الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» كتاب من لايحضره الفقيه ج3
تراثنا العدد5 Emptyأمس في 10:09 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  كتاب من لايحضره الفقيه ج4
تراثنا العدد5 Emptyأمس في 5:15 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» كتاب من لايحضره الفقيه ج2
تراثنا العدد5 Emptyأمس في 7:51 am من طرف الشيخ شوقي البديري

»  فضائل الشيعة فضائل الشيعة المؤلف :أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي [ الشيخ الصدوق ]
تراثنا العدد5 Emptyالإثنين نوفمبر 11, 2024 4:39 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» النصّ الجليّ في إثبات ولاية علي عليه السلام
تراثنا العدد5 Emptyالإثنين نوفمبر 11, 2024 4:22 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» اعراب القرأن ج2
تراثنا العدد5 Emptyالأحد نوفمبر 10, 2024 4:58 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» اية التطهير
تراثنا العدد5 Emptyالأحد نوفمبر 10, 2024 10:35 am من طرف الشيخ شوقي البديري

»  إعجاز آيات القرآن في بيان خلق الإنسان
تراثنا العدد5 Emptyالسبت نوفمبر 09, 2024 5:03 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» إعراب القرآن [ ج ١ ]
تراثنا العدد5 Emptyالسبت نوفمبر 09, 2024 4:48 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني




 

 تراثنا العدد5

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 3:40 pm

تراثنا

العدد الخامس السنة الاُولى 1406 هـ ق
الفهرس
 كلمة العدد
 حول تحقيق نهج البلاغة
7
 مقدّمة في مصادر نهج البلاغة
الشيخ حسن حسن زاده الآملي 12
 المتبقّي من مخطوطات نهج البلاغة حتى نهاية القرن الثامن الهجري
السيد عبد العزيز الطباطبائي 25
 الشريف الرضيّ فقيهاً
الشيخ رضا الاُستادي 103
 أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ في نهج البلاغة
السيد علي الميلاني 125
 ذكرىٰ الشريف الرضيّ
الدكتور الشيخ أحمد الوائلي 148
 الشريف الرضيّ في ذكراه الألفيّة
الشيخ جعفر الهلالي 154
 ما ينبغي نشره من التراث
158 




 وثائق تاريخية
 رسائل
هيئة التحرير 162
 من ذخائر التراث
 المفاضلة بين الرضيّ والهرويّ
السيد أحمد الحسيني 176
 ملف مؤتمر الشريف الرضيّ
 الشاعر الطموح
الدكتور السيد محمد بحر العلوم 197
 الرضيّ والمرتضى كوكبان
الشيخ جعفر السبحاني 248
 دفاع عن الشريف الرضي في عقيدته
الدكتور الشيخ محمد هادي الأميني 263
 أكذوبتان
السيد جعفر مرتضى العاملي 268
أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ في بعض شعر الشريف الرضي
الدكتور حمودي 279
 من أنباء التراث
294 






كلمة العدد
حول تحقيق نهج البلاغة
بسم الله الرحمن الرحيم
تاريخنا الإسلامي غنيّ بالذكريات التي لو استغلّت بجدٍ وإخلاص وفق هدف
واضح غايته نفع هذه الامّة وتمكين ماضيها في نفوس أبنائها ليكون عيش الحاضر وزاد
المستقبل . . . لو استغلت هكذا لجادت على الامّة بشآبيب من خيرها ، ولأبانت لها
السبيل بشموس من تلاميذ مدرسة محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين .
وفي هذا العام المبارك ـ 1406 هـ ـ ذكريات كثيرة للامّة ، منها الذكرى الألفيّة
لوفاة الشريف الرضي ، جامع الكتاب الخالد ـ نهج البلاغة ـ ممّا وصله من كلام
أمير المؤمنين الإمام علي عليه السّلام .
والشريف ذلك الشاعر المبدع ، والأديب المتمكّن ، والبليغ العارف بخفايا اللغة
العربية وأسرارها ، المتذوّق لها ، المعتني بها ، الذي يظهر ولوعه بها في مؤلّفاته التي خصّها
بهذا الجانب مثل « تلخيص البيان في مجازات القرآن » و « المجازات النبويّة » .
وثلّث هذين بجمعه مختارات تتّسم بالبلاغة من كلام إمام البلغاء ـ أمير المؤمنين
عليه السّلام ـ وكان نظر الشريف في جمعه قاصداً هذه الناحية من الكلام العَلَويّ الكريم .
هذه المختارات هي ما بقي مقروناً باسمه طوال القرون الماضية وإلىٰ أن يرث الله
الأرض ومَن عليها .
وقد اعتنى العالم الإسلامي بهذه الذكرى ، فعقدت الندوات ، وجمعت الجامع ،
وكتب الكاتبون ـ باحثين ودارسين ـ فيما يتعلّق بالشريف الرضيّ . . . حياته . . . آثاره . . .



أدبه . . . فقهه . . . شعره . . .
ولم ينسوا نهج البلاغة ، الكتاب الذي خلّد الشريف على مرّ العصور ، فشهدت
الأوساط العلمية والأندية الثقافية والأدبية عودة إلى الحديث عن ضرورة القيام بتحقيق
كتاب نهج البلاغة وتقويم نصّه وتصحيحه على أقدم مخطوطاته الموثوقة ، المعتمد عليها ـ وما
أكثرها ـ وطبعه طبعة فنّية محققة ، تتلاءم وقدسيّته عند الشيعة ، ومكانته المرموقة في
المكتبة العربية الإسلامية ، ومستواه الرفيع في النصوص الأدبية .
والشيعة ـ في هذا العصر ـ لا بدّ أن يعترفوا بتقصيرهم تجاه هذا التراث العظيم والمجد
الخالد ، فقد كان الواجب عليهم ـ قبل غيرهم ـ أن يتولّوا تحقيقه وإخراجه ـ كما يليق
بشأنه ـ قبل يومنا هذا بعهد طويل .
ومن المؤسف حقّاً ، أنّ كتاباً بهذه الأهميّة لم يطبع إلى الآن ـ رغم كثرة طبعاته
ـ طبعة محقّقة تعتمد على مناهج تحقيق النصّ واُسسه ، من عرضه على مخطوطاته
الأصلية . . . وغير ذلك .
والغريب العجيب أنّ محقّقاً كمحمّد محيي الدين عبد الحميد ، على الرغم من
مكانته العلمية وكونه في حاضرة كالقاهرة من حواضر التراث العربي الإسلامي المهمّة ،
يعتمد في تحقيق كتاب نهج البلاغة ـ الذي له عشرات المخطوطات القديمة النفيسة ـ (1)
على ثماني طبعات سابقة ، ذكرها في المقدّمة ، وذكر نسخة واحدة خطية من شرح
البحراني ، ولكنها لم تبق عنده إلى نهاية المعارضة ! !
وطبعات « نهج البلاغة » المصرية والبيروتية ، وإن كانت أجمل منظراً من
الطبعات الإيرانية الحجرية ، إلّا انها لا يعتمد شيء منها على نسخ مخطوطة معتبرة ،
ولذلك لا تجد نسخة مطبوعة خالية من التصحيف والتحريف والسقط والإسقاط
والتلاعب ، لأن الأيدي التي تولّت نشر نهج البلاغة أيدٍ غير مأمونة على مثله .
ونذكر هنا نماذج من التصحيف والتحريف والسقط والزيادة التي مني بها
النهج : (2)
___________________________________
(1) اُنظر : « المتبقّي من مخطوطات نهج البلاغة حتى نهاية القرن الثامن » ، السيد عبد العزيز الطباطبائي ،
المنشور في هذا العدد من النشرة .
(2) اُنظر : « تصحيح نهج البلاغة » ـ بالفارسية ـ ، السيد جواد مصطفوي ، مجلّة مشكاة ، العدد الرابع ، سنة


1 ـ في الخطبة الاُولى من نهج البلاغة ، في جميع النسخ المخطوطة ، قال عليه السّلام :
« فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثنّاه ، ومن ثنّاه فقد جزّأه ، ومن جزّأه فقد
جهله ، ومن أشار إليه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن قال فيم فقد ضمّنه » .
وفي جميع النسخ المطبوعة زيادة [ و من جهله فقد أشار إليه ] ، بعد قوله عليه السّلام :
ومن جزّأه فقد جهله .
وهذا تحريف للنصّ وزيادة مستنكرة .
2 ـ في الخطبة ( 104 ) في جميع النسخ المخطوطة : « فهو أبلج المناهج ، واضح الولائج » .
وفي النسخ المطبوعة ، اُبدلت كلمة « واضح » بكلمة [ أوضح ] .
3 ـ في الحكمة ( 190 ) في جميع النسخ الخطية : « وا عجباه ! أتكون الخلافة بالصحابة
ولا تكون بالصحابة والقرابة ! ؟ » .
وفي أكثر النسخ المطبوعة ، ومن جملتها نسخة محمّد عبده ، ( وهي نسخة محمد محيي
الدين عبد الحميد نفسها ، ونسخة صبحي الصالح : [ وا عجباه ! أتكون الخلافة بالصحابة
والقرابة ! ؟ ] .
وعقّب على هذه الحكمة الشريف الرضي بقوله : « وروي له عليه السّلام شعر في
هذا المعنى وهو :
فإن كنتَ بالشورى ملكتَ اُمورهم
فكيف بهذا والمشيرون غُيّبُ

وإن كنتَ بالقربى حججتَ خصيمهم
فغيرك أولى بالنبيّ وأقربُ » .

وهذا الشعر يناسب تمام المناسبة النسخ المخطوطة ، وجعله ذيلاً لما حرّفته النسخ
المطبوعة يفقده معناه ، ويخالف المعروف المشهور من مذهبه عليه السّلام ومذهب شيعته
في الخلافة .
هذا ، وقد دأب الشراح السابقون ـ كابن أبي الحديد وميثم البحراني ـ على شرح هذه
العبارة بما يتّفق مع النسخة المخطوطة ، ويتنافر مع النسخة المطبوعة مع أنّ متن نهج البلاغة
في هذه النسخ محرّف .
وهذا من أوضح الأدلّة علىٰ صحّة المخطوطة .
____________________________
1363 هـ . ش ، ص 78 ـ 93 .


4 ـ في الخطبة ( 190 ) ـ الخطبة القاصعة ـ في جميع النسخ المخطوطة : « وضعني في
حجره وأنا وليد يضمّني إلى صدره » .
وفي بعض النسخ المطبوعة ومنها نسخة صبحي الصالح اُبدلت كلمة « وليد »
بكلمة [ ولد ] .
وهذا تحريف يفقد العبارة معناها ، فانه عليه السّلام يقصد تربية النبيّ صلّى الله
عليه وآله منذ الصغر ، وكلمة [ ولد ] لا تدلّ على ذلك .
5 ـ في الحكمة ( 252 ) في النسخ المخطوطة : « فرض الله الإيمان تطهيراً من الشرك . . .
والإمامة نظاماً للامّة ، والطاعة تعظيماً للإمامة » .
ولكن كلمة « الإمامة » تحرّفت في نسخة صبحي الصالح الى [ الأمانة ] ـ بالنون ـ ،
وفي نسخة محمّد عبده ( وهي نسخة محمد محيي الدين عبد الحميد ) الى الأمانات .
وهذا غيض من فيض مما ابتلي به كتاب نهج البلاغة من محققيه وناشريه ،
وطابعيه ، فقد دخل عليه منهم الذّوق الخاص ، في زمان فسد فيه الذوق ، وماتت
السليقة .
ودخل عليه منهم ـ أيضاً ـ الهوى والتعصّب ، فحذفوا ما يخالف فرقهم ومذاهبهم ، ولو
كان يخلّ بسياق النصّ ، الذي تولّوا ضبطه وتحقيقه .
ودخل الجهل ـ والعياذ بالله من الجهل ـ فبدّل الجاهلون ما لم يفهموه . وأنّى لهم أن
يفهموا مطالب العرفان السامية ودقائق الفلسفة المتعالية ، التي لم يصل الفكر البشري الى
بعض دقائقها إلّا بعد ألف من السنين أو يزيد .
ونحن بهذه المناسبة نبتهل الى العليّ القدير أن يقيّض لنهج البلاغة من يأخذ
بناصره ، ويجلو عن زجاج مشكاته سواد أيدي من تلاعب به .
ولعلّ أهله يستفيقون من نومتهم ، ويأخذون عدّتهم بأيديهم ، ويعطون القوس باريها ،
وما ذلك على الله بعزيز .
وعوداً على بدء ؛ فإننا في « تراثنا » قد خصّصنا هذا العدد من النشرة ـ الذي هو آخر
أعداد سنتها الاُولى ـ لإحياء ذكرى هذا العلم الفذّ ، متنقّلين بين الشريف الرضي وبين
آثاره الخالدة ، لما في الصلة بين الإثنين من إكمال صورة ذكراه الألفية .
وقد عقدنا في آخر النشرة ملفاً خاصاً لتغطية البحوث العربية التي قدّمت الى مؤتمر


الشريف الرضي ، الذي تولّته مؤسسة نهج البلاغة في طهران ، باتفاق خاص مع
المؤسسة .
والحمد لله رب العالمين
هيئة التحرير


مقدّمة في مصادر نهج البلاغة الشيخ حسن حسن زاده الآملي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي هدانا للتمسك بولاية خير العتر ، عترة خاتم الأنبياء ـ صلّى الله
عليه وآله وسلّم ـ الذين اولهم آدم الأولياء وسيد الأوصياء ، وآخرهم قائمهم خاتم
الأولياء ، خزائن الوحي ومفاتح الغيب .
قد قيّض الفيّاض على الإطلاق لنا الغوص والخوض في طائفة من كلام الناطق
بالصواب : « إنا لاُمراء الكلام وفينا تنشّبت عروقه وعلينا تهدّلت غصونه » ، وقد نُضِّد ما
اقتني من دررها ولآلئها في سلك خمس مجلّدات مرصّفة مسمّاة بـ « تكملة منهاج البراعة في
شرح نهج البلاغة » وقد طبعت غير طبعة .
وكان ممّا يهمّنا في ذلك الشرح تحصيل إسناد ما في النهج وذكر مصادره ومآخذه
من الجوامع الروائية والمجاميع التي اُلفت ودوّنت قبل جامع النهج ؛ الشريف الرضي
ـ رضوان الله تعالى عليه ـ مثل :
الجامع الكافي ، لثقة الإسلام الكُليني ، المتوفّى سنة 328 هـ ، على أحد قولي شيخ
الطائفة الطوسي ـ قدس سره القدوسي ـ أو سنة 329 هـ ، على ما قاله النجاشي
ـ رحمة الله عليه ـ .
والبيان والتبيين ، لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ ، المتوفّى سنة 255 هـ .
والكامل ، لأبي العبّاس محمد بن يزيد ، المعروف بالمبرّد ، المُتوفّى سنة 285 هـ .
والكتاب المعروف بتاريخ اليعقوبي ، لأحمد بن أبي يعقوب الكاتب ، المُتوفّى سنة


246 هـ كما في الكنى والألقاب للمحدث القمي ، أو حدود سنة 292 هـ على قول آخر .
وتاريخ الاُمم والملوك ، المعروف بتاريخ الطبري ، لأبي جعفر محمد بن جرير
الطبري الآملي ، المتوفّى سنة 310 هـ .
وكتاب صِفّين ، للشيخ الأقدم أبي الفضل نصر بن مزاحم المنقري التميمي الكوفي ،
من جملة الرواة المتقدّمين ، بل هو في درجة التابعين ، كان من معاصري الإمام محمد بن
علي بن الحسين عليهم السّلام ، باقر العلوم ، وكأنّه كان من رجاله عليه السّلام ، وأدرك
الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السّلام كما في « الخرائج » للراوندي رحمه الله تعالى ،
وكانت وفاة نصر سنة 212 هـ .
وكُتب الشيخ الأجل المفيد ـ رضوان الله عليه ـ المتوفّى 413 هـ ، لا سيما ما نقل
في كتبه بإسناده عن المؤرّخ المشهور محمد بن عمر بن واقد الواقدي المدني ، المتوفّى
سنة 207 هـ .
وكتاب الإمامة والسياسة ، المعروف بتاريخ الخلفاء ، من مؤلفات عبد الله بن مسلم
ابن قتيبة الدينوري ، المتوفّى سنة 276 هـ .
ومروج الذّهب ومعادن الجوهر في التاريخ ، لأبي الحسن علي بن الحسين بن علي
المسعودي ، المتوفّى سنة 346 هـ .
وكُتب أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، المشتهر بالشيخ
الصدوق ـ رضوان الله تعالى عليه ـ ، المُتوفّى سنة 381 هـ .
وكتاب الغارات ، لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي الكوفي
الإصبهاني ، المتوفّى سنة 283 هـ .
وغيرها من الكتب الأصيلة المعتمد عليها للعلماء الأقدمين الذين كانوا قبل الرضي
جامع النهج ببضع سنين الى فوق مائتين ، وهو رضوان الله عليه تُوفّي سنة 406 هـ من
هجرة خاتم النبيّين .
وما هذه المصادر إلّا اُنموذج لكثير ممّا يمكن أن يندرج معها .
وإنما حدانا على ذلك طعن بعض المعاندين من السابقين واللاحقين بل المعاصرين
على النهج بأنّه ليس من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام بل هو ممّا وضعه الرضي أو أخوه
المرتضى فنسبه إليه !
وقد نقل القاضي نور الله الشهيد ـ رحمه الله تعالى ـ في « مجالس المؤمنين » ـ عند ترجمة



الشريف المرتضى علم الهدى أخي الرضي جامع النهج ـ من تاريخ اليافعي ما نصّه :
« وقد اختلف الناس في كتاب نهج البلاغة المجموع من كلام علي بن أبي طالب
عليه السّلام ، هل هو جمعه ، أو أخوه الرضيّ ؟ وقد قيل إنّه ليس من كلام علي بن
أبي طالب ، وإنما أحدهما هو الذي وضعه ونسبه إليه » .
أقول : الظاهر أن اليافعي أخذ هذا الطعن من القاضي ابن خلّكان في « وفيات
الأعيان » ونقله بألفاظه في تاريخه والقائل واحد ، وقد قاله القاضي
عند ترجمة علم الهدى ، واليافعي تُوفّي سنة 767 هـ ، وابن خلّكان تُوفّي سنة 681 هـ ،
إلّا أنّ ابن خلّكان قال ـ بعد قوله في اختلاف الناس أنّه ليس من كلامه ـ : وإنّما الذي
جمعه ونسبه إليه هو الذي وضعه .
أقول : والفرق بينهما أنّ الواضع على عبارة اليافعي هو علم الهدى أو أخوه الرضي ،
وأمّا على ما في الوفيات فيمكن أن يكون غيرهما .
ثم إنّ تلك الشبهة الواهية ليست بتلك المثابة التي قال فيها اليافعي : « وقد اختلف
الناس » ، بل تفوّه بها معاند هتّاك لم يتفحّص في الجوامع الروائية والصحف العتيقة ، ولم
يكن عارفاً بأنحاء الكلام . . . وإلّا فكيف يجترئ العالم الخبير المتتبّع الباحث عن فنون
الكلام أن ينحل الكلام الذي هو دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق الى من نسبة
منشآته وأشعاره وسائر كلماته الى ما أفاضه أمير المؤمنين عليه السّلام كنسبة السُّها الى
البيضاء ! ؟
وقد كلّت الألسن أن تتمجمج بإتيان خطبة من خطب النهج لفظاً أو معنى ،
والخطباء الذين يشار إليهم بالبنان ، وتثنى عليهم الخناصر في المحاضر ، كلّهم عياله
عليه السّلام ، ومن الآخذين عنه .
وقد تحيرت دون كتبه ورسائله وخطبه وحكمه العقول ، وخضعت لها أفكار
الفحول ، لاشتمالها على اللطائف الحكمية ، والحقائق العقليّة ، والمسائل الإلهية في توحيد
الله التي لا يصل الى شاهق معرفتها إلّا كلام الوصي ، « سُبْحَانَ اللَّـهِ عَمَّا يَصِفُونَ إِلَّا عِبَادَ
اللَّـهِ الْمُخْلَصِينَ » (1) .
وهذا عبد الحميد الذي قال فيه ابن خلكان في وفيات الاعيان : « أبو غالب
____________________________
(1) الصافّات : 159 ـ 160 .

عبد الحميد بن يحيى بن سعيد ـ الكاتب البليغ المشهور ـ كان كاتب مروان بن الحكم
الاُموي آخر ملوك بني اُمية ، وبه يضرب المثل في البلاغة حتى قيل : فُتحت الرسائل
بعبد الحميد وخُتمت بابن العميد . وكان في الكتابة وفي كلّ فن من العلم والأدب
إماماً ، وعنه أخذ المترسلون ولطريقته لزموا ولآثاره اقتفوا . وهو الذي سهّل سبيل البلاغة
في الترسّل . ومجموع رسائله مقدار ألف ورقة . وهو أول من أطال الرسائل ، واستعمل
التحميدات في فصول الكتاب ، فاستعمل الناس ذلك بعده ، قال : ( حفظت سبعين
خطبة من خطب الأصلع ففاضت ثم فاضت ) ويعني بالأصلع أمير المؤمنين علياً
عليه السّلام » .
وهذا ابن نباتة منشیء الخطبة المنامية ، الذي قال فيه ابن خلكان أيضاً في
الوفيات : « أبو يحيى عبد الرحيم بن محمد بن اسماعيل بن نباتة صاحب الخطب المشهورة
كان إماماً في علوم الأدب ، ورزق السعادة في خطبه التي وقع الاجماع على أنه ما عمل
مثلها . وفيها دلالة على غزارة علمه وجودة قريحته ، قال : ( حفظت من الخطابة كنزاً
لا يزيده الإنفاق إلّا سعة وكثرة ، حفظتُ مائة فصل من مواعظ علي بن أبي طالب )
وتُوفّي ابن نباتة سنة 394 هـ . وهو من أساتذة الشريف الرضي » .
وهذا أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني اللّيثي البصري ، المعروف
بالجاحظ ، العالم المشهور ، صاحب التصانيف في كل فنّ ، كما وصفه بذلك ابن خلكان
في الوفيات أيضاً وقد تقدّم ذكره . ومن تصانيفه كتاب « البيان والتبيين » وهذا
الكتاب هو أحد الكتب الأربعة التي هي أئمة الكتب الأدبية ، والثلاثة الاُخرى هي
الأمالي للقالي ، وأدب الكاتب لابن قتيبة الدينوري ، والكامل للمبرّد . ومن كلامه في
البيان والتبيين ما هذا لفظه : « قال علي رحمه الله : ( قيمة كل امریء ما يحسن ) فلو لم
نقف من هذا الكتاب إلّا على هذه الكلمة لوجدناها شافية كافية ، ومجزئة مغنية ، بل
لوجدناها فاضلة عن الكفاية ، وغير مقصرة عن الغاية . وأحسن الكلام ما كان قليله
يغنيك عن كثيره ، ومعناه في ظاهر لفظه . وكان الله عز وجل قد ألبسه من الجلالة وغشاه
من نور الحكمة على حسب نية صاحبه وتقوى قائله » (2) .
ومن تصانيف الجاحظ رسالة حافلة اشتملت على مائة كلمة من كلمات
____________________________
(2) البيان والتبيين 1 : 83 ، طبعة مصر .


أمير المؤمنين عليه السّلام ، وقد شرحها بالفارسية الرشيد الوطواط وسمّاها « مطلوب كلّ
طالب من كلام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب » . وقال الجاحظ في وصفها ـ ونعم ما
قال ـ : « كل كلمة منها تفي بألف من محاسن كلام العرب » .
وهذا أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي ، المُتوفّى سنة 346 هـ ، وتاريخ
وفاته سابق لولادة الشريف الرضي برهاء ثلاث عشرة سنة ، لأن ولادة الرضي كانت
سنة 359 هـ ، قد نصّ في « مروج الذهب » بما هذا لفظه فيه : « والذي حفظ الناس عنه
عليه السّلام ـ يعني به أمير المؤمنين علياً ـ من خطبه في سائر مقاماته أربعمائة خطبة ونيف
ثمانون خطبة يوردها على البديهة وتداول الناس ذلك عنه قولاً وعملاً » (3) .
والعجب أنّ الشريف الرضي مع قرب عهده من المسعودي أتى في النهج ـ من خطبه
عليه السلام ـ بما يبلغ نصف العدد الذي نصّ عليه صاحب المروج أو أقلّ منه .
ونحو الطعن المومى إليه ما افتراه بعض المخالفين على الرضي من أن الخطبة
الشقشقية ـ وهي الخطبة الثالثة من النهج ، وقد رواها الفريقان بطرق عديدة ـ من
مجعولات الرضي وموضوعاته ، نسبها إلى علي وأدرجها في أثناء خطب النهج .
وأنا أقول : ما جرى بين مصدّق بن شبيب وشيخه ابن الخشّاب ـ فيها ـ معروف
مشهور ، قد نقله الشارحان ؛ ابن أبي الحديد ، والبحراني ، فالأول في آخر شرحه عليها ،
والآخر في أوله . وقد أتى بها ابن أبي جمهور الأحسائي في « المجلّى » أيضاً (4) . وهي ـ كما
قلنا ـ قد رويت بطرق كثيرة روتها الخاصّة والعامة (5) .
وأمّا ما في الوفيات وتاريخ اليافعي من أن الناس قد اختلفوا في النهج هل
المرتضى جمعه أو الرضي ؟ فيدفعه ما قاله جامع النهج في مقدمته له : « فإني كنت في
عنفوان السن وغضاضة الغصن ابتدأت بتأليف كتاب في خصائص الائمة عليهم السّلام
يشتمل على محاسن أخبارهم وجواهر كلامهم . . . » .
وكذا قال في آخر الخطبة 21 من النهج ما هذا لفظه : « وقد نبّهنا في كتاب
الخصائص على عظم قدرها وشرف جوهرها » ، ولا كلام في أن خصائص الأئمة من
____________________________
(3) مروج الذهب 2 : 431 ، طبعة مصر .
(4) المجلّى : 393 ، الطبعة الاُولى .
(5) اُنظر بحار الأنوار 8 : 160 ، الطبعة الاُولى .

كتب الرضي رحمه الله (6) .
أقول : نسخة من خصائص الائمة للرضي موجودة في المكتبة الرضائية في رامپور
تاريخ كتابتها القرن السادس من الهجرة .
على ان ثقات المحدّثين وكبار المؤرخين ـ من الفريقين ـ قد أطبقوا قاطبة على أن النهج
مما جمعه الشريف الرضي من كلمات أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسّلام ، وارتياب
من لا خبرة له فيه أمر لا يُعبأ به .
ثم ان سلسلة أسانيد مشايخ الإجازة والإستجازة في نهج البلاغة ، وانتهاؤها الى
الرضي ، بلغت من الكثرة الى حد التواتر الذي لا يشوبه في ذلك ريب ، ولا يعتريه
عيب ، ونحن نكتفي في المقام بما في نسخة كريمة عتيقة من النهج عورضت بنسخة الرضي
وقد تضمّنت فوائد تامّة هي حجّة قاطعة لأهل اللّجاج والعناد ، والنسخة لها شأن من
الشأن وهي من جملة كتب مكتبة الحبر الكريم السيد مهدي الحسيني اللاجوردي ـ مدّ ظله
العالي ـ في دار العلم مدينة قم . وقد أنعم لنا وتفضل علينا من سجيته السخية بالإطلاع
عليها وأتم إحسانه بإعطائها إيانا على سبيل الامانة برهة من الزمان . ولمّا رأينا نفاستها
وقداستها عزمنا بعون الله تعالى على مقابلة نسخة عتيقة من نسخ النهج التي في تملكنا بها
حرفاً بحرف وأضفنا إليها ما حازت النسخة الأُولى من تلك الفوائد الرائقة . فقد برزت
أيضاً بحمد الله سبحانه وحسن توفيقه نسخة موثوقاً بها ومعتمداً عليها . وقد فرغنا من
مقابلتها بها ليلة الإثنين لأربع خلون من ذي الحجّة من سنة خمس وثمانين وثلاثمائة
بعد الألف من هجرة خاتم النبيّين صلّی الله عليه وآله وسلّم في دار العلم قم . وإليك أهمّ
تلك الفوائد وغررها :
آ ـ في نسخة الرضي بعد كلام أمير المؤمنين عليه السّلام : « إذا احتشم المؤمن أخاه
فقد فارقه » ، وهذا الكلام هو آخر ما في النهج ، وقد جاءت عبارة الرضيّ هكذا :
« وهذا حين انتهاء الغاية بنا الى قطع المختار ( المنتزع ـ خ ل ) من كلام أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب صلوات الله عليه حامدين الله ( لله ـ معا ) سبحانه على ما منّ به من
توفيقنا لضم ما انتشر من أطرافه ، وتقريب ما بعد من أقطاره ، ومقرّرين العزم كما شرطنا
أولاً على تفضيل أوراق من البياض في آخر كل باب من الأبواب لتكون لاقتناص
____________________________
(6) اُنظر بحار الأنوار 9 : 556 ، الطبعة الاُولى .


الشارد واستلحاق الوارد ما عساه أن يظهر لنا بعد الغموض ، ويقع الينا بعد الشذوذ وما
توفيقنا إلّا بالله عليه توكلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ( نعم المولى ونعم النصير ـ نسخة )
وذلك في رجب من سنة أربعمائة والحمد لله وصلواته على سيّدنا محمّد وآله اجمعين » .
أقول : بعض نسخ النهج عارية من هذه العبارة الشارقة المفيدة جداً ، والحق إلحاقها
به وجعلها من تتمة كلام الرضي في بيان ما عمل من نضد المنتزع من كلام مولانا
أمير المؤمنين عليه السّلام كما في هذه النسخة وفي نسخ اُخرى .
ب ـ آخر النسخة كان مزداناً بهذه العبارة : « في آخر المنتسخ منه المنقول عنه :
« فرغت من قراءته على مولاي وسيدي الإمام الكبير العالم النحرير زين الدّين جمال
الإسلام فريد العصر محمد بن أبي نصر ـ أدام الله ظله ، وكثّر في أهل الإسلام والفضل
مثله ـ في شهر ربيع الأول من شهور سنة سبع وثمانين وخمسمائة هجرية . وبعد القراءة
عرضت هذه النسخة على نسخته المقروءة على السيّد الكبير العلامة ضياء الدّين علم
الهدى ـ قدس الله روحه ونور ضريحه ـ ، ونقلت إليها ما وجدته فيها من النكت الغريبة
والنتف العجيبة وصحّحتها غاية التصحيح فصحت إلّا ما زلّ عن النظر أو تهارب عن
إدراك البصر ، ولله الحمد والمنة ، وهو حسبي ونعم الحسيب » .
ج ـ وفيها :
« بلغت المقابلة بنسخة السيّد الإمام رضي الله عنه والحمد لله
على ذلك ، وصلواته على سيدنا محمّد وآله الطاهرين » .
أقول : يعني بالسيد الإمام السيد ضياء الدين علم الهدى المنوّه بذكره آنفاً وآتياً .
د ـ وفيها :
« كلّ ما هو بالحمرة على حواشي هذا الكتاب وفي متنه فهو نسخة السيد الرضي
رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة منقلبه ومثواه .
وبحمد الله وحسن توفيقه وجزيل نعمائه وشمول عواطفه نقلت ما في المنتسخ منه
من الحواشي في نسختي هذه على الهيئة التي كانت فيه سواد أو حمرة بعد ما كتبت أصلها
منه مراعياً لما كتب فيه بالحمرة كذلك متناً إلّا خمسة كراريس أشرتُ إليها في آخر كل
كراس لما عرضتها عليها كما راعيته حاشية . وبذلت جهدي في مطابقة نسختي لتلك
النسخة متناً وحاشية في أثناء كتابتي وأنا أقلّ الأقلّين ابن باباجان الشيرازي غفر الله له
ولوالديه بعلي وحسنيه عليهم السّلام . ثم عرضت نسختي هذه متناً عليها وقد كتب في آخر


كل كراس عورض وصحح وقریء بالحمرة والسواد كما كتبته هنا إشارة الى أنها
عرضت . . . السيد بعد تصحيحها بنسخة غيره وقـ . . . نسختي عليها في مجالس . . .
والحمد لله ا . . . ظ . . . » إنتهى .
أقول : مواضع البياض قد خرمت ومحيت كتابتها .
هـ ـ ثم قال الناسخ المذكور ـ ابن بابا جان الشيرازي ـ ما هذا لفظه :
صورة ما في المنتسخ كتبت أمامه قبل الشروع الى أصله ، أحببت إيرادها ونقلها
ليعرف الناظر البصير قدر نسختي التي نقلتها منه وهو حسبي ونعم الوكيل وهي هذه :
قرأ وسمع عليَّ كتاب نهج البلاغة الأجل الإمام العالم الوالد الأخص الأفضل جمال
الدين زين الإسلام شرف الائمة علي بن محمّد بن الحسين المتطبب ـ أدام الله جماله وبلّغه
في الدارين آماله ـ قراءة وسماعاً يقتضيهما فضله . وأجزت له أن يرويه عني عن المولى
السعيد والدي سقاه الله صوب الرضوان عن أبي معبد الحسني عن الإمام أبي جعفر
الطوسي عن السيّد الرضي رضي الله عنه .
ورويته له عن الشيخ الإمام عبد الرحيم بن الأخوه البغدادي عن الشيخ أبي الفضل
محمّد بن يحيى الناتلي عن أبي نصر عبد الكريم بن محمد سبط بشر الديباجي عن السيد
الرضي رضي الله عنه .
وروى لي السيّد الإمام ضياء الدين علم الهدى سقى الله ثراه عن الشيخ مكّي بن
أحمد المخلطي عن أبي الفضل الناتي ( كذا ـ الناتلي ظ كما تقدم في السند المقدم ) عن أبي
نصر عن الرضي رحمهم الله .
ورواه لي أبي ـ قدس الله روحه ـ عن الشيخ الإمام أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن
المقري النيسابوري عن الحسن بن يعقوب الأديب عمن سمعه من الرضي رضي الله
عنه . كتبه علي بن فضل الله الحسني حامداً مصلياً في رجب سنة تسع وثمانين وخمسمائة .
وفيها : قرأ عليَّ الولد الأعز الأنجب جمال الدّين أبو نصر علي بن محمد بن الحسين
المتطبب ـ أبقاه الله طويلاً وآتاه من فضله جزيلاً ـ كتاب نهج البلاغة نسخته هذه من
أولها الى آخرها وأجزت له روايته عني عن السيد الإمام العالم العارف ضياء الدين تاج
الإسلام علم الهدى أبي الرضا فضل الله بن علي بن عبد الله الحسني الراوندي ـ بوّأه الله
في جواره جنانه ، وثقل بالحسنات ميزانه ـ قراءة عليه عن ابن معبد عن أبي جعفر محمّد
ابن الحسن بن علي الطوسي عن الرضي الموسوي رضي الله عنه ، وعني عن الاُستاذ



السعيد أمين الدين أبي القاسم المرزبان بن الحسين المدعو ابن كميج ، وعن خال أبوي
الأديب أبي الحسن محمد بن الأديب أبي محمد الحسن بن ابراهيم عن الشيخ جعفر
الدوريستي عن الرضي رضي الله عنه وعنهم وعنا جميعاً . وكتب محمد بن أبي نصر بن
محمد بن علي سلخ شهر الله المرجب رجب سنة سبع وثمانين وخمسمائة هجرية نبوية
حامداً ومصلياً ومسلماً على نبيه محمّد وعترته أجمعين .
وفيها : يقول العبد الضعيف أبو نصر علي بن أبي سعد بن الحسن بن أبي سعد
الطبيب أسعده الله في الدارين بحق النبي سيّد الثقلين عليه وعلى أهل بيته أفضل
الصلوات وأمثل التحيّات ، أجاز لي السيّد الإمام الكبير ضياء الدّين علم الهدى
ـ رحمه الله ـ كتاب نهج البلاغة للسيّد الإمام الرضي ذي الحسبين أبي الحسن محمد بن
الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن ابراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام عن السيّد المرتضى بن الداعي الحسيني
عن الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي عنه رضي الله عنه . و « الغريبين » عن
الشيخ زاهر بن طاهر النيسابوري المستملي عن أبي عثمان الصابوني عن أبي عبيد الهروي
المؤدّب مصنّفه ـ رحمه الله ـ .
و « غرر الفوائد ودرر القلائد » عن السيّد حمزة بن أبي الأغرّ نقيب مشهد
الحسين صلوات الله عليه عن ابن قدامة عن علم الهدى رضي الله عنه .
و « غريب الحديث » لأبي عبيد القاسم بن سلام البغدادي عن أبي علي الحسن بن
أحمد بن الحسن الحداد عن أبي نعيم الحافظ عن سليمان الطبراني الشامي عن علي بن
عبد العزيز البغوي عن أبي عبيد رحمهم الله . وكذلك أجاز لي رواية جميع ما له روايته من
منقول أو معقول ( أو مقول ـ أصل ) . وكتب في رجب سنة سبع وثمانين وخمسمائة هجرية
محمدية حامداً لله تعالى مصلياً على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين وهو حسبي ونعم الحسيب .
وفيها : لكاتبها العبد الضعيف الراجي عفو ربّه الخائف من عظيم ذنبه أبي نصر علي
ابن أبي سعد الطبيب أسعده الله في الدارين :
نهجُ البلاغة مشرع الفصحاء
ومعشش البلغاء والعلماء

دُرجٌ عقود رقاب أرباب التقى
في دَرْجه من غير مااستثناء

في طيِّه كل العلوم كأنه الـ
ـجفر المشار إليه في الأنباء

من كان يسلك نهجه متشمراً
أمِن العثارَ وفاز بالعلياء


غررٌ من العلم الإلهي انجلت
منظومة ضياء ذكاء (7)

ويفوح منها عبقةٌ نبوية
لا غرو قُدّا من أديم سناء

روض من الحكم الأنيقة جاده
جود من الأنوار لا الأنواء

أنوار علم خليفة الله الذي
هو عصمة الأموات والأحياء

وجذيلها وعذيقها مترجبا
ومحككاً جداً بغير مراء

مشكاة نور الله خازن علمه
مختاره من سُرّة البطحاء

وهو ابن بجدته عليه تهدّلت
أغصانه من جملة الاُمراء

ووصي خير الأنبياء اختاره
رغما لتيم أرذل الأعداء

صلّى الإلٰه عليهما ما ينطوي
برد الظلام بنشر كفِّ ضياء

وعلى سليلهما الرضي محمّد
قطب السباق جوى من الفصحاء

وفيها : للسيّد الإمام عزّ الدّين سيد الائمة المرتضى بن السيد الإمام العلامة ضياء
الدّين علم الهدى قدس الله روحهما :
نهجُ البلاغة لذوي البلاغة واضحُ

وكلامه لكلام أرباب الفصاحة فاضحُ

العلم فيه زاخرٌ والفضل فيه راجحُ

وغوامضُ التوحيد فيه جميعها لك لائحُ

ووعيده مع وعده للناس طراً ناصحُ

تحظى به هذي البريّة صالحٌ أو طالحُ

لا كالعريب ومالها فالمالُ غادٍ رائحُ

هيهات لا يعلو على مرقى ذراه مادحُ

إنّ الرضي الموسوي لما به هو مائحُ

لاقت به وبجمعه عدد القطار مدائحُ

وفيها : اللّهم ارحم عبدك العاصي يوم يؤخذ بالنواصي حسبي الله جلّ جلاله . يقول
العبد الضعيف المسيء الى نفسه في يومه وأمسه ، أبو نصر علي بن أبي سعد محمد بن
الحسن بن أبي سعد الطبيب ، أسعده الله في الدارين بمحمّد سيد الثقلين وآله مصابيح
____________________________
(7) كذا ، مثل ضياء ذكاء ، ظاهراً .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 3:43 pm

الملوين عليه وعليهم أفضل الصلوات وأمثل التحيات : عرضت هذه النسخة بعد القراءة
على الإمام الكبير العلامة النحرير زين الدّين سيد الائمة فريد العصر مُحمّد بن أبي نصر
ـ سقاه الله شآبيب رضوانه ، وكساه جلابيب غفرانه ـ على نسخة السيّد الإمام الكبير
السعيد ضياء الدين علم الهدى ـ تغمّده الله برحمته وتوّج مفرقه بتيجان مغفرته ـ وصحّحتها
غاية التصحيح ووشحتها نهاية التوشيح بحسب وقوفي على حقائقها وإحاطتي بدقائقها ،
وشنفت آذان حواشيها بالدّرر التي وجدتها فيها . ثم بعد ذلك قرأته على ابنه السيد الإمام
الكبير عزّ الدين المرتضى ـ رضي الله عنه وأرضاه ، وجعل الجنة مأواه ـ وسمعته عليه قراءة
استبحت عن معانيه ، وسماعاً استكشفت عن مبانيه . ثم ما اقتصرت على تشنيف
آذانها بل سمطتها بالجواهر ، وقلّدتها بالدّرر الزواهر التي استجردتها بالغياصة في بحار
مصنفات العلماء ، واستنبطتها من معادن مؤلّفات الفضلاء ، وانتزعت أكثرها من منهاج
البراعة في شرح نهج البلاغة من كلام الإمام السعيد قطب الدين الراوندي ـ بيض الله
غرّته ونور حضرته ـ وكاءدت في تصحيح كلّ ورق إحدى بنات طبق ، ولقيت من توشيح
كلّ سطر نبات برح واُم فرو ، فصحّت إلّا ما زل عن النظر أو تهارب عن إدراك البصر
ولا يعرف ذلك إلّا من تسنّم قلال شواهق هذه الصناعة بحق ، وجرى في ميدانها أشواطاً
على عرق ، وذلك في شهر ربيع الأول سنة إحدى وستمائة هجرية ، ولله الحمد والمنّة
وعلى النبي الصلاة بقدر المنة وهو حسبي ونعم الحسيب .
أقول : هذا آخر ما أردنا من نقل تلك الفوائد المهمة المعهودة . ونسختنا المذكورة قد
قابلناها بذلك الأصل المنتسخ الذي عورض بنسخة الرضي على غاية الجدّ والدقة
والعرض وراعينا فيها الكتابة بالحمرة والسواد والسمنجونيّ على وفق الكتاب ، والحمد
لله ولي النعم وملهم الصواب .
إعلم ان كثيراً من المؤلفين حتى سنام الصحابة وكبار التابعين اعتنوا بجمع خطبه
عليه السّلام وكتبه وسائر كلماته وقضاياه ، وقد عدّ عدة ، منهم اُستاذي طود العلم وعلم
التحقيق ومنار التفكير العلامة ذوالفنون آية الحق المولى أبو الحسن الشعراني ـ أفاض الله
تعالى علينا بركات أنفاسه النفيسة القدسية ـ في مقالته العربية القيّمة تقريظاً وتقدمة على
شرحنا على النهج . وكذا في مقالته الفارسية تقدمة على شرح المولى صالح القزويني على
النهج .

وعدّ عدة كثيرة منهم ـ أيضاً ـ الحبر الخبير علي بن عبد العظيم التبريزي الخياباني في
كتابه الموسوم بـ « وقائع الأيام في أحوال شهر الصيام » (Cool .
ثم قد عرفنا طائفة منهم مع ذكر مآخذ النقل في مفتتح رسالتنا الفارسية الموسومة
بـ « انسان كامل از ديدگاه نهج البلاغه » .
وقد التمس مني وأوصاني غير واحد من أصدقائي الفضلاء العلماء حينما أخذت في
شرح النهج ، الإهتمام كل الإهتمام بذكر مدارك ما في النهج من صحف الأقدمين التي
جمع الرضيّ وانتزع ما في النهج منها فأجبتهم بقدر الوسع بل الطاقة ولم آل جهداً في ذلك .
وقد رأينا بعض المحجوبين عن ادراك الحقائق الإلهية ، والغافلين عن عظموت
الإنسان الكامل ، ينكر بفطانته البتراء إسناد ما في النهج الى ولي الله الأعظم مجادلاً بأنّ
عصر علي لم يكن فكر البشر فيه راقياً إلى إلقاء تلك المعارف المتعالية على ذلك الحد من
الكمال . ولستُ أدري ان ذلك المغفّل ماذا يقول في القرآن العظيم المنزل في ذلك
العصر ؟ نعم « مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّـهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ » والإنسان الكامل وراء البشر
الظاهري .
ثم اعلم ان ما في النهج بالنسبة الى سائر كلمات الوصي عليه السّلام قليل من كثير
لكن الشريف الرضي ـ لكمال براعته ووفور بلاغته وعلو مكانته في معرفة فنون الكلام ،
وتضلّعه وتبحره في تمييز أنواع الأقلام ـ قد اختار وانتخب منها على حسب جودة سليقته
وحسن طويته بدائع غررها وروائع دررها ، وسمّى ما اختاره « نهج البلاغة » .
نعم ، إنّ كلام مولى الموحّدين لمنهج البلاغة ومسلك الفصاحة ، كلّت ألسن الخطباء
عن أن يأتوا بمثل أوامره وخطبه ، وزلّت أقدام أقلام الامراء دون مبارزة رسائله وكتبه ،
وحارت عقول العقلاء في بيداء مواعظه وحكمه . كيف لا ، والقائل مقتبس من الانوار
الإلٰهية ، ومستضيء بالمشكاة الختمية المحمدية ، وكلامه مستفاض من الصقع الربوبي ،
ومستفاد من الحضرة المحمدية ، فهو تالي القرآن وثاني الفرقان .
وكثير من العلماء قد خاضوا قديماً وحديثاً في هذا القاموس العظيم لاقتناء درره ،
واجتهدوا حقَّ الإجتهاد بما تيسّر لهم في بيانه وتفسيره ، وسلك كل واحد مسلكاً في شرحه
وتقريره ، والكلّ ميسر لما خلق له « قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَىٰ شَاكِلَتِهِ » .
____________________________
(Cool اُنظر وقائع الأيام في شهر رمضان : 349 ، الطبعة الاُولى .


وقد بلغ ما أفاضه الوصي عليه السّلام من خطبه ورسائله وحكمه وأدعيته وكلماته
القصار ـ التي كان النهج بالنسبة إليها كما قلنا قليل من كثير ـ الأصقاع والأسماع ، مع ان
بني اُمية قد بالغوا في امحاء مطلق آثاره عليه السّلام وإطفاء نوره . وليس ذلك إلا ما
وعدنا الله سبحانه من قضائه المحتوم المبرم بقوله عزّ من قائل : « يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّـهِ
بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّـهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ » (9) .
وفي روضات الخونساري في ترجمة الخليل بن أحمد البصري صاحب العروض
واُستاذ سيبويه : إنّه ـ أي الخليل ـ سئل عن فضيلة علي بن أبي طالب عليه السّلام ، فقال :
« ما أقول في حق من أخفى الأحباء فضائله من خوف الأعداء ، وسعى أعداؤه في
إخفائها من الحسد والبغضاء ، وظهر من فضائله مع ذلك كله ما ملأ المشرق
والمغرب » (10) .
وقال الفخر الرازي في « مفاتيح الغيب » المشتهر بالتفسير الكبير في مسألة الجهر
ببسم الله الرحمن الرحيم من مسائل تفسير الفاتحة : « يدل إطباق الكل على ان علياً كان
يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وان علياً عليه السّلام كان يبالغ في الجهر بالتسمية ، فلمّا
وصلت الدولة الى بني اُمية بالغوا في المنع من الجهر سعياً في إبطال آثار علي عليه السّلام
ـ الى قوله ـ : إنّ الدلائل العقلية موافقة لنا ، وعمل علي بن أبي طالب عليه السّلام معنا ،
ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقى في دينه ونفسه » (11) .
ثم لا يخفى على ذوي العقول الناصعة الرصينة ان توهّم كون النهج من منشآت
الرضي أسنده إلى الإمام علي عليه السّلام ، رأي فائل موهون أوهن من بيت العنكبوت .
أرأيت ان من بلغ في كماله الى ذلك الحد من شاهق المعرفة والبلاغة ينحدر عنه السيل
ولا يرقى إليه الطير يسنده الى غيره ؟ ! نعم ، لا يسنده الى غيره إلّا من سفه نفسه ، وحاشاه
عن ذلك .

____________________________
(9) التوبة : 32 .
(10) روضات الجنات : 274 ، الطبعة الثانية ، القطع الرحلي .
(11) تفسير الرازي 1 : 160 ـ 161 ، طبعة إستانبول .

المتبقّي من مخطوطات نهج البلاغة
حتى نهاية القرن الثامن السيد عبد العزيز الطباطبائي
بسم الله الرحمن الرحيم
ربّما يستكثر المنحرفون عن أمير المؤمنين عليه السّلام ما يروى عنه من كلم وحكم
وخطب وكتب ! !
لماذا ؟ !
أليس هو من قريش ونشأ في مكّة قلب الجزيرة العربية ، منبثق الفصاحة ومنتدى
البلغاء وعكاظ الآداب ؟ !
الى ما أفاض الله عليه من مواهب ومنح وقابليات ، وما آتاه من ذكاء مفرط وقوّة
خارقة ، لا بل هي قوّة ملكوتية ومنحة إلهية ، وعناية خاصة من الله سبحانه بخاصة
أوليائه المنتجبين وعباده المخلصين ، بحيث تمكّنه من تلقي ألف ألف باب من العلم في
جلسة واحدة ، فهي مقدرة ربّانية واستعداد خاص لم يوضع له كلمة في اللغة تعبّر عنه ،
وإنّما عبّر عنه القرآن بالاُذن النواعية « وَاللَّـهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ » و « لَا يُسْأَلُ عَمَّا
يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ » « وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ » .
أضف إلى هذا ما قدر الله له وقضى أن يستأثر به نبيه صلّی الله عليه وآله منذ نعومة
أظفاره ، حيث أخذ من أبي طالب وضمّه إليه ، فتربّى في حجر الرسالة وتغذّى بلبان
النبوّة ، فكان أولهم به لحوقاً وأشدّهم به لزوقاً ، فاتبعه اتباع الفصيل لامّه ، وكان يسمع
الصوت ويرى الضوء .
وكان صلّی الله عليه وآله يحرص على تعليمه كل الحرص بحيث كان إذا سأله



عطاه وإذا سكت ابتداه ، فلا غرو أن ينشأ سيّد الفصحاء وأمير البيان ومسنن البلاغة .
تراه منذ عهد الرسالة حيث بعثه صلّی الله عليه وآله إلى اليمن على إثر خالد بن الوليد
وكان قد حاصرهم ستة أشهر فلم يسلموا ، فأرسله صلّی الله عليه وآله على اثره ، فما كان
إلّا أن خطبهم وقرأ عليهم كتاب رسول الله صلّی الله عليه وآله حتى أسلموا عن آخرهم .
هكذا تؤثّر الخطب الفصيحة والكلام البليغ المنبثق عن علم وحكمة وإيمان
وإخلاص ، ثم حظى عليه السّلام بدعوة مجابة من رسول الله صلّی الله عليه وآله عندما بعثه
ثانية الى اليمن للقضاء فشرّفه عند ذاك بوسام قولته صلّی الله عليه وآله : « اذهب فإنّ الله
سيهدي قلبك ويثبّت لسانك » .
فما ظنّك بلسان قد ثبته الله يفرغ عن قلب قد هداه الله ، ولا غرو إذا ما طفحت
خطبه عليه السّلام بلاغة وحكمة بحيث أنّ العدو الخارجي عند ما سمع كلامه لم يملك
نفسه إلّا أن قال : قاتله الله كافراً ، ما أفقهه ! !
هذا تأثير كلامه في الخارج عليه ، المكفر له ، فما حال الموالين له ، القائلين بإمامته .
والعرب ـ كما تعلمون ـ كانت تتّكل على الحفظ ، وتعتمد الرواية الشفوية ، فقوي
لذلك حفظها ، فكانت تحفظ القصائد الكبار والسور الطوال والخطب المطولة ، ولكنّ
حرصهم على كلام أمير المؤمنين عليه السّلام وشدّة إعجابهم به جعلهم يسجّلونه فور
إلقائه ، ويدوّنونه إثر استماعه ، حرصاً عليه ، واحتفاظا به ، فقد روى الكليني في
الكافي (1) والصدوق في كتاب التوحيد بإسنادهما عن أبي إسحاق السبيعي ، عن
الحارث الأعور قال : «خطب أمير المؤمنين عليه السّلام خطبة بعد صلاة العصر ، فعجب
الناس من حسن صفته وما ذكره من تعظيم الله جلّ جلاله .
قال أبو إسحاق : فقلت للحارث : أوما حفظتها ؟ قال : قد كتبتها ، فأملاها علينا من
كتابه : الحمد لله الذي لا يموت ولا تنقضي عجائبه . . .» .
فكلامه عليه السّلام جلب الأنظار وجذب الأفكار ، فجعلوا يدوّنونه ويتداولونه
إعجاباً وحفاظاً عليه ، وإليك أسماء من دوّنوا كلامه عليه السّلام من خطب وكتب
____________________________
(1) الكافي 1 / 141 كتاب التوحيد ، باب جوامع التوحيد ، الحديث 7 ، وكتاب التوحيد للصدوق ص 31 في
الباب الثاني ، باب التوحيد ونفي التشبيه ، نهج السعادة 1 / 554 ، بحارالأنوار 4 / 264 .

ووصايا وعهود وكلم وحكم ، منذ عهده وفي حياته عليه السّلام فما بعده ، حسب
التسلسل الزمني ، فمنهم :
القرن الأوّل
1 ـ الحارث الأعور
ربّما كان أول جامع لكلام أمير المؤمنين والمدوّن لخطبه عليه السّلام هو الحارث
الأعور ـ كما تقدّم ـ .
وهو الحارث بن عبد الله بن كعب بن أسد بن خالد بن حرث الهمداني الخارفي ، أبو
زهير الكوفي ، المتوفّى سنة 65 ، من رجال السنن الأربعة .
ترجم له ابن سعد في كتاب الطبقات الكبير ترجمة مطولة 6 / 168 ، وروى فيه
بإسناده أنّ علياً عليه السّلام خطب الناس فقال : من يشتري منّي علماً بدرهم ؟
فاشترى الحارث الأعور صحفاً بدرهم ثم جاء بها علياً فكتب له علماً كثيراً ، ثم إنّ
علياً خطب الناس بعد فقال : يا أهل الكوفة غلبكم نصف رجل !
ولثقته عند الحسن والحسين فيما يرويه عن أبيهما عليهم السّلام ربّما كانا يسألانه
لحثّ الناس على السؤال منه ، وسوقهم إليه ، فقد روى ابن سعد أيضاً بإسناده عن عامر
( الشعبي ) قال : لقد رأيت الحسن والحسين يسألان الحارث الأعور عن حديث علي .
على العكس من عمل المنافقين المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السّلام ـ وبغضه آية
النفاق ـ حيث كانوا يرمونه بالكذب لينفروا الناس عنه ويشكّكوهم في الإعتماد عليه .
ولم تتّجه إليه التّهم إلّا لاختصاصه بأمير المؤمنين عليه السّلام وولائه له ـ وحبه آية
الإيمان .
وترجم له المزي في تهذيب الكمال 5 / 244 ـ 252 ، وفيه : انه كان أعلم الناس
بحديث علي عليه السّلام ، وفيه : قال أبو بكر بن أبي داود : الحارث كان أفقه الناس ،
وأفرض الناس ، وأحسب الناس ، تعلّم الفرائض من علي ( عليه السّلام ) .



2 ـ زيد بن وهب
أبو سليمان الجهني الكوفي ، المتوفّى سنة 96 هـ .
من رجال الصحاح الستة ، ثقة عند جميعهم ، ترجم له ابن سعد في الطبقات
6 / 102 ، وقال . شهد مع علي بن أبي طالب مشاهده .
وترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب 3 / 427 ، وقال : رحل إلى النبيّ صلّى الله
عليه وآله وسلّم فقبض وهو في الطريق .
ترجم له الشيخ الطوسي في الفهرست وقال : له كتاب خطب أمير المؤمنين
عليه السّلام على المنابر في الجمع والأعياد وغيرها .
ثم أورد إسناده إلى الكتاب ، ورواه من طريق الحافظ ابن عقدة بإسناده إليه (1) .
القرن الثاني
3 ـ إبراهيم بن الحكم
ابن ظُهير الكوفي ، أبو إسحاق الفزاري .
ترجم له الشيخ الطوسي في الفهرست رقم 4 وقال : صنف لنا كتباً ، منها كتاب
الملاحم ، وكتاب الخطب خطب علي عليه السّلام ، وأورد إسناده إليه برواية كتابه .
وترجم له النجاشي في الفهرست برقم 15 ، وذكر له كتاب الخطب ، ورواه عنه
بإسناده إليه ، وضعّفه القوم لا لشيء سوى أنّه روى في مثالب معاوية !
راجع ميزان الإعتدال 1 / 27 ، لسان الميزان 1 / 49 ، الجرح والتعديل 2 / 94 .

____________________________
(1) وذكر الكتاب شيخنا صاحب الذريعة رحمه الله في الذريعة 7 / 189 ، وذكره سيّدنا الاُستاذ الإمام
الخوئي دام ظلّه في معجم رجال الحديث 7 / 360 .


4 ـ الكلبي
أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي الكوفي ، النسّابة ، المتوفّى سنة 204 هـ
وقيل 206 هـ .
له ما يزيد على مائة وخمسين مصنفاً ، منها كتاب جمهرة النسب ، قال عنه ياقوت في
معجم البلدان ( جوف ) : ولله درّه ما تنازع العلماء في شيء من اُمور العرب إلّا وكان قوله
أقوى حجّة ، وهو مع ذلك مظلوم وبالقوارص مكلوم .
ترجم له النديم في الفهرست ص 108 ، والنجاشي في الفهرست رقم 1164 ،
وياقوت في معجم الاُدباء 7 / 250 ، واسماعيل باشا في هدية العارفين 2 / 508 ، وسيّدنا
الاُستاذ في معجم رجال الحديث 19 / 308 ، وكلّهم ذكروا له كتابه هذا .
5 ـ مسعدة بن صدقة
أبو محمد ـ أو أبو بشر ـ العبدي ، من أصحاب الإمامين الصادق وابنه موسى بن
جعفر عليهما السّلام .
ترجم له النجاشي في الفهرست رقم 1106 وقال : روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن عليهما السّلام ، له كتب منها كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السّلام . . . فأورد
إسناده إليه برواية الكتاب .
6 ـ الواقدي
أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد البغدادي ، المتوفّى سنة 207 هـ .
له خطب أمير المؤمنين عليه السّلام ، ذكره النديم في الفهرست ص 114 ، وأبو غالب
الزراري ـ المتوفّى سنة 368 ـ في رسالته المعروفة ، وهي إجازته لحفيده ص 85 ، وهو ممّا
كان عنده من الكتب وأجاز له روايتها عنه ، وقال : حدّثني بها عمر بن الفضل ، وراق
الطبري ـ عن رجاله .


وراجع الذريعة 7 / 191 .
7 ـ أبو مخنف
لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف الأزدي الغامدي الكوفي ، المتوفّى سنة 157 .
له ترجمة في معجم الاُدباء 6 / 220 ، وفوات الوفيات 3 / 225 ، وأعلام الزركلي
5 / 245 .
وترجم له الشيخ الطوسي في فهرسته وذكر له كتاب الخطبة الزهراء لأمير المؤمنين
عليه السّلام ، وأورد إسناده إليه برواية الكتاب عنه .
القرن الثالث
8 ـ المدائني
أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف البغدادي ، المتوفّى سنة 225 هـ .
ترجم له النديم في الفهرست ص 113 ـ 116 ، وعدّد كتبه الكثيرة ، وذكر له في
ص 114 كتاب خطب علي عليه السّلام ، ثم ذكر له في ص 115 كتاب خطب علي
عليه السّلام وكتبه الى عماله .
وممّا يظهر أنّ له كتابين ، أحدهما في خطبه عليه السّلام ، والآخر في خطبه وكتبه
ورسائله .
9 ـ صالح بن أبي حماد
أبو الخير الرازي من أصحاب الإمام الجواد والهادي والعسكري عليهم السّلام .
ترجم له النجاشي في الفهرست رقم 525 ، وقال : « له كتب منها كتاب خطب
أمير المؤمنين عليه السّلام ، وكتاب النوادر . . . » .
ثم أورد إسناده إليه برواية كتبه عنه .


10 ـ إبراهيم بن سليمان
ابن عبيد الله النهمي ، أبو إسحاق الخزّاز الكوفي .
الذريعة 7 / 188 ، ما هو نهج البلاغة ص 27 ، مستدرك سفينة البحار 3 / 299 .
له كتاب خطب علي عليه السلام .
11 ـ إسماعيل بن مهران
ابن محمد بن أبي نصر السكوني ، أبويعقوب الكوفي من أصحاب الإمام الرضا
عليه السّلام .
ترجم له الشيخ الطوسي والنجاشي في فهرستيهما ، والكشّي في رجاله ، وفيه : « كان
تقيّاً ثقة خيّراً فاضلاً » وفي فهرست النجاشي : « ثقة معتمد عليه . . . صنف كتباً منها
الملاحم . . . كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السّلام . . . » .
ثمّ أورد إسناده إليه برواية كتبه عنه .
12 ـ ابن المديني
أبو الحسن علي بن عبد الله بن نجيح السعدي ـ مولاهم ـ البصري ، المتوفّى سنة 234 .
صاحب المصنفات الكثيرة المنوّعة ، له كتاب خطب علي عليه السّلام ، ذكر في
إيضاح المكنون 1 / 431 .
13 ـ السيّد عبد العظيم الحسني
ابن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو القاسم
العلوي الحسني ، المتوفّى سنة 254 ، المدفون بالرّيّ .
وللصاحب ابن عبّاد رسالة في ترجمة حياته ، كما أنّ للصدوق أيضاً رسالة أخبار
عبد العظيم .
ترجم له النجاشي في الفهرست وذكر له كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السّلام ،



ورواه عنه بإسناده إليه .
14 ـ الجاحظ
أبو عثمان عمرو بن بحر البصري ، المتوفّى سنة 255 .
له المائة كلمة من حكم أمير المؤمنين عليه السّلام .
رواه ابن قتيبة عنه في كتابه عيون الأخبار ، كما ذكره بروكلمن في تاريخ الأدب
العربي 1 / 144 من الأصل الألماني و 1 / 179 من ترجمته العربية .
وذكرها أبو الفتح الآملي ، المتوفّى سنة 510 ، في مقدمة كتابه غرر الحكم ، وابن
الشرفية الواسطي في مقدّمة كتابه عيون الحكم ، متعجّبين من الجاحظ كيف اقتصر على
هذه المائة فحسب !
وأدرجها الثعالبي المتوفّي سنة 429 في كتابه الإعجاز والإيجاز ص 28 ـ 30 من
طبعة مصر سنة 1897 ، وقال في نهايتها : هذه المائة كلمة التي جمعها أبو عثمان عمرو بن
بحر الجاحظ من كلام علي عليه السّلام .
وأدرجها أخطب خطباء خوارزم ، تلميذ الزمخشري ، وخليفته ضياء الدين الموفّق بن
أحمد المكّي الخوارزمي ، المتوفّى سنة 568 ، في كتابه « مناقب أمير المؤمنين » رواها
بإسناده عن الجاحظ ، قال في ص 270 :
« وأخبرنا الفقيه أبو سعيد الفضل بن محمد الإسترابادي ، حدّثنا أبو غالب الحسن
بن علي بن القاسم ، حدّثنا أبو علي الحسن بن أحمد الجهرمي بعسكر مكرم ، حدّثني أبو
أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد [ العسكري ] ، حدّثني أبو بكر محمد بن الحسن بن
دريد ، قال : قال أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر صاحب أبي عثمان الجاحظ :
كان الجاحظ يقول لنا زماناً : إنّ لأمير المؤمنين [ عليه السّلام ] مائة كلمة ، كل كلمة
منها تعنى بألف كلمة من محاسن كلام العرب .
قال : وكنت أسأله دهراً بعيداً أن يجمعها لي ويمليها عليَّ ، وكان يعدني بها ويتغافل
عنها ضنّاً بها ، قال : فلمّا كان آخر عمره أخرج جملة من مسوّدات مصنفاته فجمع منها
تلك الكلمات وأخرجها إليّ بخطّه ، فكانت الكلمات المائة هذه : لو كشف الغطاء ما
ازددت يقيناً . . . » .


مخطوطات المائة كلمة :
1 ـ مخطوطة كتبت سنة 569 ، ضمن مجموعة في مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت
من 27 ـ 30 ، رقم التصنيف . . . سابقاً رقم 264 ذكرت في فهرسها ص 65 .
2 ـ مخطوطة كتبها كمال الدين حسين الحافظ الهروي سنة 733 في مكتبة البلاط
الإيراني ( كتابخانه سلطنتي ) رقم 202 ذكرت في فهرسها للمخطوطات الدينية
ص 870 .
3 ـ مخطوطة في مكتبة الامبروزيانا ضمن مجموعة كتبت في القرن السابع أو الثامن .
طبعاته :
1 ـ طبع مع كتاب الشهاب للشيخ يحيى البحراني في إيران سنة 1322 .
2 ـ وطبع ضمن الإعجاز والإيجاز للثعالبي في مصر وبيروت ـ كما تقدّم ـ .
3 ـ وطبع ضمن مجموعة التحفة البهية في إسلامبول سنة 1302 من ص 114 ـ 107 .
4 ـ وطبع في طهران سنة 1304 .
5 ـ وطبع مع الترجمة الإنجليزية في ادنبره سنة 1832 ـ كما يأتي ـ .
6 ـ وطبع في تبريز سنة 1259 هـ .
7 ـ وطبع فيها أيضاً سنة 1312 هـ .
شروح المائة كلمة :
وقد تداولتها الأيدي شرحاً وترجمه ، نظماً ونثراً فمن ذلك :
( 1 )
شرح المائة كلمة للقطب الراوندي .
قطب الدين أبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي المتوفّى سنة 573 هـ .
ترجم له الشيخ منتجب الدين ابن بابويه في الفهرست برقم 186 ، وفي تاريخ
الريّ ، وحكاه عنه ابن حجر في لسان الميزان 3 رقم 180 ، وأطراه بقوله : « كان فاضلاً
في جميع العلوم ، له مصنّفات كثيرة في كل نوع . . . » .


أقول : والمطبوع من كتبه : فقه القرآن في مجلّدين ، طبع في النجف وقم ، ومنهاج
البراعة في شرح نهج البلاغة ثلاثة مجلّدات ، طبع بالهند وفي قم ، وله شرح الخطبة الاُولى
من نهج البلاغة .
راجع عن بقية مؤلفاته فهرست الشيخ منتجب الدين ، ورياض العلماء 2 / 419
وذكرا له شرح المائة كلمة هذه ، كما هو مذكور في الذريعة 14 / 41 .
( 2 )
مطلوب كل طالب من كلام علي بن أبي طالب
للرشيد الوطواط
رشيد الدين محمد بن محمد بن عبد الجليل المعروف بالوطواط ، ولد ببلخ وتوفّی
بخوارزم سنة 578 .
ترجم له ياقوت في معجم الاُدباء 7 / 91 ، وقال : « كان من نوادر الزمان وعجائبه ،
وأفراد الدهر وغرائبه ، أفضل زمانه في النظم والنثر ، وأعلم الناس بدقائق كلام العرب
وأسرار النحو والأدب ، طار في الآفاق صيته ، وسار في الأقاليم ذكره . . . » وعدّد مؤلفاته
وذكر منها كتابه هذا .
أقول : شرح فيه المائة كلمة التي جمعها الجاحظ بالعربية نثراً ، ثم بالفارسية نثراً
ونظماً ، ألّفه للسلطان محمود بن خوارزمشاه في سنة 553 ، وصرّح في خطبة الكتاب ، أنّ
كتابه شرح على المائة كلمة التي اختارها الجاحظ من مجموع كلمات أمير المؤمنين
عليه السّلام ، ممّا يعادل كل كلمة منها ألف كلمة .
مخطوطات « مطلوب كل طالب » :
مخطوطة كتبت سنة 877 ، بأول المجموعة 7136 ، في مكتبة الإمام الرضا
عليه السّلام في مشهد .
2 ـ ومخطوطة من القرن الثامن ، ضمن المجموعة 2207 ، في مكتبة عاطف في
إسلامبول .

3 ـ واُخرى ضمن مجموعة في مكتبة اياصوفيا ، رقم 4795 ، كتبت سنة 843 هـ .
4 ـ واُخرى فيها ، كتبت سنة 816 ، ضمن مجموعة رقم 4792 .
5 ـ واُخرى ضمن مجموعة في مكتبة أسعد أفندي ، رقم 1335 ، كتبت سنة
812 هـ .
6 ـ واُخرى في حميدية ، ضمن مجموعة رقم 1447 ، كتبت في القرن الثامن .
7 ـ مخطوطة في مكتبة البلاط الإيراني ( كتابخانه سلطنتي ) رقم 1694 ، نسخة
خزائنية قيّمة ، المتن بخطّ الخطاط محمد بن عبد الواسع التبريزي ، كتبها بخط نسخي
جيد في سنة 878 ، والشرح الفارسي بخط الخطاط محيي الشيرازي في السنة نفسها وصفت
في فهرسها للمخطوطات الدينية ص 803 .
8 ـ نسخة خزائنية رائعة في المتحف الإسلامي في إسلامبول ، كتبت بخط الخطاط
أحمد بن علي الصوفي المراغي سنة 876 متأنّقاً في كتابتها ، فكتبها بخط الثلث والريحان
والتعليق والرقاع والتوقيع ، كل ذلك مقصوص بدقّة وملصق على أوراق بمهارة وبراعة
وفنّ .
9 ـ مخطوطة المكتبة المركزية لجامعة طهران ، ضمن مجموعة كتبت من سنة 909 ـ
إلى سنة 912 ، رقم 2398 ، ذكرت في فهرسها 9 / 1006 .
10 ـ نسخة اُخرى فيها ، خزائنية ، رقم 8335 ، من مخطوطات القرن 9 و 10 ،
ذكرت في فهرسها 17 / 111 .
11 ـ نسخة كتبها علي بن محمد بن أحمد الحنفي سنة 978 ، في مكتبة جامعة لوس
أنجلس .
ترجمات « مطلوب كل طالب » :
1 ـ ترجمة فلايشر كتاب مطلوب كل طالب للوطواط إلى اللغة الألمانية وطبع مع
حواش وتعليقات له عليه في لايبزيج في ألمانيا سنة 1837 م .
2 ـ ترجمة مطلوب كل طالب ، بالتركية ، لمصطفى القسطموني ، منه مخطوطة في مكتبة
عارف حكمت بالمدينة المنورة .



طبعات « مطلوب كل طالب » :
1 ـ طبع في لايبزيج سنة 1837 م .
2 ـ وفي تبريز سنة 1259 هـ .
3 ـ وفيها أيضاً سنة 1312 هـ .
4 ـ وفي طهران سنة 1304 هـ وسنة 1389 هـ .
5 ـ وفيها أيضاً سنة 1382 هـ بتحقيق السيد جلال الدين المحدّث الاُرموي رحمه الله ،
تارة وحده ، ومنضمّاً إلى شرح ابن ميثم عدّة مرّات .
( 3 )
منهاج العارفين في شرح كلام أمير المؤمنين عليه السّلام
لابن ميثم البحراني ، كمال الدين أبي الفضل ميثم بن علي بن ميثم البحراني ، المتوفّى
سنة 699 هـ ، الفيلسوف الأديب الفقيه المشهور .
ترجم له ابن الفوطي في تلخيص مجمع الأداب 5 / 295 بلقبه كمال الدين ،
ووصفه بالأديب الفقيه ، وقال : « قدم مدينة السلام وجالسته وسألته عن مشايخه . . .
كتبت عنه ، وكان ظاهر البشر ، حسن الأخلاق . . . » .
شرح فيه المائة كلمة جمع الجاحظ ، وله على نهج البلاغة شرحان ، كبير وصغير ،
مصباح السالكين واختيار مصباح السالكين .
ومن منهاج العارفين مخطوطة في مكتبة السيد الحكيم العامة في النجف الأشرف
رقم 172 .
ومنه نسخة في المكتبة المركزية في جامعه طهران .
ومنه نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد ، رقم 7734 .
ومنه نسخة كتبت سنة 870 ، في مكتبة المغفور له السيد جلال الدين المحدّث
الاُرموي ، وقد حقّقه على هاتين الأخيرتين ونسختين اُخريين ـ في مكتبته أيضاً ـ وطبعه
سنة 1390 في طهران ، ثم طبع بالافست عليه أكثر من مرّة وقد ضمّ إليه الشرح التالي .


( 4 )
شرح المائة كلمة
لعبد الوهّاب بن خواجه ، أمير أدَنَه ، وهو إبراهيم بن پير پشا ، وضمّ إليهما « مطلوب
كل طالب » للرشيد الوطواط الذي سبق أن طبعه سنة 1382 هـ .
( 5 )
شرح المائة كلمة ، بالنظم الفارسي ، للواعظ العارف الشيخ عبد الوحيد الجيلاني
الأسترآبادي ، تلميذ الشيخ بهاء الدين العاملي .
الذريعة إلى تصانيف الشيعة 14 / 41 .
( 6 )
شرح المائة كلمة ، للقاضي مصطفى بن محمد خواجكي زاده الحنفي القسطنطيني
الرومي ، المتوفّى سنة 998 هـ .
معجم المؤلفين 12 / 282 ، هدية العارفين 2 / 437 .
( 7 )
شرح المائة كلمة ، أو شرح مطلوب كل طالب ، للحسين بن معين الدين الميبدي ،
توجد منه مخطوطة في المتحف البريطاني كما في فهرسه 1 / 1665 .
( 8 )
شرح المائة كلمة ، لمحمد العمري .
منه مخطوطة في المكتبة الوطنية في باريس ، مذكورة في فهرسها 1 / 3954 .


ذكرهما بروكلمن في تاريخ الأدب العربي 1 / 44 من الأصل الألماني و 1 / 179 من
الترجمة العربية .
( 9 )
شرح المائة كلمة ، لجمال خلوتي .
منه مخطوطة في ايا صوفيا ، رقم 4070 .
بروكلمن 1 / 179 .
( 10 )
كنز الحكمة في تفسير وترجمة المائة كلمة من جمع الجاحظ ، للفضل بن أحمد بن أبي
طاهر .
منه مخطوطة في المكتبة السليمانية في إسلامبول ، من كتب اياصوفيا ، كتبت سنة
686 ، رقم 9 / 2052 ، وعنها مصوّرة في جامعة طهران ، رقم الفيلم 270 .
فهرست مصوّرات المكتبة المركزية لجامعة طهران 1 / 447 .
( 11 )
شرح المائة كلمة ، بالتركية ، باسم شرح الكلمات المرتضوية .
نسخة منه كتبت سنة 1195 ، في مكتبة جامعة لوس أنجلس ، ضمن المجموعة رقم
601 . B ولعلّه ترجمة بالتركية لشرح الرشيد الوطواط « مطلوب كل طالب » .
ترجمات المائة كلمة :
1 ـ ترجمها وليم پول إلى الإنجليزية وطبعها في ادنبره سنة 1832 بروكلمن ، الترجمة
العربية 1 / 180 .
2 ـ ترجمة المائة كلمة نظماً فارسياً ، نسخة منه كتبت سنة 939 ضمن مجموعة في
المكتبة السليمانية رقم 1208 .

3 ـ ترجمة المائة كلمة بالفارسية نثراً ، نسخة كتبت سنة 686 في المكتبة السليمانية
من كتب اياصوفيا رقم 2052 .
4 ـ ترجمة المائة كلمة بالفارسية نظماً ، للجامي الشاعر الصوفي المشهور ، نور الدين
عبد الرحمن ، المتوفّى سنة 898 .
فهرست المكتبة المركزية لجامعة طهران 2 / 138 .
5 ـ ترجمة نظم المائة كلمة للجامي الى التركية ، طبع في إسلامبول سنة 1288 .
6 ـ ترجمة المائة كلمة نظماً فارسياً 1 / 179 لدرويش أشرف في سنة 838 .
دانشمندان اذربيجان ص 147 ، فهرست المكتبة المركزية لجماعة طهران 2 / 138 .
7 ـ ترجمة المائة كلمة بالفارسية والتركية نظماً .
نسخة منه ضمن مجموعة في مكتبة جامعة لوس أنجلس رقم 35 . D
15 ـ الثقفي
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي الكوفي ، نزيل أصفهان ،
المتوفّى سنة 283 ، ترجم له الشيخ الطوسي والنجاشي في فهرستيهما وعدّا مصنّفاته
الكثيرة ومنها :
كتاب الخطب المعربات .
كتاب الخطب السائرة .
رسائل أمير المؤمنين عليه السّلام وأخباره .
وذكروا أسانيدهم المتعدّدة إليه برواية كتبه عنه ، وقد طبع من كتبه كتابُ
« الغارات » في مجلّدين ، بتحقيق السيد جلال الدين المحدّث ، في طهران ، وهو تحت
الطبع في بيروت بتحقيق العلامة السيد عبد الزهراء الخطيب ، وترجم إلى الفارسية
أيضاً .
راجع الذريعة إلى تصانيف الشيعة 7 / 193 ، ومعجم رجال الحديث 1 / 278
و 287 ، ومقدّمة طبع كتاب الغارات .



القرن الرابع
16 ـ ابن دريد
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري ، شيخ الأدب ، ومؤلف الجمهرة
في اللغة ، المتوفّى سنة 321 هـ .
ترجم له النديم في الفهرست ص 67 ، والخطيب في تاريخ بغداد 2 / 195 ،
والسمعاني في الأنساب 5 / 305 ، والقفطي في أنباه الرواة 3 / 92 ، وياقوت في معجم
الاُدباء ، وغير ذلك
له مجموعة في حكم أمير المؤمنين وقصار كلمه عليه السّلام ، ذكر بروكلمن في تاريخ
الأدب العربي في 1 / 179 من الترجمة العربية أنّه وجد منه نسخة في دار الكتب الوطنية
في باريس .
17 ـ أبو أحمد الجلودي
عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن عيسى الأزدي البصري ، شيخ البصرة وأخباريّها ،
المتوفّى سنة 332 هـ .
ترجم له النجاشي في فهرسته وعدّد كتبه الكثيرة البالغة مائتين كتاباً ، وذكر منها :
كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السّلام ، كتاب شعره ، كتاب رسائله ، كتاب مسند
أمير المؤمنين عليه السّلام ، كتاب ذكر كلامه في الملاحم ، كتاب الدعاء عنه
عليه السّلام ، ثمّ أورد إسناده إليه برواية كتبه عنه .
وترجم له إسماعيل باشا في هدية العارفين 1 / 576 ـ 577 وعدّد كتبه الكثيرة ما
عدا ما ذكرناه !
وترجم له النديم والشيخ الطوسي في فهرستيهما وذكرا له بعض كتبه ، وراجع معجم
رجال الحديث 10 / 39 .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 3:47 pm

18 ـ القاضي نعمان
وهو أبو حنيفة النعمان بن محمد بن منصور بن حيون المغربي التميمي المصري ،
قاضي مصر وفقيهها في العهد الفاطمي ، المتوفّى سنة 363 .
له كتاب خطب علي عليه السّلام ، وله شرح خطب علي عليه السّلام ، ذكر في مقدمة
كتابه « الهمّة » وفي الذريعة 13 / 217 .
أصله من القيروان وسكن القاهرة ، وصنّف كتباً كثيرة ، قال الذهبي في ترجمته في
سير أعلام النبلاء 16 / 150 : « وله يد طولى في فنون العلوم والفقه والإختلاف ونَفَس
طويل في البحث . . .
وانتصر لفقه أهل البيت وله كتاب في اختلاف العلماء ، وكتبه كبار مطولة ، وكان
وافر الحشمه ، عظيم الحرمه . . . » .
وترجم له ابن خلّكان ترجمة مطولة في الوفيات 4 / 415 ، والزركلي في الأعلام
8 / 41 وقال : « كان واسع العلم بالفقه والقرآن والأدب والتاريخ . . . » .
19 ـ الشريف الرضي
( 359 ـ 406 هـ )
الشريف الأجلّ ذو الحسبين وذو المنقبتين أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى بن
محمد بن موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام .
وهو أجلّ من أن يعرّف به ، غنيّ عن الإطراء ، ونكتفي هنا ببعض كلام
الباخرزي في الدمية حيث ترجم له في 1 / 292 وقال : « له صدر الوسادة بين الائمة
والسادة ، وأنا إذا مدحته كنت كمن قال لذكاء ما أنورك ! ولخضارة ! ما أغزرك ! وله
شعر إذا افتخر به أدرك من المجد أقاصيه ، وعقد بالنجم نواصيه ، وإذا نسب انتسب رقّة
الهواء إلى نسبه ، وفاز بالقدح المعلّى في نصيبه . . . » .



مؤلّفات الشريف الرضي :
لم يذكر النديم في الفهرست من مؤلفات الشريف الرضي شيئاً ، وهذا ربّما يُستغرب
في بادیء النظر لأنّه كان في عصره ومصره ، وذلك لأنّ الفهرست ألف سنة 377 ،
والرضي يومذاك ابن ثماني عشرة سنة ، فهو بعد في دور التعلّم والقراءة على الأساتذة .
نعم جاء ذكر الشريف الرضي في فهرست النديم في ترجمة اُستاذه ابن جنّي ،
المتوفّى سنة 392 ، حيث ذكر فيه ـ في مؤلّفات ابن جنّي ـ ص 95 : تفسير المراثي الثلاث
والقصيدة الرائية للشريف الرضي ، ممّا يدلّ على أنّه اشتهر بالشعر الجيّد حيث تعاطى
القريض منذ صباه ، ونظم الشعر وهو ابن عشر ، وانتشرت له القصائد الجياد وهو في سنّ
المراهقة ، وكان للرضي مكانة مرموقة في الشعر والأدب حتى أنّ اُستاذه أبا الفتح ابن
جنّي شرح أربعاً من قصائده في أربعة مجلّدات ، تكلّم عن كل قصيدة منها في مجلّد ، وإذا
رأينا أنّ النديم ذكر الشريف في فهرسته المؤلّف سنة 377 ، علمنا أنّ هذه القصائد ـ التي
هي قمّة في الجودة إلى درجة يشرحها اُستاذه ابن جنّي ـ هي ممّا نظمه وهو دون الثامنه
عشرة من عمره ، بل ربّما كان في حدود البالغين .
ونعود فنقول : حسب الرضي أنّ اُستاذه ابن جنّي يتولّى شرح شعره المبكّر في
أربعة مجلّدات .
وأن يكون مهيار الديلمي تلميذاً له وخريج مدرسته ، فقد أسلم على يده وهو احد
المتخرّجين من معهده الثقافي ، فقد كان للشريف الرضي مؤسسة ثقافية ، ومعهداً علميّاً
كما يحدّثنا عنه ابن خلكان في وفيات الأعيان ، وآدم متز .
فقد ذكر في كتابه الحضارة الإسلامية دور العلم والمؤسسات الثقافية ، وعدّ منها
مؤسسة الرضي ، وذكرها في 1 / 330 : وكذلك اتّخذ الشريف الرضي ( المتوفّى عام
406 ـ 1015 م ) نقيب العلويّين ، والشاعر المشهور ، داراً سمّاها « دار العلم » وفتحها
لطلبة العلم ، وعيّن لهم جميع ما يحتاجون إليه (1) .
____________________________
(1) أقول : وكذلك فعل قبله العياشي بما يقرب من مائة وخمسين سنة ، وهو أبو النضر محمد بن مسعود
العياشي السمرقندي ، ذكره النديم في الفهرست 244 وقال : « من فقهاء الشيعة الإمامية ، أو حد دهره وزمانه في



مؤلّفات الشريف الرضي وتاريخ تأليفها
فأسبق شيء نعلمه منها ـ هو ـ كتابه :
1 ـ خصائص الائمّة
فقد ألّفه وهو في الرابعة والعشرين من عمره ، حيث ذكر في حديث له في مقدّمته ما
ملخّصه : « لقيني وأنا متوجّه عشيّة عرفة ، سنة 383 إلى مشهد مولانا أبي الحسن موسى
ابن جعفر . . . وعدت وقد قوى عزمي على عمل هذا الكتاب ، إعلاناً لمذهبي ، وكشفاً عن
مغيّبي . . . » .
وهذا صريح في أنّه ألّف هذا الكتاب في اُخريات عام 383 وبدايات سنة 384 ،
وذكر في المقدّمة أنّه طلب منه ذلك قبل حين من الزمن ، وقال في مقدّمه نهج البلاغه :
فإنّي كنت في عنفوان السنّ ، وغضاضة الغصن ، إبتدأت بتأليف كتاب في خصائص
الائمّة . . . فهذا ما يرجع الى تأريخ تأليفه .
وأمّا مخطوطاته
1 ـ فمنه مخطوطة في مكتبة رضا في رامپور بالهند ( رضا لايبريري ) ، كتبها عبد الجبّار
ابن الحسين بن أبي القاسم الحاج الفراهاني ، الساكن بقرية خومجان ، وفرغ منها يوم
الأربعاء ، الرابع من شوّال سنة 553 هـ .
____________________________
غزارة العلم ، ولكتبه بنواحي خراسان شأن من الشأن . . . ـ ثم عدّد كتبه وقال ـ : تبلغ 208 كتاباً » .
وترجم له الشيخ الطوسي في الفهرست وفي كتاب الرجال وقال : « أكثر أهل المشرق علماً وفضلاً وأدباً
وفهماً ونبلاً في زمانه ، صنّف أكثر من مائتي مصنّف ذكرناها في الفهرست ، له مجلس للخاصّ ومجلس للعامّ » .
وترجم له النجاشي في الفهرست وقال : « أنفق أبو النضر على العلم والحديث تركة أبيه سائرها ، وكانت
ثلاثمائة ألف دينار ، وكانت داره كالمسجد بين ناسخ أو مقابل أو قار أو معلّق مملوءة من الناس . . . » .
وقال في ترجمة الكشي محمد بن عمر بن عبد العزيز : « وصحب العيّاشي وأخذ عنه وتخرج عليه في داره التي
كانت مرتعاً للشيعة وأهل العلم . . . » .


والكاتب من تلامذة السيّد ضياء الدين أبي الرضا ، فضل الله بن عليّ الحسني ،
الراوندي ، القاشاني ، من أبرز أعلام الطائفة في القرن السادس ، له ترجمه في أنساب
السمعاني ، وخريده القصر ، وغيرهما .
والظاهر أنّه كتبها على نسخة شيخه أبي الرضا ، وهو كتب نسخته في سفرته الى
بغداد ، في بدايات هذا القرن على نسخة الأصل بخطّ المؤلّف الرضيّ .
ثم إنّ الكاتب قرأ هذه النسخة على السيّد فضل الله الراوندي ، فكتب له عليها :
قرأ الخصائص عليَّ الشيخ الرئيس الولد وجيه الدين ، فخر العلماء أبو عليّ
عبد الجبار بن الحسين بن أبي القاسم ـ دامت نعمتهما ـ ورويتها له عن شيخي أبي الفتح
إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الأخشيذ السراج ، عن أبي المظفر عبد الله بن شبيب ،
عن أبي الفضل الخزاعي ، عن الرضيّ ـ رضي الله عنه ـ .
وكتب فضل الله بن عليّ الحسني أبو الرضا الراوندي في ذي القعدة ، من سنة
خمس وخمسين وخمسمائة .
وعن هذه المخطوطة مصوّرة في المكتبة المركزيّة لجامعة طهران ، رقم الفيلم 5046 ،
وصفت في فهرست مصوّراتها ج 3 ص 127 .
2 ـ نسخة من الخصائص كتبت في القرن الثامن ، في المكتبة السليمانية في
إسلامبول ، من كتب اياصوفيا ، بأوّل المجموعة رقم 4875 ، من 1 ـ 65 .
نوادر المخطوطات العربية في تركيا ، للدكتور رمضان ششن 2 / 122 .
طبعات كتاب خصائص الائمة :
طبع في النجف الأشرف سنة 1368 ، من مطبوعات المطبعة الحيدرية .
2 ـ اُعيد طبعه بالاُفست في قم .
3 ـ طبعه مجمع البحوث الإسلامية في مشهد بتحقيق زميلنا العلامة النشط الشيخ
محمد هادي الأميني سنة 1406 بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة الشريف الرضيّ .
2 ـ نهج البلاغة
صرّح في مقدّمته أنّه ألّفه بعد خصائص الائمة وعلى أثره حيث يقول : « وسألوني عند


ذلك أن أبداً بتأليف كتاب يحتوي على مختار كلام مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام . . .
علماً أنّ ذلك يتضمّن من عجائب البلاغة ، وغرائب الفصاحة ، وجواهر العربية ،
وثواقب الكلم الدينية والدنيوية ، ما لا يوجد مجتمعاً في كلام ، ولا مجموع الأطراف في
كتاب ، إذ كان أمير المؤمنين عليه السّلام مشرع الفصاحة وموردها ، ومنشأ البلاغة
ومولدها ، ومنه عليه السّلام ظهر مكنونها ، وعنه اُخذت قوانينها ، وعلى أمثلته حذا كلّ
قائل خطيب ، وبكلامه استعان كلّ واعظ بليغ ، ومع ذلك فقد سبق وقصّروا ، وتقدّم
وتأخّروا ، لأنّ كلامه عليه السّلام الكلام الذي عليه مسحة من العلم الإلٰهي ، وفيه عبقة
من الكلام النبوي ، فأجبتهم إلى الابتداء بذلك . . . » .
فيبدو أنّه بدأ بتأليف « نهج البلاغة » بعد « خصائص الائمة » أي في عام 384 ،
ولبث في ذلك نحو ستة عشر عاماً ، حيث أرّخ فراغه منه برجب عام 400 ، وأشار إلى
طوله مكثه في تأليفه بقوله فيه : « وربّما بعد العهد ، اختير أولاً فاُعيد بعضه سهواً
أو نسياناً . . . » .
ويأتي الكلام على جوانب ممّا يخص نهج البلاغة تحت عناوين ( مخطوطاته ) و
( طبعاته ) و ( شروحه ) و ( أول من شرحه ) و ( ترجماته ) و ( منتخباته ) و ( تذييلاته ) .
3 ـ مجازات الآثار النبوية
ويبدو أنّه في خلال اشتغاله بتأليف نهج البلاغة في هذه الفترة الطويلة قد أنجز
تأليف كتابه « مجازات الآثار النبوية » فقد أحال إليه في نهج البلاغة ص 263 عند
الكلام على قوله عليه السّلام « 466 ـ العين وكاءالسه » : « وقد تكلّمنا على هذه
الإستعارة في كتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبوية » .
كما أنّه يحيل في المجازات ص 22 و 41 و 161 و 223 و 252 ، الى كتابه نهج البلاغة .
مخطوطاته
1 ـ نسخة كتبت سنة 982 ، كانت في مكتبة الدكتور حسين علي محفوظ ثمّ نقلت
منها إلى مكتبة كلية الآداب بجامعة بغداد .
2 ـ مخطوطة في مكتبة السيد حسن الصدر في الكاظمية ، وعليها طَبَعَه نجله السيد



محمد الصدر في بغداد لأوّل مرّة .
3 ـ نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد ، كتبت سنة 1064 هـ ،
رقمها 2134 .
4 ـ نسخة في مكتبة الأزهر بالقاهرة ، رقم 3897 حديث .
5 ـ نسخة في مكتبة ملك الأهلية في طهران ، رقم 1 / 3545 .
6 ـ نسخة من مخطوطات القرن العاشر ، في مكتبة زميلنا العلامة المحقّق السيد محمد
علي الروضاتي دام مؤيّداً في مدينة أصفهان .
طبعاته :
1 ـ طبع لأول مرّة في مطبعة الآداب ببغداد سنة 1328 هـ .
2 ـ طبع بالقاهرة سنة 1356 بتحقيق محمود مصطفى في مطبعة مصطفى البابي
الحلبي .
3 ـ طبع بالقاهرة أيضاً بتحقيق طه محمد الزيني في مطبعة البابي الحلبي سنة
1387 هـ .
4 ـ وطبع عليها بالاُفست في قم ، من منشورات مكتبة بصيرتي .
ويقوم بتحقيقه الآن زميلنا الفاضل الشيخ رضا الاستادي لتطبع من قبل مؤسسة
نهج البلاغة في طهران .
4 ـ تلخيص البيان في مجازات القرآن
قال في آخره : « وكان الإبتداء بتصنيف هذا الكتاب في يوم الخميس لعشر ليال
بقين من شعبان سنة إحدى وأربعمائة .
والفراغ منه في يوم الأحد لثلاث عشرة ليلة خلت من شوّال من هذه السنة ، على ما
تخلّل هذه المدّة من اعتراضات العوائق ، واقتطاعات الشواغل ، واختلاط الداعي
بالصوارف ، والحمدلله ربّ العالمين ، وصلواته على رسوله سيّدنا محمد وآله الطاهرين »
فلم يستغرق تأليفه أكثر من 53 يوماً وليس من الشريف ببعيد .
وهذا يدلّ على عظمة كتابه « نهج البلاغة » فإنّ من يؤلف كتاباً مثل « تلخيص


البيان » في نحو خمسين يوماً قد أخذ تأليف نهج البلاغة من وقته نحو 16 سنة .
مخطوطات تلخيص البيان
1 ـ نسخة من مخطوطات القرن السادس ، في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم
1034 ، تنقص قليلاً من أولها ووسطها وآخرها ، ذكرت في فهرسها 1 / 67 ، وهي من
مخطوطات مكتبة السيد محمد المشكاة التي أهداها إلى جامعة طهران ، وهو الذي تولى نشر
هذا الكتاب لأول مرّة بالطبع على هذه النسخة مصوّرة .
2 ـ نسخة اُخرى فيها أيضاً ، ضمن مجموعة رقم 5470 ، كتبت سنة 547 هـ ، جاء
في آخرها :
« وفرغ من تحرير هذا الكتاب محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد فظ الرهقي
ـ غفر الله له ولأبويه ـ يوم الجمعة وقت العصر ببلد آبه ، التاسع والعشرين من شهر الله
المبارك الأصبّ رجب عظم الله ميامنه ، سنة سبع واربعين وخمسمائة حامداً لله مصلّياً
على رسوله محمد وآله .
وجاء في هامشها في الورقة الأخيرة : « قابلت هذه النسخة بالأصل الذي كان
لمولانا الأمير السيد الإمام الأجلّ ، العالم الزاهد ، ضياء الدين ، تاج الإسلام ، أبي الرضا
فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي دامت أيّامه ، بمدينة اندوز وهي قاسان ،
في سلخ جمادى الآخرة سنة أربع وستين وخمسمائة حامداً ومصلّياً .
وكتب صاحبه محمد بن الحسن بن محمد الحافظ الرهقي بخطه » .
فهرست المكتبة المركزية ج 16 ص 17 ، نشرة المكتبة المركزية ج 4 ص 445 .
3 ـ نسخة من مخطوطات القرن الثالث عشر ، كاملة من الجانبين ، وربّما تخلّلها
نقص قليل ، وهي في مكتبة زميلنا الجليل السيد محمد الجزائري حفظه الله ، وهي التي
طبع عليها الكتاب في بغداد ، وتاريخ تأليف الكتاب ـ بدئه وختامه ـ موجود في نهاية
هاتين الأخيرتين .
طبعات تلخيص البيان :
1 ـ نشره السيد محمد المشكاة في طهران سنة 1369 مصوّراً على المخطوطه رقم 1



المذكورة أعلاه على طريقة الفوتوتيب وألحق بها فهارس فنّية وقدّم له مقدمة هو والدكتور
حسين علي محفوظ .
2 ـ نشرته مكتبة الخلاني العامة في بغداد ، برعاية المغفور له العلامة السيد محمد
الحيدري ، وهذه الطبعة أكمل من الاُولى لأنّها طبعت على المخطوطة رقم 3 المذكورة آنفاً
طبعت على الحروف في بغداد سنة 1375 .
3 ـ طبع بالقاهرة سنة 1374 بتحقيق الاُستاذ محمد عبد الغني حسن مع مقدمة قيّمة
وفهارس فنّية ، طَبَعَها ناقصة على طبعة الاُستاذ مشكاة .
4 ـ أعادت طبعه مكتبة بصيرتي في قم بالاُفست على طبعة محمد عبد الغني حسن .
5 ـ حقائق التأويل
لا نعلم بالتحديد تاريخ تأليفه لأنّه لا يوجد بكامله لنهتدي إلى ما يشير إلى ذلك ،
ولكنّ الموجود منه هو المجلّد الخامس فحسب ، ومخطوطة مشهد مكتوبة على نسخة قرئت
على المؤلف سنة 402 هـ كما في الذريعة 7 / 320 ؛ فلربما كان تأليفه أسبق من تلخيص
البيان ومتأخّر عن نهج البلاغة حيث يحيل فيه في ص 167 ، إلى نهج البلاغة ، ولكن
جاء في فهرست مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد 1 / 39 أنّ مخطوطة المكتبة
كتبت على نسخة كان فيها تاريخ تأليف الكتاب سنة 402 هـ فيكون تأليفه متأخّراً
عن التلخيص والنهج .
مخطوطاته :
1 ـ نسخة في مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد ، رقم 1320 ، فرغ منها
الكاتب في 21 رجب سنة 533 ، كتبت على نسخة مقروءة على المؤلف وعليها خطّه .
2 ـ مخطوطة كتبت سنة 1028 هـ ، في مكتبة كليّة الحقوق في جامعة طهران رقم
307 ج ، ذكرت في فهرست مكتبة كلية الحقوق ص 330 .
طبعاته :
1 ـ طبع هذا الجزء ـ الخامس الموجود منه ـ في النجف الأشرف ، نشرته جمعية منتدى


النشر في النجف سنة 1355 هـ ، بعد ما اُلّفت لجنة من الأفاضل الاُدباء لتحقيقه ، وقدّم
له العلامة الكبير الشيخ عبد الحسين الحلي رحمه الله .
2 ـ أعادت طبعه بالاُفست على الطبعة السابقة مؤسستي البعثة ونهج البلاغة في
طهران سنة 1406 هـ بمناسبة الذكرىٰ الألفية لوفاة الشريف الرضي .
وقد صدر عن حياة الشريف الرضيّ عدّه كتب منها :
1 ـ حياة الشريف الرضيّ ، للعلّامة الشيخ عبد الحسين الحلي النجفي ، المتوفّى سنة
1375 طبع في النجف في مقدّمة حقائق التأويل سنة 1355 .
2 ـ حياة الشريف الرضيّ ؛ للعلامة الشيخ محمد رضا آل كاشف الغطاء النجفي ،
المتوفّى سنة 1366 ، نشر في مجلة الرضوان الهندية سنة 1355 ، ثمّ طبع في
النجف الأشرف 1360 هـ .
3 ـ الشريف الرضيّ ، للدكتور حسين علي محفوظ الكاظمي ، طبع في مطبعة
الريحاني في بيروت سنة . . . ، في 250 صفحة .
4 ـ عبقرية الشريف الرضيّ ؛ للدكتور زكي مبارك ، المتوفّى سنة 1371 بمصر ، في
مجلّدين سنة 1939 ، وطبع في بيروت أيضاً .
5 ـ الشريف الرضيّ بودلير العرب ؛ للدكتور عبدالمسيح محفوظ ، طبع مكتبة بيروت
سنة 1944 م .
6 ـ الشريف الرضيّ ؛ للدكتور إحسان عباس ، طبعته دار صادر في بيروت
سنة 1951 .
7 ـ الشريف الرضيّ ، عصره وحياته ومنازعه ؛ لأديب التقي البغدادي السوري ،
المتوفّى سنة 1364 ، عضو المجمع العلمي بدمشق ، طبع بدمشق ، مطبعة كرم
سنة 1961 ، في 374 صفحة .
8 ـ الشريف الرضي ؛ للدكتور محمد عبد الغني حسن المصري ، طبعته دار المعارف
المصرية سنة 1970 ، في سلسلة نوابغ الفكر العربي .
9 ـ الشريف الرضيّ عصره ، تاريخ حياته ، شعره ؛ لمحمد سيد گيلاني ، طبع
بالقاهرة 1937 .
10 ـ الشريف الرضي ؛ بقلم حنّا نمر .


11 ـ الشريف الرضيّ ؛ للاُستاذ طاهر الكيالي ، طبع سنة 1941 م .
12 ـ الحماسة في شعر الشريف الرضيّ ؛ لمحمد جميل شلش ، طبع ببغداد سنة 1974 م .
13 ـ الشريف الرضي حياته ودراسة شعره ؛ للدكتور محمد عبد الفتاح الحلو ، وهي
رسالة دكتوراه له ، اُجيز بها من جامعة القاهرة سنة 1974 ، وهو أوسع ما كتب
بهذا الصدد ، وربّما يقع في أربعة أجزاء لأنّه بلغ ألفي صفحة .
14 ـ الشريف الرضي حياته وشعره ؛ للدكتور : ي عبد العلي ، اُطروحة دكتوراه من
لندن .
ذكرته مجلة المورد البغدادية في عددها الأول من المجلد السابع ص 273 .
ولم يبلغنا طبع هذين الأخيرين ، كما أنّ هناك كتابان آخران لا يزالان مخطوطان ،
وهما :
15 ـ من وحي الشريف الرضي ؛ للعلامة الشيخ قاسم محيي الدين النجفي ، المتوفّى
سنة 1376 هـ .
16 ـ الشريف الرضي ؛ للعلامة الشيخ محمد هادي الأميني حفظه الله .
وهناك كتاب آخر عن حياة الشريف الرضي بالفارسية للسيد علي أكبر
البرقعي القمي ، سمّاه :
17 ـ كاخ دلاويز ، طبع سنة 1358 هـ .
القرن الخامس
1 ـ دستور معالم الحكم
للقاضي القضاعي ، أبي عبد الله محمد بن سلامة بن جعفر القضاعي ، المصري ،
الشافعي ، المتوفّى سنة 454 هـ .
له ترجمة مع الثناء والإطراء الكثير في الإكمال لابن ماكولا 7 / 147 ، وأنساب
السمعاني 10 / 180 ، ووفيات الأعيان 4 / 212 ، والوافي بالوفيّات 3 / 116 ، وسير أعلام
النبلاء 18 / 92 ، وطبقات الشافعيّة للسبكي 4 / 150 ، وللآسنوي 2 / 312 ، ولابن
قاضي شهبة 1 / 245 . وذكروا مؤلّفاته ، ومنها كتابه دستور معالم الحكم ومأثور مكارم


الشيم ، من كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السّلام ) ، قال في أوّله :
أمّا بعد ، فإنّي لمّا جمعت من حديث رسول الله صلّی الله عليه وسلّم ألف كلمة
ومائتي كلمة في الوصايا ، والأمثال ، والمواعظ ، والآداب ، وضمّنتها كتاباً ، وسمّيته
بالشهاب (1) ، سألني بعض الإخوان أن أجمع من كلام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب
صلوات الله عليه . . . وأن أعتمد في ذلك على ما أرويه ، وأجده في مصنّف من أثق
به . . .
وقد طبع في مصر ، وإيران ، ولبنان عدّة مرات .
ومنه مخطوطة كتبت سنة 611 ، في مكتبة جستر بيتي ، برقم 3026 .
2 ـ تذييل نهج البلاغة
لابن الجلي أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل الحلبي ـ المعروف
بابن الجلّي ـ .
وبيت الجلّي ـ بكسر الجيم المعجمة وتشديد اللام ـ من البيوت العلميّة العريقه
الشيعيّة في حلب ، أنجبت أعلاماً في الفقه ، والحديث ، والأدب في القرنين الرابع
والخامس ، منهم أبو الفتح هذا ، وأبوه ، وجدّه .
ترجم ابن العديم في بغية الطلب في تاريخ حلب لأبيه إسماعيل بن أحمد ، وقال :
حدّث بحلب ، عن أبيه . . . وروى عنه ابنه أبو الفتح . . .
وأخرج من طريقه حديث عليّ عليه السّلام : « نزلت النبوّة يوم الإثنين ، وصلّيت
مع النبيّ صلّی الله عليه وسلّم يوم الثلاثاء » .
وترجم له أيضاً ابن حجر في لسان الميزان 1 / 392 ، ناقلاً عن تاريخ ابن أَبي طي
أنّه قال : إمام فاضل في الحديث ، وفقه أهل البيت ، روى عن أبيه و . . . توفّي سنة
447 ، ولإسماعيل أسفار في فنون شتّى ، إنتهى .
____________________________
(1) كتاب « الشهاب » مطبوع غير مرّة ، وعليه شروح كثيرة ، وطبع أخيراً « مسند الشهاب » ، ومن
« الشهاب » نسخة بخطّ ياقوت سنة 690 هـ ، في مكتبة البلاط الإيراني ، رقم 2148 ، ذكرت في فهرسها
ص 856 .


وأمّا ابنه أبو الفتح ، فقد روى عن أبيه سنه 407 ، فتقدّر ولادته حدود سنة 390 ،
وروى أيضاً عن أَبي نمير الأسدي عبد الرزاق بن عبد السلام ، وروى عنه عليّ بن عبد الله
بن أبي جرادة العقيلي الحلبي ، ونظام الملك الطوسي الوزير ، وأبو بكر الخطيب البغدادي .
له ترجمة في أنساب السمعاني « الجلّي » ، ووهم فسمّاه أحمد ، والمشتبه 1 / 168 ،
وتبصير المنتبه 1 / 342 ، وتاج العروس 7 / 262 .
له تذييل على نهج البلاغة .
قال ابن أبي الحديد في شرحه 18 / 225 ، في حديث ضرار بن ضمرة : فإنّ الرياشي
روى خبره ، ونقلته أنا من كتاب عبد الله بن إسماعيل بن أحمد الحلبي ، في التذييل على
نهج البلاغة .
3 ـ خطب أمير المؤمنين عليه السّلام
لأبي العبّاس يعقوب بن أبي أحمد الصيمري .
نقل عنه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ، فقال في ج 15 ص 82 ، في الكلام
على رسالة : ووقفت عليها من كتاب أبي العبّاس يعقوب ابن أبي أحمد الصيمري ، الذي
جمعه في كلام عليّ عليه السّلام ، وخطبه .
4 ـ قلائد الحكم
للقاضي أبو يوسف يعقوب بن سليمان بن داود الإسفرائني الشافعي ، خازن كتب
المدرسة النظاميّة ببغداد ، والمتوفّى سنه 488 .
له ترجمة في الطبقات الشافعيّة الوسطى والكبرى 5 / 359 ، وللاسنوي 1 / 96 ،
ولابن قاضي شهبة 1 / 304 ، ومعجم المؤلّفين 13 / 249 ، وهديّة العارفين 2 / 545 ،
وبروكلمن 1 / 301 ، والذيل 1 / 594 ، والأعلام 8 / 199 .
قال الآسنوي : كان فقيهاً ، اُصوليّاً ، نحويّاً ، لغويّاً ، شاعراً ، حسن الخطّ ، صنّف ،
وسمع ، وحدّث ، وسافر لكثير . . . ذكره أبو سعد ( السمعاني ) في الذيل . . .
له كتاب قلائد الحكم وفرائد الكلم من كلام عليّ بن أبي طالب .
ذكر في كشف الظنون 2 / 1353 ، وهديّة العارفين ، ومعجم المؤلّفين ، وأعلام


الزركلي ، وغيرها .
منه نسخة من مخطوطات القرن السادس ، في مكتبة مدرسة المروي في طهران
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 3:49 pm

5 ـ تاريخ الشهور والدهور
ذكره نصير الدين عبد الجليل القزويني الرازي ، الواعظ المتكلم ، في كتاب
النقض (1) ، وهو كتاب بعض مثالب النواصب ، الذي نقض به كتاب بعض
فضائح الروافض ، نقضه وردّ عليه في منتصف القرن السادس ، وقد ذكر صاحب
الفضائح كلاماً نسبه إلى أمير المؤمنين عليه السّلام ، فردّ عليه النصير القزويني في ص 107
ما معرّبه : بأنّ هذا الكلام موضوع لا أصل له ، ولم نجده فيما روي عنه عليه السّلام ، ولا
ذكر في المصادر ، ولا يوجد في نهج البلاغه ، ولا في كتاب تاريخ الشهور والدهور ، ولم
يشذ عن هذين الكتابين شيء من كلامه عليه السّلام . . .
فتراه قارنه بكتاب نهج البلاغة ، في موضوعه واشتماله على كلمات أمير المؤمنين
عليه السّلام وخطبه ، بل يظهر منه أنّه أشمل وأوسع في بابه من نهج البلاغة . ولم نعرف
عن الكتاب ومؤلّفه شيئا ، ولم نجد من ذكره إلّا النصير الرازي ، ولعلّ الشهور والدهور
تكشف لنا في المستقبل عن مخطوطة الكتاب ، فنتعرّف عليه وعلى مؤلّفه .
القرن السادس
1 ـ غرر الحكم
1 ـ ناصح الدين أبو الفتح ابن القاضي محمد بن عبد الواحد التميمي الآمدي ،
المتوفّى سنة 510 ، أو سنة 550 .
من مشايخ الحافظ ابن شهراشوب ، وجاء في هديّة العارفين 1 / 635 : أنّه تلمذ على
أحمد الغزّالي ، وأنّ له جواهر الكلام في شرح الحكم والأحكام من قصّة سيّد الأنام عليه
الصلاة والسّلام ، والحكم والأحكام . . .
____________________________
(1) الكتاب فارسيّ مطبوع في طهران مرتين بتحقيق المغفور له المحدّث جلال الدين الاُرموي .


له ترجمة في معالم العلماء ص 81 ، ورياض العلماء 3 / 281 ـ 284 ، وروضات
الجنّات 5 / 170 ، وأعيان الشيعة ، وخاتمة المستدرك ، وطبقات أعلام الشيعة في القرن
السادس ص 169 ، وأعلام الزركلي 4 / 177 ، وبروكلمن الذيل 1 / 75 ، وهديّة العارفين
1 / 635 ، ومعجم المؤلّفين 1 / 213 .
له كتاب غرر الحكم ودرر الكلم ، في الكلم القصار ، والحكم والأمثال ، من
كلمات مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام .
ذكره له مترجموه ، ورواه عنه الحافظ ابن شهراشوب ، المتوفّى سنة 588 . قال في
مقدّمة كتابه مناقب آل أبي طالب 1 / 12 : قد أذن لي الآمدي في رواية غررالحكم .
من مخطوطات الكتاب :
1 ـ مخطوطة كتبت سنة 517 ، في مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد ،
رقم 1168 .
2 ـ مخطوطة سنة 704 ، في مكتبة غرب ، في مدرسة الآخوند في همدان ، رقم
12425 ، ذكرت في فهرسها ص 163 .
3 ـ مخطوطة سنة 719 ، في مكتبة ملك في طهران ، رقم 2337 .
4 ـ مخطوطة سنة 740 ، في مكتبة أمير المؤمنين عليه السّلام العامّة في النجف
الأشرف ، كتبت على نسخة بخط محمد بن صدقة بن حسين بن فائز سنة 582 .
5 ـ مخطوطة سنة 793 ، في مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت ، ذكرت في
فهرسها ص 195 .
6 ـ مخطوطة القرن الثامن ، في المكتبة المركزيّة لجامعة طهران رقم 95 ، وكان عليها
إجازه لكن اُلصق عليها الأوراق عند ترميمها فذهبت ، فهرسها 2 / 160 .
7 ـ مخطوطة سنة 878 ، في مكتبة طوپقپو في إسلامبول ، ذكرت في فهرسها 3 / 709 .
8 ـ مخطوطة سنة 961 ، في مكتبه الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد ، نسخة
خزائنيّة بخط جميل ، تصلح للاُفست عليها .
9 ـ مخطوطة خزائنيّة جميله ، في مكتبة مدرسة سپهسالار في طهران ، رقم 5357 ،
فهرسها 5 / 350 .

10 ـ نسخة اُخرى فيها كتبت سنة 995 ، رقم 2842 ، ذكرت في فهرسها 2 / 77
و 5 / 349 .
طبعات الكتاب :
1 ـ في مصر سنة 1272 ، وطبع حرف الألف منه أيضاً في مصر سنة 1331 .
2 ـ في بمبي سنة 1280 .
3 ـ في صيدا سنة 1346 .
4 ـ في النجف الأشرف بتصحيح أحمد شوقي الأمين .
2 ـ نثر اللآلیء
للشيخ المفسّر ، أمين الإسلام ، أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي ، مؤلّف مجمع
البيان ، وجوامع الجامع ، وغير ذلك من الكتب الممتعة ، المتوفّى سنة 548 .
وهو مجموع منتخب من الكلم القصار ، والحكم والأمثال ، من كلام مولانا
أمير المؤمنين عليه السّلام ، رتّبه حسب حروف الهجاء في تسعة وعشرين باباً ، في كلّ
باب نحو عشر كلمات ، والمجموع 258 كلمة .
مخطوطاته :
1 ـ نسخة بخطّ ياقوت المستعصمي ، كتبها سنه 691 في مكتبة چستربيتي
رقم 4174 .
2 ـ واُخرى فيها برقم 3859 من مخطوطات القرن التاسع .
3 ـ نسخة بخطّ أحمد بن محمود بن عبد الغفار الصديقي ، كتبها سنة 761 هـ متّبعاً نهج
ياقوت في خطه ، وهي في مكتبة البلاط الإيراني ( كتابخانه سلطنتي ) ، رقم 1786 ،
ذكرت في فهرسها ص 1061 ، وفي المكتبة هذه نسخ اُخرى خزائنيّة قيّمة من هذا
الكتاب ، نسختان منها بخط الخطاط البارع المشهور أحمد النيريزي .
4 ـ نسخة بخط الحسن بن محمد بن أبي الحسن الآوي ، كتبها بخط نسخي
مشكول ، ضمن مجموعه ، فرغ منها في ربيع الثاني سنة 708 ، وفيها المائه كلمة جمع



الجاحظ ، وميميّة الفرزدق ، وتائيّة دعبل ، وهذه المجموعة مصوّرة في المكتبة المركزيّة
لجامعة طهران ، رقم الفيلم 3554 ، وصفت في فهرس مصوّراتها 2 / 178 .
3 ـ عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتعظ والواعظ
لابن الشرفية كافي الدين ـ أو فخر الدين ـ أبي الحسن عليّ بن محمد بن الحسن بن
أبي نزار الليثي الواسطي ، من أعلام الإماميّة في أواخر القرن السادس ، ولعلّه أدرك
السابع أيضاً ، وهو يلقّب عندهم كافي الدين ، وترجم له ابن الفوطي في تلخيص مجمع
الآداب 3 / 259 رقم 2249 بلقبه فخر الدين ، فقال : أبو الحسن عليّ بن محمد بن نزار
الواسطي الأديب ، أنشد . . . فأورد له أبياتاً .
وفي ترجمة ابن أبي طي الحلبي يحيى بن حميدة ، المتوفّى سنة 630 ، في إنسان
العيون في شعراء سادس القرون ، قال : قرأ يحيى بن حميدة المذكور على الشيخ شمس
الدين يحيى بن الحسن بن البطريق ، وعلى الشريف جمال الدين أبي القاسم عبد الله بن
زهرة الحسيني الحلبي ، وعلى الشيخ فخر الدين عليّ بن محمد بن نزار ابن الشرفية
الواسطي . . .
أقول : وممّن يروي عن ابن الشرفية السيّد علاء الدين حسين بن عليّ بن مهدي
الحسيني السبزواري (1) ، روى عنه بمدينة الموصل في 17 شوّال سنة 593 .
ويروي ابن الشرفية عن الشيخ رشيد الدين أبي الفضل شاذان بن جبرائيل
القمي ، ويعرف عند أصحابنا بعليّ بن محمد الليثي الواسطي ، ترجم له ميرزا عبد الله
أفندي في رياض العلماء ، فقال في 4 / 251 : الشيخ عليّ بن محمد الليثي الواسطي ،
فاضل جليل ، وعالم كبير نبيل ، وهو من عظماء علماء الإماميّة ، وله كتاب عيون الحكم
والمواعظ . . .
وترجم له في ج 4 ص 186 فقال : « الشيخ كافي الدين أبو الحسن علي بن محمد بن
أبي نزار [ ابن ] الشرفية الواسطي .
كان من أكابر العلماء . . . ، وهذا الشيخ كافي الدين المذكور يروي عن الشيخ
____________________________
(1) راجع ترجمته في فهرست منتجب الدين ص 53 ، رقم 99 ، رياض العلماء 2 / 165 .

الفقيه رشيد الدين أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي ، كما يظهر من مطاوي كتاب
مناهج النهج (1) لقطب الدين المذكور ، وقد قال قطب الدين المذكور ، في الكتاب
المزبور ، عند ذكر اسم هذا الشيخ في مدحه هكذا : الشيخ الأجلّ العالم ، كافي الدين
أبو الحسن عليّ بن محمد بن أبي نزار [ ابن ] الشرفيه الواسطي » . . .
ولابن الشرفية هذا قصّة مثبتة في نهاية مخطوطة مناقب أمير المؤمنين عليه السّلام لابن
المغازلي ، وهي :
قال أبو الحسن عليّ بن محمد بن الشرفية : حضر عندي في دكاني بالوراقين بواسط ،
يوم الجمعة خامس ذي القعدة ، من سنة ثمانين وخمسمائه ، القاضي العدل ، جمال الدين
نعمة الله بن عليّ بن أحمد بن العطار ، وحضر أيضاً شرف الدين أبوشجاع ابن العنبري
الشاعر ، فسأل شرف الدين القاضي جمال الدين أن يسمعه المناقب ، فابتدأ بالقراءة
عليه من نسختي ، التي بخطي ، في دكاني يومئذ ، وهو يرويها عن جدّه لاُمّه العدل المعمّر
محمد بن عليّ المغازلي ، عن أبيه المصنف فهما في القراءة ، وقد اجتمع عليهما جماعة إذ
اجتاز أبو نصر قاضي العراق ، وأبو العباس ابن زنبقه ، وهما ينبزان بالعدالة ، فوقفا
يغوغيان وينكران عليه قراءة المناقب ، وأطنب أبو نصر قاضي العراق في التهزّي والمجون . . . ،
فعجز القاضي نعمة الله بن العطار ، وقال بمحضر جماعة كانوا وقوفاً : اللهم إن كان لأهل
بيت نبيّك عندك حرمة ومنزلة ، فاخسف به داره وعجل نكايته ، فبات ليلته تلك ، وفي
صبيحة يوم السبت ، سادس ذي القعدة ، من سنه ثمانين وخمسمائه ، خسف الله تعالى
____________________________
(1) الصحيح فيه : مباهج المهج في مناهج الحجج لقطب الدين الكيدري ، وهو أبو الحسن محمد بن الحسين
البيهقي النيسابوري ، من أعلام القرن السادس ، له شرح نهج البلاغه سمّاه حدائق الحقائق في فسر دقائق أفصح
الخلائق ، فرغ منه سنة 576 ، طبع في الهند في ثلاث مجلدات ، بتحقيق العلامه الشيخ عزيز الله العطاردي ، وله
الحديقة الأنيقه ، وأنوار العقول في أشعار وصيّ الرسول ، جمع فيهما أشعار أمير المؤمنين عليه السّلام .
ومباهج المهج فارسي في سير النبيّ والائمة من عترته صلوات الله عليه وعليهم ، منه نسخة في مكتبة آية الله
الگلبايگاني في قم ، رقم 2125 ، ذكرت في فهرسها 3 / 169 ، ونسخة في مكتبة المسجد الأعظم في قم ، رقم 2 ،
ذكرت في فهرسها ص 386 ، وقد لخّصه وزاد عليه أبو سعيد الحسن بن الحسين الشيعي السبزواري ، من أعلام
القرن الثامن ، وسمّاه بهجة المباهج ، ونسخه شائعة منها نسخة في جامعة طهران ، رقم 968 ، كتبت سنة
935 ، ومنها في بوهار ، وكمبريج ، وبودليان ، والمكتب الهندي في لندن ، وغيرها ، راجع فهرس المنزوي
للمخطوطات الفارسيّه ج 6 ص 4420 .


بداره ، فوقعت هي والقنطره وجميع المسنّاة الى دجلة ، وتلف منه فيها جميع ما كان يملك ،
من مال وأثاث وقماش .
فكانت هذه المنقبة من أطرف ما شوهد يومئذٍ من مناقب آل محمّد صلوات الله
عليهم .
فقال عليّ بن محمد بن الشرفية : [ وقلت ] في ذلك اليوم في هذا المعنى :
يا أيّها العدل الذي
هو عن طريق الحقّ عادل

متجنّباً سبل الهدى
وإلى سبيل الغيّ مائل

أبمثل أهل البيت يا مغرور
ويحك أنت هازل !

بالأمس حين جحدت من
إفضالهم بعض الفضائل

وجريت في سنن التمرّد
لست تسمع عذل عاذل

نزل القضاء على ديارك
في صباحك شرّ نازل

أضحت ديارك سائحات
في الثرى خسف الزلازل

. . . . . . . . . . . . . . . . .
قال عليّ بن محمد بن الشرفية : وقرأت المناقب التي صنّفها ابن المغازلي ، بمسجد الجامع
بواسط ، الذي بناه الحجاج بن يوسف الثقفي ـ لعنه الله ، ولقّاه ما عمل ـ في مجالس ستة
أولها الأحد رابع صفر ، وآخرهنّ عاشر صفر من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائه ، في اُمم لا
يحصى عديدهم ، وكانت مجالس ينبغی أن تؤرّخ .
وكتب قارؤها بالمسجد الجامع : عليّ بن محمد بن الشرفية
وربّما خلطه بعضهم بسميّه وبلديّه ابن المغازلي ، مؤلّف كتاب مناقب أمير المؤمنين
عليه السّلام ، المتوفّى سنة 483 ، فإنّه أيضاً أبو الحسن عليّ بن محمد ، ومن أهل واسط
فاشتبه الأمر على بعضهم ، ففي رياض العلماء 4 / 209 : « عليّ بن محمد بن شاكر
المؤدّب ، من أهل واسط ، من أصحابنا ، وله كتاب في الأخبار في فضائل أهل البيت
عليهم السّلام ، وتاريخ تأليفه سنة سبع وخمسين وأربعمائة . . . » فلاحظ فإنّه من بعض
الإشتباهات .
وفي تأسيس الشيعة ص 420 : الشيخ الرباني عليّ بن محمد بن شاكر المؤدّب الليثي
الواسطي ، صاحب كتاب عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتّعظ والواعظ ، كان فراغه


من تأليف الكتاب سنة 457 .
وهو من أصحابنا بنصّ صاحب الرياض ، وله كتاب في فضائل أهل البيت
عليهم السّلام . . .
بقي هنا شيء : وهو أنّ الشرفية فيما وجدناه على الأكثر بالفاء ، ولكن بالقاف اسم
محلّة في واسط ، وهو واسطي ، فلعلّ الصحيح ابن الشرقية بالقاف ، ولكن أكثر ما وجدناه
بالفاء ، وأكثر ما وجدناه الشرفية بدون ابن .
وأما كتابه عيون الحكم والمواعظ فهو أوسع وأجمع كتاب لحكم أمير المؤمنين
عليه السّلام ، يشتمل على 13628 كلمة ، قال المؤلّف :
الحمد لله فالق الحبّة باریء النسم . . . أمّا بعد ، فإنّ الذي حداني على جمع فوائد هذا
الكتاب ، من حكم أمير المؤمنين أبي تراب ، ما بلغني من افتخار أبي عثمان الجاحظ ، حين
جمع المائة حكمة الشاردة عن الأسماع الجامعة ، أنواع الانتفاع . . . ، فكثر تعجّبي منه . . .
كيف رضي لنفسه أن يقنع من البحر بالوشل . . . ، فألزمت نفسي أن أجمع قليلاً من
حكمه . . . ، وسمّيته بكتاب عيون الحكم والمواعظ وذخيرة المتّعظ والواعظ ، اقتضبته من
كتب متبدّدة . . . مثل كتاب نهج البلاغة جمع الرضي . . . وما كان جمعه أبو عثمان
الجاحظ ، ومن كتاب دستور الحكم . . . ، ومن كتاب غرر الحكم ودرر الكلم جمع
القاضي أبي الفتح . . . ، ومن كتاب مناقب الخطيب ( الموفّق بن ) أحمد . . . ، ومن كتاب
منثور الحكم ، ومن كتاب الفرائد والقلائد تأليف القاضي أبي يوسف يعقوب بن
سليمان الإسفرائني ، ومن كتاب الخصال . . . ، وقد وضعته ثلاثين باباً ، واحد وتسعين
فصلاً ، ثلاثة عشر ألفاً وستمائة وثمانية وعشرين حكمة ، منها على حروف المعجم تسعة
وعشرون باباً ، والباب الثلاثون أوردت فيه مختصرات من التوحيد ، والوصايا . . .
أقول : وكلّ مخطوطات الكتاب فاقدة للباب الثلاثين ، حتى المخطوطات التي رآها
صاحب رياض العلماء في القرن الحادي عشر كانت ناقصة ، قال في ترجمته في الرياض
4 / 253 : واعلم أنّ كتابه هذا مشتمل على ثلاثين باباً ، ولكن الموجود في النسخ التي
رأيناها تسعة وعشرون باباً ، على ترتيب حروف التهجّي ، وقد سقط من آخره الباب
الثلاثون . . .
أقول : وهذا الكتاب من مصادر العلامة المجلسي ـ رحمه الله ـ في موسوعته الحديثيّة



القيّمة « بحار الأنوار » وإن سمّاه بادئ الأمر بالعيون والمحاسن ، فقد ذكر عند عدّ المصادر
في ج 1 ص 16 قائلاً : وكتاب العيون والمحاسن للشيخ عليّ بن محمد الواسطي .
وقال عنه في ج 1 ص 34 : وعندنا منه نسخة مصحّحة قديمة ، ثمّ وقع على اسمه
الصحيح ، فقال في ج 73 ص 108 : من كتاب عيون الحكم والمواعظ لعليّ بن محمد
الواسطي كتبناه من أصل قديم .
وذكره ـ رحمه الله ـ أيضاً في ج 78 ص 36 في باب ( ما جمع من جوامع كلم
أمير المؤمنين صلّى الله عليه وعلى ذرّيته ) فعدّد جملة ممّن دوّنوا كلامه عليه السّلام ، وبدأ
بالجاحظ ، إلى أن قال : وكذا الشيخ عليّ بن محمد الليثي الواسطي في كتاب عيون
الحكم والمواعظ وذخيره المتّعظ والواعظ ، الذي قد سمّيناه بكتاب العيون والمحاسن .
ويبدو أنّه ـ رحمه الله ـ عثر على نسخة قديمة تامّة تحوي الباب الثلاثين ، الذي هو في
الخطب والوصايا ، حيث أورد الخطبة الاُولى من نهج البلاغة عن النهج ، وعن هذا
الكتاب ، فقال في ج 77 ص 300 : نهج البلاغة ، ومن كتاب عيون الحكمة والمواعظ
لعليّ بن محمد الواسطي ، من خطبه صلوات الله عليه : الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته
القائلون . . .
وللكتاب تلخيص لأحمد بن محمد بن خلف سمّاه : المحكم المنتخب من عيون
الحكم ، أوّله : الحمد لله الملك القادر ، العزيز الفاطر .
توجد نسخة منه في مكتبة جامعة القرويّين في فاس ، كتبت سنة 1152 كما في
فهرسها ج 2 ص 405 .
وراجع عن كتاب عيون الحكم فهرست مكتبه سبهسالار 1 / 283 و 2 / 74 و 76
و 146 و 5 / 345 ، والذريعة 15 / 379 ، وكشف الحجب ، وفهرست المكتبة المركزيّة
لجامعه طهران للمنزوي 2 / 158 ، وقد ذكر فيه ص 160 (1) . أنّ مخطوطة جامعة طهران
مكتوبه سنة 1279 ، عن نسخة كتبت سنة 867 ، عن نسخة كتبت سنه 709 ، عن
نسخة كتبت سنه 614 ، وقد جاء في مقدّمة عيون الحكم النقل عن ابن الجوزي ، فيظهر
أنّ تأليفه كان بين التاريخين ( 614 ـ 597 ) ، أي بين تاريخي وفاه ابن الجوزي ، وتاريخ
____________________________
(1) ومنه تسرّب هذا الكلام إلى الذريعة 15 / 380 وغيره .

تلك النسخة .
أقول : وقد أوردت نصّ المقدّمة ليعلم أنّه ليس فيه عن ابن الجوزي أثر ! نعم ذكر
المؤلّف من جملة مصادره كتاب منثور الحكم ، ولم يذكر مؤلّفه فتخيّل أنّه لابن الجوزي ،
وليس له . فقد ذكر حاجي خليفة كتاب منثور الحكم ، في كشف الظنون 1858 ، ولم
يذكر مؤلّفه ، ولم يسمه ، بل قال : مختصر على ثمانية أبواب في الكلمات الحكميّة . . .
فأورد فهرس أبوابه .
وذكر قبله بفاصل كتاب آخر ، كتاب ابن الجوزي باسم ( المنثور ) فقال : المنثور
لأبي الفرج ابن الجوزي ، مختصر أوّله . . .
وذكر في هديّة العارفين ، وكتاب مؤلّفات ابن الجوزي ص 185 ، أيضاً باسم
« المنثور » ، وفيه : إنّ منه نسخة مخطوطة في جامع الفاتح ، برقم 5295 .



( 1 )
مخطوطة سنة 469
مكتوبة بخط نسخي مشكول ، مقابلة مصحّحة ، وعلى هوامشها تصحيحات موارد
اختلاف النسخ ، وتعليقات أدبية موجزة وتفاسير لغوية ، وهي من أنفس نسخ الكتاب
وأقدمها ، إن لم تكن أنفسها إطلاقاً ، نسخة تامّة مجزأة إلى جزءين ، ينتهي الأول
منهما بانتهاء الخطبة رقم ( 183 ) ، جاء في نهايتها :
« وفرغ من نقله من أوّله إلى هذا الموضع الحسين بن الحسن بن الحسين
المؤدّب في شهر ذي القعدة سنة تسع و ـ ق [ كذا ] وأربعمائة هجرية ، الحمد لله ربّ
العالمين . . . » .
وفي نهاية الجزء الأول ـ وهي الورقة 91 ب ـ :
« قرأ عليَّ هذا الجزء شيخي الفقيه الأصلح أبو عبد الله الحسين رعاه الله .
وكتب محمد (1) بن علي بن أحمد بن بندار بخطّه في جمادى الآخرة سنة تسع
وتسعين وأربعمائة هجرية عظّم الله يمنها بمنّه » .
وهذه المخطوطة المعمّرة كانت في القرن الحادي عشر من نفائس مكتبة العلامة
الميرزا عبد الله أفندي ، صاحب « رياض العلماء » ، وقد أشاد بها متبجّحاً فيه أكثر من
مرة ، منها في المجلّد الثاني ص ( 43 ) حيث ترجم لكاتبها وقال :
« كان من علماء الشيعة ، وعندنا بخطّه الشريف نسخة من كتاب نهج البلاغة
للسيد الرضي ، وعليها فوائده وإفاداته بخطّه أيضاً . . . » .
وترجم له ثانية ص ( 49 ) وقال : «كان من العلماء ، وعندنا كتاب نهج البلاغة
بخطّه ، وكان تاريخها سنة تسع وستين وأربعمائة » .
____________________________
(1) ترجم له شيخنا صاحب الذريعة رحمه الله في أعلام القرن السادس من كتابه طبقات أعلام الشيعة
ص 270 .

وترجم له ثالثة ص ( 79 ) قائلاً : « الشيخ الأديب أبو عبد الله الحسين المؤدّب
القمي ، فاضل جليل عالم كامل نبيل ، يروي عن الشيخ جعفر بن محمد بن العباس
الدوريستي ، ويروي عنه القطب الراوندي » .
وترجم له للمرة الرابعة في ص ( 87 ) قائلاً : « الشيخ أبو عبد الله الحسين بن
الحسن بن الحسين المؤدّب الفقيه . . . قد كان في عصر الرضي والمرتضى ، والظاهر
أنّه من أكابر العلماء ، وعندنا نسخة نهج البلاغة بخطّه ، وهذه النسخة قد عورضت
بنسخة مقروّة على المؤلف الرضي . . . » .
وهذه المخطوطة القيّمة اليوم من جملة نفائس مكتبة آية الله المرعشي العامة في
قم ، رقم 3827 ، مذكورة في فهرسها 10 / 206 ، وما أكثر ما في هذه المكتبة من
نفائس وأعلاق ، وفّق الله العاملين عليها .
مصوّرة عنها في مؤسسة نهج البلاغة في طهران .
وقد نشرت مكتبة آية الله المرعشي مصوّرة لها في هذه السنة بمناسبة الذكرى
الألفية لوفاة الشريف الرضي مؤلّف نهج البلاغة ، إسهاماً منها في إحياء ذكراه
الخالدة .
( 2 )
نسخة كتبت سنة 485
كتبها عدنان بن ابراهيم البر [ مالي ] وفرغ منها « وقت الضحى من يوم الإثنين ،
العشرين من شهر رمضان ـ عظّم الله بركته ـ سنة خمس وثمانون [ كذا ] وأربعمائة » .
وقد قابل زميلنا العلامة الباحث المحقّق السيد محمد علي الرّوضاتي
الأصفهاني ـ دام مؤيداً ـ نسخته المطبوعة من نهج البلاغة على نسختين قديمتين
ثمينتين ، وصحّحها عليهما وعارضها بهما من أولها إلى آخرها عدّة مرات مع كل عناية
وتدقيق .
وهذه النسخة إحدى تلك النسختين ، والنسخة الثانية تأتي برقم 83 .



( 3 )
نسخة كتبت سنة 494
كتبها فضل الله بن طاهر بن المطهر الحسيني ، وفرغ منها في الرابع من رجب .
بهوامشها تصحيحات وبلاغات وتعاليق موجزة ، وشرح لبعض المواد اللغوية ، ويظهر
أنها قُرئت على المشايخ أكثر من مرّة ، فتارة مكتوب : بلغ ، وتارة مكتوب : بلغت
قراءتي . والتعليقات الموجودة بخط كاتب : بلغت قراءتي ، فالخطّان واحد ، والنسخة
قيمة صحيحة ، وفي آخرها :
« كتب الاُستاذ الإمام أبو يوسف يعقوب بن أحمد رحمة الله عليه على نسخته من
هذا الكتاب بخطه . . . [ أبيات دالية خمسة . . . ] وبعدها :
واقتدى به ابنه الاُستاذ الإمام أبو بكر الحسن بن يعقوب ـ أدام الله توفيقه ـ فقال :
. . . [ أبيات رائية خمسة ] . . . » .
فيظهر ان النسخة كتبت بعد وفاة يعقوب بن أحمد في سنة ( 474 ) وقبل وفاة ابنه
الحسن المتوفّى سنة ( 517 ) . وفي آخر النسخة أيضاً : « وقال علي بن أحمد بن محمد
الفنجكردي النيسابوري في نهج البلاغة . . . [ قصيدة في 16 بيتاً ] . . . » .
والظاهر أنّ هذه القصيدة هي بخط الناظم الفنجكردي ، وهذه النسخة في مكتبة
الدكتور ركن الدين النصيري في طهران ، ونشرها العلامة الشيخ حسن سعيد مصوّرة
على الأصل ، والنسخة ناقصة من أولها قليلاً .
واقرأ عن هذه النسخة في مجلّة معهد المخطوطات بالقاهرة 3 / 37 .
( 4 )
مخطوطة القرن الخامس
كانت في مكتبة الدكتور حسين علي محفوظ ، اُستاذ كلية الآداب ورئيس قسم


اللغات الشرقية في جامعة بغداد .
مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة المجلد السادس ، ص 47 .
وكانت له مكتبة قيّمة تحوي مخطوطات نفيسة صادرتها الحكومة العراقية فيما
صادرت من مخطوطات المكتبات الخاصة تحت ستار أثريتها ، وباسم نقلها إلى
مكتبة الآثار العراقية ممّا أثّر على قلبه ، فهو من حينه يعاني عارضاً قلبياً ، عافاه الله
وفرج عنه وعن سائر المضطهدين المكبوتين من الشعب العراقي المسلم .
(
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 4:08 pm



مخطوطة القرن الخامس
رأيتها قبل بضع عشرة سنة في مكتبة العلامة المغفور له السيد هبة الدين الشهرستاني
( 1301 ـ 1386 ) نزيل الكاظمية وعالمها ، ومؤسس مكتبة الجوادين العامة ومجلة العلم
ومؤلف كتاب : « ما هو نهج البلاغة » و « الهيئة والإسلام » المطبوعين المترجمين الى
الفارسية ، وغيرهما من الكتب .
وهي نسخة قيّمة في 175 ورقة بالحجم الصغير مصححة ساقط من أولها ورقة ،
مكتوب في آخرها شعر يعقوب بن أحمد وابنه الحسن بن يعقوب في مدح نهج البلاغة .
( 6 )
مخطوطة القرن الخامس
في 330 ورقة ، ملء هوامشها شروح وتعليقات ، وكذلك شروح وقيود مكتوبة في
أوراق ملصقة بالمخطوطة ، وصفت في مجلّة معهد المخطوطات القاهرية 3 / 66 بأنها : نسخة
عتيقة مكتوبة في المائة الخامسة نقلاً من نسخة ترجع إلى عصر المؤلف ، وراجع أيضاً
المجلّد السادس من المجلة ص 329 .
وهي في مكتبة مدرسة سپهسالار في طهران ، رقم 3083 ، وصفت في فهرسها
2 / 155 ، و 5 / 738 .


وعنها مصوّرة بالمكيروفيلم في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم 6209 ، ذكرت
في فهرس مصوّراتها 3 / 209 .
وتوجد نسخة مصوّرة عنها في مؤسسة نهج البلاغة في طهران .
( 7 )
مخطوطة القرن الخامس
نسخة قيّمة سقط منها أوراقها الأخيرة فاكملت فيما بعد فذهب تاريخها ، وعلى الورقة
الاُولى شهادة جاء فيها :
« عارضه بنسختي صاحبه الفقيه السديد سهل بن أمير الرقاقي ، وصححه بجهد والله
تعالى يمتعه به وبغيره . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. . . . وهذا خط الحسن بن يعقوب بن أحمد في جمادى الآخرة سنة ثلاثة وثمانين
وأربعمائة حامداً لله عز اسمه ومصلياً على نبيه محمد وعترته الطاهرة » .
ولكن الصق بأعلاه وأسفله أوراق فلم يعلم أهذا نفسه خط الحسن بن يعقوب أو
أنّه صورته وحكايته ؟ فإن كان هذا هو خط الحسن بن يعقوب المتوفّى سنة ( 517 ) فهذه
أقدم من النسخ المتقدّمة .
وهذه النسخة في مكتبة الخطيب الفاضل السيد علي آتشي اليزدي ـ دام عزه ـ في
مدينة يزد .
وعنها مصوّرة في مكتبة السيد المرعشي في قم .
( 8 )
مخطوطة القرن 5 و 6
بخط السيد ظفر بن زيد الحسني آل زبارة البيهقي ، في مكتبة الشيخ علي العلومي
الخاصة في مدينة يزد ، رآها الاُستاذ دانش پژوه ونشر عنها في نشرة المكتبة المركزية
لجامعة طهران 4 / 450 .


( 9 )
مخطوطة القرن 5 و 6
بخط نسخي مشكول ، كانت في مكتبة محمد أمين الخنجي الخاصة في طهران ،
نشرت عنها مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة 3 / 59 وقالت : نسخة عتيقة جداً مضبوطة
جيدة نفيسة .
( 10 )
مخطوطة القرن 5 و 6
رأيتها في مكتبة البرلمان الإيراني السابق برقم 8059 ، كتبت بخط نسخي ممتزج
بالكوفي ، قد سقط منها أوراق فتمّمت بخط قديم أيضاً ، ولكن لا يزال بها سقط ونقص .
( 11 )
مخطوطة سنة 510
في مكتبة حسينية غفران مآب ممتاز العلماء في لكهنو بالهند .
وعنها مصوّرة في مكتبة كلية الإلهيات في جامعة الفردوسي في مشهد الرضا
عليه السّلام .
( 12 )
مخطوطة سنة 512
في مكتبة الاُستاذ العلامة السيد محمد المحيط الطباطبائي الزواري نزيل طهران ،



ذكرها شيخنا الطهراني رحمه الله في الذريعة 24 / 413 .
( 13 )
مخطوطة سنة 525
رآها شيخنا صاحب الذريعة رحمه الله في بغداد عند المغفور له السيد محسن
الكشميري الكتبي ، ووصفها في الذريعة 24 / 413 .
( 14 )
مخطوطة قُرئت سنة 529
وهي الجزء الأول من نهج البلاغة ، بخط نسخي خشن جيد مشكول ، والعناوين
مكتوبة بخط أخشن وتنتهي إلى :
« ومن كلام له عليه السّلام في معنى طلحة والزبير » .
في 107 أوراق وهي مقروّة مقابلة مصححة والتصحيحات مكتوبة بالهامش وعليها
قراءة إليك نصّها :
« قرأ عليَّ الأجل الأوحد العالم مجد الدولة أبو المظفّر محمد بن الأجل زين الدين أبي
العز أحمد بن الأجل السعيد جلال الدين أبي المظفر محمد بن عبيد الله بن جعفر ـ أدام
الله علوّه ونفعه بالعلم ـ جميع هذا الجزء ، وهو الأول من نهج البلاغة قراءة حفظ ومعرفة
وإتقان وعلم ، وعارضته بالأصل المنقول منه .
وكتب مصدّق بن حسن بن الحسين في رجب من سنة تسع وعشرين وخمسمائة ،
حامد الله ومصلّياً على نبيه وآله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل » .
وفي الورقة قبل الأخيرة ـ بغير خط المجيز ـ : « بلغ قراءة من حفظه وتصحيحاً » فيبدو
أنّها قُرئت أكثر من مرة ، وعليها تملّك علاء الدين الشعار وابنه درويش علي وأحمد بن
أحمد الهاشمي في 8 جمادى الاُولى سنة ( 705 ) وغيرهم .
وهي في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم 2310 ، وصفت في
فهرسها 6 / 292 .
وعنها مصوّرة في مؤسسة نهج البلاغة في طهران .


( 15 )
مخطوطة سنة 538
في مكتبة أبو الكلام آزاد في جامعة علي گره الإسلامية « مسلم يوﻧﻴﭭﻴﺮستي » رقم
( 485 ) بخط نسخي جميل مشكول ، جاء في نهايتها :
« وفرغ من تحريره الفقير الى رحمة الله تعالى العبد المذنب علي بن أبي القاسم بن
علي الحاج ، في المنتصف من شعبان عظم الله بركته من شهور سنة ثمان وثلاثين
وخمسمائة هجرية . . . » .
وهي مجزأة الى جزءين في مجلّد واحد ثانيهما يبدأ بخطبة همّام وعليها خطوط جمع من
الأعلام وجاء في نهايتها بالهامش :
« عورض من أوله الى آخره بنسخة من نسخة الأديب أفضل الدين حسن بن فادار
القميّ طول الله بعمره » .
وقد كتب الاُستاذ خليق أحمد النظامي مقالاً عن هذه المخطوطة ووصفها بدقة
ونشره في مجلة المجمع العلمي الهندي العدد الأول من 142 ـ 147 .
وممن اُعجب بهذه النسخة شيخنا العلامة الأميني مؤلّف الغدير قدس الله روحه
حين زار المكتبة ووقف عليها في سفرته العلمية الى الديار الهندية عام 1380 ، ووصفها
في رحلته الموجزة المنشورة في صحيفة مكتبة أمير المؤمنين عليه السّلام العامة في النجف
الأشرف العدد الثاني ص 46 .
وصوّر عليها زميلنا العلامة الشيخ عزيز الله العطاردي القوچاني في رحلته الأخيرة
الى الهند ، ثم أهدى الميكروفيلم الى مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد .
( 16 )
مخطوطة سنة 544
كتبت بخط نسخي مشكول في 174 ورقة والعناوين مكتوبة بالشنجرف بخط
أخشن وجاء في نهايتها :


« صادف الفراغ من كتبته صاحبه محمد بن محمد بن أحمد النقيب بقصبة السانزوار
( سبزوار ) في صفر سنة أربع وأربعين وخمسمائة حامداً لله ومصلياً على نبيه محمد وآله
الطاهرين الأخيار » .
وهي مقابلة مصححة عليها بلاغات وتصحيحات ، وفيها سقط من أولها ورقة ومن
آخرها من الكلم القصار من الكلمة رقم 210 ـ 350 .
والظاهر أنها مكتوبة على نسخة الاُستاذ يعقوب بن أحمد النيسابوري المتوفّى سنة
( 474 ) ومقابل عليها ، إذ في نهايتها :
كتب الاُستاذ الإمام أبو يوسف يعقوب آخر نسخته من هذا الكتاب بخطه وهو من
قيله :
نهج البلاغة نهج مهيع جددُ
لمن يريد علواً ما له أمدُ

إلى آخر أبياته
وهذه المخطوطة الثمينة كانت في مكتبة فاضل خان الخراساني التوني ، وهي مكتبة
قيمة تحوي من النفائس والاعلاق ما لا يقدّر بثمن . ثم بنى مدرسة في أوائل القرن
الحادي عشر في مشهد الرضا عليه السّلام بجوار روضته المقدسة ، ووقف عليها مكتبته ثم
هدمت المدرسة عند توسيع أطراف الروضة الرضوية المطهرة في عهد رضاخان ، فنقلت
أكثر الكتب الى مدرسة النواب ومنها هذه المخطوطة ، ثم قبل سنتين نقلت الكتب التي
وقفها فاضل خان إلى مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد ، ومنها هذه النسخة
وهي هناك سجلت برقم 13847 .
فهرس المكتبة الفاضلية ص 85 ، فهرست دو كتابخانه مشهد ص 500 .
وعنها مصوّرة بالمكيروفيلم في المكتبة المركزية بجامعة طهران رقم 2134 كما في
فهرس مصوّراتها 1 / 396 .
وعندي أيضاً ميكروفيلم عنها .
كما تحتفظ « مؤسسة نهج البلاغة » بمصوّرة عنها .
  


( 17 )
مخطوطة سنة 553
وهي في مكتبة رضا في رامپور بالهند رقم 1190 ذكرت في فهرسها 1 / 631 ، جاء
في نهايتها :
« فرغ من كتبه العبد المذنب عبد الجبار بن الحسين بن أبي القاسم الحاجي الفراهاني
يوم الأربعاء التاسع عشر من جمادى الاُولى من سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة في خدمة
مولانا الأمير الأجل السيد ضياء الدين تاج الإسلام أبي الرضا فضل الله بن علي بن
عبيد الله الحسني أدام الله ظله ، وقد أتى إلى قرية جوسقان راوند متفرجاً من نسخة
بخطه » .
فالنسخة مكتوبة على نسخته بخطه ومنتسخة بحضرته وتحت إشرافه ثم قرئت عليه
وقوبلت مع نسخته بخطه ، جاء في آخر هذه المخطوطة :
« وقع الفراغ من سماع هذا الكتاب بقراءة من قرأ على السيد الأجل الإمام
ضياء الدين تاج الإسلام [ السيد فضل الله الراوندي ] حرس الله . . . وقت الزوال في يوم
الخميس من شهر جمادى . . . سنة أربع وخمسين وخمسمائة .
وكان السيد فضل الله الراوندي قد كتب نسخته من نهج البلاغة في سنة ( 511 )
على نسخة الأصل بخط المؤلّف الشريف الرضي .
وعنها مصوّرة في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم 5046 ، وردت في فهرس
مصوّراتها 3 / 126 .
( 18 )
مخطوطة سنة 565
وهي في مكتبة المتحف العراقي ، في دائرة الآثار في بغداد رقم 356 ، بخط نسخي
جيد وفي آخرها :


آخر كتاب نهج البلاغة ، فرغ من كتابته محمد بن سعيد بن الحسين العامري يوم
الجمعة ، لإثنتي عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وستين وخمسمائة .
وفي آخرها زيادة من نسخة كتبت في عهد المصنف ثم قصيدة الفنجكري في مدح
نهج البلاغة .
مصادر نهج البلاغة 1 / 188 ـ 192 .
( 19 )
مخطوطة سنة 566
وهي في مكتبة ملك العامة في طهران رقم 874 بخط نسخي واضح والعناوين
مكتوبة بخط أخشن ، وفي أوائلها بالهامش : بلغ قراءة وفقه الله ، وفي نهايتها ما نصّه : فرغ
من كتبه سليمان بن محمود بن محمد بن قرابك البدري يوم الخميس حادي عشر شوال
من سنة ست وستين وخمسمائة رحم الله من دعا له بالخير سنه ( 566 ) [ كذا ] .
وفي آخره كتب بالهامش تعليقاً على قول الرضي : ( وذلك في رجب سنة
أربعمائة ) كذا ، بخط المصنف الرضي رضي الله عنه ، كتبه عبد الصمد الحنفي في شهر
رمضان سنة ( 925 ) .
فهرست مكتبة ملك للمخطوطات العربية ص ( 786 ) .
وعنها مصوّرة بالميكروفيلم في مكتبة الإمام الرضا « عليه السّلام » في مشهد ومكتبة
ملك في طهران .
مجلة معهد المخطوطات القاهرية المجلد السادس ص 67 وص 331 .
( 20 )
مخطوطة سنة 567
رأيتها في المكتبة السليمانية في مدينة إسلامبول وهي من مخطوطات مكتبة رئيس
الكتاب رقم ( 942 ) كتبها علي بن محمد بن أبي سعيد بن منصور وفرغ منها في ربيع
الآخر في ( 172 ) ورقة .


( 21 )
مخطوطة سنة 573
وهي نسخة قيّمة قديمة بخط نسخي ممتزج بالخط الكوفي ، وأظنها أقدم من هذا
التاريخ فالورقتان الأخيرتان أجدّ ممّا قبلهما فالتاريخ لتتميم هذا النقص ونصّه :
« تمّ الكتاب وذلك في يوم الثلاثاء رابع عشر من شعبان المبارك من سنة ثلاث
وسبعين وخمسمائة » .
والبسملة في بدايتها مكتوبة بالخط الكوفي والعناوين مكتوبة بالحمرة وترجمته
بالفارسية مكتوبة خلال السطور بخط فارسي قديم فهي من أقدم تراجم الكتاب
بالفارسية وبهوامشها تعاليق بالفارسية وهي في 252 ورقة بالورق السمرقندي .
رأيتها في المكتبة المركزية بجامعة طهران برقم 4876 ذكرت في فهرسها 14 / 3917 .
( 22 )
مخطوطة سنة 588
بخط نسخي جميل كتبها أحمد بن المؤيد بن عبد الجليل بن محمد ، وفرغ منها في رجب
وهي في مكتبة چستربيتي في دبلن بإيرلندة رقم 5451 وصفت في فهرسها 7 / 132 .
( 23 )
مخطوطة سنة 591
في دار الكتب الوطنية في طهران « كتابخانه ملّي » رقم 1843 / ع في 288 ورقة
بالورق السمرقندي ، ذكرت في فهرسها 10 / 422 .



( 24 )
مخطوطة القرن السادس
في مكتبة الوجيه فخر الدين النصيري الأميني في طهران صاحب المكتبة القيمة
الشهيرة والتي نشرت مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة سنة 1376 / 1957 في الجزء الأول
من المجلد الثالث من ص ( 37 ـ 55 ) قائمة ببعض ما تحتويه المكتبة من نفائس ونوادر .
( 25 )
مخطوطة القرن السادس
الجزء الأول من نهج البلاغة كتب بخط نسخي جيد خشن مشكول ، والعناوين
مكتوبة بخط الثلث الخشن ، 135 ورقة عليها بلاغات وتصحيحات ينقص من أوله
أسطر من خطبة الكتاب لسقوط الورقة الاُولى ، وفي آخره :
« هذا آخر الجزء الأول ويتلوه في أول الثاني إن شاء الله ، ومن كلام له بالبصرة وقد
دخل على العلاء بن زياد الحارثي » .
وهي في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم 3573 ، ذكرت في
فهرسها 9 / 360 .
( 26 )
قطعة من القرن السادس
رأيتها في مكتبة آية الله المرعشي العامّة في قم ، رقم 4918 ، مذكورة في فهرسها 13 ،
أوراقها مشوّشة لم أهتد إلى مقدار نقيصتها من كلّ جانب ، والنسخة نفيسة قديمة .
  


( 27 )
مخطوطة القرن السادس
بخط نسخي مشكول ، والعناوين مكتوبة بخط أخشن أو بالشنجرف وعليها تملك
السيد حسين بن حيدر الحسيني الكركي ، وأشعار في مدح الكتاب ، وتقع في 311 ورقة
في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم رقم 154 ذكرت في فهرسها 1 / 174 ، وذكرت
في نشرة المكتبة المركزية لجامعه طهران 6 / 420 .
( 28 )
مخطوطة القرن 6 و 7
في مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد ، رقم 11736 ، أهداها إليها الوجيه
فخر الدين النصيري صاحب المكتبة المشهورة بالمخطوطات النفيسة والنادرة .
( 29 )
مخطوطة القرن 6 و 7
رأيتها في مكتبة السيد المرعشي في قم برقم 3341 ، ناقصة الطرفين مذكورة في
فهرسها .
( 30 )
مخطوطة القرن 6 و 7
رأيتها عند زميلنا الفاضل السيد محمد الجزائري حفظه الله ، بخط نسخي مشكول
جيد ، وبهوامشها تعليقات وشروح قديمة سقط من أولها ورقة كتبت بخط جديد ، ومن
آخرها تنقص أوراق قلائل .



( 31 )
مخطوطة سنة 601
نسخة خزائنية جميلة مزوّقة ، كتبها ياقوت بن عبد الله النوري ، جاء في نهايتها :
« نجز الكتاب بحمد الله ومنّه وذلك في يوم الأربعاء العاشر من ذي القعدة سنة احدى
وستمائة » .
وفي أولها :
« كتبه الفقير الى رحمة ربّه ياقوت بن عبد الله النوري » .
وكتب في الصفحة المقابلة :
« قد صحّ النقل عن بعض الثقات ان قدوة الكتّاب ياقوت المنسوب الى المستعصم
بالله آخر الخلفاء العباسيين لم ينسب نفسه إليه حذراً واحتياطاً ، بل كتب بدل
المستعصمي : النوري ، لنسبة إرادته وارتباطه الى أبي الحسن النوري الذي هو من خلفاء
الجنيد البغدادي » .
وهذه المخطوطة من كتب مكتبة حسن باشا الجليلي الموصلي المتوفّى سنة ( 1233 )
والتي وقفها على مدرسته العلمية التي أحدثها في الموصل ثم نقلت الكتب في سنة
( 1393 ) الى مكتبة الأوقاف العامّة في الموصل برقم 27 / 25 في 221 ورقة .
وصفت في فهرسها 1 / 224 ـ 225 ، وكذا في مخطوطات الموصل لداود چلبي
ص ( 128 ) ومصادر نهج البلاغة للسيد عبد الزهراء الخطيب 1 / 194 .
أقول : توجد نسخة من نهج البلاغة في مكتبة السيد المرعشي في قم برقم ( 774 )
كتبها حسن بن حيدر الشيرازي على هذه النسخة وفرغ منها سنة ( 1099 ) ، راجع
فهرسها 2 / 382 .
  


( 32 )
مخطوطة سنة 604
رأيتها في مكتبة البرلمان الإيراني السابق رقم 7075 وكانت من كتب مكتبة ولي
العهد فرهاد ميرزا القاجاري ، وهي بخط جيد مشكول والعناوين مكتوبة بالشنجرف
فرغ منها الكاتب يوم الإثنين . . . (1) من ذي القعدة سنة أربع وستمائة على يد . . . (2)
محمد بن علي العلوي الحسني المامطيري .
( 33 )
مخطوطة سنة 608
بخط نسخي جيد مشكول وفي آخرها الزيادات المنقولة عن نسخة كتبت على عهد
المصنف ونسختنا هذه مكتوبة على نسخة بخط الاُستاذ الأديب أبي يوسف يعقوب بن
أحمد النيسابوري المتوفّى سنة 474 والظاهر أنه كتبها على نسخة الأصل بخط الشريف
الرضي وهذه مقابلة مع نسخة خط يعقوب بن أحمد ومصحّحة عليها وبهوامشها
تصحيحات وتعاليق جاء في آخر النسخة :
« تمّ الكتاب والزيادة بحمد الله ومنّه والصلاة على خير خلقه محمّد وآله الطيّبين
الطاهرين وفرغ من تحريره العبد المذنب الراجي عفو ربه علي بن طاهر بن أبي سعد في
السابع من صفر سنة ثمان وستمائة بخطه .
وهي في المكتبة المركزيّة بجامعة طهران رقم 1782 وصفت في فهرسها
8 / 334 ـ 336 .
( 34 )
مخطوطة سنة 615
كتبها عبد الغفور بن عبد الغفار بن أحمد وهي في مكتبة السلطان أحمد الثالث في
____________________________
(1 ، 2) موضعهما في النسخة بياض .


طوپقپوسراي في إسلامبول ، رقم 2556 . آ ، في 356 ورقة .
فهرست مكتبة طوپقپوسراي للمخطوطات العربية 4 / 221 .
( 35 )
مخطوطة سنة 631
نسخة خزائنية بحجم كبير وبخط نسخي جميل ، والبسملة وبعض عناوينها بالخط
الكوفي الجميل ، كانت في مكتبة العلامة النوري المتوفّى سنة 1320 وبعده انتقلت إلى
مكتبة العلامة المجاهد السيد محمد الطباطبائي المتوفّى سنة 1334 ، أكبر أنجال الفقيه
الأكبر السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي زعيم الطائفة ومرجعها المتوفّى سنة 1337
رأيتها عند ورثته ولا زالت عندهم ، جاء في نهايتها :
« فرغ من إتمام تحريره العبد . . . الحسن بن محمد بن عبد الله بن علي الجعفري
الحسيني سبط الإمام أبي الرضا الراوندي قدس الله روحه في ذي القعدة من سنة إحدى
وثلاثين وستمائة .
راجع مستدرك الوسائل 3 / 494 ، الذريعة 24 / 413 ، مصادر نهج البلاغة 1 / 192 .
( 36 )
مخطوطة سنة 649
نسخة جيدة مصححة ، عليها تصحيحات وبهوامشها تعليقات ، وهي في 225 ورقة
بالورق السمرقندي . الورقة الاُولى والأخيرة من باب الخطب وأربع أوراق من أول باب
الكتب كانت ساقطة فكتبت في القرن الحادي عشر ، والعناوين مكتوبة بخط أخشن
وفي أوراقها تشويش ، جاء في نهايتها :
« وتقدّر الفراغ لمنتسخه العبد الفقير الى رحمة الله الغني أبي إسحاق إسماعيل بن
يعقوب الجندي المدعوين أقرانه بقوام الإسلام ، جعل الله التقوى رفيقه ، وسهّل الى نيل
الطلبات طريقه ، ظهيرة يوم الجمعة من أوائل ذي القعدة لسنة تسع وأربعين وستمائة
أيام سكونه لتحصيل العلم بقربة بلد حول ، وهي من توابع خوارزم » .

وهي في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم 55 ، ذكرت في فهرسها 1 / 65 . نشرة
المكتبة المركزية لجامعة طهران 6 / 620 .
( 37 )
مخطوطة سنة 660
بخط نسخي جيد ، والبسملة وبعض العناوين مكتوبة بالخط الكوفي الخشن
الجميل ، من العهد السلجوقي ، وسائر العناوين مكتوبة بالشنجرف في 345 ورقة من
الورق السميك وبهوامش الربع الأول منها قيود وتعليقات ، وعلى هوامش بقيتها
تصحيحات وتعليقات يسيرة جاء في آخرها :
« محرره العبد . . . أبي جعفر محمد بن محمد بن أبي نصر بن محمد بن علي بكرة يوم
السبت الرابع من شهر الله المبارك رجب ستة ستين وستمائة . . . » .
رأيتها في مكتبة البرلمان الإيراني السابق برقم 8344 ، راجعتها بدقّة فإذا التاريخ فيها
ملعوب به ، والمخطوطة أقدم من هذا التاريخ فهي من نسخ القرن السادس ، وفي كلمة
ستمائة تصرف وتغيير واضح وأظنها كانت خمسمائة فاُبدلت بالستمائة ، لبعض
الأهداف ، والله العالم بحقائق الاُمور .
وأظنّ أنّ كاتب النسخة هو العلامة الأديب زين الدين أبو جعفر محمد بن أبي نصر
ابن محمد بن علي القمي المكتب تلميذ السيد ضياء الدّين علم الهدى فضل الله
الراوندي .
( 38 )
مخطوطة سنة 667
وهي نسخة قيمة بخط أحد أعلام الطائفة وهو السيد نجم الدين أبو عبد الله الحسين
ابن أردشير بن محمد الطبري .
وهي مقروّة أكثر من مرة على غير واحد من أعلامنا وعليها إنهاءاتهم وإجازاتهم
ورواياتهم للكتاب بأسانيدهم عن مؤلفه الشريف الرضي .


ثم بعد ذلك هي مقابلة ومصححه بخطوط العلماء .
ففي نهاية المخطوط :
تمّ الكتاب بعون الله وحسن توفيقه . . . يوم السبت من [ أ ] واخر صفر سنة سبع
وسبعين وستمائة ، فرغ من نقله الحسين بن أردشير الطبري الاندراوذي بالحلّة السيفية في
مقام صاحب الزمان عليه السّلام » .
والتاريخ يصلح أن يُقرأ سبع وسبعين كما قرأه صاحب رياض العلماء ، حيث رأى
هذه النسخة في أصفهان وترجم لكاتبها في رياض العلماء 2 / 36 ، كما وقرأها الاُستاذ
دانش پژوه وتحدّث عنها في نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران 5 / 421 .
ورآها شيخنا صاحب الذريعة رحمه الله في مكتبة العلامة الأديب الشيخ محمد
السماوي رحمه الله وترجم لكاتبها في أعلام القرن السابع من طبقات أعلام الشيعة وقرأ
تاريخ النسخة « سبع وستين » .
وهذه المخطوطة قرأها كاتبها على الشيخ نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن
الحسن بن سعيد الهذلي الحلّي 601 ـ 689 .
فكتب له الإنهاء في آخرها :
« أنهاه أحسن الله توفيقه قراءة وشرحاً لمشكله وغريبه نفعه الله وإيانا به وبمحمد
وآله وكتب يحيى بن أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد الهذلي الحلّي بالحلة حماها الله في
صفر سنة سبع وستين ( وسبعين ) وستمائة » .
وكتب له أيضاً بأول النسخة إجازة برواية الكتاب عن مؤلّفه الشريف الرضي
رحمه الله ونصها :
« قرأ عليّ السيد الأجل الأوحد ، الفقيه العالم الفاضل ، المرتضى نجم الدّين
أبو عبد الله الحسين بن أردشير بن محمد الطبري ـ أصلح الله أعماله وبلغه آماله بمحمد
وآله ـ كل هذا الكتاب من أوله الى آخره ، فكمل له الكتاب كلّه ، وشرحت له في أثناء
قراءته وبحثه مشكله ، وأبرزت له كثيراً من معانيه ، وأذنت له في روايته عني ، عن السيّد
الفقيه العالم المقریء المتكلم محيي الدين أبي حامد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة
الحسيني الحلبي رضي الله عنه ، عن الشيح الفقيه رشيد الدين أبي جعفر محمد بن عليّ بن
شهراشوب المازندراني ، عن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن [ محمد بن ] معد الحسني


المروزي ، عن أبي عبد الله محمد بن علي الحلواني ، عن السيد الرضي أبي الحسن محمد بن
الحسين بن موسى بن محمد الموسوي .
وعنه عن الفقيه عزّ الدين أبي الحارث محمّد بن الحسن بن علي الحسيني البغدادي ،
عن قطب الدّين أبي الحسين الراوندي عن السيدين المرتضى والمجتبى إبني الداعي
الحسني عن أبي جعفر الدوريستي عن السيد الرضي فليروه [ عنّي متى شاء وأحبّ . . . ]
سنة سبع وسبعين وستمائة » .
حدث طمس وتلف فذهب بتوقيع المجيز ، لكن الظاهر انه هو نجيب الدين يحيى بن
سعيد الحلّي لتشابه خط الإجازة والإنهاء ، ولأن الشيوخ المذكورين في الإجازة هم من
مشايخه رحمهم الله جميعاً .
ثم انتقلت المخطوطة من الحلّة الى النجف الأشرف فقرئت على السيد محمد بن أبي
الرضا العلوي ، فإمّا قرأها كاتبها أو قرأها غيره وهو الأظهر فكتب الآوي بخطه : « أنهاه
أدام الله بقاه قراءة مهذبة وكتب محمد بن أبي الرضا » .
ثم قوبلت النسخة في النجف الأشرف بنسخة صحيحة من نهج البلاغة بالحضرة
الغروية مشهد أمير المؤمنين عليه السّلام وسجّل بهوامشها كثير من فوائد شرح نهج البلاغة
لابن ميثم البحراني ، وكان الفراغ من المقابلة وكتابة الحواشي أواخر شهر رمضان سنة
726 . . . ثم رجعت الى الحلّة إذ كان على مخطوطتنا هذه سوى ما تقدّم من الميزات إجازة
من الشيخ حسن بن الحسين بن الحسن السرابشنوي بخطّه في ذي الحجّة سنة 728
بالحلّة ولكن أصابها تلف منذ عهد صاحب الرياض فلم يسجّل لنا منه في رياض
العلماء 2 / 37 إلّا أول الإجازة وهو : قرأ عليّ هذا الكتاب المسمّى بنهج البلاغة المولى
المعظّم ملك الصلحاء سيّد الزهاد والعباد . . .
وكانت هذه المخطوطة الثمينة في مكتبة العلامة السماوي وانتقلت بعد وفاته الى
مكتبة آية الله الحكيم العامة في النّجف الأشرف ورقمها هناك 139 .
راجع : من نوادر مخطوطات مكتبة آية الله الحكيم العامة ص 87 ـ 89 ، وتصوير
نماذج منها في نهايته ، الذريعة 24 / 413 ، وطبقات أعلام الشيعة ( القرن 7 ص 46 ) ،
رياض العلماء 2 / 36 ـ 37 ، أعيان الشّيعة الطبعة الحديثة 5 / 451 ، مصادر نهج البلاغة
1 / 192 ـ 193 ، نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران 5 / 421 .



( 39 )
مخطوطة سنة 669
كتبت برسم خزانة طغرل بن عبد الله الغزي وفرغ منها الكاتب في رجب ، وهي في
مكتبة جامعة برنستون في الولايات المتحدة رقم 1902 .
وصفها ماخ في فهرسها ص 221 رقم 2587 .
( 40 )
مخطوطة سنة 673
رأيتها في المتحف البريطاني وهي برقم 472 ، 23 . ADD في 160 ورقة مجزأة
الى جزءين ، ففي نهاية الجزء الأول : تمّ الجزء الأول من نهج البلاغة لعشرين مضين من
شهر الله الأصب رجب من سنة ثلاث وسبعين وستمائة والحمدالله . . .
والجزء الثاني يبدأ بخطبة همّام وفي نهايته : حرّره عجلاً لنفسه الفقير إلى رحمة ربّه
وغفرانه عبد الله ، عقيل بن حسين بن أبي الفتح بن أحمد بن عبيد الله الحائري
[ الجابري ؟ ] في سابع عشر رمضان المبارك سنة ثلاث وسبعين وستمائة بالحلّة المحروسة
رحم الله من انتفع به ودعا له بالقرب إليه والزلفى لديه .
وعلى الورقة الاولى : عقيل بن عبيد الله الحائري ، في نوبة ولده عبد الله بن عقيل بن
عبيد الله الحائري .
وصفها ريو في فهرس المتحف المطبوع سنة 1838 ص 658 .
( 41 )
مخطوطة سنة 674
في المكتبة الناصرية بالهند ، وهي مكتبة صاحب العبقات رحمه الله تعالى ، جاء في
آخرها :

وقع الفراغ من نسخه يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من ذي الحجّة وهو يوم المباهلة
ونعم ما وافق إتمام المختار من كلام الإمام المقدّم للمناضلة والمدعو للمباهلة سنة أربع
وسبعين وستمائة هجرية بخط العبد . . . محمد بن الحسين المعروف ببرهان النظامي
الكچي حامداً مصلّياً .
( 42 )
مخطوطة سنة 675
نسخة نفيسة مكتوبة بخط نسخي جيّد خشن مشكول ، والعناوين مكتوبة بخط
ثلثي أخشن بالأسود أو الأحمر ، رأيتها في مكتبة الإمام الرّضا في مشهده عليه السّلام برقم
1862 وذكرت في فهرسها 1 / 97 .
وفيها بعد قوله عليه السّلام : « أشرفهما وأفضلهما » : الى هاهنا كان انتهى الرّضي
رضي الله عنه من التصنيف ثم زاد ما بعد ذلك الى أن تُوفّي .
قال صلّی الله عليه وآله : النّاس أعداء ماجهلوا . . . في أخلاقهم امن من غوائلهم ،
الى هنا انتهى الرّضي رضي الله عنه في الزيادة الى أن توفّي رحمه الله تعالى : وهذا حين
انتهاء الغاية الى قطع المنتزع . . . في رجب من سنة أربعمائة .
نقلت هذه السطور من نسخة الأصل بخطّ أبي السعود حيدرة بن الحسن بن أحمد بن
محمد بن نجا الكاتب .
ووافق الفراغ من نسخه العبد . . . اسماعيل بن يوسف بن علي بن محمد بن الدين ،
وذلك آخر نهار الخميس ثاني صفر سنة خمس وسبعين وستمائة الهلالية .
( 43 )
مخطوطة سنة 675
كتبها حسن بن إسماعيل بن إبراهيم بن علي بن أبي الزين سعيد الطبري ، وفرغ منها
يوم الأربعاء أواخر جمادى الاُولی سنة 675 ، عناوينها مكتوبة بالشنجرف ، وبهوامشها
تعاليق وقيود .


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 4:11 pm

( 44 )
مخطوطة سنة 675
رأيتها في رحلتي في عام 1385 إلى تبريز ، عند الوجيه الفاضل المغفور له الحاج
حسين النخجواني في بيته وكانت عنده مخطوطات قيّمة منها المجلّد الأول من كتاب
النهاية في الفقه لشيخ الطائفة الطوسي كتب سنة 592 ، والمجلّد الأول من ديوان الأدب
للفارابي نسخة قديمة ، وحلّ مشكلات الإشارات للمحقّق نصيرالدين الطوسي كتبت
سنة 681 ، والجزء الثالث من كتاب التنبيه والإيضاح عمّا وقع في كتاب الصحاح في
اللّغة لابن بري كتب سنة 686 .
وكان قد أوصى بكتبه الى دار الكتب الوطنية في تبريز فنقلت بعده إليها كما فعل
أخوه من قبل الحاج محمد النخجواني حيث أهدى مكتبته القيّمة التي لا تقدّر بثمن الى
دار الكتب الوطنية في تبريز وطبع فهرس مخطوطاتها في خمسة مجلّدات .
( 45 )
مخطوطة سنة 676
بخط نسخي واضح مجزّأة الى جزءين ثانيهما يبدأ بخطبة همام والعناوين مكتوبة
بخط الثلث الخشن بمداد أحمر كدر اللّون ، جاء في نهايتها :
« وذلك في يوم الثلاثاء رابع عشر شعبان المبارك من سنة ستة وسبعين وستمائة ،
كتبه علي بن سلمان بن أبي الحسن بن أبي الفرج بن محمد بن أبي البركات حامداً
لله . . . » .
رأيتها في مكتبة ملك العامة في طهران رقم 153 ، ذكرت في فهرسها الخاص
بالمخطوطات العربية ص : 785 ـ 786 ، مجلّة معهد المخطوطات بالقاهرة المجلد السادس
ص 67 .


( 46 )
مخطوطة سنة 677
كتبت بخط واضح فيه بعض الشكل والعناوين مكتوبة بالشنجرف وهي
مصحّحة مقروّة على بعض الأعلام وعليها بلاغات : بلغ قراءة أيده الله تعالى ، ونحوه جاء
في نهايتها :
« وذلك في أواسط ربيع الأول سنة سبع وسبعين وستمائة . . . كتبه الحسن بن
مهدي العلوي الحسني الآملي البهلوي والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير خلقه محمّد
وآله الطاهرين » .
وهي في مكتبة السيّد المرعشي العامة في قم ، رقم 3994 ، ذكرت في
فهرسها 10 / 372 .
( 47 )
مخطوطة سنة 682
نسخة خزائنية جميلة مزوقة مذهبة كتبها وذهّبها الخطاط الماهر حسين بن محمد
الحسني بخط نسخي رائع مضبوطة بالشكل الكامل ، محلاة بالذهب والّلازورد ،
وبصفحة العنوان دائرة ( شمسة ) ، مذهبة برسم خزانة غياث الحقّ والدّين ؟ ثم صفحتان
مزوقتان منقوشتان بنقوش هندسية بالذّهب واللازورد والشجرف وشتّى الألوان مكتوب
فيهما :
« كتاب نهج البلاغة من كلام علي عليه السّلام ، والصّلاة على محمد وآله
الطاهرين » .
والبسملة مكتوبة بالخطّ الكوفي المزوّق ، وبعض العناوين مكتوبة بالذّهب ،
وفواصل الفقرات محلاة بالذهب ، وبآخرها داخل إطار محلّى مذهب :
« تمّ الكتاب بالحضرة الشريفة المقدّسة النجفية بمشهد مولانا وسيدنا أمير المؤمنين



علي بن أبي طالب أخي الرسول وزوج البتول ووالد أولاد الرّسول صلوات الله عليهم .
وكتبه وذهّبه الحسين بن محمّد الحسني في شهور سنة إثنين وثمانين وستمائة » .
وجلدها منقوش مذهّب مضغوط ( من نوع سوخت ) في 211 ورقة ، وهي بمكتبة
طلعت في دار الكتب المصرية رقم 4840 ـ أدب ، وصفها محمد أبو الفضل إبراهيم في
مقدّمته لشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 1 / 21 ـ 22 ، مصادر نهج البلاغة 1 / 193
194 ، مجلّة معهد المخطوطات القاهرية المجلد الثالث العدد الثاني ص ( 217 ) .
( 48 )
مخطوطة سنة 683
في المتحف العراقي في بغداد رقم 1623 بخط نسخي جميل رائع ، وكتب الدكتور
مصطفى جواد في نهاية النسخة انها بخط ابن الفاخر صفي الدّين عبد المؤمن بن يوسف
المُتوفّى سنة 693 ثم أورد ترجمته عن الحوادث الجامعة ص 480 ، وفوات الوفيات لابن
شاكر .
وعن هذه المخطوطة مصوّرة بجامعة بغداد في المكتبة المركزية رقم الفيلم 31 ورقم
الصورة المكبّرة 140 .
أقول : هو من أشهر الخطّاطين وأمهرهم يكفيه أنّ ياقوتاً المستعصمي تلميذه في الخطّ ،
قال ابن شاكر في ترجمته من فوات الوفيات 2 / 411 : ولم يكن في زمانه من يكتب
المنسوب مثله ، وفاق فيه الأوائل والأواخر ، وبه تقدّم عند الخليفة [ المستعصم ] ، وحكي
عنه أنه قال : « إشتغلت بالمحاضرات والأدب والعربية وتجويد الخط فبلغت فيه الغاية ،
وثم اشتغلت بضرب العود فكانت قابليتي فيه أعظم من الخط لكنّي اشتهرت بالخط ولم
اُعرف بغيره في ذلك الوقت . . . واتّصلت بخدمة علاء الدين عطا ملك الجويني ، وأخيه
شمس الدين . . . » .
  


( 49 )
مخطوطة سنة 684
رأيتها في المكتبة السليمانية في إسلامبول من مخطوطات مكتبة رئيس الكتّاب رقم
943 في 219 ورقة بخط نسخي جيّد جاء في آخرها :
« تمّ الكتاب من نسخة كتبها علي بن محمّد بن السكون واتفق الفراغ منها في
شوال . . . » .
( 50 )
مخطوطة سنة 687
بخط نسخي جيّد والعناوين مكتوبة بالثلث ، شطرها الأول مكتوب بالأسود ،
والشطر الثاني بالشنجرف وربما كان العنوان كله بالشنجرف ، وبهوامشها تصحيحات
وقيود ، وهي بخط نظام الدين حسين الأبرقوهي ففي نهايتها :
« فرغ من الكتابة . . . الحسين نظام ابن الرئيس أبي سعد محمد بن عبد الكريم
الابرقوهي . . . في يوم الخميس الخامس من شهر ربيع الأول سنة سبع وثمانين
وستمائة » .
رأيتها في مكتبة ملك الأهلية العامة في طهران برقم 1176 وهي موصوفة في فهرسها
الخاص بالمخطوطات العربية ص 786 .
مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة ، المجلّد السادس ص 67 .
( 51 )
مخطوطة سنة 692
في مكتبة خدا بخش في پتنه بالهند ، رقم 3569 ، كتبها علي بن أبي منصور ناقصة



من أولها وهي في 182 ورقة .
ذكرت في فهرسها المسمّى : مفتاح الكنوز الخفية 3 / 136 .
( 52 )
مخطوطة سنة 693
بخط نسخي جميل للغاية في حجم كبير ، والعناوين مكتوبة بخط أحد خطاطي
بغداد الماهرين بخط ثلث خشن بالأسود أو الذهب والأوراق مؤطرة بالذهب ، جاء في
آخرها :
« علّقه الحسين بن محمد الحسيني الشيرازي تعليقاً في ربيع الأول سنة ثلاث وتسعين
وستمائة هجرية بمدينة السلام بغداد حرسها الله تعالى » .
رأيتها في مكتبة ملك الأهلية العامة في طهران برقم 1798 ، وبأولها تملّك الحاج
حسين ملك صاحب المكتبة بخطه الفارسي الجميل بشرائه لها بمبلغ 15 توماناً سنة
1344 هـ .
راجع فهرسها للمخطوطات العربية ص 786 .
( 53 )
مخطوطة القرن السابع
نسخة تامّة بخط جيد فيه بعض الشكل جاء في الورقة قبل الكتاب :
« كتاب نهج البلاغة ، جمع السيّد الشريف ذي الحسبين أبي الحسن محمّد ابن
الطاهر أبي أحمد الحسين بن موسى الموسوي رحمة الله عليه .
رواية السيّد المنتهي بن أبي زيد بن كيايكي الحسيني الجرجاني ، عن أبيه المذكور ،
عن المؤلّف .
رواية الشيخ الإمام رشيد الدّين أبي جعفر محمّد بن علي بن شهراشوب السروي
عنه .
رواية السيّد كمال الدّين أبي الفتوح حيدر بن محمّد بن زيد بن محمد بن محمد بن


عبيد الله الحسيني عنه .
رواية الشيخ مجد الدين أبي الفضل عبد الله بن محمود بن مودود بن محمود بن بلدجي
الحنفي عنه .
رواية سعيد [ كذا ] محمد بن مسعود وأولاده عنه » .
وعلى صفحة العنوان :
« صار بحكم الهبة من الحضرة المخدوم الأعلم المرتضى الأعظم الأفضل الأكمل
سلطان العلماء والمحقّقين المؤيد من عند ربِّ العالمين [ نصير الدين الطوسي . . . ] ( الإسم
ممحى ) إلى عبده الأصغر المأمول لطفه من فضل الملك الأكبر جعفر بن علي بن إسماعيل
العلوي ، محا الله سيّآته ورفع درجات مخاديمه . . . وصلّى الله على محمد وأهل بيته
الطاهرين من عواري الزمان ، الفقير الى الله الباري أبو الخير محمد بن محمد بن محمد
الجابري القاري عفا الله عن سيّآته بمحمد وعترته » .
رأيتها في مكتبة البرلمان الإيراني السابق برقم 1235 ، وصفت في فهرسها 4 / 20 .
( 54 )
مخطوطة القرن السابع
بخط نسخي مشكول يبدو أنّها يمنية عليها تملّك تاريخه سنة 659 وعليها تصحيحات
وبهوامشها تعليقات كثيرة ، والعناوين مكتوبة بخط خشن بالحبر الأسود أو بالشنجرف
مزيّناً بالزنجار والّلازورد في 309 ورقة ، والورقة الأخيرة كانت ساقطة فتمّمت في القرن
العاشر ، وعليها تملّك السيد حسين بن حيدر الكركي العاملي وشعر يعقوب بن أحمد
النيسابوري وشعر ابنه الحسن ، وعلى الورقة الاُولى هذين البيتين :
حبّ الإمام على الأنام فريضةٌ
أعني أمير المؤمنين عليّا

فرض الإله على البريّة حبَّه
واختاره للمؤمنين وليّا

وهي في مكتبة السيّد المرعشي العامّة في قم ، رقم 154 ، ذكرت في
فهرسها 1 / 174 .



( 55 )
مخطوطة القرن السابع
ناقصة الطّرفين قد سقط من أولها ديباجة الكتاب وتبدأ بالخطبة الاُولى وسقط من
آخرها بضعة أوراق وتنتهي بقوله عليه السّلام :
« ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك » .
وتختلف خطوطها وأوراقها وكلها قديمة ما عدا بعض أوراق آخرها . وهذه النسخة
في مكتبة السيّد المرعشي العامة في قم ، رقم 4745 ، ذكرت في فهرسها ج 12 .
( 56 )
مخطوطة القرن السابع
بخط نسخي جميل يظن أن يكون خط ياقوت كانت في مكتبة الاُستاذ أحمد أفشار
الشيرازي في شيراز ثم انتقلت المكتبة الی مكتبة العلامة الطباطبائي العامة في كلية
الطب بجامعة شيراز .
( 57 )
مخطوطة القرن السابع
رأيتها في مكتبة كوپرلو في إسلامبول رقم 1407 ، في 240 ورقة ، عليها تملّكات
تاريخ بعضها سنة 686 وبعضها سنة 670 ويصلح أن يُقرأ سنة 690 وبهوامشها
تعليقات وتصحيحات ، فقد قابلها جنيد الشبلي مع نسخة صحيحة معتمدة وصحّحها
عليها جهد المستطاع ، وفرغ من المقابلة 9 رجب 735 .


( 58 )
مخطوطة القرن السابع
في مكتبة سالار جنگ بالهند رقم 993 ذكرت في الجزء الرابع من فهرس مخطوطاتها
العربية القسم الخاص بالعقيدة الشيعية ص 62 .
( 59 )
مخطوطة القرن السابع
هي النصيفة الثانية من الكتاب ، نسخة خزائنية نفيسة مكتوبة بخط الثلث الخشن
الجميل بخط أحد خطاطي القرن السابع ، والعناوين مكتوبة بخط أخشن وبهوامشها
تصحيحات قليلة ، وفي اُخرياتها بالهامش :
« بلغ أيده الله قراءة وتصحيحاً » .
وبظهر الورقة الاُولى طرّة شمستين متلاصقتين مكتوب فيهما باللون الأبيض في
أرضية مذهّبة منقوشة : « الجزء الثاني من نهج البلاغة » .
يبدأ من الخطبة 171 ، أولها : انتفعوا ببيان الله . . .
رأيتها في مكتبة ملك العامة في طهران ، رقم 1159 ، راجع فهرسها للمخطوطات
العربية ص 786 .
مجلة معهد المخطوطات بالقاهرة ص 56 .
( 60 )
مخطوطة القرن السابع
كتبت بخط نسخي خشن جيد والعناوين مكتوبة بالحمرة ، وبالهامش



التصحيحات والسقط وبعض التعاليق وكانت في مكتبة إمام الجمعة في كرمان
فانتقلت الى كلية الآداب في جامعة طهران ، وهذه المخطوطة حملت رقم 22 ثم نقلت
مخطوطات كلية الآداب كلها الى المكتبة المركزية في جامعة طهران .
فهرست مخطوطات مكتبة إمام الجمعة الكرماني في كلية الآداب ص 109 .
( 61 )
مخطوطة القرن السابع
في مكتبة الأوقاف العامة في مدينة الموصل رقم 3 / 8 في 228 ورقة ، وعنها مصوّرة
بالميكروفيلم في المكتبة المركزية لجامعة بغداد رقم 7 .
( 62 )
مخطوطة القرن السابع
بخط نسخي خشن ممزوج بالثلث ناقصة الآخر والموجود إلى أواخر عهد مالك الأشتر
والعناوين مكتوبة بخط ثلثي أخشن ، رأيتها في مكتبة البرلمان الإيراني السابق في طهران
رقم 7300 .
( 63 )
مخطوطة القرن السابع
كانت في مكتبة الدكتور حسين علي محفوظ بمدينة الكاظميّة ببغداد .
مجلة معهد المخطوطات القاهرية المجلد السادس ص 56 .
( 64 )
مخطوطة القرن السابع
في مكتبة دار التبليغ في قم ، عليها تعليقات أدبية وشروح لغوية كثيرة ، وكانت


تنقصها من كل من جانبيها أربعة أوراق فاكملت بخط جديد .
( 65 )
مخطوطة القرن 7 و 8
كتبت في بغداد بخط نسخي جيّد مشكول ، والعناوين مكتوبة بالشنجرف ، وعليها
حواش وتعاليق ، عليها ترميم قديم ذهب بسببه تاريخ الكتابة ففي آخرها :
« يسّر الله بمنّه وجوده إتمام هذه النسخة نهار الإثنين ثاني رجب المبارك من
سنة . . . ؟
كتبه لنفسه العبد الفقير الى رحمة ربّه ( المستغفر ) عن ذنبه أحمد بن سلمان بن محمد
العتايقي بمد [ ينة السلام ] بغداد ، وفّقه الله للعمل بما فيه . . . » .
وهي في مكتبة مجلس الشيوخ ( سنا ) السابق في طهران رقم 1393 ، وصفها
الاُستاذ دانش پژوه في فهرسها 2 / 243 وذكر انها مكتوبة على نسخة الأصل بخط
المؤلف ، ووصفها أيضاً ونشر عنها في مجلّة راهنمای كتاب .
( 66 )
مخطوطة القرن 7 و 8
« كتبه راجياً العمل بما تضمن من الآداب الربّانية . . . (1) الأشرف بن محمّد بن
جعفر العلوي الحسيني ، وفّقه الله للإقتداء [ ظ ] بآبائه الطاهرين ، والقرب من ائمته [ ظ ]
المعصومين . . . في العشر الاول من شهر صفر وقاه الله محذوره . . . ختمت بالسلامة
والأمن » .
وهذا الخط خط ثلثي جميل وهو ممسوح لايقرأ منه إلّا ماتقدم ، والتاريخ مما مسح فلم
يُقرأ .
والنسخة مقروّة على العلماء أكثر من مرة فعليها بلاغات بعضها متقاربة أو متلاصقة
____________________________
(1) هُنا حدث تلف وترميم ، فلعل الأشرف والد الكاتب أو جدّه .


وفيها : بلغ العراض على والدي أدام الله أيامه ، أو أدام الله حراسته .
ويظهر ان المعارضة كانت على خط الرضي رحمه الله فقد يسجل المحذوف أو السقط
بالهامش وينبّه بقوله : [ بخطّه ] ، وبغير خطّه ، وقد سقطت عدة أوراق من أوّلها وتبدأ
بالخطبة الشقشقية .
وهي في المكتبة المركزية لجامعة طهران ، رقم 3801 ، في 147 ورقة ، ذكرت في
فهرسها 12 / 2784 .
( 67 )
مخطوطة القرن 7 و 8
نسخة كتبت في القرن 7 و 8 وكانت ناقصة من جانبيها بضعة أوراق ، سبع من أولها
وورقتان من نهايتها ، فأتمّها محمد أشرف بن ملك محمد في صفر سنة 1122 .
وهذه النسخة من مخطوطات مكتبة الوجيه الموفّق الحاج إسماعيل هدايتي ثم نقلت
المكتبة ـ مخطوطها ومطبوعها ـ إلى مكتبة مدرسة آية الله الگلپايگاني في قم .
( 68 )
مخطوطة سنة 701
نسخة خزائنية بخط نسخي جميل للغاية مشكول في 239 ورقة من نوع ( خانبالغ )
صفحاتها مؤطرة بالشنجرف . والعناوين مكتوبة بخط الثلث ، تارة بالمداد الأسود ،
واُخرى بالشنجرف ، وثالثة بالسرنج ، بأولها لوحة فنية جميلة قديمة مكتوب فيها البسملة
بخط الثلث ، وصفحة العنوان مؤطرة بالذّهب ، وفي زواياها نقوش ، وفي وسطها دائرة
ذهبية مكتوب فيها بالشنجرف اسم الكتاب والمؤلف بخط مزيج من الثلث والتعليق ،
وفي صفحة العنوان مكتوب بخط التعليق :
« من خزانة كتب المولى المرتضى الصاحب الأعظم الدستور الأعدل الأعلم جمال
الدولة والدنيا والدين فخر الإسلام والمسلمين أبو إبراهيم . . . » (1) .
____________________________
(1) هُناك تلاعب بالنسخة .

وفي نهاية المخطوط :
« وقع الفراغ من تنميق نهج البلاغة . . . يوم الأحد السابع من شهر الله الحرام محرم
المكرم سنة إحدى وسبعمائة كتبها ياقوت المستعصمي حامداً لله تعالى » .
رأيتها في مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام في مشهد برقم 1858 ، وصفت في فهرسها
1 / 96 وعنها مصوّرة في مؤسسة نهج البلاغة في طهران .
مجلة معهد المخطوطات القاهرية المجلد الثالث العدد الأول ص 7 .
( 69 )
مخطوطة سنة 703
مكتوبة بخط نسخ جيد ، مضبوطة بالشكل الكامل ، والعناوين مكتوبة بخط
أخشن ، جاء في نهايتها :
« وافق الفراغ من كتابته . . . أحمد بن محمد بن جعفر بن أحمد المعروف بالربان في
اليوم السادس من المعظم رمضان من شهور سنة ثلاث وسبعمائة بجزيرة اوال من
البحرين حماها الله . . . » .
وكتب الكاتب قبل كلامه هذا :
« كتبت هذه النسخة من نسخة بخط شمس الدين محمد بن خزعل كتبها لنفسه
من نسختين إحداهما قوبلت بنسخة بخط ابن السكون ، والاُخرى نسخة قال كاتبها : ولقد
حررت هذه النسخة من نسخة في غاية الجودة والإتقان كتبها بيده الاُستاذ الإمام الحبر
النحرير العلامة بوجوه النحو وعللها وغوامض اللغة ومشكلاتها فلان ( كذا ) ، ولقد
اقتفيت أثر الاُستاذ حالة الانتساخ وحذوت حذوه سالكاً منهاج الصواب والرشاد ،
متجنباً عن التصحيف والتحريف بقدر الوسع والطاقة . . . » .
وهذه المخطوطة في مكتبة السيد المرعشي العامة في قم ، رقم 3741 ، مذكورة في
فهرسها 10 / 137 .
  



( 70 )
مخطوطة سنة 704
في مكتبة المتحف العراقي ببغداد برقم 52 / 1662 ، كتبها بندار بن محمد بن بندار
الوراميني الرمال ـ تعريفا ـ وفرغ منها عاشر شهر رمضان المبارك سنة أربع وسبعمائة ،
وباخرها مقطوعات شعرية في تقريظ نهج البلاغة .
مصادر نهج البلاغة 1 / 195 .
( 71 )
مخطوطة سنة 705
رأيتها في مكتبة بايزيد العامة في اسلامبول برقم 5572 بخط نسخي جيّد كتبها
أحمد بن الحسن بن الحسين بن مسعود الحلّي ونقلت من الحلّة الى مصر وعليها تملّك
نقيب الأشراف بها ، السيّد حسن ساهان زاده .
( 72 )
مخطوطة قوبلت سنة 708
نسخة خزائنية جيدة بالقطع الكبير 214 ورقة ، مؤطّرة في أولها عدّة لوحات
مذهبة ذات ألوان كتبها بخط نسخي جميل جداً مشكول خدم بكتبها محمود بن أبي
المحاسن بن محمود . . . وقوبل بالنسخة التي انتسخ منها مقابلة احتياط وتصحيح في أواخر
ربيع الآخر سنة 708 ببلدة قاشان .
وهذه كانت في المكتبة الظاهرية في دمشق رقم 9089 وصفت في فهرسها ، فهرس
الأدب 2 / 366 ثم نقلت ضمن سائر مخطوطاتها الى مكتبة الأسد العامّة في دمشق .


( 73 )
مخطوطة سنة 709
في مكتبة السلطان أحمد الثالث في طوپقپوسراي بإسلامبول رقم 2586 في 348
ورقة بأولها لوحة ذهبية جميلة .
فهرست المخطوطات العربية في مكتبة طوپقپو 4 / 222 .
( 74 )
مخطوطة سنة 717
بخط نسخي جيّد والعناوين مكتوبة بالشنجرف جاء في آخرها :
« فرغ من تحريره أضعف عباد الله . . . محمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الزواري في
يوم الخميس الثامن والعشرين من شهر ربيع الاوّل سنة سبع عشر وسبعمائة هجرية
نبوية » .
رأيتها في مكتبة البرلمان الإيراني السابق ، رقم 7471 .
( 75 )
مخطوطة سنة 718
بخط نسخي جميل مشكول والعناوين مكتوبة بخط الثلث الخشن بالأسود والاحمر ،
والزيادات المكتوبة عن نسخة عهد المؤلف في نهاية باب الخطب مكتوبة بالهامش وفي
نهاية الكتاب مكتوبة في المتن وبالهامش ما نصه :
« كانت هذه الزيادة بخطّ علي بن هلال الكاتب البغدادي » .
وفي نهاية النسخة :


« وقد فرغ من تنميقه صحوة يوم الخميس السادس عشر من شعبان المعظّم لسنة
ثمان عشرة وسبعمائة والحمد لوليّه والصلاة على نبيه » .
وبالهامش الأيسر :
« عارضت هذه النسخة بأصل بخط الشيخ الإمام أبي الفضائل علي بن محمد بن
علي بن عبد الصمد التميمي ، ونسخته عارضت بأصل بخط الشيخ الهمام الأفضل الحسن
بن يعقوب ولم آل في تصحيحها وتنقيحها . وهذا خط أضعف عباد الله محمد بن علي بن
أبي علي يحيى [ المروزي ] » .
وعلى الهامش الأيمن :
« عارض صاحب الكتاب هذا الكتاب بنسخة في غاية الصحة بروايات جمّة ،
فارجو أن تكون الصحة مشتملة عليها إن شاء الله » .
ثم بعده شعر يعقوب بن أحمد وشعر ابنه الحسن بن يعقوب ، ثم داليّة الفنجكردي ثم
جملة من خطبة فدك لفاطمة عليها السّلام ، وآخر ما في آخره :
« روي عن الإمام أبي عبد الله الحافظ أنّه قال : كنت في الروضة الرضوية ليلة جمعة
أحييتها فغلبني النوم في آخرها وكنت بين النوم واليقظة فرأيت في تلك الحالة ملكين قد
نزلا من السماء وكتبا بخط أخضر على جدار القبّة هذين البيتين :
إذا كنت تأمل أو ترتجي
من الله في حالتيك الرِّضا

فلازم مودّة آل الرسول
وجاور عليّ بن موسى الرضا

وفي هوامشها تصحيحات وتعاليق ، وفي جانبيه ختم مربع كبير لمكتبة المرحوم
الشهيد الشيخ فضل الله النوري رحمه الله في 228 ورقة ، وهذه المخطوطة رأيتها في مكتبة
البرلمان الإيراني السابق ، رقم 5624 ، مذكورة في فهرسها 17 / 77 .
( 76 )
مخطوطة سنة 720
من مخطوطات مكتبة زعيم الطائفة ومرجعها السيد الحاج اقا حسين الطباطبائي
البروجردي المتوفّى سنة 1380 كانت في مكتبته الخاصة في مدينة قم ولا تزال المكتبة
يحتفظ بها في داره برعاية أحفاده رعاهم الله .


( 77 )
مخطوطة سنة 726
بخط نسخي جيد ، والعناوين مكتوبة بالحمرة ، وبهامشها تصحيحات وتعاليق جاء في
نهايتها :
« تمّ الكتاب ولله الحمد على إتمامه في أواخر شعبان المعظم قدره لسنة ست
وعشرين وسبعمائة » .
كانت في مكتبة إمام الجمعة في كرمان ثم اُهديت المكتبة لكلية الآداب في طهران
فحملت هذه المخطوطة هناك رقم 63 من كتب إمام الجمعة في هذه المكتبة ، ثم نقلت
مخطوطات كلية الآداب الى المكتبة المركزية في جامعة طهران مع الحفاظ على مكتبة
إمام الجمعة وأرقامها الخاصة .
فهرس مكتبة إمام الجمعة الكرماني المهداة لكلية الآداب ص 109 .
( 78 )
مخطوطة سنة 727
كتبها محمّد بن حسن بن حسين النسوي وفرغ منها في شهر رمضان في 228 ورقة ،
في مكتبة لاله لي بالمكتبة السليمانية في إسلامبول ، رقم 1956 .
( 79 )
مخطوطة سنة 728
نسخة خزائنية بخط نسخي مشكول جميل رائع للغاية ، والورق من نوع ( خان بالغ ) في
507 ، والصفحات مؤطرة بالذهب والشنجرف واللازورد والزنجار والعناوين مكتوبة
بالذّهب بخط ثلثي خشن ، وعلى صفحة العنوان لوحة مستطيلة مزينة بنقوش الأوراد
الذهبية وأرضية الوسط ذهبية ، وأرضية الأعلى والأسفل لازوردية مكتوب فيها بالخط



الكوفي الجميل : كتاب نهج البلاغة ، وفي الوسط كتب باللازورد : من كلام
أمير المؤمنين ، وبالأسفل : علي بن أبي طالب ، والنسخة صالحة للاُفست جاء في نهايتها :
« خدم بكتبه العبد . . . أحمد بن يحيى بن محمد بن عمر بن محمد السهروردي ووفق
الله على يده نجازه ضاحي نهار الجمعة سادس عشري شوال من سنة ثمان وعشرين
وسبعمائة حامداً لله » .
وعلى الورقة الأخيرة :
« هذا كتاب نهج البلاغة بخط الياقوت ( كذا ) ، الثاني شيخ زاده السهروردي كان
في سلسلتنا . . . نمّقه ابن سيد شريف الحسني ميرزا مخدوم الشريفي القاضي ببغداد
والمشهدين والمفتي بالعراقين سابقاً » .
وهي في مكتبة المجلس النيابي برقم 4152 ، معروضة في معارض المكتبة ، ذكرت في
فهرسها 11 / 155 .
( 80 )
مخطوطة سنة 729
بخط نسخي مشكول والعناوين بخط أخشن ، آخرها :
« وكان الفراغ من كتابته على يد كاتبه العبد . . . محمّد بن محمّد بن حسن الطويل
الصفار الحلّي الساكن يومئذ بواسط القصب وذلك في الخميس ، الثاني عشر من جمادى
الآخرة من سنة تسع وعشرين وسبعمائة الهلالية ، وهذه النسخة المباركة ثالثة عشرة
نسخة بهذا الكتاب ، والله سبحانه وتعالى الملهم للرشد والموفّق للصواب » .
وعنها فيلم في مكتبة الإمام الرضا عليه السّلام نفسها ، وعنها مصوّرة في مؤسسة نهج
البلاغة في طهران .
( 81 )
مخطوطة سنة 735
كتبها عبد الرحيم بن أحمد الصدر الخوانساري بخط نسخي مشكول ، وفرغ منها في


اليوم السابع من صفر ، في 351 ورقة وعليها تملّك سيدي أحمد بن أحمد الآندخودي
وهي في دار الكتب الوطنية في پاريس . رقم 2423 . A .
وصفها دوسلان في فهرسها القديم 1 / 425 .
( 82 )
مخطوطة سنة 736
كتبها السيد شمس الدين محمد بن أحمد بن أبي المعالي بن أبي القاسم العلوي
الموسوي ، فرغ منها في اليوم التاسع والعشرين من شهر رمضان سنة ستة وثلاثين
وسبعمائة وقد قوبلت وصحّحت ، وعليها تصحيحات وبلاغات ، وفي نهايتها بلاغ
المقابلة .
كما أنّها قرئت على بعض الأعلام في القرون الغابرة وفي آخرها نصّ بإنهاء القراءة ،
والخط مطموس لا يقرأ تاريخه ، وسائر ميّزاته .
وهي في المكتبة الرضوية في مدرسة الصدر في أصفهان ، رقم 158 .
راجع نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران 5 / 314 ، وجامع الأنساب للعلامة
الروضاتي 1 / 150 .
( 83 )
مخطوطة سنة 767
كتبها محمد بن عزيز بن محمد البخاري ، وفرغ منها في أواخر محرّم سنة سبع وستين
وسبعمائة في 549 صفحة ، وعليها تصحيحات وتعليقات ، وبأولها مقطوعات شعرية مما
قيل في مدح نهج البلاغة .
وهي في مكتبة المتحف العراقي في بغداد رقم 550 / 1661 .
مصادر نهج البلاغة 1 / 195 .
  



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 4:13 pm

مخطوطة القرن 7 و 8
كانت في دار الكتب الظاهرية في دمشق ، برقم 6759 ، وصفت في فهرسها
للمخطوطات الأدبية 2 / 368 .
ثم نقلت مخطوطاتها كلّها إلى مكتبة الأسد العامة في دمشق .
( 85 )
مخطوطة القرن 7 و 8
كان قد سقط عنها أوراق من آخرها فاكملت في ذي الحجّة من عام 878 ، وهي
من مخطوطات مكتبة الاُستاذ أحمد أفشار ، وقد نقلت كلّها إلى مكتبة العلامة الطباطبائي
في كلية الطب بجامعة شيراز .
( 86 )
مخطوطة القرن 7 و 8
في مكتبة الجامعة في لوس أنجلس بالولايات المتحدة رقم 199 . M .
نشرة المكتبة المركزية لجامعة طهران 11 / 380 .

الشريف الرضيّ فقيهاً الشيخ رضا الاُستادي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على محمد خاتم النبيّين وآله المعصومين .
روى شيخنا المفيد رحمه الله عن الحسين بن علي عليهما السّلام أنّه قال : « اللّهمّ إني
أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوّة ، وعلّمتنا القرآن ، وفقّهتنا في الدين ، وجعلت لنا
أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ، فاجعلنا من الشاكرين » (1) .
وروى شيخنا ثقة الإسلام الكليني عن الباقر عليه السّلام أنّه قال : « الكمال كلّ
الكمال : التفقّه في الدين ، والصبر على النائبة ، وتقدير المعيشة » (2) .
وروى شيخنا الطبرسي في « الإحتجاج » عن الإمام العسكري عليه السّلام أنّه
قال : « فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه ، حافظاً لدينه ، مخالفاً على هواه ، مطيعاً
لأمر مولاه ، فللعوامّ أن يقلّدوه » (3) .
والفقهاء ـ رضوان الله عليهم ـ حصون الشريعة ، وحفظة الدين ، ولهم علينا حقوق
عظيمة ، حيث تحمّلوا الجهود ، وجاهدوا في الله لحفظ القرآن والحديث عن التحريف
والتبديل ، ومن طرق أداء حقّهم وواجب شكرهم أن لا ننساهم ، بل نذكرهم بالخير
والجميل ، ونذكر آثارهم القيّمة ، وخدماتهم للدين ، وإحياءهم أمر الائمّة المعصومين

____________________________
(1) الإرشاد للمفيد : 214 ـ 215 ، طبعة الآخوندي .
(2) الكافي للكليني 1 : 32 ، طبعة الآخوندي .
(3) الإحتجاج للطبرسي : 225 ، طبعة سنة 1350 هـ .


عليهم السّلام .
ومن هؤلاء الفقهاء السيد المرضيّ أبو الحسن محمد بن الحسين بن موسى ، المشهور
بالشريف الرضي رحمة الله عليه ، أخو السيد الشريف المرتضى ، من أولاد أمير المؤمنين
عليه صلوات المصلّين .
وحيث أنّه رحمه الله اشتهر بالشعر والأدب والتفسير والحديث ، ولم يذكر فقهه
وفقاهته إلّا في بعض الكتب ، عزمنا على كتابة رسالة موضّحة لكونه فقيهاً جامعاً ، وذلك
مع اعتراف منّا بكونه شاعراً قوياً ، وأديباً بارعاً ، ومفسّراً عظيماً ، وخبيراً بالحديث
وكتب الروايات ، والدليل الواضح على تضلّعه في هذه الفنون آثاره الباقية الخالدة
كديوانه في الشعر ، و « تلخيص البيان » و « المجازات النبوية » في الأدب ، و « حقائق
التأويل » في التفسير ، و « نهج البلاغة » و « خصائص الائمّة » في الحديث .
ونحن في هذا الصدد نتمسّك بأدلّة ستة :
1 ـ ما دلّ على أنّه رحمه الله تعلّم الفقه وتلمّذ عند الفقهاء العظام .
2 ـ تأليفه كتاباً في الفقه المقارن .
3 ـ مطارحاته واحتجاجاته الفقهية .
4 ـ تصديه لمنصب القضاء ، بل كونه قاضي القضاة ، بل كونه إماماً للشيعة في
عصره .
5 ـ المباحث الفقهية التي نجدها في تأليفاته الموجودة .
6 ـ تصريحات بعض الأكابر بكونه فقيهاً .
1 ـ تعلّمه الفقه وتلمّذه عند الفقهاء العظام
قال ابن أبي الحديد : « حدّثني فخار بن معد العلوي الموسوي رضي الله عنه ، قال :
رأى المفيد أبو عبد الله محمد بن نعمان ـ الفقيه الإمامي ـ في منامه كأنّ فاطمة بنت
رسول الله صلّی الله عليه وآله دخلت إليه وهو في مسجده بالكرخ ، ومعها ولداها الحسن
والحسين عليهما السّلام صغيرين ، فسلّمتهما إليه وقالت له : علّمهما الفقه ، فانتبه متعجّباً
من ذلك .
فلمّا تعالى النهار في صبيحة تلك الليلة التي رأى فيها الرؤيا ، دخلت إليه المسجد
فاطمة بنت الناصر وحولها جواريها ، وبين يديها ابناها محمد الرضي والمرتضى صغيرين ،


فقام إليها وسلّم ، فقالت : أيّها الشيخ هذان ولداي قد أحضرتهما إليك لتعلّمهما الفقه ،
فبكى أبو عبد الله وقصّ عليها المنام ، وتولّى تعليمهما ، وأنعم الله تعالى عليهما وفتح لهما من
أبواب العلوم والفضائل ما اشتهر عنهما في آفاق الدنيا ، وهو باق ما بقي الدهر » (4) .
قال الشريف الرضي : « وسمعت شيخنا أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي ـ عفا
الله عنه ـ يقول في أثناء قراءتي عليه وقد اعترض ذكر الخلاف في وجوب
النكاح : . . . » (5) .
وقال في موضع آخر : « وكنت سألت شيخنا أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي
ـ رحمه الله ـ عند انتهائي في القراءة عليه إلى هذه المسألة من كتاب الطهارة . . . » (6) .
وقال أيضاً : « وقال الشيخ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي أدام الله توفيقه عند
بلوغي في القراءة عليه من ( مختصر أبي جعفر الطحاوي ) إلى هذه المسألة . . . » (7) .
وقال أيضاً : « وقد كنت علّقت عن شيخنا أبي بكر محمد بن موسى الخوارزمي
عند قراءتي عليه مختصر أبي جعفر الطحاوي ، وبلوغي إلى هذه المسألة من كتاب
النكاح . . . » (Cool .
وقال أيضاً : « وقال لي شيخنا أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي : رواية الحسن
ابن زياد في ذلك تخالف قول محمد بن الحسن ، فإنّ محمداً يقول في هذه المسألة : إنّ
الوصية لولد الإبن دون ولد البنت » (9) .
وقال : « وذكر لي قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد عند قراءتي عليه ما
قرأته من كتابه الموسوم بالعمدة في اُصول الفقه . . . » (10) .
____________________________
(4) شرح نهج البلاغة 1 : 14 ، طبعة لبنان في أربع مجلّدات ، وفخار بن معد من أكابر الشيعة ، توفّي
سنة 630 هـ .
(5) المجازات النبوية : 85 ـ 86 ، والخوارزمي هو شيخ أهل الريّ وفقيههم وقد انتهت إليه الرئاسة والفتوى
في مذهب أبي حنيفة ، توفّي سنة 403 هـ .
(6) المجازات النبوية : 143 ـ 144 .
(7) تلخيص البيان : 205 طبعة بغداد ، و 280 طبعة مصر ، والطحاوي إمام في الفقه على مذهب أبي حنيفة ، توفّي
سنة 321 هـ .
(Cool حقائق التأويل : 85 ـ 86 .
(9) حقائق التأويل : 115 .
(10) المجازات النبوية : 180 ، وقاضي القضاة شافعيّ معتزليّ ، توفّي سنة 415 هـ .


وقال : « وفيها علّقته عن قاضي القضاة أبي الحسن عبد الجبار بن أحمد أدام الله
توفيقه عند قراءتي عليه كتابه الموسوم بتقريب الاُصول . . . » (11) .
وقال : « وفيما علّقته عن قاضي القضاة أبي الحسن عبد الجبار بن أحمد فيما قرأته عليه
من أوائل كتابه المعروف بشرح الاُصول الخمسة . . . » (12) .
وقال في موضع آخر : « وممّا علّقته عن قاضي القضاة أبي الحسن عبد الجبار بن
أحمد عند بلوغي في القراءة عليه إلى الكلام في الرؤية ، إلى من شرط في قبول خبر الواحد
أن يكون راويه عدلاً . . . » (13) .
وقال : « وقد ذكره أبو الحسن الكرخي في كتاب الأشربة من مختصره . . . وقد
قرأت بعض هذا الكتاب ـ أعني مختصر أبي الحسن [ الكرخي ] ـ على القاضي أبي محمد
عبد الله بن محمد الأسدي الأكفاني وأجاز لي رواية باقيه ، وكان سمعه من أبي الحسن
الكرخي ، وقرأت على هذا القاضي أيضاً قطعة من كتاب المزني في علم [ فقه ظ ]
الشافعي وأجاز لي رواية باقيه ، وطريقه في سماعه عال جدّاً ، لأنّه يروي عن أبيه ،
عن جدّه ، عن أبي إبراهيم المزني وهو عراقيّ المذهب ، إلّا أنّ جدّه وأباه كانا على مذهب
الشافعيّ على ما حكي لي » (14) .
فهؤلاء أربعة من فقهاء الشيعة والشافعية والحنفية ، قد تلمّذ السيد الرضي عندهم
في الفقه والاُصول ويحتمل أن يكون خامسهم أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد
الطبري ، الفقيه المالكي ، المتوفّى سنة 393 ، فراجع « المنتظم » لابن الجوزي و « الفوائد
الرضوية » للمحدّث القمي (15) .
2 ـ تأليفه كتاباً في الفقه المقارن
قال الشيخ النجاشي في فهرسته : « محمد بن الحسن بن موسى . . . كان شاعراً مبرّزاً
له كتب ، منها : كتاب حقائق التأويل ، كتاب مجاز القرآن ، كتاب خصائص الائمّة ،
____________________________
(11) تلخيص البيان : 212 ، وتقريب الاُصول يحتمل أن يكون في اُصول الفقه .
(12) المجازات النبوية : 362 ، والكتاب في اُصول العقائد ظاهراً .
(13) راجع المجازات النبوية : 48 .
(14) حقائق التأويل 346 ، والأكفاني حنفيّ ( عراقيّ المذهب ) توفّي سنة 405 هـ .
(15) المنتظم 7 : 223 ، والفوائد : 498 .

كتاب نهج البلاغة ، كتاب الزيادات في شعر أبي تمّام ، كتاب تعليق خلاف
الفقهاء . . . » (16) .
قال شيخنا العلامة الطهراني في الذريعة : « مسائل الخلاف للسيد الشريف
المرتضى كذا في الفهرست [ للشيخ الطوسي ] وعبّر عنه النجاشي بشرح مسائل
الخلاف » (17) .
وقال : « تعليق خلاف الفقهاء للسيد الشريف الرضي ذكره النجاشي ولعلّه
تعليق على مسائل الخلاف في الفقه لأخيه الشريف المرتضى كما في الفهرست ، أو شرح
مسائل الخلاف له كما في النجاشي » (18) .
وقال الشيخ الحرّ العاملي رحمه الله في بعض إجازاته : « أجزت له أن يروي عني
كتاب نهج البلاغة . . . وخلاف الفقهاء ، وغير ذلك من مؤلفات السيد الرضي »
وليست في عبارته كلمة ( تعليق ) فتأمّل (19) .
3 ـ مطارحاته واحتجاجاته الفقهية
قال الشريف الرضي : « وقد كان أبو عبد الله محمد بن يحيى بن مهدي الجرجاني ،
الفقيه العراقي ، المقدّم في الفقه ، جاراني على وجه المذاكرة في المعنى الذي أشرتُ إليه من
أمر الشافعي ( أي في بعض زلاته ) ، وما يردّده أصحابه من ذكر تقدّمه في علم اللغة ،
مُضافاً إلى علم الشريعة ، بذكر مواضع اُخذت على الشافعي في كتبه . . . » (20) .
وقال في المجازات النبوية : « وقال لي أبو عبد الله محمد بن يحيى الجرجاني الفقيه :
عند أصحابنا أن الصلاة أفضل من الصيام ، لأنّها تتضمّن ما في الصيام من الإمساك ،
وفيها مع ذلك الخشوع وتلاوة القرآن . . . » (21) .
____________________________
(16) رجال النجاشي : 311 .
(17) الذريعة 20 : 345 و 14 : 64 .
(18) الذريعة 4 : 222 .
(19) البحار 110 : 115 في إجازته للشيخ محمد فاضل المشهدي ـ رحمه الله ـ .
(20) حقائق التأويل : 496 ، والجرجاني له شرح الجامع الكبير للشيباني في فروع الفقه الحنفي ، توفّي
سنة 398 هـ .
(21) المجازات النبوية : 189 .


قال الشهيد الأول في الذكرى :
« لو أتم المقصر عامداً بطلت صلاته لأن القصر عزيمة ، هذا مع العلم بأنّ فرضه
القصر ، ولو كان جاهلاً بذلك فالمشهور أنّه لا إعادة عليه في الوقت ولا بعد خروجه . . .
لنا صحيحة محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السّلام ؛ فيمن صلّى في السفر أربعاً ،
قال : ( إن قُرئت عليه آية التقصير وفُسرت له فصلّى أربعاً أعاد ، وإن لم يكن قُرئتْ عليه
ولم يعلمها فلا إعادة عليه ) ، والنكرة في سياق النفي تعمّ ، فيدخل فيه بقاء الوقت
وخروجه .
وسأل المرتضى ـ رضي الله عنه ـ عن ذلك الرضيُّ ـ رحمه الله ـ فقال : الإجماع على أنّ
من صلّى صلاة لا يعلم أحكامها فهي غير مُجزية ، والجهل بأعداد الركعات جهل
بأحكامها ، فلا تكون مجزية .
فأجاب المُرتضى بجواز تغيّر الحكم الشرعي بسبب الجهل ، وإن كان الجاهل غير
معذور » (22) .
قال الشهيد الثاني في روض الجنان :
« ولو أتمّ المقصر في حالة كونه جاهلاً بوجوب التقصير لا يعيد مطلقاً على المشهور ،
لصحيحة محمد بن مسلم ، وخالفه أبو الصلاح وابن الجنيد فأوجبا عليه الإعادة في
الوقت . . . وربّما أطلق بعض الأصحاب إعادة المتمّم مع وجوب القصر عليه مطلقاً ،
لتحقّق الزيادة المنافية .
ويؤيّده في الجاهل ما أورده السيد الرضي ـ رحمه الله ـ على أخيه المرتضى ـ رحمه الله ـ
من أنّ الإجماع واقع على أنّ من صلّى صلاة لا يعلم أحكامها فهي غير مجزية ، والجهل
بأعداد الركعات جهل بأحكامها ، فلا تكون مجزية ، وأجاب المرتضى بجواز تغيّر الحكم
الشرعي بسبب الجهل ، وإن كان الجاهل غير معذور .
وحاصل الجواب يرجع إلى النصّ الدالّ على عذره ، والقول به متعيّن » (23) .
____________________________
(22) الذكرى : المطلب الثالث في أحكام القصر ، المسألة الاُولى .
(23) روض الجنان في شرح إرشاد الأذهان : 389 ، وراجع فرائد الاُصول للشيخ الأنصاري ـ طبعة
رحمة الله ـ : 299 .


4 ـ تصدّيه لمنصب القضاء
قال العلامة المحقّق الشيخ عبد الحسين الحلّي :
« كانت الخلفاء والملوك تعدّ يوماً أو أياماً خاصة في السنة تأذن فيها لأهل
الظلامات عامّة برفع ظلاماتهم لهم ، فيتولّون البتَّ فيها مباشرة ، ثمّ تطوّر الشأن فجُعل لها
ديوان يخصّها ، وجُعلت وظيفة دائمة يتولاها الأكفاء من ذوي الدرجات الرفيعة
والوجدان الصحيح البعيد عن التهم ، وهي أشبه برئاسة التمييز الأعلى المشترع في عصرنا
في ملاك وزارة العدلية ، لأنّ تلك الظلامات على الأغلب ليست مولّدات وقتها ، بل هي
منظورة من قبل للقضاة وللحكّام الإداريّين ، الَّذين إليهم ترفع المظالم ابتداء ، وهم
المحكمون في أمر الخصومات ، ولذلك يلزم والي هذا الديوان أن يكون متفوّقاً في وفور العلم
والفضل ، ممتازاً بالإحاطة التامّة بفقه فرق المسلمين كافّة . . . وقد تولّاها ـ الرضي
رحمه الله ـ سنة 388 هي والنقابة وإمارة الحجّ ـ على نقل ابن خلّكان ـ والأرجح أنّه وليّها
قبل ذلك بأمد بعيد . ويظهر من ابن أبي الحديد أنّ الذي ولاه المظالم هو القادر
العباسي ، لكنه لم يذكر عام ولايته » (24) .
وقال في النجوم الزاهرة : « كان إماماً للشيعة هو وأبوه وأخوه » (25) .
5 ـ المباحث الفقهية والاُصولية في كتب الرضي ـ رحمه الله ـ
1 ـ قوله في الإجتهاد والقياس
معلوم أنّه لا يجوز عندنا الإجتهاد بالرأي ولا القياس ، وقد ورد النهي المؤكّد عنهما عن
ائمّتنا ـ عليهم السّلام ـ .
قال الشريف الرضي : « أقول : إنّ الإجتهاد والقياس في الحوادث لا يسوغان
للمجتهد ولا للقائس ، وإنّ كل حادثة ترد فعليها نصّ من الصادقين عليهم السّلام يحكم
____________________________
(24) مقدمة حقائق التأويل : 81 ، وهذا المنصب مساو لرتبة قاضي القضاة ، وليس بها .
(25) النجوم الزاهرة 4 : 240 ، مجالس المؤمنين : 218 نقلاً عن تاريخ مصر والقاهرة ، وراجع الخراجية
للمحقّق الثاني : ص 41 .


به فيها ، ولا يتعدّى منها إلى غيرها ، بذلك جاءت الأخبار الصحيحة والآثار الواضحة
عنهم ـ عليهم السّلام ـ ، وهذا مذهب الإمامية خاصة ، يخالف فيه جمهور المتكلمين وفقهاء
الأمصار » .
وهذا آخر ما تكلم به السيد الشريف الرضي ، رضي الله عنه وأرضاه ، وصلّى الله
على محمد وآله الطاهرين » (26) .
2 ـ في حجّيّة خبر الواحد وبعض شروطها
قال : « ومن ذلك ما روي عنه عليه الصلاة والسّلام أنّه قال ـ والخبر مطعون في
سنده ـ : ( تَرون رَبَّكم يومَ القيامةِ كما تَرون القَمَرَ ليلة البدر ) ، وهذا الخبر كما قلنا
مطعون في سنده ، ولو صحّ نقله وسلم أصله ، لكان مجازاً كغيره من المجازات التي تحتاج
إلى أن تحمل على التأويلات الموافقة للعقل .
وبعد هذا ، فهذا الخبر من أخبار الآحاد فيما من شأنه أن يكون معلوماً فغير جائز
قبوله . . . وإنما نعمل بأخبار الآحاد في فروع الدين وما يصحّ أن يتبع العمل به غالب
الظنّ .
وأقول أنا : ومن شرط قبول خبر الواحد أيضاً ـ مع ما ذكره قاضي القضاة من
اعتبار كون راويه عدلاً ـ أن يعرى الخبر المرويّ من نكير السلف . . . » (27) .
3 ـ مسألة اُصولية
قال : « إنّ دعاء الإنسان نفسه لا يصحّ ، كما لا يصحّ أن يأمر نفسه ، ولأجل ذلك
قال الفقهاء : إنّ الآمر لا يجوز أن يدخل تحت الأمر . . . ويفرق الفقهاء بين ذلك وبين
الخبر العام ، لأنّهم يجوّزون دخول المخبر تحته ، وعلى هذا قالوا : إنّ الإمام إذا قال : من قتل
قتيلاً فله سلبه ، فإنّه يدخل تحت ذلك ، إلّا أن يخرج نفسه منه بقوله : من قتل منكم
قتيلاً فله سلبه ، فيخرج نفسه حينئذ من ذلك » (28) .
____________________________
(26) أوائل المقالات ، الطبعة الثانية : 115 ـ 116 .
(27) المجازات النبوية : 47 ـ 51 .
(28) حقائق التأويل : 111 .


4 ـ في عدم وجوب استيعاب الرأس في المسح للوضوء
قال : « وهذه الآية ( وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ) يستدلّ بها أهل
العراق (29) على أنّ استيعاب الرأس بالمسح ليس الواجب ، خلافاً لقول مالك (30) .
وقال الشيخ أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي ـ أدام الله توفيقه ـ عند بلوغي في القراءة
عليه من ( مُختصر أبي جعفر الطحاوي ) (31) الى هذه المسألة : سألت أبا علي الفارسي
النحوي (32) ، وأبا الحسن علي بن عيسى الرماني (33) ؛ هل يقتضي ظاهر الآية إلصاق
الفعل بجميع المحلّ أو بالبعض ؟ فقالا جميعاً : إذا التصق الفعل ببعض المحلّ فناوله
الإسم . قال : وهذا يدلّ على الإقتصار على مسح بعض الرأس كما يقول
أصحابنا » (34) .
5 ـ في حكم صلاة التطوّع بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس :
قال : « قد اختلف الفقهاء في ذلك ، فقال أبو حنيفة : لا يجوز أن يتطوّع بعد صلاة
الصبح حتى تطلع الشمس ، ولا بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس ، وقال الشافعي :
يجوز أن يصلّي في هذين الوقتين النفل الذي له سبب مثل تحيّة المسجد ، ولا يصلّى
النفل المبتدأ الذي لا سبب له » (35) .
6 ـ في استحباب السجود على الأرض :
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام : ( تمسّحوا بالأرض فإنّها بكم
برّة ) . . .
____________________________
(29) وهم على فقه أبي حنيفة .
(30) أحد الائمة الأربعة للعامة توفي سنة 179 هـ .
(31) كتاب في فقه الحنفية للطحاوي المتوفّى سنة 321 هـ ، والخوارزمي توفّي سنة 403 هـ .
(32) من مشايخ الرضي وهو أحد الائمة في علم العربية ، تُوفّي سنة 377 هـ .
(33) هو من مشايخ الخوارزمي ، وتوفّي سنة 384 هـ .
(34) تلخيص البيان : 205 طبعة بغداد ، و 280 طبعة مصر .
(35) المجازات النبوية : 376 .


ولقوله عليه الصلاة والسّلام : ( تمسّحوا بالأرض ) وجهان :
أحدهما : أن يكون المراد التيمّم منها في حال الطهارة وحال الجنابة .
والوجه الآخر : أن يكون المراد مباشرة ترابها بالجباه في حال السجود عليها ، وتَعفُّر
الوجوه فيها ، ويكون هذا القول أمر تأديب لا أمر وجوب ، لأنّ من سجد على جلدة
الأرض ومن سجد على حائل بينها وبين الوجه واحد في إجزاء الصلاة ، إلّا أنّ مباشرتها
بالسجود أفضل ، وقد روي أنّ النبي عليه الصلاة والسّلام كان يسجد على الحمرة ـ وهي
الحصير الصغير يعمل من سعف النخل ـ فبان أنّ المراد بذلك فعل الأفضل لا فعل
الأوجب » (36) .
7 ـ في عدم بطلان الصلاة بترك الفاتحة
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام : ( كل صلاة لا يقرأ فيها باُمّ الكتاب
فهي خداج ) . . . فكأنّه عليه الصلاة والسّلام قال : كل صلاة لا يقرأ فيها فهي نقصان ،
إلّا أنّها مع نقصانها مجزئة ، وذلك كما تقول في قوله عليه الصلاة والسّلام : ( لا صلاة
لجار المسجد إلّا في المسجد ) إنّما أراد به نفي الفضل لا نفي الأصل ، فكأنّه قال : لا صلاة
كاملة أو فاضلة إلّا في المسجد ، وإن كانت مجزئة في غير المسجد ، فنفى عليه الصلاة
والسّلام كمالها ولم ينفِ أصلها . . . » (37) .
8 ـ في جواز انتظار الإمام للمأموم ، وعدم بطلان الصلاة بانتظاره لغير المأموم
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام ـ فيما رواه شدّاد بن الهادّ ـ قال :
( سجد رسول الله ـ صلّی الله عليه وآله ـ سجدة أطال فيها . فقال الناس عند انقضاء
الصلاة : يا رسول الله ، إنّك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها ، حتى ظننا أنّه
قد حدث أمر . أو أنّه أتاك وحي ؟ فقال ـ عليه الصلاة والسّلام ـ : كلّ ذلك لم يكن ،
ولكنّ ابني هذا ارتحلني ، فكرهت أن اُعجّله حتى يقضي حاجته ) ، وكان الحسن أو
الحسين ـ عليهما السّلام ـ قد جاء النبي ـ عليه الصلاة والسّلام ـ في سجدته فامتطى ظهره .
____________________________
(36) المجازات النبوية : 269 ـ 270 .
(37) المجازات النبوية : 111 ـ 112 .

وهذا الحديث مشهور ، وهو حجة لمن يجوّز انتظار الإمام بركوعه إذا سمع خفق
النعال حتى يدخل الواردون معه في الصلاة ، وهو قول الشافعي ، وقد كرهه أهل العراق .
ولا خلاف في أنّ الإمام يجوز له أن ينتظر حضور الجماعة إذا لم يخش فوت الوقت قبل
أن يدخل في الصلاة ، فانتظاره ـ عليه الصلاة والسّلام ـ ابنه حتى يقضي من حاجته يدلّ
على أنّ من فعل هذا الفعل وأشباهه لا يخرج به من الصلاة . . . » (38) .
9 ـ في الفجر الأول والثاني
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام : ( لا يَمنعنّكم من سحُوركم الفجرُ
حتى يستطيرَ ) .
والفجر عندهم فجران : مستطيل ، ومستطير ، فأمّا المستطيل فهو الأول ولا يحرّم على
الصائم الطعام والشراب ، وأما المستطير فهو الثاني ، ويحرِّم الشراب والطعام . . . » (39) .
10 ـ في اليمين ، وبعض أقسامه
قال : « إنّ الفقهاء يسمّون اليمين على المستقبل يميناً معقودة ، وهي التي يتأتّى فيها
البرّ والحنث ، وتجب فيها الكفارة ، واليمين على الماضي عندهم ضربان : لغو ، وغموس ،
فاللغو كقول القائل : والله ما فعلتُ كذا ـ في شيء يظنّ أنّه لم يفعله ، ـ ووالله لقد فعلت
كذا ـ في شيء يظنّ أنّه فعله ـ فهذه اليمين لا مؤاخذة فيها ، وأمّا الغموس فهي اليمين على
الماضي إذا وقعت كذباً ، نحو قول القائل : والله ما فعلت ـ وهو يعلم أنّه قد فعل ـ أو والله
لقد فعلت ـ وهو يعلم أنّه لم يفعل ـ فهذه اليمين كفّارتها التوبة والإستغفار لا غير » (40) .
11 ـ في اليمين أيضاً
قال : « قال الفقهاء : إنّ الحالف بكلّ ما كان من صفات الله تعالى التي استحقها
لنفسه يكون حالفاً بالله سبحانه ، نحو قوله : وقدرة الله ، وجلالة الله ، وعظمة الله ، وكذلك
____________________________
(38) المجازات النبوية : 397 .
(39) المجازات النبوية : 323 .
(40) تلخيص البيان : 33 ـ 34 طبعة بغداد ، و 135 طبعة مصر .


سائر الصفات النفسية ، لأنّ قوله : وقدرة الله ، بمنزلة قوله : والله القادر ، وقوله : وعظمة
الله ، بمنزلة والله العظيم ، أو ليس هناك قدرة بها كان قادراً ، ولا عظمة كان بها عظيماً ،
فكان ذلك حلفاً بالله تعالى ، لأنّه لا معنى يقع الحلف به هاهنا غير الله
سبحانه . . . » (41) .
12 ـ في الشفعة
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام : ( إذا وقعت الحدود وصرفت الطرقُ
فلا شفعة ) .
وهذا الخبر مما يستشهد به من قال : إنّ الشفعة إنّما تجب للشريك المخالط دون الجار
المجاور ، وقال أهل العراق (42) : إنّما تجب للشريك المخالط ثم للجار المجاور » (43) .
13 ـ في الوصيّة
قال : « وفي هذه الآية [ آية المباهلة ] أيضاً دليلٌ على أنّ ابن البنت يسوغ تسميته
ابناً في لسان العرب . . .
وروى الحسن بن زياد اللؤلؤي (44) صاحب أبي حنيفة ، عنه : ( إنّ من أوصى لولد
فلان وله ولد ابن وولد بنت ، دخل ولد البنت في الوصيّة ) ، فعلى هذا القول يسوغ أن
يسمّى ابن البنت ولداً . وقال لي شيخنا أبو بكر محمد بن موسى الخوارزمي : رواية
الحسن بن زياد في ذلك تخالف قول محمد بن الحسن (45) فإنّ محمداً يقول في هذه
المسألة : إنّ الوصية لولد الابن دون ولد البنت » (46) .
____________________________
(41) حقائق التأويل : 96 .
(42) وهم التابعون لفقه أبي حنيفة .
(43) المجازات النبوية : 384 ـ 385 .
(44) المتوفّى سنة 184 ، أو 204 .
(45) الشيباني المتوفّى سنة 187 ، او 189 .
(46) حقائق التأويل : 115 ـ 116 .


14 ـ في عدم وجوب النكاح
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام لعثمان بن مظعون ـ رحمه الله ـ لمّا أراد
الإختصاء والسياحة : ( خصاء اُمّتي الصيام ) ، وهذا القول مجاز ، لأنّه عليه الصلاة
والسّلام أراد أنّ الصيام يُميت الشهوات ، ويشغل عن اللذات ، كما أنّ الخصاء في
الأكثر يكسر النزوة ويقطع الشهوة .
وممّا يؤكد ذلك ، الخبر الآخر المرويّ عنه عليه الصلاة والسّلام قال : ( من استطاع
منكم الباه فليتزوج ، ومن لم يستطعه فليصمْ ، فإنّ الصومَ وجاء ) والوجاء : الخصاء .
وسمعتُ شيخنا أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي (47) ـ عفا الله عنه ـ يقول ـ في
أثناء قراءتي عليه ـ وقد اعترض ذكر الخلاف في وجوب النكاح : يمكن الإستدلال بهذا
الخبر على أنّ النكاح غير واجب خلافاً لداود (48) ، فإنّه يقول : إنّه واجب على الرجل
مرّة في عمره .
قال : وموضع الإستدلال منه ، أنّه عليه الصلاة والسّلام نقل النكاح إلى الصوم ،
وجعل الصوم بدلاً منه ، والأبدال حكمها حكم المبدّلات ، فلو كان الأصل واجباً كان
بدله كذلك ، كالتيمّم والماء وأبدال الكفارات مثلها ، فلمّا كان الصوم الذي هو بدل
من النكاح غير واجب ، دلّ على أنّ المبدّل أيضاً ـ وهو النكاح ـ غير واجب » (49) .
15 ـ الشهادة في النكاح
قال : « لم يجز بعض الفقهاء شهادة النساء في عقود النكاح جملة ، وقال : لا يصحّ
النكاح إلّا بشهادة الرجال دون النساء .
وهذه مسألة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي ، فإنّ الشافعي يذهب إلى القول
الذي ذكرناه ، وأبو حنيفة يخالفه في ذلك ، ويجيز انعقاد النكاح بشهادة رجل وامرأتين ،
____________________________
(47) الخوارزمي من الحنفية ، توفّي سنة 403 هـ .
(48) داود بن علي بن خلف الإصفهاني المعروف بالظاهري ، قد نفى القياس في الأحكام الشرعية ،
وتمسّك بظواهر النصوص ، وكان أكثر الناس تعصّباً للشافعي ، توفّي سنة 270 هـ .
(49) المجازات النبوية : 85 ـ 86 .


والظهور في هذه المسألة لأبي حنيفة ، وقد كنتُ علّقت عن شيخنا أبي بكر محمد بن
موسى الخوارزمي ، عند قراءتي عليه مختصر أبي جعفر الطحاوي وبلوغي إلى هذه المسألة
من كتاب النكاح ـ الحجاج على الشافعي ـ في جواز النكاح بشهادة رجل وامرأتين ،
وإبطال تعلّقه بقوله عليه السّلام : ( لا نكاح إلّا بشاهدين ) ، وذلك أنّ هذا القول يتناول
الرجل والمرأتين ، والدليل على ذلك قوله تعالى : ( وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن
لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ . . . ) (50) وتقدير الكلام : فإن لم يكن الشاهدان رجلين ،
فالشاهدان رجل وامرأتان . . . » (51) .
16 ـ في الرضاع
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام : ( الوَلاء لحمة كلحمة النسب لا يُباعُ
ولا يُوهَب ) ، وهذه استعارة ، لأنّه عليه الصلاة والسّلام جعل التحام الوليّ بوليّه
كالتحام النسيب بنسيبه ، في استحقاق الميراث ، وفي كثير من الأحكام . . . » (52) .
17 ـ في عدّة الحربيّة إذا أسلمت
قال : « وأبو حنيفة يستشهد بهذه الآية : « وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ » على أنّه لا
عدّة للحربية إذا خرجت إلى دار الإسلام مسلمة ، وبانت من زوجها بتخليفها له في دار
الحرب كافراً ، ويقول : إنّ في الإعتداد منه تمسّكاً بعصمة الكافر التي وقع النهي عن
التمسّك بها ، ويذهب إلى أنّ الكوافر ـ هاهنا ـ جمع فرقة كافرة ، كما أنّ الخوارج جمع فرقة
خارجة .
ليصحّ حمل الكوافر على الذكور والإناث ، ويكون قوله تعالى : « وَلَا تُمْسِكُوا » خطاباً
للنبيّ ـ صلّی الله عليه وآله ـ والمؤمنين ، والمعنى : ولا تأمروا النساء بالإعتداد من الكفار ،
فتكونوا كأنّكم قد أمرتموهنّ بالتمسّك بعصمهم .
____________________________
(50) سورة البقرة ، الآية 282 .
(51) حقائق التأويل : 85 ـ 86 .
(52) المجازات النبوية : 172 .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 4:15 pm

18 ـ ليس للحكمين التطليق
قال : « وربّما سأل سائل في هذه السورة عن قوله تعالى : ( فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ
وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا ) (56) ، فقال : لِمَ لَمْ يقل حاكماً بدل قوله حكماً ؟
والجواب : إنّه سبحانه إنّما سمّى المبعوثين من أهل الرجل والمرأة حكمين لنقصان
تصرّفهما ، ولو ملكا التصرّف من جميع الوجوه لسمّاهما حاكمين ، ألا ترى أنّ من مذهب
أهل العراق أنّه ليس للحكمين التفريق إلّا بوكالة ، وهو أحد قولي الشافعي ، وهذا يدلّ
على نقصان تصرّفهما فلذلك سمّيا حكمين . . . » (57) .
19 ـ في حرمة الأكل والشرب من آنية الذهب والفضّة
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام للشارب في آنية الذهب والفضّة : ( إنّما
يجرجر في بطنه نار جهنم ) . . .
فأمّا آنية الذهب والفضّة فلا يحلّ عندنا الأكل فيها ولا الشرب منها ولا يجوز أيضاً
استعمالهما في شيء ممّا يؤدي إلى مصالح البدن ، نحو الإدّهان ، واتّخاذ الميل
للإكتحال ، والمجمر للبخور .
وكنت سألت شيخنا أبا بكر محمد بن موسى الخوارزمي رحمه الله عنه انتهائي في
القراءة عليه إلى هذه المسألة من كتاب الطهارة ، عند المدخنة إذ لا خلاف في المجمرة ،
فقال : القياس أنّها غير مكروهة ، لأنّها تستعمل على وجه التبع للمجمرة فهي غير
مقصودة بالإستعمال ، لأنّ المجمرة لو جرّدت من غيرها في البخور لقامت بنفسها ولم
تحتج إلى المدخنة مضافة إليها فأشبهت الشرب في الإناء المفضّض إذا لم يضع فاه على
____________________________
(53) هو تلميذ أبي حنفية ، توفّي سنة 182 هـ .
(54) الظاهر هو محمّد بن الحسن الشيباني ، توفي سنة 187 أو 189 هـ .
(55) تلخيص البيان : 246 طبعة بغداد ، و332 طبعة مصر .
(56) سورة النساء ، الآية : 35 .
(57) حقائق التأويل : 322 .


موضع الفضّة .
وفي هذه المسألة خلاف للشافعي لأنّه يكره الشرب في الإناء المفضض وذهب
داود الإصفهاني إلى كراهة الشرب في أواني الذهب والفضّة دون غيره من الأكل
والإستعمال في مصالح الجسم مُضِيّاً على نهجه في التعلّق بظاهر الخبر الوارد في كراهة
الشرب خاصة .
وليس هذا موضع استقصاء الكلام في هذه المسألة ، إلّا أنّ المعتمد عليه في كراهة
استعماله هذه الأواني ، الخبر الذي قدّمنا ذكره ، لما فيه من تغليظ الوعيد ، وقد روي عنه
عليه الصلاة والسّلام أنّه قال : ( من شرب بها في الدنيا لم يشرب بها في الآخرة ) فتثّبت
بهذين الخبرين وما يجري مجراهما كراهة الشرب فيها ، ثمّ صار الأكل والإدّهان
والإكتحال مقيساً على الشرب ، بعلّة أنّ الجميع يؤدّي إلى منافع الجسم » (58) .
20 ـ في حرمة المسكر
قال : فقد بان تحريم الخمر قليلها وكثيرها بذلك [ إلى آية : يسألونك عن الخمر . . . ]
وتحريم السكر من كل شراب بقوله صلّی الله عليه وآله : ( حرّمت الخمرة بعينها والسكر
من كل شراب ) ولا خلاف في ذلك ، وإنّما الخلاف في شرب غير الخمر من غير بلوغ حدّ
السكر ، فإذا كان السكر محرّماً بالإجماع من الخمر وغيرها ، فكلّ ما يسمّى سكراً داخل
تحت ذلك . . . » (59) .
21 ـ في بعض مسائل الحدّ
قال : « فأمّا قول ابن قتيبة إنّ عقوبة الذنب يجب أن تكون مشاكلة للذنب . . . فقد
غلط فيما ظنّه ، ووهم فيما توهّمه ، لأنّ العقوبات لا يجب أن تكون مقصورة على الأعضاء
المباشِرة للذنوب ، وإنّما المعاقب لها جملة الإنسان ، ولو كان الأمر على ما ظنّه لكان الزاني
إذا زنى غير محصن يضرب ذكره ، والقاذف إذا قذف يجلد لسانه ، لأنّهما واقعا المعصية
وباشرا الخطيئة ، فلمّا رأينا هٰذين المذنبين يعاقب منهما غير المواضع التي باشرت الذنب
____________________________
(58) المجازات النبوية : 143 ـ 146 .
(59) حقائق التأويل : 345 .

وواقعت الجرم ، علمنا أنّ المقصود بالعقوبة جملة الإنسان دون أعضاء الجسم .
فأمّا يد السارق فلم تكن علّة قطعها أنّه باشر بها السرقة ، ألا ترى أنّه لو دخل حرزاً
فأخرج منه بفمه دون يده ما يجب في مثله القطع قطعت يده ، ولم يعتبر أخذه الشيء
المسروق بفمه ، وأيضاً فلو أخذ في أول مرة بيده اليسرى قطعت يده اليمنى ، وإذا سرق
ثانية بعد قطع يده اليمنى قطعت رجله اليسرى ولم تقطع يده اليسرى وإن باشر السرقة بها ،
وذلك على مذهب من يرى استيفاء الأعضاء الأربعة في تكرير السرقة ، وهو مذهب
الشافعي ، فبان أنّه لا يعتبر بقطع ما باشر أخذ السرقة من أعضاء الإنسان ، وسقط ما
اعتمد عليه ابن قتيبة . . . » (60) .
22 ـ في اجتماع الحدود على شارب الخمر
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام في كلام طويل : ( ولا يشرب أحَدُكم
الحدودَ ، وهو حين يشربُها مؤمن ) وهذا القول مجاز ، والمراد بالحدود هاهنا الخمر ، وإنّما
عبّر عليه الصلاة والسّلام بهذا الإسم عنها لأنّ إقامة الحدود تُستحقّ بشربها ، وليس
هاهنا معصية ربما اجتمعت في الإقدام عليها حدود كثيرة غيرها ، لأنّ السكران في
الأكثر يقدم على استحلال الفروج ، واستهلاك النفوس ، وسبّ الأعراض ، وقذف
المحصنات ، فيجتمع عليه حدّ السكر ، وحدّ القتل ، وحدّ الزنا ، وحدّ القدف . . . » (61) .
23 ـ في حدّ الزاني المحصن
قال : « ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسّلام : ( الولدُ للفراشِ وللعاهرِ الحَجَرُ )
وهذا مجاز على أحد التأويلين ، وهو أن يكون المراد أنّ العاهر لا شيء له في الولد ، فعبّر
عن ذلك بالحجر . . .
وأمّا التأويل الآخر . . . فهو أن يكون المراد أنّه ليس للعاهر إلّا إقامة الحدّ عليه ،
وهو الرجم بالأحجار . . . وهذا إذا كان العاهر محصناً ، فإن كان غير محصن فالمراد
____________________________
(60) المجازات النبوية : 246 ـ 247 ، وابن قتيبة هو أبو محمد عبد الله بن مسلم الدينوري ، توفّي سنة
276 هـ .
(61) المجازات النبوية : 405 .


بالحجر هاهنا ـ على قول بعضهم ـ الإعناف به والغلظة عليه بتوفية الحدّ الذي يستحقّه من
الجلد له . . . » (62) .
24 ـ حكم الجاني خارج الحرم
قال : « وقد اختلف الفقهاء فيمن جنى في غير الحرم ثم لجأ إليه ، فقال أهل العراق
ـ أبو حنيفة وأصحابه : أبو يوسف ، ومحمد بن الحسن ، وزفر ، والحسن بن زياد اللؤلؤي ـ :
إذا قَتل في غير الحرم ، ثم دخل الحرم لم يُقتصّ منه ما دام فيه ، ولكنّه لا يُبايع ، ولا
يُشارى ، ولا يُطعم ، ولا يُسقى ، إلى أن يخرج من هناك فيُقتص منه ، وإن قَتل في الحرم
قُتل فيه ، وإن جنى فيما دون النفس في الحرم ، أو في غيره ، ثم دخله ، اقتُصّ منه فيه .
وقال أهل المدينة ـ مالك والشافعي ـ : يُقتصّ منه في الحرم في ذلك كلّه .
وأهل العراق يعتمدون ـ فيما يذهبون إليه : من ترك قتل من جنى في غير الحرم ثم لجأ
إليه ـ على ما روي عن ابن عباس ، وابن عمر ، وعبيد بن عمير ، وسعيد بن جبير ، وعطاء
وطاووس ، والشعبي ، فيمن قَتل ثم لجأ إلى الحرم : إنّه لا يقتل .
قال ابن عباس : ولكنه لا يجالس ، ولا يؤوى ، ولا يبايع ، ولا يشارى ، حتى يخرج
من الحرم فيُقتل ، فإن فعل ذلك في الحرم اُقيم عليه الحدّ فيه .
ولم يختلف السلف ومن بعد هم من الفقهاء في أنّه إذا جنى في الحرم كان مأخوذاً
بجنايته ويُقام عليه الحدّ فيما يستحقّه من قتل أو غيره .
وأمّا الجناية فيما دون النفس وأخذ الجاني بها ـ وإن لجأ إلى الحرم ـ فإنّهم يقيسونها
على الدَّيْنِ يكون عليه ، فيقولون : ألا ترى أنّه لو كان عليه دَيْن فلجأ إلى الحرم حُبس به ،
والحبس في الدَّيْن عقوبة لقوله عليه السّلام : ( لَيّ الواجد يحلّ عرضه وعقوبته ) .
وفُسِّر إحلال العرض هاهنا : باستحلال دمه ، والعقوبة : بالحبس له ، فجعل
عليه السّلام الحبس عقوبة ، وهو فيما دون النفس ، فكلّ حقّ وجب عليه فيما دون النفس
اُخِذ به وإن لجأ إلى الحرم ، قياساً على الحبس في الدَّيْن . وفي ما ذكرناه من ذلك كاف
بحمد الله تعالى » (63) .
____________________________
(62) المجازات النبوية : 139 ـ 140 .
(63) حقائق التأويل 193 ـ 195 ، وزفر بن الهذيل تفقّه على أبي حنيفة وتوفّي سنة 158 .


25 ـ في إجراء الحدود على من لجأ إلى الحرم
قال : « وفي إقامة الحدود على اللاجیء إلى الحرم خلاف بين العلماء ليس هذا
موضع ذكره ، ولابدّ أن يوفّيه تعالى ما يستحقّه من العقاب في دار الجزاء ، إلّا أن يكون
منه توبة يسقط بها عقابه ، أو طاعة عظيمة تصغر معها معصيته . . . » (64) .
إلى غير ذلك من الموارد التي توجد في « حقائق التأويل » وغيره ، فراجع .
6 ـ تصريحات بعض الأكابر بفقاهته
قال ابن أبي الحديد : « وحفظ الرضيّ ـ رضي الله عنه ـ القرآن بعد أن تجاوز الثلاثين
سنة في مدة يسيرة ، وعرف من الفقه والفرائض طرفاً قوياً ، وكان ـ رضي الله عنه ـ عالماً
أديباً وشاعراً . . . » .
وقال مثله ابن الجوزي في المنتظم (65) .
وقال السيد علي خان المدني : « كان عارفاً بالفقه والفرائض معرفة قوية ، وأمّا
اللغة والعربية فكان فيها إماماً » (66) .
وقال الشهيد التستري في تاريخ مصر والقاهرة : « الشريف أبو الحسن الرضي
الموسوي ، كان عالماً عارفاً باللغة والفرائض والفقه والنحو ، وكان شاعراً فصيحاً عالماً
عالي الهمّة متديّناً إلّا أنّه كان على مذهب القوم إماماً للشيعة ، هو وأبوه وأخوه » (67) .
وقال السيد الأمين العاملي : « كان الرضيّ أديباً بارعاً متميّزاً ، فقيهاً متبحّراً ،
ومتكلّماً حاذقاً ، ومفسراً . . . » (68) .
وقال السيد حسن الصدر : « حدّثني شيخ الإسلام الشيخ محمد حسن آل ياسين
الكاظمي : أنّ العلماء ذكروا أنّ السيد الرضي كان عالماً غلب شعره على علمه ،
____________________________
(64) المجازات النبوية : 133 .
(65) شرح نهج البلاغة 1 : 11 ، والمنتظم 7 : 279 .
(66) الدرجات الرفيعة : 467 طبعة النجف .
(67) مجالس المؤمنين : 218 الطبعة الحجرية ، والنجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 4 : 240 .
(68) أعيان الشيعة :9 : 218 الطبعة الحديثة .


والمرتضى كان شاعراً غلب علمه على شعره » (69) .
ونقول : السيد الشريف الرضيّ من فقهاء الشيعة الإمامية ـ رحمة الله عليهم ـ واشتهر
بالشعر والأدب لا بالفقه لعلل ذكرت في محلّها ، فراجع .





















____________________________
(69) مقدمة المجازات النبوية ، طبعة بغداد : 5 .


المصادر والمراجع :
1 ـ مقدمة حقائق التأويل ، للشيخ عبد الحسين الحلّي .
2 ـ مقدمة المجازات النبوية ، للسيد حسن الصدر .
3 ـ مقدمة خصائص الائمة ، للسيد عبد الرزاق المقرّم .
4 ـ مقدمة تلخيص البيان ، لمحمد عبد الغني حسن .
5 ـ السيد الرضي مؤلّف نهج البلاغة ، للشيخ علي الدواني .
6 ـ الآراء الفقهية والاُصولية للشريف الرضي ، للشيخ أحمد الباكتجي .
7 ـ الغدير ، للشيخ عبد الحسين الأميني ـ رحمه الله ـ .
8 ـ مصادر ترجمة الشريف الرضي ، للشيخ محمد هادي الأميني .
9 ـ مقدمة خصائص الائمة ، للشيخ محمد هادي الأميني .
10 ـ المجازات النبوية ، للشريف الرضي ، طبعة بغداد ومصر .
11 ـ تلخيص البيان ، للشريف الرضي ، طبعة بغداد ومصر .
12 ـ حقائق التأويل ، للشريف الرضي ، طبعة النجف .
13 ـ ملحق أوائل المقالات ، للشريف الرضي ، طبعة تبريز 1371 .
14 ـ روضات الجنّات ، للسيد محمد باقر الخونساري .
15 ـ مستدرك الوسائل ، للمحدّث النوري .
16 ـ أعيان الشيعة ، للسيد محسن الأمين .
17 ـ هدية الأحباب ، للمحدّث القمي .
18 ـ ريحانة الأدب ، للميرزا محمد علي الخياباني .
19 ـ رياض العلماء ، للميرزا عبد الله الأصفهاني .
20 ـ الدرجات الرفيعة ، للسيد علي خان المدني .
21 ـ مجالس المؤمنين ، للقاضي نور الله التستري .
22 ـ الفوائد الرضوية ، للمحدّث القمي .
23 ـ الذريعة ، للشيخ آقا بزرك الطهراني .
24 ـ معجم المؤلفين ، لعمر رضا كحّالة .


25 ـ إجازات البحار ، للعلامة المجلسي .
26 ـ رجال النجاشي .
27 ـ فهرست الشيخ الطوسي .
28 ـ شرح نهج البلاغة ، لابن أبي الحديد .
29 ـ تأسيس الشيعة ، للسيد حسن الصدر .
30 ـ الذكرى ، للشهيد الأول .
31 ـ روض الجنان ، للشهيد الثاني .
32 ـ فرائد الاُصول ، للشيخ الأنصاري .
33 ـ حاشية الفرائد ، للاشتياني .
34 ـ الخلاف ، للشيخ الطوسي .
35 ـ الاحتجاج ، للشيخ الطبرسي .
36 ـ الإرشاد ، للشيخ المفيد .
37 ـ الكافي ، للشيخ الكليني .
38 ـ المنتظم ، لابن الجوزي .
39 ـ النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة ، ليوسف بن تغري الأتابكي .
40 ـ الخراجيّة ، للمحقّق الكركي .

أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ
في نهج البلاغة السيد علي الميلاني
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطيّبين الطاهرين ،
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين ، من الأولين والآخرين .
وبعد : فهذه دراسة سريعة في « نهج البلاغة » لمعرفة أهل البيت وعترة النبي
صلّی الله عليه وآله وسلّم ، كما وصفهم سيّدهم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسّلام .
ونهج البلاغة للشريف الرضي ، وكل ما فيه مختاراته من خطب الإمام وكلماته
ورسائله المشتملة على تعاليمه وأفكاره ونظراته وآرائه ، في مختلف الشؤون .
ولقد كاد أن يكون التشكيك في نسبة الكتاب إلى الشريف ، أو الكلمات الشريفة
إلى الإمام ، على حدّ التشكيك في وجود الإمام والشريف نفسهما .
وكان جديراً بنا أن نرجع إلى « نهج البلاغة » لمعرفة مكانة « أهل بيت »
ومنزلتهم ، لأنّه عليه السّلام سيّدهم ورئيسهم ، وأعرف الناس بهم ، وهو ـ مع ذلك ـ
البارع في الوصف والعادل في الحكم .
لقد جاء ذكر « أهل بيت » في مواضع كثيرة من « نهج البلاغة » ، ولأغراض
مختلفة ، وهو ـ في الأغلب ـ يركّز بشتّى الأساليب على أفضليّتهم المطلقة وأولويّتهم
بالكتاب والسنّة وتطبيقهما ، وأحقّيّتهم بالإتّباع والطاعة .
وإذا ما راجعنا تلك الأوصاف ومعانيها ، ونظرنا في شواهدها من الكتاب والسنّة
ومبانيها ، عرفنا عدم دخول من أجمع المسلمون على عدم عصمته ، تحت عنوان « آل



النبيّ » و « أهل بيته » و « عترته » .
فهلم معي إلى « نهج البلاغة » لمعرفة جانب من شأن « أهل البيت » .
لا يقاس بآل محمّد من هذه الاُمّة أحد
يقول عليه السّلام : « لا يقاس بآل محمّد صلّی الله عليه وآله وسلّم من هذه الاُمّة
أحد ، ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً » (1) .
وهذه كلمة جامعة وعبارة مطلقة :
« لا يُقاس بآل محمّد ـ ص ـ » ، أي : في شيء من الأشياء .
« من هذه الاُمّة » ، أي : ومن غيرها بالاولوية ، لأنّ هذه الاُمّة « خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ
لِلنَّاسِ » (2) .
« أحد » أي : كائناً من كان .
« ولا يسوّى بهم » ، أي : فضلاً عن أن يفضل عليهم .
« من جرت نعمتهم عليه » ، والنعمة هنا عامّة .
« أبداً » تأييد للنفي ، أو : إنّ كلّ ما كان وما يكون إلى الأبد من نعمة فهو منهم .
وهذا معنى دقيق جليل سنتعرض له ببعض التوضيح في شرح قوله عليه السّلام : « إنّا
صنائع ربّنا والناس صنائع لنا » .
وكلام الإمام هذا يسدّ باب المفاضلة بين « أهل البيت » وغيرهم من الأنبياء
والمرسلين ، والملائكة المقرّبين ، فضلاً عن أصحاب رسول ربّ العالمين ، ولقد أنصف
وأحسن بعض المحقّقين من أهل السنّة فقال بأنّ من يفضّل فلاناً على سائر الصحابة لا
يقصد تفضيله على عليّ ، لأنّ عليّاً من أهل البيت .
فأفضل الخليفة بعد محمد ـ صلّی الله عليه وآله وسلّم ـ آلُهُ ، وهذا هو الواقع والحقيقة ،
لأنّهم فاقوا كالنبي كلّ النبيّين ـ وهم أشرف المخلوقات ـ في الخلق والخلق والكمالات .
أمّا في « الخلق » فقد خلقوا والنبي صلّی الله عليه وآله من نور واحد ومن شجرة
واحدة ، كما في الأحاديث المستفيضة المتّفق عليها .
____________________________
(1) نهج البلاغة : 47 ، ط . صبحي الصالح .
(2) سورة آل عمران : 110 .

فقد روى أحمد بن حنبل ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن خالد بن
معدان ، عن زاذان ، عن سلمان ، قال : قال رسول الله ـ ص ـ : « كنت أنا وعلي بن
أبي طالب نوراً بين يدي الله تعالى ، قبل أن يخلق آدم بأربعة آلاف عام ، فلمّا خلق آدم
قسم ذلك النور جزءين ، فجزء أنا وجزء علي » (3) .
وروى الكنجي ، عن الخطيب البغدادي ؛ وابن عساكر ، عن ابن عباس ، قال :
قال النبيّ ـ ص ـ : « خلق الله قضيباً من نور قبل أن يخلق الدنيا بأربعين ألف عام ،
فجعله أمام العرش ، حتى كان أوّل مبعثي ، فشقّ منه نصفاً فخلق منه نبيّكم ، والنصف
الآخر علي بن أبي طالب » (4) .
وأخرج الحاكم ، عن جابر بن عبد الله ، قال : « سمعت رسول الله ـ ص ـ يقول
لِعَليٍّ : يا علي ، الناس من شجر شتّى وأنا وأنت من شجرة واحدة ، ثم قرأ
رسول الله ـ ص ـ : « وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ
وَاحِدٍ » ، هذا حديث صحيح الإسناد » (5) .
وروى الكنجي ، عن الطبراني وابن عساكر ، عن أبي اُمامة الباهلي ، قال : « قال
رسول الله ـ ص ـ : إنّ الله خلق الأنبياء من شجر شتّى وخلقني وعليّاً من شجرة واحدة ،
فأنا أصلها ، وعلي فرعها ، وفاطمة لقاحها ، والحسن والحسين ثمرها ؛ فمن تعلّق بغصن من
أغصانها نجا ، ومن زاغ عنها هوى ، ولو أنّ عبداً عَبَدَ الله بين الصفا والمروة ألف عام ثمّ
ألف عام ، ثم لم يدرك محبّتنا أكبّه الله على منخريه في النار ـ ثم قال : ـ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ
عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ » (6) .
وإليه أشار عليه السّلام بقوله : « عترته خير العِتَر ، واُسرته خير الاُسر ، وشجرته خير
الشجر ، نبتت في حرم ، وبسقت في كرم ، لها فروع طوال ، وثمر لا ينال » (7) .
وقال : « اُسرته خير اُسرة ، وشجرته خير شجرة ، أغصانها معتدلة ، وثمارها
____________________________
(3) تذكرة خواصّ الامّة : 46 ، الرياض النضرة 2 / 217 .
(4) كفاية الطالب : 314 .
(5) المستدرك على الصحيحين 2 / 241 .
(6) كفاية الطالب : 220 .
(7) نهج البلاغة : 139 .


متهدّلة » (Cool .
وقال : « نحن شجرة النبوة » (9) .
بل إنّ « آل محمّد » هم « بضعة » منه ، ففي الحديث المتّفق عليه : « عليُّ منّي وأنا
منه » (10) ، و « فاطمة بضعة منّي فمن أغضبها أغضبني » (11) ، واستناداً إلى هذا الحديث
قال الحافظ السهيلي بأنّ فاطمة عليها الصلاة والسّلام أفضل من أبي بكر وعمر (12) ،
لكونها بضعة من النبي ، وكذا قال الحافظ البيهقي (13) ، ولا شكّ في أنّ ولديهما والائمة
من ولد الحسين بضعة منهما ، فهم بضعة النبي الكريم .
بل إنّ « آل محمد » هم « نفس » النبيّ ، فإنّ عليّاً عليه السّلام نفسه لآية
المباهلة (14) . وقد خاطب ابنه الحسن بقوله : « وجدتك بعضي بل وجدتك
كُلّي » (15) . وكذلك الحسين والائمة من ولده . . .
وأمّا في « الخلق » ، فعند آل محمّد جميع كمالات النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم
وفضائله ، لأنّهم تربّوا في حجره وتعلّموا على يديه ، يقول عليه السّلام :
« أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب ، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر ، وقد
علمتم موضعي من رسول الله ـ صلّی الله عليه وآله ـ بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة ،
وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسّني جسده ،
ويشمّني عرفه ، وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبة في قول ، ولا خطلة في
فعل ، ولقد قرن الله به ـ صلّی الله عليه وآله ـ من لدن أنْ كان فطيماً أعظم ملك من
ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ، ليله ونهاره . ولقد كنت أتّبعه
____________________________
(Cool نهج البلاغة : 229 .
(9) نهج البلاغة : 162 .
(10) أخرجه أصحاب الصحاح والمسانيد وغيرهم كأحمد بن حنبل ، والترمذي ، وابن ماجة ، والنسائي ،
والطبراني ، والبغوي ، وغيرهم .
(11) أخرجه أصحاب الصحاح والمسانيد ، وعلى رأسهم البخاري صاحب الصحيح .
(12) ذكره العلامة المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير 4 / 421 .
(13) ذكره العلامة العجيلي في ذخيرة المآل كما في خُلاصة عبقات الأنوار 2 / 301 الطبعة الثانية .
(14) سورة آل عمران : 55 .
(15) نهج البلاغة : 391 .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 4:16 pm

اتّباع الفصيل أثَرَ اُمّه ، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علماً ويأمرني بالإقتداء به ، ولقد
كان يجاور في كل سنة بِحِراء ، فأراه ولا يراه غيري ، ولم يجمع بيت واحد يومئذٍ في
الإسلام غير رسول الله ـ صلّی الله عليه وآله ـ وخديجة وأنا ثالثهما ، أرى نور الوحي
والرسالة وأشمّ ريح النبوّة ، ولقد سمعت رنّة الشيطان حين نزل الوحي عليه ـ صلّى الله
عليه وآله ـ ، فقلت : يا رسول الله ما هذه الرنّة ؟ فقال : هذا الشيطان قد أيس من عبادته ،
إنّك تسمع ما أسمع وترى ما أرى ، إلّا أنّك لست بنبيّ ، ولكنّك لوزير ، وإنّك لَعَلى
خير .
. . . وإنّي لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم ، سيماهم سيما الصدّيقين ، وكلامهم
كلام الأبرار ، عمّار الليل ومنار النهار ، مستمسكون بحبل الله ، يحيون سنن الله وسنن
رسوله ، لا يستكبرون ولا يعلون ، ولا يغلون ولا يفسدون ، قلوبهم في الجنان وأجسادهم في
العمل» (16) .
يركّز الإمام عليه السّلام في هذا الكلام على نقطة مهمة جداً وهي : إنّ من يقوم
مقام النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم في شؤون الرسالة لا بدّ أن يكون أفضل المتخرّجين
عليه والمتأدّبين منه ، ويؤكّد على أنّه هو الواجد لهذه المواصفات والحائز لتلك المقامات ،
وإنّه ما من علم علمه رسول الله ـ صلّی الله عليه وآله وسلّم ـ وأذن في تعليمه ، وما من
خلق وأدب كان الرسول عليه إلّا وقد أخذه منه ، حتى تأهّل لأن يسمع ما كان يسمع
ويرى ما كان يرى ، ولولا ختم النبوّة بمحمّد صلّی الله عليه وآله وسلّم لكان هو النبيّ من
بعده ، ولذا استثنى النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم النبوة قائلاً له : « إلّا أنّك لست
بنبيّ ، ولكنّك لوزير » .
وفي قوله : « ولكنك لوزير » إشارة إلى قوله عزّ وجلّ حكاية عن موسى : « وَاجْعَل لِّي
وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي » (17) .
وقال رسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم له عليه السّلام :
« أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي » (18) .
____________________________
(16) نهج البلاغة : 300 ـ 301 .
(17) سورة طه : 29 .
(18) هذا هو حديث المنزلة المتواتر المتّفق عليه ، وقد أخرجه جميع أصحاب الصحاح والمسانيد والسنن
والمعاجم وسائر المحدّثين في جميع القرون ، وهو من أمتن الأدلّة على إمامة علي بعد النبي بلا فصل .


ثم إنّه أشار إلى طرف من صفات أهل البيت المعنوية التي خصّهم الله عزّ وجلّ بها ،
قائلاً : « وإنّي لمن قوم لا تأخذهم . . . » .
وإنّ أشرف الأشياء التي أخذوها من النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم وأعلاها :
علومه ومعارفه وأسراره ، وهذا ما كرّر الإمام ذكره وأعلن به فخره ، يقول عليه السّلام :
« هم موضع سرّه ، ولجأ أمره ، وعيبة علمه ، وموئل حكمه ، وكهوف كتبه ، وجبال
دينه . بهم أقام انحناء ظهره ، وأذهب ارتعاد فرائصه » (19) .
والضمائر كلّها راجعة إلى « الله » أو « النبيّ » ، إلّا الضمير في « ظهره » و
« فرائصه » فإنّهما عائدان إلى « الدين » .
والمراد من « السرّ » العلوم التي لا يحتملها أحد غيرهم ، ومن « الأمر » كلّ ما
يحتاجه الناس لدينهم ودنياهم ، فالائمة هم المرجع والملاذ فيه ، قال تعالى : « يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي
شَيْءٍ . . . » (20) وقد أشار أمير المؤمنين عليه السّلام نفسه إلى هذا المعنى ، مستدلاً بالآية
الكريمة ، في قوله الآتي ذكره : « إنّا لم نحكّم الرجال . . . » .
والمراد من « عيبة علمه » أنّ الائمّة أوعية لعلوم الله التي أودعها النبي ، وإليه أشار
هو بقوله : « . . . علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلّا الله ، وما سوى ذلك فعلم علّمه
الله نبيّه فعلمنيه ، ودعا لي بأنّ يعيه صدري وتَضْطَمَّ عليه جوانحي » (21) وبه أخبار
رواها الكليني في الكافي (22) .
والمراد من « الحكم » مطلق الأحكام الشرعيّة أو خصوص الحكم بمعنى القضاء ،
وقد تواتر عن أصحاب النبيّ صلّی الله عليه وآله قولهم : « أقضانا علي » (23) والأخبار
الواردة عنهم في النهي عن التحاكم إلى غيره كثيرة ، أورد بعضها الحرّ العاملي في
____________________________
(19) نهج البلاغة : 47 .
(20) سورة النساء : 59 .
(21) نهج البلاغة : 186 .
(22) الكافي 1 / 256 .
(23) اُنظر : الرياض النضرة 2 / 198 ، فتح الباري 8 / 136 ، تاريخ الخلفاء : 115 ، الإستيعاب 3 / 40 ،
حلية الأولياء 1 / 65 ، وغيرها .

الوسائل (24) .
والمراد من « كتبه » هي الكتب السماوية إن كان مرجع الضمير « الله » والقرآن
والسنّة وغيرهما من آثار النبيّ إن كان المرجع « النبيّ » ، أمّا علم القرآن فهم أهله
والمرجع فيه ، ومنهم اُخذ وعنهم انتشر ، وناهيك بعبد الله بن العباس ونظرائه ، الَّذين
إليهم تنتهي علوم القرآن ، وهم تلاميذ أمير المؤمنين ، وأمّا الكتب السماوية فالأخبار عنهم
في كونها عندهم كثيرة ، روى بعضها الكليني في الكافي (25) وقد قال أمير المؤمنين
عليه السّلام :
« سلوني قبل أن تفقدوني ، فأنا عيبة رسول الله ، وأنا فقأت عين الفتنة بباطنها
وظاهرها ، سلوا مَن عنده علم المنايا والبلايا والوصايا وفصل الخطاب ، سلوني فأنا
يعسوب المؤمنين حقاً ، وما من فئة تهدي مائة أو تضلّ مائة إلّا وقد أتيت بقائدها
وسائقها ، والذي نفسي بيده لو طوى لي الوسادة فأجلس عليها لقضيت بين أهل التوراة
بتوراتهم ، ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ، ولأهل الزبور بزبورهم ، ولأهل الفرقان بفرقانهم .
فقام ابن الكوا إلى أمير المؤمنين عليه السّلام وهو يخطب الناس فقال : يا أمير المؤمنين
أخبرني عن نفسك ، فقال : ويلك ، أتريد أن اُزكّي نفسي وقد نهى الله عن ذلك ؟ ! مع
أنّي كنت إذا سألت رسول الله ـ صلّی الله عليه وآله ـ أعطاني ، وإذا سكت ابتداني ، وبين
الجوانح منّي علم جمّ ، ونحن أهل البيت لا نقاس بأحد » (26) .
والمراد من « جبال دينه » هو بقاء الدين ببقائهم . كما سيأتي . ويقول : « هم عيش
العلم وموت الجهل ، يخبركم حلمهم عن علمهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، وصمتهم عن
حكم منطقهم ، لا يُخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه ، وهم دعائم الإسلام وولائج
الإعتصام ، بهم عاد الحقّ إلى نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن
منبته ، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية ، لا عقل سماع ورواية ، فإنّ رواة العلم كثير
ورعاته قليل » (27) .
____________________________
(24) وسائل الشيعة 18 / 2 ـ 5 .
(25) الكافي 1 / 223 ، 227 .
(26) شرح نهج البلاغة للخوئي 2 / 325 .
(27) نهج البلاغة : 357 .


وفي قوله : « لا يخالفون الحقّ ولا يختلفون فيه » أشار إلى حجّيّة قول الواحد منهم
فكيف بإجماعهم ! ! وفي الخبر عن أبي الحسن عليه السّلام : « نحن في العلم والشجاعة
سواء » (28) .
وفيه عن أبي عبد الله عليه السّلام أنّ النبي وأمير المؤمنين وذرّيته الائمة « حجّتهم
واحدة وطاعتهم واحدة » (29) .
وفيه عنه : « نحن في الأمر والفهم والحلال والحرام نجري مجرى واحداً ، فأمّا
رسول الله ـ صلّی الله عليه وآله ـ وعلي فلهما فضلهما » (30) .
ويقول عليه السّلام :
« نحن شجرة النبوّة ، ومحطّ الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومعادن العلم ، وينابيع
الحكم » (31) .
وبهذا أخبار رواها الكليني في الكافي عن ائمة أهل البيت (32) .
ويقول عليه السّلام :
« تالله لقد عُلِّمت تبليغ الرسالات ، وإتمام العدات ، وتمام الكلمات ، وعندنا
ـ أهل البيت ـ أبواب الحكم وصياء الأمر » (33) .
أي : علّمه رسول الله صلّی الله عليه وآله طرق تبليغ المعارف والأحكام التي جاء بها
النبيّون ، لا سيما نبيّنا الكريم صلّی الله عليه وآله ، فإنَّ من كان أساساً للدين ووعاء
للعلوم ، لا بدّ وأن يعرف كيفيّة حفظ الدين وتبليغه . وطريق نشر العلم وتعليمه ، فإنّ
ذلك يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة والاُمم والأشخاص ، فليس لأحد أن يعترض
عليه في فعل أو ترك ، أو قول ، أو صمت .
وعلّمه رسول الله ـ صلّی الله عليه وآله ـ حقائق العدات التي كانت بين الله عزّ وجلّ
وسفرائه الكرام إلى العباد ، وكيفيّة إنجازها واتمامها ، أو علّمه رسول الله ـ ص ـ العدات
____________________________
(28) الكافي : 1 / 275 .
(29) الكافي : 1 / 275 .
(30) الكافي : 1 / 275 .
(31) نهج البلاغة : 162 .
(32) الكافي 1 / 221 .
(33) نهج البلاغة : 176 .

التي وعدها للناس وكيفية إنجازها من بعده ، لكونه وصيّه ومنجز وعده ، كما في الأحاديث
عند الفريقين .
وعلمه رسول الله ـ صلّی الله عليه وآله ـ الكلمات التي كانت بين الله تعالى ورسله
وتمامها « وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ » (34) . ولعلّها أشياء غير
الكتب السماوية والصحف الإلٰهيّة .
قال : وعندنا أهل البيت أبواب الحكم وضياء الامر ، و « الحكم » إمّا بضم الحاء
وسكون الكاف وهو القضاء ، فلأهل البيت في أحكامهم هداية ربّانية قد لا تحصل إلّا
للمعصومين مثلهم ، قال تعالى : « إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا
أَرَاكَ اللَّـهُ . . . » (35) أو المراد مطلق الأحكام ؛ وإمّا بكسرها وفتح الكاف ، وهو جمع
الحكمة .
و « الأمر » الولاية والخلافة ، أو الأحكام ، أو مطلق الاُمور فإنّهم عالمون بها بإذن
الله .
ويؤكّد في موضع آخر على أنّ حقائق الكتاب والسنّة عند أهل البيت ، وأنّهم أحقّ
بها وأولى من غيرهم ، فيقول :
« إنّا لم نحكِّم الرجال وإنّما حكَّمنا القرآن ، هذا القرآن إنّما هو خطّ مستور بين
الدفّتين ، لا ينطق بلسان ، ولا بدّ له من ترجمان ، وإنّما ينطق عنه الرجال ، ولمّا دعانا
القوم إلى أن نحكّم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولّي عن كتاب الله سبحانه وتعالى ،
وقد قال الله سبحانه : « فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ » ، فردُّه إلى الله أنْ
نحكم بكتابه ، وردّه إلى الرسول أنْ نأخذ بسنّته . فإذا حكم بالصدق في كتاب الله
فنحن أحقّ الناس به ، وإن حكم بسنّة رسول الله فنحن أحقّ الناس وأولاهم بها . . .
فأين يُتاه بكم ! ومن أين اُتيتُم ! » (36) .
وفي هذا المعنى روايات كثيرة عن أهل البيت ، رواها الكليني في الأبواب المختلفة
من كتاب الحُجّة من الكافي .
____________________________
(34) سورة الأنعام : 115 .
(35) سورة النساء : 105 .
(36) نهج البلاغة : 182 .


ويصرّح عليه السّلام بأنّ أهل البيت ـ لا سواهم ـ هم الراسخون في العلم ، فيقول :
« أين الَّذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذباً وبغياً علينا ، أنْ رفعنا الله
ووضعهم ، وأعطانا وحرمهم ، وأدخلنا وأخرجهم » (37) .
ولعلّه يشير إلى قوله تعالى : « هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ
أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ . . . » (38) .
وعن أبي عبد الله عليه السّلام : « نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله » ومثله
غيره (39) .
وأهل البيت يعلمون بما كان ويكون ـ إلّا ما خصّ الله علمه بنفسه ، ولا يعلمه أحد
إلّا هو ـ يقول عليه السّلام : « وما سوى ذلك فعلم علّمه الله نبيّه فعلّمنيه ، ودعا لي بأن
يعيه صدري وتضطمّ عليه جوانحي » (40) . ويقول في موضع آخر : « والله لو شئت أن
اُخبر كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه لفعلت ، ولكن أخاف أن تكفروا فيَّ
برسول الله صلّی الله عليه وآله وسلّم ، ألا وإنّي مفضيه إلى الخاصّة ممّن يؤمن ذلك منه ،
والذي بعثهُ بالحقّ واصطفاه على الخلق ما أنطق إلّا صادقاً ، وقد عهد إليَّ بذلك كلّه ،
وبمهلك من يهلك ، ومنجى من ينجو ، ومآل هذا الأمر ، وما أبقى شيئاً يمرُّ على رأسي إلّا
أفرغه في أذنيّ وأفضى به إليّ » (41) .
وعنه عليه السّلام : « سلوني ، والله ما تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلّا
أخبرتكم . . . » (42) و « أهل البيت » هم « الأبواب » ، يقول عليه السّلام :
« نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ، ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها ، فمن
____________________________
(37) نهج البلاغة : 201 .
(38) سورة آل عمران : 7 .
(39) الكافي 1 / 213 باب « إنّ الراسخين في العلم الائمّة عليهم السّلام » ، الصافي : 84 الطبعة القديمة .
(40) نهج البلاغة : 186 .
(41) نهج البلاغة : 250 .
(42) فتح الباري في شرح البخاري 8 / 485 ، تاريخ الخلفاء للسيوطي : 124 ، جامع بيان العلم لابن
عبد البرّ 1 / 114 .

أتاها من غير أبوابها سُمّي سارقاً » (43) .
وعن أبي عبد الله عليه السّلام : « الأوصياء هم أبواب الله عزّ وجلّ التي يؤتى منها ، لو
لا هم ما عُرف الله عزّ وجلّ ، وبهم احتجّ الله تبارك وتعالى على خلقه » (44) .
ومن قبل جعل النبيّ صلّی الله عليه وآله وسلّم نفسه « مدينة العلم » ، وجعل عليّاً
« باب » تلك المدينة .
أخرج الترمذي عن أمير المؤمنين عليه السّلام : « إنّ رسول الله ـ ص ـ قال : أنا مدينة
العلم وعلي بابها » (45) .
وأخرج الحاكم عن جابر بن عبد الله يقول : « سمعت رسول الله ـ ص ـ يقول : أنا
مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب » (46) .
وأخرج الطبراني عن جابر قال : « قال رسول الله ـ ص ـ : أنا مدينة العلم وعلي
بابها » (47) .
وأخرج الخطيب عن ابن عبّاس « قال : سمعت رسول الله ـ ص ـ يقول : أنا مدينة
العلم وعليّ بابها ، فمن أراد العلم فليأت الباب » (48) .
وأخرج الترمذي عن علي : « قال رسول الله ـ ص ـ : أنا دار الحكمة وعليّ
بابها » (49) .
إنّهم صنائع ربّنا والناس صنائع لهم
ويقول عليه السّلام في كتاب له إلى معاوية :
« إنّ قوماً استشهدوا في سبيل الله تعالى من المهاجرين والأنصار ـ ولكل فضل ـ ،
حتى إذا استشهد شهيدنا ، قيل : سيد الشهداء ، وخصّه رسول الله صلّی الله عليه وآله
____________________________
(43) نهج البلاغة : 215 .
(44) الكافي 1 / 193 .
(45) خلاصة عبقات الأنوار عن جامع الاُصول لابن الأثير .
(46) المصدر عن المستدرك .
(47) المصدر عن الصواعق المحرقة لابن حجر المكيّ .
(48) خلاصة عبقات الأنوار عن تاريخ بغداد للخطيب .
(49) المصدر عن صحيح الترمذي .


بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه ، أوّلا ترى أنّ قوماً قُطعت أيديهم في سبيل الله ـ ولكل
فضل ـ حتى إذا فعل بواحدنا ما فعل بواحدهم ، قيل : الطيّار في الجّنة وذو الجناحين .
ولو لا ما نهى الله عنه من تزكية المرء نفسه لَذكر ذاكر فضائل جمّة ، تعرفها قلوب
المؤمنين ، ولا تمجّها آذان السامعين ، فدع عنك من مالت به الرمية .
فإنّا صنائع ربّنا والناس بعد صنائع لنا .
لم يمنعنا قديم عزّنا ولا عادي طولنا على قومك أن خلطناكم بأنفسنا ، فنكحنا
وانكحنا ، فعل الأكفاء ، ولستم هناك . . .
فنحن مرّة أولى بالقرابة ، وتارة أولى بالطاعة . ولما احتجّ المهاجرون على الأنصار يوم
السقيفة برسول الله صلّی الله عليه وآله فلجوا عليهم ، فإن يكن الفلج به فالحقّ لنا
دونكم ، وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم » (50) .
وقد اشتمل هذا الكتاب ـ فيما اشتمل من الفضل لأهل البيت ـ على جملة معناها عظيم ،
وتحتها سرّ جليل ، قال عليه السّلام : « إنّا صنائع ربنا والناسُ بعد صنائع لنا » .
وقد وردت هذه الجملة في كتاب لوليّ العصر والإمام الثاني عشر ـ عجّل الله تعالى
فرجه ـ إلى الشيعة قال عليه السّلام : « بسم الله الرحمن الرحيم ، عافانا الله وإياكم من
الفتن ، ووهب لنا ولكم روح اليقين ، وأجارنا وإيّاكم من سوء المنقلب .
إنّه اُنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين ، وما دخلهم من الشكّ والحيرة في ولاة
أمرهم ، فغمّنا ذلك لكم لا لنا ، وساءنا فيكم لا فينا ، لأنّ الله معنا ، فلا فاقة بنا إلى
غيره ، والحقّ معنا فلن يوحشنا من قعد عنّا ، ونحن صنائع ربّنا ، والخلق بعد صنائعنا .
يا هؤلاء ما لكم في الريب تتردّدون ، وفي الحيرة تنعكسون ، أوَما سمعتم الله يقول :
« يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ » ؟ ! أوَما علمتم
ما جاءت به الآثار ممّا يكون ويحدث في ائمّتكم ، على الماضين والباقين منهم السلام ؟ !
أوَما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها وأعلاماً تهتدون بها ، من لدن آدم
ـ عليه السّلام ـ إلى أن ظهر الماضي عليه السّلام ؟ ! كلّما غاب علم بدأ علم ، وإذا أفل نجم
طلع نجم » (51) .
____________________________
(50) نهج البلاغة : 386 .
(51) الإحتجاج 2 / 277 ، بحار الأنوار 53 / 178 .

وصنيعة الملك من يصطنعه الملك لنفسه ويرفع قدره .
فيقول عليه السّلام :
« ليس لأحد من البشر علينا نعمة ، بل الله عزّ وجلّ هو المنعم علينا ، فليس بيننا
وبينه واسطة في شيء من نعمه ، ولكنّ الناس كلّهم وعلى جميع طبقاتهم صنائع لنا ،
فنحن الواسطة بينهم وبين الله ونحن المنعمون لهم ، ونحن عبيد الله والناس عبيد لنا .
وإلى هذا المعنى أشار بقوله : « ولا يسوّى بهم من جرت نعمتهم عليه أبداً » .
وروى الكليني : « إن الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصوّرنا فأحسن صورنا ، وجعلنا
عينه في عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ،
ووجهه الذي يؤتى منه ، وبابه الذي يدلّ عليه ، وخزّانه في سمائه وأرضه ، بنا أثمرت
الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار ، وبنا ينزل غيث السماء ونبت عشب الأرض ،
وبعبادتنا عُبد الله ، ولولا نحن ما عُبد الله » (52) .
وخلاصة الكلام : إنّ ائمة أهل البيت نعمة الله على الخلق ، وبهم فسّرت النعمة في
قوله عزّ وجلّ : « يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّـهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا » (53) و « النَّعِيمِ » في قوله : « ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ
يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » (54) ، وهم الوسائط بين الله والموجودات في الخلق والإيجاد والعلم
والرزق ، وسائر الفيوضات النازلة والنعم الواصلة .
فالله هو الفاعل الذي منه الوجود ، والإمام هو الفاعل الذي به الوجود ، وهذه هي
الولاية الكلّيّة .
فهل يقاس بآل محمّد من هذه الاُمّة أحد ؟ ! وهل يُسوّى بهم أحد من الخلائق ؟ !
ومعصومون من الخطأ في جميع الأحوال
والعصمة اُولى الصفات المعتبرة في كلّ نبي وإمام ، ويدلّ على ذلك أدلّة كثيرة من
الكتاب والسنّة والعقل ، ومن أوضح آيات الكتاب دلالة قوله تعالى : « أَطِيعُوا اللَّـهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ » (55) حتى اعترف بذلك الفخر الرازي وغيره من
____________________________
(52) الكافي 1 / 144 .
(53) سورة النحل : 83 ، اُنظر الصافي : 303 .
(54) سورة التكاثر : 8 ، اُنظر الصافي : 573 .
(55) سورة النساء : 59 .


المشكّكين ، إذ لا تجوز إطاعة من يجوز عليه الخطأ إطاعة مطلقة .
ولأمير المؤمنين عليه السّلام كلام في حقّ « أهل البيت » ، يأمر الاُمّة فيه باتّباعهم
وإطاعتهم في جميع الأحوال ، يقول :
« اُنظروا أهل بيت نبيّكم ، فالزموا سمتهم واتّبعوا أثرهم ، فلن يخرجوكم من هُدى
ولن يعيدوكم في ردى ، فإن لبدوا فالبُدوا ، وإن نهضوا فانهضوا ، ولا تسبقوهم فتضلّوا ،
ولا تتأخّروا عنهم فتهلكوا » (56) .
وهل ذلك إلّا العصمة المستلزمة للإمامة ؟
ولقد أوصى النبي صلّی الله عليه وآله وسلّم عمّاراً بمثل ذلك ، إذ أمره باتّباع علي
عليه السّلام من بعده ، في جميع الحوادث ، وعلى كلّ الأحوال .
روى جماعة من الأعلام عن علقمة بن قيس والأسود بن يزيد ، قالا : « أتينا أبا
أيّوب الأنصاري عند منصرفه من صِفِّين ، فقلنا له : يا أبا أيّوب ، إنّ الله أكرمك بنزول
محمد ـ ص ـ في بيتك ، وبمجيء ناقته ، تفضلاً من الله تعالى وإكراماً لك ، حتى أناخت
ببابك دون الناس جميعاً ، ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إلٰه إلّا
الله ؟ ! .
فقال : يا هذا إنّ الرائد لا يكذب أهله ، إنّ رسول الله ـ ص ـ أمرنا بقتال ثلاثة مع
علي رضي الله عنه ؛ بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأمّا الناكثون فقد قاتلناهم ،
وهم أهل الجمل وطلحة والزبير ، وأمّا القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم ـ يعني معاوية
وعمرو بن العاص ـ ، وأمّا المارقون فهم أهل الطرفاوات وأهل السعيفات وأهل
النخيلات وأهل النهروانات ، والله ما أدري أين هم ؟ ولكن لا بدّ من قتالهم إن شاء الله
تعالى .
ثمّ قال : وسمعت رسول الله ـ ص ـ يقول لعمّار : يا عمّار تقتلك الفئة الباغية ،
وأنت إذ ذاك مع الحقّ والحقّ معك .
يا عمّار بن ياسر ، إنْ رأيت عليّاً قد سلك وادياً وسلك الناس كلّهم وادياً غيره ،
____________________________
(56) نهج البلاغة : 143 .
(57) تاريخ بغداد 13 / 186 ـ 187 ، فرائد السمطين 1 / 178 ، كنز العمال 12 / 212 ، مناقب الخوارزمي :
75 ، 124 ، وغيرها ، واللفظ للأول .

فاسلك مع علي فإنّه لن يدليك في ردى ، ولن يخرجك من هدى .
يا عمّار ، من تقلّد سيفاً وأعان به عليّاً ـ رضي الله عنه ـ على عدوّه قلّده الله يوم
القيامة وشاحين من درّ ، ومن تقلّد سيفاً أعان به عدوّ علي ـ رضي الله عنه ـ قلّده الله يوم
القيامة وشاحين من نار .
قلنا : يا هذا ، حسبك رحمك الله ! حسبك رحمك الله !» (57) .
وهم أساس الدين وهداة الخلق
ووصف عليه السّلام آل محمّد بقوله : « هم أساس الدين وعماد اليقين » ، وقد
جاءت هذه الكلمة بعد قوله : « هم موضع سرّه . . . لا يقاس بآل محمّد ـ ص ـ من هذه
الاُمّة أحد » (58) .
وكأنّه يريد : إنّ الَّذين حازوا تلك الخصائص ، وفازوا بتلك الفضائل « هم
أساس الدين وعماد اليقين ، إليهم يفيء الغالي ، وبهم يلحق التالي » .
وقال في موضع آخر : « هم دعائم الإسلام وولائج الإعتصام ، بهم عاد الحقّ إلى
نصابه ، وانزاح الباطل عن مقامه ، وانقطع لسانه عن منبته » (59) .
وقال في ثالث : « هم أزمّة الحقّ وأعلام الدين وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن
منازل القرآن ، ورِدُوهُم ورودَ الهيم العطاش » (60) .
ومعنى « إليهم يفيء الغالي وبهم يلحق التالي » أنّهم الميزان بين الغلوّ والتقصير في
الدين ، ولعلّ هذا معنى وصف أهل البيت بـ « النمط الأوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا
يسبقنا التالي » (61) .
ومعنى « هم أزمّة الحق » أنّ الحقّ معهم على كلّ حال ، يدور معهم حيثما داروا ،
ومن قبل قال النبيّ صلّی الله عليه وآله في حقّ أمير المؤمنين عليه السّلام : « علي مع الحقّ
والحقّ مع علي ، يدور معه حيث دار ، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » (62) .
____________________________
(58) نهج البلاغة : 47 .
(59) نهج البلاغة : 357 .
(60) نهج البلاغة : 118 .
(61) الكافي 1 / 101 .
(62) ممن رواه : الخطيب في تاريخ بغداد 14 / 321 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 7 / 236 .


ووصفهم بـ « ألسنة الصدق » ، وبهم فسّر قوله تعالى : « وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي
الْآخِرِينَ » .
وقوله : « فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن » يحتمل أن يريد : أنزلوهم بأحسن
ما تنزلون القرآن من الإطاعة والإحترام ، ويحتمل ان يريد : أنزلوهم بأحسن ما أنزلهم
القرآن من الولاية ، كما في قوله عز وجل : « إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّـهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ
يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ » (63) ، ومن الطهارة كما في قوله : « إِنَّمَا يُرِيدُ
اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » (64) ، ومن الطاعة المطلقة كما
في قوله : « أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ » (65) ، ومن المودّة كما في قوله :
« قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ » (66) ، إلى غير ذلك من المقامات
والمنازل التي نزل بها القرآن لأهل البيت عليهم الصلاة والسّلام .
هذا ، وفي هذه الكلمات عدة نقاط :
منها : إن بقاء الإسلام منوط ببقائهم ، وان الدين لا يزول ما داموا موجودين ، فهم
قوام الدين واليقين ، وبقاؤهما محتاج اليهم ، كما ان بقاء البناء محتاج الى الأساس
والعماد ، ولعل هذا معنى قوله عليه السّلام : « وجبال دينه » (67) .
ومنها : إنّ الأرض لا تخلو منهم ، لأن الله كتب لدينه الخلود ، وهم الأدلاء عليه ،
وأعلام الهداية إليه ، يقول أمير المؤمنين عليه السّلام : « ألا ان مثل آل محمّد صلّى الله
عليه وآله كمثل نجوم السماء ، إذا خوى نجم طلع نجم » (68) ويصرّح ببقائهم ما بقيت
الأرض بقوله « اللهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، اما ظاهراً مشهوراً واما
خائفاً مغموراً ، لئلا تبطل حجج الله وبيناته ، وكم ذا ، وأين اُولئك ؟ اُولئك ـ والله ـ
الأقلون عدداً ، والأعظمون عند الله قدراً ، يحفظ الله بهم حججه وبيناته ، حتى يودعوها
نظراءهم ، ويزرعوها في قلوب أشباههم ، اُولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة الى دينه ، آه
____________________________
(63) سورة المائدة : 55 .
(64) سورة الأحزاب : 33 .
(65) سورة النساء : 59 .
(66) سورة الشورى : 22 .
(67) نهج البلاغة : 47 .
(68) نهج البلاغة : 146 .

آه شوقاً الى رؤيتهم » (69) .
ومنها : انه يجب أن يكون السؤال منهم (70) ، والنفر إليهم (71) ، يقول عليه السّلام :
« ردوهم ورود الهيم العطاش » (72) .
وهذه النقاط كلها من مداليل « حديث الثقلين » المتواتر بين الفريقين كما سنشير
إليه .
وفي تشبيه الإمام أهل البيت بنجوم السماء إشارة الى حديث نبوي صحيح .
روى أحمد وغيره « النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء .
وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض » (73) .
وقال السيوطي : « أخرج الحاكم عن ابن عباس قال : قال رسول الله ـ ص ـ :
النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لاُمتي من الإختلاف ، فإذا
خالفتها قبيلة اختلفوا ، فصاروا حزب إبليس » (74) .
ويشهد بهذا التشبيه قوله عز وجل : « هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي
ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ » (75) ، ففي الخبر عن الإمام عليه السّلام : « النجوم آل محمّد عليه
وعليهم السّلام » (76) .
وفي قوله : « وإما خائفاً مغموراً » إشارة الى المهدي من آل محمّد صلّی الله عليه وآله ،
الذي « يملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ـ أو : كما ـ ملئت ظلماً وجوراً » وهذا من
الاُمور الضرورية والأدلّة عليه كثيرة والمؤلّفات حوله لا تحصى (77) .
____________________________
(69) نهج البلاغة : 497 .
(70) إشارة الى قوله تعالى : « فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ » سورة النحل : 43 ، اُنظر
الكافي 1 / 210 .
(71) إشارة إلى قوله تعالى : « فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا
إِلَيْهِمْ » ـ سورة التوبة : 122 ـ ، وانظر : الصافي في تفسير القرآن : 243 .
(72) نهج البلاغة : 118 .
(73) الصواعق المحرقة : 140 .
(74) إحياء الميت ، الحديث التاسع والعشرون .
(75) سورة الأنعام : 97 .
(76) الصافي في تفسير القرآن : 179 .
(77) اُنظر منها : منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر ، كشف الأستار عن وجه الإمام الغائب عن الأبصار ،



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري
الشيخ شوقي البديري


عدد المساهمات : 2847
نقاط : 4448
تاريخ التسجيل : 17/06/2012
العمر : 59
الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

تراثنا العدد5 Empty
مُساهمةموضوع: رد: تراثنا العدد5   تراثنا العدد5 Emptyالخميس نوفمبر 07, 2024 4:27 pm

ثم إنّ ائمة أهل البيت قاموا بواجب الإمامة ـ وهو حفظ الدين ورعايته وتعليمه
والدعوة إليه ـ خير قيام ، قال عليه السّلام :
« بنا اهتديتم في الظلماء ، وتسنّمتم ذروة العلياء ، وبنا أفجرتم عن السرار » (78) ،
أي : خرجتم عن ظلمة الجهل والغواية الى نور العلم والهداية ، وهذا معنى كلامه الآخر :
« بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى » (79) .
وروى الكليني في قوله عز وجل : « وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ » .
قال : « هم الائمة صلوات الله عليهم » (80) ، وعن أبي عبد الله : « قال
رسول الله ـ ص ـ : إنّ عند كل بدعة تكون من بعدي يُكاد بها الإيمان ولياً من أهل بيتي
موكلاً به يذب عنه ، وينطق بالهام من الله ، ويعلن الحق وينوره ، ويرد كيد
الكائدين . . . » (81) .
وكم لهذا المعنى من مصداق ! !
وما زال المتقمّصون للخلافة والمستولون على شؤون المسلمين يراجعون ائمة أهل
البيت في معضلاتهم ، قال الحافظ النووي في ترجمة أمير المؤمنين « ع » :
« وسؤال كبار الصحابة له ، ورجوعهم الى فتاواه ، وأقواله في المواطن الكثيرة
والمسائل المعضلات مشهور » (82) .
وكذا قال أعلامهم في ترجمة غيره من ائمة أهل البيت ، وما زالوا سلام الله عليهم :
ينفون عن الدين تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين ، وشبهات الكفار
والملحدين ، فتلك احتجاجاتهم مع المخالفين ، ومواقفهم المشرفة في حفظ الدين ، مدوّنة في
كتب المحدثين والمؤرخين ، وقد ذكر ابن حجر المكي في صواعقه في ترجمة الإمام أبي محمد
الحسن العسكري عليه السّلام انه :
____________________________
المحجّة فيما نزل في القائم الحجة .
(78) نهج البلاغة : 51 .
(79) نهج البلاغة : 201 .
(80) الصافي في تفسير الميزان : 309 .
(81) الكافي 1 / 54 .
(82) تهذيب الأسماء واللغات ـ ترجمة أمير المؤمنين علي « ع » .

« لمّا حبسه المعتمد بن المتوكل وقع قحط شديد ، فخرج المسلمون للإستسقاء ثلاثة
أيام فلم يستسقوا ، فخرج النصارى ومعهم راهب ، فلمّا مدّ يده الى السماء غيّمت ،
فأمطرت في اليوم الأول ، ثم في اليوم الثاني كذلك ، فشك بعض جهلة المسلمين وارتد
بعضهم ، فشقّ ذلك على المعتمد ، فأمر بإحضار الحسن العسكري وقال له ادرك اُمة
جدّك ـ ص ـ قبل أن يهلكوا . فقال الحسن في إطلاق أصحابه من السجن ، فاطلق كلّهم
له ، فلما رفع الراهب يده مع النصارى غيّمت السماء ، فأمر الحسن رضي الله عنه رجلاً
بالقبض بما في يد الراهب ، فإذا عظم آدمي في يده ، فأخذه من يده وقال : استسق ، فرفع
يده الى السماء فزال الغيم ، وظهرت الشمس ، فعجب الناس من ذلك .
فقال المعتمد : ما هذا يا أبا محمد ؟
فقال : هذا عظم نبي قد ظفر به هذا الراهب ، وما كشف عظم نبي تحت السماء إلّا
هطلت بالمطر .
وزالت الشبهة عن الناس ورجع الحسن الى داره » .
هذا شأن « أهل البيت » وهذه منزلتهم ، يقول أمير المؤمنين « ع » ، ـ ونقول معه لأهل
الإسلام ـ :
« فأين تذهبون ! وأنّى تؤفكون ! والأعلام قائمة ، والآيات واضحة ، والمنار منصوبة .
فأين يتاه بكم وكيف تعمهون ! ! وبينكم عترة نبيّكم ، وهم أزمّة الحق ، وأعلام
الدين ، وألسنة الصدق ، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن ، وردوهم ورود الهيم
العطاش . . . ، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر ؟ » (83) .
وهم أحد الثقلين
وأشار عليه السّلام في آخر هذا الكلام إلى حديث الثقلين المتواتر بين الفريقين :
أخرج أحمد عن أبي سعيد الخدري ، قال : « قال رسول الله صلّی الله عليه وآله : إنّي
قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله عز وجل ، حبل ممدود من
السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض » (84) .
____________________________
(83) نهج البلاغة : 118 .
(84) مسند أحمد 3 / 14 .


وأخرج الترمذي عن جابر ، قال : « رأيت رسول الله ـ ص ـ في حجّته يوم عرفة وهو
على ناقته القصواء يخطب ، فسمعته يقول : يا أيّها الناس إنّي تركتُ فيكم ما إن
أخذتم به لن تضلّوا ؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي » (85) .
وعن زيد بن أرقم قال : « قال رسول الله ـ ص ـ إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به
لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ؛ كتاب الله حبل ممدود من السماء الى
الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني
فيهما » (86) .
وأخرج الحاكم عنه قال : « لمّا رجع رسول لله ـ ص ـ من حجة الوداع ونزل غدير
خم ، أمر بدوحات فقممن فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إني قد تركت فيكم الثقلين
أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما ، فإنهما لن
يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض . ـ ثم قال ـ : الله عز وجل مولاي ، وأنا مولى كل مؤمن ، ثم
أخذ بيد علي رضي الله عليه فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللهم وال من وآلاه وعاد
من عاداه .
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين . . . » (87) .
وهم راية الحق ، من تقدّمها مرق ، ومن تخلّف عنها زهق
والتمسك بالعترة هو : الإقتداء بهم والتسليم لأمرهم ، والإهتداء بهديهم ، والتعلّم
منهم . وبذلك يظهر أن من يسبقهم يضلّ ومن يتأخر عنهم يهلك ، يقول عليه السّلام :
« لا تسبقوهم فتضلّوا ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا » (88) .
ويقول : « وخلّف فينا راية الحق ، من تقدّمها مرق ، ومن تخلّف عنها زهق ، ومن
لزمها لحق » (89) .
____________________________
(85) صحيح الترمذي 2 / 219 .
(86) صحيح الترمذي 2 / 220 .
(87) المستدرك على الصحيحين 3 / 109 .
(88) نهج البلاغة : 143 .
(89) نهج البلاغة : 146 .

ومن قبل نهى النبي صلّی الله عليه وآله عن سبق أهل البيت والتأخّر عنهم ، ففي
كلا الجانبين ضلالة وهلاك ، وقد جاء ذلك عنه في بعض ألفاظ حديث الثقلين .
وشبه « ص » أهل بيته بسفينة نوح ، فعن أبي ذر « انه قال ـ وهو آخذ بباب
الكعبة ـ : سمعت النبي ـ ص ـ يقول : ألا ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من
ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك . رواه أحمد » (90) .
وقال ابن حجر المكي : « جاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضاً : إنما مثل أهل
بيتی كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا . وفي رواية مسلم : ومن تخلّف عنها غرق . وفي
رواية : هلك » (91) .
ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية والوراثه
ويقول عليه السّلام : « ولهم خصائص حقّ الولاية » ، أي : إنّ للامامة شروطاً
وصفات لم تتوفر في أحد سواهم ، ومن ذلك : العصمة ، وقد عرفت ان لا معصوم في هذه
الاُمة بعد النبي إلّا في أهل البيت ، ومن ذلك : العلم ، وقد عرفت انهم أوعية علم الله ،
وان الناس عيال عليهم فيه .
« وفيهم الوصية والوراثة » (92) .
أما « الوصية » فإنّ أمير المؤمنين كان وصي النبي صلّی الله عليه وآله بلا خلاف ،
وإنّ الائمة من بعده أوصياء واحدا بعد واحد ، واما « الوراثة » فهي تعمّ الخلافة والعلم
والمال .
وهم أحق الناس بهذا الأمر
يقول عليه السّلام : « إن أحق الناس بهذا الأمر أقواهم عليه وأعلمهم بأمر الله فيه ،
فإن شغب شاغب اُستعتب ، فإن أبى قوتل » (93) .
____________________________
(90) المشكاة : 523 .
(91) الصواعق المحرقة : 234 .
(92) نهج البلاغة : 47 .
(93) نهج البلاغة : 247 .


وقد عرفت من الأقوى عليه والأعلم بأمر الله فيه ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shawki-66.roo7.biz
 
تراثنا العدد5
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تراثنا العدد2
» تراثنا العدد 3
» تراثنا العدد4

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 43-lمنتدى كتب تراث اهل البيت عليهم السلام-
انتقل الى: