العياشي في تفسيره ١: ٢٥٨ / 200، عن صفوان بن يحيى إلى قوله : وهم يسألون، الحميري في قرب الاسناد : ١٢٥٧ / 347 ، عن صفوان ، وفي ٣٥4 / ١٢٦٧ ، عن البزنطي كاملاً ، البرقي في المحاسن 1 381 ذیل حدیث ٢4٠ ، عن محمد بن إسحاق ، قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام ليونس مولى على بن يقطين ، الكليني في الكافي 1: ١١٧ / 6 ، عن البرنطي ، إلى قوله : وهم يسألون ، وفي 122 / 12 ، عن البرنطي كاملاً ، ونقله المجلسي عن قرب الاسناد والتوحيد والعيون في البحار ٥ : ٥٧ / 104.

    [١٥٧ / 50] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني، قال: حدثنا علي بن محمد المعروف بعلان عن محمد بن عيسى ، عن الحسين (1) بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، أنه قال : إعلم علمك الله الخير، إن الله تبارك وتعالى قديم، والقدم صفة دلت العاقل على أنه لا شيء قبله ، ولا شيء معه في ديموميته (2) ، فقد بان لنا بإقرار العامة مع (3) معجزة الصفة أنه لا شيء قبل الله ، ولا شيء مع الله في بقائه ، وبطل قول من زعم أنه كان قبله أو كان معه شيء ، وذلك أنه لو كان معه شيء في بقائه لم يجز أن يكون خالقاً له ؛ لأنه لم يزل معه ، فكيف يكون خالقاً لمن لم يزل معه ؟ ولو كان قبله شيء كان الأول ذلك الشيء لا هذا ، وكان الأول أولى بأن يكون خالقاً للأول الثاني (4) .
    ثم وصف نفسه تبارك وتعالى بأسماء دعا الخلق ـ إذ خلقهم وتعبدهم وابتلاهم ـ إلى أن يدعوه بها ، فسمى نفسه : سميعاً ، بصيراً ، قادراً ، قاهراً ، حياً، قيوماً ، ظاهراً ، باطناً ، لطيفاً ، خبيراً ، قوياً ، عزيزاً ، حكيماً، عليماً ، وما أشبه هذه الأسماء .
    فلما رأى ذلك من أسمائه الغالون المكذبون ، وقد سمعونا تحدث عن الله تعالى أنه لا شيء مثله ، ولا شيء من الخلق في حاله ، قالوا : أخبرونا إذ زعمتم أنه لا مثل الله ولا شبه له ، كيف شاركتموه في أسمائه الحسنى ،
    __________________
    (1) في نسخة اج ، وها : الحسن .
    (2) في المطبوع والحجرية ونسخة اج ، ك ، ها: ديمومته، وما في المتن أثيتناه من نسخة ا(ع ، ر) وهو الموافق للمصادر.
    (3) ( مع ) أثبتناها من النسخ الخطبة الخمس والحجرية.
    (4) في المطبوع خالقاً للأول، وفي نسخة هـ): خالقاً الثاني، وفي نسخة ر، كه: خالقاً للثاني، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ع ، ج) والحجرية والتوحيد والبحار.

    فتسميتم بجميعها ، فإن في ذلك دليلاً على أنكم مثله في حالاته كلها، أو في بعضها دون بعض ، إذ قد جمعتكم الأسماء الطيبة ؟!
    قيل لهم : إن الله تبارك وتعالى ألزم العباد أسماء من أسمائه على اختلاف المعاني، وذلك كما يجمع الاسم الواحد معنيين مختلفين، والدليل على ذلك قول الناس، الجائز عندهم السائغ (1) ، وهو الذي خاطب الله عز وجل به الخلق ، فكلمهم بما يعقلون ؛ ليكون عليهم حجة في تضييع ما ضيعوا .
    وقد يقال للرجل : كلب وحمار وثور وسكرة وعلقمة وأسد، وكل ذلك على خلافه (2) ؛ لأنه لم تقع الأسماء على معانيها التي كانت بنيت عليها ؛ لأن الإنسان ليس بأسد ولا كلب ، فافهم ذلك يرحمك الله .
    وإنما يُسمى الله عز وجل بالعالم ، لغير علم حادث علم به الأشياء . واستعان به على حفظ ما يستقبل من أمره، والروية فيما يخلق من خلقه ، وتفنية (3) ما مضى مما أفنى من خلقه ، مما لو لم يحضره ذلك العلم ويغيبه كان جاهلاً ضعيفاً ، كما أنا رأينا علماء الخلق إنما سموا بالعلم ؛ لعلم حادث إذ كانوا قبله جهلة ، وربما فارقهم العلم بالأشياء ، فصاروا إلى الجهل . وإنما سمي الله عالماً ؛ لأنه لا يجهل شيئاً، فقد جمع الخالق والمخلوق اسم العلم، واختلف المعنى على ما رأيت .
    وسمي ربنا سميعاً لا بجزء (4) فيه يسمع به الصوت ولا يبصر به ، كما
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ها : الشائع .
    (2) في نسخة (ع) زيادة : وحالاته ، وكذلك التوحيد .
    (3) في نسخة (ج ، ها : ومضيه، وفي اع . ك : ويفنيه ، وفي التوحيد : وبعينه . وفي الكافي : ويفسد .
    (4) في الكافي : لا بحرت ، وكذلك بقية الموارد والخرت : الأذن ـ الصحاح 1 : ٢4٨ ـ خرت .

    أن جزءنا الذي تسمع به لا تقوى على النظر به ، ولكنه عز وجل أخبر أنه لا تخفى عليه الأصوات، ليس على حد ما سمينا نحن ، فقد جمعنا الاسم بالسميع ، واختلف المعنى .
    وهكذا البصير لا بجزء به أبصر ، كما أنا نبصر بجزء منا لا ينتفع به في غيره ، ولكن الله بصير لا يجهل شخصاً منظوراً إليه ، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى .
    وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد، كما قامت الأشياء ، ولكن أخبر أنه قائم ، يُخبر أنه حافظ ، كقول الرجل : القائم بأمرنا فلان . وهو عز وجل القائم على كل نفس بما كسبت ، والقائم أيضاً في كلام الناس : الباقي ، والقائم أيضاً يخبر عن الكفاية ، كقولك للرجل : قم بأمر فلان ، أي اكفه ، والقائم منا قائم على ساق ، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى .
    وأما اللطيف : فليس على قلة وقضافة وصغر، ولكن ذلك على النفاذ في الأشياء ، والامتناع من أن يدرك ، كقولك : لطف عني هذا الأمر ، و لطف فلان في مذهبه ، وقوله : يخبرك أنه غمض فيهر العقل ، وفات الطلب ، وعاد متعمقاً متلطفاً لا يدركه الوهم ، فهكذا لطف الله تبارك وتعالى عن أن يُدرك بحد أو يُحد بوصف ، واللطافة منا الصغر والقلة ، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى .
    وأما الخبير : فالذي لا يعزب عنه شيء ولا يفوته شيء ليس للتجربة والاعتبار بالأشياء فتفيده التجربة والاعتبار، علماً لولاهما ما علم ؛ لأن من كان كذلك كان جاهلاً، والله تعالى لم يزل خبيراً بما يخلق، والخبير من الناس المستخبر عن جهل المتعلم ، وقد جمعنا الاسم واختلف المعنى .

    وأما الظاهر : فليس من أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها ، وقعود عليها، وتسلم لذراها ، ولكن ذلك لقهره ولغلبته الأشياء وقدرته عليها، كقول الرجل : ظهرت على أعدائي ، وأظهرني الله على خصمي ، يخبر عن الفلج والغلبة ، فهكذا ظهور الله على الأشياء .
    ووجه آخر وهو : أنه الظاهر لمن أراده، لا يخفى عليه شيء، وأنه مدبر لكل ما يرى (1) ، فأي ظاهر أظهر وأوضح أمراً من الله تعالى ؟! فإنك لا تعدم صنعته حيثما توجهت، وفيك من آثاره ما يغنيك ، والظاهر منا البارز بنفسه والمعلوم بحده ، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى .
    وأما الباطن : فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علماً وحفظاً وتدبيراً ، كقول القائل : أبطنته ، يعني خبرته وعلمت مكتوم سره ، والباطن منا بمعنى الغائر في الشيء المستتر (2) ، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى.
    وأما القاهر : فإنه ليس على معنى علاج ، ونصب واحتيال ، ومداراة ومكر ، كما يقهر العباد بعضهم بعضاً ، فالمقهور منهم يعود قاهراً، والقاهر يعود مقهوراً، ولكن ذلك من الله تبارك وتعالى على أن جميع ما يخلق ملبس به (3) الذل لفاعله وقلة الامتناع لما أراد به ، لم يخرج منه طرفة عين غير أنه يقول له : كن فيكون، والقاهر منا على ما ذكرت ووصفت ، فقد جمعنا الاسم واختلف المعنى .
    __________________
    (1) في حاشية اك في نسخة : ما برأ .
    (2) في نسخة (ع) زيادة به ، وكذلك التوحيد .
    (3) في المطبوع والحجرية ونسخة (ج ، ه ، ر) : ملتبس ، وما في المتن من نسخة ع ، ك ، وهو الموافق للكافي، وفي حاشية نسخة «ك: ملتيس.

    وهكذا جميع الأسماء ، وإن كنا لم نسمها كلها، فقد يكتفي الاعتبار بما ألقينا إليك ، والله عز وجل عوننا وعونك في إرشادنا وتوفيقنا» (1) .
    خطبة الرضا عليه‌السلام في التوحيد
    [١٥٨ / 51] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن عمر الكاتب ، عن محمد بن زياد القلزمي (2) ، عن محمد ابن أبي زياد الجدي صاحب الصلاة بجدة ـ قال : حدثني محمد بن يحيى ابن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يتكلم بهذا الكلام عند المأمون في التوحيد .
    قال ابن أبي زياد : ورواه لي وأملى (3) أيضاً أحمد بن عبدالله العلوي مولى لهم وخالاً لبعضهم ـ عن القاسم بن أيوب العلوي ، إن المأمون لما أراد أن يستعمل الرضا عليه‌السلام جمع بني هاشم ، فقال : إني أريد أن أستعمل الرضا على هذا الأمر من بعدي ، فحسده بنو هاشم ، وقالوا : أتولي رجلاً جاهلاً ليس له بصر بتدبير الخلافة ؟ فابعث إليه رجلاً يأتنا ، فترى من جهله ما تستدل به عليه .
    فبعث إليه ، فأتاه ، فقال له بنو هاشم : يا أبا الحسن ، إصعد المنبر وانصب لنا علماً نعبد الله عليه ، فصعد عليه‌السلام المنبر، فقعد ملياً لا يتكلم مطرقاً ، ثم انتفض انتفاضة واستوى قائماً ، وحمد الله تعالى وأثنى عليه ،
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 18٦ / 2 ، وأورده الكليني في الكافي ١ : ٩٣ / 2 . باختلاف يسير في بعض الألفاظ ، الطبرسي في الاحتجاج 2 : 3۵۷ / 382 ، باختصار . ونقله المجلسي عن هذه المصادر في البحار 4 : ١٧٦ / 5 .
    (2) في نسخة اع ، ك : القلوني ـ.
    (3) ( وأملى ) لم ترد في الحجرية ونسخة (ج ، ها .

    وصلى على نبيه وأهل بيته .
    ثم قال :« أول عبادة الله تعالى معرفته ، وأصل معرفة الله توحيده ، ونظام توحيد الله تعالى نفي الصفات عنه ؛ الشهادة العقول أن كل صفة و موصوف مخلوق، وشهادة كل موصوف (1) أن له خالقاً ليس بصفة ولا موصوف، وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران، وشهادة الاقتران بالحدث (2) ، وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدث .
    فليس الله من عرف بالتشبيه ذاته ، ولا إياه وحد من اكتنهه ، ولا حقيقته أصاب من مثله ، ولا به صدق من نهاه ، ولا صمد صمده (3) من أشار إليه ، ولا إياه عنى من شبهه، ولا له تذلّل من بعضه، ولا إياه أراد من توهمه .
    كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول، يصنع الله يستدل عليه، وبالعقول تعتقد معرفته ، وبالفطرة تثبت حجته ، خلق الله الخلق حجاباً بينه وبينهم، ومباينته إياهم ومفارقته أينيتهم (4) وابتداؤه إياهم ، دليلهم على أن لا ابتداء له ؛ لعجز كل مبتدء عن ابتداء غيره، وأداؤه (5) إياهم دليل (6) على أن لا أداة فيه ؛ لشهادة الأدوات بفاقة المادين .
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : بشهادة كل مخلوق .
    (2) في المطبوع ونسخة (هـا : الحدوث، وما في المتن أثبتناء من نسخة مج . ربع . ك والحجرية، وهو الموافق للتوحيد والبحار، وكذا الموارد التالية.
    (3) في نسخة (ك) : ولا حمد حمده ، ولا صمد صمده .
    (4) في نسخة الها: إنيتهم، وهي بمعنى حقيقتهم.
    (٥) في المطبوع والحجرية أدوات، وفي نسخة «ع» وأدواته، وفي «ر» وأداه، وفي اك: وأدائهم، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ج ، ها.
    (٦) في المطبوع والحجرية ونسخة لك: دليلهم، وما في المتن أثبتناه من بقية النسخ.

    فأسماؤه تعبير، وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة ، وكنهه تفريق بينه وبين خلقه، وغيوره تحديد لما سواه ، فقد جهل الله من استوصفه ، وقد تعداه من اشتمله (1) ، وقد أخطأه من اكتنهه، ومن قال : كيف ؟ فقد شبهه ، ومن قال : لم ؟ فقد علله ، ومن قال : متى ؟ فقد وقته ، ومن قال : فيم ؟ فقد ضمنه ، ومن قال : إلى م ؟ فقد نهاه ، ومن قال : حتى م ؟ فقد غياه، ومن غياه فقد غاياه، ومن غاياه فقد جزاه، ومن جزأه فقد وصفه ، ومن وصفه فقد ألحد فيه ، ولا يتغير الله بالغيار المخلوق (2) كما لا يتحدد (3) بتحديد المحدود، أحد لا بتأويل عدد ؛ ظاهر لا بتأويل المباشرة، متجل لا باستهلال (4) رؤية ، باطن لا بمزايلة ، مباين لا بمسافة ، قريب لا بمداناة ، لطيف لا يتجسم موجود لا بعد عدم ، فاعل لا باضطرار ، مقدر لا يجول (5) فكرة ، مدير لا بحركة ، مريد لا بهمامة ، شاء لا بهمة ، مدرك لا بمجسة (6) ، سميع لا بآلة ، بصير لا بأداة ، لا تصحبه الأوقات، ولا تضمنه (7) الأماكن ، ولا تأخذه السنات ، ولا تحده الصفات ، ولا تقيده الأدوات ، سبق الأوقات كونه ، والعدم وجوده .
    والابتداء أزله ، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له .
    __________________
    (1) في نسخة (ع): استمثله.
    (2) في نسخة (ج ، هـ . ر . ك : الخلق ، وفي حاشية ر، كه في نسخة : المخلوق .
    (3) في نسخة (ع ، هما لا يتحد، وفي نسخة (ج: لا يحد، وفي البحار لا ينحد.
    (4) في المطبوع : لا باستقلال ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية الخمس والحجرية والمصادر .
    (٥) في المطبوع والحجرية لا يحول، وما في المتن أثبتناه من نسخة ور . ع ، ك ، ها والبحار، وفي نسخة (ج) غير منقطة.
    (٦) الجواس : الحواس ، وقد يكون الجس بالعين ـ الصحاح 3 : ۷3 ـ جسس ـ.
    (۷) في حاشية اك في نسخة ونسخة اج ، هما : اولا تضمه .

    وبتجهيره الجواهر عُرف أن لا جوهر له ، وبمضادته بين الأشياء عرف أن لاضد له ، وبمقارنته بين الأمور عُرف أن لاقرين له ؛ ضاد النور بالظلمة، والجلاية بالبهم .
    والجسوء (1) بالبلل، والصرد بالحرور ، مؤلّف بين متعادياتها، مفرق بين متدانياتها ، دالة بتفريقها على مفرقها، مؤلف بين متعادياتها، مفرق بين متدانياتها ، دالة بتفريقها على مفرقها، وبتأليفها على مؤلفها ، ذلك قوله تعالى : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (2) .
    ففرق بها بين قبل وبعد (3) ، ليعلم أن لا قبل له ولا بعد ، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة المغرزها ، دالة بتفاوتها أن لا تفاوت لمفاوتها ، مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها ، حجب بعضها عن بعض ، ليعلم أن لا حجاب بينه وبينها غيرها .
    له معنى الربوبية إذ لا مربوب، وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه، ومعنى العالم ولا معلوم، ومعنى الخالق ولا مخلوق، وتأويل السمع ولا مسموع، ليس من خلق استحق معنى الخالق، ولا بإحداثه البرايا استفاد معنى البرائية ، كيف ؟ ولا تغيبه مذ ، ولا تدنيه قد، ولا تحجبه لعل ، ولا توقته متى ، ولا تشتمله حين ولا تقارنه (4) مع .
    __________________
    (1) المطبوع ونسخة «ج، ه » والحسو، وفي ك: الجف، وما في المتن أثبتناه من نسخة ا(ع ، ر) والحجرية وحاشية الك، وهو الموافق للبحار.
    (2) سورة الذاريات ٥١: 4٩ .
    (3) في نسخة «ج ، ه » ففرق بها بينه وبين قبل وبعد، وفي حاشية لك في نسخة: ففرق بها بينها وبين قبل وبعد.
    (4) في المطبوع ونسخة «ج ، ع ، ه» والحجرية ولا تقاربه، وما في المتن أثبتناه من نسخة ار ، ك وهو الموافق للتوحيد والبحار.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:11 pm

    إنما تحدّ الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلى نظائرها ، وفي الأشياء يوجد أفعالها، منعتها مذ القدمية (1) ، وحمتها قد الأزلية، وجنبتها لولا التكملة (2) ، افترقت فدلت على مفرقها، وتباينت فأعربت عن مباينها ، لما (3) تجلى صانعها للعقول ، وبها احتجب عن الرؤية وإليها تحاكم الأوهام ، وفيها أثبت غيره ، ومنها أنبط (4) الدليل ، وبها عرفها الإقرار، وبالعقول يعتقد التصديق بالله، وبالإقرار يكمل الإيمان به، ولا ديانة إلا بعد معرفة، ولا معرفة إلا بالإخلاص، ولا إخلاص مع التشبيه ، ولا نفي مع إثبات الصفات للتشبيه ، فكل ما في الخلق لا يوجد في خالقه، وكل ما يمكن فيه يمتنع في صانعه ، لا تجرى عليه الحركة والسكون، وكيف يجرى عليه ما هو أجراه، أو يعود فيه ما هو ابتداء ؟! إذاً لتفاوتت ذاته ، ولتجزأ كنهه ولا متنع من الأزل معناه ، ولما كان للباري معنى غير معنى المبروء ، ولو حد له وراء ، إذا حد (5) له أمام ، ولو التمس له التمام إذا لزمه النقصان ، كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الحدث (6) ؟ وكيف ينشىء الأشياء من لا يمتنع من الإنشاء ؟ وإذا لقامت
    __________________
    (1) في المطبوع : القديمة ، وما أثبتناه في المتن من نسخة اك ، هه والحجرية ، وفي النسخة ر ، ع : منذ القدمة ، وكذلك الاحتجاج والتوحيد ، وفي (ج) : من القدمة . وكذلك البحار .
    (2) في المطبوع والحجرية ونسخة ج ، ها لولا الكلمة، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ع) وحاشية نسخة (ر) وهو الموافق للمصادر.
    (3) كذا في جميع النسخ والحجرية، وفي البحار والاحتجاج بها ، والظاهر ما في البحار هو الأنسب للسياق ،.
    (4) الأنبط في نسخة (ج ، ه) غير منقطة، وفي البحار: أنيط.
    (٥) في المطبوع لحد، وما في المتن أثبتناه من جميع النسخ والبحار.
    (٦) في المطبوع : الحدوث ، وما في المتن من جميع النسخ والحجرية، وهو الموافق للمصادر .

    فيه آية المصنوع ؛ ولتحول دليلاً بعدما كان مدلولاً عليه ، ليس في مجال (1) القول حجة ، ولا في المسألة عنه جواب، ولا في معناه الله تعظيم ، ولا في إبانته عن الخلق ضيم إلا بامتناع الأزلي أن يثنى ، ولا لما لا بدء له أن يبدأ ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، كذب العادلون وصلوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً ، وصلى الله على محمد وأهل بيته الطاهرين » (2).
    __________________
    (1) في البحار محال.
    (2) ذكره الصدوق في التوحيد : ٣4 / 2، وأورده المفيد في الأمالي : ٢٥٣ / 4 ، الطوسي في الأمالي : 22 / 28 ، باختلاف ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٣٥٩ / 283 ، ونقله المجلسي عن المصادر كلها والعيون في البحار ١4: ٢٢٧ / 3 .


    ـ12ـ
    باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع أهل الأديان وأصحاب
    المقالات في التوحيد عند المأمون
    [159 / 1] حدثنا أبو محمد جعفر . (1) بن علي بن أحمد الفقيه القمي ثم الإيلاقي رضي‌الله‌عنه ، قال : أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقة القمي ، قال : حدثني أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي، قال : حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي ثم الهاشمي ، يقول : لما قدم علي بن موسى الرضا عليه‌السلام على المأمون، أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات، مثل : الجاثليق ، ورأس الجالوت، ورؤساء الصابئين ، والهربة (2) الأكبر، وأصحاب زردهشت (3) ، ونسطاس (4) الرومي ، والمتكلمين ، ليسمع كلامه وكلامهم ، فجمعهم الفضل بن سهل ، ثم أعلم المأمون باجتماعهم ، فقال : أدخلهم علي ، ففعل، فرحب بهم المأمون ، ثم قال لهم : إني إنما جمعتكم لخير ، وأحببت أن تناظروا ابن عمي ، هذا المدني القادم علي، فإذا كان بكرة فاغدوا علي، ولا يتخلف منكم أحد ، فقالوا : السمع والطاعة يا أمير المؤمنين ، نحن مبكرون إن شاء الله .
    __________________
    (1) في نسخة اك ، ره : أبو جعفر محمد، وما في حاشية انه كما في المتن.
    (2) في نسخة ج ، ك : الهريز ، وفي نسخة (ع) : الهريد .
    (3) في نسخة اج ، هـ) : زرادشت ، وفي اك ، ر ، ق : زرهشت ، وفي (ع) : زراهشت .
    (4) في نسخة اج ، ع ، هذا : وبسطاس .

    قال الحسن بن محمد النوفلي : فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، إذ دخل علينا ياسر الخادم ـ وكان يتولى أمر أبي الحسن عليه‌السلام ـ فقال له : يا سيدي ، إن أمير المؤمنين يقرؤك السلام ويقول : فداك أخوك ، إنه اجتمع إلى أصحاب المقالات وأهل الأديان والمتكلمون من جميع الملل، فرأيك في البكور إلينا إن أحببت كلامهم ، وإن كرهت ذلك فلا تتجشم ، وإن أحببت أن نصير إليك خف ذلك علينا .
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : أبلغه السلام ، وقل له : قد علمت ما أردت ، وأنا صائر إليك بكرة إن شاء الله .
    قال الحسن بن محمد النوفلي : فلما مضى ياسر التفت إلينا ، ثم قال لي : «يا نوفلي ، أنت عراقي ، ورقة العراقي غير غليظة ، فما عندك في جمع ابن عمك علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات ؟ فقلت : جعلت فداك يريد الامتحان، ويحب أن يعرف ما عندك ، ولقد بنى على أساس غير وثيق البنيان ، وبئس والله ما بني .
    فقال لي : وما بناؤه في هذا الباب ؟ ، قلت : إن أصحاب الكلام والبدع (1) خلاف العلماء، وذلك أن العالم لا ينكر غير المنكر، وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهتة ، إن احتججت عليهم بأن الله واحد ، قالوا : صحح وحدانيته ، وإن قلت : إن محمداً رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله . قالوا : أثبت رسالته، ثم يباهتون الرجل وهو يبطل عليهم بحجته ويغالطونه، حتى يترك قوله، فاحذرهم جعلت فداك.
    قال : فتبسم ، ثم قال لي : يا نوفلي ، أفتخاف أن يقطعوا علي حجتي ؟».
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : البدعة ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والتوحيد والبحار.

    قلت : لا والله ، ما خفت عليك قط ، وإني لأرجو أن يظفرك الله بهم إن شاء الله تعالى ، فقال لي : يا نوفلي ، أتحب أن تعلم متى يندم المأمون ؟ قلت : نعم .
    قال : إذا سمع احتجاجي على أهل التوراة بتوراتهم، وعلى أهل الإنجيل بإنجيلهم، وعلى أهل الزبور بزبورهم، وعلى الصابئين بعبرانيتهم ، وعلى الهرابذة بفارسيتهم ، وعلى أهل الروم بروميتهم ، وعلى أصحاب المقالات بلغاتهم ، فإذا قطعت كل صنف ودحضت حجته ، وترك مقالته ورجع إلى قولي ، علم المأمون أن الموضع الذي هو بسبيله ليس بمستحق له ، فعند ذلك تكون الندامة منه ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
    فلما أصبحنا أتانا الفضل بن سهل ، فقال له : جعلت فداك ، إن ابن عمك ينتظرك وقد اجتمع القوم ، فما رأيك في إتيانه ؟ فقال له الرضا عليه‌السلام الي : تقدمني فإني صائر إلى ناحيتكم إن شاء الله .
    ثم توضأ عليه‌السلام وضوءه للصلاة، وشرب شربة سويق وسقانا منه ، ثم خرج وخرجنا معه حتى دخلنا على المأمون وإذا المجلس غاص بأهله ، و محمد بن جعفر في جماعة من الطالبيين والهاشميين والقواد حضور ، فلما دخل الرضا عليه‌السلام قام المأمون وقام محمد بن جعفر وجميع بني هاشم ، فما زالوا وقوفاً والرضا عليه‌السلام جالس مع المأمون حتى أمرهم بالجلوس فجلسوا ، فلم يزل المأمون مقبلاً عليه يحدثه ساعة ، ثم التفت إلى الجاثليق ، فقال : يا جاثليق ، هذا ابن عمى على بن موسى بن جعفر ، وهو من ولد فاطمة بنت نبينا ، وابن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم، فأحب أن تكلمه وتحاجه وتنصفه ، فقال الجاثليق : يا أمير المؤمنين كيف أحاج رجلاً يحتج

    علي بكتاب أنا منكره ونبي لا أو من به ؟ فقال له الرضا عليه‌السلام : «يا نصراني فإن احتججت عليك بإنجيلك ، أنقر به ؟ قال الجاثليق : وهل أقدر على دفع ما نطق به الإنجيل ؟! نعم والله أقر به على رغم أنفي ، فقال له الرضا عليه‌السلام : سل عما بدا لك واسمع الجواب .
    فقال الجاثليق : ما تقول في نبوة عيسى وكتابه ، هل تنكر منهما شيئاً ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : «أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه ، وما بشر به أمته ، وأقرت به الحواريون ، وكافر بنبوة كل عيسى لم يقرّ بنبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكتابه ولم يبشر به أمته، قال الجاثليق : أليس إنما نقطع الأحكام بشاهدي عدل ؟ قال عليه‌السلام : «بلی» قال : فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ممن لا تنكره النصرانية ، وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا .
    قال الرضا عليه‌السلام ال : الآن جئت بالنصفة يا نصراني ، ألا تقبل مني العدل المقدم عند المسيح عيسى بن مريم عليه‌السلام ؟ قال الجاثليق : ومن هذا العدل ؟ سمه لي ، قال : ما تقول في يوحنا الديلمي ؟، قال : بخ بخ ، ذكرت أحب الناس إلى المسيح ، قال : فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أن يوحنا قال : إن المسيح أخبرني بدين محمد العربي وبشرني به أنه يكون من بعده. فيشرت به الحوارتين فآمنوا به ؟ ، قال الجاثليق : نعم (1) قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح ، وبشر بنبوة رجل وبأهل بيته ووصيه ، ولم يلخص متى يكون ذلك ؟ ولم يسم لنا القوم فنعرفهم .
    قال الرضا عليه‌السلام : فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل ، فتلا عليك ذكر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته وأمته ، أتؤمن به ؟ قال : سديداً ، قال الرضا عليه‌السلام
    __________________
    (1) (نعم) أثبتناها من نسخة لك والحجرية.

    لنسطاس (1) الرومي : كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل ؟ قال : ما أحفظني له ! ثم التفت إلى رأس الجالوت ، فقال : «ألست تقرأ الإنجيل ؟» قال : بلى لعمري ، قال : فخذ علي السفر (2) ، فإن كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وأمته فاشهدوا لي ، وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي .
    ثم قرأ عليه‌السلام السفر الثالث، حتى إذا بلغ ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقف ، ثم قال : يا نصراني، إني أسألك بحق المسيح وأمه ، أتعلم أني عالم بالإنجيل ؟ قال : نعم ، ثم تلا علينا ذكر محمد وأهل بيته وأمته ، ثم قال : ما تقول يا نصراني ؟ هذا قول عيسى بن مريم عليه‌السلام ، فإن كذبت ما ينطق به الإنجيل ، فقد كذبت موسى وعيسى عليهما‌السلام ، ومتى أنكرت هذا الذكر وجب عليك القتل ؛ لأنك تكون قد كفرت بربك وبنبيك وبكتابك ، قال الجاثليق : لا أنكر ما قد بان لي في الإنجيل ، وإني لمقر به .
    قال الرضا عليه‌السلام ال : اشهدوا على إقراره ثم قال : «يا جاثليق سل عما بدا لك قال الجاثليق : أخبرني عن حواري عيسى بن مريم عليه‌السلام ، كم كان عدتهم ؟ وعن علماء الإنجيل كم كانوا ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : على الخبير سقطت ، أما الحواريون فكانوا اثني عشر رجلاً، وكان أعلمهم وأفضلهم ألوقا، وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال : يوحنا الأكبر باج ، ويوحنا بقرقيسيا، ويوحنا الديلمي برجاز (3) ،
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، هـ . ع : البسطاس ، وفي التوحيد : القسطاس .
    (2) في نسخة (ع) زيادة : الثالث .
    (3) في نسخة (ج ، ه) : برحار غير منقطة ، وفي نسخة (ع) : الديلمي بن جان ، وفي نسخة الك والبحار : برجار ، وفي نسخة (ن) والحجرية : برجار ، وفي التوحيد : پرجان .

    وعنده كان ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر أهل بيته وأمته ، وهو الذي بشر أمة عيسى وبني إسرائيل به .
    ثم قال له : «يا نصراني ، والله إنا لنؤمن بعيسى الذي آمن بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وما ننقم على عيساكم شيئاً إلا ضعفه وقلة صيامه وصلاته قال الجاثليق : أفسدت والله علمك ، وضعفت أمرك ، وما كنت ظننت إلا أنك أعلم أهل الإسلام .
    قال الرضا عليه‌السلام : وكيف ذلك ؟ قال الجاثليق : من قولك : إن عيسى كان ضعيفاً قليل الصيام قليل الصلاة ، وما أفطر عيسى يوماً قط ، ولا نام بليل قط ، وما زال صائم الدهر وقائم الليل، قال الرضا عليه‌السلام : فلمن كان يصوم ويصلي ؟! قال : فخرس الجاثليق وانقطع ، قال الرضا عليه‌السلام : «يا نصراني أسألك عن مسألة ، قال : سل ، فإن كان عندي علمها أجبتك .
    قال الرضا عليه‌السلام : ما أنكرت أن عيسى عليه‌السلام كان يحيي الموتى بإذن الله عز وجل قال الجاثليق : أنكرت ذلك من قبل (1) أن من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فهو رب مستحق لأن يعبد ، قال الرضا عليه‌السلام : «فإن اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى عليه‌السلام ، مشى على الماء وأحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص ، فلم تتخذه أمته رباً ، ولم يعبده أحد من دون الله عز وجل ، ولقد صنع حزقيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مثل ما صنع عيسى بن مريم عليه‌السلام فأحيا خمسة وثلاثين ألف رجلاً من بعد موتهم بستين سنة .
    ثم التفت إلى رأس الجالوت ، فقال له : يا رأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة، اختارهم بخت نصر من سبي بني
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : أجل ، وما في المتن أثبتناه من النسخ والتوحيد والبحار وحاشية الحجرية .

    إسرائيل حين غزا بيت المقدس ، ثم انصرف بهم إلى بابل ، فأرسله الله عز وجل إليهم ، فأحياهم ، هذا في التوراة لا يدفعه إلا كافر منكم، قال رأس الجالوت قد سمعنا به و عرفناه، قال: صدقت ثم قال : « يا يهودي خذ علي هذا السفر من التوراة فتلا عليه‌السلام علينا من التوراة آيات ، فأقبل اليهودي يترجح لقراءته، ويتعجب ! ثم أقبل على النصراني فقال : «يا نصراني ، أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم ؟ قال : بل كانوا قبله .
    قال الرضا عليه‌السلام : القد اجتمعت قريش إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسألوه أن يحيي لهم موتاهم ، فوجه معهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال له : اذهب إلى الجبانة ، فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك : یا فلان و يا فلان و يا فلان يقول لكم محمد رسول الله : قوموا بإذن الله عز وجل، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم ، ثم أخبروهم أن محمداً قد بعث نبياً ، فقالوا : وددنا أنا أدركناه فنؤمن به ، ولقد أبرأ الأكمه والأبرص والمجانين ، وكلمه البهائم والطير والجن والشياطين ، ولم نتخذه رباً من دون الله عز وجل ، ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم ، فمتى اتخذتم عيسى رباً جاز لكم أن تتخذوا اليسع وحزقيل رباً ؛ لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى بن مريم عليه‌السلام من إحياء الموتى وغيره .
    وإن قوماً من بني إسرائيل خرجوا (1) من بلادهم من الطاعون وهم ألوف حذر الموت، فأماتهم الله في ساعة واحدة ، فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة (2) ، فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا
    __________________
    (1) في نسخة (ع) وحاشية (ك) : هربوا ، وكذلك التوحيد .
    (2) الحظيرة : الحظار : حائط الحظيرة ، والحظيرة تتخذ من خشب أو قصب . تهذيب اللغة 4 : 4٥4 ـ حظر .

    رميماً ، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل، فتعجب منهم ومن كثرة العظام البالية ، فأوحى الله عز وجل إليه : أتحب أن أحييهم لك فتنذرهم ؟ قال : نعم يا رب ، فأوحى الله عز وجل إليه : أن نادهم ، فقال : أيتها العظام البالية قومي بإذن الله عز وجل ، فقاموا أحياء أجمعون ، ينفضون التراب عن رؤوسهم .
    ثم إبراهيم خليل الرحمن عليه‌السلام حين أخذ الطير فقطعهن قطعاً، ثم وضع على كل جبل منهن جزءاً ، ثم ناداهن فأقبلن سعياً إليه .
    ثم موسى بن عمران عليه‌السلام وأصحابه السبعون الذين اختارهم صاروا معه إلى الجبل ، فقالوا له : إنك قد رأيت الله سبحانه ، فأرناه كما رأيته ، فقال لهم : إنى لم أره ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ، فأخذتهم الصاعقة ، فاحترقوا عن آخرهم ، وبقي موسى وحيداً ، فقال : يا رب اخترت سبعين رجلاً من بني إسرائيل ، فجئت بهم وأرجع وحدي ، فكيف يصدقني قومي بما أخبرهم به ؟! فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياي ، أتهلكنا بما فعل السفهاء منا ؟ فأحياهم الله عز وجل من بعد موتهم .
    وكل شيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه؛ لأن التوراة والإنجيل والزبور والفرقان قد نطقت به، فإن كان كل من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين ، يتخذ رباً من دون الله ، فاتخذ هؤلاء كلهم أرباباً ، ما تقول يا يهودي (1)؟) فقال الجاثليق : القول قولك ، ولا إله إلا الله . ثم التفت إلى رأس الجالوت ، فقال : يا يهودي ، أقبل علي أسألك بالعشر الآيات التي أنزلت على موسى بن عمران عليه‌السلام ، هل تجد في التوراة مكتوباً نبأ محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة أتباع راكب البعير ،
    __________________
    (1) في نسخة (ك) : يا نصراني ، وكذلك التوحيد .

    يسبحون الرب جداً جداً ، تسبيحاً جديداً في الكنائس الجدد فليفزع (1) بنو إسرائيل إليهم وإلى ملكهم، لتطمئن قلوبهم ، فإن بأيديهم سيوفاً ينتقمون بها من الأمم الكافرة في أقطار الأرض ، أهكذا هو في التوراة مكتوب ؟، قال رأس الجالوت : نعم ، إنا لنجده كذلك .
    ثم قال للجاثليق : «يا نصراني ، كيف علمك بكتاب شعيا عليه‌السلام ؟ قال : أعرفه حرفاً حرفاً ، قال لهما : أتعرفان هذا من كلامه يا قوم ؟ إني رأيت صورة راكب الحمار لابساً جلابيب النور ورأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر» ، فقالا : قد قال ذلك شعيا عليه‌السلام .
    قال الرضا عليه‌السلام : يا نصراني ، هل تعرف في الإنجيل قول عيسى عليه‌السلام : إني ذاهب إلى ربكم وربي ، والبارقليطا (2) جاء ، هو الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له ، وهو الذي يفسر لكم كل شيء ، وهو الذي يبدي فضائح الأمم، وهو الذي يكسر عمود الكفر فقال الجاثليق : ما ذكرت شيئاً من الإنجيل إلا ونحن مقرون به ، فقال : أتجد هذا في الإنجيل ثابتاً يا جاثليق ؟ قال : نعم .
    قال الرضا عليه‌السلام : يا جاثليق ، ألا تخبرني عن الإنجيل الأول حين افتقد تموه، عند من وجد تموه؟ ومن وضع لكم هذا الإنجيل ؟ فقال له: ما افتقدنا الإنجيل إلا يوماً واحداً حتى وجدناه غضاً طرياً ، فأخرجه إلينا يوحنا ومتى .
    فقال له الرضا عليه‌السلام عليه : ما أقل معرفتك بسنن (3) الإنجيل وعلمائه ! فإن
    __________________
    (1) في المطبوع ونسخة (ع) : فليفرغ ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اهـ . ر . ك والحجرية والمصادر .
    (2) في نسخة (ع) : الفار قليطا ، وفي نسخة (ج) الكلمة غير منقطة .
    (3) في نسخة ار ، ع وحاشية «ك» في نسخة : يسر .

    كان هذا كما تزعم ، فلم اختلفتم في الإنجيل ؟ وإنما وقع الاختلاف في هذا الإنجيل الذي في أياديكم اليوم ، فلو كان على العهد الأول لم تختلفوا فيه ، ولكني مفيدك علم ذلك : اعلم أنه لما افتقد الإنجيل الأول اجتمعت النصارى إلى علمائهم ، فقالوا لهم : قتل عيسى بن مريم عليه‌السلام وافتقدنا الإنجيل، وأنتم العلماء فما عندكم ؟ فقال لهم ألوقا ومرقابوس (1) : إن الإنجيل في صدورنا، ونحن نخرجه إليكم سفراً سفراً في كل أحد، فلا تحزنوا عليه ، ولا تخلوا الكنائس ، فإنا سنتلوه عليكم في كل أحد سفراً سفراً ، حتى نجمعه كله .
    فقعد ألوقا ومرقابوس (2) ويوحنا ومتى ، فوضعوا لكم هذا الإنجيل بعدما افتقدتم الإنجيل الأول، وإنما كان هؤلاء الأربعة تلاميذ تلاميذ الأولين ، أعلمت ذلك ؟ فقال الجاثليق : أما هذا فلم أعلمه، وقد علمته الآن، وقد بان لي من فضل علمك بالإنجيل، وسمعت أشياء مما علمته ، شهد قلبي أنه حق ، فاستزدت كثيراً من الفهم .
    فقال له الرضا عليه‌السلام : فكيف شهادة هؤلاء عندك ؟ قال : جائزة ، هؤلاء علماء الإنجيل ، وكل ما شهدوا به فهو حق ، قال الرضا عليه‌السلام للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن غيرهم : الإشهدوا عليه، قالوا : قد شهدنا .
    ثم قال عليه‌السلام للجاثليق : بحق الابن وأمه ، هل تعلم أن متى قال : إن المسيح هو ابن داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب بن يهوذا بن خضرون ؟ وقال مرقابوس في نسبة عيسى بن مريم عليه‌السلام : إنه كلمة الله أحلها في جسد الأدمي ، فصارت إنساناً، وقال ألوقا : إن عيسى بن
    __________________
    (1 و 2) في نسخة (ع) : مرفانوس .

    مريم عليه‌السلام وأمه كانا إنسانين من لحم ودم ، فدخل فيها روح القدس .
    ثم إنك تقول من شهادة عيسى على نفسه : حقاً أقول لكم ، يا معشر الحواريين ، إنه لا يصعد إلى السماء إلا من نزل منها ، إلا راكب البعير خاتم الأنبياء، فإنه يصعد إلى السماء وينزل، فما تقول في هذا القول ؟ قال الجاثليق : هذا قول عيسى لا ننكره .
    قال الرضا عليه‌السلام ال : فما تقول في شهادة ألوقا ومرقابوس ومتى على عيسى وما نسبوه إليه ؟ قال الجاثليق : كذبوا على عيسى .
    فقال الرضا عليه‌السلام : يا قوم أليس قد زكاهم وشهد أنهم علماء الإنجيل ، وقولهم حق ؟ فقال الجاثليق : يا عالم المسلمين ، أحب أن تعفيني من أمر هؤلاء ، قال الرضا عليه‌السلام اليا : فإنا قد فعلنا ، سل يا نصراني عما بدا لك، قال الجاثليق : ليسألك غيري ، فلا وحق المسيح ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك .
    فالتفت الرضا عليه‌السلام إلى رأس الجالوت ، فقال له : «تسألني أو أسألك ؟ فقال : بل أسألك ، ولست أقبل منك حجة إلا من التوراة أو من الإنجيل أو من زبور داوود، أو بما في صحف إبراهيم وموسى ، قال الرضا عليه‌السلام الي : لا تقبل مني حجة إلا بما تنطق به التوراة على لسان موسى بن عمران ، والإنجيل على لسان عيسى بن مريم ، والزبور على لسان داوود .
    فقال رأس الجالوت : من أين تثبت نبوة محمد ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : «شهد بنبوته موسى بن عمران، وعيسى بن مريم ، وداوود خليفة الله عز وجل في الأرض فقال له : ثبت قول موسى بن عمران ، قال الرضا عليه‌السلام : هل تعلم يا يهودي أن موسى أوصى بني إسرائيل ، فقال لهم : إنه سيأتيكم نبي من إخوانكم فيه فصدقوا، ومنه

    فاسمعوا ، فهل تعلم أن لبني إسرائيل إخوة غير ولد إسماعيل ؟ إن كنت تعرف قرابة إسرائيل من إسماعيل والسبب (1) الذي بينهما من قبل إبراهيم عليه‌السلام ؟ فقال رأس الجالوت : هذا قول موسى لا ندفعه .
    فقال له الرضا عليه‌السلام : هل جاءكم من إخوة بني إسرائيل نبي غير محمد ؟ قال : لا ، قال الرضا عليه‌السلام : أفليس قد صح هذا عندكم ؟ قال : نعم ، ولكني أحب أن تصححه لي من التوراة .
    فقال له الرضا عليه‌السلام : هل تنكر أن التوراة تقول لكم ، جاء النور من قبل (2) طور سيناء ، وأضاء لنا من جبل ساعير، واستعلن علينا من جبل فاران ؟ قال رأس الجالوت : أعرف هذه الكلمات وما أعرف تفسيرها ، قال الرضا عليه‌السلام : «أنا أخبرك به، أما قوله : جاء النور من قبل (3) طور سيناء ، فذلك وحي الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى عليه‌السلام على جبل طور سيناء ، وأما قوله : وأضاء لنا (4) من جبل ساعير ، فهو الجبل الذي أوحى الله عز وجل إلى عيسى بن مريم عليه‌السلام وهو عليه ، وأما قوله : واستعلن علينا من جبل فاران ، فذاك جبل من جبال مكة ، بينه وبينها يوم .
    وقال شعيا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة ـ : رأيت راكبين أضاء لهما الأرض ، أحدهما على حمار، والآخر على جمل ، فمن راكب الحمار ومن راكب الجمل ؟ قال رأس الجالوت : لا أعرفهما فخبرني بهما .
    __________________
    (1) في نسخة (ع) والبحار والنسب .
    (2) في نسخة (ع) . ر) : من جبل ، وكذلك في حاشية نسخة (ك) والحجرية .
    (3) في نسخة (ج ، ه) : من طور سيناء ، وفي نسخة (ع: من جبل .
    (4) في نسخة اج ، هـ ، (ع ، ر) : وأضاء للناس.

    قال عليه‌السلام : «أما راكب الحمار فعيسى الليل ، وأما راكب الجمل فمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أتنكر هذا من التوراة ؟، قال : لا ، ما أنكره .
    ثم قال الرضا عليه‌السلام : هل تعرف حيقوق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال : نعم ، إني به لعارف ، قال عليه‌السلام : «فإنّه قال ـ وكتابكم ينطق به ـ : جاء الله تعالى بالبيان من جبل فاران ، وامتلأت السماوات من تسبيح أحمد وأمته ، يحمل خيله في البحر كما تحمل في البر ، يأتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس ـ يعني بالكتاب الفرقان ـ أتعرف هذا وتؤمن به؟» قال رأس الجالوت : قد قال ذلك حيقوق النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا ننكر قوله .
    قال الرضا عليه‌السلام : فقد قال داوود في زبوره ـ وأنت تقرأ ـ : اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة . فهل تعرف نبياً أقام السنة بعد الفترة غير محمد ؟ قال رأس الجالوت : هذا قول داوود تعرفه ولا ننكره ، ولكن عنى بذلك عيسى ، وأيامه هي الفترة .
    قال له الرضا عليه‌السلام : «جهلت أن عيسى عليه‌السلام لم يخالف السنة ، وقد كان موافقاً لسنة التوراة حتى رفعه الله إليه، وفي الإنجيل مكتوب : إن ابن البرة ذاهب ، والبار قليطا (1) جاء من بعده ، وهو الذي يخفف الأصار (2) ، ويفسر لكم كل شيء ، ويشهد لي كما شهدت له ، أنا جئتكم بالأمثال وهو يأتيكم بالتأويل . أتؤمن بهذا في الإنجيل ؟ قال : نعم لا أنكره (3) .
    __________________
    (1) في نسخة (ع): والفار قليطا .
    (2) في المطبوع والحجرية : يحفظ الآصار، وفي نسخة ج ، ها : يخفف الأخبار . وفي نسخة (ع) : يحقق الأخبار ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ك ، ره والتوحيد والبحار .
    (3) ( لا أنكره) أتيتناه من النسخ الخطية والتوحيد والبحار .

    فقال له الرضا عليه‌السلام : يا رأس الجالوت ، أسألك عن نبيك موسى بن عمران الي فقال : سل ، قال : ما الحجة على أن موسى ثبتت نبوته ؟ قال اليهودي : إنه جاء بما لم يجيء به أحد من الأنبياء قبله ، قال له : «مثل ماذا ؟ قال : مثل فلق البحر، وقلبه العصا حية تسعى ، وضربه الحجر فانفجرت منه العيون، وإخراجه يده بيضاء للناظرين ، وعلامات (1) لا يقدر الخلق على مثلها .
    قال له الرضا عليه‌السلام ال: صدقت في أنه كانت حجته على نبوته أنه جاء بما لا يقدر الخلق على مثله ، أفليس كل من ادعى أنه نبي ، ثم جاء بما لا يقدر الخلق على مثله ، وجب عليكم تصديقه ؟! قال : لا؛ لأن موسى عليه‌السلام لم يكن له نظير، لمكانه من ربه وقربه منه ، ولا يجب علينا الإقرار بنبوة من ادعاها حتى يأتي من الإعلام بمثل ما جاء به .
    قال الرضا عليه‌السلام علي : فكيف أقررتم بالأنبياء الذين كانوا قبل موسى عليه‌السلام ، ولم يفلقوا البحر، ولم يفجروا من الحجر اثنتي عشرة عيناً ، ولم يخرجوا أيديهم مثل إخراج موسى يده بيضاء ، ولم يقلبوا العصا حية تسعى ؟ قال له اليهودي : قد خبرتك أنه متى ما جاؤا على نبوتهم من الآيات بما لا يقدر الخلق على مثله ، ولو جاوا بما لم يجيء به موسى ، أو كان على غير ما جاء به موسى ، وجب تصديقهم .
    قال له الرضا عليه‌السلام الي : يا رأس الجالوت ، فما يمنعك من الإقرار بعيسى ابن مريم وقد كان يحيي الموتى، ويبرىء الأكمه والأبرص ، ويخلق من الطين كهيئة الطير ، ثم ينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله تعالى ؟ قال رأس
    __________________
    (1) في المطبوع : وعلاماته ، وما في المتن أثبتناء من النسخ الخطية والحجرية والتوحيد والبحار .

    الجالوت : يقال : إنه فعل ذلك ولم نشهده .
    قال الرضا عليه‌السلام : أرأيت ما جاء به موسى من الآيات شاهدته ؟ أليس إنما جاءت الأخبار من ثقات أصحاب موسى أنه فعل ذلك ؟ قال : بلى ، قال : فكذلك أيضاً أتتكم الأخبار المتواترة بما فعل عيسى بن مريم عليه‌السلام ؛ فكيف صدقتم بموسى ولم تصدقوا بعيسى ؟ فلم يجر جواباً .
    قال الرضا عليه‌السلام : وكذلك أمر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وما جاء به ، وأمر كل نبي بعثه الله ، ومن آياته أنه كان يتيماً ، فقيراً ، راعياً ، أجيراً ، لم يتعلم كتاباً ، ولم يختلف إلى معلم ، ثم جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء عليهم‌السلام وأخبارهم حرفاً حرفاً، وأخبار من مضى ومن بقي إلى يوم القيامة ، ثم كان يخبرهم بأسرارهم وما يعملون في بيوتهم ، وجاء بآيات كثيرة لا تحصى .
    قال رأس الجالوت : لم يصح عندنا خبر عيسى ولا خبر محمد ، ولا يجوز لنا أن نقر لهما بما لم يصح .
    قال الرضا عليه‌السلام الي : فالشاهد الذي شهد لعيسى ولمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله شاهد زور ؟ ! فلم يُحر جواباً .
    ثم دعا عليه‌السلام بالهرية (1) الأكبر ، فقال له الرضا عليه‌السلام عليا : أخبرني عن زرد هشت (2) الذي تزعم أنه نبي ، ما حجتك على نبوته ؟، قال : إنه أتى بما لم يأتنا به أحد قبله ، ولم نشهده، ولكن الأخبار من أسلافنا وردت علينا بأنه أحل لنا ما لم يحله غيره فاتبعناه .
    قال : «أفليس إنما أنتكم الأخبار فاتبعتموه ؟ قال : بلى، قال: «فكذلك سائر الأمم السالفة أنتهم الأخبار بما أتى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ون، وأتى به موسى وعيسى
    __________________
    (1) في نسخة (ك) : الهريز ، وفي (ج) : الهزبر .
    (2) في نسخة (ج ، ه) : زرادشت ، وفي نسخة (ع ، ک ، ر) : زرهشت .

    ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فما عذركم في ترك الإقرار بهم ؟ إذ كنتم إنما أقررتم بزردهشت (1) من قبل الأخبار المتواترة بأنه جاء بما لم يجيء به غيره فانقطع الهريد مكانه .
    فقال الرضا عليه‌السلام الي : يا قوم إن كان فيكم أحد يخالف الإسلام وأراد أن يسأل ، فليسأل غير محتشم (2) ) فقام إليه عمران الصابيء ـ وكان واحداً من المتكلمين ـ فقال : يا عالم الناس، لولا أنك دعوت إلى مسألتك لم أقدم عليك بالمسائل، فلقد دخلت الكوفة والبصرة والشام والجزيرة، ولقيت المتكلمين ، فلم أقع على أحد يثبت لي واحداً ليس غيره قائماً بوحدانيته ، أفتأذن لي أن أسألك ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : إن كان في الجماعة عمران الصابي ، فأنت هو» قال : أنا هو ، قال : سل يا عمران، وعليك بالنصفة، وإياك والخطل والجور، فقال : والله يا سيدي ما أريد إلا أن تثبت لي شيئاً أتعلق به فلا أجوزه ، قال : سل عما بدا لك فازدحم الناس ، وانضم بعضهم إلى بعض ، فقال عمران الصابي : أخبرني عن الكائن الأول وعما خلق .
    فقال له : «سألت فافهم ، أما الواحد فلم يزل واحداً كائناً لا شيء معه بلا حدود ولا أعراض ولا يزال كذلك ، ثم خلق خلقاً مبتدعاً مختلفاً بأعراض وحدود مختلفة ، لا في شيء أقامه ، ولا في شيء حده ، ولا على شيء حذاه ومثله له ، فجعل الخلق من بعد ذلك صفوة، وغير صفوة واختلافاً وائتلافاً (3) وألواناً وذوقاً وطعماً ، لا لحاجة كانت منه إلى ذلك ، ولا
    __________________
    (1) في نسخة ج ، هـا : بزرادشت ، وفي (ع ، ک ، ر) بزرهشت .
    (2) في حاشية نسخة «ك» في نسخة : متجشم .
    (3) في نسخة اج ، هما : وأخلاقاً وأسلافاً .

    ولا لفضل منزلة لم يبلغها إلا به، ولا رأى لنفسه فيما خلق زيادة ولا نقصاناً ، تعقل هذا يا عمران ؟ قال : نعم ، والله يا سيدي .
    قال : واعلم یا عمران أنه لو كان خلق ما خلق لحاجة ، لم يخلق إلا من يستعين به على حاجته، ولكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق ؛ لأن الأعوان كلما كثروا كان صاحبهم أقوى، والحاجة يا عمران لا يسعها ؛ لأنه كان لم يحدث من الخلق شيئاً إلا حدثت فيه حاجة أخرى ، ولذلك أقول : لم يخلق الخلق لحاجة، ولكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلى بعض ، وفضل بعضهم على بعض ، بلا حاجة منه إلى من فضل ، ولا نقمة منه على من أذل ، فلهذا خلق قال عمران : يا سيدي ، هل كان الكائن معلوماً في نفسه عند نفسه ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : إنما تكون المعلمة بالشيء لنفي خلافه، وليكون الشيء نفسه بما نفى عنه موجوداً، ولم يكن هناك شيء يخالفه، فتدعوه الحاجة إلى نفي ذلك الشيء عن نفسه بتحديد ما علم منها، أفهمت يا عمران؟ قال : نعم والله يا سيدي ، فأخبرني بأي شيء علم ما علم ، أبضمير أم بغير ذلك ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : أرأيت إذا علم بضمير ، هل تجد بداً من أن تجعل لذلك الضمير حداً تنتهي إليه المعرفة ؟ قال عمران : لا بد من ذلك ، قال الرضا عليه‌السلام : فما ذلك الضمير ؟ فانقطع ولم يجر جواباً .
    قال الرضا عليه‌السلام : لا بأس ، إن سألتك عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر ؟ فإن قلت : نعم ، أفسدت عليك قولك ودعواك ، يا عمران أليس ينبغي أن تعلم أن الواحد ليس يوصف بضمير، وليس يقال له أكثر من فعل، وعمل ، وصنع ، وليس يتوهم منه مذاهب وتجزئة كمذاهب

    المخلوقين وتجزئتهم ؟ فاعقل ذلك وابن عليه ما علمت صواباً .
    قال عمران : يا سيدي ، ألا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي ؟ وما معانيها ؟ وعلى كم نوع تكون ؟
    قال : «قد سألت فاعلم أن حدود خلقه على ستة أنواع : ملموس ، و موزون ، ومنظور إليه ، وما لا ذوق له (1) وهو الروح، ومنها منظور إليه وليس له وزن ولا لمس ولا حس ولا لون ولا ذوق، والتقدير والأعراض والصور والطول والعرض، ومنها العمل والحركات التي تصنع الأشياء وتعملها ، وتغيرها من حال إلى حال، وتزيدها وتنقصها.
    فأما الأعمال والحركات فإنها تنطلق ؛ لأنه لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه فإذا فرغ من الشيء انطلق بالحركة وبقي الأثر، ويجري مجرى الكلام الذي يذهب ويبقى أثره ».
    قال عمران : ياسيدي ، ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحداً لا شيء غيره ولا شيء معه ، أليس قد تغير بخلقه الخلق ؟
    قال له الرضا عليه‌السلام : قديم لم يتغير عز وجل بخلقه الخلق، ولكن الخلق يتغير بتغييره .
    قال عمران : يا سيدي ، فبأي شيء عرفناه؟ قال : «بغيره .
    قال : فأي شيء غيره ؟
    قال الرضا عليه‌السلام ال : مشيئته واسمه وصفته ، وما أشبه ذلك ، وكل ذلك محدث مخلوق مدير».
    قال عمران : يا سيدي ، فأي شيء هو ؟
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : وما لا وزن له ، بدل : وما لا ذوق له .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:13 pm

    قال : هو نور بمعنى أنه هاد لخلقه من أهل السماء وأهل الأرض، وليس لك علي أكثر من توحيدي إياه .
    قال عمران : يا سيدي أليس قد كان ساكتاً قبل الخلق لا ينطق ، ثم نطق ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : لا يكون السكوت إلا عن نطق قبله ، والمثل في ذلك أنه لا يقال للسراج : هو ساكت لا ينطق ، ولا يقال : إن السراج ليضيء فيما يريد أن يفعل بنا ؛ لأن الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون ، وإنما هو ليس شيء غيره ، فلما استضاء لنا ، قلنا : قد أضاء لنا حتى استضأنا به ، فيهذا تستبصر أمرك .
    قال عمران : يا سيدي ، فإنّ الذي كان عندي أن الكائن قد تغير في فعله عن حاله بخلقه الخلق .
    قال الرضا عليه‌السلام : «أحلت يا عمران في قولك : إن الكائن يتغير في وجه من الوجوه حتى يصيب الذات منه ما يغيره يا عمران هل تجد النار يغيرها تغير نفسها (1) ؟ وهل تجد الحرارة تحرق نفسها ؟ أو هل رأيت بصيراً قط رأى بصره ؟
    قال عمران : لم أن هذا إلا أن تخبرني يا سيدي ، أهو في الخلق ؟ أم الخلق فيه ؟
    قال الرضا عليه‌السلام ال : جل يا عمران عن ذلك ، ليس هو في الخلق ، ولا الخلق فيه ، تعالى عن ذلك ، وسأعلمك ما تعرفه به ولا قوة إلا بالله ، أخبرني عن المرأة أنت فيها أم هي فيك؟ فإن كان ليس واحد منكما في صاحبه ، فبأي شيء استدللت بها على نفسك يا عمران ؟
    __________________
    (1) في هنا : النار تغير نفسها .

    قال : بضوء بيني وبينها .
    قال الرضا عليه‌السلام الي : هل ترى من ذلك الضوء في المرأة أكثر مما تراه في عينك ؟ قال : نعم ، قال الرضا عليه‌السلام : «فأرناه فلم يُحر جواباً ، قال عليه‌السلام : فلا أرى النور إلا وقد ذلك ، ودل المرأة على أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما ، ولهذا أمثال كثيرة غير هذا ، لا يجد الجاهل فيها مقالاً ، والله المثل الأعلى .
    ثم التفت إلى المأمون ، فقال : الصلاة قد حضرت فقال عمران : يا سيدي لا تقطع علي مسألتي ، فقد رق قلبي ، قال الرضا عليه‌السلام اله : نصلي ونعود فنهض ونهض المأمون ، فصلى الرضا عليه‌السلام داخلاً، وصلى الناس خارجاً خلف محمد بن جعفر ، ثم خرجا، فعاد الرضا عليه‌السلام إلى مجلسه ، ودعا بعمران ، فقال : سل یا عمران قال : يا سيدي ، ألا تخبرني عن الله عز وجل ، هل يوحد بحقيقة أو يُوحد بوصف؟
    قال الرضا عليه‌السلام : إن الله المبدى الواحد ، الكائن الأول ، لم يزل واحداً لا شيء معه ، فرداً لا ثاني معه ، لا معلوماً ، ولا مجهولاً ، ولا محكماً ، ولا متشابهاً ، ولا مذكوراً ، ولا منسياً ، ولا شيئاً يقع عليه اسم شيء من الأشياء غيره، ولا من وقت كان، ولا إلى وقت يكون، ولا بشيء قام، ولا إلى شيء يقوم، ولا إلى شيء استند ، ولا في شيء استكن ، وذلك كله قبل الخلق إذ لا شيء غيره ، وما أوقعت عليه من الكل ، فهي صفات محدثة وترجمة يفهم بها من فهم .
    واعلم أن الإبداع والمشيئة والإرادة معناها واحد وأسماؤها ثلاثة ، وكان أول إبداعه وإرادته ومشيئته الحروف التي جعلها أصلاً لكل شيء ودليلاً على كل مدرك ، وفاصلاً لكل مشكل ، وبتلك الحروف تفريق كل

    شيء من اسم حق وباطل، أو فعل (1) أو مفعول ، أو معنى ، أو غير معنى ، وعليها اجتمعت الأمور كلها ، ولم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى ، ولا وجود لها ؛ لأنها مبدعة بالإبداع، والنور في هذا الموضع أول فعل الله الذي هو نور السماوات والأرض .
    والحروف هي المفعول بذلك الفعل، وهي الحروف التي عليها مدار الكلام ، والعبارات (2) كلها من الله عز وجل علمها خلقه، وهي ثلاثة وثلاثون حرفاً .
    فمنها : ثمانية وعشرون حرفاً تدل على لغات العربية ، ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون حرفاً تدل على لغات السريانية والعبرانية .
    ومنها : خمسة أحرف متحرفة في سائر اللغات، من العجم والأقاليم واللغات كلها، وهي خمسة أحرف تحرفت من الثمانية والعشرين حرفاً من اللغات، فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفاً، فأما الخمسة المختلفة فبحجج لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه .
    ثم جعل الحروف بعد إحصائها وإحكام عدتها فعلاً منه، كقوله عز وجل : ( كُن فَيَكُونُ ) (3) و «كُن منه صنع ، وما يكون به المصنوع .
    فالخلق الأول من الله عز وجل الإبداع ، لا وزن له ، ولا حركة، ولا سمع ، ولا لون ، ولا حس ، والخلق الثاني الحروف ، لا وزن لها ، ولا لون ، وهي مسموعة موصوفة غير منظور إليها، والخلق الثالث ما كان من الأنواع كلها محسوساً ملموساً ذا ذوق منظوراً إليه ، والله تبارك وتعالى سابق
    __________________
    (1) في حاشية النسخة الحجرية في نسخة : أو فاعل .
    (2) في المطبوع : العبادات، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والمصادر.
    (3) سورة يس ٣٦ ٨٢.

    للإبداع ؛ لأنه ليس قبله عز وجل شيء ، ولا كان معه شيء ، والإبداع سابق للحروف، والحروف لا تدل على غير نفسها .
    قال المأمون : وكيف لا تدل على غير أنفسها ؟
    قال الرضا عليه‌السلام علي : الآن الله تبارك وتعالى لا يجمع منها شيئاً لغير معنى أبداً ، فإذا ألف منها أحرفاً أربعة ، أو خمسة ، أو ستة ، أو أكثر من ذلك أو أقل ، لم يؤلفها لغير معنى ، ولم يكن إلا لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئاً .
    قال عمران : فكيف لنا بمعرفة ذلك؟
    قال الرضا عليه‌السلام : «أما المعرفة فوجه ذلك وبيانه : أنك تذكر الحروف إذا لم ترد بها غير نفسها ، ذكرتها فرداً ، فقلت : ا ب ت ث ج ح خ حتى تأتي على آخرها ، فلم تجد لها معنى غير أنفسها، وإذا ألفتها وجمعت منها أحرفاً . وجعلتها اسماً وصفة لمعنى ما طلبت ووجه ما عنيت، كانت دليلة على معانيها داعية إلى الموصوف بها ، أفهمته ؟، قال : نعم .
    قال الرضا عليه‌السلام : واعلم أنه لا يكون صفة لغير موصوف ، ولا اسم الغير معنى ، ولا حد لغير محدود والصفات والأسماء كلها تدل على الكمال والوجود، ولا تدل على الإحاطة كما تدل الحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس : لأن الله عز وجل تدرك معرفته بالصفات والأسماء ، ولا تدرك بالتحديد بالطول والعرض والقلة والكثرة واللون والوزن وما أشبه ذلك ، وليس يحل بالله جل وتقدس شيء من ذلك حتى يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا، ولكن يدل على الله عز وجل بصفاته ، ويُدرك بأسمائه ، ويستدل عليه بخلقه ، حتى (1) لا يحتاج في ذلك
    __________________
    (1) في المطبوع : حق ، وما في المتن أثبتناه من النسخ والتوحيد والبحار.

    الطالب المرتاد إلى رؤية عين ، ولا استماع أذن ، ولا لمس كف ، ولا إحاطة يقلب .
    فلو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدل عليه، وأسماؤه لا تدعو إليه ، والمعلمة من الخلق لا تدركه لمعناه ، كانت العبادة من الخلق الأسمائه وصفاته دون معناه ، فلولا أن ذلك كذلك ، لكان المعبود الموحد غير الله ؛ لأن صفاته وأسماءه غيره ، أفهمت ؟ قال : نعم يا سيدي ، زدني .
    قال الرضا عليه‌السلام : «إياك وقول الجهال أهل العمى والضلال ، الذين يزعمون أن الله جل وتقدس موجود في الآخرة للحساب في الثواب والعقاب (1) وليس بموجود في الدنيا للطاعة والرجاء ، ولو كان في الوجود الله عز وجل نقص واهتضام لم يوجد في الآخرة أبداً، ولكن القوم تاهوا وعموا وصموا عن الحق من حيث لا يعلمون ، وذلك قوله عز وجل : ( وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا ) (2) يعني أعمى عن الحقائق الموجودة .
    وقد علم ذوو الألباب أن الاستدلال على ما هناك لا يكون إلا بما ها هنا، ومن أخذ علم ذلك برأيه، وطلب وجوده وإدراكه عن نفسه دون غيرها ، لم يزدد من علم ذلك إلا بعداً ؛ لأن الله عز وجل جعل علم ذلك خاصة عند قوم يعقلون ويعلمون ويفهمون . خلق ؟
    قال عمران : يا سيدي، ألا تخبرني عن الإبداع ، أخلق هو أم غير ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : بل خلق ساكن، لا يدرك بالسكون ، وإنما صار
    __________________
    (1) في نسخة اج ، هـ ، ك ، ره : للحساب والثواب والعقاب .
    (2) سورة الإسراء 1۷ : ۷2.

    خلقاً ؛ لأنه شيء محدث، والله تعالى الذي أحدثه فصار خلقاً له ، وإنما هو الله عز وجل وخلقه لا ثالث بينهما ولا ثالث غيرهما ، فما خلق الله عز وجل لم يعد أن يكون خلقه ، وقد يكون الخلق ساكناً ومتحركاً ومختلفاً ومؤتلفاً و معلوماً ومتشابها ، وكل ما وقع عليه حد فهو خلق الله عز وجل.
    واعلم أن كل ما أوجدتك الحواس فهو معنى مدرك للحواس ، وكل حاسة تدل على ما جعل الله عز وجل لها في إدراكها، والفهم من القلب بجميع ذلك كله .
    واعلم أن الواحد الذي هو قائم بغير تقدير ولا تحديد ، خلق خلقاً مقدراً بتحديد وتقدير ، وكان الذي خلق خلقين اثنين ، التقدير والمقدر ، وليس في كل واحد منهما لون ولا وزن ولا ذوق ، فجعل أحدهما يدرك بالآخر ، وجعلهما مدركين بنفسهما، ولم يخلق شيئاً فرداً قائماً بنفسه دون غيره للذي أراد من الدلالة على نفسه وإثبات وجوده فالله تبارك وتعالى فرد واحد لا ثاني معه يقيمه ولا يعضده ولا يكنه ، والخلق يمسك بعضه بعضاً بإذن الله تعالى ومشيئته ، وإنما اختلف الناس في هذا الباب حتى تاهوا وتحيروا ، وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم الله تعالى بصفة أنفسهم ، فازدادوا من الحق بعداً ، ولو وصفوا الله عز وجل بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم ، لقالوا بالفهم واليقين ولما اختلفوا، فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتبكوا (1) ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم » .
    قال عمران : يا سيدي أشهد أنه كما وصفت ، ولكن بقيت لي مسألة ، قال : «سل ما أردت قال : أسألك عن الحكيم في أي شيء هو ؟ وهل
    __________________
    (1) في المطبوع ونسخة (ع) والحجرية : ارتكبوا، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ج . هـ، و ك والتوحيد والبحار .

    يحيط به شيء ؟ وهل يتحوّل من شيء إلى شيء ؟ أو به حاجة إلى شيء ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : أخبرك يا عمران فاعقل ما سألت عنه، فإنه من أغمض ما يرد على المخلوقين (1) في مسائلهم ، وليس يفهمه (2) المتفاوت عقله العازب حلمه (3) ، ولا يعجز عن فهمه أولو العقل المنصفون .
    أما أول ذلك ، فلو كان خلق ما خلق لحاجة منه ، لجاز لقائل أن يقول : يتحول إلى ما خلق لحاجته إلى ذلك ، ولكنه عز وجل لم يخلق شيئاً الحاجة ، ولم يزل ثابتاً لا في شيء ولا على شيء، إلا أن الخلق يمسك بعضه بعضاً، ويدخل بعضه في بعض ويخرج منه ، والله جل وتقدس بقدرته يمسك ذلك كله ، وليس يدخل في شيء ولا يخرج منه ، ولا يؤوده حفظه ، ولا يعجز عن إمساكه ، ولا يعرف أحد من الخلق كيف ذلك إلا الله عز وجل، ومن أطلعه عليه من رسله، وأهل سره والمستحفظين لأمره ، وخزانه القائمين بشريعته، وإنما أمره كلمح البصر أو هو أقرب ، إذا شاء شيئاً فإنما يقول له : ( كُن فَيَكُونُ ) (4) بمشيئته وإرادته ، وليس شيء من خلقه أقرب إليه من شيء ولا شيء ، أبعد منه من شيء، أفهمت يا عمران ؟
    قال : نعم يا سيدي قد فهمت ، وأشهد أن الله تعالى على ما وصفت
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : الخلق، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية وحاشية الحجرية والتوحيد والبحار .
    (2) في المطبوع والحجرية : يفهم ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية وحاشية الحجرية والتوحيد والبحار .
    (3) في نسخة (ك) : علمه ، وفي حاشية (ك) في نسخة : حلمه ، وكذلك التوحيد .
    (4) سورة يس ٣٦ ٨٢.

    ووحدت ، وأن (1) محمداً عبده المبعوث بالهدى ودين الحق ، ثم خر ساجداً نحو القبلة وأسلم .
    قال الحسن بن محمد النوفلي : فلما نظر المتكلمون إلى كلام عمران الصابيء ـ وكان جدلاً لم يقطعه عن حجته أحد منهم قط ـ لم يدن من الرضا عليه‌السلام عليه أحد منهم ولم يسألوه عن شيء، وأمسينا .
    فنهض المأمون والرضا عليه‌السلام فدخلا وانصرف الناس، وكنت مع جماعة من أصحابنا ، إذ بعث إلي محمد بن جعفر، فأتيته ، فقال لي : يا نوفلي ، أما رأيت ما جاء به صديقك ، لا والله ما ظننت أن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام الخاص في شيء من هذا قط ، ولا عرفناه به أنه كان يتكلم بالمدينة أو يجتمع إليه أصحاب الكلام .
    قلت : قد كان الحاج يأتونه فيسألونه عن أشياء من حلالهم وحرامهم فيجيبهم ، وربما كلم من يأتيه بحاجة .
    فقال محمد بن جعفر : يا أبا محمد ، إني أخاف عليه أن يحسده عليه هذا الرجل فيسمه أو يفعل به بلية ، فأشر عليه بالإمساك عن هذه الأشياء .
    قلت : إذاً لا يقبل مني ، وما أراد الرجل إلا امتحانه ؛ ليعلم هل عنده شيء من علوم آبائه عليهم‌السلام ؟
    فقال لي : قل له : إن عمك قد كره هذا الباب ، وأحب أن تمسك عن هذه الأشياء، الخصال شتى .
    فلما انقلبت إلى منزل الرضا عليه‌السلام أخبرته بما كان من (2) عمه محمد
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : وأشهد أن ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والتوحيد والبحار .
    (2) في المطبوع والحجرية : عن ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والتوحيد والبحار.

    ابن جعفر ، فتبسم عليه‌السلام ، ثم قال : حفظ الله عمي ، ما أعرفني به لم كره ذلك ، يا غلام صر إلى عمران الصابي، فأتني به فقلت : جعلت فداك ، أنا أعرف موضعه ، وهو عند بعض إخواننا من الشيعة ، قال : فلا بأس ، قربوا إليه دابة فصرت إلى عمران فأتيته به فرحب به، ودعا بكسوة فخلعها عليه ، وحمله، ودعا بعشرة آلاف درهم فوصله بها ، فقلت : جعلت فداك حكيت فعل جدك أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قال عليه‌السلام : هكذا نحب .
    ثم دعا عليه‌السلام بالعشاء، فأجلسني عن يمينه ، وأجلس عمران عن يساره ، حتى إذا فرغنا ، قال العمران : انصرف مصاحباً ، وبكر علينا نطعمك طعام المدينة .
    فكان عمران بعد ذلك يجتمع إليه المتكلمون من أصحاب المقالات فيبطل أمرهم حتى اجتنبوه، ووصله المأمون بعشرة آلاف درهم، وأعطاه الفضل مالاً وحمله ، وولاه الرضا عليه‌السلام صدقات بلخ فأصاب الرغائب (1) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 4١٧ / 1 ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : 4٠٢ / 307 ، ونقله المجلسي في البحار 1۰ : 299 / 1، عن العيون والتوحيد .


    ـ13ـ
    باب في ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع سليمان المروزي
    متكلم خراسان عند المأمون في التوحيد
    [١٦٠ / 1] حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه عليه‌السلام ، قال : حدثنا (1) أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقة القمي ، قال : حدثنا (2) أبو عمرو محمد بن عمر (3) بن عبد العزيز الأنصاري الكجي ، قال : حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي ، يقول : قدم سليمان المروزي متكلم خراسان على المأمون فأكرمه ووصله ؛ ثم قال له : إن ابن عمى على بن موسى الرضا عليهما‌السلام قدم على من الحجاز وهو يحب الكلام وأصحابه، فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته .
    فقال سليمان : يا أمير المؤمنين ، إني أكره أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم، فينتقص عند القوم إذا كلمني ، ولا يجوز الاستقصاء عليه، قال المأمون : إنما وجهت إليك (4) لمعرفتي بقوتك ، وليس مرادي إلا أن تقطعه عن حجة واحدة فقط ، فقال سليمان : حسبك يا أمير المؤمنين ، اجمع بيني وبينه وخلني والذم .
    __________________
    (1) في نسخة «ره: أخبرنا.
    (2) في نسخة ك : حدثني.
    (3) في المطبوع ونسخة (ع) والحجرية : عمرو ، وما في المتن أثبتناه من نسخة او ، ك، وهو الموافق للمصادر.
    (4) في المطبوع والحجرية : إليه ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والمصادر :.

    فوجه المأمون إلى الرضا عليه‌السلام ، فقال : إنه قدم علينا (1) رجل من أهل مرو (2) ، وهو واحد خراسان من أصحاب (3) الكلام ، فإن خف عليك أن تتجشم المصير إلينا فعلت ، فنهض عليه‌السلام للوضوء، وقال لنا: «تقدموني» وعمران الصابي معنا ـ فصرنا إلى الباب، فأخذ ياسر وخالد بيدي ، فأدخلاني على المأمون ، فلما سلمت ، قال : أين أخي أبو الحسن أبقاه الله تعالى ؟ قلت : خلفته يلبس ثيابه ، وأمرنا أن نتقدم .
    ثم قلت : يا أمير المؤمنين ، إن عمران مولاك معي ، وهو على الباب، فقال: من عمران ؟ قلت : الصابي الذي أسلم على يديك ، قال : فليدخل، فدخل، فرحب به المأمون، ثم قال له: يا عمران لم تمت حتى صرت من بني هاشم ، قال : الحمد لله الذي شرفني بكم يا أمير المؤمنين.
    فقال له المأمون : يا عمران ، هذا سليمان المروزي متكلم خراسان ، قال عمران : يا أمير المؤمنين ، إنه يزعم واحد خراسان في النظر وينكر البداء ، قال : فلم لا تناظره ؟ قال عمران : ذلك إليه .
    فدخل الرضا عليه‌السلام ، فقال : في أي شيء كنتم؟ قال عمران : يابن رسول الله ، هذا سليمان المروزي ، فقال له سليمان : أترضى بأبي الحسن وبقوله فيه؟ فقال عمران : قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجة أحتج بها على نظرائي من أهل النظر ، قال المأمون :
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : إلينا ، وما في المتن أثبتناء من النسخ الخطية والتوحيد والبحار.
    (2) في المطبوع والحجرية : مروز، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ج ، هـ ، ع ، و ا ك والتوحيد والبحار .
    (3) في نسخة ك ، را : أهل .

    يا أبا الحسن ، ما تقول فيما تشاجرا فيه ؟
    قال : وما أنكرت من البداء يا سليمان ؟ والله عز وجل يقول : ( أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا ‎ ) (1) ، ويقول عز وجل : ( وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ) (2) ويقول : ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (3) ويقول عز وجل : ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ) (4) ، ويقول : ( وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ) (5) . ويقول عز وجل : ( وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ ) (6) ويقول عز وجل : ( وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ) (7) قال سليمان : هل رویت فیه عن آبائک شیئا ؟
    قال : نعم ، رويت عن أبي (Cool ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنه قال : إن الله عز وجل علمين: علماً مخزوناً مكنوناً لا يعلمه إلا هو، من ذلك يكون البداء ، وعلماً علمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبينا (9) يعلمونه قال رويت فيه عن آبائك شيئاً ؟ سليمان : أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عز وجل ، قال : «قول الله عز
    __________________
    (1) سورة مريم ١٩ : ٦٧ .
    (2) سورة الروم 3۰ 2۷ .
    (3) سورة البقرة 2 : 11۷ .
    (4) سورة فاطر 3۵ : 1.
    (٥) سورة السجدة ٧:٣٢.
    (٦) سورة التوبة ٩: ١٠٦ .
    (۷) سورة فاطر 3۵ : 11 .
    (Cool ( عن أبي لم ترد في نسخة لا(ع ، ر) والتوحيد ، ووردت في البحار عن التوحيد والعيون .
    (9) في نسخة ج ، هـ ، و ، ك : نبيك ، وفي حاشية (ك) في نسخة: نبيه ، وفي أخرى: نبينا.

    وجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ ) (1) أراد هلاكهم ، ثم بدا الله تعالى فقال : ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) (2) ، قال سليمان : زدني جعلت فداك .
    قال الرضا عليه‌السلام : «لقد أخبرني أبي، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه أن أخبر فلاناً الملك أني متوفيه إلى كذا وكذا ، فأتاه ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبره ، فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير ، وقال : يا رب أجلني حتى يشب طفلي وأقضي أمري ، فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أن انت فلاناً الملك فأعلمه أني قد أنسأت في أجله، وزدت في عمره إلى خمس عشرة سنة ، فقال ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اللا: يا رب إنك لتعلم أني لم أكذب قط، فأوحى الله عز وجل إليه : إنما أنت عبد مأمور فأبلغه ذلك ، والله لا يُسأل عما يفعل، ثم التفت إلى سليمان ، فقال : «أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب ؟ قال : أعوذ بالله من ذلك ، وما قالت اليهود ؟
    قال : قالت اليهود : ( يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ) (3) يعنون : أن الله تعالى قد فرغ من الأمر ، فليس يحدث شيئاً ، فقال الله عز وجل : ( غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ) (4) ، ولقد سمعت قوماً سألوا أبي موسى بن جعفر عليه‌السلام الا عن البداء ، فقال : وما ينكر الناس من البداء، وأن يوقف الله (5) قوماً يرجيهم لأمره ؟!» .
    __________________
    (1) سورة الذاريات ٥4:٥١.
    (2) سورة الذاريات ٥١ : ٥٥ .
    (٣ و 4) سورة المائدة ٥ : ٦4 .
    (٥) في نسخة (ع: وإن الله يوقف.

    قال سليمان : ألا تخبرني عن ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) في أي شيء أنزلت ؟
    قال عليه‌السلام : «يا سليمان ، ليلة القدر : يقدر الله عز وجل فيها ما يكون أو خير أو شر، أو رزق، فما قدره في تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان : الآن قد فهمت ، جعلت فداك ، فردني .
    قال : « يا سليمان، إن من الأمور أموراً موقوفة عند الله عز وجل يقدم منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء ، ويمحو ما يشاء .
    يا سليمان ، إن علياً عليه‌السلام كان يقول : العلم علمان : فعلم علمه الله ملائكته ورسله ، فما علمه ملائكته ورسله فإنه يكون ، ولا يكذب نفسه من السنة إلى السنة من حياة أو موت ، ولا ملائكته ولا رسله، وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحداً من خلقه، يقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء، ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء .
    قال سليمان للمأمون : يا أمير المؤمنين ، لا أنكر بعد يومي هذا البداء . ولا أكذب به إن شاء الله ، فقال المأمون : يا سليمان ، سل أبا الحسن عما بدا لك ، وعليك بحسن الاستماع والإنصاف ، قال سليمان : يا سيدي أسألك ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : «سل عما بدا لك قال : ما تقول فيمن جعل الإرادة اسماً وصفة ، مثل : حتي وسميع وبصير وقدير ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : «إنما قلتم : حدثت الأشياء واختلفت ؛ لأنه شاء وأراد ، ولم تقولوا : حدثت الأشياء واختلفت ؛ لأنه سميع بصير ، فهذا دليل على أنها ليست (1) مثل سميع ولا بصير ولا قدير»، قال سليمان : فإنه لم
    __________________
    (1) في المطبوع ونسخة (ك) : أنهما ليستا، وفي الحجرية أنهما ليست ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اج ، هـ ، ر ، ع ، وحاشية لك والتوحيد والبحار .

    يزل مريداً ، قال عليه‌السلام : يا سليمان ، فإرادته غيره؟، قال : نعم ، قال : «فقد أثبت معه شيئاً غيره لم يزل قال سليمان : ما أثبت.
    قال الرضا عليه‌السلام : أهي محدثة ؟ قال سليمان : لا ، ما هي محدثة ، فصاح به المأمون وقال : يا سليمان ، مثله يعايا أو يكابر ؟! عليك بالإنصاف ، أما ترى من حولك من أهل النظر ؟ ثم قال : كلمه يا أبا الحسن ، فإنه متكلم خراسان ، فأعاد عليه المسألة ، فقال : هي محدثة يا سليمان ، فإن الشيء إذا لم يكن أزلياً كان محدثاً ، وإذا لم يكن محدثاً كان أزلياً، قال سليمان : إرادته منه كما أن سمعه منه (1) وبصره منه (2) وعلمه منه .
    قال الرضا عليه‌السلام ال: فأراد نفسه ؟ قال : لا ، قال : فليس المريد مثل السميع والبصير ، قال سليمان : إنما أراد نفسه كما سمع نفسه ، وأبصر نفسه ، وعلم نفسه.
    وقال الرضا عليه‌السلام : «ما معنى أراد نفسه ؟ أراد أن يكون شيئاً أو أراد (3) أن يكون حياً أو سميعاً أو بصيراً أو قديراً ؟ قال : نعم ، قال الرضا عليه‌السلام : « أفبإرادته كان ذلك؟ قال سليمان: نعم، قال الرضا عليه‌السلام : فليس لقولك: أراد أن يكون حياً سميعاً بصيراً معنى إذا لم يكن ذلك بإرادته قال سليمان : بلى قد كان ذلك بإرادته ، فضحك المأمون ومن حوله ، وضحك الرضا عليه‌السلام .
    ثم قال لهم : «أرفقوا بمتكلم خراسان ، يا سليمان فقد حال عندكم عن حاله وتغير عنها ، وهذا ما لا يوصف الله عز وجل به فانقطع .
    ثم قال الرضا عليه‌السلام : يا سليمان، أسألك عن مسألة قال : سل ،
    __________________
    (1 و 2) أثبتناه من نسخة (ج) ، ع ، ك والتوحيد والبحار .
    (3) في المطبوع والحجرية : وأراد ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والتوحيد والبحار :.

    جعلت فداك ، قال : أخبرني عنك وعن أصحابك ، تكلمون الناس بما تفقهون وتعرفون (1) ، أو بما لا تفقهون ولا تعرفون (2) قال : بل بما نفقه ونعلم (3) .
    قال الرضا عليه‌السلام : فالذي يعلم الناس أن المريد غير الإرادة ، وأن المريد قبل الإرادة ، وأن الفاعل قبل المفعول ، وهذا يبطل قولكم : إن الإرادة والمريد شيء واحد قال : جعلت فداك ، ليس ذلك منه على ما يعرف الناس ولا على ما يفقهون .
    قال الرضا عليه‌السلام : «فأراكم ادعيتم علم ذلك بلا معرفة ، وقلتم : الإرادة كالسمع والبصر ، إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل فلم يحر جواباً .
    ثم قال الرضا عليه‌السلام : يا سليمان ، هل يعلم الله تعالى جميع ما في الجنة والنار ؟ قال سليمان : نعم ، قال : أفيكون ما علم الله تعالى أنه يكون من ذلك ؟ قال : نعم ، قال : فإذا كان حتى لا يبقى منه شيء إلا كان ، أيزيدهم أو يطويه عنهم ؟ قال سليمان : بل يزيدهم ، قال : «فأراه في قولك قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه يكون قال : جعلت فداك ، فالمزيد (4) لا غاية له ؟
    قال : فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك ، وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن
    __________________
    (1) في نسخة (ج . ها : بما يفقهون ويعرفون ، وكذلك التوحيد .
    (2) في نسخة ج ، ها : بما لا يفقهون ولا يعرفون ، وكذلك التوحيد .
    (3) في نسخة ج ، ها : يفقه ويعلم ، وفي التوحيد : بل بما يفقهون ويعلمون .
    (4) في المطبوع ونسخة ج ، هـه المريد، وما في المتن أثبتناه من نسخة ر ، ع ، ك والحجرية، وهو الموافق للمصادر.

    يكون ، تعالى الله عز وجل عن ذلك علواً كبيراً، قال سليمان : إنما قلت : لا يعلمه ؛ لأنه لاغاية لهذا ؛ لأن الله عز وجل وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعاً .
    قال الرضا عليه‌السلام الي : «ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم ؛ لأنه قد يعلم ذلك، ثم يزيدهم ، ثم لا يقطعه عنهم، وكذلك قال الله عز وجل في كتابه : ( كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ ) (1) .
    وقال لأهل الجنة : عَطَاء غَيْرَ مجدود (2) ، وقال عز وجل : ( وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ‎*‏ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ) (3) فهو عز وجل يعلم ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة، أرأيت ما أكل أهل الجنة وما شربوا أليس يخلف مكانه ؟، قال : بلى ، قال : أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟» قال سليمان : لا ، قال : فكذلك كل ما يكون فيها إذا أخلف مكانه ، فليس بمقطوع عنهم ، قال سليمان : بلى يقطعه عنهم ولا يزيدهم .
    قال الرضا عليه‌السلام : إذاً يبيد ما فيها ، وهذا يا سليمان إبطال الخلود وخلاف الكتاب ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ) (4) ويقول عز وجل : ( عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ ) (5) ويقول عز وجل : ( وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ ) (6) ويقول عز وجل : ( خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ) (7)
    __________________
    (1) سورة النساء ٥٦:4 .
    (2) سورة هود 11: 1۰8.
    (3) سورة الواقعة ٥٦ : ٣٢ ـ ٣٣ .
    (4) سورة ق ۵۰ 3۵.
    (٥) سورة هود 11 ـ 1۰8.
    (٦) سورة الحجر ١٥ : 4٨ .
    (۷) سورة البينة ٨٩٨.

    ويقول عز وجل : ( وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ‎*‏ لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ ) (1) فلم يحر جواباً .
    ثم قال الرضا عليه‌السلام : «يا سليمان ، ألا تخبرني عن الإرادة ، فعل هي أم غير فعل ؟ قال : بل هي فعل ، قال عليه‌السلام : فهي محدثة ؛ لأن الفعل كله محدث قال : ليست بفعل ، قال : فمعه غيره لم يزل» قال سليمان : الإرادة هي الإنشاء ، قال : يا سليمان هذا الذي عبتموه على ضرار وأصحابه من قولهم : إن كل ما خلق الله عز وجل في سماء أو أرض أو بحر أو بر، من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة ، إرادة الله ، وإن إرادة الله تحيى وتموت، وتذهب وتأكل وتشرب ، وتنكح وتلد (2) ، وتظلم وتفعل الفواحش، وتكفر وتشرك ، فيبرأ منها ويعاديها، وهذا حدها، قال سليمان : إنها كالسمع والبصر والعلم .
    قال الرضا عليه‌السلام : «قد رجعت إلى هذا ثانية، فأخبرني عن السمع والبصر والعلم أمصنوع ؟، قال سليمان : لا ، قال الرضا عليه‌السلام : فكيف نفيتموه ؟! فمرة (3) قلتم : أراد، وليست بمفعول له قال سليمان : إنما ذلك كقولنا : مرة علم ، ومرة لم يعلم .
    قال الرضا عليه‌السلام : ليس ذلك سواء ؛ لأن نفي المعلوم ليس بنفي العلم، ونفي المراد نفي الإرادة أن تكون ، لأن الشيء إذا لم يرد لم تكن إرادة ، وقد يكون العلم ثابتاً، وإن لم يكن المعلوم بمنزلة البصر، فقد يكون
    __________________
    (1) سورة الواقعة ٥٦ : ٣٢ و ٣٣ .
    (2) في المطبوع، وتلذ ، وما في المتن من نسخة (ج ، هـ ، ع ، ر، كه والحجرية والتوحيد والبحار .
    (3) (فمرة) أثبتناها من نسخة اج ، هذا، ربع ، ك .

    الإنسان بصيراً وإن لم يكن المبصر، ويكون العلم ثابتاً وإن لم يكن المعلوم ، قال سليمان : إنها مصنوعة .
    قال : فهي محدثة ليست كالسمع والبصر ؛ لأن السمع والبصر ليسا بمصنوعين، وهذه مصنوعة ، قال سليمان : إنها صفة من صفاته لم تزل ، قال : فينبغي أن يكون الإنسان لم يزل ؛ لأن صفته لم تزل، قال سليمان : لا ؛ لأنه لم يفعلها .
    قال الرضا عليه‌السلام ال يا خراساني، ما أكثر غلطك ! أفليس بإرادته وقوله تكون الأشياء ؟، قال سليمان: لا، قال: فإذا لم تكن بإرادته ولا مشيئته ولا أمره ولا بالمباشرة، فكيف يكون ذلك ؟ تعالى الله عن ذلك، فلم يحر جواباً.
    ثم قال الرضا عليه‌السلام : ألا تخبرني عن قول الله عَزَّ وَجَلَّ : ( وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا ) (1) يعني بذلك أنه يحدث إرادة؟ قال له : نعم ، قال عليه‌السلام: فإذا أحدث إرادة ، كان قولك : إن الإرادة هي هو أو شيء منه باطلاً ؛ لأنه لا يكون أن يحدث نفسه ، ولا يتغير عن حالة ، تعالى الله عن ذلك، قال سليمان : إنه لم يكن عنى بذلك أنه يحدث إرادة ، قال : «فما عنى به؟ قال : عنى فعل الشيء ، قال الرضا عليه‌السلام : «ويلك كم تردد في هذه المسألة؟ وقد أخبرتك أن الإرادة محدثة ؛ لأن فعل الشيء محدث قال : فليس لها معنى .
    قال الرضا عليه‌السلام : قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالإرادة بما لا معنى له ، فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث (2) بطل قولكم : إن الله عز وجل لم يزل مريداً قال سليمان : إنما عنيت أنها فعل من الله تعالى لم
    __________________
    (1) سورة الإسراء ١٧ : ١٦ .
    (2) في نسخة (ع: ولا حادث .

    يزل ، قال : «ألا تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولاً وقديماً وحديثاً في حالة واحدة؟ فلم يحر جواباً .
    قال الرضا عليه‌السلام عاليا : لا بأس ، أتمم مسألتك قال سليمان : قلت : إن الإرادة صفة من صفاته ، قال : كم تردّد على أنها صفة من صفاته؟ فصفته محدثة أو لم تزل ؟ قال سليمان: محدثة، قال الرضا عليه‌السلام : «الله أكبر! فالإرادة محدثة ، وإن كانت صفة من صفاته لم تزل فلم يرد شيئاً .
    قال الرضا عليه‌السلام : إن ما لم يزل لا يكون مفعولاً، قال سليمان : ليس الأشياء (1) إرادة ولم يرد شيئاً.
    قال الرضا عليه‌السلام : وسوست یا سلیمان ، فقد فعل وخلق ما لم يرد (2) خلقه وفعله، وهذه صفة من لا يدري ما فعل ؟! تعالى الله عن ذلك، قال سليمان : يا سيدي ، فقد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم ، قال المأمون : ويلك يا سليمان كم هذا الغلط والترداد ؟! اقطع هذا وخذ في غيره ، إذ لست تقوى على غير هذا الرد .
    قال الرضا عليه‌السلام : دعه يا أمير المؤمنين ، لا تقطع عليه مسألته فيجعلها حجة ، تكلم يا سليمان ، قال : قد أخبرتك أنه كالسمع والبصر والعلم .
    قال الرضا عليه‌السلام : لا بأس ، أخبرني عن معنى هذه، أمعنى واحد أم معان مختلفة ؟»، قال سليمان: معنى واحد قال الرضا عليه‌السلام : «فمعنى الإرادات كلها معنى واحد؟»، قال سليمان : نعم ، قال الرضا عليه‌السلام اليا : فإن كان معناها معنى واحداً، كانت إرادة القيام إرادة القعود ، وإرادة الحياة إرادة
    __________________
    (1) في نسخة ر»: لا يكون الأشياء إرادة. وفي حاشيتها في نسخة: ليس للأشياء إرادة.
    (2) في المطبوع والحجرية ونسخة (ج ، هـ ، ك والبحار: ما لم يزن، وما في المتن أثبتناه من نسخة ار ، ع والتوحيد

    الموت، إذا كانت إرادته واحدة، لم يتقدم بعضها بعضاً، ولم يخالف بعضها بعضاً، وكانت شيئاً واحداً، قال سليمان : إن معناها مختلف .
    قال عليه‌السلام : فأخبرني عن المريد ، أهو الإرادة أو غيرها؟، قال سليمان : بل هو الإرادة ، قال الرضا عليه‌السلام : فالمريد عندكم مختلف إذ كان هو الإرادة» ، قال : سيدي ، ليس الإرادة المريد .
    قال : فالإرادة محدثة ، وإلا فمعه غيره، إفهم وزد في مسألتك قال سليمان : فإنها اسم من أسمائه ، قال الرضا عليه‌السلام : هل سمى نفسه بذلك ؟ قال سليمان : لا ، لم يسم نفسه بذلك ، قال الرضا عليه‌السلام : فليس لك أن تسميه بما لم يسم به نفسه ، قال : وصف نفسه بأنه مريد .
    قال الرضا عليه‌السلام : «ليس صفته نفسه أنه مريد إخباراً عن أنه إرادة ، ولا إخباراً عن أن الإرادة اسم من أسمائه قال سليمان : لأن إرادته علمه ، قال الرضا عليه‌السلام : يا جاهل ، فإذا علم الشيء فقد أراده، قال سليمان : أجل ، قال : فإذا لم يرده لم يعلمه؟» قال سليمان : أجل .
    قال : من أين قلت ذاك؟ وما الدليل على أن إرادته علمه؟ وقد يعلم ما لا يريده أبداً ، وذلك قوله عزّ وجل : ( وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) (1) فهو يعلم كيف يذهب به، وهو لا يذهب به أبداً، قال سليمان : لأنه قد فرغ من الأمر ، فليس يزيد فيه شيئاً .
    قال الرضا عليه‌السلام الي : هذا قول اليهود، فكيف قال تعالى : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (2) قال سليمان : إنما عنى بذلك أنه قادر عليه ، قال : «أفيعد
    __________________
    (1) سورة الإسراء ١٧ : ٨٦.
    (2) سورة غافر 4٠ : ٦٠.

    ما لا يفي به؟ فكيف قال : ( يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ) (1) ، وقال عز وجل : ( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (2) وقد فرغ من الأمر؟! فلم يحر جواباً .
    قال الرضا عليه‌السلام : يا سليمان ، هل يعلم أن إنساناً يكون ولا يريد أن يخلق إنساناً أبداً ، وأن إنساناً يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم؟ قال سليمان : نعم ، قال الرضا عليه‌السلام : فيعلم أنه يكون ما يريد أن يكون ، أو يعلم أنه يكون ما لا يريد أن يكون قال : يعلم أنهما يكونان جميعاً .
    قال الرضا عليه‌السلام عليه : إذا يعلم أن إنساناً حتي ميت، قائم قاعد، أعمى بصير في حالة واحدة، وهذا هو المحال ، قال : جعلت فداك ، فإنه يعلم أنه يكون أحدهما دون الآخر ، قال : لا بأس، فأيهما يكون ، الذي أراد أن يكون ، أو الذي لم يرد أن يكون؟ قال سليمان : الذي أراد أن يكون ، فضحك الرضا عليه‌السلام والمأمون وأصحاب المقالات .
    قال الرضا عليه‌السلام : «غلطت وتركت قولك : إنه يعلم أن إنساناً يموت اليوم وهو لا يريد أن يموت اليوم، وأنه يخلق خلقاً ، وأنه لا يريد أن يخلقهم، وإذا لم يجز العلم عندكم بما لم (3) يرد أن يكون، فإنما يعلم أن يكون ما أراد أن يكون قال سليمان : فإنما قولي : إن الإرادة ليست هو ولا غيره .
    قال الرضا عليه‌السلام ال : يا جاهل إذا قلت : ليست هو ، فقد جعلتها غيره، وإذا قلت : ليست هي غيره ، فقد جعلتها هو قال سليمان : فهو يعلم كيف يصنع الشيء ؟ قال : نعم ، قال سليمان : فإن ذلك إثبات للشيء، قال الرضا عليه‌السلام :
    __________________
    (1) سورة فاطر ١٣٥.
    (2) سورة الرعد 13: 39 .
    (3) في نسخة (ع: لما لم.

    أحلت ؛ لأن الرجل قد يحسن البناء وإن لم يبن، ويحسن الخياطة وإن لم يخط ، ويحسن صنعة الشيء وإن لم يصنعه أبداً».
    ثم قال عليه‌السلام : «يا سليمان ، هل تعلم أنه واحد لا شيء معه ؟، قال : نعم ، قال الرضا عليه‌السلام : «أفيكون ذلك إثباتاً للشيء؟» قال سليمان : ليس يعلم أنه واحد لا شيء معه ، قال الرضا عليه‌السلام : أفتعلم أنت ذاك؟ قال : نعم ، قال : فأنت يا سليمان إذا أعلم منه، قال سليمان : المسألة محال ، قال : محال عندك ، أنه واحد لا شيء معه ، وأنه سميع بصير حكيم (1) قادرا ، قال : نعم .
    قال : فكيف أخبر عز وجل أنه واحد حي سميع بصير حكيم قادر (2) عليم خبير، وهو لا يعلم ذلك، وهذا رد ما قال وتكذيبه ، تعالى الله عن ذلك، ثم قال له الرضا عليه‌السلام : فكيف يريد صنع ما لا يدري صنعه ولا ما هو؟ وإذا كان الصانع لا يدري كيف يصنع الشيء قبل أن يصنعه ، فإنما هو متحير ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً .
    قال سليمان : فإن الإرادة القدرة ؟
    قال الرضا عليه‌السلام : وهو عز وجل يقدر على ما لا يريده أبداً، ولابد من ذلك ؛ لأنه قال تبارك وتعالى : ( وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ) (3) فلو كانت الإرادة هي القدرة ، كان قد أراد أن يذهب به لقدرته ، فانقطع سليمان ، فقال المأمون عند ذلك : يا سليمان ، هذا أعلم هاشمي ،
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : عليم .
    (2) (حكيم قادر) لم يرد في نسخة ج ، ع ، ك ، وقد أثبتت في متن الحجرية من نسخة أخرى .
    (3) سورة الإسراء ١٧ : ٨٦ .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:14 pm

    ثم تفرق القوم (1) .
    قال مصنف هذا الكتاب رضی‌الله‌عنه (2) : كان المأمون يجلب على الرضا عليه‌السلام من متكلمي الفرق والأهواء المضلة كل من سمع به ، حرصاً على انقطاع الرضا عليه‌السلام عن الحجة مع واحد منهم ، وذلك حسداً منه له ولمنزلته من العلم، فكان لا يكلمه أحد إلا أقر له بالفضل ، والتزم الحجة له عليه : لأن الله تعالى ذكره يأبى إلا أن يعلي كلمته ويتم نوره وينصر حجته ، وهكذا وعد تبارك وتعالى في كتابه ، فقال : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (3) يعني بالذين آمنوا الأئمة الهداة عليهم‌السلام وأتباعهم العارفين بهم والأخذين عنهم ، ينصرهم بالحجة على مخالفيهم ما داموا في الدنيا ، وكذلك يفعل بهم في الآخرة وإن الله عز وجل لا يخلف وعده (4) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في التوحيد : 44١ / 1، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٢٨4 / ٣٦٥ ، ونقله المجلسي في البحار 1۰ : 329 / 2 ، عن العيون والتوحيد .
    (2) في نسخة اك : رحمه‌الله.
    (3) سورة غافر 4٠: ٥١ .
    (4) في المطبوع والحجرية : الميعاد ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية وحاشية الحجرية والتوحيد .


    ـ ١4 ـ
    باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه‌السلام عند المأمون مع أهل
    الملل والمقالات وما أجاب به على بن محمد بن الجهم
    في عصمة الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين
    [١٦١ / 1] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضی‌الله‌عنه، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب (1) وعلي بن عبد الله الوراق رضی‌الله‌عنهم، قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم هاشم ، قال : حدثنا القاسم بن محمد البرمكي ، قال : حدثنا أبو الصلت الهروي قال : لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه‌السلام أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات، فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجته كأنه ألقم حجراً ، قام إليه علي بن محمد بن الجهم ، فقال له : يابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء ؟
    قال : «نعم» قال : فما تعمل في قول الله عز وجل : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ‎ ) (2) وفي قوله عز وجل : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) (3) وفي قوله عز وجل في يوسف الله : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ
    __________________
    (1) في نسخة مع . ك : هاشم .
    (2) سورة طه 2۰ : 121.
    (3) سورة الأنبياء 21 : 8۷.

    بِهَا ) (1) وفي قوله عز وجل في داود عليه‌السلام : ( وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ ) (2) . وقوله تعالى في نبيه محمد : ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ ) (3) ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام : ويحك يا علي ، إتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش، ولا تتأول كتاب الله برأيك، فإن الله عز وجل قد قال : ( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ ) (4) ، أما قوله عز وجل في آدم عليه‌السلام : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ‎ ) (5) فإنَّ الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم عليه‌السلام في الجنة لا في الأرض، وعصمته تجب أن تكون في الأرض ، لتتم مقادير أمر الله عز وجل ، فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (6) .
    وأما قوله عز وجل : ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) (7) إنما ظن بمعنى استيقن أن الله لن يضيق عليه رزقه ، ألا تسمع قول الله عز وجل : ( وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) (Cool أي ضيق عليه رزقه ، ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر .
    __________________
    (1) سورة يوسف ١٣ : ٢4.
    (2) سورة ص ٣٨ ٢4.
    (3) سورة الأحزاب 33 : 3۷ .
    (4) سورة آل عمران ۷:3.
    (٥) سورة طه 2۰ 121.
    (٦) سورة آل عمران 3 : 33 .
    (۷) سورة الأنبياء 21 : 8۷ .
    (Cool سورة الفجر ٨٩ : ١٦ .

    وأما قوله عز وجل في يوسف عليه‌السلام : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا ) (1) فإنها همت بالمعصية وهم يوسف عليه‌السلام بقتلها إن أجبرته ؛ لعظم ما تداخله ، فصرف الله عز وجل عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله عز وجل : ( كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ) (2) يعني القتل والزنا .
    وأما داوود عليه‌السلام ، فما يقول من قبلكم فيه ؟ فقال علي بن محمد بن الجهم : يقولون : إن داوود عليه‌السلام كان في محرابه يصلي ، فتصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور ، فقطع داوود صلاته وقام ليأخذ الطير، فخرج الطير إلى الدار، فخرج في أثره ، فطار (3) الطير إلى السطح ، فصعد في طلبه ، فسقط الطير في دار أوريا بن حنان (4) ، فاطلع داوود في أثر الطير، فإذا بامرأة أوريا تغتسل ، فلما نظر إليها هواها وكان قد أخرج أوريا في بعض غزواته ، فكتب إلى صاحبه أن قدم أوريا أمام الحرب (5) ، فقدم ، فظفر أوريا بالمشركين ، فصعب ذلك على داوود ، فكتب إليه ثانية : أن قدمه أمام التابوت ، فقدم ، فقتل أوريا ، فتزوج داوود بامرأته .
    قال : فضرب الرضا عليه‌السلام بيده على جبهته ، وقال : «إنا لله وإنا إليه راجعون ، لقد نسبتم نبياً من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته ، حتى خرج في أثر الطير ، ثم بالفاحشة، ثم بالقتل ! » فقال : يابن رسول الله فما كانت خطيئته ؟
    فقال : ويحك ! إن داوود إنما ظن أن ما خلق الله عز وجل خلقاً هو
    __________________
    (1) سورة يوسف ١٢ : ٢4 .
    (2) سورة يوسف ١٢ : ٢4 .
    (3) (في أثره ، فطار) : أثبتناها من النسخ الخطية والحجرية والأمالي والبحار .
    (4) في نسخة ج ، ها : حيان .
    (٥) في المطبوع ونسخة (ج ، ع ، هـا وحاشيتي لك والحجرية : التابوت ، وما في المتن أثبتناه من نسخة «ر ، ك والحجرية والأمالي والبحار .

    أعلم منه ، فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا (1) المحراب ، فقالا : ( خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَاطِ ‎*‏ إِنَّ هَٰذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ) (2) فعجل داوود الا على المدعى عليه ، فقال : ( لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ) (3) .
    ولم يسأل المدعي البينة على ذلك، ولم يقبل على المدعى عليه فيقول له : ما تقول ؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم ، لا ما ذهبتم إليه ، ألا تسمع الله عز وجل يقول : ( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ) (4) إلى آخر الآية ، فقال : يابن رسول الله ، فما قصته مع أوربا ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام : إن المرأة في أيام داوود عليه‌السلام كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبداً، فأول من أباح الله عز وجل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها (5) داوود عليه‌السلام ، فتزوج بامرأة أوربا لما قتل وانقضت عدتها منه ، فذلك الذي شق على الناس من قبل أوريا.
    وأما محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وقول الله عز وجل : ( وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) (6) فإن الله عز وجل عرف نبيه له أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في دار الآخرة ، وأنهن
    __________________
    (1) في نسخة ك: فتسوروا.
    (2 و 3) سورة ص ٣٨: ٢٢ ـ ٢4 .
    (4) سورة ص ٣٨: ٢٦.
    (٥) في المطبوع زيادة : كان ، ولم ترد في النسخ الخطية والأمالي والبحار .
    (٦) سورة الاحزاب 33 : 3۷.

    أمهات المؤمنين ، وإحداهن ممن سمى له زينب بنت جحش ، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة ، فأخفى صلى‌الله‌عليه‌وآله اسمها في نفسه ولم يبده ؛ لكيلا يقول أحد من المنافقين : إنه قال في امرأة في بيت رجل : إنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين ، وخشي قول المنافقين، فقال الله عز وجل : ( وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) يعني في نفسك .
    وإن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم ، وزينب من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بقوله تعالى : ( فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ) (1) الآية ، وفاطمة من علي عليه‌السلام .
    قال : فبكى علي بن محمد بن الجهم ، فقال : يابن رسول الله أنا تائب إلى الله عز وجل من أن أنطق في أنبياء الله عليهم‌السلام بعد يومي هذا إلا بما ذكرته (2) .
    __________________
    (1) سورة الاحزاب 33 3۷.
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : ١٥٠ / 3، ونقله المجلسي في البحار ١١: ٧٢ / 1، عن الأمالي والعيون .


    ـ ١٥ ـ
    باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه‌السلام عند المأمون
    في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام
    [١٦٢ / 1] حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني أبي، عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد بن الجهم ، قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا عليه‌السلام علي بن موسى عليهما‌السلام ، فقال له المأمون : يابن رسول الله ، أليس من قولك : إن الأنبياء معصومون ؟ قال : «بلی» ، قال : فما معنى قول الله عز وجل : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ) (1) .
    فقال عليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى قال لآدم : ( اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ )، وأشار لهما إلى شجرة الحنطة ( فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ ) (2) ولم يقل لهما : لا تأكلا من هذه الشجرة ولا مما كان من . جنسها، فلم يقربا تلك الشجرة (3) ، وإنما أكلا من غيرها، لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال : ( مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ ) (4) وإنما نها كما أن تقربا غيرها ، ولم ينهكما عن الأكل منها ، ( إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ‎*‏ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ
    __________________
    (1) سورة طه 2۰ : 121.
    (2) سورة البقرة ٢ ٣٥ .
    (3) في المطبوع زيادة : ( ولم يأكلا منها ، ولم ترد في جميع النسخ والحجرية والاحتجاج والبحار .
    (4) سورة الأعراف ٢٠١٧.

    النَّاصِحِينَ ) (1) ولم يكن آدم وحواء شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذباً ( فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ) (2) فأكلا منها ثقة بيمينه بالله، وكان ذلك من آدم اللي قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير استحق به دخول النار ، وإنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحي عليهم.
    فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبياً كان معصوماً ، لا يذنب صغيرة ولا كبيرة ، قال الله عز وجل : ( وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ ‎*‏ ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ ) (3) .
    وقال الله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ) (4) .
    فقال له المأمون : فما معنى قول الله عز وجل : ( فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا ) (5) ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام : إن حواء ولدت لآدم خمسمائة بطن ، في كل بطن (٦) ذكراً وأنثى ، وإن آدم وحواء عليهما‌السلام عاهدا الله عز وجل ودعواه ، وقالا : ( لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ ‎*‏ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا ) (۷) من النسل خلقاً سوياً بريئاً من الزمانة والعاهة، وكان ما آتاهما صنفين ، صنفاً ذكراناً وصنفاً إناثاً ، فجعل الصنفان الله تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما ،
    __________________
    (1) سورة الأعراف 2۰۰۷ ـ 21 .
    (2) سورة الأعراف ٧: ٢٢ .
    (3) سورة طه 2۰ : 121 ـ 122 .
    (4) سورة آل عمران 3 33.
    (٥) سورة الاعراف 19۰۷ .
    (٦) (في كل بطن) أثبتناها من النسخ الخطية والحجرية والاحتجاج والبحار .
    (۷) سورة الاعراف 1۷ 189 ـ 19۰.

    ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل ، قال عليه‌السلام تبارك وتعالى : ( فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (1) .
    فقال المأمون : أشهد أنك ابن رسول الله حقاً ، فأخبرني عن قول الله عز وجل في (2) إبراهيم عليه‌السلام : ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ) (3) .
    فقال الرضا عليه‌السلام : إن إبراهيم الله وقع إلى أصناف : صنف يعبد الزهرة ، وصنف يعبد القمر ، وصنف يعبد الشمس، وذلك حين خرج من السرب (4) الذي أخفي فيه ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ )، فرأى الزهرة ، قال هذا ربي على الإنكار والاستخبار، ( فَلَمَّا أَفَلَ ) الكوكب وقال لا أحب الآفلين لأن الأقول من صفات المحدث، لا من صفات القديم (5) ( فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ) على الإنكار والاستخبار ( فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ ) (6) يقول : لو لم يهدني ربي لكنت من القوم الضالين .
    فلما ـ أصبح و ـ ( رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ) من الزهرة والقمر على الإنكار والاستخبار، لا على الإخبار والإقرار ( فَلَمَّا أَفَلَتْ ) قال ، للأصناف الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس : ( يَا قَوْمِ إِنِّي
    __________________
    (1) سورة الأعراف ۷ 19۰.
    (2) في المطبوع والحجرية زيادة : حق ، ولم ترد في النسخ الخطبة والاحتجاج والبحار.
    (3) سورة الانعام ٦ : ٧٦ .
    (4) الشرب: حفير تحت الأرض المحكم والمحيط الأعظم 4٨٥٨ ـ سرب.
    (٥) في المطبوع ونسخة (ج) والحجرية : القدم، وما في المتن أثبتناه من نسخة او ، هـ . عك.
    (٦) سورة الأنعام ٦ : ٧7 .

    بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ‎*‏ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (1) وإنما أراد إبراهيم الله بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم، ويثبت عندهم أن العبادة لا تحق لما كان بصفة الزهرة والقمر والشمس، وإنما تحق العبادة لخالقها وخالق السماوات والأرض. وكان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله تعالى وأتاه كما قال الله عز وجل : ( وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ) (2) .
    فقال المأمون : الله درك يابن رسول الله ، فأخبرني عن قول إبراهيم : ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) (3) .
    قال الرضا عليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه‌السلام : إني متخذ من عبادي خليلاً، إن سألني إحياء الموتى أجبته ، فوقع في نفس إبراهيم عليه‌السلام أنه ذلك الخليل ، فقال : ( رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) على الحلة ، ( قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (4) .
    فأخذ إبراهيم عليه‌السلام نسراً وطاووساً وبطاً وديكاً ، فقطعهن وخلطهن ، ثم جعل على كل جبل من الجبال التي حوله ـ وكانت عشرة ـ منهن جزءاً ، وجعل مناقيرهن بين أصابعه ، ثم دعاهن بأسمائهن ووضع عنده حباً وماء ، فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت الأبدان ، وجاء كل
    __________________
    (1) سورة الأنعام ٦ ـ ٧٨ ـ ٧٩ .
    (2) سورة الأنعام ٦: ٨٣ .
    (٣ و 4) سورة البقرة ٢ : ٢٦٠.

    بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه ، فخلى إبراهيم عليه‌السلام عن مناقير هن ، فطرن ثم وقعن فشرين من ذلك الماء والتقطن من ذلك الحب ، وقلن : يا نبي الله أحييتنا ، أحياك الله ، فقال ابراهيم عليه‌السلام : بل الله يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير » .
    قال المأمون : بارك الله فيك يا أبا الحسن ، فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ) (1) .
    قال الرضا عليه‌السلام : «إن موسى اليله دخل مدينة من مدائن فرعون ( عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا ) ، وذلك بين المغرب والعشاء ( فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ ) (2) فقضى موسى عليه‌السلام على العدو بحكم الله تعالى ذكره فوكزه فمات قالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ يعني الاقتتال الذي كان وقع بين الرجلين ، لا ما فعله موسى عليه‌السلام من قتله إنَّه يعني الشيطان عدو مُضِل مبين .
    قال المأمون : فما معنى قول موسى : ( رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي ) (3) .
    قال : يقول : إني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة ( فَاغْفِرْ لِي ) أي استرني من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني ( فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ‎ ) قال موسى عليه‌السلام ( رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) من القوة حتى قتلت رجلاً بوكزة ( فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ ) (4) بل أجاهد
    __________________
    (1و2) سورة القصص 28 : ١٥ .
    (3) سورة القصص ٢٨ : ١٦ .
    (4) سورة القصص 28 : 16 ـ 1۷ .

    في سبيلك بهذه القوة حتى ترضى (1) ( فَأَصْبَحَ ) موسى عليه‌السلام ( فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ ) عَلَى آخَرٍ ( قَالَ لَهُ مُوسَىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ ) ، قاتلت رجلاً بالأمس وتقاتل هذا اليوم ، لأوذينك (2) وأراد أن يبطش به ( فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَن يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَّهُمَا قَالَ يَا مُوسَىٰ أَتُرِيدُ أَن تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالْأَمْسِ إِن تُرِيدُ إِلَّا أَن تَكُونَ جَبَّارًا فِي الْأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَن تَكُونَ مِنَ الْمُصْلِحِينَ ) (3) .
    قال المأمون : جزاك الله عن أنبيائه خيراً يا أبا الحسن ، فما معنى قول موسى الفرعون : ( قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) (4) .
    قال الرضا عليه‌السلام إن فرعون قال لموسى لما أتاه ( وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) بي ، قال موسى : ( فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ ) عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك ، ( فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ ) (5) .
    وقد قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَىٰ ) (6) يقول : ألم يجدك وحيداً فأوى إليك الناس ( وَوَجَدَكَ ضَالًّا ) يعني عند قومك ( فَهَدَىٰ ‎ ) أي هداهم إلى معرفتك ( وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَىٰ ) (7) يقول : أغناك بأن جعل دعاءك مستجاباً .
    __________________
    (1) في المطبوع : رضي ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والاحتجاج .
    (2) في نسخة ك . ره : لأودينك.
    (3) سورة القصص 28 : 18 ـ 19.
    (4 و ٥) سورة الشعراء ٢٦ ٢٠ .
    (٦) سورة الضحى ٦:٩٣.
    (۷) سورة الضحى 93 ۷ ـ 8.

    قال المأمون : بارك الله فيك يابن رسول الله ، فما معنى قول الله عز وجل : ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي ) (1) ، كيف يجوز أن يكون كليم الله موسى بن عمران عليه‌السلام لا يعلم أن الله تبارك وتعالى لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام عليه : إن كليم الله موسى بن عمران عليه‌السلام علم أن الله تعالى أعز (2) من أن يرى بالأبصار، ولكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجياً ، رجع إلى قومه فأخبرهم أن الله عز وجل كلمه وقربه وناجاه ، فقالوا : ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) (3) حتى تسمع كلامه كما سمعت .
    وكان القوم سبعمائة ألف رجل ، فاختار منهم سبعين ألفاً ، ثم اختار منهم سبعة آلاف ، ثم اختار منهم سبعمائة ، ثم اختار منهم سبعين رجلاً الميقات ربهم ، فخرج بهم إلى طور سيناء ، فأقامهم في سفح الجبل ، وصعد موسى إلى الطور وسأل الله تعالى أن يكلمه ، ويسمعهم كلامه ، فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام؛ لأن الله عز وجل أحدثه في الشجرة ثم جعله منبعثاً منها حتى سمعوه من جميع الوجوه، فقالوا : ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) بأن هذا الذي سمعناه كلام الله ( حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً ) (4) فلما قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعنوا، بعث الله عز وجل عليهم صاعقة ، فأخذتهم بظلمهم فماتوا .
    فقال موسى : یا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم وقالوا :
    __________________
    (1) سورة الأعراف ١4٣٧ .
    (2) في نسخة اج ، هـ ، ر ، ع : منزه ، وفي نسخة «ك»: عز عن أن يرى .
    (٣ و 4) سورة البقرة ٣: ٥٥ .

    إنك ذهبت بهم فقتلتهم ، لأنك لم تكن صادقاً فيما ادعيت من مناجاة الله عز وجل إياك ؟ فأحياهم الله وبعثهم معه ، فقالوا : إنك لو سألت الله أن يريك ننظر إليه لأجابك ، وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته؟ فقال موسى عليه‌السلام : يا قوم إن الله تعالى لا يرى بالأبصار ولا كيفية له ، وإنما يعرف بآياته ويعلم بأعلامه ، فقالوا : ( لَن نُّؤْمِنَ لَكَ ) (1) حتى تسأله ، فقال موسى له : يا رب إنك قد سمعت مقالة بني إسرائيل ، وأنت أعلم بصلاحهم .
    فأوحى الله جل جلاله : يا موسى، سلني ما سألوك ، فلن أواخذك بجهلهم ، فعند ذلك قال موسى عليه‌السلام : ( رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ ) وهو يهوي ( فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ ) ، بآية من آياته ( جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ) يقول : رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومى ، ( وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ) (2) منهم بأنك لا ترى .
    فقال المأمون : الله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ ) (3) .
    فقال الرضا عليه‌السلام : لقد همت به ، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها كما همت به، لكنه كان معصوماً ، والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه ، ولقد حدثني أبي، عن أبيه الصادق الله أنه قال : همت بأن تفعل ، وهم بأن لا يفعل .
    __________________
    (1) سورة البقرة ٥٥.٢.
    (2) سورة الاعراف ٧: ١4٣ .
    (3) سورة يوسف ١٢ ٢4.

    فقال المأمون : الله درك يا أبا الحسن ، فأخبرني عن قول الله عز وجل ( وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) (1) .
    فقال الرضا عليه‌السلام : ذلك يونس بن متى عليه‌السلام ، ذهب مغاضباً لقومه ( فَظَنَّ ) معنى استيقن ( أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ ) أي لن تضيق عليه رزقه ، ومنه قوله عز وجل : ( وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ) (2) وقتَر ( فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ ) أي ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة بطن الحوت ( أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (3) بتركي مثل هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت، فاستجاب له ، وقال عز وجل: ( فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ‎*‏ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ‎ ) (4) .
    فقال المأمون : الله درك يا أبا الحسن عليه‌السلام ، فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا ) (5) .
    قال الرضا عليه‌السلام : يقول الله عز وجل : ( حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ ) من قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا ، جاء الرسل نصرنا . فقال المأمون : الله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (6) .
    __________________
    (1) سورة الأنبياء 21 : 8۷ .
    (2) سورة الفجر ٨٩ ـ ١٦ .
    (3) سورة الأنبياء 21: 8۷.
    (4) سورة الصافات ٣٧ : ١4٣ ـ ١44 .
    (٥) سورة يوسف 12 : 11۰ .
    (٦) سورة الفتح ٢:4٨ .

    قال الرضا عليه‌السلام : لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنباً من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنماً ، فلما جاءهم صلى‌الله‌عليه‌وآله بالدعوة إلى كلمة الإخلاص ، كبر ذلك عليهم وعظم ، وقالوا : ( أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ‎* وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ ‎*‏ مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ) (1) .
    فلما فتح الله عز وجل على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة ، قال له : يا محمد ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ ) مكة ( فَتْحًا مُّبِينًا ‎*‏ لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (2) عند مشركي أهل مكة ، بدعائك إلى توحيد الله فيما تقدم وما تأخر؛ لأن مشركي مكة أسلم بعضهم، وخرج بعضهم عن مكة ، ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه ، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفوراً بظهوره عليهم .
    فقال المأمون : لله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ ) (3) .
    قال الرضا عليه‌السلام : هذا مما نزل بإياك أعنى واسمعي يا جارة ، خاطب الله عز وجل بذلك نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأراد به أمته ، وكذلك قوله تعالى : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (4) وقوله عز وجل :
    __________________
    (1) سورة ص ۵38 ـ ۷.
    (2) سورة الفتح 4٨ : ١ ـ ٢ .
    (3) سورة التوبة ٩ : 4٣ .
    (4) سورة الزمر ٣٩: ٦٥ .

    ( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ) (1) .
    قال : صدقت يابن رسول الله ، فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) (2)
    قال الرضا عليه‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده، فرأى امرأته تغتسل ، فقال لها : سبحان الذي خلقك ! وإنما أراد بذلك تنزيه الباري عز وجل عن قول من زعم أن الملائكة بنات الله ، فقال الله عز وجل : ( ‏ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُم بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا ) (3) .
    فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما رأها تغتسل : سبحان الذي خلقك أن يتخذ ولداً، يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال ، فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقوله لها : سبحان الذي خلقك !
    فلم يعلم زيد ما أراد بذلك ، وظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها ، فجاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليه ، وقال له : يا رسول الله ، إن امرأتي في خلقها سوء ، وإني أريد طلاقها .
    فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أمسك عليك زوجك واثق الله ، وقد كان الله عز وجل عرفه عدد أزواجه، وأن تلك المرأة منهن ، فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد ، وخشي الناس أن يقولوا : إن محمداً يقول لمولاه : إن امرأتك ستكون لي زوجة ، فيعيبونه بذلك، فأنزل الله عز وجل : ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ
    __________________
    (1) سورة الإسراء ١٧ : ٧4.
    (2) سورة الأحزاب 33 : 3۷.
    (3) سورة الإسراء ١٧ : 4٠ .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:16 pm

    عَلَيْهِ ) يعني بالإسلام، ( وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) يعني بالعتق ( أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ) (1) .
    ثم إن زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه ، فزوجها الله عز وجل من نبيه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأنزل بذلك قرآناً ، فقال عز وجل : ( فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا ) (2) .
    ثم علم الله عز وجل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها ، فأنزل الله تعالى : ( مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ ) (3) .
    فقال المأمون : لقد شفيت صدري يابن رسول الله ، وأوضحت لي ما كان ملتبساً على ، فجزاك الله عن أنبيائه وعن الإسلام خيراً .
    قال علي بن محمد بن الجهم : فقام المأمون إلى الصلاة وأخذ بيد محمد بن جعفر بن محمد ا وكان حاضر المجلس وتبعتهما ، فقال له المأمون : كيف رأيت ابن أخيك ؟ فقال له : عالم ، ولم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم، فقال المأمون : إن ابن أخيك من أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الذين قال فيهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : «ألا إن أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم الناس صغاراً وأعلم الناس كباراً، فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، لا يخرجونكم من باب هدى ، ولا يدخلونكم في باب ضلالة ». وانصرف الرضا عليه‌السلام علية إلى منزله.
    فلما كان من الغد غدوت عليه وأعلمته ما كان من قول المأمون
    __________________
    (1و2) سورة الأحزاب 33 : 3۷.
    (3) سورة الأحزاب 33 : 38.

    وجواب عمه محمد بن جعفر عليه‌السلام ، فضحك عليه‌السلام ، ثم قال : « يابن الجهم ، لا يغرنك ما سمعته منه ، فإنه سيغتالني ، والله تعالى ينتقم لي منه» .
    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : هذا الحديث غريب من طريق علي بن محمد بن الجهم مع نصبه وبغضه وعداوته لأهل البيت عليهم‌السلام (1) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في مقاطع متعددة في التوحيد : ٧4 / 28 ، و ١٢١ / 24 ، و ١٣٢ / 14 وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : 4٢٣ / 308، ونقله المجلسي في البحار ١١: ۷8 / 8 ، عن العيون .


    ـ١٦ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من حديث أصحاب الرس
    [١ / ١٦٣] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه (1) ، قال: حدثنا (2) علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، قال: حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم‌السلام ، قال : أتى علي بن أبي طالب عليه‌السلام قبل مقتله بثلاثة أيام ـ رجل من أشراف تميم يقال له : عمرو ، فقال : يا أمير المؤمنين، أخبرني عن أصحاب الرس في أي عصر كانوا ؟ وأين كانت منازلهم ؟ ومن كان ملكهم ؟ وهل بعث الله عز وجل إليهم رسولاً أم لا ؟ وبماذا هلكوا ؟ فإني أجد في كتاب الله تعالى ذكرهم ولا أجد خبرهم .
    فقال له على عليه‌السلام : لقد سألتني عن حديث ما سألني عنه أحد قبلك ، ولا يحدثك به أحد بعدي إلا عني ، وما في كتاب الله عز وجل آية إلا وأنا أعرفها ، وأعرف تفسيرها ، في أي مكان نزلت من سهل أو جبل ، وفي أي وقت من ليل أو نهار، وإن ها هنا لعلماً جما وأشار إلى صدره ـ ولكن طلابه يسير، وعن قليل يندمون لو فقدوني .
    __________________
    (1) (رضی‌الله‌عنه أثبتناها من نسخة مع ، ك ، ره وعلل الشرائع .
    (2) في نسخة (ع : حدثني.

    كان من قصتهم ـ يا أخا تميم ـ إنهم كانوا قوماً يعبدون شجرة صنوبر يقال لها : شاه درخت کان یافث بن نوح غرسها على شفير عين، يقال لها : روشاب (1) ، كانت انبطت (2) لنوح عليه‌السلام بعد الطوفان، وإنما سموا أصحاب الرس ؛ لأنهم رسوا نبيهم في الأرض، وذلك بعد سليمان بن داوود عليه‌السلام وكانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطىء نهر يقال له (3) : الرس من بلاد المشرق ، وبهم سمي ذلك النهر ، ولم يكن يومئذ في الأرض نهر أغزر منه ، ولا أعذب منه ، ولا قرى أكثر (4) ولا أعمر منها ، تسمى إحداهن : آبان ، والثانية : آذر، والثالثة : دي ، والرابعة : بهمن ، والخامسة : اسفندار ، والسادسة : فروردين ، والسابعة : أردي بهشت ، والثامنة : خرداد ، والتاسعة : مرداد، والعاشرة : تير، والحادية عشرة : مهر ، والثانية عشرة : شهريور .
    وكانت أعظم مدائنهم اسفندار، وهي التي ينزلها ملكهم، وكان يسمى تكروذ بن (5) غابور بن يارش (6) بن سازن (7) بن نمرود بن کنعان فرعون إبراهيم عليه‌السلام ، وبها العين والصنوبرة، وقد غرسوا في كل قرية منها حبة من
    __________________
    (1) في المطبوع ونسخة (ن) والحجرية: دو شاب ، وما في المتن أثبتناه من نسخة وج ، هوع ، ك والعلل والبحار .
    (2) في نسخة لك وحاشية نسخة (ره) والحجرية : أنبتت في العرائش : نبعت ، وفي العلل : اتبعت.
    (3) في المطبوع ونسخة (هـ ، و . له والحجرية : لها ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اج ، ع.
    (4) في حاشية ك ، را في نسخة : أكبر .
    (٥) في نسخة ج ، ها : ترلور .
    (٦) في نسخة (ج ، ه) : يارس .
    (۷) في نسخة (ج ، ه) : سارن ، وفي (ع) : شارن ، وفي در ساذن .

    طلع تلك الصنوبرة، فنبتت الحبة، وصارت شجرة عظيمة ، وحرموا ماء العين والأنهار، فلا يشربون منها ولا أنعامهم، ومن فعل ذلك قتلوه (1) ، ويقولون : هو حياة الهتنا ، فلا ينبغي لأحد أن ينقص من حياتها ، ويشربون هم (2) وأنعامهم من نهر الرس الذي عليه قراهم .
    وقد جعلوا في كل شهر من السنة في كل قرية عيداً يجتمع إليه أهلها ، فيضربون على الشجرة التي بها كلة من حرير (3) فيها من أنواع الصور ، ثم يأتون بشاة (4) وبقر فيذبحونها قرباناً للشجرة، ويشعلون فيها النيران بالحطب ، فإذا سطع دخان تلك الذبائح وقتارها (5) في الهواء ، وحال بينهم وبين النظر إلى السماء ، خروا للشجرة سجداً ويبكون ويتضرعون إليها أن ترضى عنهم ، فكان الشيطان يجيء فيحرك أغصانها ، ويصبح من ساقها صباح الصبي : إني (6) قد رضيت عنكم عبادي ، فطيبوا نفساً وقروا عيناً . فيرفعون رؤوسهم عند ذلك ويشربون الخمر، ويضربون بالمعازف ، ويأخذون الدست بند فيكونون على ذلك يومهم وليلتهم ، ثم ينصرفون .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : قتلوهم، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والعملل والبحار.
    (2) في المطبوع والحجرية : ويشربونهم، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والعلل والبحار .
    (3) في المطبوع : يريد ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والعملل والبحار .
    (4) في نسخة (ع) وحاشية (ك) في نسخة : بشياه .
    (٥) الفتار : ريح اللحم المشوي ، ويقال : ريح العود الذي يحرق فيذكي به، تهذيب اللغة ٩ ـ ٥٠ ـ فترا ـ.
    (٦) في المطبوع والحجرية وحاشية نسخة (ك) : ويقول ، بدل : إلي ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والبحار والعلل.

    وإنما سمت (1) العجم شهورها بآبانماه و آذرماه وغيرهما اشتقاقاً من أسماء تلك القرى لقول أهلها بعضهم لبعض : هذا عيد شهر كذا، وعيد شهر كذا ، حتى إذا كان عيد شهر قريتهم العظمي ، اجتمع إليه صغيرهم وكبيرهم (2) فضربوا عند الصنوبرة والعين سرادقاً من ديباج عليه من أنواع الصور، له اثنا عشر باباً ، كل باب لأهل قرية منهم ، ويسجدون للصنوبرة خارجاً من السرادق، ويقربون لها (3) الذبائح أضعاف ما قربوا للشجرة التي في قراهم ، فيجيء إبليس عند ذلك فيحرك الصنوبرة تحريكاً شديداً، ويتكلم من جوفها كلاماً جهورياً، ويعدهم ويمنيهم بأكثر مما وعدتهم ومنتهم الشياطين كلها ، فيرفعون رؤوسهم من السجود وبهم من الفرح والنشاط ما لا يفيقون ولا يتكلمون من الشرب والعزف فيكونون على ذلك اثني عشر يوماً ولياليها بعدد أعيادهم سائر السنة ، ثم ينصرفون .
    فلما طال كفرهم بالله عز وجل وعبادتهم غيره ، بعث الله عز وجل إليهم نبياً من بني إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب ، فلبث فيهم زماناً طويلاً، يدعوهم إلى عبادة الله عز وجل ومعرفة ربوبيته فلا يتبعونه ، فلما رأى شدة تماديهم في الغي والضلال، وتركهم قبول ما دعاهم إليه من الرشد والنجاح ، وحضر عيد قريتهم العظمي ، قال : يا رب إن عبادك أبوا إلا تكذيبي والكفر بك ، وغدوا يعبدون شجرة لا تنفع ولا تضر، فأيبس
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية ونسخة (ر: سميت، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ج . هـ . ع ، ك والعلل والبحار.
    (2) ( وكبيرهم ) أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والعلل والبحار .
    (3) في المطبوع والحجرية : له ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والعلل والبحار :.

    شجرهم أجمع ، وأرهم قدرتك وسلطانك .
    فأصبح القوم وقد يبس شجرهم فها لهم ذلك، وقطع بهم، وصاروا فرقتين ، فرقة قالت : سحر الهتكم هذا الرجل الذي يزعم أنه رسول رب السماء والأرض إليكم، ليصرف وجوهكم عن الهتكم إلى إلهه ، وفرقة قالت : لا ، بل غضبت الهتكم حين رأت هذا الرجل يعيبها ويقع فيها ويدعوكم إلى عبادة غيرها ، فحجبت حسنها وبهائها ، لكي تغضبوا لها فتنتصروا منه .
    فأجمع رأيهم على قتله، فاتخذوا أنابيب طوالاً من رصاص واسعة الأفواه، ثم أرسلوها في قرار العين إلى أعلى الماء واحدة فوق الأخرى مثل البرابخ (1) ونزحوا ما فيها من الماء ، ثم حفروا في قرارها بئراً ضيقة المدخل عميقة، وأرسلوا فيها نبيهم وألقموا فاها صخرة عظيمة ، ثم أخرجوا الأنابيب من الماء ، وقالوا : نرجو الآن أن ترضى عنا (2) الهتنا إذا رأت أنا قد قتلنا من كان يقع فيها، ويصد عن عبادتها ، ودفناه تحت كبيرها يتشفى منه ، فيعود لنا نورها ونضارتها كما كان، فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبيهم عليه‌السلام وهو يقول : سيدي قد ترى ضيق مكاني وشدة كربي ، فارحم ضعف ركني وقلة حيلتي، وعجل بقبض روحي ولا تؤخر إجابة دعوتي ، حتى مات عليه‌السلام.
    فقال الله عز وجل لجبرئيل عليه‌السلام : يا جبرئيل أيظن (3) عبادي هؤلاء
    __________________
    (1) في نسخة (ج، وهـا وحاشية (ع) : النوافخ ، وفي نسخة (ع) وحاشية نسخة (ر) : اليراع.
    (2) في المطبوع : عنه ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والعلل والبحار .
    (3) في المطبوع والحجرية : أنظر ، وفي نسخة (ج ، هـ . ع : انظر إلى ، وما في المتن أثبتناه من نسخة الك ، ره والعلل والبحار .

    الذين (1) غرهم حلمي ، وأمنوا مكري ، وعبدوا غيري ، وقتلوا رسولي ، أن يقوموا لغضبي ويخرجوا من سلطاني ، كيف ؟! وأنا المنتقم ممن عصاني ، ولم يخش عقابي ، وإني حلفت بعزتي لأجعلتهم عبرة ونكالاً للعالمين .
    فلم يرعهم وهم في عيدهم ذلك إلا بريح عاصف شديدة الحمرة ، فتحيروا فيها وذعروا منها وانضم بعضهم إلى بعض ، ثم صارت الأرض من تحتهم حجر كبريت يتوقد وأظلتهم سحابة سوداء ، فألقت عليهم كالقبة جمراً يلتهب ، فذابت أبدائهم في النار كما يذوب الرصاص في النار ، فنعوذ بالله تعالى ذكره من غضبه ونزول نقمته، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (2) .
    __________________
    (1) في المطبوع : الذي ، وما في المتن أثبتناء من النسخ الخطية والحجرية والعلل والبحار.
    (2) ذكره المصنف في علل الشرائع : 4٠ / 1 ، وأورده الثعالبي في عرائس المجالس : 133، ونقله المجلسي عن العيون والعلل في البحار ١4 : ١4٨ / 1 ، وعن الصدوق الراوندي في قصص الأنبياء : ١٠٠ / 94 .

    ـ1۷ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في تفسير قول الله عز وجل
    ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) (1)
    [١٦4 / 1] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار بنيسابور في شعبان سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة ، قال : حدثنا علي بن محمد (2) بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : لما أمر الله تبارك وتعالى إبراهيم عليه‌السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل الكبش الذي أنزله عليه ، تمنى إبراهيم عليه‌السلام أن يكون قد ذبح (3) ابنه إسماعيل الليل بيده، وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه؛ ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده بيده، فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب .
    فأوحى الله عز وجل إليه : يا إبراهيم ، من أحب خلقي إليك ؟ فقال :
    __________________
    (1) سورة الصافات 3۷ : 1۰۷ .
    (2) في المطبوع : محمد بن علي بن محمد بن قتيبة ، وفي نسخة ر.ع) : محمد بن علي بن قتيبة، وما أثبتناء في المتن من نسخة (ك) والحجرية والخصال، وهو الموافق لكتب التراجم . أنظر رجال النجاشي : ٢٥٩ / 678 ، رجال الطوسي : 4٧٨ / 2 ، باب فيمن لم يرو عنهم عليهم‌السلام ، رجال العلامة : 1۷۷ / 527 ، معجم رجال الحديث 13: 1۷1، و ١4 : 3۰9 ترجمة الفضل بن شاذان .
    (3) في المطبوع ونسخة لك : أن يكون بذبح، وما في المتن أثبتناه من نسخة اج . هـ ، ر، ع، والحجرية والبحار والخصال .

    يا رب ما خلقت خلقاً هو أحب إلى من حبيبك محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فأوحى الله عز وجل إليه يا إبراهيم ، أفهو أحب إليك أم (1) ، نفسك ؟ قال : بل هو أحب إلى من نفسي، قال: فولده أحب إليك ، أم (2) ولدك ؟ قال : بل ولده ، قال : فذبح ولده ظلماً على أيدي (3) أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟ قال : يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي .
    قال : يا إبراهيم ، فإن طائفة تزعم أنها من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ستقتل الحسين عليه‌السلام ابنه من بعده ظلماً وعدواناً كما يذبح الكبش ، ويستوجبون بذلك سخطي (4) ، فجزع إبراهيم عليه‌السلام لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي، فأوحى الله عز وجل إليه : يا إبراهيم، قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين عليه‌السلام وقتله ، وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب، وذلك قول الله عز وجل : ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ) (5) ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (6) .
    __________________
    (1و2) في المطبوع ونسخة (ج ، هـا وحاشية نسخة الك والحجرية : أو ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ر ، ع ، ك والخصال والبحار .
    (3) (أيدي) اثبتناها من النسخ الخطية والحجرية والمصادر .
    (4) في نسخة (ج . ها : غضبي .
    (٥) سورة الصافات 3۷ : 1۰۷ .
    (٦) ذكره المصنف في الخصال : ٥٨ / 79 ، ونقله عنه وعن العيون المجلسي في البحار ١ : ١٢4 / 1 ، و 44 : ٢٢٥ / 6 ، عن العيون والأمالي ، إلا أن ذكر الأمالي اشتباه ، بل هو الخصال ، التقارب الرمزين بين له والي .

    ـ18ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله:
    «أنا ابن الذبيحين»
    [١٦٥ / 1] حدثنا أحمد بن الحسين (1) القطان ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، قال : حدثنا علي بن الحسن (2) بن علي بن فضال ، عن أبيه ، قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام عليا عن معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا ابن الذبيحين قال : «يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل الله وعبد الله بن عبد المطلب ، أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله تعالى به إبراهيم : ( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ )، وهو لما عمل مثل عمله ( قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ) ولم يقل : يا أبت افعل ما رأيت ( سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ‎ ) (3) فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم ، بكبش أملح يأكل في سواد، ويشرب في سواد، وينظر في سواد، ويمشي في
    __________________
    (1) في الخصال : الحسن ، والظاهر هو الصحيح لوروده في جميع كتب الصدوق. وفي نسخة انه يحيى .
    (2) في المطبوع والحجرية ونسخة (ج ، هـا : الحسين، وما في المتن أثبتناه من نسخة ر.ع ، ك والخصال والبحار، وهو الموافق لكتب التراجم ، وقد عده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الهادي والعسكري عليهم‌السلام أنتظر رجال النجاشي : ٢٥٧ / 678 ، رجال الطوسي : 4١٩ / 26 و 4٣٣ / 12 ، رجال العلامة : 98 / 223 ، معجم رجال الحديث 12 : 3۵8 / 8۰19.
    (3) سورة الصافات 3۷ : 1۰2.

    سواد، ويبول في سواد، ويبعر في سواد ، وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاماً ، وما خرج من رحم أنثى وإنما قال الله عز وجل : ( كُن ) (1) فكان : ليفدى به إسماعيل ، فكل ما يذبح في منى فهو فدية الإسماعيل إلى يوم القيامة ، فهذا أحد الذبيحين .
    وأما الآخر : فإن عبد المطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة ودعا الله عز وجل أن يرزقه عشرة بنين، ونذر الله عز وجل أن يذبح واحداً منهم متى أجاب الله دعوته ، فلما بلغوا عشرة ، قال : قد وفى الله تعالى لي ، فلأوفين الله عز وجل ، فأدخل ولده الكعبة، وأسهم بينهم ، فخرج سهم عبدالله أبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان أحب ولده إليه ، ثم أجالها ثانية فخرج سهم عبدالله ، ثم أجالها ثالثة فخرج سهم عبد الله ، فأخذه وحبسه وعزم على ذبحه .
    فاجتمعت قريش ومنعته من ذلك ، واجتمع نساء عبد المطلب يبكين ويصحن ، فقالت له ابنته عاتكة : يا أبتاه أعذر (2) فيما بينك وبين الله عز وجل في قتل ابنك ، قال : وكيف أعذر (3) يا بنية ، فإنك مباركة؟ قالت : إعمد إلى تلك السوائم التي لك في الحرم ، فاضرب بالقداح على ابنك وعلى الإبل واعط ربك حتى يرضى .
    فبعث عبد المطلب إلى إبله فأحضرها وعزل منها عشراً، وضرب بالسهام، فخرج سهم عبد الله ، فما زال يزيد عشراً عشراً حتى بلغت مائة ، فضرب فخرج السهم على الإبل، فكبرت قريش تكبيرة ارتجت لها جبال
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية زيادة فيكون ، ولم ترد في النسخ ج ، هـ . ر . ع . ق . ك والخصال والبحار.
    (2 و 3) في المطبوع والحجرية : اغدر ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والخصال والبحار .

    تهامة .
    فقال عبد المطلب : لا ، حتى أضرب بالقداح ثلاث مرات ، فضرب ثلاثاً كل ذلك يخرج السهم على الإبل ، فلما كان في الثالثة اجتذبه الزبير وأبو طالب وأخواتهما من تحت رجليه ، فحملوه وقد انسلخت جلدة خده الذي كان على الأرض، وأقبلوا يرفعونه ويقبلونه ويمسحون عنه التراب . فأمر عبد المطلب أن تنحر الإبل بالحزورة ولا يمنع أحد منها وكانت مائة .
    فكانت لعبد المطلب خمس من السنن (1) أجراها الله عز وجل في الإسلام : حرم نساء الآباء على الأبناء ، وسن الدية في القتل مائة من الإبل ، وكان يطوف بالبيت سبعة أشواط ، ووجد كنزاً فأخرج منه الخمس ، وسمى زمزم حين حفرها : سقاية الحاج ، ولولا أن عمل (2) عبد المطلب كان حجة وأن عزمه (3) على ذبح ابنه عبدالله شبيه بعزم إبراهيم على ذبح ابنه إسماعيل، لما افتخر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بالانتساب إليهما (4) ؛ لأجل أنهما الذبيحان في قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا ابن الذبيحين .
    والعلة من أجلها دفع الله عز وجل الذبح عن إسماعيل هي العلة التي من أجلها دفع الذبح عن عبد الله ، وهي كون النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة عليهم‌السلام المعصومين صلوات الله عليهم في صلبهما ، فببركة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة عليهم‌السلام دفع الله
    __________________
    (1) في المطبوع : السنين ، وما في المتن من النسخ الخطية والحجرية والبحار والخصال .
    (2) (عمل) لم ترد في النسخ الخطية والبحار والخصال .
    (3) في المطبوع زيادة : كان ، ولم ترد في النسخ الخطبة والحجرية والبحار والخصال .
    (4) في المطبوع : إليها ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والخصال والبحار :.

    الذبح عنهما ، فلم تجر السنة في الناس بقتل أولادهم ، ولولا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره بقتل أولادهم ، وكل ما يتقرب الناس به إلى الله عز وجل من أضحية فهو فداء الإسماعيل عليه‌السلام إلى يوم القيامة (1) .
    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله (2) : قد اختلفت الروايات في الذبيح ، فمنها ما ورد بأنه إسحاق ، ومنها ما ورد بأنه إسماعيل عليه‌السلام ، ولا سبيل إلى رد الأخبار متى صح طرقها ، وكان الذبيح إسماعيل عليه‌السلام ، لكن إسحاق لما ولد بعد ذلك تمنى أن يكون هو الذي أمر أبوه بذبحه ، فكان يصبر لأمر الله عز وجل ويسلم له كصبر أخيه وتسليمه ، فينال بذلك درجته في الثواب ، فعلم الله عز وجل ذلك من قلبه ، فسماه بين ملائكته ذبيحاً لتمنيه لذلك . وقد أخرجت الخبر في ذلك مسنداً في كتاب النبوة .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الخصال : ٧٨ / ٥٥، ونقله المجلسي في البحار ١٥ ـ ٦٩ / ١٢٨ عن الخصال والعيون .
    (2) (رحمه‌الله) أثبتناها من نسخة (ج ، هـ . ع) وفي “ک ، ر» : رضی‌الله‌عنه .

    ـ19ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام عليه‌السلام فی علامات الامام
    [١٦٦ / 1] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام عليها ، قال : للإمام علامات، يكون أعلم الناس ، وأحكم الناس (1) ، وأتقى الناس ، وأحلم الناس، وأشجع الناس ، وأسخى الناس، وأعبد الناس، ويولد مختوناً، ويكون مطهراً، ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه ، ولا يكون له ظل، وإذا وقع إلى الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه ، رافعاً صوته بالشهادتين، ولا يحتلم ، وتنام عينه ولا ينام قلبه ، ويكون محدثاً . ويستوي عليه درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولا يرى له بول ولا غائط ؛ لأن الله عز وجل قد وكل الأرض بابتلاع ما يخرج منه، وتكون رائحته أطيب من رائحة المسك ، ويكون أولى بالناس منهم بأنفسهم وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم، ويكون أشد الناس تواضعاً الله عز وجل، ويكون أخذ الناس بما يأمره به ، وأكف الناس عما ينهى عنه، ويكون دعاؤه مستجاباً حتى أنه لو دعا على صخرة لانشقت نصفين ، ويكون عنده سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسيفه ذو الفقار .
    __________________
    (1) في نسخة ج ، ع ، ك ، هما زيادة، وأكفأ الناس.

    وتكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته (1) إلى يوم القيامة ، وصحيفة فيها أسماء أعدائه (2) إلى يوم القيامة، وتكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها سبعون ذراعاً فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم ، ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر ، وإهاب ماعز وإهاب كبش فيهما جميع العلوم، حتى أرش الخدش وحتى الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة (3) ، ويكون عنده مصحف فاطمة عليها‌السلام (4) .
    [١٦٧ / 2] وفي حديث آخر : إنّ الإمام مؤيد بروح القدس، وبينه وبين الله عز وجل عمود من نور، يرى فيه أعمال العباد وكلما احتاج إليه الدلالة اطلع عليه ويبسط له (5) فيعلم ، ويقبض عنه فلا يعلم .
    والإمام يولد ويلد، ويصح ويمرض، ويأكل ويشرب، ويبول ويتغوط ، وينكح وينام ، ولا ينسى ولا يسهو (6) ، ويفرح ويحزن ، ويضحك ويبكي، ويُحيى ويموت، ويُقبر ويزار، ويُحشر ويوقف، ويُعرض ويسأل ، ويثاب ويكرم ، ويشفع .
    __________________
    (1 و 2) في المطبوع والحجرية وحاشية نسخة لك شيعتهم . أعدائهم، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والخصال والفقيه .
    (3) ( وثلث الجلدة) أثبتناها من النسخ الخطية والحجرية والبحار وكتب الصدوق .
    (4) ذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه 4: ۰9۰3۰۰ الخصال : ٥٢٧ / 1 ، معاني الأخبار : ١٠٢ / 4 ، المواعظ : ١4٠ / 168، وأورده الإربلي في كشف الغمة ٢: ٢٩٠ ، الطبرسي في الاحتجاج : 44٨ / 311، ونقله المجلسي في البحار ٢٥: ١١٦ / 1 عن العيون والخصال والمعاني والاحتجاج .
    (5) في المطبوع : ويبسطه ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والخصال والبحار.
    (٦) في المطبوع والحجرية ونسخة ج ، هـ ، و ك والبحار وينسى ويسهو ، وما أثبتناه في المتن من نسخة (ع) وحاشية النسخة الحجرية .

    ودلالته في خصلتين : في العلم ، واستجابة الدعوة ، وكل ما أخبر به من الحوادث التي تحدث قبل كونها فذلك بعهد معهود إليه من رسول الله توارثه عن آبائه عليهم‌السلام عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويكون ذلك مما عهده إليه جبرئيل عليه‌السلام من علام الغيوب عز وجل ، وجميع الأئمة الأحد عشر بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قتلوا ، منهم بالسيف وهو أمير المؤمنين والحسين عليهما‌السلام ، والباقون قتلوا بالسم ، قتل كل واحد منهم طاغوت (1) زمانه ، وجرى ذلك عليهم على الحقيقة والصحة ، لا كما تقوله الغلاة والمفوضة لعنهم الله ، فإنهم يقولون : إنهم لم يقتلوا على الحقيقة ، وإنه شبه للناس (2) أمرهم ، فكذبوا ، عليهم غضب الله ، فإنه ما شبه أمر أحد من أنبياء الله وحججه عليهم‌السلام للناس إلا أمر عيسى بن مريم عليه‌السلام وحده ؛ لأنه رفع من الأرض حياً وقبض روحه بين السماء والأرض ، ثم رفع إلى السماء ورد عليه روحه ، وذلك قول الله تعالى : إِذْ قال الله ( يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) (3) وقال عز وجل حكاية لقول عيسى عليه‌السلام يوم القيامة : ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) (4) .
    ويقول المتجاوزون للحد في أمر الأئمة عليهم‌السلام الله : إنه إن جاز أن يُشبه
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : طاغية، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والبحار .
    (2) في نسخة ج . هـ . ع وك : على الناس .
    (3) سورة آل عمران 3 ۵۵ ، وفي المطبوع زيادة : ( وَمُطَهِّرُكَ ) وفي حاشية نسخة ر في نسخة : ( وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) ولم ترد في النسخ الخطبة والخصال والبحار .
    (4) سورة المائدة ٥ : ١١٧.

    أمر عيسى عليه‌السلام للناس ، فلم لا يجوز أن يُشبه أمرهم أيضاً؟ والذي يجب أن يقال لهم : إن عيسى عليه‌السلام هو مولود من غير أب ، فلم لا يجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء ؟! فإنهم لا يجسرون (1) على إظهار مذهبهم ، لعنهم الله في ذلك .
    ومتى جاز أن يكون جميع أنبياء الله ورسله وحججه بعد آدم مولودين من الآباء والأمهات، وكان عيسى عليه‌السلام من بينهم مولوداً من غير أب جاز أن يشبه أمره للناس دون (2) أمر غيره من الأنبياء والحجج عليهم‌السلام ، كما جاز أن يولد من غير أب دونهم، وإنما أراد الله عز وجل أن يجعل أمره آية وعلامة ، ليعلم بذلك أنه على كل شيء قدير (3) .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : لا يجترون، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية ج . هـ ، ربع ، ك والخصال والبحار وحاشية النسخة الحجرية .
    (2) (أمره للناس دون أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والخصال والبحار، وفي البحار : للناس أمره دون .
    (3) ذكره المصنف في الخصال : ٥٢٨ / 2 و ٣، ونقله المجلسي عنه وعن العيون في البحار ٢٥ : 11۷ / 2 .

    ـ2۰ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في وصف الإمامة والإمام
    وذكر فضل الإمام ورتبته
    [١٦٨ / 1] حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني ، قال : حدثني أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن القاسم الرقام ، قال : حدثني القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، قال : كنا في أيام علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بمرو ، فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم الجمعة في بدء مقدمنا ، فأدار (1) الناس أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها .
    فدخلت على سيدي ومولاي الرضا عليه‌السلام ، فأعلمته ما خاض الناس فيه ، فتبسم عليه‌السلام ثم قال : «يا عبد العزيز ، جهل القوم وخدعوا عن أديانهم ، إن الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أكمل له الدين ، وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء ، بين فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام ، و جميع ما يحتاج إليه كملاً .
    فقال عز وجل : ( مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) (2) وأنزل في
    __________________
    (1) في المطبوع : فإذا رأى، وفي نسخة هما وحاشية الحجرية فأراد ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اج ، ق ، ر ، ع ، ك، والحجرية والأمالي والبحار والكافي .
    (2) سورة الأنعام ٦: ٣٨ .

    حجة الوداع ، وهي آخر عمره صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) (1) وأمر الإمامة من تمام الدين ، ولم يمض صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى بين لأمته معالم دينهم ، وأوضح لهم سبيلهم ، وتركهم على قصد الحق ، وأقام لهم علياً عليه‌السلام علماً وإماماً ، وما ترك شيئاً تحتاج إليه الأمة إلا بينه ، فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه، فقد رد کتاب الله عز وجل ، ومن رد كتاب الله تعالى فهو كافر، هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم ؟!
    إن الإمامة أجل قدراً وأعظم شأناً، وأعلى مكاناً، وأمنع جانباً (2) ، وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماماً باختيارهم .
    إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل عليه‌السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره ، فقال عز وجل : ( إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ) (3) فقال الخليل عليه‌السلام سروراً بها : وَمِن ذريتي ، قال الله عزّ وجلّ : ( لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) (4) ، فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة ، وصارت في الصفوة ، ثم أكرمه الله عز وجل بأن جعلها في (5) ذريته أهل الصفوة والطهارة، فقال عز وجل : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ
    __________________
    (1) سورة المائدة ٣:٥.
    (2) في نسخة «ع»: جاهاً.
    (٣ و 4) سورة البقرة ٢ : ١٢4 .
    (٥) (في) أثبتناها من النسخ الخطية وكتب الصدوق والكافي والبحار .

    وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) (1) .
    فلم تزل في ذريته ، يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً، حتى ورثها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال الله عز وجل : ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (2) فكانت له خاصة ، فقلدها علياً بأمر الله عز وجل على رسم ما فرضها الله عز وجل ، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله عز وجل العلم والإيمان بقوله عز وجل : ( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ) (3) ، فهي في ولد علي الها خاصة إلى يوم القيامة ، إذ لا نبي بعد محمد .
    فمن أين يختار هؤلاء الجهال ؟! إن الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الأوصياء ، إن الإمامة خلافة الله عز وجل وخلافة الرسول، ومقام أمير المؤمنين، وميراث الحسن والحسين عليهما‌السلام .
    إن الإمامة زمام الدين، ونظام المسلمين، وصلاح الدنيا، وعز المؤمنين ، إن الإمامة أس الإسلام النامي، وفرعه السامي ، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفير الفيء والصدقات ، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف .
    الإمام : يحل حلال الله ويُحرم حرام الله ، ويقيم حدود الله ويذب عن دين الله، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة والحجة البالغة .
    __________________
    (1) سورة الأنبياء 21 : ۷2 ـ ۷3 .
    (2) سورة آل عمران ٣ : ٦٨ .
    (٣) سورة الروم ٥٦:٣٠ .

    الإمام : كالشمس الطالعة (1) للعالم ، وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار .
    الإمام : البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع ، والنجم الهادي في غياهب الدجى والبلد (2) القفار ولجج البحار . الإمام : الماء العذب على الظما، والدال على الهدى، والمنجي من الردى.
    الإمام : النار على اليفاع الحار لمن اصطلى به ، والدليل في المهالك ، من فارقه فهالك . الإمام : السحاب الماطر والغيث الهاطل ، والشمس المضيئة ، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة والغدير والروضة .
    الإمام : الأمين الرفيق، والوالد الرقيق ، والأخ الشفيق، ومفزع العباد في الداهية .
    الإمام : أمين الله في أرضه، وحجته على عباده ، وخليفته في بلاده، الداعي إلى الله ، والذاب عن حرم الله .
    الإمام : المطهر من الذنوب المبرأ من العيوب، مخصوص بالعلم، موسوم (3) بالحلم ، نظام الدين ، وعزّ المسلمين ، وغيظ المنافقين ، وبوار الكافرين .
    الإمام : واحد دهره، لا يدانيه أحد، ولا يعادله عالم ، ولا يوجد منه
    __________________
    (1) في نسخة (ع) زيادة : المجللة بنورها .
    (2) في المطبوع والحجرية : والبيد ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والمصادر .
    (3) في المطبوع والحجرية : مرسوم ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والمصادر .

    بدل ، ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل (1) كله من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضل الوهاب .
    فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام ويمكنه اختياره ؟! هيهات هيهات! ضلت العقول، وتاهت الحلوم، وحارت الألباب، وحسرت العيون ، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت العلماء، وحضرت الخطباء ، وجهلت الألباء، وكلت الشعراء، وعجزت الأدباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، فأقرت بالعجز والتقصير .
    وكيف يوصف أو ينعت بكنهه، أو يُفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم (2) مقامه ويغني غناه ؟ لا . كيف وأنى ؟! وهو بحيث النجم من أيدي المتناولين، ووصف الواصفين ، فأين الاختيار من هذا ؟ وأين العقول عن هذا ؟ وأين يوجد مثل هذا ؟ أظنوا أن ذلك يوجد في غير آل الرسول ؟ كذبتهم والله أنفسهم ومنتهم الباطل ، فارتقوا مرتقى صعباً دحضاً، تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم .
    راموا إقامة الإمام بعقول جائرة بائرة ناقصة ، وآراء مضلة ، فلم يزدادوا منه إلا بعداً ( قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ) (3) ، لقد راموا صعباً ، وقالوا إفكاً ، وضلوا ضلالاً بعيداً ، ووقعوا في الحيرة ، إذ تركوا الإمام عن بصيرة (4) ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ) (5) ، رغبوا
    __________________
    (1) في المطبوع : بالفعل ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والمصادر .
    (2) في المطبوع والحجرية : يقام ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والمصادر .
    (3) سورة التوبة ٩ : ٣٠.
    (4) في نسخة (ك) : عن غير بصيرة .
    (٥) سورة العنكبوت 29 : 38.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:18 pm

    عن اختيار الله واختيار رسوله إلى اختيارهم، والقرآن يناديهم : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (1) ، وقال الله عز وجل : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (2) ، وقال عز وجل : ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ‎*‏ أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ ‎*‏ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ ‎*‏ أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ ‎*‏ سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَٰلِكَ زَعِيمٌ ‎* أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُوا صَادِقِينَ ‎ ) (3) وقال عز وجل : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ‎ ) (4) أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون أم ( قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ ‎* إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ ) (5) ( قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) (6) بل هو : ( فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (7) .
    فكيف لهم باختيار الإمام ؟! والإمام عالم لا يجهل ، راع (Cool لا ينكل ، معدن القدس والطهارة، والنسك والزهادة، والعلم والعبادة ، مخصوص
    __________________
    (1) سورة القصص 28 ـ ٦٨ .
    (2) سورة الأحزاب ٣٣: ٣٦.
    (3) سورة القلم ٦٨: ٣٦ ـ 4١.
    (4) سورة محمد 4٧ : ٢4 .
    (٥) سورة الانفال 8: 21 ـ 23.
    (٦) سورة البقرة ٢ ٩٣ .
    (۷) سورة الحديد ٥٧ : ٢١ .
    (Cool في نسخة (ع) : داع .

    بدعوة الرسول، وهو نسل المطهرة البتول ، لا مغمر فيه في نسب ، ولا يدانيه ذو حسب، في البيت (1) من قريش والذروة من هاشم، والعترة من آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والرضا من الله ، شرف الأشراف (2) ، والفرع من عبد مناف، نامي العلم ، كامل الحلم، مضطلع بالإمامة ، عالم بالسياسة ، مفروض الطاعة ، قائم بأمر الله عز وجل ، ناصح العباد الله ، حافظ لدين الله .
    إن الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله، ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق كل علم أهل زمانهم ، في قوله تعالى : ( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ‎ ) (3) ) وقوله عز وجل: ( وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ) (4) وقوله عز وجل في طالوت : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ‎ ) (5) وقال عز وجل لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا ) (6) وقال عز وجل في الأئمة من أهل بيته وعترته وذريته : ( يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ‎*‏ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُم مَّن صَدَّ عَنْهُ وَكَفَىٰ
    __________________
    (1) في المطبوع : فالنسب ، وفي الحجرية : في النسب ، وفي نسخة ك : فالبيت ، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ج . ر . هـ ، ع، وحاشية الحجرية ، وهو الموافق المصادر .
    (2) في نسخة (ع) زيادة : وفرع الأزكياء .
    (3) سورة يونس 1۰ : 3۵.
    (4) سورة البقرة ٢ ٢٦٩ .
    (٥) سورة البقرة ٢ : ٢4٧ ـ.
    (٦) سورة النساء 4: ١١٣.

    بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا ) (1) .
    وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل الأمور عباده شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاماً، فلم يعي بعده بجواب ولا يحيد فيه عن الصواب، وهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن الخطايا والزلل والعثار، يخصه الله بذلك : ليكون حجته على عباده و شاهده على خلقه و ( ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (2) .
    فهل يقدرون على مثل هذا فيختاروه ، أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدموه ؟ ! تعدوا ـ وبيت الله ـ الحق ، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون ، وفي كتاب الله الهدى والشفاء ، فنبذوه واتبعوا أهواءهم ، فذمهم الله تعالى ومقتهم وأتعسهم ، فقال عز وجل : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (3) وقال عز وجل : ( فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) (4) وقال عز وجل : ( كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ وَعِندَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَٰلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ ) (5) (6) .
    وحدثني (7) بهذا الحديث محمد بن محمد بن عصام الكليني ، وعلي
    __________________
    (1) سورة النساء ٥4:4 ـ ٠٥٥.
    (2) سورة الحديد ٥٧ : ٢١.
    (3) سورة القصص 28 ۵۰.
    (4) سورة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ٨:4٧.
    (٥) سورة غافر 4٠ : ٣٥.
    (٦) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ٩٦ / 2 ، وكمال الدين : ٦٧٥ / 31 ، والأمالي : ۷۷3 / 1، وأورده الكليني في الكافي ١ : ١٥4 / 1 ، الطبرسي في الاحتجاج ٢ : 4٣٩ / 310 ، ونقله المجلسي في البحار ٢٥ : ١٢٠ / 4 ، عن كتب الصدوق .
    (۷) في المطبوع : حدثنا وحدثني ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية .

    ابن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق (1) وعلي بن عبد الله الوراق ، والحسن ابن أحمد المؤدب ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب رضی‌الله‌عنهم ، قالوا : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، قال : حدثنا أبو محمد القاسم بن العلاء ، قال : حدثنا القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، عن الرضا عليه‌السلام .
    __________________
    (1) في نسخة الك زيادة : رضی‌الله‌عنه.


    ـ21ـ
    ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في تزويج فاطمة عليها‌السلام
    [١٦٩ / 1] حدثنا أبو الحسن (1) محمد بن علي بن ا الشاه ـ بمرو الرود ـ . قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن المظفر بن الحسين ، قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن زكريا البصري ، قال : حدثني (2) المهدي (3) بن سابق ، قال : حدثنا علي بن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم‌السلام ، قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : «لقد هممت بالتزويج ، فلم أجترى أن أذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن ذلك اختلج في صدري ليلي ونهاري، حتى دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال لي: يا علي ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : هل لك في التزويج ؟ قلت : رسول الله أعلم ، وظننت أنه (4) يريد أن يزوجني بعض نساء قريش، وإني لخائف على فوت فاطمة .
    فما شعرت بشيء، إذ دعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأتيته في بيت أم سلمة ، فلما نظر إلى تهلل وجهه، وتبسم حتى نظرت إلى بياض أسنانه يبرق ، فقال لي : يا علي أبشر ، فإن الله تبارك وتعالى قد كفاني ما كان همني
    __________________
    (1) في نسخة (ع) ، را وحاشية الحجرية : أبو الحسين .
    (2) في نسخة ك : حدثنا .
    (3) في نسخة (ع) وحاشية الحجرية : محمد .
    (4) في نسخة (ج ، ر ، هـ ، ك والحجرية والبحار والأمالي : وإذا هو ، بدل : وظننت أنه .

    من أمر تزويجك ، قلت : وكيف كان ذلك يا رسول الله ؟
    قال : أتاني جبرئيل عليه‌السلام ومعه من سنبل الجنة وقرنفلها فناولنيهما ، فأخذتهما فشممتهما وقلت : يا جبرئيل ما سبب هذا السنبل والقرنفل ؟
    فقال : إن الله تبارك وتعالى أمر سكان الجنان من الملائكة ومن فيها أن يزينوا الجنان كلها بمغارسها وأنهارها وثمارها وأشجارها وقصورها ، وأمر رياحها (1) فهبت بأنواع العطر والطيب ، وأمر حور عينها بالقراءة فيها بسورة (2) طه وطس وحمعسق ، ثم أمر الله عز وجل منادياً فنادي : ألا يا ملائكتي وسكان جنتي اشهدوا أني قد زوجت فاطمة بنت محمد من علي ابن أبي طالب رضاً مني بعضهما البعض .
    ثم أمر الله تبارك وتعالى ملكاً من ملائكة الجنة يقال له : راحيل ، وليس في الملائكة أبلغ منه ، فخطب بخطبة لم يخطب بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض ، ثم أمر منادياً فنادى : ألا يا ملائكتي وسكان جنتي باركوا على علي بن أبي طالب حبيب محمد وفاطمة بنت محمد ، فإني قد باركت عليهما ، فقال راحيل : يا رب وما بركتك عليهما أكثر مما رأينا لهما في جناتك ودارك ؟
    فقال الله عز وجل : يا راحيل، إن من بركتي عليهما أني أجمعهما على محبتي ، وأجعلهما حجتي على خلفي، وعزتي وجلالي لأخلقن منهما خلقاً ولأنشأن منهما ذرية أجعلهم خزاني في أرضي ، ومعادن لحكمي (٣) ،
    __________________
    (1) في النسخ الخطية : ريحاً ، وفي البحار والأمالي وحاشية نسخة الك : ريحها .
    (2) (بسورة أثبتناها من نسخة «ر ، ك والحجرية، والأمالي والبحار وفي اج ، ع ، ها : سورة .
    (3) في نسخة (ع) : الحكمتي .

    بهم أحتج على خلقي بعد النبيين والمرسلين، فأبشر يا علي، فإني قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن ، وقد رضيت لها بما رضي الله لها ، فدونك أهلك فإنك أحق بها مني.
    ولقد أخبرني جبرئيل عليه‌السلام أن الجنة وأهلها مشتاقون إليكما ، ولولا أن الله تبارك وتعالى أراد أن يتخذ منكما ما يتخذ به على الخلق حجة ، لأجاب فيكما الجنة وأهلها، فنعم الأخ أنت، ونعم الختن أنت ، ونعم الصاحب أنت ، وكفاك برضا الله رضاً .
    فقال علي عليه‌السلام : ( وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ ) (1) ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : آمين (2) .
    وحدثني بهذا الحديث علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان ، قال : حدثنا أبو محمد بكر بن عبدالله بن حبيب (3) ، قال : حدثنا أحمد بن الحارث ، قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش، عن جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن جده ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : القد هممت بتزويج فاطمة عليها‌السلام ولم أجترىء أن أذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وذكر الحديث مثله سواء .
    __________________
    (1) سورة النمل 2۷: 19.
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : ٦٥٣ / 1، وأورده فرات الكوفي في تفسيره : 4١٣ / 1 . القتال النيشابوري في روضة الواعظين : ١44 ، ونقله المجلسي في البحار 4٣: 1۰1 / 12، عن الأمالي والعيون .
    (3) في المطبوع والحجرية وحاشية نسخة ك: جندب، وما في المتن أثبتناه من نسخة ارع ، ك، والبحار، انظر رجال النجاشي: 1۰9 / 277، معجم رجال الحديث : ١٥٩ / ١٠١٥، و ٢٥٥4 / ١٨٦٠ .

    ولهذا الحديث طريق (1) آخر قد أخرجته (2) في مدينة العلم (3) .
    [١٧٠ / 2] حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم الشاذاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن على عليهم‌السلام ، قال قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ، لقد عاتبني (4) رجال من قريش في أمر فاطمة ، وقالوا : خطبناها إليك فمنعتنا ، وزوجت (5) علياً ، فقلت لهم : والله ما أنا منعتكم وزوجته ، بل الله تعالى منعكم وزوجه ، فهبط علي جبرئيل عليه‌السلام فقال : يا محمد ، إن الله جل جلاله يقول : لو لم أخلق علياً لما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض ، آدم فمن دونه (6) .
    وحدثنا بهذا الحديث أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين ابن خالد ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليها‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (7) .
    وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في كتاب مولد فاطمة وفضائلها للام .
    __________________
    (1) في نسخة هـ ، ع ، ك : طرق، وكذلك حاشية الحجرية .
    (2) في نسخة (هـ ، ع: أخرجتها.
    (3) نقله المجلسي عن العيون في البحار 4٣ : 1۰3 ذیل حدیث 12.
    (4) في المطبوع : عاتبتني ، وفي نسخة «ج» : عابتني ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ـ اه، ر.ع ، ك ، والحجرية ، وهو الموافق للبحار .
    (٥) في المطبوع : وتزوجت ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية . وهو الموافق للبحار .
    (٦) نقله المجلسي عن العيون في البحار 4٣ : ٩٢ / 3 .
    (۷) نقله المجلسي في البحار 4٣: ٩٣ ذيل حديث ٣.

    ـ22ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في الإيمان وأنه معرفة بالقلب (1)
    وإقرار باللسان وعمل بالأركان
    [1۷1 / 1] حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشي الحاكم، قال : حدثنا أبو بكر محمد بن خالد بن الحسن المطوعي (2) البخاري ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي داوود ببغداد ، قال : حدثنا علي بن حرب الملائي ، قال : حدثنا أبو الصلت الهروي، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان (3)
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : بالجنان، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية وحاشية الحجرية .
    (2) في نسخة (ع) وحاشية (ك) : أبو بكر محمد بن خالد، عن الحسن الطوعي ، وفي الحجرية : عن الحسن المطوعي ، وفي ك : أبو بكر محمد بن خالد بن الحسين المطوعي ، وما في المتن موافق النسخة انا وظاهراً هو الصحيح ، لما ورد في أنساب السمعاني 12 : 318 / 3837 ، حيث ذكره ضمن الذين اشتهروا بالمطوعي . والمزي في تهذيب الكمال 19 : ٣٧٥١ / ٢٥٦ في ترجمة عبيدة بن بلال التميمي . وكذلك ابن ماكولا في الإكمال ٥١٠٦ .
    (3) أورده الشريف الرضي في نهج البلاغة : 17 / 227 ، الطوسي في الأمالي : 44٨ / 7 ، ابن شعبة في تحف العقول : 4٢٢ ، الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 1 :

    [1۷2 / 2] حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر بن محمد البندار (1) بفرغانة ، قال : حدثنا أبو العباس محمد بن محمد بن جمهور الحمادي، قال : حدثنا محمد بن عمر بن منصور البلخي بمكة ، قال : حدثنا أبو يونس أحمد بن محمد بن يزيد بن عبدالله الجمحي ، قال : حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن على، عن أبيه على بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن على، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام و، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «الإيمان معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان (2) .
    [1۷3 / 3] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن بكر ابن صالح الرازي (3) ، عن أبي الصلت الهروي ، قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن الإيمان ؟ فقال عليه‌السلام : «الإيمان عقد بالقلب ، ولفظ باللسان، وعمل بالجوارح ، لا يكون الإيمان إلا هكذا (4) .
    __________________
    ٢٥٥٠ ، وذكره المصنف في الخصال : ٢4١ / ١٧٩ و ٢4٢ ، ونقله المجلسي في البحار ٦٩ : ٦٥ ذيل حديث 11 ، عن العيون .
    (1) في نسخة (ع) : أبو أحمد محمد بن جعفر بن بندار ، وفي اك ، ره : أبو أحمد محمد بن جعفر البندار .
    (2) ورد الحديث في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : 81 / 3، ونهج البلاغة 3 : 2۰3 / 227 عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وذكره المصنف في الخصال: 1۷8 / 239 ، ونقله المجلسي في البحار ٦٩ : ٦٧ / 19 عن العيون، وأورده الطبراني في المعجم الأوسط ٦: ٣٠٢ / ٦٢٥4 ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ١ ٢٥٥ ـ ٢٥٦ و ٩ : ٣٨٦ .
    (3) في نسخة (ع) : زكريا بن صالح الرازي . (4) ذكره المصنف في الخصال : ١٧٨ / ٦٢٥4 ، ومعانى الأخبار : ١٨٦ / 2 ، وعنهما وعن العيون في الفصول المهمة للجز العاملي ١ : 4٣٩ / 25 ، والمجلسي في البحار ٦٩ : ٦٥ / 13.

    [١٧4 / 4] أخبرني سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلي من أصبهان ، قال : حدثنا علي بن عبد العزيز ومعاذ بن المثنى ، قالا (1) : حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي ، عن على عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الإيمان معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان (2) .
    [١٧٥ / 5] حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ـ بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ـ قال : حدثني أبو الحسن علي بن محمد البزاز ، قال : حدثنا أبو أحمد داود بن سليمان الغازي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي الباقر ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : قال رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله: «الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان.
    قال (3) حمزة بن محمد العلوي رضي‌الله‌عنه : وسمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم يقول : سمعت أبي يقول ـ وقد روى هذا الحديث عن أبي الصلت
    __________________
    (1) في نسخة (ع) : قال .
    (2) ذكره المصنف في الخصال : ٢4١ / ١٧٩ ، ونقله الحر العاملي في الفصول المهمة ١ : 4٣٩ / 26 ، والمجلسي في البحار ٦٩ ٦4 ذيل حديث ١١، عن العيون والخصال ، وأورده الحلواني في نزهة الناظر : ٦ .
    (3) من قوله : ( قال حمزة) إلى قوله : ( مجنون ليرىء ) لم يرد في نسخة (ج ، ها .

    الهروي عبد السلام بن صالح ، عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام علي بإسناده مثله قال أبو حاتم : لو قرى هذا الإسناد على مجنون لبرىء (1) .
    [١٧٦ / 6] حدثنا أبي رحمه‌الله ، قال : حدثنا محمد بن معقل القرميسيني ، عن محمد بن عبد الله بن طاهر ، قال : كنت واقفاً على (2) أبي وعنده أبو الصلت الهروي وإسحاق بن راهويه وأحمد بن محمد بن حنبل ، فقال أبي : ليحدثني كل رجل (3) منكم بحديث ، فقال أبو الصلت الهروي : حدثني علي ابن موسى الرضا علي ـ وكان والله رضى كما سمى عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الإيمان قول وعمل .
    فلما خرجنا ، قال أحمد بن محمد بن حنبل : ما هذا الإسناد ؟ فقال له أبي : هذا سعوط المجانين ، إذا شعط به المجنون أفاق (4) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : ٣4٠ / 15 ، والخصال : ١٧٩ / 242، ونقله المجلسي في البحار ٦٩: ٦٣ / 9 عنهما وعن العيون، وأورده الطوسي في الأمالي : 44٨ / 8 باختلاف يسير.
    (2) في المطبوع زيادة رأس، ولم ترد في النسخ والمصادر ، وفي نسخة الك : عند . بدل : على .
    (3) في نسخة ع ، ك : كل واحد .
    (4) ذكره المصنف في الخصال : ٥٣ / 68، ونقله المجلسي في البحار ٦٩ : ٦٥ / 12 عن الخصال والعيون .

    ـ23ـ
    باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع المأمون
    في الفرق بين العترة والامة
    [1۷۷ / 1] حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور رضی‌الله‌عنها ، قالا : حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، قال : حضر الرضا عليه‌السلام مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) (1) ، فقالت العلماء : أراد الله عز وجل بذلك الأمة كلها ، فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام : لا أقول كما قالوا ، ولكني أقول : أراد الله عز وجل بذلك العترة عليهم‌السلام طاهرة فقال المأمون : وكيف على العترة من دون الأمة ؟ فقال له الرضا عليه‌السلام : إنه لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة ؛ لقول الله عز وجل : ( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ) (2) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال عز وجل : ( يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ‎ ) (3) الآية ، فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم، فقال المأمون : من العترة
    __________________
    (1و2) سورة فاطر 3۵ : 32 .
    (3) سورة فاطر 3۵ : 33 :.

    الطاهرة ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام اليا : الذين وصفهم الله في كتابه فقال عز وجل : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (1) ، وهم الذين قال رسول الله له : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أيها الناس ، لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم .
    قالت العلماء : أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة ، أهم الآل أم غير الآل ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام اليا : هم الآل»، فقالت العلماء : فهذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يؤثر عنه ، أنه قال : أمتي آلي ، وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه : آل محمد أمته .
    فقال أبو الحسن ال : أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل ؟ قالوا : نعم ، قال : فتحرم على الأمة ؟ قالوا : لا ، قال : هذا فرق بين الآل والأمة ، ويحكم ! أين يذهب بكم، أضربتم عن الذكر صفحاً أم أنتم قوم مسرفون، أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟».
    قالوا : ومن أين يا أبا الحسن ؟
    فقال : من قول الله عز وجل : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُم مُّهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) (2) ، فصارت وراثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين، أما علمتم أن نوحاً حين سأل ربه عز وجل : ( فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ
    __________________
    (1) سورة الأحزاب 33 : 33.
    (2) سورة الحديد ٢٦:٥٧.

    وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ) (1) وذلك أنَّ الله عز وجل وعده أن ينجيه وأهله ، فقال له ربه عز وجل : ( يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ‎ ) (2) ) .
    فقال المأمون : هل فضل الله العترة على سائر الناس ؟
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : «إن الله عز وجل أبان (3) فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه .
    فقال له المأمون : أين ذلك من كتاب الله عز وجل ؟
    فقال له الرضا عليه‌السلام : في قول الله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ‎*‏ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ) (4) ، وقال عز وجل في موضع آخر : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (5) .
    ثم رد المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (6) يعني : الذين قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما ، فقوله عز وجل : ( أَمْ يَحْسُدُونَ
    __________________
    (1) سورة هود 4٥١١.
    (2) سورة هود ١١ : 4٦ .
    (3) في حاشية «ك» في نسخة : بين .
    (4) سورة آل عمران 3 33 ـ ٣4، وورد قوله تعالى: ( وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) في المطبوع ، دون النسخ الخطية والمصادر .
    (٥) سورة النساء ٥4٠4 .
    (٦) سورة النساء 4 : ٥٩.

    النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا ) (1) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين ، فالملك ها هنا هو الطاعة لهم .
    فقالت العلماء : فأخبرنا هل فسر الله عز وجل الاصطفاء في الكتاب ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام : افسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطناً وموضعاً :
    فأول ذلك : قوله عز وجل : ( وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (2) ورهطك المخلصين، هكذا في قراءة أبي بن كعب ، وهي ثابتة في مصحف عبدالله بن مسعود، وهذه منزلة رفيعة ، وفضل عظيم، وشرف عالي ، حين عنى الله عز وجل بذلك (3) الآل ، فذكره الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله له فهذه واحدة .
    والآية الثانية في الإصطفاء : قوله عز وجل : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (4) ، وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند أصلاً (5) ؛ لأنه فضل بعد طهارة ينتظر ، فهذه الثانية .
    وأما الثالثة : فحين ميز الله الطاهرين من خلقه ، فأمر نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله بالمباهلة بهم في آية الابتهال ، فقال عز وجل : يا محمد ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ
    __________________
    (١) سورة النساء ٥4:4، وفي نسخة (ج ، هـ . ع إلى قوله تعالى : ( مِن فَضْلِهِ ) الآية .
    (2) سورة الشعراء ٢٦: ٢١4.
    (3) في نسخة ع ، كه زيادة : الإنذار.
    (4) سورة الأحزاب 33 33.
    (٥) في المطبوع والحجرية : ضال ، وما في المتن من النسخ الخطية والبحار والأمالي .

    وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (1) فأبرز النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله علياً والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم ، وقرن أنفسهم بنفسه ، فهل تدرون ما معنى قوله : ( وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ) » ؟
    قالت العلماء : عنى به نفسه، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : «غلطتم (2) ، إنما عنى بها علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ومما يدل على ذلك ، قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حين قال : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلاً كنفسيـ يعني علي بن أبي طالب عليه‌السلام ـ وعنى بالأبناء : الحسن والحسين عليهما‌السلام ، وعنى بالنساء : فاطمة عليها‌السلام ، فهذه خصوصية لا يتقدمهم فيها أحد، وفضل لا يلحقهم فيه بشر، وشرف لا يسبقهم إليه خلق ، إذ جعل نفس على عليه‌السلام كنفسه ، فهذه الثالثة .
    وأما الرابعة : فإخراجه صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس من مسجده ما خلا العترة، حتى تكلم الناس في ذلك، وتكلم العباس فقال : يا رسول الله ، تركت علياً وأخرجتنا ؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما أنا تركته وأخرجتكم ، ولكن الله عز وجل تركه وأخرجكم، وفي هذا تبيان قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام : أنت مني بمنزلة هارون من موسى .
    قالت العلماء : وأين هذا من القرآن ؟
    قال أبو الحسن عليه‌السلام : أوجدكم في ذلك قرآناً وأقرؤه عليكم ، قالوا : هات ، قال : «قول الله عزّ وجلّ : ( وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً ) (3) ففي هذه الآية منزلة
    __________________
    (1) سورة آل عمران ٦١٣.
    (2) في المطبوع والحجرية : لقد غلطتم ، وما في المتن من النسخ والبحار والأمالي .
    (3) سورة يونس 8۷:1۰.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:19 pm

    هارون من موسى ، وفيها أيضاً منزلة على عليه‌السلام من رسول الله ، ومع هذا دليل ظاهر (1) في قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حين قال : ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وآله .
    قالت العلماء : يا أبا الحسن ، هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .
    فقال : ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : أنا مدينة العلم (2) وعلى بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ؟! ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلا معاند، والله عز وجل الحمد على ذلك ، فهذه الرابعة .
    والآية الخامسة : قول الله عزّ وجل : ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ ) (3) لخصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها ، واصطفاهم على الأمة ، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : أدعوا لي فاطمة ، فدعيت له ، فقال : يا فاطمة ، قالت : لبيك يا رسول الله ، فقال : هذه فدك ، هي مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، وهي لي خاصة دون المسلمين ، وقد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى به ، فخذيها لك ولولدك ، فهذه الخامسة .
    والآية السادسة : قول الله عز وجل : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (4) وهذه خصوصية للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوم القيامة ،
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : واضح ، وما في المتن أثبتناه من النسخ والمصادر .
    (2) في نسخة (ج ، ر، ها : الحكمة ، وفي حواشيها في نسخة : العلم ، وفي حاشية نسخة ( ع ، ک ) في نسخة : الحكمة .
    (3) سورة الإسراء ٢٦:١٧.
    (4) سورة الشورى 4٢ : ٢٣ .

    وخصوصية للآل دون غيرهم ، وذلك أن الله عز وجل حكى في ذكر نوح في كتابه : ( وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ‎ ) (1) .
    وحكى عز وجل عن هود الله أنه قال : ( يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ ) (2) ، وقال عز وجل لنبیه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( قُل ـ يا محمد ـ لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (3) ، ولم يفرض الله تعالى مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبداً، ولا يرجعون إلى ضلال أبداً .
    وأخرى أن يكون الرجل واداً للرجل فيكون بعض أهل بيته عدواً له ، فلا يسلم له قلب الرجل ، فأحب الله عز وجل أن لا يكون في قلب رسول الله له على المؤمنين شيء، ففرض الله عليهم مودة ذوي القربي ، فمن أخذ بها وأحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأحب أهل بيته ، لم يستطع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبغضه ، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته فعلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبغضه ؛ لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله عز وجل ، فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه ؟ فأنزل الله عز وجل هذه الآية على نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله : ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (4) .
    فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أيها الناس إن الله عز وجل قد فرض لي عليكم فرضاً ، فهل أنتم مؤدوه؟ فلم
    __________________
    (1) سورة هود 11 29ـ.
    (2) سورة هود 11 : ۵1.
    (٣ و 4) سورة الشورى 4٢ : ٢٣.

    يجبه أحد ، فقال : أيها الناس إنه ليس بذهب ولا فضة (1) ، ولا مأكول ولا مشروب ، فقالوا : هات إذاً ، فتلا عليهم هذه الآية فقالوا : أما هذه فنعم ، فما وفي بها أكثرهم .
    وما بعث الله عز وجل نبياً إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجراً ؛ لأن الله عز وجل يوفيه أجر الأنبياء، ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فرض الله عز وجل طاعته ومودة قرابته على أمته، وأمره أن يجعل أجره فيهم ؛ ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز وجل لهم ، فإن المودة إنما تكون على قدر معرفة الفضل .
    فلما أوجب الله تعالى ذلك ثقل لثقل ؛ وجوب الطاعة ، فتمسك بها قوم أخذ الله تعالى ميثاقهم على الوفاء، وعاند أهل الشقاق والنفاق ، وألحدوا في ذلك ، فصرفوه عن حده الذي حده الله عز وجل ، فقالوا : القرابة هم العرب كلها ، وأهل دعوته ، فعلى أي الحالتين كان ، فقد علمنا أن المودة هي للقرابة ، فأقربهم من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أولاهم بالمودة، وكلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها .
    وما أنصفوا نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في حيطته ورأفته ، وما من الله به على أمته ، مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه ، أن لا يودوه في ذريته وأهل بيته ، وأن لا يجعلوهم فيهم بمنزلة العين من الرأس ، حفظاً لرسول الله فيهم وحباً لهم ، فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه، والأخبار ثابتة بأنهم أهل المودة، والذين فرض الله تعالى مودتهم، ووعد الجزاء عليها ، فما وفي أحد بها ، فهذه المودة لا يأتى بها أحد مؤمناً مخلصاً إلا استوجب الجنة ؛
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : من فضة ولا ذهب ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية ، وهو الموافق للأمالي والبحار .

    لقول الله عز وجل في هذه الآية : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ * ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) (1) مفسراً ومبيناً .
    ثم قال أبو الحسن عليه‌السلام : حدثني أبي ، عن جدي، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهما‌السلام ، قال : اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالوا : إن لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود ، وهذه أموالنا مع دمائنا ، فاحكم فيها باراً مأجوراً ، اعط ما شئت . وأمسك ما شئت من غير حرج .
    قال : فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين ، فقال : يا محمد ، ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) يعني أن تودوا قرابتي من بعدي ، فخرجوا ، فقال المنافقون : ما حمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده ، إن هو إلا شيء افتراه في مجلسه ، وكان ذلك من قولهم عظيماً ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية : ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلَا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئًا هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَىٰ بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (2) ، فبعث إليهم (3) النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : هل من حدث ؟ فقالوا : إي والله يا رسول الله ، لقد قال بعضنا كلاماً غليظاً كرهناه ، فتلا عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الآية ، فبكوا ، واشتد
    __________________
    (1) سورة الشوری 4٢ : 22 ـ 23.
    (2) سورة الأحقاف 4٦ : ٨.
    (3) في المطبوع : عليهم ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية ، وهو الموافق للأمالي والبحار .

    بكاؤهم ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) (1) ، فهذه السادسة .
    وأما الآية السابعة : فقول الله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (2) وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية (3) قالوا : يا رسول الله ، قد عرفنا التسليم عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : تقولون : اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت (4) على إبراهيم وآل (5) إبراهيم ، إنك حميد مجيد ، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف؟ فقالوا : لا .
    قال المأمون : هذا مما لا خلاف فيه أصلاً وعليه إجماع الأمة ، فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن؟
    قال أبو الحسن عليه‌السلام : نعم ، أخبروني عن قول الله عز وجل : ( يس ‎*‏ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ‎*‏ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ‎*‏ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ) (6) فمن عنى بقوله : ( يس ) ؟ قالت العلماء : ( يس ) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يشك فيه أحد .
    قال أبو الحسن عليه‌السلام : «فإن الله عز وجل أعطى محمداً وآل محمد من
    __________________
    (1) سورة الشورى 4٢: ٢٥ .
    (2) سورة الأحزاب ٣٣: ٥٦.
    (3) من قوله : (وقد علم الى قوله : (هذه الآية)، أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية ، وهو الموافق للأمالي والبحار .
    (4) في نسخة (ع) زيادة ، وباركت .
    (٥) في المطبوع والحجرية : وعلى آل ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية ، وهو الموافق للأمالي والبحار .
    (٦) سورة يس ١:٣٦ـ4.

    ذلك فضلاً لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله، وذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء صلوات الله عليهم ، فقال تبارك وتعالى : ( سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ) (1) وقال : ( سَلَامٌ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ ) (2) وقال : ( سَلَامٌ عَلَىٰ مُوسَىٰ وَهَارُونَ ‎ ) (3) ولم يقل : سلام على آل نوح ، ولم يقل : سلام على آل إبراهيم ، ولم يقل : سلام على آل موسى وهارون ، وقال عز وجل : ( سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ ‎ ) (4) يعني آل محمد صلوات الله عليهم ، فقال المأمون قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه ، فهذه السابعة .
    وأما الآية (5) الثامنة : فقول الله عز وجل : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ ) (6) فقرن سهم ذي القربي مع سهمه وسهم (7) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهذا فصل أيضاً بين الآل والأمة ؛ لأن الله تعالى جعلهم في حيز، وجعل الناس في حيز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه ، واصطفاهم فيه ، فبدأ بنفسه ، ثم ثنى برسوله ، ثم بذي القربى ، في كل ما كان من الفيء والغنيمة، وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه
    __________________
    (1) سورة الصافات 3۷ : ۷9.
    (2) سورة الصافات 3۷ : 1۰9 .
    (3) سورة الصافات 3۷ : 12۰ .
    (4) سورة الصافات 3۷ : 13۰ .
    (٥) (الآية) أثبتناها من الك .
    (٦) سورة الأنفال : 4١.
    (۷) في المطبوع : يسهمه ويسهم ، وفي (ع): مع سهمه كسهم ، وفي “ک ، ر» والحجرية والبخار : مع سهمه بسهم ، وما أثبتناه في المتن من نسخة (ج ، هـا .

    رضيه (1) لهم ، فقال وقوله الحق : ( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ ) فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي ( لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) (2) .
    وأما قوله : ( وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ ) (3) فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب ، وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ، ولا يحل له أخذه ، وسهم ذي القربي قائم إلى يوم القيامة فيهم، للغني والفقير منهم ؛ لأنه لا أحد أغنى من الله عز وجل ، ولا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فجعل لنفسه منها سهماً ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله سهماً ، فما رضيه لنفسه ولرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله رضيه لهم .
    وكذلك الفيء ما رضيه منه لنفسه ولنبيه الله رضيه لذي القربى ، كما أجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه جل جلاله ، ثم برسوله، ثم بهم ، وقرن سهمهم يسهم الله وسهم رسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله .
    وكذلك في الطاعة قال : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ) (4) فبدأ بنفسه ، ثم برسوله ، ثم بأهل بيته . وكذلك آية الولاية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (5)
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية فرضي، وما في المتن أثبتناه من نسخة مج ، هـ . ر . ك .
    (2) سورة فصلت 4١: 4٢ .
    (3) سورة الأنفال 4١٠٨ .
    (4) سورة النساء 4 : ٥٩ .
    (٥) سورة المائدة ٥٥:٥ ، وفي لك إلى قوله تعالى : ( يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ) ، وفي المطبوع إلى قوله : ( وَهُمْ رَاكِعُونَ ) .

    فجعل طاعتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته، كذلك ولايتهم مع ولاية الرسول مقرونة بولايته) (1) ، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقروناً بسهمه في الغنيمة والفيء، فتبارك الله وتعالى، ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت!
    فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ورسوله ونزه أهل بيته ، فقال : ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ) (2) فهل تجد في شيء من ذلك أنه عز وجل سمى لنفسه أو لرسوله أو لذي القربي ؟ لأنه لما نره نفسه عن الصدقة ونزه رسوله ونزه أهل بيته ، لا بل حرم عليهم ؛ لأن الصدقة محرمة على محمد وآله ، وهي أوساخ أيدي الناس لا تحل لهم ؛ لأنهم طهروا من كل دنس ووسخ ، فلما طهرهم الله عز وجل واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه، وكره لهم ما كره لنفسه عز وجل ، فهذه الثامنة .
    وأما التاسعة : فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز وجل : ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (3) فنحن أهل الذكر، فاسألونا إن كنتم لا تعلمون فقالت العلماء : إنما عنى (4) بذلك اليهود والنصارى .
    فقال أبو الحسن عليه‌السلام : سبحان الله ! وهل يجوز ذلك ؟ إذا يدعونا إلى دينهم، ويقولون : إنه أفضل من دين الإسلام فقال المأمون : فهل عندك
    __________________
    (1) بدل ما بين القوسين في نسخة (ع . ج) والبحار والأمالي : فجعل ولايتهم الرسول مقرونة بطاعته .
    (2) سورة التوبة ٩ ٦٠.
    (3) سورة النحل ١٦ : 4٣ .
    (4) في المطبوع زيادة : الله ، ولم يرد لفظ الجلالة في النسخ الخطية والحجرية .

    في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن ؟ فقال أبو الحسن عليه‌السلام : نعم ، الذكر رسول الله ونحن أهله ، وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ‎﴿١٠﴾‏ رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ) (1) فالذكر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن أهله ، فهذه التاسعة .
    وأما العاشرة : فقول الله عز وجل في آية التحريم : ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ ) (2) الآية ، فأخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني (3) وما تناسل من صلبي الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله الله أن يتزوجها لو كان حياً ؟ قالوا : لا ، قال : فأخبروني ، هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها لو كان حياً ؟ قالوا : نعم ، قال : ففي هذا بيان ؛ لأني أنا من آله ولستم من آله . ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم ، كما حرم عليه بناتي ؛ لأني من آله وأنتم من أمته ، فهذا فرق بين الآل والأمة ؛ لأن الآل منه ، والأمة إذا لم تكن من الآل فليست منه ، فهذه العاشرة .
    وأما الحادية عشرة : فقول الله عز وجل في سورة المؤمن ، حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون : ( وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ) (4) تمام الآية ، فكان ابن خال فرعون ، فنسبه إلى فرعون بنسبه ، ولم يضفه إليه بدينه ، وكذلك خصصنا نحن، إذ كنا من آل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله
    __________________
    (1) سورة الطلاق ٦٥ : 1۰ ـ 11 .
    (2) سورة النساء 4: ٢٣ .
    (3) في نسخة (ج ، هـ) والحجرية : أو ابنة ابنتي .
    (4) سورة المؤمن 4٠ : ٢٨ .

    بولادتنا منه ، وعممنا الناس بالدين، فهذا فرق بين الآل والأمة ، فهذه الحادية عشرة .
    وأما الثانية عشرة : فقوله عز وجل : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ) (1) فحصنا (2) الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية ، إذ أمرنا مع الأمة بإقامة الصلاة ، ثم خصنا من دون الأمة، فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء إلى باب علي وفاطمة عليها بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات ، فيقول : الصلاة رحمكم الله ، وما أكرم الله أحداً من ذراري الأنبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها ، وخصنا من دون جميع أهل بيتهم .
    فقال المأمون والعلماء : جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن هذه الأمة خيراً ، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم (3) .
    __________________
    (1) سورة طه 2۰ 132.
    (2) في المطبوع : فخصصنا ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية . والبحار والأمالي ، وكذلك الموارد الآتية.
    (3) آورده این شعبة في تحف العقول : 4٢٥، وذكره المصنف في الأمالي : ١ / ٦١٥) ونقله المجلسي في البحار 2۵ 2۰ / 22۰ ، عن العيون والأمالي والتحف ، وعن العيون في ج 4٩ : 11 / 1۷3 باختصار .


    ـ٢4ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل
    عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة
    [1۷8 / 1] حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن على بن عبدالله البصري بإيلاق ، قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد بن جبلة الواعظ ، قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال : حدثنا أبي موسى ابن جعفر ، قال : حدثنا أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثنا أبي محمد بن علي ، قال : حدثنا أبي علي بن الحسين ، قال : حدثنا أبي الحسين بن على عليهم‌السلام ، قال : «كان علي بن أبي طالب عليه‌السلام بالكوفة في الجامع (1) إذ قام إليه رجل من أهل الشام ، فقال : يا أمير المؤمنين ، إني أسألك عن أشياء ؟ فقال : سل تفقهاً ، ولا تسأل تعنتاً، فأحدق الناس بأبصارهم .
    فقال : أخبرني عن أول ما خلق الله تبارك وتعالى ؟
    فقال عليه‌السلام : خلق النور .
    قال : فهم خلقت السماوات ؟
    قال عليه‌السلام : من بخار الماء .
    قال : فهم خلقت الأرض ؟
    قال عليه‌السلام : من زيد الماء .
    __________________
    (1) في الحجرية ونسخة (ع) ، كه : المسجد الجامع .

    قال : فهم خلقت الجبال ؟
    قال عليه‌السلام : من الأمواج .
    قال : فلِمَ سُمِّيت مكة أم القرى ؟
    قال عليه‌السلام : لأن الأرض دحيت من تحتها .
    وسأله عن السماء الدنيا مم هي ؟
    قال عليه‌السلام : من موج مكفوف :
    وسأله عن طول الشمس والقمر وعرضهما ؟
    قال : تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ .
    وسأله كم طول الكوكب وعرضه ؟
    قال عليه‌السلام : اثنا عشر فرسخاً في اثني عشر (1) .
    وسأله عن ألوان السماوات السبع وأسمائها ؟
    فقال له : اسم السماء الدنيا : رفيع، وهي من ماء ودخان، واسم السماء الثانية : فيدوم (2) ، وهي على لون النحاس، والسماء الثالثة اسمها : الماروم ، وهي على لون الشبه ، والسماء الرابعة اسمها : أرفلون (3) ، وهي على لون الفضة ، والسماء الخامسة اسمها : هيعون ، وهي على لون الذهب ، والسماء السادسة اسمها : عروس، وهي ياقوتة خضراء ، والسماء السابعة اسمها : عجماء ، وهي درة بيضاء .
    وسأله عن الثور، ما باله غاض طرفه ، لا يرفع (4) رأسه إلى السماء ؟
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : اثنا عشر فرسخاً في مثلها .
    (2) في الحجرية ونسخة الهـ ، ك ، ق ، ره : قيدوم .
    (3) في نسخة «ع» : أرقلون .
    (4) في المطبوع والحجرية ونسخة (هـ ، ع : لم يرفع ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اك ، ر ، ق ، ج .

    قال عليه‌السلام : حياء من الله عز وجل ، لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه . وسأله عمن جمع بين الأختين ؟
    فقال عليه‌السلام : يعقوب بن إسحاق جمع بين حبار (1) وراحيل ، فحرم (2)
    بعد ذلك ، فأنزل : ( وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ) (3) (4) .
    وسأله عن المد والجزر ما هما ؟
    فقال عليه‌السلام : ملك من ملائكة الله عز وجل (5) موكل بالبحار ، يقال له :
    رومان ، فإذا وضع قدميه في البحر فاض ، وإذا أخرجهما غاض .
    وسأله عن اسم أبي الجن ؟
    فقال عليه‌السلام شومان ، وهو الذي خلق من مارج من نار .
    وسأله : هل بعث الله عز وجل نبياً إلى الجن ؟
    فقال عليه‌السلام : نعم ، بعث إليهم نبياً يقال له : يوسف ، فدعاهم إلى الله عز وجل فقتلوه .
    وسأله عن اسم إبليس ما كان في السماء ؟
    قال له : كان اسمه الحارث . وسأله لم سُمِّي آدم آدم ؟
    قال عليه‌السلام : لأنه خلق من أديم الأرض .
    وسأله لم صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين ؟
    __________________
    (1) في الحجرية : حيا ، وفي نسخة ك . ع : الحيا .
    (2) في الحجرية : فحرم الله .
    (3) سورة النساء 4 : ٢٣ .
    (4) قوله : ( وسأله عمن جمع بين الأختين ؟ فقال عليه‌السلام : يعقوب بن إسحاق جمع بين خبار وراحيل ، فحرم بعد ذلك ، فأنزل ( وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ ) لم يرد في نسخة اهـ ، ر ، ج .
    (٥) قوله : ( من ملائكة الله عز وجل) لم يرد في اج ، ع ، ق، وفي ك : ملك الله .

    فقال عليه‌السلام : من قبل السنبلة، كان عليها ثلاث حبات ، فبادرت إليها حواء، فأكلت منها حبة وأطعمت آدم حبتين، فمن ذلك ورث الذكر مثل حظ الأنثيين .
    وسأله من خلق الله عز وجل من الأنبياء مختوناً ؟
    فقال عليه‌السلام : خلق الله عز وجل آدم مختوناً ، وولد شيث مختوناً ، وإدريس ونوح ، وسام بن نوح وإبراهيم وداوود وسليمان ولوط وإسماعيل وموسى وعيسى عليه‌السلام ومحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله .
    وسأله كم كان عمر آدم عليه‌السلام ؟
    فقال عليه‌السلام : تسعمائة سنة وثلاثين سنة .
    وسأله عن أول من قال الشعر ؟
    فقال عليه‌السلام : آدم عليا عليه‌السلام .
    قال : وما كان شعره (1) ؟
    قال عليه‌السلام : لما أنزل إلى الأرض من السماء (2) ، فرأى تربتها (3) وسعتها وهواءها وقتل قابيل هابيل ، قال آدم عليه‌السلام (4) :
    تغيرت البلاد ومن عليها
    فوجه الأرض مغير قبيح

    تغير كل ذي لون وطعم (5)
    وقل بشاشة الوجه المليح (6)

    __________________
    (1) في (ق) وحاشية اك في نسخة : وما كان من شعره .
    (2) في الحجرية : أنزل من السماء إلى الأرض .
    (3) في نسخة (ها) : بريتها .
    (4) في نسخة ك زيادة : رائياً شعراً .
    (٥) في المطبوع : طعم ولون ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية ، وهو الموافق للمصادر.
    (٦) في المطبوع والحجرية زيادة :

    فأجابه إبليس لعنه الله :
    تنح عن البلاد وساكنيها
    فبي في الخلد ضاق بك الفسيح

    وكنت بها وزوجك في قرار
    وقلبك من أذى الدنيا مريح

    فلم تنفك من كيدي ومكري
    إلى أن فاتك الثمن الربيح

    وبدل أهلها أثلاً وخمطاً
    بحبات وأبواب منيح (1)

    فلولا رحمة الجبار أضحى
    بكفك من جنان الخلد ريح

    وسأله عن بكاء آدم عليه‌السلام على الجنة ، وكم كانت دموعه التي جرت (2) من عينيه ؟
    فقال عليه‌السلام : بكى مائة سنة ، وخرج (3) من عينه اليمنى مثل دجلة، ومن العين اليسرى (4) مثل الفرات (5) .
    وسأله كم حج آدم من حجة ؟
    فقال عليه‌السلام : سبعين حجة ماشياً على قدميه ، وأول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة ، وقد نهي عن أكل الصرد والخطاف .
    __________________
    أرى طول الحياة على عماً
    وهل أنا من حياتي مستريح

    وما لي لا أجود بسكب دمع
    وهابيل تضمنه الضريح

    قتل قابيل هابيلاً أخاه
    فواحزني لقد فقد المليح

    (1) هذا البيت لم يرد في اغ . ر . هـ ، ج ، ق ، وفي ك والحجرية : بجنات وأبواب متيح .
    (2) في نسخة ك ، ره : خرج ، وفي الحجرية : خرجت .
    (3) في الحجرية : أي أظهر وخرج، وفي المطبوع : أي وخرج .
    (4) في المطبوع والحجرية : والعين الأخرى ، وما في المتن أثبتناه من الك ، ره.
    (٥) من قوله : (وسأله عن بكاء آدم إلى هنا لم يرد في نسخة هـا ، ع ، ق ، ج) والعلل والبحار 322 .

    وسأله ما باله لا يمشي ؟
    قال عليه‌السلام : لأنه ناح على بيت المقدس، فطاف حوله أربعين عاماً يبكي عليه ، ولم يزل يبكي مع آدم عليه‌السلام ، فمن هناك سكن البيوت ، ومعه تسع آيات من كتاب الله عز وجل مما كان آدم عليه‌السلام يقرؤها (1) في الجنة ، وهي معه إلى يوم القيامة ، ثلاث آيات من أول الكهف ، وثلاث آيات من ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ ) وهي ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ ) (2) ، وثلاث آيات من ( يس ) وهي ( وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا ) (3) .
    وسأله عن أول من كفر وأنشأ الكفر ؟
    فقال عليه‌السلام : إبليس لعنه الله .
    وسأله عن اسم نوح ما كان ؟
    فقال عليه‌السلام : اسمه السكن (4) ، وإنما سمي نوحاً (5) ؛ لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاماً .
    وسأله عن سفينة نوح ما كان عرضها وطولها وارتفاعها (6) ؟
    فقال عليه‌السلام : كان طولها ثمانمائة ذراع ، وعرضها خمسمائة ذراع ، وارتفاعها في السماء ثمانين ذراعاً .
    ثم جلس الرجل وقام إليه آخر ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن
    __________________
    (1) في نسخة ( ع ، ک ) ، هـ ، ق ، ج ، يقرأ بها .
    (2) سورة الإسراء ١٧ : 4٥ ـ 4٧ .
    (3) سورة يس ٩:٣٦ ـ ١١.
    (4) في ال : كان اسمه السكن.
    (٥) في (ق) : وإنما سمي نوح نوحاً .
    (٦) ( وارتفاعها أثبتناه من نسخة ال ، ع ، ك والحجرية ، وهو الموافق للبحار والعلل .

    أول شجرة غرست في الأرض (1) .
    فقال عليه‌السلام : العوسجة ، ومنها عصا موسى عليه‌السلام .
    وسأله عن أول شجرة نبتت في الأرض (2) ؟
    فقال عليه‌السلام : هي الدباء ، وهو القرع .
    وسأله عن أول من حج من أهل السماء ؟
    فقال له عليه‌السلام : جبرئيل الله .
    وسأله عن أول بقعة بسطت من الأرض أيام الطوفان ؟
    فقال له عليه‌السلام : موضع الكعبة ، وكانت زبرجدة خضراء .
    وسأله عن أكرم واد على وجه الأرض ؟
    فقال له عليه‌السلام : واد يقال له : سرنديب (3) ، سقط (4) فيه آدم ها من السماء.
    وسأله عن شر واد على وجه الأرض ؟
    فقال عليه‌السلام : واد باليمن ، يقال له : برهوت ، وهو من أودية جهنم .
    وسأله عن سجن سار بصاحبه ؟
    __________________
    (1) في نسخة (ج) : ثبتت في الأرض، وحاشية نسخة لك في نسخة : غرست على وجه الأرض .
    (2) في حاشية ك في نسخة : على الأرض .
    (3) سرنديب : هي جزيرة عظيمة في بحر هر كند بأقصى بلاد الهند، وفي مسرنديب الجميل الذي هبط عليه آدم عليه‌السلام ، وهو ذاهب في السماء ، يراه البحريون من مسافة أيام كثيرة ، وفيه أثر قدم آدم عليه‌السلام ، ويقال: إن الياقوت الأحمر يوجد على هذه الجبال تحدره السيول فيلقط . وفيه يوجد الألماس أيضاً، ومنه يجلب العود فيما قيل، وفيها ثبت طيب الريح لا يوجد بغيرها . أنظر معجم البلدان ٣ : ٢44 .
    (4) في (ق) والمطبوع والحجرية : فسقط ، وما في المتن أثبتناه من نسخة الك ، و. ع ، ج ، هنا والبحار .

    فقال عليه‌السلام : الحوت سار بیونس بن متى .
    وسأله عن ستة لم يركضوا في رحم ؟
    فقال عليه‌السلام : آدم وحواء، وكبش إبراهيم (1) ، وعصا موسى، وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم عليه‌السلام فطار (2) بإذن الله عز وجل.
    وسأله عن شيء مكذوب عليه ليس من الجن ولا من الإنس ؟
    فقال عليه‌السلام : الذئب الذي كذب عليه إخوة يوسف .
    وسأله عن شيء أوحى إليه ، ليس من الجن ولا من الإنس ؟
    فقال علي : أوحى الله عز وجل إلى النحل . وسأله عن أطهر موضع على وجه الأرض ، لا تحل الصلاة فيه ؟ فقال له الله : ظهر الكعبة (3) .
    وسأله عن موضع طلعت عليه الشمس ساعة من النهار، ولا تطلع عليه (4) أبداً ؟
    فقال عليه‌السلام : ذلك البحر حسين فلقه الله عز وجل لموسى عليه‌السلام ، فأصابت (5) أرضه الشمس وأطبق (6) عليه الماء ، فلن تصيبه الشمس (7) .
    __________________
    (1) في حاشية اك في نسخة : وكبش إسماعيل .
    (2) في المطبوع ونسخة (هـ . ق ، ره : وطار ، وما في المتن أثبتناه من الحجرية ونسخة اك . ع .
    (3) من قوله : ( وسأله عن أظهر موضع إلى هنا لم يرد في نسخة او ، هـ . ق ، ج ، ع ، ك والبحار والعلل .
    (4) في الحجرية زيادة : مرة أخرى .
    (٥) في نسخة اهـ ، ر ، جا وفي نسخة من حاشية (ك) : فأضاءت .
    (٦) في المطبوع : وأطيق ، وفي الحجرية : فأطبقه الله ، وما في المتن أثبتناه من نسخة مع . هـ ، ك ، ر ، ق ، ج والبحارج ١٠ ، وفي العلل : وأطبقت .
    (۷) في نسخة في حاشية الك زيادة : بعد ذلك أبداً .

    وسأله عن شيء شرب وهو حي ، وأكل وهو ميت ؟
    فقال عليه‌السلام : تلك عصا موسى عليه‌السلام (1) .
    وسأله عن نذير أنذر قومه ليس من الجن ولا من الإنس ؟
    فقال عليه‌السلام : هي النملة .
    وسأله عن أول من (2) أمر بالختان ؟
    فقال عليه‌السلام : إبراهيم عليه‌السلام .
    وسأله عن أول من خفض من النساء ؟
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:20 pm

    فقال : هاجر أم إسماعيل خفضتها سارة لتخرج من (3) يمينها .
    وسأله عن أول امرأة جرت ذيلها ؟
    فقال : هاجر لما هربت من سارة وسأله عن أول من جر ذيله من الرجال ؟
    قال : قارون :
    وسأله عن أول من لبس النعلين ؟
    فقال : إبراهيم عليه‌السلام (4) .
    وسأله عن أكرم الناس نسباً ؟
    __________________
    (1) في حاشية «ك» في نسخة زيادة : فإنها شربت حسين كانت شجرة وأكلت حين صارت جماداً .
    (2) في المطبوع والحجرية : ما، وما في المتن من النسخ الخطية، وهو الموافق للعلل والبحار.
    (3) في نسخة ك ، ع : (عن) بدل (من) .
    (4) قوله : ( وسأله عن أول من لبس التعلين ؟ فقال : إبراهيم عالي لم يرد في ق، هنا ، بل ورد بعد جوابه عاليه عن أكرم الناس نسياً.

    فقال : صديق الله يوسف بن يعقوب إسرائيل الله (1) ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله صلوات الله عليهم .
    وسأله عن سنة من الأنبياء لهم اسمان ؟
    فقال : يوشع بن نون وهو ذو الكفل ، ويعقوب وهو إسرائيل (2) .
    والخضر وهو حلقيا (3) ، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح ، ومحمد وهو أحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله .
    وسأله عن شيء يتنفس (4) ليس له لحم ولا دم ؟
    فقال عليه‌السلام : ذاك الصبح إذا تنفس .
    وسأله عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية ؟ فقال له : (5) هود وشعيب وصالح وإسماعيل ومحمد صلوات الله عليهم .
    ثم جلس ، وقام رجل آخر يسأله ويعنته (6) ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرنا عن قول الله عز وجل : ( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ ‎*‏ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ ‎*‏ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ ‎ ) ) ، من هم ؟
    __________________
    (1) لفظ الجلالة «الله» : لم يرد في نسخة (ع ، ق .
    (2) في نسخة الك : إسرائيل الله .
    (3) في نسخة اك ، هـ ، ر ، ق ، ج : حليقا ، وفي نسخة (ع) : حليفا، وفي العلل : ارميا ، وفي البحار : تاليا.
    (4) في نسخة (ج ، ع ، ق، والبحار : تنفس .
    (٥) في (ق) والمطبوع والحجرية زيادة : هو ، ولم ترد في نسخة ( ع ، ک ) ، ر . ج ، ها .
    (٦) في (ق) والمطبوع والبحار : سأله وتعنته ، وما في المتن أثبتناه من الحجرية ونسخة ع ، ك ، ر ، ج .
    (٧) سورة عبس ٨٠: ٣4 ـ ٣٦ ، وفي المطبوع والحجرية تكملة للآية ( لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ) ولم ترد في نسخ العيون .

    فقال عليه‌السلام : قابيل يفر من هابيل (1) ، والذي يفر من أمه موسى ، والذي يفر من أبيه إبراهيم ، يعني الأب المربي لا الوالد، والذي يفر من صاحبته لوط ، والذي يفر من ابنه نوح ، يفر من ابنه كنعان .
    وسأله عن أول من مات فجأة ؟
    فقال عليه‌السلام : داوود عليه‌السلام مات على منيره يوم الأربعاء (2) .
    وسأله عن أربعة لا يشبعن (3) من أربعة (4) ؟
    فقال : أرض من مطر، وأنثى من ذكر، وعين من نظر، وعالم من وسأله عن أول من وضع سكة الدنانير والدراهم ؟
    فقال : نمرود بن كنعان ، بعد (5) نوح عليه‌السلام .
    وسأله عن أول من عمل عمل قوم لوط ؟
    فقال عليه‌السلام : إبليس ، فإنه (6) أمكن من نفسه .
    وسأله عن معنى هدير الحمام الراعبية ؟
    فقال : تدعو على أهل المعازف والقيان والمزامير والعيدان .
    وسأله عن كنية البراق ؟
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ر ، ك : هابيل يفر من قابيل .
    (2) في حاشية الحجرية في نسخة : يوم الجمعة .
    (3) في نسخة ج . ع . هـ . ق : لا يشبعون .
    (4) في المطبوع : أربع ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطبة والحجرية والبحار والعلل.
    (٥) في نسخة ك ، ر ، ع ، ج والحجرية : بن ، بدل : بعد .
    (٦) في المطبوع والحجرية : لأنه ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اهـ ، ك ، ر، ج . ع ، وهو الموافق للعلل والبحار.

    فقال عليه‌السلام : يكنى أبا هلال .
    وسأله لِمَ سُمِّي تُبع (1) تبعاً ؟
    فقال عليه‌السلام : لأنه كان غلاماً كاتباً، وكان يكتب لملك كان قبله (2) ، فكان إذا كتب كتب : باسم الله الذي خلق صبحاً وريحاً ، فقال الملك : أكتب وابدأ باسم ملك الرعد ، فقال : لا أبدأ إلا باسم إلهي ، ثم أعطف على حاجتك ، فشكر الله عز وجل له ذلك ، فأعطاه ملك ذلك الملك ، فتابعه الناس على ذلك ، فسمي تبعاً .
    وسأله ما بال الماعز مرفوعة (3) الذئب بادية الحياء والعورة ؟
    فقال عليه‌السلام : لأن الماعز عصت نوحاً عليه‌السلام لما أدخلها السفينة فدفعها فكسر ذنبها ، والنعجة مستورة الحياء والعورة ؛ لأن النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة ، فمسح نوح الله يده على حيائها وذنبها فاستوت الألية (4) .
    وسأله عن كلام أهل الجنة ؟
    فقال : كلام أهل الجنة بالعربية .
    وسأله عن كلام أهل النار ؟
    فقال : بالمجوسية .
    وسأله عن النوم على كم وجه هو ؟
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية زيادة : الملك .
    (2) في المطبوع والحجرية : للملك الذي كان قبله ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اك ، هـ ، ع ، ق ، ر ، ج ، وهو الموافق للعلل والبحار .
    (3) في نسخة اهما : مترفعة، ونسخة (ع، را معرقية ، ونسخة (ج) : معرففة ، وفي البحار : مفرقعة .
    (4) في المطبوع والحجرية وار) : فاستترت بالآلية ، وما أثبتناء في المتن من نسخة (ج، ع. ه، ق، ك وهو الموافق للعلل والبحار .

    فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : النوم على أربعة أصناف :
    الأنبياء : تنام على أقفيتها مستقبلة (1) وأعينها (2) لا تنام (3) ، متوقعة لوحي ربها عز وجل .
    والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة .
    والملوك وأبناؤها تنام على شمالها (4) ليستمرثوا ما يأكلون .
    وإبليس وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة : ينامون على وجوههم منبطحين .
    ثم قام إليه (5) رجل آخر فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله ، وأي أربعاء هو ؟
    قال عليه‌السلام : آخر أربعاء في الشهر (6) وهو المحاق ، وفيه قتل قابيل هابيل أخاه .
    ويوم الأربعاء: ألقي إبراهيم عليه‌السلام (7) في النار، ويوم الأربعاء وضعوه في المنجنيق .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية والك ونسخة (ر) والبحار : مستلقية ، وما في المتن أثبتناه من نسخة (هـ ، ع ، روج .
    (2) في ك : وأعينهم .
    (3) في حاشية ك في نسخة : أعينهم تنام وقلوبهم لا تنام .
    (4) في نسخة شمائلها . الهوع ، كور، ج : شمائلها ، وفي (ق) : والملوك وأبناؤها على .
    (٥) في المطبوع والحجرية : ثم جلس وقام إليه ، وما في المتن أثبتناه من نسخة مع . ق ، ر ، ك ، ها وهو الموافق للعلل والبحار .
    (٦) في نسخة الك والحجرية : الشهور .
    (۷) في نسخة اج ، ر ، هما : إبراهيم الخليل .

    ويوم الأربعاء : غرق الله عز وجل فرعون .
    ويوم الأربعاء : جعل الله عز وجل قرية لوط عاليها سافلها .
    ويوم الأربعاء : أرسل الله عز وجل الريح على قوم عاد .
    ويوم الأربعاء : أصبحت كالصريم .
    ويوم الأربعاء : سلط الله عز وجل على نمرود البقة .
    ويوم الأربعاء : طلب فرعون موسى عليه‌السلام ليقتله .
    ويوم الأربعاء : خر عليهم السقف من فوقهم .
    ويوم الأربعاء : أمر فرعون بذبح الغلمان .
    ويوم الأربعاء : خرب بيت المقدس . فارس .
    ويوم الأربعاء : أحرق مسجد سليمان بن داوود باصطخر (1) من كورة ويوم الأربعاء : قتل يحيى بن زكريا.
    ويوم الأربعاء : أظل قوم فرعون أول العذاب .
    ويوم الأربعاء : خسف الله عز وجل بقارون .
    ويوم الأربعاء: ابتلي أيوب الله بذهاب (2) ماله وولده.
    ويوم الأربعاء : أدخل يوسف الله السجن .
    ويوم الأربعاء : قال الله عز وجل : ( أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ
    __________________
    (1) اصطخر : بلدة بفارس ، وهي من أعيان حصون فارس ومدنها، وأول من أنشأها اصطخر ابن طهمورت ملك الفرس، وطهمورث عند الفرس بمنزلة آدم ، وفي بعض الأخبار : إن سليمان بن داوود الله كان يسير من طبرية إليها غدوة إلى عشية ، وبها مسجد يعرف بمسجد سليمان الله انظر معجم البلدان ١ : ٢4٩ ـ ٢٥٠ .
    (2) في المطبوع والحجرية زيادة : أهله و.

    أَجْمَعِينَ ) (1) .
    ويوم الأربعاء : أخذتهم الصيحة .
    ويوم الأربعاء: عقروا الناقة .
    ويوم الأربعاء : أمطر (2) عليهم حجارة من سجيل :
    ويوم الأربعاء : شح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليه وكسرت رباعيته .
    ويوم الأربعاء : أخذت العمالقة التابوت .
    وسأله عن الأيام، وما يجوز فيها من العمل ؟
    فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام :
    يوم السبت : يوم مكر وخديعة .
    ويوم الأحد : يوم غرس (3) وبناء .
    ويوم الاثنين : يوم سفر وطلب .
    ويوم الثلاثاء : يوم حرب ودم (4) .
    ويوم الأربعاء : يوم شؤم يتطير فيه الناس .
    ويوم الخميس : يوم الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج .
    ويوم الجمعة : يوم خطبة ونكاح (5) .
    __________________
    (1) سورة النمل ٢٧ : ٥١ .
    (2) في المطبوع والحجرية ونسخة ( هـ . ر . ج: (أمطرت) ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اع ، ق ، ك ، وهو الموافق للبحار .
    (3) في نسخة (ع) : عرس .
    (4) في المطبوع والحجرية : يوم الاثنين : يوم حرب ودم. ويوم الثلاثاء : يوم سفر وطلب ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية ، وهو الموافق للمصادر .
    (٥) ذكر المصنف مثله في علل الشرائع : ٥٩٣ / 44 ، وذيله في الخصال : ٣٨4 / 62

    [1۷9 / 2] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن هاشم ، عن أحمد بن عامر (1) الطائي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، يقول : «يوم الأربعاء يوم نحس مستمر من احتجم فيه خيف عليه أن تخضر (2) محاجمه، ومن تنور فيه خيف عليه البرص (3) (4) .
    __________________
    ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار 1۰: ۷۵ / 1 ، وذيل الحديث عن العلل والعيون والخصال في ج ٥٩: ٢٣ / 4 ، وكذلك الحر العاملي في الوسائل ١١ : ٣٥٦ / 1 ، وعن العلل والعيون في البحارج ٦٢ : 11۵ / 22 ، وفيه فقط يوم الثلاثاء ، وورد الحديث كاملاً في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : ٢٧٩ / 30 .
    (1) في (ق) وحاشية «ك» : عمران ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح ، وقد عده الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الرضا عليه‌السلام ، وهو أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر، ووهب الذي قتل مع الإمام الحسين عليه‌السلام .
    أنظر رجال النجاشي: 1۰۰ / 250، رجال الطوسي : ٣٦٧ / 5 ، معجم رجال الحديث.
    (2) في الحجرية ونسخة (هـا : تحضر، وفي نسخة (ع) : يخضر .
    (3) في نسخة (ج ، هـا : او من اختين فيه خيف عليه المرض، وفي نسخة (ع) : ومن اختتن فيه خيف عليه البرص بدل : من تنور . وفي قا : ومن أبتر فيه خيف عليه البرص .
    (4) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٥٩: 44 / 5، وقال في بيانه : اخضرار المحاجم : فساد محل الحجامة وسواده .

    ـ٢٥ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام
    في زيد بن علي عليه‌السلام
    [18۰ / 1] حدثنا أحمد بن يحيى المكتب ، قال : أخبرنا محمد بن يحيى الصولي ، قال : حدثنا محمد بن يزيد النحوي ، قال : حدثني ابن أبي عبدون ، عن أبيه ، قال : لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون ـ وقد كان خرج بالبصرة وأحرق دور ولد العباس (1) ـ وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، وقال له : يا أبا الحسن ، لئن خرج أخوك وفعل ما فعل ، لقد خرج قبله زيد بن علي فقتل ، ولولا مكانك مني لقتلته ، فليس ما أتاه بصغير ، فقال الرضا عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين ، لا تقس أخي زيداً إلى زيد بن على عليه‌السلام ، فإنه كان من علماء آل محمد ، غضب الله عز وجل ، فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله .
    ولقد حدثني أبي موسى بن جعفر عليهما‌السلام ال : أنه سمع أباه جعفر بن محمد عليهم‌السلام يقول : رحم الله عمي زيداً ، إنه دعا إلى الرضا من آل محمد ، ولو ظفر لوفي (2) بما دعا إليه، وقد استشارني في خروجه ، فقلت له : يا عم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب (3) بالكناسة فشأنك ، فلما ولى ، قال
    __________________
    (1) في نسخة هـ ، ع ، ق، وحاشية الحجرية في نسخة : ولد بني العباس .
    (2) في (ق) : أوفى .
    (3) في نسخة (ج) : المغلوب .

    جعفر بن محمد : ويل لمن سمع واعيته (1) فلم يجبه فقال المأمون : يا أبا الحسن ، أليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما جاء ؟
    فقال الرضا عليه‌السلام : إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق ، وإنه كان أتقى الله من ذلك ، إنه قال : أدعوكم إلى الرضا من آل محمد عليهم‌السلام ، وإنما جاء ما جاء فيمن يدعي أن الله تعالى نص عليه ثم يدعو إلى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد والله ممن خوطب بهذه الآية : ( وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ ) (2) (3) .
    قال محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : الزيد بن على عليه‌السلام فضائل كثيرة عن غير الرضا عليه‌السلام ، أحببت إيراد بعضها على أثر هذا الحديث ؛ ليعلم من ينظر في كتابنا هذا اعتقاد الإمامية فيه .
    [181 / 2] حدثنا أحمد بن هارون القامي في مسجد الكوفة سنة أربع و خمسين وثلاثمائة ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت (4) ، عن داوود بن عبد الجبار، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ، عن آبائه ، عن علي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : «قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله للحسين عليه‌السلام : يا حسين، يخرج من صلبك رجل يقال له :
    __________________
    (1) في النسخ الخطية : داعيته ، وفي حواشي بعضها في نسخة : واعيته .
    (2) سورة الحج 22 : ۷8.
    (3) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٦ : ١٧4 / 27 .
    (4) في المطبوع والحجرية : عمر بن ثابت ، وما في المتن أثبتناه من النسخ المسندة ار . ع . ك ، ق وهو الموافق للمصادر ، والظاهر هو الصحيح ، وهو عمرو بن أبي المقدام ، وقد قال السيد الخوئي في المعجم : ولكن الصحيح أنه لا وجود لعمر بن أبي المقدام ولا أثر منه ، لا في الروايات ولا في غيرها . انظر معجم رجال الحديث ٢٠:١4 .

    زيد ، يتخطى هو وأصحابه يوم القيامة رقاب الناس غراً محجلين ، يدخلون الجنة بلا حساب (1) (2) .
    [182 / 3] حدثنا أحمد بن محمد بن رزمة القزويني ، قال : حدثنا أحمد بن عيسى العلوي الحسيني ، قال : حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي ، قال : حدثنا حبيب بن أرطاة ، عن محمد بن ذكوان ، عن عمرو بن خالد ، قال : حدثني زيد بن علي عليه‌السلام (3) وهو أخذ بشعره ، قال : حدثني أبي علي ابن الحسين عليه وهو أخذ بشعره ، قال : حدثني الحسين بن علي عليهما‌السلام وهو أخذ بشعره ، قال : حدثني علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو أخذ بشعره ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بشعره ، قال : من أذى شعرة مني فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عز وجل ، ومن آذى الله عز وجل لعنه الله ملء السماء (4) والأرض (5) .
    [١٨٣ / 4] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن الحسين (6) العلوي، قال: حدثني الحسن بن علي الناصر (7)
    __________________
    (1) في نسخة ( ع ، ک ) ، ق ، هـ ، ر ، ج : بغير حساب .
    (2) ذكره الصدوق في الأماني : 4٠٨ / 529 ، ونقله عن الأمالي والعيون المجلسي في البحار 4٦ : 1۷۰ / 19 ، وأورده باختلاف الخزاز القمي في كفاية الأثر : 3۰8.
    (3) في المطبوع والحجرية زيادة : بن الحسين.
    (4) في نسخة ار ، ع ، ك ، ق : ومن أذى الله فعليه لعنة الله ملء السماوات.
    (٥) ذكره المصنف في الأمالي : 4٠٩ / 530، وأورده الطوسي في الأمالي : 4٥١ / ١٠٠٦ ، الخوارزمي في المناقب : ٣٢٨ / 344 ، الطبري في الإمامة : ١٣٥ / 3 . ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار 31 : 653 / 197.
    (٦) في نسخة ع . ر ، ك، والأمالي زيادة : القاضي .
    (7) في المطبوع والحجرية ونسخة الا وحاشية نسخة «ك» : الحسين بن علي

    قدس الله روحه ، قال : حدثني أحمد بن رشيد (1) ، عن عمه أبي معمر سعيد بن خيثم، عن أخيه معمر ، قال : كنت جالساً عند الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، فجاء زيد بن علي بن الحسين عليهما‌السلام فأخذ بعضادتي الباب ، فقال له الصادق عليه‌السلام : ياعم ، أعيذك بالله أن تكون المصلوب بالكناسة فقالت أم زيد : والله ما يحملك (2) على هذا القول غير الحسد لابني ، فقال عليه‌السلام : ياليته حسداً ، ياليته حسداً (3) ثلاثاً .
    حدثني أبي ، عن جدي عليه‌السلام : أنه قال : يخرج من ولده (4) رجل يقال له : زيد ، يقتل بالكوفة ، ويُصلب بالكناسة ، يُخرج من قبره نبشاً (5) ، تفتح الروحه (6) أبواب السماء ، يبتهج به أهل السماوات (7) ، تجعل روحه في
    __________________
    الناصري وفي نسخة (ع) : علي بن الناصر ، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ق) وحاشية نسخة را، وهو الموافق للأمالي والبحار، أنظر معجم رجال الحديث ٦ : ٢٩٥٥ / ٣١ ، وقاموس الرجال 3 : 3۰۰ / 1961.
    (1) في (ق) : أحمد بن رشد ، وما في المتن هو الصحيح ، وهو العاملي الهلالي الزيدي . انظر معجم رجال الحديث ٢ : ١٢4 / 569 .
    (2) في المطبوع والحجرية : لا يحملك ، وما في المتن أثبتناء من نسخة هـ ، و. ك ، ق ، ع ، ج ، وهو الموافق للأمالي والبحار .
    (3) في نسخة اك : ياليته كان حسداً ، يا ليته كان حسداً ، وفي (ق) كررت العبارة ثلاث مرات .
    (4) في نسخة «ر، ك: ولدي .
    (٥) في المطبوع والحجرية وحاشية نسخة الك ، ره : حين ينشر ، وفي نسخة اهـ . ر . ق ، ك . ع . ج وحاشية الحجرية : حين ينشأ ، وما في المتن أثبتناه من الأمالي والبحار ، وهو الأنسب للسياق .
    (٦) في نسخة (ق) : تفتح له .
    (۷) في المطبوع والحجرية ونسخة او ، ع زيادة : والأرض .

    حوصلة طير أخضر يسرح في الجنة حيث يشاء (1) .
    [١٨4 / 5] حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى ، قال : حدثنا الأشعث بن محمد الضبي ، قال : حدثني (2) شعيب ابن عمرو ، عن أبيه، عن جابر الجعفي ، قال : دخلت على أبي جعفر محمد بن على عليهما‌السلام وعنده زيد أخوه ، فدخل عليه معروف بن خربوذ المكي ، فقال له أبو جعفر عليه‌السلام: يا معروف أنشدني من طرائف (3) ما عندك».
    فأنشده :
    لعمرك ما إن أبو مالك
    بوان ولا بضعيف قواه

    ولا بألله لدى قوله
    يعادي الحكيم إذا ما نهاه

    ولكنه سيد بارع
    كريم الطبائع حلو ثناه

    إذا سدته شدت مطواعة
    ومهما وكلت إليه كفاه (4)

    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : ٩4 / 72، ونقله عن الأمالي والعيون المجلسي في البحار 4٦ : 1٦٨ / 12 و 13 ، وأورد ذيل الحديث القتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٢٦٩ .
    (2) في نسخة (ع) : حدثنا .
    (3) في (ع ، ق : ظرائف .
    (4) وردت في نسخنا اختلافات في بعض مفردات الشعر ، أعرضنا عن ثبتها في الهامش : لأنها مخلة بوزن الشعر ، وقد نسبت الأبيات تارة إلى ذي الإصبع العدواني في ديوانه : ١٠٢ ، بهذا النص :
    وما إن أسيد أبو مالك
    بواه ولا يضعيف قواه

    ولا بألد له نازع
    يغاري أخاه إذا ما نهاه

    ولكنه هين لين
    كعالية الرمح عرد نساه

    ولكنه غير مخلافة
    كريم الطبائع حلو ثناه


    قال : فوضع محمد بن علي عليه‌السلام يده على كتفي زيد ، وقال : «هذه صفتك يا أبا الحسين (1) (2) .
    [١٨٥ / 6] حدثنا أحمد بن الحسين (3) القطان ، قال : حدثنا الحسن بن علي السكري ، قال : حدثنا محمد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن عمرو بن خالد ، قال : حدثني عبدالله بن سيابة ، قال : خرجنا ونحن سبعة نفر فأتينا المدينة ، فدخلنا على أبي عبد الله الصادق عليه‌السلام ، فقال لنا : «أعندكم خبر عمي زيد ؟، فقلنا : قد خرج أو هو خارج ، قال : فإن أتاكم خبر فأخبروني .
    فمكثنا أياماً ، فأتى رسول بسام الصيرفي بكتاب فيه : أما بعد، فإن زيد بن علي الله قد خرج يوم الأربعاء غزة صفر، فمكث الأربعاء والخميس ، وقتل يوم الجمعة، وقتل معه فلان وفلان ، فدخلنا على
    __________________
    إذا مسته سست مطواعة
    ومهما وكلت إليه كفاه

    وتارة نسبت إلى المتنخل الهذلي في ديوان الهذليين ٢ : ٢٩ ـ ٣٠ بهذا النص :.
    لعمرك ما إن أبو مالك
    يوان ولا بضعيف قواه

    ولا بألد له نازع
    بغاري أخاه إذا ما نهاه

    ولكنه هين لين
    كعالية الرمح عرد نساء

    إذا سدته شدت مطواعة
    ومهما وكلت إليه كفاه

    وبهذا الأخير قال الشريف المرتضى في الأمالي ٣٠٦:١.
    (1) في المطبوع والحجرية واق: يا أبا الحسن، وما في المتن أثبتناء من نسخة هـ . ع ، ك ، را ، وهو الموافق للأمالي ومصادر ترجمة زيد .
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : ٩4 / 73، ونقله عنه وعن العيون المجلسي في البحار 4٦ : ١٦٨ / 14.
    (3) في نسخة ار ، ع ، ك ، ق وهامش الحجرية : الحسن .

    الصادق عليه‌السلام ، فدفعنا إليه الكتاب (1) ، فقرأه وبكى ، ثم قال : «إنا لله وإنا إليه راجعون ، عند الله تعالى أحتسب عمي ، إنه كان نعم العم ، إن عمي كان رجلاً لدنيانا وآخرتنا ، مضى والله عمي شهيداً، كشهداء استشهدوا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي والحسن والحسين صلوات الله عليهم (2) .
    [١٨٦ / 7] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن الحسن (3) بن شمون ، عن عبد الله بن (4) سنان، عن الفضيل بن يسار ، قال : انتهيت إلى زيد بن علي بن الحسين عليه‌السلام صبيحة يوم خرج بالكوفة ، فسمعته يقول : من يعينني منكم على قتال أنباط أهل الشام ؟ فوالذي بعث محمداً بالحق بشيراً (5) لا يعينني منكم على قتالهم أحد إلا أخذت بيده يوم القيامة ، فأدخلته الجنة بإذن الله عز وجل .
    فلما قتل ، اكثريت راحلة وتوجهت نحو المدينة ، فدخلت على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فقلت في نفسي : والله لا أخبرته (6) بقتل زيد بن علي ، فيجزع
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : الكتابة ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ار ، ع ، هـ ، ك ، ق ، ج والبحار .
    (2) نقله عن العيون المجلسي في البحار 4٦ : ٢٨ / ١٧٥ .
    (3) في (ق) : الحسين، وما في المتن هو الصحيح ، وقد عده الشيخ من أصحاب الإمامين الجواد والعسكري عليهما‌السلام . انظر رجال النجاشي : 33۵ / 899، رجال الطوسي : 4٠٧ / 29 . و 4٣٦ / 20 ، معجم رجال الحديث ١٦ : ٢٣4 / ١٠٥٠٩ .
    (4) (بن) أثبتناه من نسخة ع ، ر ، ق ، ك ، والبحار والأمالي .
    (٥) في المطبوع ونسخة (ر) زيادة : ونذيراً .
    (6) في المطبوع ونسخة از، (ق) : لأخبرته ، وفي الحجرية ونسخة (ج ، ها :.

    عليه ، فلما دخلت عليه ، قال : ما فعل عمي زيد ؟ فخنقتني العبرة ، فقال : قتلوه ؟ قلت : إي والله قتلوه ، قال : فصلبوه ؟ قلت : إي والله صلبوه ، قال : فأقبل يبكي ، ودموعه تنحدر على ديباجتي (1) خده كأنها الجمان (2) ، ثم قال : يا فضيل أشهدت مع عمي زيد قتال أهل الشام ؟ قلت : نعم ، فقال : فكم قتلت منهم ؟ قلت : ستة ، قال : فلعلك شاك في دمائهم ؟» قلت : لوكنت شاكاً (3) ما قتلتهم ، فسمعته وهو يقول : «أشركني الله في تلك الدماء ، ما مضى والله زيد عمى وأصحابه إلا شهداء، مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب عليه‌السلام وأصحابه (4) .
    أخذنا من الحديث موضع الحاجة ، والله تعالى هو الموفق (5) .
    __________________
    الأخبرته ، وفي نسخة ك والأمالي والبحار : لا أخيرته ، وما في المتن من حاشية نسخة الا .
    (1) في المطبوع والحجرية ونسخة اره : عن جانبي ، وفي نسخة اك : على جانبي ، وما في المتن أثبتناه من نسخة هـ ، ع ، ج، وحاشية نسخة ك والأمالي والبحار .
    (2) الجمان : هنوات على أشكال اللؤلؤ من فضة ، فارسي معرب .
    والجمان : سفيفة من أدم ينسج فيها الخرز من كل لون تتوشح به المرأة. وقال ذو الرمة :
    مستن الدموع وما جرى
    عليه الجمان الجائل المتوشح

    المحكم والمحيط الأعظم ٧ : 4٦٩ ـ جمن.
    (3) في نسخة «ر . ع ، ك زيادة : في دمائهم.
    (4) ذكره المصنف في الأمالي : 4٣٠ / 567 ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار 4٦ : ١٧١ / 20.
    (٥) قوله : ( والله تعالى هو الموفق لم يرد في النسخ .

    ـ٢٦ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار
    النادرة في فنون شتى
    [18۷ / 1] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، قال : حدثني محمد بن عيسى ، عن عباس ـ مولى الرضا عليه‌السلام الليل ـ عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام (1) ، قال : سمعته يقول : من قال حين يسمع أذان الصبح : اللهم إني أسألك بإقبال نهارك ، وإدبار ليلك ، وحضور صلواتك، وأصوات دعاتك (2) ، أن تصلي على محمد وآل محمد ، و (3) أن : تتوب علي إنك أنت التواب الرحيم ، وقال مثل ذلك إذا سمع أذان المغرب ، ثم مات من يومه أو من ليلته ، مات (4) تائباً (5) .
    [188 / 2] حدثنا علي بن عيسى المجاور ـ في مسجد الكوفة ـ رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا إسماعيل بن علي بن رزين أخي دعبل بن علي الخزاعي ، قال :
    __________________
    (1) قوله : ( عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ) لم يرد في (ج ، هـ . ع ، ق » .
    (2) في المطبوع والحجرية وفق دعائك ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اهـ . ع . روج ، ك ، وهو الموافق للأمالي وثواب الأعمال والبحار .
    (3) قوله : ( أن تصلي على محمد وآل محمد ، و) لم يرد في (ق) .
    (4) في «ق» : كان.
    (٥) ذكره المصنف في الأمالي : 338 / 399، وثواب الأعمال : 183 / 1 ، وفي من لا يحضره الفقيه 1 : 28۷ / 890 عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، وكذا أورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : 313 ، ومثله الطبرسي في مكارم الأخلاق ٢ : ٦٣ / ٢١٥٥ . ونقله عن العيون والأمالي وثواب الأعمال المجلسي في البحار ٨4 : ١٧٣ / 1 .

    حدثنا دعبل بن علي ، قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة : المكرم الذريتي من بعدي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عند اضطرارهم إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه (1) .
    [189 / 3] حدثنا أبو طالب (2) المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه أبي النصر (3) محمد بن مسعود العياشي ، قال : حدثنا جعفر بن أحمد ، قال : حدثني علي بن محمد بن شجاع ، عن محمد بن عثمان ، عن حميد بن محمد ، عن أحمد بن الحسن بن صالح (4) ، عن أبيه ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني أنه كتب إلى أبي الحسن عليه‌السلام ، يسأله عن رجل واقع امرأة (5) في شهر رمضان، من حلال (6) أو حرام ، في يوم (7) عشر مرات ، قال : «عليه عشر كفارات، لكل مرة كفارة، فإن أكل أو شرب، فكفارة يوم
    __________________
    (1) ورد في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام لاية : ۷9 / 2 ، وأورده الطوسي في أماليه : ٣٦٦ / 779 ، والطبري في ذخائر العقبي : ٥٠ ، ونقله عن العيون وأمالي الطوسي المجلسي في البحار ٢٢٠ / 1096. .
    (2) في ق ، ع : أبو الطيب ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح ، أنظر معجم رجال الحديث 19 : 19۷ / ١٢4٣٢ و ١٢4٣٣ .
    (3) في نسخة ر . ع : أبي النصر ، وما في المتن هو الموافق للمصادر الرجالية ، أنظر رجال النجاشي : ٣٥٠ / 944 وفهرست الطوسي : ٣٩٦ / 605 .
    (4) في المطبوع والحجرية : أحمد بن الحسن الصالح ، وما في المتن أثبتناه من نسخنا المسندة دق ، ك ، رع، وهو الموافق للمصادر . انظر مستدركات النمازي ٨٣٥:١ .
    (٥) في اق ، ع) : امرأته .
    (٦) في اق ، هـ ، ر، ج : حل ، وفي (ع) : من حرام أو حلال .
    (۷) في المطبوع والحجرية زيادة : واحد .

    واحد (1) .
    [١٩٠ / 4] حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، عن أبيه ، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي الباقر ، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : «إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما جاءه جعفر بن أبي طالب من الحبشة ، قام إليه واستقبله اثنتي عشرة خطوة، وعانقه وقبل ما بين عينيه وبكى ، وقال : لا أدري (2) بأيهما أنا أشد سروراً ، بقدومك يا جعفر، أم بفتح الله على (3) أخيك خيبر ؟! وبكى فرحاً برؤيته (4) .
    [١٩١ / 5] حدثنا أبي ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد ابن محمد بن عيسى (5) ، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا ، عن أبيه، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الما أسري بي إلى
    __________________
    (1) ذكره باختلاف يسير المصنف في الخصال : 4٥٠ / 54 ، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار 9٦: 2۷9 / 1، والحر العاملي في وسائل الشيعة ١٠:.
    (2) في المطبوع والحجرية : فما أدري، وما في المتن أثبتناه من نسخة اج ، هـ . ك . ر ، ق ، ع ، وهو الموافق للخصال والبحار .
    (3) في المطبوع والحجرية زيادة : يد .
    (4) ذكره المصنف في الخصال : 4٨4، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ٢١ : ٢4 / 19 .
    (٥) (أحمد بن محمد بن عيسى) لم يرد في اع ، ق .

    السماء، رأيت رحماً متعلقة بالعرش تشكو رحماً إلى ربها ، فقلت لها (1) : كم بينك وبينها من أب ؟ فقالت : نلتقي في أربعين أبا (2) .
    [١٩٢ / 6] حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه ، قال : حدثنا علي بن الحسن ابن علي بن فضال، قال : حدثنا محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام يقول: «من صام من شعبان يوماً واحداً ابتغاء ثواب الله دخل الجنة، ومن استغفر الله في كل يوم من شعبان سبعين مرة (3) حشره الله يوم القيامة في زمرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووجبت له من الله الكرامة ، ومن تصدق في شعبان بصدقة ولو بشق تمرة ، حرم الله جسده على النار، ومن صام ثلاثة أيام من شعبان ووصلها بصيام شهر رمضان ، كتب الله له صوم شهرين متتابعين (4) .
    [193 / 7] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد ابن إدريس جميعاً، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، قال : حدثني الحسين بن عبدالله (5) ، عن آدم بن عبدالله الأشعري ، عن
    __________________
    (1) في اق والحجرية : فقال لها .
    (2) ذكره المصنف في الخصال : ٥4٠ / 13 ، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ٧4: 91 / 13.
    (3) في المطبوع والحجرية ومن استغفر سبعين مرة في كل يوم من شعبان، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية ، وهو الموافق للمصادر.
    (4) ذكره المصنف في الخصال : ٥٨٢ / 6 ، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار 9۷: ۷2 / 16 ، وكذلك الحر العاملي في وسائل الشيعة ١٠: ٥٠٣ / 20 ، والإربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٩٢ ، عن العيون فقط.
    (٥) في نسخة ار، ق ) : الحسين بن عبيد الله .

    زكريا بن آدم ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول : «الصلاة لها أربعة آلاف باب (1) .
    [١٩4 / 8] حدثنا محمد بن علي بن بشار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد بن الحسن القزويني ، قال : أخبرنا أبو الفضل العباس بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال : حدثني الحسن ابن سهل القمي (2) ، عن محمد بن حامد ، عن أبي هاشم الجعفري ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : سألته عن الصلاة على المصلوب ؟ قال : «أما علمت أن جدي صلوات الله عليه صلى على عمه ؟ قلت : أعلم ذلك ، ولكني لم أفهمه مبيناً ، قال : «نبينه لك : إن كان وجه المصلوب إلى القبلة ؛ فقم على منكبه الأيمن، وإن كان قفاه إلى القبلة ، فقم على منكبه الأيسر، فإن ما بين المشرق والمغرب قبلة ، وإن كان منكبه الأيسر إلى القبلة ، فقم على منكيه الأيمن، وإن كان منكبه الأيمن إلى القبلة ، فقم على منكبه الأيسر، وكيف كان منحرفاً فلا تزايلن مناكبه ، وليكن وجهك إلى ما بين المشرق والمغرب ولا تستقبله ولا تستدبره ألبتة قال أبو هاشم : ثم قال الرضا عليه‌السلام : قد فهمت إن شاء الله (3) .
    __________________
    (1) آورده باختلاف بسير الكليني في الكافي : 2۷2 ذيل الحديث ٦ عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وكذا ابن شهر آشوب في المناقب ٢٧١:4 ، والطوسي في التهذيب 2 : 242 / 957 عن الإمام الرضا عليه‌السلام ، وذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه 1: 19۵ / 598 ، والخصال: 938 / 12، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٨٢ : 303 / 1.
    (2) في (ق) : العمي .
    (3) أورده الكليني في الكافي : 21۵ / 2 ، والطوسي في التهذيب 3 : 32۷ / 1021 . ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٨٢: 3 / 14.

    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : هذا حديث غريب نادر (1) ، لم أجده في شيء من الأصول والمصنفات ، ولا أعرفه إلا بهذا الإسناد .
    [١٩٥ / 9] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثني محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، قال : حدثني سهل ابن زياد، عن الحارث بن الدلهات ـ مولى الرضا عليه‌السلام ـ قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يكون فيه ثلاث خصال : سنة من ربه ، وسنة من نبيه ، وسنة من وليه .
    فالسنة من ربه : كتمان سره، قال الله عز وجل : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا ‎*‏ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ) (2) ، وأما السنة من نبيه : فمداراة الناس ، فإن الله عز وجل أمر نبيه الله بمداراة الناس فقال : ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) (3) ، وأما السنة من وليه : فالصبر في (4) البأساء والضراء ، فإن الله عز وجل يقول : ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ ) (5) (6) .
    __________________
    (1) (نادر) أثبتناه من النسخ الخطية .
    (2) سورة الجن ٧٢ : ٢٦ ـ ٢٧ .
    (3) سورة الأعراف ۷ 199.
    (4) في نسخة ع . ق . هـ ، ك ، ر ، ج : على بدل : في .
    (٥) سورة البقرة ٢ : 1۷۷ .
    (٦) أورده الكليني في الكافي 2: 189 / 39 ولم ترد فيه الآية الأخيرة ، والإسكافي في التمحيص : ٦٧ / 159 ، وابن شعبة في تحف العقول : 44٢، ولم ترد فيهما ذكر الآيات . وذكره المصنف في الخصال: 82 / 7، ومعاني الأخبار: ١٨4 / 1، والأمالي : 4٠٨ / 528 ونقله عن العيون والأمالي والكافي المجلسي في البحار ٢4: ٣٩ / 16 و ١٧، و ٦٧: ٢٨٠ / 5.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:22 pm

    [١٩٦ / 10] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا عمي (1) محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن علي بن محمد ، عن أبي أيوب المدني، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن الرضا ، عن آبائه، عن على عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «تعلموا من الغراب خصالاً ثلاثاً : استتاره بالسفاد ، وبكوره في طلب الرزق ، وحذره (2) .
    [19۷ / 11] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن حمزة الأشعري ، قال : حدثني ياسر الخادم ، قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام يقول : إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا ، وقد سلم الله عز وجل على يحيى الله في هذه الثلاثة المواطن (3) ، وآمن روعته ، فقال : ( وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا ‎ ) (4) ، وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن (5) ، فقال: ( وَالسَّلَامُ
    __________________
    (1) في نسخة (ر) وحاشية لك : عن عمه ، وكذلك الخصال، وفي (ق) والحجرية : حدثني عمى.
    (2) ذكره المصنف في الخصال : 99 / 51 ، ومن لا يحضره الفقيه ١: 4٨٢ / 1394 ، عن الإمام الصادق عليه‌السلام ، وأورده الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : 4٥٦ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، والطبرسي في مكارم الأخلاق 2 : ۵3 / 2132 عن الإمام الصادق عليه‌السلام . ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ١٠٣: 4١ / 3.
    (3) في الحجرية : المواطن الثلاثة، وفي (ق: المواطن ، فقط .
    (4) سورة مريم 19 : 1۵ .
    (٥) في ق والحجرية : المواطن الثلاثة .

    عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) (1) ، (2) .
    [198 / 12] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن سلمة بن الخطاب ، عن أحمد بن علي ، عن الحسن (3) بن علي الديلمي ـ مولى الرضا عليه‌السلام ـ قال : سمعت الرضا عليه‌السلام علي يقول : من حج بثلاثة من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عز وجل بالثمن ، ولم يسأله من أين كسب (4) ماله من حلال أو حرام (5) . قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : يعني بذلك : أنه لم يسأله عما وقع في ماله من الشبهة، ويُرضى عنه خصماءه بالعوض .
    [199 / 13] حدثنا محمد بن على ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال (6) : حدثني أبي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن السياري، عن الحارث بن الدلهاث ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : «إن الله عز وجل أمر بثلاثة مقرون بها ثلاثة أخرى : أمر بالصلاة والزكاة ، فمن صلى ولم يزك لم يقبل منه صلاته ، وأمر بالشكر له وللوالدين ، فمن لم يشكر والديه لم يشكر
    __________________
    (1) سورة مريم 19 : 33.
    (2) ذكره المصنف في الخصال : 1۰۷ / 71 ، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار ٦٠ : ٣٣٥ / 7 ، ولم تعثر عليه في العلل ، بل وجدناه في الخصال .
    (3) في المطبوع والحجرية ونسخة (ع) : الحسين، وما في المتن أثبتناه من نسخة اهـ ، ق ، ك . ر . ج، وحاشية الحجرية، وهو الموافق لأكثر المصادر أنظر معجم رجال الحدیث : ۷1 / 3018.
    (4) في المطبوع والحجرية : اكتسب ، وما في المتن أثبتناه من نسخنا الخطية .
    (5) ذكره المصنف في الخصال: 118 / 103 ، ومن لا يحضره الفقيه ٢ : ٢١٦ / 2208 ، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار 99 : 112 / 1 .
    (٦) قوله : ( حدثنا محمد بن علي ما جيلويه الله ، قال) لم يرد في «ق».

    الله ، وأمر باتقاء الله وصلة الرحم ، فمن لم يصل رحمه لم يتق الله عز وجل (1) .
    [٢٠٠ / 14] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن موسى بن جعفر ابن أبي جعفر الكميذاني (2) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام : من علامات الفقه (3) : الحلم والعلم والصمت ، إن الصمت باب من أبواب الحكمة ، إن الصمت يكسب المحبة ، إنه دليل على كل خير (4) .
    [٢٠١ / 15] حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن أحمد بن محمد بن صالح الرازي (5) ، عن حمدان الديواني ، قال : قال الرضا عليه‌السلام علي : صديق كل امرىء عقله ، وعدوه جهله (6) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الخصال : ١٥٦ / 196 ، ونقله عن الخصال والعيون المجلسي في البحار ٧4 : ٦٨ / 40 ، و 96 : 12 / 17 .
    (2) في المطبوع ونسخة (ع) : الكميداني ، وما في المتن أثبتناه من نسخة «ر ، ق ، ك والحجرية. أنظر رجال النجاشي : 4٠٦ / 1077 ، وإيضاح الاشتباه للعلامة الحلي : 21۵ / 377.
    (3) في المطبوع والحجرية : الفقيه ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ار ، ك ، هـ ، ع ، ق ، ج ، وهو الموافق للمصادر .
    (4) أورده باختلاف يسير الحميري في قرب الإسناد : ٣٦٩ / 1321 ، وابن شعبة في تحف العقول: 44٥، والسفيد في الاختصاص : 232 ، وذكره المصنف في الخصال : 1۵8 / 202، ونقله عن قرب الإسناد والعيون والخصال المجلسي في البحار ۷1: 2۷9 / 8 و 9.
    (٥) في ع ، ق : أحمد بن صالح الرازي .
    (٦) أورده الكليني في الكافي ١ : 8 / 4، البرقي في المحاسن 1: 3۰9 / 610 ، این شعبة في تحف العقول : 44٣ ، وذكره المصنف في علل الشرائع : 1۰1 / 2 ، ونقله عن العيون وعلل الشرائع والمحاسن المجلسي في البحار 1: 8۷ / 11.

    [٢٠٢ / 16] حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم الخوزي (1) ، قال : حدثنا زيد بن محمد البغدادي ، قال : حدثنا أبو القاسم عبدالله بن محمد الطائي بالبصرة ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه ، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام : إنه دعاه رجل ، فقال له علي عليه‌السلام : على أن تضمن لي ثلاث خصال ، قال : وما هي يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا تدخل علينا شيئاً من خارج ، ولا تدخر عنا شيئاً في البيت ، ولا تجحف بالعيال ، قال : ذلك لك ، فأجابه علي بن أبي طالب عليه‌السلام (2) .
    [2۰3 / 17] حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : حدثنا أبو نصر منصور بن عبدالله بن إبراهيم الأصفهاني ، قال : حدثنا علي بن عبدالله (3) ، قال : حدثنا داوود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة أنا الشفيع لهم (4) يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض : معين أهل بيتي ، والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه
    __________________
    (1) في المطبوع ونسخة (ر) : الخوري ، ونسخة (ع) : الحوزي ، وفي (ق: الجوزي ، وحاشية الحجرية وحاشية (ع) في نسخة : الجوهري ، وما في المتن أثبتناه من النسخة ك، أنظر معجم رجال الحديث 2 : 21 / 391 ، وتنقيح المقال ٥: 219 / 698 ـ المستدركات .
    (2) ورد في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : ٢4٦ / 155 ، وذكره المصنف في الخصال : ١٨٩ / 261 ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٢٧ : ٢٥٥ / 2 .
    (3) في المطبوع : علي بن أبي عبد الله ، وما في المتن أثبتناه من نسخة وع ، ك . ر . ق) والحجرية ، وهو الموافق للخصال والبحار.
    (4) في المطبوع : شفيعهم ، وفي نسخة ال ، ع ، ق : شفيع لهم ، وفي نسخة اهـ . ج والحجرية : لهم شفيع ، وما في المتن من نسخة من حاشية ار) وهو الموافق للمصادر .

    ولسانه ، والدافع (1) عنهم بيده (2) .
    [٢٠4 / 18] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي الحسن عليه‌السلام أنه قال : احتبس القمر عن بني إسرائيل ، فأوحى الله عز وجل إلى موسى : أن أخرج عظام يوسف عليه‌السلام من مصر، ووعده طلوع القمر إذا أخرج عظامه ، فسأل موسى عليه‌السلام عمن يعلم موضعه ؟ فقيل له : هاهنا عجوز تعلم علمه ، فبعث إليها، فأتي بعجوز مقعدة عمياء ، فقال لها : أتعرفين موضع قبر يوسف ؟ قالت : نعم ، قال : فأخبريني به ، فقالت : لا ، حتى تعطيني أربع خصال : تطلق لي رجلي، وتعيد إلي شبابي ، وتعيد (3) إلى بصري ، وتجعلني معك في الجنة .
    قال : فكبر ذلك على موسى عليه‌السلام ، قال : فأوحى الله عز وجل إليه : يا موسى ، أعطها ما سألت ، فإنك إنما تعطي علي ، ففعل، فدلته عليه ، فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر ، فلما أخرجه طلع القمر، فحمله إلى الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام (4) .
    __________________
    (1) في هـ ، ج 1 : والمدافع ، وفي (ع) : والدافع المكروه عنهم بيده، وفي (ك) : والدافع المكروه عنهم بيده وماله ، وكلمة : ( المكروه) و ( وماله) أثبتت في متن لك من نسخة . وموجودة في حاشية (ر) في نسخة .
    (2) ذكره المصنف في الخصال : 19٦ / 1، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار 2۷: ۷۷ / 10.
    (3) في المطبوع والحجرية : وترد ، وما في المتن من النسخ الخطية ، وهو الموافق للمصادر .
    (4) ذكره المصنف في الخصال : 2۰۵ / 21 ، علل الشرائع : ٢٩٦ / 21 ، ونقله الراوندي عن الصدوق في قصص الأنبياء : 13۵ / 139 ، وفيه : المطر ، بدل ، القمر ، والمجلسي عن كتب الصدوق في البحار ١٣ : ١٢٧ / 25.

    [٢٠٥ / 19] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ـ مولى بني هاشم ـ عن علي بن الحسن بن علي ابن فضال، عن أبيه، قال: سألت الرضا عليه‌السلام عن بسم ا الله ؟ قال : معنى قول القائل : بسم الله ، أي أسم على نفسي بسمة من سمات الله عز وجل، وهي العبودية (1) قال : فقلت له : ما السمة ؟ قال : «العلامة (2) .
    [٢٠٦ / 20] حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : أخبرنا أبو نصر منصور بن عبدالله ، قال : حدثنا المنذر بن محمد ، قال : حدثنا الحسين بن محمد ، قال : حدثنا سليمان بن جعفر ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن أبائه ، عن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : «في جناح كل هدهد خلفه الله عز وجل، مكتوب بالسريانية : آل محمد خير البرية» (3) .
    [2۰۷ / 21] حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب ، قال : أخبرنا أبو نصر منصور بن عبد الله بن إبراهيم الأصفهاني ، قال : حدثنا علي بن عبد الله الإسكندراني ، قال : حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن مهدي الرقي ، قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا على ، طوبى لمن أحبك وصدق
    __________________
    (1) في (ق) و حاشيتي نسخة (ع) والحجرية في نسخة : العبادة .
    (2) ذكره المصنف في معاني الأخبار : 3 / 1 ، وفيه : العبادة بدل العبودية ، وكذا في التوحيد : 229 / 1، ونقله عن المعاني والتوحيد والعيون المجلسي في البحار ٩٢:.
    (3) آورده باختلاف يسير الطوسي في الأمالي : ٣٥٠ / 723، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 2۷ : ٢٦١ / 1 ، و ٦4: ٢٨٣ / 45 .

    بك ، وويل لمن أبغضك وكذب بك ، محبوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى، وما بين ذلك، هم أهل الدين والورع والسمت الحسن والتواضع الله عز وجل ، خاشعة أبصارهم ، وجلة قلوبهم لذكر الله عز وجل ، وقد عرفوا حق ولايتك ، وألسنتهم ناطقة بفضلك ، وأعينهم ساكبة ، تحنناً عليك وعلى الأئمة من ولدك ، يدينون الله بما أمرهم به في كتابه (1) ، وجاءهم به البرهان (2) من سنة نبيه ، عاملون بما يأمرهم به أولو الأمر منهم ، متواصلون غير متقاطعين متحابون غير متباغضين ، إن الملائكة لتصلي عليهم ، وتؤمن على دعائهم، وتستغفر للمذنب منهم ، وتشهد حضرته، وتستوحش الفقده إلى يوم القيامة» (3) .
    [2۰8 / 22] حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي الكوفي بالكوفة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة ، قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي الهمداني ، قال : حدثني أبو الفضل العباس بن عبد الله البخاري ، قال : حدثنا محمد بن القاسم بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن محمد بن أبي بكر ، قال : حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب ال ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما خلق الله خلقاً أفضل مني ولا أكرم عليه مني ، قال علي ال : فقلت : يا رسول الله فأنت أفضل أم جبرئيل ؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي،
    __________________
    (1) في (ق) : بما أمرهم في كتابه .
    (2) في اق ، ع : وجاءهم بالبرهان .
    (3) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٦٨ : ١٥٠ / 3 .

    إن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلني على جميع النبيين والمرسلين، والفضل بعدي لك يا علي وللأئمة من بعدك ، وإن الملائكة لخدامنا وخدام محبينا ، يا علي، الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا بولايتنا ، يا علي ، لولا نحن ما خلق الله آدم عليه‌السلام ولا حواء ولا الجنة ولا النار ولا السماء ولا الأرض ، فكيف لا تكون أفضل من الملائكة ؟ ! وقد سبقناهم إلى معرفة ربنا وتسبيحه وتهليله وتقديسه (1) ؛ لأن أول ما خلق الله عز وجل خلق (2) أرواحنا ، فأنطقها بتوحيده وتمجيده ثم خلق الملائكة .
    فلما شاهدوا أرواحنا نوراً واحداً استعظمت أمرنا ، فسبحنا لتعلم الملائكة أنا خلق مخلوقون، وأنه منزه عن صفاتنا ، فسبحت الملائكة بتسبيحنا، ونزهته عن صفاتنا . فلما شاهدوا عظم شأننا هللنا ؛ لتعلم الملائكة أن لا إله إلا الله ، وأنا عبيد ولسنا بآلهة يجب أن تعبد معه أو دونه ، فقالوا : لا إله إلا الله.
    فلما شاهدوا كبر محلنا كبرنا، لتعلم الملائكة أن الله أكبر من أن ينال عظم (3) المحل إلا به .
    فلما شاهدوا ما جعله الله لنا من العزة (4) والقوة ، فقلنا : لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ لتعلم الملائكة أن (5) لا حول لنا ولا قوة إلا بالله .
    __________________
    (1) في (ق) : ونسبحه ونهلله وتقدسه .
    (2) (خلق) أثبتناه من النسخ الخطية ، وهو الموافق للمصادر.
    (3) في اق ، هـ ، ج والحجرية : عظيم .
    (4) في اق ، ع ، ر، هـ ، ع : العز.
    (٥) في المطبوع والحجرية : أنه ، وما في المتن أثبتناه من ق ، ك ، (ع ، ر) وهو الموافق للمصادر ، وقوله : ( لتعلم الملائكة أن لا حول ولا قوة إلا بالله ) لم يرد في اج ، هـه .

    فلما شاهدوا ما أنعم الله به علينا وأوجبه لنا من فرض الطاعة ، قلنا : الحمد لله ؛ لتعلم الملائكة ما يحق (1) الله تعالى ذكره علينا من الحمد على نعمه ، فقالت الملائكة : الحمد لله ، فينا اهتدوا إلى معرفة توحيد الله عز وجل وتسبيحه وتهليله وتحميده وتمجيده .
    ثم إن الله تبارك وتعالى خلق آدم فأودعنا صلبه ، وأمر الملائكة بالسجود له تعظيماً لنا وإكراماً، وكان سجودهم الله عز وجل عبودية، ولآدم إكراماً وطاعة ؛ لكوننا في صلبه ، فكيف لا تكون أفضل من الملائكة، وقد سجدوا لآدم كلهم أجمعون .
    وإنه لما عرج بي إلى السماء أذن جبرئيل عليه‌السلام مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى ، ثم قال لي : تقدم يا محمد ، فقلت له : يا جبرئيل ، أتقدم عليك ! قال : نعم ؛ لأن الله تبارك وتعالى فضل أنبياءه على ملائكته أجمعين، وفضلك خاصة (2) ) فتقدمت فصليت (3) بهم ولا فخر.
    فلما انتهيت إلى حجب النور، قال لي جبرئيل : تقدم يا محمد ، وتخلف عني ، فقلت له : يا جبرئيل، في مثل هذا الموضع تفارقني ؟! فقال : يا محمد ، إن انتهاء حدي الذي وضعني الله عز وجل فيه إلى هذا المكان، فإن تجاوزته احترقت أجنحتي بتعدي حدود ربي جل جلاله ، فرح بي في النور زخة (4)
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : ما يستحق ، وما في المتن من النسخ الخطية، وهو الموافق المصادر.
    (2) في المطبوع زيادة : قال .
    (3) في نسخة (ع) : وصليت .
    (4) في نسخة ها وحاشية (ك) والحجرية في نسخة : فرج بي في النور زجة ، وكذلك العلل ، وفي الحجرية : فرح بي في النور زحة .
    وزح : دفع ، المحكم والمحيط الأعظم ٥٠١:4 ـ زخخ .

    حتى انتهيت إلى ما شاء الله عز وجل من علو مكانه ، فنوديت ، فقلت : لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت ، فنودیت : يا محمد ، أنت عبدي وأنا ربك ، فإياي فاعبد وعلي فتوكل، فإنك نوري في عبادي ، ورسولي إلى خلقي ، وحجتي على بريتي ، لك ولمن تبعك خلقت جنتي ، ولمن خالفك خلقت ناري ، ولأوصيائك أوجبت كرامتي ، ولشيعتهم أوجبت ثوابي .
    فقلت : يا رب ، ومن أوصيائي ؟ فنوديت : يا محمد ، أو صياؤك المكتوبون على ساق عرشي (1) ، فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش، فرأيت اثني عشر نوراً ، في كل نور سطر أخضر ، عليه اسم وصي من أوصيائي، أولهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، وآخرهم مهدي أمتي ، فقلت : يا رب ، هؤلاء أوصيائي بعدي ؟ فنودیت : يا محمد ، هؤلاء أوصيائي وأحبائي وأصفيائي وحججي بعدك على بريتي ، وهم أوصياؤك وخلفاؤك وخير خلقي بعدك .
    وعزتي وجلالي لأظهرن بهم ديني ، ولأعلين بهم كلمتي ، ولأطهرن الأرض بآخرهم من أعدائي، ولا ملكنه مشارق الأرض ومغاربها، ولأسخرن له الرياح، ولأذللن له السحاب الصعاب، ولأرقيته في الأسباب، ولأنصرنه بجندي ، ولأمدته بملائكتي ؛ حتى يعلن دعوتي ، ويجمع الخلق على توحيدي ، ثم لأديمن ملكه ، ولأداولن الأيام بين أوليائي إلى يوم القيامة» (2) .
    __________________
    (1) في نسخة (ق) : ساق العرش، وفي حاشية الحجرية في نسخة : سراديق عرشي .
    (2) ذكره المصنف في كمال الدين : ٢٥4 / 4 ، وعلل الشرائع : ٥ / 1، ونقله عن العيون وكمال الدين وعلل الشرائع المجلسي في البحار ٢٦ : ٣٣٥ / 1 .

    [2۰9 / 23] وبهذا الإسناد قال : قال الرضا عليه‌السلام : «الحياء من الإيمان (1) .
    [٢١٠ / 24] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد (2) عليهم‌السلام ، قال : إن سليمان بن داوود قال ذات يوم لأصحابه : إن الله تبارك وتعالى قد وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي ، سخر لي الريح والإنس والجن والطير والوحوش ، وعلمني منطق الطير ، وأتاني من كل شيء، ومع جميع ما أوتيت (3) من الملك ما تم لي سرور يوم إلى الليل ، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد فأصعد أعلاه وأنظر إلى ممالكي ، فلا تأذنوا لأحد علي بالدخول لئلا يرد على ما ينغص علي يومي ، فقالوا : نعم .
    فلما كان من الغد ، أخذ عصاه بيده وصعد إلى أعلى موضع من قصره ، ووقف متكناً على عصاه، ينظر إلى ممالكه مسروراً (4) بما أوتي ، فرحاً بما أعطي ، إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس ، قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلما بصر به سليمان عليه‌السلام ، قال له : من أدخلك إلى هذا
    __________________
    (1) آورده الكليني في الكافي ٢ ٨٦ صدر الحديث 1، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أحمد ابن حنبل في المسند ٢: ٧٣ / 4540 ، ومسلم في الصحيح ١: ٦٣ / 59 ، وابن ماجة في السنن ٢ : ١4٠٠ صدر الحديث 4١٨4 ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٧١ : ٣٣4 / 12 .
    (2) في المطبوع والحجرية ونسخة «ر. ك زيادة : ( عن أبيه محمد بن علي ) .
    (3) في (ق) والحجرية : ما أوتيته .
    (4) في ك ، ج ، هـ، ع والمطبوع : سروراً، وما في المتن من اق ، را والحجرية والعلل والبحار.

    القصر، وقد أردت أن أخلو فيه اليوم، فبإذن من دخلت ؟! فقال الشاب : أدخلني هذا القصر ربه ، وبإذنه دخلت ، فقال : ربه أحق به مني ، فمن أنت ؟ قال : أنا ملك الموت ، قال : وفيما جئت ؟ قال : الأقبض روحك ، فقال : امض لما أمرت به ، فهذا يوم سروري ، وأبى الله عز وجل أن يكون لي سروراً دون لقائه .
    فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه، فبقي سليمان متكئاً على عصاه ـ وهو ميت ـ ما شاء الله ، والناس ينظرون إليه وهم يقدرون أنه حي ، فافتتنوا فيه واختلفوا، فمنهم من قال : إن سليمان قد بقي متكناً على عصاه هذه الأيام الكثيرة، ولم يتعب ولم ينم ولم يأكل ولم يشرب (1) ، إنه لربنا الذي يجب علينا أن نعبده، وقال قوم: إن سليمان الساحر (2) ، وإنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه، يسحر أعيننا وليس كذلك، فقال المؤمنون : إن سليمان هو عبد الله ونبيه يدبر الله أمره بما شاء (3) .
    فلما اختلفوا بعث الله عز وجل الإرضة ، قدبت في عصاه ، فلما أكلت جوفها انكسرت العصا وخر سليمان من قصره على وجهه ، فشكرت الجن الإرضة على صنيعها ، فلأجل ذلك لا توجد الإرضة في مكان إلا وعندها ماء وطين ، وذلك قول الله عزوجل : ( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ) يعني عصاه ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : ولم يأكل ولم يشرب، ولم يتعب ولم يتم، وما في المتن من النسخ والمصادر.
    (2) في ، ج ، ها والمطبوع : الساحر ، وما في المتن من بقية النسخ .
    (3) في اج ، هـ ، ع ، ق والحجرية : بما يشاء .

    أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ )) (1) .
    ثم قال الصادق عليه‌السلام : وما نزلت هذه الآية هكذا ، وإنما نزلت : فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين (2) .
    __________________
    (1) سورة سبأ ٣4 : ١4 .
    (2) ذكره المصنف في علل الشرائع : ۷3 / 2 ، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار ١4 : ١٣٦ / 1 .


    ـ2۷ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في هاروت وماروت
    [211 / 1] حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد عليهم‌السلام ، في قول الله عز وجل : ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ) (1) ، قال : «اتَّبعوا ما تتلوا كفرة الشياطين من السحر والنيرنجات على ملك سليمان (2) ، الذين يزعمون أن سليمان به ملك ، ونحن أيضاً به تظهر العجائب حتى ينقاد لنا الناس ، وقالوا : كان سليمان كافراً (3) ساحراً ماهراً ، بسحره ملك ما ملك ، وقدر على (4) ما قدر ، فرد الله عز وجل عليهم ، فقال : ( وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ ) ولا استعمل السحر ـ كما قال هؤلاء الكافرون ( وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) (5) ـ الذي نسبوه إلى سليمان وإلى ( وَمَا أُنزِلَ عَلَى
    __________________
    (1) سورة البقرة ١٠٢:٢ .
    (2) من قوله : ( قال: اتبعوا ما تتلو) إلى هنا لم يرد في القا .
    (3) ( كافراً) لم يرد في ، ق ، هـ ، ج . ع ) .
    (4) (على) أثبتناها من النسخ الخطية والبحار .
    (٥) سورة البقرة ٢ : 1۰2 .

    الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ) (1) .
    وكان بعد نوح عليه‌السلام قد كثر السحرة والمموهون ، فبعث الله عز وجل ملكين إلى نبي ذلك الزمان بذكر ما يسحر به السحرة، وذكر ما يبطل به سحرهم ويرد به كيدهم ، فتلقاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الملكين وأداه إلى عباد الله بأمر الله عز وجل ، وأمرهم أن يقفوا به على السحر وأن يبطلوه ، ونهاهم أن يسحروا به الناس ، وهذا كما يدل على السم ما هو وعلى ما يدفع به غائلة السم .
    ثم قال عز وجل : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ) يعني أن ذلك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر الملكين أن يظهرا للناس بصورة بشرين ويعلماهم ما علمهما الله من ذلك ، فقال الله عز وجل : ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ ) ذلك السحر وإبطاله حَتَّى يَقُولا للمتعلم : ( إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ ) و امتحان للعباد ؛ ليطيعوا الله عز وجل فيما يتعلمون من هذا ويبطلوا به كيد السحرة ولا يسحروهم ( فَلَا تَكْفُرْ ) باستعمال هذا السحر وطلب الإضرار به ودعاء (2) ، الناس إلى أن يعتقدوا أنك به تحيي وتميت وتفعل . ما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، فإن ذلك كفر .
    قال الله عز وجل : ( فَيَتَعَلَّمُونَ َ ) يعني طالبي السحر ( مِنْهُمَا ) (3) يعني مما كتبت الشياطين على ما ملك سليمان من النيرنجات ، ومما أنزل
    __________________
    وقوله : (كما قال هؤلاء الكافرون ( وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ ) ) أثبتناه من نسخة هـ . ع . ك . ر . ق ، ج، والبحار.
    (1) سورة البقرة ١٠٢:٢ .
    (2) في نسخة اج ، هـه : الاحتراز به .
    (3) مقاطع الآية في هذه الصفحة من سورة البقرة ١٠٢:٢ .

    على الملكين ببابل هاروت وماروت ، يتعلمون من هذين الصنفين ما يفرقون به بين المرء وزوجه، هذا ما يتعلم الإضرار بالناس ، يتعلمون التضريب بضروب الحيل والتمائم (1) والإيهام (2) ، وأنه قد دفن في موضع كذا ، وعمل كذا ؛ ليُحبب المرأة إلى الرجل ، والرجل إلى المرأة ، أو يؤدي إلى الفراق بينهما ، ثم قال عزّ وجلّ : ( وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) أي ما المتعلمون بذلك بضارين به من أحد إلا بإذن الله ، يعني بتخلية الله وعلمه، وإنه لو شاء لمنعهم بالجبر والقهر .
    ثم قال : ( وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ) ، لأنهم إذا تعلموا ذلك السحر ليسحروا به ويضروا فقد تعلموا ما يضرهم في دينهم ولا ينفعهم فيه ، بل ينسلخون عن دين الله بذلك ( وَلَقَدْ عَلِمُوا ) (3) هؤلاء المتعلمون ( لَمَنِ اشْتَرَاهُ ) بدينه الذي ينسلخ عنه بتعلمه ( مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ) أَي من نصيب في ثواب الجنة :
    ثم قال عز وجل : ( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ) ورهنوها (4) بالعذاب ( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) أَنَّهم قد باعوا الآخرة وتركوا نصيبهم من الجنة ؛ لأن المتعلمين لهذا السحر الذين يعتقدون أن لا رسول ولا إله ولا بعث ولا نشور ، فقال : ( وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ) (5) لأنهم يعتقدون أن لا آخرة ، فهم يعتقدون أنها إذا لم تكن آخرة
    __________________
    (1) في اق ، ها والحجرية : والتمائم .
    (2) في نسخة (ع) : الانهام، ونسخة الك : للإيهام .
    (3) في اق ، ع ، هـ ، ج ، ر ، ك : ولقد علم هؤلاء .
    (4) في اق ، هـ ، ع ، ج، والحجرية : ورهنوا .
    (٥) مقاطع الآية في هذه الصفحة من سورة البقرة ١٠٢:٢.

    فلا خلاق لهم في دار بعد الدنيا، وإن كانت بعد الدنيا آخرة فهم مع كفرهم بها لاخلاق لهم فيها.
    ثم قال : ( وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ) (1) ، إذ باعوا الآخرة بالدنيا ، ورهنوا بالعذاب الدائم أنفسهم ( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) (2) أنهم قد باعوا أنفسهم بالعذاب، ولكن لا يعلمون ذلك؛ لكفرهم به ، فلما تركوا النظر في حجج الله حتى يعلموا عذبهم على اعتقادهم الباطل وجحدهم الحق .
    قال يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، أنهما قالا : فقلنا للحسن عليه‌السلام ـ أبي القائم (3) ـ : فإن قوماً عندنا يزعمون أن هاروت وماروت ملكان اختارهما الله من (4) الملائكة لما كثر عصيان بني آدم، وأنزلهما مع ثالث لهما إلى الدنيا (5) ، وأنهما افتتنا بالزهرة وأرادا الزنا بها ، وشربا الخمر، وقتلا النفس المحرمة، وأن الله عز وجل يعذبهما ببابل ، وأن السحرة منهما يتعلمون السحر، وأن الله تعالى مسخ تلك المرأة هذا الكوكب الذي هو الزهرة .
    فقال الإمام عليه‌السلام : «معاذ الله من ذلك، إن ملائكة الله معصومون ، محفوظون من الكفر والقبائح بألطاف الله تعالى ، قال الله عز وجل فيهم :
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية زيادة : بالعذاب .
    (2) مقاطع الآية في هذه الصفحة من سورة البقرة ٢ : ١٠٢ .
    (3) (أبي القائم) أثبتناه من نسخة هـ . ر . ق . ك . . ر . ق ، ك ، ج، والحجرية ، وفي (ع، والمطبوع : للحسن بن علي عليه‌السلام.
    (4) (من) أثبتناها من نسخة (ع) ، هـ وفيهما : ( اختارهما من الملائكة) ، وفي نسخة (ر ) ك ، ق ، ج والحجرية : ( اختارتهما الملائكة ) .
    (٥) في المطبوع والحجرية : دار الدنيا.

    ( لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ) (1) وقال الله عز وجل : ( وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ ) (2) يعني من الملائكة ( لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ ‎*‏ يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ) (3) ، وقال عز وجل في الملائكة أيضاً : ( بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ ‎*‏ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ‎*‏ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) (4) .
    ثم قال عليه‌السلام : لو كان كما يقولون ، كان الله عز وجل قد جعل هؤلاء الملائكة خلفاءه على الأرض (5) ، وكانوا كالأنبياء في الدنيا أو كالأئمة عليهم‌السلام (6) . فيكون من الأنبياء والأئمة عليهم‌السلام الالم قتل النفس والزنا» .
    ثم قال عليه‌السلام : «أو لست تعلم أن الله عز وجل لم يخل الدنيا قط من نبي أو إمام من البشر (7) ؟ أوليس الله عز وجل يقول: ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ ) ، يعني إلى الخلق ( إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ ) (Cool فأخبر أنه لم يبعث الملائكة إلى الأرض ليكونوا أئمة وحكاماً ، وإنما (9) أرسلوا إلى أنبياء الله قالا : فقلنا له : فعلى هذا لم يكن إبليس أيضاً
    __________________
    (1) سورة التحريم ٦٦: ٦.
    (2) في المطبوع والحجرية : يعني الملائكة ، وكلتاهما لم تردا في اج ، هه .
    (3) سورة الأنبياء 21 : 19 ـ 2۰ .
    (4) سورة الأنبياء ٢١ ٠ ٢٦ ـ ٢٨.
    (٥) في المطبوع والحجرية : في الأرض .
    (٦) في اق ، ك ، را والحجرية : وكالأئمة.
    (۷) في المطبوع : لم يخل الدنيا من نبي قط أو إمام من البشر ، وفي (ق»: لم يخل الدنيا قط من بني آدم أو إمام من البشر، وما في المتن من بقية النسخ والحجرية .
    (Cool سورة يوسف 12 : 1۰9 .
    (9) في المطبوع والحجرية زيادة كانوا .

    ملكاً ؟ فقال : «لا ، بل كان من الجن ، أما تسمعان الله عز وجل يقول : ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ ) (1) فأخبر عز وجل أنه كان من الجن ، وهو الذي قال الله عز وجل : ( وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ ) (2) .
    قال الإمام الحسن بن علي عليهما‌السلام : حدثني أبي ، عن جدي ، عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عزوجل اختارنا معاشر آل محمد ، واختار النبيين ، واختار الملائكة المقربين، وما اختارهم إلا على علم منه بهم أنهم لا يواقعون (3) ما يخرجون به عن ولايته، وينقطعون به عن عصمته، وينتمون به إلى المستحقين لعذابه ونقمته .
    قالا : فقلنا له : قد روي لنا أن علياً عليه‌السلام لما نص عليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالإمامة ، عرض الله عز وجل ولايته في السماوات (4) على فئام (5) وفئام من الملائكة ، فأبوها فمسخهم الله ضفادع .
    فقال عليه‌السلام : معاذ الله ! هؤلاء المكذبون لنا المفترون علينا ، الملائكة هم رسل الله ، فهم كسائر أنبياء الله ورسله إلى الخلق ، أفيكون منهم الكفر بالله ؟ قلنا (6) : لا ، قال : فكذلك الملائكة ، إن شأن الملائكة لعظيم ، وإن
    __________________
    (1) سورة الكهف ١٨: ٥٠ .
    (2) سورة الحجر ١٥ ـ ٢٧ .
    (3) في (ق) : لا يواقعون قوماً ، وفي الحجرية : لا يوافقون لا يخرجون .
    (4) في المطبوع والحجرية : السماء وما في المتن من النسخ الخطية .
    (٥) في المطبوع والبحار زيادة : ( من الناس) .
    (٦) في اق، ر، هن، ج والحجرية : قلت .

    خطبهم الجليل (1) .
    [212 / 2] حدثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني أبي ، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن علي بن محمد بن الجهم ، قال : سمعت المأمون يسأل الرضا علي بن موسى عليهما‌السلام عما يرويه الناس من أمر الزهرة، وأنها كانت امرأة فتن بها هاروت وماروت ، وما يروونه من أمر سهيل أنه كان عشاراً باليمن .
    فقال الرضا عليه‌السلام الي : كذبوا في قولهم : إنهما كوكبان ، وإنما كانتا دابتين من دواب البحر ، فغلط الناس وظنوا أنهما الكوكيان ، وما كان الله عز وجل ليمسخ أعداءه أنواراً مضيئة ثم يُبقيها ما بقيت السماء (2) والأرض ، وإن المسوخ لم تبق أكثر من ثلاثة أيام حتى ماتت، وما تناسل (3) منها شيء ، وما على وجه الأرض اليوم مسخ ، وإن التي وقع عليها اسم المسوخية ، مثل القرد والخنزير والدب وأشباهها إنما هي مثل ما مسخ الله على صورها ، قوماً غضب الله عليهم ولعنهم بإنكارهم توحيد الله وتكذيبهم رسله .
    وأما هاروت وماروت ، فكانا ملكين علما الناس السحر ليحترزوا به عن سحر السحرة ويبطلوا به كيدهم ، وما علما أحداً من ذلك شيئاً إلا قالا له : ( إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ) (4) ، فكفر قوم باستعمالهم لما أمروا
    __________________
    (1) ورد باختلاف يسير في تفسير الإمام العسكري الي : 4٧١ / 304، وأورده الطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٥١4 / 338 ، من قوله : قلنا للحسن أبي القائم المنا . إلى آخر الحديث، ونقله عن العيون والتفسير المجلسي في البحار ٥٩: ٣١٩ / 3.
    (2) في اج ، هـ) : السماوات .
    (3) في اق ، ج ، هـ ، ع ) : وما يتناسل .
    (4) سورة البقرة ٢ : 1۰2.

    بالاحتراز منه ، وجعلوا يفرقون بما تعلموه بين المرء وزوجه ، قال الله عز وجل : ( وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) (1) يعنى بعلمه (2) .
    __________________
    (1) سورة البقرة ٢ : 1۰2.
    (2) نقله عن العيون المجلسي في البحار ٥٩ : ٣٢٣ / 4 .

    ـ28ـ
    باب فيما جاء عن الرضا عليه‌السلام
    من الأخبار المتفرقة (5)
    [213 / 1] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إسماعيل بن عيسى ، عن العباس بن معروف ، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن الهيثم ، عن محمد بن الفضيل (2) ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال عليه‌السلام : قلت له : تكون الأرض ولا إمام فيها ؟ فقال : لا ، إذا لساخت بأهلها» (3) .
    [٢١4 / 2] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن عباد بن سليمان ، عن سعد بن سعد الأشعري ، عن أحمد بن عمر ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : قلت له : هل تبقى الأرض بغير إمام ؟ فقال : «لا» ، قلت : فإنا نروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، أنه قال : لا تبقى ، إلا أن يسخط الله على
    __________________
    (1) في المطبوع : باب فيما جاء عن الإمام علي بن موسى عليهما‌السلام من الأخبار المتفرقة . وفي اق ، ع ، ج ، ك ، والحجرية إضافة كلمة (آخر) بعد كلمة (باب) وما في المتن من النسخ الخطية والحجرية .
    (2) في المطبوع والحجرية : محمد بن الفضل، وفي العلل والبحار : محمد بن القاسم، وما في المتن من النسخ المسندة ك . ع . ر . ق).
    (3) أورده الصفار في بصائر الدرجات : ٥٠٨ / 4 ، باختلاف بسير ، وكذا الكليني في الكافي 1: 13۷ / 10، وذكره نصاً المصنف في علل الشرائع : 198 / 17، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار 23 : 2۷ / 39.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:25 pm

    العباد فقال : لا تبقى ، إذاً لساخت (1) .
    [٢١٥ / 3] حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد البصري، عن الحسن ابن علي الوشاء ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : هل تبقى الأرض بغير إمام ؟ فقال : «لا» ، فقلت : فإنا نروي : أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله على العباد ، فقال : لا تبقى ، إذا لساخت (2) .
    [٢١٦ / 4] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن الحسن ابن علي الزيتوني (3) ومحمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن أحمد بن هلال، عن سعيد بن سليمان، عن سليمان بن جعفر الجعفري (4) ، قال : سألت
    __________________
    (1) أورده الصفار في بصائر الدرجات : ٥٠٩ / 6، وباختلاف يسير الكليني في الكافي 1: 13۷ / 11 ، وكذا ذكره المصنف في علل الشرائع : 198 / 19 ، وكمال الدين : 2۰1 / 2 ، ونقله عن العيون والعلل والبصائر المجلسي في البحار ٢٣ : ٢٨ / 41 .
    (2) أورده الصفار في بصائر الدرجات : ۵۰9 / 7 ، الكليني في الكافي 1: 13۷ / 13 ، وذكره المصنف في علل الشرائع : 198 / 20 ، کمال الدین : 2۰3 / 8، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار ٢٣ : ٢٨ / 42 .
    (3) في (ع) : الحسين بن علي الزيتوني، وفي العلل والبحار : الحسن بن علي الدينوري ، وقد ورد في ترجمة أحمد بن هلال أن الراوي عنه هو الحسين، وفي ترجمة سعد أنه روى عن الحسين، وفي ترجمة الحسين أنه روى عن أحمد بن هلال وروى عنه سعد بن عبد الله ، وقال السيد الخوئي : وهو الصحيح أنظر معجم رجال الحديث ٣: ١٥4، و ٩: ٨4، و ٧: ٦٠ / 3562 .
    ولم تعثر على ترجمة مفصلة للدينوري تدلنا على أنه روى عن أحمد وروى عنه سعد .
    (4) في المطبوع والحجرية : الحميري، وما أثبتناه من النسخ الخطية ، والظاهر هو الصحيح ، وهو : سليمان بن جعفر بن ابراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار أبو محمد الطالبي الجعفري ، ثقة . انظر رجال النجاشي : 182 / 483 ، معجم رجال الحديث ٩: ٢4٨ / 5427.

    الرضا عليه‌السلام ، فقلت : تخلو الأرض من حجة ؟ فقال عليه‌السلام : الو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها (1) .
    [٢١٧ / 5] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، ما تقول في حديث روي عن الصادق الا أنه قال : إذا خرج القائم الله قتل ذراري قتلة الحسين الليله يفعال آبائهم (2) (؟) فقال عليه‌السلام : هو كذلك ، فقلت : وقول الله عز وجل: ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) (3) ، ما معناه ؟ قال : صدق الله في جميع أقواله ، ولكن ذراري قتلة الحسين عليه‌السلام يرضون بفعال (4) آبائهم ويفتخرون بها ، ومن رضي شيئاً كان كمن أتاه ، ولو أن رجلاً قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم عليه‌السلام إذا خرج ؛ لرضاهم بفعل آبائهم .
    قال : فقلت له : بأي شيء يبدأ القائم عليه‌السلام منكم إذا قام ؟ قال : «يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ، لأنهم شراق بيت الله عز وجل (5) .
    __________________
    (1) أورده الصفار في بصائر الدرجات : ۵۰9 / 8 ، وذكره المصنف في علل الشرائع : 199 / 21 ، کمال الدین : ٢٠4 / 15 ، ونقله عن العيون والعلل وكمال الدين والبصائر المجلسي في البحار ٢٣ : ٢٩ / 43.
    (2) في اج ، هـ . ق ، روع، والحجرية والعلل : أبائها .
    (3) سورة الأنعام ٦ : ١٦4 .
    (4) في المطبوع والحجرية وق: بأفعال ، وفي نسخة هـ ، ج : أفعال ، وما في المتن أثبتناه من نسخة لك ، ر ، ع، وهو الموافق للبحار.
    (٥) ذكره المصنف في علل الشرائع : 229 / 1، ونقله عن العلل والعيون المجلسي في البحار 4٥ : ٢٩٥ / 1.

    [٢١٨ / 6] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني (1) أحمد بن محمد الهمداني (2) ، قال : حدثنا علي بن الحسن (3) بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام ، أنه قال : كأني بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي ، يطلبون المرعى فلا يجدونه قلت له : ولم ذلك يابن رسول الله ؟ قال : لأن إمامهم يغيب عنهم قلت : ولم ؟ قال : الثلا يكون في عنقه لأحد بيعة (4) إذا قام بالسيف (5) .
    [219 / 7] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن أبي جعفر الكميذاني (6) ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتدي ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : إنما يُغسل بالأشنان خارج الفم ، فأما داخل الفم فلا يقبل الغمر (7) .
    __________________
    (1) في اقا والمطبوع : حدثنا .
    (2) في المطبوع : محمد بن أحمد الهمداني ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اك . ر، ق ، ع ، والحجرية، وهو الموافق للمصادر أنظر معجم رجال الحديث : . ١٣١ / 964.
    (3) في ق : الحسين، وهو تصحيف .
    (4) في نسخة (هـ) : تبعة .
    (٥) ذكره المصنف في كمال الدين : 4٨٠ / 4، وعلل الشرائع : ٢4٥ / 6، ونقله عن العلل والعيون المجلسي في البحار ٥١ : ١٥٢ / 1 .
    (٦) في (ع) والمطبوع والحجرية والعلل : الكميداني . وفی ( ق ، ک ، ر) : الکمیدانی ، وما فی المتن اثبتناه من البحار ، والظاهر هو الصحیح . انظر معجم رجال الحدیث 13 : 205 / 8548.
    والكمندان : هو اسم قم في أيام الفرس، فلما فتحها المسلمون اختصروا اسمها فسموها ، قم ، معجم البلدان 4: ٥4٥ / ١٠٣٨٧ .
    (۷) ذكره المصنف في علل الشرائع : 283 / 1، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار ٦٦ : 4٣4 / 1 .

    [22۰ / 8] حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن إبراهيم بن هاشم وغيره، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، أنه قال : «نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يجيب الرجل أحداً وهو على الغائط أو يكلمه حتى يفرغ (1) .
    [221 / 9] حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن على ، عن أبيه ، عن محمد بن على (2) ، عن أبيه الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهم‌السلام ، قال : قيل للصادق عليه‌السلام : صف لنا الموت ، قال : للمؤمن كأطيب ريح يشمه ، فينعس لطيبه ، وينقطع التعب والألم كله عنه ، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب أو أشد ، قيل : فإن قوماً يقولون : إنه أشد من نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض، ورضخ بالأحجار، وتدوير قطب الأرحية على الأحداق ؟ قال : كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين .
    ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد ؟ فذلكم الذي هو أشد من هذا ، إلا من (3) عذاب الآخرة، فإنه أشد من عذاب الدنيا، قيل : فما بالنا نرى كافراً يسهل عليه النزع ، فينطفي وهو يحدث ويضحك ويتكلم ، وفي المؤمنين (4) أيضاً من يكون كذلك ، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد ؟
    __________________
    (1) ذكره المصنف في علل الشرائع : ٢٨4 / 2، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار 8۰: 1۷۵ / 17.
    (2) ( عن أبيه ، عن محمد بن علي أثبتناه من نسخة «ر ، ق ، ك ، ع ) .
    (3) في المطبوع ونسخة ك : الأمر بدل : إلا من ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اه ، ر ، ق ، ع ، ج والحجرية.
    (4) في (ج ، هذا : المؤمن .

    فقال : ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو تعجيل ثوابه (1) ، وما كان من شديدة (2) فتمحيصه من ذنوبه ؛ ليرد الآخرة نقياً نظيفاً مستحقاً للثواب الأبد لا مانع له دونه ، وما كان من سهولة هناك على الكافر (3) ؛ فليوفي أجر حسناته في الدنيا ، ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدّة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله له ، ذلكم بأن الله عدل (4) لا يجور .
    قال : وقيل للصادق عليه‌السلام : أخبرنا عن الطاعون ، فقال : عذاب الله لقوم ، ورحمة الآخرين ، قالوا : وكيف تكون الرحمة عذاباً ؟ قال : أما تعرفون أن نيران جهنم عذاب على الكافرين (5) ، وخزنة جهنم معهم فيها، وهي رحمة عليهم (6) .
    [٢٢٢ / 10] حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ومحمد بن موسى البرقي ومحمد بن علي ما جيلويه ومحمد بن علي بن هشام (7) وعلي بن عيسى المجاور رضی‌الله‌عنهم، قالوا : حدثنا علي بن محمد
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : ثواب ، وما في المتن من النسخ الخطية والبحار والعلل .
    (2) في المطبوع والحجرية : شديد ، وما في المتن من النسخ الخطية والبحار والعلل .
    (3) في ، ق ، هـ ، ع ، ج : الكافرين .
    (4) (عدل) لم يرد في اقه .
    (٥) في اق ، هـ ، ر، ج : الكفار .
    (٦) ذكره المصنف في علل الشرائع : 298 / 2 ، وذيل الحديث في حديث ٣، وفيه : وبهذا الإسناد، ومعاني الأخبار : 28۷ / 1 ، إلى قوله : عدل لا يجور ، ونقله عن العيون والعلل ومعاني الأخبار المجلسي في البحار ٦ : ١٥٢ / 6 ، وأورد صدر الحديث الطوسي في الأمالي : ٦٥٢ / 1352 .
    (7) في المطبوع : هاشم ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ( ع ، ک ) ، ق ، را والحجرية وهو الموافق للبحار.

    ابن ماجيلويه، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أحمد بن محمد السياري ، عن علي بن أسباط ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يحدث الأمر ، لا أجد بداً من معرفته ، وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك ، قال : فقال : إنت فقيه البلد ، فاستفته في أمرك ، فإذا أفتاك بشيء ، فخذ بخلافه ، فإن الحق فيه (1) (2) .
    [223 / 11] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن علي بن محمد ، عن أبي أيوب المديني ، عن سليمان الجعفري ، عن الرضا عليه‌السلام (3) ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الشيب فى مقدم الرأس يمن، وفي العارضين سخاء، وفي الذوائب شجاعة، وفي القفاء شؤم (4) .
    [٢٢4 / 12] حدثنا أبو الفضل تميم بن عبدالله بن تميم القرشي الحميري (5) ، قال : حدثنا أبي ، قال : أخبرنا أبو علي أحمد بن علي الأنصاري ، قال : حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال :
    __________________
    (1) في ك : بخلافه ، وفي حاشيتها : فيه .
    (2) ذكره المصنف في علل الشرائع : ٥٣١ / 4، باختلاف يسير عن علي بن أحمد ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن علي بن أسباط، وأورده الطوسي في التهذيب ٦: ٢٩٥ / 820 باختلاف يسير ، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار ٢ : ٢٣٣ / 14 .
    (3) في المطبوع زيادة : عن أبيه .
    (4) أورده الكليني في الكافي ٦: 4٩٣ / 6، والقتال النيسابوري في روضة الواعظين: 4٧4. الإربلي في كشف الغمة : 293 ، وذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه ١: ١٣٠ / 335 ، والخصال : ٢٣٥ / 76 ، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ٧٦: ١٠٦ / 2.
    (٥) في نسخة الك ، ق ، ع ، ره والحجرية : الخيري .

    سمعت علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، يقول : أوحى الله عز وجل إلى نبي من أنبيائه : إذا أصبحت فأول شيء يستقبلك فكله ، والثاني فاكتمه ، والثالث فاقبله ، والرابع فلا تؤيسه ، والخامس فاهرب منه .
    فلما أصبح مضى، فاستقبله جبل أسود عظيم، فوقف وقال : أمرني ربي عز وجل أن أكل هذا ! وبقي متحيراً ، ثم رجع إلى نفسه وقال : إن ربي جل جلاله لا يأمرني إلا بما أطيق ، فمشى إليه ليأكله، فكلما دنا منه صغر ، حتى انتهى إليه ، فوجده لقمة ، فأكلها فوجدها أطيب شيء أكله .
    ثم مضى فوجد طسناً من ذهب ، فقال له : أمرني ربي أن أكتم هذا ، فحفر له حفرة (1) وجعله فيها، وألقى عليه التراب ، ثم مضى فالتفت فإذا بالطست قد ظهر ، قال : قد فعلت ما أمرني ربي عز وجل .
    فمضى فإذا هو بطير وخلفه بازي ، فطاف الطير حوله ، فقال : أمرني ربي عز وجل أن أقبل هذا ، ففتح كمه ، فدخل الطير فيه ، فقال له البازي : أخذت صيدي وأنا خلفه منذ أيام ، فقال : إن ربي عز وجل أمرني أن لا أويس هذا ، فقطع من فخذه قطعة ، فألقاها إليه ثم مضى .
    فلما مضى فإذا هو بلحم ميتة منتن مدود ، فقال : أمرني ربي عز وجل أن أهرب من هذا ، فهرب منه ، ورجع فرأى في المنام كأنه قد قيل له : إنك قد فعلت ما أمرت به ، فهل تدري ما ذاك (2) ؟ قال : لا .
    قيل له : أما الجبل ؛ فهو الغضب ، إن العبد (3) إذا غضب لم ير نفسه
    __________________
    (1) ( حفرة) لم ترد في اق، هـ ، ج ، ر ، ع، والبحار.
    (2) في المطبوع زيادة : كان ، وفي الخصال والبحار : ماذا كان.
    (3) في المطبوع : الغضب لعبد ، وفي نسخة «ر، ق : الغضب فإن العبد ، وفي الحجرية : الغضبان لعبد ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ك ، ع ، ق ، هـ ، جا وهو الموافق للبحار والخصال .

    وجهل قدره من عظم الغضب ، فإذا حفظ نفسه وعرف قدره وسكن غضبه كانت عاقبته كاللقمة الطيبة التي أكلها (1) .
    وأما الطست ؛ فهو العمل الصالح إذا كتمه العبد وأخفاه أبي الله عز وجل إلا أن يظهره ليزينه به مع ما يدخر له من ثواب الآخرة .
    وأما الطير؛ فهو الرجل الذي يأتيك بنصيحة فاقبله واقبل نصيحته .
    وأما البازي ؛ فهو الرجل الذي يأتيك في حاجة فلا تؤيسه .
    وأما اللحم المنتن ؛ فهو الغيبة فاهرب منها (2) .
    [٢٢٥ / 13] حدثنا أحمد بن هارون القامي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن بطة ، قال : حدثنا محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى ، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : لا يجتمع المال إلا بخصال خمس : ببخل شديد ، وأمل طويل ، وحرص غالب ، وقطيعة الرحم ، وإيثار الدنيا على الآخرة (3) .
    [٢٢٦ / 14] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد القاساني، عن أبي أيوب المديني (4) ، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا عليه‌السلام ، عن آبائه، عن على عليهم‌السلام : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نهى عن قتل خمسة : الصرد الصوام والهدهد
    __________________
    (1) في نسخة وع ، ك ، ج : أكلتها .
    (2) ذكره المصنف في الخصال : ٢٦٧ / 2، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ٧١: 4١٨ / 47 .
    (3) ذكره المصنف في الخصال : 282 / 29 ، وأورده الإربلي في كشف الغمة ١٢ ٢٩4 . ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ۷3: 138 / 5 .
    (4) في نسخة ك ، ع : المدني ، وكلاهما ذكرا في كتب الرجال ، انظر معجم رجال الحديث ٢٢ : 4٣ / ١٣٩٦٨.

    والنحل والنملة والضفدع (1) ، وأمر بقتل خمسة : الغراب والحداء والحية والعقرب والكلب العقور (2) .
    قال مصنف هذا الكتاب رحمة الله عليه : هذا أمر إطلاق ورخصة ، لا أمر وجوب وفرض .
    [٢٢٧ / 15] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن إبراهيم بن حمويه ، عن محمد بن عيسى اليقطيني ، قال : قال الرضا عليه‌السلام : «في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء عليهم‌السلام : معرفته بأوقات الصلاة ، والغيرة ، والسخاء ، والشجاعة ، وكثرة الطروقة (3) .
    __________________
    (1) في نسخة ار . ع : الصرد والصوام والهدهد والنملة والضفدع ، وفي (ق) : الصرد والصوام والهدهد والنحلة والضفدع .
    وفي اك، أضيفت النحلة في المتن ووضع عليها علامة نسخة بدل (خ ل) ، وفي الحجرية والمطبوع : الصرد والصوام والهدهد والنحلة والنملة والضفدع ، وفي الكافي والتهذيب : الهدهد والصرد والصوام والنحلة .
    وفي كتب الحيوان لم يذكروا طائراً باسم الصوام، بل هي صفة للصرد ، لأنه أول طائر صام الله تعالى .
    أنظر كتاب الحيوان للجاحظ ٣: ٥٢٦ ، حياة الحيوان الكبرى للدميري ٦١٢:١ . وفيه : قال القرطبي : ويقال له : الصرد والصوام .
    ويؤيد هذا ما رواه الصدوق في الخصال، وعليه أثبتنا الصحيح في المتن : لكي يتناسب مع العدد الخمسة.
    (2) أورد صدر الحديث الكليني في الكافي ٦: ٢٢4 / 3 ، والطوسي في التهذيب ٩: ١٩ / 76 ، وذكره المصنف في الخصال : ٢٩٧ / 66 ، ومثله في ص 32۷ / ضمن الحديث 18 ، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار ٦4 : ٢٦4 / 19 .
    (3) آورده باختلاف الكليني في الكافي ٦: ٥٥٠ / 5 ، وذكره المصنف في الخصال : 298 / 70 ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٧١: ٣4٢ / 1 ، و 1۰3 : 219 / 11.

    [228 / 19] حدثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانه والحسين بن إبراهيم ابن أحمد بن هشام المكتب وأحمد بن زياد بن جعفر الهمداني وعلي ابن عبد الله الوراق رضی‌الله‌عنهم ، قالوا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن ياسر الخادم ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي ، إني سألت ربي عز وجل فيك خمس خصال فأعطاني .
    أما أولها : فإني سألته أن تنشق الأرض عني وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي ، فأعطاني .
    وأما الثانية : فإني سألته أن يقفني عند كفة الميزان وأنت معي، فأعطاني.
    وأما الثالثة : فسألت ربي عز وجل أن يجعلك حامل لوائي، وهو لواء الله الأكبر، عليه مكتوب : المفلحون (1) : الفائزون بالجنة ، فأعطاني .
    وأما الرابعة : فإني سألته أن تسفي أمتي من حوضي فأعطاني .
    وأما الخامسة : فإني سألته أن يجعلك قائد أمني إلى الجنة ، فأعطاني ، والحمد لله الذي من علي به (2) .
    [229 / 17] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جده، عن يعقوب قال : سمعت
    __________________
    (1) في الك والمطبوع زيادة : هم .
    (2) ورد في صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام : ٩٨ / 34 ، وذكره المصنف في الخصال : ٣١4 / 93 ، وأورده الخوارزمي في المناقب : 293 / 280 ، ونقله عن العيون والخصال والصحيفة المجلسي في البحار 4٠ : ٧٠ / 106 .

    ابا الحسن عليه‌السلام يقول : لا بأس بالعزل في ستة وجوه : المرأة التي أيقنت أنها لا تلد ، والمسنة ، والمرأة السليطة ، والبذيئة، والمرأة التي لا ترضع ولدها ، والأمة» (1) .
    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : يجوز أن يكون أبو الحسن صاحب هذا الحديث موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، ويجوز أن يكون الرضا عليه‌السلام ؛ لأن يعقوب الجعفري قد لقيهما جميعاً .
    [23۰ / 18] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه (2) ، عن أحمد بن عبد الله الخلنجي (3) ، عن أبي علي الحسن بن راشد ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن تكبيرة الافتتاح ؟ فقال : «سبع» ، قلت : روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه كان يكبر واحدة ، فقال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يكبر واحدة يجهر بها ، ويسر ستا (4) .
    [231 / 19] حدثنا محمد بن قاسم الاسترابادي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثني يوسف بن محمد بن زياد، عن أبيه ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أتاه جبرئيل بنعي النجاشي بكى بكاء حزين عليه ، وقال : إن أخاكم أصحمة ـ وهو اسم
    __________________
    (1) ذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه ٣: 44٣ / 4٥٣٩ ، والخصال : 328 / 22 ، وأورده الطوسي في التهذيب : 4٩١ / 1972 ، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ١٠4 : ٦١ / 3 .
    (2) في اق ، ع ، ك ، را زيادة إبراهيم بن هاشم.
    (3) في نسخة اك ، ق ، وا : (الخليجي) بدل (الخليجي) .
    (4) ذكره المصنف في الخصال : ٣4٧ / 16 ، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ٨4 : ٣٥٩ / 8.

    النجاشي ـ مات ، ثم خرج إلى الجبانة وكبر سبعاً ، فخفض الله له كل مرتفع ، حتى رأى جنازته وهو بالحبشة (1) .
    [٢٣٢ / 20] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی‌الله‌عنها ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس ، جميعاً ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه ، عن بكر بن صالح ، عن الجعفري ، قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء، واستحموا يوم الأربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة (2) .
    [٢٣٣ / 21] حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أبي، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا (3) عليه‌السلام ، قال : لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر عليه (4) فيوم ويوم لا ، فإن لم يقدر ففي كل جمعة ، ولا يدع ذلك (5) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الخصال : ٣٦٠ / 47 ، ونقله عن الخصال والعيون المجلسي في البحار ١٨ : 4١٨ / 3.
    (2) ذكره المصنف في الخصال : 392 / 89 ، ومن لا يحضره الفقيه ١: ١٣١ / 342 ، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ٧٦ : ١4٠ / 2 .
    (3) (الرضا) أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والخصال والبحار .
    (4) ( عليه ) أثبتناه من النسخ الخطية والخصال والبحار والكافي.
    (٥) أورده الكليني في الكافي ٦ ٥١٠ باختلاف يسير ، وذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه ١: 4٢٥ / 1256 ، والخصال : 392 / 90 ، ونقله عن العيون والخصال المجلسي في البحار ٧٦: ١4٠ / 3.

    [٢٣4 / 22] حدثنا أبو الحسن علي بن عيسى المجاور ـ في مسجد الكوفة ـ قال : حدثنا إسماعيل بن علي بن علي (1) بن رزين ـ ابن أخي دعبل ابن علي الخزاعي عن أبيه ، قال : حدثنا الإمام أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي جعفر بن محمد ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : إن رسول الله تلا هذه الآية ( لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ ) (2) ، فقال له : أصحاب الجنة من أطاعني ، وسلم لعلي بن أبي طالب عليه‌السلام بعدي ، وأقر بولايته ، وأصحاب النار من سخط الولاية، ونقض العهد وقاتله بعدي (3) .
    [٢٣٥ / 23] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن سليمان بن حفص المروزي ، قال : كتب إلي أبو الحسن عليه‌السلام : «قل في سجدة الشكر مائة مرة : شكراً شكراً ، وإن شئت : عفواً عفواً) (4) .
    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : لقي سليمان بن حفص موسى بن
    __________________
    (1) (بن علي ) أثبتناه من ق ، ع وهو الموافق للكتب الرجالية ، انظر رجال النجاشي : ٦٩ / ٣٢ ، معجم رجال الحديث 4 : ٧٢ / 1396 .
    (2) سورة الحشر ۵9 : 2۰ .
    (3) أورده الطوسي في الأمالي : ٣٦٣ / 762 ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 213۵88 ، و 38 : ١1۰ / 42 .
    (4) أورده الكليني في الكافي ٣: ٣٢٦ / 18 ، والطوسي في التهذيب ٢: ١١١ / 417 ، باختلاف يسير ، وذكره المصنف في لا يحضره الفقيه ١: 332 / 970 ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٨٦: ١٩٧ / 4 .

    جعفر والرضا عليهما‌السلام جميعاً ، ولا أدري هذا الخبر عن أيهما هو ؟ .
    [٢٣٦ / 24] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن الحسن بن على الوشاء ، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام ، يقول : إذا نام العبد وهو ساجد ، قال الله تبارك وتعالى : عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (1) .
    [٢٣٧ / 25] حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني (2) ، قال : حدثنا داوود بن سليمان الغازي (3) ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام ، إنه قال : «الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم ، والعلم كله حجة إلا ما عمل به ، والعمل كله رياء إلا ما كان مخلصاً ، والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له (4) .
    [٢٣٨ / 26] حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن علي الممتع ، قال : حدثنا حمدان بن المختار ، قال :
    __________________
    (1) أورده الإربلي في كشف الغمة ٢ ٢٩4 ، ومثله الطوسي في الأمالي : ٥٣4 / ضمن الحديث ١١٦٢ ، وابن ورام في تنبيه الخواطر ٢ ٦٠ ، والطبرسي في مكارم الأخلاق 2: 3۷2 / ضمن الحديث ٢٦٦١ ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٨٥ ١٦١ / 3 ، و 86 : 23۰ / 52.
    (2) في اق (ع) : علي بن مهروبه القزويني ، قال الشيخ الطوسي : له كتاب رواه أبو نعيم عنه ، والظاهر أن ما في المتن هو الصحيح : لأله من مشايخ الصدوق . أنظر فهرست الشيخ : ـ ١٦٣ / 429.
    (3) في (ق) : داوود بن سلمان الغازي، وفي ع: داوود بن سليمان القارئ، وبالأخير صرح الطوسي في رجاله : 3۷۵ / 2، والظاهر هو الصحيح .
    (4) ذكره المصنف في التوحيد : 3۷1 / 10، ونقله عن العيون والتوحيد المجلسي في البحار ٢ : ٢٩ / 9.

    حدثنا محمد بن خالد البرقي ، قال : حدثني سيدي أبو جعفر محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ال ، قال : حدثني الأجلح الكندي (1) ، عن ابن بريدة ، عن أبيه ، أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : على إمام كل مؤمن (2) بعدي (3) .
    [239 / 27] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي ابن فضال، عن أبيه ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : «السجدة بعد الفريضة شكر الله تعالى على ما وفق له العبد من أداء فرضه (4) ، وأدنى ما يُجزىء فيها من القول أن يُقال : شكراً الله شكراً لله ، ثلاث مرات، قلت : فما معنى قوله : شكراً الله ؟ قال : يقول : هذه السجدة مني شكراً لله عز وجل على ما وفقني له من خدمته وأداء فرضه (5) ، والشكر موجب للزيادة ، فإن كان في الصلاة تقصير لم يتم بالنوافل ، تم بهذه السجدة» (6) .
    __________________
    (1) هو يحيى بن عبد الله بن معاوية الكندي الكوفي ، عده الشيخ من أصحاب الإمام الصادق عليه‌السلام رجال الطوسي : ٣٣٥ / 41 ، معجم رجال الحديث ١ : ٣٣4 / 378 .
    (2) في نسخة (ج) : تقي ، بدل : مؤمن.
    (3) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ٦٧ / 6، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 38 : ١١١ / 45، وأورد مثله أحمد في مسنده ٥: ٦٠٦ ذيل الحديث ١٩4٢٦ . والترمذي في سننه ٥ ٦٣٢ ذيل الحديث ٣٧١٢.
    (4) في المسطبوع : فريضته، وفي (ق) : الفريضة ، وفي ك ، هـ ، ج ، ع، والحجرية : فرائضه ، وما في المتن من ورا والبحار والعلل .
    (٥) في المطبوع والحجرية واج ، هما : فرائضه ، وفي اق ، ع : فريضته ، وما في المتن من ار، ك، والبحار والعلل .
    (٦) ذكره باختلاف المصنف في علل الشرائع : ٣٦٠ / 1 ، وليس فيه : لم يتم بالنوافل ، ونقله عن العلل والعيون المجلسي في البحار ٨٦: ١٩٨ / 5 .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:27 pm


    [٢4٠ / 28] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب ابن يزيد ، عن إسماعيل بن موسى ، عن أخيه علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام ، قال : سئل علي بن الحسين عليه‌السلام : ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجهاً ؟ قال : لأنهم خلوا بالله ، فكساهم الله من نوره (1) .
    [٢4١ / 29] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن علي بن أسباط ، عن محمد بن علي بن أبي عبد الله ، عن أبي الحسن عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( هْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ ) (2) ، قال : «صلاة الليل (3) .
    [٢4٢ / 30] حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي المفسر رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام ، قال : جاء رجل إلى الرضا عليه‌السلام فقال له : يابن رسول الله ، أخبرني عن قول الله عز وجل : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (4) ما تفسيره ؟ فقال : لقد حدثني أبي عن
    __________________
    (1) ذكره المصنف في علل الشرائع : ٣٦٦ / 1، وأورده الطوسي في الأمالي : ٦٨٢ / 1452 . ونقله عن العلل والعيون وأمالي الطوسي المجلسي في البحار ٨٧ : ١٥٩ / 48 .
    (2) سورة الحديد ۵۷ : 2۷ .
    (3) أورده الكليني في الكافي ٣ : 4٨٨ / 12 ، وذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه 1 : 4٧٢ / 1362، والعلل : ٣٦٣ / 3 ، ونقله عن العلل المجلسي في البحار 8۷: 146 / 21.
    (4) سورة الفاتحة ١:١ .

    جدي، عن الباقر ، عن زين العابدين ، عن أبيه عليهم‌السلام : أن رجلاً جاء إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال : أخبرني عن قول الله عز وجل: ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) (1) ما تفسيره ؟
    فقال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ ) هو أن عرف عباده بعض نعمه عليهم جملاً ، إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل ؛ لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال لهم : قولوا : الحمد لله على ما أنعم به علينا رب العالمين ، وهم الجماعات من كل مخلوق من الجمادات والحيوانات ، وأما الحيوانات فهو يقلبها في قدرته ، ويغذوها من رزقه ، ويحوطها بكنفه ، ويدير كلاً منها بمصلحته ، وأما الجمادات فهو يُمسكها بقدرته ، ويمسك المتصل منها أن يتهافت ، ويُمسك المتهافت منها أن يتلاصق ، ويُمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ، ويُمسك الأرض أن تنخسف إلا بأمره ، إنه بعباده الرؤوف رحيم .
    وقال عليه‌السلام : ( رَبِّ الْعَالَمِينَ ) : مالكهم وخالقهم وسائق أرزاقهم إليهم من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون ، فالرزق مقسوم، وهو يأتي ابن آدم على أي سيرة سارها من الدنيا، ليس تقوى متق بزائده، ولا فجور فاجر بناقصه، وبينه وبينه ستر وهو طالبه ، فلو أن أحدكم يفرّ من رزقه الطلبه رزقه كما يطلبه الموت ، فقال الله جل جلاله : قولوا : الحمد لله على ما أنعم به علينا ، وذكرنا به من خير في كتب الأولين قبل أن تكون، ففي هذا إيجاب على محمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلى شيعتهم أن يشكروه بما فضلهم ، وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لما بعث الله عز وجل موسى بن
    __________________
    (1) سورة الفاتحة ١:١ .

    عمران عليه‌السلام واصطفاه نجياً وفلق له البحر ونجا بني إسرائيل وأعطاه التوراة والألواح رأى مكانه من ربه عز وجل فقال : يا رب ، لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحداً قبلي .
    فقال الله جل جلاله : يا موسى ، أما علمت أن محمداً أفضل عندي (1) من جميع ملائكتي وجميع خلقي ؟
    قال موسى عليه‌السلام : يا رب ، فإن كان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أكرم عندك من جميع خلقك، فهل في آل الأنبياء أكرم من آلي ؟
    قال الله جل جلاله : يا موسى ، أما علمت أن فضل آل محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين ؟
    فقال موسى : يا رب ، فإن كان آل محمد كذلك ، فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتى ، ظللت عليهم الغمام، وأنزلت عليهم المن والسلوى ، وفلقت لهم البحر ؟
    فقال الله جل جلاله : يا موسى، أما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم (2) كفضله على جميع خلقي ؟
    فقال موسى عليه‌السلام : يا رب ليتني كنت أراهم ؟
    فأوحى الله عز وجل إليه : يا موسى ، إنك لن تراهم ، وليس هذا أوان ظهورهم ، ولكن سوف تراهم في الجنات ، جنات عدن والفردوس بحضرة محمد، في نعيمها يتقلبون، وفي خيراتها يتبحبحون ، أفتحب أن أسمعك كلامهم ؟ فقال : نعم إلهي .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : أن محمداً عندي أفضل ، وما في المستن من النسخ الخطية والبحار .
    (2) في ار ، ك ، ع : جميع أمم الأنبياء .

    قال الله جل جلاله : قم بين يدي ، واشدد منزرك ، قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ، ففعل ذلك موسى عليه‌السلام ، فنادى ربنا عز وجل : يا أمة محمد ، فأجابوه كلهم، وهم في أصلاب آبائهم وأرحام أمهاتهم : لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك (1) لا شريك لك ، قال : فجعل الله عز وجل تلك الإجابة شعار الحاج .
    ثم نادى ربنا عز وجل : يا أمة محمد إن قضائي عليكم ، أن رحمتي سبقت غضبي ، وعفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني ، من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، صادق في أقواله ، محق في أفعاله، وأن علي بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووليه ، ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد ، وأن أولياءه المصطفين الطاهرين المطهرين المبانين (2) بعجائب آيات الله ، ودلائل حجج الله من بعدهما أولياؤه ، أدخلته جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر .
    قال عليه‌السلام : فلما بعث الله عز وجل نبينا محمداً ، قال : يا محمد ( وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا ) (3) أمتك بهذه الكرامة ، ثم قال عز وجل لمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : قُل : الحمد لله رب العالمين على ما اختصني به من
    __________________
    (1) في اك ، ع والحجرية والمطبوع : إن الحمد والنعمة والملك لك ، وفي قه : إن النعمة والملك لك، وما في المتن من ار . ج ، هـ والمصادر ما عدا تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام .
    (2) في المطبوع والحجرية : المنبتين، وفي (ج ، هـا : العتابين .
    وما في المتن من ار ، ك ، ع ، ق ، والبحار ، وفي العلل : الميامين ، وفي البشارة : المبلغين. وفي تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : المباينين .
    (3) سورة القصص 4٦:٢٨.

    هذه الفضيلة ، وقال لأمته : قولوا أنتم : الحمد لله رب العالمين على ما اختصنا به من هذه الفضائل (1) .
    [٢4٣ / 31] حدثنا أبي عليه‌السلام ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن الحرم وأعلامه ، كيف صار بعضها أقرب من بعض، وبعضها أبعد من بعض ؟ فقال : إن الله عز وجل لما أهبط آدم عليه‌السلام من الجنة ، أهبطه (2) على أبي قبيس (3) ، فشكا إلى ربه عز وجل الوحشة ، وأنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة ، فأهبط الله عز وجل إليه ياقوتة حمراء ، فوضعها في موضع البيت ، فكان يطوف بها آدم عليه‌السلام ، وكان ضوؤها يبلغ موضع الأعلام ، فعلمت الأعلام على ضوئها ، فجعله الله حرماً (4) (5) .
    __________________
    (1) ورد باختلاف يسير في تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : 3۰ / 11، وأورده الطبري في بشارة المصطفى : 329 / 17 ، وذكره المصنف في علل الشرائع : 4١٦ / 17 ، ونقله عن العمل والعيون المجلسي في البحار 13 : ٣4٠ / 18 ، وعن تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام والعيون في ج ٢٦ : ٢٧4 / 17 ، ونقل ذيل الحديث عن العيون والعلل ومعاني الأخبار في ج ٩٩ : ١٨٥ / 16 .
    (2) في ق، ج والمطبوع والحجرية : أهبط ، وما في المتن من (ع ، ر ، ك ، هـه والبحار .
    (3) في «ق» والحجرية : على جبل أبي قبيس .
    وهذا الجبل يشرف على مكة ، وقد سمي باسم رجل من مذحج كان يكنى أبا قبيس ؛ لأنه أول من بنى فيه قبة ، وقد كناه آدم عليه‌السلام بذلك حين اقتبس منه هذه النار التي بأيدي الناس إلى اليوم ، وكان في الجاهلية يسمى : الأمين، لأن الركن كان مستودعاً فيه أيام الطوفان أنظر معجم البلدان 1 : 1۰3 / 159.
    (4) في (ج ، ه) : فجعله حراماً ، وفي الحجرية : فجعلها الله حراماً .
    (٥) أورده باختلاف يسير الكليني في الكافي 4 : 19٥ / 1 ، ومثله الحميري في قرب الإسناد :

    حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي همام إسماعيل بن همام ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، نحو هذا (1) .
    وحدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، قال : سئل أبو الحسن ال (2) عن الحرم وأعلامه ، فذكر مثله سواء (3) .
    [٢44 / 32] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا على بن الحسين السعد آبادي ، قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، قال : حدثني أبو جعفر محمد بن علي الرضا عليه‌السلام ، قال : حدثني أبي الرضا علي بن موسى عليه‌السلام ، قال : سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام يقول : الدخل عمرو بن عبيد البصري على أبي عبد الله عليه‌السلام ، فلما سلم وجلس عنده تلا هذه الآية ، قول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ ) (4) ثم أمسك ، فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام : ما أسكتك ؟ قال : أحب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عز وجل ؟ فقال : نعم يا عمرو ، أكبر الكبائر الشرك بالله ، يقول الله عز وجل : ( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ
    __________________
    129۰ / 360، والطوسي بسنده في التهذيب ٥: 44٨ / 1562، وذكره المصنف في العلل : 4٢٠ / 1، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار 99: ۷2 / 2 .
    (1) أورده الكليني في الكافي ١ : ٩٥4 ذيل حديث ١ ، وذكره المصنف في علل الشرائع : 4٢٠ / 2 ، وعنه في البحار ١١ : 213 ذیل حدیث 23 .
    وهذه الفقرة لم ترد في (ج ، ه) .
    (2) في (ق) : أبو الحسن الرضا عليه‌السلام لية .
    (3) ذكره المصنف في علل الشرائع : 4٢٢ / 4 .
    (4) سورة الشورى 42 / 37.

    فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ ) (1) . وبعده اليأس من روح الله ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) (2) .
    والأمن من مكر الله عز وجل ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ) (3) .
    ومنها عقوق الوالدين ؛ لأن الله عز وجل جعل العاق جباراً شفياً في قوله حكاية قول عيسى عليه‌السلام : ( وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ) (4) .
    وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ؛ لأن الله عز وجل يقول: ( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ) (5) إلى آخر الآية .
    وقذف المحصنات ؛ لأن الله تبارك وتعالى يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (6) .
    وأكل مال اليتيم ؛ لقوله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ) (7) .
    والفرار من الزحف ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ
    __________________
    (1) سورة المائدة ٥ : ٧٢.
    (2) سورة يوسف 12 : 8۷.
    (3) سورة الأعراف 99۷.
    (4) سورة مريم 19 : 32.
    (٥) سورة النساء 4 : ٩٣ .
    (٦) سورة النور ٢4 : ٢٣ .
    (۷) سورة النساء 4 : ١٠ .

    جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (1) .
    وأكل الربا ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ) (2) .
    والسحر ؛ لأن الله عز وجل يقول: ( وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ) (3) .
    والزنا ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ‎*‏ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ‎*‏ إِلَّا مَن تَابَ ) (4) .
    واليمين الغموس ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ ) (5) الآية . والغلول ؛ يقول الله عزّ وجلّ : ( وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) (6) .
    ومنع الزكاة المفروضة ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ ) (7) .
    وشهادة الزور وكتمان الشهادة ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( وَالَّذِينَ
    __________________
    (1) سورة الأنفال ١٦٨ .
    (2) سورة البقرة ٢ : ٢٧٥ .
    (3) سورة البقرة ٢ : ١٠٢ .
    (4) سورة الفرقان 2۵ : 18 ـ ۷۰.
    (٥) سورة آل عمران 3 : ۷۷.
    (٦) سورة آل عمران ٣ : ١٦١ .
    (۷) سورة التوبة ١٩ ٣٥ .

    لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ) (1) الآية ، ويقول : ( وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) (2) .
    وشرب الخمر ؛ لأن الله عز وجل عدل (3) بها عبادة (4) الأوثان . وترك الصلاة متعمداً أو شيئاً مما فرض الله عز وجل ؛ لأن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من ترك الصلاة متعمداً من غير علة، فقد بريء من ذمة الله وذمة رسوله . ونقض العهد وقطيعة الرحم ؛ لأن الله عز وجل يقول : ( أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (5) .
    قال : فخرج عمرو بن عبيد وله صراخ من بكائه وهو يقول : هلك والله من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم (6) .
    [٢4٥ / 33] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن سليمان الرازي ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : قلت : كيف كان أول الطيب ؟ فقال لي : «ما يقول من قبلكم فيه ؟ قلت : يقولون : إن آدم لما هبط بأرض الهند ، فبكى على الجنة ، سالت دموعه فصارت عروقاً في الأرض فصارت طيباً ، فقال : ليس كما يقولون ، ولكن حواء كانت تغلف قرونها من أطراف شجر الجنة ، فلما هبطت إلى الأرض وبليت (7)
    __________________
    (1) سورة الفرقان ٢٥ : ٧٢.
    (2) سورة البقرة ٢ : 283 .
    (3) في نسخة ك : قرن بدل : عدل .
    (4) في (ق) : عبدة .
    (٥) سورة الرعد ١٣ ـ ٢٥ .
    (٦) أورد مثله الكليني في الكافي ٢: ٢١٧ / 24 ، وذكره المصنف في علل الشرائع : 391 / 1 ، ومن لا يحضره الفقيه ٣: ٥٦٣ / 4932 ، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار ٧٩ : 6 / 7 .
    (۷) في (ق) : ولينت .

    بالمعصية ، رأت الحيض ، فأمرت بالغسل ، فنقضت قرونها ، فبعث الله عز وجل ريحاً طارت به و خفضته ، فذرته حيث شاء الله عز وجل ، فمن ذلك الطيب» (1) .
    [٢4٦ / 34] حدثنا محمد بن أحمد السناني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد ابن أبي عبد الله الكوفي ، قال : حدثنا سهل بن زياد الآدمي ، عن عبد العظيم ابن عبدالله الحسني ، قال : حدثني علي بن محمد العسكري، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه ، قال عليهم‌السلام : يكره للرجل أن يجامع في أول ليلة من الشهر، وفي وسطه ، وفي آخره، فإنه من فعل ذلك خرج الولد مجنوناً، ألا ترى أن المجنون أكثر ما يُصرع في أول الشهر ووسطه وآخره ؟ وقال عليه‌السلام : «من تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى، وقال لي : من تزوج في محاق الشهر فليسلم السقط الولد» (2) .
    [٢4٧ / 35] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن محمد بن عيسى ابن عبيد، رفعه إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، أنه قال : لا يزال العبد يسرق ، حتى إذا استوفى ثمن (3) يده أظهره الله عليه (4) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في علل الشرائع : 4٩٢ / 2، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار 11 : 2۰۵ / 5 .
    (٢) أورد نحوه الكليني في الكافي ٥: 4٩٩ / 2 ـ ٥ ، وذكره المصنف في العلل : ٥١4 / 2 . وانظر من لا يحضره الفقيه ٣: 4٠٣ / 4406 و 44٠٨، والتهذيب ٧: 4٠٧ / 1628 . و 4١١ / 1643 ، و 4١٢ / 1644 ، ونقله عن العيون والعلل المجلسي في البحار ١٠٣ : ٢٧4 / 27ـ29.
    (3) في المطبوع والحجرية زيادة : دية . وفي (ر) : استوفى دية يده أظهر.
    (4) أورده الكليني في الكافي 7: 260 / 4 ، الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٩4 ، وليس

    [٢4٨ / 36] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي ، عن صالح بن راهويه، عن أبي حيون ـ مولى الرضا ـ عن الرضا عليه‌السلام (1) قال : نزل جبرئيل على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : يا محمد إن ربك يقرؤك السلام ويقول : إن الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه، وإلا أفسدته الشمس وغيرته الريح . وإن الأبكار إذا أدركن ما يدركن النساء فلا دواء لهن إلا البعول ، وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة .
    فصعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المنير فخطب الناس ، ثم أعلمهم بما أمرهم الله به ، فقالوا : ممن يا رسول الله ؟ فقال : من الأكفاء ، فقالوا : ومن الأكفاء ؟ فقال : المؤمنون بعضهم أكفاء بعض ، ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب المقداد بن الأسود (2) ، ثم قال : أيها الناس ، إنما زوجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح (3) .
    [٢4٩ / 37] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه عنه ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن الريان بن الصلت ، قال : جاء قوم بخراسان إلى الرضا عليه‌السلام عليها فقالوا : إن قوماً من أهل بيتك يتعاطون أموراً قبيحة ، فلو نهيتهم عنها ؟ فقال : «لا أفعل»
    __________________
    فيهما (دية)، وذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه 4: 60 / 5098 ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ۷9: 182 / 2.
    (1) ( عن الرضا عليه‌السلام ) أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية .
    (2) في (ج ، ه) : زوج ضباعة المقداد بن الأسود.
    (3) أورد نحوه الكليني في الكافي ٥ : ٣٣٧ / 2 ، و ٣44 / 1 و ٢ ، الطوسي في التهذيب : ٣٩٧ / 1588 ، و 39۵ / 1582 ، وذكره المصنف في علل الشرائع : ٥٧٨ / 4 ، ونقله عن العلل والعيون المجلسي في البحار 1۰3 : 3۷1 / 1 .

    فقيل : ولم ؟ قال : الأني سمعت أبي رضي‌الله‌عنه يقول : النصيحة خشنة (1) (2) .
    [٢٥٠ / 38] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أبي حيون ـ مولى الرضا ـ عن الرضا عليه‌السلام (3) ، قال : «من رد متشابه القرآن إلى محكمه هدي إلى صراط مستقيم، ثم قال عليه‌السلام : إن في أخبارنا متشابهاً كمتشابه القرآن، ومحكماً كمحكم القرآن ، فردوا متشابهها إلى محكمها ، ولا تتبعوا متشابهها دون محكمها فتضلوا (4) .
    [٢٥١ / 39] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال : من صام أول يوم من رجب رغبة في ثواب الله عز وجل وجبت له الجنة ، ومن صام يوماً في وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر، ومن صام يوماً في آخره جعله الله عز وجل من ملوك الجنة ، وشفعه في أبيه وأمه وابنه وابنته (5) ، وأخته وأخيه وعمه وعمته ، وخاله وخالته ومعارفه وجيرانه (6) وإن كان فيهم مستوجب للنار (7) .
    __________________
    (1) في ق : النصيحة حسنة .
    (2) أورده الإربلي في كشف الغمة ٢ ٢٩4 ، وذكره المصنف في علل الشرائع : ۵81 / 17 ، ونقله عن العلل والعيون المجلسي في البحار ١٠٠ : ٧٦ / 25 .
    (3) ( عن الرضا عليه‌السلام ) أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية .
    (4) أورده الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٩4 ، والطبرسي في الاحتجاج ٢ : 383 / 289 ، ونقل صدر الحديث عن العيون المجلسي في البحار 92 : 3۷۷ / 9 .
    (٥) في (ق) : وأمه وابنته ، وفي (3) : وأمه وبنيه .
    (٦) في ار) زيادة : وأقرانه.
    (۷) ذكره المصنف في فضائل الأشهر الثلاثة : 1۷ / 1، والأمالي : ٥٩ / 16، وأورده

    [٢٥٢ / 40] حدثنا محمد بن القاسم المعروف بأبي الحسن المفسر الجرجاني رضي‌الله‌عنه (1) ، قال : حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد ابن سيار ، عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن على عليه‌السلام (2) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله البعض أصحابه (3) ذات يوم : يا عبد الله ، أحبب في الله ، وأبغض في الله ، ووال في الله ، وعاد في الله ؛ فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ، ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك ، وقد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا أكثرها في الدنيا، عليها يتوادون وعليها يتباغضون ، وذلك لا يغني عنهم من الله شيئاً .
    فقال له : وكيف لي أن أعلم أني قد واليت وعاديت في الله عز وجل ، ومن ولي الله حتى أواليه ، ومن عدوه حتى أعاديه ؟ فأشار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى على عليه‌السلام ، فقال : أترى هذا ؟ فقال : بلى ، قال : ولي هذا ولي الله ؛ فواله ، وعدو هذا عدو الله : فعاده، ووال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك ، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك (4) .
    __________________
    الإربلي في كشف الغمة ٢ : ٢٩٥ ، ونقله عن فضائل الأشهر الثلاثة والأمالي والعيون المجلسي في البحار 9۷ : ٣٢ / 5 .
    (1) في اق ، ع ، ك ) : محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضي‌الله‌عنه.
    (2) (عن على عليه‌السلام أثبتناه من ج ، هـ. ك ، را والحجرية ، وفي (ق) : عن أبيه قال .. وفي اك ، ره : عن أبيه ، عن أبائه ، عن علي الله ، وفي (ج ، ه) : حدثنا على عليه‌السلام .
    (3) في المطبوع والحجرية : لأصحابه) ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اهـ ، ع ، ك .
    ، ق ، ج والمصادر .
    (4) ورد الحديث في تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : 4٩ ، وذكره المصنف في علل

    [٢٥٣ / 41] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد الهمداني ، قال : أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، قال : سمعت علي بن موسى الرضا عليه‌السلام يقول : «من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة ، غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم (1) .
    [٢٥4 / 42] حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة ، قال : أخبرنا علي بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاثمائة ، عن أبيه ، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أحب أن يركب سفينة النجاة ، ويستمسك بالعروة الوثقى ، ويعتصم بحبل الله المتين ، فليوال علياً بعدي وليعاد عدوه ، وليأتم بالأئمة الهداة من ولده، فإنهم خلفائي وأوصيائي ، وحجج الله على الخلق بعدي ، وسادة أمتي، وقادة الأتقياء إلى الجنة ، حزبهم حزبي ، وحزبي حزب الله عز وجل ، وحزب أعدائهم حزب الشيطان (2) .
    __________________
    الشرائع : ١4٠ / 1 ، ومعاني الأخبار : ٣٦ ذيل الحديث 9 ، و ٣٩٩ / 58 ، وصفات الشيعة : ٢٣٩ / 65 ، والأمالي : ٦١ / 21 ، ونقله عن تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام والعيون والعلل ومعاني الأخبار المجلسي في البحار ٢٧: ٥4 / 8، وعن التفسير والعيون والعلل والأمالي في البحار ٦٩ : ٢٣٦ / 1 .
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : ٦٨ / 34 ، وفضائل الأشهر الثلاثة : 44 / 21 . وأورده الإربلي في كشف الغمة : 29۵ ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار 97: 90 / 1.
    (2) أورده الإربلي في كشف الغمة 2: 29۵ ، والطبري في بشارة المصطفى : 38 / 22 ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٢٣ : ١44 / 100.

    [٢٥٥ / 43] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، عن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، عن أبيه الرضا عليه‌السلام ، قال : دخل موسى بن جعفر عليهما‌السلام علل على هارون الرشيد وقد استخفه (1) الغضب على رجل ، فقال : إنما تغضب الله عز وجل ، فلا تغضب له بأكثر (2) مما غضب لنفسه (3) ) (4) .
    [٢٥٦ / 44] حدثنا محمد بن بكران النقاش ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدب رضى الله عنهما ، قالا : حدثنا أحمد بن محمد بن الهمداني ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال : سألت علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام عليها عن ليلة النصف من شعبان ، قال : هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار، ويغفر فيها الذنوب الكبار قلت : فهل فيها صلاة زيادة على صلاة سائر الليالي ؟ فقال : ليس فيها شيء موظف ، ولكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشيء ، فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه‌السلام ، وأكثر
    __________________
    (1) في المطبوع واق»: استحقه ، وما في المتن أثبتناء من النسخ الخطية والحجرية والمصدر .
    ويقال : أخفني الشيء إذا أغضبك حتى حملك على الطيب ، لسان العرب ٩ : ٨٠ ـ خفف .
    (2) في (ج ، ه) : أكثر .
    (3) في المطبوع والحجرية : على نفسه ، يدل : لنفسه ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والمصدر .
    (4) ذكره المصنف في الأمالي : ۷2 / 39 ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار ٧٣: ٢٦٢ / 1 ، و 1۰۰ : ٧٦ / 26 ، عن العيون .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:28 pm

    فيها من ذكر الله عز وجل، ومن الاستغفار والدعاء ، فإن أبي عليه‌السلام كان يقول : الدعاء فيها مستجاب قلت له : إن الناس يقولون : إنها ليلة الصكاك (1) ) فقال : تلك ليلة القدر في شهر رمضان (2) .
    [٢٥٧ / 45] وبهذا (3) الإسناد عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن شهر رمضان شهر عظيم ، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، من تصدق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له ، ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر الله له ، ومن حسن فيه خلقه غفر الله له ، ومن كظم فيه غيظه غفر الله له ، ومن وصل فيه رحمه غفر الله له».
    ثم قال عليه‌السلام : إن شهركم هذا ليس كالشهور، إنه إذا أقبل إليكم أقبل بالبركة والرحمة ، وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب ، هذا شهر الحسنات فيه مضاعفة، وأعمال الخير فيه مقبولة، من صلى منكم في هذا الشهر الله عز وجل ركعتين يتطوع بهما غفر الله له» .
    ثم قال عليه‌السلام : إن الشقي حق الشقي من خرج عنه هذا الشهر ولم تغفر ذنوبه (4) ، فيخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الرب الكريم (5) .
    __________________
    (1) في نسخة (ج ، ه) : الصك .
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : 4٦٧٩، وفضائل الأشهر الثلاثة : 4٥ / 22 ، ونقله عن الأمالي والعيون وفضائل الأشهر الثلاثة ، المجلسي في البحار ٩٧ : ٨4 / 22 .
    (3) هذا الحديث لم يرد في نسخة ج ، هـه .
    (4) في (ع) : من خرج من هذا الشهر ولم تغفر ذنوبه ، وفي (ق) : من خرج هذا الشهر عنه ولم يغفر ذنوبه .
    (٥) ذكره المصنف في الأمالي : 1۰9 / 82 ، وفضائل الأشهر الثلاثة : ٧٣ / 53 وليس

    [٢٥٨ / 48] حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد ابن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : أخبرني على بن إبراهيم بن هاشم سنة سبع وثلاثمائة ، قال : حدثني أبي ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن على بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي، أنت أخي ووزيري وصاحب لوائي في الدنيا والآخرة، وأنت صاحب حوضي ، من و الله الله له : أحبك (1) أحبني ومن أبغضك (2) أبغضني ) (3) .
    [٢٥٩ / 47] حدثنا أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن بكران النقاش ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (4) رضی‌الله‌عنهم ، قالوا : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني ، قال : أخبرنا علي بن الحسن بن علي ابن فضال ، عن أبيه ، قال : قال الرضا عليه‌السلام : من تذكر مصابنا (5) فيكي وأبكي ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يُحيى فيه أمرنا ، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب (6) (7) .
    __________________
    فيه : ومن حسن فيه خلقه غفر الله له ، ومن كظم فيه غيظه غفر الله له ، ومن وصل فيه رحمه غفر الله له .
    وأورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٣٣٩ ـ ٣4٠ باختلاف يسير ، ونقله عن الأمالي والعيون وفضائل الأشهر الثلاثة المجلسي في البحار ٩٦ : ٣٦١ / 29 .
    (1و2) في نسخة مع ، ك زيادة : فقد .
    (3) ذكره المصنف في الأمالي : 11٦ / 101 ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار : 19 / 5 و 39 : ٢11 / 1 ، و 4٠ : 4 / 7 .
    (4) (الطالقاني) أثبتناه من ار ، ك ، ع ، ق، والحجرية .
    (٥) في نسخة ك . ع . ق ) : مصائبنا ، وفي (ج ، ه) : من يذكر مصابنا . .
    (٦) في المطبوع والحجرية : القلب ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والمصدر .
    (۷) ذكره المصنف في الأمالي : 131 ذيل الحديث 119 باختلاف يسير ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 44 : ٢٧٨ / 2 .

    [٢٦٠ / 48] قال : وقال الرضا عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ) (1) ، قال عليه‌السلام : إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها رب يغفر لها (2) .
    [٢٦١ / 49] قال : وقال الرضا عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) (3) ، قال : «العفو من غير عتاب (4) .
    [٢٦٢ / 50] قال : وقال الرضا عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا ) (5) ، قال عليه‌السلام : « خوفاً للمسافر وطمعاً للمقيم (1) .
    [٢٦٣ / 51] قال : وقال الرضا عليه‌السلام : من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه : فليكثر من الصلاة على محمد وآله ، فإنها تهدم الذنوب هدماً وقال عليه‌السلام : الصلاة على محمد وآله تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير» (7) .
    [٢٦4 / 52] حدثنا محمد بن بكر بن النقاش وأحمد بن الحسن القطان
    __________________
    (1) سورة الإسراء 1۷ : ۷.
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : 131 / 120 ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار ٦: ٣ / 1 ، و ٧١ : ٢44 / 8.
    (3) سورة الحجر ١٥ : ٨٥.
    (4) ذكره المصنف في الأمالي : 131 / 121 ، ومعاني الأخبار : ٣٧4 / 1 ، وأورده الإربلي في كشف الغمة ٢ : 3۰9 ، ونقله عن معاني الأخبار والأمالي والعيون المجلسي في البحار ٧١: 4٢١ / 56.
    (٥) سورة الرعد 13 : 12 .
    (6) ذكره المصنف في الأمالي : 131 / 122، ومعاني الأخبار : ٣٧4 / 1 ، وأورده الإربلي في كشف الغمة 2 3۰9، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في البحار ۵9 : 3۷۷ / 11 .
    (۷) ذكره المصنف في الأمالي : 131 / 123 ، و 132 / 124، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار ٩4 : 4٧ / 2 .

    ومحمد بن أحمد بن إبراهيم المعاذي ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق المكتب رضی‌الله‌عنهم، قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم ـ قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه ، عن أبي الحسن على بن موسى الرضا عليه‌السلام عليه ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر محمد ابن علي ، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي ، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم الصلاة والسلام ، قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خطبنا ذات يوم ، فقال :
    أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام ، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه ، فإنّ الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم .
    واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم ، وعضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل (1) الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن (2) على أيتامكم ، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في
    __________________
    (1) قوله : (النظر إليه أبصاركم وعما لا يحل أثبتناه من الحجرية والنسخ الخطية .
    (2) في المطبوع ونسخة (ع ، ر ، ج : كما يتحنن ، وما في المتن أثبتناه من الحجرية ونسخة الك ، ق ، را.

    أوقات صلواتكم ؛ فإنها أفضل الساعات، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده ، يجيبهم (1) إذا ناجوه ، ويلبيهم إذا نادوه ، ويستجيب لهم إذا دعوه .
    أيها الناس، إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ، ففكوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم ، فخففوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يُعذب المصلين والساجدين ، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين .
    أيها الناس ، من فطر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر، كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل له : يا رسول الله ، ليس كلنا يقدر على ذلك ؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتقوا النار ولو بشق تمرة ، اتقوا النار ولو بشربة من ماء .
    أيها الناس، من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جوازاً على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه ، ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ، ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضاً كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة على ثقل الله میزانه يوم تخف الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور .
    أيها الناس ، إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة ، فاسألوا ربكم أن لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلقة ، فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة ، فاسألوا ربكم أن لا يسلطها عليكم .
    __________________
    (1) في (ق) : يحبهم .

    قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : فقمت فقلت : يا رسول الله ، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عز وجل ، ثم بكى ، فقلت : يا رسول الله ، ما يبكيك ؟ فقال : يا علي ، أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر ، كأني بك وأنت تصلى لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود (1) فضربك ضربة على قرنك فخصب منها لحيتك ، قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : فقلت : يا رسول الله ، وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : في سلامة من دينك .
    ثم قال : يا علي، من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبك فقد سبني ؛ لأنك مني كنفسي ، روحك من روحي ، وطينتك من طينتي، إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك ، واصطفاني وإياك ، واختارني للنبوة واختارك للإمامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي ، يا علي أنت وصبي وأبو ولدي وزوج ابنتي ، وخليفتي على أمني في حياتي وبعد موتي ، أمرك أمري ونهيك نهيي ، أقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية ، إنك لحجة الله على خلقه، وأمينه على سره ، وخليفته على عباده (2) .
    [٢٦٥ / 53] حدثنا محمد بن القاسم المفسر رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد ابن الحسن الحسيني ، عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا عليه‌السلام علي بن موسى ، عن أبيه (3) موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن
    __________________
    (1) في نسخة ك : (صالح) بدل ( نمود) .
    (2) ذكره المصنف في الأمالي : ١٥٣ / 149 ، وفضائل الأشهر الثلاثة : ٧٧ / 61 ، وأورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٣4٦، ونقله عن العيون المجلسي في البحار ٩٦ : ٣٥٦ / 25 .
    (3) (أبيه) أثبتناه من النسخ الخطية .

    الحسين بن علي عليهم‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : كم من غافل ينسج ثوباً ليلبسه وإنما هو كفنه ، ويبني بيتاً ليسكنه وإنما هو موضع قبره (1) .
    [266 / 54] وبهذا الإسناد ، قال : قبل الأمير المؤمنين عليه‌السلام : ما الاستعداد للموت ؟ قال : أداء الفرائض، واجتناب المحارم، والاشتمال على المكارم (2) ، ثم لا يبالي أوقع على الموت ، أو وقع الموت عليه ، والله ما يبالي ابن أبي طالب إن وقع على الموت أو وقع الموت عليه (3) (4) .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : 1۷2 / 1۷2 ، وأورده الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : 4٨٨ ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار ٦: ١٣٢ / 28 . و ۷3: 88 / 59 و ۷۷: ٣٨2 / 6 ، و 4٠١ / 26 .
    (2) في (ع) : واشتمال المكارم ، وفي الحجرية والاجتناب على المكارم .
    (3) في المطبوع : ثم لا يبالي إن وقع على الموت أو الموت وقع عليه ، والله لا يبالي ابن أبي طالب أن وقع على الموت أو الموت وقع عليه .
    وفي الحجرية : ثم لا يبالي أوقع على الموت أو الموت وقع عليه، والله لا يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أو الموت وقع عليه .
    وفي (ج ، هه : ثم لا يبالي أوقع على الموت أو وقع الموت عليه ، والله ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أو وقع الموت عليه :.
    وفي ر ، ق: ثم لا يبالي أوقع على الموت أو وقع الموت عليه ، والله ما يبالي ابن أبي طالب أوقع على الموت أم وقع الموت عليه.
    وفي (ع) : ثم لا يبالي أن وقع على الموت أو وقع الموت عليه، والله ما يبالي ابن أبي طالب أن وقع على الموت أو وقع الموت عليه .
    وفي (ك) : ثم لا يبالي أوقع على الموت أم وقع الموت عليه، والله ما يبالي ابن أبي طالب وقع على الموت أم وقع الموت عليه .
    وما في المتن تلفيق من النسخ .
    (4) ذكره المصنف في الأمالي : 1۷2 / 1۷3 ، وأورده الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : 4٨٨ ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار ٦: ١٣٧ / 43 و 4١: 7 / 9 ، و ۷1: 263 / 1 ، و 77: 382 / 7.

    [٢٦٧ / 55] وبهذا الإسناد ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في بعض خطبه (1) : «أيها الناس ، ألا إن الدنيا دار فناء ، والآخرة دار بقاء ، فخذوا من ممركم لمقركم ، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم ، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل (2) أن تخرج منها أبدانكم ، ففي الدنيا حببتم وللآخرة خلقتم ، إنما الدنيا كالسم يأكله من لا يعرفه ، إن العبد إذا مات قالت الملائكة : ما قدم ؟ وقال الناس : ما أخر ؟ فقدموا فضلاً يكن لكم، ولا تؤخروا كيلا يكون حسرة عليكم (3) ، فإن المحروم من حرم خير ماله (4) والمغبوط من ثقل بالصدقات والخيرات موازينه، وأحسن في الجنة بها مهاده، وطيب على الصراط بها مسلكه (5) .
    [٢٦٨ / 56] حدثنا محمد بن بكران النقاش في مسجد الكوفة ومحمد ابن إبراهيم بن إسحاق المكتب بالري رضی‌الله‌عنها (6) ، قالا : حدثنا أحمد ابن محمد بن سعيد الهمداني مولى بني هاشم ، قال : حدثنا علي بن الحسن
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : خطبته ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اهـ ، ع ، ره ق ماج.
    (2) في نسخة هـ ، ع ، ر ، ق ، ج : ( قبل) بدل : ( من قبل) .
    (3) في نسخة هـ ، ر ، ج والحجرية : كلا يكن عليكم ، وفي نسخة (ع) : كيلا يكن عليكم ونسخة ك ، ق : كيلا يكون عليكم .
    (4) في نسخة هـ . ق ، ج : ( ماله) بدل من : (خير ماله ) .
    (٥) ذكره المصنف في الأمالي : ١٧2 / 1۷4، وأورده باختلاف يسير القتال النيسابوري في روضة الواعظين : 44٢ ، الطبرسي في مشكاة الأنوار 2 : ١٩٧ / 1573 . وباختلاف في نهج البلاغة 2: 2۰9 / 198، والإرشاد للمفيد ١ ٢٩٥ ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار ٧٣ : ٨٨ / 56 .
    (٦) في المطبوع : رضی‌الله‌عنه بالري ، ولم يرد الترضي في الحجرية ، وفي (ق ، ع) : رضی‌الله‌عنها ، وكلمة ( بالري) لم ترد فيهما ، وما في المتن من الك ، را .

    ابن علي بن فضال، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام بالا قال : من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء ، قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه ، جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره ، وقرت بنا في الجنان عينه ، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر فيه لمنزله شيئاً ، لم يبارك له فيما ادخر ، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله تعالى إلى أسفل درك من النار» (1) .
    [٢٦٩ / 57]حدثنا محمد بن على ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه (2) ، عن الريان بن شبيب ، قال : دخلت على الرضا عليه‌السلام في أول يوم من المحرم ، فقال لي : يابن شبيب ، أصائم أنت؟» قلت : لا ، فقال : إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليه‌السلام ربه عز وجل ، فقال : ( رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ) (3) فاستجاب الله له ، وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلى في المحراب : إن الله يبشرك بيحيى (4) ، فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عزّ وجل استجاب الله له كما استجاب (5) لزكريا عليه‌السلام .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في العلل : 22۷ / 2 ، الأمالي : 191 / 201 ، وأورده الفتال النيسابوري في روضة الواعظين : 199 ، ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب ٩4:٣، ابن طاووس في إقبال الأعمال : ٥4، ونقله عن العيون والعلل والأمالي المجلسي في البحار 1۰1 : 1۰2 / 1 .
    (2) ( عن أبيه) لم يرد في (ق ، ع.
    (3) سورة آل عمران 3 : 38 .
    (4) اقتباس من سورة آل عمران ، آية ٣٩.
    (٥) في (ق) والمطبوع والحجرية : استجاب الله .

    ثم قال : يابن شبيب ، إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم والقتال الحرمته ، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله، لقد قتلوا في هذا الشهر ذريته ، وسبوا نساءه ، وانتهبوا ثقله ، فلا غفر الله لهم ذلك أبداً .
    يابن شبيب ، إن كنت باكياً لشيء ، فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، فإنه ذبح كما يذبح الكبش ، وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم في الأرض شبيهون، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون القتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره (1) ، فلم يؤذن لهم، فهم عند قبره شعث غير إلى أن يقوم القائم عليه‌السلام ، فيكونون من أنصاره ، وشعارهم : يا لثارات الحسين .
    يابن شبيب ، لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام ، أنه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دماً وتراباً أحمر .
    يابن شبيب ، إن بكيت على الحسين عليه‌السلام ، حتى تصير دموعك على خديك ، غفر الله لك كل ذنب أذنبته ، صغيراً كان أو كبيراً قليلاً كان أو كثيراً .
    يابن شبيب ، إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عالي . يابن شبيب ، إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وآله (2) ، فالعن قتلة الحسين عليه‌السلام .
    يابن شبيب ، إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين بن علي عليهما‌السلام فقل متى ما ذكرته ياليتني كنت معهم فأفوز فوزاً
    __________________
    (1) في نسخة ع ، ق ، ك : النصرته .
    (2) ( وآله) أثبتناه من النسخ التي بين أيدينا .

    عظيماً .
    يابن شبيب ، إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا، وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلاً أحب حجراً الحشره الله عز وجل معه يوم القيامة» (1) .
    [٢٧٠ / 58] حدثنا محمد بن القاسم المفسر الاسترآبادي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (2) علي بن أبي طالب عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قال الله عز وجل : قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي ، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل .
    إذا قال العبد : ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) ، قال الله جل جلاله : بدأ عبدي باسمي ، وحق علي أن أتمم له أموره، وأبارك له في أحواله .
    __________________
    (1) ذكره المصنف في الأمالي : 192 / 202 وفيه . أربعة آلاف لنصره فوجدوه قد قبل فهم عند قبره. وعنه ابن طاووس في إقبال الأعمال : ١٦ ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار 44: 23 / 28۵ ، و 1۰1 : 1۰2 / 3.
    (2) السند الظاهر في المطبوع هكذا : عن الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه الرضا عليه‌السلام علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن أبيه جعفر ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي . عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم‌السلام .
    وما في المتن أثبتناه من النسخ المسندة (ق ، ك ، ر ، ع ، والحجرية ، ما عدا مع ، ك ففيهما : عن أبيه ، عن آبائه .

    فإذا قال : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قال الله جل جلاله : حمدني عبدي ، وعلم أن النعم التي له من عندي ، وأن البلايا التي دفعت عنه فيتطولي (1) ، أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا .
    فإذا قال : ( الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) قال الله جل جلاله : شهد لي عبدي (1) ألي الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه ولأجزلن من عطائي نصيبه .
    فإذا قال : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قال الله جل جلاله : أشهدكم كما اعترف أني أنا مالك . يوم الدين ، لأسهلن يوم الحساب حسابه ، ولا تجاوزن عن سيئاته .
    فإذا قال : ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ ) قال الله عز وجل : صدق عبدي ، إياي يعبد ، أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثواباً يغبطه كل من خالفه في عبادته لي .
    فإذا قال : ( وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) قال الله عز وجل : بي استعان عبدي (3) وإلي التجأ (4) إلي ، أشهدكم لأعينته على أمره، ولأغيثته في شدائده، ولأخذن بيده يوم نوائبه .
    فإذا قال : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) إلى آخر السورة ، قال الله عز وجل : هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل ، فقد استجبت لعبدي، وأعطيته ما أمل ، وأمنته مما منه وجل» .
    __________________
    (1) في اها والحجرية والمطبوع : فبطولي .
    (2) قوله : ( لي عبدي) لم يرد في اج ، هـ . ق .
    (3) (عبدي) لم يرد في اق ، هـ ، جا .
    (4) في المطبوع : والتجأ إلي ، وما في المتن من النسخ الخطية والحجرية .

    قال : وقيل لأمير المؤمنين عليه‌السلام : يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) ، أهي من فاتحة الكتاب ؟
    فقال : نعم ، كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقرؤها ويعدها آية منها ، ويقول : فاتحة الكتاب هي السبع المثاني (1) .
    [٢٧١ / 59] حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بأبي الحسن الجرجاني الله ، قال : حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أخيه الحسن بن علي عليهم‌السلام ، قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إن ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات ، تمامها ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) ، سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : إن الله عز وجل قال لي : يا محمد ( وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) (2) فأفرد الامتنان علي بفاتحة الكتاب ، وجعلها بإزاء القرآن العظيم ، وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإن الله عز وجل خص محمداً * وشرفه بها ، ولم يُشرك معه فيها أحداً من أنبيائه ما خلا سليمان عليه‌السلام ، فإنه أعطاه منها ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ )
    __________________
    (1) ورد في تفسير الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام : ٥٨ ـ ٥٩ ، وفيه : الأسهلن يوم الحساب عليه حسابه، ولأنقبلن حسناته ، ولا تجاوزن عن سيئاته ، وكذا ذكره المصنف في الأمالي : ٢٣٩ ـ ٢4٠ / 253 و ٢٥4 ، ونقله عن التفسير والأمالي والعيون المجلسي في البحار ٩٢ : ٣ / ٢٢٦ .
    (2) سورة الحجر ١٥ : 8۷.

    يحكي عن بلقيس حين قالت: ( أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ ‎*‏ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ ) (1) ، ألا فمن قرأها معتقداً لموالاة محمد وآله الطيبين ، منقاداً لأمرهما (2) مؤمناً بظاهرهما وباطنهما (3) ، أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة ، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها (4) من أصناف أموالها وخيراتها ، ومن استمع إلى قارىء يقرؤها كان له بقدر ما للقارئ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم ، فإنه غنيمة ، لا يذهبن أوانه فتبقى قلوبكم في الحسرة (5) .
    [٢٧٢ / 60] حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، عن الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم‌السلام قال : رأى أمير المؤمنين عليه‌السلام رجلاً من شيعته من بعد عهد طويل ، وقد أثر السن فيه ، وكان يتجلد في مشيته ، فقال عليه‌السلام : كبر سنك يا رجل ، قال : في طاعتك يا أمير المؤمنين ، فقال عليه‌السلام : أجد فيك بقية ، قال :
    __________________
    (1) سورة النمل 2۷ : 29 ـ 3۰ .
    (2) في المطبوع والحجرية ونسخة (ع ، ج، وحاشية نسخة الك : لأمرها ، وما في المتن أثبتناه من نسخة الهـ ، ق ، ك ، را ، وهو الموافق للأمالي والبحار.
    (3) في الحجرية ونسخة ك : بظاهرها وباطنها .
    (4) في المطبوع : وما فيها ، وما في المتن من النسخ الخطية والحجرية .
    (۵) ورد باختلاف يسير في تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : ١٢٩ / 10 ، وفيه : متقاداً لأمرهم ، مؤمناً بظاهرهم وباطنهم . كان له قدر ثلث ما للقارئ ، وذكره المصنف في الأمالي : ٢4٠ / 255 ، وفيه : كان له قدر ثلث ما للقارئ، ونقله عن الأمالي والعيون المجلسي في البحار ٩٢: ٥٢٢٧ / 5 .

    هي لك يا أمير المؤمنين » (1) .
    [273 / 61] حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدب رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم‌السلام ، قال : الما حضرت الحسن بن علي الله الوفاة بكى ، فقيل له : يابن رسول الله ، أتبكي ومكانك من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكانك الذي أنت فيه (2) ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فيك ما قال ، وقد حججت عشرين حجة ماشياً ، وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى النعل والنعل (3) ؟! فقال : إنما أبكي لخصلتين : لهول المطلع ، وفراق الأحبة (4) .
    [٢٧4 / 62] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسن (5) بن أحمد
    __________________
    (1) ذکره بزيادة المصنف في الأمالي : ٢4٣ / 259 ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار 4٢ : 1 / 1٨٦ ، وأورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : ٢٩٦ ، وفيها : فقال عليه‌السلام : إنك لتتجلد؟ قال : على أعدائك يا أمير المؤمنين ، فقال : أجد فيك بقية ؟ وكذلك في نسخة من حاشية الك .
    (2) في ار ، ق، والحجرية : به .
    (3) في المطبوع : حتى النعل وبالنعل ، وفي هـ ، ج : حتى النعل ، وفي الك ، ق ، ع : حتى النعل بالنعل ، وما في المتن أثبتناه من (ر) والحجرية، وهو الموافق للمصادر .
    (4) ذكره المصنف في الأمالي : ٣٢٩١ / 325 ، ونقله عن العيون والأمالي المجلسي في البحار ٦ : ٢١٥٩ / 22.
    (٥) في المطبوع والحجرية : الحسين ، وما في المتن أثبتناه من نسخة ع ، ك ، ق

    المالكي ، عن أبيه ، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا علي، أنت المظلوم من بعدي (1) ، فويل لمن ظلمك واعتدى عليك، وطوبى لمن تبعك ولم يختر عليك .
    يا على ، أنت المقاتل بعدي ، فويل لمن قاتلك وطوبى لمن قاتل معك .
    يا علي ، أنت الذي تنطق بكلامي وتتكلم بلساني بعدي ، فويل لمن رد عليك ، وطوبى لمن قبل كلامك .
    يا علي ، أنت سيد هذه الأمة بعدي، وأنت إمامها وخليفتي عليها . من فارقك فارقني (2) يوم القيامة ، ومن كان معك كان معي يوم القيامة .
    يا علي ، أنت أول من آمن بي وصدقني ، وأنت أول من أعانني على أمري ، وجاهد معي عدوي، وأنت أول من صلى معي والناس يومئذ في غفلة الجهالة .
    يا علي ، أنت أول من تنشق عنه الأرض معي ، وأنت أول من يبعث معي (3) ، وأنت أول من يجوز الصراط معي .
    __________________
    ر ، وهو الموافق لكتب التراجم والبحار .
    أنظر رجال الطوسي : 398 / 5838 ، معجم رجال الحديث ٥ : ٢٢٧٢ / 2725 .
    (1) في نسخة هـ ، ر ، ق ، ك . ع . ج) : (بعدي) بدل ( من بعدي) .
    (2) في نسخة ك : فقد فارقني .
    (3) قوله : ( وأنت أول من يبعث معي أثبتناه من الحجرية ونسخة اهـ ، ر ، ك . ع . ق ، ج .

    وإن ربي عز وجل أقسم بعزته ؛ إنه لا يجوز عقبة الصراط إلا من معه براءة بولايتك وولاية الأئمة من ولدك .
    وأنت أول من يرد حوضي ، تسقي منه أولياءك، وتذود عنه أعداءك . وأنت صاحبي إذا قمت المقام المحمود ، تشفع لمحبينا فتشفع فيهم (1) .
    وأنت أول من يدخل الجنة وبيدك لوائي ، وهو لواء الحمد، وهو سبعون شقة ، الشقة منه أوسع من الشمس والقمر.
    وأنت صاحب شجرة طوبى في الجنة ، أصلها في دارك ، وأغصانها في دور شيعتك ومحبيك .
    قال إبراهيم بن أبي محمود : فقلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، إن عندنا أخباراً في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام وفضلكم أهل البيت ، وهي من رواية مخالفيكم ، ولا نعرف (2) مثلها عندكم أفندين بها ؟
    فقال : يابن أبي محمود ، لقد أخبرني أبي ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام . أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق عن الله عز وجل فقد عبد الله ، وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس .
    ثم قال الرضا عليه‌السلام : يابن أبي محمود ، إن مخالفينا وضعوا أخباراً في فضائلنا ، وجعلوها على أقسام ثلاثة (3) : أحدها الغلو، وثانيها التقصير في
    __________________
    (1) في (ق) : تشفع لمحبينا فتشفع . وفي (ج ، هـ) : فتشفع لمحبينا .
    (2) في اق ، هـ ، ك : ولا يعرف .
    (3) في المطبوع : ثلاثة أقسام ، وما في المتن من النسخ الخطية والحجرية .

    أمرنا ، وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا ، فإذا سمع الناس الغلو فينا (1) كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا ، وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا ، وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا (2) بأسمائنا وقد قال الله عز وجل : ( وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ) (3) .
    يابن أبي محمود، إذا أخذ الناس يميناً وشمالاً فالزم طريقتنا ، فإنه من لزمنا لزمناه ، ومن فارقنا فارقناه ، إن أدنى ما يُخرج الرجل (4) من الإيمان أن يقول للحصاة : هذه نواة، ثم يدين بذلك، ويبرأ ممن خالفه .
    يابن أبي محمود ، احفظ ما حدثتك به ، فقد جمعت لك فيه (5) خير الدنيا والآخرة (6) .
    [٢٧٥ / 63] حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن صقر الصائغ وأبو الحسن علي بن محمد بن مهرويه ، قالا : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ،
    __________________
    (1) (فينا) لم يرد في اق ، هـ ، ر، ج ) .
    (2) في (ق) : يستون ، وفي (ع) : يكتونا ، وفي (ج) : يكنونا ، وفي حاشية «ك» في نسخة : سيونا ، بدل : بأسمائهم ثليونا.
    وبكته تبكيناً : إذا قرعه بالعدل تقريعاً . تهذيب اللغة ١٠: ١٥٣ ـ بكت.
    والثلب : شدة اللوم والأخذ باللسان، تهذيب اللغة ١٥ : ٩١.
    (3) سورة الأنعام ٦ : ١٠٨ .
    (4) في المطبوع والحجرية ونسخة (ج ، ك ، (ع ، ر) : ما يخرج به الرجل ، وما في المتن من اق ها.
    (٥) (فيه) أثبتناء من اق ، ع ، ك . ر .
    (٦) أورد صدر الحديث الطبري في بشارة المصطفى : ٢٠١ / 24 و ٣٣٩ / 32، وقطعة منه ابن شعبة في تحف العقول : 4٥٦ ، وكذا الكليني في الكافي ٦: ٢4٣4 / 24 باختلاف يسير ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 2: 11۵ / 11 ، و ٢٦ : 239 / 1 ، و 39: 211 / 2.

    قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا الحسن بن الفضل أبو محمد مولى الهاشميين بالمدينة ، قال : حدثنا علي بن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهم‌السلام (1) ، قال : أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد عليه‌السلام ليقتله ، وطرح له سيفاً ونطعاً، وقال للربيع : إذا أنا كلمته (2) ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه .
    فلما دخل جعفر بن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ونظر إليه من بعيد يحرك شفتيه ، وأبو جعفر على فراشه ، وقال : مرحباً وأهلاً بك يا أبا عبدالله ، ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي دينك ونقضي ذمامك ، ثم ساءله مساءلة لطيفة (3) عن أهل بيته ، وقال : قد قضى الله دينك وأخرج جائزتك ، يا ربيع لا تمضين ثالثة (4) حتى يرجع جعفر إلى أهله ، فلما خرج قال له الربيع : يا أبا عبد الله ، أرأيت (5) السيف إنما كان وضع لك والنطع ، فأي شيء رأيتك تحرك به شفتيك ؟
    قال جعفر بن محمد عليه‌السلام : نعم (6) يا ربيع لما رأيت الشر في وجهه قلت : حسبي الرب من المربوبين، وحسبي الخالق من المخلوقين ، وحسبي الرازق من المرزوقين ، وحسبي الله رب العالمين ، حسبي من هو حسبي ، حسبي من لم يزل حسبي ، حسبي الله لا إله إلا هو ، عليه توكلت وهو رب
    __________________
    (1) من قوله : ( قال : حدثنا علي بن موسى) إلى هنا لم يرد في اق ، هـ . ج .
    (2) في ق ، هـ ، ج) : إذا كلمته .
    (3) في اج ، هـ) : مساءلة لطف .
    (4) في نسخة اج ، ع ، ها : ثلاثة.
    (٥) في اق ، هـ ، ج ، ك ، : رأيت .
    (٦) (نعم) لم يرد في (ج ، هنا .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:30 pm

    العرش العظيم (1) .
    [276 / 64] حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي المفسر رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى الرضا عليه‌السلام (2) ، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، قال : «قال جعفر بن محمد الصادق (3) عالي ، في قوله (4) عز وجل : ( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) (5) قال : يقول : أرشدنا إلى الطريق المستقيم (6) ، أرشدنا للزوم الطريق المؤدي إلى محبتك، والمبلغ دينك ، والمانع من أن تتبع أهواءنا فنعطب ، أو نأخذ بآرائنا فنهلك (7) .
    [٢٧٧ / 65] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن
    __________________
    (1) آورده باختلاف ابن طاووس في مهج الدعوات : 23۰ ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 4٧ : ١٦٢ / 2 ، و ٩٥: ٢١4 / 6 .
    (2) في ر) والمطبوع : الرضا عليه‌السلام علي بن موسى ، وما في المتن من الحجرية واق ، ع ، ك.
    (3) ( الصادق) لم يرد في (ج ، هـ ، ع .
    (4) في المطبوع والحجرية : قول الله ، وما في المتن من النسخ الخطية .
    (٥) سورة الفاتحة ٦:١.
    (٦) في المطبوع والحجرية واروع زيادة : أي .
    (۷) ورد في تفسير الإمام العسكري عليه‌السلام : 44 / ضمن الحديث ٢٠ ، وفيه : ( والمبلغ إلى جنتك) بدل ( والمبلغ دينك) .
    وأورده ابن ورام في تنبيه الخواطر ٢ ٩٦ ، والطبرسي في الاحتجاج ٢ : ٢٨٦ صدر الحديث ٢4٣ ، وذكره المصنف في معاني الأخبار : ٣٣ / ضمن الحديث ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 92 : ٢٢٨ / 6.

    خالد، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (1) فقال : «الأمانة : الولاية ، من ادعاها بغير حق فقد كفره (2) .
    [278 / 66] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، أخبرني عن الشجرة التي أكل منها آدم وحواء ما كانت ؟ فقد اختلف الناس فيها ، فمنهم من يروي أنها الحنطة، ومنهم من يروي أنها العنب ، ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد .
    فقال عليه‌السلام : كل ذلك حق ، قلت : فما معنى هذه الوجوه على اختلافها ؟
    فقال : يا أبا الصلت، إن شجرة الجنّة تحمل أنواعاً، فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب، وليست كشجرة الدنيا ، وإن آدم عليه‌السلام لما أكرمه (3) الله تعالى ذكره بإسجاد ملائكته له (4) وبإدخاله الجنة ، قال في نفسه : هل خلق الله بشراً أفضل مني ؟ فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه ، فناداه : ارفع
    __________________
    (1) سورة الأحزاب 33 ۷2 ، والآية في نسخة «ك» والمطبوع تنتهي إلى : ( وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا ).
    (٢) أنظر الكافي للكليني ١: ٣4١ / 2، بصائر الدرجات للصفار : ٩٦ / 2 ، وذكره الصدوق في معاني الأخبار : 11۰ / 3، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في بحار الأنوار 23 : 2۷9 / 19 .
    (3) في (ق) : كرمه .
    (4) (له) أثبتناها من ق ، ك ، هـ . ج ، ع، والحجرية .

    رأسك يا آدم ، وانظر إلى ساق عرشي (1) ، فرفع آدم رأسه ، فنظر إلى ساق العرش ، فوجد عليه مكتوباً : لا إله إلا الله محمد رسول الله وعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، فقال آدم عليه‌السلام : يا رب ، من هؤلاء ؟
    فقال عز وجل : هؤلاء من ذريتك ، وهم خير منك ، ومن جميع خلقي ، ولولاهم ما خلقتك ، ولا خلقت الجنة والنار ، ولا السماء والأرض ، فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد ، فأخرجك عن جواري .
    فنظر إليهم بعين الحسد، وتمنى منزلتهم : فتسلط عليه الشيطان (2) ، حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها، وتسلّط على حواء؛ لنظرها إلى فاطمة عليها‌السلام بعين الحسد ، حتى أكلت من الشجرة كما أكل آدم عليه‌السلام ، فأخرجهما الله عز وجل عن جنته، وأهبطهما عن جواره إلى الأرض» (3) .
    [٢٧٩ / 67] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن عبيد بن هلال ، قال : سمعت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام ليلا يقول : إني أحب أن يكون المؤمن محدثاً، قال : قلت : وأي شيء المحدث ؟ قال : «المفهم» (4) .
    [280 / 68] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : ساق العرش، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والبحار .
    (2) في نسخة (ج ، هـا : فسلط الله عليه .
    (3) أورده باختلاف الحلي في مختصر البصائر : ٢٦٩ ، والراوندي في قصص الأنبياء : 44 و 4٥ / 9 و ١١ ، وذكره المصنف في معاني الأخبار : ١٢4 / 1، ونقله عن العيون و معاني الأخبار المجلسي في البحار ١١ : ١٦4 / 9 .
    (4) ذكره المصنف في معاني الأخبار : 1۷2 / 1 ، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في البحار ١: ١٦١ / 1.

    العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن حمدان ابن سليمان ، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام يقول : رحم الله عبداً أحيا أمرنا، فقلت له : وكيف يحيي أمركم ؟
    قال : يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لا تبعونا .
    قال : قلت : يابن رسول الله ، فقد روي لنا عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه قال : «من تعلم علماً ليماري به السفهاء، أو يباهي به العلماء، أو ليقبل بوجوه الناس إليه ، فهو في النار».
    فقال عليه‌السلام : صدق جدي عليه‌السلام ، أفتدري من السفهاء ؟ فقلت : لا ، يا ابن رسول الله .
    قال عليه‌السلام : هم قصاص مخالفينا ، أو تدري من العلماء ؟ فقلت : لا ، يابن رسول الله .
    فقال : هم علماء آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، الذين فرض الله طاعتهم وأوجب مودتهم ثم قال : أو تدري ما معنى قوله : أو ليقبل بوجوه الناس إليه ؟ فقلت : لا .
    فقال عليه‌السلام : يعني والله بذلك ادعاء الإمامة بغير حقها، ومن فعل ذلك فهو في النار» (1) .
    [٢٨١ / 69] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، عن محمد
    __________________
    (1) ذكره المصنف في معاني الأخبار : 18۰ / 1 ، ونقله عن المعاني والعيون المجلسي في البحار 2: 3۰ / 13.

    ابن أحمد (1) بن يحيى بن عمران الأشعري ، قال : حدثني أبو عبد الله الرازي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، قال : سألته عن رجل أوصى بجزء من ماله ، فقال : السبع ثلثه (2) .
    [282 / 70] حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی‌الله‌عنها قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعاً ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن داوود بن محمد النهدي ، عن بعض أصحابنا ، قال : دخل ابن أبي سعيد المكاري على الرضا عليه‌السلام ، فقال له : أبلغ الله من قدرك أن تدعي ما ادعى أبوك .
    فقال عليه‌السلام له : مالك! أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك ، أما علمت أن الله عز وجل أوحى إلى عمران : إني واهب لك ذكراً، فوهب له مريم ، ووهب المريم عيسى، فعيسى من مريم، ومريم من عيسى، وعيسى ومريم عليهما‌السلام شيء واحد، وأنا من أبي وأبي مني ، وأنا وأبي شيء واحد ؟ .
    فقال له ابن أبي سعيد : فأسألك عن مسألة ؟
    فقال : لا أخالك تقبل مني ، ولست من علمي ، ولكن هلمها .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية : أحمد بن محمد، وما في المتن أثبتناه من النسخ المسندة لك . ق . ر . ع وهو الصحيح الموافق لكتب التراجم ، أنظر رجال النجاشي : ٣4٨ / 939 . معجم رجال الحديث ١٦ : 3۰ / 1۰181 و 1۰182.
    (2) ذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه 4: ٢٠٥ / 5476 ، ومعاني الأخبار : 218 / 3 ، وأورده الطوسي في الاستبصار 4 : 133 / 501 ، والتهذيب 9: 21۰ / 831 . ونقله عن المعاني والعيون المجلسي في البحار ١٠٣: 2۰8 / 1.

    فقال : رجل قال عند موته : كل مملوك لي قديم فهو حر لوجه الله .
    فقال : نعم ، إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ ) (1) ، فما كان من مماليكه أتى له ستة أشهر فهو قديم حر . قال : فخرج الرجل ، فافتقر حتى مات، ولم يكن عنده مبيت ليلة ، لعنه الله (2) .
    [283 / 71] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالله بن أحمد ، عن إسماعيل الخراساني (3) ، عن الرضا عليه‌السلام قال : «ليس الحمية من الشيء تركه ، إنما الحمية من الشيء الإقلال منه (4) .
    [٢٨4 / 72] حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی‌الله‌عنها ، قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعاً ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري ، عن جعفر بن إبراهيم ابن محمد الهمداني رحمهم الله ، وكان معنا حاجاً ، قال : كتبت إلى أبي
    __________________
    (1) سورة يس ٣٦ ٣٩.
    (2) آورده باختلاف بسير القسمى في تفسيره 2 21۵، الكليني في الكافي ٦: ١٩٥ / 6 ، الطوسي في اختيار معرفة الرجال ٢: ٧٦٥ / 884 ، والتهذيب ٨: ٢٣١ / 835 ، ولم يرد فيه صدر الحديث، وذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه ٣ : ١٥٥ / 3564، ومعاني الأخبار : 21٨ / 1، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 4٩: 81 / 1 ، و 1۰3 : 208 / 2.
    (3) في الحجرية ونسخة ق ، ج ، هـ) : إسماعيل ابن الخراساني .
    (4) أورده الطبرسي في مكارم الأخلاق ٢ : ١٨٠ / 2467 ، ومثله الكليني في الكافي : ٢٩1 / 443 ، وذكره المصنف في معاني الأخبار : 238 / 1، ونقله عن المعاني والعيون المجلسي في البحار ٦٢: ١4٠٠ / 1.

    الحسن عليه‌السلام على يد أبي : جعلت فداك ، إن أصحابنا اختلفوا في الصاع ، بعضهم يقول : الفطرة بصاع المدينة ، وبعضهم يقول : بصاع العراق ، فكتب إلي : الصاع ستة أرطال بالمدني، وتسعة أرطال بالعراقي قال : وأخبرني بالوزن ، فقال : يكون ألفاً ومائة وسبعين درهماً (1) .
    [٢٨٥ / 73] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسن بن أحمد المالكي ، قال : حدثنا عبد الله بن طاووس سنة إحدى وأربعين ومائتين ، قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام : إن لي ابن أخ ، زوجته ابنتي، وهو يشرب الشراب ويكثر ذكر الطلاق ، فقال : إن كان من إخوانك فلا شيء عليه، وإن كان من هؤلاء فأبنها منه ـ فإنه عنى الفراق .
    قال : قلت : جعلت فداك ، أليس روي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : إياكم والمطلقات ثلاثاً في مجلس واحد ، فإنهن ذوات أزواج فقال : « ذلك من (2) كان من إخوانكم ، لا من كان (3) من هؤلاء ، إنه . (4) من دان بدين قوم لزمته أحكامهم (5) .
    [٢٨٦ / 74] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثني سهل بن زياد الآدمي ، قال : حدثني علي بن الريان ، قال : حدثني عبيد الله بن عبدالله الدهقان الواسطي ، عن الحسين بن خالد الكوفي ، عن
    __________________
    (1) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ٢4٩ / 2، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في البحار ٩٦ : ١٠٦ / 9 .
    (2 و 3) في المطبوع والحجرية : ممن، وما في المتن من النسخ الخطية والبحار .
    (4) في اق ، هـه : لأنه .
    (۵) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ٢٦٣ / 1، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في البحار ١٠4 : ١٥٢ / 55.

    أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، قال : قلت : جعلت فداك ، حديث كان يرويه عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة ، قال : فقال عليه‌السلام لي : «وما هو ؟ قلت : روي عن عبيد بن زرارة ، أنه لقي أبا عبدالله اليله في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن ، فقال له : جعلت فداك ، إن هذا قد ألف الكلام وسارع الناس إليه، فما الذي تأمر به ؟ قال : فقال : «اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والأرض .
    قال : وكان عبد الله بن بكير يقول : والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقاً فما من خروج وما من قائم .
    قال : فقال لي أبو الحسن عليه‌السلام : إن الحديث على ما رواه عبيد ، وليس على ما تأوله عبد الله بن بكير، إنما على أبو عبد الله عليه‌السلام بقوله (1) : ما سكنت السماء، من النداء باسم صاحبكم، وما سكنت الأرض ، من الخسف بالجيش» (2) .
    [٢٨٧ / 76] حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضی‌الله‌عنها، وأحمد بن محمد بن يحيى العطار، ومحمد بن علي ماجيلويه ، ومحمد بن موسى بن المتوكل رضی‌الله‌عنهم ، قالوا : حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعاً، عن سهل بن زياد الأدمي ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ، قال : سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام (3) عن قبر فاطمة عليها‌السلام ، فقال : لدفنت في بيتها، فلما زادت بنو أمية
    __________________
    (1) ( بقوله ) لم يرد في (ق) .
    (2) آورده الطوسي في الأمالي : 4١٣ / 926 ، وذكره المصنف في معاني الأخبار : ٢٦٦ / 1 ، ونقل صدر الحديث عن العيون المجلسي في البحار 4٧ : ٢٧٣ / 13 .
    (3) في اق ، ع ، ج ، هذا : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام الية .

    في المسجد، صارت في المسجد (1) .
    [288 / 77] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن موسى بن القاسم البجلي ، عن علي بن أسباط ، عن الحسن بن الجهم ، قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام : كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول : لا يأبى الكرامة إلا حمار»، قلت : ما معنى ذلك ؟ قال : «التوسعة في المجلس ، والطيب يعرض عليه (2) .
    [289 / 78] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن الجهم ، قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : لا يأبى الكرامة إلا حمار»، قلت: أي شيء الكرامة ؟ قال : مثل الطيب ، وما يُكرم به الرجل الرجل (3) .
    [29۰ / 79] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد ابن أبي عبد الله البرقي ، عن علي بن ميسر ، عن أبي زيد المالكي ، قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول : لا يأبى الكرامة إلا حمار يعني بذلك في
    __________________
    (1) أورده الكليني في الكافي 1: 383 / 9 ، والطوسي في التهذيب ٣: ٢٥٥ / 705 . والطبرسي في إعلام الورى 1: 3۰1 ، والإربلي في كشف الغمة 2 : ۵۰1 ، وذكره المصنف في الفقيه ١ : ٢٢٩ / 685 ، ومعاني الأخبار : ٢٦٨ ذيل الحديث 1 ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 1۰۰ : 191 / 1 .
    (2) أورده باختلاف يسير الطبرسي في مشكاة الأنوار ١: 4٠٢ / 975 ، وذكره المصنف في معاني الأخبار : ٢٦٨ / 1، ونقله عن العيون والمعاني المجلسي في البحار ٧٥: . ١4٠ / 2.
    (3) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ٢٦٨، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في البحار ٧٥: ١4١ / 4.

    الطيب والوسادة (1) .
    [291 / 80] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : حدثنا أبو همام إسماعيل بن همام ، عن الرضا عليه‌السلام ، أنه قال الرجل : أي شيء السكينة عندكم؟».
    فلم يدر القوم ما هي ، فقالوا : جعلنا الله فداك ما هي ؟
    قال : ريح تخرج من الجنة طيبة ، لها صورة كصورة الإنسان ، تكون مع الأنبياء عليهم‌السلام ، وهي التي أنزلت (2) على إبراهيم عليه‌السلام حين بنى الكعبة ، فجعلت (3) تأخذ كذا وكذا ويبنى (4) الأساس عليها (5) .
    [292 / 81] حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الجرجاني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني (6) ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه علي بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه الرضا ، عن أبيه موسى ابن جعفر عليهم‌السلام ، قال : اسئل الصادق عن الزاهد في الدنيا ، قال : الذي يترك
    __________________
    (1) أورده باختلاف يسير الكليني في الكافي ٦: ٥١٣ ذيل الحديث ٣ ، وذكره المصنف في معاني الأخبار : ٢٦٨ / 3 ، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في البحار ٧٥: ١4١ / 4 بزيادة .
    (2) في اق ، هـ ، ج : وهي أنزلت. وفي الحجرية : وهي التي نزلت .
    (3) في دق : فجعلته .
    (4) في المطبوع ، وتبنى، وفي الحجرية والبحار ج 13 : ويني ، وما في المتن من النسخ الخطية .
    (۵) آورده الكليني في الكافي 4: 206 / 5، وباختلاف يسير العياشي في تفسيره ٢:.
    ٨4 / 39 ، وبتفصيل في ج 1 : 133 منه ، وذكره باختلاف يسير المصنف في من لا يحضره الفقيه ٢ : ٢4٦ / 2318 ، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في البحار 12 : ١1۰2 / 9 ، و ١٣ : 444 / 9 ، و ٩٩: ٥٣ / 2 .
    (٦) في (ق) : الحسني .

    حلالها مخافة حسابه ، ويترك حرامها مخافة عقابه (1) .
    [293 / 82] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال : قال أبو الحسن عليه‌السلام ، في قول الله عز وجل : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) ، (2) ، قال عليه‌السلام : التفث : تقليم الأظفار، وطرح الوسخ ، وطرح الإحرام عنه» (3) .
    [٢٩4 / 83] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن إسماعيل القرشي (4) ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، قال : حدثني أبي، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام ، قال: قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : دب إليكم داء الأمم قبلكم : البغضاء والحسد (5) .
    __________________
    (1) أورده القتال النيسابوري في روضة الواعظين : 4٣٣ ، والطبرسي في مشكاة الأنوار ١: ٢٦١569 ، وذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه 4: 4٠٠ / 5861 ، ومعاني الأخبار : 28۷ / 1 ، والأمالي : 4٣٩ / 580 ، والمواعظ : ١١٥ / 100، ونقله عن المعاني والعيون والأمالي المجلسي في البحار ٧٠: ٣١١ / 6 .
    (2) سورة الحج 22 : 29 .
    (3) أورده الكليني في الكافي 4: 504 / 12، باختلاف بسير، الحميري في قرب الإسناد : ٣٥٨ صدر الحديث 128۰ ، وذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه ٢ : 4٨٥ / 3035 ، ومعاني الأخبار : ٣٣٩ / 4، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في البحار ٩٩ : ٣١٧ / 14.
    (4) في (ق) والحجرية : القريشي ، وفي اع ، ره : العريشي .
    (٥) أورده بتقديم وتأخير ورام في تنبيه الخواطر 1: 12۷، وباختلاف المفيد في الأمالي : ٣44 / صدر الحديث ، ولم ترد فيه : البغضاء ، وكذا الطوسي في الأمالي : 11۷ / صدر الحديث 182 ، وذكره المصنف في معاني الأخبار : ٣٦٧ / 1 ، ونقله عن المعاني والعيون المجلسي في البحار ٧٣: ٢٥٢ / 16.

    [٢٩٥ / 84] حدثنا محمد بن علي ما جيلويه رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا على ابن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه، عن داوود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد (1) عليهم‌السلام ، قال : أوحى الله عز وجل إلى داوود عليه‌السلام : إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة فأدخله الجنة ، قال : يا رب، وما تلك الحسنة ؟ قال : يفرج عن المؤمن كربته ولو بتمرة (2) ، قال : فقال داود عليه‌السلام : حق لمن عرفك أن لا ينقطع رجاؤه منك (3) .
    [٢٩٦ / 85] حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن ابن بنت إلياس، قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : العن الله من أحدث حدثاً أو أوى محدثاً قلت : وما الحدث؟ قال: «من قتل (4) (5) .
    __________________
    (1) في المطبوع : عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، وما في المتن من نسخة اق ، ع ، ر، ك والحجرية .
    (2) في (ق): يفرج الله به عن مؤمن كربة ولو بتمرة ، وفي هـ، ج (ع) : يفرج به عن مؤمن كرية .
    (3) أورده باختلاف يسير الكليني في الكافي ٢: ١٥١ / 5 ، الحميري في قرب الإسناد : ١١٩ / 417 ، الأهوازي في المؤمن : ٥٦ / 143 ، الراوندي في قصص الأنبياء : 198 / 250 ، ابن زهرة في الأربعين حديثاً : ٥٦ / ضمن الحديث السابع ، وذكره المصنف في الأمالي : ۷۰۰ ـ ۷۰1 / 955 ، ومعاني الأخبار : ٣٧4 / 1، وثواب الأعمال : ١٦٣ / 1، ونقله عن العيون ومعاني الأخبار المجلسي في بحار الأنوار ١4 : ٣٥ / 6.
    (4) في المطبوع ونسخة (ع ، ک) : القتل ، وما في المتن من بقية النسخ الخطية والحجرية والبحار .
    (5) أورده الكليني في الكافي : ٢٧4 ذيل الحديث ، عن الحسن الوشاء ،

    [٢٩٧ / 86] حدثنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي ، قال : حدثنا سهل ابن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، قال : حدثني سيدي علي بن محمد بن علي الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين بن على عليهم‌السلام ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : «إن أبا بكر مني بمنزلة السمع ، وإن عمر مني بمنزلة البصر ، وإن عثمان مني بمنزلة الفؤاد ، فلما كان من الغد ، دخلت إليه وعنده أمير المؤمنين عليه‌السلام وأبو بكر وعمر وعثمان ، فقلت له : يا أبت ، سمعتك تقول في أصحابك هؤلاء قولاً ، فما هو ؟
    فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم ، ثم أشار إليهم ، فقال : هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسألون عن وصيي هذا ، وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام .
    ثم قال : إن الله عز وجل يقول : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) (1) .
    ثم قال عليه‌السلام : وعزة ربي إن جميع أمتي الموقوفون يوم القيامة ومسؤولون عن ولايته، وذلك قول الله عز وجل : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ ) (2) (3) .
    __________________
    وباختلاف يسير في ص : ٢٧٥ / 6 ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وج 4 : ٥٦٥ / 6 ، والطوسي في التهذيب 1۰ : 216 / 852 ، وذكره باختلاف بسير المصنف في معاني الأخبار : ٣٨٠ / 6 ، وعقاب الأعمال : 328 / 1، ومن لا يحضره الفقيه 4: ٩٣ ـ ٩4 / 5156 ونقله عن العيون والعقاب المجلسي في بحار الأنوار ١٠4: ٣٧٣ / 15 .
    (1) سورة الإسراء ١٧ : ٣٦.
    (2) سورة الصافات ٣٧ : ٢4 .
    (3) ذكره المصنف في معاني الأخبار : 38۷ / 23 ، ونقله عن العيون المجلسي في البحار 36 : 77 / 3.

    [298 / 87] حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين ابن خالد ، عن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم‌السلام ، أنه قال : إن الله تبارك وتعالى ليبغض البيت (1) اللحم واللحم السمين .
    فقال له بعض أصحابه : يابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إنا لنحب اللحم وما تخلو بيوتنا منه ، فكيف ذلك ؟
    فقال عليه‌السلام : اليس حيث تذهب ، إنما البيت اللحم البيت (2) الذي تؤكل فيه لحوم الناس بالغيبة، وأما اللحم السمين فهو المتجبر المتكبر المختال في مشيته (3) .
    [299 / 88] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري رضي‌الله‌عنه (4) ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري ، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : قلت للرضا عليه‌السلام : يابن رسول الله ، قد روي عن آبائك عليهم‌السلام ، فيمن جامع في شهر رمضان أو أفطر فيه (5) ثلاث كفارات ، وروي عنهم أيضاً كفارة واحدة ، فبأي الخبرين نأخذ ؟
    فقال عليه‌السلام : ايهما جميعاً (6) ، قال : متى جامع الرجل حراماً، أو
    __________________
    (1 و 2) (البيت) أثبتناها من النسخ الخطبة والحجرية .
    (3) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ٣٨٨ / 24 ، ونقله عن معاني الأخبار والعيون المجلسي في البحار ٧٥: ٢٥١ / 24 .
    (4) ( رضی‌الله‌عنه) لم يرد في اق ، ع ، ك والحجرية .
    (٥) في نسخة اك ، هـ ، ع ، ج زيادة : فعليه .
    (٦) في اق ، ج ، هـ) : أو بهما جميعاً، بدل من : فقال عليه‌السلام : بهما جميعاً .

    أفطر على حرام في شهر رمضان ، فعليه ثلاث كفارات : عتق رقبة ، وصيام شهرين متتابعين ، وإطعام ستين مسكيناً، وقضاء ذلك اليوم ، وإن كان نكح حلالاً ، أو أفطر على حلال ، فعليه كفارة واحدة وقضاء ذلك اليوم ، وإن كان ناسياً فلا شيء عليه (1) .
    [3۰۰ / 89] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد ابن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أحمد بن أشيم ، عن الرضا عليه‌السلام ، قال : قلت له : جعلت فداك ، لم سموا العرب أولادهم بكلب ونمر وفهد ، وأشباه ذلك ؟
    قال : كانت العرب أصحاب حرب ، فكانت تهول على العدو بأسماء أولادهم ، ويُسمون عبيدهم : فرج (2) ومبارك وميمون ، وأشباه ذلك ، يتيمنون بها (3) .
    [٣٠١ / 90] حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي‌الله‌عنه ، قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن حمدان بن سليمان النيسابوري ، عن عبد السلام بن صالح الهروي (4) ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام ، يقول : «أفعال العباد مخلوقة» .
    __________________
    (1) أورده الطوسي في تهذيب الأحكام 4 : 2۰9 / 605 ، وليس فيه : وقضاء ذلك اليوم.
    وذكره المصنف في من لا يحضره الفقيه 3 : 3۷8 / 4331 ، ومعاني الأخبار : 389 / 27، ونقله عن العيون والمعاني الأخبار المجلسي في البحار ٩٦ : ٢٨٠ / 3 .
    (2) في نسخة (ع) : فرخ ، وفي نسخة هـ ، ج : فرح .
    (3) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ٣٩١ / 35، ونقله عن العيون والمعاني المجلسي في البحار ١٠4 : ١٢٨ / 7.
    (4) في الحجرية و(ق) : حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار، عن عبد السلام بن صالح الهروي .

    فقلت له (1) : يابن رسول الله ، ما معنى مخلوقة ؟
    قال : «مقدرة ) (2) .
    [٣٠٢ / 91] حدثنا أبي رضي‌الله‌عنه وعلي بن عبد الله الوراق ، قالا : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثني علي بن الحسن الخياط النيسابوري ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن عبدالله بن موسى بن جعفر ، عن ياسر الخادم ، عن أبي الحسن العسكري، عن أبيه، عن جده علي بن موسى الرضا عليهم‌السلام : إنه كان يلبس ثيابه مما يلي يمينه ، فإذا لبس ثوباً جديداً دعا بقدح من ماء ، فقرأ عليه : ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) عشر مرات ، و ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) عشر مرات ، ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) عشر مرات ، ثم نضحه على ذلك الثوب ، ثم قال : من فعل هذا بثوبه قبل (3) أن يلبسه ، لم يزل في رغد من عيشه ما بقي منه سلك (4) .
    قال مصنف هذا الكتاب رحمه‌الله : ياسر الخادم قد لقي الرضا عليه‌السلام ، وحديثه عن أبي الحسن العسكري غريب .
    __________________
    (1) في المطبوع والحجرية ونسخة (ق) : قلت له ، وفي نسخة هـ . ج : فقلت له . وما في المتن أثبتناه من نسخة ع . ك . را.
    (2) ذكره المصنف في معاني الأخبار : ٣٩٦ / 52 ، ونقله عن المعاني والعيون المجلسي في البحار ٥ : ٣٠ / 37.
    (3) في المطبوع : من قبل ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية .
    (4) أورده الطبرسي في مكارم الأخلاق 1 : ٢٢٧ / 669 ، والقتال النيسابوري في روضة الواعظين : 3۰9 باختلاف يسير.

    ـ29ـ
    ما جاء عن الرضا عليه‌السلام فی صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله
    [3۰3 / 1] حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبدالله بن سعيد العسكري ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن منيع ، قال : حدثني إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام ، بمدينة الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال : حدثني علي بن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ابن محمد، عن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم‌السلام ، قال : قال الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام : سألت خالي هند بن أبي هالة عن حلية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان وصافاً للنبي عليه .
    فقال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فخماً مفخماً، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع ، وأقصر من المشذب ، عظيم الهامة ، رجل الشعر ، إن (2) انفرقت (3) عقيقته (4) فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين ، أزج الحواجب (5) ، سوابغ في غير قرن ، بينهما
    __________________
    (1) في «ق» والحجرية : باب من الأخبار المنثورة ، ما جاء عن الرضا عليه‌السلام ل في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله . وكلمة (باب) لم ترد في نسخة ك ، هذا .
    (2) في المطبوع : إذا ، وما في المتن من النسخ الخطية والحجرية والمصادر .
    (3) في (هـ) : تعرقب، وفي بقية نسخنا: تفرقت، وما في المتن موافق للبحار والمصادر ما عدا تاریخ دمشق ففيه : افترقت .
    (4) في نسخة ع . هـ ، ق ، ك : عقيصته .
    (٥) في المطبوع : الحاجبين، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية ، وهو الموافق للمصادر .

    عرق يدره الغضب ، أقنى العربين ، له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله أشم ، كث اللحية ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب ، مفلج الأسنان ، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادناً متماسكاً ، سواء البطن والصدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم الكراديس ، أنور المتجرد ، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين (1) والبطن مما سوى (2) ذلك ، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين ، رحب الراحة ، شئن الكفين والقدمين ، سائل الأطراف ، سبط القصب (3) ، خمصان الأخمصين ، مسيح (4) القدمين ، ينبو عنهما الماء ، إذا زال زال قلعاً (5) ، يخطو تكفوا (6) ، ويمشي هوناً ، ذريع المشية (7) ، إذا مشى كأنما (Cool ينحط في (9) صبب ، وإذا التفت التفت جميعاً ، خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جل نظره الملاحظة ، يبدر من
    __________________
    (1) في نسخة (ج) : اليدين .
    (2) في المطبوع : وما سوى وفي اج ، هـه : فما سوى ، وما في المتن أثبتناه من نسخة اق ، ع ، ر ، ك والحجرية ، وهو الموافق للمصادر .
    (3) في المطبوع ونسخة وع ، هما : العصب ، وما في المتن أثبتناه من نسخة وك ، و. ق والحجرية ، وهو الموافق للمصادر .
    (4) في المطبوع والحجرية والنسخ الخطية : فسيح ، وما في المتن أثبتناه من المصادر .
    (٥) في المطبوع : تقلعاً ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية والمصادر .
    (6) في المطبوع : تكفياً ، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطبة والحجرية والمصادر .
    (۷) في نسخة (ع) : ذريع سريع المشية .
    (Cool في النسخ الخطية : كأنه .
    (9) في المطبوع : (من) وما أثبتناء من الحجرية والنسخ الخطية .
    وينحط في صبب : أي في موضع منحدر ، انظر النهاية لابن الأثير ٣: ٣ ـ صبب ـ.

    لقيه بالسلام .
    قال : قلت : صف لي منطقه ؟
    فقال : كان عليهم‌السلام متواصل (1) الأحزان ، دائم الفكرة (2) ، ليست له راحة (3) ، ولا يتكلم في غير حاجة ، يفتتح (4) الكلام ويختمه بأشداقه ، يتكلم بجوامع الكلم فصلاً (5) ، لا فضول فيه ولا تقصير ، دمتاً ليس بالجافي ولا بالمهين ، تعظم عنده النعمة وإن دقت ، لا يذم منها شيئاً ، غير أنه كان لا يذم ذواقاً (6) ولا يمدحه، ولا تغضبه (7) الدنيا وما كان لها ، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له ، وإذا أشار أشار بكفه كلها (Cool ، وإذا تعجب قلبها ، وإذا تحدث اتصل بها يضرب راحته اليمني باطن إبهامه اليسرى (9) ، وإذا غضب أعرض (1۰) وأشاح ، وإذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حب الغمام .
    __________________
    (1) في نسخة (ق) والحجرية : مواصل .
    (2) في النسخ الخطية والحجرية : دائم الفكر .
    (3) في نسخة اهـ ، ج ) : ليس له راحة :.
    (4) في نسخة (ع) : يفتح .
    (٥) في نسخة لك ، ع ، ج ، ها : فضلاً .
    (٦) في الحجرية : غير أنه لا يدم ذوافاً .
    (۷) في الحجرية وفق : ولا تعفيه ، وفي نسخة اج ، هما : ولا تعصيه.
    (Cool ( كلها) لم ترد في الحجرية ونسخة اروع . ج ، ها ، وفي نسخة (ق : إذا تعسر أشار يكفه .
    (9) في المطبوع : وإذا تحدث قارب يده اليمنى من اليسرى، فضرب بإبهامه اليمني راحة اليسرى، وما في المتن أثبتناه من الحجرية والنسخ الخطية ، وهو الموافق للمصادر .
    (1۰) في المطبوع زيادة : بوجهه، ولم ترد في الحجرية والنسخ الخطية ، والمصادر .

    قال الحسن عليه‌السلام : فكتمتها الحسين (1) زماناً ، ثم حدثته ، فوجدته قد سبقني إليه ، وسأله عما سألته عنه ، فوجدته قد سأل أباه عن مدخل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ومخرجه ومجلسه وشكله ، فلم يدع منه شيئاً .
    قال الحسين عليه‌السلام : سألت أبي رضي‌الله‌عنه عن مدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال : كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك ، فإذا أوى إلى منزله جزا دخوله ثلاثة أجزاء : جزءاً لله تعالى ، وجزءاً لأهله ، وجزءاً لنفسه ، ثم جزاً جزءه (2) بينه وبين الناس ، فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، ولا يدخر عنهم منه شيئاً ، وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار (3) أهل الفضل بإذنه ، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، (4) فيتشاغل بهم (5) ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة (6) من مسألته (7) عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي ، ويقول : ليبلغ الشاهد منك الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ (Cool حاجته ، فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة ، لا يذكر
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1   عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1 Emptyالأحد أكتوبر 27, 2024 4:32 pm

    __________________
    (1) في المطبوع : فكتمت هذا الخبر عن الحسين عليه‌السلام زماناً ، وفي (ق) : فكتمتها الخبر ، وما في المتن أثبتناه من بقية النسخ الخطية ، والحجرية ، وهو الموافق للمصادر .
    (2) في المطبوع : جزء، وما في المتن أثبتناه من النسخ الخطية والحجرية، وهو الموافق للمصادر .
    (3) في نسخة (ق) : إيتاب .
    (4) في نسخة (ق) : ذووا الحوائج .
    (٥) (بهم) أثبتناه من نسخة هـ ، ر ، ك ، ج . ق . ع ، وهو الموافق للمصادر .
    (٦) في المطبوع : أصلحهم وأصلح الأمة .
    (۷) في نسخة (ك) : عن مسألته .
    (Cool في نسخة اهم ، ج ، ق : إبلاغه .

    عنده إلا ذلك ، ولا يقبل من أحد غيره (1) ، يدخلون رواداً (2) ولا يفترقون إلا عن ذواق ، ويخرجون أدلة (3) .
    فسألته عن مخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، كيف كان يصنع فيه ؟
    فقال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخزن لسانه إلا عما يعنيه ، ويؤلفهم ولا ينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس منهم ، من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس، ويُحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهنه ، معتدل الأمر غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا ، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة ومؤازرة .
    قال : فسألته عن مجلسه .
    فقال : كان صلى‌الله‌عليه‌وآله يجلس ولا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن ، وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ، ويعطي كل جلسائه نصيبه ، حتى لا يحسب (4) أحد من جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه ، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول ، قد وسع الناس منه خلقه ، وصار لهم أباً (5) ، وصاروا عنده في الحق سواء ، مجلسه مجلس
    __________________
    (1) في نسخة (ع) . ر . هـ . ق والحجرية : ولا يقيد من أحد عشرة ، وفي نسخة ك : ولا يقيل من أحد عشرة.
    (2) في نسخة (ق) والحجرية زيادة : ولا يقوم إلا على ذكر .
    (3) في المطبوع ونسخة ج ، هـ ، ر ، ك زيادة : ( فقهاء ) .
    (4) في النسخ الخطية والحجرية : ولا يحسب ، بدل : حتى لا يحسب .
    (٥) في المطبوع زيادة : رحيماً .

    حلم وحياء وصدق وأمانة ، لا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم ، ولا تنثى (1) فلتاته ، متعادلين متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين يوقرون الكبير ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة ويحفظون الغريب .
    فقلت : كيف كانت سيرته في جلسائه ؟
    فقال : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ، ولا صحاب ، ولا فحاش ، ولا عياب (2) ، ولا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ، فلا يؤيس منه ولا يخيب فيه (3) مؤمليه ، قد ترك (4) نفسه من ثلاث، المراء والإكثار وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث ، كان لا يدم أحداً ولا يعبره ، ولا يطلب عثراته ولا عورته (5) ، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه ، إذا تكلم أطرق جلساؤه ، كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا ، ولا يتنازعون عنده الحديث ، من تكلم عنده أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أولهم (6) ، يضحك مما يضحكون منه ، ويتعجب مما يتعجبون منه. ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه (7) ، حتى أن
    __________________
    (1) في المطبوع : ولا تثنى ، وفي نسخة مع ، هـ ، ك ، ولا ينتى ، وفي (ج) ، ولا تنسى ، وما في المتن أثبتناه من نسخة (ن) والحجرية ، وهو الموافق للمصادر .
    (2) في نسخة (هـ ، ج : ( ولا غياب) وما بعده كلمة ( ولا عياب) في المطبوع زيادة : ولا مزاح .
    (3) في نسخة اهـ ، ع) : ( منه) بدل (فيه ) .
    (4) في الحجرية : (نزل) بدل (ترك) ، وفي نسخة (ع) : ( فقد ترك) .
    (٥) في نسخة ( ع ، ک ) : ولا عوراته .
    (٦) في المطبوع : ( وإذا تكلم عنده أحد أنصتوا له حتى يفرغ من حديثه )، وما في المتن أثبتناه من الحجرية ونسخة در، ك وهو الموافق للمصادر ، وفي نسخة فها : ( يدع) بدل ( يفرغ) ، وفي نسخة (ق ، ع) : ( عنه) بدل (عنده) .
    (۷) في المطبوع : في المسألة والمنطق ، وفي نسخة (ق) : في مساكنه ومنطقه ، وما في المتن أثبتناه من الحجرية ونسخة (هـ ، ربع ، ك ، ج ،) وهو الموافق للمصادر .

    كان أصحابه ليستجلبونهم، ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة (1) يطلبها فار فدوه (2) ، ولا يقبل الثناء (3) إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز (4) ، فيقطعه بنهي أو قيام .
    قال : فسألته عن سكوت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله .
    فقال عليه‌السلام : كان سكوته على أربع : الحلم والحذر والتقدير والتفكير (5) ، فأما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس ، وأما تفكره (6) ففيما يبقى ويفني، وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يغضبه شيء ولا يستفزه ، وجمع له الحذر في أربع ، أخذه الحسن ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهى عنه ، واجتهاد الرأي في إصلاح أمته ، والقيام فيما جمع لهم (7) خير الدنيا والآخرة صلوات الله عليه وآله الطاهرين (Cool .
    وقد رويت هذه الصفة (9) عن المشايخ بأسانيد مختلفة ، قد أخرجتها
    __________________
    (1) في نسخة (ق ، را) : صاحب الحاجة .
    (2) في نسخة (ج ، هـ) : فأوقروه .
    (3) في نسخة اهـ ، ج ، ق : ولا يقبل إلينا .
    (4) في المطبوع والحجرية : حتى يجوزه، وما في المتن من النسخ الخطية .
    (٥) في المطبوع والتفكر .
    (٦) في نسخة اهـ ، ع ، ج : تفكيره .
    (۷) في المطبوع زيادة : من .
    (Cool ذكره المصنف في معاني الأخبار : ۷9 / 1 وأورده باختلاف ابن سعد في الطبقات 1: 4٢٢ ، الكوفي في مناقب الإمام أمير المؤمنين ١٧:١ ، والطبراني في المعجم الكبير ٢٢: ١٥٥ / 414 ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق 3: 338 ـ 3۵2 والقاضي عياض في الشفا بتعريف حقوق المصطفى ١ ٣٠4 ـ الزمخشري في الفائق 2 : 22۷ ـ شذب ، ونقله المجلسي عن العيون في البحار ١٦ : ١4٨ / 4 .
    (9) في نسخة (ق) : القصة .

    في كتاب النبوة ، وإنما ذكرت من طرقي إليها ما كان فيها عن الرضا عليه‌السلام ؛ لأن هذا الكتاب مصنف في ذكر عيون أخباره عليه‌السلام ، وقد أخرجت تفسيرها في كتاب معاني الأخبار (1) .
    ***
    __________________
    (1) إلى هنا ينتهي الجزء الأول في جميع النسخ الخطية والحجرية.

    فهرس المحتويات
    مقدمة التحقيق 5
    ترجمة الشيخ الصدوق 41
    النسخ المعتمدة 87
    منهجية التحقيق 88
    نماذج النسخ الخطية 91
    مقدمة الشیخ الصدوق 3
    قصيدتان للصاحب بن عباد في السلام على الإمام الرضا عليه‌السلام 5
    فضل من قال بيتاً من الشعر في أهل البيت عليهم‌السلام 8
    ذكر أبواب الكتاب بترتيب المصنف رحمه‌الله 10
    ـ1ـ
    باب العلة التي من أجلها سمي علي بن موسى عليه‌السلام الرضا
    رب العزة سمى علي بن موسى : الرضا عليه‌السلام 17
    ـ2ـ
    باب ما جاء في أم الرضا عليه‌السلام واسمها
    أم الرضا عليه‌السلام كانت جارية تفضل النساء في العقل والدين 19

    قصيدة لإبراهيم بن العباس في مدح الإمام الرضا عليه‌السلام 20
    نجمة توهب للإمام الكاظم عليه‌السلام بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله 22
    قصة شراء جارية أصبحت أماً للرضا عليه‌السلام 22
    ـ3ـ
    باب في ذكر مولد الرضا علي بن موسى عليه‌السلام
    تاريخ مولد الرضا عليه‌السلام ئية ووفاته وكيفية قبوله ولاية العهد 25
    الإمام الرضا عليه‌السلام لليلة يسبح الله ويهلله ويمجده وهو جنين في بطن أمه 27
    ـ4ـ
    باب نص أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلامعلى ابنه
    الرضا علي بن موسى بن جعفرعليهما‌السلامبالإمامة والوصية
    الإمام الكاظم عليه‌السلام ينص أمام أصحابه بإمامة الرضا عليه‌السلام 29
    نص آخر : برواية علي بن يقطين 29
    نص آخر برواية علي بن يقطين 30
    نص آخر : برواية منصور بن يونس بن يزرج 31
    نص آخر : برواية داوود بن كثير 31 ، 32
    نص آخر : برواية يزيد بن سليط الزيدي 33
    نص آخر : برواية العباس النجاشي الأسدي 36
    نص آخر : برواية سليمان بن حفص المروزي 36
    نص آخر : برواية علي بن عبد الله الهاشمي 36
    نص آخر : برواية عبد الله بن مرحوم 37
    نص آخر : برواية عبد الله بن الحارث 37

    نص آخر : برواية محمد بن زيد الهاشمي 38
    نص آخر : برواية حيدر بن أيوب 38
    نص آخر : برواية عبد الرحمن بن الحجاج 39
    نص آخر : برواية حسين بن بشير 39
    نص آخر : برواية الحسن بن علي الخزار 40
    نص آخر : برواية سلمة بن محرز 40
    نص آخر : برواية إسماعيل بن الخطاب 41
    نص آخر : برواية جعفر بن خلف 41
    نص آخر : برواية علي بن الحكم ، عن الحسين بن المختار 42
    نص آخر : برواية يونس بن عبد الرحمن ، عن الحسين بن المختار 42
    نص آخر : برواية زياد بن مروان القندي 42
    نص آخر : برواية نعيم بن قابوس 43
    نص آخر : برواية نعيم بن قابوس 43
    نص آخر : برواية محمد بن سنان 44
    ـ5ـ
    باب نسخة وصية موسى بن جعفرعليه‌السلام
    النص الكامل لوصية الإمام الكاظم عليه‌السلام برواية الجعفري 47
    نص آخر لوصية الإمام الكاظم عليه‌السلام برواية الحجاج 51
    شهادة جماعة بوصية الإمام الكاظم عليه‌السلام لولده الرضا عليه‌السلام 53
    إقرار إبراهيم بوصية أبيه الكاظم عليه‌السلام 54

    ـ6ـ
    باب النصوص على الرضا عليه‌السلام بالإمامة في
    جملة الأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام
    جابر ينظر في الصحيفة وفيها أسماء المعصومين وكناهم وأسماء أمهاتهم 55
    النص الكامل الصحيفة الزهراء عليها‌السلام برواية جابر الأنصاري 57
    الامام صادق عليه‌السلام یخبر عن صحیفة باملاء النبی صلى‌الله‌عليه‌وآله وخط علی عليه‌السلام 61
    الإمام الباقر عليه‌السلام يجمع أولاده ويخبرهم بالوصية 61
    جابر الأنصاري يخبر الإمام الباقر عليه عن لوح كان عند الزهراء عليهاالسلام
    فيه أسماء الأئمة عليهم‌السلام 62، 63
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخبر عبد الله بن جعفر الطيار بأنه سيدرك الإمام الباقر عليه‌السلام 64
    اعرابی یسال ابن مسعود عن عدد الخلفاء بعد النبی صلى‌الله‌عليه‌وآله 65
    فتی شاب يسأل ابن مسعود عن عدد الخلفاء بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله 65
    عدد الخلفاء بعد النبی صلی الله اثنا عشر کلهم من قریش 66
    کعب الاحبار یتحدث عن الخلفاء الاثنی عشر لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله 69
    لا تهلك امة والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أولها والأئمة عليهم‌السلام الاثني عشر من بعده والمسيح آخرها 70
    أمير المؤمنين عليه‌السلام يجيب عن أسئلة اليهودي 71
    صفة علامات الإمام، ووجوب معرفته 73
    أوصياء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في لهم سنة بأوصياء عيسى عليه‌السلام 75
    الأئمة الاثني عشر من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله محدثون 76
    معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إني مخلف فيكم الثقلين 77
    حديث الإسراء وما أخبر به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أسماء أو صيائه 78

    خلفاء الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله أولهم على عليه‌السلام وآخرهم المهدي عليه‌السلام 79
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ينص على خلفائه ويذكر لكل واحد منهم دعاء خاصاً 80
    الأوصياء الاثنا عشر أعطاهم الله علم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفهمه 86
    الخضر عليه‌السلام يسأل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن أسئلة 87
    الصابر علی الاذی فی الغیبة کالمجاهد بین یدی النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله 91
    ـ7ـ
    باب جمل من أخبار موسى بن جعفرعليه‌السلام مع هارون الرشيد
    ومع موسى بن المهدي
    السبب الذی لاجله جیء بامام الکاظم عليه‌السلام الی بغداد 93
    السبب الذی لاجله جیء باخیه الکاظم عليه‌السلام لهارون الرشید 97
    اشخاص الرشيد بالإمام الكاظم عليه‌السلام من المدينة إلى السجن 98
    الرشيد يهدد الفضل بأن يأتيه بالإمام الكاظم عليه‌السلام 98
    الإمام الكاظم عليه یدفع شر الرشید بدعاء لامیر المومنین عليه‌السلام 101
    الإمام الكاظم عليه يجيب على أسئلة أبي يوسف في مجلس المهدي 103
    اثر دعاء الإمام الكاظم عليه‌السلام دفع شر موسی بن المهدی 104
    الإمام الكاظم عليه‌السلام یشرح الطبائع الاربع 106
    محاجة الإمام الكاظم عليه‌السلام مع هارون الرشید 106
    الإمام الكاظم عليه‌السلام یوخد قسرا من عند قبر جده صلى‌الله‌عليه‌وآله 111
    المامون یتعلم التشیع من ابیه هارون 114
    الرشید یعرف الإمام الكاظم عليه‌السلام لولده المامون 119
    الإمام الكاظم عليه‌السلام يدعو بدعاء الخلاص من حبس هارون 120
    الإمام الكاظم عليه‌السلام يستفيد من وجوده في السجن للعبادة 122

    ـ8ـ
    باب الأخبار التي رويت في صحة وفاة أبي إبراهيم موسى بن
    جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام
    صورة أسد تبتلع المشعوذ بأمر الإمام الكاظم عليه‌السلام 123
    السندي يدعى التوسعة على الإمام الكاظم عليه‌السلام في السجن 124
    السندي يستشهد قوماً على أن الإمام الكاظم عليه‌السلام مات حتف أنفه 125
    تاريخ شهادة الإمام الكاظم عليه‌السلام و محل دفته 127
    نعش الإمام الكاظم عليه بوضع على الجسر 128
    محاولة الرشيد في سم الإمام الكاظم عليه‌السلام تبوء بالفشل 129
    تاريخ شهادة الإمام الكاظم عليه‌السلام ومحل دفنه برواية أخرى 132
    الرشيد يستشهد شيوخ الطالبية وبني العباس أن الكاظم عليه‌السلام مات حتف أنفه 133
    الإمام الكاظم عليه‌السلام يتفرغ للعبادة في حبس الفضل بن الربيع 135
    ـ9ـ
    باب ذكر من قتله الرشيد من أولاد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآلهبعد
    قتله لموسى بن جعفر عليه‌السلام بالسم في ليلة واحدة،
    سوى من قتل منهم في سائر الليالي والأيام
    ستون علوياً يقتلهم حميد بن قحطبة في ليلة واحدة 137
    العلويون يدفنون في الأسطوانات في زمن المنصور العباسي 140
    ـ10ـ
    باب السبب الذي قيل من أجله بالوقف على موسى بن جعفر عليه‌السلام
    الإمام الكاظم عليه‌السلام يكظم غيظه على الواقفة 143

    المال الكثير هو السبب في الوقف على الإمام الكاظم عليه‌السلام 143
    الإمام الرضا عليه‌السلام ليلة يحتج على أحد الواقفة بموت أبيه فينكر ذلك 144
    ـ11ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار
    في التوحيد
    توضيح الإمام الرضا عليه‌السلام الحديث : إن المؤمنين يزورون ربهم من منازلهم 147
    دعاء الإمام الرضا عليه‌السلام الية عندما مر على قبور أهل بيته 148
    قوم من وراء النهر يسألون الإمام الرضا عليه‌السلام للي عن مسائل 151
    رد الإمام الرضا عليه‌السلام على من قال : إن الله خلق الأشياء بالقدرة 152
    رب العزة هو العالم بالأشياء قبل كونها 152
    دعاء الإمام الرضا عليه‌السلام في توحيد الله عز وجل 153
    من قال إن الله تعالى قادر بقدرة وعالم يعلم فقد أشرك بالله 154
    توضيح الإمام الرضا عليه‌السلام عية المعنى الإرادة من المخلوق 154
    نهى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قول: قبح الله وجهك ووجه من يشبهك 155
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى: ( مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ) 155
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى : ( يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ ) 155
    خطبة أمير المؤمنين عليه‌السلام في توحيد الله عز وجل 157
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى : ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَّا يُبْصِرُونَ ) 160
    توضيح الإمام الرضا عليه‌السلام الله لقول الإمام الصادق عليه‌السلام : ولا جبر ولا تفويض 161
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى: ( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ) 162
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام ئية لقوله تعالى: ( لَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ ) 163
    معنى الحجزة وأن الشيعة آخذون بحجزة أهل البيت عليهم‌السلام 164
    رد الإمام الرضا عليه‌السلام على كل من قال : إن الله ينزل كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا 165

    رب العزة يوصى موسى بن عمران عليه‌السلام أن يذكره على كل حال 166
    الإمام الرضا عليه‌السلام يتحدث مع الفتح الجرجاني في توحيد الله وصفاته 166
    جواب الإمام الرضا عليه‌السلام عن سؤال : هل كان الله عارفاً بنفسه قبل خلق الخلق؟ 168
    أول ما خلق الله تعالى حروف المعجم التعليم الخلق الكتابة 169
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام عة لقوله تعالى: ( فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ ) 171
    محاججة الإمام الرضا عليه‌السلام مع رجل من الزنادقة 172
    أدنى المعرفة التوحيد وأن ليس الله شبيه ولا نظير 175
    من قرأ سورة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فقد عرف التوحيد 175
    المأمون يسأل الإمام الرضا عليه‌السلام عن قوله تعالى: ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ ) 176
    أفعال العباد مقدرة في علم الله قبل خلق الخلق 179
    الإيمان بحوض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وشفاعته شرط الورود الحوض والشفاعة 179
    تفسير الإمام زين العابدين الله لقوله تعالى : ( الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا ) 180
    احتمالات الإمام الكاظم عليه‌السلام الصدور المعصية يعلمها لأبي حنيفة 182
    نوعان للقضاء والقدر يوضحها أمير المؤمنين عليه‌السلام للسائل 183
    جواب أمير المؤمنين عليه‌السلام السائل من اليهود عما ليس الله 185
    من آمن بالله فليرض بقضائه ويؤمن بقدره 186
    عجز العباد عن إدراك كل ما يريدوه 187
    الأعمال على ثلاثة أنواع : فرائض وفضائل ومعاصي 187
    الرد الإمام الرضا عليه‌السلام علی من نسب الی الائمة عليهم‌السلام الجبر و التشبیه 188
    الإمام الرضا عليه‌السلام یجیب السائل عن الجبر و التفویض 188
    الإمام الرضا عليه‌السلام يعطي أصلاً ثابتاً لمن اختلف في الجبر والتفويض 190
    الإمام الرضا عليه‌السلام على بعض الأصحاب الذين قالوا بالجبر والتفويض 190
    الإمام الرضا عليه‌السلام عليه يتحدث عن قدم الباري وصفاته 192
    خطبة الإمام الرضا عليه‌السلام عليه في التوحيد 196

    ـ12ـ
    باب ذکر مجلس الرضا عليه‌السلام مع أهل الأديان وأصحاب المقالات
    في التوحيد عند المأمون
    مناظرة الإمام الرضا عليه‌السلام مع أهل الأديان كالجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء الصابئة والهريد الأكبر وغيرهم 203
    ـ13ـ
    باب في ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع سليمان المروزي متكلم
    خراسان عند المأمون في التوحيد
    مناظرة الإمام الرضا عليه‌السلام مع متكلم خراسان سليمان المروزي في مجلس المأمون 231
    ـ14ـ
    باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه‌السلام عند المأمون مع أهل الملل
    والمقالات ، وما أجاب به علي بن محمد بن الجهم في
    عصمة الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين
    مناظرة الإمام الرضا عليه‌السلام مع أهل الأديان والمقالات في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام 247
    ـ15ـ
    باب ذکر مجلس آخر للرضا عليه‌السلام عند المأمون في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام
    مناظرة الإمام الرضا عليه‌السلام مع ابن الجهم في عصمة الأنبياء عليهم‌السلام 253
    ـ16ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من حديث أصحاب الرس
    حديث أصحاب الرس برواية الإمام الرضا عليه‌السلام عليه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام 267

    ـ17ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في تفسير قول الله عز وجل : ( وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ )
    نبي الله إبراهيم يصدق الرؤيا بذبح ولده إسماعيل 273
    ـ18ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله: «أنا ابن الذبيحين»
    شرح الإمام الرضا عليه‌السلام الحديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا ابن الذبيحين 275
    ـ19ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في علامات الإمام
    علامات الإمام أن يكون أفضل الناس في كل شيء 279
    الإمام اليه مزيد بروح القدس 280
    ـ20ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في وصف الإمامة والإمام و ذكر فضل الإمام و رتبته
    إكمال الدين و تمامه بوجود الإمامة بعد النبوة 283

    ـ21ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في تزويج فاطمة عليهاالسلام
    زواج فاطمة من على علمنا تم في الجنان بأمر الله عزوجل 293
    قریش تعاتب النبی صلی الله بتزویجه الزهراء من علی علیهماالسلام 296

    ـ22ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في الإيمان وأنه معرفة بالقلب
    وإقرار باللسان وعمل بالأركان
    أصول الإيمان ثلاثة : المعرفة والإقرار والعمل 297
    ـ23ـ
    باب ذكر مجلس الرضا عليه‌السلام مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة
    الإمام الرضا عليه‌السلام يبين للعلماء في مجلس المأمون الفرق بين العترة والأمة 301
    ـ24ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من خبر الشامي وما سأل
    عنه أمير المؤمنين عليه‌السلام في جامع الكوفة
    أمير المؤمنين على عليه‌السلام يجيب الشامي عن مسائل شتى 317
    الإمام الرضا عليه‌السلام ينهى عن الحجامة في يوم الأربعاء 332
    ـ25ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في زيد بن علي عليه‌السلام
    الإمام الرضا عليه‌السلام يرفض المقايسة بين زيد أخيه وزيد بن علي الله الشهيد 333
    النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يخبر الإمام الحسين عليه‌السلام بمقام زيد بن علي الله في الجنة 334
    من أذى ذرية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فعليه لعنة الله ملء السماء والأرض 335
    الإمام الصادق عليه‌السلام يخبر زيد بن علي الله بنتيجة ثورته 336
    معروف المكي ينشد الإمام الباقر الليله شعراً بحضور زيد بن علي 337
    الإمام الصادق عليه‌السلام يبكي لعمه زيد عند وصول خبر شهادته 338
    من نصر زيد الشهيد فقد دخل الجنة 339

    ـ26ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الأخبار
    النادرة في فنون شتى
    من سمع أذان الصبح وقال : اللهم إني أسألك بإقبال نهارك عد من التائبين 341
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يشفع الأربعة : المكرم الذريته و 342
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يستقبل جعفر الطيار بدموع الفرح 343
    الرحم معلقة بالعرش وهي تشكو ربها إلى أربعين أياً 344
    وجوب الكرامة من الله عز وجل لمن صام واستغفر وتصدق في شهر شعبان 344
    أربعة آلاف باب للصلاة 345
    الإمام الرضا عليه‌السلام يعلم الجعفري كيف يصلى على المصلوب 345
    للمؤمن ثلاث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من وليّه 346
    النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يأمر بالتعلم من الغراب ثلاث خصال 347
    ثلاثة مواطن موحشة لابن آدم يوم يولد ويوم يموت ويوم يحشر 347
    من أرسل ثلاثة مؤمنين من ماله إلى الحج فقد اشترى نفسه من الله عزوجل 348
    ثلاثة أشياء مقرونة بثلاثة : الصلاة بالزكاة، شكر الوالدين بشكر الله، صلة الرحم بالتقوى 349
    علامات الفقه ثلاثة : الحلم والعلم والصمت 350
    العقل صديق المرء والجهل عدوه 350
    أمير المؤمنين عليه‌السلام يقبل دعوة رجل بثلاثة شروط 351
    عظام يوسف عليه‌السلام ترفع احتباس القمر عن بني اسرائيل 352
    الإمام الرضا عليه‌السلام يفسر قوله تعالى : بسم الله 353
    محبو على معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة 353
    فضل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ينتقل من بعده لعلي الله عليه‌السلام 354
    نبي الله سليمان عليه‌السلام يفضل لقاء الله على ملكه وسلطانه 357

    ـ27ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام في هاروت وماروت
    تفسیر المام الصادق عليه‌السلام لقوله تعالی ( وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ ... ) 361
    رد الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام على من قال : إن هاروت وماروت ملكان 364
    رد الإمام الرضا عليه‌السلام على من قال : إن الزهرة وسهيل كانا كوكبين 367
    ـ28ـ
    باب ما جاء عن الرضا عليه‌السلام من الاخبار المتفرقه
    لو حلت الأرض من حجة لساخت بأهلها 369
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى : ( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ) 371
    حیرة الشیعه عن غیاب امامهم 372
    نهی رسول الله له أن يتكلم الرجل وهو في بيت الخلاء 373
    الامام الصادق عليه‌السلام یصف الموت بالنسبة للمومن والکافر 373
    جواز الاستفتاء من الفقيه المخالف لأهل البيت عليهم‌السلام 375
    رسول الله يوضح أنواع الشيب وصفاته 375
    نبيّ من أنبياء الله يمتثل للأوامر بأكل الأوّل وكتم الثاني و قبول الثالث 376
    خصال خمس إذا اجتمعن في شخص تجمع لديه المال 377
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن قتل خمسة : الصرد والصوام و 378
    خمس خصال للانبیاء عليهم‌السلام تجمعن فی الدیک 379
    رسول الله صلی الله یسال الله فی علی عليه‌السلام خمس خصال فیعطیه 379
    جواز العزل في سنة من أنواع النساء 380
    كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يكبر سناً ويجهر بواحدة 380
    بكي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما جاءه جبرئيل بنعي النجاشي 381

    أيام الأسبوع ومستحباتها برواية الإمام الرضا عليه‌السلام 381
    الإمام الرضا عليه‌السلام يؤكد على استعمال الطيب ولو بالأسبوع مرة 382
    رسول الله لا يفسر قوله تعالى : ( لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ ) 382
    استحباب القول في سجدة الشكر مائة مرة : شكراً شكراً أو عفواً عفواً 383
    الإخلاص في خطر حتى ينظر العبد بما يختم له 383
    أمير المؤمنين على عليه‌السلام إمام كل مؤمن بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله 384
    استحباب سجدة الشكر بعد الفريضة ومعنى : الشكر الله 384
    المتهجدون بالليل أحسن الناس وجهاً 385
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى : ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا ) 385
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى : ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) 386
    الإمام الرضا عليه‌السلام يوضح أعلام الحرم ولماذا صار بعضها أقرب من بعض 389
    تفسير الإمام الصادق عليه‌السلام لقوله تعالى : ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ ) 391
    الإمام الرضا عليه‌السلام يعرف للبزنطي كيف كان أول الطيب 394
    الجماع في أول الشهر يسبب الجنون والصرع 394
    السارق يمهل حتى يستوفى دية يده 395
    الأبكار من النساء بمنزلة الثمر على الشجر 395
    الإمام يمتنع عن النصيحة للأقرباء لأنها حسنة 396
    من رد متشابه القرآن إلى محكمه فقد اهتدى 396
    من صام ثلاثة أيام من رجب شفعه الله في أبيه وأمه و 397
    نصيحة الرسول الا في الحب في الله والبغض في الله 397
    الاستغفار في شعبان سبعين مرة يحط الذنوب ولو كانت عدد النجوم 398
    الركوب في سفينة النجاة والتمسك بالعروة الوثقى مشروطة بولاية على عليه‌السلام 399
    ليلة النصف من شعبان هي ليلة الصكاك وليلة العتق من النار 400
    شهر رمضان تضاعف فيه الحسنات وتمحي فيه السيئات وترفع الدرجات 400

    لم يمت قلب امرى تذكر مصائب أهل البيت فيكي 402
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى : ( فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) 402
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا ) 402
    الصلاة على محمد وآل محمد تهدم الذنوب هدماً 403
    خطبة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قدوم شهر الرحمة والبركة شهر رمضان 403
    أمير المؤمنين عليه‌السلام ينهى عن الغفلة عن الموت 406
    توجيهات أمير المؤمنين الليله للاستعداد للموت 406
    الخطية الأمير المؤمنين عليه‌السلام يحذر فيها من الدنيا ويرغب في الآخرة 407
    من اتخذ يوم عاشوراء يوم حزن وبكاء عوضه الله فرحاً وسروراً يوم القيامة 408
    محادثة الإمام الرضا عليه‌السلام مع ابن شبيب عن محرم الحرام وثواب البكاء فيه 409
    فاتحة الكتاب قسّمها الله بينه و بين عباده 411
    تفسير أمير المؤمنين عليه‌السلام السورة الفاتحة 411
    الإمام المجتبى الله يبكي من هول المطلع 412
    رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يخبر علياً الله أنه أول مظلوم بعده 414
    المخالفون قسموا فضائل أهل البيت عليهم‌السلام على ثلاثة أقسام 415
    دعاء حسبي الرب من المربوبين يخلص الإمام الصادق الله من سيف الدوانيقي 417
    الإمام الصادق الله يفسر قوله تعالى : ( وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) 419
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى : ( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ ) 419
    الإمام الرضا عليه‌السلام يخبر الهروي عن الشجرة التي أكل منها أدم وحواء 420
    الإمام الرضا عليه‌السلام يترحم على عبد أحيا أمرهم 422
    الإمام الرضا عليه‌السلام يجيب على أسئلة المكاري 424
    الإمام الرضا عليه‌السلام يحدد مقدار الصاع للهمداني 425
    جواب الإمام الرضا عليه‌السلام الرجل زوج ابنته من رجل يشرب الشراب 425
    الإمام الرضا عليه‌السلام يوضح قول الإمام الصادق الله : اتقوا الله واسكنوا ما سكنت 426

    الإمام الرضا عليه‌السلام يفصح عن موضع قبر أمه الزهراء عليها‌السلام 427
    توضيح الإمام الرضا عليه‌السلام الحديث : لا يأبي الكرامة إلا حمار 427
    الإمام الرضا عليه‌السلام يوضح معنى السكينة 428
    الإمام الصادق الله يعرف لنا صفات الزاهد في الدنيا 429
    تفسير الإمام الرضا عليه‌السلام لقوله تعالى : ( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ .. ) 429
    داء البغضاء والحسد ينتقل من أمه إلى أخرى 430
    من فرج عن مؤمن كربة أدخله الله الجنة 430
    تفسير النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لقوله تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ ) 431
    إن الله تعالى يبغض البيت الذي يستغاب فيه الناس 432
    حكم الإمام الرضا عليه‌السلام فيمن جامع في شهر رمضان 433
    معنى أفعال العباد مخلوقة 433
    ما يفعله الإمام الرضا عليه‌السلام عند لبسه ثوباً جديداً 434

    ـ29ـ
    باب فيما جاء عن الرضا عليه‌السلام في صفة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله
    هند بن أبي هالة يصف النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله للإمام المجتبى الله وقد كان وصافاً 435
    فهرس المحتویات
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    عيون اخبار الرضا عليه السلام للشيخ الصدوق ج1
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » كتاب الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا ( عليه السلام
    » الحسين عليه السلام في مواجهة الضلال الأموي وإحياء سيرة النبي صلّى الله عليه وآله وعلي عليه السلام
    » الامام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ
    » الامام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ
    » الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 35-منتدى كتب سيرة اهل البيت عليهم السلام-
    انتقل الى: