مجموعة فيها :
1 ـ مراح الأرواح
(تصريف ـ عربي)
تأليف : أحمد بن علي بن مسعود (ق 9)
2 ـ التصريف
(تصريف ـ فارسي)
تأليف :؟
في قواعد الصرف مع عناوين «قانون ـ قانون»
أوله : «بدان أسعدك الله في الدارين كه جمله افعال وأسماء بر چهار گونه
است».
3 ـ الصغرى
(منطق ـ فارسي)
تأليف : السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني (816)
4 ـ شرح الايساغوجي
(منطق ـ عربي)
تأليف : حسام الدين حسن الكاتي (760)
5 ـ الايساغوجي
(منطق ـ عربي)
تأليف : أثير الدين مفضل بن عمر الأبهري (ق 7).
6 ـ الكبرى
(منطق ـ فارسي)
تأليف : السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني (816).
* أبو طالب بن قاسم الحسيني ، سنة 1226.
مجموعة فيها :
1 ـ تهذيب المنطق
(منطق ـ عربي)
تأليف : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (793).
2 ـ حاشية تهذيب المنطق
(منطق ـ عربي)
تأليف : شهاب الدين عبد الله بن الحسين اليزدي (981).
* مهدي قلي بن محمد تقي النوري ، يوم الثلاثاء 9 ذي
القعدة 1247.
مجموعة فيها :
1 ـ مجامع الآمال در جواب سؤال وحل إشكال
(أخلاق ـ فارسي)
تأليف : المولى محمد مهدي بن محمد محسن الكرمانشاهي (ق 14).
رسالة في فضل العلم وما يلزم على العلماء والمتعلمين من الأخلاق المرضية
والآداب الدينية والأعمال المستحسنة.
أوله : «الحمد لله الذي لا يرد سائله إلا بجواب نافع والصلاة على من أرسله
بتبيان ساطع ببرهان قاطع».
2 ـ أصول وفروع دين
(فقه ـ فارسي)
تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13).
مختصر في أصول الدين وفروعه ، عمله للعامة والمقلدين.
أوله : «الحمد لله رب العالمين .. أين چند كلمه ايست در بيان أصول دين
وفروع دين بحسب الخواهش بمعنى ازدوستان».
* الرسالتان مخرومة الآخر ، وفي المجموعة أحاديث وفوائد متفرقة
أخرى.
محجة العلماء
(أصول ـ عربي)
تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني (1321).
* من دون اسم الناسخ والتاريخ ، الجزء الثاني في الأدلة العقلية
المختصر (في شرح التلخيص)
(بلاغة ـ عربي)
تأليف : سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (793).
* من دون اسم الناسخ والتاريخ ، وعليه تعاليق آقا محمد
جعفر بن محمد مهدي الكرمانشاهي وآقا عبد الله بن محمد تقي الكرمانشاهي
مسالك الأفهام في شرح شرائع الإسلام
(فقه ـ عربي)
تأليف : الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (966).
* علي بن صادق بن علاء الدين البهبهاني ، يوم الخميس ثاني
رمضان 1211 في قرميسين ، كتاب التجارة ومقدار من
النكاح.
مشرق الشمسين وإكسير السعادتين
(فقه ـ عربي)
تأليف : الشيخ بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030).
* هاشم بن الحسين الحسيني ، الخميس 23 شعبان 1046 ،
مخروم الأول.
مصابيح الأصول
(أصول ـ عربي)
تأليف :؟
مباحث استدلالية في النواهي واجتماع الأمر والنهي والعام والخاص ، مع
عناوين «مصباح ـ مصباح».
* بخط المؤلف.
المصباح الساطع في شرح مفاتيح الشرائع
(فقه ـ عربي)
تأليف : السيد عبد الله بن محمد رضا شبر الكاظمي (1242).
* جعفر بن عبد الله الكناني ، 25 صفر 1228 ، كتاب الصوم
والزكاة.
مصباح المتهجدين
(فقه ـ فارسي)
تأليف : المولى محمد حسين بن محمد محسن الكرمانشاهي (ق 14)
في آداب الصلاة وأسرارها ، مشتمل على مقدمة وفصول وخاتمة ، وهو غير
تام التأليف.
أوله : «الحمد لله الذي متعنا بأرواح الحياة وأثبت فينا جوارح الأعمال
وغذانا من طيبات الرزق وأغنانا بفضله الحلال»
* بخط المؤلف ، وبعده أحاديث وفوائد متفرقة
المطالب المظفرية في شرح الرسالة الجعفرية
(فقه ـ عربي)
تأليف : الأمير محمد بن أبي طالب الأسترآبادي (ق 10)
* محمد حسين بن علاء الدين الدرزي المازندراني ، شعبان
المعظم 1111.
مطالع الأنوار المقتبسة من آثار الأئمة الأطهار
(فقه ـ عربي)
تأليف : السيد محمد باقر بن محمد نقي حجة الإسلام الشفتي (1260).
* نسخة حسنة الخط مجدولة لم تكتب الصفحة الأولى منها ،
المجلد الأول من كتاب الطهارة.
معالم الأصول
(أصول ـ عربي)
تأليف : الشيخ حسن بن زين الدين العاملي (1011).
* محمد بن الحسن بن معز الدين ، سنة 1222.
مفاتيح الشرائع
(فقه ـ عربي)
تأليف : المولى محسن بن المرتضى الفيض الكاشاني (1091).
* دورة في مجلدين ، محمد سميع الكرمانشاهي (على ما قاله
صاحب المكتبة) ، كتب الأول منهما غرة شهر رجب 1216 ،
وفي هوامشهما تعاليق المولى محسن بن محمد سميع القاري
الكرمانشاهي من أحفاد الفيض وابن الكاتب وصاحب
المؤلفات.
* فن العادات والمعاملات إلى آخر الكتاب موافق في الخط
مع النسخة السابقة وعليها حواشي الكرمانشاهي.
منار الأنوار
(أصول ـ عربي)
تأليف : أبي البركات عبد الله بن أحمد النسفي (710).
* شوال 773 ، نسخة مصححة نفيسة كتبت العناوين بالذهبي
والأزرق.
مناسك الحج
(فقه ـ عربي)
تأليف : محمد جعفر بن عبد الله (ق 13).
كتب المؤلف أولا رسالة عربية بطريقة خاصة في مناسك الحج ، ثم طلب
منه جماعة بكتابة مثلها في الفارسية فأجاب ملتمسهم بهذا الكتاب الذي يشتمل
على مقدمة وألواح ورياض وخاتمة ، وقسم الأعمال فيه بطريق خاص في جداول ،
وبدأ به في طريق الحج سنة 1228 وأتمه بعد عودته من سفره
أوله «الحمد لله كما هو أهله والسلام على من هو مستحقه ومحله».
* بخط المؤلف ظاهرا
مناهج الأحكام
(فقه ـ عربي)
تأليف : ميرزا أبو القاسم بن حسن الجيلاني القمي (1231).
* بدون اسم الناسخ والتاريخ ، كتاب الطهارة.
المناهج في الفقه
(فقه ـ عربي)
تأليف : المولى محسن بن محمد سميع الكرمانشاهي (ق 13)
فتوائي يشير باختصار إلى بعض الأدلة ، كل كتاب فيه مناهج فيها فصول
أوله «الحمد لله الذي لا يحصى ثناؤه ولا تحصر نعماؤه وشكرا على
بعضها والشكر من آلائه».
* بخط المؤلف ، من أول كتاب الطهارة إلى أحكام الحيض
منظومة في إثبات الواجب
(كلام ـ عربي)
نظم : المولى محمد مهدي بن محمد محسن الكرمانشاهي (ق 14).
منظومة رائية في أكثر من ألف بيت في إثبات الواجب بطريق المناجاة
وبأدلة أكثرها فلسفية
وعلى الورقة الأولى كتب «كفاية الموحدين از تصنيفات مرحوم آقا سيد
إسماعيل نوري در علم كلام» ، فليلاحظ للتأكد أن المنظومة لمن هي ، وانظر
الذريعة 18 / 100.
أوله :
يا وجودا حق يا حقا ظهر
منه حق في وجودات الفطر
حقها منه ومنه الباطل
زاهق بالحق بالحق استقر
* لعل النسخة بخط الناظم ، وبعدها قصيدة طويلة على نفس
الروي والقافية في مدح الأئمة عليهمالسلام
من لا يحضره الفقيه
(حديث ـ عربي)
تأليف : الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي (381).
* نسخة مخرومة الآخر
* محمد تقي بن الحسين الحسيني الكاشاني ، 17 رجب 1031
في مكة المكرمة.
منهاج الوصول إلى علم الأصول
(أصول ـ عربي)
تأليف : القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (685).
* نسخة جيدة مخرومة الآخر.
موعظة المتقين
(حديث ـ عربي)
تأليف : محمد حسين بن محمد محسن الكرمانشاهي (ق 14).
ترجمة للمواعظ المأثورة عن الأئمة المعصومين عليهمالسلام الواردة في كتاب
الروضة من «الوافي» ، في ثمانية أبواب وخاتمة : الباب الأول في مواعظ الله تعالى
للنبي ، الباب الثاني إلى السابع في مواعظ النبي والأئمة إلى الصادق ، الباب الثامن في
مواعظ بقية الأئمة ، الخاتمة في خطب الرسول «ص».
أوله : «الحمد لله الذي شرح صدورنا بموعظة المتقين ونور قلوبنا بالزهد
والصلاح فوزا بعبادة العارفين».
* بخط المؤلف ظاهرا ، 14 ربيع الثاني 1250.
النخبة
(فقه ـ عربي)
تأليف : المولى محسن بن مرتضى الفيض الكاشاني (1091).
* محمد سعيد بن محمد هاشم السمناني ، وعليه تعاليق برمز
«عهد سلمه الله» والظاهر أنها من علم الهدى محمد بن
الفيض الكاشاني
الوافي
(حديث ـ عربي)
تأليف : المولى محسن بن المرتضى الفيض الكاشاني (1091)
* محمد جعفر بن محمد صادق ، الخميس 19 صفر 1113 في
نيسابور ، أبواب الوصية والإرث.
* كتاب الحجة ، مخروم الآخر.
* عبد الرحمن بن عبد الرشيد الكارزاري ، ربيع الثاني 1122 ،
كتاب الحسبة والحدود.
* هادي بن إبراهيم الخاتون آبادي ، يوم الأحد 7 شوال 1138 ،
كتاب الإيمان والكفر.
الوافي في شرح الوافية
(أصول ـ عربي)
تأليف : السيد محسن بن الحسن الأعرجي الكاظمي (1227).
* كتبه محمد باقر ، 29 شهر رمضان 1238.
ودائع النبوة
(فقه ـ عربي)
تأليف : الشيخ هادي بن محمد أمين الطهراني (1321)
* من دون اسم الناسخ والتاريخ ، كتاب الطهارة
هدية المؤمنين وتحفة الراغبين
(فقه ـ عربي)
تأليف :؟
رسالة فتوائية في أحكام الطهارة والصلاة ، كتبها المؤلف بعد شرحه المبسوط
على كتاب «تهذيب الأحكام».
أوله : «الحمد لله الذي فقهنا في أمور الدين وجعل الصلاة قربانا لعباده
المتقين والصلاة على من أرسله رحمة للعالمين»
* كتب في 10 شعبان 1221.
زيد بن ثابت .. والفضائل
السيد جعفر مرتضى العاملي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
وبعد ... فإن المطالع للتأريخ الاسلامي ، ولكتب التراث بصورة عامة يجد
الكثير الأمور ، التي أصبح لها من الشيوع والذيوع ، بحيث تبدو من الحقائق الثابتة
التي لا تقبل الجدل ، ولا يجوز أن تخضع للمناقشة.
وأصبح الكتاب والمؤلفون ، يرسلونها إرسال المسلمات ويوردونها مستدلين
بها ، على ما يرونها قادرة على إثباته ، أو الدلالة عليه. مع أن نفس هذه القضايا لو
أخضعها الباحثون للبحث ، وللتحقيق والتمحيص ، لخرجوا بحقيقة : أنها من الأمور
الزائفة والمجعولة ، التي صنعتها الأهواء السياسية ، والتعصبات المذهبية ، أو العرقية أو
غيرها.
أو على الأقل لوجدوا الكثير مما يوجب الشك والريب فيها ، ومن ثم
ضعفها ، ووهنها أو لوقفوا على كثير من موارد التحريف والتلاعب فيها.
وقد يجوز لنا القول : إن ما يروى ، من أن النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ قد
أمر زيد بن ثابت بتعلم اللغة العبرانية أو السريانية ، يصلح مثالا لهذا الأمر ، ولأجل
ذلك فقد رأينا المناسب أن نشير إلى بعض ما تلزم الإشارة إليه في هذه القضية
وغيرها تاركين الحكم في ذلك نفيا ، أو إثباتا ، إلى القارئ الكريم ، الذي يملك
كامل الحرية في أن يقبل ، أو أن يرد ، إذا اقتضى الأمر أيا من الرد ، أو القبول.
روايات تعلم زيد العبرانية أو السريانية :
تؤرخ بعض لمصادر : إنه في سنة الرابعة للهجرة أمر رسول الله ـ صلى الله عليه
وآله ـ زيد بن ثابت بتعلم السريانية أو العبرانية ، معللا ذلك : بأنه لا يأمن اليهود
على كتابه (1). فقد روى الترمذي ، عن زيد بن ثابت ، قال : أمرني رسول الله
ـ صلىاللهعليهوآله ـ أن أتعلم كتاب يهود ، قال : ما آمن يهود على كتاب ، قال :
فما مر بي نصف شهر ، حتى تعلمته له.
قال : فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم ، وإذا كتبوا إليه
قرأت له كتابهم.
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح (2)
وفي نص آخر : لما قدم رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ المدينة ، قال لي :
تعلم كتاب اليهود. فإني والله ما آمن اليهود على كتابي ، قال : فتعلمته في أقل من
نصف شهر (3).
قال الترمذي : وقد روي من غير هذا الوجه ، عن زيد بن ثابت ، قال : أمرني
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ أن أتعلم السريانية (4)
وفي نص آخر : عن زيد بن ثابت ، قال : قال لي رسول الله ـ صلى الله عليه
وآله ـ إنه يأتيني كتب من ناس لا أحب أن يقرأها أحد. فهل تستطيع أن تعلم
كتاب العبرانية ، أو قال : السريانية؟
__________________
(1) تاريخ الخميس 1 : 364 والبداية والنهاية 4 : 91 ، والسيرة النبوية لابن كثير ج 3 : 176 ، الكامل
لابن الأثير ج 2 : 176 ، وراجع بهجة المحافل ج 1 : 230
(2) الجامع الصحيح للترمذي 5 : 67 / 68 ومشكل الآثار ج 2 : 421 والسنن الكبرى للبيهقي 6 / 211
وفتوح البدان للبلاذري 583 ، والتراتيب الإدارية 1 : 203 و 204 عن البخاري ، وعن الطحاوي
في مختصره
(3) طبقات ابن سعد 2 : قسم 2 : قسم 2 : 115 ، ومنتخب كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد ـ 5 : 185 وحياة
الصحابة 3 : 216 عن أبي يعلى ، وابن عساكر
(4) الجامع الصحيح للترمذي 5 : 68.
فقلت : نعم.
قال : فتعلمتها في سبع عشرة ليلة (5)
ومثله وفي نص آخر ، عن زيد بن ثابت ، لكنه جزم بأنه أمره بتعلم
السريانية ولم يردد في ذلك (6)
وفي رواية أخرى : عن زيد بن ثابت أيضا قال : أتي بي النبي ـ صلى الله
عليه وآله ـ مقدمه المدينة فعجب بي ، فقيل له : هذا الغلام من بني النجار ، قد قرأ
مما أنزل عليك بضع عشرة سورة ، فاستقرأني ، فقرأت (ق) فقال لي : تعلم كتاب
يهود ، فإني ما آمن يهود على كتابي ، فتعلمته في نصف شهر (7) إلى آخر ما تقدم في
الرواية الأولى.
وعن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، قال : كان زيد بن
ثابت يتعلم في مدارس ماسكة ، كتابهم في خمس عشرة ليلة ، حتى كان يعلم ما
حرفوا وبدلوا (
.
__________________
(5) طبقات ابن سعد 2 : قسم 2 : 115 وكنز العمال 16 : 9 عن ابن عساكر ، وابن أبي داود في
المصاحف ، وتذكرة الحفاظ 1 : 31 ، وتهذيب تاريخ دمشق 5 : 426 عن أحمد ، وأبي يعلى ، ومنتخب
كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد ـ 5 : 185 وحياة الصحابة 3 : 216 ، والتراتيب الإدارية 1 : 120 و
204.
(6) راجع : كنز العمال 16 : 9 عن ابن عساكر وابن أبي داود ، وغيرهما ، وتهذيب تاريخ دمشق 5 : 446 و
447 عن أحمد ، وأبي يعلى ، ومسند أحمد 5 : 182 الإصابة 1 : 561 ومشكل الآثار 2 : 421 ،
مستدرك الحاكم 3 : 422 ، وتلخيصه للذهبي ـ بهامشه ـ والسنن الكبرى للبيهقي 6 : 211 ومنتخب
كنز العمال ـ بهامش مسند أحمد ـ 5 : 185 وحياة الصحابة 3 : 35 ، والاستيعاب ـ بهامش الإصابة
1 : 552 والتراتيب الإدارية 1 : 203 ، و 204 عن بعض من تقدم ، عن ابن أبي داود في المصاحف ،
والأحكام الصغرى لأبي بكر ابن شيبة
(7) راجع : تاريخ الخميس 1 : 464 / 465 ، قال : كذا رواه ابن الزناد ، وأحمد ويونس ، عند
أبي داود وداود بن عمرو الضبي وسعيد بن سليمان الواسطي ، وسليمان بن داود والهاشمي ، وعبد الله
، بن وهب ، وعلي بن حجر وحديثه عند الترمذي ، كذا ذكره السخاوي في الأصل الأصيل.
وكنز العمال 16 : 8 عن ابن عساكر ، وغيره ومسند أحمد 5 : 186 والإصابة 1 : 561 عن
البخاري ، والبغوي وأبي يعلى ، والتراتيب الإدارية 1 : 203 / 204 عن البخاري
(
كنز العمال 16 : 8 / 9 عن ابن عساكر ، وراجع : السيرة النبوية لابن كثير 3 : 176 والتراتيب
الإدارية 1 : 204 عن ابن عساكر.
وقال الكتاني «قلت في بهجة المحافل لابن عبد البر : إنه تعلمها في ثمانية
عشر يوما» (9).
وقالوا عن زيد بن ثابت : «وكان يكتب بالعربية والعبرانية» (10) ، أو
«السريانية» (11)
وقال ابن الأثير الجزري : «كانت ترد على النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ
كتب بالسريانية ، فأمر زيدا ، فتعلمها» (12)
وقال الذهبي : «قدم النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وزيد صبي ذكي
نجيب ، عمره إحدى عشرة سنة ، أسلم ، وأمره النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : أن
يتعلم خط اليهود ، فجود الكتابة إلى آخره ...» (13).
المناقشة :
وبعد ... فإن لنا على تلكم الرويات ملاحظات عدة ، توجب لنا الشك
والريب في سلامتها وصحتها ، ونذكر من هذه الملاحظات ما يلي :
أ : إننا نجدها مختلفة فيما بينها ، وبصورة واضحة ، الأمر الذي يشير إلى أنه
لا يمكن أن تصح جميعها ، فواحدة تقول : إنه أمره بتعلم السريانية ، وأخرى العبرانية ،
بل لقد وقع الترديد بينهما حتى في الرواية الواحدة.
ورواية تذكر : إنه قد تعلمها في أقل من نصف شهر ، وأخرى : إنه تعلمها
في خمسة عشر يوما ، وثالثة : في سبعة عشر يوما ، ورابعة : في ثمانية عشر يوما
ورواية تقول : إنه أمره بتعلمها لأنه لا يأمن يهود على كتابه ، وأخرى تقول :
إنه أمره بذلك ، لأنه تأتيه كتب لا يحب أن يطلع عليها كل أحد.
__________________
(9) التراتيب الإدارية 1 : 203
(10) تهذيب تاريخ دمشق 5 : 449 ومستدرك الحاكم 3 : 421 ، وتلخيصه للذهبي بهامش ص 422 منه ، وفتوح البلدان للبلاذري 583 والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 : 160
(11) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 : 160.
(12) أسد الغابة 2 : 222 ، وعنه في قاموس الرجال 4 : 239 ، وتنقيح المقال 1 : 462 ، ومكاتب الرسول
1 : 21 عنه أيضا.
(13) تذكرة الحفاظ 1 : 30.
ورواية تقول : إنه قد أمره بذلك حين مقدمه المدينة ... بينما أخرى تذكر :
إنه إنما أمره بذلك في السنة الرابعة ، وتعلمها حينئذ.
هذا كله ... مع أن الراوي لذلك كله رجل واحد ، وهو المصدر الوحيد لما
قاله ويقوله الكتاب والمؤرخون على الظاهر ، في هذا المجال.
ب : إننا نلاحظ : أن الرواي لهذه القضية هو خصوص زيد بن ثابت بطل
القصة نفسه ، ولم نجدهم نقلوا ذلك عن غيره ، رغم أهمية هذا الأمر وكونه ملفتا
للنظر ، ورغم أننا نجدهم يسجلون لنا حتى أبسط الحركات التي تصدر عن النبي
الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وواضح : أن هذه القضية ترمي إلى إثبات فضيلة لنفس ناقلها ، فليلاحظ
ذلك.
ج : إننا ـ رغم تفحصنا ـ لم نعثر ولو على نص واحد ، لرسالة واحدة أرسلها
النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أو وصلت إليه من غيره تكون مكتوبة بغير العربية.
كما أننا لم نجد حتى ولو إشارة واحدة إلى أية رسالة قيل إنها قد ترجمت له
ـ صلىاللهعليهوآله ـ وصلت إليه من أحد أو أرسلها إلى أحد ، من أي لغة أخرى
إلى اللغة العربية ، أو بالعكس.
بل قد وجد عدد من الرسائل المنسوبة إليه صلىاللهعليهوآلهوسلم في
بعض المتاحف والمكتبات الخاصة ، كان قد أرسلها ، إلى كسرى وإلى النجاشي ،
وإلى المقوقس. ويميل العلماء والمحققون إلى الجزم بأنها هي بعينها ، التي كان
صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أرسلها إليهم. نعم ، لقد وجدت هذه الرسائل وكانت
كلها مكتوبة باللغة العربية خاصة ، وبالخط العربي ، فراجع مجموعة الوثائق السياسية
للبروفيسور حميد الله لتطلع على صور هذه الرسائل ، وراجع أيضا مكاتيب الرسول
للعلامة البحاثة الشيخ علي الأحمدي الميانجي ... وغيرهما من الكتب والمصادر ، ومما
يدل على ذلك : إن الرواية تنص على أن قيصر قد طلب ترجمانا ليقرأ له كتاب
رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ (14)
__________________
(14) راجع : مكاتيب الرسول 1 : 109
نعم ، هناك رسالة واحدة مكتوبة باللغة العبرية ، حكم العلماء والباحثون
عليها ـ بصورة قاطعة ـ بالوضع والاختلاف فراجع الكتابين آنفي الذكر.
فأين ذهبت تلكم الرسائل التي كتبها زيد بن ثابت باللغة العبرية أو
السريانية ، أو ترجمها منها إلى العربية؟! ولماذا لم يشر التاريخ ، ولو إلى واحدة منها؟
إن ذلك لعجيب حقا؟! وأي عجيب!!!
د : والأعجب من ذلك أن بعض المصادر تذكر : إن زيد بن ثابت كان
من أكثر كتاب النبي صلىاللهعليهوآله كتابة له (15) ويذكرون أيضا : إنه كان
مختصا بالكتابة إلى الملوك (16) وإنه كان يكتب له صلىاللهعليهوآله إذا كتب
إلى اليهود ، يقرأ له كتبهم فإذا كان كذلك فما بالنا نجد اسم كثير من الكتاب في
أسفل الكتب التي كتبوها ، فيقول في آخر الكتاب : وكتب فلان ، أو : وكتب فلان
وشهد ، أو نحو ذلك ـ وهي طائفة كثيرة ـ ولا نجد اسما لزيد بن ثابت في أي من
الكتب التي وصلتنا ، إلا على صفة الشاهد على بعض الكتب النادرة جدا؟!
نعم ، إننا لم نجد له اسما لا على الكتب إلى الملوك ، ولا على الكتب إلى
اليهود ، مع وجود أسماء كثيرين من الكتاب الآخرين على طائفة كبيرة منها. بل ،
لقد وجدنا أسماء آخرين كانوا قد كتبوا إلى الملوك ، وإلى اليهود أيضا فليلاحظ :
كتاب مفاداة سلمان بن عثمان بن الأشهل اليهودي القرظي فقد كتبه أمير المؤمنين
علي عليهالسلام.
وكتابه ـ صلىاللهعليهوآله ـ إلى جيفر ، وعبد ، ابني الجلندي ، وهما من
الملوك ، وهو بخط أبي بن كعب.
وكتابه إلى المنذر بن ساوى ، وهو من ملوك البحرين ، بخط أبي.
ومعاهدة يهود مقنا ، هي أيضا بخط أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام.
وكتابه ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ليهود بني عاديا من تيماء ، كتبه خالد بن
سعيد.
__________________
(15) تهذيب الأسماء واللغات 1 : 29 والرصف 1 : 148.
(16) راجع : التنبيه والأشراف ص 246 ، والوزراء والكتاب ص 12 والعقد الفريد 4 : 161 ، والمفصل
في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 : 134. ، والتراتيب الإدارية 1 : 202
وكذا كتابه ليهود بني عريض ، كتبه خالد بن سعيد أيضا.
ويقال : إن معاوية أيضا قد كتب إلى المهاجرين ، إلى أمية وربيعة بن
ذي الرحب من حضرموت (17)
كما أن كتابه ـ صلىاللهعليهوآله ـ الذي أجاب به النجاشي الأول ، قد
كتبه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام (18)
ولعل المتتبع يجد أمثلة كثيرة سوى ما تقدم ، فأين كان زيد بن ثابت عن
ذلك ، وعن سواه يا ترى؟!
ه : إننا نجد أن بعض الرويات المتقدمة تقول : إن النبي ـ صلى الله عليه
وآله ـ قد علل طلبه من زيد تعلم لغة العبرانية أو السريانية ، بأنه تأتيه كتب ،
ولا يحب أن يطلع عليها كل أحد ، فاحتاج إلى أن يأمر زيدا بذلك ، مع أنه قد كان
آخرون غير زيد بن ثابت يعرفون العبرانية أو السريانية وفيهم من هو من فضلاء
الصحابة وثقاتهم ، ومن مثل سلمان الفارسي! الذي هو من أهل البيت ، فإنه كان
قد قرأ الكتابين (19) ، فلماذا لا يعطيه النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ كتبه التي لا يجب
أن يطلع عليها كل أحد ، ليقرأها له ، فإنه لا ريب في أمانته ودينه ، وكونه عبدا
لذلك القرظي لا يمنعه من ذلك ، كما لم يمنعه من حضور حرب بدر وأحد.
أضف إلى ذلك : أنه قد تحرر قبل الخندق ، وهي في الرابعة كما هو الظاهر
أو في الخامسة على أبعد تقدير ـ كما تحدثنا عن ذلك في كتابنا «حديث الإفك».
وقد تقدم أن النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ قد أمر زيدا بتعلم تلك اللغة في
السنة الرابعة.
كما أنهم يقولون : إن عبد الله بن عمرو بن العاص ، كان يقرأ
بالسريانية (20)
__________________
(17) راجع فيما تقدم : مجموعة الوثائق السياسية ، ومكاتيب الرسول.
(18) راجع : مكاتيب الرسول 1 : 31
(19) راجع : ذكر أخبار أصبهان 1 : 48 ، وتاريخ بغداد 1 : 164 والطبقات الكبرى لابن سعد 4 : قسم
1 : 61 وحلية الأولياء 1 : 187 ، وقاموس الرجال 4 : 424 و 233 عن الجزري.
(20) طبقات ابن سعد 4 : قسم 2 : 11.
ويقول الدكتور جواد علي «منهم مثل زيد بن ثابت من كتب له
وبالعربية ، وبالعبرانية ، أو السريانية ، وذكر أن بعضهم كان مثل زيد بن ثابت يكتب
بغير العربية أيضا» (21)
فلماذا ذكر اسم زيد بن ثابت ولم تذكر أسماء أولئك ، وقد ذكروا :
إن حنظلة بن الربيع كان يقوم مقام جميع كتابه بما فيهم زيد بن ثابت ، إذا غاب
أحد منهم (22) ، الأمر الذي يشعر بأنه كان أيضا يحسن الكتابة بغير العربية ، كزيد.
كما أنه يدل على كان ينوب زيد في الكتابة إلى اليهود ، وإلى الملوك (23)
فإذا كان كذلك ، فلماذا لم يعتمد النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ على حنظلة ،
أو على غيره ممن أشار إليهم الدكتور جواد علي ، فإن الحاجة ترتفع بهم ، ولا يبقى
ـ صلىاللهعليهوآله بحاجة إلى اليهود (الذين كانوا غير ـ مأمونين) لا في الترجمة ،
ولا في الكتابة.
ويلاحظ هنا : أنهم لم يبخلوا على زيد في هذا المجال ، ويكفي أن نذكر :
إنهم جعلوه عالما ، ليس فقط بالعربية قراءة وكتابة ، وكذلك بالعبرانية ، أو
السريانية ، وإنما أضافوا إلى ذلك : إنه كان يترجم للنبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ
بالفارسية والرومية ، والقبطية والحبشية (24)
وإنه قد تعلم الفارسية من رسول كسرى ، والرومية من حاجب النبي ،
الحبشية من خادم النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ والقبطية من خادم النبي وخادمته
ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ (25).
__________________
(21) المفصل في تاريخ العرب قل الإسلام 8 : 12
(22) راجع : التنبيه والأشراف ص 245 ، والوزراء والكتاب ص 12 / 13 ، والعقد الفريد 4 : 161
والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 : 126 و 309 و 131.
(23) ولكننا لم نعثر حتى على رسالة واحدة أو على أي شئ ذكر فيه اسم حنظلة هذا على أنه قد كتبه ،
وهذا أمر يثير العجب حقا!! فلعل خصوم أهل البيت قد منحوه هذا الوسام ، لأنه اعتزل عليا
عليهالسلام ولم يشترك في حروبه.
(24) راجع التنبيه والأشراف : 246 ، والتراتيب الإدارية 1 : 202 عن «العمدة» للتلمساني ، وعن ابن
هشام في «البهجة» وعن كتاب «التعريف برجال مختصر ابن الحاجب» لابن عبد السلام ، وعن
«الإعلام بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام» ، والمفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 : 133.
(25) العقد الفريد 4 : 161 ، والتراتيب الإدارية 1 : 202.
ولا ندري لماذا لم يتعلم الفارسية من سلمان ، والرومية من صهيب والحبشية
من بلال ، فإن كلا منهم كان يجيد هذه اللغات بما لا مزيد عليه؟!
كما لا ندري لماذا لم نجد أية إشارة لكتاب مترجم من هذه اللغات إلى
العربية أو من العربية إليها ، أو غير ذلك ، مما يحتاج إلى الترجمة؟!
و : وأخيرا ، فلا ندري ما حاجة النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ إلى الترجمة ، مع
أن جمعا من المحققين قد أثبتوا : إن النبي ـ صلىاللهعليهوآله ـ كان يعرف جميع
اللغات ، فلا يحتاج إلى مترجم ولا إلى غيره ، وقد كلم سلمان بالفارسية وتكلم
بغيرها من اللغات أيضا (26)
ز : وأما قوله في الرواية أمره ـ صلىاللهعليهوآله ـ بذلك حين قدومه
المدينة ، ثم روايتهم : إنه كان يكتب في الجاهلية (27) ، فينا فيه قولهم : إنه تعلم
الكتابة من أسرى بدر (28)
ملاحظتان :
الأولى : قال العلامة المحقق الشيخ علي الأحمدي المينانجي ، بعد أن تكلم
حول معرفته ـ صلىاللهعليهوآله ـ باللغات ، عربيها ، وعجميها ، وأيد ذلك بنقل
المؤرخين والمحدثين أنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ كان يتكلم مع كل قوم بلسانهم ، قال
حفظه الله : «ولكنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ كان كتب إلى ملوك العجم كقيصر ، وكسرى ،
والنجاشي بلغة العرب ، مع أن الجدير أن يكتب إلى كل قوم بلسانهم ، إظهارا
للمعجزة ، واستحداثا للألفة ، فما الوجه في ذلك؟! وأي فائدة في الكتابة بالعربية؟
وأي وازع في الترقيم بالعجمية؟!
والذي يقضي به التدبر ، وينتهي إليه الفكر : أن الفائدة في ذلك هو حفظ
شؤون الملة الإسلامية ، وصونا لجانب الاستقلال والعظمة ، ألا ترى أن الأمم الراقية
__________________
(26) راجع التراتيب الإدارية 1 : 209 و 208 ولعل أحسن من تكلم في هذا الموضوع : العلامة المحقق
الشيخ علي الأحمدي في كتابه : مكاتيب الرسول 1 : 15 / 16 فليراجع
(27) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 : 120
(28) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام 8 : 133 و 292.
المتمدنة يسعون في انتشار لسانهم في العالم ، حتى تصير لغتهم لغة عالمية ، إعمالا
للسيادة ، وتثبيتا للعظمة.
فكأنه ـ صلىاللهعليهوآله ـ يلاحظ جانب الإسلام وأنه يعلو ولا يعلى
عليه ، وأن لغة القرآن لا بد وأن تنتشر ، وتعم العالم ، لأن القرآن كتاب للعالم ،
فعظمة القرآن ، وعموم دعوته ، وعظمة النبي الأقدس ، ورسالته العالمية ، تقضي أن
يكتب إليهم بلغة القرآن
فعلى ملوك العالم والعالم البشري أن يتعلموا لسانه المقدس. ولغته السامية ، لغة
القرآن المجيد ، تثبيتا لهذا المرمى العظيم ، والغرض العالي» (29)
الثانية : وبعد ، فإننا لا ننكر أن يكون زيد بن ثابت قد تعلم شيئا من العبرانية
أو السريانية ، قليلا كان ذلك أو كثيرا. ولكننا نشك في أن يكون النبي ـ صلى الله
عليه وآله ـ هو الذي طلب منه ذلك ، ونشك كذلك في أن يكون قد كتب له
ـ صلىاللهعليهوآله ـ بهذه اللغات ، أو ترجم له شيئا من الكتب التي أتته ، فإن
الروايات المتقدمة لا تكفي لإثبات ذلك على الإطلاق. بل قدمنا ما يوجب ضعفها
ووهنها ولا بد لإثبات ذلك من اعتماد أدلة أخرى ، وشواهد أخرى ، لا نراها متوفرة
فيما بأيدينا ، من نصوص ومصادر ، بل إن ما بأيدينا يؤيد إن لم يكن يدل على
خلاف ذلك ، كما المحنا إليه.
علم زيد بالفرائض :
وقد روي أن عمر وعثمان ما كانا يقدمان على زيد في الفرائض أحدا.
وقد خطب عمر الناس ، فكان مما قال : «ومن أراد أن يسأل عن»
الفرائض فليأت زيد بن ثابت» (30)
وادعوا : «أنه كان أعلم أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ بالفرائض
__________________
(29) مكاتيب الرسول 1 : 16 ـ 17
(30) راجع : مستدرك الحاكم 3 : 272 وسنن البيهقي 6 : 210 وطبقات ابن سعد 2 : قسم 2 : 115 ،
ومجمع الزوائد 1 : 135 والغدير ج 6 : 191 ـ 192 ، وراجع 5 : 361 و 8 : 64 ففيه مصادر أخرى.
أي فرائض الإرث» (31)
ولكننا نقول : إننا نجد في مقابل ذلك :
1 ـ مسروقا يدعي ـ وإن كنا نعتقد أن ذلك لدوافع سياسية ـ فيقول عن
عائشة : إنه رأى : «أكابر أصحاب رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ يسألونها عن
الفرائض» (32)
2 ـ إن أئمة أهل البيت عليهمالسلام قدر رفضوا دعوى أعلمية زيد
بالفرائض ، فقد روي عن الإمام الباقر عليهالسلام ، قال : الحكم حكمان :
حكم الله وحكم الجاهلية ، وأشهد على زيد بن ثابت لقد حكم في الفرائض بحكم
الجاهلية (33)
3 ـ وقد ألف سعد بن عبد الله القمي كتاب : إحتجاج الشيعة على زيد
ابن ثابت في الفرائض (34) ، وقد ذكر ابن شاذان في الايضاح طائفة من مسائل
الإرث لم يوفق زيد للصواب فيها ، فليراجعه من أراده.
4 ـ عن سعيد بن وهب ، قال : قال عبد الله : أعلم أهل المدينة بالفرائض
علي بن أبي طالب (35)
ملاحظة : بالنسبة لشهادة الإمام الباقر عليهالسلام بأن زيد بن ثابت قد
حكم في الفرائض بحكم الجاهلية .. فلعله لأن زيد بن ثابت كان يفتي برأيه ، حسب
اعترافه فيما سيأتي (36) ، ولعل عامة ما كان يفتي به كان خطأ ، على حد قوله ،
كذلك وجود بعض الرواسب في نفسه وفي فكره ـ وكون دين الله لا يصاب بالعقول
ـ لعل كل ذلك ـ هو السبب في أن زيد قد حكم في الفرائض بحكم الجاهلية.
__________________
(31) راجع المصادر المتقدمة ، وترجمة زيد بن ثابت في مختلف المصادر.
(32) الزهد والرقائق : 382
(33) التهذيب للشيخ الطوسي 6 : 218 والكافي 7 : 407 ، والوسائل 18 : 11 ، وقاموس الرجال 4 : 239 ،
وتنقيح المقال 1 : 461.
(34) رجال النجاشي : 178 وقاموس الرجال 4 : 240
(35) أنساب الأشراف بتحقيق المحمودي 2 : 105 ، وفي هامشه عن : الفضائل لأحمد بن حنبل حديث رقم
11 من فضائل علي ، وعن أخبار القضاة 1 : 89 بثلاثة طرق.
(36) راجع صفحة 12.