الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
اهل البيت
المواضيع الأخيرة
» المحكم في أصول الفقه [ ج2
التراث العدد 1 Emptyاليوم في 10:46 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في اصول الفقه ج3
التراث العدد 1 Emptyاليوم في 8:41 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في أصول الفقه [ ج4
التراث العدد 1 Emptyاليوم في 7:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» الصحيفه السجاديه كامله
التراث العدد 1 Emptyأمس في 9:49 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]
التراث العدد 1 Emptyأمس في 3:11 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مسائل من الاجتهاد والتقليد ومناصب الفقيه
التراث العدد 1 Emptyأمس في 2:36 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» قاعدة لا ضرر ولا ضرار
التراث العدد 1 Emptyأمس في 8:51 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول المبين
التراث العدد 1 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:46 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» ------التقيه
التراث العدد 1 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:37 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     التراث العدد 1

    اذهب الى الأسفل 
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    التراث العدد 1 Empty
    مُساهمةموضوع: التراث العدد 1   التراث العدد 1 Emptyالأربعاء نوفمبر 06, 2024 6:01 am

    الفهرس
    1 ـ كلمة العدد : نحو برمجة تراثية هادفة / التحرير 7
    2 ـ أهل البيت عليهم السلام في المكتبة العربية / السيد عبد العزيز الطباطبائي 9
    3 ـ فرق الشيعة : للنوبختي أم للأشعري ؟ / السيد محمدرضا الحسيني 29
    4 ـ كتب محققة تحت الطبع 53 ـ 63
    1 ـ وسائل الشيعة / السيد جواد الشهرستاني 55
    2 ـ مستدرك الوسائل / التحرير 59
    3 ـ نقد الرجال / الشيخ أحمد علي مدرس 61
    5 ـ نظرات سريعة في فن التحقيق / أسد مولوي 65
    6 ـ كتب قيد التحقيق 69 ـ 78
    1 ـ غنية النزوع / السيد علي الخراساني 71
    2 ـ جامع المقاصد / السيد علي العدناني 75
    3 ـ الأربعين « لابن زهرة » / الشيخ نبيل علوان 77
    7 ـ نظرة في بعض النصوص التاريخية / حامد شاكر 79
    8 ـ كتب محققة مطبوعة 83 ـ 87
    بداية الهداية / الشيخ محمد علي الأنصاري 85
    9 ـ كتب اعيد طبعها محققة 89
    10 ـ كتب تریٰ النور لأول مرة 91
    11 ـ من ذخائر التراث 93 ـ 128
    « كتاب الأربعين المنتقیٰ » 99






    كلمة العدد
    نحو برمجة تراثية هادفة
    بقلم التحرير
    منذ أمد بعيد ، ومحقّقو التراث في دوامة من الجهد المضني والبحث الشاق ، عن
    علاج ناجع وطريقة مثلى ، تمكنهم من انتشال الثروات العلمية الهائلة المدفونة في زوايا
    المكتبات ، والتراث الضخم الذي أكل الدهر عليه وشرب ، وتراكم الغبار عليه مما
    يجعل إخراجه الى عالم النور أمراً شاقاً .
    فالطرق مملوءة بالاشواك ، والصعاب تعترض السالكين ، وتعوق سيرهم
    لتحقيق ما يرومون .
    ولكن بعضاً منهم ـ سدد الله خطاهم ، وكثر أمثالهم ـ عنوا برسم الخطوط و
    وضع النقاط على الحروف ، بتصوير ما أمكنهم تصويره لحفظه من التلف والضياع ،
    ولاقوا من جراء ذلك متاعب جمة وصعاباً كثيرة ، فتخطوها رويداً رويداً رغم قلة
    الامكانات المادية ورغم الظروف الخاصة التي يمرون بها .
    واهتمت ثلّة اخرى من أرباب التحقيق والتدقيق باعداد بعض هذه النسخ
    وطباعتها طباعة جيدة .
    ولكنّ المؤسف حقاً أن بعض المكتبات العامرة تضع العراقيل في طريق
    المحقق فتثبط همته العالية ، منها : مطالبته بأثمان باهضة عن الصفحة المصورة
    الواحدة ، بحجة أنها نسخة عتيقة أو نفيسة ، ناسين أو متجاهلين أن التصوير لن يقلل
    من قيمة الكتاب الخطي ، إن لم يزدها أضعافاً مضاعفة كما هو الحال في بعض الكتب
    المحققة .
    فانّا إذ نتساءل . . . على عاتق من تقع مسؤولية انتشال هذه المخطوطات من
    هوّة الضياع والتلف ؟ ! ومن المسؤول عن إنقاذها وإحيائها بالصورة اللائقة بها ؟ ! ولماذا
    عدم الاعتداد بمثل هذه الاُمور المهمة ؟ ! . . .
    علماً بأنّ في تركيا وحدها العشرات من ذوي الخبرة والاختصاص باحياء
    الأوراق التالفة من الكتب الخطية المندثرة ، لصونها عن التلف . . . ناهيك عن الدول
    الاُخرى .


    ألم يكن الأجدر بنا أن نعتني بهذا التراث . . . قبل غيرنا ؟ ! ولقد أحدثت
    المؤسسات العلمية التي انبثق ظهورها في الآونة الأخيرة حركة علمية جيدة ، مما يدعو
    الى الاستبشار بالخير .
    وسعت مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ، التي اُسّست لأجل
    أن تسدّ ثغرة في هذا المجال ، وتحقق جهداً يؤدي خدمة خاصة للطائفة على يد
    العشرات من محققيها الأفاضل .
    فواجهت ـ خلال خوضها معترك ساحة التحقيق ـ وجود أعمال متكرّرة من
    جراء عدم علم هذا المحقق بعمل تلك المؤسسة ، وبالعكس .
    ولأجل التنسيق بين الأطراف المعنية في العمل ، ارتأت مؤسستنا أن تبدأ
    باصدار نشرة فصلية تكون منبراً حراً ، يعكس آثار المحققين ، وطريقة عملهم ،
    والسبل الناجعة لانتشال الكثير من المخطوطات .
    فانّا إذ نطلب من المؤسسات المعنية بنشر وإحياء تراث أهل البيت عليهم
    السلام ، أن يؤازرونا في عملنا لإخراج هذه النشرة بالشكل اللائق بها . . ونهيب
    بأصحاب القلم الرسالي ، وذوي الخبرة والاطلاع في فن التحقيق أن يمدونا بأفكارهم
    الصائبة ، ويغدقوا علينا ملاحظاتهم الثاقبة ، ويتحفونا بكل ما تجود به قريحتهم
    الوقادة ، وأملنا وطيد بهم إن شاء الله .
    والله من وراء القصد ، وهو الموفق لكل خير .


    أهل البيت ( عليهم السلام ) في المكتبة العربية
    السيد عبد العزيز الطباطبائي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    تجمّعت لديّ نتيجة مطالعات قديمة إضمامة عبقة من عنوانات الكتب التي
    اختصّت بأهل البيت عليهم السلام ، ولم أكن متجرداً لهذا الإحصاء ولا متفرغاً له ،
    وإنما هي قراءات فرد واحد بطاقته المحدودة ومكتبته المتواضعة .
    وهي مقتصرة على المكتبة العربية ، لا تتعدّاها إلى المكتبة الفارسية والاُردوية
    والتركية من فروع المكتبة الاسلامية العامرة ، فضلاً عن اللغات الاخرى .
    وهي ناظرة الى الكتب المتخصصة في البحث عنهم عليهم السلام ، غير فاحصة
    عن الفصول والشذرات ، والأبواب والقصائد ، والاعترافات بأفضليتهم والشهادات
    بأكمليتهم ، وإلّا فشعراء الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله وما لهم من قصائد و
    دواوين تكون قائمة فهرستية تستغرق مجلدات . . . وقل مثل ذلك في شعراء الحسين
    عليه السلام . . . وشعراء المهدي عليه السلام .
    وربما يستكثر القارىء عندما يرى مئات الكتب المؤلفة في أهل البيت عليهم
    السلام ، مع شدة المحنة ومعارضة الحك القائم في أغلب أطوار التأريخ لنشر
    فضائلهم (ع) وإذاعة علومهم ، بل قد حرّم في بعض الأحيان ذكرهم ، والناس على
    دين ملوكهم .
    فكان المحدّث يتحاشى ذكرهم حتى أن بعض المحدّثين يعبّر عن علي (ع) بأبي
    زينب ، فيقول : حدّثنا أبو زينب . . .
    ولكن ما كان لله ينمو ، ويريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره . .
    فشاع وذاع من الأخبار عنهم (ع) ومن الشهادات في فضلهم والإعتراف
    بأحقّيّتهم كما قال أحمد بن حنبل في علي (ع) : كتم أصحابه فضله خوفاً ، وكتمه
    أعداؤه حسداً ، حتى شاع من بين ذا وذاك ما طبق الخافقين .
    وهذا ما عثرت عليه مما اُلّف في فضائل أهل البيت عليهم السلام مجتمعة أو
    منفردة ، ومجتمعين أو منفردين ، مما وجدته في المكتبات أو قرأته في الفهارس ، ولم أذكر
    من ذلك ما ألّفه أصحابنا الإمامية فانّ ما ألّفوه في ذلك عبر القرون لا يكاد يحصى .


    ولا ذكرت ما اُلّف في جدّهم الرسول صلّى الله عليه وآله من سيره ومغازيه
    وشمائله وفضائله وما الى ذلك ، فانّ ذلك أيضاً لا يكاد يحصى ، ولا ذكرت ما كان منه
    بغير اللغة العربية .
    ولا أظن أحداً يشك في أهمية الإحصاء والفهرسة ، هذا الذي أصبح اليوم علماً
    له متخصصوه والمتفرغون له ، وأصبح مادة دراسية في جامعات العالم .
    وهو مفتاح العلوم ، والمصباح الذي ينير طريق الباحثين ، والدليل الذي يأخذ
    بأيديهم ويعرفهم على خفايا مواضيعهم التي يدرسونها وخباياها .
    فالى القارىء الكريم ، هذه الباقة العطرة مرتبة على حروف المعجم ، عسى أن
    يوحي شذاها الى ذي همّة قادر مهيّأة له الظروف أن يجرد نفسه لخدمة الآل (ع) عن
    هذا الطريق .
    وخدمتهم (ع) أردت ، وشفاعتهم رجوت ، والتقرب الى الله تعالى بهم طلبت ،
    والله هو الموفق والمعين .
    1 ـ كتاب الآل :
    لابن خالويه أبي عبد الله الحسين بن أحمد ، إمام النحو واللغة ، المتوفّىٰ سنة
    370 ، أصله من همدان ، وانتقل الى بغداد ، ثم الشام ، ثم حلب وسكن بها .
    ترجم له ابن خلكان في وفيات الأعيان 2 / 178 رقم 194 وقال : وله كتاب
    لطيف سمّاه « الآل » وذكر في أوله أنّ الآل ينقسم الى خمسة وعشرين قسماً ، وما
    أقصر فيه ، وذكر فيه الأئمة الإثني عشر وتواريخ مواليدهم ووفياتهم واُمهاتهم .
    ونقله عنه اليافعي في ترجمته من مرآة الجنان 2 / 395 .
    وترجم له ياقوت في معجم الاُدباء 4 / 4 طبعة مرجليوث ، وعدّد تصانيفه وذكر
    منها كتاب الآل هذا وقال : وذكر في أوله أنّ الآل ينقسم الى خمسة وعشرين قسماً ،
    وذكر الأئمة الإثني عشر ومواليدهم ووفياتهم وغير ذلك .
    وترجم له القفطي في إنباه الرواة 1 / 324 رقم 216 باسم الحسين بن محمد
    ناقلاً ذلك أيضاً عن شيرويه في ترجمته في تاريخ همدان وقال : روى عنه أبو أحمد عبد الله
    ابن عدي الحافظ وقال : رأيته ببيت المقدس وكان إماماً ، أحد أفراد الدهر في كل قسم
    من أقسام العلوم والأدب ، واليه الرحلة من الآفاق كما حكى كنيته عنه أبو علي ،
    وعدّد القفطي كتبه كلها إلّا كتابه هذا !


    2 ـ آل محمد في كربلا
    لعمر أبو النصر ، مطبوع بمصر .
    3 ـ الآيات النازلة في أهل البيت
    لأبي محمد ابن الفحّام الحسن بن محمد بن يحيى المقرىء الفقيه الشافعي
    المتوفّى سنة 458 ، ذكره له ابن حجر في ترجمته من لسان الميزان 2 / 251 .
    4 ـ إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون
    للعلّامة المحدّث أبي الفيض أحمد بن محمد بن الصدّيق الغماري المغربي ، نزيل
    القاهرة ، المتوفّى سنة 1380 ، ترجم له أحمد محمد مرسي النقشبندي في مقدمة كتابه
    الآتي : علي بن أبي طالب إمام العارفين ، المطبوع في مطبعة السعادة في مصر .
    وكتابه هذا حول المهدي عليه السلام ، وأنه يظهر في آخر الزمان كما تواتر به
    الحديث عن النبيّ صلّی الله عليه وآله ، طبع الكتاب في دمشق سنة 1354 .
    ويأتي له : علي بن أبي طالب إمام العارفين وسبل السعادة وأبوابها ، وفتح الملك
    العلي ، وترجمة المؤلف في معجم المؤلفين 13 / 368 ، وأعلام الزركلي 1 / 253 ، ويأتي
    لأخيه كتاب الإفادة في طرق حديث النظر الى علي عبادة .
    5 ـ أبناء الرسول في كربلا
    لخالد محمد خالد المصري ، مطبوع بالقاهرة سنة 1388 .



    6 ـ أبو الشهداء
    للاُستاد عباس محمود العقاد المصري ، المتوفّى سنة 1383 ، في حياة
    سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السلام ومقتله ، طبع بمصر عدة مرات ، منها سنة
    1387 .
    ترجم له الزركلي في الأعلام 3 / 266 وعدّد كتبه ولم يذكر له كتابه هذا !
    7 ـ أبو طالب عم الرسول
    للمحلمي محمد كامل حسن ، طبع ببيروت ، في سلسلة عظماء الإسلام برقم
    9 من هذه السلسلة تحت إشراف عادل نويهض ، يصدرها المكتب العالمي ببيروت .
    8 ـ الإتحاف بحب الأشراف
    للشيخ جمال الدين أبي محمد عبد الله بن عامر الشبراوي القاهري الشافعي
    ولد تقريباً 1092 ، وولي مشيخة الأزهر وتوفي 6 ذي الحجة 1172 ، ترجم له المرادي
    في سلك الدرر 3 / 107 ، وأثنى عليه الى أن قال : وبرع ورأس في العلم حتى صار
    شيخ الجامع الازهر وتقدم على أقرانه .
    طبع كتابه هذا بمصر سنة 1313 وسنة 1316 بالمطبعة الأدبية ، واُعيد طبعه
    بالاُفست على هذه الطبعة سنة 1404 .
    9 ـ إتحاف أهل الإسلام بما يتعلّق بالمصطفى وأهل بيته الكرام
    لمحمد مرتضى الزبيدي الحنفي المتوفّى سنة 1205 مؤلف كتاب تاج العروس
    في شرح القاموس ، والروض المعطار في نسب السادة آل جعفر الطيار ، وغير ذلك من
    الكتب الممتعة .
    إيضاح المكنون 1 / 15 ، هدية العارفين 2 / 347 ، معجم المؤلفين 11 / 282 ،
    الأعلام 7 / 70 ، عجائب الآثار للجبرتي 2 / 103 .


    10 ـ إتحاف أهل الإسلام بما يتعلّق بالمصطفى وأهل بيته الكرام
    لمحمد بن علي الصبان الحنفي المصري المتوفّى سنة 1206 .
    ترجم له الجبرتي في عجائب الآثار 2 / 137 ونسبه شافعياً ، وعدّ من مؤلفاته
    رسالة في آل البيت ولا أدري هل عنى به كتابه هذا أو كتابه إسعاف الراغبين أو هو
    كتاب ثالث .
    وترجم له الزركلي في الأعلام 6 / 297 وذكر له كتابيه : هذا وإسعاف
    الراغبين .
    قال في مقدمة كتابه إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته
    الطاهرين ، الآتي المطبوع مكرراً ما نصه : وقد كنت ألّفت في سيرة المصطفى صلّى الله
    عليه وسلم وفضائل أهل بيته مختصراً ، علي الشأن ، رفيع المكان ، سمّيته : إتحاف أهل
    الإسلام . . .
    11 ـ إتحاف السائل بما لفاطمة من الفضائل
    لمحمد بن محمد بن عبد الله الأكراوي القلقشندي الشافعي 957 ـ 1035
    الشهير بالحجازي وبالواعظ .
    ترجم له المحبي في خلاصة الأثر 4 / 174 ـ 177 ترجمة مطولة ، وعدّ تآليفه و
    ذكر منها كتابه هذا ، وذكره إسماعيل پاشا في إيضاح المكنون 1 / 19 ، هدية
    العارفين 2 / 274 .
    نسخة في المكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة بتونس فهرسها 1 / 455 ضمن
    مجموعة رقمها 5688 من الورقة 45 ـ 164 .
    12 ـ إتحاف السعداء بمناقب سيد الشهداء
    لعفيف الدين أبي السيادة عبد الله بن ابراهيم بن حسن بن محمد أمين بن
    علي مير غني المتقي المكي الطائفي الحنفي الملقب بالمحجوب ، المتوفّى سنة 1207 ، له
    ترجمة في عجائب الآثار للجبرتي 2 / 147 وأورد له نسبه المنتهي الى الإمام أبي محمد
    الحسن العسكري عليه السلام ! !
    حلية البشر ، هدية العارفين 1 / 486 ، جامع كرامات الأولياء 2 / 129 ،



    معجم المؤلفين 6 / 16 .
    منه نسخة في مكتبة هدائي رقم 1183 في مكتبة سليم آغا في محلة اسكدار
    من اسلامبول .
    13 ـ إثبات إسلام أبي طالب
    لمولانا محمد معين بن محمد أمين بن طالب الله الهندي السندي التتوي الحنفي ،
    المتوفّى سنة 1161 .
    ترجم له عبد الحي في نزهة الخاطر 6 / 351 ـ 355 وقال : أحد العلماء المبرّزين
    في الحديث والكلام والعربية ، ولد ونشأ باقليم السند وقرأ على . . . .
    وله ترجمة مطولة مطبوعة بآخر كتابه « دراسات اللبيب في حسن الاسوة
    بالحبيب » في طبعتها الثانية المطبوعة في كراچي سنة 1959 ، كتبها عبد الرشيد
    النعماني ، وعدّ تآليفه وذكر منها هذا الكتاب .
    14 ـ إثبات النفاق لأهل النصب والشقاق
    للحاكم الحسكاني أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله الحافظ الحذاء الحنفي
    النيسابوري المتوفّى سنة 483 .
    قال في شواهد التنزيل لقواعد التفضيل 1 / 428 عند الكلام في قوله تعالى في
    سورة النحل « من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في
    النار » .
    وإيراد الأحاديث في أن من أبغض آل محمد عليهم السلام كبّه الله على
    وجهه في النار قال : وفي الباب عن جماعة من الصحابة ، ومن أحب الوقوف عليه
    فلينظر في كتاب إثبات النفاق لأهل النصب والشقاق ، الذي جمعته .
    15 ـ أحاديث مسندة في فضائل عليّ ( عليه السلام )
    للجزري أبي الخير شمس الدين محمد بن محمد الدمشقي الشافعي المقري
    المتوفّى سنة 833 .
    نسخة في دار الكتب المصرية رقم 1619 .


    16 ـ إحياء الميت بفضائل أهل البيت
    لجلال الدين السيوطي عبد الرحمان بن أبي بكر الشافعي القاهري المتوفّي سنة
    911 .
    طبع مستقلاً بجونفور الهند ، وطبع ضمن كتاب « العقيلة الطاهرة السيدة زينب بنت
    علي » لأحمد فهمي محمد بمصر ، وطبع بهامش كتاب الإتحاف بحب الأشراف بمصر ،
    وطبعته مؤسسة الوفاء في بيروت سنة 1404 .
    نسخة في دار الكتب الظاهرية في دمشق كتبها إبراهيم بن سلمان بن محمد بن
    عبد العزيز وفرغ منها في 4 شعبان سنة 1076 في المجموعة رقم 5296 / 118 ـ
    121 فهرست الظاهرية للألباني ص 307 .
    نسخة اُخرى فيها ضمن المجموعة رقم 8 / 1471 كتبها عثمان بن محمود
    ابن حامد الكردي سنة 1181 في 8 ورقات 84 ـ 91 فهرس مجاميع الظاهرية القسم
    الاول ص 406 .
    نسخة في مكتبة البحرين نسخة حديثة رقم 53 كما في فهرس مخطوطات
    البحرين 1 / 51 .
    نسخة في مكتبة صاحب العبقات في لكهنو بالهند .
    نسخة ضمن مجموعة مكتبة المرحوم العلّامة السيد محمد صادق بحر العلوم في
    النجف الاشرف .
    نسخة في مكتبة الخزانة الملكية بالرباط رقم 9276 كما في فهرسها ص 22 .
    نسخة اخرىٰ في دار الكتب الظاهرية ، كتبها عثمان بن محمود بن حامد سنة
    1181 ، في المجموعة رقم 1471 من ورقة 84 ـ 91 ، مذكورة في فهرس المجاميع
    1 / 406 .
    17 ـ أخبار آل أبي طالب
    للقاضي الحافظ أبي بكر الجعابي محمد بن عمر بن محمد بن سالم التميمي
    البغدادي 284 ـ 355 ( ايضاح المكنون 1 / 38 ) .
    ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد 3 / 26 ترجمة مطولة وحكى ثناء الناس على



    علمه وحفظه الى أن قال : وكان إماماً في المعرفة بعلل الحديث . . . حتى لم يبق في زمانه
    من يتقدّمه فيه في الدنيا .
    18 ـ أخبار أبي طالب وولده
    لأبي الحسن المدائني علي بن محمد بن عبد الله البغدادي المتوفّى سنة 215 .
    ترجم له النديم في الفهرست وعدّد كتبه وذكر له في ص 114 هذا الكتاب .
    19 ـ الاخبار والانباء بشعار ذوي القربى الالباء :
    لسالم بن أحمد شيخان بن علي مولى الدويلة الصفي المكي اليمني الشافعي ،
    المتوفى سنة 1046 .
    ايضاح المكنون 1 / 47 ، خلاصة الاثر 2 / 400 ، اعلام الزركلي 3 / 70 .
    20 ـ أخبار الحسن بن علي ( عليهما السلام ) ووفاته
    لأبى عبد الرحمان الهيثم بن عدي بن زيد بن سيد بن جابر الطائي الكوفي
    114 ـ 207 .
    ترجم له النديم في الفهرست ص 112 وعدّد كتبه وذكر منها هذا الكتاب . و
    ترجم له ياقوت في معجم الأدباء 7 / 261 وقال : أصله من منبج واُمه من سبي منبج ،
    ولد بالكوفة قبل سنة 130 ، وكان أخبارياً علّامة راوية ، نقل من أخبار العرب
    وأشعارها ولغاتها شيئاً كثيراً ، روى عن هشام بن عروة وعبد الله بن عياش . . . وفي
    الصفحة 265 عدّد كتبه ، وذكر منها هذا الكتاب ، ومنها : المثالب الكبير ، المثالب
    الصغير ، أسماء بغايا قريش في الجاهلية وأسماء من ولدن ، تاريخ العجم وبني اُمية ، أخبار
    زياد ابن أبيه ، كتاب الخوارج .
    وترجم له الزركلي في الأعلام 8 / 104 ، وذكر كتبه ومنها كتابه هذا .


    21 ـ أخبار الحسن والحسين
    لأبي الحارث أسد بن حمدويه بن معبد الورثيني النسفي المتوفّى غرة رجب
    سنة 315 .
    قال السمعاني : كان مكثراً من الحديث ، جمّاعاً له ، سمع الترمذي واسحاق
    الدبري والكديمي . . . وكان مليح الحديث ، حسن التصنيف . . . قال : كتبت مائة ألف
    ورقة . . . إنتهى ملخصاً .
    أنساب السمعاني 580 ب في ( الورثيني ) ، معجم المؤلفين 2 / 240 .
    22 ـ أخبار الشهيدين الحسن والحسين
    لابن حجر الهيتمي أحمد بن محمد بن علي السعدي الأنصاري الشافعي المكي
    المتوفّى سنة 974 .
    نسخة في المكتبة الأحمدية بجامع الزيتونة في تونس ضمن المجموعة رقم
    5031 ص 35 ـ 42 فهرسها 1 / 455 .
    23 ـ أخبار علي بن الحسين
    للحافظ أبي بكر الجعابي محمد بن عمر بن سالم التميمي البغدادي قاضي
    الموصل المتوفّى 355 صاحب أخبار آل أبي طالب ، وقد تقدّم .
    24 ـ أخبار فاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم :
    لابن أبي الثلج أبي بكر محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن اسماعيل
    الكاتب البغدادي المتوفى حدود سنة 325 ، ذكره النديم في الفهرست ص 292 في
    أتباع محمد بن جرير الطبري الذين على مذهبه في الفقه .
    هدية العارفين 2 / 34 ، إيضاح المكنون 1 / 44 ، معجم المؤلفين 9 / 9 .



    25 ـ أخبار الفاطميات :
    للمدائني أبي الحسن علي بن عمر بن عبد الله بن أبي سيف المدائني الاخباري
    135 ـ 225 ، ترجم له النديم في الفهرست 113 ـ 116 وعدّ كتبه الكثيرة وذكر له
    في ص 114 هذا الكتاب باسم الفاطميات .
    وذكره اسماعيل باشا في ايضاح المكنون 1 / 44 باسم أخبار الفاطميات وهو
    الاوفق والاشبه بكتبه فلعل كلمة ( اخبار ) سقطت من فهرست النديم .
    26 ـ أخبار المهدي ( عليه السلام ) :
    لأبي سعيد عباد بن يعقوب الرواجني العصفري الاسدي الكوفي المتوفى
    سنة 250 ، من رجال البخاري والترمذي وابن ماجة ، مجمع على صدقه ولم ينقموا عليه
    سوى ولائه لأهل بيت نبيه عليه وعليهم الصلاة والسلام .
    راجع ترجمته في تاريخ البخاري 6 / 44 ، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم
    6 / 88 ، التاريخ الصغير 2 / 392 ، التقريب 1 / 394 ، تهذيب التهذيب 5 / 109 ،
    الكاشف للذهبي 2 / 63 ، خلاصة تهذيب الكمال 2 / 32 ، فهرست الطوسي 119 ،
    النجاشي 208 ، الوافي بالوفيات للصفدي ج 17 ، معجم المؤلفين 5 / 85 ، الاعلام
    للزركلي 3 / 258 ، معالم العلماء ص 88 رقم 612 ، أنساب السمعاني 6 / 175 ـ
    176 ، اللباب 2 / 39 ، سير أعلام النبلاء 11 / 536 ، العبر 1 / 456 ، شذرات الذهب
    2 / 121 ، معجم رجال الحديث 9 / 210 و 218 ـ 220 .
    وترى المؤلف قد جمع ودوّن مابلغه من بشائر النبيّ صلّى الله عليه وآله
    بظهور الإمام المهدي عليه السلام وما رواه من متون وطرق مما تسالم عليه أئمة هذا
    الشأن واتفقوا عليه ، كل ذلك قبل أن يولد المهدي عليه السلام فقد توفّي عباد بن
    يعقوب عام 250 وهو قبل مولد القائم المهدي عليه السلام بخمس سنين .
    27 ـ أخبار المهدي ( عليه السلام ) :
    لبدر الدين الحسن بن محمد بن صالح النابلسي الحنبلي المتوفّى سنة 772 .
    ترجم له ابن حجر في الدرر الكامنة 2 / 121 رقم 1556 وقال : رأيت بخطه


    كتاباً جمعه في أخبار المهدي الذي يخرج في آخر الزمان ، تعب فيه وكان صهره زوج
    ابنته صاحبنا فخر الدين عمر البارنباري يذكر أنه أسرّ إليه أن علياً أفضل الصحابة .
    28 ـ الأربعون حديثاً في المهدي ( عليه السلام ) :
    للحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الاصبهاني المتوفّى سنة 430 ، وهو أربعون
    حديثاً مما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله في المهدي المنتظر .
    نسخة منه ضمن مجموعة في مكتبة العلّامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم
    في النجف الأشرف بخطه رحمه الله ، وينقل عنه الاربلي في « كشف الغمة » .
    وهو مطبوع في نامه دانشوران ج 2 ص 711 بحذف أسانيده .
    وترجمه السيد عبدالحجة البلاغي الى الفارسية وطبعه ضمن كتابه « الحجة
    البالغة » .
    وجعله السيوطي أصلاً لكتابه ( العرف الوردي ) المطبوع ضمن ( الحاوي
    للفتاوي ) ، وزاد عليه ما عثر عليه من سائر المصادر برمز ( ل ) مجرداً عن الأسانيد .
    29 ـ الأربعون حديثاً في المهدي ( عليه السلام ) :
    لصدر الحفّاظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني المقري 488 ـ
    569 .
    ينقل عنه الديلمي في « قواعد عقائد آل محمد » .
    وللمؤلف ترجمة حسنة في طبقات القراء للجزري 1 / 204 ، تذكرة الحفّاظ
    للذهبي ص 1324 ، ذيل طبقات الحنابلة 1 / 324 ، معجم رجال الحديث 4 / 291 ،
    فهرست الشيخ منتجب الدين برقم 142 .
    30 ـ الأربعون حديثاً في المهدي ( عليه السلام ) :
    لسراج الدين المحدّث البغدادي القزويني من أعلام القرن السادس هكذا
    نقل عنه السيد حيدر الآملي من أعلام القرن الثامن في جامع الأسرار ص 439 .



    31 ـ الأربعون الزاهرة المنسوبة الى العترة الطاهرة :
    لشمس الدين محمد بن محمد الجزري أبي الخير الدمشقي الشافعي المقري
    المتوفّى 833 .
    وذكره شهاب الدين أحمد الايجي الشافعي في مقدمة كتابه « توضيح الدلائل
    على تصحيح الفضائل » عند عدّه بعض ما ألّفه أعلام العامة في مناقب أمير المؤمنين
    عليه السلام وسمّاه في الورقة 10 : كتاب الاربعين في فضائل أمير المؤمنين .
    نسخة في المكتبة الناصرية في لكهنو وهي مكتبة العلّامة صاحب « العبقات » .
    32 ـ الأربعون المنتقى في فضائل علي المرتضى :
    لأبي الخير رضي الدين أحمد بن اسماعيل بن يوسف القزويني الطالقاني
    الحاكمي الشافعي المتوفّى سنة 590 .
    ترجم له تلميذه الرافعي في التدوين ترجمة مطولة وأطراه كثيراً ، وله ترجمة في
    طبقات الشافعية للسبكي 6 / 7 ، والتكملة للمنذري 1 / 367 ، أنساب السمعاني
    9 / 12 ، الوافي بالوفيات 6 / 253 ، طبقات الشافعية للاسنوي 2 / 322 ، طقبات
    القراء 1 / 39 .
    وممن نقل عن هذا الكتاب المحب الطبري في « الرياض النضرة » و « ذخائر
    العقبى » معبّراً عنه فيهما بقوله : أخرجه أبو الخير الحاكمي ، وعدّه في أول « الرياض
    النضرة » ص 15 من مصادره .
    نسخة منه كتبت سنة 599 وقُرئت على محمد ابن المؤلف وعليها خطه ضمن مجموعة
    في شهيد علي پاشا رقم 539 في المكتبة السليمانية في إسلامبول .
    33 ـ كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين :
    للخطيب البغدادي أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الشافعي المتوفّىٰ سنة 463 .
    قال شهاب الدين أحمد الايجي الشافعي ـ من أعلام القرن التاسع ـ في
    مقدمة كتابه « توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل » الورقة 7 / أ : وهذه الأئمة
    الأجلّة الأشراف ، وعلماء الملّة والسنّة في الجوانب والأطراف ، صنّفوا التصانيف في


    فضائله ( أمير المؤمنين عليه السلام ) . . كإمام أئمة الحديث . . . النسائي . . . والحافظ
    العلّامة . . . أبي بكر أحمد بن ثابت البغدادي الخطيب ، الذي بذكره وثنائه يمضي مجلس
    العلماء ويطيب ، قد صنّف كتاباً وسمّاه كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين . . .
    34 ـ الأربعين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام :
    لأخطب خوارزم ضياء الدين أبي المؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي
    484 ـ 568 .
    قال في كتابه « مقتل الحسين » ، في نهاية الفصل الرابع بعد إيراد عدّة أحاديث
    في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، ج 1 ص 50 : وفضائل أمير المؤمنين عليه السلام
    أكثر من أن يحملها هذا الفصل فمن أراد الإستقصاء فيها والإحاطة بها فعليه
    بمجموعي في فضائله الموسوم بالأربعين .
    وينقل عنه السيد ابن طاووس في كتبه ، وينقل عنه شهاب الدين أحمد
    الايجي في كتابه « توضيح الدلائل على تصحيح الفضائل » .
    فيظهر أن فيه أكثر من أربعين حديثاً ، ورواه الحافظ ابن شهرآشوب المتوفّى
    سنة 588 عن المؤلف وعدّه من مصادره فقال في مقدمة كتابه مناقب آل أبي طالب :
    وكاتبني الموفّق بن أحمد المكي خطيب خوارزم بالأربعين .
    35 ـ الأربعين في مناقب أمير المؤمنين :
    لجمال الدين عطاء الله بن فضل الله الحسيني الشيرازي الدشتكي الهروي
    المحدّث الواعظ المتوفّى سنة 926 .
    مؤلف كتاب « روضة الاحباب في سيرة النبي والآل والأصحاب » المطبوع
    بالهند مرتان .
    نسخة في مكتبة المجلس النيابي في طهران ضمن مجموعة من نسخ القرن
    10 رقم
    نسخة في مكتبة الامام الرضا عليه السلام في مشهد خراسان برقم 1594
    كتبت سنة 963 كما في فهرسها 3 / 9 ، واخرى برقم 1598 في فهرسها 3 / 11 .
    نسخة في مكتبة الوزيري العامة في يزد وهي فرع مكتبة الامام الرضا عليه
    السلام .


    نسخة باول ، مجموعة بخط أحمد بن شمس الدين البحراني ، كتبها سنة 1093
    في المكتبة المركزية في جامعة طهران برقم 2117 كما في فهرسها 8 / 756 .
    36 ـ ارجوزة في فضل أهل البيت :
    للخضر بن عطاء الله الموصلي المتوفّى سنة 1007 ، من فضلاء الموصل ، هاجر
    الى مكة واتصل بأميرها حسن بن أبي نمى ، ونظم هذه الارجوزة فأجازه بألف دينار .
    خلاصة الأثر 2 / 131 . سمط النجوم العوالي 4 / 358 ، أعلام الزركلي
    2 / 307 .
    37 ـ الإرشاد في إثبات نسب الأحفاد :
    للحاكم الحسكاني الحافظ أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن
    محمد بن أحمد بن حسكان القرشي العامري النيسابوري الحنفي ، ويعرف أيضاً بابن
    الحذّاء ، المتوفّى سنة 483 .
    أحال إليه في آخر كلامه على آية المباهلة في كتابه شواهد التنزيل 1 / 128 .
    38 ـ إرشاد الهادي إلى نسب آل النبيّ الهادي :
    لأبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن فرحون اليعمري التونسي المدني المالكي
    697 ـ 748 .
    ترجم له ابنه في الديباج المذهّب 2 / 124 ، وابن حجر في الدرر الكامنة
    3 / 190 ، والسخاوي في التحفة اللطيفة 3 / 252 ـ 256 ، ومخلوف في شجرة النور
    الزكية ص 203 .
    نسخة في مكتبة الجامع الأعظم بالجزائر رقم 37 .



    عدل سابقا من قبل الشيخ شوقي البديري في الجمعة نوفمبر 08, 2024 6:35 am عدل 1 مرات
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    التراث العدد 1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: التراث العدد 1   التراث العدد 1 Emptyالأربعاء نوفمبر 06, 2024 6:03 am

    39 ـ إزالة الرين في مناقب فاطمة والحسنين :
    مطبوع على الحجر في إسلامبول .
    40 ـ استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول ذوي الشرف :
    للحافظ السخاوي شمس الدين أبي الخير محمد بن عبد الرحمان الشافعي
    القاهري نزيل الحرمين المتوفّى سنة 902 .
    ذكره هو في كتابه الذي أفرده في ترجمة نفسه باسم « إرشاد الغاوي في ترجمة
    السخاوي » وفي الورقة 79 ب سرد مؤلفاته وعدّ منها كتابه هذا (1) .
    أوله : الحمد لله الذي فضّل أهل البيت النبوي الشريف . . . وبعد فهذا تصنيف
    اشتمل على مقدمة وخاتمة ، بينهما فصول وفوائد مهمة بالبرهان قائمة .
    نسخة مصورة بمعهد المخطوطات بجامعة الدول العربية بالقاهرة عن مكتبات
    الحجاز عليها خط المؤلف .
    نسخة في مكتبة عاطف افندي في إسلامبول تاريخها 17 ذي القعدة سنة 1143
    ضمن مجموعة رقمها 2787 .
    نسخة في المكتبة الناصرية في لكهنو بالهند ، كتبها السيد باقر حسين بخط
    نسخ جيد ، وفرغ منها في 27 جمادى الثانية سنة 1312 عن نسخة تاريخها ذي
    القعدة سنة 978 وهذه في 81 ورقة .
    41 ـ استناد نهج البلاغة :
    للاستاذ امتياز على العرشي الهندي الرامفوري المعاصر ، أمين مكتبة الرضا في
    رامبور الهند وهو من العلماء الفضلاء الادباء الباحثين العارفين بعدة لغات العربية
    والفارسية والانجليزية واللغات الهندية وقد الف فهرسا لمكتبة الرضا في رامپور باللغة
    الانجليزية وطبع في ست مجلدات وهو من خيرة ما كتب في دعم نهج البلاغة وتخريج


    (1) نسخة من إرشاد الغاوي في مكتبة اياصوفيا رقم 950 مكتوبة في حياة المؤلف .


    خطبه ورسائله على مصادر موثوقة قديمة على صغر حجمه يمتاز بحسن تنسيقه وغزارة
    مادته وقد ألّفه بالانجليزية ثم عربه تلميذ المؤلف عامر الانصارى من الطلاب الهنود
    وطبع غير مرة في الهند وايران .
    42 ـ إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل آل بيته
    الطاهرين :
    لمحمد مرتضى الزبيدي مؤلف « تاج العروس » المعروف ، وهو محمد بن محمد
    ابن محمد بن عبد الرزاق أبو الفيض اليمني الحنفي 1145 ـ 1205 .
    ترجم له إسماعيل پاشا في هدية العارفين 2 / 347 ـ 349 ، وعدّد تآليفه
    الكثيرة وذكر منها هذا الكتاب ، وتقدم له : إتحاف أهل الاسلام بما يتعلق بالمصطفى
    وأهل بيته الكرام .
    وترجم له الجبرتي في عجائب الآثار 1 / 104 ـ 114 في عشر صفحات إلّا أنه
    لم يسرد مؤلفاته كلها وأخلّ بكثير منها .
    43 ـ إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته
    الطاهرين :
    لمحمد بن علي الصبان الشافعي المصري ، المتوفّى سنة 1206 ، فرغ منه في 10
    شهر رمضان سنة 1185 .
    ترجم له تلميذه الجبرتي في « عجائب الآثار » في وفيات سنة 1206 ج
    2 / ص 137 ترجمة مطولة وأطراه كثيراً ، وعدّد تآليفه ومنها رسالة عظيمة في آل البيت
    وتقدم له برقم 10 : إتحاف أهل الاسلام بما يتعلق بالمصطفى وأهل بيته الكرام .
    والاسعاف مطبوع بهامش نور الأبصار مكرراً في مصر منها سنة 1324 بمطبعة التقدم ،
    وطبع وحده بمصر طبع حجر سنة 1281 ، وبهامش مشارق الأنوار للحمزاوي ، وطبع
    مستقلاً بالمطبعة الوهبية بالقاهرة سنة 1290 .
    نسخة كتبت في القرن الثاني عشر في دار الكتب الظاهرية بدمشق رقم 152
    سيرة ، فهرس تاريخ العش ص 24 ـ 25 .
    نسخة كتبت سنة 1238 في مكتبة الأوقاف في بغداد رقم 2767 ذكرت في
    فهرسها 1 / 323 .

    نسخة كتبت سنة 1198 في دار الكتب بالقاهرة رقم 715 / تاريخ ، واخرى
    فيها كتبت سنة 1195 رقم 714 ، واخرى فيها كتبت سنة 1231 رقمها 2285
    راجع فهرسها : تاريخ 1 / 24 .
    44 ـ أسماء من قتل من الطالبيين :
    لأبي الحسن المدائني علي بن محمد بن عبد الله البغدادي المتوفّى 215 .
    ترجم له النديم في الفهرست ص 114 ، وعدّ كتبه وذكر منها هذا الكتاب .
    45 ـ اسماع الصمّ في اثبات الشرف من قبل الامّ :
    لابن أبى زيد المراكشي ، وهو أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان المراكشي
    القسنطيني المالكي الضرير 739 ـ 807 .
    هدية العارفين 2 / 150 ، ايضاح المكنون 1 / 81 ، وترجم له الزركلي في الأعلام
    6 / 193 وذكر كتابه هذا وان منه نسخة في دار الكتب المصرية نقلا عن فهرسها
    5 / 26 وحكى ترجمة المؤلف عن كتاب الاعلام بمن حل مراكش من الأعلام 4 / 41 ،
    الوفيات لابن قنفذ ص 381 وهو آخر ترجمة فيه قال : وتوفي الفقيه الحافظ الاستاذ
    الجليل المفتي . . .
    وترجم له في نيل الابتهاج ص 284 قال : ومن تآليفه اسماع الصم في اثبات
    الشرف من جهة الام ، تأليف حسن في كراريس أملاه سنة احدى وثمانمائة . . .
    وترجم له السخاوي في الضوء اللامع 8 / 48 قال : ورأيت له عند البدر . . .
    مصنفا ابتدأه في ذي القعده سنة 801 سماه اسماع الصم في اثبات الشرف من قبل
    الام . . .
    أقول : رأيت نسخة منه في مكتبة المتحف البريطاني ضمن المجموعة رقم
    9494 تبدأ من الورقة 133 رتبه على مقدمة وستة ابواب ، أوله : الحمد لله الذي جعل
    سيدنا محمدا صلّى الله عليه وسلم كل الكمال وجملة الجمال .



    46 ـ اسماع الصمّ في اثبات الشرف من قبل الامّ
    لابن مرزوق وهو شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن الخطيب
    العجيسي التلمساني المعروف بحفيد ابن مرزوق وبالحفيد .
    ترجم له في نيل الابتهاج ترجمة مطولة من ص 293 ـ 299 وبالغ في اطرائه
    وفي 298 ذكر كتابه هذا في تعداد كتبه وكذا السخاوي في الضوء اللامع 7 / 50 ـ 51
    وكذا ترجم له اسماعيل پاشا في هدية العارفين 2 / 191 ـ 192 وعدد كتبه الكثيرة و
    ذكر له منها هذا الكتاب وكذا الزركلي في الاعلام 5 / 331 .
    47 ـ أسنى المطالب في فضائل علي بن أبي طالب :
    لإبراهيم بن عبد الله الاكفاني الوصابي وهو قسم من كتابه « الاكتفا في فضائل
    الاربعة الخلفاء » سمّى كل قسم منه باسم خاص والقسم الذي في فضائل
    أمير المؤمنين عليه السلام سمّاه ( أسنى المطالب ) ، أوله : الحمد لله المجيد ، الفعال لما
    يريد . . .
    جاء في آخره : قال جامعه : إتفق الفراغ من جمعه وترتيبه ثاني عشر
    ربيع الاول احد شهور عام 963 .
    ورتبه على ثمانية كتب ، خامسها هذا الكتاب ، وسمّى المجموع « الاكتفاء » ،
    وفي « أسنى المطالب » عشرين باباً و 13 فصلاً ، وسادسها في فضل عمار .
    ايضاح المكنون 1 / 115 .
    نسخة في المكتبة الاصفية حيدرآباد رقم 255 حديث تاريخها 12 جمادى
    الاولى 967 وهی بخط المؤلف ، فهرست مكتبة الآصفية 1 / 439 وعنها مصورة في
    مكتبة آية الله المرعشي في قم .
    نسخة في مكتبة آية الله النجفي المرعشي العامة في قم ، رقم 3700 .
    نسخة في مكتبة خدابخش في پتنه بالهند رقم 2288 .
    نسخة في مكتبة بوهار برقم 200 .


    48 ـ أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب :
    لشمس الدين أبي الخير محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف الجزري
    الشافعي الدمشقي 751 ـ 833 .
    ترجم لنفسه في كتابه طبقات القراء 2 / 247 ـ 251 وترجم له السخاوي في
    الضوء اللامع 9 / 255 ـ 260 ، وعدّ مؤلفاته واستوعبها وذكر منها كتابه هذا ، وله
    ترجمة في البدر الطالع 2 / 257 ، والشقائق النعمانية ص 25 ، والانس الجليل
    2 / 109 .
    طبع في مكة المكرمة في المطبعة الأميرية في 62 صفحة سنة 1324 على نفقة
    الحاج عمر الميمني والشيخ أحمد المكي .
    وطبع في طهران بتحقيق الاستاذ الشيخ محمد هادي الأميني .
    نسخة في مكتبة الحرم المكي في مكة المكرمة رقم 56 تراجم ، في 62 صفحة .
    نسخة في دار الكتب القومية بالقاهرة رقم 45337 / 1619 .
    نسخة في مكتبة الجامع الكبير الغربية في صنعاء باليمن ، 91 ورقة رقم 22
    تراجم ، صوّرتها معهد المخطوطات فيما صورت من اليمن عام 1974 كما في مجلة
    المعهد ج 22 العدد الاول جمادى الاولى سنة 1396 .
    49 ـ أسنى المطالب في نجاة أبي طالب :
    لاحمد زيني وحلان المكي الشافعي الفقيه المفنی الخطيب 1232 ـ 1304
    مطبوع مكررا ، وله كتاب الدرر السنية في الرد على الوهابية وكتاب الفتح المبين في
    فضائل الخلفاء الراشدين وأهل البيت الطاهرين ، وكلها مطبوعة .
    ايضاح المكنون 1 / 82 ، هدية العارفين 1 / 191 ، اعلام الزركلي 1 / 129 ،
    معجم المؤلفين 1 / 229 .
    للبحث صلة . . .





    ( فرق الشيعة ) أو ( مقالات الامامية )
    للنوبختي أم للأشعري ؟ ؟ ()
    السيد محمدرضا الحسيني
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على النبيّ الأمين وعلى آله الطاهرين ،
    من بين العديد من المستشرقين الّذين تفرغوا لنشر التراث العربي
    والاسلامي يبرز المستشرق الألماني الاُستاذ ( هـ . ريتر Hellmut Ritter ) بأعماله
    الضخمة في مجال العقائد والفرق ، ومما يلفت النظر من بين أعماله هو كتاب ( فرق
    الشيعة ) الذي جعله القسم الرابع من ( النشريات الاسلامية لجمعية المستشرقين
    الألمانية ) ، وطبع لأول مرة بمطبعة الدولة باستانبول سنة ( 1931 ) ناسباً تأليفه إلى
    أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي (1) ، وقد اعتنى به كثيراً في الاخراج والتصحيح ،
    وأعدّ له فهارس علمية ، فأسدى بذلك لتراثنا يداً تشكر .
    وقدّم للكتاب في طبعته هذه العلّامة المرحوم السيد هبة الدين الشهرستاني
    الكاظمي بترجمة لصاحب التأليف ـ النوبختي ـ ، وبحث حول الكتاب نفسه .
    ومنذ صدور المطبوع وقع البحث في نسبته إلى ( النوبختي ) ، وتداوله إثنان من
    المحقّقين في هذا المجال ، وهما العلّامة الشيخ فضل الله الزنجاني ، شيخ الإسلام في
    زنجان ، وكان يرى صحة النسبة إلى النوبختي .
    والاُستاذ عباس إقبال الآشتياني ، وكان يرى عدم صحتها ، ويرى أنه من
    تآليف أبي القاسم سعد بن عبد الله ، الأشعري ، المعاصر للنوبختي ، وقد اعتمد الاُستاذ
    إقبال في ماذهب إليه على المقارنة بين المطبوع وبين النصوص عن كتاب الأشعري .

    () هذا المقال فصل من دراسة موسّعة أعددناها عن شيخ الطائفة سعد بن عبد الله الأشعري ، صاحب
    كتاب ( المقالات والفرق ) .


    وكان هذا البحث في وقت لم يوجد فيه نصّ كامل لكتاب الأشعري ، لكن
    عثر ـ أخيراً ـ الدكتور محمد جواد مشكور على نسخة منه وطبعه في طهران سنة
    ( 1963 ) باسم ( المقالات والفرق ) وبظنّ الدكتور مشكور أنّ عثوره على كتاب
    الاشعري هو الحلّ النهائي للبحث ، حيث تتمّ نسبة كتاب ( فرق الشيعة ) إلى
    النوبختي ، ويذهب إلى رأي الزنجاني فيقول :
    « وارتفعت الشبهة التي أوجدها المرحوم عباس إقبال ـ بحمد الله ومنّته ـ بعد
    العثور على نسخة ( فرق الشيعة ) لسعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري ، وثبت أن
    ( فرق الشيعة ) للنوبختي هو غير ( الفرق والمقالات ) أو ( فرق الشيعة ) للأشعري .
    وهذان الكتابان وصلا إلينا من بين كتب فرق الشيعة الكثيرة التي ضاعت
    كلّها » (2) .
    لكنّي أرى أنّ الشبهة لم تزل بمجرد العثور على كتاب الأشعري ، وذلك لأنّ
    منشأ الشبهة عند الاُستاذ إقبال إنّما هو المقارنة بين المطبوع والنصوص المنقولة عن
    كتاب الأشعري في كتب القدماء ، ومن الواضح أنّ دعواه تحتوي على جهتين :
    إحداهما : أنّ المطبوع باستانبول ليس من تأليف النوبختي .
    الثانية : أنّ المطبوع باستانبول إنّما هو للأشعري .
    وبالعثور على النصّ الكامل لكتاب الأشعري ـ وسيأتي بيان الأدلّة على
    صحة نسبته إليه ـ لا تتمّ الجهة الثانية للاختلاف المحسوس بين ( فرق الشيعة )
    المطبوع منسوباً إلى النوبختي ونصّ كتاب الأشعري .
    وأمّا بالنسبة إلى الجهة الاُولى ، فانّ البحث وإن اختلف شيئاً ما ، إلّا أنّه ليس
    اختلافاً جوهرياً ، فانّه ـ بعد العثور على كتاب الأشعري ـ يصحّ البحث معتمداً على
    المقارنة بينه وبين المطبوع باستانبول .
    فالموضوع لا يزال بحاجة إلى المزيد من التتبّع والمقارنة والدرس كي ينتهي
    إلى نتيجة مرضيّة لفضول الباحث ، ولا بدّ من إلقاء نظرات على المؤلّفَين والكتابين :
    النوبختي :
    هو الحسن بن موسى النوبختي ، أبو محمد ، ابن اُخت أبي سهل ، ذكره الشيخ
    الطوسي في كتاب رجاله ووثّقه (3) ، ووصفه في ( الفهرست ) بالمتكلّم الفيلسوف ، وقال :
    إنّه كان إمامياً حسن الاعتقاد ، وأورد إسم عدد من مؤلّفاته (4) .
    وقال النجاشي في كتاب رجاله : شيخنا المتكلّم ، المبرّز على نظرائه في زمانه
    قبل الثلاثمائة وبعدها ، وعدّد كثيراً من كتبه (5) .

    وقد قدّم السيد هبة الدين الشهرستاني لطبعة إستانبول بترجمة ضافية له ،
    مقتبساً من كتابه ( النوبختية ) في تراجم آل نوبخت (6) ، وطبعت في سائر طبعات
    الكتاب .
    وترجمه الاُستاذ إقبال بتفصيل في كتابه ( خاندان نوبختى ) بالفارسية (7) .
    وهو من أعلام فنّ : ( الآراء والمقالات والفرق ) وقد ألّف في المسائل الكلامية
    والردود عدّة كتب وأشهر مؤلفاته هو كتاب ( الآراء والديانات ) في تاريخ الفرق
    وعقائدها ذكره له الطوسي ، وقال : لم يتمّه (Cool ، وذكره النجاشي ، وقال : إنّه قرأه على
    الشيخ المفيد (9) ، وأورده ابن شهرآشوب في ترجمته (10) .
    ونقل بعض فصوله عبد الرحمن ابن الجوزي في كتابه ( تلبيس إبليس ) (11)
    وأورد الاُستاذ ( هـ . ريتر ) كل ما ذكره ابن الجوزي ، في مقدّمة الطبعة الاُولى لـ ( فرق
    الشيعة ) (12) .
    ووضع الاُستاذ إقبال قائمة بمواضع النقل عن هذا الكتاب عند ابن الجوزي
    وغيره (13) .
    كتاب فرق الشيعة :
    ذكره له النجاشي في رجاله بهذا العنوان ، وذكر له بعده مباشرة كتاب ( الردّ
    على فرق الشيعة ما خلا الامامية ) (14) .
    ولم يذكر له غير النجاشي من قدماء المفهرسين كتاباً بهذا العنوان ، كابن
    النديم والطوسي وابن شهرآشوب (15) .
    لكن جاء ذكر كتاب النوبختي في بعض المؤلفات عند الحديث عن تعداد فرق
    الشيعة ، وقد استفاد بعض الفضلاء من ذلك أن كتاب النوبختي المذكور فيها إنّما يراد
    به ( فرق الشيعة ) ، فلنتابع تلك المؤلفات لنرى مدى دلالتها على ذلك :
    1 ـ ( الفصول المختارة ) : وهو اختيار الشريف المرتضى لبعض فصول كتاب
    ( العيون والمحاسن ) لاُستاذه الشيخ المفيد (16) ، فقد جاء فيه عند ذكر الفرق الشيعية
    بعد وفاة الامام الحادي عشر الحسن بن عليّ العسكري ( عليه السلام ) ما نصّه : « افترق
    أصحابه بعده ـ على ما حكاه أبو محمد الحسن بن موسى رضي الله عنه ـ أربع عشر
    فرقة » (17) .
    ولو كانت الجملة المعترضة أصليّة في نسخ الفصول المختارة ـ حيث أنّا لم نقف
    إلّا على نسخة مخطوطة حديثاً وهي أصل المطبوع ـ فهي إحدى المؤيّدات لعدم صحة
    نسبة فرق الشيعة إلى النوبختي للاختلاف الشاسع بين ما نقله المفيد عنه ، وما هو
    الموجود في فرق الشيعة المطبوع من حيث الكمّية ، ومن حيث الترتيب لتعديد
    الفرق (18) ، كما سيأتي بيانه .


    2 ـ ( منهاج السنّة النبوية ) لابن تيميّة الحنبلي ، فانّه قال ـ بصدد بيان كثرة
    فرق الشيعة ـ : « وقد صنّف الحسن بن موسى النوبختي وغيره في تعديد فرق
    الشيعة » (19) ، وهذا النصّ لا يدلّ إلّا على أنّ النوبختي وغيره قد صنّف كتاباً فيه تعداد
    الفرق الشيعية من دون دلالة على أن إسم المصنّف هو ( فرق الشيعة ) ، فقد يكون
    ابن تيميّة وقف على كتاب النوبختي الذي ذكره النجاشي بعنوان ( الردّ على فرق
    الشيعة ما خلا الاماميّة ) .
    على أنّه من المحتمل أنّ ابن تيميّة لم يقف إلّا على ذكر النجاشي لفرق الشيعة
    للنوبختي وغيره ، ولم يقف على أصل المصنفّات ، فلم يدلّ هذا النصّ على وجود
    كتاب للنوبختي عند ابن تيميّة ، فضلاً عن كونه باسم ( فرق الشيعة ) .
    3 ـ ( الدروس الشرعية في فقه الامامية ) للشهيد الأول العاملي ، فقد ذكر في
    الدرس الثاني من كتاب الوقف ، عند تعيين الموقوف عليهم ، ما نصّه : « والشيعة من
    شايع علياً عليه السلام في الامامة بغير فصل ، وقد جعلهم ابن نوبخت هم المسلمين ،
    وكمل منهم الفرق الثلاث والسبعين » (20) .
    وظاهر هذا النصّ أنّ الشهيد إنّما اطّلع على كتاب للنوبختي يتضمّن البحث
    عن حصر المسلمين في الشيعة ، ومحاولته أن يحصر فيهم الفرق الثلاث والسبعين التي
    أخبر النبيّ صلّى الله عليه وآله عن أنّها هالكة وفي النار إلّا فرقة واحدة ، وعليه فمن
    المحتمل أن يكون الشهيد قد وقف على كتاب النوبختي الآخر ( الردّ على فرق
    الشيعة ما خلا الامامية ) حيث أنّ النوبختي نفسه كان إمامياً ، فلا بدّ أنّه تصدّى للردّ
    على الفرق الاثنين والسبعين وإثبات نجاة فرقته الامامية .
    على أنّ هذا الاحتمال أنسب بما ذكره الشهيد من كون الكتاب الذي وقف
    عليه هو فرق الشيعة المطبوع ، وذلك لأنّ المطبوع جاء فيه ما يلي : « . . . فانّ فرق الاُمّة
    كلّها المتشيّعة وغيرها اختلفت في الامامة في كل عصر ووقت . . . منذ قبض الله محمداً
    صلّى الله عليه وآله » (21) .
    وهذا يدلّ على أنّ ( الاُمّة ) التي هي عبارة اُخرى من ( المسلمين ) تصدق عند
    مؤلف هذا الكتاب على الشيعة وغيرهم ، فلايناسب الحصر الذي نقله الشهيد عن
    النوبختي .
    مضافاً إلى أنّ الموجود من الفرق في كتاب ( فرق الشيعة ) المطبوع لا يوافق
    العدد المذكور ، فانّه إمّا أن يزيد عليه بكثير إن عدّت الفرق الفرعية في كل عصر و
    وقت ، وإمّا أن ينقص منه بكثير إن اقتصر على الفرق الأصلية .
    فلا بدّ أن يكون ما وقف عليه الشهيد غير هذا المطبوع جزماً ، كما أنّه لم يتعيّن
    لنا اسم الكتاب الذي رآه .

    4 ـ ( المغني ) للقاضي عبد الجبّار ، فقد جاء في فصل فرق الامامية قوله : « وذكر
    الحسن بن موسى في بيان قول الاسماعيلية والقرامطة » (22) ، وجاء في بيان فرق الزيدية
    قوله : « حُكي عن الحسن بن موسى » (23) .
    والنقل الثاني يدلّ على وجود الواسطة الشفهية ، لكن النقل الأول ظاهر في
    أنّ القاضي اعتمد كتاباً للنوبختي في النقل ، إلّا أنّه لا دلالة فيه على النقل من
    خصوص كتاب ( فرق الشيعة ) من كتبه .
    والغرض من المتابعة للمصادر الناقلة عن النوبختي هو ما تحصّل من عدم
    اشتهار كتابه ( فرق الشيعة ) وأنّه لم يثبت استناد المصادر في النقل عليه ، وإلّا لم يكن
    أيّ داع لاخفاء اسمه ، ولا لهذه الشحّة في النقل عنه .
    وأمّا أصل نسبة كتاب باسم ( فرق الشيعة ) إلى النوبختي ، فهي وإن لم يذكرها
    أكثر القدماء ، إلّا أنّها لا مرية فيها بعد أن نصّ النجاشي عليها وهو إمام غير معارض ،
    كما أنّ الظاهر من ترجمته له أنّه كان أكثر عناية بمؤلفاته حيث قرأ كتابه ( الآراء
    والديانات ) على الشيخ المفيد ، وعدّد منها مجموعة كبيرة لم يذكرها غيره من
    المترجمين ، ومنها ( فرق الشيعة ) (24) .
    ( فرق الشيعة ) المتداول :
    وهذا النصّ المتداول والمتعدّد نسخه المخطوطة لم يُعرف بين المؤلفين والرواة
    قبل ابتداء هذا القرن ـ الرابع عشر الهجري ـ ، فأوّل نسخة هي التي عرفت عند
    المرحوم المحدّث النوري ، يقول السيد هبة الدين الشهرستاني الذي قدّم للمطبوع :
    « إنّ تأليفه الموسوم بفرق الشيعة رأينا منه نسخاً متعدّدة ، واختصرت لنفسي النسخة
    التي وجدتها في خزانة شيخي المحدّث النوري محمد حسين ، المتوفّى 1320 » (25) .
    ويقول السيد الصدر : « وكتاب الفرق موجود عندنا نسخة ، وهو في فرق
    الشيعة » (26) ، ويقول الشيخ الطهراني تحت عنوان ( فرق الشيعة ) : « وقد يقال له
    ( مذاهب الفرق ) وهو موجود عندي استنسخته بخطّي » إلى أن يقول : « وهو كتاب
    لطيف جامع مهذّب معتمد إليه معوّل عليه ، ونسخة منه في مكتبة راجه فيض آباد
    الهند » (27) ، وتوجد مخطوطة منه في مكتبة ( كاشف الغطاء ) بالنجف في مجموعة برقم
    ( 1082 ) جاء اسم الكتاب فيها هكذا : « كتاب ( تعداد فرق الشيعة ) لشيخنا
    النوبختي رضي الله عنه » .
    وتقع في الصفحات من ( 213 ) إلى ( 270 ) من المجموعة ، أي في ( 57 )
    صفحة .


    أرّخ الكتاب الذي سبقها في المجموعة بسنة ( 1325 ) ، وختم الكتاب الذي
    يليها فيها بما يلي : « تمّت الرسالة الرجالية في الحائر الحسينية [ كذا ] على مشرّفها ألف
    الثناء والتحية ، بيد العاصي الجاني عبد الحميد الشريف الاصفهاني ، في شهر الرجب
    من شهور سنة ( 1324 ) » .
    ومخطوطة اُخرى في مكتبة ( كاشف الغطاء ) في مجموعة برقم ( 679 ) ، وتقع في
    الصفحات من ( 1 ) إلى ( 44 ) ، جاء في آخرها ما يلي : « هذا آخر ما بلغنا من نسخة
    ( الفرق والمقالات ) تمّ بحمد الله ، يوم الاثنين ، على يد راقمه الأحقر هادي خلف
    المرحوم الشيخ عبد علي بن المرحوم الشيخ موسى آل الشيخ خضر ، عُفي عنهم ،
    آمين » .
    وتوجد مخطوطة في مكتبة ( آية الله الحكيم ) بالنجف ، في مجموعة برقم
    ( 1867 ) ، تقع النسخة في ( 21 ) ورقة من أولها جاء في الصفحة الأولى منها ما يلي :
    « بسم الله الرحمن الرحيم ، فيه مذاهب فرق أهل الامامة وأسماءها وذكر دلائل
    مستقيمها من سقيمها ، واختلافها وعللها ، من تاليف الشيخ أبي محمد » ، وهي بخط
    سماحة الامام العلم ، المحقّق الشهير ، شيخ الشريعة الاصبهاني رحمه الله ، كتبها سنة
    ( 1326 هـ ) .
    وفي آخرها ، ص ( 41 ) ما يلي : « هذا آخر ما بلغنا من نسخة الفرق والمقالات » .
    ونسخة اُخرى في مكتبة ( آية الله الحكيم ) في مجموعة برقم ( 1037 ) بخط
    العلّامة الشيخ محمد السماوي ، في صدر الصفحة الأولى منها بالمداد الأحمر ما يلي :
    « كتاب ( الفرق في المذاهب والفرق ) ، تأليف الشيخ الجليل أبي محمد الحسن بن موسى
    النوبختي » ، وفي آخرها ص ( 62 ) بمداد الأصل ، ما يلي : « تمّ الفرق بين الفرق ، للعالم
    الكبير ابن نوبخت ، أبي محمد الحسن بن موسى ، على يد عبد الله الفقير ، محمد بن
    الشيخ طاهر السماوي ، لليلة بقيت من ربيع الثاني ، سنة الألف والثلاثمائة والاثنين
    والثلاثين من الهجرة ، على نسخة مخطوطة في بلد الكاظمين » .
    وعلى هوامشها تصحيحات بمداد أسود فاتح ، وجاء بنفس المداد في آخرها
    ما يلي : « تمّ صُححت على نسخة في كربلا » .
    وأمّا المطبوعة فقد اعتمد ناشرها نسخة وصفها بما يلي : « عنون بكتاب فيه
    مذاهب فرق أهل الامامة وأسماءها ، وذكر أهل مستقيمها من سقيمها ، واختلافها
    وعللها ، تأليف أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي » ، وفي آخرها ما صورته : « تمّ
    الكتاب ، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا وآله الطاهرين ، فرغ من كتابته
    الفقير إلى الله تعالى أحمد بن الحسين العومي يوم الأحد الرابع من العشر الاول من
    شهر شعبان المبارك ، من سنة أربعين وسبعمائة . . » (28) .
    وهذه جملة ما وقفت عليه أو على وصفه من النسخ المخطوطة للكتاب في
    النجف .

    والملاحظ فيها اختلافها الكبير في تسمية الكتاب ، فقد تعدّدت ، كما يلي : فرق
    الشيعة ، الفرق ، مذاهب الفرق ، تعداد فرق الشيعة ، الفرق والمقالات ، الفرق في
    المذاهب والفِرق ، الفَرق بين الفِرق ، وأخيراً العنوان الطويل الذي جاء في نسخة
    العومي التي اعتمد عليها في الطبعة الاُولى وجاء في نسخة مكتبة السيد الحكيم برقم
    1867 ) .
    ثم إنّ جميع هذه النسخ ـ ومع هذا الاختلاف في تسمية الكتاب ـ تتّفق في
    نسبته إلى النوبختي الحسن بن موسى ، فمن أين جاء هذا الاتّفاق ؟ !
    والمؤسف أنّ الناسخين لم يذكروا على مَ اعتمدوا في كتابة النسخ ؟ فهل كلّها
    تعتمد على نسخة العومي ـ التي تبدو أنّها أقدم النسخ تاريخاً ـ ؟ ! وإذا كان كذلك ،
    فعلى مَ تعتمد نسخة العومي نفسها ؟ ؟
    وإذا رجعنا إلى متن الكتاب المطبوع باسم ( فرق الشيعة ) وجدناه خالياً عمّا
    يقوم قرينة ـ ولو ضعيفة ـ على نسبته إلى النوبختي !
    وقد طبع لأول مرة ـ كما أشرنا في صدر البحث ـ باهتمام المستشرق ( هـ .
    ريتر ) وتقديم السيد الشهرستاني ، وبالرغم من قيامهما بأداء حقّ النسخة بما يلزم ،
    وهما على جانب كبير من الشهرة ، إلّا أنّهما ـ ومع الأسف ـ لم يأتيا في ما كتبا بما يبرهن
    ويبّرر نسبة الكتاب إلى النوبختي .
    يقول الاُستاذ إقبال ما ترجمته : « نسب الكتاب إلى أبي محمد من قبل الناشر
    المحترم والسيد الشهرستاني من دون إراءة أيّ مصدر في الوقت الذي لم يذكر في
    الكتاب نفسه : لا إسم المؤلّف ولا عنوان الكتاب ، والوحيد أنّ كاتب النسخة التي
    تعود إلى السيد ( إليس ) [ النسخة الأصل لطبع الكتاب ] كتب على ظهرها : « فيه
    مذاهب فرق أهل الامامة وأسماءها ، وذكر مستقيمها من سقيمها واختلافها ، تأليف
    أبي محمد الحسن بن موسى النوبختي » .
    وعلماء العراق الّذين استنسخوا نسخاً من مكتبة المرحوم الميرزا النوري
    كلّهم التزموا بأنّ الكتاب هو ( فرق الشيعة للنوبختي ) ، وتداولوه بينهم بهذا الإسم .
    أفهل يكفي مجرّد اشتراك النسخة المطبوعة مع كتاب ( فرق الشيعة للنوبختي )
    في الموضوع لأن نعتقد بأنّها للنوبختي ، مع أنّ جميع النسخ الحاضرة منه هي حديثة
    العهد ؟ ولأن نحكم بأنّ الكتاب للنوبختي وليس لغيره ممّن ألّف في هذا
    الموضوع ؟ » (29) ، ونحن نشارك الاُستاذ إقبال في هذا التساؤل .
    وقد طبع الكتاب بعنوان ( فرق الشيعة ) بعد طبع إستانبول عدّة طبعات ، فمّرة
    في النجف سنة ( 1355 ) بالمطبعة الحيدرية ، ومرّة سنة ( 1379 ) بها أيضاً ، واُخرى
    سنة ( 1388 ) بها أيضاً وهي الطبعة الرابع ، وقد علّق على الكتاب في طبعاته النجفية
    العلّامة الجليل السيد محمد صادق بحر العلوم ، وألفت ناشرها النظر إلى أنّ طبعته
    معتمدة على طبعة المستشرق ريتر باستانبول (30) .


    ولديّ طبعة جاء في ذيل الصفحة الاُولى منها : « أشرف على تصحيحه إبراهيم
    الزيني ـ دار الفكر ـ بيروت » ، وليس فيها تاريخ الطبع ولا محلّه ولا ذكر المطبعة ،
    والظاهر أنّها من مطبوعات بيروت ، والملاحظ أنّها مطبوعة عن مطبوعة إستانبول
    حرفياً مع التقطيع في المقدّمة بوضع نصفها في مؤخر الكتاب ، لكن من دون أيّة إشارة
    إلى ذلك .
    وأخيراً يقول علّامة الفنّ الشيخ آقا بزرگ الطهراني حول طبعات الكتاب في
    عنوان ( فرق الشيعة للنوبختي ) : « وقد طبع الفرق هذا من نسخ عتيقة مثل خط
    أحمد بن الحسين العومي في ( 740 ) في إستانبول ( 1931 ) ، وجدّد طبعه في النجف في
    ( 1355 ) ، وفي طهران في ( 1385 ) منسوباً إلى سعد بن عبد الله » (31) .
    وهذا الكلام من الشيخ الطهراني يقتضي أنّه كان يرى اتّحاد الكتابين ، أي
    ( فرق الشيعة ) المنسوب إلى النوبختي ، و ( المقالات والفرق ) المنسوب إلى الأشعري ،
    وأنّه تارة نسب إلى النوبختي وطبع باسمه ، واُخرى نسب إلى الأشعري كذلك ، وفي
    هذا تأييد لوجهة النظر القائلة بالاتحاد ، كما سيأتي .
    الأشعري :
    هو سعد بن عبد الله ابن أبي خلف الأشعري ، القمي ، ترجم له النجاشي بقوله :
    « أبو القاسم شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها » (32) ، وذكره الطوسي بقوله : « جليل
    القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة » (33) ، وأورد أسماء عدّة من مؤلّفاته .
    توفّي سنة ( 299 ) أو ( 300 ) أو ( 301 ) على ما أورده العلّامة الحلّي من
    الروايات (34) ، وترجم له في كافّة المعاجم الرجالية وكتب التراجم والأعلام ، وتوسّع
    في ترجمته الدكتور محمد جواد مشكور في تقديمه لكتاب المقالات والفرق (35) ، وأورد
    أسماء عدّة من كتبه ومؤلّفاته .
    وكتابه في الفرق :
    ورد عند الطوسي باسم ( مقالات الامامية ) (36) ، وكذا عند ابن شهرآشوب (37) ،
    ولم يرد عند النجاشي بهذا العنوان ، بل أورد له كتاب ( فرق الشيعة ) (38) .
    وكان هذا الكتاب موجوداً عند العلّامة المجلسي صاحب البحار ، وذكر باسم
    « كتاب المقالات والفرق وأسماءها وصنوفها ، تأليف الشيخ الأجلّ المتقدّم سعد بن
    عبد الله رحمه الله » (39) ، وقال في فصل توثيق مصادره : « وكتاب المقالات عدّه الشيخ


    والنجاشي من جملة كتب سعد ، وأوردا أسانيدهما الصحيحة إليه ، ومؤلّفه في الثقة
    والفضل والجلالة فوق الوصف والبيان ، ونقل الشيخ في كتاب الغيبة والكشي في
    كتاب الرجال من هذا الكتاب » (40) .
    ويظهر من كلام المجلسي ـ وهو الخبير بكتب الطائفة وشؤونها ـ عدة اُمور :
    الأول : أنّ ما ذكره النجاشي بعنوان ( فرق الشيعة ) هو بعينه ما ذكره الشيخ
    بعنوان ( مقالات الامامية ) ، وأنّ التسميتين لمسمّى واحد ، وإلى هذا الرأي يذهب علم
    الفنّ الشيخ آقا بزرگ الطهراني على مايظهر من موسوعته ( الذريعة ) حيث عنون
    كتاب سعد بفرق الشيعة تارة وبالمقالات اُخرى (41) .
    الثاني : أنّ العنوان المثبّت في نسخة المجلسي ـ أعني « المقالات والفرق . . . الى
    آخره » ـ إنّما هو بيان لموضوع الكتاب ، وأمّا اسمه فهو أحد الاسمين عند النجاشي
    والطوسي .
    الثالث : أنّ ما ذكره الكشي في كتاب الرجال نقلاً عن بعض أهل العلم ، إنّما
    هو منقول عن كتاب سعد هذا : ( المقالات ) ، ويؤكّد هذا أنّا نجد ما أثبته الكشي
    مطابقاً لما في المقالات حرفياً ، وإليك الموارد للمقارنة :
    1 ـ في تعريف الفطحية : أصحاب عبد الله الأفطح (42) .
    2 ـ في تعريف البشيرية ، أصحاب محمد بن بشير الأسدي (43) ، وفي هذا المورد
    روى الكشي رواية جاء مؤلف المقالات سعد بن عبد الله الأشعري في سندها .
    3 ـ في التعريف بعبد الله بن سبأ ، المنسوبة إليه فرقة السبئيّة (44) .
    4 ـ في التعريف بمحمد بن نصير النميري ، المنسوبة إليه فرقة النصيرية (45) .
    والذي يبدو بعد المقارنة أنّ الكشي ـ بالرغم من أنّ عبارته مطابقة بالنصّ لما
    في المقالات ـ لم يصرّح بالنقل عن كتاب الأشعري ، بل لم يسند كلامه إلى سعد
    صريحاً ، إلّا ما يسنده بعنوان مبهم ، كقوله : « بعض أهل العلم » مثلاً ، وإنّما صرّح باسم
    سعد في المورد الثاني كما أشرنا إلى ذلك في سند رواية أوردها ، وهذا التصرح وإن
    كان محتملاً للنقل عن كتابه بواسطة ابن قولويه إلّا أنّه ظاهر في التحمل الشفهي .
    لكن المتراءىٰ من العلّامة المجلسي فهمه أنّ الكشي إنّما اعتمد أصل كتاب
    الأشعري : ( المقالات ) ، وكذا الاُستاذ إقبال لا يشكّ في ذلك ، فيقول ما ترجمته : « لكن
    يظهر بوضوح أنّ نقله إنّما هو من كتاب سعد دون غيره ، بمقارنة منقولاته [ الكشي ]
    بمنقولات الشيخ الطوسي » (46) ، وذلك لأنّ منقولات الطوسي كما سيأتي مقتبسة من
    كتاب الأشعري بلا شكّ .
    إنّما تبقى نقطة واحدة وهي الاختلاف البسيط الذي يُرى بين منقولات
    الكشي ، والموجود في المقالات ، ولقد أجاب الاُستاذ إقبال عن هذه بقوله : « ولا يعبأ بما
    يلاحظ من حذف أو زيادة في الكلمات والحروف ، فانّ ذلك لا يضّر بجوهر المضامين ،



    وذلك : لأنّه نقل لها بعبارات اُخر حصل من الناقلين أو الناسخين ، ومثل ذلك كان
    مستعملا ومعتاداً » (47) .
    وكلام الاُستاذ إقبال هذا إنّما هو في مقام تطبيق المنقولات بما في فرق الشيعة
    المطبوع باسم النوبختي ، زعماً منه أنّه عين كتاب المقالات للأشعري لكن لو طبّقناها
    بالموجود من المقالات للأشعري يتبيّن بوضوح صحة هذا الكلام ، إذ أنّ الاختلافات
    تتضاءل وتقلّ بدرجة كبيرة جداً .
    وبهذا المقارنة يمكننا القول بأنّ نسخة المقالات للأشعري كانت موجودة عند الكشي
    وأنّه اعتمد عليها في كتاب ( الرجال ) .
    وكذا الشيخ الطوسي في كتابه ( الغيبة ) فقد أورد فيه قوله : « قال سعد بن
    عبد الله : كان محمد بن نصير النميري يدّعي أنّه رسول نبيّ . . . » إلى آخر ما ورد نصّه
    في المقالات (48) .
    والمفهوم من كلام المجلسي الذي سبق نقله هو أنّ الطوسي اعتمد كتاب
    المقالات ونقل عنه ، وكذا الاُستاذ إقبال ذكر ذلك معلّلاً بأنّ الطوسي إنّما نقل في كتابه
    بلفظ : « قال سعد » ولم ينقل بلفظ : « روي عن سعد » أو « أخبرني فلان عن سعد » ،
    والتعبير الاُول يدلّ على أنّ النقل إنّما كان مباشرة عن كتاب سعد ، لا بواسطة
    شفهيّة (49) .
    وبهذا يمكننا القول ـ أيضاً ـ بأنّ نسخة المقالات كانت موجودة عند الطوسي ،
    وأنّه اعتمد عليها .
    نسخ المقالات :
    فقد تحصّل أنّ ( المقالات ) كان معروفاً عند القدماء من أعلام الطائفة ، وقد
    وقع كذلك عند الشيخ المجلسي فاعتمده وتحقّق نسبته ، وأمّا عن نسخه الموجودة
    فعلا فيقول علّامة الفنّ الشيخ الطهراني : « نسخة منه عند سلطان علي السطاني
    البهبهاني ، وكيل المجلس في طهران ، واُخرى عند السيد محمد المحيط » (50) .
    ولم أقف على ذكر مخطوطة اُخرى حتى الآن .
    ونسخة السلطاني هي التي عثر عليها الدكتور محمد جواد مشكور ، فأخرج
    على أساسها الطبعة الاُولى من الكتاب سنة 1963 باسم ( المقالات والفرق ) ،
    واحتمل أن تكون هي النسخة التي كانت عند المجلسي وقد وصفها بما يلي : « جاء
    اسمها في ظهر الصفحة الاُولى هكذا : كتاب المقالات والفرق وأسماءها وصنوفها
    وألقابها ، تصنيف سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري القمي » ، ثم يقول : « ولا
    تاريخ له ، أمّا خطّه فليس بحديث ، ويمكن تقدير تاريخ كتابته بأنّه يعود إلى القرن
    العاشر الهجري » (51) .

    وقد أخرج الدكتور محمد جواد مشكور كتاب الأشعري بشكل أنيق مشفعاً
    بتحقيقات رائعة ومصدراً بمقدّمة مفصّلة ، كما علّق على المتن بتعليقات واسعة المصادر ،
    وأفرد للتعليقات آخر الكتاب من ص 118 ـ 252 كما أتمّ عمله بالفهارس العلمية ،
    ولقد أسدى هو الآخر إلى الملأ العلمي يداً تذكر فتشكر .
    والجدير بالذكر أنّ الدكتور مشكور قد اهتمّ بكتاب ( فرق الشيعة ) المنسوب
    إلى النوبختي فترجمه إلى الفرنسية وطبع في خمسة أعداد من مجلة ( تاريخ الأديان )
    بباريس (52) .
    وهو يقف في الرأي إلى جانب الشيخ الزنجاني ، وقد تعرّض للبحث عن ذلك
    في مقدّمة المقالات (53) ، وفي مقال له ألقاه في الذكرى الألفيّة للشيخ الطوسي بجامعة
    مشهد (54) .
    وأمّا نسبة هذا المطبوع إلى الأشعري ، فيستند إلى قرينتين :
    الاُولى : وهي قرينة خارجية ، أي النصوص التي أثبتها الكشي والطوسي في
    كتابيهما ، وقد عرفنا اعتماد هما لكتاب الأشعري ، فانّا نجد أنّها تطابق الموجود في هذا
    المطبوع حرفياً وبدون تفاوت ، عدا ما يرى من اختلاف بعض الكلمات والتقدّم و
    التأخّر لبعض الحروف ، وهذا أمر لا يضرّ بتاتاً حيث أن مثله متعارف الوقوع في
    النسخ المتعدّدة للكتاب الواحد .
    الثانية : وهي قرينة داخلية ، أي : اشتمال المطبوع على الرواية عن محمد بن
    عيسى بن عبيد ، المعروف بالعبيدي ، وباليقطيني ، فقد ورد النقل عنه في موردين من
    المقالات بعنوان « حدّثني » وهو ظاهر في النقل الشفهي المباشر (55) ، وجاء في موردين
    آخرين النقل عنه بعنوان « حكى » وهذا أيضاً ظاهر في النقل عنه بلا واسطة (56) .
    وهذا الرجل هو شيخ الأشعري مؤلّف المقالات ، بل من المشتهرين برواية
    سعد عنه ، وقد وردت الرواية عنه في كتاب سعد ( بصائر الدرجات ) (57) ، وفي ( الغيبة )
    للطوسي (58) ، وقد ترجم له الرجاليّون كافّة (59) .
    وورد في هذا الكتاب ـ المقالات ـ أيضاً : الرواية عن يحيي بن عبد الرحمن بن
    خاقان (60) ، وهذا الرجل وإن لم يترجم في المعاجم الرجالية ، إلّا أنّه من حيث الطبقة
    محتمل لرواية سعد عنه حيث أورد الكليني في الكافي رواية عن علي بن إبراهيم ،
    عنه (61) .
    وبهاتين القرينتين نجزم بنسبة الكتاب المطبوع باسم ( المقالات والفرق ) إلى
    سعد بن عبد الله الأشعري .



    المقارنة بين الكتابين :
    وللمقارنة بين الكتابين لا بدّ من بيان أوجه التشابه والاختلاف بينهما ، فنقول :
    ذكر الدكتور مشكور بهذا الصدد ما يلي : « إنّ كتابي فرق الشيعة للنوبختي ، والفرق
    والمقالات للأشعري : هما كتابان وصلا إلينا من بين كتب فرق الشيعة الضائعة ،
    وبينهما تشابه في المطالب ، وكذلك بين اُسلوب تنظيمهما بصورة عامّة ، وقد بيّنّا أوجه
    التباين والاختلاف بين هذا الكتاب [ للأشعري ] وبين كتاب النوبختي من ناحية
    العبارات في نهاية كل صفحة ، ولكن كتاب الأشعري يتضمّن إضافات كلية بالاضافة
    [ كذا ] على فرق الشيعة للنوبختي ما يحويه من الاضافات الجزئية » ، ثم أورد قائمة
    بمواضع الافتراق بين الكتابين من حيث الزيادة والنقص ، وحدّده بزيادة كتاب
    الأشعري حوالي ثلاثين صفحة على كتاب النوبختي (62) .
    ويقول أيضاً في مقاله ما ترجمته : « يتّحد نصّ هذين الكتابين من حيث
    الأبواب وتوالي الأبحاث ، وحتى من حيث العبارات ، وواضح أنّ أحدهما مأخوذ من
    الآخر .
    والفرق الموجود بينهما أنّ كتاب ( المقالات والفرق ) لسعد بن عبد الله يحتوي ـ
    في كثير من الموارد ـ على إضافات على ( فرق الشيعة ) للنوبختي ، ويبلغ مجموعها
    زيادة ثلاثين صفحة عليه » (63) .
    ومن الملاحظ ـ فعلاً ـ تشابه الكتابين تشابهاً كبيراً جداً ، بحيث يُتراءى
    للباحث أنّهما نسختان من كتاب واحد ، أو يرجعان إلى أصل فارد : إمّا حرّف واختصر
    فكان ما نسب إلى النوبختي ، أو زيد عليه ونظّم فكان ما نسب إلى الأشعري .
    ويقول الاُستاذ إقبال بهذا الصدد ما ترجمته : « إنّ أبا القاسم الأشعري وأبا
    محمد النوبختي ، كانا متعاصرين ، وتوفّيا في زمن واحد تقريباً ، يعني على التحقيق ، في
    العشرة من المائة الرابعة للهجرة ، فلو لم يطّلع كل من هذين العلمين على كتاب
    الآخر ، وكان الكتاب الحاضر [ أي فرق الشيعة ] من تأليف النوبختي ، فأي شيء هذا
    الاتحاد الموجود بين مضامين وعبارات الكتاب وبين ما نقل عن الأشعري ؟ !
    هل أنّ النوبختي أخذ المطالب عيناً من كتاب الأشعري ، من دون إيراد
    المستند ؟ وهل أنّه ـ مع سعة
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    التراث العدد 1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: التراث العدد 1   التراث العدد 1 Emptyالأربعاء نوفمبر 06, 2024 6:04 am

    علمه واطّلاعه وإحاطته بالفنون المختلفة من الكلام و
    الحكمة والأدب وفنّ الملل والنحل ـ بادر إلىٰ هذا العمل [ أي الاقتباس من
    الأشعري من دون إشارة إليه ] وهو يعدّ من السرقات الأدبية ؟ !
    أو أنّ الأشعري ـ وهو من الفقهاء والمحدّثين المعتمد عليهم عند الشيعة ، بل
    هو أصل لرواية كثير من أخبار الطائفة الامامية ـ عمد إلى اقتباس المطالب من
    كتاب النوبختي عيناً ، وتأبّى ـ على خلاف الطريقة المطردة ـ عن ذكر اسمه واسم


    كتابه ، وهما غير مجهولين عند علماء هذه الفرقة ؟
    فعلى فرض كل واحد من هذين الاحتمالين ، فلا بدّ أنّ المقتبس لمطالب الآخر
    من دون تصريح بالنقل ، يعتبر سارقاً !
    وكلّ من النوبختي والأشعري ـ وهما من الأعلام في فنّيهما ـ ساحتهما بريئة
    من هذه النسبة البذيئة ، ولن نحتاج إلى أيّ من الغرضين فيما لو نسبنا كتاب ( فرق
    الشيعة ) المطبوع إلى الأشعري (64) .
    وحيث أن الاُستاذ إقبال لم يطّلع على كتاب ( المقالات ) للأشعري ، كان يعتقد
    بأنّ ( فرق الشيعة ) المطبوع باستانبول هو كتاب الأشعري ، لكن بما أنّا أثبتنا أنّ
    ( المقالات ) المطبوع هو النصّ الكامل للأشعري ، فليس لنا أن نلتزم بأنّ ( فرق
    الشيعة ) له ، بل نعتقد ـ كما سيأتي ـ أنّه مختصر مخلوط من كتابه ، ونتّفق مع الاُستاذ
    إقبال في أنّه ليس للنوبختي .
    والملاحظ أنّ شيخ الاسلام الزنجاني ـ وهو ممّن يرى صحة نسبة ( فرق
    الشيعة ) إلى النوبختي ـ يستدلّ بالفوارق الموجودة بينه وبين نصوص كتاب الأشعري
    على ما يذهب إليه ، لكنّه يهمل جانب التشابه الموجود بينهما ، فلا يستفيد من الاتّحاد ،
    بل يقول بهذا الصدد : « حيث أنّ أبا محمد النوبختي وسعد بن عبد الله القمي الأشعري
    كانا متعاصرين ، يمكننا أن نستكشف من هذه العبارات [ المنقولة عن كتاب الأشعري
    والموجودة في فرق الشيعة المطبوع ] : أنّ كتاب فرق الشيعة [ المقالات ] لسعد متأخّر
    في التأليف عن فرق الشيعة تأليف النوبختي ، حيث أنّ المعتاد في التأليف المتأخّر
    غالباً أن يضاف عليه ويتصرّف في شيء من عبارات المؤلّف للتقدّم » (65) .
    ويلتزم بهذه الدعوى الدكتور مشكور أيضاً (66) ، لكنّها بلا بيّنة ولا برهان ، وذلك
    للوجوه التي ذكرها الاُستاذ إقبال ، وهي :
    الأول : أنّه ليس لنا أيّ مصدر يدلّ على تقدّم تأليف النوبختي على تأليف
    سعد ، مع أنّهما كانا متعاصرين ، ويعيشان الأحداث ، فأيّ داع لنقل أحدهما عن الآخر
    ما كان يعيشه ويراه ، أو يستوي في إمكانيات تحصيله والوقوف عليه مع غيره .
    الثاني : أيّ داع في عدم إشارة سعد إلى نقله عن النوبختي ، وفي أن ينسب
    كتاب النوبختي إلى نفسه بمجرّد إضافة شيء ، إن كان الأمر كذلك ثم مع هذا لم يلتفت
    أعلام الفنّ ـ كالنجاشي والطوسي ـ إلى ذلك (67) ؟ ! .
    الثالث : أنّه لو كان سعد ناقلاً لكتاب النوبختي ـ مع التصريح أو بدونه ـ لم
    يك أيّ سبب لعدم نقل الكشّي والطوسي مباشرة عن النوبختي ، وهو في غاية الشهرة
    في هذا الفن ، وهو ـ بالفرض ـ مصدر لسعد في كتابه (68) .
    وتتمخّض هذه المقارنة عن أمرين :
    الأول : الاختلاف بين الكتابين بزيادة كتاب الأشعري على كتاب النوبختي ،



    وتقدّر الزيادة بحوالي ( 30 ) صفحة ، وقد جعل الدكتور مشكور هذا دليلا على
    التعدّد .
    الثاني : أوجه الشبه بينهما حتى في النظم والاُسلوب ، وفي كثير من الجمل
    والمقاطع ، وهذا ممّا نستند إليه في ما نرى كما سيأتي ، ويؤكّد هذا الأمر أنّ علّامة الفنّ
    شيخنا الطهراني كان يعتبر كتاب ( فرق الشيعة ) المنسوب إلى النوبختي نسخة لكتاب
    ( المقالات ) للأشعري ، وأنّه كتاب واحد طبع تارة باسم ( فرق الشيعة ) منسوباً إلى
    النوبختي ، واُخرى باسم ( المقالات والفرق ) منسوباً إلى سعد (69) .
    ( فرق الشيعة ) المطبوع ، هل هو للنوبختي ؟
    وقبل أن نذكر رأينا في البحث لا بدّ أن نأتي على أدلّة الطرفين ، فالاُستاذ إقبال
    يستند في نفيه عن النوبختي إلى اُمور :
    الأول : عدم وجود أيّة قرينة داخلية أو خارجية تدلّ على نسبة المطبوع إلى
    النوبختي ، عدا وجود اسمه عل النسخ المخطوطة وهي كلّها حديثة ، لا اعتبار بها ،
    وقد أوضحنا ذلك عند حديثنا عن نسخه .
    الثاني : مطابقة الموجود في ( فرق الشيعة ) المطبوع للمنقولات عن الأشعري ،
    عند الكشّي والطوسي وقد سبق أن منقولاتهما صحيحة النسبة إلى كتاب الأشعري .
    الثالث : أنّ المنقولات عن النوبختي عند المفيد ومورده افتراق الشيعة بعد
    وفاة الحسن العسكري عليه السلام إلى أربعة عشر فرقة (70) ، لا تطابق الموجود في
    ( فرق الشيعة ) المطبوع ، فلا يكون المطبوع للنوبختي .
    يقول الاُستاذ إقبال في كلمة جامعة لأدلّته بعد أن فارق بين المنقولات عن
    سعد وبين الموجود في ( فرق الشيعة ) المطبوع ، ما ترجمته : « إنّ ما نقلناه في الجداول عن
    الطوسي والكشّي هو منقول عن سعد بن عبد الله الأشعري قطعاً ، وما نقلناه عن
    المطبوع يتّحد معها من حيث العبارة ومن حيث المضمون ومع أنّه ليس هناك أيّ
    قرينة ، أو إشارة إلى نسبته إلى النوبختي ، فلأيّ سبب لا نعتقد بأنّ الكتاب هو لسعد
    ابن عبد الله ، بل نعدّه من تأليفات أبي محمد النوبختي ؟ » (71) .
    وقد ردّ الشيخ الزنجاني على الأمر الثاني من أدلّته بما ترجمته : « إنّ الشيخ
    المفيد قد تصرّف في العبارة [ التي نقلها عن كتاب النوبختي ] ولم ينقل نصّ الكتاب
    لطوله ، بمعنى أنّه قدّم أولاً الفرقة الامامية الأصلية ، التي هي في كتاب النوبختي الفرقة
    الثانية عشرة لأهمّيّتها ، وذكر مقالاتها من عند نفسه وفق المذهب الإمامي ، وبعد ذلك
    أورد الفرق الاُخرى بنفس ترتيب كتاب النوبختي وسياقه مع التلخيص والتصرّف
    من عند نفسه بحيث يصحّ مع التأمّل » (72) .

    ودفع الاُستاذ إقبال هذا الردّ بما ترجمته : « أمّا الاختلافات الواقعة بين عبارة
    المفيد في ( الفصول المختارة من العيون والمحاسن ) ، وبين ( فرق الشيعة ) المطبوع ،
    وعدم ترتيب الفرق الأربعة عشر ـ الموجودة في الكتابين ـ فنحن نجعلها دليلاً على
    أنّ ( فرق الشيعة ) المطبوع هو كتاب الأشعري لا النوبختي ، إذ أنّ الاتّحاد الموجود
    بين المطالب المنقولة بواسطة الكشّي والطوسي وبين ( فرق الشيعة ) المطبوع ، لا يوجد
    بين عبارة المفيد وبين فرق الشيعة المطبوع .
    مضافاً إلى الاختصار الشديد في عبارة المفيد ، فانّها لا تتّفق مع الكتاب
    المطبوع ، لا من حيث المتن ولا من حيث تعداد الفرق ، فانّها على ترتيب آخر ، وفيها
    بعض المواضيع الاضافية على المطبوع ، ونحن نشير هنا إلى الفروق المهمّة بين عبارة
    المفيد المنقولة عن النوبختي وبين الموجود في فرق الشيعة المطبوع :
    1 ـ ذكر الفرقة الاُولى = الفرقة الثانية عشرة في ( فرق الشيعة ) المطبوع .
    2 ـ ذكر الفرقة الرابعة = الفرقة الثالثة في ( فرق الشيعة ) .
    3 ـ ذكر الفرقة الخامسة = الفرقة الرابعة في ( فرق الشيعة ) .
    4 ـ ذكر الفرقة السابعة = الفرقة السادسة في ( فرق الشيعة ) (73) .
    نقول : إنّ هذ المقارنة تقتضي التأكّد من نفي نسبة ( فرق الشيعة ) المطبوع إلى
    النوبختي لأنّ ظاهر المفيد هو النقل عن النوبختي بدون تصرّف .
    ولو فرض عدم الالتزام بمطابقة نقل المفيد للمنقول عنه بل نلتزم بأنّه تصرّف
    عند النقل ، فغاية ما يدلّ عليه النقل إنّما هو وجود كتاب للنوبختي في موضوع الفرق
    قد نقل عنه المفيد ، وهذا لا بحث فيه ولا نزاع ، وأمّا كون المنقول عنه هو هذا
    المطبوع ، باسم فرق الشيعة ، فلا دلالة في كلام المفيد عليه ما دامت عبارته تختلف عمّا
    فيه ، ومجرّد ذكر الفرق الأربعة عشر في المطبوع لا يكفي ، إذ لعلّ المفيد اعتمد كتاباً
    آخر في كتب النوبختي ولكثيرة في هذا الموضوع .
    وردّ الشيخ الزنجاني على الأمر الثالث من أدلّة إقبال بقوله : « إنّ ما نقله
    الكشّي ـ وهو يُتراءى أنّه عين عبارة هذا الكتاب ( فرق الشيعة ) ـ يبدو بعد الموازنة
    والمقارنة بين عبارتيهما أنّهما على اختلاف بيّن .
    وهكذا العبارة المنقولة في ( الغيبة ) للطوسي . . . تختلف عن الموجود في هذا
    الكتاب ( فرق الشيعة ) » (74) .
    ودفعه الاُستاذ إقبال بأنّ هنا الاختلاف نشأ من قبل الناقلين عن كتاب
    سعد (75) .
    ونقول : إنّ الاختلافات بين منقولات الكشّي والطوسي وبين ( فرق الشيعة )
    طفيفة تبتنى على الاختصار ، ولو قرنت بما في نسخة المقالات لاتّضح التقارب بين
    ( فرق الشيعة ) وبين المنقولات ، وأنّ التفاوت إنّما هو ضئيل جداً .


    مضافاً إلى أنّ الاختلاف واقع بين المنقولات عن سعد عند الكشي والطوسي ،
    ونفس كتاب سعد .
    ويستند الشيخ الزنجاني والدكتور مشكور في قولهما بصحة نسبة ( فرق
    الشيعة ) المطبوع إلى النوبختي إلى دليلين :
    الأول : ما ذكره الزنجاني بقوله : « إنّ سياق عبارة الكتاب [ أي فرق الشيعة ]
    المطبوع ينبىء عن أنّ الاُسلوب اُسلوب شخص متكلّم مثل النوبختي ، لا كلام
    شخص فقيه مثل الأشعري » (76) .
    وقد ردّ عليه الاُستاذ إقبال بقوله :
    « إنّ هذا ليس برهاناً قاطعاً ، حيث أنّ فقهاء ذلك العصر ـ الذي كان عصر
    المجادلات والمناظرات ـ كانوا يلجأون إلى هذا الطور من البحث أحياناً في ردّ
    خصومهم ، والمثال عليه أنّ الصدوق يتصدّى لردّ أقوال خصومه ويناظرهم في أول
    كتاب ( كمال الدين وتمام النعمة ) وكأنّه متكلّم إماميّ » (77) ، والصدوق محمد بن عليّ من
    المحدّثين الشيعة بل ( رئيس المحدثين ) منهم .
    نقول : لم يبق بحال لادّعاء الشيخ الزنجاني ، بعد العثور على نصّ كتاب
    الأشعري ، وملاحظة الشبه الكبير بين نسخته ونسخة فرق الشيعة فلو كان لمدّع أن
    يلتزم بمثل هذا ، لزمه أن ينسب نصّ كتاب ( المقالات ) إلى النوبختي .
    والغريب أنّ الدكتور مشكور الذي أشرف على طبع المقالات وقارنه بفرق
    الشيعة يتمسّك بمثل هذا الادّعاء ، فكيف يمكنه الالتزام به مع التزامه بأنّ كتاب
    ( المقالات ) ـ وهو على نفس الاُسلوب بزعمه ، ولا يختلف عن ( فرق الشيعة ) إلّا في
    الزيادة ـ إنّما هو لمحدّث فقيه وهو سعد بن عبد الله الأشعري ؟ !
    الثاني : ما ذكره الدكتور مشكور من زيادة المقالات على فرق الشيعة ، وأنّ
    ذلك آية التعدّد ، يقول : « إنّ سطور متن هذا الكتاب تزيد بنسبة غير قليلة في كل
    صفحة من صفحاته على كتاب النوبختي ( فرق الشيعة ) المطبوع » (78) .
    نقول : هل أنّ مجرد زيادة نسخة على نسخة في مقدار [ سطور ] الصفحات يدلّ
    على كونهما من تأليف شخصين ، ويهمل جانب التشابه بينهما والتطابق التامّ في
    العبارات في الصفحات المشتركة ، وكذا جانب نظم المواضيع والاُسلوب وما إلى ذلك
    من أوجه الشبه المقتضية للاتّحاد ؟ نعم إنّ الاختلاف بينهما في الزيادة والنقيصة يقتضي
    الاعتقاد باختصار الناقص عن الكامل .
    رأينا :
    وفي الختام نورد ما نراه في هذا الكتاب وهو أنّه ليس من تأليف النوبختي وإنّما
    هو نسخة مختصرة من كتاب الأشعري نسب إلى النوبختي خطأ ، وذلك للقرائن
    التالية :


    القرينة الاُولى : تماثل اختلاف النسخ :
    إنّ من المعروف أنّ الكتاب الواحد قد تختلف نسخه المتعدّدة في بعض
    العبارات ، فتختلف العبارة من نسخة إلى اُخرى ، وهذا الأمر متداول معروف لأهل
    المزاولة للمخطوطات ، أمّا الكتابان المختلفان لمؤلّفين مختلفين فلا وجه في أن يكون
    اختلاف نسخهما بشكل واحد متماثل ، لكن هذا هو الواقع في ( فرق الشيعة ) و
    ( مقالات الأشعري ) فما نجده من اختلاف النسخ في بعض كلمات المقالات ، نجده
    بعينه في تلك الكلمة من ( فرق الشيعة )
    وهذا ممّا يقرب الظنّ بأنّهما كتاب واحد لمؤلّف واحد ، لا كتابان لمؤلّفين ولم
    يسعني الوقت إلّا لمطابقة صفحات من الكتابين ، وهاك قائمة ببعض الموارد وقد
    اعتمدنا نسخة ( المقالات ) المطبوعة ونسخة ( فرق الشيعة ) المطبوعة 1388 طبعة
    رابعة بالنجف : ـ
    1 ـ قارن التعليقة رقم ( 1 ) ص ( 30 ) من فرق الشيعة ، بالتعليقة رقم ( 4 ) ص
    ( 9 ) من المقالات .
    2 ـ قارن التعليقة رقم ( 2 و 3 ) ص ( 30 ) من الفرق ، بالتعليقة رقم ( 1 ) ص
    ( 10 ) من المقالات .
    3 ـ قارن التعاليق رقم ( 5 و 6 و 7 ) ص ( 33 ) من الفرق ، بالتعليقة رقم ( 1 و 2 )
    ص ( 12 ) من المقالات .
    4 ـ قارن التعليقة رقم ( 2 ) ص ( 34 ) من الفرق ، بالتعليقة رقم ( 5 ) ص
    ( 12 ) من المقالات .
    5 ـ قارن التعليقة رقم ( 4 و 5 ) ص ( 37 ) من الفرق ، بالتعليقة رقم ( 1 و 2 ) ص
    ( 16 ) من المقالات .
    6 ـ قارن التعليقة رقم ( 1 ) ص ( 39 ) من الفرق ، بالتعليقة رقم ( 6 ) ص
    ( 17 ) من المقالات .
    7 ـ قارن التعاليق رقم ( 1 و 2 و 3 ) ص ( 40 ) من الفرق ، بالتعاليق رقم
    ( 3 و 4 و 5 ) ص ( 20 ) من المقالات .
    القرينة الثانية : التشويش في ( فرق الشيعة ) :
    إنّ ( فرق الشيعة ) المطبوع بالاضافة إلى ركاكة تعبيره في كثير من المواضع
    وخروجه عن النسق العباري المتّحد الذي يقتضيه تأليف الكتاب الواحد ، يحتوي
    على جملة من المطالب التي لا يمكن الالتزام بها ، وليس منشأها الاختلاف في الآراء ،



    بل إنّها أخطاء لا مبرّر لها إطلاقاً ، ومع هذا الخطأ الواضح لا يمكن نسبة الكتاب إلى
    النوبختي ، الذي يعدّ من أعلام الفنّ ، بل أشهر المؤلّفين فيه ، والمبرّز على نظرائه فيه ،
    كما يقول النجاشي (79) .
    بينما نرى أن نفس تلك المطالب ـ وبتحوير قليل في العبارة ـ موجودة في
    المقالات للأشعري بمعنى مفهوم صحيح .
    وهذا يقرّب كون كتاب ( فرق الشيعة ) مقتبساً بالاختصار من ( المقالات )
    وإليك بعض المواضع المذكورة :
    1 ـ جاء في ( فرق الشيعة ) عند ذكر أئمّة الزيدية : « فمن خرج مستحقاً
    للإمامة فهو الإمام » (80) ، وهذا الكلام غير متوازن ، إذ المفروض في مذهب الزيدية أنّهم
    يجعلون الخروج إمارة على استحقاق الإمامة ، فلا معنى للقول بأنّ الإمام إذا خرج
    وكان مستحقاً للإمامة فهو إمام ، لأنّ مفاد ذلك هو ثبوت حقّ الإمامة له سابقاً على
    الخروج ، وهم إنّما يريدون معرفة الاستحقاق بنفس الخروج ، بينما نجد عبارة
    الأشعري في المقالات : « فمن خرج منهم وشهر سيفه ودعا إلى نفسه فهو مستحقّ
    للامامة » (81) .
    2 ـ جاء في ( فرق الشيعة ) عند ذكر آراء الزيدية : « وهاتان الفرقتان هما اللّتان
    ينتحلان أمر زيد بن علي بن الحسين ، وأمر زيد بن الحسن بن علي » (82) ، والخطأ هنا أن
    زيداً الثاني ليس هو ابن الحسن السبط وإنّما هو زيد بن الحسن المثنّى بن الحسن
    السبط بن الامام عليّ عليهم السلام وهذا هو الذي جاء في المقالات (83) .
    3 ـ جاء في ( فرق الشيعة ) عند ذكر مدّة إمامة الحسين عليه السلام : « وكانت
    إمامته ستّ عشرة سنة وعشرة أشهر وخمسة عشر يوماً » (84) ، وهذا خطأ واضح لأنّه
    جاء فيه قبل هذا أنّ وفاة الحسن عليه السلام كان في صفر سنة ( 47 ) للهجرة ، وقد
    كان قتل الحسين عليه السلام في محرم سنة ( 61 ) للهجرة فيكون مجموع إمامة
    الحسين : ثلاثة عشر سنة وعشرة أشهر وأياماً ، وهذا هو الثابت عند الأشعري في
    ( المقالات ) (85) .
    وتتّفق جميع النسخ المخطوطة مع النسخ المطبوعة في ما أوردنا عن ( فرق
    الشيعة ) .
    القرينة الثالثة : جملة ( ليس من الأصل ) :
    جاء في ( فرقة الشيعة ) المطبوع ذكر نسب اُمّ الهادي الخليفة العباسي ، الخيزران
    بنت منصور ، وجاء في آخره الكلمات التالية : « إلى زيادة ليس من الأصل » وهذه
    الجملة موجودة في جميع نسخ فرق الشيعة ، فهي في ص ( 26 ) ط إستانبول ، وص
    ( 72 ) ط الثالثة بالنجف ، وص ( 65 ) ط الرابعة بالنجف .

    وفي النسخ المخطوطة : ص ( 29 ) من نسخ كاشف الغطاء برقم ( 1082 ) ،
    وص ( 21 ) من نسخته برقم ( 679 ) ، وص ( 20 ) من نسخة السيد الحكيم برقم
    ( 1867 ) ، وص ( 30 ) من نسخته برقم ( 1037 ) .
    والمستفاد من هذه الجملة ابتداء هو أنّ نسخة فرق الشيعة المطبوع إنّما هو
    فرع لنسخة اُخرى ، وهل المراد بكلمة ( الأصل ) هو النسخة الأصلية المنتسخ عنها ،
    أو المراد الأصل المختصر منه ؟ لا سبيل للقطع بأحد الأمرين .
    لكن هنا قرينة تثبت ما نحن بصدده فإنّا إذا رجعنا إلى نسخة ( المقالات )
    للأشعري لم نجد فيها هذه الجملة الزائدة ، فعلى ماذا تدلّ هذه المقارنة ؟
    إنّا نعتبرها قرينة داخلية واضحة على أنّ نسخة ( المقالات ) هي الأصل لـ
    ( فرق الشيعة ) ، ثم إنّ النسب المذكور موجود في المقالات أيضاً لكنّه فيها ينتهي
    « يعرب بن قحطان » (86) ، لكن في ( فرق الشيعة ) جاء بعده : « قحطان بن زيادة بن
    اليسع بن الهميسع . . . إلى آخره » .
    نقول : إنّ ( قحطان ) هو أصل عرب اليمن ، وإليه تنسب القحطانية ، وفي اسم
    أبيه قولان :
    الأول : ما عليه الجمهور ، من أنّه ( عابر بن شالخ ) .
    الثاني : قول البعض : من أنّه ( الهميسع بن سلامان ) .
    جاء ذلك في تعليقة على كلمة ( قحطان ) من شجرة أنساب العرب من كتاب
    السويدي (87) ، ومن ذلك يعلم أنّ ما ورد في ( فرق الشيعة ) من أنّ قحطان بن زيادة
    غلط قطعاً .
    والذي يبدو لي أنّ المذكور بعد كلمة قحطان في فرق الشيعة ، إنّما هو كلمة
    ( من زيادة ) والمقصود بها : أنّ الزيادة تبدأ من هنا ، ويقابلها كلمة ( إلى زيادة ) في آخر
    النسب ، وهنا الاستعمال متعارف عند الكتّاب والنسّاخ القدامى ، حيث كانوا يشيرون
    به إلى مواضع الزيادة ابتداء في النسخ .
    وحيث أنّ نسخ ( المقالات ) تنتهي عند كلمة قحطان ، فتكون الزيادة في فرق
    الشيعة مبتدئة من ما بعدها ، ويكون ( المقالات ) هو الأصل لكتاب ( فرق الشيعة )
    ويكون هو ـ طبعاً ـ مختصراً ومأخوذاً منه .
    ومن الغريب أنّ الدكتور مشكور ـ الذي اعتنى بطبع كتاب ( المقالات )
    ومقابلته بكتاب فرق الشيعة ـ يغفل عن مدلول هذه الجملة ، ولم يتنبّه إلى هذه
    القرينة .
    بينما نجد الاُستاذ إقبال ـ وهو لم يقف على نسخة ( المقالات ) ـ قد تنبّأ من ذي
    قبل بهذه القرينة ، وعبّر عنها بقوله : « إنّ المطبوعة التي لم يحصل منها ـ لسوء الحظ ـ
    على نسخة قديمة تبدو لمن يطالعها بدقّة مليئة بالأغلاط والتحريفات ، وكأنّها نسخة
    ثانية مأخوذة من أصلها » (88) .



    القرينة الرابعة وهي قرينة خارجية :
    إنّ التشابه الكبير بين الكتابين والذي ذكرناه سابقاً يزيد في الظنّ باتّحادهما
    وأنّهما لمؤلف واحد ، وحيث أنّ كتاب ( فرق الشيعة ) وإن نسب إلى النوبختي إلّا أنّه لم
    يقم دليل على صحّة هذه النسبة ، وقد أشرنا إلى ذلك فيما مرّ ، كما أوضحنا عدم علميّة
    ما ادّعي دليلاً على صحّة النسبة ، ومن جهة ثانية : فإنّ كتاب ( المقالات ) صحيح
    الإنتساب إلى الأشعري كما أوضحناه أيضاً .
    ويحصل من مجموع هذا قياس ينتج : أنّ ( فرق الشيعة ) ليس للنوبختي وإنّما
    هو مأخوذ من كتاب الأشعري .
    وباجتماع هذه القرائن الأربع ، وتأكّد بعضها ببعض ، يتحصّل الإطمئنان بما
    ذهبنا إليه من أنّ ( فرق الشيعة ) ليس إلّا نسخة مختصرة من ( مقالات ) الأشعري .
    وليس هو النصّ الكامل لكتاب الاشعري كما زعم الاُستاذ إقبال ، لأنّه لم
    يطّلع على النصّ الكامل لكتاب ( المقالات ) ، وإلّا فمن الواضح أنّ النقول التي
    استند إليها فيما ذهب إليه أوفق بكتاب ( المقالات ) من ( فرق الشيعة ) وأكثر تطابقاً
    معه .
    هذا ، ولم نعرف عن الشخص الذي قام بعملية الاختصار ولا عن زمن
    الاختصار بالتحديد ، ولكنّ المقطوع به أنّه لم يكن عالماً بالفنّ ، ولذا قد خلط وخبط
    في اختصاره ، وفي رأينا أنّ الإلتزام بهذا الرأي يعتبر الحدّ الوسط بين الرأيين ، وبه
    تحلّ جميع مشاكل البحث ، والحمد لله ربّ العالمين .

    (1)
    Bibliotheca Islamica
    Die Sekten Der Schi'a Von AL - Hasan
    Ibn Musa An - Naubahti
    Istanbul - 1931 .
    (2) المقالات والفرق سعد بن عبد الله الأشعري ، ط 1963 ، مط حيدري ـ طهران ، مقدّمة الدكتور محمد
    جواد مشكور ، ص : كج .
    (3) رجال الطوسي : محمد بن الحسن الطوسي ، شيخ الطائفة ، ط 1381 هـ ، مط الحيدرية ـ النجف ص 462 .
    (4) الفهرست : شيخ الطائفة ، ط 1380 هـ ، مط الحيدرية ـ النجف ، ص 71 برقم 161 .
    (5) الرجال : أحمد بن علي ، أبو العباس ، النجاشي ، المتوفّی سنة 405 ، ط . . . ـ مركز نشر كتاب طهران ـ مط
    مصطفوي ، ص 49 ـ 50 .
    (6) فرق الشيعة : الحسن بن موسى النوبختي ، ط 1931 ـ مطبعة الدولة ـ إستانبول ، ص : ح ـ كا .
    (7) خاندان نوبختي : عباس إقبال آشتياني ، ط 1311 ش ـ مط مجلس ـ طهران ، ص 125 ـ
    165 .
    (Cool الفهرست : الشيخ الطوسي ، ص 71 برقم 161 .
    (9) الرجال : النجاشي ص 50 .
    (10) معالم العلماء : محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني ، ط 1380 هـ مط الحيدرية ـ النجف ، ص 32
    ـ 33 .
    (11) نقد العلم والعلماء أو تلبيس إبليس : عبد الرحمن ابن الجوزي البغدادي ، ط . . . . ، مط إدارة الطباعة
    المنيرية ـ مصر ، ص 39 و 46 و 63 وغيرها .
    (12) فرق الشيعة : النوبختي ، ط إستانبول ، المقدّمة ص : كب ـ كز .
    (13) خاندان نوبختي : إقبال ، ص 139 .
    (14) الرجال : النجاشي ، ص 50 .
    (15) الفهرست : محمد بن إسحاق الورّاق ، ابن النديم 1391 هـ ، مط دانشگاه طهران ، ص : 225 ،
    الفهرست : الشيخ الطوسي ، ص 71 برقم 161 ، معالم العلماء : ابن شهرآشوب ، ص : 32 ـ 33 .
    (16) راجع : الذريعة إلی تصانيف الشيعة : آقا بزرگ الطهراني ، ج 16 ص : 244 وج 15 ص : 386 .
    (17) الفصول المختارة من العيون والمحاسن للمفيد : الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي ، ط 1381
    هـ ، مط الحيدرية ـ النجف ، ص 258 .
    (18) فرق الشيعة : النوبختي ، ط إستانبول ، ص 79 ، وقارنه بالمصدر السابق .
    (19) منهاج السنّة النبوية : أحمد بن عبد الحليم ، ابن تيميّة الحراني ، ط 1321 ، مط بولاق ـ مصر ج 2 ص
    105 .
    (20) الدروس الشرعية في فقه الامامية : محمد بن مكي الشهيد الأول ، ط . . . . على الحجر ـ إيران بالقطع
    الوزيري ، الورقة : 116 .
    (21) فرق الشيعة : النوبختي ، ط إستانبول ، ص 2 .
    (22) المغني في أبواب العدل والتوحيد : القاضي عبد الجبّار الهمداني الأسد آبادي ، ط . . . . ، مط الدار المصرية
    للتأليف ـ القاهرة ، جزء الامامة ، القسم 2ص : 182 .
    (23) المصدر السابق ، ص : 185 .
    (24) الرجال : النجاشي ، ص 50 .
    (25) فرق الشيعة : النوبختي ، ط إستانبول ، ص : كا .
    (26) الشيعة وفنون الاسلام : السيد حسن الصدر الكاظمي ، ط . . . . ، مط العرفان ـ صيدا ، ص 57 .
    (27) الذريعة : آقا بزرگ الطهراني ، ج 16 ص : 179 .
    (28) فرق الشيعة : النوبختي ، ط إستانبول ، مقدمة الناشر ، ص : و .
    (29) خاندان نوبختي : عباس إقبال ، ص 142 .
    (30) فرق الشيعة : النوبختي ، ط 1388 ، الرابعة ، النجف ، ص 21 .


    (31) الذريعة : آقا بزرگ الطهراني ، ج 16 ص : 179 .
    (32) الرجال : النجاشي ، ص 133 .
    (33) الفهرست : الشيخ الطوسي ، ص : 101 برقم 318 .
    (34) رجال العلّامة الحلي ( خلاصة الأقوال ) : الحسن بن يوسف الحلّي ، ط 1381 ، مط الحيدرية ـ النجف
    ص : 78 ـ 89 .
    (35) المقالات والفرق : الأشعري ، تقديم الدكتور مشكور ص : ج ـ يا .
    (36) الفهرست : الشيخ الطوسي ، ص 101 برقم 318 .
    (37) معالم العلماء : ابن شهرآشوب ، ص 54 .
    (38) الرجال : النجاشي ، ص 134 .
    (39) بحار الأنوار : العلّامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، ط 376 ، مط حيدري ـ طهران ، ج 1 ص 15 .
    (40) المصدر السابق ، ج 1 ص 32 .
    (41) الذريعة : آقا بزرگ الطهراني ج 21 ص 394 ، وج 16 ص 179 .
    (42) اُنظر : المقالات والفرق : الأشعري ، ص 87 ، الفقرة رقم 163 ، وقارن : اختيار معرفة الرجال ( المعروف
    برجال الكشّي ، لانتخابه منه ) : الشيخ الطوسي ط 1348 ش ، مط دانشگاه ، مشهد ، ص 254 ، الفقرة رقم 472 .
    (43) اُنظر : المقالات والفرق : الأشعري ، ص91 ـ 92 ، الفقرة رقم 178 ، وقارن : اختيار معرفة الرجال :
    الطوسي ، ص 478 ـ 479 ، الفقرتين رقم 906 و 907 .
    (44) اُنظر : المقالات والفرق : الأشعري ، ص20 ، الفقرة رقم 56 ، وقارن : اختيار معرفة الرجال : الطوسي ،
    ص 108 ، الفقرة رقم 184 .
    (45) اُنظر : المقالات والفرق : الأشعري ، ص 100 ، الفقرة رقم 195 ، وقارن : اختيار معرفة الرجال :
    الطوسي ، ص 520 الفقرة رقم 100 .
    (46) خاندان نوبختي : إقبال ، ص 155 .
    (47) المصدر السابق ، 155 ـ 156 .
    (48) المقالات والفرق : الأشعري ، ص 100 الفقرة رقم 195 ، وقارن : الغيبة : الشيخ الطوسي ، ط 1385
    مط النعمان ـ النجف ، ص244 - 245 .
    (49) خاندان نوبختي : إقبال ، ص 15 .
    (50) الذريعة : آقا بزرگ الطهراني : ج 21 ص 394 .
    (51) المقالات والفرق ، الأشعري ، مقدمة مشكور ، ص : يح ـ يط .
    (52)
    Dr . Mashkur : An - Nawbakhti : - Les Sectes Shiites
    Traduction Annotee avec Introduction,
    parue dans la revue l'histoire des religions .
    presses Universitaires de France, cl 3 .1958
    (53) المقالات والفرق : الاشعري ، المقدمة ص : ك ـ كد .
    (54) هزاره شيخ طوسى ( مجموعة من الكلمات التي اُلقيت في الذكرى الألفية للشيخ ) ، ترجمة : علي دواني ،
    ط 1349 مط كرج ـ إيران ج 2 ص 193 ـ 8200
    (55) المقالات والفرق : الأشعري ، ص 91 ، الفقرة رقم 178 ، وص 100 ، الفقرة رقم 194 .
    (56) المصدر السابق ، ص 62 الفقرتين برقم 122 و 123 .
    (57) مختصر بصائر الدرجات : الشيخ حسن بن سليمان الحلي ، ط 1370 هـ ، مط الحيدرية ـ النجف ، ص 3 .
    (58) الغيبة : الطوسي ، ص 160 و 281 .
    (59) راجع : تنقيح المقال في أحوال الرجال : الشيخ عبد الله المامقاني ، ط 1352 ، مط المرتضوية ـ النجف ، ج
    3 ص 167 ـ 169 .
    (60) المقالات والفرق : الأشعري ، ص 100 الفقرة رقم 195 .
    (61) الكافي : محمد بن يعقوب ، الشيخ الكليني ، ط 1377 هـ ، مط حيدري ـ طهران ، ج 3 ( الاول من
    الفروع ) ص 324 ، الحديث رقم ( 15 ) .

    (62) المقالات والفرق : الأشعري ، المقدمة ، ص : ك ـ كج .
    (63) هزاره شيخ طوسي : ترجمة : علي دواني ، ج 2 ص 199 .
    (64) خاندان نوبختي : إقبال ، ص 156 ـ 157 .
    (65) المصدر السابق ، ص 157 .
    (66) المقالات والفرق : الأشعري ، مقدّمة الدكتور مشكور ، ص : كج ـ كد .
    (67) خاندان نوبختي : إقبال ، ص 159 .
    (68) المصدر السابق ، ص 158 .
    (69) الذريعة : آقا بزرگ الطهراني ، ج 16 ص 176 ، وج 21 ص 394 .
    (70) فرق الشيعة : النوبختي ، ط استانبول ، ص 79 ، والفصول المختارة : الشريف المرتضى ، ص 258 .
    (71) خاندان نوبختی : إقبال ، ص 156 .
    (72) المصدر السابق ، ص 157 ـ 58 .
    (73) المصدر السابق ، ص 159 ـ 160 .
    (74) المصدر السابق ، ص 157 .
    (75) المصدر السابق ، ص 158 .
    (76) المصدر السابق ، ص 158 ، والمقالات والفرق : الأشعري ، المقدّمة ، ص : كد .
    (77) خاندان نوبختي : إقبال ، ص 161 .
    (78) المقالات والفرق : الأشعري ، المقدّمة ، ص كج .
    (79) الرجال : النجاشي ، ص 49 .
    (80) فرق الشيعة ، ط الرابعة ـ النجف ، ص 40 .
    (81) المقالات والفرق : الأشعري ، ص 18 .
    (82) فرق الشيعة ، ط الرابعة ـ النجف ، ص 43 .
    (83) المقالات والفرق : الأشعري ، ص 25 .
    (84) المصدر السابق ، ص 69 .
    (85) سبائك الذهب للسويدي ص 16 .
    (86) خاندان نوبختي ، ص 155 .





    كتب محققة تحت الطبع
    1 ـ وسائل الشيعة
    2 ـ مستدرك الوسائل
    3 ـ نقد الرجال




    وسائل الشيعة
    السيد جواد الشهرستاني
    بغية كل محقق ، ومشكاة كل فقيه ، قبس وضاء يستضىء العلماء بنوره ويرتوون
    من معينه المتدفق ، ويغوصون في أعماقه لاقتناء درره .
    خير مجموعة حديثية منتقاة من كلام هداة الاُمّة ومنقذيها من الضلالة
    والغواية ، ورشحات عبقة من هدي أئمة أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ،
    والوسيلة التي ترفد الفكر النيّر لاستنباط الأحكام الشرعية ، والمحور الذي
    تدور عليه رحى الأبحاث العليا في الحوزات العلمية لترتيبه الجيد ومنهجيّته الحسنة ،
    وهو كما قال مؤلفه :
    « كتاب يطمئن الخاطر به ، وتركن النفس اليه ، ويصلح للوثوق به والاعتماد
    عليه ، ويكتفي به أرباب الفضل والكمال ، في الفقه والحديث والرجال .
    كتاب كافل ببلوغ الأمل ، كاف في العلم والعمل ، يشتمل على أحاديث
    المسائل الشرعية ، ونصوص الأحكام الفرعية ، المروية في الكتب المعتمدة الصحيحة
    التي نصّ على صحّتها علماؤنا نصوصاً صريحة ، تكون مفزعاً لي في مسائل الشريعة ،
    ومرجعاً يهتدي به من شاء من الشيعة » .
    استخرج مؤلفه الأحاديث الكثيرة في الفروع الفقهية والآداب الشرعية من
    الكتب الأربعة ، وأضاف إليها أحاديث كثيرة من كتب الأصحاب الاُخرى التي
    تربو على مائة وثمانين كتاباً .
    ووزّع الاحاديث حسب الترتيب الفقهي من الطهارة الى الديات .
      
    لقد افنى مؤلفه الشيخ محمد بن الحسن بن علي بن علي بن محمد بن الحسين
    الحر العاملي المشغري المتوفى عام 1104 هجرية ما يقارب من العشرين عاماً من
    عمره الشريف في تأليف هذا السفر العظيم ، وبذل مجهوداً كبيراً وشاقاً بمؤازرة وتأييد
    إلٰهي .
    قال العلّامة الكبير آية الله العظمى السيد البروجردي (ره) في مقدمته لكتاب
    جامع أحاديث الشيعة عند ذكره لوسائل الشيعة أنه :


    جاء بأحسن ما صنّف في هذا الفن وله علينا حق عظيم ، شكر الله تعالى
    مساعيه وأرضاه .
    وقال المحقق الخونساري في روضاته ( ج 7 / 96 ) :
    هو صاحب كتاب « وسائل الشيعة » ، وأحد المحمدين الثلاثة المتأخرين
    الجامعين لأحاديث هذه الشريعة ، ومؤلّف كتب ورسائل كثيرة اخری في مراتب
    جليلة شتى . . . [ كان ] في غاية سلامة النفس وجلالة القدر ، ومتانة الرأي ، ورزانة
    الطبع ، والبراءة من التصلب في الطريقة ، والتعصب على غير الحق والحقيقة ، والملازمة
    في الفقه والفتوى لجادة المشهور من العلماء ، والملازمة للصدق والتقوى في مقام المعاملة
    مع كل من هؤلاء وهؤلاء .
    منهجية مؤسسة آل البيت عليهم السلام في التحقيق :
    في الوقت الذي نثمن ونكبر الدور الذي خطه آية الله الشيخ عبد الرحيم
    الرباني الشيرازي بقيامه بتحقيق هذا السفر العظيم ، وما بذله من جهد جهيد وعمل
    جبار ومتواصل ودؤوب لإخراجه بالشكل اللائق به ، لكن تعوزه بعض الاُمور الهامة
    التي كانت السبب للشروع بتحقيقه وإخراجه بحلّة اُخرى منها :
    1 ـ انه اعتمد في عمله على نسخة العلّامة الكبير الطباطبائي المصححة على
    نسخة الشيخ محمد الخمايسي المطابقة مع نسخة الحر العاملي .
    وقد تمكنّا بفضل الله وسعي أهل الخبرة والإطّلاع بالحصول على جلّ نسخ
    الأصل التي هى بخط مؤلفه الحر العاملي ، وكان من جراء ذلك اطلاعنا على وجود
    أخطاء فاحشة وأغلاط كثيرة في النسخة المحققة السابقة .
    فمنها التصحيفات الواردة في سلسلة السند كما في « خثيمة » الذي هو « خيثمة »
    أو سقوط كلمة كما في « محمد بن موسى بن القاسم » والصحيح أنه « محمد بن يحيى عن
    موسى بن القاسم » كما في النسخة الخطية ، أو مارواه عن محمد بن يحيى العمركي
    الخراساني وهو خطأ لسقوط كلمة ( عن ) قبل ( العمركي ) فتأمّل .
    ومنها التصحيفات الواردة في كثير من كلمات المتن أو سقوط كلمة تؤدي الى
    تغيير المعنى .
    علماً بأن لمؤلفه العظيم هوامش هامة ومفيدة أعرض عنها مصححو النسخة
    التي اعتمد عليها المرحوم الرباني الشيرازي ، أشرنا إليها في طبعتنا المحققة .
    2 ـ سعت المؤسسة منذ البداية للاستفادة من الخبرات العلمية التي يمتلكها
    الفضلاء والعلماء كلّ حسب اختصاصه ، ومراجعتهم في ضمن دائرة عملهم لإخراج


    الكتاب على أحسن ما يرام .
    وقد تشكلت أربع لجان :
    الاولى : مهمتها استخراج الأحاديث ومطابقتها مع النسخة الأصلية والمصدر ،
    وذكر موارد الاختلاف لفوائده الجمة للمحقق عند مراجعته لها .
    وعنت الثانية باستخراج الكلمات الصعبة من المعاجم اللغوية والإشارة
    للتصحيفات الموجودة .
    والثالثة مهمتها الاشارة الى موارد ما ( تقدم ويأتي ) بدقة متناهية .
    وأما الرابعة فعملها التنسيق بين اللجان الثلاث ، والتخطيط لرسم الهوامش
    واثبات الصالح منها وترك ما يستدعي تركه .
    3 ـ الاخراج الفني من تقويم النص وتوزيعه : لم يكن الإخراج السابق على
    وتيرة وشاكلة واحدة من توزيع النص ، فلذا تطلّب منّا الاهتمام باخراجه بحلّة
    قشيبة خالية من الاخطاء المطبعية والفنية .
    وختاما نبتهل الى الله جل وعلا أن يهدينا سواء الطريق ، ويأخذ بيدنا لما فيه
    صلاحنا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .





    مستدرك الوسائل
    بقلم التحرير
    استدراك ما فات الحر العاملي في كتابه العظيم وسائل الشيعة ، وقد كفانا مؤونة
    التعريف به ماجادت به القريحة الوقادة للعلم العلّامة والأديب الأريب الشيخ عباس
    كاشف الغطاء بتقريظه الشعري الرائع الوصف بقوله :
    وسائل الحر أعيت من يباريها
    لله أقلامه قد جلّ باريها

    حتى بدا الكوكب ( النوري ) متضحاً
    فأبصر الطرف منه ما يساويها

    ( مستدركاً ) لنصوص غاب أكثرها
    عن ( الوسائل ) تزهو باسم راويها

    ومدّعين سواه قط ما عرفوا
    نصّاً ولا حفظوا إلّا أساميها

    فلو رأى الحر ما استدركته لزها
    وقال : أحسنتَ قد تمّت مبانيها

    فيا لك الخير كم تسعى لنيل علاً
    ببذل نفس فما خابت مساعيها

    ما زلت تبرز أخباراً وقد خفيت
    حتى كشفت لنا مستور خافيها

    تلك المكارم قد خَصّ الكريم بها
    كفّ ( الحسين ) فقل لي من يجاريها

    آيُ السؤال وآي الراسخون إذا
    تلوتها فحسين من معانيها

    أنامل لك ما خطّت سوى حكم
    عن أهل بيت لها الرحمن يوحيها

    أخرجت للناس أخباراً معنعنة
    أسندتها لرواة صرّحت فيها

    عن النبيّ عن الآل الكرام معاً
    عن جبرئيل عن الرحمن ترويها

    هذّبت ( تهذيبها ) ( الكافي ) ( الفقيه ) فان
    ( بحارها ) التطمت يلقاك ( وافيها )

    فيا لك الأجر ما دامت مصاحفها
    تُتلا وفاز بنيل النجح تاليها

    وأما عن منهجية التحقيق فاقتطفنا نتفاً يسيرة من المقدمة المطبوعة للنسخة
    المحققة التي قامت مؤسسة آل البيت (ع) بتحقيقها .
    وقد تشكلت عدة لجان لتحقيق هذا السفر القيم :
    الاُولى : مهمتها استخراج الأحاديث التي نقله المحدّث النوري من الكتب
    الاُصول المعتمدة عنده ، مع ضبط النص وذكر موارد الاختلاف الموجودة بين
    النسختين ، الأصل المنقول عنه والمستدرك الذي هو بخط المحدّث النوري ،
    واصطدمنا في بداية الطريق بعدم وجود تلك الاُصول لا في إيران ولا في غيرها ، كما



    أخبرنا بذلك متضلعو الفن مثل « لبّ اللباب » ، و « الكتاب الكبير » للبرقي ، وغيره من
    المصادر الحديثية الاُخرى ، وبذلنا قصارى الجهد باستخراجه من مصدر آخر قدر
    الامكان .
    ومهمتها الاخرى مقابلة النسخة الخطية ومطابقتها مع الاصول المعوّل عليها ،
    وذكر موارد الاختلاف الحاصل بينها .
    وقد تضلّع الكثير منهم في هذا الحقل وصاروا من ذوي الخبرة والاطلاع
    لاستخراج الحديث المتعسر حصوله من أبوابه الاُخر وبالسرعة المطلوبة .
    الثانية : تتحدد مهمتها الى قسمين :
    أ ـ استخراج الكلمات الصعبة المتعسرة الفهم وشرحها في الهامش وعزوها
    الى مصادرها اللغوية المهمة .
    ب ـ مطالعة الكتاب بدقة متناهية لاستخراج التصحيفات الموجودة في
    الكتاب ، ولانكون مبالغين إن قلنا : إنّ عدد التصحيفات التي عثر عليها هؤلاء
    الاخوة تربو على المئات وهو أمر ليس بالهين عند ذوي الخبرة والاطلاع والتحقيق ،
    ولا يعرف قدره إلّا أصحاب الممارسة الجادة ، ومنها هذه التصحيفات والتحريفات على
    سبيل المثال لا الحصر :
    1 ـ ما جاء في ج 1 / 522 باب 7 ح 2 من الطبعة الحجرية ( به أربعين ) وهو
    تحريف بيّن صحّته ( بدانقين ) كما يظهر من سياق الحديث ومن تقسيم الدرهم أيّامذاك
    الى دوانق .
    2 ـ ما جاء في ج 1 / 438 باب 1 ح 2 من الطبعة الحجرية ( الرضاب ) وصحتها
    ( الظراب ) ولكنها تصحّفت على ناسخ الحجرية فانقلب المعنى المراد رأساً على عقب .
    وهناك هيئة مهمتها الإشراف على سير العمل ، ومراجعة إجمالية وسريعة
    للنصوص وموارد الاختلاف الموجود ، ووضع ما ينبغي وضعه في الهامش أو حذفه منها ،
    فالنسخة الحجرية مشحونة بمئات الأخطاء الفاحشة سنداً ومتناً مما يستدعي التأمّل
    طويلاً ، وسرح النظر في الأصول المعتمدة المخطوطة منها والمطبوعة التي لم تكن هي
    بأقلّ من الحجرية أخطاء وبعد الجهد الشاق المضني صحح ـ بفضل الله وقوّته ـ جلّه .
    والثالثة : تقع مهمتها على كاهل عدة من فضلاء الحوزة همّهم التنقيب عن
    بحوثها الرجالية التي ترتبط بخاتمة المستدرك التي تعدّ بحقّ إحدى اُمهات الكتب
    الرجالية التي جهل قدرها حتى فضلاء الحوزة ولم يعطوها وزنها وقيمتها اللائقة بها
    إلّا الأوحديّ منهم .

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    التراث العدد 1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: التراث العدد 1   التراث العدد 1 Emptyالأربعاء نوفمبر 06, 2024 6:06 am

    نقد الرجال ( للتفريشي )
    الشيخ أحمد علي مدرس ( شيخزاده )
    لا شبهة بعدم إمكان استنباط الاحكام من دون مراجعة الاحاديث
    والروايات ، ومن البداهة بمكان عدم تمييز الاحاديث الصحيحة من السقيمة من دون
    الرجوع الى علم الرجال .
    وقد ألّف علماؤنا العظام في هذا الحقل تصانيف كثيرة ، جزاهم الله عن
    الاسلام وأهله خير الجزاء .
    ومن الكتب القيمة في هذا المجال ، كتاب « نقد الرجال » للعلّامة الفقيه السيد
    مير مصطفى الحسيني التفريشي ، الذي لايسعنا في هذه العجالة المختصرة التطرق الىٰ
    ترجمته بالتفصيل .
    فرغ مؤلفه الكبير من تأليفه عام 1015 هجرية ، وله مزايا كثيرة أشار اليها
    في مقدمة كتابه بقوله : ( . . . ولما نظرت في كتب الرجال رأيت بعضها لم ترتب ترتيباً
    يسهل منه فهم المراد ، ومع هذا لا يخلو من تكرار وسهو ، وبعضها وان كان حسن
    الترتيب ، إلّا انه فيه أغلاطاً كثيرة ، مع أن كل واحد منها لا يشتمل على جميع أسماء
    الرجال ، أردت أن اكتب كتاباً يشتمل على جميع أسماء الرجال من الممدوحين
    والمذمومين والمهملين ، يخلو من تكرار وغلط ، ينطوي على حسن الترتيب ، يحتوي على
    جميع أقوال القوم قدس الله أرواحهم ، من المدح والذم ، إلّا شاذاً شديد الشذوذ ، وهذا
    وان كان بعيداً من مثلي ولكن الواهب غير متناهي القوة . . . ) .
    واضافة لطريقة عمله والمميزات الخاصة به ، اعتمد على كتب الاصحاب :
    كالكشي ، والفهرست ، ورجال الشيخ ، وفهرست النجاشي ، والخلاصة ، وايضاح
    الاشتباه للعلامة ، ورجال ابن داود ، ومعالم العلماء لابن شهرآشوب ، وكما هو الظاهر
    من اسم الكتاب فهو نقد للكتب السالفة الذكر .
    واشار فيها الى اشتباهات اولئك الاعلام وهفواتهم ، من تكرار الراوي او
    اتحاده . . .
    ومع أن الكتاب قد طبع في عام 1318 طبعة حجرية ، لكن لم يعلم به إلّا
    الأوحدي من الفضلاء .


    وقد سعت مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث ، في ضمن خطتها
    المبرمجة ، لتصحيح وتحقيق هذا الأثر المهم ، وابرازه للوجود بثوب جيد جديد .
    وشرعت بالمباشرة في تحقيقه ، وقد تركز عملي على النقاط التالية :
    1 ـ الاعتماد على النسخة الخطية ، التي كتبها فضل الله بن حسين النائيني في
    عام 1063 ، من نسخة المولى محمد تقي المجلسي المكتوبة عام 1032 ، المقابلة مع
    نسخة المؤلف ، وفيها حواش من العلّامة المجلسي على الكتاب .
    والنسخة الثانية بخط محمد بن محمد مهدي الحسيني المطابقة مع نسخة العلّامة
    المجلسي عام 1239 .
    والنسخة الثالثه بخط براتعلي عام 1255 من نسخة مقابلة مع نسخة العلّامة
    المجلسي .
    ونسخة اخرى اُفست مطابقة على الطبعة الحجرية ، وقد ذكرت الاختلافات
    في هامشها .
    2 ـ إرجاع الرموز وأسماء الأئمة عليهم السلام ، وكتب الرجال ، الى أسمائها
    الكاملة ، وذكر صفحات الكتب التي استخرجها بين قوسين .
    3 ـ واكتفى المؤلف الفقيد رضوان الله عليه ، بذكر الراوي أحياناً من الكتب
    المذكورة ، التى أشار المصحح في الهامش الى الجرح والتعديل من الكتب المذكورة
    الاخرى مع أرقام الصفحات .
    وذكرت أيضاً ترجمة باختصار من كتب : نضد الايضاح ، والرسالة في معرفة
    الصحابة ، ورجال بحر العلوم ، والرواشح ، وروضات الجنات ، والكنى والالقاب ،
    وغيرها .
    ورجعت في نقل الأقوال الى كتب أهل السنّة أيضاً ، من الاستيعاب ، اُسد
    الغابة ، الاصابة ، الجرح والتعديل ، ميزان الاعتدال ، المجروحين ، لسان الميزان ، تهذيب
    التهذيب ، تقريب التهذيب ، المعارف ، شذرات الذهب ، تاريخ الخلفاء ، ومعجم الادباء ،
    وغيرها من الكتب ، والاشارة الى بعض موارد الجرح والتعديل .
    4 ـ وقد ذكرت مصادر الاحاديث التي جاءت في المتن قدر الضرورة .
    5 ـ الاهتمام قدر الامكان في التحقيق لضبط الانساب والالقاب وحتى
    الاسماء وتوضيح الصحيح من الباطل ونقلها والاستفادة في ذلك من اللباب
    والقاموس والتهذيب وغيرها .
    6 ـ بيّنت قدر وسعي تاريخ ولادة الراوي .
    7 ـ عرّفت البقاع والمدن حتى الامكان ، عند ذكرها بمناسبة الراوي .
    8 ـ وعند اللزوم ذكرت نظريات الكتب حول الراوي كمعجم رجال الحديث ،
    تنقيح المقال ، وسماء المقال .

    9 ـ نقلت في الهامش بعض الحواشى المفيدة التي جاءت في نسخة المتن من
    العلامة المجلسي او النسخة الثانية من الاخرين .
    وهناك بضعة اعمال مفيدة اخرى تستوجب تطويل الكلام ، وفي كل حال
    نعترف بالقصور والعجز وعدم كمال هذه الاعمال ، وانما سعينا لاحياء هذا الكتاب
    الثمين فقط ، ونرجو من العلماء العظام ان ينظروا اليها باغماض .
    والآن بلطف الله تعالى ، وفي ظل توجيهات وعنايات مولانا الحجة بن الحسن
    العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف ، واستمداداً من نفس المؤلف ـ رضوان الله
    عليه ـ الطاهرة ، فان المجلد الاول لهذا الكتاب تحت الطبع ، ونرجو ان تدوّن باقي
    المجلدات بعناية الله تعالى ، وتوجيهات صاحب الامر عجل الله تعالى فرجه الشريف ،
    ومن الله التوفيق وعليه التكلان .





    نظرات سريعة في فن التحقيق
    أسد مولوي
    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين
    الطاهرين .
    يسرني أن اُقدم ـ بين يدي القارىء العزيز ـ بحثاً موجزاً عن فن التحقيق ،
    هذا الفن العريق تاريخاً ، العظيم أهمية ، الكثير شعباً وفنوناً .
    وأعتذر عن الاختصار ، فلكل مقام مقال .
    ما هو فن التحقيق ؟
    التحقيق لغة : التصديق ، واثبات الحق ، والرصانة ، والتزيين ، واحكام الشيء و
    صحته (1) . . .
    وهو ـ كما ترى ـ فيه ما ينطبق على الفن المعروف حالياً بهذا الاسم ،
    فالتحقيق : إحكام النصوص ، والتثبت من صحتها ، وتزيينها بما يفك مغلقها ، ويوضح
    غامضها ، ويضيء معالمها . . . وهو ـ بعد ـ فن يستلزم الرصانة ، واثبات الحق من
    النصوص ونفي غيره .
    لكنّ سلفنا لم يستعملوا هذه الكلمة للدلالة عليه ، بل استعملوا بدلها كلمة
    ( التحرير ) ، جاء في القاموس المحيط وغيره : تحرير الكتاب : خلوصه وتقويمه (2) ، وقال
    أبو بكر الصولي في ( أدب الكتاب ) : تحرير الكتاب خلوصه كأنه خلص من النسخ
    التي حرر عليها وصفا عن كدرها (3) .
    وعلى أي حال فقد شاعت ـ في هذه الأواخر ـ لفظة التحقيق وذاعت ،
    وأصبحت مصطلحاً ينصرف الذهن عند ذكرها الى ما نحن بصدده . . ومعلوم أن
    لا مشاحة في الاصطلاح .

    (1) انظر لسان العرب ( حقق ) ، معجم مقاييس اللغة ( حق ) .
    (2) القاموس المحيط ( حرر ) .
    (3) أدب الكتاب : 26 .


    هذا بعض ما يتعلق باللفظ لغة . . .
    وقد اختلف المعنيون بالمراد من التحقيق :
    فمنهم من اقتصر على أنه ضبط النص فحسب .
    ومنهم من زاد عليه توضيح الغوامض ، وتخريج النصوص من مصادرها ، وصنع
    الفهارس . . . ومتابعة الكتاب تصحيحاً وتنقيحاً حتى يخرج من المطبعة ويصل الى يد
    القارىء .
    ومنهم من زاد ـ على هذا كله ـ متابعة المحقق لكتابه بعد الطبعة الاولى صقلاً
    وتجميلاً وتهذيباً . . .
    والجميع مصيبون ، وكل منهم عبّر عن رؤية خاصة .
    والحق أن للتحقيق درجات : أولها ضبط النص . . . ثم يرتقي المحقق صعداً في
    سلم هذا الفن .
    أما التخريج ، وتوضيح الغوامض ، وصنع الفهارس ، ومتابعة الكتاب . . . فهي
    من لوازم التحقيق ومكملاته .
    ولا يظن القارىء العزيز أن ضبط النص أمر هين ، فهو من أعضل المعضلات ،
    ودون الوصول إليه خرط القتاد . . . فهو يتطلب من المحقق موسوعية تراثية ، وسليقة
    لغوية ، ودقة ملاحظة ، وفضل ذكاء ، وحافظة سليمة ، وذوقاً جميلاً . . . وصبراً وجَلَداً . . .
    وقديماً قيل : تأليف كتاب أهون من إصلاحه .
    وبكلمة مختصرة : التحقيق هو فن إحياء الكتاب المخطوط .
    والحياة ـ كما هو معلوم ـ درجات بعضها أعلىٰ من بعض ، فحياة مريضة
    عاجزة ، وحياة سليمة تتمتع بالصحة والعافية ، وحياة فيها ـ مع هذا ـ رواء وجمال .
    قدم هذا الفن عندنا :
    الاُمة المسلمة هي الاُمة الوسط ، وهي اُمة الخير وخير الاُمم . . . ذلك من
    فضل الله علينا . . . وبفضل الهداة المعصومين ، محمد وآله الميامين ، صلوات الله عليهم
    أجمعين .
    فالاُمة العربية اُمة اُمّيّة ، تعتمد الرواية والحافظة في نقل علومها من جيل الى
    جيل . . . وجاءت الرحمة المهداة للعالمين متمثلة في الرسول الأعظم صلّى الله عليه وآله
    فأخرج هذه الاُمة من الظلمات الى النور ، من ظلمات الجهل الى نور العلم .
    ولا يزال التاريخ يذكر حادثة أسرى بدر ، وأن الأسير كان يحصل حريته
    بتعليمه عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة .

    ولا يزال التاريخ يذكر أمر النبيّ صلّى الله عليه وآله أحد الصحابة أن يتعلم
    لسان يهود ، فتعلّمه في بضعة عشر يوماً . . .
    وكان القرآن الكريم فاتحة الخير لتدوين العلوم ، وجاء حثه على طلب العلم
    وأمره به ، محفزاً للمسلمين كي يقتحموا لجج المعارف ويغوصوا في أعماقها طلباً
    للحقائق .
    وكان صنو رسول الله ووصيه ، أمير المؤمنين صلوات الله عليهما وآلهما باباً
    لمدينة العلم . . . دوّن القرآن الكريم ، والصحيفة الجامعة ، وغيرها .
    وتبعه شيعته من أول العهد ، فالكتب المعنية تذكر كتاباً لأبي ذرّ رحمه الله ،
    وكتاباً لعبيد الله بن أبي رافع . . .
    ولم يعيروا اهتماما للردة العلمية التي قادها أحد حكام المسلمين بنهيه عن
    الكتابة والتدوين وعقابه عليها ، بل استمروا على الخط الصحيح . . . وذهب الزبد
    جفاء ، ومكث ما ينفع الناس في الارض .
    فكانت للمسلمين ـ بفضل استقامة هذه الصفوة الطاهرة ـ هذه المكتبة
    العظيمة ، التي لم تصل الى غناها وثرائها مكتبة اُخرى لأية اُمّة .
    وجاءت أقوال أئمة الهدى عليهم السلام مؤكدة للأمر الإلهي العزيز :
    ( وقل ربّ زدني علماً ) (1) .
    ( إقرأ باسم ربك . . ) (2)
    فقد ورد عن أهل البيت عليهم السلام :
    اكتب وبثّ علمك في إخوانك ، فان متّ فأورث كتبك بنيك ، فانه يأتي على
    الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلّا بكتبهم (3) .
    من مات وميراثه المحابر والدويّ فله الجنّة .
    . . . . . . . . . . . . . . .
    أما حول فن التحقيق ، فقد جاء عن الصادق عليه السلام :
    « عن عبد الله بن سنان قال : قال الصادق عليه السلام : ستصيبكم شبهة
    فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى ، لا ينجو منها إلّا من دعا بدعاء الغريق ، قلت :
    وكيف دعاء الغريق ؟ قال : تقول : يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على
    دينك .
    فقلت : يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك .

    (1) الكهف 20 : 114 .
    (2) العلق 96 : 1 .
    (3) الكافي 1 : 42 / 11 ، منية المريد : 173 ، البحار 2 : 150 / 27 عن كشف المحجة : 35 .


    فقال : إن الله عز وجلّ مقلّب القلوب والابصار ، ولكن قل كما أقول : يا مقلب
    القلوب ثبت قلبي على دينك (1) .
    وهذا ـ كما ترى ـ منتهى الأمانة في النقل ، وغاية الحيطة في ضبط النص
    فالإمام عليه السلام لم يرض باضافة كلمة واحدة يقبلها السياق ، وليس فيها محذور .
    والحال أن ضبط النص من مهمات الاُمور ، ومن مقتضيات الأمانة العلمية ،
    فربّ لفظة حذفت أو زيدت أو حرّفت ، فكانت النتيجة إباحة دماء ، واستحلال
    محارم . . . (2) .
    فالنص أمانة بين يدي محققه ، وليعلم ان الكتاب عند مؤلفه كولده وفلذة
    كبده . . . فهل تراه يرضى بتحريفه وتصحيفه ، أو تبديله وتغييره ؟ !
    وكان علم الحديث الشريف أهم حافز لعلمائنا رحمهم الله على ممارسة هذا
    الفن ـ وان لم يسمّوه باسمه المعروف الآن ـ وعلى البلوغ به مستوى عالياً دونه كل
    الاعمال التي ظهرت عند الآخرين بعد فترة طويلة من الزمان .
    فكان التحقيق في ضبط نصوص الأحاديث ، والحيطة فيها وعليها ، بحيث
    شاعت مصطلحات خاصة . . . سماع ، إجازة ، مقابلة ، بلاغ . . . وشاع إثبات ما في
    النسخ الاُخرى أو الروايات الاخرى في هامش الحديث الشريف إن اختلفت في
    لفظه ولو كانت تلك اللفظة ( واو ) العطف أو ( أو ) التخيير ، أو كانت زيادة نقطة على
    الحرف أو إهمالها .
    وانتقل هذا الفن الى العلوم الاُخرى ، فكان لضبط النص ـ أدبياً كان أم
    علمياً ـ أهمية ـ عند علمائنا ـ بالغة .
    . . . . . . . . . . . . . . .
    واُودعك أخي القارىء على أمل اللقاء في حلقة اُخرى من هذا البحث تطرق
    جوانب اُخرى من هذا الفن الواسع الممتع . . .
    للبحث صلة . . .

    (1) إكمال الدين للشيخ الصدوق 2 : 351 باب 33 ح 49 وعنه في البحار 52 : 148 / 73 .
    (2) انظر حوادث الردة : واقعة خالد بن الوليد بمالك بن نويرة (ره) .


    كتب قيد التحقيق
    1 ـ غنية النزوع
    2 ـ جامع المقاصد
    3 ـ الاربعين





    غنية النزوع
    الى علمي الاصول والفرع
    السيد علي الخراساني
    من المتون الكلامية والفقهية الغنية عن كل إطراء ، والمشتهرة بين الفقهاء من
    القديم ولحد الآن من دون حاجة الى تعريف وبما أني أخّرت العمل في القسمين
    الأولين الى أجل قريب جداً فأترك الكلام عنهما لحينه إن شاء الله .
    يحتوي القسم الثالث ـ الفروع ـ على دورة فقهية تامة بعبارة موجزة من دون
    إخلال وقد سلك المؤلف في كتابه هذا طريقة جديدة ونحا منحى آخر يختلف عن
    باقي المتون الفقهية حيث حاول ـ موفّقاً ـ إثبات آرائه بما روي من طرق الخصوم
    عن رسول الله صلّى الله عليه وآله بعد أن يقدم ما يخص الموضوع من الآيات الكريمة ،
    وبعد كل هذا يعرّج على ما ورد عن أهل بيت العصمة والنبوة عليهم السلام .
    وقد يتمسك المؤلف وكثيراً ما بالإجماع وبما ورد في كتب التفسير واللغة
    المتقدمه ومن المعلوم ما لها من الأهمية .
    وعلى كل حال فان أدل دليل على أهمية كتابنا هذا هو أنه لا زال حيّاً بين
    الفقهاء من زمن مؤلفه ولحدّ الآن .
    المؤلف :
    الفقيه الاُصولي الثقة الجليل أبو المكارم السيد عز الدين حمزة بن علي بن
    زهرة الحلبي الحسيني ينتهي نسبه الشريف الى الإمام الصادق عليه السلام بوسائط
    قليلة ، من أجلّاء الطائفة وعظمائها ، ولد المترجم سنة 511 ( هجـ ) في بيت علم
    ومعرفة وأدب نبغ منه علماء مبرزين خلدهم التاريخ بمآثرهم العلمية الخالدة



    وخدماتهم ، منهم صاحب الأربعين حديثاً ، وعلي بن محمد وولده الحسين بن علي ،
    وغيرهم .
    كفاهم وصفاً وتعريفاً ما أنشأه العلّامة الحلي في الإجازة الكبيرة المعروفة
    باجازة العلّامة لبني زهرة .
    وبالجملة فهم بيت جليل من أجلاء بيوتات الأصحاب وحسب اشتهار أمرهم
    الرشيد بين قاطبة أهل الإسلام بالفضيلة والكمال أن صاحب القاموس يقول في
    مادتهم : وبنو زهرة شيعة حلب .
    وتوفي المؤلف سنة 585 هـ بحلب واُقبر في مقبرتهم عند جبل الجوشن . له
    مؤلفات عدة منها ( قبس الأنوار في نصرة العترة الأخيار ) ، و ( النكت في النحو ) ، و
    ( الشافية ) ، و ( رسالة في تحريم الفقاع ) ، وغيرها كثير .
    وأكثرها شهرة وإشارة اليه في كتب الأصحاب وكلماتهم هو كتابنا هذا :
    ( غنية النزوع الى علمي الاُصول والفروع )
    ومع الأسف أنّه لم ينل العناية اللازمة له في مجال التحقيق والطباعة والإخراج
    حيث طبع على الحجر سنة 1276 هـ طباعة سقيمة مليئة بالأغلاط والسقط حتى
    ليصل لحد الصفحة بل أكثر .
    ومن هنا فقد سعيت للحصول على نسخة خطية تامة تصلح كي تكون أساساً
    للعمل وأصلاً يعتمد عليه فحصلت ـ وله الحمد والمنّة ـ على نسخة إليك أوصافها :
    النسخة المعتمدة :
    اعتمدت في عملي على نسخة مصححة على نسخة الأصل ، وهذه نسخة نفيسة
    خزائنية تامة محفوظة في مكتبة مجلس الشورى الإسلامي تحت رقم
    86321 / و 10564 ـ مخطوط ، وتمتاز بما يلي :
    1 ـ النسخة الوحيدة الكاملة حيث تضم الأقسام الثلاثة للكتاب ـ اُصول
    الدين ، اُصول الفقة ، الفقه ـ ولم أعثر لحد الآن وبحسب تتبعي على نسخة كاملة إلّا
    هذه .
    2 ـ تاريخ كتابتها سنة 614 هـ ، أي بعد وفاة المصنف بحدود الثلاثين سنة .
    3 ـ عليها إجازة تلميذ المصنف الشيخ المازني المصري برواية الكتاب عن
    مؤلّفه للمحقق الخواجة نصير الدين الطوسي تاريخها 629 .

    4 ـ مقابلة الخواجة وتصحيحه النسخة وقراءته لها على شيخه المصري .
    5 ـ بلاغ المقابلة في آخر القسم الثالث منه بخط الشيخ الخواجة الطوسي .
    هذا وتوجد بعض النسخ الاُخرى للكتاب لكنها ليست بهذه الدرجة من
    الأهمية والاعتبار منها :
    1 ـ نسختان في مكتبة آية الله العظمى سيدنا الاُستاذ السيد المرعشي النجفي
    دام ظله الوارف ، غير كاملة .
    2 ـ نسخة مكتبة المدرسة الفيضية العامرة مشتملة على الاُصول فقط .
    3 ـ ذكر شيخ الذريعة قدس الله روحه في ذريعته 16 : 69 / 346 وجود نسخة
    في مكتبة سپهسالار ، واُخرى عند الميرزا شيخ الاسلام الزنجاني والظاهر أنها هي
    نسختنا المعتمد عليها .
    وبناء على ما تقدم فقد جعلت النسخة المعتمدة أصلاً للعمل لما عرفت من
    مزاياها .
    وأما عملي في تحقيق الكتاب فكان كما يلي :
    1 ـ استنساخ النص ومقابلته مع النسخة المعتمدة وغيرها .
    2 ـ تخريج الآيات الكريمة .
    3 ـ ترجمة من ورد اسمه في الكتاب من الأعلام .
    4 ـ تخريج الروايات الشيعية والعامّية منها على مصادرها الامّ ما أمكن .
    5 ـ شرح الألفاظ اللغوية والأماكن .
    6 ـ ذكر أكبر عدد ممكن لمصادر التخريج والترجمة وشرح اللغات الواردة .
    وأخيراً أسأل الله التوفيق لإنجاز جميع أقسام الكتاب بأسرع وقت إنه سميع
    مجيب .





    جامع المقاصد
    السيد علي العدناني
    كتاب فقهي استدلالي مبسوط ، وشرح على كتاب قواعد الأحكام للعلّامة
    الحسن بن يوسف بن المطهّر الحلي « قدس سره » .
    وهو سفر مهم في عالم الفقه والاجتهاد ويعدّ بحق من الكتب الجليلة القيّمة في
    الفقه الجعفري ، وكان وما زال مصدر اهتمام وعناية من قبل فقهاء الامامية ، ومورداً
    عذباً ينهل من نميره الفضلاء ، ومشكاة يقتبس من نورها طلاب العلم ورواد الفضيلة
    في الحوزات العلمية الجعفرية على مرّ حقبة مديدة من الزمن .
    تعرّض مؤلفه ـ وهو المحقق الفذ والعلّامة النحرير آية الله الشيخ علي الكركي
    « قدس سره » الذي هو من العلماء المبرزين عند الامامية ـ لشرح كلام العلّامة « قدس
    سره » في القواعد مستعرضاً أقوال العلماء في المسائل المختلفة وناقشهم فيها بشكل
    مفصل وبطريقة استدلالية .
    ويحتوي الكتاب المذكور على كتاب الطهارة وكتاب الصلاة حتى كتاب
    النكاح ولم يكمله ، وقد تمم شرح كتاب القواعد المحقق الهندي في كتابه « كشف
    اللثام » .
    وهذا الكتاب ـ وللأسف الشديد ـ لم ير النور إلّا من خلال كوّة صغيرة قد
    نفذ منها متكسراً قاتماً ، فقد طبع بالطباعة الحجرية وهي مشحونة بالاغلاط مع سطور
    معوجّة ربما انزوت عن المتن وصارت الى الحاشية مما تسبب التعب الشديد للقارىء
    الراغب .
    وقد شاء الله تبارك وتعالى أن يمد « مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء
    التراث » بالعون ويشملها بالعناية والتوفيق كي تلبس هذا السفر الجليل حلّة قشيبة
    لائقةً ومقامه المرموق ومكانته الشامخة ، فتمهّد الطريق الوعر وتسهّل السبيل لسالكي
    درب الفضيلة للوصول الى الغاية المنشودة .
    ومن الاعمال التي قامت بها لجنة التحقيق التابعة لمؤسسة آل البيت عليهم
    السلام ما يلي :
    أولاً : مقابلة النسخ المخطوطة المتعددة ومطابقتها والنسخة الحجرية ، وبذلك



    تمكنت من إبراز متن صحيح للقارىء مع الاشارة في الهامش الى الاختلافات
    الموجودة في النسخ .
    ثانيا : عمدت هذه اللجنة الى استخراج الاحاديث الواردة ضمن هذا الكتاب
    وارجاعها الى مصادرها والاشارة الى ذلك .
    وثالثاً : عملت كذلك على استخراج أقوال الفقهاء التي نقلها المؤلف « قدس
    سره » ضمن مناقشاته للمسائل الفقهية المذكورة مع مطابقة النقل للمصادر والاشارة
    إليها والى موارد الاختلاف إن وجدت .
    هذا وقد خطت اللجنة المذكورة خطوات كبيرة بشأن تحقيقه وبعد الفراغ منه
    سوف يقدم الى الطبع في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى .


    الاربعين
    الشيخ نبيل رضا علوان
    من الكتب الاخلاقية التي لم تر النور بعد وهو كتاب جليل جمع فيه مؤلفه
    اربعين حديثا في حقوق الاخوان ومن اهمها رسالة الامام أبي عبد الله الصادق عليه
    السلام الى عبد الله النجاشي والى الاهواز المعروفة بالاهوازية وقد اخرجها الشهيد
    الثاني في كشف الريبة عن هذا الكتاب وهو سفر مهم في التعرف على حقوق
    الاخوان المؤمنين مما لهم وعليهم تجاه بعضهم البعض وقد اعتمده جمع من اصحاب
    الموسوعات الحديثية كالشيخ المجلسي في البحار والحر العاملي في الوسائل والمحدث
    النوري في مستدركه ، قدس الله اسرارهم .
    تأليف العالم الفاضل الجليل السيد محيي الدين ابو حامد محمد بن أبي القاسم
    عبد الله بن علي بن زهرة الحلبي ابن أخ صاحب الغنية ينتهي نسبه الى الامام
    الصادق عليه السلام كانت ولادته سنة 564 هـ ووفاته سنة 634 هـ‏ـ .
    النسخ المعتمدة :
    بعد البحث المضني عثرت على ثلاث نسخ مخطوطة اقدمها نسخة كتبت في
    القرن الثامن الهجري وقد جعلتها اصلا اعتمدت عليه في تصحيح وتثبيت
    الاختلافات وهي محفوظة في مكتبة ملك بطهران تحت رقم 5429 .
    الثانية : النسخة المحفوظة في مكتبة اية الله العظمى السيد النجفي المرعشي
    العامة الرسالة الخامسة من المجموعة المرقمة 2825 يعود تاريخ نسخها لسنة 1280
    بيد السيد محمد بن سيد زين العابدين الموسوي الخونساري .
    واما الثالثة : فهي النسخة المحفوظة في مكتبة الامام الرضا عليه السلام في
    المشهد المقدس برقم 7548 .
    ومما يجدر الاشارة اليه ان النسخة الاولى والثانية سقط منها اربعة احاديث
    واما نسخة الرضوية فهي تامة عدا الحديث الخامس والعشرين فقد ذكر فيها السند
    دون المتن .



    منهج التحقيق :
    1 ـ مقابلة النسخ المخطوطة الثلاث مع اثبات الاختلاف بينها .
    2 ـ تخريج الايات الكريمة .
    3 ـ تخريج الاحاديث الشريفة ، منها وارجاعها الى بعض المصادر الاولية .
    4 ـ شرح الالفاظ اللغوية .
    5 ـ التعريف ببعض الاعلام من رجال الاسناد .
    واسأل الله تعالى ان يوفقنى لاخراجه بما يليق وشأنه ان شاء الله .


    نظرة في بعض النصوص التأريخية
    حامد شاكر
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين ،
    قادة الخلق ، وأرباب الحق ، ولسان الصدق .
    وبعد : أضع بين يديك قارئي العزيز قطعة من رواية تتعلّق بمقتل الحسين عليه
    السلام وسير السبايا ، ذكرها ابن شهرآشوب في مناقب آل أبي طالب (1) نقلاً عن أبي
    مخنف ، وأخرجها عنه شيخ الاسلام المجلسي في بحار الأنوار (2) ، وتبعه الشيخ البحراني
    في عوالم العلوم ـ حياة الامام الحسين عليه السلام ـ والنص كما يلي :
    ( قال أبو مخنف : . . . وجاؤا بالحرم اُسارى إلّا شهربانويه فانّها أتلفت نفسها في
    الفرات ) .
    وفي قبال هذا النص ـ الذي يتعلق بوالدة إمام معصوم ، هو الامام
    زين العابدين عليه السلام ـ يجد القارىء اللبيب نفسه ملزماً بمتابعة النص من ناحية
    عقائدية باعتباره يمسّ ركناً أساسياً في عقيدته ، وعلى هذا الاساس نذكر بعض
    الحقائق التي ترتبط بالموضوع :
    1 ـ إنّ لاُمّ المعصوم درجة رفيعة في مجال التكامل النفسي والطهارة الروحية
    بحيث تجعلها أهلا لحمل السر الإلهي الذي لولاه لساخت الأرض بأهلها ، والنور
    الربّاني الذي اُودع في الاصلاب الشامخة والأرحام المطهرة ، ذاك هو المعصوم ، فهي
    إذن درجة ترتفع بصاحبها عن مرديات الهوى ، ومهلكات النفس ، وتسمو به عالياً
    نحو المقصود الكلي والوجود الأزلي ،
    من هنا كان اختيار اُمّ المعصوم محفوفاً بألطاف جلية ، ورعاية إلٰهية ، ومعاجز
    ربانية ، كما يحدّثنا تأريخنا عبر الروايات والاخبار ، فالمتتبع لقصة أسر شهربانويه ،


    1 ـ مناقب آل أبي طالب 4 : 112 .
    2 ـ بحار الأنوار 45 : 62 .


    واختيارها للامام الحسين عليه السلام من دون الرجال ، وتقريظ أمير المؤمنين عليه
    السلام لها بقوله للحسين عليه السلام : « ليلدنّ لك منها خير أهل الأرض » (1) ، لا يخفى
    عليه عمق التسديد الإلهي ، والإعداد الرباني للحادثة ،
    وذكر أبو عبد الله الصادق عليه السلام جدّته اُم أبيه فقال : « كانت صدّيقة لم
    تدرك في آل الحسن عليه السلام امرأة مثلها » (2) .
    ويحدّثنا الصادق عليه السلام عن حميدة اُم الامام الكاظم عليه السلام فيقول :
    « حميدة مصفّاة من الأدناس ، كسبيكة الذهب ، ما زالت الأملاك تحرسها حتى اُديت
    إليّ ، كرامة من الله لي والحجّة من بعدي » (3) .
    وهكذا كل اُمهات الأئمة طاهرات مطهّرات مصطفيات ، لجليل ما يحملن ،
    وعظيم ما اختير لهن .
    وبعد هذه الحقائق فنحن نجلّ شهربانويه أن تتلف نفسها في الفرات ـ وهي
    المصطفاة المختارة ـ مع تعارض هذا الفعل مع صريح الشرع المقدس .
    2 ـ إنّ النسخة المطبوعة من مقتل أبي مخنف خالية من هذه الرواية .
    3 ـ روى الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام (4) بسنده عن
    سهل بن القاسم النوشجاني قال : قال لي الرضا عليه السلام بخراسان : إن بيننا
    وبينكم نسباً ، قلت : وما هو أيها الأمير ، قال : إن عبد الله بن عامر بن كريز لمّا افتتح
    خراسان أصاب ابنتين ليزدجرد بن شهريار ملك الأعاجم ، فبعث بهما الى عثمان بن
    عفان ، فوهب احديهما للحسن والاُخرى للحسين عليهما السلام ، فماتتا عندهما
    نفساوين ، وكانت صاحبة الحسين عليه السلام نفست بعلي بن الحسين عليه السلام ،
    فكفل علياً بعض اُمهات ولد أبيه ، فنشأ وهو لا يعرف اُمّاً غيرها ، ثم علم أنها مولاته ،
    وكان الناس يسمونها اُمّه ، الخبر .
    وذكر الراوندي في الخرائج والجرائح (5) قدومها الى المدينة واختيارها للامام
    الحسين وكلام أمير المؤمنين عليه السلام معها ، الى أن قال : « ثم التفت الى الحسين
    فقال له : احتفظ بها ، وأحسن اليها ، فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك ، وهي
    اُمّ الأوصياء الذرية الطيّبة فولدت علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام ،
    ويروى أنها ماتت في نفاسها به » الخبر .

    1 ـ الكافي 1 : 388 / 1 .
    2 ـ الكافي 1 : 390 / 2 .
    3 ـ الكافي 1 : 398 / 2 .
    4 ـ عيون اخبار الرضا 3 : 128 / 6 وعنه في البحار 46 : 8 / 19 .
    5 ـ الخرائج والجرائح : 196 ، وعنه في البحار 46 : 10 / 21 .

    وهذا كلام صريح في أنها ماتت في نفاسها ، وهو الصحيح ، ويؤكده ما قدمناه ،
    علماً أن المصادر المعتمدة التي أرّخت واقعة كربلاء لم تثبت لشهربانويه ذكراً في
    صفحاتها مع ما أرّخت من صغائر الواقعة ودقائقها ، وهو يدلّ مع القرائن المذكورة أنها
    توفّيت قبل واقعة الطفّ ، والله العالم .





    كتب محققة مطبوعة
    بداية الهداية ولب الوسائل




    بداية الهداية ولب الوسائل
    الشيخ محمد علي الأنصاري
    من الخطوات المهمة التي تحتاج اليها المكتبة الاسلامية في عصرنا الحاضر
    احياء المخطوطات ، وذلك بتحقيقها وطبعها بشكل حديث لتصان من الفقدان
    والاندثار كما كان شأن المئات من الكتب القيمة المفقودة الآن وليتعرف الجيل
    الحاضر على تراثه الاسلامي القيم .
    وعلى هذا الاساس قمنا بتحقيق كتاب ( بداية الهداية ) مع تتميمه ( لب
    الوسائل ) بطلب من مؤسسة آل البيت عليهم السلام لاحياء التراث .
    أضواء على الكتاب :
    امتاز الكتاب بمميزات أهمها هي :
    أولاً ـ سهولة العبارات لعدم كونه كتاباً استدلالياً .
    ثانياً ـ شموله واستيعابه لجميع الابواب الفقهية ، واشتماله على كثير من
    الآداب والأخلاق الاسلامية السامية .
    ثالثاً ـ تطعيمه بالروايات الواردة عن النبيّ وآله الطاهرين سلام الله عليهم
    أجمعين ، بل إنّ عبارات الكتاب هي عين ألفاظ الروايات غالباً وان لم تنقل على نحو
    الروايات في بعض الموارد ، وهذا الامر أضفى الى الكتاب معنوية خاصة .
    والكتاب في الواقع مؤلف من كتابين :
    أولهما : ( بداية الهداية ) للمحدّث المتبحّر الحجة آية الله الشيخ محمد بن الحسن
    الحر العاملي صاحب وسائل الشيعة ( قدس الله سره ) ، قال عنه العلّامة الطهراني
    ( قده ) في الذريعة :
    ( بداية الهداية ) في الواجبات والمحرمات المنصوصة من أول كتب الفقه الى
    آخرها على سبيل الاختصار ، للشيخ المحدّث محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفّى
    بالمشهد الرضوي سنة ( 1104 ) ، اختصره من كتابه ( هداية الاُمة الى أحكام الأئمة )
    الذي انتخبه من كتابه ( تفصيل وسائل الشيعة ) بحذف الاسانيد والمكررات . . . وقد



    حصر في آخره عدد الواجبات المنصوصة : ( ألف وخمسمائة وخمسة وثلاثين واجباً )
    وعدد المحرمات المنصوصة في ( ألف وأربعمائة وثمانية وأربعين محرماً ) وفرغ منه سنة
    ( 1091 ) . . .
    ثانيهما : ( لب الوسائل الى تحصيل المسائل ) للعالم الورع ، والمحدث الجليل ،
    والمؤرخ الفاضل الحجة الحاج الشيخ عباس بن محمد رضا القمي ( قدس الله سره ) ،
    وهو في الواقع استدراك للكتاب الأول ـ أعني ( البداية ) ـ لأن العلّامة الحر ( قده )
    اقتصر فيه على ذكر المحرمات والواجبات المنصوصة ولم يذكر فيه إلّا اليسير من
    المستحبات والمكروهات على ماصرح به في المقدمة ، ولكن العلّامة القمي ( قده ) ذكر
    المستحبات والمكروهات ليتمّ الكتاب ويضم بين دفتيه كل واجب وحرام ومستحب و
    مكروه ، فأعطى هذا الأمر روعة للكتاب .
    ويمتاز الكتابان أحدهما عن الآخر بالعناوين فعنوان كتاب ( بداية الهداية )
    هو كلمة ( فصل ) ، وعنوان كتاب ( لب الوسائل ) هو كلمة ( وصل ) .
    وقد اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على نسخة مصورة من أصل بخط العلّامة
    القمي ( قدس سره ) كانت عند اُسرة الفقيد .
    عملنا في الكتاب :
    الكتاب ـ كما قلنا ـ مؤلف من كتابين مندمجين وهو في الأغلب مقتبس من
    النصوص الروائية امّا مع التصريح بكونها رواية ، وإما بمجرد نقل النص من دون
    إشارة الى كونه رواية ، وقلما يجد القارىء عبارة لم تكن نصاً لرواية أو مضموناً لها .
    وأما عملنا في الكتاب فيتمثل في الامور التالية :
    أولاً ـ باستخراج مصادر الآيات والأقوال والروايات المصرّحة بكونها رواية ،
    وأما التي لم يصرح بكونها رواية فتركنا استخراجها مخافة التطويل ، ولكن يمكن
    العثور على مصادرها من ضمن الروايات المصرحة التي تذكر في نفس الموضوع .
    ثانياً ـ بشرح وتفسير بعض العبارات أو المفردات .
    ثالثاً ـ بالتعليق على بعض الموارد إذا دعت الحاجة الى ذلك .
    رابعاً ـ بجعل العناوين للموضوعات إذا كان الأصل فاقداً لها وميّزناها عن
    غيرها بجعلها بين معقوفتين هكذا [ ] .
    خامساً ـ باضافة بعض الكلمات مثل : يستحب ، ويكره ، اذا دعت الحاجة الى
    ذلك ، وجعلناها بين معقوفتين هكذا [ ] أيضاً .
    سادساً ـ كانت على الكتاب حواش من العلّامة القمي ( قده ) وكان يقتضي
    الأمر ادخال بعضها في المتن وكتابة بعضها الآخر في التعليقة .

    سابعاً ـ إن العلّامة القمي ( قده ) اكتفى في بعض الموارد بذكر الفصل من
    دون أن يذكر له وصلاً مثل ( قواطع الصلاة ) لكنه في بعض الموارد الاُخر مثل
    ( الخمس ) و ( الزكاة ) لم يذكر حتى فصولهما بل جعل محلّها بياضاً ، ونحن بدورنا
    أخذنا فصل ( الزكاة ) و ( الخمس ) من نسخة اُخرى من كتاب ( بداية الهداية ) وذلك
    من مخطوطات مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي ( دام ظلّه ) وأدرجناها في
    المتن ، وذكرنا لكل فصل وصلًا ، وجعلناه في التعليقة حفظاً على الأمانة ، مراعين في
    ذلك ذوق العلّامة القمي ( قده ) وترتيبه قدر الامكان .
    وأما مقابلة النسخ فلم يكن من ضمن عملنا ، وذلك لانحصار النسخة لكتاب
    ( لب الوسائل ) فلم يكن هناك مورد للمقابلة ، وأما بالنسبة الى كتاب ( بداية الهداية )
    فقد كانت الحاجة تدعو الى مراجعة النسخ الاخرى وذلك حينما كنا نشاهد عدم وفاء
    العبارة ، فكنا نراجع النسخ الاخرى ونستخرج مواضع الخطأ أو السقط في العبارة .
    وبالتالي جاء الكتاب في مجلدين ، أسأل الله تعالى أن ينفع به المؤمنين من
    العلماء والطلبة الأجلّاء خاصة المبلّغين ، فانّ الكتاب يحمل بين طيّاته دورة فقهية
    وأخلاقية مطعّمة بكلمات معدن الحكمة ، آل الرسول ( صلّى الله عليه وعليهم وسلم )
    الذين كلامهم نور ، وأمرهم رشد ، ووصيّتهم التقوى ،
    والحمد لله أولاً وآخراً .


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    التراث العدد 1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: التراث العدد 1   التراث العدد 1 Emptyالأربعاء نوفمبر 06, 2024 6:08 am

    كتب اُعيد طبعها محققة
    1 ـ فرائد الاُصول :
    تأليف : آية الله الشيخ محمد علي الكاظمي الخراساني المتوفّى سنة 1365 هـ ،
    تقريراً لأبحاث آية الله العظمى الميرزا محمد حسين الغروي النائيني .
    تحقيق : حجة الاسلام السيد محمد جواد العلوي الطباطبائي ، وحجة الاسلام
    الشيخ رحمة الله الرحمتي الاراكي .
    نشر : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم المشرفة ـ .
    2 ـ التعليقة على اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) :
    للمعلم الثالث الميرداماد باقر الحسيني الاستربادي المتوفّى سنة 1041 هـ .
    تحقيق : حجة الاسلام السيد مهدي الرجائي .
    نشر مؤسسة آل البيت عليهم السلام ـ قم المشرقة ـ
    3 ـ إرشاد الطالبين الى نهج المسترشدين :
    تأليف : الفقيه الكبير جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي المتوفّى
    سنة 826 هـ .
    تحقيق : حجة الاسلام السيد مهدي الرجائي .
    يقع في 456 صفحة من القطع الوزيري ، وهو من مخطوطات ومنشورات
    مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي ( مدّ ظلّه ) .



    4 ـ مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الاذهان ( الجزء الثالث ) :
    تأليف : الفقيه المحقق المولى أحمد الأردبيلي ( قدس سره ) ، المتوفّى سنة 993
    هـ .
    صحّحه وعلّق عليه : حجج الاسلام والمسلمين : الحاج الشيخ مجتبى العراقي ،
    والحاج الشيخ علي پناه الاشتهاردي ، والحاج الشيخ حسين اليزدي الاصفهاني .
    نشر : جماعة المدرسين في الحوزة العلمية ـ قم المشرقة ـ
    صدر منه ثلاثة أجزاء والباقي قيد التحقيق والنشر .
    5 ـ مسالك الأفهام :
    تأليف : فقيه الاُمة الشهيد السعيد زين الدين بن علي بن أحمد العاملي الجبعي
    ( الشهيد الثاني ) 911 ـ 965 هـ .
    تحقيق وتصحيح : حجة الاسلام الشيخ حسن محمد آل قبيس العاملي .
    نشر : مؤسسة الوفاء / بيروت / لبنان .
    صدر منه جزآن والباقي تحت الطبع .


    كتب ترى النور لأول مرة
    1 ـ عوالي اللآلي العزيزية ( الجزء الرابع ) :
    تأليف : العلّامة الكبير الشيخ محمد بن علي بن ابراهيم الاحسائي المعروف
    بابن أبي جمهور ( قدس سره ) .
    تحقيق : حجة الاسلام والمسلمين الشيخ مجتبىٰ العراقي .
    يتضمن هذا الجزء خاتمة الكتاب مع ملحق وضعه حجة الاسلام الشيخ محمد
    مهدي نجف الموسوم بـ ( نظم اللآلي ) وهو عبارة عن فهرس لأحاديث الكتاب
    بأجزائه الأربعة مرتبة حسب حروف الهجاء ، علماً بأن الأجزاء الثلاثة الاُول المحققة
    قد صدرت قبل مدة .
    2 ـ عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال :
    موسوعة حديثية كبيرة تقع في أكثر من مائة جزء .
    تأليف : العلّامة المحدّث المتتبع الشيخ عبد الله بن نور الله البحراني من تلامذة
    العلّامة المجلسي ( قدس سرهما ) ، بتبويب جيد وتنسيق حسن ، صدر منها ثلاثة أجزاء :
    العقل والعلم ، أحوال الزهراء عليها السلام ، أحوال الامام الحسن عليه السلام .
    تحقيق واصدار : مدرسة الامام المهدي عليه السلام ـ قم المشرفة ـ .
    3 ـ على ضفاف الغدير :
    فهرست موضوعي وتحليلي لموسوعة الغدير ( تأليف العلّامة الأميني ) .
    إعداد : حجج الاسلام عبد الله محمدي ومحمد بهره‌مند ومحمد محدّث .
    مراجعة وتنسيق : حجّة الاسلام والمسلمين السيد فاضل الحسيني الميلاني .
    ويحتوي على الفهارس التالية :
    1 ـ الفهرس الموضوعي 2 ـ فهرس الأعلام
    3 ـ فهرس الآيات 4 ـ فهرس الأحاديث


    5 ـ فهرس الأشعار 6 ـ فهرس الأمكنة والبلدان .
    7 ـ فهرس الوقائع والأيام 8 ـ فهرس القبائل .
    9 ـ فهرس الأمثال
    وقد صدر القسم الأول منه الحاوي على الفهرس الموضوعي وفهرس
    الأعلام .
    نشر : دار المرتضى ـ مشهد .


    من ذخائر التراث
    كتب علماؤنا ـ رحمهم الله ـ في كل صغيرة وكبيرة من شعب الثقافة والفكر ،
    وطرقوا كل باب يمكن أن ينفذ إليه الفكر الإنساني ، فخلّفوا لنا ثروة ضخمة تجد فيها
    الكتاب الضخم ذا المائة جلد ، والرسالة الصغيرة التي لا تتعدّى بضع صفحات .
    هذه الرسائل اللطيفة قد لا يمكن نشرها مستقلّة ، ولذا رأينا محققي التراث
    ينشرونها بشكل مجموعات نظراً لصغر حجمها .
    فارتأت نشرة ( تراثنا ) الماثلة بين يديك ـ قارئي العزيز ـ أن تتحفك في كل
    عدد برسالة من ذخائر تراثنا ، هادفة من هذا إحياء مخطوط ، وإفادة قاریء ، معترفة
    بفضل علمائنا السابقين ، محيية ذكرهم . . .





    كتاب الأربعين المنتقى
    لأبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس الطالقاني القزويني
    ( 512 ـ 590 ) .
    ترجم له تلميذه الرافعي في كتاب « التدوين في ذكر أهل العلم بقزوين »
    والرافعي في أماليه ، وابن قاضي شهبة في « طبقات الشافعية » الورقة 127 من
    نسخة المتحف البريطاني رقم 3039 OR ، فقال :
    أحمد بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن العباس رضي الدين أبو الخير
    القزويني الطالقاني ، ولد سنة اثنتي عشرة أو إحدى عشرة وخمسمائة .
    قرأ على محمد بن يحيى وصار معيد درسه ، وعلى ملكداد القزويني ، وقرأ
    بالروايات على إبراهيم بن عبد الملك القزويني ، وصنّف كتاب « التبيان في مسائل
    القرآن » ردّاً على الحلولية والجهمية ، وصار رئيس الأصحاب ، وقدم بغداد فوعظ بها ،
    وحصل له قبول تام ، وكان يتكلم يوماً وابن الجوزي يوماً ، ويحضر الخليفة من وراء
    الأستار ، ويحضر الخلائق والاُمم ووليّ تدريس النظامية ببغداد سنة 569 الى سنة
    ثمانين ، ثم عاد إلى بلاده ، إنتهى .
    أقول : وله من الكتب :
    كتاب التبيان في مسائل القرآن ، في الردّ على الحلولية والجهمية .
    حظائر القدس .
    خصائص السواك ، قال في كشف الظنون 1 / 705 : وهو مختصر مشتمل على
    اثني عشر فصلاً .
    كتاب الديك .
    كتاب السرد والفرد .
    مفاتيح المعطيات ومغاليق البليّات في الأذكار والدعوات ، فارسي .
    وأما شيوخ المؤلف وتلامذته فقد جمعتهم وفيهم كثرة لا يسع المقام لذكرهم ،
    وأملي أن يوفقني الله لتخريج الكتاب وتحقيقه وطبعه مستقلاً في المستقبل العاجل
    إن شاء الله ، فاُترجم للمؤلف في المقدمة ترجمة موسّعة ، وأكتفي الآن بذكر بعض
    مصادر ترجمته فمنها :
    التدوين للرافعي : ، التكملة لوفيات النقلة للمنذري 1 / 367 ،
    آثار البلاد للقزويني في ( الطالقان ) ، معجم البلدان 3 / 492 ، الأنساب للسمعاني 9 / 12 ،



    ذيل الروضتين لأبي شامة ص 6 ، طبقات الشافعية للسبكي 6 / 7 ، طبقات الشافعية
    للاسنوي 2 / 322 ، مشيخة النعال ص 116 ، النجوم الزاهرة 6 / 134 ، البداية
    والنهاية 13 / 19 ، طبقات القراء للجزري 1 / 39 ، طبقات المفسرين للداودي 1 / 31 ،
    مرآة الجنان 3 / 366 ، الوافي بالوفيات للصفدي 6 / 253 ، تذكرة الحفّاظ للذهبي ص
    1356 ، العبر 4 / 271 ، طبقات المفسرين للسيوطي ص 23 .
    التعريف بالكتاب
    رتّب المؤلف كتابه هذا على أربعين باباً ، يورد في كل باب حديثاً واحداً على
    الأغلب ، وربما أورد في باب حديثين أو ثلاثة ، وأكثر ما روى في الباب الواحد خمسة
    أحاديث كما في الباب الثاني عشر ، ويبلغ مجموع أحاديثه ثلاثة وستين حديثاً منتقاة
    من غرر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، كل ذلك باسناد متّصل من مشايخه مرفوعاً
    إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله ، وربّما روى الحديث الواحد بأكثر من إسناد ، وكل
    رجاله من المشاهير الأعلام .
    وقرأه الحافظ محبّ الدين ابن النجّار على الوزير أبي المعالي معزّ الدين سعيد
    ابن علي بن حديدة الأنصاري البغدادي المتوفّى سنة 610 كما ذكره في تاريخه ونقله
    عنه ابن الفوطي في ترجمة معز الدين هذا في تلخيص مجمع الآداب .
    وقد روى السيد ابن طاووس رحمه الله ( 589 ـ 664 ) في كتاب « اليقين في
    اختصاص مولانا عليّ بإمرة المؤمنين » عن هذا الكتاب من نسخة كانت في مدرسة اُمّ
    الناصر الخليفة العبّاسي في بغداد .
    كما ينقل عنه المحبّ الطبري الشافعي فقيه الحرم ( 611 ـ 694 ) في كتابيه
    « ذخائر العقبى في مودّة ذوي القربى » وكتاب « الرياض النضرة » عن هذا الكتاب
    كثيراً ، بل ربما نقله كلّه في مواضعه من كتابيه معبّراً عنه بقوله : أخرجه أبو الخير
    الحاكمي .
    وصف النسخة المخطوطة
    نسخة قيّمة من هذا الكتاب كتبها الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمود بن
    الحسن الحظيري في محرم سنة 599 على نسخة الأصل بخطّ المؤلف ، ثم قرأه في
    جماعة آخرين على ابن المؤلف أبي بكر محمد (1) بن أحمد بن إسماعيل الطالقاني


    (1) ترجم له المنذري في التكملة برقم 1528 وقال : الفقيه الأجلّ أبو بكر محمد ابن الإمام أبي الخير أحمد بن
    إسماعيل الشافعي الواعظ . . .

    القزويني ( 554 ـ 614 ) وتاريخ سماعهم عليه 25 محرم سنه 599 ، وعليها خطّه :
    كذاك سمعوا عليّ أحاطهم الله بعنايته ، كتبه محمد بن أحمد بن إسماعيل القزويني في
    التاريخ المذكور .
    وهذه النسخة ضمن مجموعة من رسائل المؤلف وغيرها بخطّ هذا الكاتب في
    مكتبة شهيد علي پاشا ، رقم 539 ، في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، وهي التي
    اعتمدناها .
    ونسخة اُخرى كتبت في 6 جمادىٰ الثانية سنة 805 ، وهي ضمن المجموعة رقم 515 في
    مكتبة كاشف الغطاء العامة في النجف الأشرف .
    عبد العزيز الطباطبائي
    3 شهر رمضان سنة 1405





    كتاب
    الأربعين المنتقىٰ من مناقب المرتضى
    عليه رضوان العليّ الأعلىٰ
    تأليف
    الشيخ الإمام العالم رضي الدين عماد الإسلام
    أبي الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني القزويني
    رحمة الله عليه
    سمع كتاب الأربعين في مناقب عليّ المرتضى رضي الله عنه على الإمام الكبير
    رضي الدين رفيع الإسلام ناصر السنّة أبي بكر محمد ابن الإمام الربّاني أبي الخير
    أحمد بن إسماعيل القزويني متّع الله المسلمين بطول بقائه ورضي عنه ، بقراءة كاتب
    السماع الراجي عفو ربّه الكريم أبي عبد الله محمد بن محمود بن الحسن الحضيري أعانه
    الله على تحصيل العلوم ومتع بها ، الإمام فخر الدين أبو بكر محمد بن يوسف بن
    الحسن الخوئي ، وقد سمع من أول الكتاب الى الحادي والعشرين الأئمّة الأجلّة
    الإمام الكبير تقي الدين كمال الإسلام أبو محمد يوسف بن الحسن الخوئي ، والإمام
    كمال الدين يعقوب بن البيلقاني ، وظهير الدين أحمد بن موسى بن إبراهيم الحسنوي ،
    وفخر الدين صدّيق بن عبد الملك الكوروان ، والفقيه عبد المؤمن بن يوسف المؤذّن
    أبوه بجامع خوي .
    وقد سمع الكتاب كلّه الأجلّ مشيد الدين الحسن بن الخليل الخوئي ، وذلك
    في الخامس والعشرين من شهر محرم سنة تسع وتسعين وخمسمائة كذاك سمعوا عليَّ
    حاطهم الله بعنايته .
    كتبه محمد بن أحمد بن إسماعيل القزويني في التاريخ المذكور .




    بسم الله الرحمن الرحيم
    رب أعن
    الحمد لله ذي الأسماء الحسنى والصفات العُلىٰ ، والصلاة والسلام على محمد
    المصطفى ، وعلى آله وصحبه سالكي الهدى .
    أمّا بعد ، فهذه أربعون باباً في فضائل عليّ بن أبي طالب رضوان الله عليه ، و
    سمّيته كتاب الأربعين المنتقىٰ من مناقب عليّ المرتضى عليه رضوان العلي الأعلى
    والإستعانة بالمليك على الحسنى .
    الباب الأول
    1 ـ أخبرنا محمد بن الفضل بن صاعد الفراوي ، أخبرنا أحمد بن الحسين
    البيهقي ، أخبرنا أبو بكر بن فورك ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، أنبأنا يونس بن حبيب ،
    أنبأنا أبو داود الطيالسي ، أنبأنا شعبة ، عن الحكم ، عن مصعب بن سعد ،
    عن سعد ، قال : خلف رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عليّ بن أبي طالب
    رضي الله عنه في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله ، أتخلّفني في النساء والصبيان ؟
    فقال : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبيّ بعدي .
    حديث مخرّج في الصحيحين من حديث شعبة .
    الباب الثاني
    2 ـ أخبرنا أبو محمد الموفّق بن سعيد ، أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد بن
    حمويه الصفّار ، أخبرنا أبو سعد عبد الرحمان بن حمدان النصروي ، أخبرنا أبو محمد
    عبد الله بن محمد بن زياد السمذي ، أخبرنا جدّي لاُمّي أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن
    أبي نصر وأبو محمد عبد الله بن محمد بن شيرويه ، قالا : أنبأنا إسحاق بن إبراهيم
    الحنظلي ، أخبرنا شبابة بن سوار المدائني ، أنبأنا نعيم بن حكيم ، أنبأنا أبو مريم ،
    عن عليّ أنّ النبيّ صلّى الله عليه أخذ بيده يوم غدير خمّ ، فقال : اللّهمّ من
    كنت مولاه فعليّ مولاه .


    فزاد الناس بعد : اللّهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ! !
    كذا في هذه الرواية أنّه زاد الناس .
    3 ـ وبه ، قال إسحاق : أخبرنا الفضل بن دكين الملائي ، أنبأنا فطر بن خليفة ،
    عن أبي الطفيل ، قال : جمع عليّ الناس في الرحبة ، فقال : أنشد الله كلّ امریء سمع
    من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوم غدير خمّ لمّا شهد .
    فقام ناس كثير فشهدوا أنّه كان آخذاً بيده وهو يقول : ألستم تعلمون أنّي أولىٰ
    بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : اللّهمّ نعم .
    فقال : اللّهمّ من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه ، اللّهمّ وال من والاه وعاد من
    عاداه .
    قال : فخرجت وفي نفسي من ذلك شيء فلقيت زيد بن أرقم فحدّثته ، فقلت :
    سمعت عليّاً يقول : كذا وكذا . . .
    فقال : وما تنكر من ذلك ؟ ! سمعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول ذلك
    له .
    4 ـ وأخبرنا والدي أبو سعد إسماعيل بن يوسف رحمه الله ، أخبرنا القاضي
    أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد الروياني ، أخبرنا أبو بكر يعقوب بن
    أحمد الصيرفي ، أخبرنا السيد أبو الحسن محمد بن الحسين الحسني ، أنبأنا محمد بن
    الحسين القطّان ، أخبرنا أحمد بن يوسف ، أنبأنا عليّ بن بحر ، أنبأنا سلمة بن الفضل
    الأبرش قاضي الريّ ، عن سليمان بن قرم ، عن أبي إسحاق الهمداني ،
    عن حبشي (1) بن جنادة ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول يوم
    غدير خمّ لعليّ بن أبي طالب : اللّهمّ من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللّهمّ والِ من والاه
    وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله .
    الباب الثالث
    في تزوجه بفاطمة الزهراء من أبيها بأمر ربّ السماء
    5 ـ أخبرنا والدي بقزوين وأبو النجيب سعيد بن محمد الحمامي بالريّ ، قالا :
    أخبرنا القاضي أبو المحاسن الروياني الشهيد ، أخبرنا السيد أبو الحسن الحسني ،
    أخبرنا عبد الله بن يحيى بن موسى بن داود بن علي ـ وكان قاضياً بطبرستان و
    جرجان ـ ، أنبأنا محمد بن يونس التميمي بطبرية الشام ، أنبأنا عقبة بن سعد ، أنبأنا


    (1) في الأصل : حبيش .

    إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن عبد الله ، عن القاسم بن مخيمرة ، عن الأحنف بن
    قيس ،
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، قال : خطب أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه
    إلى النبيّ صلّى الله عليه ابنته فاطمة ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم
    أفضل الصلوات والتسليمات : يا با بكر لم ينزل القضاء بعد .
    ثم خطبها عمر بن الخطّاب رضي الله عنه مع عدّة من قريش ، كلّهم يقول له
    مثل قوله لأبي بكر .
    فقيل لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه : لو خطبت إلى النبيّ صلّى الله عليه و
    سلّم أفضل الصلوات والتسليمات ابنته لخليق أن يزوّجكها .
    قال : وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوّجها ؟ ! فقالوا : اخطبها على
    ذلك .
    قال : فخطبها ، فقال النبيّ صلّي الله عليه وسلّم : أمرني ربّي عز وجلّ بذلك .
    قال أنس : ثم دعاني النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعد أيام ، فقال لي : يا أنس ،
    اُخرج وادع لي أبا بكر الصدّيق ، وعمر بن الخطّاب ، وعثمان بن عفان ، وعبد الرحمان
    ابن عوف ، وسعد بن أبي وقّاص ، وطلحة ، والزبير ، وبعدّة من الأنصار .
    قال أنس : فخرجت فدعوتهم ، فلمّا اجتمعوا عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
    أفضل الصلوات والتسليمات وأخذوا مجالسهم وكان عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه
    غائباً في حاجة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم .
    فقال النبيّ عليه السلام : الحمد لله المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع
    بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطواته ، النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق
    الخلق بقدرته ، وميّزهم بأحكامه ، وأعزّهم بدينه ، وأكرمهم بنبيّه محمد ـ صلّى الله عليه
    وسلّم ـ .
    إنّ الله تبارك اسمه وتعالى عظمته جعل المصاهرة سبباً لاحقاً ، وأمراً
    مفترضاً ، أوشج به الأرحام ، وألزم به الأنام ، فقال عزّ من قائل : ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ
    الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا ) (1) فأمر الله يجري إلى قضائه ، وقضاؤه
    يجري إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ، ولكل أجل كتاب ، يمحو الله
    ما يشاء ويثبت وعنده اُمّ الكتاب .
    ثم إنّ الله تعالى أمرني أن اُزوّج فاطمة بنت خديجة من عليّ بن أبي طالب ،
    فاشهدوا أنّي قد زوّجته علىٰ أربعمائة مثقال فضّة ان رضى بذلك عليّ بن أبي طالب .

    (1) الفرقان 25 : 54 .


    ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ، ثم قال : انهبوا ، فنهبنا ، فبينا نحن
    ننهب إذ دخل عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه فتبسّم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في
    وجهه ، ثم قال : إنّ الله أمرني أن اُزوّجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضّة إن رضيت
    بذلك ، فقال : قد رضيت بذلك يا رسول الله .
    قال أنس : فقال رسول الله : جمع الله شملكما ، وأسعد جدّكما ، وبارك عليكما ،
    وأخرج منكما كثيراً طيّباً .
    قال أنس : فو الله لقد أخرج منهما كثيراً طيّباً .
    الباب الرابع
    في إخبار النبيّ صلى الله عليه وسلّم عن كون عليّ مزيّناً من عند المولى
    بالزهد في الدنيا
    6 ـ أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان ببغداد ، أخبرنا
    أبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن الحداد ، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد
    الاصفهاني ، أنبأنا أبو الفرج أحمد بن جعفر النسائي ، أنبأنا محمد بن جرير ، أنبأنا
    عبد الأعلى بن واصل ، أنبأنا مخوّل بن إبراهيم ، أنبأنا عليّ بن حزّور ،
    عن الأصبغ بن نباتة ، قال : سمعت عمّار بن ياسر يقول : قال رسول الله صلّى
    الله عليه وسلّم : يا عليّ ، إنّ الله تعالى قد زينك بزينة ، لم يزيّن العباد بزينة أحبّ إلى
    الله تعالى منها ، هي زينة الأبرار عند الله عز وجلّ : الزهد في الدنيا ، فجعلك لا ترزأ من
    الدنيا شيئاً ، ولا ترزأ الدنيا منك شيئاً ، ووهب لك حبّ المساكين ، فجعلك ترضى بهم
    أتباعاً ، ويرضون بك إماماً .
    الباب الخامس
    في دوران الحقّ معه في أحواله وأقواله
    7 ـ أخبرنا والدي رحمه الله ، أخبرنا الشهيد أبو المحاسن الطبري ، أنبأنا
    أبو الفتح عبد الرزّاق بن حسّان المنيعي ، أخبرنا أبي أبو علي حسّان ، أخبرنا القاضي
    أبو الحسن محمد بن عليّ الأزدي ، أنبأنا أبو يعقوب يوسف بن يعقوب وأبو الطيّب بن
    أبي شيبة ، قالا : أنبأنا بكر بن أحمد بن مقيل ، أنبأنا محمد بن مرزوق ، أنبأنا سهل بن
    حماد أبو عتاب الدلال ، أنبأنا المختار بن نافع التميمي ، عن أبي حيّان التيمي ، عن
    أبيه ،
    عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال : رحم الله عليّاً ، اللّهمّ أدر الحقّ معه


    حيث دار .
    الباب السادس
    في قول النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : عليّ منّي وأنا منه
    8 ـ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي ، أخبرنا أحمد بن الحسين
    البيهقي وغيره اذناً ، قالوا : أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ،
    حدّثني عبد الله بن الحسين الوراق ، أنبأنا عبد الرحمان بن محمد بن علوية الأبهري
    القاضي ، أنبأنا الفضل بن محمد الشعراني ، أنبأنا عبد الله بن طاهر بن الحسين بن
    مصعب بن رزين الخزاعي أبو العباس الأمير العادل ، أنبأنا المأمون الخليفة عبد الله بن
    هارون الرشيد ، عن أبيه ، عن سليمان بن عليّ ، عن أبيه ،
    عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : عليّ منّي
    وأنا منه .
    9 ـ وبه ، قال الحاكم : حدّثني أبو الحسين محمد بن محمد بن يعقوب ، أنبأنا أبو
    طاهر محمد بن الحسن ، حدّثنا يحيی بن محمد بن يحيى ، أنبأنا أبو علي الحسن بن مسلم
    الكوفي ، أنبأنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، حدّثني عبد الغفّار ، عن الحكم
    ابن عيينة ، عن سعيد بن جبير ،
    عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : عليّ منّي وأنا منه ،
    لا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو عليّ .
    الباب السابع
    في شرف من تولّاه وأحبّه من غير انتقاص بأحد من الصحابة وأهل الدين
    10 ـ أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أخبرنا أبو بكر البيهقي وغيره اذناً ، قالوا :
    أخبرنا الحاكم أبو عبد الله ، أنبأنا علي بن حمشاد بن سختويه بن نصر المعدل أبو الحسن
    أنبأنا ابراهيم بن الحسين بن ديزيل الكسائي أنبأنا عبد العزيز بن الخطاب أنبأنا



    علي بن هاشم عن محمد بن ابي رافع عن ابي عبيدة بن عمار بن ياسر عن ابيه ،
    عن عمار بن ياسر قال ، قال رسول الله عليه وسلم : [ اوصى ] من امن بي
    وصدقني بولاية علي بن ابي طالب ، من تولاه فقد تولاني ومن تولاني فقد تولى الله ،
    ومن احبه فقد احبني ومن احبني فقد احب الله ، ومن ابغضه فقد ابغضني ومن
    ابغضني فقد ابغض الله .
    الباب الثامن
    في مدح مواليه وذم معاديه
    11 ـ أخبرنا والدي اسماعيل بن يوسف رحمه الله اخبرنا القاضی الشهيد
    أبو المحاسن عبد الواحد بن اسمعيل اخبرنا السيد ابو طالب حمزه بن محمد بن
    عبد الله الجعفري بنوقان طوسي اخبرنا ابو حفص عمر بن عبد الله الفارسی ببلخ
    اخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن طرخان أنبأنا ابن ابي غريزة أنبأنا حفص بن
    عثمان أنبأنا علي بن القاسم الكندي عن المعلى عن ابي وائل ،
    عن عبد الله بن مسعود قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم آخذا بيد علي
    وهو يقول : هذا وليي وانا وليه ، واليت من والاه ، وعاديت من عاداه
    الباب التاسع
    في ان محبّته حقا علامة الايمان وبغضه تدين (1) علامة الخذلان
    12 ـ اخبرنا الموفق بن سعيد اخبرنا أبو علي اخبرنا أبو سعد اخبرنا ابن ابي
    زياد اخبرنا ابن شيرويه أنبأنا اسحاق بن ابراهيم أنبأنا يحيى بن عيسى المرملي عن
    الاعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش ،
    عن علي رضي الله عنه قال : لقد عهد الی النبي الامي صلى الله عليه وسلم
    انه لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق .
    وفي غيره هذه : لايحبك الا مؤمن تقي ولا يبغضك الا منافق شقي .

    (1) الظاهر تديّناً .


    الباب العاشر
    في كون علي يزهر باهل جنة المأوى كما يزهر كوكب الصبح باهل الدنيا
    13 ـ اخبرنا زاهر بن طاهر اخبرنا أبو بكر محمد بن عبد العزيز الجبری وغيره
    اذنا قالوا : اخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ حدثنی ابو سعيد عبد الرحمان بن احمد
    المقری أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمان بن محمد المزكی أنبأنا محمد بن هشام السرخسي
    أنبأنا رجاء بن عبد الله الصغاني أنبأنا اسد بن موسى الذي يقال له اسد السنه أنبأنا
    حماد بن سلمه اخبرنا حميد الطويل ،
    عن انس قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : على يزهر بأهل الجنه كما
    يزهر كوكب الصبح بأهل الدنيا .
    الباب الحادي عشر
    في دعائه صلى الله عليه وسلم لعلي بفك رهانه لما قضی دين صحابي بعد
    مماته
    14 ـ وبه قال الحاكم حدثني ابو احمد الحافظ من اصل كتابه أنبأنا ابو عثمان
    عمرو بن عبد الله بن درهم الزاهد المطوعي المعروف بالبصري بنيسابور أنبأنا احمد
    ابن معاذ السملي أنبأنا الجارود بن يزيد أنبأنا عبد الله بن سمعان المديني عن يحيى بن
    سعيد الانصاري عن ابي الزبير المكلي ،
    عن عبد الله بن عباس قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه في جنازه فقال
    رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل على صاحبكم دين ؟
    قال قلنا : نعم قال دونكم صاحبكم ، قال فقال علي بن ابي طالب على دينه
    يا رسول الله هو بريء منه ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه
    قال فقال فك الله رهانك يا علي كما فككت رهان اخيك .
    قال فقال رجل من اصحابه يا رسول الله لعلي خاصه قال : بل للمسلمين
    عامه .



    الباب الثاني عشر
    في دعاء النبی صلی الله عليه وسلم وبشارته لعلي ابي الحسن عند بعثه
    للقضاء الى اليمن واجابه الله اياه فيه بالهداية والتثبيت فيما قضاه
    15 ـ اخبرنا الموفق بن سعيد اخبرنا ابو علي اخبرنا النضروي اخبرنا
    السمذي اخبرنا احمد وابو محمد قالا أنبأنا اسحاق اخبرنا يحيى بن ادم أنبأنا
    اسرائيل عن ابي اسحاق عن حارثه بن مضرب ،
    عن علی رضوان الله عليه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن
    فقلت يا رسول الله انك تبعثنی الى قوم هم اسن مني لاقضی بينهم ! فقال : اذهب فان
    الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك .
    16 ـ وبه قال اسحاق اخبرنا ابو معاويه أنبأنا الاعمش عن عمرو بن مرّة
    عن ابي البختري عن علي قال بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلم الى اهل اليمن
    لاقضی بينهم فقلت يا رسول الله انه لا علم لي بالقضاء قال : فضرب بيده على صدري
    وقال : اللّهمّ اهد قلبه وثبت لسانه قال : فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست
    مجلسي هذا .
    17 ـ وبه قال اسحاق اخبرنا يحيى بن ادم أنبأنا شريك عن سماك بن حرب
    عن حنش ابي المعتمر وهو ابن المعتمر .
    عن علي قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم الى اليمن قاضيا فقلت
    يا رسول الله انك تبعثني الى قوم ذوي اسنان وانا شاب لا علم لي بالقضاء .
    فوضع يده على صدري ثم قال ان الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك
    يا علي اذا جلس اليك الخصمان فلا تقضي بينهما حتى تسمع من الاخر كما
    سمعت من الاول فانك اذا فعلت ذلك يبين لك الفصل .
    قال علي : فما اختلفت ـ قال شريك : فما اشكل ـ علی قضاء بعد ذلك .
    الباب الثالث عشر
    في بيان ما استوصى به الملك الأعلى ليلة المسری في حق علي المرتضى
    18 ـ اخبرنا زاهر بن طاهر اخبرنا احمد بن الحسين البيهقي وغيره إذناً قالوا :
    اخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ اخبرنا أبو بكر محمد بن احمد بن


    عيسى المزكی أنبأنا ابو نصر محمد بن حمدويه بن سهل المطوعي أنبأنا عبد الله بن
    حماد الآملي أنبأنا عثمان بن عبيد الله أنبأنا محمد بن جعفر الطالبي ابو جعفر عن ابيه
    حدثني ابي عن جدي ،
    عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه قال : لما اسري بالنبي صلى الله عليه
    وسلم قال دفعت الى زقاق من نور ثم دفعت الى حجب من نور فاوعز الى الجبار بما
    شاء فلمٰا انفلت من عنده نادى مناد من وراء الحجاب يا محمد نعم الاب ابوك
    ابراهيم ونعم الاخ اخوك علي فاستوص به خيرا .
    الباب الرابع عشر
    في ان المستمسك بحب علي المرتضى متمسك بقضيب من غرس المولى
    19 ـ وبه قال الحاكم اخبرنا احمد بن علی بن الحسن بن شاذان اخبرنا حامد
    المقري الحسنوي أنبأنا أبو سعد الحسن بن علي بن الحسن الواسطي أنبأنا شريك
    عن الاعمش عن حبيب بن ثابت ،
    عن زيد بن ارقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من احب ان
    يستمسك بالقضيب الاحمر الذي غرسه الله في جنة عدن فليستمسك بحب عليّ
    ابن أبي طالب .
    الباب الخامس عشر
    في تشريف علي بالسيادة في الدنيا وفي العقبى
    20 ـ وبه قال الحاكم حدثني أبو الحسن محمد بن الحسين بن داود العلوي
    حدثني عبد الله بن محمد الشرقي أنبأنا ابو الازهر ، الحديث .
    أنبأنا أبو علي محمد بن علي بن عمر المذكر (1) أنبأنا ابو الازهر احمد بن الازهر
    أنبأنا عبد الرزاق اخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ،
    عن ابن عباس قال نظر رسول الله صلی الله عليه وسلم الى علي بن ابي
    طالب فقال انت سيد في الدنيا سيد في الاخرة حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله


    (1) في المستدرك : المزكّي .


    وعدوك عدوي وعدوي عدو الله والويل لمن ابغضك بعدي ، زاد أبو الحسن العلوي :
    طوبى لمن احبك .
    21 ـ وبه قال الحاكم : سمعت أبا احمد الحافظ يقول سمعت ابا حامد الشرقي
    وسئل عن حديث ابي الازهر عن عبد الرزاق عن معمر في (1) فضل علي ؟ فقال
    ابو حامد هذا حديث له عله وهو ان معمرا كان له ابن اخ رافضي فكان معمر يمكنه
    من كتبه فادخل عليه هذا الحديث وكان معمرا رجلا مهيبا لا يقدر عليه احد في
    السؤال والمراجعه فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن اخي معمر .
    الباب السادس عشر
    في كون علي أقضى الاُمة
    22 ـ وبه قال الحاكم أبو عبد الله اخبرنا محمد بن الحسن الحيري حدثنا
    السري بن خزيمة أنبأنا ابو النعمان محمد بن الفضل أنبأنا سلام الطويل عن زيد
    العمی عن ابي الصديق الناجي ،
    عن ابي سعيد الخدري قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ارحم امتي
    بامتي أبو بكر ، واشدها في دين الله عمر ، واصدقها حياء عثمان ، واقضاها علي ابن ابي
    طالب .
    الباب السابع عشر
    في تزويج فاطمه الزهراء من علي المرتضى عليهما رضوان الملك الاعلى
    بأمر الله تعالى من طريق آخر سوى ما في الباب الثالث مذكور
    23 ـ وبه ، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : أنبأنا أبو الفضل نصر بن محمد بن
    احمد بن يعقوب العدل الطوسي أنبأنا ابو احمد عبد الله بن محمد بن عبد الله القطان
    أنبأنا محمد بن احمد بن هارون الدقاق أنبأنا علي بن محيى حدثني عبد الملك بن
    حباب ابن عم يحيى بن معين أنبأنا محمد بن دينار من اهل الساحل دمشقي أنبأنا
    هيثم عن يونس بن عبيد عن الحسن ،

    (1) في الاصل : من .

    عن انس بن مالك قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فغشيه الوحي
    فلما افاق قال لي يا انس تدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش ؟ قال
    قلت الله ورسوله اعلم قال : امرني ان ازوج فاطمة من علي فانطلق فادع لي ابا بكر
    وعمر وعثمان وعليا وطلحه والزبير وبعددهم من الانصار .
    قال : فانطلقت فدعوتهم له فلما ان اخذوا مجالسهم قال رسول الله صلى الله
    عليه وسلم :
    الحمد لله المحمود بنعمه ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه
    المرغوب اليه فيما عنده ، النافذ امره في ارضه وسمائه ، الذي خلق الخلق بقدرته
    وميزهم باحكامه واعزهم بدينه واكرمهم بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
    ثم ان الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا وامرا مفترضا وشج بها الارحام
    والزمها بالانام فقال تبارك اسمه وتعالى جده « وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله
    نسبا وصهرا وكان ربك قديرا » فامر الله تبارك وتعالى يجري الى قضائه وقضاؤه يجري
    الى قدره ولكل قضاء قدر ولكل قدر اجل ولكل اجل كتاب يمحو الله ما يشاء ويثبت
    وعنده ام الكتاب .
    ثم اني اشهدكم اني زوجت فاطمة من علي على اربعمائه مثقال فضّة ان رضی
    بذلك ـ وكان غايبا قد بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة ـ ثم امر
    رسول الله صلى الله عليه وسلم بطبق فيه بسر فوضعه بين ايدينا ثم قال انتهبوا فبينا
    نحن كذلك اذ اقبل علي فتبسم اليه رسول الله صلى الله عليه وقال يا علي ان الله
    امرني ان ازوجك فاطمة وقد زوجتكها على اربعمائة مثقال فضة أرضيت قال قد
    رضيت يا رسول الله .
    قال : ثم قام علي فخر لله ساجدا شكرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم جعل
    الله فيكما الكثير الطيب وبارك الله فيكما .
    قال انس : فو الله لقد اخرج الله منهما الكثير الطيب .
    الباب الثامن عشر
    في ردّ الشمس لعلي المرتضى لأداء صلاة العصر
    24 ـ وبه قال الحاكم اخبرنا ابو زكريا العنبري أنبأنا ابو عمرو احمد بن
    نصر بن ابراهيم الحافظ أنبأنا عباد بن يعقوب الرواجني أنبأنا علي بن هاشم بن
    البريد عن عبد الرحمان بن عبد الله بن دينار عن علي بن حسن عن فاطمة بنت
    علي .


    عن اسماء بنت عميس ان رأس رسول الله صلى الله عليه كان في حجر علي
    فكره ان يحركه حتى غابت الشمس ولم يصل العصر ففزع رسول الله صلى الله عليه
    وسلم وذكر على انه لم يصل العصر فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عز وجل
    له ان يرد الشمس عليه فاقبلت الشمس لها خوار حتى ارتفعت على قدر ما كانت في
    وقت العصر .
    قال : فصلى ثم رجعت .
    25 ـ وبه قال الحاكم حدّثني عبد الله بن حامد أنبأنا أبو بكر محمّد بن جعفر
    أنبأنا محمّد بن عبيد الكندي أنبأنا عبد الرحمان بن شريك حدّثنی ابي عن عروه بن
    عبد الله قال :
    دخلت على فاطمه بنت علي فرايت في عنقها خرزه ورايت في يديها مسكتين
    غليظتين وهي عجوز كبيره فقلت لها ما هذا ؟ فقالت انّه يكره للمراه ان تشبه
    بالرجال .
    ثم حدّثتنی عن اسماء بنت عميس حديثها ان علي بن أبي طالب دفع الى نبي
    ( الله ) صلّى الله عليه وسلّم وقد اوحى اليه يجلله بثوبه فلم يزل كذلك حتى ادبرت
    الشّمس ـ تقول : غابت الشّمس ـ او كادت ان تغيب .
    ثم ان نبي الله صلّى الله عليه وسلّم سرّی عنه ، فقال : اصليت يا علي ؟ قال : لا
    فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم : اللّهم رد الشّمس على علي ، فرجعت الشّمس حتّى
    بلغت نصف المسجد .
    الباب التّاسع عشر
    في خصال أربع لعلي المرتضى خصّ بها من بين الورى
    26 ـ وبه قال الحاكم اخبرنا ابو زكريا العنبري أنبأنا ابو عمرو احمد بن نصر
    الحفاف أنبأنا الاحمسي أنبأنا مفضل بن صالح حدّثني سماك بن حرب عن عكرمة ،
    عن ابن عبّاس قال : لعلي اربع خصال ليست لاحد من العرب غيره هو اوّل
    عربي وعجمي صلّى مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهو الّذي كان لواء رسول الله
    معه في كل زحف وهو الّذي صبر معه يوم المهراس انهزم النّاس غيره ، وهو الّذي
    غسله وادخله قبره .


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    التراث العدد 1 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: التراث العدد 1   التراث العدد 1 Emptyالأربعاء نوفمبر 06, 2024 6:09 am

    الباب العشرون
    في قوله عليه السّلام : أنت منّي وأنا منك ، من طريق آخر
    27 ـ اخبرنا ابو طاهر بن ابي نصر بن ابي القاسم الاصفهاني يعرف بمهاجر ـ
    اجازه بخطه ـ اخبرنا أبو بكر احمد بن علي بن ثابت الخطيب اخبرنا محمّد بن الحسين
    العطار أنبأنا عبد الباقي بن قانع القاضي أنبأنا احمد بن داود بن توبة أنبأنا عباد بن
    موسى أنبأنا اسماعيل بن جعفر أنبأنا اسرائيل عن اسحاق عن هاني بن هبيره ،
    عن علي رضي الله عنه قال : لما خرجنا من مكّة تلقتنا ابنة حمزة تنادي ياعم
    يا عم فناولها علي واخذ بيدها وقال لفاطمة دونك ، فحملتها حتّى قدمت بها المدينه ،
    فاختصموا فيها ، علي وزيد وجعفر ، فقال علي انا اخذتها وهي بنت عمي وقال جعفر
    ابنة عمّي وخالتها تحتي ، وقال زيد ابنة اخي ، فقضى النبي صلّى الله عليه وسلّم
    لخالتها وقال : الخاله بمنزلة الام .
    ثم قال لعلي : انت وانا منك ، وقال لجعفر اشبهت خلقي وخلقي وقال لزيد
    انت اخونا ومولانا ، فقال يا رسول الله الا تزوجها ؟ فقال : انّها ابنة اخي من الرضاع .
    الباب الحادي والعشرون
    في اسامي كريمة وأوصاف جليلة لعلي المرتضى رضي الله عنه
    28 ـ اخبرنا زاهر اخبرنا أبو بكر البيهقي اذنا قال أخبرنا الحاكم أبو عبد الله
    الحافظ أنبأنا محمّد بن علي الاسفرائني أنبأنا احمد بن محمّد بن اسماعيل السيوطي
    أنبأنا مذكور بن سليمان أنبأنا ابو الصلت الهروي أنبأنا علي بن هاشم أنبأنا محمّد بن
    عبيد الله بن ( ابي ) رافع عن ابيه عن جدّه ،
    عن ابي ذر قال : سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول لعلي : انت اوّل من
    آمن بي وصدقني وانت اوّل من يصافحني يوم القيامه ، وانت الصدّيق الاكبر وانت
    الفاروق الّذي يفرق بين الحق والباطل وانت يعسوب المؤمن والمال يعسوب الظلمه .



    الباب الثّاني والعشرون
    في فضله ايضا
    29 ـ وبه قال الحاكم أنبأنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ أنبأنا ابو جعفر
    محمّد بن عبد الرحمان القرشي أنبأنا ابو الصلت الهروي أنبأنا عبد الرزاق ويحيى بن
    اليمان قالا أنبأنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن ابي صادق عن عليم (1) بن
    قيس الكندي ،
    عن سلمان قال سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول اوّل النّاس ورودا
    على الحوض يوم القيامه اوّلهم اسلاما : علي بن ابي طالب .
    الباب الثّالث والعشرون
    في كون علي باب مدينة العلم
    30 ـ وبه قال الحاكم اخبرنا أبو العباس الاموی أنبأنا محمد بن عبد الرحمان
    الهروي ، الحديث .
    قال الحاكم : وحدّثنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الصفار أنبأنا ابراهيم بن
    اسحاق السراج النيسابوري ببغداد أنبأنا ابو الصلت عبد السّلام بن صالح بن
    سليمان بن ميسره الهروي بنيسابور أنبأنا ابو معاويه عن الاعمش عن مجاهد
    عن ابن عبّاس قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم : انا مدينه العلم وعلي
    بابها .
    الباب الرابع والعشرون
    في كون علي من اهل الجنة
    31 ـ وبه قال الحاكم اخبرني ابو محمّد بن زياد العدل أنبأنا جعفر بن احمد بن
    نصر الحافظ أنبأنا احمد بن نصر المقري أنبأنا محمد بن معاويه أنبأنا يحيى بن سابق


    (1) كان في الاصل : عن الصادق عن عنيم .

    المديني أنبأنا عبد الرحمان بن زيد بن سلم عن ابيه ،
    عن ابن عمر قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعلي : يا علي انت في
    الجنّه ، يا علي انت في الجنّه ، يا علي أنت في الجنة .
    الباب الخامس والعشرون
    في كون قاتله أشقى الآخرين كما أن عاقر ناقة صالح أشقى الأولين
    32 ـ اخبرنا ابو ظاهر بن ابي نصر بن ابي القاسم يعرف بهاجر بخطه اجازه
    اخبرنا اذنا أبو بكر احمد بن علي بن ثابت البغدادي اخبرنا علي بن القاسم المصري
    أنبأنا علي بن اسحاق المادرائي اخبرنا الصغاني محمّد بن اسحاق أنبأنا اسماعيل بن
    ابان الوراق أنبأنا ناصح أبو عبد الله الجمحي (1) عن سماك ،
    عن جابر بن سمره قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم لعلي : من اشقى
    الاوّلين ؟ قال : عاقر النّاقه قال فمن اشقى الاخرين ؟ قال : الله ورسوله اعلم قال
    قاتلك .
    الباب السادس والعشرون
    في إخبار النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن ذرّيّته أنّها تنتشر من صلب عليّ
    رضوان الله عليه ، وعن شدّة محبّة الله تعالى له
    33 ـ وبه ، قال أبو بكر الخطيب (2) : أخبرنا محمد بن أبي السري ، أنبأنا أبو
    عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الرحيم
    المؤدّب ، حدّثني عبد الله بن عبد الرحمان بن محمد الحاسب ، حدّثني أبي ، حدّثني خزيمة
    ابن حازم ، حدّثني أمير المؤمنين المنصور ، حدّثني أبي محمد بن علي ، حدّثني أبي علي بن
    عبد الله ، حدّثني أبي عبد الله بن عباس ، قال : كنت أنا والعبّاس جالسين عند
    رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ دخل عليّ بن أبي طالب فسلّم ، فردّ عليه رسول الله
    صلّى الله عليه وسلّم وبشر به ، وقام إليه فاعتنقه وقبّل بين عينيه ، وأجلسه عن يمينه ،


    (1) كذا في الأصل ، والظاهر أنّ الصحيح : « المخلمي » راجع تاريخ بغداد 1 : 135 ، وتاريخ دمشق 3 :352 .
    (2) تاريخ بغداد ج 1 ، ص 316 .


    فقال العبّاس : يا رسول الله أتحبّ هذا ؟ !
    فقال النبّی صلّى الله عليه وسلّم : يا عمّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ والله
    لله أشدّ حبّاً له منّي ، إنّ الله تعالى جعل ذرّيّة كلّ نبيّ في صلبه وجعل ذرّيّتي في صلب
    هذا .
    الباب السابع والعشرون
    في أنّ النظر إلىٰ وجه عليّ عبادة
    34 ـ وبه ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب (1) ، أنبأنا علي بن أحمد ، أنبأنا محمد بن
    إسماعيل بن موسى بن هارون أبو الحسين الرازي المكتّب ، أنبأنا محمد بن أيّوب ، أنبأنا
    هوذة بن خليفة ، أنبأنا ابن جريج ، عن أبي صالح ،
    عن أبي هريرة قال : رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى عليّ بن أبي طالب
    فقلت : ما لك تديم النظر إلى عليّ ، كأنك لم تره ؟ !
    فقال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : النظر إلى وجه عليّ عبادة .
    قال الخطيب : هذا الإسناد باطل ! على أنّا لا نعلم أنّ محمد بن أيّوب روى عنه
    هوذة بن خليفة شيئاً قطّ ولا تسمّع منه ، لأنّ هوذة بن خليفة مات سنة ستّ عشرة و
    مائتين ، ومحمد بن أيّوب طلب الحديث سنة عشرين ومائتين .
    الباب الثامن والعشرون
    في فضائل سنيّة لعليّ المرتضى ، ذكرها المصطفى صلّى الله عليه العليّ لأعلىٰ
    عند تزويجه بفاطمة الزهراء عليهما رضوان الله تعالى
    35 ـ أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أخبرنا ابو عثمان الصابوني وغيره إذناً ،
    قالوا : أخبرنا الحاكم أبو عبد الله ، أنبأنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ إملاءً ، أنبأنا
    الحسن بن سفين ، أنبأنا أبو القاسم محمد بن سعيد النيسابوري بمصر ، أنبأنا الوليد بن
    النضر ، عن النضر ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمان ،

    (1) تاريخ بغداد ج 2 ، ص 1 و 51 .

    عن أنس بن مالك ، قال : لما زوّج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فاطمة قال : يا اُمّ
    أنس زفّي ابنتي إلى عليّ ، ومُريه أن لا يعجل عليها حتى آتيها ، فلمّا صلّى العشاء أقبل
    بركوة فيها ماء ، فتفل فيها بما شاء الله وقال : اشرب يا عليّ وتوضّأ ، واشربي يا فاطمة
    وتوضّئي ، ثم أجاف عليهم الباب ، فبكت فاطمة !
    فقال : ما يبكيك يا بنيّة ؟ ! قد زوّجتك أقدمهم إسلاماً ، وأعظمهم حلماً ، وأحسنهم
    خلقاً ، وأعلمهم بالله علماً .
    قال الحاكم : سمعت أبا عليّ الحافظ يقول : إن كان النضر هذا هو النضر بن
    محمد المروزي فقد روى عن سليمان الشيباني .
    الباب التاسع والعشرون
    في تشبيه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عليّاً رضوان الله عليه في خمس
    مقامات بخمسة من الأنبياء عليهم الصلوات .
    36 ـ وبه ، قال الحاكم : أنبأنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن سعيد ، أنبأنا محمد بن
    مسلم بن وارة ، أنبأنا عبيد الله بن موسى العنسي (1) ، أنبأنا أبو عمرو الأزدي ، عن أبي
    راشد الحبراني ،
    عن أبي الحمراء ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : من أراد أن ينظر
    إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في
    زهده ، وإلى موسى بن عمران في بطشه فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب .
    الباب الثلاثون
    في كون قصر عليّ في الجنّة بين قصر الخليل والحبيب صلوات الله عليهما
    ورضوانه عليه
    37 ـ وبه ، قال الحاكم : أنبأنا أبو حبيب محمد بن أحمد بن موسى المصاحفي
    النيسابوري ، حدّثني أبي ، أنبأنا أحمد بن أبي الوجيه الجوزجاني ، أنبأنا أبو معقل يزيد
    ابن معقل ، عن عقبة بن موسى ، عن سلام ،

    (1) في الأصل : العنبسي !


    عن حذيفة ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إنّ الله اتّخذني خليلاً كما
    اتّخذ إبراهيم خليلاً ، فقصري في الجنّة وقصر إبراهيم في الجنّة متقابلين ، وقصر عليّ بن
    أبي طالب بين قصري وقصر إبراهيم ، فياله من حبيب بين خليلين .
    الباب الحادي والثلاثون
    في حفظ الاخوة ليلة المعراج بين عليّ رضوان الله عليه وبين النبيّ صلوات
    الله عليه
    38 ـ وبه ، قال الحاكم : أنبأنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان ، أنبأنا عليّ بن
    الحسين بن حيّان ـ مروزي الأصل ببغداد ـ ، أنبأنا عمرو بن نصر بن عبد الله
    النيسابوري ، أنبأنا عثمان بن عبد الله المفري ، أنبأنا مسلم بن خالد ، قال : سمعت
    جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جدّه ،
    عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : لمّا اُسري بي إلی السماء
    السابعة قال لي جبريل : تقدّم يا محمد ، فوالله ما نال هذه الكرامة قبلك [ ملك ] مقرّب
    ولا نبيّ مرسل ، فوعز إليّ ربي شيئاً ، فلمّا أن رجعت نادى مناد من وراء الحجاب : نِعم
    الأب أبوك إبراهيم ، ونعم الأخ أخوك عليّ ، فاستوص به خيراً .
    الباب الثاني والثلاثون
    في أنّ حبّه علامة المؤمن ، وبغضه علامة المنافق
    39 ـ وبه ، قال الحاكم : أنبأنا أبو العباس القاسم بن القاسم النيسابوري بمرو ،
    أنبأنا أحمد بن تميم بن عباد المروزي ، أنبأنا محمد بن عبيدة ، أنبأنا سوادة بن نصر
    الفرهاذاني ، أنبأنا الحسين بن معاذ بن مسلم بن رجاء ، ـ وكان رجاء والي خراسان
    من قبل المهديّ الخليفة ـ ، قال : سمعت أبي معاذ بن مسلم يقول : أخبرني أمير المؤمنين
    المهدي في كتابه إليّ : أنبأنا المنصور ، حدّثني أبي ، عن أبيه ،
    عن اُمّ سلمة ، قالت : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : لا يبغض
    عليّاً مؤمن ولا يحبّه منافق .


    الباب الثالث والثلاثون
    في أنّ الجواز على الصراط في العقبىٰ بولاية عليّ المرتضى
    40 ـ وبه ، قال الحاكم : حدّثني أبو محمد عطيّة بن سعيد بن عبد الله بن منصور
    الأندلسي ، أنبأنا القاسم بن علقمة الأبهري ، حدّثني عثمان بن جعفر الدينوري ، أنبأنا
    إبراهيم بن عبد الله الصاعدي ، أنبأنا ذو النون المصري ، أنبأنا مالك بن أنس ، عن
    جعفر بن محمد ، عن أبيه ،
    عن عليّ ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : إذا جمع الله الأولين
    والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على جسر جهنم ما جازها أحد إلّا من كانت
    معه براءة بولاية عليّ بن أبي طالب .
    الباب الرابع والثلاثون
    في خصائص سبع لعليّ المرتضى
    41 ـ أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الموسياياذي ، أخبرنا أبو علي الحسن بن
    أحمد الحداد ، أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا إبراهيم بن محمد بن أبي
    حسين ، أنبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، أنبأنا خلف بن خالد العبدي البصري ،
    أنبأنا بشر بن إبراهيم الأنصاري ، عن ثور بن يزيد ، عن خالد بن معدان ،
    عن معاذ بن جبل ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا عليّ ، أخصمك
    بالنبوّة ولا نبيّ بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجّك أحد من قريش :
    أنت أوّلهم إيماناً بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم
    بالسويّة ، وأعدلهم في الرعيّة ، وأبصرهم بالقضيّة ، وأعظمهم عند الله مزيّة .



    الباب الخامس والثلاثون
    في أنّ عليّاً أول من أسلم من الذكور بعد خديجة بنت خويلد
    وعلية ابن عباس ، وجابر ، وزيد بن أرقم ، ومحمد بن المنكدر ، وربيعة الرأي ،
    وأبو حازم المدني
    42 ـ أخبرنا زاهر بن طاهر ، أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أخبرنا علي بن
    أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ، أنبأنا محمد بن يونس ،
    قال البيهقي : وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ،
    أخبرنا محمد بن يونس ، أنبأنا إبراهيم بن زكريا البزّاز ، أنبأنا موسى بن محمد بن عطا
    المقدسي ، حدّثني أبو عبد الله السامي
    عن النجيب بن السری ، قال : قال عليّ ـ في حديث ذكره ـ :
    سبقتهم إلى الإسلام قدما
    غلاماً ما بلغت أوان حلمي

    43 ـ أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي ، أخبرنا أحمد بن الحسين ، أخبرنا أبو
    الحسين بن الفضل القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جبير ، أنبأنا يعقوب بن سفيان ، أنبأنا
    محرر بن سلمة ، أنبأنا عبد العزيز بن محمد ، عن عمر بن عبد الله ، عن محمد بن كعب
    القرظي : إنّ أول من أسلم من هذه الاُمّة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم خديجة بنت
    خويلد ، وأول رجلين أسلما أبو بكر الصدّيق وعليّ بن أبي طالب .
    وإنّ أبا بكر الصدّيق أول من أظهر الإسلام ، وإنّ عليّاً كان يكتم الإسلام
    فرقاً من أبيه حتى لقيه أبو طالب وقال : أسلمت ؟ قال : نعم ، قال : وازر ابن عمك
    وانصره ، وقال : أسلم عليّ قبل أبي بكر .
    الباب السادس والثلاثون
    في كون قبّة عليّ المرتضى في الجنان بين قبّة نبيّنا وقبة إبراهيم خليل الرحمان
    عليهما صلوات الملك الديّان
    44 ـ أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي ، أخبرنا أبو عثمان إسماعيل بن
    عبد الرحمان الصابوني إذناً ، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا محمد بن يزيد ،
    أنبأنا أبو عبد الله محمد بن سعيد بن محمد المروزي البورقي بنيسابور ، أنبأنا الحسن
    ابن يحيى الفارسي ، أنبأنا داود بن سليمان ، أنبأنا المغيرة بن جرير ، عن سليمان التيمي ،
    عن أبي عثمان ،

    عن سلمان الفارسي ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه : إذا كان يوم القيامة
    ضربت لي قبّة حمراء عن يمين العرش ، وضربت لأبي إبراهيم قبّة من ياقوتة خضراء
    عن يسار العرش ، وضربت فيما بيننا لعليّ بن أبي طالب قبّة من لؤلؤة بيضاء ، فما
    ظنّكم بحبيب بين خليلين ؟ !
    قال الحاكم : هذا البورقي قد وضع من المناكير على الثقات ما لا يحصى .
    الباب السابع والثلاثون
    في تصويب عليّ رضي الله عنه في قتال أهل النهروان ، وإظهار معجزة النبيّ
    ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم وكرامات عليه ـ فيه ، وفي تصويبه في قتال من
    قاتل ، وفي تصويبه في قسم الغنائم والقضايا
    45 ـ وبه ، قال الحاكم أبو عبد الله : أخبرني أبو محمد بن ابنة أحمد بن إبراهيم ،
    أنبأنا جدّي أحمد بن إبراهيم ابن انبة نصر بن زياد القاضي ، أنبأنا جدّي ، أنبأنا
    حفص بن عبد الرحمان ، عن سلم بن زرير ،
    عن زرير أبي رجاء ، قال : كنت مع عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بالنهروان
    حيث قتل الحروريّة ، فقال لهم : التمسوا فانكم ستجدون رجلا مخدّج اليد ، إحدى
    عضديه مثل ثدي المرأة ، فالتمسوا فلم يجدوا ! فجاؤوا فقالوا : والله ما وجدناه ! فقال :
    التمسوه فوالله ما كذبت ولا كذّبت ، ثم التمسوه ، قال : ثلاث مرّات ، فلمّا كان عند
    الثالثة قام وقمت معه ، فأتى حنوة منهم وأمر بهم فقلّب بعضهم على بعض ، فاذا فيهم
    رجل كأنّه حبشيّ ، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ! قال : هذا شيطان ، وهو الذي
    أضلّهم ، والله لولا أن تبطروا لحدّثتكم بما وعد الله على لسان نبيّه صلّى الله عليه وسلّم
    من قتل هؤلاء .
    46 ـ وبه ، قال الحاكم : أخبرني أبو محمد عبد الله بن محمد العدل ، قال : وجدت
    في كتاب جدّنا نصر بن زياد ، حدّثنا نصر بن باب ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي
    نضرة ،
    عن أبي سعيد الخدري أنّه قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يمرق
    مارقة في فرقة من الناس يقتلهم أولى الطائفتين بالله عز وجلّ .
    47 ـ أخبرنا الشريف أبو الفتوح إسماعيل بن عليّ بن محمد بن حمزة
    الجعفري الزينبي الطوسي بقزوين ، أخبرنا الأديب أبو بكر أحمد بن علي بن خلف
    الشيرازي ، أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو بكر أحمد
    ابن إسحاق الفقيه ، أخبرنا الحسين بن عليّ ، أنبأنا زكريا بن يحيى المقریء ، أنبأنا



    إسماعيل بن عباد المقریء أنبأنا شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن علقمة ،
    عن عبد الله بن مسعود ، قال : خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتى منزل
    اُمّ سلمة فجاء عليّ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : يا اُمّ سلمة ، هذا قاتل
    القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي .
    48 ـ وبه ، قال الحاكم أبو عبد الله : أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم
    الحنظلي ، أنبأنا محمد بن سعد بن الحسن بن عطية بن سعد العوفي ، حدّثني أبي ، حدّثني
    عمّي عمرو بن عطية بن سعد ، عن أخيه الحسن بن عطية ، حدّثني سعد بن جنادة ،
    عن عليّ ، قال : اُمرت بقتال القاسطين والناكثين والمارقين ،
    فأمّا القاسطون فأهل الشام ، وأمّا الناكثون فذكرهم (1) وأمّا المارقون فأهل
    النهروان ـ يعني الحرورية ـ .
    49 ـ وبه ، قال الحاكم : أنبأنا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، أنبأنا أحمد بن
    عبد الجبار ، أنبأنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إسماعيل بن رجاء ، عن أبيه ،
    عن أبي سعيد الخدري ، قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : إنّ
    منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله .
    قال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، قال : عمر : أنا هو يا رسول الله ؟ قال :
    لا ، ولكن خاصف النعل .
    قال : وكان أعطىٰ عليّاً نعله يخصفها .
    قال الحاكم : هذا إسناد صحيح قد احتجّ بمثله البخاري ومسلم في الصحيح .
    50 ـ أخبرنا الموفّق بن سعيد ، أخبرنا أبو علي الصفار ، أخبرنا أبو سعد
    النصروي ، أخبرنا ابن زياد ، أخبرنا ابن شيرويه وأحمد بن إبراهيم ، قالا : أنبأنا
    إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا النضر بن شميل ، أنبأنا عبد الجليل ، أنبأنا عبد الله بن
    بريدة عند ذلك وكان في المجلس ، قال : حدّثني أبي قال : لم يكن أحد من الناس
    ابغض إلي من علي بن أبي طالب حتى أحببت رجلاً من قريش لا اُحبّه إلّا علىٰ
    بغضاء عليّ ! فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته وما أصحبه إلّا علىٰ بغضاء عليّ !
    فأصاب سبياً فكتب الى النبيّ صلّى الله عليه أن يبعث إليه من يخمّسه ، فبعث إلينا
    عليّاً ، وفي السبي وصيفة من افضل السبي ، فلما خمسه صارت الوصيفة في الخمس ، ثم
    خمس فصارت في أهل بيت النَبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم ، ثم خمس فصارت في آل
    علي ، فأتانا ورأسه يقطر .
    قال : فقلنا : ما هذا ؟ ! فقال : ألم تروا الى الوصيفة صارت في الخمس ، ثم صارت
    في أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم ، ثم صارت في آل علي ، فوقعت عليها .

    (1) أي طلحة والزبير .

    قال : فكتب وبعثني مصدّقا اكون مصداقا لكاتبه الى النبيّ صلّى الله عليه وآله
    وسلّم : ما قال عليّ ؟ فجعلت أقول عليه ، يقول : صدق ، وأقول ، ويقول : صدق .
    قال : فأمسك بيدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال : أتبغض عليّاً ؟
    قلت : نعم ! قال : فلا تبغضه وإن كنت تحبّه فازدد له حبّاً ، فوالذي نفسي بيده لنصيب
    آل علي في الخمس أفضل من وصيفة .
    فما كان أحد بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أحبّ إليّ من عليّ .
    قال عبد الله بن بريدة : والله ما في هذا الحديث بيني وبين النبيّ صلّى الله عليه
    وسلّم غير أبي .
    51 ـ وبه ، قال إسحاق ، أخبرنا عمرو بن محمد القرشي ، أخبرنا إسرائيل ، عن
    سماك بن حرب ، عن حنش بن المعتمر ، عن عليّ أن رسول الله صلّى الله عليه وآله
    وسلّم بعثه الی اليمن ، فوجد قوماً قد زبوا للأسد بزبية فصادوه فبينا هم يطلعون فيها
    إذ سقط رجل فتعلّق برجل ، وتعلّق الرجل بآخر ، حتى صاروا أربعة فجرحهم
    الأسد ، فانتدب له رجل بحربة فرماه فقتله فماتوا من جراحته كلّهم ، فقام بعض
    أوليائهم إلى أولياء الأول الذي سقط فتعلّق فقال : ذروا (1) صاحبنا ! وأخذوا السلاح
    بعضهم على بعض يقتتلون .
    فقال علي : فأتيتهم فقلت : اتريدون ان تقتتلوا ورسول الله صلّى الله عليه
    وسلّم حي وأنا الى جنبكم ؟ ! أنا أقضي بينكم فان رضيتم فهو القضاء بينكم ، وإلّا
    حجر بعضكم عن بعض حتى تأتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيكون هو يقضي
    بينكم فمن عدا بعد ذلك فلا حقّ له .
    اجمعوا من القبائل الذين حفروا البئر ربع الدية ، وثلث الدية ، ونصف الدية ،
    والدية كاملة ، فللساقط الاول ربع الدية لانه هلك من فوقه ثلاثة ، وللذي يليه ثلث
    الدية لأنه هلك من فوقة اثنان ، وللثالث نصف الدية لأنه هلك من فوقه واحد ،
    وللرابع الدية كاملة ، فأبوا أن يرضوا فأتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلقوه عند
    مقام إبراهيم ، فقصّوا عليه القصة قال : أنا أقضي بينكم فاحتبى بردة فقال رجل من
    القوم : إن علياً قضى بيننا فلما قصّوا عليه القصة أجازه .

    (1) كذا في الأصل والصحيح : ودوا .



    الباب الثامن والثلاثون
    في تشريف النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عليّاً يوم خيبر خاصّة من دون
    الآخرين
    52 ـ أخبرنا أبو الحسن علي بن الشافعي بن داود الفقيه القزويني بها ، أخبرنا
    أبو منصور محمد بن الحسين بن أحمد بن الهيثم المقومي ، أخبرنا أبو طلحة القاسم بن
    أبي القاسم بن أبي المنذر الخطيب ، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن
    بحر القطّان ، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة ، أنبأنا عثمان بن أبي شيبة
    عن وكيع ، أنبأنا ابن أبي ليلى ، عن الحكم ،
    عن عبد الرحمان بن أبي ليلى ، قال : كان أبو ليلى يسير (1) مع علي ، فكان يلبس
    ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فقلنا : لو سألته ؟ فقال : إن
    رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعث إليّ وأنا أرمد العين يوم خيبر ، قلت : يا رسول الله ،
    إني أرمد العين ، فتفل في عيني ، وقال : اللهم أذهب عنه الحرّ والبرد ، قال : فما وجدت
    حراً ولا برداً بعد يومئذ .
    قال : ولأبعثن رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله ورسوله ليس بفرّار ، فتشوّف
    لها الناس فبعث الى عليّ فأعطاها إياه .
    53 ـ وبه أنبأنا ابن ماجة ، أنبأنا علي بن محمد ، أنبأنا أبو معاوية ، أنبأنا موسى
    ابن مسلم ، عن ابن سابط ،
    عن سعد بن أبي وقّاص ، قال : قدم معاوية وبعض حجّابه ، فدخل عليه سعد
    فذكروا عليّاً ، فنال منه ! فغضب سعد ، وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلّى
    الله عليه وسلّم يقول : من كنت مولاه فعليّ مولاه .
    وسمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبيّ بعدی .
    وسمعته يقول : لاُعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله .
    54 ـ أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي ، أخبرنا عبد الغافر بن محمد الفارسي ،
    أخبرنا محمد بن عيسى بن عمرويه ، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ، أخبرنا مسلم
    ابن الحجاج ، أنبأنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عبّاد ـ وتقاربا في اللفظ ـ قالا أنبأنا
    حاتم ـ وهو ابن اسماعيل ، عن بكير بن مسمار ،
    عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه ، قال : أمر معاوية بن أبي سفيان
    سعداً ، فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب ؟ ! قال : أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله


    (1) كذا في الأصل والصحيح : يسمر .

    صلّى الله عليه وسلّم فلن أسبّه ، أن تكون لي واحدة منهن أحبّ إليّ من حمر النعم .
    سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول له خلّفه في بعض مغازيه قال له
    عليّ يا رسول الله خلّفتني مع النساء والصبيان ؟ ! فقال له : أما ترضىٰ أن تكون مني
    بمنزلة هارون من موسى إلّا أنه لا نبوّة بعدي .
    وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ، ويحبّه الله
    ورسوله ، قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً فأتي به أرمد ، فبصق في عينيه ، فدفع
    الراية إليه ، ففتح الله عليه .
    ولمّا نزلت هذه الآية : ندع ابناءنا وابناءكم (1) ، دعا رسول الله صلّى الله عليه
    وسلّم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .
    55 ـ وبه قال مسلم : أنبأنا قتيبة بن سعيد ، أنبأنا يعقوب ـ يعني ابن
    عبد الرحمان القاري ـ عن سهيل ، عن أبيه .
    عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال يوم خيبر : لاُعطين هذه
    الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه [ الله ورسوله ] يفتح الله على يديه .
    قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلّا يومئذ ! قال فتساورت لها رجاء
    أن اُدعی لها !
    قال : فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها ،
    فقال : امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك .
    قال : فسار عليّ شيئاً ثم وقف ولم يلتفت فصرخ ، قال : يا رسول الله على ماذا اُقاتل ؟
    قال : قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إلٰه إلّا الله وأن محمداً رسول الله ، فاذا فعلوا ذلك فقد
    منعوا منك دماءهم وأموالهم إلّا بحقها ، وحسابهم على الله .
    56 ـ أخبرنا الموفق بن سعيد ، أخبرنا أبو علي الصفار أخبرنا أبو سعد
    النصروي ، أخبرنا أبي زياد السمذي ، أخبرنا ابن شرويه وأحمد بن ابراهيم ، قالا
    أنبأنا اسحاق بن ابراهيم الحنظلي ، أخبرنا جرير ، عن المغيرة .
    عن اُمّ موسى قالت : سمعت عليا يقول : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول
    الله صلّى الله عليه وسلم وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية .
    57 ـ أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي ، أخبرنا أحمد بن الحسين البيهقي ،
    أخبرنا ، أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأنا أحمد بن
    عبد الجبار ، أنبأنا يونس بن بكير ، عن ابن اسحاق ، عن بعض أهله .
    عن أبي رافع مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال : خرجنا مع علي حين
    بعثه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم براية ، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله ،


    (1) آل عمران 3 :61 .


    فقاتلهم ، فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده ، فتناول عليّ باب الحصن
    فتترس به عن نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، ثم القاه من يده ،
    فلقد رأيتني في نفر مع سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما استطعنا أن
    نقلبه .
    58 ـ وبه قال أبو عبد الله الحافظ : حدّثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ ،
    أنبأنا الهيثم بن خلف الدوري ، أنبأنا اسماعيل بن موسى السدي ، أنبأنا مطلب بن
    زياد ، عن ليث بن أبي سليم ،
    عن أبي جعفر وهو محمد بن علي ، قال : دخلت عليه قال : حدّثني جابر بن عبد الله ان
    عليّاً حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون عليه فافتتحوها ، وأنه جرب بعد ذلك
    فلم يحمله أربعون رجلا .
    59 ـ وروي من وجه آخر ضعيف عن جابر : ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً
    فكان جهدهم أن أعادوا الباب .
    الباب التاسع والثلاثون
    في فضيلة جليلة لعليّ بن أبي طالب
    60 ـ أخبرنا زاهر بن طاهر ، أخبرنا ابو عثمان الصابوني وغيره إذناً ، قالوا
    أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ ، أنبأنا أبو الحسن محمد بن علي بن الحسين
    ابن الحسن بن القاسم الحسني الصوفي ، أنبأنا أبو ايوب سليمان بن أحمد بن يحيى
    الملطي بحمص ، أنبأنا محمد بن عثمان بن عبد الرحمان البصري ، أنبأنا حجاج بن
    نصير أنبأنا هشام ، عن ايوب ، عن عكرمة ،
    عن ابن عباس ، قال : كنا عند النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأذا بطير في فيه لوزة
    خضراء فألقاها في حجر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فأخذها النبيّ عليه السلام فقبّلها
    ثم كسرها ، فاذا في جوفها دودة خضراء مكتوب فيها بالصفرة : لا إلٰه الله محمد رسول
    الله ، نصرته بعلي وأيّدته به ، ما أنصف الله من خلقه من لم يرض بقضائه ، واشتكاه
    برزقه .
    61 ـ وبه ، قال أبو عبد الله : سمعت أبا الحسن بن أبي اسماعيل العلوي هذا بمنى
    سنة خمس وأربعين وثلاثمائة يقول : رأيت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في المنام ، فقلت :
    يا رسول الله ، انما انت منذر ولكل قوم هاد ، (1) قال : يا بني أبوك عليّ ؟ قلت : يا رسول


    (1) الرعد 13 : 7 .

    الله ، محمد رسول الله والذين معه ، (1) قال : من تبعني من المؤمنين ، قلت يا رسول الله ، و
    ما ارسلناك الا رحمة للعالمين ، (2) قال : انا رحمة للعالمين .
    الباب الاربعون
    في استخفاف علي المرتضى عليه رضوان الملك الاعلى بأصنام ذوي الردى ،
    وفي وضع عليّ المرتضى قدميه على منكبي المصطفى صلّى الله عليه وسلم
    لإلقاء الصنم الأكبر
    62 ـ أخبرنا أبو محمد الموفق بن سعيد ، اخبرنا أبو علي الصفار ، اخبرنا أبو سعد
    النصروي ، أخبرنا ابن زياد السمذي ، أخبرنا ابن شيرويه وأحمد بن ابراهيم ، قالا :
    أنبأنا اسحاق بن ابراهيم ، أخبرنا شبابة المدائني ، أنبأنا نعيم بن حكيم ، أنبأنا أبو
    مريم أنّه حدّثه ،
    عن علي بن أبي طالب ، قال : كنت أنطلق أنا واُسامة بن زيد الى اصنام
    قريش التي كانت حول الكعبة فنأتي العذرات حول الكعبة ، فنأخذ كل جزء براق
    بأيدينا فننطلق به الى اصنام قريش فنلطّخها ، فيصبحون فيقولون من فعل هذا
    بآلهتنا فيظلّون عامة النهار يغسلونها باللبن والماء .
    63 ـ وبه ، قال شبابة : أنبأنا نعيم ، أنبأنا أبو مريم عن علي بن أبي طالب قال :
    انطلق بي رسول الله صلّى الله عليه وسلم حتى اتى بي الكعبة فقال : اجلس فجلست
    الى جنب الكعبة ، فصعد رسول الله صلّى عليه وسلم منكبي ثم قال انهض فنهضت
    فلما رأى ضعفي تحته قال اجلس فجلست ونزل ثم جلس ثم قال لي : يا علي اصعد
    على منكبي فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول الله صلّى الله وسلم فلما نهض بي
    خيّل لو شئت نلت افق السماء فصعدت على الكعبة ، وتنحّی رسول الله صلّى الله
    عليه وسلم فقال : ألق صنمهم الاكبر ، صنم قريش ، وكان من نحاس موتّداً بأوتاد
    من حديد إلى الارض فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : عالجه ، فجعلت


    (1) الفتح 48 : 29 .
    (2) الأنبياء 21 : 107 .


    اعالجه ورسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول : ايه ، ايه ، فلم ازل اعالجه حتى
    استمكنت منه فقال : اقذفه فقذفته فتكسر ونزوت من فوق الكعبة وانطلقت أنا
    والنبيّ صلّى الله عليه وسلم نسعى وخشينا ان يرانا احد من قريش او غيرهم ، قال
    علي : فما صعدته حتى الساعة .
    تم كتاب الاربعين المسمى بالمنتقى من فضائل علي المرتضى بحمد الله العلي
    الاعلى في عشرين شهر الله محرم سنة تسع وتسعين وخمسمائة على يدي الراجي
    عفو ربّه الكريم أبي عبد الله محمد بن محمود بن الحسن الحضيري وفقه الله على تحصيل
    ما تمنّاه وكتب من أصل كان بخطّ المصنف رحمة الله عليه .
    وفرغت من نسخه عشيّة يوم الثلاثاء رابع جمادىٰ الآخرة سنة 1397 في
    المكتبة السليمانية في إسلامبول في رحلتي الثالثة إليها ، وقد كتبت الكتاب في يومين ،
    والكتاب ضمن مجموعة في مكتبة شهيد علي پاشا في المكتبة السليمانية برقم 539 ،
    والمجموعة كلها بخط هذا الحضيري وبتاريخ 599 سنة واكثر ما في المجموعة لرضي
    الدين احمد بن اسماعيل الطالقاني القزويني المتوفّی سنة 590 وهو مؤلف الأربعين
    المنتقى ، وبآخر المجموعة كتاب « الفرد والسرد » له ايضا بخط الحضيري في التاريخ .
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    التراث العدد 1
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 1
     مواضيع مماثلة
    -
    » تراثنا العدد 3
    » ما هي أهمية التراث
    »  أهمية التراث
    » الحفاظ على التراث وتطويره
    »  طرق حماية التراث الشعبي

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 43-lمنتدى كتب تراث اهل البيت عليهم السلام-
    انتقل الى: