كان العقل والنقل متفقين على تنزيه الله تعالى عن مشابهة البشر ، تعين أن نجمع بين
النصوص فنقول إن لله تعالى قدرة حقيقية ولكنها ليست كقدرة البشر ، وإن له رحمة
ليست كرحمة البشر ، وهكذا نقول في جميع ما أطلق عليه تعالى جمعاً بين
النصوص ، ولا ندعي أن إطلاق بعضها حقيقي وإطلاق البعض الآخر مجازي ، فكما
أن القدرة شأن من شؤونه لا يعرف كنهه ولا يجهل أثره كذلك الرحمة شأن من شؤونه
لا يعرف كنهه ولا يخفى أثره ، وهذا هو مذهب السلف فهم لا يقولون إن هذه الألفاظ
لا يفهم لها معنى بالمرة ، ولا يقولون إنها على ظاهرها بمعنى أن رحمة الله كرحمة
الإنسان ويده كيده وإن ظن ذلك في الحنابلة بعض الجاهلين .
ومحققوا الصوفية لا يفرقون بين صفات الله تعالى ولا يجعلون بعضها محكماً
إطلاق اللفظ عليه حقيقي ، وبعضها متشابهاً إطلاقه عليه مجازي ، بل كل ما أطلق
عليه تعالى فهو مجاز .
ثم تبنى رشيد رضا رأي الغزالي مع أنه كاد أن يكفر الحنابلة
للغزالي رسالة إسمها ( إلجام العوام عن علم الكلام ) حرم فيها على العوام حتى
السؤال عن معنى أحاديث الرؤية والتجسيم ، وقد تبناها الشيخ رشيد رضا ونقلها
كلها في تفسيره قال في ج 3 ص 207 ـ 208 :
وللإمام الغزالي تفصيل في كيفية الإستعمال وتحقيق في هذا البحث قاله بعد الرجوع
إلى مذهب السلف ( ! ) فننقله هنا من كتابه ( إلجام العوام عن علم الكلام ) وهو :
الباب الأول في شرح اعتقاد السلف في هذه الأخبار :
إعلم أن الحق الصريح الذي لأمراء فيه عند أهل البصائر هو مذهب السلف أعني
مذهب الصحابة والتابعين ، وها أنا أورد بيانه وبيان برهانه فأقول : حقيقة مذهب
السلف ـ وهو الحق عندنا ـ أن كل من بلغه حديث من هذه الأحاديث من عوام الخلق
يجب عليه فيه سبعة أمور : التقديس ، ثم التصديق ، ثم الإعتراف بالعجز ، ثم
السكوت ، ثم الإمساك ، ثم الكف ، ثم التسليم لأهل المعرفة .
أما التقديس فأعني به تنزيه الرب تعالى عن الجسمية وتوابعها .
وأما التصديق فهو الإيمان بما قاله صلى الله عليه وسلم ، وأن ما ذكره حق وهو
فيما قاله صادق ، وأنه حق على الوجه الذي قاله وأراده .
وأما الإعتراف بالعجز ، فهو أن يقر بأن معرفة مراده ليست على قدر طاقته ، وأن
ذلك ليس من شأنه وحرفته .
وأما السكوت فأن لا يسأل عن معناه ولا يخوض فيه ويعلم أن سؤاله عنه بدعة ، وأنه
في خوضه فيه مخاطر بدينه ، وأنه يوشك أن يكفر لو خاض فيه من حيث لا يشعر .
وأما الإمساك فأن لا نتصرف في تلك الألفاظ بالتصريف والتبديل بلغة أخرى
والزيادة فيه والنقصان منها والجمع والتفريق ، بل لا ينطق إلا بذلك اللفظ وعلى ذلك
الوجه من الإيراد والإعراب والتصريف والصيغة .
وأما الكف فأن يكف باطنه عن البحث عنه والتفكر فيه .
وأما التسليم لأهله فأن لا يعتقد أن ذلك إن خفي عليه لعجزه فقد خفي على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أو على الأنبياء أو على الصديقين والأولياء .
فهذه سبع وظائف اعتقد كافة السلف وجوبها على كل العوام ، لا ينبغي أن يظن
بالسلف الخلاف في شئ منها ، فلنشرحها وظيفة وظيفة إن شاء الله تعالى . . . انتهى .
ومع أن الغزالي أنزل بالعوام هذه الفتاوى الشديدة منعاً لهم من تكذيب روايات
السلف وأشاد بالسلف مدعياً أن ما يقوله هو مذهبهم ، لكنه قدم تأويلاً لها مخالفاً
للحنابلة والسلف وهاجم اتجاههم في تحريم التأويل والميل إلى التشبيه حتى جعل
منهم عبدة أصنام !
قال في ص 209 :
الوظيفة الأولى التقديس ومعناه : أنه إذا سمع اليد والأصبع وقوله صلى الله عليه
وسلم : إن الله خمر طينة آدم بيده وإن قلب المؤمن بين أصبعين من أصابع الرحمن
فينبغي أن يعلم أن اليد تطلق لمعنيين : أحدهما هو الوضع الأصلي وهو عضو مركب
من لحم وعظم وعصب ، واللحم والعظم والعصب جسم مخصوص وصفات
مخصوصة ، أعني بالجسم عبارة عن مقدار له طول وعرض وعمق يمنع غيره من أن
يوجد بحيث هو إلا بأن يتنحى عن ذلك المكان . وقد يستعار هذا اللفظ أعني اليد
لمعنى آخر ليس ذلك المعنى بجسم أصلاً كما يقال البلدة في يد الأمير فإن ذلك
مفهوم وإن كان الأمير مقطوع اليد مثلاً .
فعلى العامي وغير العامي أن يتحقق قطعاً ويقيناً أن الرسول عليهالسلام لم يرد بذلك
جسماً هو عضو مركب من لحم ودم وعظم وأن ذلك في حق الله تعالى محال وهو
عنه مقدس ، فإن خطر بباله أن الله جسم مركب من أعضاء فهو عابد صنم ! فإن كل
جسم فهو مخلوق وعبادة المخلوق كفر وعبادة الصنم كان كفراً لأنه مخلوق وكان
مخلوقاً لأنه جسم ، فمن عبد جسماً فهو كافر بإجماع الأئمة ، السلف منهم
والخلف ، سواء كان ذلك الجسم كثيفاً كالجبال الصم الصلاب أو لطيفاً كالهواء
والماء ، وسواء كان مظلماً كالأرض أو مشرقاً كالشمس والقمر والكواكب ، أو مشفاً
لا لون له كالهواء ، أو عظيماً كالعرش والكرسي والسماء ، أو صغيراً كالذرة والهباء ، أو
جماداً كالحجارة ، أو حيواناً كالإنسان .
فالجسم صنم ، فبأن يقدر حسنه وجماله أو عظمه أو صغره أو صلابته وبقاؤه لا
يخرج عن كونه صنماً .
ومن نفى الجسمية عنه وعن يده وإصبعه ، فقد نفى العضوية واللحم
والعصب وقدس الرب جل جلاله عما يوجب الحدوث ليعتقد بعده أنه عبارة عن
معنى من المعاني ليس بجسم ولا عرض في جسم يليق ذلك المعنى بالله تعالى ، فإن
كان لا يدري ذلك المعنى ولا يفهم كنه حقيقته فليس عليه في ذلك تكليف أصلاً ،
فمعرفة تأويله ومعناه ليس بواجب عليه ، بل واجب عليه أن لا يخوض فيه . انتهى .
وبذلك وافق الغزالي ورشيد رضا مذهبنا ومذهب المتأولين ، وخالف المفوضة
وأهل الظاهر !
وكل علماء السنة حتى المجسمة يصيرون متأولة عند الحاجة
كل المجسمة من الأشاعرة والحنابلة والوهابيين الذين حرموا التأويل ، وأنكروا
وجود المجاز في القرآن ، وأوجبوا حمل ألفاظه وألفاظ أحاديث الصفات على
معانيها الظاهرة الحقيقية ، بل حتى أولئك الذين حكموا بأن المتأولة أهل ضلالة
وبدعة وكفر وحذروا منهم . . كلهم يصيرون متأولة من الدرجة الأولى عندما يقعون
في مأزق الآيات والأحاديث التي تخالف مذهبهم وتنفي إمكان الرؤية بالعين
والتشبيه والتجسيم كقوله تعالى : لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ . . . لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ . . . لَا يُحِيطُونَ
بِهِ عِلْمًا . . . لَن تَرَانِي . . إلخ .
وهكذا نجد أن إخواننا الذين نبزونا بألفاظ ( متاولة ، متوالي ، بني متوال )
يقومون هم بتأويل جميع الآيات والأحاديث المخالفة لمذهبهم جهاراً نهاراً ، وجوباً
قربة إلى الله تعالى ، من أجل الدفاع عن أحاديث الرؤية بالعين وظاهر الآيات
المتشابهة فيها !
وهكذا يسقط منهجهم العلمي بتحريمهم التأويل في بعض الآيات والأحاديث
وتحليله في بعضها ! وكان الأولى بهم أن لا يلقوا أنفسهم في هذا المأزق ويتأولوا
الآيات التي يوهم ظاهرها الرؤية من أول الأمر من أجل الجمع المنطقي بينها وبين
الآيات النافية للرؤية .
وإذا سألتهم : لماذا أوجبتم الأخذ بظاهر هذه المجموعة من الآيات والأحاديث
وحرمتم تأويلها ، وأوجبتم تأويل تلك المجموعة وحرمتم الأخذ بظاهرها ! فليس
عندهم جواب ، إلا أنهم أرادوا المحافظة على ظواهر آيات الرؤية بالعين وأحاديث
الآحاد ، مهما كلفهم ذلك من تناقض في المنهج العلمي ، فالمهم عندهم أن لا
تنخدش روايات الرؤية بالعين عن كعب الأحبار ومن قلده من الخلفاء !
ـ قال السقاف في شرح العقيدة الطحاوية ص 148
ومن ذلك قول الحافظ ابن حجر في الفتح 13 ـ 432 : فمن أجرى الكلام على
ظاهره أفضى به الأمر إلى التجسيم ، ومن لم يتضح له وعلم أن الله منزه عن الذي
يقتضيه ظاهرها إما أن يكذب نقلتها وإما أن يؤولها . انتهى .
وقد تبنى ابن تيمية والوهابيون هذا الحل ( الشرعي ) فحكموا بوجوب تصديق
هذه الروايات وتحريم تأويلها حتى لو أدت إلى التجسيم ، ثم هجموا على روايات
التنزيه ونفي التجسيم بمعول التأويل !
ـ وقال السقاف في شرح العقيدة الطحاوية ص 156 ـ 159
وقد نقل الحافظ ابن جرير في تفسيره 27 ـ 7 تأويل لفظة ( أيد ) الواردة في قوله
تعالى : وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ، بالقوة أيضاً عن جماعة من أئمة السلف
منهم : مجاهد وقتادة ومنصور وابن زيد وسفيان . . . ومما يجدر التنبيه عليه هنا ولا
يجوز إغفاله أن هؤلاء القوم الذين يحاربون التأويل ويزعمون أنه ضلال وبدعة
وتحريف للقرآن والسنة هم أنفسهم يؤولون ما لا يوافق آراءهم من نصوص الكتاب
والسنة في مسائل الصفات ! فنراهم يؤولون مثل قوله تعالى : وَهُوَ مَعَكُمْ وقوله
تعالى : وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُبْصِرُونَ ، وقوله تعالى : مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ
ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ ، وقوله تعالى : إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ، وقوله تعالى : وَهُوَ
مَعَكُمْ ، إلى غير ذلك من نصوص واضحة !
فإذا كان هذا قرآن وذاك قرآن فما الذي أوجب اعتقاد ظاهر هذا دون ظاهر ذاك
وكله قرآن ! ولماذا جوزوا تأويل ظاهر هذا دون ذلك !
. . . روى الخلال بسنده عن حنبل عن عمه الإمام أحمد بن حنبل أنه سمعه يقول :
احتجوا علي يوم المناظرة فقالوا : تجيء يوم القيامة سورة البقرة . . . الحديث قال
فقلت لهم : إنما هو الثواب . اهـ . فتأمل في هذا التأويل الصريح . . . نقل الحافظ
البيهقي في الأسماء والصفات ص 470 عن البخاري أنه قال : معنى الضحك :
الرحمة اهـ . وقال الحافظ البيهقي ص 298 : روى الفربري عن محمد بن إسماعيل
البخاري أنه قال : معنى الضحك فيه ـ أي الحديث ـ الرحمة اهـ فتأمل . وقد نقل هذا
التأويل أيضاً الحافظ ابن حجر في فتح الباري 6 ـ 40 .
ـ وقال التلمساني في نفح الطيب ج 8 ص 34
حكاية أبي بكر بن الطيب مع رؤساء بعض المعتزلة . وذلك أنه اجتمع معه في
مجلس الخليفة فناظره في مسألة رؤية الباري فقال رئيسهم : ما الدليل أيها القاضي
على جواز رؤية الله تعالى قال قوله تعالى : لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ فنظر بعض المعتزلة إلى
بعض وقالوا : جن القاضي ! وذلك أن هذه الآية هي معظم ما احتجوا على مذهبهم
وهو ساكت ثم قال لهم : أتقولون إن من لسان العرب قولك الحائط لا يبصر قالوا : لا . . .
قال فلا يصح إذا نفي الصفة عما من شأنه صحة إثباتها له ؟ قالوا : نعم ، قال فكذلك
قوله تعالى : لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ، لو لا جواز إدراك الأبصار له لم يصح نفيه عنه ! انتهى .
وهكذا نرى أن الذين حرموا التأويل وكفروا المسلمين بسببه ، أفرطوا في ارتكابه
ووصلوا به إلى حد السفسطة ، فأولوا النفي الصريح بالإثبات ، ولم يبق عليهم إلا أن
يؤلوا ( لا إلۤه إلا الله ) بوجود عدة آلهة مع الله سبحانه وتعالى عما يصفون . وسوف
ترى مزيداً من فنونهم في تأويل آيات نفي الرؤية والتنزيه ، عند استعراض تفسيرها ،
إن شاء الله تعالى .
ـ ونختم بما قاله الشيخ محمد رضا جعفري في بحث الكلام عند الإمامية ص 151 من
مجلة تراثنا عدد 30
قال أبو الفرج ابن الجوزي : « واعلم أن عموم المحدثين حملوا ظاهر ما تعلق من
صفات الباري سبحانه على مقتضى الحس فشبهوا ، لأنهم لم يخالطوا الفقهاء فيعرفوا
حمل المتشابه على مقتضى الحكم . . » (1)
وقال أيضاً : « واعلم أن الناس في أخبار الصفات على ثلاث مراتب : إحداها ،
إمرارها على ما جاءت من غير تفسير ولا تأويل ، إلا أن تقع ضرورة كقوله تعالى
( وَجَاءَ رَبُّكَ ) (2) أي : جاء أمره ، وهذا مذهب السلف .
والمرتبة الثانية ، التأويل ، وهو مقام خطر .
والمرتبة الثالثة ، القول فيها بمقتضى الحس ، وقد عمَّ جهلة الناقلين (3) ، إذ ليس
لهم حظ من علوم المعقولات التي يعرف بها ما يجوز على الله تعالى وما يستحيل ،
فإن علم المعقولات يصرف ظواهر المنقولات عن التشبيه ، فإذا عدموا تصرفوا في
النقل بمقتضى الحس » (4)
وقال تقي الدين ابن تيمية ، راداً على من قال : إن أكثر الحنابلة مجسمة ومشبهة :
« المشبهة والمجسمة في غير أصحاب الإمام أحمد أكثر منهم فيهم ، فهؤلاء
أصناف الأكراد ، كلهم شافعية ، وفيهم من التشبيه والتجسيم ما لا يوجد في صنف
آخر ، وأهل جيلان فيهم شافعية وحنبلية ، وأما الحنبلية المحضة فليس فيهم من
ذلك ما في غيرهم ، والكرامية كلهم حنفية » . (5) ولست أقر ابن تيمية على دفاعه عن
أهل مذهبه ولكني أسكت عنه . . . .
4 ـ نماذج مختارة : وكنموذج لما أشار إليه ابن الجوزي في كلامه عن المحدثين
أختار ثلاثة لم يكونوا من الحنابلة الصرحاء ، وأقدم لكل منهم بعض الترجمة كي لا
يتهمني متهم بأني عثرت على مغمورين خاملين لم يكونوا ذوي شأن عند المحدثين :
1 ـ إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم ، أبو يعقوب الحنظلي المروزي ، ابن
راهويه النيسابوري ( 161 / 778 ت 238 / 853 ) .
قال الخطيب : كان أحد أئمة المسلمين ، وعلماً من أعلام الدين ، اجتمع له
الحديث والفقه ، والحفظ والصدق ، والورع والزهد ، ورحل إلى العراق ، والحجاز ،
واليمن ، والشام . . . وورد بغداد وجالس حفاظ أهلها ، وذاكرهم ، وعاد إلى خراسان
فاستوطن نيسابور إلى أن توفي بها ، وانتشر علمه عند الخراسانيين . وهكذا قال
المزي والسبكي . وهو شيخ البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، وأبو داود ، والنسائي ،
وبقية بن الوليد ، ويحيى بن آدم ـ وهما من شيوخه ـ وأحمد بن حنبل ، وإسحاق
الكوسج ، ومحمد بن رافع ، ويحيى بن معين ـ هؤلاء من أقرانه ـ وجماعة .
قال نعيم بن حماد : إذا رأيت العراقي يتكلم في أحمد بن حنبل فاتهمه في دينه ،
وإذا رأيت الخراساني يتكلم في إسحاق بن راهويه فاتهمه في دينه .
وقال النسائي : أحد الأئمة ، ثقة مأمون . وقال أحمد بن حنبل : إذا حدثك أبو
يعقوب أمير المؤمنين فتمسك به . وقال أبو حاتم : إمام من أئمة المسلمين . وقال ابن
حبان : وكان إسحاق من سادات زمانه فقهاً ، وعلماً ، وحفظاً ، ونظراً ، ممن صنف
الكتب ، وفرع السنن ، وذب عنها ، وقمع من خالفها ، وقبره مشهور يزار . وقال أبو
عبد الله الحاكم : إمام عصره في الحفظ والفتوى . وقال أبو نعيم الأصبهاني : كان
إسحاق قرين أحمد [ بن حنبل ] وكان للآثار مثيراً ، ولأهل الزيغ مبيراً .
وقال الذهبي : الإمام الكبير ، شيخ المشرق ، سيد الحفاظ ، قد كان مع حفظه
إماماً في التفسير ، رأساً في الفقه ، من أئمة الإجتهاد . (6)
أبو عيسى الترمذي ـ بعد أن أخرج الروايات التي تقول : إن الله يقبل الصدقة
ويأخذها بيمينه . . . الحديث ـ قال : وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا
الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ، ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة
إلى السماء الدنيا ، قالوا : قد تثبت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ، ولا
يقال : كيف ؟
هكذا روي عن مالك ، وسفيان بن عيينة ، وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه
الأحاديث : أمروها بلا كيف . وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة . وأما
الجهمية فأنكرت هذه الروايات ، وقالوا : هذا تشبيه . وقد ذكر الله عز وجل في غير
موضع من كتابه : اليد ، والسمع ، والبصر ، فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها
على غير ما فسر أهل العلم ، وقالوا : إن الله لم يخلق آدم بيده ، وقالوا : إن معنى اليد
هاهنا القوة .
وقال إسحاق بن إبراهيم (7) : إنما يكون التشبيه إذا قال : يد كيد ، أو مثل يد ، أو
سمع كسمع ، أو مثل سمع ، فإذا قال : سمع كسمع أو مثل سمع ، فهذا التشبيه . وأما
إذا قال ـ كما قال الله تعالى ـ : يد ، وسمع ، وبصر ، ولا يقول : كيف ، ولا يقول مثل
سمع ، ولا كسمع ، فهذا لا يكون تشبيهاً ، وهو كما قال الله تعالى : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ
وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) . (
2 ـ أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري ( 223 / 838 ـ
311 / 924 ) قالوا عنه : إنه كان إمام نيسابور في عصره ، فقيهاً ، مجتهداً ، بحراً من
بحور العلم ، اتفق أهل عصره على تقدمه في العلم ، ولقبه الصفدي ، واليافعي ،
والذهبي ، والسبكي ، وابن الجزري ، والسيوطي ، وابن عبد الحي بإمام الأئمة . وقال
الدارقطني : كان إماماً معدوم النظير . وقال ابن كثير : هو من المجتهدين في دين
الإسلام . وذكروا له الكرامات . وقال السمعاني : وجماعة [ من المحدثين ] ينسبون
إليه ، يقال لكل واحد منهم خزيمي [ فهو إمام مدرسة حدثية ] . وهذا بعض ما قيل
فيه (9) :
أثبت ابن خزيمة الوجه لله سبحانه ، وقال : ( ليس معناه أن يشبه وجهه وجه
الآدميين ، وإلا لكان كل قائل إن لبني آدم وجهاً ، وللخنازير ، والقردة ، والكلاب . . . ـ
إلى آخر ما عدد من الحيوانات ـ وجوهاً ، قد شبه وجوه بني آدم بوجوه الخنازير
والقردة والكلاب . . . ) (10)
وذكر مثل هذا في العين ، واليد ، والكف ، واليمين ، وقال : إن عيني الله لا تشبهان
أي عين لغيره ، وأضاف : نحن نقول : لربنا الخالق عينان يبصر بهما ما تحت الثرى
وتحت الأرض السابعة السفلى وما في السماوات العلى وما بينهما ونزيد شرحاً
وبياناً ونقول : عين الله عز وجل قديمة لم تزل باقية ، ولا يزال محكوم لها بالبقاء منفي
عنها الهلاك والفناء ، وعيون بني آدم محدثة ، كانت عدماً غير مكونة فكونها الله
وخلقها بكلامه الذي هو صفة من صفات ذاته . . . » (11)
وقال : إن لله يدين ويداه قديمتان لم تزالا باقيتين ، وأيدي المخلوقين محدثة فأي
تشبيه ! . . . (12) ونفى التأويل عن كل هذا ، خاصة تأويل اليد بالنعمة أو القوة . (13)
وذكر « أن كلام ربنا عز وجل لا يشبه كلام المخلوقين ، لأن كلام الله كلام متواصل
لا سكت بينه ولا سمت ، لا ككلام الآدميين الذي يكون بين كلامه سكت وسمت
لانقطاع النفس ، أو التذاكر ، أو العي . . . » (14)
3 ـ عثمان بن سعيد ، أبو سعيد الدارمي ، التميمي ، السجستاني ( ح 199 / 815 ـ
280 / 894 ) الإمام العلامة الحافظ ، الناقد الحجة ، وكان جذعاً وقذئ في أعين
المبتدعة ، قائماً بالسنة ، ثقة ، حجة ، ثبتاً . وقيل فيه : كان إماماً يقتدى به في حياته
وبعد مماته . ذكره الشافعية في طبقاتهم ، وعده الحنابلة من أصحاب ابن حنبل (15) .
قال الدارمي بأن لله مكاناً حده ، وهو العرش (16) و ( هو بائن من خلقه فوق عرشه
بفرجة بينه في هواء الآخرة ، حيث لا خلق معه هناك غيره ، ولا فوقه سماء ) (17)
وقال ( قد أينا له مكاناً واحداً ، أعلى مكان ، وأطهر مكان ، وأشرف مكان : عرشه
العظيم فوق السماء السابعة العليا ، حيث ليس معه هناك إنس ولا جان ، ولا بجنبه
حش ، ولا مرحاض ، ولا شيطان . وزعمت أنت (18) والمضلون من زعمائك أنه في
كل مكان ، وكل حش ومرحاض ، وبجنب كل إنسان وجان ! أفأنتم تشبهونه إذ قلتم
بالحلول في الأماكن أم نحن ؟ ! ) (19)
وقال ( ولو لم يكن لله يدان بهما خلق آدم ومسه مسيساً كما ادعيت ، لم يجز أن يقال
( لله ) : بيدك الخير . . . ) (20) وأحال في ذلك كل معنى أو تأويل من نعمة أو قوة إلا
اليدين (21) ( بما لهما من المعنى ، وهو العضو الخاص المحسوس ) ، ( وأن لله
إصبعين ، من غير تأويل بمعنى آخر ) (22) ( والقدمان قدمان من غير تأويل ) (23)
( غير أنا نقول ، كما قال الله ( وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ) (24) إنه عنى به الوجه الذي هو الوجه
عند المؤمنين ، لا الأعمال الصالحة ، ولا القبلة . . . ) (25) وإن نفي التشبيه إنما هو بأن
يكون لله كل هذا ، ولكن لا يشبه شئ منه شيئاً مما في المخلوقين ) (26)
وقال الجعفري في هوامشه :
(1) تلبيس ابليس : ط ادارة الطباعة المنيرية ، القاهرة : 1368 / 116 .
(2) الفجر 89 : 22 .
(3) ويقصد بهم المحدثين .
(4) دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه ، المكتبة التوفيقية ، القاهرة : 1976 / 73 ـ 74 .
(5) المناظرة في العقيدة الواسطية ، مجموعة الرسائل الكبرى ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ، لبنان ، ط
2 : 1392 / 1972 ، 1 / 418 .
(6) التاريخ الكبير 1 ـ 379 ـ 380 = 1209 ، التاريخ الصغير 2 / 368 ، الجرح والتعديل 1 ـ 1 ( 2 ) 209 ـ
210= 714 ، ابن حبان ، الثقات 8 / 115 ـ 116 ، طبقات الحنابلة 1 / 109 = 122 ، المنهج الأحمد 1 / 108 ـ
109 = 43 ، تاريخ بغداد 6 / 345 ـ 335 = 3381 ، حلية الأولياء 9 / 234 ـ 238 ابن خلكان 1 / 199 ـ 201 ،
الأنساب 6 / 56 ـ 57 ، السبكي ، طبقات الشافعية 2 / 83 ـ 93 ، ميزان الإعتدال 1 / 182 ـ 183 = 733 ، سير
أعلام النبلاء 11 / 358 ـ 382 ، تذكرة الحفاظ 2 / 433 ـ 435 ، العبر 1 / 426 ، الوافي بالوفيات 8 / 386 ـ 388
= 3825 ، طبقات الحفاظ / 188 ـ 189 = 419 ، ابن كثير 10 / 317 ، تهذيب التهذيب 1 / 216 ـ 219 = 408
، تهذيب الكمال 2 / 373 ـ 388 ـ 332 ، طبقات المفسرين 1 / 102 ـ 103 ، شذرات الذهب 2 / 89 .
(7) هو إسحاق بن راهويه ـ عارضة الأحوذي : 3 / 332 .
(
الجامع الصحيح ، الزكاة ( ما جاء في فضل الصدقة ) 3 / 50 ـ 51 أي 662 .
(9) الذهبي سير أعلام النبلاء : 14 / 365 ـ 382 ، تذكرة الحفاظ : 2 / 720 ـ 731 ، العبر : 2 / 149 ،
السمعاني ، الأنساب : 5 / 124 ، ابن الأثير ، اللباب : 1 / 442 ، ابن الجوزي ، المنتظم : 6 / 184 ـ 186 ، ابن كثير ،
البداية والنهاية ، 11 / 149 ، السبكي ، طبقات الشافعية : 3 / 109 ـ 119 ، الصفدي ، الوافي بالوفيات : 2 / 196 ،
اليافعي ، مرآة الجنان : 2 / 264 ، ابن عبد الحي ، شذرات الذهب : 2 / 262 ـ 263 ، السيوطي ، طبقات الحفاظ :
310 ـ 311 ، ابن الجزري ، طبقات القراء : 2 / 97 ـ 98 .
(10) التوحيد واثبات صفات الرب ، راجعه وعلق عليه محمد خليل هراس ، المدرس بكلية أصول الدين
( بالأزهر ) ، مكتبة الكليات الأزهرية ، القاهرة : 1387 / 1968 ، / 23 .
(11) المصدر / 50 ـ 52 .
(12) المصدر / 82 ـ 85 .
(13) المصدر / 85 ـ 87 .
(14) المصدر / 145 .
(15) سير أعلام النبلاء : 13 / 319 ـ 326 ، تذكرة الحفاظ : 2 / 621 ـ 622 ، العبر : 2 / 64 ، مرآة الجنان :
2 / 193 ، ابن كثير 11 / 69 ، طبقات الشافعية : 2 / 302 ـ 306 ، طبقات الحفاظ : 274 ، طبقات الحنابلة :
1 / 221 ، شذرات الذهب : 2 / 176 .
(16) الرد على بشر المريسي ، عقائد السلف ، نشر : دكتور علي سامي النشار ، عمار جمعي الطالبي ، منشأة
المعارف الإسكندرية ، مصر : 1971 / 382 .
(17) المصدر / 439 .
(18) يخاطب به بشر المريسي ، الذي يرد عليه الدارمي ، وهو بشر بن غياب المريسي ، البغدادي ، الحنفي (
ح 138 / 755 ـ 218 / 833 ) من أعلام الحنيفة ، وممن نادى بخلق القرآن ودافع عنه ، وعن كثير من آراء المعتزلة
(19) المصدر / 454 .
(20) المصدر / 387
(21) ( بما لهما من المعنى ، وهو العضو الخاص المحسوس ) المصدر / 398 .
(22) المصدر / 420 .
(23) المصدر / 423 ـ 424 ، 427 ـ 428 .
(24) الرحمن 55 / 27 .
(25) المصدر / 516 .
(26) المصدر / 432 ـ 433 ، 508 . . انتهى .
الفصل الثالث
بازار الأحاديث في الرؤية والتشبيه والتجسيم
قالوا إن الله تعالى على صورة بشر !
ـ صحيح مسلم ج 8 ص 32
ـ عن أبي هريره قال : قال رسول الله ( ص ) إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه
فإن الله خلق آدم على صورته . .
ـ فردوس الأخبار للديلمي ج 2 ص 299
أبو هريرة : خلق الله عز وجل آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً . . . فكل من
يدخل الجنة على صورة آدم ستون ذراعاً فلم تزل تنقص بعده حتى الآن . انتهى .
ونحوه في ج 5 ص 165 ونحوه في مصابيحه ج 3 ص 266
ـ مختصر تاريخ دمشق ج 3 جزء 5 ص 125
عن أبي هريرة ، عن النبي ( ص ) قال : خلق الله آدم على صورته طوله سبعون
ذراعاً . . . الى آخره . وقد تقدم تكذيب الإمام مالك لهذا الحديث وغيره من أحاديث
رؤية الله تعالى بالعين ، من سير أعلام النبلاء ج 8 ص 103
ـ وروى ابن حجر في لسان الميزان ج 3 ص 299 صيغة معقولة لهذا الحديث قال : . . .
العلاء بن مسلمة ، حدثنا عبد الله بن سيف ، ثنا إسماعيل بن رافع ، عن المقبري ، عن
أبي هريرة رضياللهعنه مرفوعاً : لا يضربن أحدكم وجه خادمه ولا يقول لعن الله من أشبه
وجهك ، فإن الله خلق آدم على صورة وجهه . انتهى . فهل يقبلها اخواننا ويخلصون
أنفسهم من ورطة التجسيم .
ـ لجنة الإفتاء الوهابية ج 4 ص 368 فتوى رقم 2331
س 1 : عن أبي هريرة رضياللهعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : خلق الله آدم
على صورته ستون ذراعاً ، فهل هذا الحديث صحيح ؟
ج : نص الحديث : خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً ثم قال : إذهب
فسلم على أولئك النفر ، وهم نفر من الملائكة جلوس ، فاستمع فما يحيونك فإنها
تحيتك وتحية ذريتك ، فذهب فقال : السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة
الله فزادوه ورحمة الله ، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم طوله ستون ذراعاً ، فلم
يزل الخلق تنقص بعده إلى الآن . رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم . وهو حديث
صحيح ولا غرابة في متنه فإن له معنيان :
الأول : أن الله لم يخلف آدم صغيراً قصيراً كالأطفال من ذريته ثم نما وطال حتى بلغ
ستين ذراعاً ، بل جعله يوم خلقه طويلاً على صورة نفسه النهائية طوله ستون ذراعاً .
والثاني : أن الضمير في قوله ( على صورته ) يعود على الله بدليل ما جاء في رواية
أخرى صحيحة : على صورة الرحمن وهو ظاهر السياق ولا يلزم على ذلك التشبيه ،
فإن الله سمى نفسه بأسماء سمى بها خلقه ، ووصف نفسه بصفات وصف بها خلقه ،
ولم يلزم من ذلك التشبيه وكذا الصورة ، ولا يلزم من إتيانها لله تشبيهه بخلقه لأن
الاشتراك في الإسم وفي المعنى الكلي لا يلزم منه التشبيه فيما يخص كلا منهما ،
لقوله تعالى : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ .
وقالوا له سمع وبصر كسمع الإنسان وبصره
ـ سنن أبي داود ج 2 ص 419
. . . مولى أبي هريرة قال سمعت أبا هريرة يقرأ هذه الآية : إن الله يأمركم أن تؤدوا
الأمانات إلى أهلها . . إلى قوله تعالى سَمِيعًا بَصِيرًا ، قال : رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يضع إبهامه على أذنه والتي تليها على عينه ، قال أبو هريرة : رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها ويضع إصبعيه ، قال ابن يونس قال المقرىء : يعني
أن الله سميع بصير ، يعني أن لله سمعاً وبصراً ، قال أبو داود : وهذا رد على الجهمية .
انتهى . ورواه في ج 2 ص 233 ، وكأن قصد أبي داود أن الجهمية أفرطوا في التنزيه ،
فيجب أن نرد عليهم بالتجسيم !
وقالوا له عينان مثل الإنسان وهما سالمتان
ـ صحيح البخاري ج 2 جزء 4 ص 141
قال عبد الله ( يعني ابن عمر ) ذكر النبي ( ص ) يوماً بين ظهري الناس المسيح
الدجال فقال : إن الله ليس بأعور ، إلا أن المسيح الدجال أعور العين . انتهى . وقد
فسرها الوهابيون وأسلافهم ، بأن الله تعالى له عينان سالمتان ! ورواه البغوي في
مصابيحه ج 3 ص 497 ، 507 عن ابن عمر أنه قال : قام رسول الله ( ص ) ثم ذكر
الدجال : تعلمون أنه أعور ، وأن الله ليس بأعور . عن عبادة ابن الصامت عن رسول
الله ( ص ) : إن المسيح الدجال رجلٌ قصير أفجح جعد أعور ، وإن ربكم ليس بأعور .
وقالوا له أيدي وأعين ورجلان
ـ قال ابن حزم في المحلى ج 1 ص 33
مسألة : وإن لله عز وجل عزاً وعزة وجلالاً وإكراماً ، ويداً ويدين وأيدياً ( كذا )
ووجهاً وعيناً وأعيناً ، وكبرياء ، وكل ذلك حق لا يرجع منه ولا من علمه تعالى وقدره
وقوته إلا إلى الله تعالى لا إلى شئ غير الله عز وجل أصلاً ، نقر من ذلك مما في القرآن
وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يحل أن يزاد في ذلك ما لم يأت به
نص من قرآن أو سنة صحيحة .
قال عز وجل : ذو الجلال والإكرام وقال تعالى : يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ، لما خلقت
بيدي ، ومما عملت أيدينا أنعاماً ، إنما نطعمكم لوجه الله ، ولتصنع على عيني ، إنك
بأعيننا . ولا يحل أن يقال عينين لأنه لم يأت بذلك نص ، ولا أن يقال سمع وبصر ولا
حياة ، لأنه لم يأت بذلك نص لكنه تعالى سميع بصير حي قيوم . انتهى .
ولعل ابن حزم لم يطلع على نص العينين وحديث السمع والبصر وغيرها ، وإلا
لقال بها !
وقالوا قد يكون له أذن وقد يكون بلا أذن
ـ فتاوي الألباني ص 344
ـ سؤال السائل : صفة الأذن لله ، موقف أهل السنة والجماعة منها ؟
جواب : لا يثبتون ولا ينفون بالرأي ، أما ما أثبته النص فهم يثبتونه بدون تكييف
. . . السلفيون مستريحون من هذه الكيفية يعني استراحوا من التشبيه عملاً بالتنزيه . . .
وأن العين : صفة من صفاته تليق بعظمته وجلاله .
وقالوا له جنب وحقو
ـ تفسير الطبري ج 26 ص 36
ـ عن أبي هريرة عن رسول الله ( ص ) أنه قال خلق الله الخلق فلما فرغ منهم
تعلقت الرحم بحقو الرحمن فقال مه ! فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة . . .
ورواه البغوي في مصابيحه ج 3 ص 350
ـ وقال الشاطبي في الإعتصام ج 2 ص 303
قول من زعم : أن لله سبحانه وتعالى جنباً مستدلاً بقوله : أن تقول نفس يا حسرتا
على ما فرطت من جنب الله .
وقالوا إنه يمشي وقد يركض ويهرول
ـ فتاوي الألباني ص 506
سؤال : حول الهرولة ، وهل أنكم تثبتون صفة الهرولة لله تعالى ؟
جواب : الهرولة كالمجيء والنزول صفات ليس يوجد عندنا ما ينفيها .
ـ فتاوي ابن باز ج 5 ص 374
. . . ومن ذلك الحديث القدسي وهو قول الله سبحانه : من تقرب إلى شبراً تقربت
إليه ذراعاً ، ومن تقرب إلى ذراعاً تقربت إليه باعاً ، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة . . .
أما التأويل للصفات وصرفها عن ظاهرها فهو مذهب أهل البدع من الجهمية
والمعتزلة . . . انتهى .
وقالوا إنه تعالى يرى بالعين في الدنيا
ـ الفرق بين الفرق للنوبختي ص 294
وأجمع أهل السنة على أن الله تعالى يكون مرئياً للمؤمنين في الآخرة ، وقالوا
بجواز رؤيته في كل حال ولكل حي من طريق العقل ووجوب رؤيته للمؤمنين خاصة
في الآخرة ، من طريق الخبر . .
ـ مسند أحمد ج 4 ص 66
. . . عن خالد بن اللجلاج عن عبد الرحمن بن عائش عن بعض أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم ذات غداة وهو
طيب النفس مسفر الوجه أو مشرق الوجه فقلنا : يا رسول الله إنا نراك طيب النفس
مسفر الوجه أو مشرق الوجه ، فقال : وما يمنعي وأتاني ربي عز وجل الليلة في
أحسن صورة ، قال يا محمد ، قلت لبيك ربي وسعديك ، قال : فيم يختصم الملأ
الأعلى ؟ قلت لا أدري أي رب ! قال ذلك مرتين أو ثلاثاً ، قال فوضع كفيه بين كتفي
فوجدت بردها بين ثديي حتى تجلى لي ما في السموات وما في الأرض ، ثم تلا هذه
الآية : وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين . انتهى .
ورواه في ج 5 ص 378 ، وستأتي بقية رواياته في تفسير قوله تعالى ( مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ
مَا رَأَىٰ ) .
وقالوا إنه يلبس قباء وجبة ويركب على جمل
ـ لسان الميزان ج 2 ص 238
ومما في الصفات له ( حدثنا ) أبو حفص بن سلمون ثنا عمرو بن عثمان ثنا أحمد
بن محمد بن يوسف الإصبهاني ثنا شعيب بن بيان الصفار ثنا عمران القطان عن قتادة
عن أنس رضياللهعنه مرفوعاً : إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الأذان والإقامة عليه رداء
مكتوب عليه إنني أنا الله لا إلۤه إلا أنا ، يقف في قبلة كل مؤمن مقبلاً عليه ، فإذا سلم
الإمام صعد إلى السماء . وروى عن ابن سلمون بإسناد له : رأيت ربي بعرفات على
جمل أحمر عليه إزار ! انتهى . ورواه في ميزان الإعتدال ج 1 ص 512
وقالوا إنه فتى أمرد جعد الشعر
ـ ميزان الإعتدال ج 1 ص 593
. . . عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ : فلما تجلى ربه للجبل ،
قال : أخرج طرف خنصره وضرب على إبهامه فساخ الجبل ، فقال حميد الطويل
لثابت : تحدث بمثل هذا ! قال فضرب في صدر حميد وقال : يقوله أنس ويقوله
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكتمه أنا ! رواه جماعة عن حماد وصححه
الترمذي . إبراهيم بن أبي سويد وأسود بن عامر ، حدثنا حماد ، عن قتادة ، عن
عكرمة ، عن ابن عباس مرفوعاً : رأيت ربي جعداً أمرد ، عليه حلة خضراء .
وقال ابن عدي : حدثنا عبد الله بن عبد الحميد الواسطي ، حدثنا النضر بن سلمة
شاذان ، حدثنا الأسود بن عامر ، عن حماد ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أن
محمداً رأى ربه في صورة شاب أمرد دونه ستر من لؤلؤ قدميه أو رجليه في خضرة .
. . . قال المرودي : قلت لأحمد : يقولون لم يسمع قتادة عن عكرمة فغضب
وأخرج كتابه بسماع قتادة عن عكرمة في ستة أحاديث . ورواه الحكم بن أبان عن
زيرك عن عكرمة . وهو غريب جداً .
وقالوا إنه يضحك في الدنيا والآخرة
ـ صحيح البخاري ج 2 جزء 3 ص 210
عن أبي هريرة رضياللهعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يضحك الله إلى
رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة ، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب
الله على القاتل فيستشهد .
ـ صحيح البخاري ج 4 ص 226
. . . فباتا طاويين ، فلما أصبح غد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :
ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما ، فأنزل الله : ويؤثرون على أنفسهم ولو كان
بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون .
ـ سنن النسائي ج 6 ص 38
. . . عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن الله عز وجل يعجب من
رجلين يقتل أحدهما صاحبه ، وقال مرة أخرى : ليضحك من رجلين يقتل أحدهما
صاحبه ثم يدخلان الجنة . تفسير ذلك أخبرنا محمد بن سلمة . . . عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر
كلاهما يدخل الجنة ، يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيقاتل
فيستشهد . انتهى . ورواه ابن ماجة في ج 1 ص 68
ـ وروى أحمد في مسنده ج 1 ص 392
عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن آخر من يدخل الجنة
رجل يمشي على الصراط فينكب مرة ويمشي مرة وتسفعه النار مرة ، فإذا جاوز
الصراط التفت إليها فقال : تبارك الذي نجاني منك لقد أعطاني الله ما لم يعط أحداً
من الأولين والآخرين ، قال فترفع له شجرة فينظر إليها فيقول : يا رب أدنني من هذه
الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها ، فيقول : أي عبدي فلعلي إن أدنيتك منها
سألتني غيرها ، فيقول : لا يا رب ، ويعاهد الله أن لا يسأله غيرها والرب عز وجل
يعلم أنه سيسأله لأنه يرى ما لا صبر له يعني عليه ، فيدنيه منها ثم ترفع له شجرة
وهي أحسن منها فيقول : يا رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من
مائها فيقول : أي عبدي ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها ، فيقول : يا رب هذه لا
أسألك غيرها ويعاهده والرب يعلم أنه سيسأله غيرها فيدنيه منها ، فترفع له شجرة
عند باب الجنة هي أحسن منها فيقول : رب أدنني من هذه الشجرة أستظل بظلها
وأشرب من مائها فيقول : أي عبدي ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ، فيقول : يا رب
هذه الشجرة لا أسألك غيرها ويعاهده والرب يعلم أنه سيسأله غيرها لأنه يرى ما لا
صبر له عليها فيدنيه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول : يا رب الجنة الجنة ،
فيقول : عبدي ألم تعاهدني أنك لا تسألني غيرها ، فيقول : يا رب أدخلني الجنة .
قال فيقول عز وجل : ما يصريني منك أي عبدي أيرضيك أن أعطيك من الجنة
الدنيا ومثلها معها ؟
قال فيقول : أتهزؤ بي وأنت رب العزة !
قال فضحك عبد الله حتى بدت نواجذه ثم قال : ألا تسألوني لم ضحكت ؟
قالوا له لم ضحكت ؟
قال : لضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ثم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تسألوني لم ضحكت ؟
قالوا : لم ضحكت يا رسول الله ؟
قال : لضحك الرب حين قال أتهزأ بي وأنت رب العزة ! ! انتهى . ورواه في ج 1
ص 411 وج 2 ص 318 وص 464 وص 511 وروى نحوه في ج 2 ص 276 وص 294
وص 534 وج 3 ص 80 وابن ماجة في سننه ج 1 ص 64 والديلمي في فردوس الأخبار ج 3
ص 9 ح 3703 والبغوي في مصابيحه ج 1 ص 433 وص 544 وج 3 ص 546 والبيهقي في
شعب الإيمان ج 1 ص 249 وفي دلائل النبوة ج 6 ص 143 والهيثمي في مجمع الزوائد ج 10
ص 615 والشوكاني في نيل الأوطار ج 3 ص 57 وغيرهم . . وغيرهم . .
وسيأتي عدد آخر من روايات ضحك الله المزعوم على هذا الرجل في روايات
رؤيته بالعين في الآخرة .
ـ وقال ابن تيمية في الإيمان ص 424
وفي الصحيحين في حديث الشفاعة يقول كل من الرسل إن ربي قد غضب اليوم
غضباً لم يغضب قبله مثله . . . وكذلك ضحكه إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر
كلاهما يدخل الجنة وضحكه إلى الذي يدخل الجنة آخر الناس ويقول : أتسخر بي
وأنت رب العالمين ! وكل هذا في الصحيح .
وقالوا إنه يضحك لمن يستلقي على دابته
ـ وروى أحمد في ج 1 ص 330 رواية غريبة نسب فيها تصرفاً غير معقول للنبي صلىاللهعليهوآله ،
ونسب فيها إلى الله تعالى أنه يضحك لمن يذكره على دابته ثم يستلقي ! قال
الإمام أحمد :
عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه على دابته فلما استوى
عليها كبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ، وحمد الله ثلاثاً ، وسبح الله ثلاثاً ، وهلل
الله واحدة ثم استلقى عليه فضحك ، ثم أقبل عليَّ فقال : ما من إمريء يركب دابته فيصنع
كما صنعت إلا أقبل الله تبارك وتعالى فضحك إليه كما ضحكت إليك !
وقالوا مادام الله يضحك فأملنا فيه كبير
ـ روى أحمد في مسنده ج 4 ص 11 وص 12 وص 13 رواية تعطي الناس الأمل بالله
تعالى لأنه يضحك ! قال : . . . عن وكيع بن حدس عن عمه أبي رزين قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ، قال قلت : يا
رسول الله أو يضحك الرب عز وجل ! قال نعم ، قال : لن نعدم من رب يضحك خيراً !
ـ وروى الديلمي في فردوس الأخبار ج 3 ص 10
أبو ذر الغفاري : ضحك الله ربنا عز وجل من قنوط عباده وقرب غيره ولن نعدم
من رب يضحك خيراً . وستأتي روايته عن النويري وغيره .
وقالوا إنه يضحك . . ويظل يضحك
ـ قال ابن قيم الجوزية في زاد المعاد ج 3 ص 566 ـ 567
ـ قوله ( ص ) : فيضل يضحك ، هو من صفات أفعاله سبحانه وتعالى التي لا
يشبهه فيها شئ من مخلوقاته كصفات ذاته . . وكذلك : فأصبح ربك يطوف في
الأرض ، هو من صفات فعله كقوله تعالى : وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ ، وينزل ربنا كل ليله
إلى السماء الدنيا ، ويدنو عشية عرفة فيباهي بأهل الموقف الملائكة . والكلام في
الجميع صراط واحد مستقيم إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تحريف ولا تعطيل .
ـ وقال النويري في نهاية الإرب ج 7 جزء 14 ص 292
عن لقيط بن عامر العقيلي قال . . . أتينا رسول الله ( ص ) حين انصرف من صلاة
الغداة فقام خطيباً فقال أيها الناس . . . يشرف عليكم أزلين فيظل يضحك ، قد علم
أن غوثكم قريب . قال لقيط له : لن نعدم من رب يضحك خيراً . . انتهى . وروى نحوه
المنذري في الترغيب والترهيب ج 1 ص 434 وص 436 وج 4 ص 503
وقالوا إنه ضحك لطلحة وسعد
ـ أُسد الغابة ج 3 ص 83
روي أنه ( طلحة بن البراء ) توفي ليلاً فقال أدفنوني . . ولا تدعوا رسول الله ( ص )
فإني أخاف عليه ( ص ) يصاب في سببي ، فأخبر رسول الله حين أصبح فجاء ( ص )
حتى وقف على قبره وقال : اللهم إلقَ طلحة وأنت تضحك إليه وهو يضحك إليك . .
ـ مسند أحمد ج 6 ص 456
. . . أسماء بنت يزيد بن سكن قالت : لما توفي سعد بن معاذ صاحت أمه ، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم : ألا يرفأ دمعك ويذهب حزنك فإن ابنك أول من ضحك
الله له واهتز له العرش .
وقالوا إنه يظهر لعباده ضاحكاً
ـ فردوس الأخبار ج 5 ص 368
أبو موسى : يتجلى ربنا ضاحكاً يوم القيامة ، حتى ينظروا إلى وجهه فيخرون له
سجداً فيقول : ارفعوا رؤوسكم فليس هذا يوم عبادة .
وقالوا منطقه كالرعد ، وضحكه كالبرق
ـ فردوس الأخبار للديلمي ج 5 ص 366
أبو هريرة : ينشىء الله عز وجل السحاب ثم ينزل فيه ، لا شئ أحسن من ضحكه
ولا شئ أحسن من منطقه ، منطقه الرعد ومضحكه البرق !
ـ أُسد الغابة ج 3 ص 83 وج 6 ص 399
عن رجل من بني غفار . . قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : إن الله عز وجل
ينشىء السحاب فيضحك أحسن الضحك وينطق أحسن النطق !
وقالوا يظهر متجسداً لأبي بكر وحده بدون ضحك
ـ قال السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 293
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارقطني عن جابر عن النبي صلى الله عليه
وسلم : إن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة .
وأخرج الدارقطني عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله ليتجلى
للناس عامة ويتجلى لأبي بكر الصديق خاصة .
ـ وقال الديلمي في فردوس الأخبار ج 5 ص 400
أنس بن مالك : يا أبا بكر لأبشرك أن الله عز وجل يتجلى لك يوم القيامة خاصة
وللناس عامة .
ـ وقال ابن حبان في المجروحين ج 1 ص 143
أحمد بن محمد بن عمر بن يونس اليماني . . . والصحيح من حديثه موقوف على
أبي هريرة وروى عن أبيه . . . عن أبي هريرة قال لما قدم رسول الله ( ص ) من الغار
يريد المدينة أخذ أبو بكر بغرزه فقال . . ألا أبشرك يا أبا بكر ؟ قال : بلى بأبي أنت
وأمي يا رسول الله ، قال : إن الله عز وجل يتجلى للخلائق يوم القيامة عامة ، ويتجلى
لك خاصة .
ـ وقال في المجروحين ج 2 ص 115
علي بن عبده بن قتيبة . . . كان يسرق الحديث ولا يحل الإحتجاج به . . عن جابر
قال رسول الله ( ص ) إن الله يتجلى للمؤمنين عامة ولأبي بكر خاصة .
وقالوا يجلس على العرش ولعرشه أطيط وصرير من ثقله
ذكرنا عدداً من روايات أطيط العرش عن الخليفة عمر من فردوس الأخبار وكنز العمال
ومجمع الزوائد وقد وثقها الهيثمي ، ونضيف إليها هنا من سنن أبي داود ج 2 ص 418
. . . إن عرشه على سمواته لهكذا وقال بأصابعه مثل القبة عليه ، وإنه ليئط به
أطيط الرحل بالراكب . قال ابن بشار في حديثه : إن الله فوق عرشه وعرشه فوق
سمواته وساق الحديث . . وقال عبد الأعلى وابن المثنى وابن بشار عن يعقوب بن
عتبة وجبير بن محمد بن جبير عن أبيه عن جده والحديث بإسناد أحمد بن سعيد
هو الصحيح وافقه عليه جماعة منهم يحيى بن معين وعلي بن المديني ورواه
جماعة عن ابن إسحاق كما قال أحمد أيضاً وكان سماع عبد الأعلى وابن المثنى
وابن بشار من نسخة واحدة فيما بلغني .
ـ فردوس الأخبار للديلمي ج 1 ص 220
جبير بن معطم : إن الله عز وجل فوق عرشه وعرشه فوق سمائه وإنه ليئط به
أطيط الرحل بالراكب !
ـ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 10 ص 398
وعن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : سلوا الله الفردوس فإنها سرة
الجنة وإن أهل الفردوس ليسمعون أطيط العرش . رواه الطبراني وفيه جعفر بن الزبير
وهو متروك . انتهى . ورواه في كنز العمال ج 2 ص 73
ـ وفي كنز العمال ج 1 ص 224 :
ويحك إنه لا يستشفع بالله على أحد إن شاء والله أعظم من ذلك . ويحك أتدري
ما الله ، إن الله فوق عرشه وعرشه على سمواته ، وأرضه مثل القبة ، وإنه ليئط به أطيط
الرحل بالراكب . د عن جبير بن مطعم . ورواه في ج 10 ص 363 وروى في ص 367
إن كرسيه وسع السماوات والأرض ، وإن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد إذا ركب
من شقه بز . انتهى . أي من مسافة بعيدة !
ـ وفي كنز العمال ج 14 ص 469
إن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش . ابن مردويه عن أبي أمامة .
ـ تاريخ بغداد ج 4 ص 39
. . . عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جده . قال : جاء أعرابي
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله جهدت الأنفس وجاع العيال
وهلكت الأموال فاستسق لنا ربك فإنا نستشفع بالله عل