4 ـ إبراهيم بن عثمان الخزاز. ثقة ، له أكثر من أصل ، وله كتاب النوادر (2).
5 ـ إبراهيم بن عمر الصنعاني. شيخ من أصحابنا ، ثقة ، له كتاب وأصول (3).
6 ـ إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى. مدني ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه 8 ، وكان خصيصاً بهما ، والعامة لهذه العلة تضعّفه ، وحكى بعض أصحابنا عن بعض المخالفين أن كتب الواقدي سائرها إنما هي كتب إبراهيم ابن محمد بن أبي يحيى ، نقلها الواقدي وادّعاها. وذكر بعض أصحابنا أن له كتاباً مبوباً في الحلال والحرام عن أبي عبد اللّه 7 (4).
7 ـ إبراهيم بن نعيم العبدي. أبو الصباح الكناني ، له كتاب ، ويسمى الميزان من ثقته ، قال له الصادق 7 : أنت ميزان لا عين فيه (5).
8 ـ إسماعيل بن جابر الجعفي. ثقة ممدوح ، له أصول رواها عنه صفوان بن يحيى ، وله كتاب ذكره محمد بن الحسن بن الوليد في فهرسته (6).
__________________
(1) رجال النجاشي : 15 ، الفهرست / الشيخ الطوسي : 34 ، خلاصة الأقوال : 314 ، رجال ابن داود : 32 ، معالم العلماء : 41.
(2) الذريعة 2 : 136 و 24 : 319.
(3) رجال النجاشي : 20 ، رجال الطوسي : 121 ، معالم العلماء : 42.
(4) رجال النجاشي : 14 ، الذريعة 7 : 61.
(5) رجال الطوسي : 121 ، نقد الرجال 1 : 92 ، الذريعة 2 : 137.
(6) رجال النجاشي : 32 رجال الطوسي : 121 ، خلاصة الأقوال : 54.
9 ـ إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي. تابعي ، سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة ، وكان فقيهاً ، نقل ابن عقدة : أن الصادق 7 ترحم عليه ، وحكى عن ابن نمير أنه قال : ثقة (1).
10 ـ إسماعيل بن عبد الرحمن السدي. مفسر مشهور ، عدّه الشيخ من أصحاب السجاد والباقر والصادق : (2).
11 ـ إسماعيل بن الفضل بن يعقوب. من بني الحارث بن عبد المطلب ، ثقة ، من أهل البصرة ، روي أن الصادق 7 قال : هو كهل من كهولنا ، وسيد من ساداتنا (3).
12 ـ برد الأسكاف الأزدي الكوفي. عده الشيخ من أصحاب السجاد والباقر 8 ، وله كتاب (4).
13 ـ بريد بن معاوية العجلي. وجه من وجوه أصحابنا ، ثقة فقيه ، روي أنه من حواري الباقر والصادق 8 ، وله محل عندهما ، قال الكشي : انه ممن اتفقت العصابة على تصديقه ، وممن انقادوا له بالفقه. ومات سنة 150 هـ (5).
14 ـ ثابت بن دينار الكوفي الأزدي. أبو حمزة الثمالي ، ثقة ، من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث ، له كتاب تفسير القرآن ، وكتاب النوادر ، وكتاب الزهد (6).
__________________
(1) خلاصة الأقوال : 54 ، نقد الرجال 1 : 220.
(2) رجال الطوسي : 109 و 124 و 160.
(3) رجال الطوسي : 121 ، خلاصة الأقوال : 53.
(4) رجال النجاشي : 113 ، رجال الطوسي : 110 ، الذريعة 6 : 315.
(5) خلاصة الأقوال : 81.
(6) رجال الطوسي : 129 ، الفهرست : 90.
15 ـ جابر بن يزيد الجعفي. ثقة جليل مشهور له أصل وتفسير وكتاب النوادر والفضائل ، ورسالة أبي جعفر الباقر 7 إلى أهل البصرة ، توفي سنة 128 هـ ، وقيل : 132 هـ (1).
16 ـ الحارث بن المغيرة النصري. بصري ، ثقة ثقة ، له كتاب (2).
17 ـ حجر بن زائدة الحضرمي. ثقة صحيح المذهب ، صالح ، له كتاب (3).
18 ـ حجر بن زائدة الحضرمي. أبو عبد اللّه ، ثقة صحيح المذهب ، له كتاب (4).
19 ـ حذيفة بن منصور الخزاعي. ثقة ، له كتاب (5).
20 ـ حسان بن مهران الجمال. أخو صفوان الجمال ، عدّه الشيخ من أصحاب الباقر 7 ، ثقة ثقة ، له كتاب (6).
21 ـ الحسن بن السري الكاتب. الكرخي ، ثقة ، له كتاب (7).
22 ـ الحسن بن علي بن أبي المغيرة الكوفي. ثقة ، له كتاب (
.
23 ـ الحسين بن ثوير بن أبي فاختة. ثقة ، له كتاب نوادر (9).
__________________
(1) رجال الطوسي : 129 ، نقد الرجال 1 : 325 ، الذريعة 2 : 144 و 24 : 324.
(2) رجال النجاشي : 139 ، خلاصة الأقوال : 123 ، الذريعة 6 : 319.
(3) نقد الرجال 1 : 403 ، الذريعة 6 : 320.
(4) رجال النجاشي : 148.
(5) رجال النجاشي : 147.
(6) رجال النجاشي : 147 رجال الطوسي : 132 ، الفهرست : 120.
(7) نقد الرجال 2 : 26.
(
رجال النجاشي : 149.
(9) رجال النجاشي : 55.
24 ـ الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم. روى ابن عقدة ، عن الفضل بن يوسف ، قال : الحكم بن عبد الرحمن ، خيار ، ثقة ثقة (1).
25 ـ الحكم بن المختار بن أبي عبيدة. ثقة (2).
26 ـ خالد بن طهمان. أبو العلاء الخفاف السلولي ، له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفر 7 ، وكان من العامة (3).
27 ـ رافع بن سلمة بن زياد الأشجعي. كوفي ، ثقة من بيت الثقات وعيونهم ، له كتاب (4).
28 ـ زحر بن عبد اللّه الأسدي. ثقة ، له كتاب (5).
29 ـ زرارة بن أعين. شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم ، كان قارئاً فقيهاً متكلماً شاعراً أديباً ، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين ، مات سنة 150 هـ ، كان ثقة صادقاً فيما يرويه ، وله مصنفات منها كتاب في الاستطاعة والجبر (6).
30 ـ زياد بن أبي الحلال. كوفي ثقة ، عده الشيخ من أصحاب الباقر 7 ، له كتاب (7).
31 ـ زياد بن سوقة البجلي. كوفي ، ثقة ، عده الشيخ من أصحاب
__________________
(1) نقد الرجال 2 : 141.
(2) رجال الطوسي : 131.
(3) رجال النجاشي : 151.
(4) رجال النجاشي : 169 ، الذريعة 6 : 331 ، خلاصة الأقوال : 147.
(5) رجال النجاشي : 176 ، الذريعة 6 : 332.
(6) نقد الرجال 2 : 254.
(7) رجال النجاشي : 171 ، رجال الطوسي : 136.
الباقر 7 (1).
32 ـ زياد بن عيسى الحذاء. كوفي ، ثقة صحيح ، له كتاب ، قال العقيقي العلوي : أبو عبيدة ، زياد الحذاء ، كان حسن المنزلة عند آل محمد : ، وكان زامل أبا جعفر 7 إلى مكة (2).
33 ـ زياد بن المنذر. أبو الجارود الهمداني الخارقي ، زيدي المذهب ، واليه تنسب الزيدية الجارودية ، له أصل ، وكتاب تفسير القرآن ، رواه عن أبي جعفر 7 أيام استقامته ، وكأنه كان يكتبه عن إملائه 7 ، ولذا نسبه ابن النديم إلى الباقر 7 (3).
34 ـ زيد بن محمد بن يونس. أبو أسامة الشحام ، كوفي ، ثقة عين ، له كتاب (4).
35 ـ سعد بن طريف الحنظلي الاسكاف. كان قاضياً ، وله رسالة الإمام الباقر 7 إليه (5).
36 ـ سلام بن أبي عمرة الخراساني. ثقة ، له كتاب (6).
37 ـ سليمان بن خالد بن دهقان. أبو الربيع الأقطع ، كان قارئاً فقيهاً وجهاً ، خرج مع زيد 7 فقطعت يده ، وكان الذي قطعها يوسف بن عمر بنفسه ، ومات في حياة أبي عبد اللّه 7 ، فتوجع لفقده ، ودعا لولده ، وأوصى بهم أصحابه ، له
__________________
(1) رجال الطوسي : 135 ، خلاصة الأقوال : 149.
(2) رجال النجاشي : 170 ، نقد الرجال 2 : 275.
(3) رجال النجاشي : 170 ، الفهرست : 131 ، الذريعة 2 : 150 و 4 : 251.
(4) رجال ابن داود : 100 ، نقد الرجال 2 : 290.
(5) رجال النجاشي : 178 ، نقد الرجال 2 : 309.
(6) رجال النجاشي : 189 ، الذريعة 6 : 336.
كتاب (1).
38 ـ شجرة بن ميمون. أبو أراكة النبال الوابشي ، كوفي ، هو وابنه علي بن شجرة ، والحسن بن شجرة ، كلهم ثقات وجوه أعيان أجلة ، وله كتاب (2).
39 ـ شهاب بن عبد ربه الأسدي الصيرفي الكوفي. ثقة له كتاب يعد من الأصول (3).
40 ـ صباح بن يحيى. أبو محمد المزني الكوفي ، ثقة ، له كتاب (4).
41 ـ عامر بن عبد اللّه بن جذاعة. من حواري الباقر والصادق 8 (5).
42 ـ عباد بن صهيب. أبو بكر التميمي ، بصري ، ثقة ، روى عن أبي عبد اللّه 7 كتاباً ، وعده الشيخ من أصحاب الباقر 7 (6).
43 ـ عبد الرحمن بن أعين بن سنسن الشيباني. له كتاب ، روى الكشي عن الحسن بن علي بن يقطين عن مشايخه أنه كان مستقيماً (7).
44 ـ عبد الغفار بن القاسم بن قيس. أبو مريم الأنصاري ، ثقة ، له كتاب (
.
45 ـ عبد اللّه بن ابراهيم بن محمد الجعفري. ثقة ، صدوق ، له كتب ، منها :
__________________
(1) رجال النجاشي : 183 ، الذريعة 6 : 336.
(2) رجال النجاشي : 275 ، رجال الطوسي : 138 ، خلاصة الأقوال : 169 و 189.
(3) خلاصة الأقوال : 56 ، في ترجمة اسماعيل بن عبد الخالق بن عبد ربه ، الذريعة 2 : 159.
(4) رجال النجاشي : 201 ، الذريعة 6 : 339.
(5) رجال ابن داود : 113.
(6) رجال النجاشي : 293 ، رجال الطوسي : 142 ، الفهرست : 192.
(7) رجال النجاشي : 237 ، نقد الرجال 3 : 43.
(
رجال النجاشي : 246 ، الذريعة 6 : 343.
كتاب خروج محمد بن عبد اللّه ومقتله ، وكتاب خروج صاحب فخ ومقتله (1).
46 ـ عبد اللّه بن سنان بن طريف. ثقة جليل ، له كتاب الصلاة الكبير (2).
47 ـ عبد اللّه بن غالب الأسدي. شاعر فقيه ، ثقة ثقة ، له كتاب تكثر الرواة عنه ، قال له أبو عبد اللّه الصادق 7 : «إن ملكاً يلقي الشعر عليك ، وإني لأعرف ذلك الملك» (3).
48 ـ عبد المؤمن بن القاسم بن قيس الأنصاري. كوفي ، ثقة ، هو وأخوه أبو مريم عبد الغفار بن القاسم ، توفي سنة 147 هـ ، له كتاب (4).
49 ـ عبيد بن محمد بن قيس البجلي. له كتاب يرويه عن أبيه ، عرضه على أبي جعفر محمد بن علي الباقر 7 ، فقال : «هذا قول أمير المؤمنين 7» (5).
50 ـ عبيد اللّه بن الوليد الوصافي. ثقة ، له كتاب (6).
51 ـ علي بن أبي المغيرة الزبيدي. ثقة ، وله كتاب مفرد (7).
52 ـ عنبسة بن بجاد العابد. عده الشيخ من أصحاب الباقر 7 ، وكان قاضياً ، ثقةً خيراً فاضلاً ، له كتاب (
.
53 ـ غياث بن ابراهيم التميمي. بصري وسكن الكوفة ، عده الشيخ من
__________________
(1) رجال النجاشي : 216.
(2) الذريعة 15 : 57.
(3) رجال النجاشي : 222 ، الذريعة 6 : 345.
(4) رجال النجاشي : 249.
(5) الفهرست : 176.
(6) رجال النجاشي : 231.
(7) نقد الرجال 3 : 225.
(
رجال النجاشي : 320 ، رجال الطوسي : 141.
أصحاب الباقر 7 ، ثقة ، له كتاب في الحديث ، وكتاب مقتل أمير المؤمنين 7 (1).
54 ـ فضيل بن يسار النهدي البصري. ثقة عين ، جليل القدر ، له كتاب (2).
55 ـ الفيض بن المختار الجعفي الكوفي. ثقة عين ، له كتاب (3).
56 ـ كثير بن كلثم. كوفي ، ثقة (4).
57 ـ الكميت بن زيد الأسدي. شاعر الإمام الباقر 7 ، وقد قدمنا ترجمته في الفصل الثاني ، وقيل : في الكميت عشر خصال لم تكن في شاعر : كان خطيب بني أسد ، وفقيه الشيعة ، وحافظ القرآن ، وكاتباً حسن الخط ، ونسابة ، وكان جدلياً ، وهو أول من ناظر في التشيع مجاهراً بذلك ، وكان رامياً لم يكن في بني أسد أرمى منه ، وكان فارساً شجاعاً ، وكان سخياً ديناً (5).
58 ـ ليث بن البختري المرادي. ثقة عظيم الشأن ، وله كتاب (6).
59 ـ مالك بن عطية الأحمسي. عده الشيخ من أصحاب الباقر 7 ، ثقة ، وله كتاب (7).
60 ـ محمد بن الحسن بن أبي سارة الرواسي. أصله كوفي ، وسكن هو وأبوه قبله النيل ، روى هو وأبوه عن أبي جعفر وأبي عبد اللّه 8 ، وابن عمه معاذ بن
__________________
(1) الفهرست : 196 ، خلاصة الأقوال : 385.
(2) رجال النجاشي : 309 ، رجال الطوسي : 143 ، خلاصة الأقوال : 228.
(3) رجال النجاشي : 311.
(4) رجال النجاشي : 319.
(5) الغدير 2 : 169 عن خزانة الأدب 2 : 69 وشرح الشواهد : 13.
(6) رجال النجاشي : 321 ، معالم العلماء : 129 ، رجال ابن داود : 214.
(7) رجال النجاشي : 422 ، رجال الطوسي : 145 ، الفهرست : 250.
مسلم بن أبي سارة ، وهم أهل بيت فضل وأدب ، وعلى معاذ ومحمد تفقّه الكسائي علم العرب ، والكسائي والفراء يحكون عنهما في كتبهم كثيراً ، وهم ثقات لا يطعن عليهم بشيء. ولمحمد هذا كتاب الوقف والابتداء ، وكتاب الهمز ، وكتاب إعراب القرآن (1).
61 ـ محمد بن السائب الكلبي. له كتاب أحكام القرآن ، والتفسير ، وقيل : هو أول من صنف في هذا الفن ، توفي سنة 146 هـ (2).
62 ـ محمد بن شريح الحضرمي. ثقة ، عده الشيخ من أصحاب الباقر 7 ، وله كتاب (3).
63 ـ محمد بن قيس البجلي. ثقة ، وجه من وجوه العرب بالكوفة ، له كتاب قضايا أمير المؤمنين 7 رواه عن الباقر 7 ، وكتاب آخر نوادر (4).
64 ـ محمد بن مرازم الساباطي. ثقة ، له كتاب (5).
65 ـ محمد بن مسلم بن رباح الطحان. وجه أصحابنا بالكوفة ، فقيه ، صحب أبا جعفر وأبا عبد اللّه 8 ، وروى عنهما ، وكان من أوثق الناس. له كتاب يسمى الأربع مئة مسألة في أبواب الحلال والحرام (6).
66 ـ مسكين. ثقة ، عده الشيخ من أصحاب الباقر 7 (7).
__________________
(1) رجال النجاشي : 324.
(2) الذريعة 1 : 40 و 4 : 311.
(3) رجال النجاشي : 366 ، رجال الطوسي : 145 ، الفهرست : 230.
(4) رجال النجاشي : 322 ، الفهرست : 206 ، خلاصة الأقوال : 252.
(5) الذريعة 6 : 364.
(6) رجال النجاشي : 323 ، الذريعة 1 : 407.
(7) رجال الطوسي : 145.
67 ـ مسمع بن عبد الملك. أبو سيار ، الملقب كردين ، شيخ بكر بن وائل بالبصرة ووجهها ، وسيد المسامعة ، وكان أوجه من أخيه عامر بن عبد الملك وأبيه ، له كتاب نوادر كبير ، وروى أيام البسوس. وقال له أبو عبد اللّه 7 : «إنّي لأعدك لأمر عظيم ، يا أبا السيار» (1).
68 ـ معاذ بن مسلم بن أبي سارة النحوي. نحوي مشهور ، وثقه النجاشي عند ترجمة محمد بن الحسن بن أبي سارة (2).
69 ـ منصور بن حازم أبو أيوب البجلي. كوفي ، ثقة ، عين ، صدوق ، من أجلة أصحابنا وفقهائهم. عده الشيخ من أصحاب الباقر 7 ، له كتب منها : أصول الشرائع ، وكتاب الحج (3).
70 ـ معمر بن يحيى بن سام العجلي. ثقة ، متقدم ، له كتاب (4).
71 ـ موسى بن الحسن بن عامر الأشعري القمي. أبو الحسن ، ثقة ، عين ، جليل. صنف ثلاثين كتاباً ، منها : كتاب الطلاق ، كتاب الوصايا ، كتاب الفرائض ، كتاب الفضائل ، كتاب الحج ، كتاب الرحمة ، كتاب الوضوء ، كتاب الصلاة ، كتاب الزكاة ، كتاب الحج ، كتاب الصيام ، كتاب يوم وليلة ، كتاب الطب. روى عن أبي عبد اللّه 7 ، وعده الشيخ من أصحاب الباقر 7 (5).
72 ـ نصر بن مزاحم المنقري. مستقيم الطريقة ، صالح الأمر ، له مصنفات
__________________
(1) رجال النجاشي : 420 ، نقد الرجال 4 : 375.
(2) نقد الرجال 4 : 384.
(3) رجال النجاشي : 413 ، معالم العلماء : 156 ، رجال الطوسي : 147.
(4) رجال النجاشي : 425 ، نقد الرجال 4 : 402.
(5) رجال النجاشي : 406 ، رجال الطوسي : 147 ، خلاصة الأقوال : 272.
حسان (1).
73 ـ هارون بن حمزة الغنوي. ثقة ، عين ، له كتاب ، عده الشيخ من أصحاب الباقر 7 (2).
74 ـ هيثم بن أبي مسروق النهدي. قريب الأمر ، له كتاب نوادر (3).
75 ـ وهب بن عبد ربه الأسدي. ثقة ، له كتاب (4).
76 ـ يحيى بن أبي العلاء الرازي. له كتاب (5) ، وهو ثقة مشهور.
77 ـ يحيى بن القاسم الأسدي. أبو بصير ، ثقة وجيه ، له كتاب يوم وليلة ، كتاب مناسك الحج ، وتفسير أبي بصير (6).
78 ـ أبو خالد القماط. كوفي ، ثقة ، له كتاب (7).
وكان كل هؤلاء وغيرهم من الرجال الأفذاذ يشكلون حجر الزاوية في مدرسة أهل البيت : التي اكتمل بناؤها على يد الإمام الصادق 7 ، الذي كان حلقة الوصل في نقل علوم الشريعة بشكل لم يسبق له مثيل ، قال الحسن بن علي الوشاء يصف مسجد الكوفة : اني أدركت في هذا المسجد تسع مئة شيخ كلٌّ يقول حدثني جعفر بن محمد (
.
__________________
(1) نقد الرجال 5 : 11.
(2) رجال النجاشي : 437 ، رجال الطوسي : 148 ، الفهرست : 260.
(3) رجال النجاشي : 161 ، نقد الرجال 5 : 45.
(4) رجال النجاشي : 430.
(5) نقد الرجال 5 : 60.
(6) رجال النجاشي : 441 ، الذريعة 4 : 251.
(7) نقد الرجال 5 : 86.
(
رجال النجاشي : 40 / 80.
الفصل السادس
دوره عليه السلام في تأصيل عقائد الإسلام
في أصول الاعتقاد :
تعرض الإمام الباقر 7 لمسائل كلامية دقيقة ذات صلة بالتوحيد وصفات الذات الإلهية والإمامة والمعاد وغيرها من المسائل التي كانت مثار جدل في عصره ، وهي تكتسب أهمية قصوى في ذلك العصر إذا لوحظ حجم التحديات
التي تواجه الإسلام من قبل الحكام الذين استباحوا كل وسائل القمع والإرهاب ضد القائلين بإمامة أهل البيت : ، وكان الإمام 7 بصدد إعادة المسار إلى نصابه في سبيل إعلاء كلمة الدين ، وتنمية الأفكار والمفاهيم الإسلامية الصحيحة في وعي المسلم ووجدانه.
قال الشاعر :
وشيد الدين الحنيف السامي
حتى علت دعائم الإسلام
قامت به قواعد التوحيد
واستحكمت برأيه السديد
فرّقَ جمعَ الغيِّ والضلالِ
بجمع شمل العلم والكمال (1)
وقد ورد في حديث الإمام الباقر 7 تبيين أصول العقيدة لبعض أصحابه ، حيث سأله أبو الجارود عن دينه الذي يدين اللّه به هو وأهل بيته.
قال أبو الجارود : «قلت لأبي جعفر 7 : يا بن رسول اللّه ، هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إيّاكم؟ قال : فقال : نعم. قال : فقلت : فإني أسألك مسألة تجيبني فيها ، فإني مكفوف البصر ، قليل المشي ، ولا استطيع زيارتكم كل حين. قال : هات حاجتك. قلت : أخبرني بدينك الذي تدين اللّه عزّوجلّ به أنت وأهل بيتك ، لأدين اللّه عزّوجلّ به. قال : إن كنت أقصرت الخطبة ، فقد أعظمت المسألة ، واللّه لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين اللّه عزّوجلّ به ، شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، وأن محمداً رسول اللّه ، والإقرار بما جاء به من عند اللّه ، والولاية لولينا ، والبراءة من عدونا ، والتسليم لأمرنا ، وانتظار قائمنا ، والاجتهاد والورع» (2).
1 ـ كلماته في التوحيد ومعرفة الخالق :
يشكل التوحيد الحجر الأساس في البناء الفكري والعقيدي والأخلاقي ، وهو المحور الذي تدور عليه العقائد والشرائع الإلهية ، من هنا كان للإمام الباقر 7 كلمات كثيرة في بيان معنى التوحيد الخالص من شوائب الشرك ومقولات التشبيه والتجسيم ، وتأكيد أن المعبود سبحانه لم يزل ولا يزال واحداً صمداً قدوساً تفرّد بالعبودية ، وتعالى عن صفات الخلق.
إخلاص التوحيد :
قال أبو جعفر الباقر 7 : «الأحد الفرد المتفرد ، والأحد والواحد بمعنى واحد ، وهو المتفرد الذي لا نظير له ، والتوحيد الإقرار بالوحدة ، وهو الانفراد ، والواحد المتباين الذي لا ينبعث من شيء ولا يتحد بشيء ، ومن ثم قالوا : ان بناء العدد من الواحد ، وليس الواحد من العدد ، لأن العدد
__________________
(1) الأنوار القدسية : 72.
(2) الكافي 2 : 21 / 10.
لا يقع على الواحد ، بل يقع على الإثنين ، فمعنى قوله : اللّه أحد ، المعبود الذي يأله الخلق عن إدراكه والإحاطة بكيفيته ، فرد بالهيته ، متعال عن صفات خلقه» (1).
وقال محمد بن مسلم : سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر 7 قال : «أخبرني عن اللّه عزّوجلّ متى كان؟ قال : متى لم يكن حتى أخبرك متى كان؟! سبحان من لم يزل ولا يزال فرداً صمداً ، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً» (2).
وأكد الإمام 7 على إخلاص التوحيد للّه وما يترتب عليه من حسن الثواب ، روى جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر 7 ، قال : «جاء جبرئيل إلى رسول اللّه 9 ، فقال : يا محمد ، طوبى لمن قال من أمتك : لا إله إلاّ اللّه ، وحده وحده وحده» (3).
وعن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : «ما من شيء أعظم ثواباً من شهادة أن لا إله إلاّ اللّه ، إنّ اللّه عزّوجلّ لا يعدله شيء ، ولا يشركه في الأمور أحد» (4).
وحذّر 7 من الشرك لأنه من الظلم الذي لا يغفره اللّه ، قال 7 : « الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفره اللّه ، وظلم يغفره اللّه ، وظلم لا يدعه اللّه ، فأما الظلم الذي لا يغفره اللّه فالشرك باللّه ... » (5).
__________________
(1) التوحيد : 90.
(2) الكافي 8 : 120 / 93 ، الاحتجاج 2 : 54.
(3) التوحيد : 21 / 10.
(4) الكافي 2 : 516 / 1 ، التوحيد : 19 / 3.
(5) تحف العقول : 293 ، الخصال : 118 / 105.
وحاول 7 غرس هذه المفاهيم عن طريق الدعاء الذي جعل منه ميداناً لتعليم العقائد وعلى رأسها التوحيد ، ومن ذلك الدعاء وقت الزوال الذي علمه الباقر 7 محمد بن مسلم : «لا إله إلاّ اللّه ، واللّه أكبر ، وسبحان اللّه ، والحمد للّه الذي لم يتخذ ولداً ، ولم يكن له شريك في الملك ، ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيراً.
قال محمد بن مسلم : فقلت : جعلت فداك ، أحافظ على هذا الكلام عند الزوال؟ قال : نعم ، حافظ عليه كما تحافظ على عينيك» (1).
العقول لا تدرك كنه الذات :
يؤكد الإمام الباقر 7 امتناع عقول المخلوقين وحواسهم عن إدراك حقيقة الذات الالهية ، أو توهمه بالمحسوسات ، لأنه سبحانه فوق ما يدركه العقل ، وفوق ما تتصوره الأوهام والحواس ، عن المنهال بن عمرو ، عنه 7 قال : «اذكروا من عظمة اللّه ما شئتم ، ولا تذكرون منه شيئاً إلاّ وهو أعظم منه» (2).
وقال 7 : «اللّه معناه المعبود الذي أَلْهَ الخلق عن درك ماهيته والإحاطة بكيفيته» (3).
وعن عبد الرحمن بن أبي نجران ، قال : «سألت أبا جعفر 7 عن التوحيد ، فقلت : أتوهم شيئاً. فقال : نعم ، غير معقول ولا محدود ، فما وقع وهمك عليه من شيء فهو خلافه ، لا يشبهه شيء ولا تدركه الأوهام ، كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل ، وخلاف ما يتصور في الأوهام؟! إنّما يتوهم
__________________
(1) فلاح السائل : 96 ، بحار الأنوار 87 : 54 ، مستدرك الوسائل 3 : 126 / 3174.
(2) تاريخ دمشق 45 : 282 ، سير أعلام النبلاء 4 : 405.
(3) التتوحيد : 89.
شيء غير معقول ولا محدود» (1).
وعن المدائني ، قال : «بينما محمد بن علي بن الحسين : في فناء الكعبة أتاه أعرابي فقال له : هل رأيت اللّه حيث عبدته؟ فأطرق وأطرق من كان حوله ، ثم رفع رأسه إليه ، فقال : ما كنت لأعبد شيئاً لم أره. فقال : وكيف رأيته؟ قال : لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان ، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس ، معروف بالآيات ، منعوت بالعلامات ، لا يجور في قضية ، بان من الأشياء وبانت الأشياء منه ، ليس كمثله شيء ، ذلك اللّه لا إله إلاّ هو. فقال الأعرابي : اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته» (2).
ونهى 7 عن الكلام في كنه الذات لأنه يؤدي إلى الخوض في التشبيه والتجسيم ، وإنزال ذات الإله وكأنها شيء من الأشياء التي تخضع لوصف الحواس وسائر المدركات العقلية ، الأمر الذي يتبعه الضُلاَّل والتِّيه.
عن محمد بن مسلم ، قال : قال أبو جعفر 7 : «يا محمد ، إن الناس لا يزال لهم المنطق حتى يتكلموا في اللّه ، فإذا سمعتم ذلك فقولوا : لا إله إلاّ اللّه» (3).
وعنه ، عن أبي جعفر 7 ، قال : «تكلموا فيما دون العرش ، ولا تكلموا فيما فوق العرش ، فإنَّ قوماً تكلموا في اللّه فتاهوا ، حتى كان الرجل ينادى من بين يديه فيجيب من خلفه» (4).
__________________
(1) التوحيد : 89.
(2) الكافي 1 : 82 / 1 ، التوحيد : 106 / 6.
(3) تاريخ دمشق 45 : 282 ، البدء والتاريخ 1 : 74 ، ونحوه في التوحيد : 108 / 5 ، الاحتجاج 1 : 54 ، أمالي المرتضى 1 : 104.
(4) المحاسن 1 : 237 / 209.
وعن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر 7 : «تكلموا في خلق اللّه ، ولا تتكلموا في اللّه ، فإن الكلام في اللّه لا يزداد صاحبه إلاّ تحيراً».
وفي رواية أخرى عن حريز : «تكلموا في كل شيء ، ولا تتكلموا في ذات اللّه» (2).
وعنه 7 : «كلّما ميزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه ، مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم» (3).
صفات الذات :
نفى الإمام الباقر 7 ما قاله بعض متكلمي العراق من تعدد صفات الذات ، وأنّه تعالى يسمع بغير ما يبصر ، ويبصر بغير ما يسمع ، شأنه في ذلك شأن مخلوقاته ، وقد عمل الإمام 7 على وضع هذه المسألة في إطارها الصحيح ، مؤكّداً وحدة الصفات ، وكونها عين الذات الإلهية المقدّسة.
روى محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 ، ـ في صفة القديم ـ إنّه واحد صمد ، أحدي المعنى ، ليس بمعان كثيرة مختلفة. قال : «قلت : جعلت فداك ، إنّه يزعم قوم من أهل الع راق أنّه يسمع بغير الذي يبصر ، ويبصر بغير الذي يسمع. قال : فقال : كذبوا وألحدوا ، وشبهوا اللّه تعالى ، إنّه سميع بصير ، يسمع بما به يبصر ، ويبصر بما به يسمع. قال : فقلت : يزعمون أنّه بصير على ما يعقله. قال : فقال : تعالى اللّه ، إنما يعقل من كان بصفة المخلوق ، وليس اللّه
__________________
(1) المحاسن 1 : 238 / 211.
(2) الكافي 1 : 92 / 1.
(3) بحار الأنوار 66 : 292.
كذلك» (1).
أزلية الذات :
ورد في كلام الإمام الباقر 7 ما يؤكد أزلية واجب الوجود وتوحيده ، وتنزيهه عن المشابهة لمخلوقاته المفتقرة إلى الزمان والمكان والعلّة.
قال الإمام محمد بن علي الباقر 7 : «إن اللّه تبارك وتعالى كان ولا شيء غيره ، نوراً لا ظلام فيه ، وصادقاً لا كذب فيه ، وعالماً لا جهل فيه ، وحياً لا موت فيه ، وكذلك هو اليوم ، وكذلك لا يزال أبداً» (2).
وعن أبي بصير ، قال : «جاء رجل إلى أبي جعفر 7 ، فقال له : أخبرني عن ربك متى كان؟ فقال : ويلك إنما يقال لشيء لم يكن متى كان ، إنّ ربي تبارك وتعالى كان ولم يزل حياً بلا كيف ، ولم يكن له كان ، ولا كان لكونه كيف ، ولا كان له أين ، ولا كان في شيء ، ولا كان على شيء ، ولا ابتدع لمكانه مكاناً ، ولا قوي بعد ما كون الأشياء ، ولا كان ضعيفاً قبل أن يكون شيئاً ، ولا كان مستوحشاً قبل أن يبتدع شيئاً ، ولا يشبه شيئاً مذكوراً ، ولا كان خلواً من الملك قبل إنشائه ، ولا يكون منه خلواً بعد ذهابه ، لم يزل حياً بلا حياة ، وملكاً قادراً قبل أن ينشئ شيئاً ، وملكاً جباراً بعد إنشائه للكون ، فليس لكونه كيف ، ولا له أين ، ولا له حدّ ، ولا يعرف بشيء يشبهه ، ولا يهرم لطول البقاء ، ولا يصعق لشيء ، بل لخوفه تصعق الأشياء كلّها ، كان حياً بلا حياة حادثة ، ولا كون موصوف ، ولا كيف محدود ، ولا أين
__________________
(1) الاحتجاج 2 : 54.
(2) التوحيد : 141.
موقوف (1) عليه ، ولا مكان جاور شيئاً ، بل حي يعرف ، وملك لم يزل له القدرة والملك ، أنشأ ما شاء حين شاء بمشيئته ، لا يحدّ ولا يبعّض ولا يفنى ، كان أولاً بلا كيف ، ويكون آخراً بلا أين ، وكل شيء هالك إلاّ وجهه ، له الخلق والأمر ، تبارك اللّه ربّ العالمين.
ويلك أيّها السائل ، إنّ ربّي لا تغشاه الأوهام ، ولا تنزل به الشبهات ، ولا يحار ولا يجاوزه شيء (2) ، ولا تنزل به الأحداث ، ولا يسأل عن شيء يفعله ، ولا يندم على شيء ، ولا تأخذه سنة ولا نوم ، له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى» (3).
معنى الصمد :
ذهب المشبهة إلى أن معنى الصمد هو المصمت الذي لا جوف له ، وذلك لا يكون إلاّ من صفة الأجسام المصمتة التي لا أجواف لها ، واللّه جلّ ذكره متعال عن ذلك ، ليس كمثله شيء ، وهو أعظم وأجلّ من أن تقع الأوهام على صفته ، أو تدرك كنه عظمته.
من هنا أكّد الإمام أبو جعفر الباقر 7 على أن معنى الصمد هو أن اللّه سبحانه يعبده كل شيء ، ويصمد إليه كل شيء (4). وقال 7 : «الصمد السيد المطاع الذي ليس فوقه آمر وناهٍ» (5). أي هو السيد الصمد الذي جميع الخلق
__________________
(1) في التوحيد : ولا أثر مقفو.
(2) في التوحيد : ولا يجار من شيء ، ولا يجاوره شيء.
(3) الكافي 1 : 88 / 3 ، التوحيد : 173 / 2.
(4) الكافي 1 : 123 / 2.
(5) التوحيد : 90 ، معاني الأخبار : 7.
من الجن والإنس إليه يصمدون في الحوائج ، وإليه يلجأون عند الشدائد ، ومنه يرجون الرخاء ودوام النعماء ، ليدفع عنهم الشدائد (1).
وورد عنه 7 تفسير لحروف كلمة الصمد ، ينسجم مع المعنى الذي يؤكده في وحدانية الخالق ، وأزلية ملكه ودوامه ، وعجز حواس وأوهام الخلق عن درك ماهيته وكيفيته.
قال وهب بن وهب القرشي : سمعت الصادق 7 يقول : «قدم وفد من أهل فلسطين على الباقر 7 فسألوه عن مسائل فأجابهم ، ثم سألوه عن الصمد ، فقال : تفسيره فيه ، الصمد خمسة أحرف : فالألف دليل على إنّيته ، وهو قوله عزّوجلّ : «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ» (2) وذلك تنبيه وإشارة إلى الغائب عن درك الحواس ، واللام دليل على إلهيته بأنه هو اللّه.
والألف واللام مدغمان لا يظهران على اللسان ، ولا يقعان في السمع ، ويظهران في الكتابة ، دليل على أن إلهيته بلطفه خافية لا تدرك بالحواس ، ولا تقع في لسان واصف ، ولا أذن سامع ، لأن تفسير الإله هو الذي ألْهَ الخلق عن درك ماهيته وكيفيته بحسّ أو بوهم ، لا بل هو مبدع الأوهام وخالق الحواس ، وإنما يظهر ذلك عند الكتابة ، دليل على أن اللّه سبحانه أظهر ربوبيته في إبداع الخلق وتركيب أرواحهم اللطيفة في أجسادهم الكثيفة ، فإذا نظر عبد إلى نفسه لم ير روحه ، كما أن لام الصمد لا تتبين ولا تدخل في حاسة من الحواس الخمس ، فإذا نظر إلى الكتابة ظهر له ما خفي ولطف ، فمتى تفكر العبد في ماهية الباري وكيفيته ، ألْهَ فيه وتحيّر ، ولم تحط فكرته بشيء يتصور له ، لأنه
__________________
(1) راجع : الكافي 1 : 124.
(2) سورة آل عمران : 3 / 18.
عزّوجلّ خالق الصور ، فإذا نظر إلى خلقه ثبت له أنه عز وجل خالقهم ومركب أرواحهم في أجسادهم.
وأما الصاد فدليل على أنه عز وجل صادق وقوله صدق وكلامه صدق ، ودعا عباده إلى إتباع الصدق بالصدق ، ووعد بالصدق دار الصدق.
وأما الميم فدليل على ملكه ، وأنه الملك الحق لم يزل ولا يزال ولا يزول ملكه.
وأما الدال فدليل على دوام ملكه ، وأنه عزّوجلّ دائم ، تعالى عن الكون والزوال ، بل هو عزّوجلّ يكوّن الكائنات ، الذي كان بتكوينه كل كائن» (1).
العلم الإلهي :
جاء في حديث الباقر 7 ما يؤكد أزلية علمه تعالى ، وأنه محيط بكل شيء ، وليس في علمه تفاوت ولا اختلاف وليس له حدود ، فهو عالم بالأشياء قبل وبعد كونها على حد سواء ، لأنه الخالق والمكوّن له.
عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر 7 ، قال : «سمعته يقول : كان اللّه عزّوجلّ ولا شيء غيره ، ولم يزل عالماً بما يكون ، فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد كونه» (2).
وعن فضيل ، قال : قلت لأبي جعفر 7 : «جعلت فداك ، إن رأيت أن تعلمني هل كان اللّه جل ذكره يعلم قبل أن يخلق الخلق أنه وحده؟ فقد اختلف مواليك. فقال بعضهم : قد كان يعلم تبارك وتعالى أنه وحده قبل أن يخلق شيئاً من خلقه ، وقال بعضهم : إنما معنى يعلم يفعل ، فهو اليوم يعلم أنه لا غيره قبل
__________________
(1) التوحيد : 92 ، معاني الأخبار : 7.
(2) الكافي 1 : 107 / 2 ، التوحيد : 145 / 12.
فعل الأشياء ، وقالوا : إن أثبتنا أنه لم يزل عالماً بأنه لاغيره ، فقد أثبتنا معه غيره في أزليته ، فإن رأيت يا سيدي أن تعلمني ما لا أعدوه إلى غيره ، فكتب 7 : ما زال اللّه تعالى عالماً تبارك وتعالى ذكره» (1).
2 ـ كلماته في الإمامة :
تحدث الإمام أبو جعفر الباقر 7 عن كثير من جوانب الإمامة ، باعتبارها من أصول الدين وأركان الإسلام في مدرسة أهل البيت : ، وهي القاعدة الصلبة التي ترتكز عليها بنى الإسلام ، وكان ذلك في وقت عصيب عملت فيه السلطة بكل ما أوتيت من قوة على طمس معالم الإمامة ، وإقصاء أهلها.
وكان من مضامين حديثه في هذا الاتجاه بيان ضرورة ووجوب الإمامة ، ووجه الحاجة إلى الإمام ، وكون معرفته من ضرورات الدين ، التي بدونها يموت المرء ميتة جاهلية ، وتحدث عن منزلة الإمام وعظمته وكرامته عند اللّه ، وأكد على أن الأئمة الذين فرض اللّه طاعتهم هم المعصومون الإثنا عشر من أهل البيت : حصراً ، وهم الأوصياء ، الذين أوجب اللّه سبحانه التمسك بهم وطاعتهم وإخلاص الولاية لهم ، وفرض حبهم ومودتهم والصلوات عليهم.
ضرورة ووجوب الإمامة :
أكّد الإمام الباقر 7 على ضرورة الإمامة ووجوبها من اللّه تعالى ، ذلك لأن الإمام حجته على عباده ، وهو الذي يهتدى به إليه سبحانه ، من هنا لا تخلو الأرض من إمام حي معروف ظاهر أو غائب منذ بدء الخليقة إلى آخر الدهر.
عن أبي هراسة ، عن أبي جعفر الباقر 7 أنه قال : «لو أن الإمام رُفِعَ من
__________________
(1) التوحيد : 145 / 11.
الأرض ساعة لساخت بأهلها وماجت ، كما يموج البحر بأهله» (1).
عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر الباقر 7 أنه قال : «واللّه ما ترك اللّه أرضه منذ قبض اللّه آدم إلاّ وفيها إمام يهتدى به إلى اللّه ، وهو حجته على عباده ، ولا تبقى الأرض بغير إمام حجة للّه على عباده» (2).
وجه الحاجة إلى الإمام :
لتأكيد ضرورة النبوة والإمامة ، ذكر الإمام الباقر 7 العلّة التي من أجلها يحتاج إلى النبي والإمام ، وهي تحقيق صلاح العالم وأمان أهل الأرض.
عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : «قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر 7 : لأي شيء يحتاج إلى النبي والإمام؟ فقال : لبقاء العالم على صلاحه ، وذلك أن اللّه عزوجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام ، قال اللّه عزّوجلّ : «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ» (3) وقال النبي 9 : النجوم أمان لأهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون ، وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون. يعني بأهل بيته الأئمة الذين قرن اللّه عزوجل طاعتهم بطاعته ، فقال : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الاْءَمْرِ مِنْكُمْ» (4) وهم المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون ، وهم المؤيدون
__________________
(1) الغيبة / النعماني : 139 ، بصائر الدرجات : 508 / 3 ، الإمامة والتبصرة : 34 ، الكافي 1 : 179 / 12 ، اكمال الدين : 202 / 3 و 9.
(2) الغيبة / النعماني : 138.
(3) سورة الأنفال : 8 / 33.
(4) سورة النساء : 4 / 59.
الموفّقون المسدّدون ، بهم يرزق اللّه عباده ، وبهم تعمر بلاده ، وبهم ينزل القطر من السماء ، وبهم يخرج بركات الأرض ، وبهم يمهل أهل المعاصي ، ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب ، لا يفارقهم روح القدس ولا يفارقونه ، ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم ، صلوات اللّه عليهم أجمعين» (1). وقد شخص 7 في هذا الحديث أيضاً هوية الأئمة مفترضي الطاعة من قبل اللّه عزّوجلّ.
وجوب معرفة الإمام :
تحدّث الإمام الباقر 7 عن وجوب معرفة إمام العصر ، لارتباط هذه المعرفة بمعرفة اللّه ، قال 7 : «إنّما كلّف الناس ثلاثة : معرفة الأئمة ، والتسليم لهم فيما ورد عليهم ، والرد إليهم فيما اختلفوا فيه» (2).
وعن جابر ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : «إنّما يعرف اللّه عزّوجلّ ويعبده من عرف اللّه وعرف إمامه منا أهل البيت ، ومن لا يعرف اللّه عزّوجلّ ولا يعرف الإمام منا أهل البيت ، فإنّما يعرف ويعبد غير اللّه ، هكذا واللّه ضلالاً» (3).
وأكّد حديث آبائه : «أنّ من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية» ، من هنا فإن الحجة لا تقوم للّه عزّوجلّ على عباده إلاّ بإمام حي معروف.
عن فضيل بن يسار ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : «من مات وليس له
__________________
(1) علل الشرائع 1 : 123 / باب 103.
(2) الكافي 1 : 390 / 1.
(3) الكافي 1 : 181 / 4.
إمام فميتته ميتة جاهلية ، ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو تأخر ، ومن مات وهو عارف لإمامه ، كان كمن هو مع القائم في فسطاطه» (1).
وعن أبي عبيدة الحذاء ، قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : «من مات لا يعرف إمامه ، مات ميتة جاهلية كفر ونفاق وضلال» (2).
وفي لفظ آخر عنه وعن سالم بن أبي حفصة ، أنهما سمعا أبا جعفر 7 يقول : «من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية» (3).
وقال أبو جعفر 7 : «إن الحجّة لا تقوم للّه عزّوجلّ على خلقه إلاّ بإمام حي يعرفونه» (4).
الآثار المترتبة على عدم المعرفة :
وشرح الإمام 7 الآثار المترتبة على عدم معرفة الإمام ، وعلى رأسها عدم قبول الأعمال إلاّ بتلك المعرفة ، ضارباً أروع الأمثلة في هذا السياق.
عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر 7 يقول : «كل من دان اللّه عزّوجلّ بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من اللّه ، فسعيه غير مقبول ، وهو ضال متحير ، واللّه شانئ لأعماله ، ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها ، فهجمت ذاهبة وجائية يومها ، فلما جنّها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها ، فحنت إليها واغترت بها ، فباتت معها في مربضها ، فلما أن
__________________
(1) الكافي 1 : 371 / 5.
(2) الإمامة والتبصرة : 82.
(3) الكافي 1 : 397 / 1 ، بصائر الدرجات : 279 و 529 و 530.
(4) قرب الاسناد : 351.
ساق الراعي قطيعه ، أنكرت راعيها وقطيعها ، فهجمت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها ، فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بهافصاح بها الراعي : ألحقي براعيك ، وقطيعك فأنت تائهة متحيرة عن راعيك وقطيعك ، فهجمت ذعرة متحيرة تائهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها ، فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها ، فأكلها.
وكذلك واللّه يا محمد من أصبح من هذه الأُمّة لا إمام له من اللّه عزّوجلّ ظاهر عادل ، أصبح ضالاً تائهاً ، وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق.
واعلم يا محمد أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين اللّه ، قد ضلّوا وأضلّوا ، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف ، لا يقدرون مما كسبوا على شيء ، ذلك هو الضّلال البعيد» (1).
كيف يُعْرَف الإمام؟
تحدث الإمام الباقر 7 عن الوسائل التي يتمكّن المرء من التعرّف على الإمام ، أو الخصال التي يجب توافرها في الإمام ، لكي يسحب البساط عن كل من يدعي هذا المنصب الخطير.
عن أبي الجارود ، قال : سألت أبا جعفر الباقر 7 : «بم يعرف الإمام؟ قال : بخصال أولها : نص من اللّه تبارك وتعالى عليه ، ونصبه علماً للناس حتى يكون عليهم حجة ، لأن رسول اللّه 9 نصب علياً 7 وعرفه الناس باسمه وعيّنه ، وكذلك الأئمة : ينصب الأول الثاني ، وأن يُسأل فيجيب ، وأن يسكت عنه فيبتدئ ، ويخبر الناس بما يكون في غد ، ويكلم الناس بكل
__________________
(1) الكافي 1 : 183 / 8 و : 374 / 2 ، المحاسن 1 : 92 / 47.
لسان ولغة» (1).
أئمة أهل البيت : :
عمل الإمام الباقر 7 على تشخيص المراد من أئمة أهل البيت : بعد رسول اللّه 9 ، فذكر أنّ اللّه تبارك وتعالى أرسل محمداً 9 إلى الجن والإنس ، وجعل من بعده اثني عشر وصياً ، منهم من مضى ، ومنهم من بقي (2) ، وذكر أنهم اثنا عشر إماماً من أهل بيت النبي 9 ، وكلهم محدثون ، ومنهم علي بن أبي طالب وهو أولهم (3) ، وبقية الأئمة من ولد علي وفاطمة إلى أن تقوم الساعة (4) ، وهم الحسن والحسين ، ثم الأئمة من ولد الحسين 7 (5) ، وهم تسعة من صلبه (6) ، وتاسعهم قائمهم (7).
وروى الإمام الباقر 7 عن الصحابي الجليل جابر عبد اللّه الأنصاري حديث اللوح الذي هبط به جبرئيل على رسول اللّه 9 من الجنّة ، فأعطاه فاطمة 3 ، وفيه أسماء الأئمة من بعده ، وفيه اثنا عشر اسماً هي أسماء الأوصياء أولهم علي 7 وبعده أحد عشر من ولده ، وآخرهم القائم 7 (
.
__________________
(1) معاني الأخبار : 101 / 3.
(2) اكمال الدين : 325 / 4.
(3) عيون أخبار الرضا 7 2 : 60 / 24.
(4) اكمال الدين 1 : 222 / 8.
(5) الكافي 1 : 533 / 16 ، عيون أخبار الرضا 7 2 : 59 / 22 ، الخصال : 478 / 44.
(6) كفاية الأثر : 245.
(7) الخصال : 419 / 12.
(
اكمال الدين : 311 / 2 و 3 ، الارشاد 2 : 159 ، اعلام الورى 1 : 501.
الوصية :
وذكر الإمام الباقر 7 الوصية باعتبارها أهم ما يعهد به النبي إلى القائد الرسالي الذي يخلفه في قيادة الأمة في مسيرتها الرسالية ، ويكون حجةً للّه على العباد ، ووريثاً للنبوة ، ومحافظاً على ديمومة حركة الرسالة ، ولم يتخلف أحد من الأنبياء عن هذه القاعدة الإلهية منذ أبينا آدم 7 حتى رسولنا المصطفى 9 ، وتماشياً مع هذه السنن الإلهية خلّف النبي 9 علياً 7 وصياً له من بعده ، في أحاديث كثيرة منها قوله 9 : «لكلّ نبي وصيّ ووارث ، وأنّ علياً وصيي ووارثي» (1) ، وبيّن أن أولاده المعصومين هم الأوصياء من بعده.
وجاء في حديث الإمام الباقر 7 ما يؤكّد هذه المضامين ، ففي حديث عنه 7 ذكر فيه اتصال الوصية منذ هبة اللّه وصيّ آدم 8 إلى سام بن نوح 7 (2).
وفي حديث آخر عنه 7 جاء فيه : « فلمّا انقضت نبوة آدم 7 واستكمل أيامه ، أوصى اللّه تعالى إليه ، أن يا آدم قد قضيت نبوتك ، واستكملت أيامك ، فاجعل العلم الذي عندك والايمان والاسم الأعظم وميراث العلم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك ، عند هبة اللّه ابنك ، فإني لم أقطع العلم والإيمان والاسم الأعظم وآثار علم النبوة في العقب من ذريتك إلى يوم القيامة ، ولن أدع الأرض إلاّ وفيها عالم يُعرَف به ديني ، وتُعرَف به طاعتي ، ويكون نجاةً لمن يولد بينك وبين نوح .. » (3).
__________________
(1) الرياض النضرة 3 : 119 ، ذخائر العقبى : 71 ، فتح الباري 8 : 150.
(2) تفسير العياشي 2 : 28 / 1237 ، قصص الأنبياء / الراوندي : 62 / 43.
(3) تفسير العياشي 2 : 32 / 1238 ، روضة الكافي 8 : 113 / 92 ، اكمال الدين : 213 / 2.