قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « اكْتُبْ ، وَبُثَّ (1) عِلْمَكَ فِي إِخْوَانِكَ ، فَإِنْ مِتَّ (2) فَأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنِيكَ ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ (3) لَايَأْنَسُونَ (4) فِيهِ إِلاَّ بِكُتُبِهِمْ » (5).
154 / 12. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ الْمُفْتَرِ عَ (7) ». قِيلَ لَهُ : وَمَا (
الْكَذِبُ الْمُفْتَرِ عُ؟ قَالَ : « أَنْ يُحَدِّثَكَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ، فَتَتْرُكَهُ وَتَرْوِيَهُ عَنِ الَّذِي حَدَّثَكَ (9)
__________________
عن المفضّل [ بن عمر ] في الكافي ، ح 1284 ؛ والتهذيب ، ج 7 ، ص 470 ، ح 1882 ؛ والخصال ، ص 47 ، باب الاثنين ، ح 50. و « الخيبري » هذا هو خيبري بن عليّ الطحان ، بقرينة روايته عن يونس بن ظبيان والمفضّل بن عمر معاً في الكافي ، ح 1284 ؛ والتهذيب ؛ فإنّه كان يصحب يونس بن ظبيان ويكثر الرواية عنه. راجع : الرجال لابن الغضائري ، ص 56 ، الرقم 43.
وأمّا « أبو سعيد الخدري » فهو من أصحاب رسول الله وأميرالمؤمنين عليهماالسلام ولا يروي عن أصحاب الصادق عليهالسلام. راجع : رجال البرقي ، ص 2 ـ 3 ؛ رجال الطوسي ، ص 40 ، الرقم 246 ؛ وص 65 ، الرقم 587.
(1) « بثّ » : أمر من البثّ بمعنى النشر. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 273 ( بثث ).
(2) يجوز فيه كسر الميم وضمّها ، وجاء في المصحف كلاهما ، والأكثر بالكسر.
(3) « الهرج » : الفتنة والاختلاط والقتل ، وأصله الكثرة في الشيء. انظر : النهاية ، ج 5 ، ص 257 ( هرج ).
(4) في حاشية « بر » : « ما يأنسون ».
(5) الوافي ، ج 1 ص 236 ، ح 170 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 81 ، ح 33263.
(6) روى أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ في أسناد كثيرة ، فالمراد من « بهذا الإسناد » : عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 2 ، ص 404 ، وص 642.
(7) في حاشية « ج » : « المقترع ». بمعنى المختار ، أو من القرعة بمعناها المعروف ، أو بمعنى خيار المال. واختارهالسيّد الداماد ، ونسب ما في المتن إلى التصحيف والتحريف. ونسب الفيض والمجلسي مقالته إلى التحريف.
و « المفترع » : إمّا اسم فاعل بمعنى الحاجز ، أي الكذب الحاجز بين الرجل وقبول روايته. أو بمعنى المرتفع المتصاعد ، فكأنّه يريد ارتفاع حديثه بإسناده إلى الأعلى بحذف الواسطة. أو بمعنى المزيل عن الراوي صفة العدالة ، أو بمعنى المتفرّع ؛ فإنّه فرّع قوله على صدق الراوي فأسنده إلى الأصل بحذف الواسطة. وإمّا اسم مفعول بمعنى الذي أُزيل بكارته ، أي وقع مثله في السابق. أو بمعنى المبتدأ والمستحدث ، أي لم يقع في السابق. انظر : التعليقة للداماد ، ص 117 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 188 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 186 ؛ حاشية بدر الدين ، ص 62 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 269 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 229 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 181 ؛ الصحاح ، ج 3 ، ص 1256 ( فرع ).
(
في « بع ، بف » : + « هو ».
(9) في حاشية « ب ، و ، بح ، بر » : « لم يحدّثك عنه ». وفي الوافي : « لم يحدّثك به ». وفي حاشية « ف » :
عَنْهُ » (1).
155 / 13. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : « أَعْرِبُوا حَدِيثَنَا (2) ؛ فَإِنَّا قَوْمٌ فُصَحَاءُ » (3).
156 / 14. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَحَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَغَيْرِهِ ، قَالُوا :
سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « حَدِيثِي حَدِيثُ أَبِي ، وَحَدِيثُ أَبِي حَدِيثُ جَدِّي ، وَحَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ الْحُسَيْنِ ، وَحَدِيثُ الْحُسَيْنِ حَدِيثُ الْحَسَنِ ، وَحَدِيثُ الْحَسَنِ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَحَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وَحَدِيثُ رَسُولِ اللهِ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ » (4).
157 / 15. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ شَيْنُولَةَ (5) ، قَالَ :
__________________
« يحدّثك عنه ». وفي التعليقة للداماد ، ص 117 : « حدّثك به ». وفي المعاني ونقله الداماد عن بعض النسخ : « عن غير الذي حدّثك به ». وانظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 270.
(1) معانيالأخبار ، ص 157 ، ح 1 ، بسنده عن محمّد بن عليّ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 231 ، ح 165.
(2) في التعليقة للداماد ، ص 118 : « في بعض النسخ : بحديثنا ، أي تكلّموا بحديثنا على ما سمعتموه من جواهر الألفاظ ووجوه الإعراب المأخوذة عنّا من دون تغيير ، ومن غير نقل بالمعنى أصلاً ؛ فإنّا قوم فصحاء بلغاء ».
(3) الفصول المختارة ، ص 91 ، مرسلاً الوافي ، ج 1 ، ص 233 ، ح 166 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 83 ، ح 33270.
(4) الإرشاد ، ج 2 ، ص 186 ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 229 ، ح 161 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 83 ، ح 33271.
(5) في « ج » : « شُينُولَهُ ». وفي « بس ، بف » : « شَيْنولَهُ ». وفي حاشية « ج » : « شبنوله ». وفي حاشية « ض ، بر » : « شنبولة ».
هذا ، ولم نحصل على محصّل في لقب الرجل ؛ فقد ذكره النجاشي ، في طريقه إلى إدريس بن عبدالله الأشعري ،
قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ مَشَايِخَنَا رَوَوْا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام وَكَانَتِ التَّقِيَّةُ شَدِيدَةً ، فَكَتَمُوا كُتُبَهُمْ وَلَمْ تُرْوَ (1) عَنْهُمْ ، فَلَمَّا مَاتُوا ، صَارَتِ (2) الْكُتُبُ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : « حَدِّثُوا بِهَا ؛ فَإِنَّهَا حَقٌّ » (3).
18 ـ بَابُ التَّقْلِيدِ
158 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (4) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
__________________
ص 104 ، الرقم 259 وفيه : « محمّد بن الحسن بن أبي خالد المعروف بشَينولَه ». وذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ، ص 89 ، الرقم 120 ؛ وص 207 ، الرقم 308 ؛ وص 216 ، الرقم 317 ، وفي الجميع : « سنبولة ».
(1) في « ج ، بف » والوافي : « فلم يرووا ». وفي « ب ، ض ، بر ، بس » والوسائل والبحار وحاشية ميرزا رفيعا : « فلمتُرْوَ ». وفي « ف » : « فلن ترو ». وفي حاشية « ج » وهو مختار السيّد الداماد في التعليقة : « فلم تُرَوَّ ـ فلم نُرَوّ » بفتح الواو المشدّدة وبالراء المفتوحة ، إمّا بالنون المضمومة أو بالتاء المضمومة. وأمّا « فلم نَرْوِ » فمن التصحيفات عند الداماد.
(2) في الوسائل : + « تلك ».
(3) الوافي ، ج 1 ، ص 236 ، ح 171 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 84 ، ح 33272 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 167 ، ذيل ح 25.
(4) ورد الخبر ـ مع اختلاف يسير ـ في الكافي ، ح 2879 ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بنيحيى ، كما رواه أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن يحيى في المحاسن ، ص 246 ، ح 28 ومتن الخبر موافق تقريباً لما ورد في الكافي ، ح 2879.
هذا ، وقد أورد الشيخ الحرّ قدسسره الخبر في الوسائل ، ج 27 ، ص 124 ، ح 33382 ، نقلاً من الكافي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن يحيى. والمتن موافق لما نحن فيه ، ولعلّ هذا يورث الظنّ بوجود نسخةٍ عند الشيخ الحرّ قد وجدت فيها عبارة « عن أبيه » فيمكننا تصحيح المتن بإضافة هذه العبارة. لكن بعد خلوّ جميع النسخ ـ وعندنا 28 نسخة ـ عن هذه العبارة في ما نحن فيه واحتمال التصحيح الاجتهادى ـ احتمالاً قويّاً ـ من قبل الشيخ الحرّ ، كما تشهد بذلك مقارنة الوسائل ، ج 27 ، ص 126 ، ح 33388 وص 127 ، ح 33389 ، مع ما ورد في الكافي ، ح 2876 ، وح 2880 ، سينقلب هذا الظنّ وهماً ؛ فإنّ في ذلك أمارة لرجوع الشيخ الحرّ إلى الكافي ، ح 2879 وإضافة « عن أبيه » من ذاك الموضع.
فعليه ، سندنا هذا مختلّ بسقوط « عن أبيه » منه.
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ ) (1) ( وَرُهْبانَهُمْ ) (2) ( أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) (3)؟فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، مَا دَعَوْهُمْ إِلى عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ ، وَلَوْ دَعَوْهُمْ (4) مَا أَجَابُوهُمْ (5) ، وَلكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالاً ، فَعَبَدُوهُمْ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُونَ » (6).
159 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيِّ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، قَالَ :
قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام : « يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتُمْ أَشَدُّ تَقْلِيداً أَمِ الْمُرْجِئَةُ؟ (
» قَالَ : قُلْتُ : قَلَّدْنَا وَقَلَّدُوا ، فَقَالَ : « لَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ هذَا ». فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَابٌ أَكْثَرُ مِنَ الْجَوَابِ
__________________
(1) « الأحبار » : علماء اليهود ، من الحِبر ـ وهو الأفصح ـ أو الحَبْر ، بمعنى الذي يكتب به ، أو بمعنى الأثر. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 619 ـ 620 ( حبر ).
(2) « الرهبان » : عبّاد النصارى ، جمع الراهب ، وهو المتعبّد في الصومعة ، من الرَهَب ، بمعنى الخوف. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 437 ( رهب ).
(3) التوبة (9) : 31.
(4) في الكافي ، ح 2879 والمحاسن : + « إلى عبادة أنفسهم ».
(5) في « بح » : « ما أجابوا ». وفي الكافي ، ح 2879 : « لمّا أجابوهم ».
(6) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشرك ، ح 2879 ؛ المحاسن ، ص 246 ، كتاب مصابيح الظلم ح 28. وفي تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 87 ، ح 48 ، عن أبي بصير. وراجع : تصحيح الاعتقاد ، ص 72 فضل في النهي عن الجدال الوافي ، ج 1 ، ص 239 ، ح 172 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 124 ، ح 33382.
(7) هكذا في « ف ، بح ». وفي « الف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « الهمداني ».
والظاهر أنّ إبراهيم بن محمّد هذا ، هو إبراهيم بن محمّد الهَمَذاني الذي كان هو ووُلده وكلاء الناحية بهَمَذان. راجع : رجال النجاشي ، ص 344 ، الرقم 928 ؛ رجال الكشّي ، ص 608 ، الرقم 1131 ، ص 611 ، الرقم 1135 و 1136. ولا يخفى أنّ « الهَمْداني » منسوب إلى هَمْدان وهي قبيلة من اليمن ، نزلت الكوفة. راجع : الأنساب للسمعاني ، ج 5 ، ص 647.
(
« المرجئة » : تطلق على فرفتين : فرقة مقابلة للشيعة ، من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لتأخيرهم عليّاً عليهالسلام عنمرتبته. وفرقة مقابلة للوعيديّة. إمّا من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لأنّهم يؤخّرون العمل عن النيّة والقصد ، وإمّا بمعنى إعطاء الرجاء ؛ لأنّهم يعتقدون أنّه لايضرّ مع الإيمان معصية ، كما لاينفع مع الكفر طاعة ، أو بمعنى تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة.
الْأَوَّلِ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليهالسلام : « إِنَّ الْمُرْجِئَةَ نَصَبَتْ رَجُلاً لَمْ تَفْرِضْ (1) طَاعَتَهُ وَقَلَّدُوهُ ، وَأَنْتُمْ (2) نَصَبْتُمْ رَجُلاً وَفَرَضْتُمْ طَاعَتَهُ ثُمَّ لَمْ تُقَلِّدُوهُ ، فَهُمْ أَشَدُّ مِنْكُمْ تَقْلِيداً (3) » (4).
160 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) (5) فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا صَامُوا لَهُمْ وَلَا صَلَّوْا لَهُمْ ، وَلكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالاً ، فَاتَّبَعُوهُمْ » (6).
19 ـ بَابُ الْبِدَعِ وَالرَّأْيِ وَالْمَقَايِيسِ
161 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام النَّاسَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا
__________________
(1) في « ب ، ف » : « لم تُفرض ». قال في مرآة العقول : « على بناء المجهول ، أي لم يفرض الله تعالى طاعته ، ومعذلك لايخالفونهم في شيء ؛ أو على بناء المعلوم ، أي لم يفرضوا على أنفسهم طاعتهم ». واختير المعلوم بقرينة الذيل ، أي « فرضتم » كما في النسخ.
(2) في « ب » وحاشية « بح ، بس » والوسائل : « وإنّكم ».
(3) في « ب ، بر » : « تقليداً منكم ».
(4) الوافي ، ج 1 ، ص 240 ، ح 174 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 125 ، ح 33383.
(5) التوبة (9) : 31.
(6) المحاسن ، ص 246 ، كتاب مصابيح الظلم ح 245 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 194 ، ح 2 بسند آخر عن أميرالمؤمنين عليهالسلام. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 86 ، ح 45 ، عن أبي بصير ؛ وفي تصحيح الاعتقاد ، ص 72 ؛ وتحف العقول ، ص 420 ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليهالسلام مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 240 ، ح 173 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 125 ، ح 33384.
بَدْءُ (1) وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ (2) تُتَّبَعُ ، وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللهِ ، يَتَوَلّى (3) فِيهَا رِجَالٌ رِجَالاً ، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ ، لَمْ يَخْفَ عَلى ذِي حِجًى (4) ، وَلَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ ، لَمْ يَكُنِ اخْتِلافٌ ، وَلكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هذَا ضِغْثٌ (5) ، وَمِنْ هذَا ضِغْثٌ ، فَيُمْزَجَانِ فَيَجِيئَانِ مَعاً ، فَهُنَالِكَ اسْتَحْوَذَ (6) الشَّيْطَانُ عَلى أَوْلِيَائِهِ ، وَنَجَا الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ الْحُسْنى » (7).
162 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ يَرْفَعُهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي ، فَلْيُظْهِرِ الْعَالِمُ عِلْمَهُ ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ » (
.
__________________
(1) « البَدء » : الأوّل ، يقال : ضربت بدءً ، أي أوّلاً ؛ أو الابتداء ؛ يقال : بدأت بالشيء بدءً ، أي ابتداءً. أو الإنشاء ، يقال : بدأت الشيء بدءً ، أي أنشأته إنشاءً. ويحتمل البُدُوّ ، بمعنى الظهور ، مصدر بدا ، أي ظهر. انظر : التعليقة للداماد ، ص 122 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 281 ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 35 ( بدأ ).
(2) في حاشية « ج » : « أهْوُؤ ».
(3) في المحاسن : « يقلّد ».
(4) في « بر » وحاشية « ج » : « حجّة ». و « الحجى » : العقل والفطنة ، والجمع أحجاء. انظر : لسان العرب ، ج 14 ، ص 165 ( حجو ).
(5) « الضغث » : قبضة من الشجر والحشيش والشماريخ ، أو قبضة من الحشيش مختلطة الرطب باليابس ، أوحُزمَة من الأسل ، أي المشدود منه ، وهو نبات له أغصان دقاق لا ورق لها. والمراد شيء يسير من هذا ومن هذا ، كلّ منهما مختلط غير يابس. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 285 ؛ المغرب ، ص 283 ( ضغث ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 123.
(6) في الاصول الستّة عشر ، ص 154 : « استولى ». و « استحوذ » : غلب. جاء بالواو على الأصل ؛ لجواز التكلّم بكلّ هذا الباب على الأصل. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 563 ( حوذ ).
(7) الاصول الستّة عشر ، ص 154 ، ح 71 ، عن عاصم بن حميد. المحاسن ، ص 208 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 74 ؛ وص 218 ، ح 114 ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. وفي الكافي ، كتاب الروضة ، ح 14836 ؛ وكتاب سليم بن قيس ، ص 718 ، ح 18 ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره. الاصول الستّة عشر ، ص 289 ، ح 426 ، بسند آخر عن أبي عبد الله من دون الإسناد إلى أمير المؤمنين عليهماالسلام ، مع اختلاف يسير. نهج البلاغة ، ص 88 ، الخطبة 50 ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 243 ، ح 178.
(
المحاسن ، ص 231 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 176 ، بسنده عن محمّد بن جمهور العمّي. راجع :
163 / 3. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ رَفَعَهُ ، قَالَ (1) :
« مَنْ أَتى ذَا بِدْعَةٍ فَعَظَّمَهُ ، فَإِنَّمَا يَسْعى (2) فِي هَدْمِ الْإِسْلَامِ » (3).
164 / 4. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : « أَبَى اللهُ لِصَاحِبِ الْبِدْعَةِ بِالتَّوْبَةِ » قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَكَيْفَ ذلِكَ (4)؟ قَالَ : « إِنَّهُ قَدْ أُشْرِبَ قَلْبُهُ حُبَّهَا (5) » (6).
165 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إِنَّ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ ـ تَكُونُ (7) مِنْ بَعْدِي يُكَادُ (
بِهَا الْإِيمَانُ ـ وَلِيّاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، مُوَكَّلاً بِهِ ، يَذُبُّ عَنْهُ ، يَنْطِقُ بِإِلْهَامٍ مِنَ
__________________
علل الشرائع ، ص 235 ، ح 1 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 112 ، ح 2 ؛ الغيبة للطوسي ، ص 64 ، ذيل ح 66 الوافي ، ج 1 ، ص 244 ، ح 179 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 269 ، ح 21538.
(1) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّ القائل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
(2) في المحاسن : « سعى ».
(3) المحاسن ، ص 208 ، من كتاب مصابيح الظلم ، ح 72 ، بسنده عن محمّد بن جمهور العمّي. وفي المحاسن ، ح 73 ؛ وثواب الأعمال ، ص 307 ، ح 6 ، بسند آخر. الفقيه ، ج 3 ، ص 572 ، ح 4957 ، مرسلاً ، وفي الثلاثة الأخيرة عن علي عليهالسلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 244 ، ح 180 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 267 ، ح 21532.
(4) في « بس » والمحاسن وعلل الشرائع : « ذاك ».
(5) « اشرب قلبه حبّها » ، أي خالطه ، مجهول من الإشراب ، وهو خلط لون بلون كأنّ أحدهما سقى الآخر ، ف « قلبه » فاعل ، أو منصوب بنزع الخافض ، أي في قلبه ، و « حبّها » مفعول. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 491 ـ 492 ( شرب ).
(6) علل الشرائع ، ص 492 ، ح 1 ، بسنده عن الحسين بن محمّد. وفي المحاسن ، ص 207 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 69 ؛ وثواب الأعمال ، ص 307 ، ح 5 ، بسندهما عن محمّد بن جمهور العمّي الوافي ، ج 1 ، ص 245 ، ح 183.
(7) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « يكون ».
(
الأصوب « يُكاد » مجهولاً ، من الكيد وهو المكر ، والمعنى يُمكَر أو يُحارب بها الإيمان ، أو يراد بسوء. ويحتمل كونه معلوماً ، أي يكاد أن يذهب بها الإيمان. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 190 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 287 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 187.
اللهِ ، وَيُعْلِنُ (1) الْحَقَّ وَيُنَوِّرُهُ ، وَيَرُدُّ كَيْدَ الْكَائِدِينَ ، يُعَبِّرُ (2) عَنِ الضُّعَفَاءِ (3) ، فَاعْتَبِرُوا (4) يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ » (5).
166 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ؛ وَ (6) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ رَفَعَهُ :
عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ (
مِنْ أَبْغَضِ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَرَجُلَيْنِ :
__________________
(1) في شرح صدر المتألّهين : + « به ».
(2) في « ف » : « ويعبّر ». وفي المحاسن : « يعني » بدل « يعبّر ».
(3) « يعبّر عن الضعفاء » ، أي يتكلّم من جانب الضعفاء العاجزين عن دفع المكائد والشبهات والبدع ، يقال : عبّر عن فلان ، أي تكلّم عنه. وأمّا كونه كلام الصادق عليهالسلام ، أي عبّر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالوليّ عن الأئمّة الّذين استضعفوا في الأرض ، فبعيد جدّاً. انظر : شروح الكافي والصحاح ، ج 2 ، ص 724 ( عبر ).
(4) احتمل صدر المتألّهين والمازندراني والفيض الكاشاني والعلاّمة المجلسي أن يكون قوله : « فاعتبروا » من كلام الصادق عليهالسلام.
(5) المحاسن ، ص 208 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 71 ، عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج 1 ، ص 246 ، ح 184.
(6) في السند تحويل بعطف « عليّ بن إبراهيم » على « محمّد بن يحيى عن بعض أصحابه » ، عطفَ طبقة واحدة على طبقتين ؛ فقد وردت رواية محمّد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم ، في الكافي ، ح 189 ، كما وردت رواية محمّد بن يحيى العطّار عن بعض أصحابنا عن هارون بن مسلم في الكافي ، ح 1065.
(7) هكذا في النسخ. وفي الوسائل : + « عن أبيه ». وفي المطبوع : + « [ عن أبيه ] ». وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فقد أكثر عليّ بن إبراهيم من الرواية عن هارون بن مسلم مباشرة. وطريق « عليّ بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة » من طرق الكليني المعروفة. وقد عرفت ممّا تقدّم في الكافي ، ذيل ح 18 منشأ هذا النوع من التحريف. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 19 ، ص 404 ـ 407.
هذا ، وما ورد في بعض الأسناد من توسّط والد عليّ بن إبراهيم بينه وبين مسعدة بن صدقه ، غير مأمون من التحريف ، ويؤكِّد ذلك كلّه أنّا لم نجد رواية والد عليّ بن إبراهيم بتعبير « إبراهيم بن هاشم » عن مسعدة في موضع.
(
في « بح » : ـ « إنّ ».
رَجُلٌ وَكَلَهُ (1) اللهُ إِلى نَفْسِهِ ، فَهُوَ جَائِرٌ (2) عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ ، مَشْغُوفٌ (3) بِكَلَامِ بِدْعَةٍ ، قَدْ لَهِجَ (4) بِالصَّوْمِ وَالصَّلاةِ ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ (5) مَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ (6) ، حَمَّالُ (7) خَطَايَا غَيْرِهِ ، رَهْنٌ (
بِخَطِيئَتِهِ.
وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً (9) فِي جُهَّالِ النَّاسِ ، عَانٍ (10) بِأَغْبَاشِ (11) الْفِتْنَةِ ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ
__________________
(1) في حاشية « ض » : « يكله ».
(2) في حاشية « و » ومرآة العقول : « حائر » من الحيران. وفي « بر » : « جائز » بمعنى المتجاوز. ومعنى قوله : « فهو جائر » ، أي مائل ، من الجور بمعنى الميل عن القصد. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 617 ( جور ).
(3) هكذا في « الف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني ، أي بلغ حبّه شغاف قلبه. وفي حاشية « بح » : « مشغول ». وفي بعض النسخ والمطبوع : « مشعوف » من الشعف ، بمعنى شدّة الحبّ وإحراقه القلب ، أي غلبه حبّ كلام البدعة وأحرقه. أو من شعفة القلب ، وهي رأسه عند معلَّق النياط ، وهو عرق عُلّق به القلب ، أي بلغ حبّه إلى شعفة قلبه. انظر : لسان العرب ، ج 9 ، ص 177 ـ 179 ( شعف ) ، ( شغف ).
(4) « لهج بالصوم والصلاة » ، أي ولع به وأحبّه وعلق به شديداً ، ليقال : إنّه عالم زاهد ، وبذلك يفتتن الناس. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 281 ( لهج ).
(5) « الهَدْي » : الطريقة والسيرة ، ويحتمل كونه « هُدى » بمعنى المقابل للضلال وهو الرشاد والدلالة. النهاية ، ج 5 ، ص 253 ( هدى ).
(6) في حاشية « ب » : « مماته ».
(7) يجوز فيه القطع عن الإضافة أيضاً.
(
في حاشية « بح » : « رهين ».
(9) « قمش جهلاً » ، أي جمعه من هاهنا وهاهنا ؛ من القمش ، وهو جمع الشيء المتفرّق من هاهنا وهاهنا ، وذلكالشيء قماش. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1016 ( قمش ).
(10) في « جح ، جم » وحاشية « بع » والوافي : « غانٍ ». وفي حاشية « جم » : « غانَ ». وفي حاشية « ش ، بع » : « عاف ».
و « عانٍ » : اسم فاعل بمعنى الأسير ، يقال : عَنَا فيهم ، أي أقام فيهم على إسارة واحتُبس. أو بمعنى التَعِب ، يقال : عَنِي ، أي تعب. أو بمعنى المُتّهم والمشتغل ، يقال : عنا به ، أي اهتمّ به واشتغل. ونقل المجلسي عن بعض النسخ : « غانٍ » بمعنى عاشٍ ومقيم ؛ من غني بمعنى عاش ، أو من غني بالمكان أي أقام به. واختاره الداماد والفيض ، وعدّ الداماد ما في المتن من التحريف والتصحيف المستهجن. انظر : التعليقة للداماد ، ص 126 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 191 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 296 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 248 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 188 ؛ الصحاح ، ج 6 ، ص 2440 و 2449 ( عنو ) ، ( غني ).
(11) « الأغباش » جمع الغبش ، وهو شدّة الظلمة ، أو بقيّة الليل أو ظلمة آخره. انظر : لسان العرب ، ج 6 ،
النَّاسِ عَالِماً ، وَلَمْ يَغْنَ (1) فِيهِ يَوْماً سَالِماً ، بَكَّرَ (2) فَاسْتَكْثَرَ (3) ، مَا (4) قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ ، حَتّى إِذَا ارْتَوى (5) مِنْ آجِنٍ (6) وَاكْتَنَزَ (7) مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ (
، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً (9) ضَامِناً (10) لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلى غَيْرِهِ ، وَإِنْ خَالَفَ قَاضِياً سَبَقَهُ ، لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَنْقُضَ حُكْمَهُ مَنْ يَأْتِي (11) بَعْدَهُ ، كَفِعْلِهِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، وَإِنْ نَزَلَتْ (12) بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ
__________________
ص 322 ( غبش ).
(1) « لم يَغنَ » أي لم يُقم ولم يلبث في العلم يوماً تامّاً ، يقال : غَنِي بالمكان ، أي أقام به. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 392 ( غني ).
(2) « بَكَر وبَكَّر » أي مضى في البُكْرة ، وهي الغداة والصباح. قال العلاّمة الفيض : « يعني أنّه وإن لم يصرف يوماً في طلب العلم ، ولكن خرج من أوّل الصباح في كسب الدنيا ومتاعها وشهواتها ، أو في كسب الجهالات التي زعمته الجهّال علماً ، وأحدهما هو المعنيّ بقوله : « ما قلّ منه خير ممّا كثر ». وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليهالسلام : بكّر ، أي خرج في طلب العلم بكرة ، كناية عن شدّة طلبه واهتمامه في كلّ يوم ، أو في أوّل العمر وابتداء الطلب ». وقيل غير ذلك. انظر : ترتيب كتاب العين ، ج 1 ، ص 185 ( بكر ).
(3) في حاشية « بر » : « تكبّر فاستكبر ».
(4) « ما » موصولة ، أو موصوفة بمعنى شيئاً وما بعدها صفتها ، و « قلّ » مبتدأ بتقدير « أن » ، و « خير » خبره. أو مابعدها صلة لموصول مقدّر ، وقيل : الجملة اعتراضيّة. وضبطها المجلسي : « ممّا » وجعلها موصولة ، صفة لمحذوف ، أي فاستكثر من جمع شيء قليله خير من كثيره. أو مصدريّة ، أي قلّته خير من كثرته.
(5) « ارتوى » ، أي شرب وشبع وامتلأ من الشرب ، من الريّ ، وهو خلاف العطش. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 364 ( روى ).
(6) « الآجن » : الماء المتغيّر الطعم واللون غير أنّه مشروب. وقيل : المتغيّر الرائحة. انظر : المغرب ، ص 21 ( أجن ).
(7) في « ألف ، بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وأكثر ». وفي حاشية « بر » : « وأكنز ». وفي « بر » وحاشية « ض » : « واكتنز ».
(
« الطائل » : المزيّة والغنى ، يقال : هذا الأمر لا طائل فيه إذا لم يكن فيه مزيّة وغنى. قال العلاّمة المازندراني : « يعني اجتمع له كثير من الشبهات والعلوم المغشوشة بالجهالة والتخيّلات التي لا أصل لها ولانفع ولافائدة فيها ». انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1754 ( طول ).
(9) في « ألف ، ف ، بر » وحاشية « ض ، بس » والوسائل وشرح صدر المتألّهين : + « ماضياً ».
(10) في « ب » : « صامتاً ».
(11) في الوسائل : + « من ».
(12) في « ش ، بر » : « نزل ». وفي « بو » : « ترك ».
الْمُعْضِلَاتِ ، هَيَّأَ لَهَا حَشْواً مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ (1) ، فَهُوَ (2) مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ (3) فِي مِثْلِ غَزْلِ الْعَنْكَبُوتِ ، لَايَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ ، لَايَحْسَبُ (4) الْعِلْمَ فِي شَيْءٍ مِمَّا أَنْكَرَ ، وَلَا يَرى أَنَّ وَرَاءَ مَا بَلَغَ فِيهِ مَذْهَباً (5) ، إِنْ قَاسَ شَيْئاً بِشَيْءٍ ، لَمْ يُكَذِّبْ نَظَرَهُ ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ ، اكْتَتَمَ بِهِ ؛ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ (6) ؛ لِكَيْ لَايُقَالَ لَهُ : لَايَعْلَمُ ، ثُمَّ جَسَرَ (7) فَقَضى ، فَهُوَ مِفْتَاحُ (
عَشَوَاتٍ (9) ، رَكَّابُ شُبُهَاتٍ ، خَبَّاطُ (10) جَهَالَاتٍ ، لَايَعْتَذِرُ مِمَّا لَايَعْلَمُ ؛ فَيَسْلَمَ ، وَلَا يَعَضُّ فِي الْعِلْمِ بِضِرْسٍ (11) قَاطِعٍ ؛ فَيَغْنَمَ ، يَذْرِي (12) الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمَ (13) ، تَبْكِي
__________________
(1) في « ألف ، ب ، ج ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والوافي وشرح صدر المتألّهين : ـ « به ».
(2) « هو » راجع إلى ذلك الرجل ، و « من » جارّة ، و « لَبْس » بمعنى الاختلاط ، أو « لُبس » بمعنى الإلباس. واحتمل المازندراني كون « مَن » موصولة ، و « لَبَس » فعلاً.
(3) في الوافي : « في بعض النسخ : المشتبهات ».
(4) في « ف » : « لايجب ».
(5) في الوسائل : + « لغيره ».
(6) في الوافي : + « يكنّ الصواب ».
(7) في حاشية « بح ، بع » : « خسر ». وفي شرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : « ثمّ جرأ » بالجيم والراء المهملة من الجرأة ... وأمّا « خسر » بالخاء المعجمة بمعنى « هلك » فله معنى ، ولكنّه لم يثبت ».
(
احتمل السيّد الداماد : « مقناح » من أبنية المبالغة من القنح ، وهو العطف وجعل الشيء ذا اعوجاج وانعطاف ، أو اسم آلة منه. انظر : التعليقة للداماد ، ص 129 ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 397 ( قنح ).
(9) « عشوات » : جمع العَشْوَة ، وهي الأمر المُلْتَبَس ، وأن يركب الرجل أمراً بجهل لايعرف وجهه ، مأخوذ من عشوة الليل ، وهي ظلمته. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 242 ( عشو ).
(10) « الخبّاط » مبالغة من الخبط ، وهو الضرب على غير استواء ، كخبط البعير الأرض بيدها ، والرجل الشجر بعصاه ؛ أو حركة على غير النحو الطبيعي وعلى غير اتّساق. انظر : المفردات للراغب ، ص 273 ؛ مجمع البحرين ، ج 4 ، ص 244 ( خبط ).
(11) في « ف » : « بعضّ ».
(12) في « بح ، بع ، جس » : « يُذْري ». وفي « بف » : « يذرو ». قال الداماد في التعليقة : « الصحيح إمّا يذرو الروايات ذرو الريح الهشيم ، وإمّا يُذْري الروايات إذراءً الريح الهشيم ». وقال المازندراني : « ما في الكتاب [ وهو كون الفعل من الإفعال والمصدر من المجرّد ] أيضاً صحيح ؛ فإنّ الذرو والإذراء لمّا كان بمعنى واحد ، صحّ ذكر أحدهما مكان الآخر ». ومعنى « يذري الروايات » : يطيّره ويقلّبه من حال إلى حال من غير فائدة ، كما تفعل الريح بالهشيم من غير شعور بفعله ونفع عائد إليها. وانظر : النهاية ، ج 2 ، ص 159 ( ذرو ).
(13) « الهشيم » : نبت يابس متكسّر ، أو يابس كلّ كلأ وكلّ شجر ؛ من الهشم ، وهو كسر الشيء اليابس ،
مِنْهُ الْمَوَارِيثُ ، وَتَصْرُخُ (1) مِنْهُ الدِّمَاءُ ، يُسْتَحَلُّ (2) بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَرَامُ ، وَيُحَرَّمُ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَلَالُ ، لَامَلِيءٌ (3) بِإِصْدَارِ (4) مَا عَلَيْهِ وَرَدَ (5) ، وَلَا هُوَ أَهْلٌ لِمَا مِنْهُ فَرَطَ (6) مِنِ ادِّعَائِهِ عِلْمَ الْحَقِّ » (7).
167 / 7. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْخُرَاسَانِيِّ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « إِنَّ أَصْحَابَ الْمَقَايِيسِ طَلَبُوا (
الْعِلْمَ بِالْمَقَايِيسِ ، فَلَمْ تَزِدْهُمُ (9) الْمَقَايِيسُ مِنَ الْحَقِّ إِلاَّ بُعْداً ، وَإِنَّ دِينَ اللهِ لَايُصَابُ بِالْمَقَايِيسِ » (10).
__________________
أو الأجوف ، أو كلّ شيءٍ. انظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1539 ( هشم ).
(1) في « ألف ، ب » : « تضرّج ».
(2) في حاشية « بف » : « ويستحلّ ».
(3) في « ب ، ف ، بس ، بف » : « مليّ ». و « المليء » بالهمزة على فعيل ، وهو الثقة الغنيّ المقتدر. قال ابن الأثير فيالنهاية ، ج 4 ، ص 352 : « المليء ـ بالهمزة ـ الثقة الغنيّ قد ملأ فهو مليء ـ بيّن الملأ والملاءة ـ وقد أولع الناس فيه بترك الهمزة وتشديد الياء ، ومنه حديث عليّ عليهالسلام : لا مليّ والله بإصدار ما ورد عليه ». وقال المازندراني : « فعلى هذا يجوز أن يقرأ بتشديد الياء هنا ». وضبطه الداماد : « بمليّ » ، ثمّ قال : « وفي طائفة من النسخ : لا مليء ، من دون الباء ».
(4) « الإصدار » : الإرجاع ، يقال : أصدرته فصدر ، أي أرجعته فرجع. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 710 ( صدر ).
(5) معنى العبارة : أنّه فقير ليس له من العلم والثقة قدر ما يمكنه أن يصدر عنه انحلال ما ورد عليه من الإشكالات والشبهات ، وليس له قوّة عمليّة وقدرة روحانيّة على إرجاعه بإيراد الأجوبة الشافية عنها. راجع شروح الكافي.
(6) « فرط » : سبق وتقدّم. واحتمل المجلسي : « فرّط » بمعنى قصّر وضيّع ، وهو ظاهر كلام صدر المتألّهين. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1148 ( فرط ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 191 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 193.
(7) نهج البلاغة ، ص 59 ، الخطبة 17 ؛ والإرشاد ، ج 1 ، ص 231 ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير. الأمالي للطوسي ، ص 234 ، ح 416 ، المجلس 9 ، ح 8 ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 246 ، ح 185 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 39 ، ح 33155.
(
في « ج » : « إن طلبوا ».
(9) في « ألف » وشرح صدر المتألّهين والمحاسن : « فلم يزدهم ».
(10) المحاسن ، ص 211 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 79 ، بسنده عن أبي شيبة الخراساني الوافي ، ج 1 ، ص 250 ، ح 189 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 43 ، ح 33168.
168 / 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ رَفَعَهُ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام ، قَالَا : « كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ سَبِيلُهَا إِلَى النَّارِ » (2). (19) باب البدع والرأي والمقاييس
169 / 9. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فُقِّهْنَا (3) فِي الدِّينِ ، وَأَغْنَانَا اللهُ بِكُمْ عَنِ النَّاسِ ، حَتّى أَنَّ الْجَمَاعَةَ مِنَّا لَتَكُونُ (4) فِي الْمَجْلِسِ مَا يَسْأَلُ (5) رَجُلٌ صَاحِبَهُ (6) تَحْضُرُهُ (7) الْمَسْأَلَةُ وَ (
يَحْضُرُهُ جَوَابُهَا فِيمَا مَنَّ
__________________
(1) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم عن أبيه ».
(2) المحاسن ، ص 206 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 67 ؛ وثواب الأعمال ، ص 307 ، ح 2 ، بسند آخر. وفي الفقيه ، ج 2 ، ص 137 ، ح 1964 ؛ والتهذيب ، ج 3 ، ص 69 ، ح 226 ؛ والاستبصار ، ج 1 ، ص 467 ، ح 1807 ، بسند آخر عن أبي جعفر وأبي عبدالله عن النبيّ صلوات الله عليهم ، مع زيادة. وفي الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح 14816 ؛ والخصال ، ص 605 ، أبواب الثمانين وما فوقه ، ح 9 ؛ والأمالي للمفيد ، ص 187 ، المجلس 23 ، ح 14 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام عن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم. وفي الفقيه ، ج 3 ، ص 573 ، ح 4957 ؛ وكمال الدين ، ص 256 ، ح 1 ؛ وكفاية الأثر ، ص 40 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم. عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 124 ، ح 1 ، بسند آخر عن الرضا عليهالسلام. فقه الرضا عليهالسلام ، ص 383 ، وفي الستّة الأخيرة مع اختلاف وزيادة. وراجع : رجال الكشّي ، ص 148 ، ح 236 الوافي ، ج 1 ، ص 249 ، ح 186 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 272 ، ح 21547.
(3) في « بر » : « فهمنا ». ويحتمل في العبارة : فَقِهْنا ، أي فهمنا وعلمنا ؛ أو : فَقُهْنا ، أي صرنا فقهاء ؛ أو فُقِّهنا ، أيعُلِّمنا. انظر شروح الكافي.
(4) في « جم » والوافي : « لنكون ».
(5) « ما » في « ما يسأل » نافية ، أي لايحتاج إلى السؤال ؛ لحضور جوابها ؛ أو زائدة ، أو موصولة والعائد محذوف. والأحسن عند المازندراني كون « ما » موصولة ، وهو مع صلته مبتدأ والعائد إليه محذوف و « يحضره » خبره والجملة مستأنفة. وفي بعض النسخ : « إلاّ ويحضره » وعليه فلا إشكال.
(6) في حاشية « ض » : + « إلاّ ».
(7) في « ج ، بر » وحاشية ميرزا رفيعا ، وحاشية بدر الدين ، والوسائل والمحاسن : « يحضره ».
(
في حاشية بدر الدين ، ص 64 : « أظنّ أنّه قد سقط من الحديث كلمة « إلاّ » من قوله : « ويحضره جوابها » ،
اللهُ (1) عَلَيْنَا بِكُمْ ، فَرُبَّمَا وَرَدَ عَلَيْنَا الشَّيْءُ (2) لَمْ يَأْتِنَا فِيهِ عَنْكَ وَلَا عَنْ آبَائِكَ شَيْءٌ ، فَنَظَرْنَا إِلى أَحْسَنِ مَا يَحْضُرُنَا ، وَأَوْفَقِ الْأَشْيَاءِ لِمَا جَاءَنَا عَنْكُمْ ، فَنَأْخُذُ بِهِ؟
فَقَالَ : « هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، فِي ذلِكَ وَاللهِ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ يَا ابْنَ حَكِيمٍ ». قَالَ (3) : ثُمَّ قَالَ : « لَعَنَ اللهُ أَبَا حَنِيفَةَ ؛ كَانَ يَقُولُ : قَالَ عَلِيٌّ وَقُلْتُ ». قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَكِيمٍ لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ : وَاللهِ ، مَا أَرَدْتُ إِلاَّ أَنْ يُرَخِّصَ لِي فِي الْقِيَاسِ (4).
170 / 10. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليهالسلام : بِمَا أُوَحِّدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ : « يَا يُونُسُ ، لَاتَكُونَنَّ مُبْتَدِعاً ، مَنْ نَظَرَ بِرَأْيِهِ هَلَكَ ، وَمَنْ تَرَكَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ضَلَّ ، وَمَنْ تَرَكَ كِتَابَ اللهِ وَقَوْلَ نَبِيِّهِ كَفَرَ » (5).
171 / 11. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (6) عليهالسلام : تَرِدُ (7) عَلَيْنَا أَشْيَاءُ لَيْسَ نَعْرِفُهَا (
فِي كِتَابِ اللهِ (9) وَلَا سُنَّةٍ (10) ، فَنَنْظُرُ فِيهَا؟
__________________
والتقدير : ما يسأل رجل صاحبه يحضره المسألة إلاّويحضره جوابها ، وله نظير وهو يأتي [ في ح 13 ] عن قريب في خبر سماعة : إنّا نجتمع فنتذاكر ما عندنا ، فلا يرد علينا شيء إلاّوعندنا فيه شيء مسطور ».
(1) في المحاسن : « منّاً من الله » بدل « فيما منّ الله ».
(2) في « ف » : + « ما ».
(3) في « ف » والوافي والمحاسن : ـ « قال ».
(4) المحاسن ، ص 212 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 89 ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير الوافي ، ج 1 ، ص 250 ، ح 190. وفي الوسائل ، ج 27 ، ص 86 ، ح 33280 ، إلى قوله : « فيما منّ الله علينا بكم ».
(5) الوافي ، ج 1 ، ص 250 ، ح 188 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 40 ، ح 33157.
(6) في المحاسن ، ح 99 : « لأبي جعفر ».
(7) في « ج ، بف » والمحاسن ، ح 90 و 99 : « يرد ».
(
في حاشية « بع » ، والوافي : « لانعرفها ». وفي « جل » : « لايعرفها ».
(9) في « ج ، بح » والوافي والمحاسن ، ح 90 : ـ « الله ».
(10) في « ألف » والوسائل : « سنّته ».
فَقَالَ (1) : « لَا ، أَمَا (2) إِنَّكَ إِنْ أَصَبْتَ ، لَمْ تُؤْجَرْ ؛ وَإِنْ أَخْطَأْتَ ، كَذَبْتَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ » (3).
172 / 12. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ » (4).
173 / 13. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنَّا نَجْتَمِعُ فَنَتَذَاكَرُ (5) مَا عِنْدَنَا ، فَلَا يَرِدُ (6) عَلَيْنَا شَيْءٌ إِلاَّ وَعِنْدَنَا فِيهِ شَيْءٌ مُسَطَّرٌ (7) ، وَذلِكَ مِمَّا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْنَا بِكُمْ ، ثُمَّ يَرِدُ عَلَيْنَا الشَّيْءُ الصَّغِيرُ لَيْسَ عِنْدَنَا فِيهِ شَيْءٌ ، فَيَنْظُرُ (
بَعْضُنَا إِلى بَعْضٍ وَعِنْدَنَا مَا يُشْبِهُهُ ، فَنَقِيسُ عَلى أَحْسَنِهِ؟
فَقَالَ : « وَ (9) مَا لَكُمْ وَلِلْقِيَاسِ (10)؟ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِالْقِيَاسِ ».
__________________
(1) في « ألف ، ض ، بح ، بر » والوافي : « قال ».
(2) في المحاسن ، ح 99 : « يرد علينا أشياء لانجدها في الكتاب والسنّة فنقول فيها برأينا ، فقال : أما ».
(3) المحاسن ، ص 213 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 90 عن الوشّاء ؛ وفيه ، ص 215 ، ح 99 ، عن ابن محبوب أو غيره ، عن مثنّى الحنّاط الوافي ج 1 ، ص 253 ، ح 192 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 40 ، ح 33156.
(4) راجع الحديث 8 من هذا الباب ومصادره الوافي ، ج 1 ، ص 249 ، ح 187 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 272 ، ح 21548.
(5) في « ف » : « فنذاكر ».
(6) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ج ، و » : « فما يرد ».
(7) في « ج ، ف » وحاشية « ب ، ض ، بح » والوافي : « مستطر ». وفي حاشية « ج ، بح » : « مسطور ».
(
في « بف » : « فننظر ».
(9) في « بس » : ـ « و ».
(10) في « و ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « والقياس ».
ثُمَّ قَالَ : « إِذَا جَاءَكُمْ مَا تَعْلَمُونَ ، فَقُولُوا بِهِ ، وَإِنْ (1) جَاءَكُمْ مَا لَاتَعْلَمُونَ ، فَهَا (2) » وَأَهْوَى (3) بِيَدِهِ إِلى فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : « لَعَنَ اللهُ أَبَا حَنِيفَةَ (4) ؛ كَانَ يَقُولُ : قَالَ عَلِيٌّ وَقُلْتُ أَنَا (5) ، وَقَالَتِ الصَّحَابَةُ وَقُلْتُ (6) » ثُمَّ قَالَ : « أَكُنْتَ تَجْلِسُ إِلَيْهِ؟ » فَقُلْتُ : لَا ، وَلكِنْ هذَا كَلَامُهُ.
فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، أَتى رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم النَّاسَ بِمَا يَكْتَفُونَ بِهِ فِي عَهْدِهِ؟ فقَالَ (7) : « نَعَمْ ، وَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
فَقُلْتُ : فَضَاعَ مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ : « لَا ، هُوَ عِنْدَ أَهْلِهِ » (
.
174 / 14. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ : « ضَلَّعِلْمُ ابْنِ شُبْرُمَةَ عِنْدَ الْجَامِعَةِ ـ إِمْلَاءِ (9) رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَخَطِّ عَلِيٍّ عليهالسلام بِيَدِهِ ـ إِنَّ الْجَامِعَةَ لَمْ تَدَعْ لِأَحَدٍ كَلَاماً ، فِيهَا عِلْمُ الْحَلَالِ
__________________
(1) في الوسائل : « وإذا ».
(2) « ها » : حرف تنبيه للمخاطب ؛ أو اسم فعل بمعنى خُذ مخفّفة هآء. وأصل « هاء » : « هاك » بمعنى خُذ ، فحذفت الكاف وعوّضت عنها الهمزة والمدّ ؛ أو هو كناية عن شيء مجهول. احتمل المجلسي كونها : فهاؤوا. انظر مرآة العقول ، ج 1 ، ص 197.
(3) في الوسائل : « وأومأ ». و « أهوى بيده إلى فيه » حال عن فاعل « قال » ، بتقدير « قد ». والمعنى : مدّ يده إلى فيهوأمالها إليه. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 317 ؛ النهاية ، ج 5 ، ص 285 ( هوا ).
(4) في « ف » : « على أبي حنيفة ».
(5) في « ألف ، ف ، و » والوسائل : ـ « أنا ».
(6) في « ب ، بح » : + « أنا ».
(7) هكذا في « ب ، ف ، و ، بح ، بر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».
(
بصائر الدرجات ، ص 302 ، ح 4 ؛ والاختصاص ، ص 282 ، بسند آخر. الاصول الستّة عشر ، ص 292 ، ح 437 ؛ بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام ، وفي كلّها مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 252 ، ح 191 ؛ وفي الوسائل ، ج 27 ، ص 38 ، ح 33153 ، من قوله : « فقال ومالكم وللقياس ».
(9) « ضلّ » : من الضَلال ، بمعنى الخفاء والغيبوبة حتّى لايرى ، أو بمعنى الضياع والهلاك والبطلان والفساد والاضمحلال ، أو بمعنى مقابل للهدى والرَشاد. وقال الفيض : « أي ضاع وبطل واضمحلّ علمه في جنب كتاب الجامعة الذي لم يدع لأحد كلاماً ؛ إذ ليس من شيء إلاّوهو مثبت فيه ». انظر : الوافي ، ج 1 ، ص 255 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 197 ؛ الصحاح ، ج 5 ، ص 1748 ( ضلل ).