الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» المحكم في أصول الفقه [ ج2
الكافي ج1 للكليني Emptyاليوم في 10:46 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في اصول الفقه ج3
الكافي ج1 للكليني Emptyاليوم في 8:41 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في أصول الفقه [ ج4
الكافي ج1 للكليني Emptyاليوم في 7:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» الصحيفه السجاديه كامله
الكافي ج1 للكليني Emptyأمس في 9:49 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]
الكافي ج1 للكليني Emptyأمس في 3:11 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مسائل من الاجتهاد والتقليد ومناصب الفقيه
الكافي ج1 للكليني Emptyأمس في 2:36 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» قاعدة لا ضرر ولا ضرار
الكافي ج1 للكليني Emptyأمس في 8:51 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول المبين
الكافي ج1 للكليني Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:46 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» ------التقيه
الكافي ج1 للكليني Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:37 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     الكافي ج1 للكليني

    اذهب الى الأسفل 
    انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 9:48 pm

    الْحَمْدُ لِلّهِ الْمَحْمُودِ لِنِعْمَتِهِ (2) ، الْمَعْبُودِ لِقُدْرَتِهِ (3) ، الْمُطَاعِ فِي سُلْطَانِهِ (4) ، الْمَرْهُوبِ لِجَلَالِهِ (5) ، الْمَرْغُوبِ إِلَيْهِ فِيمَا عِنْدَهُ ، النَّافِذِ أَمْرُهُ فِي جَميعِ خَلْقِهِ ؛ عَلَا فَاسْتَعْلى (6) ، ودَنَا فَتَعَالى (7) ، وَارْتَفَعَ فَوْقَ كُلِّ مَنْظَرٍ (Cool ؛ الَّذي لَابَدْءَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ، وَلَاغَايَةَ لِأَزَلِيَّتِهِ ، القَائِمُ قَبْلَ الْأَشْيَاءِ ، وَالدَّائِمُ الَّذِي بِهِ قِوَامُهَا ، وَالْقَاهِرُ الَّذِي لَا يَؤُودُهُ حِفْظُهَا (9) ، وَالْقَادِرُ الَّذِي‌
    __________________
    (1) في « ج ، ف » : + « وبه ثقتي ». وفي « ألف ، بس ، بف ، ض » : + « وبه نستعين ».
    (2) في « ألف ، ب ، بح ، بس » وحاشية « ض ، بر » وشرح المازندراني : « بنعمته ».
    (3) في « بح ، بس » وحاشية « ض ، بر » : « بقدرته ». واللام في قوله : « لقدرته » لام التعليل ، أي يعبده العابدون لكونه قادراً على الأشياء فاعلاً لما يشاء في حقّهم ، فيعبدونه إمّا خوفاً وطمعاً ، أو إجلالاً وتعظيماً. الرواشح ، ص 28.
    (4) في مرآة العقول : « قوله : في سلطانه ، أي فيما أراده منّا على وجه القهر والسلطنة ، لا فيما أراده منّا وأمرنا به على وجه الإقدار والاختيار ؛ أو بسبب سلطنته وقدرته على ما يشاء ». وللمزيد راجع : حاشية ميرزا رفيعا ، ص 31 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 4.
    (5) في « ب ، بح ، بر » وحاشية « ض » والرواشح وحاشية ميرزا رفيعا : « بجلاله ».
    (6) الاستعلاء : مبالغة في العلوّ ، أو بمعنى إظهاره ، أو للطلب. والمعنى على الأوّل : علا في رتبته عن رتبة المخلوقين ، فاستعلى وتنزّه عن صفات المخلوقين. وعلى الثاني : كان عالياً من الذات والصفات فأظهر علوّه بالإيجاد. وعلى الثالث لابدّ من ارتكاب تجوّز ، أي طلب من العباد أن يعدّوه عالياً ويعبدوه. راجع : الرواشح ، ص 31 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 6 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 6 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 5.
    (7) في حاشية « ف » : « فتدلّى ».
    (Cool المنظر : المصدر ، وما يُنْظَر إليه ، والموضع المرتفع. والمعنى أنّه تعالى ارتفع عن أنظار العباد ، فلا يصل إليه نظر النظّار وسير الأفكار ؛ أو عن كلّ ما يمكن أن ينظر إليه. قال العلاّمة المجلسي : « ويخطر بالبال معنى لطيف ، وهو أنّ المعنى أنّه تعالى لظهور آثار صنعه في كلّ شي‌ء ظهر في كلّ شي‌ء ، فكأنّه علا وارتفع عليه ، فكلّ ما نظرت إليه فكأنّك وجدت الله عليه » وقيل غير ذلك. راجع : شرح صدر المتألّهين ، ص 6 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 7 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 6.
    (9) « لا يؤوده حفظهما » أي لا يثقله ولا يتبعه ولا يشقّ عليه حفظ الأشياء ، يقال : آده الأمر يؤوده ، إذا أثقله وبلغ منه المشقّة. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 442 ؛ لسان العرب ، ج 3 ، ص 74 ( أود ).

    بِعَظَمَتِهِ تَفَرَّدَ بِالْمَلَكُوتِ ، وَبِقُدْرَتِهِ تَوَحَّدَ بِالْجَبَرُوتِ ، وَبِحِكْمَتِهِ أَظْهَرَ حُجَجَهُ عَلى خَلْقِهِ.
    اخْتَرَعَ (1) الْأَشْيَاءَ إِنْشَاءً ، وَابْتَدَعَهَا ابْتِدَاءً (2) بِقُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ (3) ، لَامِنْ شَيْ‌ءٍ ؛ فَيَبْطُلَ الاخْتِرَاعُ ، ولَالِعِلَّةٍ ؛ فَلَا يَصِحَّ الْابْتِدَاعُ. خَلَقَ مَاشَاءَ كَيْفَ شَاءَ مُتَوَحِّداً (4) بِذلِكَ ؛ لِإِظْهَارِ حِكْمَتِهِ ، وَحَقِيقَةِ رُبُوبِيَّتِهِ.
    لَا تَضْبِطُهُ (5) الْعُقُولُ ، وَلَا تَبْلُغُهُ الْأَوْهَامُ ، وَلَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ، وَلَا يُحِيطُ بِهِ مِقْدَارٌ.عَجَزَتْ دُونَهُ الْعِبَارَةُ ، وَكَلَّتْ دُونَهُ الْأَبْصَارُ ، وضَلَّ فِيهِ تَصَارِيفُ الصِّفَاتِ. (6) ‌
    احْتَجَبَ بِغَيْرِ حِجَابٍ مَحْجُوبٍ (7) ، وَاسْتَتَرَ بِغَيْرِ سِتْرٍ مَسْتُورٍ ، عُرِفَ بِغَيْرِ رُؤْيَةٍ (Cool ،
    __________________
    (1) الاختراع والابتداع لفظان متقاربان في المعنى ، وهو إيجاد الشي‌ء لا عن أصل ولا على مثال ولا لعلّة مادّية أوفاعليّة ، وكثر استعمال الاختراع في الأوّل والابتداع في الثاني ، فلو كان الإيجاد على مثال لبطل الاختراع ، ولو كان لعلّة لبطل الابتداع. وللمزيد راجع : الرواشح ، ص 35 ـ 39 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 6 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 32 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 9 ـ 10.
    (2) هكذا في أكثر النسخ ، لكن في « بو » : « ابتدعها ابتداعاً » ، وفي رواية عن الإمام الرضا عليه‌السلام أنّه قال : « ... ومبتدعها ابتداعاً ». انظر : الكافي ، كتاب التوحيد ، باب النهي عن الصورة والجسم ، ح 287.
    (3) في « بح » : « وبحكمته ».
    (4) في حاشية « بر » : « فتَوَحَّد ».
    (5) في حاشية « بح » : « لا تطيقه ».
    (6) قال السيّد الداماد في الرواشح ، ص 41 : « أي ضلّ في طريق نعته نعوت الناعتين وصفات الواصفين بفنون تصاريفها وأنحاء تعبيراتها ، أي كلّما حاولوا أن يصفوه بأجلّ ما عندهم من صور الصفات الكماليّة ، وأعلى ما في عقولهم من مفهومات النعوت الجمالية ، فإذا نظروا إليه وحقّقوا أمره ظَهَرَ لهم أنّ ذلك دون وصف جلاله وإكرامه وسوى نعوت جماله وإعظامه ، ولم يصفوه بما هو وصفه ولم ينعتوه كما هو حقّه ، بل رجع ذلك إلى وصف أمثالهم وأشباههم من الممكنات ». ونحوه في شرح صدر المتألّهين ، ص 7 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 11 ـ 12.
    (7) في « ف » : « محجوبٌ و ... مستورٌ » بالرفع ، خبر لمبتدأ محذوف.
    وقد ذكر أكثر شرّاح الكافي احتمالَي الرفع والجرّ في شروحهم ، ورجّحوا احتمال جَرِّه بالتوصيف كما هو رأي السيّد الداماد ، أو بالإضافة بمعنى اللام كما هو رأي الصدر الشيرازي. وقس عليه « مستور ».
    (Cool في « ف » : « رويّة » بمعنى البرهان والنظر ، واستبعد ذلك في مرآة العقول ، لكنّ بقيّة الشرّاح اعتمدوا كلمة « رويّة » في شروحهم وأشاروا إلى كلمة « رؤية » أثناء الشرح.

    وَوُصِفَ بِغَيْرِ صُورَةٍ ، وَنُعِتَ بِغَيْرِ جِسْمٍ ، لَا إِلهَ إلاّ اللهُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ. ضَلَّتِ الْأَوْهَامُ عَنْ بُلُوغِ كُنْهِهِ ، وَذَهَلَتِ (1) الْعُقُولُ أَنْ تَبْلُغَ غَايَةَ (2) نِهَايَتِهِ ، لَايَبْلُغُهُ حَدُّ وَهْمٍ (3) ، وَلَا يُدْرِكُهُ نَفَاذُ بَصَرٍ ، وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4).
    احْتَجَّ عَلى خَلْقِهِ بِرُسُلِهِ (5) ، وَأَوْضَحَ الأُمُورَ بِدَلَائِلِهِ ، وَابْتَعَثَ (6) الرُّسُلَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ؛ ( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) (7) ، وَلِيَعْقِلَ الْعِبَادُ عَن (Cool رَبِّهِمْ مَا جَهِلُوهُ (9) ؛ فَيَعْرِفُوهُ بِرُبُوِبِيَّتِهِ بَعْدَ مَا أَنْكَرُوهُ ، وَيُوَحِّدُوهُ بِالْإِلهِيَّةِ بَعْدَ مَا أَضَدُّوهُ (10).
    أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَشْفِي النُّفُوسَ ، وَيَبْلُغُ رِضَاهُ ، وَيُؤَدِّي شُكْرَ مَا وَصَلَ (11) إِلَيْنَا مِنْ سَوَابِغِ النَّعْمَاءِ ، وَجَزِيلِ الْآلَاءِ ، وَجَميلِ الْبَلَاءِ.
    وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، إِلهاً وَاحِداً أَحَداً (12) صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَبْدٌ (13) انْتَجَبَهُ ، وَرَسُولٌ (14)
    __________________
    (1) في « بح » : « ذَلَّت ».
    (2) يمكن أن يراد بالغاية المسافة ، ويمكن أن يراد بها النهاية ، وقد رجّح المجلسي المعنى الأوّل واستبعد الثاني. انظر : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 15 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 9.
    (3) في الرواشح ، ص 44 : « وفي بعض النسخ : عَدْوُ وَهْمٍ. وهو أبلغ وأحكم ». و « لا يبلغه حدّ وهم » أي حدّته ، أو نهاية معرفته ؛ لأنّ ما بلغه الوهم فهو ممكن ولا سبيل للإمكان في ساحة جنابه. وقيل غير ذلك.
    (4) في « ب » وحاشية « ج ، ض ، بر » : « البصير ».
    (5) في حاشية « ج ، ض » : « برسوله ».
    (6) في « ج ، ض ، ف » : « انبعث ». واختار ذلك صدر المتألّهين في شرحه ، حيث قال : « صيغة انبعث متعدّية إلى المفعول ، يقال : بعثه وانبعثه ، أي أرسله ». والظاهر أنّه من اشتباه باب الافتعال بباب الانفعال ، فتأمّل.
    (7) الأنفال (Cool : 42.
    (Cool في « ب ، بس » وحاشية « ج » : « من ».
    (9) في « ب ، ج ، بف » : « جهلوا ».
    (10) في حاشية بدر الدين ، ص 33 : « هو بالصاد المهملة ـ أي صدّوه ، بمعنى منعوه حقّه من التوحيد ـ ولا يجوز أن يكون بالمعجمة ، ومعناه بالمعجمة : بعد ما أضدّوه ، أي جعلوا له ضدّاً ».
    (11) في حاشية « ج » : « أوصل ».
    (12) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : ـ « أحداً ».
    (13) في « ج » وحاشية « بر » : « عبده ».
    (14) في « ج » وحاشية « بر » : « رسوله ».

    ابْتَعَثَهُ (1) ، عَلى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَطُولِ هَجْعَةٍ (2) مِنَ الْأُمَمِ ، وَانْبِسَاطٍ مِنَ الْجَهْلِ ، وَاعْتِرَاضٍ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَانْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ (3) ، وَعَمىً عَنِ (4) الْحَقِّ ، وَاعْتِسَافٍ (5) مِنَ الْجَوْرِ ، وَامْتِحَاقٍ (6) مِنَ الدِّينِ.
    وَأَنْزَلَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ ، فِيهِ الْبَيَانُ والتِّبْيَانُ ( قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) (7) قَد بَيَّنَهُ لِلنّاسِ وَنَهَجَهُ (Cool ، بِعِلْمٍ قَدْ فَصَّلَهُ ، وَدِينٍ قَدْ أَوْضَحَهُ ، وَفَرَائِضَ قَدْ أَوْجَبَهَا ، وَأُمُورٍ قَدْ كَشَفَهَا لِخَلْقِهِ وَأَعْلَنَهَا ، فِيهَا دَلَالَةٌ إِلَى النَّجَاةِ ، وَمَعَالِمُ تَدْعُو إِلى هُدَاهُ.
    فَبَلَّغَ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَا أُرْسِلَ بِهِ ، وَصَدَعَ بِمَا أُمِرَ (9) ، وَأَدَّى مَا حُمِّلَ مِنْ أَثْقَالِ النُّبُوَّةِ ، وَصَبَرَ لِرَبِّهِ ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ ، وَنَصَحَ لِأُمَّتِهِ ، وَدَعَاهُمْ إِلَى النَّجَاةِ ، وَحَثَّهُمْ
    __________________
    (1) في « ج ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « انبعثه ». وتقدّم التعليق على مثل ذلك.
    (2) « الهَجْعة » : نومة خفيفة من أوّل الليل ، وهي هاهنا بمعنى الغفلة والجهالة ، يقال : رجل هُجَع وهُجَعَة ومِهْجَع ، أي غافل أحمق. راجع : الصحاح ، ج 3 ، ص 1306 ( هجع ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 5 ؛ الرواشح ، ص 45 وسائر الشروح.
    (3) « الإبرام » : إحكام الشي‌ء ، وأبرمتُ الأمرَ : أحكمتُه. وفي « ف » والرواشح : « البَرَم » بالتحريك. قال في‌ الرواشح : « وفي نسخ جَمَّة : من المبرم. وهو الأصحّ ». انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1870 ( برم ) ؛ الرواشح ، ص 47.
    (4) في « بس ، بف » وحاشية « بح » : « من ».
    (5) « العَسَف » ـ بالتحريك ـ : الأخذ على غير طريق ، والقطع على غير هداية ، وكذلك التعسّف والاعتساف. والعَسْف ـ بالتسكين ـ : الظلم ، كما قاله الداماد ، وهكذا في اللغة بدون ضبط الحركات. والمراد هاهنا المعنى الأوّل كما هو ظاهر الشروح. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1403 ؛ لسان العرب ، ج 9 ، ص 245 ( عسف ).
    (6) « الامتحاق » : ذهابُ خَيرِ الشي‌ء وبركتِهِ ونقصانُه ، من قولهم : محقه الله ، أي ذهب ببركته ؛ أو البطلانُ والمحو ، من قولهم : مَحَقه يَمْحَقُه مَحْقاً ، أي أبطله ومحاه ، وتمحّق الشي‌ء وامتحق ، أي بطل. والمراد هاهنا المعنى الثاني ، كما هو ظاهر الشروح. انظر : ترتيب كتاب العين ، ج 3 ، ص 1680 ؛ الصحاح ، ج 4 ، ص 1553 ( محق ).
    (7) الزمر (39) : 28.
    (Cool في « بف » والمطبوع : « نَهَّجه ». والشرّاح قرأوها : نهجه ـ بالتخفيف ـ بمعنى أوضحه وأبانه ، أو سلكه. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 346 ( نهج ).
    (9) « صدع بما أُمر » أي أجهر به وتكلّم به جهاراً ، أو أظهره ، أو فرّق به بين الحقّ والباطل. والكلّ محتمل ، كما هوالظاهر من الشروح. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1241 ـ 1242 ؛ لسان العرب ، ج 8 ، ص 195 ( صدع ).

    عَلَى (1) الذِّكْرِ ، وَدَلَّهُمْ عَلى سَبِيلِ الْهُدى مِنْ بَعْدِهِ ، بِمَنَاهِجَ (2) وَدَوَاعٍ أَسَّسَ لِلْعِبَادِ أَسَاسَهَا (3) ، وَمَنَائِرَ (4) رَفَعَ لَهُمْ أَعْلَامَهَا ؛ لِكَيْ لَايَضِلُّوا مِنْ بَعدِهِ ، وَكَانَ بِهِمْ (5) رَؤُوفاً رَحِيماً.
    فَلَمَّا انْقَضَتْ مُدَّتُهُ ، وَاستُكْمِلَتْ أَيَّامُهُ ، تَوَفَّاهُ اللهُ وَقَبَضَهُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ عِنْدَ اللهِ مَرْضِيٌّ عَمَلُهُ ، وَافِرٌ حَظُّهُ ، عَظِيمٌ (6) خَطَرُهُ. فَمَضى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَخَلَّفَ فِي أُمَّتِهِ كِتَابَ اللهِ ، وَوَصِيَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنينَ وَإِمَامَ الْمُتَّقِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، صَاحِبَيْنِ مُؤْتَلِفَيْنِ ، يَشْهَدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ بِالتَّصْدِيقِ. يَنْطِقُ الْإِمَامُ عَنِ (7) اللهِ فِي الْكِتَابِ بمَا أَوْجَبَ اللهُ فِيهِ عَلَى الْعِبادِ مِنْ طَاعَتِهِ ، وطَاعَةِ الإِمَامِ وَوِلَايَتِهِ ، وَوَاجِبِ حَقِّهِ (Cool ، الَّذِي أَرَادَ مِنِ اسْتِكْمَالِ دِينِهِ ، وَإِظْهَارِ أَمْرِهِ ، وَالْاحْتِجَاجِ بِحُجَجِهِ ، وَالْاسْتِضَاءَةِ (9) بِنُورِهِ (10) ، فِي مَعَادِنِ أَهْلِ صَفْوَتِهِ ، وَمُصْطَفَيْ (11) أَهْلِ خِيَرَتِهِ.
    __________________
    (1) في « بس » وحاشية « ج ، و » : « إلى ». قال في حاشية « ج » : « على تضمين معنى الدعوة ».
    (2) المراد بالمناهج كلّ ما يتقرّب به إليه سبحانه ، وبسبيلها دلائلها وما يوجب الوصول إليها. راجع : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 29 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 12.
    (3) المراد بسبيل الهدى الطريقة الشرعيّة المقدّسة ، وبالمناهج والدواعي كتاب الله والعترة عليهم‌السلام ، وبتأسيس الأساس ورفع المنار نصب الأدلّة على ذلك. ويحتمل أن يراد بالمناهج الأوصياء عليهم‌السلام ، وبالدواعي الأدلّة الدالّة على خلافتهم. راجع : شرح صدر المتألّهين ، ص 8 ؛ حاشية بدر الدين ، ص 34 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 25 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 12.
    (4) في « ج ، ض » وحاشية « بس » : « منار ». وفي « بح ، بس » وحاشية « ف ، بف » : « منابر ».
    (5) في « بس » : « وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » بدل « وكان بهم ».
    (6) في « ف » : « وعظيم ».
    (7) في « ف » : « من ».
    (Cool في « ف » : « وأوجب حقّه ». وفي حاشية « ج » : « وأوجب الحقّ ».
    (9) في « ألف ، ب ، ض ، بر ، بس ، بف » : « الاستضاء ».
    (10) في « ألف » : « بأنواره ».
    (11) الأرجح أن تُقرأ : « مُصْطَفَيْ » عطفاً على « معادن ». واختار ذلك ميرداماد في الرواشح ، ص 49 ، وفي تعليقته على الكافي ، ص 37. بينما اختار الصدر الشيرازي إفرادها في شرحه على الكافي ، ص 9. أمّا المازندراني والمجلسي فقد ذهبا إلى جواز الإفراد والجمع. انظر : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 28 ؛ ومرآة العقول ، ج 1 ، ص 13.

    فَأَوْضَحَ (1) اللهُ تَعَالى بِأَئِمَّةِ الْهُدى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا عَنْ دِينِهِ ، وَأَبْلَجَ (2) بِهِمْ (3) عَنْ سَبِيلِ مَنَاهِجِهِ ، وَفَتَحَ بِهِمْ عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلْمِهِ ، وَجَعَلَهُمْ مَسَالِكَ (4) لِمَعْرِفَتِهِ ، وَمَعَالِمَ (5) لِدِينِهِ ، وَحُجَّاباً (6) بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ ، وَالْبَابَ الْمُؤَدِّيَ إِلى مَعْرِفَةِ حَقِّهِ ، وَ (7) أَطْلَعَهُمْ (Cool عَلَى الْمَكْنُونِ مِنْ غَيْبِ سِرِّهِ.
    كُلَّمَا مَضى مِنْهُمْ إمَامٌ ، نَصَبَ لِخَلْقِهِ مِنْ عَقِبِهِ (9) إِمَاماً بَيِّناً ، وَهادِياً نَيِّراً ، وَإِمَاماً قَيِّماً ، يَهْدُونَ بِالْحَقِّ (10) وبِهِ يَعْدِلُونَ. حُجَجُ اللهِ وَدُعَاتُهُ وَرُعَاتُهُ عَلى خَلْقِهِ ، يَدِينُ (11) بَهَدْيِهِمُ (12) الْعِبَادُ ، وَتَسْتَهِلُّ (13) بِنُورِهِمُ الْبِلَادُ. جَعَلَهُمُ (14) اللهُ (15) ‌
    __________________
    (1) في « ب » : « وأوضح ».
    (2) « أبلج » إمّا لازم بمعنى أَنارَ وأضاء ، وإمّا متعدّ بمعنى أظهره وأوضحه وجعله مشرقاً أو واضحاً. والمراد هاهنا الثاني ، وعليه فكلمة « عن » زائدة للمبالغة في الربط والإيصال ، كما هو ظاهر الشروح. راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 300 ؛ لسان العرب ، ج 2 ، ص 215 ـ 216 ( بلج ).
    (3) في « ب » : ـ « بهم ».
    (4) في حاشية « ج » : « مسالكاً ». قال السيّد الداماد : « التنوين في ( مسالكاً ) و ( معالماً ) ـ على ما في أكثر النسخ‌العتيقة المعوّل على صحّتها ـ للتنكير ، أي طائفة مّا من المسالك ومن المعالم ... ». انظر : الرواشح ، ص 50 ؛ التعليقة للداماد ، ص 8.
    (5) في حاشية « ج » : « ومعالماً ». ومرّ التعليق عليها في الهامش المتقدّم.
    (6) « الحجّاب » جمع حاجب بمعنى البوّاب. لسان العرب ، ج 1 ، ص 298 ؛ القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 146 ( حجب ).
    (7) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : ـ « و ».
    (Cool في « و ، بف » : « اطّلعهم » بالتشديد.
    (9) هناك مَن قرأها « مَن عقّبه » ـ بالفتح ـ اسم موصول ، كما أشار لذلك المجلسي ، واستبعده في مرآة العقول. أمّا المازندراني والصدر الشيرازي فقد احتملا ذلك أيضاً في شرحيهما.
    (10) في « بح » : « إلى الحقّ ».
    (11) في « ألف ، و ، بس » : « تدين ».
    (12) في « ألف ، بح ، بس » : « بهداهم ». ومعنى « بِهَدْيهِمْ » هو أن يسير بسيرتهم العباد ويطيعون الله ورسوله بسبب‌هدايتهم وإرشادهم. ومعنى « بهداهم » هو أن يتعبّد العباد بهدايتهم. راجع : الرواشح ، ص 52 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 32 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 14.
    (13) في « ألف ، ب ، ج ، ف ، بح ، بف » والمطبوع : « يستهلّ ».
    (14) في « بس » وحاشية « بف » : « وجعلهم ».
    (15) في « ف » : ـ « الله ».

    حَيَاةً (1) لِلْأَنَامِ ، وَمَصَابِيحَ لِلظَّلَامِ ، وَمَفَاتِيحَ لِلْكَلَامِ ، وَدَعَائِمَ (2) لِلْإِسْلَامِ. وَجَعَلَ نِظَامَ طَاعَتِهِ وَتَمَامَ فَرْضِهِ التَّسْلِيمَ لَهُمْ فِيمَا عُلِمَ ، وَالرَّدَّ إِلَيْهِمْ فِيمَا جُهِلَ ، وَحَظُرَ (3) عَلى غَيْرِهِمُ التَّهَجُّمَ (4) عَلَى الْقَوْلِ بِمَا يَجْهَلُونَ ، وَمَنَعَهُمْ جَحْدَ مَا لَايَعْلَمُونَ ؛ لِمَا (5) أَرَادَ (6) ـ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ـ مِنِ اسْتِنْقَاذِ مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ مُلِمَّاتِ (7) الظُّلَمِ ، وَمَغْشِيَّاتِ (Cool الْبُهَمِ (9). وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَخْيَارِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً.
    أَمَّا بَعْدُ ، فَقَد فَهِمْتُ يَا أَخِي مَا شَكَوْتَ مِنِ اصْطِلَاحِ (10) أَهْلِ دَهْرِنَا عَلَى الْجَهَالَةِ (11) ، وَتَوَازُرِهِمْ وَسَعْيِهِمْ فِي عِمَارَةِ طُرُقِهَا ، وَمُبَايَنَتِهِمُ الْعِلْمَ وَأَهْلَهُ ، حَتّى كَادَ الْعِلْمُ مَعَهُمْ أَنْ‌
    __________________
    (1) في حاشية « ألف » : « حماة ».
    (2) في حاشية « ج » : « دعائماً ». وقد مرّت الإشارة إلى أنّ التنوين هنا للتنكير ، كما ذكر صاحب الرواشح فيها ، ص 50 ، وفي تعليقته على الكافي ، ص 8.
    (3) في « بف » : « حظّر » بالتشديد.
    (4) « التهجّم » : تفعّل من الهجوم ، وهو الإتيان بغتةً والدخول من غير استيذان ؛ يعني حرم على غيرهم الدخول‌في الأمر بَغتة من غير رَوِيَّة وملاحظة. وقال السيّد الداماد : « وفي بعض النسخ بالعين مكان الهاء من العُجْمة ـ بالضمّ والتسكين ـ وهي اللُكنة في اللسان ، وعدم القدرة على الكلام ، وعدم الإفصاح بالعربيّة ». راجع : المغرب ، ص 500 ، القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1537 ( هجم ) ؛ الرواشح ، ص 53.
    (5) في « ج » : « لَمّا ». أي يمكن أن تقرأ « لَمّا » أو « لِما ».
    (6) في « بس » : + « الله ».
    (7) « الملمّات » جمع الملمّة بمعنى النازلة الشديدة من شدائد الدهر ونوازل الدنيا ، من الإلمام بمعنى النزول ، يقال : قد ألمّ به ، أي نزل به. الصحاح ، ج 5 ، ص 2032 ؛ لسان العرب ، ج 12 ، ص 550. ( لمم ).
    (Cool هكذا في « ج ، ف ، بح ، بر ، بف ، بل ، بو ، جح ، جل ، جم » وظاهر مرآة العقول والمطبوع. وفي « بس » : « مغيّبات ». وفي « ب ، ض ، يد » : « مُغَشَّيات » أي اسم المفعول من التفعيل ، كما هو الاحتمال الآخر في المرآة. وظاهر شرحي الصدر الشيرازي والمازندراني : « مُغْشِيات » وهو اسم فاعل من باب الإفعال.
    (9) « البُهَم » ـ كصرد ـ جمع بُهمة ـ بالضمّ ـ وهو الأمر الذي لا يُهتدى لوجهه ، أو كلام مبهم لا يعرف له وجه يؤتى منه ، أي الأُمور المشكلة التي خفي على الناس ما هو الحقّ فيها وستر عنهم ، والمراد بها الفتن ، كما هو ظاهر الشروح وتساعده اللغة. راجع : النهاية ، ج 1 ، ص 168 ؛ لسان العرب ، ج 12 ، ص 57 ( بهم ).
    (10) في حاشية « بح » : « إصلاح ».
    (11) اصطلاحهم على الجهالة : تصالحهم وتراضيهم وتوافق آرائهم عليها ، ومحبّتهم لأهلها ، واجتماع كلمتهم فيها ، واستحسانهم إيّاها. راجع : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 37 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 15.

    يَأْرِزَ (1) كُلُّهُ ، وَتَنْقَطِعَ (2) مَوَادُّهُ ؛ لِمَا قَدْ رَضُوا أَنْ يَسْتَنِدُوا إِلَى الْجَهْلِ ، وَيُضَيِّعُوا الْعِلْمَ وَأَهْلَهُ.
    وَسَأَلْتَ : هَلْ يَسَعُ النَّاسَ الْمُقَامُ عَلَى الْجَهَالَةِ ، وَالتَّدَيُّنُ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، إذْ (3) كَانُوا دَاخِلِينَ فِي الدِّينِ ، مُقِرِّينَ بِجَمِيعِ أُمُورِهِ عَلى جِهَةِ الْاسْتِحْسَانِ (4) وَالنُّشُوءِ (5) عَلَيْهِ ، والتَّقْلِيدِ لِلْآبَاءِ وَالْأَسْلَافِ وَالْكُبَرَاءِ ، وَالْاتِّكَالِ عَلَى عُقُولِهِمْ فِي دَقِيقِ الْأَشْيَاءِ وَجَلِيلِهَا؟
    فَاعْلَمْ يَا أَخِي ـ رَحِمَكَ اللهُ ـ أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ خَلَقَ عِبَادَهُ خِلْقَةً مُنْفَصِلَةً مِنَ الْبَهَائِمِ فِي الْفِطَنِ (6) وَالْعُقُولِ الْمُرَكَّبَةِ فِيهِمْ ،
    __________________
    (1) هكذا في أكثر النسخ. وفي المطبوع وحاشية « ج ، ض » : « يأزر » بمعنى يضعف. وفي « ض ، بر » وحاشية اخرى لـ « ج » وحاشية « بح » : « يأرن » بمعنى يهلك وينعدم وهذه الجملة إشارة واقتباس من الخطبة المنقولة في الكافي ، كتاب الحجة ، باب نادر في حال الغيبة ، ح 890 ؛ وباب الغيبة ، ح 903 ، عن عليّ عليه‌السلام. وفي كلتا الروايتين « يأرز » بتقديم المهملة.
    استظهر المجلسي تقديم المهملة على المعجمة ، أي « يأرز ». ولم يستبعد المازندراني العكس. وأمّا السيد الداماد والصدر الشيرازي فقد أورداها بتقديم الراء على الزاي. قال المازندراني : « أن يأرز كلّه ـ بتقديم الراء المهملة على المنقوطة ـ أي يجتمع كلّه في زاوية النسيان ، من أرزت الحيّة إلى جحرها : إذا انضمّت إليها واجتمع بعضها إلى بعض فيها ». انظر : التعليقة للداماد ، ص 10 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 9 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 37 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 15 ؛ الصحاح ، ج 3 ، ص 864 ؛ النهاية ، ج 1 ، ص 37 ( أرز ).
    (2) في « ج ، ف ، بف » : « ينقطع ».
    (3) هكذا في « ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف ». وفي « ب ، ف ، بح » والمطبوع : « إذا ».
    (4) في حاشية « بح » : « الامتحان ».
    (5) في « الف ، ج ، ف ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ض » : « السبق ». وفي « و » وحاشية « ب ، بح ، بف » : « النشق » بمعنى الدخول في أمر لا يكاد التخلّص منها. وفي « ض » وحاشية « بس » : « النَشْو ». وقد ذكر شرّاح الكافي هذه الاحتمالات ، ورجّح الصدر الشيرازي « السبق » ورجّح المازندراني والمجلسي كلمةَ « نشوء » إمّا بفتح النون على وزن فَعل ، أو بالضمّ على وزن فعول ؛ من قولهم : نشأ الصبي ينشأ نَشْأً ونُشُوءً : إذا كبر وشبّ ولم يتكامل. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 10 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 39 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 15 ـ 16.
    (6) في « ألف ». « الفطرة » وفي « بس » : « الفِطَر » جمع فطرة. وفي حاشية « ج » : « النطق ». واعلم أنّ الصدر الشيرازي‌جعل « الفِطَر » أولى ممّا في المتن ؛ حيث قال : « وفي بعضها ـ أي النسخ ـ : الفطر ـ بالراء ـ جمع الفطرة وهذه

    مُحْتَمِلَةً (1) لِلْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، وَجَعَلَهُمْ (2) ـ جَلَّ (3) ذِكْرُهُ ـ صِنْفَيْنِ (4) : صِنْفاً مِنْهُمْ أَهْلَ الصِّحَّةِ وَالسَّلَامَةِ ، وَصِنْفاً مِنْهُمْ (5) أَهْلَ الضَّرَرِ وَالزَّمَانَةِ (6) ؛ فَخَصَّ أَهْلَ الصِّحَّةِ وَالسَّلَامَةِ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، بَعْدَ مَا أَكْمَلَ لَهُمْ آلَةَ التَّكْلِيفِ ، وَوَضَعَ التَّكْلِيفَ عَنْ أَهْلِ الزَّمَانَةِ وَالضَّرَرِ ؛ إِذْ قَدْ خَلَقَهُمْ خِلْقَةً غَيْرَ مُحْتَمِلَةٍ لِلْأَدَبِ وَالتَّعْلِيمِ ، وَجَعَلَ عَزَّ وَجَلَّ سَبَبَ بَقَائِهِمْ أَهْلَ الصِّحَّةِ وَالسَّلَامَةِ ، وَجَعَل بَقَاءَ أَهْلِ الصِّحَّةِ وَالسَّلَامَةِ بِالْأَدَبِ وَالتَّعْلِيمِ. فَلَوْ كَانَتِ الْجَهَالَةُ جَائِزَةً لِأَهْلِ الصِّحَّةِ وَالسَّلَامَةِ ، لَجَازَ وَضْعُ التَّكْلِيفِ عَنْهُمْ ، وَفِي جَوازِ ذلِكَ بُطْلَانُ الْكُتُبِ (7) وَالرُّسُلِ وَالْآدَابِ ، وَفِي رَفْعِ الْكُتُبِ وَالرُّسُلِ وَالْآدَابِ فَسَادُ (Cool التَّدْبِيرِ ، وَالرُّجُوعُ إِلى قَوْلِ أَهْلِ الدَّهْرِ ؛ فَوَجَبَ في عَدْلِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَحِكْمَتِهِ أَن يَخُصَّ (9) مَنْ خَلَقَ مِنْ خَلْقِهِ خِلْقَةً مُحْتَمِلَةً لِلْأَمْرِ وَالنَّهْيِ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ؛ لِئَلاَّ يَكُونُوا سَدًى مُهْمَلِينَ ؛ وَلِيُعَظِّمُوهُ ،
    __________________
    أولى ؛ لأنّ الكلام في أصل الخلقة ، والفطنة والفطانة من الأمور العارضة ، ولأنّها أنسب بقوله : كلّ مولود يولد على الفطرة ... » ثمّ قال : « والظاهر أنّ الصورة الأولى ـ أي الفطن ـ من تصرّف الكتّاب ». راجع : شرح صدر المتألّهين ، ص 10.
    (1) في « ألف » وحاشية « ج » : « متحمّلة ».
    (2) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » وحاشية « بس » : « خلقهم ». وفي « بس » : « فجعلهم ».
    (3) في « و ، بح ، بس » وحاشية « بف » : « علا ».
    (4) في « بس » : « على صنفين ».
    (5) في « ب » : + « من ».
    (6) « الزَمانَة » هو المرض الذي يدوم زماناً ، والضرر مثْله. انظر : المغرب ، ص 21 ؛ المصباح المنير ، ص 256 ( زمن ) ؛ لسان العرب ، ج 4 ، ص 483 ( ضرر ). وقال السيّد الداماد : « المراد بأهل الضرر مكفوفو البصر ، قال في الصحاح : رجل ضرير ، أي ذاهب البصر ». وقال صدر المتألّهين : « كأنهم ضرائر وزمناء في الجوهر الباطني ، والأوّل إشارة إلى قصور القوّة النظريّة التي يقال لها : العقل النظري ، والثاني إلى اختلال القوّة العمليّة التي يقال لها : العقل العملي ». وقيل غير ذلك. راجع : الرواشح ، ص 55 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 10 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 40 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 16.
    (7) في حاشية « ج » : + « الإلهية ».
    (Cool في « بس » : + « أهل ».
    (9) في حاشية « ج » : « أن يحصر ». واختار السيد الداماد ذلك ، وجعله أَوْلى من اختيار بعض لـ « يخصّ » واختياربعضٍ آخر لـ « يحضّ ». فيكون المعنى : أنّ الأمر والنهي حاصران للخلق ، والخلقُ محصورون بهما. ويؤيّد ذلك قوله فيما بعد : « فكانوا محصورين بالأمر والنهى ». انظر : الرواشح ، ص 56 ؛ التعليقة للداماد ، ص 11 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 43.

    وَيُوَحِّدُوهُ ، ويُقِرُّوا لَهُ بِالرُّبُوبِيَّةِ ؛ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّهُ خَالِقُهُمْ وَرَازِقُهُمْ ؛ إِذ شَوَاهِدُ رُبُوبِيَّتِهِ دَالَّةٌ ظَاهِرَةٌ ، وَحُجَجُهُ نَيِّرَةٌ وَاضِحَةٌ ، وَأَعْلَامُهُ لَائِحَةٌ تَدْعُوهُمْ (1) إِلى تَوْحِيدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَشْهَدُ عَلى أَنْفُسِهَا لِصَانِعِهَا بِالرُّبُوبِيَّةِ وَالْإِلهِيَّةِ ؛ لِمَا فِيهَا مِنْ آثَارِ صُنْعِهِ (2) ، وَعَجَائِبِ تَدْبِيرِهِ (3) ، فَنَدَبَهُمْ إِلى مَعْرِفَتِهِ ؛ لِئَلاَّ يُبِيحَ لَهُمْ أَنْ يَجْهَلُوهُ وَيَجْهَلُوا دِينَهُ وَأَحْكَامَهُ ؛ لِأَنَّ الْحَكِيمَ لَايُبِيحُ الْجَهْلَ بِهِ وَالْإِنْكارَ لِدِينِهِ ، فَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ ) (4) ، وَقَالَ : ( بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ ) (5) ، فَكَانُوا مَحْصُورِينَ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ، مَأْمُورِينَ بِقَوْلِ الْحَقِّ ، غَيْرَ مُرَخَّصٍ (6) لَهُم فِي الْمُقَامِ عَلَى الْجَهْلِ ؛ أَمَرَهُمْ بِالسُّؤَالِ وَالتَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ ، فَقَالَ عَزَّوَجَلَّ : ( فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ ) (7) (Cool ، وَقَالَ : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (9).
    فَلَوْ كَانَ يَسَعُ أَهْلَ الصِّحَّةِ والسَّلَامَةِ الْمُقَامُ عَلَى الْجَهْلِ ، لَمَا أَمَرَهُمْ بِالسُّؤَالِ ، وَلَمْ يَكُنْ (10) يَحْتَاجُ إِلى بَعْثَةِ الرُّسُلِ بِالْكُتُبِ وَالْآدَابِ ، وَكَانُوا (11) يَكُونُونَ عِندَ ذلِكَ بِمَنْزِلةِ الْبَهَائِمِ ، وَمَنْزِلةِ (12) أَهْلِ الضَّرَرِ وَالزَّمَانَةِ ،
    __________________
    (1) علّق السيد الداماد على قول الكليني : تدعوهم ... إلى آخره ، بقوله : خبرُ كلٍّ من « شواهد ربوبيّته » و « حججه » و « أعلامه ». وأمّا « دالَّةٌ ظاهرة » و « نيّرة واضحة » و « لائحة » فمنصوبات على الحالية. انظر : الرواشح ، ص 57.
    (2) في « بس » : « صنعته ».
    (3) في « ج » : « تدبّره ».
    (4) الأعراف (7) : 169.
    (5) يونس (10) : 39.
    (6) في « بر » : « غير مرخِّص » بكسر الخاء ، والصدر الشيرازي أيضاً ضبطها بكسر الخاء. والمازندراني ذكر جوازفتح الخاء وكسرها. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 11 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 50.
    (7) في « ألف ، ب ، ف » : + (لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
    (Cool التوبة (9) : 122.
    (9) النحل (16) : 43 ؛ الأنبياء (21) : 7.
    (10) في حاشية « ج » : « لما كان ».
    (11) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس » وحاشية « بف ». وفي « بف » : « فكانوا ». وفي « الف ، بر » والمطبوع : « وكادوا ».
    (12) في « بج ، بد ، بر ، بو » وشرح صدر المتألّهين : « وبمنزلة ».

    وَلَوْ (1) كَانُوا كَذلِكَ ، لَمَا بَقُوا طَرْفَةَ عَيْنٍ ، فَلَمَّا لَمْ يَجُزْ بَقاؤُهُمْ إِلاَّ بِالْأَدَبِ وَالتَّعْلِيمِ ، وَجَبَ أَنَّهُ لَابُدَّ لِكُلِّ صَحِيحِ الْخِلْقَةِ ، كَامِلِ الْآلَةِ مِنْ مُؤَدِّبٍ وَدَلِيلٍ وَمُشِيرٍ ، وَآمِرٍ وَنَاهٍ ، وَأَدَبٍ وَتَعْلِيمٍ ، وَسُؤَالٍ وَمَسْأَلَةٍ.
    فَأَحَقُّ مَا اقْتَبَسَهُ الْعَاقِلُ ، وَالْتَمَسَهُ الْمُتَدَبِّرُ (2) الْفَطِنُ ، وَسَعى لَهُ الْمُوَفَّقُ الْمُصِيبُ ، الْعِلْمُ بِالدِّينِ ، وَمعرِفَةُ مَا اسْتَعْبَدَ اللهُ بِهِ خَلْقَهُ مِنْ تَوْحِيدِهِ ، وَشَرَائِعِهِ وَأَحْكَامِهِ ، وَأَمْرِهِ وَنَهْيِهِ ، وَزَوَاجِرِهِ وَآدَابِهِ ؛ إِذْ (3) كانَتِ الْحُجَّةُ ثَابِتَةً ، وَالتَّكْلِيفُ لَازِماً ، وَالْعُمْرُ يَسِيراً ، وَالتَّسْويفُ غَيْرَ مَقْبُولٍ.
    وَالشَّرْطُ مِنَ اللهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ فيمَا اسْتَعْبَدَ بِهِ خَلْقَهُ أَنْ يُؤَدُّوا جَمِيعَ فَرَائِضِهِ بِعِلْمٍ وَيَقِينٍ وَبَصِيرَةٍ ؛ لِيَكُونَ الْمُؤَدِّي لَهَا مَحْمُوداً عِنْدَ رَبِّهِ ، مُسْتَوْجِباً (4) لِثَوَابِهِ وَعَظِيمِ جَزَائِهِ ؛ لِأَنَّ الَّذِي يُؤَدِّي بِغَيْرِ عِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ لَايَدْرِي مَا يُؤدِّي ، وَلَايَدْرِي إِلى مَنْ يُؤَدِّي ، وَإذا كانَ جَاهِلاً ، لَم يَكُنْ عَلى ثِقَةٍ مِمَّا أَدّى ، وَلَا مُصَدِّقاً ؛ لِأَنَّ الْمُصَدِّقَ لَايَكُونُ مُصَدِّقاً حَتّى يَكُونَ عَارِفاً بِمَا صَدَّقَ بِهِ مِنْ (5) غَيْرِ شَكٍّ وَلَا شُبْهَةٍ ؛ لأَنَّ الشَّاكَّ لَايَكُونُ لَهُ مِنَ الرَّغْبَةِ والرَّهْبَةِ وَالْخُضُوعِ (6) وَالتَّقَرُّبِ (7) مِثْلُ مَا يَكُونُ مِن الْعَالِمِ (Cool الْمُسْتَيْقِنِ ، وَقَدْ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِلاّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (9) فَصَارَتِ الشَّهَادَةُ مَقْبُولَةً لِعِلَّةِ الْعِلْمِ بِالشَّهَادَةِ ، وَلَوْ لَا الْعِلْمُ بالشَّهَادَةِ ، لَمْ تَكُنِ الشَّهَادَةُ مَقْبُولَةً.
    وَالْأَمْرُ فِي الشَّاكِّ ـ المُؤَدِّي بِغَيْرِ عِلْمٍ وَبَصِيرَة ـ إِلَى اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ ، إِنْ شَاءَ تَطَوَّلَ‌
    __________________
    (1) في حاشية « ج » : « فلو ».
    (2) في « ألف » وحاشية « ج ، بس » : « المتديّن ». وفي « بس » : « المدبّر ».
    (3) في « ج » : « إذا ».
    (4) في « ف » : « ومستوجباً ».
    (5) في « ج ، بس ، بف » وحاشية « بح » : « في ».
    (6) في « ب » : « الخشوع ».
    (7) في « ض » : « القرب ».
    (Cool في « بس ، بف » : « الغالب ».
    (9) الزخرف (43) : 86.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 9:49 pm

    عليْهِ ، فَقَبِلَ عَمَلَهُ ، وَإِنْ شَاءَ رَدَّ (1) عَلَيْهِ ؛ لأَنَّ الشَّرْطَ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ أَنْ يُؤَدِّيَ الْمَفْرُوضَ بِعِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ وَيَقِينٍ ؛ كَيْ لَايَكُونَ (2) مِمَّنْ وَصَفَهُ اللهُ ، فَقَالَ تَبارَكَ وَتَعَالَى : ( وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ ) (3) ( فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ ) (4) ؛ لِأَنَّهُ كانَ دَاخِلاً فِيهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا يَقِينٍ ، فَلِذلِكَ صَارَ خُرُوجُهُ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا يَقِينٍ.
    وَقَدْ قَالَ الْعَالِمُ (5) عليه‌السلام : « مَنْ دَخَلَ فِي الْإِيمَانِ بِعِلْمٍ ، ثَبَتَ (6) فِيهِ ، وَنَفَعَهُ إِيمَانُهُ ، وَمَن دَخَلَ فِيهِ بِغَيرِ عِلْمٍ ، خَرَجَ مِنْهُ كَمَا دَخَلَ فِيهِ » (7).
    وَقَالَ عليه‌السلام : « مَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ ـ صَلَوَات اللهِ عَلَيْه وَآلِهِ ـ زَالَتِ الْجِبَالُ قَبْلَ أَنْ يَزُولَ ، وَمَنْ أَخَذَ دِينَهُ مِنْ أَفْوَاهِ الرِّجَالِ ، رَدَّتْهُ الرِّجَالُ » (Cool.
    __________________
    (1) في « ألف » : « ردّه ».
    (2) هكذا في « ألف ، ض ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « كي لا يكونوا ». والكلام في « الشاكّ » فناسب إفرادالضمير.
    (3) قال البيضاوي : « عَلى حَرْفٍ : على طرف من الدين لا ثبات له فيه ، كالذي يكون على طرف الجيش ، فإن‌أحسّ بظفر قَرَّ ، وإلاّ فَرَّ ». راجع : تفسير البيضاوي ، ج 3 ، ص 135.
    (4) الحجّ (22) : 11.
    (5) حمله الأعلام الثلاثة : السيّد الداماد والصدر الشيرازي والعلاّمة المازندراني على الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام بقرينة الإطلاق. وأمّا المجلسي فقد شكّك في كون لفظ العالم دالاًّ على الإمام الكاظم ؛ لذا فقد فسّره بالمعصوم وقال : « وتخصيصه بالكاظم عليه‌السلام غير معلوم ». انظر : التعليقة للداماد ، ص 14 ؛ الرواشح السماوية ، ص 59 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 14 ، شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 53 ، مرآة العقول ، ج 1 ، ص 19.
    (6) في « ف » : « يثبت ».
    (7) بصائر الدرجات ، ص 530 ، ضمن ح 1 ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. وفيه : « من دخل في هذا الأمر بغير يقين ولا بصيرة ، خرج منه كما دخل فيه ».
    (Cool ورد نحوه عن الصادق عليه‌السلام في الغيبة للنعماني ، ص 22 ، وفيه : « من دخل في هذا الدين بالرجال ، أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه ؛ ومن دخل فيه بالكتاب والسنّة زالت الجبال قبل أن يزول » ؛ وفي تصحيح الاعتقاد للمفيد ، ص 72 ؛ وروضة الواعظين ، ج 1 ، ص 22 هكذا : « من أخذ دينه من أفواه الرجال ، أزالته الرجال ، ومن أخذ دينه من الكتاب والسنّة ، زالت الجبال ولم يزل ».

    وَقَالَ عليه‌السلام : « مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ ، لَمْ يَتَنَكَّبِ (1) الْفِتَنَ (2) ». (3) ‌
    وَلِهذِهِ الْعِلَّةِ انْبَثَقَتْ (4) عَلى أَهْلِ دَهْرِنَا بُثُوقُ هذِهِ الْأَدْيَانِ الْفَاسِدَةِ ، وَالْمَذَاهِبِ المُسْتَشْنَعَةِ (5) ، الَّتِي قَدِ اسْتَوْفَتْ شَرَائِطَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ كُلَّهَا ، وَذلِكَ بِتَوفِيقِ اللهِ تَعالى‌ وَخِذْلَانِهِ ، فَمَنْ أَرَادَ اللهُ تَوْفِيقَهُ وَأَنْ يَكُونَ إِيمَانُهُ ثَابِتاً مُسْتَقِرّاً ، سَبَّبَ لَهُ الْأَسْبَابَ الَّتِي تُؤَدِّيهِ إِلى أَنْ يَأَخُذَ دِينَهُ مِنْ كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ وَآلِهِ ـ بِعِلْمٍ وَيَقِينٍ وَبَصِيرَةٍ ، فَذَاكَ أَثْبَتُ فِي دِينِهِ مِنَ الْجِبَالِ الرَّوَاسِي. وَمَنْ أَرَادَ اللهُ خِذْلَانَهُ وَأَنْ يَكُونَ دِينُهُ مُعَاراً مُسْتَوْدَعاً (6) ـ نَعُوذُ بِاللهِ مِنْهُ ـ سَبَّبَ لَهُ أَسْبَابَ الاسْتِحْسَانِ وَالتَّقْلِيدِ وَالتَّأْوِيلِ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ ، فَذَاكَ فِي الْمَشِيئَةِ ، إِنْ شَاءَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَتَمَّ إِيمَانَهُ ، وَإِنْ شَاءَ ، سَلَبَهُ إِيَّاهُ ، وَلَا يُؤْمَنُ عَلَيْهِ أَنْ يُصْبِحَ مُؤْمِناً وَيُمْسِيَ كَافِراً ، أَو يُمْسِيَ مُؤْمِناً وَيُصْبِحَ كَافِراً ؛ لِأَنَّهُ كُلَّمَا رَأى كَبِيراً مِن الْكُبَرَاءِ ، مَالَ مَعَهُ ، وَكُلَّمَا رَأى شَيْئاً اسْتَحْسَنَ ظَاهِرَهُ ، قَبِلَهُ ؛ وَقَدْ قَالَ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَ النَّبِيِّينَ عَلَى النَّبُوَّةِ ، فَلَا يَكُونُونَ إِلاَّ أَنْبِيَاءَ ، وَخَلَقَ الْأَوْصِيَاءَ عَلَى الْوَصِيَّةِ ، فَلَا يَكُونُونَ إِلاَّ أَوْصِيَاءَ (7) ، وَأَعَارَ قَوْمَاً‌
    __________________
    (1) التنكّب عن الشي‌ء هو المَيْل والعدول عنه ؛ يعني لا يقدر على العدول عنها ، ولا يأمن من الوقوع فيها. الصحاح ، ج 1 ، ص 228 ، النهاية ، ج 5 ، ص 112 ( نكب ).
    (2) في حاشية « بح » : « لم يركب اليقين ».
    (3) المحاسن ، ص 216 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 104 ، وفيه : « من لم يعرف الحقّ من القرآن ... » ؛ تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 13 ، ح 1 ، وفيهما عن أبي عبد الله عليه‌السلام.
    (4) « انبثقت » أي هجمت ، يقال : انبثق الأمر على الناس ، أي هجم عليهم من غير أن يشعروا. راجع : لسان العرب ، ج 10 ، ص 13 ( بثق ). وفي « و » : « انْتَقَبَ » بمعنى غطّت وجهها وشدّت نقابها. وفي « ألف » : « انبعثت ». وفي حاشية « ألف » : « انسبقت » بمعنى طالت.
    (5) « المستشنع » : الفظيع القبيح. راجع : لسان العرب ، ج 8 ، ص 186 ( شنع ). وفي « ألف » وحاشية « ج » : « المتشنّعة ». وفي حاشية « بر » : « المتشعّبة ».
    (6) في « بف » : « مستعاراً ».
    (7) في الكافي ، ح 2928 : « وخلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلاّمؤمنين » بدل « وخلق الأوصياء ». وقال

    إِيمَانَاً ، فَإِنْ شَاءَ تَمَّمَهُ لَهُمْ ، وإِنْ شَاءَ سَلَبَهُمْ إِيَّاهُ » ، قالَ (1) : « وَفِيهِمْ جَرى قَوْلُهُ تَعَالى : ( فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ ) (2) ». (3) ‌
    وَذَكَرْتَ أَنَّ أُمُوراً قَدْ أَشْكَلَتْ عَلَيْكَ ، لَاتَعْرِفُ حَقَائِقَهَا ؛ لِاخْتِلَافِ الرِّوَايَةِ فِيهَا ، وَأَنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّ اخْتِلَافَ الرِّوايَةِ فِيهَا لِاخْتِلَافِ عِلَلِهَا وَأَسْبَابِهَا ، وَأَنَّكَ لَاتَجِدُ بِحَضْرَتِكَ مَنْ تُذَاكِرُهُ وَتُفَاوِضُهُ (4) مِمَّنْ تَثِقُ (5) بِعِلْمِهِ فِيهَا.
    وَقُلْتَ : إِنَّكَ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عِندَكَ كِتَابٌ كَافٍ يُجْمَعُ فِيهِ (6) مِنْ جَمِيعِ فُنُونِ عِلْمِ الدِّينِ ، مَايَكْتَفِي بِهِ الْمُتَعَلِّمُ (7) ، وَيَرْجِعُ إِلَيْهِ الْمُسْتَرْشِدُ (Cool ، وَيَأْخُذُ مِنْهُ مَنْ يُرِيدُ عِلْمَ الدِّينِ وَالْعَمَلَ بِهِ بِالْآثارِ الصَّحِيحَةِ عَنِ الصَّادِقِينَ عليهم‌السلام وَالسُّنَنِ الْقَائِمَةِ الَّتِي عَلَيْهَا الْعَمَلُ ، وَبِهَا يُؤَدَّى فَرْضُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَسُنَّةُ نَبيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.
    وَقُلْتَ : لَوْ كَانَ ذلِكَ ، رَجَوْتُ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ (9) سَبَباً يَتَدَارَكُ اللهُ تَعَالى بِمَعُونَتِهِ (10) وَتَوْفِيقِهِ إِخْوَانَنَا وَأَهْلَ مِلَّتِنَا ، وَيُقْبِلُ بِهِمْ إِلى مَرَاشِدِهِمْ (11).
    __________________
    ‌الشيخ علي الكبير في الدرّ المنظوم : « وهذا أنسب بما ذكره المصنّف رحمه‌الله هنا ، فإنّه دالّ على من إيمانهم ثابت ، وهو القسم الذي ذكره ؛ والحديث المنقول هنا ليس فيه ذكر ثابتي الإيمان الذين هم غير الأنبياء والأوصياء ؛ فتأمّل. ويمكن أن يكون مراده الاستشهاد على المعارين فقط. و « المؤمنون » في الحديث لا يبعد أن يكون المراد بهم الأوصياء ، أو ما يشمل غيرهم ».
    (1) في حاشية « بف » : « فقال ».
    (2) الأنعام (6) : 98.
    (3) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المعارين ، ح 2928 ، عن أبي الحسن عليه‌السلام مع زيادة في آخره ؛ رجال الكشّي ، ص 296 ، ح 523 ، عن أبي الحسن عليه‌السلام مع اختلاف يسير.
    (4) في حاشية « ج ، بح ، ض » : « تعارضه ». و « المفاوضة » : المحادثة والمذاكرة في العلم ، مفاعلة من التفويض بمعنى المشاركة والمساومة. راجع : النهاية ، ج 3 ، ص 479 ؛ لسان العرب ، ج 7 ، ص 210 ( فوض ).
    (5) في « ج » : « ممّن يثق ».
    (6) في « ب ، ض ، بر ، بس ، بف » : ـ « فيه ».
    (7) في « بس » : « المعلّم ».
    (Cool في « و » : « المرشد ».
    (9) في « ب » : ـ « ذلك ».
    (10) في « و ، بس ، بح » وحاشية « ج » : « بمعرفته ». وفي حاشية « بس » : « بمعاونته ».
    (11) « المراشد » : جمع ليس له واحد من لفظه ، وهي المقاصد. لسان العرب ، ج 3 ، ص 176 ( رشد ).

    فَاعْلَمْ يَا أَخِي ـ أَرْشَدَكَ اللهُ ـ أَنَّهُ لَايَسَعُ أَحَداً تَمْيِيزُ (1) شَيْ‌ءٍ مِمَّا اخْتَلفَتِ (2) الرِّوَايَةُ فِيهِ عَنِ (3) الْعُلَمَاءِ عليهم‌السلام بِرَأْيِهِ ، إِلاَّ عَلى (4) مَا أَطْلَقَهُ الْعَالِمُ عليه‌السلام بِقَوْلِهِ (5) : « اعْرِضُوهَا (6) عَلى كِتَابِ اللهِ ، فَمَا وَافَقَ (7) كِتَابَ اللهِ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ فَخُذُوهُ (Cool ، وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ فرُدُّوهُ » (9).
    وَقَوْلِهِ عليه‌السلام : « دَعُوا مَا وَافَقَ القَوْمَ ؛ فَإِنَّ الرُّشْدَ فِي خِلَافِهِمْ ». (10)
    وَقَوْلِهِ عليه‌السلام : « خُذُوا بِالْمُجْمَعِ عَلَيْهِ ؛ فَإِنَّ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ لَارَيْبَ فِيهِ ». (11) ‌
    وَنَحْنُ لَانَعْرِفُ مِنْ جَمِيعِ ذلِكَ إِلاَّ أَقَلَّهُ ، وَلَا نَجِدُ شَيْئاً أَحْوَطَ وَلَا أَوْسَعَ مِنْ رَدِّ عِلْمِ ذَلِكَ كُلِّهِ إِلَى الْعَالِمِ عليه‌السلام ، وَقَبُولِ مَا وَسَّعَ مِنَ الْأَمْرِ فِيهِ بِقَوْلِهِ عليه‌السلام : « بِأَيِّمَا أَخَذْتُمْ مِنْ بَابِ التَّسْلِيمِ وَسِعَكُمْ » (12).
    وَقَدْ يَسَّرَ اللهُ ـ وَلَه الْحَمْدُ ـ تَأْلِيفَ مَا سَأَلْتَ ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ بِحَيْثُ تَوَخَّيْتَ (13) ،
    __________________
    (1) في « ج » : « تميّز ».
    (2) في « ألف ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » والمطبوع : « اختلف ».
    (3) في « ب » : « من ».
    (4) في « ألف » : ـ « على ».
    (5) في « ف » : + « الشريف ».
    (6) في « بر » وحاشية « ف » : « اعرضوهما ».
    (7) هكذا في جميع النسخ ، وفي المطبوع : « وافى ».
    (Cool في حاشية « ض » : « اقبلوه ».
    (9) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب ، ح 203 ؛ المحاسن ، ج 1 ، ص 226 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 151 ؛ الأمالي للصدوق ، ص 367 ، المجلس 58 ، ح 18 ؛ تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 8 ، ح 2 ؛ وج 2 ، ص 115 ، ح 150 ؛ وفي جميع المصادر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ـ إلاّتفسير العيّاشي ، ج 2 ففيه عن أبي جعفر عليه‌السلام ـ ونصّه : « ... إنّ على كلّ حقّ حقيقة وعلى كلّ صواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوا به ( وفي الكافي والأمالي : فخذوه ) وما خالف كتاب الله فدعوه ».
    (10) و. مقطَّع من رواية عمر بن حنظلة الواردة في الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، ح 202 ، والفقيه ، ج 3 ، ص 8 ، ح 3236 ، والتهذيب ، ج 6 ، ص 301 ، ح 845 ، والاحتجاج ، ج 2 ، ص 355.
    (11) مقطَّع من رواية عمر بن حنظلة الواردة في الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، ح 202 ، والفقيه ، ج 3 ، ص 8 ، ح 3236 ، والتهذيب ، ج 6 ، ص 301 ، ح 845 ، والاحتجاج ، ج 2 ، ص 355.
    (12) الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب اختلاف الحديث ، ذيل ح 199 ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وفيه : « بأيّهما أخذت من باب التسليم وسعك ».
    (13) توخّيتُ الأمرَ : قصدت إليه وتعمّدت فعله وتحرّيت فيه. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2521 ؛ النهاية ،

    فَمَهْمَا كَانَ فِيهِ مِنْ تَقْصِيرٍ فَلَمْ تُقَصِّرْ نِيَّتُنَا فِي إِهْدَاءِ النَّصِيحَةِ ؛ إِذْ (1) كَانَتْ وَاجِبَةً لِإِخْوَانِنَا وَأَهْلِ مِلَّتِنَا ، مَعَ مَا رَجَوْنَا أَنْ نَكُونَ مُشَارِكِينَ لِكُلِّ مَنِ اقْتَبَسَ مِنْهُ ، وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ فِي (2) دَهْرِنَا هذَا ، وَفِي غَابِرِهِ (3) إِلَى انْقِضَاءِ الدُّنْيَا ؛ إِذِ الرَّبُّ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ وَاحِدٌ ، وَالرَّسُولُ مُحَمَّدٌ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ـ وَاحِدٌ ، وَالشَّرِيعَةُ وَاحِدةٌ ، وَحَلَالُ مُحَمَّدٍ حَلَالٌ ، وَحَرَامُهُ حَرَامٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
    وَوَسَّعْنَا (4) قَلِيلاً كِتَابَ الْحُجَّةِ وَإِنْ لَمْ نُكَمِّلْهُ عَلَى اسْتِحْقَاقِهِ ؛ لِأَنَّا كَرِهْنَا أَنْ نَبْخَسَ حُظُوظَهُ (5) كُلَّهَا.
    وَأَرْجُو أَنْ يُسَهِّلَ اللهُ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ إِمْضَاءَ مَا قَدَّمْنَا (6) مِنَ النِّيَّةِ ، إِنْ تَأَخَّرَ الْأَجَلُ صَنَّفْنَا (7) كِتَاباً أَوْسَعَ وَأَكْمَلَ مِنْهُ ، نُوَفِّيهِ (Cool حُقُوقَهُ كُلَّهَا إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى ، وَبِهِ الْحَوْلُ وَالْقُوَّةُ ، وَإِلَيْهِ الرَّغْبَةُ فِي الزِّيَادَةِ فِي الْمَعُونَةِ (9) وَالتَّوْفِيقِ. وَالصَّلَاةُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ (10) الْأَخْيَارِ.
    __________________
    ج 5 ، ص 164 ـ 165 ( وخا ).
    (1) في « ألف ، ج » وحاشية « ض » : « إذا ».
    (2) في « ألف ، بح » : « من ».
    (3) « الغابر : الماضي والمستقبل ، وهو من الأضداد ، والمراد هنا الثاني ». كذا في شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 64. وراجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 765 ؛ النهاية ، ج 3 ، ص 337 ( غبر ).
    (4) قرأ الصدر الشيرازي : « وسعنا » بالتخفيف من الوُسْع بمعنى الطاقة ؛ حيث فسّره بقوله : « وسعنا ، أي تيسّرلنا ». انظر : لسان العرب ، ج 8 ، ص 392 ( وسع ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 15.
    (5) « نَبْخَسُ » أي ننقص. و « الحظوظ » جمع كثير للحَظّ ، وهو النصيب. راجع : الصحاح ، ج 3 ، ص 907 ( بخس ) ؛ وص 1172 ( حظظ ).
    (6) في « ألف ، ج ، ف ، و ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « قدّمناه ».
    (7) في « ب ، ض ، بر ، بس » : « صنعنا ».
    (Cool في « ألف ، ض ، بح ، بس » وحاشية « بر » وشرح صدر المتألّهين : « توفية ». فتكون كلمة « توفية » مضافة إلى « حقوقه ». وهي إمّا أن تكون في محلّ نصب مفعول له لقوله : « صنّفنا » أو في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف.
    (9) في « ألف » : « والمعونة » بدل « في المعونة ».
    (10) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » : « وآله الطيّبين ». وفي « ف » : « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطاهرين ».

    وَأَوَّلُ مَا أَبْتَدِئُ (1) بِهِ (2) وَأَفْتَتِحُ بِهِ كِتَابِي هذَا كِتَابُ الْعَقْلِ (3) وَفَضَائِلِ الْعِلْمِ ، وَارْتِفَاعِ دَرَجَةِ أَهْلِهِ ، وَعُلُوِّ قَدْرِهِمْ ، وَنَقْصِ الْجَهْلِ ، وَخَسَاسَةِ أَهْلِهِ ، وَسُقُوطِ مَنْزِلَتِهِمْ ؛ إِذْ كَانَ الْعَقْلُ هُوَ الْقُطْبَ الَّذِي عَلَيْهِ الْمَدَارُ (4) ، وَبِهِ يُحْتَجُّ ، وَلَهُ الثَّوَابُ ، وَعَليْهِ الْعِقَابُ ، وَاللهُ المُوَفِّقُ. (5) ‌
    __________________
    وفي حاشية « ف » : « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الطيّبين ». وفي « و » : « وآله الطيّبين الطاهرين » كلّها بدل « وآله الطاهرين ».
    (1) هكذا في « ج ، ف ، بف ». وفي « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بر ، بس » والمطبوع : « ما أبدأ ».
    (2) في « بح ، ض » : « فيه ».
    (3) في حاشية « بر » : + « والجهل ».
    (4) قال صدر المتألّهين في شرحه ، ص 16 : « عليه المدار في الحركات الفكريّة والأنظار العقليّة ، وهو أصل‌القوى المدركة والمحرّكة ، وهو المركز الذي يرجع إليه المدارك والحواسّ ، والنور الذي به يهتدي في ظلمات برّ الدنيا وبحر الآخرة ». وقال العلاّمة المازندراني في شرحه ، ج 1 ، ص 66 : « أي مدار التكليف والحكم بين الحقّ والباطل من الأفكار ، وبين الصحيح والسقيم من الأنظار ، وسائر القوى تابعة له ، منقادة لأمره ونهيه ، وهو الحاكم على جميعها ». وللمزيد راجع : الرواشح ، ص 69 ـ 70.
    (5) في « ألف ، ب ، و ، بس » : ـ « والله الموفّق ».



    (1)
    كتاب العقل والجهل


    [1]
    كِتَابُ الْعَقْلِ وَالْجَهْلِ‌
    1‌ / 1. أَخْبَرَنَا (1) أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ : مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْعَقْلَ (2) اسْتَنْطَقَهُ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ،
    __________________
    (1) الظاهر أنّ قائل « أخبرنا » أحد رواة الكافي من النعماني والصفواني وغيرهما ، ويحتمل أن يكون القائل هوالمصنّف رحمه‌الله كما هو دأب القدماء. مرآة العقول ، ج 1 ، ص 25.
    (2) في مرآة العقول ، ج 1 ، ص 25 : « إنّ العقل هو تعقّل الأشياء وفهمها في أصل اللغة ، واصطلح إطلاقة على امور : الأوّل : هو قوّة إدراك الخير والشرّ والتميّز بينهما ، والتمكّن من معرفة أسباب الامور ذوات الأسباب ، وما يؤدّي إليها وما يمنع منها. والعقل بهذا المعنى مناط التكليف والثواب والعقاب.
    الثاني : ملكة وحالة في النفس تدعو إلى اختيار الخيرات والمنافع ، واجتناب الشرور والمضارّ ، وبها تقوى النفس على زجر الدواعي الشهوانيّة والغضبيّة ....
    الثالث : القوّة التي يستعملها الناس في نظام امور معاشهم ؛ فإن وافقت قانون الشرع واستعملت فيها ، استحسنه الشارع وتسمىّ بعقل المعاش ، وهو ممدوح في الأخبار ، ومغايرته لما قد مرّ بنوع من الاعتبار ؛ وإذا استعملت في الامور الباطلة والحيل الفاسدة تسمّى بالنكراء والشيطنة في لسان الشرع ....
    الرابع : مراتب استعداد النفس لتحصيل النظريّات وقربها وبعدها من ذلك ، وأثبتوا لها مراتب أربعاً سمّوها بالعقل الهيولاني والعقل بالملكة والعقل بالفعل والعقل المستفاد. وقد تطلق هذه الأسامي على النفس في تلك المراتب ....
    الخامس : النفس الناطقة الإنسانيّة التي بها يتميّز عن سائر البهائم.


    ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي مَا خَلَقْتُ خَلْقَاً هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْكَ ، وَلَا أَكْمَلْتُكَ إِلاَّ فِي مَنْ أُحِبُّ (1) ، أَمَا إِنِّي إِيَّاكَ آمُرُ وَإِيَّاكَ أَنْهى ، وَإِيَّاكَ أُثِيبُ وَإِيَّاكَ أُعَاقِبُ (2) ». (3)
    2‌ / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ (4) ، عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ :
    عَنْ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، قَالَ : « هَبَطَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام عَلى آدَمَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا آدَمُ ، إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أُخَيِّرَكَ وَاحِدَةً مِنْ ثَلَاثٍ ، فَاخْتَرْهَا وَدَعِ اثْنَتَيْنِ ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ عليه‌السلام : يَا جَبْرَئِيلُ ،
    __________________
    السادس : ما ذهب إليه الفلاسفة من جوهر مجرّد قديم لا تعلّق له بالمادّة ذاتاً ولا فعلاً ... ».
    وها هنا مباحث شريفة جدّاً ، فللاطّلاع عليها وللمزيد راجع : شرح صدر المتألّهين ، ص 16 ـ 18 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 68 ـ 77 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 52 ـ 56 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 41 ـ 44.
    (1) في « ف » : « أَحَبّ إليَّ ».
    (2) هكذا في « و ، بس » والكافي ، ح 26 والمحاسن والأمالي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « إيّاك أُعاقب وإيّاك أُثيب ».
    (3) المحاسن ، ص 192 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 6 ، عن الحسن بن محبوب. الأمالي للصدوق ، ص 418 ، المجلس 65 ، ح 5 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى. وفي المحاسن ، ص 192 ، ح 5 [ عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام ] ؛ والكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح 26 ، بسندهما عن العلاء بن رزين. وفيه ، كتاب العقل والجهل ، ضمن ح 14 [ إلى قوله : « ثمّ قال له : أدبر فأدبر » ] ؛ والمحاسن ، ص 192 ، ح 4 و 7 ؛ وص 196 ، ضمن ح 22 ؛ وعلل الشرائع ، ص 113 ، ضمن ح 10 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وفيه ، ص 192 ، ح 8 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في آخره. الفقيه ، ج 4 ، ص 368 ، ضمن الحديث الطويل 5762 ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ذيل ح 32 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام. المحاسن ، ص 194 ، ذيل ح 13 ، مرفوعاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام. الاختصاص ، ص 244 ، مرسلاً عن الصادق عليه‌السلام ؛ تحف العقول ، ص 15 ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ وفي كلّ المصادر ـ إلاّ المحاسن ، ح 6 والأمالي ـ مع اختلاف يسير. راجع : الخصال ، ص 427 ، باب العشرة ، ح 4 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 312 ، ح 1 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 541 ، المجلس 19 ، ح 3 الوافي ، ج 1 ، ص 51 ، ح 1 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 4 ، ح 20286.
    (4) في « ألف ، و ، بس » : « ظريف ». وهو سهو ؛ فإنّ سعداً هذا هو سعد بن طريف الإسكاف الحنظلي. انظر : رجال النجاشي ، ص 178 ، الرقم 468 ؛ رجال الطوسي ، ص 115 ، الرقم 1147 ؛ تهذيب الكمال ، ج 10 ، ص 271 ، الرقم 2212 وما بهامشه من المصادر.

    وَمَا الثَّلَاثُ؟ فَقَالَ : الْعَقْلُ ، وَالْحَيَاءُ ، وَالدِّينُ ، فَقَالَ آدَمُ عليه‌السلام : إِنِّي (1) قَدِ (2) اخْتَرْتُ الْعَقْلَ ، فَقَالَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام لِلْحَيَاءِ وَالدِّينِ : انْصَرِفَا وَدَعَاهُ ، فَقَالَا : يَا جَبْرَئِيلُ ، إِنَّا أُمِرْنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الْعَقْلِ حَيْثُ كَانَ ، قَالَ : فَشَأْنَكُمَا (3) ، وَعَرَجَ » (4).
    3‌/ 3. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
    رَفَعَهُ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا الْعَقْلُ؟ قَالَ : « (5) مَا عُبِدَ بِهِ الرَّحْمنُ ، وَاكْتُسِبَ بِهِ الْجِنَانُ ». قَالَ : قُلْتُ : فَالَّذِي (6) كَانَ فِي مُعَاوِيَةَ؟ فَقَالَ : « تِلْكَ النَّكْرَاءُ (7) ، تِلْكَ الشَّيْطَنَةُ ، وَهِيَ شَبِيهَةٌ بِالْعَقْلِ وَلَيْسَتْ بِالْعَقْلِ » (Cool.
    __________________
    (1) في « ألف ، ب ، ض ، بح ، بس » وحاشية « ج ، بف » والمحاسن والفقيه والخصال : « فإنّي ».
    (2) في « ج ، بس ، بف » : ـ « قد ».
    (3) « الشأن » بالهمزة : الأمر والحال والقصد ، أي فشأنكما معكما ، أي أنّ الأمر إليكما في ذلك ، أو الزما شأنكما. قال العلاّمة المجلسي : « ثمّ إنّه يحتمل أن يكون ذلك استعارة تمثيليّة ، كما مرّ ؛ أو أنّ الله تعالى خلق صورة مناسبة لكلّ واحد منها ، وبعثها مع جبرئيل عليه‌السلام ». راجع : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 80 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 81 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 32.
    (4) المحاسن ص 191 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 2 ، عن عمرو بن عثمان. وفي الأمالي للصدوق ، ص 672 ، المجلس 96 ، ح 3 ؛ والخصال ، ص 102 ، باب الثلاثة ، ح 59 ، بسندهما عن عمرو بن عثمان ؛ الفقيه ، ج 4 ، ص 416 ، ح 5906 بإسناده عن مفضّل بن صالح ، وفي الكلّ مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 80 ، ح 7 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 204 ، ح 20287.
    (5) في « ألف » : + « العقل ».
    (6) في « ج ، جه » وحاشية « ب ، بج ، بع » : « فما الذي ». وفي « بر ، بو » وحاشية « ض ، بع » : « ما الذي ».
    (7) في « ج » : « النكر ». وفي الوافي : « تلك النكراء : هي الفطنة المجاوزة عن حدّ الاعتدال إلى الإفراط الباعثة لصاحبها على المكر والحيل والاستبداد بالرأي وطلب الفضول في الدنيا ، ويسمّى بالجربزة والدهاء ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 46 ، ومرآة العقول ، ج 1 ، ص 33 : « قوله عليه‌السلام تلك النكراء ؛ يعني الدهاء والفطنة ، وهي جودة الرأي وحسن الفهم ، وإذا استُعملت في مشتهيات جنود الجهل يقال لها : الشيطنة. ونبّه عليه‌السلام عليه بقوله : « تلك الشيطنة » بعد قوله : « تلك النكراء ». وراجع : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 675 ( نكر ).
    (Cool المحاسن ، ص 195 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 15 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 239 ، ح 1 ، بسندهما عن محمّد بن عبد الجبّار ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 79 ، ح 5 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 205 ، ح 20288 ؛ البحار ، ج 33 ، ص 170 ، ح 447. ولم يرد فيه : « وليست بالعقل ».

    4‌/ 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ الرِّضَا عليه‌السلام يَقُولُ : « صَدِيقُ كُلِّ امْرِىً عَقْلُهُ ، وَعَدُوُّهُ جَهْلُهُ » (1).
    5‌/ 5. وَعَنْهُ ، عَنْ أحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ‌ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ (2) عليه‌السلام : إِنَّ عِنْدَنَا قَوْماً لَهُمْ مَحَبَّةٌ وَلَيْسَتْ لَهُمْ تِلْكَ الْعَزِيمَةُ (3) ، يَقُولُونَ بِهذَا الْقَوْلِ ، فَقَالَ عليه‌السلام : « لَيْسَ أُولئِكَ مِمَّنْ عَاتَبَ اللهُ تَعَالى ، إِنَّمَا قَالَ اللهُ : ( فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ ) (4) ». (5) ‌
    6‌/ 6. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ (6) ، عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الرَّازِيِّ ، عَنْ‌
    __________________
    (1) المحاسن ، ص 194 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 12 ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. علل الشرائع ، ص 101 ، ح 2 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 24 ، ح 1 ، بسنده عن الحسن بن الجهم. وفيه ، ج 1 ، ص 258 ، ح 15 ، بسند آخر. تحف العقول ، ص 443 الوافي ، ج 1 ، ص 81 ، ح 8 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 205 ، ح 20289.
    (2) « الظاهر أنّه أبوالحسن الرضا عليه‌السلام ، ويحتمل أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام ؛ لأنّ الحسن بن الجهم يروي‌عنهما ». شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 84.
    (3) في شرح صدر المتألّهين ، ص 21 : « إنّ قوماً لهم محبّة » أي للأئمة صلوات الله عليهم « وليست له تلك العزيمة » المعهودة بين الشيعة والموالي ، والرسوخ في المحبة بحيث يسهل معها بذل المهج والأولاد والأموال في طريق مودّة اولي القربى وموالاتهم ، يقولون بهذا القول اعترافاً باللسان تقليداً وتعصباً ، لا بحسب البصيرة والبرهان ... اولئك ليسوا ممّن كلّفهم الله بهذا العرفان ، أو عاتبهم بالقصور عن دركه ، ولا من الذين عوقبوا في القيامة بعدم بلوغهم إلى نيل رتبة الموالات وحقيقة المحبّة لهم عليهم‌السلام ؛ فإنّ المحبّة والموالات لهم فرع على المعرفة بحالهم وشأنهم ، ومعرفة أولياء الله أمر غامض لطيف ؛ لأنّها من جنس معرفة الله ، لابدّ فيها من فطرة صافية ، وذهن لطيف ، وطيب في الولادة ، وطهارة في النفس ، وبصيرة ثاقبة ، وعقل كامل ».
    (4) الحشر (59) : 2.
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 81 ، ح 9.
    (6) في « و » : « أحمد بن حسّان » وهو سهو ؛ لأنّ محمّد بن حسّان هو أبو عبد الله الرازي ، روى أحمد بن إدريس‌كتبه ؛ كما في رجال النجاشي ، ص 338 ، الرقم 903 ، والفهرست للطوسي ، ص 414 ، الرقم 629. وروى عنه بعنوان أبي عليّ الأشعري في عدّة من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 21 ، ص 425 ـ 426.

    سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَنْ كَانَ عَاقِلاً ، كَانَ لَهُ دِينٌ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ دِينٌ ، دَخَلَ الْجَنَّةَ » (1).
    7‌/ 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّمَا يُدَاقُّ (2) اللهُ الْعِبَادَ فِي الْحِسَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلى قَدْرِ مَا آتَاهُمْ مِنَ الْعُقُولِ فِي الدُّنْيَا » (3).
    8‌/ 8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : فُلَانٌ مِنْ عِبَادَتِهِ وَدِينِهِ وَفَضْلِهِ كَذَا وَكَذَا (4) ، فَقَالَ عليه‌السلام : « كَيْفَ‌
    __________________
    هذا ، والخبر رواه الصدوق في ثواب الأعمال ، ص 29 ، ح 2 ، بسنده عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان. ويبدو في بادى الرأي وقوع اختلال في أحد السندين ، من زيادة في سند ثواب الأعمال ، أو سقط في سند الكافي ، لكن هذا الاختلاف تابع لاختلاف مصادر الكليني والصدوق ؛ والظاهر أنّ الكليني أخذ الخبر من كتاب محمّد بن حسّان وأضاف إليه طريقه ، لكنّ الصدوق أخذ الخبر من كتاب نوادر الحكمة لمحمّد بن أحمد بن يحيى ، وأضاف طريقه إلى هذا الكتاب.
    وهذا أمر واضح لمن تتبّع أسناد كتب الشيخ الصدوق وقارنها مع أسناد الكافي.
    (1) ثواب الأعمال ، ص 29 ، ح 2 ، بسنده عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان الوافي ، ج 1 ، ص 82 ، ح 10 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 206 ، ح 20290.
    (2) في « ج » وحاشية « بر » : « يدافي ». وفي حاشية « ج » : « يدافّ » و « يذاقّ ». وقد اختار السيّد الداماد « يداف » ووَصَف لفظة « يداقّ » بالسقم والتحريف ، كما في التعليقة للداماد ، ص 23 ـ 24. واختار الفيض الكاشاني « يداقّ » ووسم « يدافّ » بالتصحيف ، كما في الوافي.
    (3) المحاسن ، ص 195 ، كتاب مصابيح الظُلَم ، ح 16. وفي معاني الأخبار ، ص 1 ، ح 2 بسند آخر مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 82 ، ح 11 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 40 ، ح 64 ؛ البحار ، ج 7 ، ص 267 ، ح 32.
    (4) هكذا في « بح » وحاشية « ب » والأمالي. وفي « الف ، ف » وحاشية « ج » والبحار : « كذا ». وفي سائر النسخ‌والمطبوع والوافي : ـ « كذا وكذا ».

    عَقْلُهُ؟ » قُلْتُ (1) : لَا أَدْرِي ، فَقَالَ عليه‌السلام : « إِنَّ الثَّوَابَ عَلى قَدْرِ الْعَقْلِ ؛ إِنَّ رَجُلاً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ يَعْبُدُ اللهَ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ ، خَضْرَاءَ ، نَضِرَةٍ (2) ، كَثِيرَةِ الشَّجَرِ ، ظَاهِرَةِ (3) الْمَاءِ ، وَإِنَّ مَلَكَاً مِنَ الْمَلَائِكَةِ مَرَّ بِهِ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ ، أَرِنِي ثَوَابَ عَبْدِكَ هذَا ، فَأَرَاهُ اللهُ تَعَالى ذلِكَ ، فَاسْتَقَلَّهُ (4) الْمَلَكُ ، فَأَوْحَى اللهُ تَعَالى إِلَيْهِ أَنِ اصْحَبْهُ ، فَأَتَاهُ الْمَلَكُ فِي صُورَةِ (5) إِنْسِيٍّ ، فَقَالَ لَهُ : مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ (6) : أَنَا رَجُلٌ عَابِدٌ بَلَغَنِي مَكَانُكَ وعِبَادَتُكَ فِي هذَا الْمَكَانِ ، فَأَتَيْتُكَ (7) لِأَعْبُدَ اللهَ مَعَكَ ، فَكَانَ مَعَهُ يَوْمَهُ ذلِكَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، قَالَ لَهُ الْمَلَكُ : إِنَّ مَكَانَكَ لَنَزِهٌ وَمَا يَصْلُحُ إِلاَّ لِلْعِبَادَةِ ، فَقَالَ لَهُ الْعَابِدُ : إِنَّ لِمَكَانِنَا هذَا عَيْباً ، فَقَالَ لَهُ : وَمَا هُوَ؟ قَالَ : لَيْسَ لِرَبِّنَا بَهِيمَةٌ (Cool ، فَلَوْ كَانَ لَهُ حِمَارٌ رَعَيْنَاهُ (9) فِي هذَا المَوْضِعِ ؛ فَإِنَّ هذَا الْحَشِيشَ يَضِيعُ ، فَقَالَ لَهُ (10) الْمَلَكُ : وَمَا لِرَبِّكَ حِمَارٌ؟ فَقَالَ : لَوْ كَانَ لَهُ حِمَارٌ مَا كَانَ يَضِيعُ مِثْلُ هذَا الْحَشِيشِ ، فَأَوْحَى اللهُ تَعَالى إِلَى الْمَلَكِ : إِنَّمَا أُثِيبُهُ (11) عَلى قَدْرِ عَقْلِهِ » (12).
    __________________
    (1) في « و » والأمالي : « فقلت ».
    (2) « النَّضْرَة » : الحُسْن والرونق. الصحاح ، ج 2 ، ص 830 ( نضر ).
    (3) في « ج ، بر » والأمالي والبحار : « طاهرة ». واختاره المجلسي. وأمّا الفيض الكاشاني فقد احتمل أن تكون‌الكلمة مصحَّفة ورَجَّح « ظاهرة » بالظاء المعجمة. وأمّا الصدر الشيرازي فقد جَزَم بالتصحيف وقال : « ... بالظاء المعجمة ، والإهمالُ تصحيف لا وجه له ». مرآة العقول ، ج 1 ، ص 34 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 83 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 22.
    (4) أي رآه وعدّه قليلاً بالقياس إلى عبادته وكثرة عمله وسعيه.
    (5) في « بف » : « بصورة ».
    (6) في « ب ، ض ، بح ، بس » وحاشية « ف » : « فقال ». وفي « بح ، بس » : + « له ».
    (7) في الأمالي : « بهذا المكان ، فجئت » بدل « في هذا المكان ، فأتيتك ».
    (Cool في الأمالي : « قال له الملك : إنّ مكانك لنزهة. قال : ليت لربّنا بهيمة » بدل « قال له الملك ـ إلى ـ لربّنا بهيمة ».
    (9) في « ب ، بح ، بس » والأمالي : « لرعيناه ».
    (10) هكذا في النسخ والأمالي. وفى المطبوع : + « [ ذلك ] ».
    (11) في « ألف ، ج ، بس » وحاشية « ب ، ض ، بح » : « أَثَبْتُهُ ».
    (12) الأمالي للصدوق ، ص 418 ، المجلس 65 ، ح 6 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 82 ، ح 12 ؛ البحار ، ج 14 ، ص 506 ، ح 31.

    9‌/ 9. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِذَا بَلَغَكُمْ عَنْ رَجُلٍ حُسْنُ حَالٍ ، فَانْظُرُوا فِي حُسْنِ عَقْلِهِ ؛ فَإِنَّمَا يُجَازى بِعَقْلِهِ (1) » (2).
    10‌/ 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
    ذَكَرْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام رَجُلاً مُبْتَلىً بِالْوُضُوءِ وَالصَّلَاةِ (3) ، وَقُلْتُ : هُوَ رَجُلٌ عَاقِلٌ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَأَيُّ عَقْلٍ لَهُ وَهُوَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ؟! » فَقُلْتُ لَهُ : وَكَيْفَ يُطِيعُ الشَّيْطَانَ؟ فَقَالَ عليه‌السلام : « سَلْهُ : هذَا الَّذِي يَأْتِيهِ مِنْ أَيِّ شَيْ‌ءٍ هُوَ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ لَكَ : مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ » (4).
    11‌/ 11. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « مَا قَسَمَ اللهُ لِلْعِبَادِ شَيْئاً أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ ؛ فَنَوْمُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ مِنْ سَهَرِ الْجَاهِلِ (5) ، وَإِقَامَةُ الْعَاقِلِ أَفْضَلُ
    __________________
    (1) « فإنّما يجازى بعقله » أي على أعماله بقدر عقله ، وللعقل مراتب متفاوتة تفاوتاً فاحشاً ، وهو أصل العبادة وأساسها ، والنتائج والثمرات تابعة للُاصول والمبادي ، ومراتب الفضل في الأجر والجزاء على حسب درجات العقول في الشرف والبهاء ، فكلّ من كان عقله أكمل كان ثوابه أجزل. راجع : شرح صدر المتألّهين ، ص 22 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 95 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 84 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 36.
    (2) المحاسن ، ص 194 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 14 ، عن الحسين بن يزيد النوفلي وجهم بن حكيم المدائني ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن أبي عبد الله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج 1 ، ص 283 ، ح 13 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 40 ، ح 66.
    (3) هي حالة نفسيّة يُبتلى بها البعضُ ، فيوسوس في نيّة الصلاة والوضوء أو في فعلهما ، فيقوم بأداء أعمال غيرمُكلَّف بها شرعاً. راجع : مرآة العقول ، ج 8 ، ص 36 ؛ الشافي للمظفّر ، ج 1 ، ص 73.
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 84 ، ح 14 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 63 ، ح 137.
    (5) في المحاسن : + « وإفطار العاقل أفضل من صوم الجاهل ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 9:51 pm

    مِنْ شُخُوصِ (1) الْجَاهِلِ ، وَلَا بَعَثَ الله نَبِيّاً وَلَا رَسُولاً (2) حَتّى يَسْتَكْمِلَ الْعَقْلَ ، وَيَكُونَ عَقْلُهُ أَفْضَلَ مِنْ عُقُولِ جَمِيعِ (3) أُمَّتِهِ ، وَمَا يُضْمِرُ النَّبِيُّ فِي نَفْسِهِ أَفْضَلُ مِنِ اجْتِهَادِ (4) الْمُجْتَهِدِينَ ، وَمَا أَدَّى الْعَبْدُ (5) فَرَائِضَ اللهِ حَتّى عَقَلَ عَنْهُ (6) ، وَلا بَلَغَ جَمِيعُ الْعَابِدِينَ فِي فَضْلِ عِبَادَتِهِمْ مَا بَلَغَ الْعَاقِلُ ، وَالْعُقَلاءُ (7) هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ قَالَ اللهُ تَعَالى : ( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (Cool. (9) ‌
    12‌/ 12. أَبُو عَبْدِ اللهِ (10) الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (11) رَفَعَهُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :
    قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « يَا هِشَامُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ بَشَّرَ أهْلَ الْعَقْلِ وَالْفَهْمِ فِي كِتَابِهِ ، فَقَالَ (12) : ( فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللهُ وَأُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (13).
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَكْمَلَ لِلنَّاسِ الْحُجَجَ بِالْعُقُولِ ، وَنَصَرَ النَّبِيِّينَ‌
    __________________
    (1) « الشخوص » هو السيْرُ من بلدٍ إلى آخر والخروج من موضع إلى غيره ، والمراد هاهنا خروجه من بلده إلى ‌بلد آخر في سبيل الله تعالى وطلباً لمرضاته ، كالجهاد والحجّ وتحصيل العلم. انظر : لسان العرب ، ج 7 ، ص 46 ؛ المصباح المنير ، ص 306 ( شخص ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 28 ، وسائر الشروح.
    (2) في المحاسن : « رسولاً ولا نبيّاً ».
    (3) هكذا في « ح ، ش ، ض ، و ، بح ، بد ، بر ، بس ، بع ، بل ، بو ، جل ، جم » والمحاسن. وفي سائر النسخ والمطبوع : « من جميع عقول ».
    (4) في المحاسن : + « جميع ».
    (5) في المحاسن : « وما أدّى العاقل ».
    (6) في المحاسن : « منه ».
    (7) في المحاسن : « إنّ العقلاء ».
    (Cool هكذا في القرآن : الرعد (13) : 19 ؛ الزمر (39) : 9 والمحاسن. وفي النسخ والمطبوع : « وما يتذكّر إلاّ أولوا الألباب ». وفي سورة البقرة (2) : 269 ؛ وآل عمران (3) : 7 : (وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُوا الْأَلْبابِ).
    (9) المحاسن ، ج 1 ، ص 193 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 11. تحف العقول ، ص 397 الوافي ، ج 1 ، ص 85 ، ح 15.
    (10) في « و » وحاشية « ج ، ض » : « أبو علي ».
    (11) في « ب » : ـ « عن بعض أصحابنا ».
    (12) في « ف » : + « تعالى ». وقد تكرّرت هذه الإضافة في نسخة « ف » فقط في مواضع كثيرة من حديث هشام بعدلفظ « قال » و « الله ».
    (13) الزمر (39) : 17 ـ 18.

    بالْبَيَانِ (1) ، وَدَلَّهُمْ عَلى رُبُوبِيَّتِهِ بِالْأَدِلَّةِ ، فَقَالَ : ( وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النّاسَ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ ماءٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَبَثَّ فِيها مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ ) ( الرِّياحِ وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (2).
    يَا هِشَامُ ، قَدْ جَعَلَ اللهُ ذلِكَ دَلِيلاً عَلى مَعْرِفَتِهِ بِأَنَّ لَهُمْ مُدَبِّراً ، فَقَالَ : ( وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّراتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (3) وَقَالَ : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخاً وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (4) وَقَالَ : ( إنَّ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ ) (5) ( آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (6) وَقَالَ : ( يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها قَدْ بَيَّنّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (7) وَقَالَ : ( وَجَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (Cool وَقَالَ : ( وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (9) وَقَالَ : ( قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ ‌
    __________________
    (1) في « ب » : « بالتبيان ».
    (2) البقرة (2) : 163 ـ 164.
    (3) النحل (16) : 12.
    (4) غافر (40) : 67.
    (5) هكذا في « بف ، ض » وشرح صدر المتألّهين. وفي سائر النسخ والمطبوع : + « والسحاب المسخّر بين‌ السماء والأرض ». وفي مرآة العقول ، ج 1 ، ص 42 : « والظاهر أنّ التغيير من النسّاخ أو الرواة ، أو نقل بالمعنى ».
    (6) إشارة إلى الآية 5 من سورة الجاثية (45) : ( وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَما أَنْزَلَ اللهُ مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَتَصْرِيفِ الرِّياحِ آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ). والظاهر أنّها نقل بالمعنى ، كما قال به العلاّمة المجلسي.
    (7) الحديد (57) : 17.
    (Cool الرعد (13) : 4.
    (9) الروم (30) : 24.

    اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (1) وَقَالَ : ( هَلْ لَكُمْ مِنْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُكُمْ مِنْ شُرَكاءَ فِي ما رَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (2).
    يَا هِشَامُ ، ثُمَّ وَعَظَ أَهْلَ الْعَقْلِ ، وَرَغَّبَهُمْ فِي الْآخِرَةِ ، فَقَالَ : ( وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) (3).
    يَا هِشَامُ ، ثُمَّ خَوَّفَ الَّذِينَ لَايَعْقِلُونَ عِقَابَهُ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( ثُمَّ دَمَّرْنَا الْآخَرِينَ وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُصْبِحِينَ وَبِاللَّيْلِ أَفَلا تَعْقِلُونَ ) (4) وَقَالَ : ( إِنّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (5).
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعَقْلَ مَعَ الْعِلْمِ ، فَقَالَ : ( وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنّاسِ وَما يَعْقِلُها إِلاَّ الْعالِمُونَ ) (6).
    يَا هِشَامُ ، ثُمَّ ذَمَّ الَّذِينَ لَايَعْقِلُونَ ، فَقَالَ : ( وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ما أَنْزَلَ اللهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَوَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلا يَهْتَدُونَ ) (7) وَقَالَ : ( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاّ دُعاءً وَنِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) (Cool وَقَالَ : ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ ) (9) ( إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كانُوا لا يَعْقِلُونَ ) (10) وَقَالَ : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) (11) وَقَالَ : ( لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاّ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتّى ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ ) (12) وَقَالَ : ( وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَفَلا
    __________________
    (1) الأنعام (6) : 151.
    (2) الروم (30) : 28.
    (3) الأنعام (6) : 32.
    (4) الصافّات (37) : 136 ـ 138.
    (5) العنكبوت (29) : 34 ـ 35.
    (6) العنكبوت (29) : 43.
    (7) البقرة (2) : 170.
    (Cool البقرة (2) : 171.
    (9) هكذا في القرآن وشرح صدر المتألّهين. وفي جميع النسخ المتوفّرة لدينا والمطبوع : « من يستمع » وهو خطأمن النسّاخ.
    (10) يونس (10) : 42.
    (11) الفرقان (25) : 44.
    (12) الحشر (59) : 14.

    تَعْقِلُونَ ) (1) ‌
    يَا هِشَامُ ، ثُمَّ ذَمَّ اللهُ الْكَثْرَةَ ، فَقَالَ : ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) (2) وَقَالَ : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (3) (4) وَقَالَ : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها لَيَقُولُنَّ اللهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) (5).
    يَا هِشَامُ ، ثُمَّ مَدَحَ الْقِلَّةَ ، فَقَالَ : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ ) (6) وَقَالَ : ( وَقَلِيلٌ ما هُمْ ) (7) وَقَالَ : ( وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ ) (Cool وَقَالَ : ( وَمَنْ آمَنَ وَما آمَنَ مَعَهُ إِلاّ قَلِيلٌ ) (9) وَقَالَ : ( وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) (10) وَقَالَ : ( وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ ) (11) وَقَالَ : ( واكثرهم لا يشعرون ) (12).
    يَا هِشَامُ ، ثُمَّ ذَكَرَ أُولِي الْأَلْبَابِ بِأَحْسَنِ الذِّكْرِ ، وَحَلاَّهُمْ بِأَحْسَنِ الْحِلْيَةِ ، فَقَالَ : ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (13) ‌
    __________________
    (1) البقرة (2) : 44.
    (2) الأنعام (6) : 116.
    (3) هكذا في المطبوع. وفي جميع النسخ التي بأيدينا : « لا يعقلون » ، وهو مخالف لما في القرآن ، ولعلّه خطأ من‌النسّاخ أو تصحيف من الرواة. قال المجلسي : « ويحتمل أن يكون عليه‌السلام نَقَلَ بالمعنى إشارةً إلى ما مرّ من استلزام العقل للعلم ». مرآة العقول ، ج 1 ، ص 50.
    (4) لقمان (31) : 25.
    (5) العنكبوت (29) : 63.
    (6) سبأ (34) : 13.
    (7) ص (38) : 24.
    (Cool غافر (40) : 28.
    (9) هود (11) : 40.
    (10) الأنعام (6) : 37 ؛ الأعراف (7) : 131 ؛ يونس (10) : 55 ؛ القصص (28) : 13 و 57 ؛ الزمر (39) : 49 ؛ الدخان (44) : 39 ؛ الطور (52) : 47.
    (11) المائدة (5) : 103.
    (12) لا توجد آية في القرآن الكريم بهذا اللفظ ؛ لذلك احتمل العلاّمة المجلسي أن يكون الإمام عليه‌السلام قد نقل معنى الآية ، أو تصحيف من الرواة. نعم ، وردت بعض الآيات في سورة يونس (10) : 60 والنمل (27) : 73 تقول : (وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ) فيكون احتمال التصحيف وارداً. وتجدر الإشارة إلى أنّ الآيات الأخيرة أوردها الحرّانيّ في تحف العقول ، ص 385 مع آيات ذمّ الكثرة.
    (13) البقرة (2) : 269.

    وَقَالَ : ( وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (1) وَقَالَ : ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ ) (2) وَقَالَ : ( أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمى إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (3) وَقَالَ : ( أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (4) وَقَالَ : ( كِتابٌ أَنْزَلْناهُ إِلَيْكَ مُبارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آياتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (5) وَقَالَ : ( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ ) (6) وَقَالَ : ( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ) (7).
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ اللهَ تَعَالى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ ) (Cool يَعْنِي عَقْلٌ ، وَقَالَ : ( وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ) (9) قَالَ : الْفَهْمَ وَالْعَقْلَ.
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ لُقْمَانَ قَالَ لِابْنِهِ : تَوَاضَعْ لِلْحَقِّ تَكُنْ أَعْقَلَ النَّاسِ ، وَإِنَّ الْكَيْسَ (10) لَدَى (11) الْحَقِّ يَسِيرٌ (12) ، يَا بُنَيَّ إِنَّ الدُّنْيَا بَحْرٌ عَمِيقٌ قَدْ غَرِقَ فِيهَا (13)
    __________________
    (1) آل عمران (3) : 7.
    (2) آل عمران (3) : 190.
    (3) الرعد (13) : 19.
    (4) الزمر (39) : 9.
    (5) ص (38) : 29.
    (6) غافر (40) : 53 ـ 54.
    (7) الذاريات (51) : 55.
    (Cool ق (50) : 37.
    (9) لقمان (31) : 12.
    (10) « الكيْس » يقرأ بوجهين : بفتح الكاف وسكون الياء ، بمعنى العقل والفطانة ، وهو مختار السيّد الداماد وصدرالمتألّهين ؛ وبفتح الكاف وكسر الياء المشدّدة بمعنى ذي الكيس ، وهو مختار الفيض والمازندراني. و « اليسير » : القليل ، أو الهيّن ومقابل العسير.
    والمعنى على الوجه الأوّل : أنّ فطانة الإنسان وعقله سهلٌ هيّنٌ عند الحق لا قَدْر له ؛ أو إدراكه عنده قليل. وعلى الثاني : العاقل الذي يعمل بمقتضى عقله عند ظهور الحقّ قليل ، أو منقاد له غير صعب ولا عسير. واحتمل العلاّمة المجلسي كون « يسير » على كلا الوجهين فعلاً. راجع : النهاية ، ج 4 ، ص 217 ـ 218 ( كيس ) ؛ وج 5 ، ص 295 ( يسر ) وشروح الكافي.
    (11) في « بح » : « لذي ».
    (12) في حاشية « ض ، بح » : « أسير ».
    (13) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بس » وحاشية « ب ، بر » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « فيه ».

    عَالَمٌ (1) كَثِيرٌ ، فَلْتَكُنْ (2) سَفِينَتُكَ فِيهَا تَقْوَى اللهِ ، وَحَشْوُهَا (3) الْإِيمَانَ ، وَشِرَاعُهَا (4) التَّوَكُّلَ ، وَقَيِّمُهَا الْعَقْلَ ، وَدَلِيلُهَا الْعِلْمَ ، وَسُكَّانُهَا (5) الصَّبْرَ.
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ دَلِيلاً ، وَدَلِيلُ الْعَقْلِ التَّفَكُّرُ ، وَدَلِيلُ التَّفَكُّرِ الصَّمْتُ ؛ وَلِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مَطِيَّةً (6) ، وَمَطِيَّةُ الْعَقْلِ التَّوَاضُعُ ؛ وَكَفى بِكَ جَهْلاً أَنْ تَرْكَبَ مَا نُهِيتَ عَنْهُ.
    يَا هِشَامُ ، مَا بَعَثَ اللهُ أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ إِلى عِبَادِهِ إِلاَّ لِيَعْقِلُوا (7) عَنِ اللهِ ، فَأَحْسَنُهُمُ اسْتِجَابَةً أَحْسَنُهُمْ مَعْرِفَةً ، وَأَعْلَمُهُمْ بِأَمْرِ اللهِ أَحْسَنُهُمْ (Cool عَقْلاً ، وَأَكْمَلُهُمْ عَقْلاً أَرْفَعُهُمْ دَرَجَةً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ لِلّهِ عَلَى النَّاسِ حُجَّتَيْنِ : حُجَّةً ظَاهِرَةً ، وَحُجَّةً بَاطِنَةً ، فَأَمَّا الظَّاهِرَةُ فَالرُّسُلُ وَالْأَنْبِيَاءُ وَالْأَئِمَّةُ ، وَأَمَّا الْبَاطِنَةُ فَالْعُقُولُ.
    __________________
    (1) في « بح » بكسر اللام. وفي « جم » بفتحها. قال المجلسي في مرآة العقول : « يمكن أن تُقرأ بفتح اللام وكسرها ».
    (2) في « بف » : « فليكن ».
    (3) « الحَشْوُ » : ما ملأتَ به ـ كالقطن ـ الفراشَ وغيرَه ، وفي لسان العرب : « حشا الوسادة والفراشَ وغيرَهما يحشوها حشواً : ملأها ، واسم ذلك الشي‌ء الحَشْوُ ». والمراد هاهنا ما تملأ السفينة منها من المتاع وأنواع ما يتّجر به. راجع : لسان العرب ج 14 ، ص 180 ( حشا ) ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 181 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 55.
    (4) شِراع السفينة : ما يرفع فوقها من ثوب لتدخل فيه الريح ، فتُجريها. النهاية ، ج 2 ، ص 461 ( شرع ).
    (5) سُكّان السفينة هو ذَنَبُ السفينة ؛ لأنّها به تقوم وتُسكَّن وتعدّل وتمنع من الحركة والاضطراب. راجع : المغرب ، ص 230 ؛ لسان العرب ، ج 13 ، ص 211 ( سكن ).
    (6) « المَطِيَّة » : الناقة التي يُركَب مَطاها ، أي ظهرها ـ كما اختاره الصدر الشيرازي ـ ، أو الدابّة التي تمطو في سيرها أي تجدّ وتسرع ، كما اختاره أيضاً المازندراني. راجع : شرح صدر المتألّهين ، ص 56 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 185 ؛ النهاية ، ج 4 ، ص 340 ؛ لسان العرب ، ج 15 ، ص 285 ( مطا ).
    (7) فاعل « ليعقلوا » إمّا الأنبياء ، والمعنى : ليؤدّوا عن الله ما لزمهم ؛ كما اختاره الصدر الشيرازي. أو العباد ، والمعنى : ليكتسبوا العلوم الدينيّة وليعرفوا ما لا يعلمون عن الله بتعليم الرسل ومتابعتهم ؛ كما اختاره الفيض الكاشاني والمجلسي ، أو يحتمل الوجهين ، كما اختاره المازندراني. راجع : شرح صدر المتألّهين ، ص 56 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 187 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 98 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 59.
    (Cool في « و » : « وأحسنهم ».

    يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعَاقِلَ ، الَّذِي لَايَشْغَلُ الْحَلالُ شُكْرَهُ ، وَلَا يَغْلِبُ الْحَرَامُ صَبْرَهُ.
    يَا هِشَامُ ، مَنْ سَلَّطَ ثَلَاثاً عَلَى ثَلَاثٍ ، فَكَأنَّمَا أَعَانَ عَلَى هَدْمِ عَقْلِهِ : مَنْ أَظْلَمَ نُورَ تَفَكُّرِهِ بِطُولِ أَمَلِهِ ، وَمَحَا طَرَائِفَ حِكْمَتِهِ بِفُضُولِ كَلَامِهِ (1) ، وَأَطْفَأَ نُورَ عِبْرَتِهِ بِشَهَوَاتِ نَفْسِهِ ، فَكَأَنَّمَا أَعَانَ هَوَاهُ عَلى هَدْمِ عَقْلِهِ ، وَمَنْ هَدَمَ عَقْلَهُ ، أَفْسَدَ عَلَيْهِ دِينَهُ وَدُنْيَاهُ.
    يَا هِشَامُ ، كَيْفَ يَزْكُو (2) عِنْدَ اللهِ عَمَلُكَ ، وَأَنْتَ قَدْ شَغَلْتَ قَلْبَكَ عَنْ أَمْرِ (3) رَبِّكَ ، وَأَطَعْتَ هَوَاكَ عَلى غَلَبَةِ عَقْلِكَ؟!
    يَا هِشَامُ ، الصَّبْرُ عَلَى الْوَحْدَةِ عَلَامَةُ قُوَّةِ الْعَقْلِ ، فَمَنْ عَقَلَ عَنِ اللهِ (4) ، اعْتَزَلَ أَهْلَ الدُّنْيَا وَالرَّاغِبِينَ فِيهَا ، وَرَغِبَ فِيمَا عِنْدَ اللهِ ، وَكَانَ (5) اللهُ أُنْسَهُ (6) فِي الْوَحْشَةِ ، وَصَاحِبَهُ فِي الْوَحْدَةِ ، وَغِنَاهُ (7) فِي الْعَيْلَةِ (Cool ،
    __________________
    (1) في مرآة العقول : « والسبب في ذلك أنّ بطول الأمل يقبل إلى الدنيا ولذّاتها ، فيشغل عن التفكّر ، أو يجعل‌مقتضى طول الأمل ماحياً بمقتضى فكره الصائب. والطريف : الأمر الجديد المستغرب الذي فيه نفاسة. ومحو الطرائف بالفضول إمّا لأنّه إذا اشتغل بالفضول شغل عن الحكمة في زمان التكلّم بالفضول ، أو لأنّه لمّا سمعوا الناس منه الفضول لم يعبأوا بحكمته ، أو لأنّه إذا اشتغل به محى الله عن قلبه الحكمة ». وراجع : ترتيب كتاب العين ، ج 2 ، ص 1075 ؛ الصحاح ، ج 4 ، ص 1394 ( طرف ).
    (2) قال المجلسي : « الزكاة تكون بمعنى النموّ والطهارة ، وهنا يحتملهما ». وعليه بقيّة الشروح. راجع : النهاية ، ج 2 ، ص 307 ؛ لسان العرب ، ج 14 ، ص 358 ( زكا ).
    (3) في حاشية « بح » : « ذكر ».
    (4) قوله عليه‌السلام : « عقل عن الله » فقد مضى معناه قريباً ، ولكنّ المجلسي قال هنا ـ مضافاً إلى ما ذكر ـ : « قوله عليه‌السلام : « عقل‌عن الله » أي حصل له معرفة ذاته وصفاته وأحكامه وشرايعه ، أو أعطاه العقل ، أو علم الأمور بعلم ينتهى إلى الله بأن أخذه عن أنبيائه وحججه عليهم‌السلام إمّا بلا واسطة ، أو بواسطة ، أو بلغ عقله إلى درجة يفيض الله علومه عليه بغير تعليم بشر ». مرآة العقول ج 1 ، ص 58.
    (5) في « بف » : « فكان ».
    (6) في « ألف » : « آنسه ».
    (7) في « جل » : « غناءه ». وهو بكسر الغين والقصر بمعنى اليسار ، وفتحها والمدّ بمعنى النفع ، أو الكفاية ؛ كذا قال‌المازندراني وتساعده اللغة. راجع : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 201 ؛ المغرب ، ص 347 ؛ لسان العرب ، ج 15 ، ص 136 ( غنا ).
    (Cool « العَيْلة » : الحاجة والفافة ، يقال : عالَ الرجل يَعيلُ عيلةً : إذا احتاج وافتقر. راجع : الصحاح ، ج 5 ، ص 1779 ؛ لسان العرب ، ج 11 ، ص 488 ( عيل ).

    وَمُعِزَّهُ مِنْ (1) غَيْرِ عَشِيرَةٍ.
    يَا هِشَامُ ، نُصِبُ (2) الْحَقُّ لِطَاعَةِ اللهِ ، وَلَا نَجَاةَ إِلاَّ بِالطَّاعَةِ ، وَالطَّاعَةُ بِالْعِلْمِ ، وَالْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَالتَّعَلُّمُ بِالْعَقْلِ يُعْتَقَدُ (3) ، وَلَا عِلْمَ إِلاَّ مِنْ عَالِمٍ رَبَّانِيٍّ ، وَمَعْرِفَةُ الْعِلْمِ (4) بِالْعَقْلِ.
    يَا هِشَامُ ، قَلِيلُ الْعَمَلِ مِنَ الْعَالِمِ مَقْبُولٌ مُضَاعَفٌ ، وَكَثِيرُ الْعَمَلِ مِنْ أَهْلِ الْهَوى وَالْجَهْلِ مَرْدُودٌ.
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعَاقِلَ رَضِيَ بِالدُّونِ مِنَ الدُّنْيَا مَعَ الْحِكْمَةِ ، وَلَمْ يَرْضَ بِالدُّونِ مِنَ الْحِكْمَةِ مَعَ الدُّنْيَا ؛ فَلِذلِكَ رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ.
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعُقَلَاءَ تَرَكُوا فُضُولَ الدُّنْيَا ، فَكَيْفَ الذُّنُوبَ ، وَتَرْكُ الدُّنْيَا مِنَ الْفَضْلِ ، وَتَرْكُ الذُّنُوبِ مِنَ الْفَرْضِ.
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعَاقِلَ نَظَرَ إِلَى الدُّنْيَا وَإِلى أَهْلِهَا ، فَعَلِمَ أَنَّهَا لَاتُنَالُ إِلاَّ بِالْمَشَقَّةِ ، وَنَظَرَ إِلَى الْآخِرَةِ ، فَعَلِمَ أَنَّهَا لَاتُنَالُ إِلاَّ بِالْمَشَقَّةِ ، فَطَلَبَ بِالْمَشَقَّةِ أَبْقَاهُمَا.
    __________________
    (1) في « ج » : « عن ».
    (2) « نصب » إمّا مبنيّ للمجهول ، أو المعلوم بحذف الفاعل أو المفعول ، أو مصدر مضاف. وفي مرآة العقول : « والنصب إمّا مصدر أو فعل مجهول ، وقراءته على المعلوم بحذف الفاعل أو المفعول ـ كما توُهِّم ـ بعيد ، أي إنّما نصب الله الحق والدين بإرسال الرسل وإنزال الكتب ليطاع في أوامره ونواهيه ».
    (3) قال المازندراني : « يعتقد : من اعتقاد الشي‌ء إذا اشتدّ وصلب ، أو من عقدت الحبل فانعقد ، والزيادة للمبالغة » وزاد المجلسي : « أو من الاعتقاد بمعنى التصديق والإذعان » كما ذكره وحده الفيض. وقال السيّد بدر الدين في حاشيته على الكافي ، ص 39 : « في بعض النسخ « يعتقل » من الاعتقال ، وهو الحبس. والمعنى أنّ التعلّم ـ أي المتعلَّم وهو المعلوم ـ إنّما يعتقل ، أي يحبس ويحفظ ، أو يعتقد ويستيقن بالعقل ». راجع : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 203 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 100 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 58 ؛ الصحاح ، ج 2 ، ص 510 ؛ لسان العرب ، ج 3 ، ص 298 ( عقد ).
    وفي « ب ، و ، ألف ، بح ، بس » وحاشية « ض ، ج ، ف » : « يعتقل ». من اعْتُقِلَ الرجل ، أي حُبِسَ ومُنِعَ. راجع : الصحاح ، ج 5 ، ص 1772 ؛ لسان العرب ، ج 11 ، ص 458 ( عقل ).
    (4) وفي حاشية « بح » : « العالم ».

    يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعُقَلَاءَ زَهِدُوا فِي الدُّنْيَا وَرَغِبُوا فِي الْآخِرَةِ ؛ لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا طَالِبَةٌ (1) مَطْلُوبَةٌ ، وَ (2) الْآخِرَةَ طَالِبَةٌ وَمَطْلُوبَةٌ ، فَمَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ ، طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتّى يَسْتَوْفِيَ مِنْهَا رِزْقَهُ ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا ، طَلَبَتْهُ الْآخِرَةُ ، فَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ فَيُفْسِدُ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ.
    يَا هِشَامُ ، مَنْ أَرَادَ الْغِنى (3) بِلَا مَالٍ ، وَرَاحَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْحَسَدِ ، وَالسَّلامَةَ فِي الدِّينِ ، فَلْيَتَضَرَّعْ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي مَسْأَلَتِهِ بِأَنْ يُكَمِّلَ عَقْلَهُ ؛ فَمَنْ عَقَلَ ، قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ ، وَمَنْ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ ، اسْتَغْنَى ، وَمَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا يَكْفِيهِ ، لَمْ يُدْرِكِ الْغِنى أَبَداً.
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ اللهَ حَكى عَنْ قَوْمٍ صَالِحِينَ أَنَّهُمْ قَالُوا : « ( رَبَّنا لا تُزِغْ ) (4) ( قُلُوبَنا بَعْدَ
    __________________
    (1) في « ب ، بس ، بف » : « طالبة ومطلوبة » مع الواو. وقال الميرزا رفيعا في حاشيته على الكافي ، ص 54 : « لا يبعدأن يقال : الإتيان بالعاطف في الآخرة بقوله : « الآخرة طالبة ومطلوبة » وتركُه في قوله : « الدنيا طالبة مطلوبة » للتنبيه على أنّ الدنيا طالبة موصوفة بالمطلوبية ، فيكون الطالبية ـ لكونها موصوفةً ـ بمنزلة الذات ، فدلّ على أنّ الدنيا من حقّها في ذاتها أن تكون طالبة ، ويكون المطلوبة ـ لكونها صفةً لاحقة بالطالبة ـ من الطورائ التي ليس من حقّ الدنيا في ذاتها أن تكون موصوفة بها ؛ فلو أتى بالعاطف لفاتت تلك الدلالة. وأمّا الآخرة فلمّا كان الأمران أي الطالبيّة والمطلوبية ـ كلاهما ممّا تستحقّها وتتّصف بها في ذاتها ، فأتى بالعاطف. وإن حمل قوله : « الدنيا طالبة مطلوبة » على تعدّد الخبر ، ففي ترك العاطف دلالة على عدم ارتباط طالبيّتها بمطلوبيّتها ، وأمّا في الآخرة فالأمران فيها مرتبطان لايفارقها أحدهما الآخر ، ولذا أتى بالواء والدالّة على التقارن في أصل الثبوت لها ». وقال في الوافي ، ج 1 ، ص 101 : « طالبية الدنيا عبارة عن إيصالها الرزق المقدّر إلى من هو فيها ليكونوا فيها إلى الأجل المقرّر ، ومطلوبيّتها عبارة عن سعي أبنائها لها ليكونوا على أحسن أحوالها. وطالبية الآخرة عبارة عن بلوغ الأجل وحلول الموت لمن هو في الدنيا ليكونوا فيها ، ومطلوبيّتها عبارة عن سعي أبنائها لها يكونوا على أحسن أحوالها. ولا يخفي أنّ الدنيا طالبة بالمعني المذكور ؛ لأن الرزق فيها مقدّر مضمون يصل إلى الإنسان لا محالة ، طلبه أولا : (وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللهِ رِزْقُها) [ هود (11) : 6 ]. وأنّ الآخرة طالبة أيضاً ؛ لأنّ الأجل مقدّر كالرزق ، مكتوب : (قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلاّ قَلِيلاً) [ الأحزاب (33) : 16 ] ».
    (2) في « ب ، بس ، بف » والوافي : + « أنّ ».
    (3) في « ف » : « الدنيا ».
    (4) الزَيْغ : هو الميل عن الاستقامة والعدول عن الحقّ. راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1320 ؛ المفردات للراغب ، ص 387 ( زيغ ).

    إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ ) (1) حِينَ عَلِمُوا أَنَّ الْقُلُوبَ تَزِيغُ وَتَعُودُ إِلى عَمَاهَا وَرَدَاهَا (2) ؛ إِنَّهُ لَمْ يَخَفِ اللهَ مَنْ لَمْ يَعْقِلْ عَنِ اللهِ ، وَمَنْ لَمْ يَعْقِلْ عَنِ اللهِ ، لَمْ يَعْقِدْ (3) قَلْبَهُ عَلى مَعْرِفَةٍ ثَابِتَةٍ يُبْصِرُهَا وَيَجِدُ حَقِيقَتَهَا فِي قَلْبِهِ ، وَلَا يَكُونُ أَحَدٌ كَذلِكَ إِلاَّ مَنْ كَانَ قَوْلُهُ لِفِعْلِهِ مُصَدِّقاً ، وَسِرُّهُ لِعَلَانِيَتِهِ مُوَافِقاً ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ اسْمُهُ ـ لَمْ يَدُلَّ عَلَى الْبَاطِنِ الْخَفِيِّ مِنَ الْعَقْلِ (4) إِلاَّ بِظَاهِرٍ مِنْهُ وَنَاطِقٍ عَنْهُ.
    يَا هِشَامُ ، كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : مَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْ‌ءٍ أَفْضَلَ مِنَ الْعَقْلِ ، وَمَا تَمَّ عَقْلُ امْرِىً حَتّى يَكُونَ فِيهِ خِصَالٌ شَتّى : الْكُفْرُ وَالشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونَانِ ، وَالرُّشْدُ وَالْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولَانِ ، وَفَضْلُ مَالِهِ مَبْذُولٌ ، وَفَضْلُ قَوْلِهِ مَكْفُوفٌ ، وَنَصِيبُهُ مِنَ الدُّنْيَا الْقُوتُ ، لَا يَشْبَعُ مِنَ الْعِلْمِ دَهْرَهُ ، الذُّلُّ أَحَبُّ إِلَيْهِ مَعَ اللهِ مِنَ الْعِزِّ (5) مَعَ غَيْرِهِ ، وَالتَّوَاضُعُ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الشَّرَفِ ، يَسْتَكْثِرُ قَلِيلَ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِهِ ، وَيَسْتَقِلُّ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ مِنْ نَفْسِهِ ، وَيَرَى النَّاسَ كُلَّهُمْ خَيْراً مِنْهُ ، وَأَنَّهُ شَرُّهُمْ (6) فِي نَفْسِهِ ، وَهُوَ تَمَامُ الْأَمْرِ. (7) ‌
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعَاقِلَ لَايَكْذِبُ وَإِنْ كَانَ فِيهِ هَوَاهُ.
    __________________
    (1) آل عمران (3) : 8.
    (2) الردى : الهلاك والضلال. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2355 ( ردى ).
    (3) في « ألف » وحاشية « ب » : « لم يعقل ».
    (4) في حاشية « بح » : « العقلاء ».
    (5) في حاشية « ج » : « العزّة ».
    (6) في « بر » : « أشرّهم ».
    (7) أي جميع امور الدين تتمّ بذلك ، او كأنّه جميع امور الدين مبالغة. كما في مرآة العقول. وقال في الوافي : « وهو تمام الأمر ، أي رؤية الناس خيراً ونفسه شرّاً تمام الأمر ؛ لأنّها موجبة للاستكانة والتضرّع التامّ إلى الله والخروج إليه بالفناء عن هذا الوجود المجازي الذي كلّه ذنب وشرّ ... ويحتمل أن يكون الضمير راجعاً إلى الكون الذي في قوله « حتى يكون » فكان المعنى أنّ ملاك الأمر وتمامه في أن يكون الإنسان كاملاً تامّ العقل ، هو كونه متّصفاً بجميع هذه الخصال المذكورة ».

    يَا هِشَامُ ، لَادِينَ لِمَنْ لا مُرُوءَةَ (1) لَهُ ، وَلَا مُرُوءَةَ لِمَنْ لَاعَقْلَ لَهُ (2) ، وَإِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ قَدْراً الَّذِي لَايَرَى الدُّنْيَا لِنَفْسِهِ خَطَراً (3) ، أَمَا إِنَّ (4) أَبْدَانَكُمْ لَيْسَ لَهَا ثَمَنٌ إِلاَّ الْجَنَّةُ ، فَلَا تَبِيعُوهَا (5) بِغَيْرِهَا.
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام كَانَ يَقُولُ : إِنَّ مِنْ عَلَامَةِ الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ (6) فِيهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ : يُجِيبُ إِذَا سُئِلَ ، وَيَنْطِقُ إِذَا عَجَزَ الْقَوْمُ عَنِ (7) الْكَلَامِ ، وَيُشِيرُ بِالرَّأْيِ الَّذِي يَكُونُ فِيهِ صَلَاحُ أَهْلِهِ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مِنْ هذِهِ الْخِصَالِ الثَّلَاثِ شَيْ‌ءٌ ؛ فَهُوَ أَحْمَقُ ؛ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام قَالَ (Cool : لَايَجْلِسُ فِي صَدْرِ الْمَجْلِسِ (9) إِلاَّ رَجُلٌ فِيهِ هذِهِ الْخِصَالُ الثَّلَاثُ ، أَوْ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْ‌ءٌ مِنْهُنَّ فَجَلَسَ ، فَهُوَ أَحْمَقُ.
    وَقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام : إِذَا طَلَبْتُمُ الْحَوَائِجَ ، فَاطْلُبُوهَا مِنْ (10) أَهْلِهَا ، قِيلَ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَمَنْ أَهْلُهَا؟ قَالَ : الَّذِينَ قَصَّ (11) اللهُ فِي كِتَابِهِ وَذَكَرَهُمْ ، فَقَالَ : ( إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (12) قَالَ : هُمْ أُولُو الْعُقُولِ.
    __________________
    (1) المروءة والمروّة : الإنسانية وكمال الرجولية. وقال العلاّمة المجلسي : « وهي الصفة الجامعة لمكارم الأخلاق‌ومحاسن الآداب ». راجع : مرآة العقول ، ج 1 ، ص 63 ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 72 ؛ المغرب ، ص 426 ( مرأ ).
    (2) وذلك لأنّ من لا عقل له لا يكون عارفاً بما يليق به ويحسن ، وما لا يليق به ولا يحسن ؛ فقد يترك اللائق ويجي‌ء بما لا يليق ، ومن يكون كذلك لا يكون ذا دين. حاشية ميرزا رفيعا ، ص 57.
    (3) « الخطر » بمعنى الحظّ والنصيب ، والقدر والمنزلة ، والسَبَق الذي يتراهن عليه ، والكلّ محتمل. مرآة العقول ، ج 1 ، ص 63 ، الصحاح ، ج 2 ، ص 648 ( خطر ).
    (4) في « ألف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « إنّ ».
    (5) في « ج » : « فلا يطيعوها ». وفي « ف » : « فلا يتّبعوها ».
    (6) في « ض » : « أن تكون ».
    (7) في حاشية « ج » : « من ».
    (Cool في « ف ، بح ، بس » : « قال أمير المؤمنين عليه‌السلام » بدل « إنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال ».
    (9) في حاشية « ج » : « المجالس ».
    (10) في « بح » : + « قِبَل ».
    (11) في « ألف ، ف » وحاشية « ج ، بح » : « نصّ ».
    (12) الزمر (39) : 9.

    وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : مُجَالَسَةُ (1) الصَّالِحِينَ دَاعِيَةٌ إِلَى الصَّلاحِ (2) ، وَإِدْآبُ (3) الْعُلَمَاءِ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْلِ ، وَطَاعَةُ وُلَاةِ الْعَدْلِ (4) تَمَامُ الْعِزِّ ، وَاسْتِثْمَارُ (5) الْمَالِ تَمَامُ الْمُرُوءَةِ ، وَإِرْشَادُ الْمُسْتَشِيرِ قَضَاءٌ لِحَقِّ النِّعْمَةِ ، وَكَفُّ الْأَذى مِنْ كَمَالِ الْعَقْلِ ، وَفِيهِ رَاحَةُ الْبَدَنِ عَاجِلاً وَآجِلاً.
    يَا هِشَامُ ، إِنَّ الْعَاقِلَ لَايُحَدِّثُ مَنْ يَخَافُ تَكْذِيبَهُ ، وَلَا يَسْأَلُ مَنْ يَخَافُ مَنْعَهُ ، وَلَا يَعِدُ (6) مَا لَايَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلَا يَرْجُو مَا يُعَنَّفُ بِرَجَائِهِ (7) ، وَلَا يُقْدِمُ (Cool عَلى مَا يَخَافُ‌
    __________________
    (1) في « ب ، بر » وحاشية « بح ، بس » : « مجالس ».
    (2) في « بر » : « الإصلاح ».
    (3) في « ش ، بو ، بس ، بف ، جح » وحاشية « ض ، بح » ومرآة العقول : « أدب ». وفي « ب ، ف » والمطبوع : « آداب ». وفي « ألف ، ج ، ض ، و ، بح » : « اداب ». وفي « بر ، بع » : « إدْآب ». وهو الذي رجّحناه وأثبتناه في المتن ، وفاقاً للمحقّق الشعراني. والإدآب : مصدر من الدأب وهو بمعنى الجدّ والتعب ، والعادة والملازمة والدوام ، والأنسب في المقام الملازمة والدوام ، كما يستفاد ممّا قاله المحقّق الشعراني : « والأنسب عندي ـ بعد فرض صحّة الكلمة ـ أن يقرأ « إدآب العلماء » مصدر باب الإفعال من دأب ؛ يعني الإلحاح والسؤال المتتابع ، والإصرار في ملازمتهم ، والتشرّف بخدمتهم ، واستنباط المعارف منهم ، والدأب : التتابع والتكرّر ». راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 123 ؛ لسان العرب ، ج 1 ، ص 368 ؛ مجمع البحرين ، ج 2 ، ص 54 ( دأب ) ، شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 243.
    (4) وفي حاشية « ب » : « الأمر ».
    (5) قال المجلسي : « واستثمار المال ، أي استنماؤه بالتجارة والمكاسب دليل تمام الإنسانيّة وموجب له أيضاً ؛ لأنّه لا يحتاج إلى غيره ، ويتمكّن من أن يأتي بما يليق به ». وبعبارة أخرى قوله عليه‌السلام : « واستثمار المال ... ». يشير إلى أنّه « لمّا كانت التجارة تتولّد منها حركة في المجتمع ، وتنشأ منها منفعة للجميع ، وبذلك يربو ماله في التجارة ، وليست المروءة إلاّ الإنسانية ، وهي حبّ الخير للغير والنظر في المصلحة العامّة ». انظر : مرآة العقول ، ج 1 ، ص 64 ؛ الشافي للمظفّر ، ج 1 ، ص 122.
    (6) قرأ الصدر الشيرازي في شرحه كلمة « يعدّ » بالتشديد. ورَدَّ المازندراني ذلك واستظهر أن تكون مصحّفةً ، وقال : « وكأنّه قرأ يعدّ ـ بشدّ الدال ـ من الإعداد ، والظاهر أنّه تصحيف ». وقال الفيض في الوافي : « الأظهر فيه التخفيف وإن قرئ بالتشديد ».
    (7) أي أنّ العاقل لا يرجو فوق ما يستحقّه ولا يتطلّع إلى ما لا يستعدّه. كذا في الوافي ، ج 1 ، ص 106.
    (Cool في « ج ، ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « ولا يتقدّم ».

    فَوْتَهُ (1) بِالْعَجْزِ عَنْهُ (2) » (3).
    13 / 13. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « العَقْلُ غِطَاءٌ سَتِيرٌ (4) ، وَالْفَضْلُ جَمَالٌ (5) ظَاهِرٌ ، فَاسْتُرْ خَلَلَ خُلُقِكَ (6) بِفَضْلِكَ ، وَقَاتِلْ هَوَاكَ بِعَقْلِكَ ، تَسْلَمْ لَكَ الْمَوَدَّةُ ، وَتَظْهَرْ لَكَ الْمَحَبَّةُ (7) » (Cool.
    14 / 14. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالَ :
    __________________
    (1) قرأ السيّد الداماد : « قوّته » بالقاف المضمومة وتشديد الواو ، حيث قال : « أي على قوّته ؛ فالنصب على نزع الخافض ». التعليقة للداماد ، ص 39. ونقل عنه العلاّمة المازندراني في شرحه ، ج 1 ، ص 251.
    (2) قال صدر المتألّهين في شرحه ، ص 65 : « أي لا يقدم العاقل على فعل قبل وقته خوفاً وحذراً عن فوت وقته بالإقدام أوّلاً فربّما يريده حين لا يقدر عليه ؛ إذ قد خرج عن قدرته بإتيانه مرّة ». وقيل غير ذلك. راجع : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 251 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 106.
    (3) تحف العقول ، ص 383 ـ 390 مع زيادة في آخره. راجع : الفقيه ، ج 4 ، ص 409 ، ح 5889 ؛ وتحف العقول ، ص 283 الوافي ، ج 1 ، ص 86 ، ح 16 ؛ الوسائل ، ج 5 ، ص 331 ، ح 6706 ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام وفيه من قوله : « يا هشام الصبر على الوحدة » إلى « غير عشيرة » ؛ وفيه ، ج 15 ، ص 187 ، ح 20239 ، من قوله : « يا هشام كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول » إلى « وهو تمام الأمر » ؛ وفيه ، ص 206 ، ح 20291 ، قطعات منه ؛ وفيه ، ص 354 ، ح 20723 ، من قوله : « يا هشام الصبر على الوحدة » إلى « من غير عشيرة » ؛ وفيه ، ج 17 ، ص 19 ، ح 33096 ، من قوله : « لا نجاة إلاّبالطاعة » إلى « عالم ربّاني ».
    (4) في « ف » : « ستيرٌ » أي بالإضافة والتوصيف. وفي حاشية « ض ، بح » : « مستتر ». وفي الوافي : « ستير ، أي ساترللعيوب الباطنة وغافر للذنوب الإمكانيّة ، أو مستور عن الحواسّ ». وراجع أيضاً : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 253 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 65.
    (5) في مرآة العقول : « الفضل ما يعدّ من المحاسن والمحامد ، أو خصوص الإحسان إلى الخلق ، والجمال يطلق على حسن الخَلْق والخُلْق والفعل ».
    (6) اختار صدر المتألّهين في شرحه ؛ والفيض في الوافي ضمّ الخاء ؛ واحتمل المازندراني في شرحه الضمّ والفتح.
    (7) في حاشية « بح ، بع ، جم » والوافي وشرح صدر المتألّهين : « الحجّة ».
    (Cool نهج البلاغة ، ص 551 ، الحكمة 424 مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 106 ، ح 17 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 207 ، ح 20292.

    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ (1) مِنْ مَوَالِيهِ ، فَجَرى ذِكْرُ الْعَقْلِ وَالْجَهْلِ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اعْرِفُوا الْعَقْلَ وَجُنْدَهُ ، وَالْجَهْلَ (2) وَجُنْدَهُ ، تَهْتَدُوا ».
    قَالَ سَمَاعَةُ : فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَانَعْرِفُ إِلاَّ مَا عَرَّفْتَنَا ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّوَجَلَّ ـ خَلَقَ الْعَقْلَ ـ وَهُوَ أَوَّلُ خَلْقٍ (3) مِنَ الرُّوحَانِيِّينَ (4) عَنْ يَمِينِ الْعَرْشِ ـ مِنْ نُورِهِ ، فَقَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، فَقَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : خَلَقْتُكَ خَلْقاً عَظِيماً ، وَكَرَّمْتُكَ (5) عَلى جَمِيعِ خَلْقِي ».
    قَالَ : « ثُمَّ خَلَقَ الْجَهْلَ مِنَ الْبَحْرِ الْأُجَاجِ (6) ظُلْمَانِيّاً (7) ، فَقَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَلَمْ يُقْبِلْ ، فَقَالَ (Cool لَهُ : اسْتَكْبَرْتَ (9) ، فَلَعَنَهُ.
    ثُمَّ جَعَلَ لِلْعَقْلِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ جُنْداً ، فَلَمَّا رَأَى الْجَهْلُ مَا أَكْرَمَ اللهُ بِهِ الْعَقْلَ وَمَا أَعْطَاهُ ، أَضْمَرَ لَهُ الْعَدَاوَةَ ، فَقَالَ الْجَهْلُ : يَا رَبِّ ، هذَا خَلْقٌ مِثْلِي خَلَقْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَقَوَّيْتَهُ ، وَأَنَا ضِدُّهُ وَلَا قُوَّةَ لِي بِهِ ، فَأَعْطِنِي مِنَ الْجُنْدِ مِثْلَ (10) مَا أَعْطَيْتَهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَإِنْ عَصَيْتَ (11) بَعْدَ ذلِكَ ، أَخْرَجْتُكَ وَجُنْدَكَ مِنْ رَحْمَتِي ، قَالَ : قَدْ رَضِيتُ ، فَأَعْطَاهُ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ (12) جُنْداً.
    __________________
    (1) في المحاسن والعلل : « عدّة ».
    (2) في المحاسن والعلل : « واعرفوا الجهل ».
    (3) في حاشية « بر » : + « خلقه الله » ؛ وفي المحاسن والعلل والخصال : + « خلقه ».
    (4) « الروحانيّين » ـ بضمّ الراء ـ نسبة إلى الروح ، والألف والنون من مزيدات النسبة ، وهم الجواهر النورانيّة التي وجودها غير متعلّق بالأجسام. راجع : شرح صدر المتألّهين ، ص 66 ؛ وشرح المازندراني ، ج 1 ، ص 262 ؛ والوافي ، ج 1 ، ص 61.
    (5) في المحاسن : « وأكرمتُك ».
    (6) « الاجاج » : الشديد الملوحة والمرارة. لسان العرب ، ج 2 ، ص 207 ( أجج ).
    (7) في المحاسن والعلل : « الظلماني ».
    (Cool في المحاسن والعلل : + « الله ».
    (9) حمله في شرح المازندراني على الاستفهام للتوبيخ والتعيير.
    (10) في « الف ، ف » : ـ « مثل ».
    (11) في العلل : « عصيتني ».
    (12) المذكور بالتفصيل فيما يلي : ثمانية وسبعون ، ولا منافاة ؛ إمّا لعدم اعتبار مفهوم العدد ، أو لكون التكرار منه عليه‌السلام

    فَكَانَ (1) مِمَّا أَعْطَى (2) الْعَقْلَ (3) مِنَ الْخَمْسَةِ وَالسَّبْعِينَ الْجُنْدَ :
    الْخَيْرُ ، وَهُوَ وَزِيرُ الْعَقْلِ ، وَجَعَلَ ضِدَّهُ الشَّرَّ ، وَهُوَ وَزِيرُ الْجَهْلِ.
    وَالْإيمَانُ وَضِدَّهُ الْكُفْرَ.
    وَالتَّصْدِيقُ وَضِدَّهُ الْجُحُودَ.
    وَالرَّجَاءُ وَضِدَّهُ الْقُنُوطَ.
    وَالْعَدْلُ وَضِدَّهُ الْجَوْرَ.
    وَالرِّضَا وَضِدَّهُ السُّخْطَ.
    وَالشُّكْرُ وَضِدَّهُ الْكُفْرَانَ.
    وَالطَّمَعُ وَضِدَّهُ الْيَأْسَ.
    وَالتَّوَكُّلُ وَضِدَّهُ الْحِرْصَ (4).
    وَالرَّأْفَةُ وَضِدَّهَا (5) الْقَسْوَةَ.
    __________________
    للتأكيد ، أو لكون الزيادة من النسّاخ ، أو لجمع النسّاخ بين البدلين في بعض الفقرات غافلين عن البدليّة. وفي هامش الوافي نقلاً عن كتاب الهدايا ( مخطوط ) : « قال الشيخ بهاء الملّة والدين رحمه‌الله : لعلّ الثلاثة الزائدة إحدى فقرتي الرجاء والطمع ، وإحدى فقرتي الفهم ، وإحدى فقرتي السلامة والعافية ، فجمع الناسخون بين البدلين غافلين عن البدليّة. وقال الفاضل صدر الدين محمّد الشيرازي : لعلّ الثلاثة الزائدة الطمع والعافية والفهم ؛ لاتّحاد الأوّلين مع الرجاء والسلامة المذكورين ، وذكر الفهم مرّتين في مقابلة اثنين متقاربين ، ولعلّ الوجه في ذلك أنّه لمّا كان كلّ منها غير صاحبته في دقيق النظر ، ذكرت على حِدَة ، ولمّا كان الفرق دقيقاً خفيّاً لم يحسب من العدد. ذكره في الهدايا ، ثمّ قال : وقال بعض المعاصرين مثله. ومراده من بعض المعاصرين الفيض رحمه‌الله ». انظر : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 269 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 64 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 67.
    (1) في حاشية « بس » : « وكان ».
    (2) في المحاسن : + « الله ».
    (3) في العلل : « ممّا أعطاه الله عزّوجلّ للعقل ».
    (4) في « ج ، ب » وحاشية « ض » : « الحرض » واختاره السيّد الداماد في التعليقة ، ص 42 بقرينة « التوكّل ». والحَرَض ـ بالتحريك ـ بمعنى الغمّ والحزن والتبالغ في تحصيل البغية.
    (5) في « ألف ، ج ، ض » : « وضدّه ». ولا يخفى ما فيه.

    وَالرَّحْمَةُ وَضِدَّهَا الْغَضَبَ (1).
    وَالْعِلْمُ وَضِدَّهُ الْجَهْلَ.
    وَالْفَهْمُ (2) وَضِدَّهُ الْحُمْقَ.
    وَالْعِفَّةُ (3) وَضِدَّهَا التَّهَتُّكَ (4).
    وَالزُّهْدُ وَضِدَّهُ الرَّغْبَةَ.
    وَالرِّفْقُ وَضِدَّهُ الْخُرْقَ (5).
    وَالرَّهْبَةُ وَضِدَّهَا (6) الْجُرْأَةَ.
    وَالتَّوَاضُعُ وَضِدَّهُ الْكِبْرَ (7).
    وَالتُّؤَدَةُ (Cool وَضِدَّهَا التَّسَرُّعَ.
    __________________
    (1) في العلل : ـ « والرأفة وضدّها القسوة ، والرحمة وضدّها الغضب ».
    (2) الفهم هنا بمعنى العقل ، أو صفة فاضلة للذهن ، وفي قوله عليه‌السلام : « والفهم وضدّه الغباوة » بمعنى الفطنة. انظر : التعليقة للداماد ، ص 43 ؛ شرح المازندرانى ، ج 1 ، ص 293.
    (3) في « ج » : « العفوة ». والعفّة هي اعتدال القوّة الشهويّة في كلّ شي‌ء من غير ميل إلى الإفراط والتفريط ، أو هي منع البطن والفرج من المحرّمات والشبهات ، ومقابلها التهتّك وعدم المبالاة بهتك ستره في ارتكاب المحرّمات. راجع : الوافي ، ج 1 ، ص 66 ؛ ومرآة العقول ، ج 1 ، ص 69.
    (4) في « بس » وشرح المازندراني والمحاسن : « الهتك ».
    (5) الخُرْق والخُرُق : ضدّ الرفق ، وأن لايُحسن الرجل العمل والتصرّف في الامور ؛ من خَرِقَ بالشي‌ء : جهله ولم يحسن عمله ، والخُرْق : الحمق ، والخَرَق : الدَهَش من الخوف أو الحياء. وقال المازندراني : « إذا عرفت هذا فنقول : الرفق : اللين والتلطّف ، والخرق : العنف والعجلة والخشونة وترك التلطّف ؛ لأنّ هذه الامور من آثار الحمق والجهل ». انظر : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 298 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 67 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 69 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1167 ؛ لسان العرب ، ج 10 ، ص 75 ـ 76 ( خرق ).
    (6) هكذا في « الف ، ض ، ف ، و ، بح » والمحاسن والعلل. وفي المطبوع وبعض النسخ : « ضدّه ».
    (7) في المحاسن والعلل والخصال : « التكبّر ».
    (Cool التُؤْدة والتُؤَدة ، أصله وُأدة ، بمعنى التمهّل والتأنّي والتثبّت في الأمر ، أي عدم العجلة وعدم المبادرة إليه بلا تفكّر. انظر : لسان العرب ، ج 3 ، ص 443 ( وأد ).
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 9:53 pm

    وَالْحِلْمُ وَضِدَّهُ (1) السَّفَهَ (2).
    وَالصَّمْتُ (3) وَضِدَّهُ الْهَذَرَ (4).
    وَالِاسْتِسْلَامُ (5) وَضِدَّهُ الِاسْتِكْبَارَ.
    وَالتَّسْلِيمُ وَضِدَّهُ الشَّكَّ (6).
    وَالصَّبْرُ وَضِدَّهُ الْجَزَعَ.
    وَالصَّفْحُ وَضِدَّهُ الِانْتِقَامَ.
    وَالْغِنى وَضِدَّهُ الْفَقْرَ (7).
    وَالتَّذَكُّرُ (Cool وَضِدَّهُ السَّهْوَ.
    __________________
    (1) هكذا في أكثر النسخ. وفي « بع » والمطبوع : « وضدّها ».
    (2) « السفه » : ضدّ الحلم ، وأصله الخفّة والحركة ، والمراد هنا إمّا الاضطراب في الرأي ، أو خفّة النفس وحركتها إلى ما لايليق. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2234 ( سفه ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 79 ؛ شرح المازندرانى ، ج 1 ، ص 308.
    (3) « الصمت » : طول السكوت. وقيل : هو السكوت ، ويقال : صَمَتَ العليل وأصمت : إذا اعتقل لسانه. هذا في اللغة ، وأمّا في الشروح فهو السكوت عمّا لايحتاج إليه ولاطائل فيه وضدّه الهذر ، وهو الهذيان والكلام الذي لافائدة فيه. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 51 ، لسان العرب ، ج 2 ، ص 55 ( صمت ).
    (4) « الهذر » : الكلام الذي لايعبأ به ولا فائدة فيه. انظر : لسان العرب ، ج 5 ، ص 259 ( هذر ).
    (5) قال العلاّمة الفيض : « الاستسلام هو الطاعة والانقياد لكلّ ما هو حقّ ، والتسليم هو الإذعان للحقّ من غير تزلزل واضطراب ». وقيل غير ذلك. راجع : الوافي ، ج 1 ، ص 67 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 309 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 70.
    (6) في « بو » والمحاسن والعلل والخصال : « التجبّر ». وفي المحاسن والعلل والخصال : + « والعفو وضدّه الحقد ، والرقّة ـ في العلل : « الرحمة » ـ وضدّها الشقوة ، واليقين وضدّها الشكّ ». وفي الوافي : « وربّما يوجد في بعض نسخ الكافي وغيره : التسليم وضدّه التجبّر ، والعفو وضدّه الحقد ، والرقّة وضدّها القسوة ، واليقين وضدّه الشكّ ».
    (7) في « بو » : ـ « والصبر وضدّه الجزع ، والصفح وضدّه الانتقام ، والغنى وضدّه الفقر ». والمراد من الغنى هاهنا غنى النفس ، لا الغنى بالمال ؛ لأنّه ليس بصنعه ، فكم من عاقل لبيب ليس له مال. راجع : حاشية ميرزا رفيعا ، ص 63.
    (Cool في « ب ، ف ، بس ، بف ، بو » وحاشية « ج » والمحاسن والخصال وحاشية ميرزا رفيعا : « والتفكّر ».

    وَالْحِفْظُ وَضِدَّهُ النِّسْيَانَ.
    وَالتَّعَطُّفُ وَضِدَّهُ الْقَطِيعَةَ (1).
    وَالْقُنُوعُ وَضِدَّهُ الْحِرْصَ.
    وَالْمُوَاسَاةُ (2) وَضِدَّهَا الْمَنْعَ.
    وَالْمَوَدَّةُ وَضِدَّهَا الْعَدَاوَةَ.
    وَالْوَفَاءُ وَضِدَّهُ الْغَدْرَ.
    وَالطَّاعَةُ وَضِدَّهَا الْمَعْصِيَةَ.
    وَالْخُضُوعُ وَضِدَّهُ التَّطَاوُلَ (3).
    وَالسَّلَامَةُ وَضِدَّهَا الْبَلَاءَ.
    وَالْحُبُّ وَضِدَّهُ الْبُغْضَ.
    وَالصِّدْقُ وَضِدَّهُ الْكَذِبَ.
    وَالْحَقُّ وَضِدَّهُ الْبَاطِلَ.
    وَالْأَمَانَةُ وَضِدَّهَا الْخِيَانَةَ.
    وَالْإِخْلَاصُ وَضِدَّهُ الشَّوْبَ (4).
    وَالشَّهَامَةُ (5) وَضِدَّهَا الْبَلَادَةَ.
    __________________
    (1) « القطيعة » مصدرٌ مثل القطع ، يقال : قطع رحمه قطعاً وقطيعة ، أي عقّها ولم يصلها. انظر : لسان العرب ، ج 8 ، ص 280 ( قطع ).
    (2) « المواساة » : المشاركة والمساهمة في المعاش والرزق ، وأصلها بالهمزة ، والقلب بالواو للتخفيف. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 50 ( أسو ).
    (3) « التطاول » : الترفّع والعلوّ ، أو إظهار الطَوْل والفضل ، يقال : تطاول على الناس ، أي علاهم وترفّع عليهم ، أو رأى أنّ له عليهم فضلاً في القدر ، انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 412 ( طول ).
    (4) في العلل : « الشرك ». و « الشَوب » و « الشياب » : الخَلط. لسان العرب ، ج 1 ، ص 510 ( شوب ).
    (5) « الشهامة » : الجلادة وذكاء الفهم ، يقال : شَهُمَ الرجل شهامة ، إذا كان جَلِداً ذَكِيَّ الفُؤاد. و « البلادة » : ضدّ الذكاء ، أي خمود الفهم وجموده. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1963 ( شهم ) ، وج 2 ، ص 449 ( بلد ).

    وَالْفَهْمُ وَضِدَّهُ الْغَبَاوَةَ (1).
    وَالْمَعْرِفَةُ وَضِدَّهَا الْإِنْكَارَ.
    وَالْمُدَارَاةُ وَضِدَّهَا الْمُكَاشَفَةَ (2).
    وَسَلَامَةُ الْغَيْبِ (3) وَضِدَّهَا الْمُمَاكَرَةَ.
    وَالْكِتْمَانُ وَضِدَّهُ الْإِفْشَاءَ.
    وَالصَّلَاةُ وَضِدَّهَا الْإِضَاعَةَ.
    وَالصَّوْمُ وَضِدَّهُ الْإِفْطَارَ.
    وَالْجِهَادُ وَضِدَّهُ النُّكُولَ (4).
    وَالْحَجُّ وَضِدَّهُ نَبْذَ الْمِيثَاقِ.
    وَصَوْنُ (5) الْحَدِيثِ وَضِدَّهُ النَّمِيمَةَ.
    وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ وَضِدَّهُ الْعُقُوقَ.
    وَالْحَقِيقَةُ وَضِدَّهَا الرِّيَاءَ.
    وَالْمَعْرُوفُ وَضِدَّهُ الْمُنْكَرَ.
    وَالسَّتْرُ وَضِدَّهُ التَّبَرُّجَ (6).
    __________________
    (1) في العلل : « الفطنة وضدّها الغباوة » ، وقال في المرآة : « ولعلّه أولى ؛ لعدم التكرار » وقال المازندراني : « ويمكن أن يقال : المراد بالفهم هنا الفطنة ، وهي جودة تهيّئ الذهن لاكتساب العلوم ». مرآة العقول ، ج 1 ، ص 71 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 333.
    (2) في بعض نسخ المحاسن : « المخاشنة ». والمراد من المكاشفة : المنازعة والمجادلة وإظهار العداوة للناس ، كما قال به المازندراني في شرحه ، وميرزا رفيعا في حاشيته.
    (3) في حاشية « بع » وبعض نسخ المحاسن : « القلب ».
    (4) « النكول » : الامتناع ، من نَكَلَ عن الأمر نكولاً ، أي امتنع ؛ أو الجُبن ، من نكل عن العدوّ نكولاً ، أي جبن. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1835 ؛ النهاية ، ج 5 ، ص 116 ( نكل ).
    (5) في العلل : « وصدق ».
    (6) « التبرّج » : إظهار المرأة زينتها ومحاسنها. الصحاح ، ج 1 ، ص 299 ( برج ).

    وَالتَّقِيَّةُ وَضِدَّهَا الْإِذَاعَةَ.
    وَالْإِنْصَافُ وَضِدَّهُ الْحَمِيَّةَ (1).
    وَالتَّهْيِئَةُ (2) وَضِدَّهَا الْبَغْيَ.
    وَالنَّظَافَةُ وَضِدَّهَا الْقَذَرَ (3).
    وَالْحَيَاءُ وَضِدَّهُ (4) الْجَلَعَ (5).
    وَالْقَصْدُ (6) وَضِدَّهُ الْعُدْوَانَ.
    وَالرَّاحَةُ وَضِدَّهَا التَّعَبَ.
    وَالسُّهُولَةُ وَضِدَّهَا الصُّعُوبَةَ.
    وَالْبَرَكَةُ (7) وَضِدَّهَا الْمَحْقَ.
    __________________
    (1) « الحميّة » : الأنفة والغيرة ، تقول : حميتُ عن كذا حميّةً ، إذا أنفتَ منه وداخَلَك عارٌ وأنفةٌ أن تفعله. وفي شرح صدر المتألّهين ، ص 97 : « والمراد كون الإنسان بحيث يحمله الغيرة النفسانيّة والتعصّب لمذهب أو شي‌ء حتّى يتجاوز عن العدل ويتعدّى عن الحقّ ، وهو من صفات الجهل ؛ لأنّه ضدّ الإنصاف والعدل ». وقريب منه في الوافي ، ج 1 ، ص 74. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 2321 ( حمى ).
    (2) في « بح » : « النهية ». وقال الفيض : « في بعض النسخ بالنون قبل الهاء ، فإن صحّت فهي اسم من انتهى عن المنكر وتناهى عنه ». وقرأها الداماد : « البهشة » وهي الارتياح لذي فضل وللمعروف وأحبّائه والميل إليه. والمراد من « التهيئة » هنا التثبّت في الامور والاستقامة على المأمور ، أو الكون على حالة واحدة ، أو الموافقة والمصلحة بين الجماعة وإمامهم. انظر التعليقة للداماد ص 45 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 97 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 74.
    (3) في المحاسن والعلل : « القذارة ».
    (4) هكذا في أكثر النسخ. وفي « جس » والمطبوع : « وضدّها ».
    (5) « الجَلَع » : قلّة الحياء. وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وحاشية بدر الدين والمحاسن والعلل والخصال والوافي : « الخلع ». بمعنى النزع ، ووجه كونه ضدّ الحياء ظاهر ، فإنّ من لم يستحي فكأنّه نزع عن نفسه قيد الشرع وعقال العقل ولباس الحياء. واحتمل المازندراني كلا الوجهين. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1197 ( جلع ).
    (6) « القصد » : الاعتدال وعدم الميل إلى أحد طرفي الإفراط والتفريط ، والعدوان : التجاوز عن الحدّ والوسط. انظر : النهاية ، ج 4 ، ص 67 ( قصد ) وج 3 ، ص 193 ( عدو ).
    (7) « البركة » : الثبات والدوام ، وهو من بَرَك البعير : إذا ناخ في موضع ولزمه ، تطلق البركة على الزيادة

    وَالْعَافِيَةُ وَضِدَّهَا الْبَلَاءَ.
    وَالْقَوَامُ (1) وَضِدَّهُ الْمُكَاثَرَةَ (2).
    وَالْحِكْمَةُ (3) وَضِدَّهَا الْهَوى.
    وَالْوَقَارُ وَضِدَّهُ الْخِفَّةَ.
    وَالسَّعَادَةُ وَضِدَّهَا الشَّقَاوَةَ.
    وَالتَّوْبَةُ وَضِدَّهَا الْإِصْرَارَ.
    وَالِاسْتِغْفَارُ وَضِدَّهُ الِاغْتِرَارَ (4).
    وَالْمُحَافَظَةُ وَضِدَّهَا التَّهَاوُنَ.
    وَالدُّعَاءُ وَضِدَّهُ الِاسْتِنْكَافَ.
    وَالنَّشَاطُ وَضِدَّهُ الْكَسَلَ.
    وَالْفَرَحُ وَضِدَّهُ الْحَزَنَ.
    وَالْأُلْفَةُ وَضِدَّهَا الْفُرْقَةَ (5).
    وَالسَّخَاءُ وَضِدَّهُ الْبُخْلَ.
    __________________
    والنماء ، والأصل هو الأوّل ، وضدّها المَحْق ، بمعنى النقص والمحو والإبطال وذهاب البركة. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 120 ( برك ) ؛ وج 4 ، ص 303 ( محق ).
    (1) « القَوام » : العدل ومايعاش به ، والمراد هنا القناعة بما يقوم به الشخص في الدنيا ، ويتقوّى به في العبادة. والمكاثرة خلافه ، وهي جمع الأسباب والحرص على التكاثر في متاع الحياة الدنيا ممّا يزول ويبقى حسرته. انظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1517 ( قوم ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 99 ، وسائر الشروح.
    (2) في حاشية « ف ، بح » : « المكاشرة » وهي المضاحكة.
    (3) في الوافي « الحكمة : هي الأخذ باليقينيّات الحقّة في القول والعمل ».
    (4) « الاغترار » : الغفلة ، والاسم منه الغِرَّة ، وهي الغفلة والجرأة ، والمراد هاهنا هو الغفلة عن التقصير بسبب غلبة الهوى. انظر : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 628 ( غرر ).
    (5) في « بر ، بف » والمحاسن وحاشية بدرالدين : « العصبيّة ».

    فَلا تَجْتَمِعُ (1) هذِهِ الْخِصَالُ كُلُّهَا مِنْ أَجْنَادِ الْعَقْلِ إِلاَّ فِي نَبِيٍّ أَوْ وَصِيِّ نَبِيٍّ أَوْ مُؤْمِنٍ قَدِ امْتَحَنَ اللهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ ، وَأَمَّا سَائِرُ ذلِكَ مِنْ مَوَالِينَا فَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَايَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ فِيهِ بَعْضُ هذِهِ الْجُنُودِ حَتّى يَسْتَكْمِلَ وَيَنْقى (2) مِنْ جُنُودِ (3) الْجَهْلِ ، فَعِنْدَ ذلِكَ يَكُونُ فِي الدَّرَجَةِ الْعُلْيَا مَعَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ ، وَإِنَّمَا يُدْرَكُ ذلِكَ (4) بِمَعْرِفَةِ الْعَقْلِ وَجُنُودِهِ ، وَبِمُجَانَبَةِ (5) الْجَهْلِ وَجُنُودِهِ ؛ وَفَّقَنَا اللهُ (6) وَإِيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ وَمَرْضَاتِهِ » (7).
    15 / 15. جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا كَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْعِبَادَ بِكُنْهِ عَقْلِهِ قَطُّ ».
    وَقَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّا ـ مَعَاشِرَ الْأَنْبِيَاءِ ـ أُمِرْنَا أَنْ نُكَلِّمَ النَّاسَ عَلى قَدْرِ عُقُولِهِمْ » (Cool.
    16 / 16. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
    __________________
    (1) في « ب » وشرح صدرالمتألّهين : « فلا يجتمع ». وفي « بح ، بس » وشرح المازندراني : « ولا تجتمع ». وفي‌الوافي : « ولا يجتمع ». وفي المحاسن : « ولا تكمل ».
    (2) في « ألف » والمحاسن والعلل : « ويتّقى ».
    (3) في المحاسن : ـ « جنود ».
    (4) في المحاسن والخصال : « الفوز ».
    (5) في « الف ، ب ، ض ، بح » وشرح المازندراني والوافي : « ومجانبة ».
    (6) في العلل : « وفّقنا وعلّمنا الله ».
    (7) المحاسن ، ص 196 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 22. وفي الخصال ، ص 588 ، أبواب السبعين ومافوقه ، ح 13 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن عليّ بن حديد ؛ علل الشرائع ، ص 113 ، ح 10 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله البرقي ، عن عليّ بن حديد. تحف العقول ، ص 399 ، عن الإمام الكاظم عليه‌السلام في ضمن وصيّته لهشام ، نحوه الوافي ، ج 1 ، ص 56 ، ح 3.
    (Cool الكافي ، كتاب الروضة ، ح 15209 ؛ والمحاسن ، ص 195 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 17 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 418 ؛ المجلس 65 ، ح 6 بسند آخر ، وفي الأخير مع زيادة في أوّله. تحف العقول ، ص 37 ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله : « إنّا معاشر ». وراجع : التوحيد ، ص 119 الوافي ، ج 1 ، ص 107 ، ح 18 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 280 ، ح 122.

    عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ عليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : إِنَّ قُلُوبَ الْجُهَّالِ تَسْتَفِزُّهَا (1) الْأَطْمَاعُ ، وَتَرْتَهِنُهَا (2) الْمُنى ، وَتَسْتَعْلِقُهَا (3) الْخَدَائِعُ » (4).
    17 / 17. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ (5) عُبَيْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « بر » وشرح صدر المتألّهين : « يستفزّها ». وتستفزّها الأطماع ، أي تستخفّها وتُخرجها عن مقرّها ، وتخدعها عن غفلة حتّى ألقاها في مَهلكة. انظر : لسان العرب ، ج 5 ، ص 391 ( فزز ).
    (2) في شرح صدر المتألّهين : « يرتهنها » ، وقال : « إنّ قلوبهم مقيّدة ، مرتهنة بالأمانيّ الفارغة والآمال الكاذبة ، فكثيراً ما يفرحون بها وتطمئنّ قلوبهم إليها ». وقال المجلسي : « أي تأخذها وتجعلها مشغولة بها ، ولا تتركها إلاّبحصول ما تتمنّاه ، كما أنّ الرهن لاينفكّ إلاّبأداء المال ». انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 105 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 76.
    (3) « تستعلقها » أي تصيدها وتربطها بالحبال. وفي « ألف ، ب ، ف » وحاشية « ج » والوافي : « تستغلقها » بمعنى تستسخرها وتستعبدها. وفي « بر » وحاشية « ب » وحاشية ميرزا رفيعا : « تستقلقها » من القَلَق ، بمعنى الانزعاج ، أي تجعلها الخدائع منزعجة منقطعة عن مكانها. وفي « ج » : « تستعقلها ». وفي شرح صدر المتألّهين : « يستعلقها ». راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1529 ( علق ) ، وص 1548 ( قلق ) ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1208 ( علق ) ، وص 1214 ( غلق ) ، وص 1220 ( قلق ).
    (4) الجعفريات ، ص 240 ؛ تحف العقول ، ص 219 ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 108.
    (5) في حاشية « ج » : « و » بدل « عن ». ويُحتمل صحّة هذه النسخة ؛ فقد روى إبراهيم بن هاشم ـ والد عليّ بن‌إبراهيم ـ عن عبيدالله بن عبدالله الدهقان ، عن درست بن أبي منصور في الأمالي للصدوق ، ص 436 ، المجلس 81 ، ح 3 و 4. ولم نجد رواية جعفر بن محمّد الأشعري عن عبيدالله الدهقان ـ مع الفحص الأكيد ـ في موضع.
    لكن بعد ما ورد في بعض الأسناد من رواية إبراهيم بن هاشم عن درست [ بن أبي منصور ] بواسطتين ـ كما في الكافي ، ح 3150 ، وح 3235 ، وح 4624 ، وح 10330 ، و ... ـ وبعد غرابة رواية جعفر بن محمّد الأشعري عن درست ـ كما نبّه عليه العلاّمة الخبير السيّد موسى الشبيريّ دام ظلّه في تعليقته على السند ـ وورودِ رواية من يسمّى بجعفر بن محمّد ، كجعفر بن محمّد بن بشار « يسار ، سنان ، بشير » ـ والظاهر اتّحاد الجميع ووقوع التصحيف في بعض العناوين ـ وجعفر بن محمّد الكوفي ، في بعض الأسناد عن عبيدالله الدهقان ـ كما في معاني الأخبار ، ص 390 ، ح 30 و 31 ؛ ثواب الأعمال ، ص 153 ، ح 2 ، ص 230 ، ح 1 ؛ الأمالي للصدوق ، ص 41 ، المجلس 10 ، ح 6 ؛ الكافي ، ح 3558 ؛ السرائر ، ج 3 ، ص 626 ـ 627 ـ واحتمال زيادة قيد الأشعري ؛ بأن كان مكتوباً في الهامش تفسيراً لجعفر بن محمّد ، ثمّ ادرج في المتن بتخيّل سقوطه منه ، بعد هذا كلّه لاتطمئنّ النفس بصحّة النسخة المشتملة على « و » بدل « عن ».

    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَكْمَلُ النَّاسِ عَقْلاً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً » (1).
    18 / 18. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ (2) ، قَالَ :
    كُنَّا عِنْدَ الرِّضَا عليه‌السلام ، فَتَذَاكَرْنَا الْعَقْلَ وَالْأَدَبَ ، فَقَالَ : « يَا أَبَا هَاشِمٍ ، الْعَقْلُ حِبَاءٌ (3) مِنَ اللهِ ، وَالْأَدَبُ كُلْفَةٌ (4) ؛ فَمَنْ تَكَلَّفَ الْأَدَبَ ، قَدَرَ عَلَيْهِ ؛ وَمَنْ تَكَلَّفَ الْعَقْلَ ، لَمْ يَزْدَدْ بِذلِكَ إِلاَّ جَهْلاً » (5).
    __________________
    (1) الوافى ، ج 1 ، ص 108 ، ح 20 ؛ الوسائل ، ج 12 ، ص 150 ، ح 15912.
    (2) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، جر ». وفي « بر » : « عليّ بن إبراهيم عن أبي هاشم الجعفري ». وفي « بف » : « عليّ بن هاشم عن أبي هاشم الجعفري ». وفي المطبوع : « عليّ ، [ عن أبيه ] عن أبي هاشم الجعفري ».
    لايقال : إنّ عليّ بن إبراهيم لم يدرك أباهاشم الجعفري ، ولم يثبت روايته عنه ، بخلاف أبيه ، فإنّه يروي عنه ، فيكون الصواب ما في المطبوع.
    فإنّه يقال : عدم إدراك عليّ بن إبراهيم لأبي هاشم الجعفري ليس بثابت ؛ فقد روى سعد بن عبدالله عن أبي هاشم الجعفري في الغيبة للطوسي ، ص 205 ، ح 173 ، وص 206 ، ح 175 ـ وقد عبّر عنه بـ « داود بن قاسم الجعفري » ـ ، وص 207 ، ح 176 ، وص 430 ، ح 421. وروى عنه أبوالقاسم الكتنجي الحيّ في سنة 328 ، في الأمالي للطوسي ، ص 245 ، المجلس 9 ، ح 426.
    فعليه من المحتمل إدراك عليّ بن إبراهيم إيّاه وروايته عنه ، يؤيّد هذا الاحتمال بعض ما ورد في الأسناد من رواية عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أبي هاشم الجعفري. كما في الكافي ، ح 4630 ؛ فإنّه مضافاً إلى عدم ذكر « عن أبيه » في أكثر النسخ ـ كما في هامش المطبوع ـ أورد الشيخ الطوسي الخبر في التهذيب ، ج 3 ، ص 327 ، ح 1021 ـ والخبر مأخوذ من الكافي من غير تصريح ـ عن عليّ بن إبراهيم عن أبي هاشم الجعفري ، وهذا كاشف عن خلوّ نسخة الشيخ أيضاً عن « عن أبيه ». وكذا ما ورد في عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 256 ، ح 6 ؛ فقد أورده الشيخ الحرّ في الوسائل ، ج 14 ، ص 556 ، ح 19810 ، من دون ذكر « عن أبيه ».
    والمظنون قويّاً ، أنّ ذكر « عن أبيه » بين عليّ [ بن إبراهيم ] وأبي هاشم الجعفري قد نشأ من أُنس ذهن النسّاخ بذكر عبارة « عن أبيه » بعد عليّ [ بن إبراهيم ] ؛ لكثرة روايات عليّ بن إبراهيم عن أبيه جدّاً. والمتتبّع في الأسناد يرى برأي العين أنّ هذا الانس من العوامل الواضحة لوقوع بعض الزيادات في الأسناد ، سيّما أسناد عليّ بن إبراهيم.
    (3) « الحباء » : العطاء ، يقال : حباه يحبوه ، أي أعطاه. الصحاح ، ج 6 ، ص 2308 ( حبو ).
    (4) « الكلفة » : ما تتكلّفه وتختاره على خلاف عادتك ، وعلى مشقّة من أمر في نائبة أو حقّ. انظر : لسان العرب ، ج 9 ، ص 307 ( كلف ).
    (5) تحف العقول ، ص 448 الوافي ، ج 1 ، ص 109 ، ح 21.

    19 / 19. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبَلَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ لِي جَاراً كَثِيرَ الصَّلَاةِ ، كَثِيرَ الصَّدَقَةِ ، كَثِيرَ الْحَجِّ ، لا بَأْسَ بِهِ (1) ، قَالَ : فَقَالَ عليه‌السلام : « يَا إِسْحَاقُ ، كَيْفَ عَقْلُهُ؟ » قَالَ : قُلْتُ لَهُ (2) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَيْسَ لَهُ عَقْلٌ ، قَالَ : فَقَالَ : « لا يَرْتَفِعُ (3) بِذلِكَ (4) مِنْهُ » (5).
    20 / 20. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّيَّارِيِّ ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ الْبَغْدَادِيِّ ، قَالَ :
    قَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام (6) : لِمَاذَا بَعَثَ اللهُ مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ عليه‌السلام بِالْعَصَا‌
    __________________
    (1) « لا بأس به » ، أي لايظهر منه عداوة لأهل الدين وشدّة على المؤمنين ، أو لا يطّلع منه على معصية. الوافي ، ج 1 ، ص 110. وراجع : شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 387.
    (2) في « ب ، و ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « له ».
    (3) في « ب ، ج ، ض ، و » وحاشية « بح ، بس ، بف » وحاشية ميرزا رفيعا : « لاينتفع ».
    (4) في حاشية « بس » : « بذاك ».
    (5) راجع : الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح 28 الوافي ، ج 1 ، ص 110 ، ح 22.
    (6) الخبر رواه الصدوق في عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 79 ، ح 12 ، وعلل الشرائع ، ص 121 ، ح 6 ، وفيهما : « لأبي‌الحسن الرضا عليه‌السلام ». لكن قيد « الرضا » في الكتابين زائدٌ ؛ فإنّ ابن السكّيت هذا ، هو يعقوب بن إسحاق السكّيت النحوي المعروف ، ترجم له النجاشي في رجاله ، ص 449 ، الرقم 1214 وقال : « كان متقدّماً عند أبي جعفر الثاني وأبي الحسن عليهما‌السلام ... وقتله المتوكّل لأجل التشيّع ».
    والظاهر من « أبي الحسن » في كلام النجاشي ، هو أبوالحسن الثالث عليّ بن محمّد الهادي عليه‌السلام ، كما لايخفى على المتتبّع العارف بأساليب كلام النجاشي. يؤيّد ذلك :
    أوّلاً : أنّ ابن السكّيت توفّي سنة 244 ـ كما هو المشهور ـ وقد بلغ عمره ثمانياً وخمسين سنة ، وقد استشهد مولانا أبو الحسن الرضا عليه‌السلام سنة 203 ، فيستبعد جدّاً إدراك ابن السكّيت إيّاه عليه‌السلام بحيث يروي عنه. راجع : تاريخ بغداد ، ج 14 ، ص 273 ، الرقم 7566 ؛ معجم الأُدباء ، ج 20 ، ص 50 ، الرقم 26 ؛ وفيات الأعيان ، ج 6 ، ص 395 ، الرقم 827 ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج 18 ، ص 551 ، الرقم 604.
    ثانياً : ما ورد في الأمالي للطوسي ، ص 580 ، المجلس 24 ، ح 1202 و 1203 من رواية يعقوب بن السكّيت النحوي عن أبي الحسن عليّ بن محمّد بن الرضا عليهم‌السلام.

    وَيَدِهِ (1) الْبَيْضَاءِ وَآلَةِ السِّحْرِ (2) ، وَبَعَثَ عِيسى عليه‌السلام بِآلَةِ الطِّبِّ ، وَبَعَثَ مُحَمَّداً ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ ـ بِالْكَلَامِ وَالْخُطَبِ؟
    فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ لَمَّا بَعَثَ مُوسى عليه‌السلام كَانَ الْغَالِبُ عَلى أَهْلِ (3) عَصْرِهِ السِّحْرَ ، فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي وُسْعِهِمْ مِثْلُهُ (4) ، وَمَا أَبْطَلَ (5) بِهِ سِحْرَهُمْ ، وَأَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ ؛ وَإِنَّ اللهَ بَعَثَ عِيسى (6) عليه‌السلام فِي وَقْتٍ قَدْ ظَهَرَتْ (7) فِيهِ الزَّمَانَاتُ (Cool ، وَاحْتَاجَ النَّاسُ إِلَى الطِّبِّ ، فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالى بِمَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ مِثْلُهُ ، وَبِمَا أَحْيَا لَهُمُ الْمَوْتى وَأَبْرَأَ (9) الْأَكْمَهَ (10) وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالى ، وَأَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ ؛ وَإِنَّ اللهَ تَعَالى بَعَثَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي وَقْتٍ كَانَ الْغَالِبُ عَلى أَهْلِ (11) عَصْرِهِ الْخُطَبَ وَالْكَلَامَ‌
    __________________
    وثالثاً : ما ورد في مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ، ج 4 ، ص 434 ؛ من أنّه قال : « وقال المتوكّل لابن السكّيت : اسأل ابن الرضا مسألة عوصاء بحضرتي ، فسأله ، فقال : لم بعث الله موسى بالعصا؟ » فذكر مضمون الخبر مع تفصيل ؛ فراجع.
    فتحصّل أنّ المراد من « أبي الحسن عليه‌السلام » في سندنا هذا ، هو أبوالحسن الثالث عليه‌السلام.
    (1) في « ب ، بس ، بف » والاحتجاج : « وبيده ».
    (2) « السحر » في اللغة : الأُخذة التي تأخذ العين حتّى يظنّ أنّ الأمر كما يُرى وليس الأصل على ما يُرى ، وصرف الشي‌ء عن وجهه ؛ وكلّ ما لطف مأخذه ودقّ فهو سحر. وفي عرف الشرع مختصّ بكلّ أمر يخفى سببه ويتخيّل على غير حقيقته ، ويجري مجرى الخِداع. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 348 ؛ المصباح المنير ، ص 268 ( سحر ) ؛ وشرح صدر المتألّهين ، ص 107.
    (3) في « ج » : ـ « أهل ».
    (4) في العيون : « بما لم يكن عند القوم وفي وسع القوم مثله ».
    (5) في العلل : « وبما أبطل ».
    (6) في « ب ، و ، بس » : + « بن مريم ».
    (7) في « و ، بس » : « قد ظهر ».
    (Cool « الزمانات » : جمع الزمانة ، وهي آفة في الإنسان بل في الحيوان ، أو في عضو منه يمنعه عن الحركة ، كالفالج واللغوة والبرص وغيرها ، شرح صدر المتألّهين ، ص 107. وانظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 2131 ( زمن ).
    (9) في العلل والعيون : + « لهم ».
    (10) « الأكمه » : هو الذي يولد مطموس العين ، أي الأعمى. وقد يقال لمن تذهب عينه. المفردات للراغب ، ص 726 ( كمه ).
    (11) في « ألف ، بح » : ـ « أهل ».

    ـ وَأَظُنُّهُ قَالَ : الشِّعْرَ (1) ـ فَأَتَاهُمْ مِنْ عِنْدِ اللهِ تَعَالى (2) مِنْ مَوَاعِظِهِ وَحِكَمِهِ (3) مَا أَبْطَلَ بِهِ قَوْلَهُمْ ، وَأَثْبَتَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَيْهِمْ ».
    قَالَ : فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ : تَاللهِ (4) ، مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ ، فَمَا الْحُجَّةُ عَلَى الْخَلْقِ الْيَوْمَ؟
    قَالَ : فَقَالَ عليه‌السلام : « الْعَقْلُ ؛ يَعْرِفُ بِهِ (5) الصَّادِقَ عَلَى اللهِ فَيُصَدِّقُهُ (6) ، وَالْكَاذِبَ عَلَى اللهِ فَيُكَذِّبُهُ (7) ».
    قَالَ : فَقَالَ ابْنُ السِّكِّيتِ : هذَا وَاللهِ هُوَ الْجَوَابُ (Cool.
    21 / 21. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنِ الْمُثَنَّى (9) الْحَنَّاطِ ، عَنْ قُتَيْبَةَ الْأَعْشى ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، عَنْ مَوْلىً لِبَنِي شَيْبَانَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا قَامَ قَائِمُنَا ، وَضَعَ اللهُ يَدَهُ (10) عَلى رُؤُوسِ الْعِبَادِ ، فَجَمَعَ‌
    __________________
    (1) في الوافي : « والشعر ».
    (2) في العلل والعيون : « من كتاب الله عزّوجلّ ».
    (3) في « ب ، ج ، و ، ف ، بح ، بس » وحاشية « ض ، بر ، بف » والعلل والعيون والبحار : « وأحكامه ». وفي « ألف » : « وحكمه وأحكامه ».
    (4) قرأه المازندراني : « بالله » وقال : « بالله ، بدون ألف قبل الجلالة على ماهو المصحّح من النسخ. ولفظة « باء » تحتمل وجهين : الأوّل : أن تكون باء القسم أوتاءه ، والثاني : أن تكون حرف النداء للتعجّب ». شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 396.
    (5) أي يعرف الخلقُ بالعقل الصادقَ والكاذب على الله ، فهو دليل كون العقل هو الحجّة. وفي « ف ، بح » : « به‌يعرف ». وفي البحار والوافي : « تعرف به ».
    (6) في الوافي : « فتصدّقه ».
    (7) في الوافي : « فتكذّبه ».
    (Cool علل الشرائع ، ص 121 ، ح 6 ؛ وعيون الأخبار ، ج 2 ، ص 79 ، ح 12 ، بسندهما عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أبي عبدالله السيّاري. تحف العقول ، ص 450 ، من قوله : « ما الحجّة على الخلق اليوم » الوافي ، ج 1 ، ص 110 ، ح 23 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 210 ، ح 15 ، وفيه إلى قوله : « ما رأيت مثلك قطّ ».
    (9) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بس » : « مثنّى » من دون الألف واللام.
    (10) الضمير في « يده » راجع إلى الله تعالى ، أو إلى القائم عليه‌السلام ، و « يده » كناية عن الرحمة والشفقة والنعمة والإحسان ، أو كناية عن الواسطة في الفيض. والمراد من الرؤوس نفوسهم الناطقة ، فالمعنى : أنزل رحمته وأكمل نعمته ، أو واسطة جوده وفيضه ، والمراد بها إمّا القائم عليه‌السلام ، أو العقل الذي هو أوّل ما خلق الله ، أو ملك من ملائكة قدسه ونور من أنوار عظمته. راجع : شرح صدر المتألهين ، ص 110 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 399 ـ 402 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 114 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 80.

    بِهَا عُقُولَهُمْ وَكَمَلَتْ بِهِ (1) أَحْلامُهُمْ (2) » (3).
    22 / 22. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « حُجَّةُ اللهِ عَلَى الْعِبَادِ النَّبِيُّ ، وَالْحُجَّةُ فِيمَا بَيْنَ الْعِبَادِ وَبَيْنَ اللهِ (4) الْعَقْلُ » (5).
    23 / 23. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ مُرْسَلاً ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « دِعَامَةُ (6) الْإِنْسَانِ الْعَقْلُ ، وَالْعَقْلُ مِنْهُ الْفِطْنَةُ (7) وَالْفَهْمُ وَالْحِفْظُ وَالْعِلْمُ ، وَبِالْعَقْلِ يَكْمُلُ (Cool ، وَهُوَ دَلِيلُهُ وَمُبْصِرُهُ (9) وَمِفْتَاحُ أَمْرِهِ ، فَإِذَا كَانَ تَأْيِيدُ عَقْلِهِ‌
    __________________
    (1) في كمال الدين : « بها ».
    (2) « الأحلام » : جمع الحِلْم بمعنى العقل ، وهو في الأصل : الأناة والتثبّت في الامور ، وذلك من شعار العقلاء. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 434 ( حلم ).
    (3) كمال الدين ، ص 675 ، ح 31 ، بسنده عن الحسين بن محمّد الوافي ، ج 1 ، ص 114 ، ح 25 ؛ وج 2 ، ص 456 ، ح 973.
    (4) في « ب ، و ، بس » : « بين الله وبين العباد ».
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 113 ، ح 24.
    (6) « دعامة البيت » : الاسطوان الذي يعتمد عليه السقف ، ودعامة كلّ شي‌ء هي أصله الذي ينشأ منه فروع أحواله‌وشعب أوصافه وكمالاته. انظر : لسان العرب ، ج 12 ، ص 201 ( دعم ).
    (7) في العلل : « ومن العقل الفطنة ».
    (Cool في المطبوع : « يكمّل » بالتشديد. وقرأه صدر المتألّهين مجهولاً من الإفعال أو التفعيل ؛ حيث قال : « ... وبكونه‌مكمّلاً للإنسان ». والظاهر من كلام المازندراني تجرّده معلوماً ؛ حيث قال : « أي يكمل الإنسان ؛ لأنّ العقل مبدأ لجميع الخيرات ... التي بها يصير الإنسان كاملاً ».
    (9) في « و » : « مبصّره » اسم الفاعل من التفعيل ، وفي « ج ، بر ، بس » : « مَبْصَره » بهيئة اسم المكان. وفي هذه الكلمة احتمالات ثلاث : الأوّل : بفتح الميم والصاد وسكون الباء ، بمعنى الحجّة ـ كما في اللغة ـ أي ما فيه بصيرته وعلمه. هذا هو مختار السيّد الداماد في التعليقة. الثاني : اسم الفاعل من الإفعال أو التفعيل. قال به الفيض والمازندراني. الثالث : اسم آلة ـ بكسر الميم وسكون الباء وفتح الصاد ـ أي ما به بصيرته. ظاهر كلام صدر المتألّهين الثاني والثالث ، وجوّز الثالث المازندراني ، واحتمل الكلّ المجلسي.

    مِنَ النُّورِ ، كَانَ عَالِماً ، حَافِظاً ، ذَاكِراً (1) ، فَطِناً ، فَهِماً (2) ، فَعَلِمَ بِذلِكَ كَيْفَ ، وَلِمَ ، وَحَيْثُ (3) ، وَعَرَفَ مَنْ نَصَحَهُ وَمَنْ غَشَّهُ ، فَإِذَا عَرَفَ ذلِكَ ، عَرَفَ مَجْرَاهُ (4) وَمَوْصُولَهُ وَمَفْصُولَهُ ، وَأَخْلَصَ الْوَحْدَانِيَّةَ لِلّهِ وَالْإِقْرَارَ بِالطَّاعَةِ ، فَإِذَا فَعَلَ ذلِكَ (5) ، كَانَ مُسْتَدْرِكاً لِمَا فَاتَ ، وَوَارِداً عَلى مَا هُوَ آتٍ ، يَعْرِفُ (6) مَا هُوَ فِيهِ ، وَلِأَيِّ شَيْ‌ءٍ هُوَ هاهُنَا ، وَمِنْ أَيْنَ يَأْتِيهِ ، وَإِلى مَا هُوَ صَائِرٌ ؛ وَذلِكَ (7) كُلُّهُ مِنْ تَأْيِيدِ الْعَقْلِ » (Cool.
    24 / 24. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْعَقْلُ دَلِيلُ الْمُؤْمِنِ » (9).
    25 / 25. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ خَالِدٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يَا عَلِيُّ ، لا فَقْرَ أَشَدُّ مِنَ الْجَهْلِ ،
    __________________
    (1) في العلل : « ذكيّاً ».
    (2) في حاشية « ج » : « فهيماً ».
    (3) « كلمات استفهاميّة يطلب بكلّ منها شي‌ء من المطالب ... ف « كيف » سؤال عن صفة الشي‌ء المستقرّة فيه ، و « لم » سؤال عن سبب وجوده ، و « حيث » سؤال عن جهته وسمته ». شرح صدر المتألّهين ، ص 113.
    (4) « مجراه » : يحتمل الوجهين : بفتح الميم ، اسم المكان ؛ أو مصدر ميمي بضمّ الميم من الإجراء ، أو بفتحها من‌الجري. قرأ بالأوّل صدر المتألّهين والفيض ، واحتمل الوجهين المازندراني والمجلسي.
    (5) في « و ، بر ، بف » : ـ « ذلك ». وفي حاشية « بر » : « عرف ذلك » ‌
    (6) في « الف ، و » وحاشية « ب ، ج » : « ويعرف ». وفي « ب » : « ليعرف ». وفي « ج ، بس » : « فيعرف ». وفي « بف » : « فعرف ».
    (7) في حاشية « ض » : « وذا ».
    (Cool علل الشرائع ، ص 103 ، ح 2 ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، إلى قوله : « فطناً فهماً » الوافي ، ج 1 ، ص 115 ، ح 26.
    (9) تحف العقول ، ص 203 ، مع زيادة في آخره ، وفيه : « العقل خليل المؤمن » الوافي ، ج 1 ، ص 116 ، ح 27 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 207 ، ح 20293.

    وَلَا مَالَ أَعْوَدُ (1) مِنَ الْعَقْلِ » (2).
    26 / 26. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْعَقْلَ ، قَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، فَقَالَ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي (3) مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحْسَنَ مِنْكَ (4) ، إِيَّاكَ آمُرُ ، وَإِيَّاكَ أَنْهى ، وَإِيَّاكَ أُثِيبُ ، وَإِيَّاكَ أُعَاقِبُ (5) » (6).
    27 / 27. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ أَبِي مَسْرُوقٍ النَّهْدِيِّ ،
    __________________
    (1) « أعود » : أعظم عائدة ، وهي المنفعة. يقال : هذا الشي‌ء أعود عليك من كذا ، أي أنفع. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 514 ( عود ).
    (2) المحاسن ، ص 16 ، كتاب القرائن ، ضمن ح 47 ، بسنده عن السريّ بن خالد. الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح 14819 ، بسند آخر ؛ وفي الفقيه ، ج 4 ، ص 371 ، ح 5762 ؛ والتوحيد ، ص 375 ، ضمن ح 20 ، بسند آخر ؛ الأمالي للطوسي ، ص 146 ، المجلس 5 ، ضمن ح 53 ، بسند آخر ، في وصايا عليّ بن أبي طالب إلى الحسن عليهما‌السلام. الاختصاص ، ص 246 ، مرسلاً عن الصادق عليه‌السلام ؛ تحف العقول ، ص 6 و 10 ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وص 92 ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ؛ وفي نهج البلاغه ، ص 488 ، الحكمة 113 نحوه الوافي ، ج 1 ، ص 171 ، ح 28 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 207 ، ح 20294.
    (3) في « بر ، بس » : ـ « وجلالي ».
    (4) في الكافي ، ح 1 والمحاسن ، ح 6 والأمالي : « ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منك ولا اكمّلك ـ في المحاسن والأمالي : « أكملتك » ـ إلاّفيمن احبّ ، أما إنّي » بدل « ما خلقت خلقاً أحسن منك ».
    (5) في الكافي ، ح 1 والمحاسن ، ح 6 والأمالي : « إيّاك اعاقب ، وإيّاك اثيب ».
    (6) المحاسن ، ص 192 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 5 ، [ وفيه : « عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام » ] ؛ وح 6 ؛ الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح 1 ؛ الأمالي للصدوق ، ص 418 ، المجلس 65 ، ح 5 ، وفي كلّها بسند آخر عن العلاء بن رزين ، وفي الثلاثة الأخيرة مع زيادة. وفي المحاسن ، ص 192 ، ح 4 و 7 ؛ وص 196 ، ضمن ح 22 ، والكافي ، كتاب العقل والجهل ، ضمن ح 14 [ وفيه إلى قوله : « ثمّ قال له : أدبر فأدبر » ] ؛ وعلل الشرائع ، ص 113 ، ضمن ح 10 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ المحاسن ، ص 192 ، ح 8 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع زيادة في آخره ؛ الفقيه ، ج 4 ، ص 368 ضمن الحديث الطويل 5762 ، بسند آخر عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه عليهم‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 51 ، ح 2 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 39 ، ح 63 ؛ وج 15 ، ص 204 ، ح 20286.

    عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الرَّجُلُ آتِيهِ وَأُكَلِّمُهُ بِبَعْضِ كَلَامِي ، فَيَعْرِفُهُ كُلَّهُ ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ آتِيهِ فَأُكَلِّمُهُ بِالْكَلَامِ ، فَيَسْتَوْفِي كَلَامِي (1) كُلَّهُ ، ثُمَّ يَرُدُّهُ عَلَيَّ كَمَا كَلَّمْتُهُ ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ آتِيهِ فَأُكَلِّمُهُ (2) ، فَيَقُولُ : أَعِدْ عَلَيَّ؟
    فَقَالَ : « يَا إِسْحَاقُ ، وَمَا تَدْرِي لِمَ هذَا؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ (3) : « الَّذِي تُكَلِّمُهُ بِبَعْضِ كَلَامِكَ ، فَيَعْرِفُهُ كُلَّهُ ، فَذَاكَ (4) مَنْ عُجِنَتْ نُطْفَتُهُ (5) بِعَقْلِهِ ؛ وَأَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُهُ ، فَيَسْتَوْفِي كَلَامَكَ ، ثُمَّ يُجِيبُكَ (6) عَلى كَلَامِكَ ، فَذَاكَ (7) الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُهُ فِيهِ (Cool فِي بَطْنِ أُمِّهِ ؛ وَأَمَّا الَّذِي تُكَلِّمُهُ بِالْكَلَامِ ، فَيَقُولُ : أَعِدْ عَلَيَّ ، فَذَاكَ (9) الَّذِي رُكِّبَ عَقْلُهُ فِيهِ بَعْدَ مَا كَبِرَ ، فَهُوَ يَقُولُ لَكَ : أَعِدْ عَلَيَّ » (10).
    28 / 28. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ مَنْ رَفَعَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ كَثِيرَ الصَّلَاةِ ، كَثِيرَ الصِّيَامِ (11) ، فَلَا تُبَاهُوا (12) بِهِ حَتّى تَنْظُرُوا كَيْفَ عَقْلُهُ » (13).
    __________________
    (1) في العلل : + « فيعرف ».
    (2) في الوافي : + « بالكلام ».
    (3) في « ف » : + « أمّا ».
    (4) في الوافي : « فذلك ».
    (5) في « ف » : « فطنته ».
    (6) في حاشية « ج » : « يجيئك ».
    (7) في « ج » : « فذلك ».
    (Cool في « بس » والعلل : ـ « فيه ».
    (9) في « ج » : « فذلك ».
    (10) علل الشرائع ، ص 102 ، ح 1 ، بسنده عن الحسين بن خالد الوافي ، ج 1 ، ص 117 ، ح 29.
    (11) في حاشية « ج ، بس » والوافي وشرح صدر المتألّهين : « الصوم ».
    (12) « فلاتباهوا » : أي فلا تفاخروا ، من المباهاة بمعنى المفاخرة. والمحتمل الآخر عند ميرزا رفيعا والمازندراني والمجلسي : كونها « فلا تباهئوا » أي فلاتؤانسوا ، من البهاء ، بمعنى الانس ، فحذفت الهمزة للتخفيف. انظر : حاشية ميرزا رفيعا ، ص 77 ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 418 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 85 ؛ الصحاح ، ج 6 ، ص 2288 ( بهو ) ، وج 1 ، ص 38 ( بهأ ).
    (13) راجع : ح 19 من هذا الكتاب الوافي ، ج 1 ، ص 118 ، ح 30.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 9:54 pm

    29 / 29. بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « يَا مُفَضَّلُ ، لَايُفْلِحُ (1) مَنْ لَايَعْقِلُ ، وَلَا يَعْقِلُ مَنْ لَا يَعْلَمُ ، وَسَوْفَ يَنْجُبُ (2) مَنْ يَفْهَمُ ، وَيَظْفَرُ مَنْ يَحْلُمُ (3) ، وَالْعِلْمُ جُنَّةٌ ، وَالصِّدْقُ عِزٌّ ، وَالجَهْلُ ذُلٌّ ، وَالْفَهْمُ مَجْدٌ ، وَالْجُودُ نُجْحٌ (4) ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ مَجْلَبَةٌ (5) لِلْمَوَدَّةِ ، وَالْعَالِمُ بِزَمَانِهِ لَاتَهْجُمُ عَلَيْهِ اللَّوَابِسُ (6) ، وَالْحَزْمُ (7) مَسَاءَةُ (Cool الظَّنِّ ، وَبَيْنَ الْمَرْءِ وَالْحِكْمَةِ نِعْمَةُ (9) الْعَالِمِ (10) ، وَالْجَاهِلُ شَقِيٌّ (11) بَيْنَهُمَا ، وَاللهُ وَلِيُّ مَنْ عَرَفَهُ ، وَعَدُوُّ مَنْ تَكَلَّفَهُ (12) ، وَالْعَاقِلُ غَفُورٌ ، وَالْجَاهِلُ خَتُورٌ (13) ؛ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ‌
    __________________
    (1) في تحف العقول : « لايصلح ».
    (2) « يَنْجُب » : من النَجابة ، وهي مصدر نجيب الرجال ، وهو الفاضل الكريم ذو الحسب ، والنفيس في نوعه ، يقال : نَجُبَ يَنْجُبُ نَجابةً ، إذا كان فاضلاً نفيساً في نوعه. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 748 ( نجب ).
    (3) « يحلُم » ، أي صار حليماً ، من الحلم بمعنى الأناة والتثبّت ، يقال : حلم الرجل يحلم ، إذا تأنّى ولم يستعجل أو بمعنى يعقل. انظر : لسان العرب ، ج 12 ، ص 146 ( حلم ) ؛ شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 419 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 78.
    (4) النجح والنجاح : الظفر بالحوائج. الصحاح ، ج 1 ، ص 409 ( نجح ).
    (5) « مَجلبة » بفتح الميم مصدر ميميّ أو اسم مكان ، وبكسرها اسم آلة ، قال به صدر المتألّهين في شرحه واحتمل الأوّل والثالث الفيض في الوافي والمازندراني في شرحه. وجوّز الكلّ في مرآة العقول.
    (6) « اللوابس » : جمع اللابس على غير القياس من اللُبس ، أو من اللَبس بمعنى الخلط أو الاختلاط ، أو جمع لُبسة بمعنى الشبهة. انظر شروح الكافي ؛ الصحاح ، ج 3 ، ص 973 ( لبس ).
    (7) « الحَزْم » : ضبط الرجل أمرَه والحذر من فواته ، من قولهم : حَزَمْتُ الشي‌ءَ ، أي شَدَدْتُه. النهاية ، ج 1 ، ص 379 ( حزم ).
    (Cool في تحف العقول : « مشكاة ». و « المساءة » مصدر ميميّ.
    (9) في « بس » : « نَعمة » أي بفتح النون. تعرّض له في الوافي وهو بمعنى التنعّم. وبكسر النون ، إمّا مضاف إلى « العالم » إضافة بيانيّة أو لاميّة ، وإمّا منوّن و « العالم » مرفوع بياناً له.
    (10) في « ش » : « العالِمُ ». وفي « بج » : « العالَمُ ». وفي « بع » : « العالَمِ ». وجوّز في مرآة العقول كسر اللام وفتحها. والكلمة إمّا مجرورة بالإضافة أو مرفوعة.
    (11) في حاشية « بح » : « يسعى ».
    (12) « تكلّفه » أي تكلّف عرفانه ومعرفته ، وتصنّع به وأظهر منه ما ليس له ، أو طلب من معرفته تعالى ما ليس في وسعه وطاقته. راجع : شروح الكافي.
    (13) في الوافي : « في بعض النسخ بالمثلّثة ، من الخثورة ». و « الخَتور » من صيغ المبالغة بمعنى خبيث النفس ،

    تُكْرَمَ (1) ، فَلِنْ ؛ وَإِنْ شِئْتَ أَنْ تُهَانَ (2) ، فَاخْشُنْ ؛ وَمَنْ كَرُمَ أَصْلُهُ ، لَانَ قَلْبُهُ ؛ وَمَنْ خَشُنَ عُنْصُرُهُ (3) ، غَلُظَ كَبِدُهُ ؛ وَمَنْ فَرَّطَ (4) ، تَوَرَّطَ (5) ؛ وَمَنْ خَافَ الْعَاقِبَةَ ، تَثَبَّتَ (6) عَنِ التَّوَغُّلِ فِيمَا لَا يَعْلَمُ ؛ وَمَنْ هَجَمَ عَلى أَمْرٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، جَدَعَ (7) أَنْفَ نَفْسِهِ ؛ وَمَنْ لَمْ يَعْلَمْ ، لَمْ يَفْهَمْ ؛ وَمَنْ لَمْ يَفْهَمْ ، لَمْ يَسْلَمْ ؛ وَمَنْ لَمْ يَسْلَمْ ، لَمْ يُكْرَمْ (Cool ؛ وَمَنْ لَمْ يُكْرَمْ ، يُهْضَمْ (9) ؛ وَمَنْ يُهْضَمْ (10) ، كَانَ أَلْوَمَ ؛ وَمَنْ كَانَ كَذلِكَ ، كَانَ أَحْرى أَنْ يَنْدَمَ » (11).
    30 / 30. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « مَنِ اسْتَحْكَمَتْ (12) ‌
    __________________
    كثير الغدر والخدعة بالناس ؛ من الختر ، بمعنى الغدر والخديعة والخباثة والفساد. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 229 ( ختر ).
    (1) في « ف » : « تكرّم » بالتضعيف.
    (2) في « ج ، ش ، جه » : « تَهُنَ ». وفي « و ، جل ، جس » وحاشية « بح » : « تهن ». وفي « بر ، بع » : « تَهِن ». وفي « جح » : « تَهن ». وفي مرآة العقول : « تهن ، من وهن يهن » ثمّ قال : « الظاهر : تهان ، كما في بعض النسخ ».
    (3) « العُنْصُر والعُنصَر » : الأصل والحسب. الصحاح ، ج 2 ، ص 750 ( عصر ).
    (4) « فَرَطَ » بالتخفيف والتضعيف ، وأكثر النسخ على الثاني. فَرَط وفرّط في الأمر فرطاً وتفريطاً ، أي قصّر فيه وضيّعه حتّى فات ، وفرَط فروطً ، أي سبق وتقدّم وجاوز الحدّ. انظر : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 918 ( فرط ).
    (5) « تورّط » ، أي وقع في الوَرطة ، وهي الهلاك. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1166 ( ورط ).
    (6) في شرح المازندراني : « تثبت ، ماض من التثبّت ، أو مضارع من الثبات ».
    (7) في « ألف ، بح ، بس ، بف » : « جذع ». و « جَدَعَ » أي قطع ، من الجدع بمعنى قطع الأنف والاذن واليد والشفة. وقطع أنف النفس كناية عن الخزي والذلّ. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1193 ( جدع ).
    (Cool في « ف » : « لم يكرّم » بالتضعيف.
    (9) و (10) في « ج » : « يهضّم » بالتضعيف. وفي « ألف ، ب ، بر ، بس ، بف » والتعليقة للداماد : « تهضّم » بالماضي من التفعّل. و « يُهضَم » أي يُظْلَمُ ويُكْسَرُ عليه حقُّه ؛ من هَضَمه عليه حقَّه ؛ أي ظلمه وكسر عليه حقّه. كذا « تَهَضَّمه » ، أي ظلمه. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 2059 ( هضم ).
    (11) تحف العقول ، ص 356 ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج 1 ، ص 118 ، ح 31 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 155 ، ح 33468.
    (12) في حاشية « ض » : « احكمت ». و « استحكمت » أي ثبتت ورسخت في نفسه بحيث يصير خلقاً له وملكة

    لِي (1) فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ خِصَالِ الْخَيْرِ ، احْتَمَلْتُهُ عَلَيْهَا ، وَاغْتَفَرْتُ فَقْدَ مَا سِوَاهَا ، وَلَا أَغْتَفِرُ (2) فَقْدَ عَقْلٍ وَلَا دِينٍ ؛ لِأَنَّ مُفَارَقَةَ الدِّينِ مُفَارَقَةُ الْأَمْنِ ، فَلَا يَتَهَنَّأُ (3) بِحَيَاةٍ مَعَ مَخَافَةٍ ، وَفَقْدُ الْعَقْلِ فَقْدُ الْحَيَاةِ ، وَلَا يُقَاسُ إِلاَّ بِالْأَمْوَاتِ » (4).
    31 / 31. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ (5) ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ عَلِيٍّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : إِعْجَابُ (6) الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ دَلِيلٌ عَلى ضَعْفِ عَقْلِهِ » (7).
    32 / 32. أَبُو عَبْدِ اللهِ الْعَاصِمِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَهُ أَصْحَابُنَا وَذُكِرَ الْعَقْلُ ، قَالَ : فَقَالَ : « لَا يُعْبَأُ بِأَهْلِ الدِّينِ مِمَّنْ (Cool لَاعَقْلَ لَهُ ».
    __________________
    راسخة فيه. وقوله عليه‌السلام : « لي » على تضمين معنى الثبوت أو الظهور ، أي ثابتاً لي ذلك ، أو ظاهراً عندي. أو على معنى « لأجلي » ، يعني لأجل إعانتي في إنجائه من العقوبات. راجع شروح الكافي.
    (1) في « ض ، بح » وتحف العقول : ـ « لي ».
    (2) في حاشية « ض » : « ولا أغفر ».
    (3) في « بح » : « فلم يتهنّأ ». وفي « بس » : « فلا يُتَهنّأ ». ومعنى « فلا يَتَهَنَّأُ بحياة » ، أي لايسوغ له ولا يَلَذُّ ، يقال : تَهَنَّأَبالطعام ، أي ساغ له ولذّ. انظر : أقرب الموارد ، ج 5 ، ص 651 ( هنأ ).
    (4) تحف العقول ، ص 219 ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 121 ، ح 32.
    (5) في « ج » : « الحسن بن موسى ، عن إبراهيم المحاربي ، عن الحسن بن موسى ، عن موسى بن عبدالله ».
    (6) « الإعجاب » مصدر ، اعْجِبَ فلان بنفسه وبرأيه ، أي أعجبه رأيُه واستحسنه ، أو ترفّع وتكبّر واستكبر. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 177 ؛ المصباح المنير ، ص 393 ( عجب ).
    (7) تحف العقول ، ص 90 ، ضمن وصيّته عليه‌السلام لابنه الحسين عليه‌السلام ؛ وص 100 ، ضمن خطبته المعروفة بالوسيلة الوافي ، ج 1 ، ص 122 ، ح 33 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 100 ، ح 239.
    (Cool في « ب ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » وحاشية : « ج » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « بمن ». وفي « ج » : « لمن ».

    قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ مِمَّنْ يَصِفُ هذَا الْأَمْرَ قَوْماً لَابَأْسَ بِهِمْ عِنْدَنَا ، وَلَيْسَتْ (1) لَهُمْ تِلْكَ الْعُقُولُ؟
    فَقَالَ : « لَيْسَ هؤُلَاءِ مِمَّنْ خَاطَبَ اللهُ (2) ، إِنَّ اللهَ تَعَالى خَلَقَ الْعَقْلَ ، فَقَالَ لَهُ : أَقْبِلْ ، فَأَقْبَلَ ، وَقَالَ لَهُ : أَدْبِرْ ، فَأَدْبَرَ ، فَقَالَ : وَعِزَّتِي وَجَلَالِي (3) ، مَا خَلَقْتُ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنْكَ ـ أَوْ أَحَبَّ (4) إِلَيَّ مِنْكَ ـ بِكَ آخُذُ ، وَبِكَ أُعْطِي » (5).
    33 / 33. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْكُفْرِ إِلاَّ قِلَّةُ الْعَقْلِ (6) ».
    قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ (7) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟
    قَالَ : « إِنَّ الْعَبْدَ يَرْفَعُ رَغْبَتَهُ (Cool إِلى مَخْلُوقٍ ، فَلَوْ أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِلّهِ ، لَأَتَاهُ (9) الَّذِي يُرِيدُ‌
    __________________
    (1) في حاشية « بر » : « وليس ».
    (2) في المحاسن : + « في قوله : يا أُولي الألباب ».
    (3) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : ـ « وجلالي ».
    (4) في « و » وشرح صدر المتألّهين : « وأحبّ ». وقال المازندراني في شرحه : « الترديد من الراوي ؛ لعدم ضبط اللفظ المسموع بخصوصه ».
    (5) المحاسن ، ص 194 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 13 مرفوعاً ومع اختلاف يسير. راجع : الكافي ، كتاب العقل والجهل ، ح 1 ؛ والمحاسن ، ص 192 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 5 ـ 7 ؛ والفقيه ، ج 4 ، ص 368 ، ح 5765 ؛ والاختصاص ، ص 244 الوافي ، ج 1 ، ص 78 ، ح 4.
    (6) أي لا واسطة بينهما إلاّقلّة العقل ؛ إذ الإيمان نور العقل ، والكفر ظلمة الجهل ، فمتى كان عقل الرجل كاملاً كان مؤمناً حقّاً ، ومتى كان جاهلاً محضاً كان كافراً صرفاً ، والمتوسّط بينهما ضعيف الإيمان. راجع : شرح صدر المتألّهين ؛ ص 118 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 122 وسائر الشروح.
    (7) في حاشية « ألف ، ج » والمحاسن : « ذلك ».
    (Cool « الرغبة » في اللغة : السؤال والطلب ، والمراد هنا المرغوب والمطلوب والحاجة. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 237 ( رغب ) ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 88.
    (9) في « بو » : « أتاه » أي جاءه. وفي « جح » : « لآتاه » أي أعطاه. واحتمل المجرّد والإفعال في شرح المازندراني ج 1 ، ص 436 ؛ ومرآة العقول ، ج 1 ، ص 94.

    فِي أَسْرَعَ مِنْ ذلِكَ » (1).
    34 / 34. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : بِالْعَقْلِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ (2) الْحِكْمَةِ ، وَبِالْحِكْمَةِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْعَقْلِ ، وَبِحُسْنِ السِّيَاسَةِ يَكُونُ الْأَدَبُ الصَّالِحُ (3) ».
    قَالَ : « وَكَانَ يَقُولُ : التَّفَكُّرُ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ ، كَمَا يَمْشِي الْمَاشِي فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ بِحُسْنِ (4) التَّخَلُّصِ وَقِلَّةِ التَّرَبُّصِ » (5).
    35 / 35. عِدَّةٌ (6) مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْبَزَّازِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ‌
    __________________
    (1) المحاسن ، ص 254 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 286. وفيه : « عن بعض أصحابنا بلغ به أباجعفر عليه‌السلام ، قال : ما بين الحقّ والباطل إلاّقلّة ... » الوافي ، ج 1 ، ص 122 ، ح 34 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 61 ، ذيل ح 133.
    (2) في « بح » وحاشية « جه » : « عوز ». وغور كلّ شي‌ءٍ : قعره وعمقه وبعده وغاية خفاه ، والمراد من غورالحكمة غوامض المعارف الحكميّة والمعارف الإلهيّة ، ومن غور العقل غايته وكماله الأقصى ، ونهاية مافي قوّته من الوصول إلى العلوم والمعارف. وقال المجلسي : « في بعض النسخ : « عوز » بالعين المهملة والزاي المعجمة ، وعوز كلّ شي‌ء نقصه وقلّته. ولعلّه تصحيف. ويمكن توجيهه بما يرجع إلى الأوّل ». انظر : شرح صدر المتألهين ، ص 119 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 123 ؛ لسان العرب ، ج 5 ، ص 33 ـ 34 ( غور ).
    (3) « الأدب الصالح » هو العمل المندرج تحت القواعد النبويّة ، والخُلق الموافق للقوانين الشرعيّة. والمعنى : وباستعمال العقل العملي وتهذيب الأخلاق أو بحسن التأديب يحصل التأدّب بالآداب الصالحة ، والتخلّق بالأخلاق الحميدة. راجع شروح الكافي.
    (4) الظرف ـ أي « بحسن » ـ إمّا متعلّق بـ « يمشي » ، أو بـ « التفكّر » ، أو بكليهما ، أو حال عن الماشي ، أو عن المتفكّر ، أو عنهما. شرح المازندراني ، ج 1 ، ص 441.
    (5) الكافي ، كتاب فضل القرآن ، ذيل ح 3474 بسند آخر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن آبائه ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وذيله هكذا : « فإنّ التفكّر حياة قلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور ، فعليكم بحسن التخلّص وقلّة التربّص » ، مع زيادة في أوّله. وراجع : الكافي ، كتاب فضل القرآن ، ح 3477 الوافي ، ج 1 ، ص 123. ح 35.
    (6) راجعنا جميع النسخ التي عندنا ( 23 نسخة ) والحديثان 35 و 36 موجودان في « ف » والمطبوع فقط.

    حَمَّادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمَّارٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ : « إِنَّ (1) أَوَّلَ الْأُمُورِ وَمَبْدَأَهَا وَقُوَّتَهَا وَعِمَارَتَهَا ـ الَّتِي لَايَنْتَفِعُ شَيْ‌ءٌ إِلاَّ بِهِ ـ الْعَقْلُ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ زِينَةً لِخَلْقِهِ وَنُوراً لَهُمْ ، فَبِالْعَقْلِ عَرَفَ الْعِبَادُ خَالِقَهُمْ ، وَأَنَّهُمْ مَخْلُوقُونَ ، وَأَنَّهُ الْمُدَبِّرُ لَهُمْ ، وَأَنَّهُمُ الْمُدَبَّرُونَ ، وَأَنَّهُ الْبَاقِي وَهُمُ الْفَانُونَ ، وَاسْتَدَلُّوا بِعُقُولِهِمْ عَلى مَا رَأَوْا مِنْ خَلْقِهِ : مِنْ سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ وَشَمْسِهِ وَقَمَرِهِ وَلَيْلِهِ وَنَهَارِهِ ، وَبِأَنَّ لَهُ (2) وَلَهُمْ خَالِقاً وَمُدَبِّراً لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزُولُ ؛ وَعَرَفُوا بِهِ الْحَسَنَ مِنَ الْقَبِيحِ ، وَأَنَّ الظُّلْمَةَ فِي الْجَهْلِ ، وَأَنَّ النُّورَ فِي الْعِلْمِ ، فَهذَا مَا دَلَّهُمْ عَلَيْهِ الْعَقْلُ ».
    قِيلَ لَهُ : فَهَلْ يَكْتَفِي الْعِبَادُ بِالْعَقْلِ دُونَ غَيْرِهِ؟
    قَالَ : « إِنَّ الْعَاقِلَ لِدَلَالَةِ عَقْلِهِ ـ الَّذِي جَعَلَهُ اللهُ قِوَامَهُ وَزِينَتَهُ وَهِدَايَتَهُ ـ عَلِمَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ ، وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّهُ ، وَعَلِمَ أَنَّ لِخَالِقِهِ مَحَبَّةً ، وَأَنَّ لَهُ كَرَاهِيَةً (3) ، وَأَنَّ لَهُ طَاعَةً ، وَأَنَّ لَهُ مَعْصِيَةً ، فَلَمْ يَجِدْ عَقْلَهُ يَدُلُّهُ عَلى ذلِكَ (4) ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لَايُوصَلُ إِلَيْهِ إِلاَّ بِالْعِلْمِ وَطَلَبِهِ ، وَأَنَّهُ لَا يَنْتَفِعُ بِعَقْلِهِ إِنْ لَمْ يُصِبْ ذلِكَ بِعِلْمِهِ ، فَوَجَبَ عَلَى الْعَاقِلِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْأَدَبِ الَّذِي لَا قِوَامَ لَهُ إِلاَّ بِهِ ».
    36 / 36. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ حُمْرَانَ وَصَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ الْجَمَّالِ ، قَالَا :
    سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا غِنى أَخْصَبُ مِنَ الْعَقْلِ ، وَلَا فَقْرَ أَحَطُّ مِنَ الْحُمْقِ ،
    __________________
    (1) يجوز فيه فتح الهمزة وكسرها.
    (2) كذا في « ف » والمطبوع ، والظاهر أنّ الصحيح « أنّ له » بدل « وبأنّ له ».
    (3) في « ف » : « كراهة ».
    (4) أي مصداق المحبوب والمبغوض ، وهذا معنى قولهم : الأحكام الشرعيّة ألطاف في الأحكام العقليّة.

    وَلَا اسْتِظْهَارَ فِي أَمْرٍ بِأَكْثَرَ مِنَ الْمَشُورَةِ فِيهِ ».
    وَ (1) هذَا آخِرُ كِتَابِ الْعَقْلِ وَالْجَهْلِ (2)
    وَالْحَمْدُ لِلّهِ وَحْدَهُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
    __________________
    (1) في « بح ، بس » : ـ « و ».
    (2) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » وشرح المازندراني : ـ « والجهل ». وفي « بف » : ـ « وهذا آخر كتاب العقل والجهل ». وفي شرح صدر المتألّهين : « هنا آخر كتاب العقل. والحمد لله‌ربّ العالمين ». ثمّ قال : « هكذا وقعت العبارة في النسخ التي رأيناها ، ولو قال : هنا آخر باب العقل ، لكان أوفق ».



    (2)
    كتاب فضل العلم


    [2]
    كِتَابُ فَضْلِ الْعِلْمِ‌ (1)
    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) ‌
    1 ـ بَابُ فَرْضِ الْعِلْمِ (3) وَوُجُوبِ طَلَبِهِ وَالْحَثِّ عَلَيْهِ‌
    37 / 1. أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ (4) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحُسَيْنِ الْفَارِسِيِّ ، عَنْ عَبْدِاللهِ بْنِ زَيْدٍ (5) ، عَنْ أَبِيهِ :
    __________________
    (1) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « كتاب فضل العلم ». وفي « ب ، بف » والتعليقة للداماد : ـ « فضل ».
    (2) في « و » والتعليقة للداماد وشرح صدر المتألّهين : ـ « بسم الله الرحمن الرحيم ». وفي « ض » : + « وبه ثقتي ».
    (3) في التعليقة للداماد : « باب فضل العلم ». وفي شرح صدر المتألّهين بعد قوله : « باب فرض العلم ... » قال : « وهو الباب الثاني من كتاب العقل وفيه تسعة أحاديث ». وقال المجلسي في مرآة العقول ، ج 1 ، ص 98 : « كذا في أكثر النسخ ، وفي بعضها قبل الباب : كتاب فضل العلم. ويؤيّد الأوّل أنّ الشيخ عدّ كتاب العقل وفضل العلم كتاباً واحداً من كتب الكافي ؛ حيث عدّها في الفهرست ، ويؤيّد الثاني أنّ النجاشي عدّ كتاب فضل العلم بعد ما ذكر كتاب العقل من كتب الكافي ».
    (4) في « و ، بس » : ـ « عن أبيه » ، لكنّ الظاهر ثبوته كما في سائر النسخ ؛ فقد وردت رواية عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الحسن بن أبي الحسين الفارسي في الكافي ، ح 3487 ، وح 3869 ، وح 4919 ، وفيه : « الحسن بن أبي الحسن الفارسي » ؛ وح 11626 ، وفيه : « الحسن بن الحسين الفارسي ».
    واحتمال زيادة « عن أبيه » في السند رأساً ـ لما قد أشرنا إليه سابقاً من الأُنس الذهني الموجب لبعض الزيادات في السند ـ مدفوع بورود رواية إبراهيم بن هاشم مصرّحاً باسمه عن الحسن الفارسي ـ بعناوينه الصحيحة والمصحّفة ـ في بعض الأسناد. راجع : الخصال ، ص 4 ، ح 10 ؛ وص 141 ، ح 160 ؛ وص 223 ، ح 54 ؛ ثواب الأعمال ، ص 125 ، ح 1.
    (5) هكذا في حاشية « ف ، بح » والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي « الف ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف »


    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلى كُلِّ مُسْلِمٍ (1) ، أَلَا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ بُغَاةَ (2) الْعِلْمِ » (3).
    38 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعُمَرِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ » (4).
    __________________
    والمطبوع : « عبدالرحمن بن زيد ». وفي « ب » : « عبدالرحمن بن الحسين بن يزيد ». وفي حاشية « بف » : « عبدالرحمن بن الحسين بن زيد ».
    والظاهر صحّة ما أثبتناه. وعبدالله بن زيد هذا ، هو عبدالله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين ، وقد نُسب إلى جدّه في ما نحن فيه ؛ فقد روى الحسن بن أبي الحسين الفارسي ـ بعناوينه المختلفة الصحيحة والمصحّفة ـ عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب ، بواسطة سليمان البصري في بعض الأسناد. راجع : الأمالي للصدوق ، ص 248 ، المجلس 50 ، ح 3 ؛ علل الشرائع ، ص 518 ، ح 8 ؛ الخصال ، ص 226 ، ح 60 ؛ وص 435 ، ح 22 ؛ وص 520 ، ح 9. وروى عنه أيضاً بلاواسطة ـ كما في ما نحن فيه ـ في الخصال ، ص 223 ، ح 54 ، لكنّ الظاهر سقوط الواسطة في هذين السندين.
    ويؤيّد ما استظهرناه من صحّة نسخة « عبدالله » عدم ذكر كتب الأنساب لعبدالرحمن ، في أولاد الحسين بن زيد بن عليّ ، فلاحظ.
    هذا ، وفي البصائر المطبوع ، ص 2 ، ح 1 : « الحسن بن زيد بن علي بن الحسين » بدل « الحسن بن أبي الحسين الفارسي ، عن عبدالله بن زيد ». ولكن في بعض مخطوطاته : « عن الحسن بن أبي الحسن الفارسي ، عن عبدالرحمن بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ». وهو أقرب إلى الواقع ، كما ظهر ممّا تقدّم.
    (1) في « ج » : + « ومسلمة ».
    (2) « البغاة » : جمع الباغي بمعنى الطالب ، تقول : بغيت الشي‌ء إذا طلبته. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2282 ( بغي ).
    (3) بصائر الدرجات ، ص 2 ، ح 1 ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن زيد بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الأمالي للمفيد ، ص 28 ، المجلس 4 ، ذيل ح 1 ؛ الأمالي للطوسي ، ص 487 ، المجلس 17 ، ح 38 ، مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، ص 521 المجلس 18 ، ذيل ح 55 ؛ وص 569 المجلس 22 ، ح 2 ، مع زيادة في أوّله ، وفي الأربعة الأخيرة بسند آخر إلى قوله : « كلّ مسلم ». مصباح الشريعة ، ص 13 و 22 ، ضمن الحديث مع زيادة في أوّلهما وآخرهما إلى قوله : « كلّ مسلم ». الوافي ، ج 1 ، ص 125 ، ح 36 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 26 ، ح 33115.
    (4) بصائر الدرجات ، ص 2 ، ح 2 : « طلب العلم فريضة على كلّ حال » ؛ وفيه ، ص 3 ، ح 4 : « طلب العلم فريضة من فرائض الله » ، وفيهما بسند آخر عن عيسى بن عبدالله العمري ؛ وفيه ، ص 3 ، ح 5 ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالله ، عن عيسى بن عبدالله ، عن أحمد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام قال : « طلب العلم فريضة من فرائض الله » الوافي ، ج 1 ، ص 126 ، ح 37 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 25 ، ح 33114.

    39 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، قَالَ :
    سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : هَلْ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُ الْمَسْأَلَةِ عَمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ (1)؟ فَقَالَ : « لَا » (2).
    40 / 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْعَمَلُ بِهِ ، أَلَا وَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ ؛ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ (3) مَضْمُونٌ لَكُمْ ، قَدْ قَسَمَهُ (4) عَادِلٌ بَيْنَكُمْ ، وَضَمِنَهُ ، وَسَيَفِي لَكُمْ ، وَالْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ (5) ، وَقَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْ أَهْلِهِ ؛ فَاطْلُبُوهُ » (6).
    41 / 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ
    __________________
    (1) في « ج » : ـ « إليه ».
    (2) المحاسن ، ص 225 ، من كتاب مصابيح الظلم ، ح 148 وفيه : عن أبيه وموسى بن القاسم عن يونس بن عبدالرحمن ، عن بعض أصحابهما الوافي ، ج 1 ، ص 126 ، ح 39 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 68 ، ح 33219.
    (3) في تحف العقول : + « بينكم ».
    (4) في المطبوع وبعض النسخ : « قسّمه » بالتضعيف.
    (5) في الوافي : « عند أهله ، وهم علماء أهل البيت الذين هم أوصياء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلفاء الله في أرضه وحججه على خلقه ، ثمّ من أخذ عنهم واستفاد من محكمات كلامهم من غير تصرّف فيه ». ونحوه في شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 12 ؛ ومرآة العقول ، ج 1 ، ص 100.
    (6) تحف العقول ، ص 19 ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج 1 ، ص 127 ، ح 40 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 24 ، ح 33111.

    أَبِي عَبْدِ اللهِ ـ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا (1) ـ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (2) : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ » (3).
    42 / 6. وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (4) : طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلى كُلِّ مُسْلِم ، أَلَا وَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ بُغَاةَ الْعِلْمِ » (5).
    43 / 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « تَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ ؛ فَإِنَّهُ (6) مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ مِنْكُمْ فِي الدِّينِ (7) ، فَهُوَ (Cool أَعْرَابِيٌّ (9) ؛ إِنَّ (10) اللهَ تَعَالى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : ( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ
    __________________
    (1) في « الف ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بف » وحاشية « ب ، بح ، بس » : « عن رجل من أصحابنا ».
    والظاهر صحّة ما في « ب ، بح ، بس » والمطبوع ؛ فقد ورد الخبر في المحاسن ، ص 225 ، ح 146 ، عن يعقوب بن يزيد عن أبي عبدالله رجل من أصحابنا. وورد في بصائر الدرجات ، ص 3 ، ح 3 ـ مع زيادة يسيرة ـ عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن رجل من أصحابنا ، لكن في بعض نسخه المعتبرة : « عن ابن أبي عمير ، عن أبي عبدالله رجل من أصحابنا ».
    (2) في المحاسن : ـ « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    (3) المحاسن ، ص 225 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 146 الوافي ، ج 1 ، ص 126 ، ح 38 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 26 ، ح 33116.
    (4) في المحاسن : ـ « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    (5) المحاسن ، ص 225 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 146 ، عن يعقوب بن يزيد ؛ بصائر الدرجات ، ص 3 ، ح 3 ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، إلى قوله : « كلّ مسلم » الوسائل ، ج 27 ، ص 26 ، ح 33117.
    (6) في « بر ، بف » : « فإنّ ».
    (7) في المحاسن والعيّاشي : ـ « في الدين ».
    (Cool في المحاسن : « فإنّه ».
    (9) « الأعرابي » : نسبة إلى الأعراب ؛ لأنّه لاواحد له ، وضدّه المهاجر ، وهم ساكنو البادية من العرب الّذين لايقيمون في الأمصار ولا يدخلونها إلاّلحاجة ، ولا يعرفون الدين. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 178 ؛ النهاية ، ج 3 ، ص 202 ( عرب ).
    (10) في « ألف ، بف » : « وإنّ ».

    إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (1) (2).
    44 / 8. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ مُفَضَّلِ (3) بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « عَلَيْكُمْ بِالتَّفَقُّهِ فِي دِينِ اللهِ ، وَلَا تَكُونُوا أَعْرَاباً ؛ فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي دِينِ اللهِ ، لَمْ يَنْظُرِ اللهُ (4) إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَمْ يُزَكِّ لَهُ عَمَلاً » (5).
    45 / 9. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَوَدِدْتُ أَنَّ أَصْحَابِي (6) ضُرِبَتْ (7) رُؤُوسُهُمْ بِالسِّيَاطِ حَتّى يَتَفَقَّهُوا » (Cool.
    46 / 10. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ رَوَاهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، رَجُلٌ عَرَفَ هذَا الْأَمْرَ لَزِمَ بَيْتَهُ‌
    __________________
    (1) التوبة (9) : 122.
    (2) المحاسن ، ص 229 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 163. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 118 ، ح 162 ، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ فقه الرضا عليه‌السلام ، ص 338 ، مع تفاوت الوافي ، ج 1 ، ص 127 ، ح 41.
    (3) في « ب ، ج ، و » : « المفضّل ».
    (4) النظر هاهنا كناية عن الرحمة والرأفة والعطوفة والاختيار ؛ لأنّ النظر في الشاهد دليل المحبّة ، وترك النظر دليل البغض والكراهة. انظر شروح الكافي.
    (5) المحاسن ، ص 228 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 162 وفيه : « في وصيّة المفضّل بن عمر » ؛ تحف العقول ، ص 513 ، مرسلاً عن المفضّل بن عمر. وراجع : المحاسن ، ص 227 ، ح 158 الوافي ، ج 1 ص 128 ، ح 42.
    (6) في حاشية « بح » : « أصحابنا ».
    (7) « ضربت » بضمّ التاء على صيغة المتكلّم ، أو بسكونها وضمّ الضاد على البناء للمفعول. شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 21.
    (Cool المحاسن ، ص 229 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 165 بسند آخر عن إسحاق بن عمّار ، قال : سمعت أباعبدالله عليه‌السلام يقول : « ليت السياط على رؤوس أصحابي حتّى يتفقّهوا في الحلال والحرام » الوافي ، ج 1 ، ص 129 ، ح 43.

    وَلَمْ يَتَعَرَّفْ إِلى أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِهِ؟ قَالَ : فَقَالَ : « كَيْفَ يَتَفَقَّهُ هذَا فِي دِينِهِ؟! » (1).
    2 ـ بَابُ صِفَةِ الْعِلْمِ وَفَضْلِهِ وَفَضْلِ الْعُلَمَاءِ‌
    47 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدِّهْقَانِ ، عَنْ دُرُسْتَ الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ، قَالَ : « دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا جَمَاعَةٌ قَدْ أَطَافُوا بِرَجُلٍ ، فَقَالَ : مَا هذَا؟ فَقِيلَ : عَلاَّمَةٌ ، فَقَالَ : وَمَا الْعَلاَّمَةُ؟ فَقَالُوا لَهُ (2) : أَعْلَمُ النَّاسِ بِأَنْسَابِ الْعَرَبِ وَوَقَائِعِهَا وَأَيَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالْأَشْعَارِ وَالْعَرَبِيَّةِ (3) ».
    قَالَ : « فَقَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ذَاكَ (4) عِلْمٌ لَايَضُرُّ مَنْ جَهِلَهُ ، وَلَا يَنْفَعُ مَنْ عَلِمَهُ ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّمَا الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ : آيَةٌ مُحْكَمَةٌ ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ ، وَمَا خَلَاهُنَّ فَهُوَ فَضْلٌ (5) » (6).
    48 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ :
    __________________
    (1) الوافي ، ج 1 ، ص 129 ، ح 44 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 354 ، ح 20722.
    (2) في « بف » والأمالي والمعاني : ـ « له ».
    (3) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوسائل والبحار والأمالي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « العربيّة » بدون الواو.
    (4) في « ف ، بح » وحاشية « ض » : « ذلك ».
    (5) « فضل » أي زيادة غير محتاج إليها كاللغو ، أو فضيلة من المزايا والمحسّنات ، لا من الكمالات الضروريّة التي ليس عنها بدّ ولا عنها مندوحة. التعليقة للداماد ، ص 67.
    (6) الأمالي للصدوق ، ص 267 ، المجلس 45 ، ح 13 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 141 ، ح 1 بسندهما عن محمّد بن عيسى بن عبيد. وفيهما إلى قوله : « لاينفع من علمه ». تحف العقول ، ص 322 ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 133 ، ح 50 ؛ الوسائل ، ج 17 ، ص 327 ، ح 22682 ، وج 27 ، ص 43 ، ح 33167 ، وفيهما من قوله : « إنّما العلم ».

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ، وَذَاكَ (1) أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُورِثُوا دِرْهَماً وَلَا دِينَاراً ، وَإِنَّمَا أَوْرَثُوا (2) أَحَادِيثَ مِنْ أَحَادِيثِهِمْ ، فَمَنْ أَخَذَ بِشَيْ‌ءٍ مِنْهَا ، فَقَدْ أَخَذَ حَظّاً وَافِراً ، فَانْظُرُوا عِلْمَكُمْ هذَا عَمَّنْ تَأْخُذُونَهُ؟ فَإِنَّ فِينَا (3) ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ فِي كُلِّ خَلَفٍ (4) عُدُولاً يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الْغَالِينَ وَانْتِحَالَ (5) الْمُبْطِلِينَ وَتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ » (6).
    49 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا أَرَادَ اللهُ بِعَبْدٍ خَيْراً ، فَقَّهَهُ فِي الدِّينِ » (7).
    50 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى (Cool ، عَنْ‌
    __________________
    (1) في « ألف ، ض » والبصائر والاختصاص : « ذلك ».
    (2) في « ألف » والبصائر والاختصاص : « ورّثوا ».
    (3) « فينا » خبر « إنّ » قدّم على اسمه ـ وهو « عدولاً » ـ للحصر ، أو للتشويق إلى ذكره ، أو لكونه ظرفاً. و « أهل البيت » منصوب على المدح ، بتقدير « أعني » ، أو مجرور بتقدير « في » بقرينة المقام ـ وإن كان تقديرها شاذّاً ـ على أنّه بدل لـ « فينا » ، أو مجرور على أنّه بدل عن ضمير المتكلّم إن جوّز. شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 31.
    (4) « الخَلْف » و « الخَلَف » : ما جاء من بعدُ ، ويقال : هو خَلْف سوء من أبيه ، وخَلَف صدق من أبيه ، إذا قام مقامه. الصحاح ، ج 4 ، ص 1354 ( خلف ).
    (5) « الانتحال » : أن يدّعي لنفسه ما لغيره ، كأن يدّعي الآية والحديث في غيره أنّه فيه. يقال : انتحل فلان شعر فلان : إذا ادّعاه. راجع : حاشية ميرزا رفيعا ، ص 98 ؛ لسان العرب ، ج 11 ، ص 650 ( نحل ).
    (6) بصائر الدرجات ، ص 10 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد وسندي بن محمّد ، عن أبي البختري. وفيه ، ص 11 ، ح 3 بسند آخر. الاختصاص ، ص 4. بسنده عن أبي البختري. وراجع : رجال الكشّي ، ص 4 ، ح 5 الوافي ، ج 1 ، ص 141 ، ح 54 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 78 ، ح 33247.
    (7) الأمالي للمفيد ، ص 157 ، المجلس 19 ، ح 9 ، بسنده عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن الحسين بن محمّد ... عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ذمّ الدنيا والزهد فيها ، ح 1902 ، بسند آخر مع زيادة ؛ الأمالي للطوسي ، ص 531 ، المجلس 19 ، ضمن ح 1 ، بسند آخر الوافي ، ج 1 ، ص 130 ، ح 45 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 13 ، ح 20834 ؛ البحار ، ج 70 ، ص 55 ، ح 28.
    (Cool في الكافي ، ح 8431 : « ابن أبي عمير » بدل « حمّاد بن عيسى » ، وكلاهما راويان لكتاب ربعي ، كما في ‌الفهرست للطوسي ، ص 195 ، الرقم 294.

    ربْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ رَجُلٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام (1) ، قَالَ : قَالَ : « الْكَمَالُ كُلُّ الْكَمَالِ : التَّفَقُّهُ فِي الدِّينِ ، وَالصَّبْرُ عَلَى النَّائِبَةِ (2) ، وَتَقْدِيرُ الْمَعِيشَةِ » (3).
    51 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ ، وَالْأَتْقِيَاءُ حُصُونٌ ، وَالْأَوْصِيَاءُ سَادَةٌ » (4).
    52 / 6. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى :
    « الْعُلَمَاءُ (5) مَنَارٌ (6) ، وَالْأَتْقِيَاءُ حُصُونٌ ، وَالْأَوْصِيَاءُ (7) سَادَةٌ » (Cool.
    53 / 7. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ بَشِير الدَّهَّانِ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَا خَيْرَ فِيمَنْ لَايَتَفَقَّهُ مِنْ أَصْحَابِنَا ، يَا بَشِيرُ ، إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ (9) إِذَا لَمْ يَسْتَغْنِ بِفِقْهِهِ ، احْتَاجَ إِلَيْهِمْ ،
    __________________
    (1) في الكافي ، ح 8431 : « عن أبي عبدالله عليه‌السلام ».
    (2) « النائبة » : ما ينوب الإنسان ، أي ينزل به من المهمّات والحوادث. النهاية ، ج 5 ، ص 123 ( نوب ).
    (3) الكافي ، كتاب المعيشة ، باب إصلاح المال وتقدير المعيشة ، ح 8431. وفيه : « كلّ الكمال في ثلاثة » ، وذكر في الثلاثة : « التقدير في المعيشة ». الأمالي للطوسي ، ص 666 ، ح 1394 ، المجلس 36 ، ح 1. بسند آخر مع اختلاف. تحف العقول ، ص 292. راجع : الفقيه ، ج 3 ، ص 166 ، ح 3618 ؛ والتهذيب ، ج 7 ، ص 236 ، ح 1028 الوافي ، ج 1 ، ص 131 ، ح 48 ؛ الوسائل ، ج 17 ، ص 65 ، ح 21997.
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 143 ، ح 55.
    (5) في « بر » : « الأوصياء ».
    (6) « المَنار » : جمع منارة ، وهي موضع النور ، أو التي يوضع عليها السراج ، أو العلامة تجعل بين الحدّين ، أو عَلَم الطريق. انظر : لسان العرب ، ج 5 ، ص 240 ـ 241 ( نور ).
    (7) في « ألف ، ج ، و ، بر » وحاشية « ب ، بح » : « والعلماء ».
    (Cool الوافي ، ج 1 ، ص 143 ، ح 55.
    (9) أي من أصحابنا. والضمير في « إليهم » راجع إلى المخالفين فلا إشكال. وفي « بح » وحاشية « ج » : « منكم ».

    فَإِذَا (1) احْتَاجَ إِلَيْهِمْ ، أَدْخَلُوهُ فِي بَابِ ضَلَالَتِهِمْ وَهُوَ لَايَعْلَمُ » (2).
    54 / 8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَاخَيْرَ فِي الْعَيْشِ إِلاَّ لِرَجُلَيْنِ : عَالِمٍ مُطَاعٍ ، أَوْ مُسْتَمِعٍ وَاعٍ (3) » (4).
    55 / 9. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « عَالِمٌ يُنْتَفَعُ بِعِلْمِهِ أَفْضَلُ مِنْ (5) سَبْعِينَ أَلْفَ عَابِدٍ » (6).
    56 / 10. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : رَجُلٌ رَاوِيَةٌ (7) لِحَدِيثِكُمْ يَبُثُّ ذلِكَ فِي النَّاسِ ، وَيُشَدِّدُهُ (Cool فِي‌
    __________________
    (1) في حاشية « ج » : « وإذا ».
    (2) الوافي ، ج 1 ، ص 130 ، ح 46 ؛ الوسائل ، ج 21 ، ص 477 ، ح 27631.
    (3) في « ج » : « راع ».
    (4) الخصال ، ص 40 ، باب الاثنين ، ح 28 ، بسنده عن السكوني. تحف العقول ، ص 397 ، عن الكاظم عليه‌السلام في وصيّته لهشام ، مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج 1 ، ص 132 ، ح 49.
    (5) في البصائر وثواب الأعمال : + « عبادة ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 6 ، ح 1 ، عن إبراهيم بن هاشم عن ابن أبي عمير. وفيه ، ص 8 ، ح 9 وثواب الأعمال ، ص 159 ، ح 2 بسند آخر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص 294 الوافي ، ج 1 ، ص 144 ، ح 57 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 347 ، ح 21727.
    (7) « الراوية » : كثير الرواية ، والتاء للمبالغة ، كما في العلاّمة والنسّابة. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 279 ( روى ).
    (Cool في « ب » والوسائل ، ح 33246 وحاشية ميرزا رفيعا والبصائر : « يسدّده ». وهو إمّا من التسديد ، كما ذهب إليه الفيض في الوافي ؛ وإمّا من السداد بتضمين معنى التقرير ، كما ذهب إليه المجلسي في مرآة العقول.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 9:56 pm

    قُلُوبِهِمْ وَقُلُوبِ شِيعَتِكُمْ (1) ، وَلَعَلَّ عَابِداً مِنْ شِيعَتِكُمْ لَيْسَتْ لَهُ هذِهِ الرِّوَايَةُ ، أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ : « الرَّاوِيَةُ لِحَدِيثِنَا يَشُدُّ بِهِ (2) قُلُوبَ شِيعَتِنَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ » (3).
    3 ـ بَابُ أَصْنَافِ النَّاسِ‌
    57 / 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ (4) ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ مِمَّنْ يُوثَقُ (5) بِهِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ النَّاسَ آلُوا (6) بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلى ثَلَاثَةٍ :
    __________________
    (1) في البصائر : « ويسدّد في قلوب شيعتكم ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : ويسدّده في قلوب الناس وقلوب شيعتكم ».
    (2) في حاشية « ب ، بر » : « يسدّ به ». وفي البصائر : « الراوية لحديثنا يبثّ في الناس ويسدّده في ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 7 ، ح 6 ، بسنده عن سعدان بن مسلم الوافي ، ج 1 ، ص 144 ، ح 58 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 77 ، ح 33246 ؛ وص 137 ، ح 33417.
    (4) في الوسائل : ـ « عن أبي أُسامة ».
    هذا وقد أكثر الحسن بن محبوب من الرواية عن هشام بن سالم ، ووقوع الواسطة بينهما ـ كما في هذا السند وما يأتي في ح 890 ـ بعيد جدّاً. أضف إلى ذلك أنّا لم نجد رواية أبي اسامة ـ وهو زيد الشحّام ـ عن هشام بن سالم إلاّفي هذين الموردين. والظاهر أنّ « عن » ـ بعد أبي اسامة ـ في الموضعين مصحّف من « و ». يؤيّد ذلك ما يأتي في ص 178 ، ح 7 من رواية الحسن بن محبوب عن أبي اسامة وهشام بن سالم عن أبي حمزة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 5 ، ص 92 ـ 94 ، وج 23 ، ص 18 ـ 22.
    وأمّا بناءً على ما في الوسائل ؛ من عدم ذكر « عن أبي اسامة » فليس في السند خلل ؛ فتأمّل.
    (5) في « بر » وحاشية « ف ، بف » وشرح صدرالمتألّهين : « يثق ».
    (6) « آلوا » أي رجعوا ، أو « ألَوْا » أي قصدوا أو رجعوا ، أو « ألَّوْا » أي قصّروا أو رجعوا ، أو « ألَوْا » من ألاه ، أي‌استطاعه. وفي الثلاثة الأخيرة يحتاج إلى تضمين معنى الرجوع أو الصيرورة. انظر : التعليقة للداماد ، ص 70 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 133 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 44 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 52 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 109.

    آلُوا إِلى عَالِمٍ عَلى هُدًى مِنَ اللهِ قَدْ أَغْنَاهُ اللهُ بِمَا عَلِمَ عَنْ (1) عِلْمِ غَيْرِهِ ، وَجَاهِلٍ مُدَّعٍ لِلْعِلْمِ لَاعِلْمَ لَهُ ، مُعْجَبٍ بِمَا عِنْدَهُ قَدْ فَتَنَتْهُ (2) الدُّنْيَا وَفَتَنَ غَيْرَهُ ، وَمُتَعَلِّمٍ مِنْ عَالِمٍ عَلى سَبِيلِ هُدًى مِنَ اللهِ وَنَجَاةٍ ، ثُمَّ هَلَكَ مَنِ ادَّعى ، وَخَابَ مَنِ افْتَرى » (3).
    58 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ سَالِمِ بْنِ مُكْرَمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « النَّاسُ ثَلَاثَةٌ (4) : عَالِمٌ ، وَمُتَعَلِّمٌ ، وَغُثَاءٌ (5) » (6).
    59 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :
    قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اغْدُ (7) عَالِماً ، أَوْ مُتَعَلِّماً ، أَوْ أَحِبَّ أَهْلَ الْعِلْمِ ، وَلَا تَكُنْ (Cool رَابِعاً ؛
    __________________
    (1) في « بف » : « من ».
    (2) « فتنته الدنيا » أي أضلّته عن طريق الحقّ ، من الفتنة بمعنى الضلال والإثم ، والفاتن : المضلّ عن الحقّ. انظر : لسان العرب ، ج 13 ، ص 318 ( فتن ).
    (3) الوافي ، ج 1 ، ص 151 ، ح 69 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 18 ، ح 33093.
    (4) في البصائر والخصال : « إنّ الناس يغدون على ثلاثة ».
    (5) « الغُثاء » : ما يجي‌ء فوق السيل ممّا يحمله من الزَبَد والوَسَخ وغيرهما ، والمراد أراذل الناس وسَقَطُهم. وغير العالم والمتعلّم كالغثاء في عدم الانتفاع به والاطّلاع على منتهى أمره. أو المراد أنّ غيرهما ليس حركته وجَرْيُه في أحواله إلاّبإجراء الأهوية وإغواء الأبالسة ، بل ليس القصد إلى وجوده إلاّتَبَعاً وبالعَرَض ، كما أنّ الغثاء ليس حركته إلاّبتبعيّة حركة السيل بالعرض. راجع : حاشية ميرزا رفيعا ، ص 104 ؛ النهاية ، ج 3 ، ص 343 ( غثو ).
    (6) بصائر الدرجات ، ص 9 ، ح 5 ؛ والخصال ، ص 123 ، باب الثلاثة ، ح 115 ، بسندهما عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، مع زيادة الوافي ، ج 1 ، ص 152 ، ح 70.
    (7) « اغْدُ » : أمر من الغُدُوّ ، وهو سير أوّل النهار نقيض الرواح ، والمراد هنا مطلق الصيرورة ، أي صِرْ عالماً. وأمّاكونه : « أغْدِ » أمراً من باب الإفعال فلا تساعده اللغة. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 346 ( غدا ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 72 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 153.
    (Cool في « ج » : « ولا تك ».

    فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ (1) » (2).
    60 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ جَمِيلٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « يَغْدُو النَّاسُ عَلى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ : عَالِمٍ ، وَمُتَعَلِّمٍ ، وَغُثَاءٍ ، فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ ، وَشِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ ، وَسَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ ». (3) ‌
    4 ـ بَابُ ثَوَابِ الْعَالِمِ وَالْمُتَعَلِّمِ ‌(4)
    61 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْقَدَّاحِ (5) :
    __________________
    (1) في « و » : « ببعضهم ». قال صدر المتألّهين في شرحه ، ص 136 : « في بعض النسخ بالعين المهملة ». وفي الوافي ، ج 1 ، ص 153 : « إهمال العين كما ظنّ تصحيف ». وفي شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 51 : « أنّ سبب هذه القراءة قلّة التدبّر وخفّة سير عقل القارئ ».
    (2) المحاسن ، ص 227 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 155 ، بسنده عن محمّد بن مسلم ؛ وروى البرقي أيضاً في ذيل ح 155 بسند آخر عن أبي حمزة مثله. الخصال ، ص 123 ، باب الثلاثة ، ح 117 ، بسنده عن محمّد بن مسلم وغيره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. راجع : الاصول الستّة عشر ، ص 237 ، ح 281 ؛ والمحاسن ، ص 227 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 154 الوافي ، ج 1 ، ص 153 ، ح 71.
    (3) بصائر الدرجات ، ص 8 ، ح 1 ، بسنده عن يونس. وفيه ، ص 8 ، ح 2 و 3 ؛ وص 9 ، ح 4 و 5 ، بسند آخر مع اختلاف يسير. راجع : الإرشاد ، ج 1 ، ص 227 ؛ والأمالي للمفيد ، ص 247 ، المجلس 29 ، ح 3 ؛ والخصال ، ص 186 ، باب الثلاثة ، ح 257 ؛ وكمال الدين ، ص 289 ، ح 2 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 20 ، المجلس 1 ، ح 23 ؛ والغارات ، ج 1 ، ص 89 ؛ وتحف العقول ، ص 169 الوافي ، ج 1 ، ص 153 ، ح 72 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 18 ، ح 33094 ؛ وص 68 ، ح 33220.
    (4) في « بس » : « العلم والمتعلّم ». وفي حاشية « ض » : وشرح صدر المتألّهين : « العلم والتعلّم ».
    (5) القدّاح هو عبدالله بن ميمون القدّاح ، يروي عنه المصنّف بثلاثة طرق :
    الأوّل : محمّد بن الحسن وعليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمّد الأشعري. وهذا الطريق نفسه ينحلّ إلى طريقين ، كما لايخفى. الثاني : محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد عن جعفر بن محمّد الأشعري.
    الثالث : عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن حمّاد بن عيسى. وبما ذكرناه تتّضح كيفيّة وقوع التحويل في السند.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَطْلُبُ فِيهِ عِلْماً ، سَلَكَ اللهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضاً بِهِ ، وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ (1) لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ (2) وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلى سَائِرِ النُّجُومِ (3) لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ ؛ إِنَّ (4) الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَاراً وَلَا دِرْهَماً ، وَلكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ (5) ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ » (6).
    62 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    __________________
    (1) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وحاشية « بح » والبصائر والأمالي. وفي « ف » والمطبوع : « يستغفر » بدون اللام.
    (2) في « ألف » وحاشية « بح ، بر ، بس ، بف » والبصائر وثواب الأعمال : « السماوات ».
    (3) في حاشية « ب ، ض ، بح ، بس » : « الكواكب ».
    (4) في « ض » وثواب الأعمال : « وإنّ ».
    (5) في ثواب الأعمال : « منهم ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 3 ، ح 2 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى إلى قوله : « ولكن ورّثوا العلم » ؛ وفي ثواب الأعمال ، ص 159 ، ح 1 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 60 ، المجلس 14 ، ح 9 بسندهما عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن ميمون. راجع : الفقيه ، ج 4 ، ص 384 ، ح 5834 الوافي ، ج 1 ، ص 155 ، ح 73.
    (7) هكذا في « جس » وحاشية « جو ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « جميل بن صالح ».
    والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى الصفّار الخبر في بصائر الدرجات ، ص 4 ، ح 9 ، بسنده عن جميل بن درّاج عن محمّد بن مسلم. وأورده ابن إدريس أيضاً في السرائر ، ج 3 ، ص 595 في ما استطرفه من مشيخة الحسن بن محبوب ، عن جميل بن درّاج.
    أضف إلى ذلك ، كثرة روايات جميل بن درّاج عن محمّد بن مسلم ، مع أنّه لم يثبت رواية جميل بن صالح عن محمّد بن مسلم ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج 4 ، ص 453 ـ 454 ، ص 461.

    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الَّذِي يُعَلِّمُ الْعِلْمَ مِنْكُمْ لَهُ أَجْرٌ مِثْلُ أَجْرِ الْمُتَعَلِّمِ (1) ، وَلَهُ الْفَضْلُ عَلَيْهِ ، فَتَعَلَّمُوا الْعِلْمَ مِنْ حَمَلَةِ الْعِلْمِ (2) ، وَعَلِّمُوهُ إِخْوَانَكُمْ كَمَا عَلَّمَكُمُوهُ (3) الْعُلَمَاءُ » (4).
    63 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ عَلَّمَ (5) خَيْراً ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ ».
    قُلْتُ : فَإِنْ عَلَّمَهُ (6) غَيْرَهُ ، يَجْرِي (7) ذلِكَ لَهُ؟ قَالَ : « إِنْ عَلَّمَهُ (Cool النَّاسَ كُلَّهُمْ ، جَرى (9) لَهُ ». قُلْتُ : فَإِنْ مَاتَ؟ قَالَ : « وَإِنْ مَاتَ » (10).
    64 / 4. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (11) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ‌
    __________________
    وأمّا ما ورد في الكافي ، ح 1745 ، من رواية الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن محمّد بن مسلم ، فقد ورد في بعض النسخ المعتبرة « درّاج » بدل « صالح ».
    (1) في « بر » : « له مثلا أجر المتعلّم ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي : « له أجرٌ مثلا أجر المتعلّم ». وفي البصائر : « له مثل أجر الذي يعلّمه ».
    (2) في « بر » : + « لله ».
    (3) في حاشية « بح » ومرآة العقول : « علّموكم ». وفي البصائر : « علّمكم ».
    (4) بصائر الدرجات ، ص 4 ، ح 9 بسنده عن جميل بن درّاج الوافي ، ج 1 ، ص 157 ، ح 74.
    (5) الأظهر كونه « علّم » بتشديد اللام ، وجوّز بعض المتأخّرين كونه « علم » بالتخفيف. وفيه مناقشة من وجوه. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 62 ـ 63.
    (6) في حاشية « ض » وحاشية بدر الدين : « علّم ». وفاعل « علّمه » : « غيره » ، أو هو مفعوله والفاعل ضمير مستترعائد إلى الموصول الثاني. هذا إذا كان « علّم » بتشديد اللام ، وأمّا إذا كان بتخفيفه ف « غيره » مفعول ، والفاعل ضمير مستتر عائد إلى الموصول الأوّل. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 62.
    (7) قرأها صدر المتألّهين : « يجزى » بالزاي مجهولاً. واحتمل كونه : « يجري » بالحاء والراء معلوماً. وقاس عليه قوله عليه‌السلام : « جرى ذلك ». وقال العلاّمة الفيض : « والفعلان من الجريان بالراء المهملة ، لا من الإجزاء بالزاي ولا الحاء المهملة ، كما ظنّ ». انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 139 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 158.
    (Cool في « ب » : « علّم ».
    (9) في « بو ، جل ، جه » وشرح صدر المتألّهين : + « ذلك ».
    (10) بصائر الدرجات ، ص 5 ، ح 11. وفيه ، ص 5 ، ح 13 بسند آخر عن أبي بصير مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 157 ، ح 75 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 172 ، ح 21270.
    (11) المراد من بهذا الاسناد : « عليّ بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد البرقي » ؛ فقد ورد في الكافي ،

    أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَلَّمَ بَابَ هُدًى ، فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهِ ، وَلَا يُنْقَصُ أُولئِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئاً ، وَمَنْ عَلَّمَ بَابَ ضَلَالٍ ، كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ أَوْزَارِ مَنْ عَمِلَ بِهِ ، وَلَا يُنْقَصُ أُولئِكَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئاً » (1).
    65 / 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
    عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، قَالَ : « لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ (2) مَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ ، لَطَلَبُوهُ وَلَوْ بِسَفْكِ الْمُهَجِ (3) ، وَخَوْضِ اللُّجَجِ (4) ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَوْحى إِلى دَانِيَالَ : أَنَّ أَمْقَتَ عَبِيدِي إِلَيَّ الْجَاهِلُ الْمُسْتَخِفُّ بِحَقِّ أَهْلِ الْعِلْمِ ، التَّارِكُ لِلِاقْتِدَاءِ بِهِمْ ؛ وَأَنَّ أَحَبَّ عَبِيدِي (5) إِلَيَّ التَّقِيُّ الطَّالِبُ لِلثَّوَابِ الْجَزِيلِ ، اللاَّزِمُ لِلْعُلَمَاءِ ، التَّابِعُ لِلْحُلَمَاءِ (6) ، الْقَابِلُ (7) ‌
    __________________
    ح 257 ، وح 6909 ، رواية أحمد بن محمّد بن خالد ـ وهو البرقي ـ عن محمّد بن عبد الحميد. ومحمّد بن عبد الحميد له كتاب رواه عنه أحمد بن أبي عبد الله ـ وهو عنوان آخر للبرقي ـ كما في الفهرست للطوسي ، ص 435 ، الرقم 690.
    (1) المحاسن ، ص 27 ، كتاب ثواب الأعمال ، ح 9 ؛ بسنده عن العلاء بن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص 297 الوافي ، ج 1 ، ص 158 ، ح 76 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 173 ، ح 21271.
    (2) في « بر » : + « شيئاً ».
    (3) « السَفْك » : الإراقة والإجراء لكلّ مايع ، وكأنّه بالدم أخصّ. و « المُهَج » : جمع المُهْجَة ، وهي مطلق الدم ، أو دم‌القلب خاصّة. وقد تطلق على الروح. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 376 ( سفك ) ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 342 ( مهج ).
    (4) « الخَوْضُ » : أصله المشي‌ء في الماء ، ثمّ استعمل في التلبّس بالأمر والتصرّف فيه. و « اللُّجَج » : جمع اللُّجَّة ، وهي معظم الماء. واحتمل المازندراني بعيداً كونه : « اللَحِج » بمعنى الضيّق. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 88 ( خوض ) ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 338 ( لجج ) ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 68.
    (5) في حاشية « ج » : « عبادي ».
    (6) في « ألف ، بس ، بف » وحاشية « بح » : « للحكماء ». و « الحُلَماء » : جمع الحليم ، من الحِلْم بمعنى العقل والأناة والتثبّت في الامور ، وذلك من شعار العقلاء. انظر : لسان العرب ، ج 12 ، ص 146 ( حلم ).
    (7) في « ج ، بر » وحاشية « ف ، بس » والوافي : « القائل ».

    عَنِ الْحُكَمَاءِ » (1).
    66 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، قَالَ :
    قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَنْ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَمِلَ بِهِ وَعَلَّمَ لِلّهِ (2) ، دُعِيَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ عَظِيماً ، فَقِيلَ : تَعَلَّمَ لِلّهِ ، وَعَمِلَ لِلّهِ ، وَعَلَّمَ لِلّهِ » (3).
    5 ـ بَابُ صِفَةِ الْعُلَمَاءِ‌
    67 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « اطْلُبُوا الْعِلْمَ ، وَتَزَيَّنُوا مَعَهُ بِالْحِلْمِ وَالْوَقَارِ (4) ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ تُعَلِّمُونَهُ الْعِلْمَ ، وَتَوَاضَعُوا لِمَنْ طَلَبْتُمْ مِنْهُ الْعِلْمَ ، وَلَا تَكُونُوا عُلَمَاءَ جَبَّارِينَ ؛ فَيَذْهَبَ بَاطِلُكُمْ بِحَقِّكُمْ » (5).
    68 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ،
    __________________
    (1) الوافي ، ج 1 ، ص 158 ، ح 77 ؛ وفي البحار ، ج 14 ، ص 378 ، ح 23 ، من قوله : « إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى دانيال ».
    (2) في الأمالي : « من تعلّم لله‌وعمل لله‌وعلّم لله ». وفي تفسير القمّي : « من تعلّم وعلّم وعمل بما علّم ».
    (3) الأمالي للطوسي ، ص 47 ، المجلس 2 ، ح 27 ؛ وص 167 ، المجلس 6 ، ح 32 بسنده عن القاسم بن محمّد ؛ تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 146 ، بسنده عن القاسم بن محمّد ، مع زيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج 1 ، ص 160 ، ح 79.
    (4) الحِلم والوقار متقاربان في المعنى ، وهو الأناة والتثبّت في الامور ، وقد مرّ في حديث جنود العقل والجهل‌أنّ الحلم ضدّ السفه ، والوقار ضدّه الخفّة والطيش والعجلة. شرح صدر المتألّهين ، ص 150. وراجع : النهاية ، ج 5 ، ص 213 ؛ الصحاح ، ج 2 ، ص 848 ( وقر ).
    (5) الأمالي للصدوق ، ص 359 ، المجلس 57 ، ح 9 ، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج 1 ، ص 161 ، ح 80 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 276 ، ح 20503.

    عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ (1) :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ ) (2) قَالَ : « يَعْنِي بِالْعُلَمَاءِ مَنْ صَدَّقَ فِعْلُهُ قَوْلَهُ ، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْ فِعْلُهُ قَوْلَهُ (3) ، فَلَيْسَ بِعَالِمٍ » (4).
    69 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنِ الْحَلَبِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِالْفَقِيهِ حَقِّ الْفَقِيهِ (5)؟ مَنْ لَمْ يُقَنِّطِ (6) النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ ، وَ (7) لَمْ يُؤْمِنْهُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ ، وَ (Cool لَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ فِي مَعَاصِي اللهِ ، وَلَمْ يَتْرُكِ الْقُرْآنَ رَغْبَةً عَنْهُ إِلى غَيْرِهِ ؛ أَلَا لَاخَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَفَكُّرٌ (9) ». (10) ‌
    وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « أَلَا لَاخَيْرَ فِي عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ تَفَهُّمٌ ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي قِرَاءَةٍ لَيْسَ فِيهَا تَدَبُّرٌ ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي عِبَادَةٍ لَافِقْهَ فِيهَا ، أَلَا لَاخَيْرَ فِي نُسُكٍ (11) لَاوَرَعَ فِيهِ » (12).
    __________________
    (1) في « ألف ، ب ، بف » : « النضري ». وهو سهو ؛ فإنّ الحارث بن المغيرة نصريّ من نصر بن معاوية. راجع : رجال النجاشي ، ص 139 ، الرقم 361 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 169 ، الرقم 265 ؛ رجال الطوسي ، ص 132 ، الرقم 1363 ، وص 191 ، الرقم 2373 ؛ رجال البرقي ، ص 15.
    (2) فاطر (35) : 28.
    (3) في « ب ، و ، بر ، بس ، بف » : « قوله فعله ».
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 162 ، ح 81.
    (5) « حقّ الفقيه » إمّا بدل من الفقيه ، أو صفة له ، وما بعده خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ وما بعده خبره ، أو منصوب‌بتقدير أعني الوافي ، ج 1 ، ص 163 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 119.
    (6) في شرح صدر المتألّهين : « لايقنّط ».
    (7) في حاشية « ض » : « وَمَن ».
    (Cool في حاشية « بح » : « ومَن ».
    (9) في المعاني : « تفقّه ».
    (10) معاني الأخبار ، ص 226 ، ح 1 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام. تحف العقول ، ص 204. راجع : نهج البلاغة ، ص 483 ، الحكمة 90 الوافي ، ج 1 ، ص 162 ، ح 83 ؛ الوسائل ، ج 6 ، ص 173 ، ح 7661.
    (11) « النسك » : وإن كان معناه معنى العبادة ـ كما هو المذكور في كتب اللغة ـ ولكن يشبه أن يكون فيه زيادة تأكيد ، وكأنّه عبادة مع زهد ، وهوالورع. شرح صدر المتألّهين ، ص 152. وانظر : الصحاح ، ج 4 ص 1612 ( نسك ).
    (12) الوافي ، ج 1 ، ص 163 ، ح 84.

    70 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ النَّيْسَابُورِيِّ جَمِيعاً ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مِنْ عَلَامَاتِ الْفَقِيهِ (1) الْحِلْمَ (2) وَالصَّمْتَ » (3).
    71 / 5. أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « لَا يَكُونُ السَّفَهُ (4) وَالْغِرَّةُ (5) فِي قَلْبِ الْعَالِمِ » (6).
    72 / 6. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليه‌السلام : « يَا مَعْشَرَ الْحَوَارِيِّينَ (Cool ، لِي إِلَيْكُمْ حَاجَةٌ اقْضُوهَا لِي ، قَالُوا :
    __________________
    (1) في « ج ، بح » والمطبوع وحاشية ميرزا رفيعا : « الفقه ».
    (2) في الكافي ، ح 1820 والخصال والاختصاص وقرب الإسناد وتحف العقول : + « والعلم ».
    (3) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الصمت وحفظ اللسان ح 1820 ؛ والخصال ، ص 158 ، باب الثلاثة ، ح 202 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 258 ، ح 14 بسند آخر. وفي قرب الإسناد ، ص 369 ، ح 1321 ؛ والاختصاص ، ص 232 ؛ وتحف العقول ، ص 445 ، مرسلاً الوافي ، ج 1 ، ص 164 ، ح 86 ؛ البحار ، ج 71 ، ص 294 ، ح 65 ؛ الوسائل ، ج 12 ، ص 182 ، ح 16023 ، 16024.
    (4) « السَفَه » : ضدّ الحِلْم ، والأصل فيه : الخفّة والطيش ـ أي خفّة العقل ـ والاضطراب في الرأي ، يقال : سفه فلان رأيه : إذا كان مضطرباً لا استقامة له. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 376 ( سفه ).
    (5) في حاشية « بع ، جه » : « والعزّ » أي التكبّر. و « الغرّة » : الغفلة ، وقلّة الفطنة للشرّ ، وترك البحث والتفتيش عنه. انظر : النهاية ، ج 3 ، 355 ( غرر ).
    (6) الوافي ، ج 1 ، ص 165 ، ح 87 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 30 ، ح 20885.
    (7) روى أحمد بن محمّد بن خالد [ البرقي ] عن أبيه عن محمّد بن سنان في بعض الأسناد ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج 16 ، ص 363 ، ص 369. فالمراد بهذا الإسناد : « أحمد بن عبدالله عن أحمد بن محمّد البرقي ».
    (Cool « الحواريّون » : هم أصحاب المسيح عليه‌السلام ، أي خُلصاؤه وأنصاره ، جمع الحواريّ ، وأصله من التحوير ؛ لأنّهم‌كانوا قصّارين يحوّرون الثياب ، يبيّضونها. قال الأزهري : الحواريّون خلصان الأنبياء ، وتأويله : الذين اخلصوا ونقوا من كلّ عيب. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 458 ( حور ).

    قُضِيَتْ حَاجَتُكَ يَا رُوحَ اللهِ ، فَقَامَ (1) ، فَغَسَلَ (2) أَقْدَامَهُمْ ، فَقَالُوا : كُنَّا نَحْنُ أَحَقَّ بِهذَا (3) يَا رُوحَ اللهِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِالْخِدْمَةِ الْعَالِمُ ، إِنَّمَا تَوَاضَعْتُ هكَذَا لِكَيْمَا تَتَوَاضَعُوا (4) بَعْدِي فِي النَّاسِ كَتَوَاضُعِي لَكُمْ ».
    ثُمَّ قَالَ عِيسى عليه‌السلام : « بِالتَّوَاضُعِ تُعْمَرُ الْحِكْمَةُ ، لَابِالتَّكَبُّرِ ؛ وَكَذلِكَ فِي السَّهْلِ يَنْبُتُ الزَّرْعُ ، لَافِي الْجَبَلِ » (5).
    73 / 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : يَا طَالِبَ الْعِلْمِ ، إِنَّ لِلْعَالِمِ ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ : الْعِلْمَ ، وَالْحِلْمَ ، وَالصَّمْتَ ، ولِلْمُتَكَلِّفِ (6) ثَلَاثَ عَلَامَاتٍ : يُنَازِعُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ ، وَيَظْلِمُ (7) مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ ، وَيُظَاهِرُ (Cool الظَّلَمَةَ » (9).
    6 ـ بَابُ حَقِّ الْعَالِمِ‌
    74 / 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
    __________________
    (1) في حاشية « ج » : « فقدّم ».
    (2) في « ألف ، ض ، ف ، و ، بر ، بس » وحاشية « ج ، بح » وشرح صدر المتألّهين : « فقبّل ».
    (3) في الوسائل : « كنّا أحقّ بهذا منك ».
    (4) في « بح » : « تواضعوا ».
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 165 ، ح 88 ؛ البحار ، ج 14 ، ص 278 ، ح 8 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 276 ، ح 20504.
    (6) في شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 93 : « المتكلّف بالعلم : المنتسب إليه ، الذي جمع شيئاً من أقوال العلماءومذاهب الحكماء ، وأخذ الرطب واليابس من كلّ صنف ، ويتكلّف ويدّعي أنّه عالم راسخ في العلم ».
    (7) في شرح المازندراني : « وقع في بعض النسخ : ويلزم ، بدل : ويظلم ».
    (Cool ظاهر بعضهم بعضاً : أعانه وعاونه ؛ والمظاهرة : المعاونة. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 525 ( ظهر ).
    (9) الفقيه ، ج 4 ، ص 352 ـ 358 ، ح 5765 ، بسند آخر مع اختلاف وزيادة. راجع : الخصال ، ص 121 ، باب الثلاثة ، ح 113 ؛ وتحف العقول ، ص 10 الوافي ، ج 1 ، ص 166 ، ح 89.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّ مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ أَنْ لَا تُكْثِرَ عَلَيْهِ السُّؤَالَ ، وَلَا تَأْخُذَ (1) بِثَوْبِهِ ، وَإِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِ ـ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ ـ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً ، وَخُصَّهُ بِالتَّحِيَّةِ دُونَهُمْ (2) ، وَاجْلِسْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَلَا تَجْلِسْ خَلْفَهُ ، وَلا تَغْمِزْ (3) بِعَيْنِكَ (4) ، وَلَا تُشِرْ بِيَدِكَ ، وَلَا تُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ (5) : قَالَ فُلَانٌ وَقَالَ فُلَانٌ خِلَافاً لِقَوْلِهِ ، وَلَا تَضْجَرْ (6) بِطُولِ صُحْبَتِهِ ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُ الْعَالِمِ مَثَلُ النَّخْلَةِ تَنْتَظِرُهَا (7) مَتى (Cool يَسْقُطُ عَلَيْكَ مِنْهَا شَيْ‌ءٌ ، وَ (9) الْعَالِمُ أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ، الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللهِ (10) » (11).
    7 ـ بَابُ فَقْدِ الْعُلَمَاءِ‌
    75 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (12) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :
    __________________
    (1) في المحاسن : « ولاتجرّ ».
    (2) في الوسائل : ـ « دونهم ».
    (3) « الغَمْز » : الإشارة بالعين والحاجب ، يقال : غَمَزَ الشي‌ء بعينه ، أي أشار إليه. والمفعول ضمير محذوف عائد إلى العالم ، والتقدير : لاتَغْمِزْه بعينك ولا تشر إليه بيدك. انظر : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 715 ( غمز ).
    (4) في « بح ، بس ، بف » وحاشية « ف » والمحاسن : « بعينيك ».
    (5) هكذا في « ش ، جح » وحاشية « جه ، بع » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « من القول ».
    (6) في « ظ ، جس » وشرح صدر المتألّهين : « لا تَضَجَّرْ » صيغة نهي من باب تفعّل ، أي لاتتضجّر ، فحذفت إحدى ‌التاءين كما هو القياس.
    (7) في المحاسن : « ينتظر بها ».
    (Cool هكذا في « ج ، و ، بس ، بف » وحاشية « ض ، بر » والمحاسن والوافي والوسائل وحاشية ميرزا رفيعا. وفي سائر النسخ والمطبوع : « حتّى ».
    (9) في الوسائل : « وإنّ ».
    (10) في « بر » والوافي : + « إن شاء الله تعالى ». وفي شرح المازندراني : + « إن شاء الله ».
    (11) المحاسن ، ص 233 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 185 ، عن سليمان بن جعفر الجعفي ( وهو سهو ) عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. راجع : بصائر الدرجات ، ص 4 ، ح 10 ؛ والخصال ، ص 504 ، أبواب الستّة عشر ، ح 1 ؛ والإرشاد ، ج 1 ، ص 230 الوافي ، ج 1 ، ص 173 ، ح 94 ؛ الوسائل ، ج 12 ، ص 214 ، ح 16116.
    (12) هكذا في « ش ، بح ، بف ، جح ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « الخزّاز ».

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ (1) أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلى إِبْلِيسَ مِنْ مَوْتِ فَقِيهٍ » (2).
    76 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (3) :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ الْفَقِيهُ (4) ، ثُلِمَ (5) فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَا يَسُدُّهَا شَيْ‌ءٌ (6) » (7).
    77 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌
    __________________
    والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ أبا أيّوب هذا ، هو إبراهيم بن عيسى أو ابن عثمان ـ فقد اختلف في اسم أبيه ، كما في رجال النجاشي ، ص 20 ، الرقم 25 ، ورجال الطوسي ، ص 167 ، الرقم 1935 ـ ولقبه : « الخرّاز » بالراء المهملة المشدّدة بعد الخاء ، كما ضبطه ابن إدريس في السرائر ، ج 3 ، ص 591 ، وابن داود في مواضع من كتابه ، راجع : رجال ابن داود ، ص 14 ، الرقم 19 ، وص 17 ، الرقم 27 ، وص 391. وهكذا ضبطه العلاّمة في خلاصة الأقوال ، ص 15 ، الرقم 13 ، وص 269 ، الرقم 1 ، وفي إيضاح الاشتباه ، ص 86 ، الرقم 17.
    لايقال : إنّ الشيخ الطوسي عنون الرجل في رجاله تارة في ص 159 ، الرقم 1775 وقال : « إبراهيم بن زياد ، أبو أيّوب الخزّاز » ، واخرى في ص 167 ، الرقم 1935 وقال : « إبراهيم بن عيسى ، كوفي خزّاز ، ويقال : ابن عثمان ».
    فإنّه يقال : المذكور في بعض النسخ المعتبرة من رجال الطوسي ، في الموضع الأوّل هو « الخرّاز » وفي الموضع الثاني « خرّاز ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 9:58 pm

    (1) في « بس » : ـ « من ».
    (2) الفقيه ، ج 1 ، ص 186 ، ح 559 ، مرسلاً ؛ تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 151 ، ح 498 ، عن سليمان بن خالد ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج 1 ، ص 147 ، ح 61 ؛ البحار ، ج 63 ، ص 221 ، ح 64.
    (3) في حاشية « بج ، جم » وشرح صدر المتألّهين : « أصحابنا ».
    (4) في المحاسن : « إذا مات العالم ».
    (5) « ثَلِمَ » جاء لازماً من باب عَلِمَ ، وجاء متعدّياً من باب ضرب. وثُلْمَة ـ وهي الخلل في الحائط وغيره ـ فاعلٌ على الأوّل ، ومفعول على الثاني ، والفاعل ضمير يعود إلى الموت. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1881 ( ثلم ) ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 101.
    (6) في المحاسن والبصائر : + « إلى يوم القيامة ».
    (7) المحاسن ، ص 233 ، كتاب مصابيح الظلم ، ذيل ح 185 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 4 ، ذيل ح 10 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام. الخصال ، ص 504 ، أبواب الستّة عشر ، ح 1 ، بسند آخر مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 148 ، ح 62.

    أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا مَاتَ الْمُؤْمِنُ ، بَكَتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ وَبِقَاعُ (1) الْأَرْضِ ، الَّتِي كَانَ يَعْبُدُ (2) اللهَ عَلَيْهَا ، وَأَبْوَابُ السَّمَاءِ ، الَّتِي كَانَ يُصْعَدُ فِيهَا بِأَعْمَالِهِ ، وَثُلِمَ فِي الْإِسْلَامِ ثُلْمَةٌ لَايَسُدُّهَا شَيْ‌ءٌ ؛ لِأَنَّ الْمُؤْمِنِينَ الْفُقَهَاءَ (3) حُصُونُ الْإِسْلَامِ كَحِصْنِ (4) سُورِ الْمَدِينَةِ لَهَا » (5).
    78 / 4. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ (6) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (7) ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ (Cool أَحَدٍ يَمُوتُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَحَبَّ إِلى إِبْلِيسَ مِنْ مَوْتِ فَقِيهٍ » (9).
    __________________
    (1) « بِقاع » : جمع البقعة وهي قطعة من أرض على غير الهيئة التي على جنبها. انظر : ترتيب كتاب العين ، ج 1 ، ص 182 ( بقع ).
    (2) قال المازندراني في شرحه : « الموصول مع صلته إمّا صفة للبقاع ، أو صفة للأرض ، وعلى التقديرين « يعبد » إمّا مبنيّ للفاعل وفاعله : ذلك المؤمن ، أو مبنيّ للمفعول ». واستبعد المجلسي البناء للمفعول في مرآة العقول.
    (3) في الكافي ، ح 4752 والعلل وقرب الإسناد : ـ « الفقهاء ».
    (4) والكلمة ـ بقرينة تعلّق « لها » بها ـ مصدر ، فهو بفتح الحاء بمعنى المنع والحرز. وقال الميرزا رفيعا في حاشيته : « الحصن ـ بضمّ الحاء ـ مصدر حصن ككرم أي منع ». وفي شرح صدر المتألّهين والكافي ، ح 4752 : « كحصون ».
    (5) الكافي ، كتاب الجنائز ، باب النوادر ، ح 4752 ؛ وقرب الإسناد ، ص 303 ، ح 1190 ، وعلل الشرائع ، ص 462 ، ح 2 ؛ بسند آخر عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، مع تفاوت يسير. وفي الفقيه ، ج 1 ، ص 139 ، ح 381 ، مرسلاً إلى قوله : « بأعماله » مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 148 ، ح 63 ؛ الوسائل ، ج 3 ، ص 283 ، ح 3660.
    (6) في « ب ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف » : « أحمد بن محمّد ».
    (7) هكذا في « ش ، و ، بو ، جح ، جر ، جل ، جم ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « الخزّاز ». وما أثبتناه هو الصواب ، كما تقدّم ذيل ح 75.
    (Cool في « بس » : ـ « من ».
    (9) الفقيه ، ج 1 ، ص 186 ، ح 559 ، مرسلاً ؛ تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 151 ، ح 498 ، عن سليمان بن خالد ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج 1 ، ص 147 ، ح 61.

    79 / 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ عَمِّهِ يَعْقُوبَ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ أَبِي كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَقْبِضُ الْعِلْمَ بَعْدَ مَا يُهْبِطُهُ (1) ، وَلكِنْ يَمُوتُ الْعَالِمُ ، فَيَذْهَبُ بِمَا يَعْلَمُ ، فَتَلِيهِمُ (2) الْجُفَاةُ (3) ، فَيَضِلُّونَ وَيُضِلُّونَ ، وَلَا خَيْرَ فِي شَيْ‌ءٍ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ » (4).
    80 / 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّهُ يُسَخِّي (5) نَفْسِي فِي سُرْعَةِ الْمَوْتِ وَالْقَتْلِ فِينَا قَوْلُ اللهِ عَزَّوَجَلَّ : ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها ) (6) وَهُوَ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ » (7).
    __________________
    (1) في حاشية « ض ، بر » : « ما بسطه ».
    (2) في حاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بر » : « فتؤمّهم ». وهو من الأمّ بمعنى القصد ، أو من الإمامة. وقوله : « فتليهم » من الوِلاية ـ بالكسر ـ وهي الإمارة والسلطنة والتولّي للُامور ، أي يصيروا إليهم صاحب التصرّف في امور دينهم ودنياهم. راجع شروح الكافي.
    (3) « الجُفاة » : جمع الجافي من الجَفاء ، بمعنى غِلَظ الطبع. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 280 ( جفى ).
    (4) راجع : الأمالي للمفيد ، ص 20 ، المجلس 3 ، ح 1 ؛ تحف العقول ، ص 37 الوافي ، ج 1 ، ص 149 ، ح 66.
    (5) في « ج ، بر » : « تُسخّي ». وقوله : « يُسَخِّي » ، فاعله « قول الله » ومفعوله « نفسي » و « فينا » متعلّق بـ « سرعة » أو بالقول ، وردّ المازندراني من جعل تسخى مثل ترضى و « نفسي » فاعله ، أو نفسي مبتدأ و « فينا » خبره ، وتسخى بمعنى تترك. قال صدر المتألّهين : « أي مفاد هذه الآية : يجعل نفسي سخيّة في باب سرعة الموت أو القتل فينا أهل البيت ؛ يعني تجود نفسي بهذه الحياة اشتياقاً إلى لقاء الله تعالى ويرغب في سرعة وقوع الموت أو الشهادة الواقعة فينا ؛ لأنّ المراد من نقصان الأرض من أطرافها ـ وهي نهاياتها ـ ذهاب العلماء ». انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 159 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ح 109 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 150 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 126.
    (6) الرعد (13) : 41.
    (7) الفقيه ، ج 1 ، ص 186 ، ح 560 ؛ وتفسير القمّي ، ج 1 ، ص 367 مرسلاً من قوله : « أو لم يروا » الوافي ، ج 1 ، ص 149 ، ح 67 ؛ البحار ، ج 46 ، ص 107 ، ح 102 ؛ وج 70 ، ص 337.

    8 ـ بَابُ مُجَالَسَةِ الْعُلَمَاءِ وَصُحْبَتِهِمْ‌
    81 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : « يَا بُنَيَّ ، اخْتَرِ الْمَجَالِسَ عَلى عَيْنِكَ (1) ، فَإِنْ رَأَيْتَ قَوْماً يَذْكُرُونَ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ ، فَاجْلِسْ مَعَهُمْ ؛ فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً ، نَفَعَكَ عِلْمُكَ (2) ، وَإِنْ تَكُنْ جَاهِلاً ، عَلَّمُوكَ ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِرَحْمَتِهِ (3) ؛ فَتَعُمَّكَ (4) مَعَهُمْ ، وَإِذَا رَأَيْتَ قَوْماً لَايَذْكُرُونَ اللهَ ، فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ ؛ فَإِنْ تَكُنْ عَالِماً ، لَمْ يَنْفَعْكَ عِلْمُكَ ، وَإِنْ كُنْتَ (5) جَاهِلاً ، يَزِيدُوكَ جَهْلاً ، وَلَعَلَّ اللهَ أَنْ يُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ ؛ فَتَعُمَّكَ (6) مَعَهُمْ » (7).
    82 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « مُحَادَثَةُ الْعَالِمِ (Cool عَلَى الْمَزَابِلِ خَيْرٌ‌
    __________________
    (1) « على عينك » ، أي بعينك ، أو في عينك ، أو على بصيرة منك ومعرفة لك بحالها. أو المراد : رجّحه على ‌عينك ، أي ليكون المجالس أعزّ عندك من عينك. انظر شروح الكافي.
    (2) في العلل : « ينفعك علمك ويزيدونك علماً » بدل « نفعك علمك ».
    (3) في « ج » : « برحمة ».
    (4) هكذا في « ض ، و ، بس » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فيعمّك ».
    (5) في « ف » : « وإن تكن ». وفي العلل : « وإن تك ».
    (6) هكذا في « ج ، بس » والعلل والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « فيعمّك ».
    (7) علل الشرائع ، ص 394 ، ح 9 ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن الوافي ، ج 1 ، ص 175 ، ح 95 ؛ الوسائل ، ج 7 ، ص 231 ، ذيل ح 9198.
    (Cool في حاشية « ب » : « العلماء ».

    مِنْ مُحَادَثَةِ الْجَاهِلِ عَلَى الزَّرَابِيِّ (1) » (2).
    83 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ شَرِيفِ بْنِ سَابِقٍ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ أَبِي قُرَّةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قَالَتِ الْحَوَارِيُّونَ لِعِيسى (3) : يَا رُوحَ اللهِ ، مَنْ نُجَالِسُ؟ قَالَ : مَنْ تُذَكِّرُكُمُ (4) اللهَ رُؤْيَتُهُ ، وَيَزِيدُ فِي عِلْمِكُمْ مَنْطِقُهُ ، وَيُرَغِّبُكُمْ فِي الْآخِرَةِ عَمَلُهُ (5) » (6).
    84 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مُجَالَسَةُ أَهْلِ الدِّينِ شَرَفُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » (7).
    85 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَصْبَهَانِيِّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ‌
    __________________
    (1) « الزرابيّ » : جمع الزَربيّة ، وهي البساط ، أو كلّ مابسط واتّكي عليه ، أو الطِنفسة ، أي الوسادة فوق الرحل ، أو البساط الذي لها خَمل ـ وهو ما يوضع على وجهه ـ رقيق ، أو النُمْرِقة ، وهي الوسادة الصغيرة ، أو هي زرابيّ النبت إذا احمرّ واصفرّ وفيه خُضرة ، فلمّا رأوا الألوان في البُسُط والفُرش شبّهوها بها. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 447 ( زرب ).
    (2) الاختصاص ، ص 235 ، مرسلاً الوافي ج 1 ، ص 176 ، ح 96.
    (3) في « بح » : + « ابن مريم ».
    (4) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ف » والمطبوع : « يذكّركم ».
    (5) في حاشية « بف » : « علمه ».
    (6) مصباح الشريعة ، ص 21 ؛ وتحف العقول ، ص 44 ، مع زيادة. راجع : الأمالي للطوسي ، ص 157 ، المجلس 6 ، ح 14 الوافي ، ج 1 ، ص 176 ، ح 97 ؛ البحار ، ج 14 ، ص 331 ، ح 72.
    (7) الأمالي للصدوق ، ص 60 ، المجلس 14 ، ح 10 ؛ وثواب الأعمال ، ص 160 ، ح 1 ؛ والخصال ، ص 5 ، باب الواحد ، ح 12 ، بسند آخر عن منصور بن حازم. وفي تحف العقول ، ص 397 ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج 1 ، ص 176 ، ح 98.

    دَاوُدَ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَمَجْلِسٌ (1) أَجْلِسُهُ إِلى مَنْ أَثِقُ بِهِ أَوْثَقُ فِي نَفْسِي مِنْ عَمَلِ سَنَةٍ » (2).
    9 ـ بَابُ سُؤَالِ الْعَالِمِ وَتَذَاكُرِهِ‌
    (3) 86 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا (4) :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ مَجْدُورٍ (5) أَصَابَتْهُ جَنَابَةٌ ، فَغَسَّلُوهُ ، فَمَاتَ ، قَالَ (6) : « قَتَلُوهُ ، أَلاَّ (7) سَأَلُوا ؛ فَإِنَّ دَوَاءَ الْعِيِّ (Cool السُّؤَالُ » (9).
    87 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَبُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالُوا :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِحُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ فِي شَيْ‌ءٍ سَأَلَهُ : « إِنَّمَا يَهْلِكُ النَّاسُ ؛ لِأَنَّهُمْ‌
    __________________
    (1) في « ج » : « المجلس ».
    (2) الوافي ، ج 1 ، ص 177 ، ح 100.
    (3) في حاشية « بح » : « العلم ».
    (4) في الكافي ، ح 4130 والتهذيب : « عن محمّد بن سكين وغيره » بدل « عن بعض أصحابنا ».
    (5) « المجدور » ذات الجَدَريّ ، وهو قروح في البدن تنفّطُ عن الجلد ممتلئة ماءً وتقيّح ، أو ورم يأخذ في الحلق. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 120 ؛ القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 517 ( جدر ).
    (6) في « ألف » والوسائل : « فقال ».
    (7) « ألاّ » : حرف تحضيض ، واحتمل في مرآة العقول كونه بالتخفيف استفهاماً إنكاريّاً.
    (Cool « العيّ » : العجز وعدم الاهتداء لوجه المراد ، أو العيّ بمعنى الجهل وعدم البيان. وقال في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالغين المعجمة ، ولعلّه تصحيف ». انظر : لسان العرب ، ج 15 ، ص 111 ـ 113 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1725 ( عيى ).
    (9) الكافي ، كتاب الطهارة ، باب الكسير والمجدور و ... ، ح 4130. وفي التهذيب ، ج 1 ، ص 184 ، ح 529 ، بسنده عن الكليني ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة. الفقيه ، ج 1 ، ص 107 ، ح 219 ، مرسلاً عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وراجع : الكافي ، نفس الباب ، ح 4129 الوافي ، ج 1 ، ص 179 ، ح 101 ؛ الوسائل ، ج 3 ، ص 346 ، ح 3826.

    لَا يَسْأَلُونَ » (1).
    88 / 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ هذَا الْعِلْمَ عَلَيْهِ قُفْلٌ ، وَمِفْتَاحُهُ الْمَسْأَلَةُ (2) ». (3) ‌
    عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام مِثْلَهُ (4).
    89 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا يَسَعُ النَّاسَ (5) حَتّى يَسْأَلُوا ، وَ (6) يَتَفَقَّهُوا وَيَعْرِفُوا إِمَامَهُمْ ، وَيَسَعُهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا بِمَا يَقُولُ وَإِنْ كَانَ (7) تَقِيَّةً » (Cool.
    90 / 5. عَلِيٌّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أُفٍّ (9) لِرَجُلٍ (10) لَايُفَرِّغُ (11) نَفْسَهُ فِي كُلِّ‌
    __________________
    (1) الوافي ، ج 1 ، ص 180 ، ح 102.
    (2) في شرح صدر المتألّهين : « السؤال ».
    (3) الوافي ، ج 1 ، ص 180 ، ح 103.
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 180 ، ح 104.
    (5) « لايسع الناس » ، أي لايجوز لهم أن يأخذوا في الدين شيئاً ويعتقدوه ويتديّنوا به ، من وسعة المكان ؛ لأنّ‌الجائز موسّع غير مضيّق ، فالناس مفعول والفاعل مقدّر. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 123.
    (6) في المحاسن : « أو ».
    (7) في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « كانت ». وقال صدر المتألّهين : « تقيّة ، إمّا منصوبة بالخبريّة لـ « كانت » وهي ناقصة ، أو مرفوعة بالفاعليّة لها ، وهي تامّة ».
    (Cool المحاسن ، ص 225 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 147 ، بسنده عن يونس ، إلى قوله : « يتفقّهوا ». راجع : المحاسن ، ج 1 ، ص 155 ، كتاب الصفوة ، ح 85 ؛ وكمال الدين ، ص 412 ، ح 10 الوافي ، ج 1 ، ص 180 ، ح 105 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 110 ، ح 33346.
    (9) « أُفّ » : كلمة تضجّر ، وفيه ستّ لغات : افَّ ، افِّ ، افُّ ، افٍّ ، افّاً ، افْ. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1331 ( أفف ).
    (10) في الخصال : « للرجل المسلم » بدل « لرجل ».
    (11) « لايفرغ » : إمّا من المجرّد ، أي من الفراغ ، يقال : فرغ منه يفرغ فراغاً ، أو من التفعيل ، أي من التفريغ ،

    جُمُعَةٍ لِأَمْرِ دِينِهِ ؛ فَيَتَعَاهَدَهُ (1) وَيَسْأَلَ عَنْ دِينِهِ ».
    وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « لِكُلِّ مُسْلِمٍ (2) » (3).
    91 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : تَذَاكُرُ الْعِلْمِ (4) بَيْنَ عِبَادِي مِمَّا تَحْيَا عَلَيْهِ (5) الْقُلُوبُ الْمَيْتَةُ إِذَا هُمُ انْتَهَوْا فِيهِ إِلى أَمْرِي » (6).
    92 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « رَحِمَ اللهُ عَبْداً أَحْيَا الْعِلْمَ ». قَالَ : قُلْتُ : وَمَا إِحْيَاؤُهُ؟ قَالَ : « أَنْ يُذَاكِرَ (7) بِهِ أَهْلَ الدِّينِ وَأَهْلَ الْوَرَعِ » (Cool.
    93 / 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ ، عَنْ‌
    __________________
    وتفريغ النفس بمعنى إخلائها. ف « نفسه » على الأوّل فاعله ، وعلى الثاني مفعوله. شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 125 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 131.
    (1) جواب النفي ، واحتمالُ عطفه على المنفيّ بعيد. التعاهد والتعهّد : التحفّظ بالشي‌ء ، وتجديد العهد به ، والثاني أفصح من الأوّل ؛ لأنّ التعاهد إنّما يكون بين اثنين ، إلاّ أن يكون التعاهد هنا لأصل الفعل دون الاشتراك. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 516 ( عهد ) ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 125 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 125.
    (2) بدلاً « لرجل » أي « افّ لكلّ مسلم » كما في المحاسن.
    (3) المحاسن ، ص 225 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 149 ، بسند آخر عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ الخصال ، ص 393 ، باب السبعة ، ذيل ح 96 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 181 ، ح 106 و 107.
    (4) في « بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « العالم ».
    (5) لفظة « على » في « عليه » إمّا بمعنى الباء ، أو بمعناها ويكون الظرف حالاً من القلوب ، أي حال كونها ثابتة مستقرّة على العلم وتذاكره. وعلى التقديرين « تحيا » إمّا مجرّد معلوم ، أو مزيد مجهول. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 126 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 131.
    (6) الوافي ، ج 1 ، ص 181 ، ح 108.
    (7) في « و ، بف » : « أن تذاكر ».
    (Cool الوافي ، ج 1 ، ص 182 ، ح 109.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 9:59 pm

    بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « تَذَاكَرُوا (1) وَتَلَاقَوْا وَتَحَدَّثُوا ؛ فَإِنَّ الْحَدِيثَ جِلَاءٌ لِلْقُلُوبِ ؛ إِنَّ الْقُلُوبَ لَتَرِينُ (2) كَمَا يَرِينُ (3) السَّيْفُ ، جِلَاؤُهَا الْحَدِيثُ (4) » (5).
    94 / 9. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (6) عليه‌السلام يَقُولُ : « تَذَاكُرُ الْعِلْمِ دِرَاسَةٌ (7) ، وَالدِّرَاسَةُ صَلَاةٌ (Cool حَسَنَةٌ (9) » (10).
    __________________
    (1) في حاشية ميرزا رفيعا : + « العلم ».
    (2) ترين القلوب ، أي خبثت وعلا عليها الوسخ ، من الرَين ، وهو الصدأ الذي يعلو السيف والمرآة. انظر : لسان العرب ، ج 13 ، ص 192 ( رين ).
    (3) في « ف » : « ترين » ولعلّه لإرادة جنس السيف.
    (4) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا ومرآة العقول : « جلاؤه الحديد ». وفي « بر » والوسائل : « وجلاؤه الحديد ». وفي « بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « جلاؤه الحديث ». وهذا الأخير لايمكن المساعدة عليه ؛ فإنّ السيف لايناسبه الحديث. وقال المجلسي في مرآة العقول : « في بعض النسخ : وجلاؤها الحديث ، وهو أظهر ».
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 182 ، ح 110 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 78 ، ح 33248.
    (6) في « بس » : « أبا عبدالله جعفر ». ومنصور الصيقل هو منصور بن الوليد الصيقل ، من أصحاب أبي جعفر الباقروأبي عبدالله عليهما‌السلام ، كما في رجال الطوسي ، ص 147 ، الرقم 1624 ؛ وص 306 ، الرقم 4508. وهو وإن روى في أكثر أسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، لكن وردت روايته عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في الغيبة للنعماني ، ص 208 ، ح 16 وذيله.
    (7) « الدراسة » : القراءة مع تعهّد وتفهّم ، يقال : درس يدرس دراسة ، إذا قرأ وتعهّد أن لاينسى. وأصل الدِراسة الرياضة والتعهّد للشي‌ء. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 113 ( درس ).
    (Cool في حاشية « ف » : « صِلات ». وفي « بح » : « صَلات ». وفي « بس » : « صِلوة ». وفي الوافي : « وربّما يقرأ بكسر الصاد وسكون اللام ويفسّر بالصلة ».
    (9) « حسنة » : صفة لـ « صلاة » لاخبر بعد خبر ؛ إذ لاوجه لجعل الدراسة بمنزلة الصلاة على الإطلاق وإن لم تكن حسنة مقبولة. شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 132.
    (10) الوافي ، ج 1 ، ص 183 ، ح 111.

    10 ـ بَابُ بَذْلِ الْعِلْمِ‌
    95 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ (1) ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه‌السلام : إِنَّ اللهَ لَمْ يَأْخُذْ عَلَى الْجُهَّالِ عَهْداً بِطَلَبِ الْعِلْمِ حَتّى أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ عَهْداً بِبَذْلِ الْعِلْمِ لِلْجُهَّالِ ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ كَانَ قَبْلَ الْجَهْلِ » (2).
    96 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَمُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي هذِهِ الْآيَةِ : ( وَلا تُصَعِّرْ ) (3) ( خَدَّكَ لِلنّاسِ ) (4) قَالَ : « لِيَكُنِ النَّاسُ عِنْدَكَ فِي الْعِلْمِ سَوَاءً » (5).
    97 / 3. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (6) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ،
    __________________
    (1) هكذا في « الف ، و ، جم » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بس ، جر ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ، جر » وحاشية « جم » والمطبوع : « منصور بن حازم ».
    والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ ابن بزيع أحد رواة كتاب منصور بن يونس ، وروى عنه بعناوينه المختلفة في كثير من الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص 459 ، الرقم 731 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 15 ، ص 352 ـ 353 ، وص 359 ـ 360.
    وأضف إلى ذلك أنّ منصور بن يونس روى كتاب طلحة بن زيد ، كما في رجال النجاشي ، ج 207 ، الرقم 550 ، ولم يثبت رواية منصور بن حازم عن طلحة بن زيد.
    (2) الأمالي للمفيد ، ص 66 ، المجلس 7 ، ح 12 ، بسند آخر مع اختلاف يسير ؛ وفي خصائص الأئمّة ، ص 125 ؛ ونهج البلاغة ، ص 559 ، الحكمة 478 ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 185 ، ح 112.
    (3) « لاتصعّر » من التصعير ، وهو إمالة الوجه أو الخدّ عن النظر إلى الناس تهاوناً من كبرٍ كأنّه مُعرِض. انظر : لسان‌العرب ، ج 4 ، ص 456 ( صعر ).
    (4) لقمان (31) : 18.
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 186 ، ح 113.
    (6) روى أحمد بن أبي عبدالله عن أبيه محمّد بن خالد البرقي ، كتاب أحمد بن النضر ، وبه يعلم المراد من

    عَنْ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (1) عليه‌السلام ، قَالَ : « زَكَاةُ الْعِلْمِ أَنْ تُعَلِّمَهُ عِبَادَ اللهِ » (2).
    98 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَامَ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عليه‌السلام خَطِيباً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقَالَ :
    يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ، لَاتُحَدِّتُوا الْجُهَّالَ بِالْحِكْمَةِ ؛ فَتَظْلِمُوهَا ، وَلَا تَمْنَعُوهَا أَهْلَهَا ؛ فَتَظْلِمُوهُمْ (3) » (4).
    11 ـ بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْقَوْلِ بِغَيْرِ عِلْمٍ ‌(5)
    99 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ وَعَبْدِاللهِ ابْنَيْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (6) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ يَزِيدَ (7) ، قَالَ :
    __________________
    قوله : « بهذا الإسناد ».
    (1) في شرح صدر المتألّهين : « عن أبي عبدالله ».
    (2) تحف العقول ، ص 364 ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 187 ، ح 114.
    (3) في حاشية « ج ، بح » : « فتظلمهم ».
    (4) الأمالي للصدوق ، ص 421 ، المجلس 65 ، ح 17 ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن. وفي الكافي ، كتاب الروضة ، ح 15360 ؛ والفقيه ، ج 4 ، ص 400 ، ح 5858 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 305 ، المجلس 50 ، ح 11 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 196 ، ح 2 ، بسند آخر مع اختلاف. تحف العقول ، ص 27 ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج 1 ، ص 187 ، ح 115 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 128 ، ح 21156.
    (5) لم يرد في نسخة « بف » الحديث 98 وعنوان هذا الباب.
    (6) في الوسائل : ـ « وعبدالله ابني محمّد بن عيسى ».
    (7) في الخصال والوسائل وشرح صدر المتألّهين والوافي : « مَزْيَد ». وفي « بس » : « مَزْبَد ». ويحتمل أن يكون مفضّل هذا هو ابن « مزيد » أو « مرثد » المذكور في كتب الرجال. انظر : رجال البرقي ، ص 29 ، ورجال الطوسي ، ص 225 ، الرقم 3022 وقسهما مع رجال البرقي ، ص 34 ، ورجال الطوسي ، ص 146 ، الرقم 1606. ويحتمل أيضاً أن يكون مفضّل هو مفضّل بن يزيد الكوفي المذكور في رجال الطوسي ، ص 307 ، الرقم 4538.

    قَالَ لِي (1) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَنْهَاكَ عَنْ خَصْلَتَيْنِ ، فِيهِمَا هُلْكُ (2) الرِّجَالِ : أَنْهَاكَ أَنْ تَدِينَ اللهَ (3) بِالْبَاطِلِ ، وَتُفْتِيَ النَّاسَ بِمَا لَاتَعْلَمُ » (4).
    100 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :
    قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِيَّاكَ وَخَصْلَتَيْنِ ؛ فَفِيهِمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ : إِيَّاكَ أَنْ تُفْتِيَ النَّاسَ بِرَأْيِكَ ، أَوْ (5) تَدِينَ بِمَا لَاتَعْلَمُ (6) » (7).
    101 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى (Cool ، لَعَنَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ ، وَلَحِقَهُ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِفُتْيَاهُ » (9).
    __________________
    (1) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والمحاسن : ـ « لي ».
    (2) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بج ، بح ، بس ، بف ، جه » والوافي والوسائل والمحاسن والخصال. وفي بعض النسخ والمطبوع : « هلاك ».
    (3) « تدين الله » ، أي تطيعه ، من الدِين بمعنى الطاعة. والمعنى : أنهاك أن تتّخذ الباطل ديناً بينك وبين الله ، وتعبد به الله تعالى. انظر : لسان العرب ، ج 13 ، ص 169 ( دين ).
    (4) الخصال ، ص 52 ، باب الاثنين ، ح 65 بسنده عن محمّد بن يحيى. المحاسن ، ص 204 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 54 ، بسنده عن عليّ بن الحكم الوافي ، ج 1 ، ص 189 ، ح 119 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 20 ، ح 33101.
    (5) كذا. والمناسب هو الواو كما في المحاسن.
    (6) في حاشية « بر » : « لم تعلم ».
    (7) الخصال ، ص 52 ، باب الاثنين ، ح 66 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. وفي المحاسن ، ص 205 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 55 و 56 ، بسنده عن عبدالرحمن بن الحجّاج ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 190 ، ح 120 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 21 ، ح 33102.
    (Cool في الكافي ، ح 14605 والتهذيب والمحاسن والوافي : + « من الله ».
    (9) الكافي ، كتاب القضاء والأحكام ، باب أنّ المفتي ضامن ، ح 14605. وفي التهذيب ، ج 6 ، ص 223 ، ح 531 ، عن أحمد بن محمّد ؛ المحاسن ، ص 205 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 60 ، عن الحسن بن محبوب. وفي المحاسن ، ص 205 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 58 و 59 ؛ وعيون الأخبار ، ج 2 ، ص 46 ، ح 173 ؛ وكمال الدين ، ص 256 ، ضمن ح 1 ، بسند آخر مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 190 ، ح 121 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 20 ، ح 33100 ؛ وص 220 ح 33638.

    102 / 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي رَجَاءٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا عَلِمْتُمْ فَقُولُوا ، وَمَا لَمْ تَعْلَمُوا فَقُولُوا : اللهُ أَعْلَمُ ؛ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْتَزِ عُ (1) الْآيَةَ (2) مِنَ الْقُرْآنِ يَخِرُّ فِيهَا (3) أَبْعَدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (4) » (5).
    103 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ (6) ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لِلْعَالِمِ ـ إِذَا سُئِلَ عَنْ شَيْ‌ءٍ وَهُوَ لَايَعْلَمُهُ ـ أَنْ يَقُولَ : اللهُ‌
    __________________
    (1) « لينتزع » : من الانتزاع ، بمعنى الاقتلاع ، يقال : انتزعت الشي‌ء فانتزع ، أي اقتلعته فاقتلع ، لازم ومتعدٍّ ، وانتزاع الآية ، استخراجها. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1289 ( نزع ).
    (2) في « ف ، بس » والمحاسن : « بالآية ». وفي حاشية « بر » : « بآية ».
    (3) « يخرّ فيها » : حال عن فاعل ينتزع ، أو خبر بعد خبر ، من الخرور بمعنى السقوط من العلو. والمعنى : يقع في الآية أي في تفسيرها ساقطاً على ما هو بعيد عن المراد ، بينهما أبعد ما بين السماء والأرض. وفي « و » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » : « يحرّفها » ، من التحريف. قال الداماد : « فكأنّه تحريف يخترقها » ونسبه الفيض إلى التصحيف ، وصحّحه المازندراني. وفي حاشية « ب ، ج » : « يخرّقها ». وفي حاشية : « ب ، بس » : « يجرّفها ». ونقل المازندراني قراءة : « يخترقها » بمعنى قطع الأرض على غير الطريق. انظر : التعليقة للداماد ، ص 90 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 134 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 146 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 137 ، الصحاح ، ج 2 ، ص 643 ( خرر ).
    (4) في « بح ، بس ، بف » : ـ « والأرض ». وفي المحاسن : « أبعد من السماء ».
    (5) المحاسن ، ص 206 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 62. وفي تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 17 ، ح 3 ، عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام. راجع : الخصال ، ص 315 ، باب الخمسة ، ح 96 ؛ والإرشاد ، ج 1 ، ص 297 الوافي ، ج 1 ، ص 191 ، ح 122 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 22 ، ح 33104.
    (6) في حاشية « و » : « عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ومحمّد بن إسماعيل ». فيكون في السندتحويل ، كما لايخفى.

    أَعْلَمُ ، وَلَيْسَ لِغَيْرِ الْعَالِمِ أَنْ يَقُولَ ذلِكَ » (1).
    104 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (2) ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا سُئِلَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ عَمَّا لَايَعْلَمُ ، فَلْيَقُلْ : لَا أَدْرِي ، وَلَا يَقُلْ : اللهُ أَعْلَمُ ؛ فَيُوقِعَ فِي قَلْبِ صَاحِبِهِ شَكّاً ، وَإِذَا قَالَ الْمَسْؤُولُ : لَا أَدْرِي ، فَلَا يَتَّهِمُهُ السَّائِلُ » (3).
    105 / 7. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام : مَا حَقُّ اللهِ (4) عَلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ : « أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ ، وَيَقِفُوا‌
    __________________
    (1) المحاسن ، ص 206 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 64 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن محمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما‌السلام. تحف العقول ، ص 297. راجع : الخصال ، ص 315 ، باب الخمسة ، ح 96 ؛ والإرشاد ، ج 1 ، ص 297 الوافي ، ج 1 ، ص 191 ، ح 123.
    (2) الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في المحاسن ، ص 206 ، ح 63 ، عن أبيه عن حمّاد بن عيسى عن‌حريز بن عبدالله عن الهيثم عن محمّد بن مسلم.
    والظاهر أنّ كلاًّ من سندي الكافي والمحاسن مختلٌّ. أمّا سند الكافي ، فلايبعُد سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد بن خالد وحمّاد بن عيسى ؛ فإنّ أحمد بن محمّد بن خالد يروي في كتابه المحاسن عن حمّاد بن عيسى أكثر من ستّين مورداً ، كلّها مع الواسطة إلاّ ما ورد في ص 3 ، ح 2 ؛ وص 203 ، ح 47 ؛ وص 259 ، ح 308 ؛ وص 427 ، ح 237 ؛ وص 555 ، ح 908 ؛ وص 243 ، ح 169 ، وكلّها مختلّ ، يظهر اختلالها للعارف بالأسناد وطبقات الرواة.
    وأمّا سند المحاسن ، فالظاهر زيادة « عن الهيثم » ، فإنّا لم نجد رواية من يُسَمّى بالهيثم عن محمّد بن مسلم ـ مع الفحص الأكيد ـ في غير هذا المورد. هذا ، مضافاً إلى أنّ وقوع الواسطة بين حريز بن عبدالله وشيخه محمّد بن مسلم ـ وقد روى عنه في كثيرٍ من الأسناد جدّاً ـ بعيد ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج 4 ، ص 253 ـ 254 ، وص 495.
    (3) المحاسن ، ص 206 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 63. راجع : المحاسن ، ص 9 ، كتاب الأشكال والقرائن ، ح 26 ؛ وص 207 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 66 ؛ والخصال ، ص 315 ، باب الخمسة ، ح 95 الوافي ، ج 1 ، ص 192 ، ح 124.
    (4) في التوحيد : « ما حجّة الله ».

    عِنْدَ مَا لَايَعْلَمُونَ » (1).
    106 / 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ يُونُسَ (2) ، عَنْ أَبِي يَعْقُوبَ إِسْحَاقَ (3) بْنِ عَبْدِ اللهِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَصَّ (4) عِبَادَهُ بِآيَتَيْنِ (5) مِنْ كِتَابِهِ : أَنْ لَايَقُولُوا حَتّى يَعْلَمُوا ، وَلَا يَرُدُّوا مَا لَمْ يَعْلَمُوا ، وَقَالَ (6) عَزَّ وَجَلَّ : ( أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ ) (7) وَقَالَ : ( بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (Cool (9).
    __________________
    (1) الأمالي للصدوق ، ص 420 ، المجلس 65 ، ح 14 ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ؛ التوحيد ، ص 459 ، ح 27 ، بسنده عن المعلّى بن محمّد البصري ؛ المحاسن ، ص 204 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 53 ، بسنده عن زرارة بن أعين ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره. وفي الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب النوادر ، ح 139 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج 1 ، ص 193 ، ح 126 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 23 ، ح 33108 و 33109 ، مع اختلاف ؛ وفيه ، ص 155 ، ح 33467.
    (2) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + « [ بن عبدالرحمن ] ». والظاهر زيادته ، وأنّ المراد من يونس هذا هويونس بن يعقوب ؛ فإنّه مضافاً إلى أنّا لم نجد رواية ابن أبي عمير عن يونس بن عبدالرحمن ، روى ابن أبي عمير كتاب يونس بن يعقوب ، وروى عنه في بعض الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص 512 ، الرقم 814 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 20 ، ص 232 ـ 233.
    ويؤيِّد ذلك أنّ الخبر رواه الصدوق في الأمالي ، ص 420 ، المجلس 65 ، ح 15 ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن يونس بن يعقوب ، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبدالله.
    (3) في « بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « أبي يعقوب وإسحاق ». والظاهر عدم صحّتها ؛ فإنّ الغالب في تكنية المسمّين بإسحاق هو أبو يعقوب.
    (4) في حاشية « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « حضّ » ، أي حثّ. واحتمله المازندراني في شرحه.
    (5) احتمل صدر المتألّهين في شرحه ، ص 168 كون « آيتين » تصحيفاً لـ « اثنين » ، وذكر المازندراني هذا الاحتمال وأبطله. وللمزيد راجع : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 151.
    (6) في « بس ، بف » : + « الله ».
    (7) الأعراف (7) : 169.
    (Cool يونس (10) : 39.
    (9) الأمالي للصدوق ، ص 420 ، المجلس 65 ، ح 15 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. بصائر الدرجات ، ص 537 ، ح 2 ، بسنده عن يونس. وفي تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 35 ، ح 98 ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الكاظم عليه‌السلام ؛

    107 / 9. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ (1) ، عَنِ ابْنِ شُبْرُمَةَ ، قَالَ :
    مَا ذَكَرْتُ حَدِيثاً سَمِعْتُهُ عَنْ (2) جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه‌السلام إِلاَّ كَادَ أَنْ يَتَصَدَّعَ (3) قَلْبِي ، قَالَ :
    « حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ جَدِّي ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    قَالَ ابْنُ شُبْرُمَةَ : وَأُقْسِمُ بِاللهِ مَا كَذَبَ (4) أَبُوهُ عَلى جَدِّهِ ، وَلَا جَدُّهُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ عَمِلَ بِالْمَقَايِيسِ ، فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ ، وَمَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ (5) ـ وَهُوَ لَايَعْلَمُ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ وَالْمُحْكَمَ مِنَ الْمُتَشَابِهِ ـ فَقَدْ هَلَكَ وَأَهْلَكَ » (6).
    12 ـ بَابُ مَنْ عَمِلَ بِغَيْرِ عِلْمٍ‌
    108 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « الْعَامِلُ عَلى غَيْرِ بَصِيرَةٍ كَالسَّائِرِ عَلى غَيْرِ الطَّرِيقِ ،
    __________________
    وفيه ، ص 36 ، ح 99 ، عن إسحاق ، عن الصادق عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 122 ، ح 21 ، عن أبي السفاتج ، عن الصادق عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 123 ، ح 22 ، عن إسحاق بن عبدالعزيز ، عن الصادق عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 192 ، ح 125.
    (1) في الأمالي : ـ « عمّن حدّثه ».
    (2) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بس » والمحاسن والأمالي : « من ».
    (3) في حاشية « بر » : « ينصدع ». وفي الوافي : « ينصدع ( يتصدّع ـ خ ) ».
    (4) في الأمالي : + « على أبيه ولا كذب ».
    (5) في « ج » والمحاسن والأمالي والوافي : ـ « بغير علم ». وفي « بف » : ـ « الناس بغير علم ».
    (6) الأمالي للصدوق ، ص 421 ، المجلس 65 ، ح 16 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. المحاسن ، ص 206 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 61 ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن الوافي ، ج 1 ، ص 195 ، ح 130 ؛ البحار ، ج 47 ، ص 49 ، ح 79.

    لَا يَزِيدُهُ (1) سُرْعَةُ (2) السَّيْرِ إِلاَّ بُعْداً » (3).
    109 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ الْحَسَنِ الصَّيْقَلِ (4) ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَا يَقْبَلُ اللهُ عَمَلاً إِلاَّ بِمَعْرِفَةٍ ، وَلَا مَعْرِفَةً (5) إِلاَّ بِعَمَلٍ ؛ فَمَنْ عَرَفَ ، دَلَّتْهُ الْمَعْرِفَةُ عَلَى الْعَمَلِ ، وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ ، فَلَا مَعْرِفَةَ لَهُ ، أَلَا إِنَّ الْإِيمَانَ بَعْضُهُ مِنْ بَعْضٍ » (6).
    110 / 3. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَمَّنْ رَوَاهُ :
    __________________
    (1) في « بح » والوافي : « لاتزيده ». وفي « ف » : « فلا يزيده ».
    (2) في حاشية « ج ، ض ، و ، بح ، بف » : « كثرة ».
    (3) المحاسن ، ص 198 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 24. وفي الأمالي للصدوق ، ص 421 ، المجلس 65 ، ح 18 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ؛ الفقيه ، ج 4 ، ص 401 ، ح 5864 ، بسنده عن محمّد بن سنان وعبدالله بن المغيرة. الأمالي للمفيد ، ص 42 ، المجلس 5 ، ح 11 ، بسند آخر الوافي ، ج 1 ، ص 199 ، ح 134 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 24 ، ح 33110.
    (4) هكذا في « ب ، ج ، بس » وحاشية « ض ، بح » وفي سائر النسخ والمطبوع : « الحسين الصيقل ».
    والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى البرقي الخبر في المحاسن ، ص 198 ، ح 25 ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن الصيقل ، والصدوق أيضاً أورده في الأمالي ، ص 422 ، المجلس 65 ، ح 19 ، بسنده عن ابن مسكان عن الحسن بن زياد الصيقل. ووردت رواية [ عبدالله ] بن مسكان عن الحسن [ بن زياد ] الصيقل في بعض الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 4 ، ص 515 ـ 516 ، ج 5 ، ص 395 ـ 397.
    لايقال : إنّ الشيخ الطوسي ذكر الحسين بن زياد الصيقل في رجاله ، ص 195 ، الرقم 2440 ، كما ذكر الحسن بن زياد في ص 180 ، الرقم 2156 ، فيحتمل صحّة نسخة « حسين » أو « الحسين » ، في ما نحن فيه.
    فإنّه يقال : قد ورد في بعض النسخ المعتبرة من رجال الشيخ « الحسن » بدل « الحسين » ، كما أُشير إلى وجود هذه النسخة في حاشية النسخة المطبوعة ، أيضاً.
    (5) « لا معرفة » منصوبة عطفاً على « عملاً » و « لا » لتأكيد النفي ، أو مبنيّة على الفتح اسم « لا » لنفي الجنس عطفاً على « لايقبل ». انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 158 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 158.
    (6) الأمالي للصدوق ، ص 422 ، المجلس 65 ، ح 19 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. المحاسن ، ص 198 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 25 ، بسنده عن محمّد بن سنان الوافي ، ج 1 ، ص 201 ، ح 136.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (1) ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ عَمِلَ عَلى غَيْرِ عِلْمٍ ، كَانَ مَا يُفْسِدُ أَكْثَرَ مِمَّا يُصْلِحُ » (2).
    13 ـ بَابُ اسْتِعْمَالِ الْعِلْمِ‌
    111 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنَّهُ قَالَ فِي كَلَامٍ لَهُ : « الْعُلَمَاءُ رَجُلَانِ : رَجُلٌ عَالِمٌ آخِذٌ (3) بِعِلْمِهِ ، فَهذَا نَاجٍ ، وَ (4) عَالِمٌ تَارِكٌ لِعِلْمِهِ ، فَهذَا هَالِكٌ ، وَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَتَأَذَّوْنَ مِنْ رِيحِ (5) الْعَالِمِ التَّارِكِ لِعِلْمِهِ ، وَإِنَّ أَشَدَّ أَهْلِ النَّارِ نَدَامَةً وَحَسْرَةً رَجُلٌ دَعَا عَبْداً إِلَى اللهِ ، فَاسْتَجَابَ لَهُ وَقَبِلَ مِنْهُ ، فَأَطَاعَ اللهَ ، فَأَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ ، وَأَدْخَلَ الدَّاعِيَ (6) النَّارَ بِتَرْكِهِ (7) عِلْمَهُ (Cool ، وَاتِّبَاعِهِ الْهَوى (9) ، وَطُولِ الْأَمَلِ ، أَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوى فَيَصُدُّ (10) عَنِ الْحَقِّ ، وَطُولُ الْأَمَلِ يُنْسِي (11) الْآخِرَةَ » (12).
    __________________
    (1) في المحاسن : + « عن آبائه عليهم‌السلام ».
    (2) المحاسن ، ص 198 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 23 ، عن الحسن بن علي بن فضّال. تحف العقول ، ص 47 ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج 1 ، ص 199 ، ح 135 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 25 ، ح 33112.
    (3) في كتاب سليم : « عمل ».
    (4) في الخصال : « ورجل ».
    (5) في « بف » : « عن ريح ». وفي الخصال : « بريح ». وفي كتاب سليم : « من نتن ريح ».
    (6) في « بف » : + « إلى ».
    (7) في « ب ، بف » والوافي : « بترك ».
    (Cool في « بس » وحاشية « ب ، ض ، ف ، و » : « عمله ».
    (9) في الخصال بدل « واتّباعه الهوى » هكذا : « ثمّ قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم خصلتين : اتّباع الهوى ».
    (10) في « ف » : « فيعدل ». وفي « بح » : « فيضلّ ».
    (11) في كتاب سليم : « وأمّا طول الأمل فينسي ».
    (12) كتاب سليم بن قيس ، ص 718 ، ح 18 ، مع زيادة. الخصال ، ص 51 ، باب الاثنين ، ح 63 ، بسنده عن محمّد بن

    112 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْعِلْمُ مَقْرُونٌ إِلَى الْعَمَلِ (1) ؛ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ ، وَمَنْ عَمِلَ عَلِمَ (2) ، وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ (3) ، فَإِنْ أَجَابَهُ ، وَإِلاَّ ارْتَحَلَ عَنْهُ » (4).
    113 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ (5) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْعَالِمَ إِذَا لَمْ يَعْمَلْ بِعِلْمِهِ ، زَلَّتْ مَوْعِظَتُهُ عَنِ الْقُلُوبِ كَمَا يَزِلُّ الْمَطَرُ عَنِ الصَّفَا (6) » (7).
    114 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
    جَاءَ رَجُلٌ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَأَجَابَ ، ثُمَّ عَادَ لِيَسْأَلَ عَنْ مِثْلِهَا ، فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام : « مَكْتُوبٌ فِي الْإِنْجِيلِ : لَاتَطْلُبُوا عِلْمَ مَا لَاتَعْلَمُونَ (Cool وَلَمَّا تَعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا لَمْ يُعْمَلْ بِهِ ، لَمْ يَزْدَدْ صَاحِبُهُ إِلاَّ كُفْراً ، وَلَمْ يَزْدَدْ‌
    __________________
    يحيى العطّار. راجع : الكافي ، كتاب الروضة ، ح 14836 ؛ والخصال ، ص 52 ، باب الاثنين ، ح 64 ؛ ونهج البلاغة ، ص 83 ، الخطبة 42 ؛ والأمالي للمفيد ، ص 92 ، المجلس 11 ، ح 1 ، وص 207 ، المجلس 23 ، ح 41 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 183 ، المجلس 4 ، ح 37 الوافي ، ج 1 ، ص 203 ، ح 137.
    (1) في نهج البلاغة : « بالعمل ».
    (2) في نهج البلاغة : ـ « ومن عمل علم ».
    (3) « يهتف بالعمل » ، أي يصيح به ويدعوه ، من الهتف وهو الصوت الشديد. انظر : المغرب ، ص 49 ( هتف ).
    (4) نهج البلاغة ، ص 539 ، الحكمة 366 الوافي ، ج 1 ، ص 204 ، ح 138.
    (5) في « ألف ، بر » : « القاشاني ».
    (6) « الصفا » : جمع الصفاة ، وهي الصخرة والحجر الأملس ، أي غير الخشن ، أو الحجر الصلد الضخم الذي لاينبت شيئاً. انظر : لسان العرب ، ج 14 ، ص 464 ( صفو ).
    (7) الوافي ، ج 1 ، ص 205 ، ح 139.
    (Cool في حاشية « بف » : « علماً لاتعلمون ».

    مِنَ اللهِ إِلاَّ بُعْداً » (1).
    115 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : بِمَ يُعْرَفُ النَّاجِي؟ قَالَ : « مَنْ كَانَ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَأَثْبِتْ لَهُ (2) الشَّهَادَةَ (3) ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِعْلُهُ لِقَوْلِهِ مُوَافِقاً ، فَإِنَّمَا ذلِكَ مُسْتَوْدَعٌ (4) » (5).
    116 / 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام فِي كَلَامٍ لَهُ خَطَبَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، إِذَا عَلِمْتُمْ فَاعْمَلُوا بِمَا عَلِمْتُمْ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ؛ إِنَّ الْعَالِمَ الْعَامِلَ بِغَيْرِهِ (6) كَالْجَاهِلِ الْحَائِرِ الَّذِي لَايَسْتَفِيقُ (7) عَنْ جَهْلِهِ ، بَلْ قَدْ رَأَيْتُ أَنَّ الْحُجَّةَ عَلَيْهِ أَعْظَمُ ، وَالْحَسْرَةَ‌
    __________________
    (1) تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 259. وفيه : « حدّثني أبي عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود رفعه ، قال : جاء رجلٌ ... » الوافي ، ج 1 ، ص 205 ، ح 140.
    (2) في « ألف » وحاشية « ض » : « فإنّما ثبت له ». وفي « ب ، بس » وحاشية « ج » وحاشية بدرالدين ومرآة العقول : « فأبثّ له » أي فأنا أبثّ له الشهادة وأنشرها بين الناس بأنّه ناج. وفي المرآة : « ويمكن أن يقرأ بصيغة المضارع المعلوم وبصيغة الأمر وبصيغة الماضي المعلوم ... وفي بعضها [ أي النسخ ] : فإنّما بثّ ». وفي : « ج ، ف ، بع » وحاشية « بس » : « فإنّما ثابت له ». وفي « و ، بر » : « فإنّما له ». وفي شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 172 : « وأثبت من الإثبات ، إمّا أمر ، أو ماضٍ معلوم ، أو ماض مجهول ، أو متكلّم ... وفي بعضها [ أي النسخ ] فأبتّ له ... ويحتمل أن يقرأ فأتت ... ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 145 : « في بعض النسخ « فأبَتَّ له » بالباء الموحّدة قبل المنقوطة بنقطتين من البتّ » ، بمعنى القطع. وكذا في المرآة عن بعض النسخ.
    (3) في الكافي ، ح 2930 والمحاسن : + « بالنجاة ». وفي الأمالي : « فهو ناج » بدل « فأثبت له الشهادة ».
    (4) أي إيمانه غير مستقرّ وغير مثبت في قلبه ، بل يزول بأدنى شبهة ؛ فهو كالوديعة عنده يؤخذ عنه ، وهو في مشيّة الله ، إن شاء تمّمه وإن شاء أخذه. انظر شروح الكافي.
    (5) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في علامة المُعار ، ح 2930. وفي المحاسن ، ص 252 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 274 ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن مفضّل بن صالح ، عن جابر الجعفي ، وفيهما مع زيادة في أوّله. الأمالي للصدوق ، ص 358 ، المجلس 57 ، ح 7 ، بسنده عن محمّد بن سنان الوافي ، ج 1 ، ص 206 ، ح 141.
    (6) في حاشية « بف » : « بغير بصيرة ».
    (7) الاستفاقة : استفعال من أفاق ، بمعنى رجع إلى ما كان قد شغل عنه وعاد إلى نفسه ، والمراد ، الخلاص

    أَدْوَمُ (1) عَلى هذَا الْعَالِمِ الْمُنْسَلِخِ مِنْ (2) عِلْمِهِ مِنْهَا (3) عَلى هذَا الْجَاهِلِ الْمُتَحَيِّرِ فِي جَهْلِهِ ، وَكِلَاهُمَا حَائِرٌ بَائِرٌ (4) ، لَاتَرْتَابُوا (5) فَتَشُكُّوا ، وَلَا تَشُكُّوا فَتَكْفُرُوا ، وَلَا تُرَخِّصُوا (6) لِأَنْفُسِكُمْ فَتُدْهِنُوا ، وَلَا تُدْهِنُوا فِي (7) الْحَقِّ فَتَخْسَرُوا ، وَإِنَّ مِنَ الْحَقِّ أَنْ تَفَقَّهُوا ، وَمِنَ الْفِقْهِ أَنْ لَا تَغْتَرُّوا (Cool ، وَإِنَّ أَنْصَحَكُمْ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُكُمْ لِرَبِّهِ ، وَأَغَشَّكُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاكُمْ لِرَبِّهِ ، وَمَنْ يُطِعِ اللهَ يَأْمَنْ وَيَسْتَبْشِرْ (9) ، وَمَنْ يَعْصِ اللهَ يَخِبْ (10) وَيَنْدَمْ » (11).
    117 / 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
    __________________
    عن الجهل. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 174 ؛ النهاية ، ج 3 ، ص 481 ( فوق ).
    (1) « الحسرة أدوم » : مبتدأ وخبر ، أو عطف على معمولي « أنّ ». و « على هذا العالم » بدل من « عليه ». وضمير « منها » راجع إلى « الحجّة » و « الحسرة » باعتبار كلّ واحدة منهما ، والأوّل أولى ؛ لخلوّه عن هذا التكلّف في الضمير. انظر : الوافي ، ج 1 ، ص 207 ـ 208 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 145.
    (2) في « بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « عن ».
    (3) في شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 174 : « قوله : « منها » متعلّق بأعظم وأدوم على سبيل التنازع ».
    (4) « الحائر » : من الحيرة ، بمعنى التحيّر ، و « البائر » : من البَوار ، بمعنى الهلاك ، يقال : رجل حائر بائر ، إذا لم يتّجه‌لشي‌ء. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 597 ( بور ) ، وص 640 ( حير ).
    (5) الريبة : الشكّ والتهمة ، وهي في الأصل قلق النفس واضطرابها. المغرب ، ص 203 ( ريب ).
    (6) الرخصة في الأمر : خلاف التشديد فيه ، يقال : رخّص له في الأمر ، أي أذن له فيه بعد النهي عنه. انظر : لسان العرب ، ج 7 ، ص 40 ( رخص ).
    (7) في حاشية « ج » : « من ».
    (Cool في شرح المازندراني : « يحتمل أن يقرأ بالفاء من الفتور ». وفي « ج ، بح » : « لايفتروا ».
    (9) في حاشية « ض » والوافي : « يسترشد ». وفي الأمالي : « يرشد ».
    (10) في « بس » : « يخف ». وقال في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالجيم من الوجوب بمعنى السقوط ، أو من الوجيب بمعنى الخوف ».
    (11) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشكّ ، ح 2882 ، من قوله : « لاترتابوا » إلى قوله : « فتكفروا » ؛ الأمالي للمفيد ، ص 206 ، المجلس 23 ، ح 38 ، وفيهما بسند آخر ، وفي الأخير مع زيادة في آخره. وراجع : نهج البلاغة ، ص 164 ، الخطبة 110 الوافي ، ج 1 ، ص 207 ، ح 142.

    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِذَا سَمِعْتُمُ الْعِلْمَ فَاسْتَعْمِلُوهُ ، وَلْتَتَّسِعْ (1) قُلُوبُكُمْ ؛ فَإِنَّ الْعِلْمَ إِذَا كَثُرَ فِي قَلْبِ رَجُلٍ لَايَحْتَمِلُهُ (2) ، قَدَرَ الشَّيْطَانُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا خَاصَمَكُمُ الشَّيْطَانُ ، فَأَقْبِلُوا عَلَيْهِ بِمَا تَعْرِفُونَ ؛ فَ ( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً ) (3) ».
    فَقُلْتُ : وَمَا الَّذِي نَعْرِفُهُ؟ قَالَ : « خَاصِمُوهُ (4) بِمَا ظَهَرَ لَكُمْ مِنْ قُدْرَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ » (5).
    14 ـ بَابُ الْمُسْتَأْكِلِ بِعِلْمِهِ وَالْمُبَاهِي بِهِ‌
    118 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ جَمِيعاً ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْهُومَانِ (6) لا يَشْبَعَانِ : طَالِبُ دُنْيَا ، وَطَالِبُ عِلْمٍ ؛ فَمَنِ اقْتَصَرَ مِنَ الدُّنْيَا عَلى مَا أَحَلَّ اللهُ لَهُ ، سَلِمَ ؛ وَمَنْ تَنَاوَلَهَا مِنْ غَيْرِ حِلِّهَا ، هَلَكَ إِلاَّ أَنْ يَتُوبَ أَوْ يُرَاجِعَ (7) ؛ وَمَنْ أَخَذَ الْعِلْمَ مِنْ أَهْلِهِ وَعَمِلَ بِعِلْمِهِ (Cool ، نَجَا ؛ وَمَنْ‌
    __________________
    (1) في « ف ، بس » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وليتّسع ».
    (2) في شرح المازندراني : « قوله : لايحتمله ، صفة لقلب رجل ».
    (3) النساء (4) : 76.
    (4) في « بع ، جه » ومرآة العقول والوافي : « خاصموا ».
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 208 ، ح 143.
    (6) « المنهوم » : إمّا من النَهْمة ، بمعنى بلوغ الهمّة في الشي‌ء ، المنهوم بالشي‌ء ، المولَع به ، أو بمعنى الشهوة والحاجة. وإمّا من النَهَمْ ، بمعنى الجوع وإفراط الشهوة في الطعام. وإمّا من النَهْم ، بمعنى الزجر. والكلّ محتمل. انظر : لسان العرب ، ج 12 ، ص 593 ـ 594 ( نهم ).
    (7) في التهذيب وكتاب سليم : « ويراجع ». قال في مرآة العقول ، ج 1 ، ص 148 : « في بعض نسخ التهذيب : ويراجع ... وهو أيضاً يحتمل أن تكون « أو » بمعنى الواو وربّما يقال : الترديد من الراوي ... وقرئ هنا « يراجع » على بناء المجهول ، أي يراجعه الله بفضله ، أو على بناء الفاعل ... والأوّل أظهر ».
    (Cool في حاشية ميرزا رفيعا : « به » بدل « بعلمه ».

    أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا ، فَهِيَ حَظُّهُ » (1).
    119 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِي خَدِيجَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ ؛ وَمَنْ أَرَادَ بِهِ خَيْرَ الْآخِرَةِ ، أَعْطَاهُ اللهُ (2) خَيْرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ » (3).
    120 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْاصْبَهَانِيِّ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ أَرَادَ الْحَدِيثَ لِمَنْفَعَةِ الدُّنْيَا ، لَمْ يَكُنْ لَهُ فِي الْآخِرَةِ نَصِيبٌ (4) » (5).
    121 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِذَا رَأَيْتُمُ الْعَالِمَ مُحِبّاً لِدُنْيَاهُ (6) ، فَاتَّهِمُوهُ عَلى دِينِكُمْ (7) ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحِبٍّ لِشَيْ‌ءٍ يَحُوطُ (Cool مَا أَحَبَّ (9) ».
    __________________
    (1) كتاب سليم بن قيس ، ص 718 ، ح 18 ، مع زيادة في آخره. التهذيب ، ج 6 ، ص 328 ، ح 906 ؛ بسنده عن حمّاد بن عيسى ؛ الخصال ، ص 53 ، باب الاثنين ، ح 69 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام إلى قوله : « طالب العلم » مع اختلاف ؛ نهج البلاغة ، ص 566 ، الحكمة 457 ، إلى قوله : « طالب علم » الوافي ، ج 1 ، ص 211 ، ح 144 ؛ الوسائل ، ج 17 ، ص 36 ، ذيل ح 21916.
    (2) في حاشية « ج ، ض » : + « به ».
    (3) الوافي ، ج 1 ، ص 212 ، ح 145 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 78 ، ح 33249 ؛ البحار ، ج 70 ، ص 225.
    (4) لم يرد هذا الحديث في « ظ » وشرح صدر المتألّهين.
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 212 ، ح 146.
    (6) في « بر » والعلل : « محبّاً للدنيا ».
    (7) « فاتّهموه على دينكم » ، أي اعتقدوه متّهماً في قوله وفعله صوناً على دينكم ، فإنّه بعيد عن معرفة حقيقته ، تقول : اتّهمته ، أي ظننت فيه ما نسب إليه ، وبكذا ، أي ظننته به. انظر شروح الكافي ولسان العرب ، ج 12 ، ص 644 ( وهم ).
    (Cool « يحوط » ، أي يحفظ. تقول : حاطه يحوطه ، إذا حفظه وصانه وذبّ عنه وتوفّر على مصالحه. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 461 ( حوط ).
    (9) في « بح » : « على ما أحبّ ». وفي العلل : « بما أحبّ ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:03 pm

    الْعِلْمِ وَصِفَةِ الْحِلْمِ ، قَدْ تَسَرْبَلَ (1) بِالْخُشُوعِ ، وَتَخَلّى مِنَ الْوَرَعِ ، فَدَقَّ اللهُ مِنْ هذَا خَيْشُومَهُ (2) ، وَقَطَعَ مِنْهُ حَيْزُومَهُ (3) ؛ وَصَاحِبُ الاسْتِطَالَةِ وَالْخَتْلِ (4) ذُو خِبٍّ (5) وَمَلَقٍ (6) ، يَسْتَطِيلُ عَلى مِثْلِهِ مِنْ أَشْبَاهِهِ ، وَيَتَوَاضَعُ لِلْأَغْنِيَاءِ مِنْ دُونِهِ ، فَهُوَ لِحَلْوَائِهِمْ (7) هَاضِمٌ (Cool ، وَلِدِينِهِ (9) حَاطِمٌ ، فَأَعْمَى اللهُ عَلى (10) هذَا خَبَرَهُ (11) ، وَقَطَعَ مِنْ آثَارِ الْعُلَمَاءِ أَثَرَهُ ؛ وَصَاحِبُ الْفِقْهِ وَالْعَقْلِ ذُو كَآبَةٍ (12) ‌
    __________________
    ويقال له : النَديّ أيضاً. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2505 ( ندو ).
    (1) « التسربل » ، من السربال ، وهو القميص ، يقال : سَرْبَلْته فتسربل ، أي ألبسته السربال فتلبّس به. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1729 ( سربل ).
    (2) « الخيشوم » : الأنف ، أو أقصى الأنف ؛ أو واحد الخياشيم وهي غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ ، أو عروق في باطن الأنف. انظر : لسان العرب ، ج 12 ، ص 178 ( خشم ).
    (3) « الحيزوم » : وسط الصدر وما يضمّ عليه الحِزام ، أو ما استدار بالظهر والبطن ، أو ضلع الفؤاد ، أو ما اكتنف الحلقوم من جانب الصدر. انظر : لسان العرب ، ج 12 ، ص 132 ( حزم ).
    (4) في « بح » وحاشية « بر » : « وصاحب الختل » بدل « والختل ».
    (5) « الخِبّ » : مصدر بمعنى الخدعة ، والخَبّ والخِبّ : الخدّاع ، وهو الجُرْبُز الذي يسعى بين الناس بالفساد. وهذا غير مناسب هنا ؛ لمكان « ذو ». وربّما يضبط بضمّ الخاء ، أو بالحاء المضمومة ، استبعدهما الداماد وعدّهما من أغاليط القاصرين. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 4 ( خبب ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 106.
    (6) « المَلَق » : الودّ واللطف الشديد باللسان فقط ، ويقال : رجل مَلِقٌ ، أي يعطي بلسانه ما ليس في قلبه. انظر : لسان العرب ، ج 10 ، ص 347 ( ملق ).
    (7) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا وشرح المازندراني : « لحلوانهم ». و « الحُلْوان » : اجرة الدلاّل والكاهن ومايؤخذ من نحو رشوة. وفي حاشية « ب ، ض » : « لخلواتهم ». وفي « و » : « لحلواتهم ». وفي حاشية « و » : « لحلاواتهم ».
    (Cool في حاشية « ف » : « هامض ».
    (9) في حاشية « جم » : « ولدينهم ». وقال المازندراني : « رأيت أيضاً في كلام بعض المتأخّرين نقلاً لهذا الحديث : ولدينهم حاطم ، بضمير الجمع ».
    (10) في حاشية « بر » : « من ».
    (11) في « بج ، بع ، جح ، جط ، جم ، جو » : « خُبْره ». وفي « جس » وحاشية « و » والأمالي والخصال : « بصره ». و « خَبَره » : دعاء عليه بالاستيصال والفناء بحيث لايبقى له خبر بين الناس وقيل : خُبْره ، أي علمه. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 219 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 161.
    (12) « الكآبة والكَأبة » : سوء الحال وتغيّر النفس بالانكسار من شدّة الهمّ والحزن. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 694 ( كأب ).

    وَحَزَنٍ وَسَهَرٍ (1) ، قَدْ تَحَنَّكَ (2) فِي بُرْنُسِهِ (3) ، وَقَامَ اللَّيْلَ فِي حِنْدِسِهِ (4) ، يَعْمَلُ وَيَخْشى وَجِلاً دَاعِياً مُشْفِقاً ، مُقْبِلاً عَلى شَأْنِهِ ، عَارِفاً بِأَهْلِ زَمَانِهِ ، مُسْتَوْحِشاً مِنْ أَوْثَقِ إِخْوَانِهِ ، فَشَدَّ اللهُ مِنْ هذَا أَرْكَانَهُ ، وَأَعْطَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمَانَهُ ». (5) ‌
    وَحَدَّثَنِي بِهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْقَزْوِينِيُّ ، عَنْ عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْقَلِ (6) بِقَزْوِينَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِيسَى الْعَلَوِيِّ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ صُهَيْبٍ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام. (7) ‌
    133 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ رُوَاةَ الْكِتَابِ كَثِيرٌ ، وَإِنَّ رُعَاتَهُ قَلِيلٌ ، وَكَمْ مِنْ مُسْتَنْصِحٍ (Cool لِلْحَدِيثِ مُسْتَغِشٌّ لِلْكِتَابِ ، فَالْعُلَمَاءُ يَحْزُنُهُمْ (9) تَرْكُ الرِّعَايَةِ ،
    __________________
    (1) « السهر » : الأرَق ، وهو امتناع النوم بالليل وذهابه ، يقال : سهر فلان ، أي لم ينم ليلاً. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 383 ( سهر ).
    (2) في حاشية « جم » : « تحنّى » بمعنى الاعوجاج والانعطاف. و « التحنّك » : إدارة العمامة من تحت الحنك. وهو ما تحت الذقن ، وهو مجتمع اللحيين من أسفلهما. وقال المازندراني : « أو المعنى : قد ارتاض بالعبادة وتهذّب منها ، من حنكتك بالتخفيف والتشديد ، أي راضتك وهذّبتك » انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 416 ( حنك ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 107 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 220.
    (3) « البُرنس » : قَلَنْسُوة طويلة كان النسّاك يلبسونها في صدر الإسلام ، وهو من البِرْس : القطن ، وقيل : إنّه غير عربي. النهاية ، ج 1 ، ص 122 ( برنس ).
    (4) « الحِنْدِس » : الظلمة ، أو الليل الشديد الظلمة. انظر : لسان العرب ، ج 6 ، ص 58 ( حندس ).
    (5) الخصال ، ص 194 ، باب الثلاثة ، ح 269 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 629 ، المجلس 91 ، ح 9 ، بسند آخر عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 166 ، ح 90 ؛ البحار ، ج 83 ، ص 195.
    (6) في « ألف ، ب ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، بر » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « جعفر بن أحمد الصيقل ». وفي « ض » : « جعفر بن أحمد بن محمّد الصيقل » وفي حاشية « ض » : « جعفر بن أحمد بن الصيقل ». هذا ، والرجل مجهول لم نعرفه.
    (7) الوافي ، ج 1 ، ص 166 ، باب صفة العلماء ، ذيل ح 90.
    (Cool في حاشية « ج » : « مستصحّ ».
    (9) في حاشية « بج » : « يخزيهم ». وفي مرآة العقول : « ومنهم من قرأها : يخزيهم ، من الخزي ، أي يصير هذا العلم سبباً لخزيهم في الدارين ».

    وَالْجُهَّالُ (1) يَحْزُنُهُمْ (2) حِفْظُ الرِّوَايَةِ (3) ، فَرَاعٍ يَرْعى حَيَاتَهُ ، وَرَاعٍ يَرْعى هَلَكَتَهُ (4) ، فَعِنْدَ ذلِكَ اخْتَلَفَ الرَّاعِيَانِ ، وَتَغَايَرَ الْفَرِيقَانِ » (5).
    134 / 7. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ حَفِظَ مِنْ أَحَادِيثِنَا أَرْبَعِينَ حَدِيثاً ، بَعَثَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِماً فَقِيهاً » (6).
    __________________
    (1) في « ج » والوافي وشرح صدر المتألّهين : « والجهلاء ».
    (2) في شرح المازندراني : « يخزيهم ». وقال العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ، ج 1 ، ص 164 : « والحاصل : أنّ مطلوب العلماء هو ما تركه يوجب حزنهم ، ومطلوب الجهّال ما فعله يورث حزنهم وخزيهم ، ولايبعد أن يكون الترك في قوله : « ترك الرعاية » زيد من النسّاخ ، فتكون الفقرتان على نسق واحد ». وقال محمّد رفيع بن مؤمن الجيلاني في شرحه على الكافي المسمّى بـ « الذريعة إلى حافظ الشريعة » : « قوله : والجهّال يحزنهم حفظ الرواية ، لعلّ الصحيح « يعجبهم » بدل « يحزنهم » ؛ روى المصنّف قدس‌سره في كتاب الروضة عن أبي جعفر عليه‌السلام أنّه قال في رسالته التي كتبها إلى سعد الخير : وكلّ امّة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه ، وولاّهم [ عدوّهم ] حين تولّوه ، وكان من نبذهم الكتاب أن حرّفوه وحرّفوا حدوده ، فهم يروونه ولايرعونه ، والجهّال يعجبهم حفظهم للرواية ، والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية ». وراجع : الكافي ، ج 8 ، ص 52 ، ح 16.
    (3) نقل في شرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني عن بعض النسخ : « الرعاية ».
    (4) الهَلَكة ، والهُلَكة ، والهُلْكة ، والهِلْكَة ، كلّها بمعنى الهلاك ، وهو السقوط أو الفساد ، أو مصير الشي‌ء إلى حيث لايدرى أين هو ، أي وراعٍ يرعى ويحفظ مافيه هلكته الأبديّة وهو نبذ الكتاب. انظر : المغرب ، ص 504 ( هلك ) ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 226.
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 169 ، ح 91.
    (6) الاختصاص ، ص 2 ، بسنده عن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن المعلّى بن محمّد البصري ، عن محمّد بن جمهور العمى ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن بعض أصحابه ، رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام. الأمالي للصدوق ، ص 306 ، المجلس 50 ، ح 13 ، بسنده عن محمّد بن جمهور العمى ، عن عبدالرحمن بن أبي نجران ، عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الخصال ، ص 542 ، باب الأربعين ومافوقه ، ح 18 ، بسند آخر. وفي ثواب الأعمال ، ص 162 ، ح 1 ؛ والخصال ، ص 541 ، أبواب الأربعين ومافوقه ، ح 15 ؛ والاختصاص ، ص 61 ، بسند آخر عن أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي صحيفة الرضا عليه‌السلام ، ص 65 ، ح 114 ؛ وعيون الأخبار ، ج 2 ، ص 37 ، ح 99 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. الخصال ، ص 541 ، أبواب الأربعين ومافوقه ، ح 17 ، بسند آخر عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 136 ، ح 52 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 79 ، ح 33250.

    135 / 8. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (1) عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ ) (2) قَالَ : قُلْتُ : مَا طَعَامُهُ؟ قَالَ : « عِلْمُهُ الَّذِي يَأْخُذُهُ ، عَمَّنْ (3) يَأْخُذُهُ؟ » (4).
    136 / 9. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الزُّهْرِيِّ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (5) عليه‌السلام ، قَالَ : « الْوُقُوفُ عِنْدَ الشُّبْهَةِ خَيْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ (6) فِي الْهَلَكَةِ ، وَتَرْكُكَ حَدِيثاً لَمْ تُرْوِهِ (7) خَيْرٌ مِنْ رِوَايَتِكَ حَدِيثاً لَمْ تُحْصِهِ (Cool ». (9)
    __________________
    (1) في « ب ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » : « أبي عبدالله ».
    (2) عبس (80) : 24.
    (3) في المحاسن : « ممّن ».
    (4) المحاسن ، ص 220 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 127. رجال الكشّي ، ص 4 ، ح 6 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ؛ الاختصاص ، ص 4 ، عن زيد الشحّام الوافي ، ج 1 ، ص 223 ، ح 154 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 65 ، ح 33212.
    (5) في « بح » وحاشية « ج » : « أبي عبدالله ». وفي المحاسن : « عن أبي جعفر أو أبي عبدالله عليهما‌السلام ».
    (6) « الاقتحام » : هو الرمي من غير رويّة ، يقال : اقتحم الإنسان الأمر العظيم ، أي رمى بنفسه فيه من غير رويّة وتثبّت. انظر : النهاية ، ج 4 ، ص 18 ( قحم ).
    (7) « لم ترْوِه » ، إمّا مجرّد معلوم ، أي لم تكن راوياً له ، ولم تأخذه من مأخذه ، ولم تضبطه. وإمّا معلوم من التفعيل أو الإفعال ، أي لم تحمل من تروي له على روايته ، تقول : روّيته وأرويته الشعر ، أي حملته على روايته. وإمّا مجهول منهما ، أي لم تحمل على روايته. انظر : حاشية ميرزا رفيعا ، ص 174 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 236 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 168 ؛ الصحاح ، ج 6 ، ص 2364 ( روى ).
    (Cool في حاشية ميرزا رفيعا ، ص 175 : « الإحصاء ، لغة : الحدّ ، ولمّا كان عدّ الشي‌ء يلزمه الاطّلاع على واحد واحد ممّا فيه ، استعمل في الاطّلاع على جميع ما في شي‌ءٍ والإحاطة العلميّة التامّة بما فيه ، فإحصاء الحديث عبارة عن العلم بجميع أحواله متناً وسنداً وانتهاءً إلى المأخذ الشرعي ». وانظر : مرآة العقول ، ج 1 ، ص 168 ، وترتيب كتاب العين ، ج 1 ، ص 393 ( حصى ).
    (9) المحاسن ، ص 215 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 102 ، بسنده عن عليّ بن نعمان. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 8 ، ح 2 ، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني ، عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج 1 ، ص 194 ، ح 128 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 154 ، ح 33465.

    137 / 10. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ :
    أَنَّهُ عَرَضَ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام بَعْضَ خُطَبِ أَبِيهِ ، حَتّى إِذَا بَلَغَ مَوْضِعاً مِنْهَا ، قَالَ لَهُ : « كُفَّ وَاسْكُتْ (1) ».
    ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لا يَسَعُكُمْ فِيمَا يَنْزِلُ بِكُمْ مِمَّا لَاتَعْلَمُونَ إِلاَّ الْكَفُّ عَنْهُ وَالتَّثَبُّتُ وَالرَّدُّ (2) إِلى أَئِمَّةِ الْهُدى حَتّى يَحْمِلُوكُمْ (3) فِيهِ عَلَى الْقَصْدِ ، وَيَجْلُوا عَنْكُمْ فِيهِ الْعَمى ، وَيُعَرِّفُوكُمْ فِيهِ الْحَقَّ ، قَالَ اللهُ تَعَالى : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (4) (5).
    138 / 11. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمِنْقَرِيِّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « وَجَدْتُ عِلْمَ النَّاسِ كُلَّهُ فِي أَرْبَعٍ : أَوَّلُهَا : أَنْ تَعْرِفَ رَبَّكَ ، وَالثَّانِي : أَنْ تَعْرِفَ مَا صَنَعَ بِكَ ، وَالثَّالِثُ : أَنْ تَعْرِفَ مَا أَرَادَ مِنْكَ (6) ، وَالرَّابِعُ : أَنْ تَعْرِفَ مَا يُخْرِجُكَ مِنْ (7) دِينِكَ » (Cool.
    139 / 12. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في المحاسن : ـ « واسكت ».
    (2) في المحاسن : « والتثبّت فيه وردّه ».
    (3) في الوافي : « يحكموكم » ، أي يردّوكم ويمنعوكم ، يقال : حكمت وأحكمت وحكّمت ، أي منعت ورددتُ. وانظر : لسان العرب ، ج 12 ، ص 141 ( حكم ).
    (4) النحل (16) : 43.
    (5) المحاسن ، ص 216 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 106 ، عن ابن فضّال ، إلى قوله : « على القصد ». وفيه ، ح 104 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 260 ، ح 30 ، عن حمزة بن محمّد الطيّار ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 195 ، ح 129 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 25 ، ح 33113 ؛ وفيه ، ص 84 ، ح 33274 ، إلى قوله : « أئمّة الهدى » ؛ وص 155 ، ح 33466.
    (6) في شرح صدر المتألّهين : « بك ».
    (7) في شرح صدر المتألّهين : « عن ».
    (Cool المحاسن ، ص 233 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 188 ؛ والخصال ، ص 239 ، باب الأربعة ، ح 87 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 394 ، ح 49 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 651 ، المجلس 34 ، ح 1 ، بسندها عن القاسم بن محمّد الأصبهاني. وفي الأمالي للطوسي ، ص 142 ، المجلس 24 ، ح 10 ، بسنده عن سليمان بن داود المنقري. الإرشاد ، ج 2 ، ص 203 ، مرسلاً ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 135 ، ح 51.

    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا حَقُّ اللهِ عَلى خَلْقِهِ؟ فَقَالَ : « أَنْ يَقُولُوا مَا يَعْلَمُونَ ، وَيَكُفُّوا عَمَّا لَايَعْلَمُونَ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذلِكَ فَقَدْ أَدَّوْا إِلَى اللهِ حَقَّهُ » (1).
    140 / 13. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « اعْرِفُوا مَنَازِلَ النَّاسِ عَلى قَدْرِ رِوَايَتِهِمْ (3) عَنَّا » (4).
    141 / 14. الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَائِشَةَ الْبَصْرِيِّ (5) رَفَعَهُ :
    أَنَّ (6) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ : « أَيُّهَا النَّاسُ ، اعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ بِعَاقِلٍ (7) مَنِ انْزَعَجَ (Cool مِنْ قَوْلِ الزُّورِ فِيهِ ، وَلَا بِحَكِيمٍ مَنْ رَضِيَ بِثَنَاءِ الْجَاهِلِ عَلَيْهِ ؛ النَّاسُ أَبْنَاءُ‌
    __________________
    (1) راجع : الكافي ، كتاب فضل العلم ، باب النهي عن القول بغير علم ، ح 105 ومصادره الوافي ، ج 1 ، ص 194 ، ح 127 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 24 ، ح 33109 ؛ وص 155 ، ح 33467.
    (2) في « ب ، بس » : « محمّد بن سنان ».
    (3) في « بف » وحاشية « ج ، بر » ومرآة العقول والوسائل : « رواياتهم ».
    (4) رجال الكشّي ، ص 3 ، ح 3 ، بسنده عن محمّد بن حمران العجلي ، عن عليّ بن حنظلة. وفي الاصول الستّة عشر ، ص 123 ، ح 8 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 1 ، ح 2 ، بسند آخر عن أبي عبد الله ، عن أبي جعفر عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. الغيبة للنعماني ، ص 22 ، مقدّمة الكتاب ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 225 ، ح 156 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 79 ، ح 33252 ، ح 7 ؛ وص 137 ، ح 33418.
    (5) في « ب » وحاشية « بح » : « أبي عائشة البصري ». وهو سهو ؛ وابن عائشة هذا هو عبيدالله بن محمّد بن حفص‌بن عمر بن موسى التيمي ، المعروف بابن عائشة ؛ لأنّه كان من وُلد عائشة بنت طلحة بن عبيدالله التيمي. روى عنه محمّد بن زكريّا الغلابي. راجع : تاريخ بغداد ، ج 10 ، ص 314 ، الرقم 5462 ؛ تهذيب الكمال ، ج 19 ، ص 147 ، الرقم 3678.
    (6) في « ج » : « عن ».
    (7) في حاشية « بح » : « بنائل ».
    (Cool « الانزعاج » : الانقلاع من المكان وعدم الاستقرار فيه. والمعنى أنّ العاقل لايضطرب من قول الزور والكذب‌فيه ، ولايجزع من الافتراء عليه. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 319 ( زعج ).

    مَا يُحْسِنُونَ (1) ، وَقَدْرُ كُلِّ امْرِئٍ مَا يُحْسِنُ ، فَتَكَلَّمُوا فِي الْعِلْمِ ؛ تَبَيَّنْ أَقْدَارُكُمْ » (2).
    142 / 15. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (3) عليه‌السلام يَقُولُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ : عُثْمَانُ الْأَعْمى ، وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ الْعِلْمَ يُؤْذِي (4) رِيحُ بُطُونِهِمْ أَهْلَ النَّارِ.
    فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « فَهَلَكَ إِذَنْ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ ، مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوماً مُنْذُ بَعَثَ اللهُ نُوحاً ، فَلْيَذْهَبِ الْحَسَنُ يَمِيناً وَشِمَالاً ، فَوَ اللهِ مَا يُوجَدُ الْعِلْمُ إِلاَّ هاهُنَا » (5).
    17 ـ بَابُ (6) رِوَايَةِ الْكُتُبِ وَالْحَدِيثِ (7) وفضل
    الكتابة والتمسك بالكتب‌
    143 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ) (Cool؟ قَالَ : « هُوَ الرَّجُلُ يَسْمَعُ (9) الْحَدِيثَ ، فَيُحَدِّثُ بِهِ كَمَا سَمِعَهُ ، لَايَزِيدُ‌
    __________________
    (1) « يحسنون » أي يعلمون ، يقال : أحسن الشي‌ء ، أي تعلّمه وعلمه حسناً ، أو المعنى : ما يأتون به ويعدّونه حسناً من العلم والعمل. انظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1564 ( حسن ) ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 248 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 305 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 172.
    (2) الاختصاص ، ص 1 ، بسنده عن الكليني. تحف العقول ، ص 208 الوافي ، ج 1 ، ص 304 ، ح 250.
    (3) في « بر » وحاشية « ض » : « أبا عبدالله ».
    (4) في « و ، بر » والوسائل : « تؤذي ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 9 ، ح 1 ، بسنده عن أبان بن عثمان ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص 10 ، ح 5 ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 224 ، ح 155 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 18 ، ح 33095.
    (6) في « بس » : + « فضل ».
    (7) في شرح صدر المتألّهين : ـ « والحديث ».
    (Cool الزمر (39) : 18.
    (9) في « ف » : « يستمع ».

    فِيهِ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُ » (1).
    144 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَسْمَعُ الْحَدِيثَ مِنْكَ ، فَأَزِيدُ وَأَنْقُصُ؟ قَالَ : « إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ مَعَانِيَهُ ، فَلَا بَأْسَ » (2).
    145 / 3. وَعَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنِّي أَسْمَعُ الْكَلَامَ مِنْكَ ، فَأُرِيدُ أَنْ أَرْوِيَهُ كَمَا سَمِعْتُهُ مِنْكَ فَلَا يَجِي‌ءُ (3)؟ قَالَ : « فَتَتَعَمَّدُ (4) ذلِكَ؟ ». قُلْتُ : لَا ، فَقَالَ : « تُرِيدُ الْمَعَانِيَ؟ ». قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَلَا بَأْسَ » (5).
    146 / 4. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الْحَدِيثُ أَسْمَعُهُ مِنْكَ أَرْوِيهِ عَنْ أَبِيكَ ، أَوْ أَسْمَعُهُ مِنْ أَبِيكَ أَرْوِيهِ عَنْكَ؟ قَالَ : « سَوَاءٌ ، إِلاَّ أَنَّكَ تَرْوِيهِ عَنْ أَبِي أَحَبُّ إِلَيَّ ».
    __________________
    (1) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب التسليم وفضل المسلّمين ، ح 1025 ؛ والاختصاص ، ص 5 ، بسندهما عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 227 ، ح 157 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 79 ، ح 33253 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 164 ، ذيل ح 24.
    (2) الوافي ، ج 1 ، ص 227 ، ح 158 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 80 ، ح 33254 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 164 ، ذيل ح 24.
    (3) في البحار : + « ذلك ».
    (4) هكذا في « ب ، ض ، و ، بس ، بع ، بف ، جط » وحاشية « ج ، ف ، بج ، جو » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول. وفي « ف » : « تعمّدت ». وفي بعض النسخ والمطبوع وحاشية ميرزا رفيعا : « فتعمّد ».
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 228 ، ح 159 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 80 ، ح 33255 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 164 ، ذيل ح 24.

    وَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِجَمِيلٍ : « مَا سَمِعْتَ (1) مِنِّي فَارْوِهِ عَنْ أَبِي » (2).
    147 / 5. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : يَجِيئُنِي (3) الْقَوْمُ ، فَيَسْتَمِعُونَ (4) مِنِّي حَدِيثَكُمْ ، فَأَضْجَرُ (5) وَلَا أَقْوى؟ قَالَ : « فَاقْرَأْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَوَّلِهِ حَدِيثاً ، وَمِنْ وَسَطِهِ حَدِيثاً (6) ، وَمِنْ آخِرِهِ (7) حَدِيثاً » (Cool.
    148 / 6. عَنْهُ بِإِسْنَادِهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام : الرَّجُلُ مِنْ أَصْحَابِنَا يُعْطِينِي الْكِتَابَ ، وَلَا يَقُولُ (9) : ارْوِهِ عَنِّي ، يَجُوزُ لِي أَنْ أَرْوِيَهُ عَنْهُ؟
    قَالَ : فَقَالَ : « إِذَا عَلِمْتَ أَنَّ الْكِتَابَ لَهُ ، فَارْوِهِ عَنْهُ » (10).
    149 / 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ وَعَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
    __________________
    (1) في « ب ، بح ، بر ، بف » : « سمعته ».
    (2) الوافي ، ج 1 ، ص 228 ، ح 160 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 80 ، ح 33256.
    (3) في « بح » : « يجي‌ء ».
    (4) في « بس ، بع ، بف » وحاشية « ف ، بح » والبحار والوسائل والوافي وحاشية ميرزا رفيعا وشرح صدر المتألّهين : « فيسمعون ».
    (5) « فأضجر » أي أضطرب وأغتمّ وتضيق نفسي عن التكلّم ؛ من الضَجَر ، وهي قلق واضطراب من غمّ وضيق نفس مع كلام. انظر : المغرب ، ص 270 ( ضجر ).
    (6) في البحار : ـ « ومن وسطه حديثاً ».
    (7) الضمائر المفردة تعود إلى كتاب الحديث بقرينة المقام ، وقيل : تعود إلى الحديث. هذا في صورة اشتمال الحديث على جمل مستقلّة وأحكام متعدّدة يستقلّ كلّ واحد منها ، وإلاّ فلايجوز. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 261 ـ 262.
    (Cool الوافي ، ج 1 ، ص 230 ، ح 162 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 80 ، ح 33257 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 165 ، ذيل ح 25 ؛ وج 110 ، ص 76.
    (9) في « ف » : + « لي ».
    (10) الوافي ، ج 1 ، ص 231 ، ح 163 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 80 ، ح 33258 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 167 ، ذيل ح 25.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : إِذَا حَدَّثْتُمْ (1) بِحَدِيثٍ ، فَأَسْنِدُوهُ إِلَى الَّذِي حَدَّثَكُمْ ، فَإِنْ كَانَ حَقّاً فَلَكُمْ ، وَإِنْ كَانَ كَذِباً فَعَلَيْهِ » (2).
    150 / 8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْمَدَنِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْأَحْمَسِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْقَلْبُ يَتَّكِلُ (3) عَلَى الْكِتَابَةِ » (4).
    151 / 9. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « اكْتُبُوا ، فَإِنَّكُمْ لَاتَحْفَظُونَ حَتّى تَكْتُبُوا » (5).
    152 / 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « احْتَفِظُوا (6) بِكُتُبِكُمْ ؛ فَإِنَّكُمْ سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا » (7).
    153 / 11. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخَيْبَرِيِّ (Cool ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « جو ، جس » : « حُدّثتم ». واحتمل في مرآة العقول كونه معلوماً ومجهولاً.
    (2) الوافي ، ج 1 ، ص 231 ، ح 164 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 81 ، ح 33259.
    (3) « يتّكل » : يعتمد ، من الاتّكال ، بمعنى الاعتماد ، تقول : اتّكلت عليه في أمري إذا اعتمدته. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1845 ( وكل ).
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 235 ، ح 167 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 81 ، ح 33260 ؛ وص 323 ، ح 33843.
    (5) الاصول الستّة عشر ، ص 160 ، ح 86 ، بسنده عن عاصم بن حميد ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي بصير الوافي ، ج 1 ، ص 235 ، ح 168 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 81 ، ح 33261 ؛ وص 323 ، ح 33844.
    (6) في « و » وشرح صدر المتألّهين : « احفظوا ».
    (7) الوافي ، ج 1 ، ص 235 ، ح 169 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 81 ، ح 33262 ؛ وص 323 ، ح 33845.
    (Cool في حاشية « ب ، ج ، ض ، بس » : « الخدري ». والصواب هو الخيبري ؛ فقد وردت رواية الخيبري

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:11 pm

    قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اكْتُبْ ، وَبُثَّ (1) عِلْمَكَ فِي إِخْوَانِكَ ، فَإِنْ مِتَّ (2) فَأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنِيكَ ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ (3) لَايَأْنَسُونَ (4) فِيهِ إِلاَّ بِكُتُبِهِمْ » (5).
    154 / 12. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (6) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ الْمُفْتَرِ عَ (7) ». قِيلَ لَهُ : وَمَا (Cool الْكَذِبُ الْمُفْتَرِ عُ؟ قَالَ : « أَنْ يُحَدِّثَكَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ، فَتَتْرُكَهُ وَتَرْوِيَهُ عَنِ الَّذِي حَدَّثَكَ (9) ‌
    __________________
    عن المفضّل [ بن عمر ] في الكافي ، ح 1284 ؛ والتهذيب ، ج 7 ، ص 470 ، ح 1882 ؛ والخصال ، ص 47 ، باب الاثنين ، ح 50. و « الخيبري » هذا هو خيبري بن عليّ الطحان ، بقرينة روايته عن يونس بن ظبيان والمفضّل بن عمر معاً في الكافي ، ح 1284 ؛ والتهذيب ؛ فإنّه كان يصحب يونس بن ظبيان ويكثر الرواية عنه. راجع : الرجال لابن الغضائري ، ص 56 ، الرقم 43.
    وأمّا « أبو سعيد الخدري » فهو من أصحاب رسول الله وأميرالمؤمنين عليهما‌السلام ولا يروي عن أصحاب الصادق عليه‌السلام. راجع : رجال البرقي ، ص 2 ـ 3 ؛ رجال الطوسي ، ص 40 ، الرقم 246 ؛ وص 65 ، الرقم 587.
    (1) « بثّ » : أمر من البثّ بمعنى النشر. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 273 ( بثث ).
    (2) يجوز فيه كسر الميم وضمّها ، وجاء في المصحف كلاهما ، والأكثر بالكسر.
    (3) « الهرج » : الفتنة والاختلاط والقتل ، وأصله الكثرة في الشي‌ء. انظر : النهاية ، ج 5 ، ص 257 ( هرج ).
    (4) في حاشية « بر » : « ما يأنسون ».
    (5) الوافي ، ج 1 ص 236 ، ح 170 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 81 ، ح 33263.
    (6) روى أحمد بن محمّد بن خالد عن محمّد بن عليّ في أسناد كثيرة ، فالمراد من « بهذا الإسناد » : عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 2 ، ص 404 ، وص 642.
    (7) في حاشية « ج » : « المقترع ». بمعنى المختار ، أو من القرعة بمعناها المعروف ، أو بمعنى خيار المال. واختاره‌السيّد الداماد ، ونسب ما في المتن إلى التصحيف والتحريف. ونسب الفيض والمجلسي مقالته إلى التحريف.
    و « المفترع » : إمّا اسم فاعل بمعنى الحاجز ، أي الكذب الحاجز بين الرجل وقبول روايته. أو بمعنى المرتفع المتصاعد ، فكأنّه يريد ارتفاع حديثه بإسناده إلى الأعلى بحذف الواسطة. أو بمعنى المزيل عن الراوي صفة العدالة ، أو بمعنى المتفرّع ؛ فإنّه فرّع قوله على صدق الراوي فأسنده إلى الأصل بحذف الواسطة. وإمّا اسم مفعول بمعنى الذي أُزيل بكارته ، أي وقع مثله في السابق. أو بمعنى المبتدأ والمستحدث ، أي لم يقع في السابق. انظر : التعليقة للداماد ، ص 117 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 188 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 186 ؛ حاشية بدر الدين ، ص 62 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 269 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 229 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 181 ؛ الصحاح ، ج 3 ، ص 1256 ( فرع ).
    (Cool في « بع ، بف » : + « هو ».
    (9) في حاشية « ب ، و ، بح ، بر » : « لم يحدّثك عنه ». وفي الوافي : « لم يحدّثك به ». وفي حاشية « ف » :

    عَنْهُ » (1).
    155 / 13. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَعْرِبُوا حَدِيثَنَا (2) ؛ فَإِنَّا قَوْمٌ فُصَحَاءُ » (3).
    156 / 14. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَحَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ وَغَيْرِهِ ، قَالُوا :
    سَمِعْنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « حَدِيثِي حَدِيثُ أَبِي ، وَحَدِيثُ أَبِي حَدِيثُ جَدِّي ، وَحَدِيثُ جَدِّي حَدِيثُ الْحُسَيْنِ ، وَحَدِيثُ الْحُسَيْنِ حَدِيثُ الْحَسَنِ ، وَحَدِيثُ الْحَسَنِ حَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَحَدِيثُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ حَدِيثُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَحَدِيثُ رَسُولِ اللهِ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ » (4).
    157 / 15. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ شَيْنُولَةَ (5) ، قَالَ :
    __________________
    « يحدّثك عنه ». وفي التعليقة للداماد ، ص 117 : « حدّثك به ». وفي المعاني ونقله الداماد عن بعض النسخ : « عن غير الذي حدّثك به ». وانظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 270.
    (1) معاني‌الأخبار ، ص 157 ، ح 1 ، بسنده عن محمّد بن عليّ ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 231 ، ح 165.
    (2) في التعليقة للداماد ، ص 118 : « في بعض النسخ : بحديثنا ، أي تكلّموا بحديثنا على ما سمعتموه من جواهر الألفاظ ووجوه الإعراب المأخوذة عنّا من دون تغيير ، ومن غير نقل بالمعنى أصلاً ؛ فإنّا قوم فصحاء بلغاء ».
    (3) الفصول المختارة ، ص 91 ، مرسلاً الوافي ، ج 1 ، ص 233 ، ح 166 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 83 ، ح 33270.
    (4) الإرشاد ، ج 2 ، ص 186 ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 229 ، ح 161 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 83 ، ح 33271.
    (5) في « ج » : « شُينُولَهُ ». وفي « بس ، بف » : « شَيْنولَهُ ». وفي حاشية « ج » : « شبنوله ». وفي حاشية « ض ، بر » : « شنبولة ».
    هذا ، ولم نحصل على محصّل في لقب الرجل ؛ فقد ذكره النجاشي ، في طريقه إلى إدريس بن عبدالله الأشعري ،

    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ مَشَايِخَنَا رَوَوْا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهما‌السلام وَكَانَتِ التَّقِيَّةُ شَدِيدَةً ، فَكَتَمُوا كُتُبَهُمْ وَلَمْ تُرْوَ (1) عَنْهُمْ ، فَلَمَّا مَاتُوا ، صَارَتِ (2) الْكُتُبُ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : « حَدِّثُوا بِهَا ؛ فَإِنَّهَا حَقٌّ » (3).
    18 ـ بَابُ التَّقْلِيدِ‌
    158 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (4) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    __________________
    ص 104 ، الرقم 259 وفيه : « محمّد بن الحسن بن أبي خالد المعروف بشَينولَه ». وذكره الشيخ الطوسي في الفهرست ، ص 89 ، الرقم 120 ؛ وص 207 ، الرقم 308 ؛ وص 216 ، الرقم 317 ، وفي الجميع : « سنبولة ».
    (1) في « ج ، بف » والوافي : « فلم يرووا ». وفي « ب ، ض ، بر ، بس » والوسائل والبحار وحاشية ميرزا رفيعا : « فلم‌تُرْوَ ». وفي « ف » : « فلن ترو ». وفي حاشية « ج » وهو مختار السيّد الداماد في التعليقة : « فلم تُرَوَّ ـ فلم نُرَوّ » بفتح الواو المشدّدة وبالراء المفتوحة ، إمّا بالنون المضمومة أو بالتاء المضمومة. وأمّا « فلم نَرْوِ » فمن التصحيفات عند الداماد.
    (2) في الوسائل : + « تلك ».
    (3) الوافي ، ج 1 ، ص 236 ، ح 171 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 84 ، ح 33272 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 167 ، ذيل ح 25.
    (4) ورد الخبر ـ مع اختلاف يسير ـ في الكافي ، ح 2879 ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن‌يحيى ، كما رواه أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن يحيى في المحاسن ، ص 246 ، ح 28 ومتن الخبر موافق تقريباً لما ورد في الكافي ، ح 2879.
    هذا ، وقد أورد الشيخ الحرّ قدس‌سره الخبر في الوسائل ، ج 27 ، ص 124 ، ح 33382 ، نقلاً من الكافي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن يحيى. والمتن موافق لما نحن فيه ، ولعلّ هذا يورث الظنّ بوجود نسخةٍ عند الشيخ الحرّ قد وجدت فيها عبارة « عن أبيه » فيمكننا تصحيح المتن بإضافة هذه العبارة. لكن بعد خلوّ جميع النسخ ـ وعندنا 28 نسخة ـ عن هذه العبارة في ما نحن فيه واحتمال التصحيح الاجتهادى ـ احتمالاً قويّاً ـ من قبل الشيخ الحرّ ، كما تشهد بذلك مقارنة الوسائل ، ج 27 ، ص 126 ، ح 33388 وص 127 ، ح 33389 ، مع ما ورد في الكافي ، ح 2876 ، وح 2880 ، سينقلب هذا الظنّ وهماً ؛ فإنّ في ذلك أمارة لرجوع الشيخ الحرّ إلى الكافي ، ح 2879 وإضافة « عن أبيه » من ذاك الموضع.
    فعليه ، سندنا هذا مختلّ بسقوط « عن أبيه » منه.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ ) (1) ( وَرُهْبانَهُمْ ) (2) ( أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) (3)؟فَقَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، مَا دَعَوْهُمْ إِلى عِبَادَةِ أَنْفُسِهِمْ ، وَلَوْ دَعَوْهُمْ (4) مَا أَجَابُوهُمْ (5) ، وَلكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالاً ، فَعَبَدُوهُمْ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُونَ » (6).
    159 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيِّ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدَةَ ، قَالَ :
    قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « يَا مُحَمَّدُ ، أَنْتُمْ أَشَدُّ تَقْلِيداً أَمِ الْمُرْجِئَةُ؟ (Cool » قَالَ : قُلْتُ : قَلَّدْنَا وَقَلَّدُوا ، فَقَالَ : « لَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ هذَا ». فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَابٌ أَكْثَرُ مِنَ الْجَوَابِ‌
    __________________
    (1) « الأحبار » : علماء اليهود ، من الحِبر ـ وهو الأفصح ـ أو الحَبْر ، بمعنى الذي يكتب به ، أو بمعنى الأثر. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 619 ـ 620 ( حبر ).
    (2) « الرهبان » : عبّاد النصارى ، جمع الراهب ، وهو المتعبّد في الصومعة ، من الرَهَب ، بمعنى الخوف. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 437 ( رهب ).
    (3) التوبة (9) : 31.
    (4) في الكافي ، ح 2879 والمحاسن : + « إلى عبادة أنفسهم ».
    (5) في « بح » : « ما أجابوا ». وفي الكافي ، ح 2879 : « لمّا أجابوهم ».
    (6) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشرك ، ح 2879 ؛ المحاسن ، ص 246 ، كتاب مصابيح الظلم ح 28. وفي تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 87 ، ح 48 ، عن أبي بصير. وراجع : تصحيح الاعتقاد ، ص 72 فضل في النهي عن الجدال الوافي ، ج 1 ، ص 239 ، ح 172 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 124 ، ح 33382.
    (7) هكذا في « ف ، بح ». وفي « الف ، ب ، ج ، ض ، و ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « الهمداني ».
    والظاهر أنّ إبراهيم بن محمّد هذا ، هو إبراهيم بن محمّد الهَمَذاني الذي كان هو ووُلده وكلاء الناحية بهَمَذان. راجع : رجال النجاشي ، ص 344 ، الرقم 928 ؛ رجال الكشّي ، ص 608 ، الرقم 1131 ، ص 611 ، الرقم 1135 و 1136. ولا يخفى أنّ « الهَمْداني » منسوب إلى هَمْدان وهي قبيلة من اليمن ، نزلت الكوفة. راجع : الأنساب للسمعاني ، ج 5 ، ص 647.
    (Cool « المرجئة » : تطلق على فرفتين : فرقة مقابلة للشيعة ، من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لتأخيرهم عليّاً عليه‌السلام عن‌مرتبته. وفرقة مقابلة للوعيديّة. إمّا من الإرجاء بمعنى التأخير ؛ لأنّهم يؤخّرون العمل عن النيّة والقصد ، وإمّا بمعنى إعطاء الرجاء ؛ لأنّهم يعتقدون أنّه لايضرّ مع الإيمان معصية ، كما لاينفع مع الكفر طاعة ، أو بمعنى تأخير حكم صاحب الكبيرة إلى يوم القيامة.

    الْأَوَّلِ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « إِنَّ الْمُرْجِئَةَ نَصَبَتْ رَجُلاً لَمْ تَفْرِضْ (1) طَاعَتَهُ وَقَلَّدُوهُ ، وَأَنْتُمْ (2) نَصَبْتُمْ رَجُلاً وَفَرَضْتُمْ طَاعَتَهُ ثُمَّ لَمْ تُقَلِّدُوهُ ، فَهُمْ أَشَدُّ مِنْكُمْ تَقْلِيداً (3) » (4).
    160 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللهِ ) (5) فَقَالَ : « وَاللهِ ، مَا صَامُوا لَهُمْ وَلَا صَلَّوْا لَهُمْ ، وَلكِنْ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً ، وَحَرَّمُوا عَلَيْهِمْ حَلَالاً ، فَاتَّبَعُوهُمْ » (6).
    19 ـ بَابُ الْبِدَعِ وَالرَّأْيِ وَالْمَقَايِيسِ‌
    161 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ؛ وَعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام النَّاسَ ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّمَا‌
    __________________
    (1) في « ب ، ف » : « لم تُفرض ». قال في مرآة العقول : « على بناء المجهول ، أي لم يفرض الله تعالى طاعته ، ومع‌ذلك لايخالفونهم في شي‌ء ؛ أو على بناء المعلوم ، أي لم يفرضوا على أنفسهم طاعتهم ». واختير المعلوم بقرينة الذيل ، أي « فرضتم » كما في النسخ.
    (2) في « ب » وحاشية « بح ، بس » والوسائل : « وإنّكم ».
    (3) في « ب ، بر » : « تقليداً منكم ».
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 240 ، ح 174 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 125 ، ح 33383.
    (5) التوبة (9) : 31.
    (6) المحاسن ، ص 246 ، كتاب مصابيح الظلم ح 245 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 194 ، ح 2 بسند آخر عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 86 ، ح 45 ، عن أبي بصير ؛ وفي تصحيح الاعتقاد ، ص 72 ؛ وتحف العقول ، ص 420 ، مرسلاً عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 240 ، ح 173 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 125 ، ح 33384.

    بَدْءُ (1) وُقُوعِ الْفِتَنِ أَهْوَاءٌ (2) تُتَّبَعُ ، وَأَحْكَامٌ تُبْتَدَعُ ، يُخَالَفُ فِيهَا كِتَابُ اللهِ ، يَتَوَلّى (3) فِيهَا رِجَالٌ رِجَالاً ، فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ ، لَمْ يَخْفَ عَلى ذِي حِجًى (4) ، وَلَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ ، لَمْ يَكُنِ اخْتِلافٌ ، وَلكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هذَا ضِغْثٌ (5) ، وَمِنْ هذَا ضِغْثٌ ، فَيُمْزَجَانِ فَيَجِيئَانِ مَعاً ، فَهُنَالِكَ اسْتَحْوَذَ (6) الشَّيْطَانُ عَلى أَوْلِيَائِهِ ، وَنَجَا الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللهِ الْحُسْنى » (7).
    162 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ يَرْفَعُهُ ، قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إِذَا ظَهَرَتِ الْبِدَعُ فِي أُمَّتِي ، فَلْيُظْهِرِ الْعَالِمُ عِلْمَهُ ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ » (Cool.
    __________________
    (1) « البَدء » : الأوّل ، يقال : ضربت بدءً ، أي أوّلاً ؛ أو الابتداء ؛ يقال : بدأت بالشي‌ء بدءً ، أي ابتداءً. أو الإنشاء ، يقال : بدأت الشي‌ء بدءً ، أي أنشأته إنشاءً. ويحتمل البُدُوّ ، بمعنى الظهور ، مصدر بدا ، أي ظهر. انظر : التعليقة للداماد ، ص 122 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 281 ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 35 ( بدأ ).
    (2) في حاشية « ج » : « أهْوُؤ ».
    (3) في المحاسن : « يقلّد ».
    (4) في « بر » وحاشية « ج » : « حجّة ». و « الحجى » : العقل والفطنة ، والجمع أحجاء. انظر : لسان العرب ، ج 14 ، ص 165 ( حجو ).
    (5) « الضغث » : قبضة من الشجر والحشيش والشماريخ ، أو قبضة من الحشيش مختلطة الرطب باليابس ، أوحُزمَة من الأسل ، أي المشدود منه ، وهو نبات له أغصان دقاق لا ورق لها. والمراد شي‌ء يسير من هذا ومن هذا ، كلّ منهما مختلط غير يابس. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 285 ؛ المغرب ، ص 283 ( ضغث ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 123.
    (6) في الاصول الستّة عشر ، ص 154 : « استولى ». و « استحوذ » : غلب. جاء بالواو على الأصل ؛ لجواز التكلّم بكلّ هذا الباب على الأصل. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 563 ( حوذ ).
    (7) الاصول الستّة عشر ، ص 154 ، ح 71 ، عن عاصم بن حميد. المحاسن ، ص 208 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 74 ؛ وص 218 ، ح 114 ، عن الحسن بن عليّ بن فضّال. وفي الكافي ، كتاب الروضة ، ح 14836 ؛ وكتاب سليم بن قيس ، ص 718 ، ح 18 ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره. الاصول الستّة عشر ، ص 289 ، ح 426 ، بسند آخر عن أبي عبد الله من دون الإسناد إلى أمير المؤمنين عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. نهج البلاغة ، ص 88 ، الخطبة 50 ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 243 ، ح 178.
    (Cool المحاسن ، ص 231 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 176 ، بسنده عن محمّد بن جمهور العمّي. راجع :

    163 / 3. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ رَفَعَهُ ، قَالَ (1) :
    « مَنْ أَتى ذَا بِدْعَةٍ فَعَظَّمَهُ ، فَإِنَّمَا يَسْعى (2) فِي هَدْمِ الْإِسْلَامِ » (3).
    164 / 4. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أَبَى اللهُ لِصَاحِبِ الْبِدْعَةِ بِالتَّوْبَةِ » قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَكَيْفَ ذلِكَ (4)؟ قَالَ : « إِنَّهُ قَدْ أُشْرِبَ قَلْبُهُ حُبَّهَا (5) » (6).
    165 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ ـ تَكُونُ (7) مِنْ بَعْدِي يُكَادُ (Cool بِهَا الْإِيمَانُ ـ وَلِيّاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، مُوَكَّلاً بِهِ ، يَذُبُّ عَنْهُ ، يَنْطِقُ بِإِلْهَامٍ مِنَ‌
    __________________
    علل الشرائع ، ص 235 ، ح 1 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 112 ، ح 2 ؛ الغيبة للطوسي ، ص 64 ، ذيل ح 66 الوافي ، ج 1 ، ص 244 ، ح 179 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 269 ، ح 21538.
    (1) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّ القائل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    (2) في المحاسن : « سعى ».
    (3) المحاسن ، ص 208 ، من كتاب مصابيح الظلم ، ح 72 ، بسنده عن محمّد بن جمهور العمّي. وفي المحاسن ، ح 73 ؛ وثواب الأعمال ، ص 307 ، ح 6 ، بسند آخر. الفقيه ، ج 3 ، ص 572 ، ح 4957 ، مرسلاً ، وفي الثلاثة الأخيرة عن علي عليه‌السلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 244 ، ح 180 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 267 ، ح 21532.
    (4) في « بس » والمحاسن وعلل الشرائع : « ذاك ».
    (5) « اشرب قلبه حبّها » ، أي خالطه ، مجهول من الإشراب ، وهو خلط لون بلون كأنّ أحدهما سقى الآخر ، ف « قلبه » فاعل ، أو منصوب بنزع الخافض ، أي في قلبه ، و « حبّها » مفعول. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 491 ـ 492 ( شرب ).
    (6) علل الشرائع ، ص 492 ، ح 1 ، بسنده عن الحسين بن محمّد. وفي المحاسن ، ص 207 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 69 ؛ وثواب الأعمال ، ص 307 ، ح 5 ، بسندهما عن محمّد بن جمهور العمّي الوافي ، ج 1 ، ص 245 ، ح 183.
    (7) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « يكون ».
    (Cool الأصوب « يُكاد » مجهولاً ، من الكيد وهو المكر ، والمعنى يُمكَر أو يُحارب بها الإيمان ، أو يراد بسوء. ويحتمل كونه معلوماً ، أي يكاد أن يذهب بها الإيمان. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 190 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 287 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 187.

    اللهِ ، وَيُعْلِنُ (1) الْحَقَّ وَيُنَوِّرُهُ ، وَيَرُدُّ كَيْدَ الْكَائِدِينَ ، يُعَبِّرُ (2) عَنِ الضُّعَفَاءِ (3) ، فَاعْتَبِرُوا (4) يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللهِ » (5).
    166 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ؛ وَ (6) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (7) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ رَفَعَهُ :
    عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ (Cool مِنْ أَبْغَضِ الْخَلْقِ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَرَجُلَيْنِ :
    __________________
    (1) في شرح صدر المتألّهين : + « به ».
    (2) في « ف » : « ويعبّر ». وفي المحاسن : « يعني » بدل « يعبّر ».
    (3) « يعبّر عن الضعفاء » ، أي يتكلّم من جانب الضعفاء العاجزين عن دفع المكائد والشبهات والبدع ، يقال : عبّر عن فلان ، أي تكلّم عنه. وأمّا كونه كلام الصادق عليه‌السلام ، أي عبّر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالوليّ عن الأئمّة الّذين استضعفوا في الأرض ، فبعيد جدّاً. انظر : شروح الكافي والصحاح ، ج 2 ، ص 724 ( عبر ).
    (4) احتمل صدر المتألّهين والمازندراني والفيض الكاشاني والعلاّمة المجلسي أن يكون قوله : « فاعتبروا » من كلام الصادق عليه‌السلام.
    (5) المحاسن ، ص 208 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 71 ، عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج 1 ، ص 246 ، ح 184.
    (6) في السند تحويل بعطف « عليّ بن إبراهيم » على « محمّد بن يحيى عن بعض أصحابه » ، عطفَ طبقة واحدة على طبقتين ؛ فقد وردت رواية محمّد بن يحيى عن بعض أصحابه عن هارون بن مسلم ، في الكافي ، ح 189 ، كما وردت رواية محمّد بن يحيى العطّار عن بعض أصحابنا عن هارون بن مسلم في الكافي ، ح 1065.
    (7) هكذا في النسخ. وفي الوسائل : + « عن أبيه ». وفي المطبوع : + « [ عن أبيه ] ». وما أثبتناه هو الظاهر ؛ فقد أكثر عليّ بن إبراهيم من الرواية عن هارون بن مسلم مباشرة. وطريق « عليّ بن إبراهيم ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة » من طرق الكليني المعروفة. وقد عرفت ممّا تقدّم في الكافي ، ذيل ح 18 منشأ هذا النوع من التحريف. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 19 ، ص 404 ـ 407.
    هذا ، وما ورد في بعض الأسناد من توسّط والد عليّ بن إبراهيم بينه وبين مسعدة بن صدقه ، غير مأمون من التحريف ، ويؤكِّد ذلك كلّه أنّا لم نجد رواية والد عليّ بن إبراهيم بتعبير « إبراهيم بن هاشم » عن مسعدة في موضع.
    (Cool في « بح » : ـ « إنّ ».

    رَجُلٌ وَكَلَهُ (1) اللهُ إِلى نَفْسِهِ ، فَهُوَ جَائِرٌ (2) عَنْ قَصْدِ السَّبِيلِ ، مَشْغُوفٌ (3) بِكَلَامِ بِدْعَةٍ ، قَدْ لَهِجَ (4) بِالصَّوْمِ وَالصَّلاةِ ، فَهُوَ فِتْنَةٌ لِمَنِ افْتَتَنَ بِهِ ، ضَالٌّ عَنْ هَدْيِ (5) مَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، مُضِلٌّ لِمَنِ اقْتَدى بِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ (6) ، حَمَّالُ (7) خَطَايَا غَيْرِهِ ، رَهْنٌ (Cool بِخَطِيئَتِهِ.
    وَرَجُلٌ قَمَشَ جَهْلاً (9) فِي جُهَّالِ النَّاسِ ، عَانٍ (10) بِأَغْبَاشِ (11) الْفِتْنَةِ ، قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ‌
    __________________
    (1) في حاشية « ض » : « يكله ».
    (2) في حاشية « و » ومرآة العقول : « حائر » من الحيران. وفي « بر » : « جائز » بمعنى المتجاوز. ومعنى قوله : « فهو جائر » ، أي مائل ، من الجور بمعنى الميل عن القصد. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 617 ( جور ).
    (3) هكذا في « الف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني ، أي بلغ حبّه شغاف قلبه. وفي حاشية « بح » : « مشغول ». وفي بعض النسخ والمطبوع : « مشعوف » من الشعف ، بمعنى شدّة الحبّ وإحراقه القلب ، أي غلبه حبّ كلام البدعة وأحرقه. أو من شعفة القلب ، وهي رأسه عند معلَّق النياط ، وهو عرق عُلّق به القلب ، أي بلغ حبّه إلى شعفة قلبه. انظر : لسان العرب ، ج 9 ، ص 177 ـ 179 ( شعف ) ، ( شغف ).
    (4) « لهج بالصوم والصلاة » ، أي ولع به وأحبّه وعلق به شديداً ، ليقال : إنّه عالم زاهد ، وبذلك يفتتن الناس. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 281 ( لهج ).
    (5) « الهَدْي » : الطريقة والسيرة ، ويحتمل كونه « هُدى » بمعنى المقابل للضلال وهو الرشاد والدلالة. النهاية ، ج 5 ، ص 253 ( هدى ).
    (6) في حاشية « ب » : « مماته ».
    (7) يجوز فيه القطع عن الإضافة أيضاً.
    (Cool في حاشية « بح » : « رهين ».
    (9) « قمش جهلاً » ، أي جمعه من هاهنا وهاهنا ؛ من القمش ، وهو جمع الشي‌ء المتفرّق من هاهنا وهاهنا ، وذلك‌الشي‌ء قماش. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1016 ( قمش ).
    (10) في « جح ، جم » وحاشية « بع » والوافي : « غانٍ ». وفي حاشية « جم » : « غانَ ». وفي حاشية « ش ، بع » : « عاف ».
    و « عانٍ » : اسم فاعل بمعنى الأسير ، يقال : عَنَا فيهم ، أي أقام فيهم على إسارة واحتُبس. أو بمعنى التَعِب ، يقال : عَنِي ، أي تعب. أو بمعنى المُتّهم والمشتغل ، يقال : عنا به ، أي اهتمّ به واشتغل. ونقل المجلسي عن بعض النسخ : « غانٍ » بمعنى عاشٍ ومقيم ؛ من غني بمعنى عاش ، أو من غني بالمكان أي أقام به. واختاره الداماد والفيض ، وعدّ الداماد ما في المتن من التحريف والتصحيف المستهجن. انظر : التعليقة للداماد ، ص 126 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 191 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 296 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 248 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 188 ؛ الصحاح ، ج 6 ، ص 2440 و 2449 ( عنو ) ، ( غني ).
    (11) « الأغباش » جمع الغبش ، وهو شدّة الظلمة ، أو بقيّة الليل أو ظلمة آخره. انظر : لسان العرب ، ج 6 ،

    النَّاسِ عَالِماً ، وَلَمْ يَغْنَ (1) فِيهِ يَوْماً سَالِماً ، بَكَّرَ (2) فَاسْتَكْثَرَ (3) ، مَا (4) قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ ، حَتّى إِذَا ارْتَوى (5) مِنْ آجِنٍ (6) وَاكْتَنَزَ (7) مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ (Cool ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً (9) ضَامِناً (10) لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلى غَيْرِهِ ، وَإِنْ خَالَفَ قَاضِياً سَبَقَهُ ، لَمْ يَأْمَنْ أَنْ يَنْقُضَ حُكْمَهُ مَنْ يَأْتِي (11) بَعْدَهُ ، كَفِعْلِهِ بِمَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، وَإِنْ نَزَلَتْ (12) بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ‌
    __________________
    ص 322 ( غبش ).
    (1) « لم يَغنَ » أي لم يُقم ولم يلبث في العلم يوماً تامّاً ، يقال : غَنِي بالمكان ، أي أقام به. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 392 ( غني ).
    (2) « بَكَر وبَكَّر » أي مضى في البُكْرة ، وهي الغداة والصباح. قال العلاّمة الفيض : « يعني أنّه وإن لم يصرف يوماً في طلب العلم ، ولكن خرج من أوّل الصباح في كسب الدنيا ومتاعها وشهواتها ، أو في كسب الجهالات التي زعمته الجهّال علماً ، وأحدهما هو المعنيّ بقوله : « ما قلّ منه خير ممّا كثر ». وقال العلاّمة المجلسي : « قوله عليه‌السلام : بكّر ، أي خرج في طلب العلم بكرة ، كناية عن شدّة طلبه واهتمامه في كلّ يوم ، أو في أوّل العمر وابتداء الطلب ». وقيل غير ذلك. انظر : ترتيب كتاب العين ، ج 1 ، ص 185 ( بكر ).
    (3) في حاشية « بر » : « تكبّر فاستكبر ».
    (4) « ما » موصولة ، أو موصوفة بمعنى شيئاً وما بعدها صفتها ، و « قلّ » مبتدأ بتقدير « أن » ، و « خير » خبره. أو مابعدها صلة لموصول مقدّر ، وقيل : الجملة اعتراضيّة. وضبطها المجلسي : « ممّا » وجعلها موصولة ، صفة لمحذوف ، أي فاستكثر من جمع شي‌ء قليله خير من كثيره. أو مصدريّة ، أي قلّته خير من كثرته.
    (5) « ارتوى » ، أي شرب وشبع وامتلأ من الشرب ، من الريّ ، وهو خلاف العطش. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 364 ( روى ).
    (6) « الآجن » : الماء المتغيّر الطعم واللون غير أنّه مشروب. وقيل : المتغيّر الرائحة. انظر : المغرب ، ص 21 ( أجن ).
    (7) في « ألف ، بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وأكثر ». وفي حاشية « بر » : « وأكنز ». وفي « بر » وحاشية « ض » : « واكتنز ».
    (Cool « الطائل » : المزيّة والغنى ، يقال : هذا الأمر لا طائل فيه إذا لم يكن فيه مزيّة وغنى. قال العلاّمة المازندراني : « يعني اجتمع له كثير من الشبهات والعلوم المغشوشة بالجهالة والتخيّلات التي لا أصل لها ولانفع ولافائدة فيها ». انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1754 ( طول ).
    (9) في « ألف ، ف ، بر » وحاشية « ض ، بس » والوسائل وشرح صدر المتألّهين : + « ماضياً ».
    (10) في « ب » : « صامتاً ».
    (11) في الوسائل : + « من ».
    (12) في « ش ، بر » : « نزل ». وفي « بو » : « ترك ».

    الْمُعْضِلَاتِ ، هَيَّأَ لَهَا حَشْواً مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ (1) ، فَهُوَ (2) مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ (3) فِي مِثْلِ غَزْلِ الْعَنْكَبُوتِ ، لَايَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ ، لَايَحْسَبُ (4) الْعِلْمَ فِي شَيْ‌ءٍ مِمَّا أَنْكَرَ ، وَلَا يَرى أَنَّ وَرَاءَ مَا بَلَغَ فِيهِ مَذْهَباً (5) ، إِنْ قَاسَ شَيْئاً بِشَيْ‌ءٍ ، لَمْ يُكَذِّبْ نَظَرَهُ ، وَإِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ ، اكْتَتَمَ بِهِ ؛ لِمَا يَعْلَمُ مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ (6) ؛ لِكَيْ لَايُقَالَ لَهُ : لَايَعْلَمُ ، ثُمَّ جَسَرَ (7) فَقَضى ، فَهُوَ مِفْتَاحُ (Cool عَشَوَاتٍ (9) ، رَكَّابُ شُبُهَاتٍ ، خَبَّاطُ (10) جَهَالَاتٍ ، لَايَعْتَذِرُ مِمَّا لَايَعْلَمُ ؛ فَيَسْلَمَ ، وَلَا يَعَضُّ فِي الْعِلْمِ بِضِرْسٍ (11) قَاطِعٍ ؛ فَيَغْنَمَ ، يَذْرِي (12) الرِّوَايَاتِ ذَرْوَ الرِّيحِ الْهَشِيمَ (13) ، تَبْكِي‌
    __________________
    (1) في « ألف ، ب ، ج ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوسائل والوافي وشرح صدر المتألّهين : ـ « به ».
    (2) « هو » راجع إلى ذلك الرجل ، و « من » جارّة ، و « لَبْس » بمعنى الاختلاط ، أو « لُبس » بمعنى الإلباس. واحتمل المازندراني كون « مَن » موصولة ، و « لَبَس » فعلاً.
    (3) في الوافي : « في بعض النسخ : المشتبهات ».
    (4) في « ف » : « لايجب ».
    (5) في الوسائل : + « لغيره ».
    (6) في الوافي : + « يكنّ الصواب ».
    (7) في حاشية « بح ، بع » : « خسر ». وفي شرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : « ثمّ جرأ » بالجيم والراء المهملة من الجرأة ... وأمّا « خسر » بالخاء المعجمة بمعنى « هلك » فله معنى ، ولكنّه لم يثبت ».
    (Cool احتمل السيّد الداماد : « مقناح » من أبنية المبالغة من القنح ، وهو العطف وجعل الشي‌ء ذا اعوجاج وانعطاف ، أو اسم آلة منه. انظر : التعليقة للداماد ، ص 129 ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 397 ( قنح ).
    (9) « عشوات » : جمع العَشْوَة ، وهي الأمر المُلْتَبَس ، وأن يركب الرجل أمراً بجهل لايعرف وجهه ، مأخوذ من عشوة الليل ، وهي ظلمته. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 242 ( عشو ).
    (10) « الخبّاط » مبالغة من الخبط ، وهو الضرب على غير استواء ، كخبط البعير الأرض بيدها ، والرجل الشجر بعصاه ؛ أو حركة على غير النحو الطبيعي وعلى غير اتّساق. انظر : المفردات للراغب ، ص 273 ؛ مجمع البحرين ، ج 4 ، ص 244 ( خبط ).
    (11) في « ف » : « بعضّ ».
    (12) في « بح ، بع ، جس » : « يُذْري ». وفي « بف » : « يذرو ». قال الداماد في التعليقة : « الصحيح إمّا يذرو الروايات ذرو الريح الهشيم ، وإمّا يُذْري الروايات إذراءً الريح الهشيم ». وقال المازندراني : « ما في الكتاب [ وهو كون الفعل من الإفعال والمصدر من المجرّد ] أيضاً صحيح ؛ فإنّ الذرو والإذراء لمّا كان بمعنى واحد ، صحّ ذكر أحدهما مكان الآخر ». ومعنى « يذري الروايات » : يطيّره ويقلّبه من حال إلى حال من غير فائدة ، كما تفعل الريح بالهشيم من غير شعور بفعله ونفع عائد إليها. وانظر : النهاية ، ج 2 ، ص 159 ( ذرو ).
    (13) « الهشيم » : نبت يابس متكسّر ، أو يابس كلّ كلأ وكلّ شجر ؛ من الهشم ، وهو كسر الشي‌ء اليابس ،

    مِنْهُ الْمَوَارِيثُ ، وَتَصْرُخُ (1) مِنْهُ الدِّمَاءُ ، يُسْتَحَلُّ (2) بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَرَامُ ، وَيُحَرَّمُ بِقَضَائِهِ الْفَرْجُ الْحَلَالُ ، لَامَلِي‌ءٌ (3) بِإِصْدَارِ (4) مَا عَلَيْهِ وَرَدَ (5) ، وَلَا هُوَ أَهْلٌ لِمَا مِنْهُ فَرَطَ (6) مِنِ ادِّعَائِهِ عِلْمَ الْحَقِّ » (7).
    167 / 7. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ الْخُرَاسَانِيِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ أَصْحَابَ الْمَقَايِيسِ طَلَبُوا (Cool الْعِلْمَ بِالْمَقَايِيسِ ، فَلَمْ تَزِدْهُمُ (9) الْمَقَايِيسُ مِنَ الْحَقِّ إِلاَّ بُعْداً ، وَإِنَّ دِينَ اللهِ لَايُصَابُ بِالْمَقَايِيسِ » (10).
    __________________
    أو الأجوف ، أو كلّ شي‌ءٍ. انظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1539 ( هشم ).
    (1) في « ألف ، ب » : « تضرّج ».
    (2) في حاشية « بف » : « ويستحلّ ».
    (3) في « ب ، ف ، بس ، بف » : « مليّ ». و « الملي‌ء » بالهمزة على فعيل ، وهو الثقة الغنيّ المقتدر. قال ابن الأثير في‌النهاية ، ج 4 ، ص 352 : « الملي‌ء ـ بالهمزة ـ الثقة الغنيّ قد ملأ فهو ملي‌ء ـ بيّن الملأ والملاءة ـ وقد أولع الناس فيه بترك الهمزة وتشديد الياء ، ومنه حديث عليّ عليه‌السلام : لا مليّ والله بإصدار ما ورد عليه ». وقال المازندراني : « فعلى هذا يجوز أن يقرأ بتشديد الياء هنا ». وضبطه الداماد : « بمليّ » ، ثمّ قال : « وفي طائفة من النسخ : لا ملي‌ء ، من دون الباء ».
    (4) « الإصدار » : الإرجاع ، يقال : أصدرته فصدر ، أي أرجعته فرجع. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 710 ( صدر ).
    (5) معنى العبارة : أنّه فقير ليس له من العلم والثقة قدر ما يمكنه أن يصدر عنه انحلال ما ورد عليه من الإشكالات والشبهات ، وليس له قوّة عمليّة وقدرة روحانيّة على إرجاعه بإيراد الأجوبة الشافية عنها. راجع شروح الكافي.
    (6) « فرط » : سبق وتقدّم. واحتمل المجلسي : « فرّط » بمعنى قصّر وضيّع ، وهو ظاهر كلام صدر المتألّهين. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1148 ( فرط ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 191 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 193.
    (7) نهج البلاغة ، ص 59 ، الخطبة 17 ؛ والإرشاد ، ج 1 ، ص 231 ، مرسلاً ، مع اختلاف يسير. الأمالي للطوسي ، ص 234 ، ح 416 ، المجلس 9 ، ح 8 ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 246 ، ح 185 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 39 ، ح 33155.
    (Cool في « ج » : « إن طلبوا ».
    (9) في « ألف » وشرح صدر المتألّهين والمحاسن : « فلم يزدهم ».
    (10) المحاسن ، ص 211 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 79 ، بسنده عن أبي شيبة الخراساني الوافي ، ج 1 ، ص 250 ، ح 189 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 43 ، ح 33168.

    168 / 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛ وَ (1) مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ رَفَعَهُ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهما‌السلام ، قَالَا : « كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ سَبِيلُهَا إِلَى النَّارِ » (2). (19) باب البدع والرأي والمقاييس‌
    169 / 9. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فُقِّهْنَا (3) فِي الدِّينِ ، وَأَغْنَانَا اللهُ بِكُمْ عَنِ النَّاسِ ، حَتّى أَنَّ الْجَمَاعَةَ مِنَّا لَتَكُونُ (4) فِي الْمَجْلِسِ مَا يَسْأَلُ (5) رَجُلٌ صَاحِبَهُ (6) تَحْضُرُهُ (7) الْمَسْأَلَةُ وَ (Cool يَحْضُرُهُ جَوَابُهَا فِيمَا مَنَّ‌
    __________________
    (1) في السند تحويل بعطف « محمّد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان » على « عليّ بن إبراهيم عن أبيه ».
    (2) المحاسن ، ص 206 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 67 ؛ وثواب الأعمال ، ص 307 ، ح 2 ، بسند آخر. وفي الفقيه ، ج 2 ، ص 137 ، ح 1964 ؛ والتهذيب ، ج 3 ، ص 69 ، ح 226 ؛ والاستبصار ، ج 1 ، ص 467 ، ح 1807 ، بسند آخر عن أبي جعفر وأبي عبدالله عن النبيّ صلوات الله عليهم ، مع زيادة. وفي الكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح 14816 ؛ والخصال ، ص 605 ، أبواب الثمانين وما فوقه ، ح 9 ؛ والأمالي للمفيد ، ص 187 ، المجلس 23 ، ح 14 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وفي الفقيه ، ج 3 ، ص 573 ، ح 4957 ؛ وكمال الدين ، ص 256 ، ح 1 ؛ وكفاية الأثر ، ص 40 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 124 ، ح 1 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص 383 ، وفي الستّة الأخيرة مع اختلاف وزيادة. وراجع : رجال الكشّي ، ص 148 ، ح 236 الوافي ، ج 1 ، ص 249 ، ح 186 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 272 ، ح 21547.
    (3) في « بر » : « فهمنا ». ويحتمل في العبارة : فَقِهْنا ، أي فهمنا وعلمنا ؛ أو : فَقُهْنا ، أي صرنا فقهاء ؛ أو فُقِّهنا ، أي‌عُلِّمنا. انظر شروح الكافي.
    (4) في « جم » والوافي : « لنكون ».
    (5) « ما » في « ما يسأل » نافية ، أي لايحتاج إلى السؤال ؛ لحضور جوابها ؛ أو زائدة ، أو موصولة والعائد محذوف. والأحسن عند المازندراني كون « ما » موصولة ، وهو مع صلته مبتدأ والعائد إليه محذوف و « يحضره » خبره والجملة مستأنفة. وفي بعض النسخ : « إلاّ ويحضره » وعليه فلا إشكال.
    (6) في حاشية « ض » : + « إلاّ ».
    (7) في « ج ، بر » وحاشية ميرزا رفيعا ، وحاشية بدر الدين ، والوسائل والمحاسن : « يحضره ».
    (Cool في حاشية بدر الدين ، ص 64 : « أظنّ أنّه قد سقط من الحديث كلمة « إلاّ » من قوله : « ويحضره جوابها » ،

    اللهُ (1) عَلَيْنَا بِكُمْ ، فَرُبَّمَا وَرَدَ عَلَيْنَا الشَّيْ‌ءُ (2) لَمْ يَأْتِنَا فِيهِ عَنْكَ وَلَا عَنْ آبَائِكَ شَيْ‌ءٌ ، فَنَظَرْنَا إِلى أَحْسَنِ مَا يَحْضُرُنَا ، وَأَوْفَقِ الْأَشْيَاءِ لِمَا جَاءَنَا عَنْكُمْ ، فَنَأْخُذُ بِهِ؟
    فَقَالَ : « هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، فِي ذلِكَ وَاللهِ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ يَا ابْنَ حَكِيمٍ ». قَالَ (3) : ثُمَّ قَالَ : « لَعَنَ اللهُ أَبَا حَنِيفَةَ ؛ كَانَ يَقُولُ : قَالَ عَلِيٌّ وَقُلْتُ ». قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَكِيمٍ لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ : وَاللهِ ، مَا أَرَدْتُ إِلاَّ أَنْ يُرَخِّصَ لِي فِي الْقِيَاسِ (4).
    170 / 10. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‌السلام : بِمَا أُوَحِّدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ؟ فَقَالَ : « يَا يُونُسُ ، لَاتَكُونَنَّ مُبْتَدِعاً ، مَنْ نَظَرَ بِرَأْيِهِ هَلَكَ ، وَمَنْ تَرَكَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ضَلَّ ، وَمَنْ تَرَكَ كِتَابَ اللهِ وَقَوْلَ نَبِيِّهِ كَفَرَ » (5).
    171 / 11. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ مُثَنًّى الْحَنَّاطِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ (6) عليه‌السلام : تَرِدُ (7) عَلَيْنَا أَشْيَاءُ لَيْسَ نَعْرِفُهَا (Cool فِي كِتَابِ اللهِ (9) وَلَا سُنَّةٍ (10) ، فَنَنْظُرُ فِيهَا؟
    __________________
    والتقدير : ما يسأل رجل صاحبه يحضره المسألة إلاّويحضره جوابها ، وله نظير وهو يأتي [ في ح 13 ] عن قريب في خبر سماعة : إنّا نجتمع فنتذاكر ما عندنا ، فلا يرد علينا شي‌ء إلاّوعندنا فيه شي‌ء مسطور ».
    (1) في المحاسن : « منّاً من الله » بدل « فيما منّ الله ».
    (2) في « ف » : + « ما ».
    (3) في « ف » والوافي والمحاسن : ـ « قال ».
    (4) المحاسن ، ص 212 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 89 ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير الوافي ، ج 1 ، ص 250 ، ح 190. وفي الوسائل ، ج 27 ، ص 86 ، ح 33280 ، إلى قوله : « فيما منّ الله علينا بكم ».
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 250 ، ح 188 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 40 ، ح 33157.
    (6) في المحاسن ، ح 99 : « لأبي جعفر ».
    (7) في « ج ، بف » والمحاسن ، ح 90 و 99 : « يرد ».
    (Cool في حاشية « بع » ، والوافي : « لانعرفها ». وفي « جل » : « لايعرفها ».
    (9) في « ج ، بح » والوافي والمحاسن ، ح 90 : ـ « الله ».
    (10) في « ألف » والوسائل : « سنّته ».

    فَقَالَ (1) : « لَا ، أَمَا (2) إِنَّكَ إِنْ أَصَبْتَ ، لَمْ تُؤْجَرْ ؛ وَإِنْ أَخْطَأْتَ ، كَذَبْتَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ » (3).
    172 / 12. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ » (4).
    173 / 13. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنَّا نَجْتَمِعُ فَنَتَذَاكَرُ (5) مَا عِنْدَنَا ، فَلَا يَرِدُ (6) عَلَيْنَا شَيْ‌ءٌ إِلاَّ وَعِنْدَنَا فِيهِ شَيْ‌ءٌ مُسَطَّرٌ (7) ، وَذلِكَ مِمَّا أَنْعَمَ اللهُ بِهِ عَلَيْنَا بِكُمْ ، ثُمَّ يَرِدُ عَلَيْنَا الشَّيْ‌ءُ الصَّغِيرُ لَيْسَ عِنْدَنَا فِيهِ شَيْ‌ءٌ ، فَيَنْظُرُ (Cool بَعْضُنَا إِلى بَعْضٍ وَعِنْدَنَا مَا يُشْبِهُهُ ، فَنَقِيسُ عَلى أَحْسَنِهِ؟
    فَقَالَ : « وَ (9) مَا لَكُمْ وَلِلْقِيَاسِ (10)؟ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِالْقِيَاسِ ».
    __________________
    (1) في « ألف ، ض ، بح ، بر » والوافي : « قال ».
    (2) في المحاسن ، ح 99 : « يرد علينا أشياء لانجدها في الكتاب والسنّة فنقول فيها برأينا ، فقال : أما ».
    (3) المحاسن ، ص 213 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 90 عن الوشّاء ؛ وفيه ، ص 215 ، ح 99 ، عن ابن محبوب أو غيره ، عن مثنّى الحنّاط الوافي ج 1 ، ص 253 ، ح 192 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 40 ، ح 33156.
    (4) راجع الحديث 8 من هذا الباب ومصادره الوافي ، ج 1 ، ص 249 ، ح 187 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 272 ، ح 21548.
    (5) في « ف » : « فنذاكر ».
    (6) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ج ، و » : « فما يرد ».
    (7) في « ج ، ف » وحاشية « ب ، ض ، بح » والوافي : « مستطر ». وفي حاشية « ج ، بح » : « مسطور ».
    (Cool في « بف » : « فننظر ».
    (9) في « بس » : ـ « و ».
    (10) في « و ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « والقياس ».

    ثُمَّ قَالَ : « إِذَا جَاءَكُمْ مَا تَعْلَمُونَ ، فَقُولُوا بِهِ ، وَإِنْ (1) جَاءَكُمْ مَا لَاتَعْلَمُونَ ، فَهَا (2) » وَأَهْوَى (3) بِيَدِهِ إِلى فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : « لَعَنَ اللهُ أَبَا حَنِيفَةَ (4) ؛ كَانَ يَقُولُ : قَالَ عَلِيٌّ وَقُلْتُ أَنَا (5) ، وَقَالَتِ الصَّحَابَةُ وَقُلْتُ (6) » ثُمَّ قَالَ : « أَكُنْتَ تَجْلِسُ إِلَيْهِ؟ » فَقُلْتُ : لَا ، وَلكِنْ هذَا كَلَامُهُ.
    فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، أَتى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النَّاسَ بِمَا يَكْتَفُونَ بِهِ فِي عَهْدِهِ؟ فقَالَ (7) : « نَعَمْ ، وَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ».
    فَقُلْتُ : فَضَاعَ مِنْ ذلِكَ شَيْ‌ءٌ؟ فَقَالَ : « لَا ، هُوَ عِنْدَ أَهْلِهِ » (Cool.
    174 / 14. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « ضَلَّ‌عِلْمُ ابْنِ شُبْرُمَةَ عِنْدَ الْجَامِعَةِ ـ إِمْلَاءِ (9) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَخَطِّ عَلِيٍّ عليه‌السلام بِيَدِهِ ـ إِنَّ الْجَامِعَةَ لَمْ تَدَعْ لِأَحَدٍ كَلَاماً ، فِيهَا عِلْمُ الْحَلَالِ‌
    __________________
    (1) في الوسائل : « وإذا ».
    (2) « ها » : حرف تنبيه للمخاطب ؛ أو اسم فعل بمعنى خُذ مخفّفة هآء. وأصل « هاء » : « هاك » بمعنى خُذ ، فحذفت الكاف وعوّضت عنها الهمزة والمدّ ؛ أو هو كناية عن شي‌ء مجهول. احتمل المجلسي كونها : فهاؤوا. انظر مرآة العقول ، ج 1 ، ص 197.
    (3) في الوسائل : « وأومأ ». و « أهوى بيده إلى فيه » حال عن فاعل « قال » ، بتقدير « قد ». والمعنى : مدّ يده إلى فيه‌وأمالها إليه. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 317 ؛ النهاية ، ج 5 ، ص 285 ( هوا ).
    (4) في « ف » : « على أبي حنيفة ».
    (5) في « ألف ، ف ، و » والوسائل : ـ « أنا ».
    (6) في « ب ، بح » : + « أنا ».
    (7) هكذا في « ب ، ف ، و ، بح ، بر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 302 ، ح 4 ؛ والاختصاص ، ص 282 ، بسند آخر. الاصول الستّة عشر ، ص 292 ، ح 437 ؛ بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 252 ، ح 191 ؛ وفي الوسائل ، ج 27 ، ص 38 ، ح 33153 ، من قوله : « فقال ومالكم وللقياس ».
    (9) « ضلّ » : من الضَلال ، بمعنى الخفاء والغيبوبة حتّى لايرى ، أو بمعنى الضياع والهلاك والبطلان والفساد والاضمحلال ، أو بمعنى مقابل للهدى والرَشاد. وقال الفيض : « أي ضاع وبطل واضمحلّ علمه في جنب كتاب الجامعة الذي لم يدع لأحد كلاماً ؛ إذ ليس من شي‌ء إلاّوهو مثبت فيه ». انظر : الوافي ، ج 1 ، ص 255 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 197 ؛ الصحاح ، ج 5 ، ص 1748 ( ضلل ).

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:12 pm

    وَالْحَرَامِ ، إِنَّ (1) أَصْحَابَ الْقِيَاسِ طَلَبُوا الْعِلْمَ بِالْقِيَاسِ ، فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنَ الْحَقِّ إِلاَّ بُعْداً ؛ إِنَّ دِينَ اللهِ لَايُصَابُ بِالْقِيَاسِ » (2).
    175 / 15. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ السُّنَّةَ لَاتُقَاسُ ، أَلَاتَرى أَنَّ الْمَرْأَةَ (3) تَقْضِي صَوْمَهَا وَلَا تَقْضِي صَلَاتَهَا؟ يَا أَبَانُ ، إِنَّ السُّنَّةَ إِذَا قِيسَتْ مُحِقَ (4) الدِّينُ » (5).
    176 / 16. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام عَنِ الْقِيَاسِ ، فَقَالَ : « مَا (6) لَكُمْ وَالْقِيَاسَ (7)؟ إِنَّ اللهَ لَا يُسْأَلُ كَيْفَ أَحَلَّ وَكَيْفَ حَرَّمَ » (Cool.
    177 / 17. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ ، قَالَ :
    حَدَّثَنِي جَعْفَرٌ ، عَنْ أَبِيهِ عليهما‌السلام : « أَنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام قَالَ : مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ لِلْقِيَاسِ ، لَمْ يَزَلْ‌
    __________________
    (1) في « ب » وحاشية « بف » وشرح صدر المتألّهين : « وإنّ ».
    (2) بصائر الدرجات ، ص 146 ، ح 23 ؛ وص 149 ، ح 16 ، بسنده عن أبان ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 254 ، ح 195.
    (3) هكذا في النسخ والمصادر. وفي المطبوع : « امرأة ».
    (4) « مُحِقَ » : أي ابطل ومُحي ، من المحق بمعنى الإبطال ؛ أو « مَحَقَ » من المَحْق بمعنى النقصان وذهاب البركة ، أو ذهاب الشي‌ء كلّه حتّى لايرى منه أثر. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 196 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 321 ؛ لسان العرب ، ج 10 ، ص 338 ( محق ).
    (5) المحاسن ، ص 214 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 97 ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، مع زيادة في أوّله. راجع : الكافي ، كتاب الدّيات ، باب الرجل يقتل المرأة والمرأة تقتل الرجل ... ، ح 14206 ؛ والفقيه ، ج 4 ، ص 118 ، ح 5239 الوافي ، ج 1 ، ص 253 ، ح 193 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 41 ، ح 33160.
    (6) في الوسائل : « وما ».
    (7) في « ألف ، ج ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض » والوافي والوسائل والمحاسن : « وللقياس ».
    (Cool المحاسن ، ص 214 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 94 ، بسنده عن عثمان بن عيسى الوافي ، ج 1 ، ص 254 ، ح 194 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 42 ، ح 33165.

    دَهْرَهُ فِي الْتِبَاسٍ ، وَمَنْ دَانَ اللهَ بِالرَّأْيِ ، لَمْ يَزَلْ دَهْرَهُ فِي ارْتِمَاسٍ (1) ».
    قَالَ : وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « مَنْ أَفْتَى النَّاسَ بِرَأْيِهِ ، فَقَدْ دَانَ اللهَ بِمَا لَايَعْلَمُ ، وَمَنْ دَانَ اللهَ بِمَا لَايَعْلَمُ ، فَقَدْ ضَادَّ اللهَ ؛ حَيْثُ أَحَلَّ وَحَرَّمَ فِيمَا لَايَعْلَمُ » (2).
    178 / 18. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَقْطِينٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مَيَّاحٍ (3) ، عَنْ أَبِيهِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ إِبْلِيسَ قَاسَ نَفْسَهُ بِآدَمَ ، فَقَالَ : ( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) (4) ، فَلَوْ قَاسَ (5) الْجَوْهَرَ الَّذِي خَلَقَ اللهُ (6) مِنْهُ آدَمَ بِالنَّارِ ، كَانَ ذلِكَ أَكْثَرَ نُوراً وَضِيَاءً مِنَ النَّارِ » (7).
    179 / 19. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، فَقَالَ : « حَلَالُ مُحَمَّدٍ حَلَالٌ أَبَداً إِلى‌
    __________________
    (1) في حاشية « ج ، و » : « ارتكاس ».
    (2) قرب الإسناد ، ص 11 ـ 12 ، ح 35 و 36 ، عن هارون بن مسلم الوافي ، ج 1 ، ص 255 ، ح 196 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 41 ، ح 2 ـ 33161.
    (3) في الوافي عن بعض النسخ : « جناح ». والظاهر أنّ الحسين هذا ، هو الحسين بن ميّاح. ذكره ابن داود في رجاله ، ص 446 ، الرقم 150 ، والعلاّمة أيضاً في خلاصة الأقوال ، ص 217 ، الرقم 12 نقلاً عن ابن الغضائري ، وأبوه هو ميّاح المدائني المذكور في رجال النجاشي ، ص 424 ، الرقم 1140 ، والرجال لابن الغضائري ، ص 89 ، الرقم 122.
    ويؤيّد ذلك أنّا لم نجد الحسين أو الحسن بن جناح في ما تتبّعنا من الأسناد وكتب الرجال.
    (4) الأعراف (7) : 12 ؛ ص (38) : 76.
    (5) هكذا في النسخ والمحاسن والوافي وحاشية ميرزا رفيعا وحاشية بدرالدين. وفي المطبوع : « ولو قاس ». وفي حاشية « ج » : « فلو قيس ».
    (6) في « ف » : « خُلِق » بدل « خلق الله ».
    (7) المحاسن ، ص 211 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 81 ، عن الحسن بن عليّ بن يقطين الوافي ، ج 1 ، ص 256 ، ح 197. راجع : علل الشرائع ، ص 87 ، ح 3.

    يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَحَرَامُهُ حَرَامٌ أَبَداً إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، لَايَكُونُ غَيْرُهُ وَلَا يَجِي‌ءُ غَيْرُهُ ».
    وَقَالَ : « قَالَ عَلِيٌّ عليه‌السلام : مَا أَحَدٌ ابْتَدَعَ (1) بِدْعَةً إِلاَّ تَرَكَ بِهَا (2) سُنَّةً » (3).
    180 / 20. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَقِيلِيِّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقُرَشِيِّ (4) ، قَالَ :
    دَخَلَ أَبُو حَنِيفَةَ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ : « يَا أَبَا حَنِيفَةَ ، بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقِيسُ؟ » قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « لا تَقِسْ ؛ فَإِنَّ أَوَّلَ مَنْ قَاسَ إِبْلِيسُ حِينَ قَالَ : ( خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) (5) فَقَاسَ مَا بَيْنَ النَّارِ وَالطِّينِ ، وَلَوْ قَاسَ نُورِيَّةَ آدَمَ بِنُورِيَّةِ النَّارِ ، عَرَفَ فَضْلَ مَا بَيْنَ النُّورَيْنِ ، وَصَفَاءَ أَحَدِهِمَا عَلَى الْآخَرِ » (6).
    181 / 21. عَلِيٌّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ قُتَيْبَةَ ، قَالَ :
    سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَأَجَابَهُ فِيهَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَرَأَيْتَ (7) إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، مَا كَانَ يَكُونُ (Cool الْقَوْلُ فِيهَا؟
    فَقَالَ لَهُ : « مَهْ (9) ، مَا أَجَبْتُكَ فِيهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، فَهُوَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لَسْنَا مِنْ‌
    __________________
    (1) في الوافي : « ما ابتدع أحد ».
    (2) في حاشية « بح » : « فيها ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 148 ، ح 7 ، بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة في آخره. راجع : بصائر الدرجات ، ص 393 ، ح 5 ؛ والاختصاص ، ص 313 الوافي ، ج 1 ، ص 260 ، ح 201.
    (4) في العلل : + « رفع الحديث ».
    (5) الأعراف (7) : 12 ؛ ص (38) : 76.
    (6) علل الشرائع ، ص 86 ، ح 1 ، بسنده عن أحمد بن عبدالله. وفيه ، ص 87 ، ح 3 ، بسند آخر ، وفيهما مع زيادة في آخرهما الوافي ، ج 1 ، ص 257 ، ح 198 ؛ البحار ، ج 47 ، ص 226 ، ح 16. ولم يرد هذا الحديث في مرآة العقول.
    (7) قال المازندراني : « أرأيتَ ، كلمة تقولها العرب عند الاستخبار ، بمعنى أخبرني. وتاؤها مفتوحة أبداً ».
    (Cool هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « ما يكون ». وفي البصائر : « ما كان ».
    (9) في الوافي : « كلمة « مَهْ » زجر ؛ يعني اكفف ، فإنّ ما أجبتك به ليس صادراً عن الرأي والقياس حتّى تقول : أرأيت ، الذي هو سؤال عن الرأي ، بل هو عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وليس معنى ذلك ما يفهمه الظاهريّون أنّ شأنهم عليهم‌السلام حفظ الأقوال خلفاً عن سلف حتّى يكون فضلهم على سائر الناس في قوّة الحفظ للمسموعات أو

    « أَرَأَيْتَ (1) » فِي شَيْ‌ءٍ (2) » (3).
    182 / 22. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ مُرْسَلاً ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « لَا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيجَةً (4) ، فَلَا تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ؛ فَإِنَّ كُلَّ سَبَبٍ وَنَسَبٍ وَقَرَابَةٍ وَوَلِيجَةٍ وَبِدْعَةٍ وَشُبْهَةٍ مُنْقَطِعٌ (5) ، إِلاَّ مَا أَثْبَتَهُ الْقُرْآنُ » (6).
    20 ـ بَابُ الرَّدِّ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‌ءٌ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَجَمِيعِ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ (7) إِلاَّ وَقَدْ جَاءَ فِيهِ (Cool كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ‌
    183 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَدِيدٍ،
    __________________
    بكثرة المحفوظات ، بل المراد أنّ نفوسهم القدسيّة استكملت بنور العلم وقوّة المعرفة بسبب اتّباع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمجاهدة والعبادة مع زيادة استعداد أصليّ وصفاء فطريّ وطهارة غريزيّة حتّى أحبّهم الله ، كما قال : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) [ آل عمران (3) : 31 ] ومن أحبّه الله يفيض عليه من لدنه أنواراً وأسراراً عرفانيّة من غير واسطة أمر مباين من سماع أو رواية أو اجتهاد ، بل بأن تصير نفسه كمرآة مجلوّة يحاذي بها شطر الحقّ ، فينعكس إليها الأمر كما هو عليه ». وانظر أيضاً : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 331 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 201.
    (1) في « ف » : « لسنا من رأيتَ ».
    (2) في البصائر : « لسنا نقول برأينا من شي‌ء ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 300 ، ح 8 ، بسنده عن يونس عن عنبسة. والمذكور في بعض مخطوطاته : « عن قتيبة » الوافي ، ج 1 ، ص 258 ، ح 199.
    (4) إشارة إلى الآية 16 من سورة التوبة (9) : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمّا يَعْلَمِ اللهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ). و « الوليجة » : كلّ ما يتّخذه الإنسان معتمداً عليه وليس من أهله ، أو خاصّة الرجل وبطانته ؛ والمراد المعتمد عليه في أمر الدنيا والدين ، أو في أمر الدين وتقرير الشريعة ، وأمّا اعتماد المؤمنين بعضهم على بعض والاعتماد على الأئمّة الطاهرين عليهم‌السلام فيرجع إلى الاعتماد على الله سبحانه. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 348 ؛ المفردات للراغب ، ص 883 ( ولج ).
    (5) في الوسائل ، ح 33469 : « باطل مضمحلّ » بدل « منقطع ».
    (6) الكافي ، كتاب الروضة ، ح 15150 ، مع زيادة الوافي ، ج 1 ، ص 261 ، ح 203. الوسائل ، ج 27 ، ص 125 ، ح 33385 ؛ وص 156 ، ح 33469 ؛ البحار ، ج 24 ، ص 245 ، ح 3.
    (7) في « ف » : « إليه الناس ».
    (Cool في « بر » : « في ».

    عَنْ مُرَازِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَنْزَلَ فِي الْقُرْآنِ تِبْيَانَ كُلِّ (1) شَيْ‌ءٍ (2) ، حَتّى وَاللهِ ، مَا تَرَكَ اللهُ شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْعِبَادُ حَتّى لَايَسْتَطِيعَ عَبْدٌ يَقُولُ : لَوْ كَانَ (3) هذَا أُنْزِلَ فِي الْقُرْآنِ إِلاَّ (4) وَقَدْ أَنْزَلَهُ اللهُ فِيهِ » (5).
    184 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ (6) ، عَنْ حُسَيْنِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ قَيْسٍ (7) :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ (Cool : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمْ يَدَعْ شَيْئاً تَحْتَاجُ (9) إِلَيْهِ الْأُمَّةُ (10) إِلاَّ أَنْزَلَهُ فِي كِتَابِهِ ، وَبَيَّنَهُ لِرَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ حَدّاً ،
    __________________
    (1) في المحاسن : « تبياناً لكلّ ».
    (2) إشارة إلى الآية 89 من سورة النحل (16) : ( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ).
    (3) « لو » : للتمنّي ، أو للشرط ، والجزاء محذوف ، أو جزاؤه « أُنزل ». و « كان » تامّة أو ناقصة وخبره مقدّر. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 335 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 266 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 202.
    (4) الاستثناء منقطع و « إلاّ » حرف استثناء بمعنى لكنّ ، أو الكلام استيناف لتأكيد ماسبق. و « ألا » حرف تنبيه. والأوّل أولى. انظر شروح الكافي.
    (5) المحاسن ، ص 267 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 352 ، عن عليّ بن حديد ؛ تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 451 ، بسنده عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن حديد الوافي ، ج 1 ، ص 265 ، ح 205.
    (6) الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 6 ، ح 3 ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن‌الحسين بن المنذر ، لكنّ المذكور في بعض نسخه المعتبرة : « محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحسين بن المنذر ».
    (7) في « ب ، بح ، بر » : « عمرو بن قيس ». والصواب ما في المتن وأكثر النسخ ؛ فإنّ ابن قيس هذا ، هو عمر بن قيس الماصر أبوالصباح. راجع : التاريخ الكبير ، ج 6 ، ص 186 ، الرقم 2121 ؛ الثقات لابن حيّان ، ج 7 ، ص 181 ؛ تهذيب التهذيب ، ج 7 ، ص 430 ، الرقم 815 ؛ تهذيب الكمال ، ج 21 ، ص 484 ، الرقم 4296 ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج 8 ، ص 184.
    هذا ، والظاهر بل الصريح من تهذيب التهذيب وتهذيب الكمال أنّ الماصر لقب لقيس. وهذا الأمر يفيدنا في ما يأتي في الكافي ، ح 437.
    (Cool في الكافي ، ح 13660 : ـ « سمعته يقول ».
    (9) هكذا في « ألف ، ج ، و ، بح » والكافي ، ح 13660. وفي المطبوع وسائر النسخ « يحتاج ».
    (10) في الكافي ، ح 13660 والبصائر والعيّاشي : + « إلى يوم القيامة ».

    وَجَعَلَ عَلَيْهِ دَلِيلاً يَدُلُّ عَلَيْهِ ، وَجَعَلَ عَلى مَنْ تَعَدّى ذلِكَ (1) الْحَدَّ حَدّاً » (2).
    185 / 3. عَلِيٌّ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ هَارُونَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَا خَلَقَ اللهُ حَلَالاً وَلَا حَرَاماً إِلاَّ وَلَهُ حَدٌّ كَحَدِّ الدَّارِ ، فَمَا كَانَ مِنَ الطَّرِيقِ ، فَهُوَ مِنَ الطَّرِيقِ ، وَمَا كَانَ مِنَ الدَّارِ ، فَهُوَ مِنَ الدَّارِ حَتّى أَرْشِ (3) الْخَدْشِ (4) فَمَا (5) سِوَاهُ ، وَالْجَلْدَةِ (6) وَنِصْفِ الْجَلْدَةِ » (7).
    186 / 4. عَلِيٌّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلاَّ وَفِيهِ كِتَابٌ أَوْ سُنَّةٌ » (Cool.
    187 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (9) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ‌
    __________________
    (1) في الكافي ، ح 13660 : ـ « ذلك ».
    (2) الكافي ، كتاب الحدود ، باب التحديد ، ح 13660. وفي بصائر الدرجات ، ص 6 ، ح 3 ، بسنده عن محمّد بن عيسى ، إلى قوله : « دليلاً يدلّ عليه ». تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 6 ، ح 13 ، عن عمرو بن قيس. راجع : الكافي ، كتاب الحدود ، باب التحديد ، ح 13656 الوافي ج 1 ، ص 267 ، ح 207.
    (3) « الأرش » : ما يأخذه المشتري من البائع إذا اطّلع على عيب في المبيع ، واروش الجراحات من ذلك ؛ لأنّهاجابرة عمّا حصل فيها من النقص. وسمّي أرشاً لأنّه من أسباب النزاع ، يقال : أرّشتُ بينهم إذا أوقعتَ بينهم ، أي أفسدت. النهاية ، ج 1 ، ص 39 ( أرش ).
    (4) « الخدش » : مصدر بمعنى قَشر الجلد بعُود ونحوه ، ثمّ سمّي به الأثر ؛ ولهذا يجمع على الخدوش. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 14 ( خدش ).
    (5) في حاشية « ج » : « وما ».
    (6) « الجَلْد والجَلْدة » : هي الضربة بالسوط ، أي ضرب الجِلد ، يقال : جلده الحدّ ، أي ضربه وأصابه جلده. انظر : لسان العرب ، ج 3 ، ص 125 ( جلد ).
    (7) الكافي ، كتاب الحدود ، باب التحديد ، ح 13658 ؛ والمحاسن ، ص 273 ، من كتاب مصابيح الظلم ، ح 373 ، بسند آخر عن أبان بن عثمان. وفي بصائر الدرجات ، ص 148 ، ح 7 ، بسند آخر ، مع زيادة الوافي ، ج 1 ، ص 268 ، ح 208.
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 302 ، ح 3 ؛ والاختصاص ، ص 281 ، بسند آخر عن سماعة عن العبد الصالح عليه‌السلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 274 ، ح 215.
    (9) هكذا في « ض ، و ، جر » وحاشية « ف ». وفي « الف ، ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : + « عن أبيه ».

    يُونُسَ (1) ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « إِذَا حَدَّثْتُكُمْ بِشَيْ‌ءٍ ، فَاسْأَلُونِي مِنْ (2) كِتَابِ اللهِ ». ثُمَّ قَالَ فِي بَعْضِ (3) حَدِيثِهِ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (4) نَهى عَنِ الْقِيلِ وَالْقَالِ ، وَفَسَادِ الْمَالِ ، وَكَثْرَةِ السُّؤَالِ » فَقِيلَ لَهُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، أَيْنَ هذَا مِنْ (5) كِتَابِ اللهِ؟ قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ إِلاّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النّاسِ ) (6) وَقَالَ : ( وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً ) (7) وَقَالَ : ( لا تَسْئَلُوا عَنْ أَشْياءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ ) (Cool (9).
    __________________
    والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى [ بن عبيد ] عن يونس [ بن عبدالرحمن ] في أسناد كثيرة جدّاً ، تقدّم بعضها في هذا الباب والباب السابق. وللمصنّف طريقان معروفان إلى يونس بن عبدالرحمن ، أشهرهما وأكثرهما تكراراً هذا الطريق. أضف إلى ذلك أنّا لم نجد رواية إبراهيم بن هاشم عن محمّد بن عيسى من غير طريق ولده عليّ في موضع. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 17 ، ص 380 ـ 386 ؛ وص 393 ـ 394.
    (1) قد أكثر يونس ـ وهو ابن عبد الرحمن ـ من الرواية عن عبدالله بن سنان ولم نجد توسّط « حمّاد » بينهما في غير هذا المورد. والخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص 269 ، ح 329 بسنده عن يونس بن عبدالرحمن عن عبدالله بن سنان. وورد في الكافي ، ح 9347 أيضاً بسندين عن يونس عن عبدالله بن سنان ، وابن مسكان عن أبي الجارود. فالظاهر زيادة عن « حمّاد » في السند. ووجه زيادته ظاهر لمن تأمّل في هذا السند والسند المتقدّم. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 20 ، ص 304 ـ 305 ، وص 329.
    (2) في الكافي ، ح 9347 والتهذيب : « عن ».
    (3) في الكافي ، ح 9347 والتهذيب : ـ « بعض ».
    (4) في الكافي ، ح 9347 والتهذيب : « إنّ الله » بدل « إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    (5) في حاشية « ض » : « في ».
    (6) النساء (4) : 114.
    (7) النساء (4) : 5.
    (Cool المائدة (5) : 101.
    (9) الكافي ، كتاب المعيشة ، باب آخر منه في حفظ المال وكراهة الإضاعة ، ح 9347 : « عن علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ؛ وعدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه جميعاً ، عن يونس ، عن عبدالله بن سنان وابن مسكان ، عن أبي الجارود ». و « عن يونس » في الطريق الأوّل زائد كما يأتي في موضعه. وفي المحاسن ، ص 269 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 358 ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ، عن عبدالله بن سنان ،

    188 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا مِنْ أَمْرٍ يَخْتَلِفُ فِيهِ اثْنَانِ إِلاَّ وَلَهُ أَصْلٌ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلكِنْ لَاتَبْلُغُهُ عُقُولُ الرِّجَالِ » (1).
    189 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مَسْعَدَةَ بْنِ صَدَقَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَرْسَلَ إِلَيْكُمُ الرَّسُولَ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَأَنْزَلَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَأَنْتُمْ أُمِّيُّونَ (2) عَنِ الْكِتَابِ وَمَنْ أَنْزَلَهُ ، وَعَنِ الرَّسُولِ وَمَنْ أَرْسَلَهُ عَلى (3) حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ ، وَطُولِ هَجْعَةٍ (4) مِنَ الْأُمَمِ ، وَانْبِسَاطٍ مِنَ الْجَهْلِ ، وَاعْتِرَاضٍ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَانْتِقَاضٍ مِنَ الْمُبْرَمِ ، وَعَمًى عَنِ‌
    __________________
    عن أبي الجارود ؛ التهذيب ، ج 7 ، ص 231 ، ح 1010 ، بسنده عن يونس ، عن عبدالله بن سنان أو ابن مسكان ، عن أبي الجارود. راجع : الكافي ، كتاب المعيشة ، باب آخر منه في حفظ المال وكراهة الإضاعة ، ح 9350 ؛ وتحف العقول ، ص 443 الوافي ، ج 1 ، ص 269 ، ح 210 ؛ الوسائل ، ج 19 ، ص 83 ، ح 24208 ؛ البحار ، ج 46 ، ص 303 ، ح 50.
    (1) المحاسن ، ص 267 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 355 عن الحسن بن علي بن فضّال. وفي الكافي ، كتاب المواريث ، باب آخر منه ، ح 13596 ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال والحجّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ التهذيب ، ج 9 ، ص 357 ح 1275 ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن فضّال والحجّال ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام وفيهما مع زيادة في أوّلهما. وراجع : الكافي ، كتاب المواريث ، باب نادر ، ح 13341 الوافي ، ج 1 ، ص 267 ، ح 206 ؛ الوسائل ، ج 26 ، ص 293 ، ح 33025.
    (2) « الأُمّيون » : جمع الأُمّي وهو في اللغة منسوب إلى أُمّة العرب ، وهي التي لم تكن تكتب ولا تقرأ ، فاستعيرلكلّ من لايعرف الكتابة ولا القراءة ، وضمّن ما يعدّى بـ « عن » كالنوم والغفلة. انظر : المغرب ، ص 28 ( امم ) ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 271.
    (3) في تفسير القمّي : « ومن أرسله ، أرسله على ».
    (4) « الهَجْعَة » : هي طائفة من الليل ، أو النوم ليلاً ، أو نومة خفيفة من أوّله. والمراد هاهنا الغفلة والجهالة. انظر : لسان العرب ، ج 8 ، ص 367 ( هجع ).

    الْحَقِّ (1) ، وَاعْتِسَافٍ (2) مِنَ الْجَوْرِ ، وَامْتِحَاقٍ (3) مِنَ الدِّينِ ، وَتَلَظٍّ (4) مِنَ الْحُرُوبِ عَلى حِينِ اصْفِرَارٍ مِنْ رِيَاضِ جَنَّاتِ الدُّنْيَا ، وَيُبْسٍ مِنْ أَغْصَانِهَا ، وَانْتِثَارٍ (5) مِنْ وَرَقِهَا ، وَيَأْسٍ مِنْ ثَمَرِهَا ، وَاغْوِرَارٍ (6) مِنْ مَائِهَا ، قَدْ دَرَسَتْ أَعْلَامُ الْهُدى ، وَظَهَرَتْ (7) أَعْلَامُ الرَّدى (Cool ، فَالدُّنْيَا مُتَجَهِّمَةٌ (9) فِي وُجُوهِ أَهْلِهَا مُكْفَهِرَّةٌ (10) ، مُدْبِرَةٌ (11) غَيْرُ مُقْبِلَةٍ ، ثَمَرَتُهَا الْفِتْنَةُ ، وَطَعَامُهَا‌
    __________________
    (1) في تفسير القمّي : + « وانتشار من الخوف ».
    (2) « الاعتساف » : من العسف ، بمعنى الأخذ على غير الطريق ، أو ركوب الأمر من غير رويّة ، فنُقل إلى الظلم والجور. والمراد به تردّدهم في الضلالة. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 236 ( عسف ) ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 354.
    (3) « الامتحاق » : من المحق ، وهو المحو والإبطال. وقيل : هو ذهاب الشي‌ء كلّه حتّى لايرى له أثر. انظر : لسان العرب ، ج 10 ، ص 338 ( محق ).
    (4) « التلظّي » : اشتعال النار والتهابه ، أصله من « لظى » وهي اسم من أسماء النار. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2482 ( لظى ).
    (5) في « ألف ، و » وحاشية « ب ، ج ، بر » وتفسير القمّي : « انتشار ».
    (6) « اغورار الماء » : ذهابه إلى باطن الأرض. انظر : لسان العرب ، ج 5 ، ص 34 ( غور ).
    (7) هكذا في النسخ والمصادر. وفي المطبوع : « فظهرت ».
    (Cool « الرَدى » : الهلاك ، يقال : ردي ـ بالكسر ـ يردى ردىً ، أي هلك. والمراد هاهنا الضلال. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2355 ( ردى ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 141.
    (9) هكذا في حاشية : « ظ ، بح ، بع ، جو ، جه » ونهج البلاغة. وفي مرآة العقول ، ج 1 ، ص 206 : « في بعض النسخ‌بتقديم الجيم على الهاء ، وهو الصواب. يقال : فلان يتجهّمني ، أي يلقاني بغلظة ووجه كريه ». وفي « ش ، ض ، بح ، بع ، بو ، جح ، جم ، جه ، جو » والمطبوع : « متهجّمة ». واختاره الداماد في التعليقة ، ص 141. والميرزا رفيعا في حاشيته على الكافي ، ص 211 ، وقال : « التهجّم : مبالغة الهجوم. والهجوم : الدخول بلا إذن. والمراد بتهجّمها في وجوه أهلها : ملاقاتها لهم لاعلى وفق مأمولهم ومتمنّاهم ». وقرأ السيّد بدرالدين في حاشيته على الكافي ، ص 67 « مهجمة » وقال : « الدنيا مهجمة ، أي يابسة لاخير فيها ، من قولهم : هجم ما في الضرع : حلبه. ومنه أهجمت الناقة : يبس ما في ضرعها ».
    (10) « مكفهرّة » : عابسة ومتغيّرة لونه إلى لون الغبار مع الغلظ ، يقال : اكفهرّ الرجل ، أي عبس ، أو ضرب لونه إلى الغُبرة مع الغلظ ، وهذا لشدّة غيظها من أهلها. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 809 ( كفهر ) ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 357.
    (11) « مدبرة » مرفوعة على أنّها خبر للدنيا بعد خبر ، أو منصوبة على الحاليّة. التعليقة للداماد ، ص 141.

    الْجِيفَةُ ، وَشِعَارُهَا (1) الْخَوْفُ ، وَدِثَارُهَا (2) السَّيْفُ ، مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ ، وَقَدْ أَعْمَتْ عُيُونُ أَهْلِهَا ، وَأَظْلَمَتْ عَلَيْهَا أَيَّامُهَا ، قَدْ قَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ ، وَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ ، وَدَفَنُوا فِي التُّرَابِ الْمَوْؤُودَةَ (3) بَيْنَهُمْ مِنْ أَوْلَادِهِمْ (4) ، يَجْتَازُ دُونَهُمْ (5) طِيبُ (6) الْعَيْشِ وَرَفَاهِيَةُ خُفُوضِ (7) الدُّنْيَا ، لَايَرْجُونَ مِنَ اللهِ ثَوَاباً ، وَلَا يَخَافُونَ ـ وَاللهِ ـ مِنْهُ عِقَاباً ، حَيُّهُمْ أَعْمى نَجِسٌ (Cool ، وَمَيِّتُهُمْ فِي النَّارِ مُبْلِسٌ (9) ، فَجَاءَهُمْ (10) بِنُسْخَةِ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولى (11) ، وَتَصْدِيقِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَتَفْصِيلِ الْحَلَالِ مِنْ رَيْبِ الْحَرَامِ ، ذلِكَ الْقُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوهُ وَلَنْ يَنْطِقَ لَكُمْ ، أُخْبِرُكُمْ عَنْهُ ؛ إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا مَضى وَعِلْمَ مَا يَأْتِي إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ،
    __________________
    (1) « الشعار » : الثوب الذي يلي الجسد ؛ لأنّه يلي شعره. النهاية ، ج 2 ، ص 100 ( شعر ).
    (2) « الدثار » : الثوب الذي يكون فوق الشِعار. النهاية ، ج 2 ، ص 480 ( دثر ).
    (3) في « ألف ، بس » : « المودّة ». و « المَوْؤودَة » : البنت المدفونة حيّة ، يقال : وأد بنته يَئدُ ، أي دفنها حيّة. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 546 ( وأد ).
    (4) في التعليقة للداماد : « الظرف الأوّل متعلّق بـ « دفنوا » والثاني بـ « الموؤودة » ، أي دفنوا في التراب بينهم الموؤودة من أولادهم ».
    (5) « يجتاز » أي يمرّ. وفي « ب ، ف ، بح ، بر » وحاشية « ج ، ض » وحاشية ميرزا رفيعا :

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:13 pm

    « يختار دونهم » أي يراد. وفي حاشية « ب » : « يختارون دونهم ». وفي « و » وحاشية « بح » : « يجتازونهم ». وفي « ألف » : « يجتازون دونهم ». وفي حاشية « بف » : « يحتاز دونه ». وفي حاشية « ض » : « يحتاز دونهم » أي يجمع ويضمّ ، من الحيازة.
    (6) في حاشية « ض ، ظ ، جه » : « طلب ».
    (7) في « ف ، بف » وحاشية « ج » : « حفوظ ». و « الخفوض » : جمع الخفض ، بمعنى الدَعَة والراحة والسكون‌والسير الليّن. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1074 ( خفض ).
    (Cool في « بح ، بع ، بف ، بر ، جه » وحاشية « ج » : « نحس ». وفي حاشية « بج » والتعليقة للداماد وحاشية ميرزا رفيعا : « بخس » بمعني عديم المعرفة ، ناقص الحظّ. وقال المجلسي في مرآة العقول : « هو تصحيف ».
    (9) « المبلس » : اسم فاعل من الإبلاس ، وهو الغمّ والانكسار والحزن واليأس من رحمة الله تعالى ، ومنه سمّي إبليس. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 909 ( بلس ).
    (10) في تفسير القمّي : + « النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    (11) في الوافي : « الصحف الأُولى : الكتب المنزلة من قبل كالتوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وغيرها ، وهي المراد بالذي بين يديه ، وكلّ أمر تقدّم أمراً منتظراً قريباً منه ، يقال : إنّه جاء بين يديه ». وقيل غير ذلك. انظر شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 361 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 207.

    وَحُكْمَ مَا بَيْنَكُمْ ، وَبَيَانَ مَا أَصْبَحْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ، فَلَوْ سَأَلْتُمُونِي عَنْهُ ، لَعَلَّمْتُكُمْ » (1).
    190 / 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَنَا أَعْلَمُ كِتَابَ (2) اللهِ ، وَفِيهِ بَدْءُ الْخَلْقِ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَفِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ وَخَبَرُ الْأَرْضِ ، وَخَبَرُ الْجَنَّةِ وَخَبَرُ النَّارِ ، وَخَبَرُ مَا كَانَ وَخَبَرُ (3) مَا هُوَ كَائِنٌ ، أَعْلَمُ ذلِكَ كَمَا أَنْظُرُ (4) إِلى كَفِّي ، إِنَّ اللهَ يَقُولُ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ (5) » (6).
    191 / 9. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كِتَابُ اللهِ فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ ، وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ ، وَفَصْلُ مَا بَيْنَكُمْ ، وَنَحْنُ نَعْلَمُهُ » (7).
    __________________
    (1) تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 2 مرسلاً ، عن عليّ عليه‌السلام ؛ وفي نهج البلاغة ، ص 121 ، الخطبة 89 ، من قوله : « أرسله على حين فترة » مع اختلاف يسير. وراجع : نهج البلاغة ، ص 223 ، الخطبة 158 الوافي ، ج 1 ، ص 270 ، ح 211.
    (2) في « و ، بر ، بس » : « بكتاب ».
    (3) في « ألف ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، بف » والوافي : ـ « خبر ».
    (4) في البصائر ، ص 197 : « كأنّما ».
    (5) إشارة إلى الآية 89 من سورة النحل (16) : ( وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ ).
    (6) بصائر الدرجات ، ص 197 ، ح 2 ، عن محمّد بن عبدالجبّار. وفيه ، ص 194 ، ح 7 ؛ والكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلاّ الأئمّة ... ، ح 613 ؛ وباب أنّ الأئمّة يعلمون علم ما كان و ... ، ح 681 ، بسند آخر ، مع اختلاف. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 266 ، ح 56 ، عن يونس ، عن عدّة من أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 272 ، ح 212.
    (7) بصائر الدرجات ، ص 196 ، ح 10 ، عن محمّد بن عيسى ، عن إسماعيل بن جابر ( والمذكور في بعض نسخ البصائر المعتبرة : محمّد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن إسماعيل بن جابر ). وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئمّة بمن يشبّهون ممّن مضى ... ، ح 706 ، بسند آخر مع زيادة واختلاف. وفي تفسير العيّاشي ،

    192 / 10. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ سَمَاعَةَ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَكُلُّ شَيْ‌ءٍ (1) فِي كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أَوْ تَقُولُونَ (2) فِيهِ (3)؟
    قَالَ : « بَلْ كُلُّ شَيْ‌ءٍ (4) فِي كِتَابِ اللهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (5).
    21 ـ بَابُ اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ‌
    193 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلالِيِّ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : إِنِّي سَمِعْتُ مِنْ سَلْمَانَ وَالْمِقْدَادِ وَأَبِي ذَرٍّ شَيْئاً مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ ، وَأَحَادِيثَ عَنْ نَبِيِّ اللهِ (6) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غَيْرَ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ ، ثُمَّ سَمِعْتُ مِنْكَ تَصْدِيقَ مَا سَمِعْتُ (7) مِنْهُمْ ، وَرَأَيْتُ فِي أَيْدِي النَّاسِ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ‌
    __________________
    ج 1 ، ص 3 ، ح 2 ، عن يوسف بن عبدالرحمن رفعه إلى الحارث الأعور ، عن عليّ ، عن الرسول ، عن جبرئيل عليهم‌السلام ، مع اختلاف وزيادة ؛ نهج البلاغة ، ص 530 ، الحكمة 313 ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 273 ، ح 213.
    (1) في البصائر : « كلّ شي‌ء تقول به » بدل « أكلّ شي‌ء ».
    (2) في « ألف ، بر » والوافي : « يقولون ».
    (3) في البصائر : + « برأيكم ». والضمير في قوله : « فيه » راجع إلى « كلّ شي‌ء » ، والمعنى : أو تقولون وتحكمون فيه بآرائكم ، أم بإلهام مجدّد ربّاني من غير أن يسبق ذكره في الكتاب والسنّة. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 369 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 209.
    (4) في البصائر : + « نقوله ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 301 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد. الاختصاص ، ص 281 ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي الوافي ، ج 1 ، ص 273 ، ح 214.
    (6) في حاشية « ج » : « عن النبيّ » بدل « نبيّ الله ».
    (7) في « ب » : « سمعته ».

    وَمِنَ (1) الْأَحَادِيثِ عَنْ نَبِيِّ اللهِ (2) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنْتُمْ تُخَالِفُونَهُمْ فِيهَا ، وَتَزْعُمُونَ أَنَّ ذلِكَ كُلَّهُ بَاطِلٌ ، أَفَتَرَى النَّاسَ يَكْذِبُونَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مُتَعَمِّدِينَ ، وَيُفَسِّرُونَ الْقُرْآنَ بِآرَائِهِمْ؟
    قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ ، فَقَالَ : « قَدْ سَأَلْتَ فَافْهَمِ الْجَوَابَ ، إِنَّ فِي أَيْدِي النَّاسِ حَقّاً وَبَاطِلاً ، وَصِدْقاً وَكَذِباً ، وَنَاسِخاً وَمَنْسُوخاً ، وَعَامّاً وَخَاصّاً ، وَمُحْكَماً وَمُتَشَابِهاً ، وَحِفْظاً وَوَهَماً (3) ، وَقَدْ كُذِبَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلى (4) عَهْدِهِ ، حَتّى قَامَ خَطِيباً ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ الْكَذَّابَةُ (5) ، فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ، ثُمَّ كُذِبَ (6) عَلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَإِنَّمَا أَتَاكُمُ الْحَدِيثُ مِنْ أَرْبَعَةٍ لَيْسَ (7) لَهُمْ خَامِسٌ :
    رَجُلٍ مُنَافِقٍ يُظْهِرُ الْإِيمَانَ ، مُتَصَنِّعٍ بِالْإِسْلَامِ (Cool ، لَايَتَأَثَّمُ وَلَا يَتَحَرَّجُ (9) أَنْ يَكْذِبَ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مُتَعَمِّداً ، فَلَوْ عَلِمَ النَّاسُ أَنَّهُ مُنَافِقٌ كَذَّابٌ ، لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ وَلَمْ‌
    __________________
    (1) في الوسائل : ـ « من ».
    (2) في « ض ، ف ، بح » : « النبيّ ».
    (3) « حفظاً ووهماً » : مصدران بمعنى المحفوظ والموهوم ، والمراد هاهنا ما حفظ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما هو ، وماغلط فيه فتوهّم مثلاً أنّه عامّ وهو خاصّ أو بالعكس ، إلى غير ذلك من وجوه الاشتباهات بين المتقابلات. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 207 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 310 ، مرآة العقول ، ج 1 ، ص 210.
    (4) في « بس » وحاشية « ج » : « في ».
    (5) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « الكِذابة ». و « الكَذّابة » : إمّا من صيغ المبالغة والتاء لزيادتها وتأكيدها ، أي كثرت‌عليّ أكاذيب الكذّابة ، أو التاء للتأنيث ، أي كثرت الجماعة الكذّابة عليّ. وإمّا « كِذابة » مصدر بمعناه ، أي كثرت عليّ كِذابة الكاذبين ، أو بمعنى المفعول والتاء للتأنيث ، أي كثرت الأحاديث المفتراة عليّ. انظر شروح الكافي.
    (6) « كُذب » مجهول ، و « من » حرف جرّ. أو معلوم ، وهو اسم موصول.
    (7) في « بف » : « وليس ».
    (Cool في الغيبة للنعماني : « مظهر للإيمان ، متصنّع للإسلام باللسان ». وفي شرح المازندراني : « متصنّع بالإسلام ، أي‌متكلّف له ومتدلّس به ومتزيّن بحسن السمت وزيّ أهل الفلاح ومتلبّس بهيئة أهل الخير والصلاح من غير أن يتّصف بشي‌ء من ذلك في نفس الأمر ».
    (9) « لايتأثّم » : أي لايتجنّب من الإثم. و « لايتحرّج » : أي لايتجنّب من الحَرَج ، يقال : تأثّم فلان إذا فعل فعلاً خرج به من الإثم ، كما يقال : تحرّج ، إذا فعل ما يخرج به من الحَرَج. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 24 ( أثم ).

    يُصَدِّقُوهُ ، وَلكِنَّهُمْ قَالُوا : هذَا قَدْ صَحِبَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَرَآهُ وَسَمِعَ مِنْهُ ، وَأَخَذُوا (1) عَنْهُ وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَ حَالَهُ (2) ؛ وَقَدْ أَخْبَرَهُ (3) اللهُ عَنِ الْمُنَافِقِينَ (4) بِمَا أَخْبَرَهُ ، وَوَصَفَهُمْ بِمَا وَصَفَهُمْ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ) (5) ثُمَّ بَقُوا بَعْدَهُ ، فَتَقَرَّبُوا إِلى أَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ وَالدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ بِالزُّورِ وَالْكَذِبِ (6) وَالْبُهْتَانِ ، فَوَلَّوْهُمُ الْأَعْمَالَ ، وَحَمَلُوهُمْ عَلى رِقَابِ النَّاسِ ، وَأَكَلُوا بِهِمُ الدُّنْيَا ، وَإِنَّمَا النَّاسُ مَعَ الْمُلُوكِ وَالدُّنْيَا إِلاَّ مَنْ عَصَمَ اللهُ ، فَهذَا أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ.
    وَرَجُلٍ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شَيْئاً لَمْ يَحْفَظْهُ (7) عَلى وَجْهِهِ وَوَهِمَ فِيهِ وَلَمْ يَتَعَمَّدْ (Cool كَذِباً ، فَهُوَ فِي يَدِهِ ، يَقُولُ بِهِ ، وَيَعْمَلُ بِهِ ، وَيَرْوِيهِ ، فَيَقُولُ (9) : أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ أَنَّهُ وَهِمَ لَمْ يَقْبَلُوهُ (10) ، وَلَوْ عَلِمَ هُوَ أَنَّهُ وَهِمَ لَرَفَضَهُ.
    وَرَجُلٍ ثَالِثٍ سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شَيْئاً أَمَرَ بِهِ ثُمَّ نَهى عَنْهُ وَهُوَ (11) لَايَعْلَمُ ، أَوْ‌
    __________________
    (1) في « بح » والخصال : « فأخذوا ». وفي حاشية « بف » والوافي : « فيأخذون ».
    (2) في كتاب « سليم » : « وهو لايكذب ولا يستحلّ الكذب على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » بدل « وأخذوا عنه وهم لايعرفون‌حاله ».
    (3) في « ألف » وكتاب سليم والوافي : « أخبر ».
    (4) في مرآة العقول ، ج 1 ، ص 212 : « قوله عليه‌السلام : وقد أخبر الله عزّوجلّ عن المنافقين ، أي كان ظاهرهم ظاهراً حسناً وكلامهم كلاماً مزيّفاً مدلّساً يوجب اغترار الناس بهم وتصديقهم فيما ينقلونه عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويرشد إلى ذلك أنّه سبحانه خاطب نبيّه بقوله : « وَاذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ » أي بصباحتهم وحسن منظرهم « وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَولِهِمْ » أي تصغي إليه لذلاقة ألسنتهم ».
    (5) المنافقون (63) : 4.
    (6) في كتاب سليم : + « والنفاق ».
    (7) هكذا في « ألف ، ب ، بس » وحاشية « ج ، ض ، ف ، و ، بح » والخصال والغيبة للنعماني ونهج البلاغة. وفي كتاب‌سليم : « فلم يحفظه ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « لم يَحْمِلْه ».
    (Cool في « ب ، ض ، بح » : « فلم يتعمّد ».
    (9) في « ألف ، و » وحاشية « بح » وكتاب سليم والخصال والغيبة للنعماني : « ويقول ».
    (10) في حاشية « ج » : « فلم يقبلوه ». وفي الوسائل : « لرفضوه ».
    (11) في « ض » : « فهو ».

    سَمِعَهُ يَنْهى عَنْ شَيْ‌ءٍ ثُمَّ أَمَرَ بِهِ وَهُوَ لَايَعْلَمُ ، فَحَفِظَ مَنْسُوخَهُ وَلَمْ يَحْفَظِ النَّاسِخَ ، فَلَوْ (1) عَلِمَ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضَهُ ، وَلَوْ عَلِمَ الْمُسْلِمُونَ ـ إِذْ سَمِعُوهُ مِنْهُ ـ أَنَّهُ مَنْسُوخٌ لَرَفَضُوهُ.
    وَآخَرَ رَابِعٍ لَمْ يَكْذِبْ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مُبْغِضٍ لِلْكَذِبِ ؛ خَوْفاً مِنَ اللهِ تَعَالى وَتَعْظِيماً لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لَمْ يَنْسَهُ (2) ، بَلْ حَفِظَ مَا سَمِعَ عَلى وَجْهِهِ ، فَجَاءَ بِهِ كَمَا سَمِعَ ، لَمْ يَزِدْ فِيهِ وَلَمْ يَنْقُصْ مِنْهُ (3) ، وَعَلِمَ النَّاسِخَ مِنَ الْمَنْسُوخِ ، فَعَمِلَ (4) بِالنَّاسِخِ وَرَفَضَ الْمَنْسُوخَ ، فَإِنَّ أَمْرَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (5) مِثْلُ الْقُرْآنِ ، نَاسِخٌ (6) وَمَنْسُوخٌ ، وَخَاصٌّ وَعَامٌّ (7) ، وَمُحْكَمٌ وَمُتَشَابِهٌ ، قَدْ كَانَ يَكُونُ (Cool مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْكَلامُ لَهُ وَجْهَانِ : كَلَامٌ (9) عَامٌّ وَكَلَامٌ خَاصٌّ مِثْلُ الْقُرْآنِ ، وَقَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كِتَابِهِ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (10) فَيَشْتَبِهُ عَلى مَنْ لَمْ يَعْرِفْ وَلَمْ يَدْرِ مَا عَنَى اللهُ بِهِ وَرَسُولُهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَلَيْسَ كُلُّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ يَسْأَلُهُ عَنِ الشَّيْ‌ءِ فَيَفْهَمُ ، وَكَانَ مِنْهُمْ مَنْ يَسْأَلُهُ وَلَا يَسْتَفْهِمُهُ ، حَتّى أَنْ كَانُوا لَيُحِبُّونَ أَنْ يَجِي‌ءَ الْأَعْرَابِيُّ وَالطَّارِئُ (11) فَيَسْأَلَ‌
    __________________
    (1) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وكتاب سليم والخصال والوسائل والوافي. وفي سائر النسخ‌والمطبوع : « ولو ».
    (2) في « ج ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ب » والخصال والغيبة للنعماني : « لم يسْهُ ». وفي شرح المازندراني : « الهاء في « لم ينسه » للوقف ، أو عائد إلى « شي‌ءٍ سمعه » بقرينة المقام ».
    (3) في حاشية « ج ، ض » : « عنه ».
    (4) في الوافي : « وعمل ».
    (5) في كتاب سليم والغيبة للنعماني : « وإنّ أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ونهيه ».
    (6) في الوسائل : « منه ناسخ ».
    (7) في « ف ، بس » وكتاب سليم والغيبة للنعماني : « وعامّ وخاصّ ».
    (Cool « قد كان » : تأكيد لقوله : « فإنّ أمر النبيّ ... » ولهذا ترك العاطف. واسم « كان » ضمير الشأن. و « يكون » تامّة ، وهي‌مع اسمها ـ وهو الكلام ـ خبر « كان ». و « له وجهان » حال عن « الكلام » أو نعت له ؛ لأنّ اللام فيه للعهد الذهني فهو في حكم النكرة ، أو خبر « يكون » إن كانت ناقصة. شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 387 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 213.
    (9) في « ألف ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » : « وكلام ».
    (10) الحشر (59) : 7.
    (11) « الطاري » : مَن يأتي من مكان آخر ، أو يأتي فجأة. يقال : طرأ عليهم ، أي أتاهم من مكان ، أو خرج عليهم

    رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حَتّى يَسْمَعُوا (1).
    وَقَدْ كُنْتُ أَدْخُلُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كُلَّ يَوْمٍ دَخْلَةً وَكُلَّ لَيْلَةٍ دَخْلَةً ، فَيُخْلِينِي (2) فِيهَا ، أَدُورُ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ ، وَقَدْ عَلِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنَّهُ لَمْ يَصْنَعْ ذلِكَ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْرِي ، فَرُبَّمَا كَانَ (3) فِي بَيْتِي يَأْتِينِي رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَكْثَرُ (4) ذلِكَ فِي بَيْتِي ، وَكُنْتُ إِذَا دَخَلْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ مَنَازِلِهِ ، أَخْلَانِي (5) وَأَقَامَ عَنِّي نِسَاءَهُ ، فَلَا يَبْقى عِنْدَهُ غَيْرِي ، وَإِذَا أَتَانِي لِلْخَلْوَةِ مَعِي فِي مَنْزِلِي ، لَمْ يُقِمْ عَنِّي فَاطِمَةَ وَلَا أَحَداً (6) مِنْ بَنِيَّ ، وَكُنْتُ إِذَا سَأَلْتُهُ أَجَابَنِي ، وَإِذَا سَكَتُّ عَنْهُ وَفَنِيَتْ (7) مَسَائِلِي ابْتَدَأَنِي ، فَمَا نَزَلَتْ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ إِلاَّ أَقْرَأَنِيهَا ، وَأَمْلَاهَا عَلَيَّ ، فَكَتَبْتُهَا بِخَطِّي ، وَعَلَّمَنِي تَأْوِيلَهَا وَتَفْسِيرَهَا ، وَنَاسِخَهَا وَمَنْسُوخَهَا ، وَمُحْكَمَهَا وَمُتَشَابِهَهَا ، وَخَاصَّهَا وَعَامَّهَا (Cool ، وَدَعَا اللهَ (9) أَنْ يُعْطِيَنِي فَهْمَهَا‌
    __________________
    منه فُجاءَةً. انظر : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 112 ( طرأ ). وفي مرآة العقول : « قوله عليه‌السلام : والطاري ، أي الغريب الذي أتاه عن قريب من غير انس به وبكلامه ، وإنّما كانوا يحبّون قدومهما إمّا لاستفهامهم وعدم استعظامهم إيّاه ، أو لأنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يتكلّم على وفق عقولهم فيوضحه حتّى يفهم غيرهم ».
    (1) في كتاب سليم : + « منه ».
    (2) في « ب ، بر » : « فيُحلّيني ». وقوله : « فيخليني » إمّا من الإخلاء ، أي يجتمع بي في خلوة ، أو يتفرّع لي عن كلّ‌شغل. وإمّا من التخلية ، من قولهم : خلّيتُ سبيله يفعل مايشاء. انظر شروح الكافي.
    هذا ، وقد قال الشيخ البهائي في أربعينه ، ص 295 : « يخلّيني ، إمّا من الخلوة أو من التخلية ، أي يتركني أدور معه حيث دار ، والظاهر أنّه ليس المراد الدوران الجسمي ، بل العقليّ ؛ والمعنى أنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يطّلعني علي الأسرار المصونة عن الأغيار ويتركني أخوض معه في المعارف اللاهوتيّة والعلوم الملكوتيّة التي جلّت عن أن تكون شريعة لكلّ وارد ، أو يطّلع عليها إلاّواحد بعد واحد ».
    (3) في حاشية « ف » : « كنت ».
    (4) في « ألف ، ب ، بر » : + « من ».
    (5) في « ألف ، ب ، بر » وحاشية « بح » : « أخلا بي ». و « أخلاني » أي تفرّغ لي عن كلّ شغل ، أو اجتمع بي في خلوة. أو « أخلانيه » بحذف المفعول ، يعني جعله خالياً لي. ويحتمل أن يكون بالباء الموحّدة من « أخلبت به » إذا انفردتَ به. انظر الوافي ، ج 1 ، ص 280 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 391.
    (6) هكذا في « ب » والوافي ، وهو مقتضى السياق. وفي سائر النسخ والمطبوع : « لم تَقُمْ عنّي فاطمةُ ولا أحدٌ ». وفي « بس » : « لم يَقم » بدل « لم تقم ».
    (7) في كتاب سليم : « أونفدت ».
    (Cool في « ف » : « وعامّها وخاصّها ».
    (9) في الوسائل والخصال : + « لي ».

    وَحِفْظَهَا ، فَمَا نَسِيتُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ وَلا عِلْماً أَمْلَاهُ عَلَيَّ وَكَتَبْتُهُ مُنْذُ (1) دَعَا اللهَ لِي بِمَا دَعَا (2) ، وَمَا تَرَكَ شَيْئاً عَلَّمَهُ اللهُ مِنْ حَلَالٍ وَلَا حَرَامٍ ، وَلَا أَمْرٍ وَلَا نَهْيٍ ، كَانَ أَوْ يَكُونُ ، وَلَا كِتَابٍ مُنْزَلٍ (3) عَلى أَحَدٍ قَبْلَهُ مِنْ طَاعَةٍ أَوْ مَعْصِيَةٍ (4) إِلاَّ عَلَّمَنِيهِ وَحَفِظْتُهُ ، فَلَمْ أَنْسَ حَرْفاً وَاحِداً ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدْرِي ، وَدَعَا اللهَ لِي أَنْ يَمْلَأَ قَلْبِي عِلْماً وَفَهْماً وَحُكْماً (5) وَنُوراً.
    فَقُلْتُ (6) : يَا نَبِيَّ (7) اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، مُنْذُ دَعَوْتَ اللهَ لِي بِمَا دَعَوْتَ لَمْ أَنْسَ شَيْئاً ، وَلَمْ يَفُتْنِي (Cool شَيْ‌ءٌ لَمْ أَكْتُبْهُ ، أَفَتَتَخَوَّفُ (9) عَلَيَّ النِّسْيَانَ فِيمَا بَعْدُ؟ فَقَالَ : لَا ، لَسْتُ أَتَخَوَّفُ عَلَيْكَ النِّسْيَانَ وَالْجَهْلَ » (10).
    194 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (11) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    __________________
    (1) في « ب » : « مُذ ».
    (2) في حاشية « ف » : « دعاه ».
    (3) في « بس » : « ولا كتاباً منزلاً ».
    (4) في كتاب سليم : « وحرام أو أمر أو نهي أو طاعة ومعصية كان أو يكون إلى يوم القيامة » بدل « ولا حرام ولا أمر ولا نهي ... من طاعة أو معصية ». وفي الخصال : « في أمر بطاعة أو نهي عن معصية » بدل « من طاعة أو معصية ».
    (5) « حُكماً » بمعنى الحكمة. أو « حِكَماً » جمع الحكمة ، وهي بمعنى الحكم ، والأوّل أنسب ؛ للتوافق بينه وبين غيره من المنصوبات في الإفراد. التعليقة للداماد ، ص 149 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 393 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 280.
    (6) في كتاب سليم : « فقلت له ذات يوم ».
    (7) في « بر ، بف » والوافي : « رسول ».
    (Cool في « بف » : « ولا يفتني ».
    (9) في « ف » : « أفتخوّف ».
    (10) كتاب سليم بن قيس ، ص 620 ، ح 10. الخصال ، ص 255 ، باب الأربعة ، ح 131 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وفي الغيبة للنعماني ، ص 75 ، ح 10 ؛ وكمال الدين ، ص 284 ، ح 37 ، ورجال الكشّي ، ص 104 ، ح 167 ، بسند آخر عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس ، وفي الأخيرة إلى قوله : « أنتم تخالفونهم ». تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 14 ، ح 2 ؛ وص 253 ، ح 177 ، عن سليم بن قيس ، من قوله : « فما نزلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم آية من القرآن » ؛ نهج البلاغة ، ص 325 ، الخطبة 210 ، وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف وزيادة في آخره. وراجع : بصائر الدرجات ، ص 198 ، ح 3 الوافي ، ج 1 ، ص 275 ، ح 217 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 206 ، ح 33614.
    (11) هكذا في « ب ، ض ، و ، بس ، بف ». وفي « الف ، ج ، ف ، بح ، بر » والمطبوع : « الخزّاز ». والصواب ما أثبتناه
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:15 pm

    أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْوُونَ عَنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَايُتَّهَمُونَ بِالْكَذِبِ ، فَيَجِي‌ءُ مِنْكُمْ خِلَافُهُ؟ قَالَ (1) : « إِنَّ الْحَدِيثَ يُنْسَخُ كَمَا يُنْسَخُ الْقُرْآنُ » (2).
    195 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَا بَالِي أَسْأَلُكَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ ، فَتُجِيبُنِي فِيهَا بِالْجَوَابِ ، ثُمَّ يَجِيئُكَ غَيْرِي ، فَتُجِيبُهُ فِيهَا بِجَوَابٍ آخَرَ؟
    فَقَالَ : « إِنَّا نُجِيبُ النَّاسَ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ » (3).
    قَالَ : قُلْتُ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ (4) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صَدَقُوا عَلى مُحَمَّدٍ أَمْ كَذَبُوا؟
    قَالَ : « بَلْ صَدَقُوا ».
    قَالَ : قُلْتُ (5) : فَمَا بَالُهُمُ اخْتَلَفُوا؟
    فَقَالَ (6) : « أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِي رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فَيَسْأَلُهُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ ، فَيُجِيبُهُ فِيهَا بِالْجَوَابِ ، ثُمَّ يُجِيبُهُ (7) بَعْدَ ذلِكَ بمَا يَنْسَخُ (Cool ذلِكَ الْجَوَابَ ، فَنَسَخَتِ‌
    __________________
    كما تقدّم ذيل ح 75.
    (1) وفي الوسائل ، ح 33615 : « فقال ».
    (2) الوافي ، ج 1 ، ص 280 ، ح 218 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 108 ، ح 33337 ؛ وص 208 ح 33615 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 228 ، ح 9.
    (3) أي الزيادة والنقصان في القول كمّاً وكيفاً على حسب تفاوت أحوال الناس في الفهم والاحتمال ، أو زيادة حكم في التقيّة ، ونقصانه عند عدمها. انظر شروح الكافي.
    (4) في « ب ، ج ، ض ، بس » وحاشية « بر » والوسائل : « محمّد » بدل « رسول الله ».
    (5) في « ج » : + « له ».
    (6) في « ب ، بس » والوسائل : « قال ».
    (7) في « ب ، ف ، بس » والوسائل والوافي : « يجيئه ».
    (Cool هكذا في « ألف ، ض ، بح » والبحار. وفي المطبوع وسائر النسخ : « ما ينسخ ».

    الْأَحَادِيثُ بَعْضُهَا بَعْضاً » (1).
    196 / 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا زِيَادُ ، مَا تَقُولُ لَوْ أَفْتَيْنَا رَجُلاً مِمَّنْ يَتَوَلاَّنَا بِشَيْ‌ءٍ مِنَ التَّقِيَّةِ؟ » قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَنْتَ أَعْلَمُ جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَالَ : « إِنْ أَخَذَ بِهِ ، فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَعْظَمُ أَجْراً ».
    وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « إِنْ أَخَذَ بِهِ أُوجِرَ (2) ؛ وَإِنْ تَرَكَهُ وَاللهِ أَثِمَ (3) » (4).
    197 / 5. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَنِي ، ثُمَّ جَاءَهُ (5) رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْهَا ، فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِي ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ (6) آخَرُ ، فَأَجَابَهُ بِخِلَافِ مَا أَجَابَنِي وَأَجَابَ صَاحِبِي.
    فَلَمَّا خَرَجَ الرَّجُلَانِ (7) ، قُلْتُ (Cool : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ مِنْ‌
    __________________
    (1) الوافي ، ج 1 ، ص 281 ، ح 219 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 208 ، ح 33616 ، من قوله : « قال : قلت : فأخبرني » ؛ البحار ، ج 2 ، ص 228 ، ح 10.
    (2) في « ألف ، بس » والوسائل : « أُجر ». وفي شرح المازندراني : « قراءته على صيغة التفضيل ـ بمعنى أشدّ أجراً ـ بعيد ».
    (3) في شرح المازندراني : « والأظهر أنّ « أثم » من المجرّد ، ويجوز قراءته بالمدّ من باب الإفعال للدلالة على كثرة الإثم ؛ لأنّ هذا الباب قد يجي‌ء للدلالة على الكثرة ».
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 281 ، ح 220 ؛ وص 282 ، ح 221 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 107 ، ح 33335 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 228 ، ح 11 ـ 12.
    (5) في « ألف ، ب » والعلل والوافي : « جاء ».
    (6) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « رجل ».
    (7) في حاشية « ض ، بح » : « الصاحبان ».
    (Cool في « ب ، و » وحاشية « بف » : « قلت له ».

    شِيعَتِكُمْ قَدِمَا يَسْأَلَانِ ، فَأَجَبْتَ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِغَيْرِ مَا أَجَبْتَ بِهِ صَاحِبَهُ؟
    فَقَالَ : « يَا زُرَارَةُ ، إِنَّ هذَا خَيْرٌ لَنَا (1) ، وَأَبْقى لَنَا وَلَكُمْ ، وَلَوِ اجْتَمَعْتُمْ (2) عَلى أَمْرٍ وَاحِدٍ ، لَصَدَّقَكُمُ (3) النَّاسُ عَلَيْنَا ، وَلَكَانَ (4) أَقَلَّ لِبَقَائِنَا وَبَقَائِكُمْ » (5).
    قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : شِيعَتُكُمْ لَوْ حَمَلْتُمُوهُمْ (6) عَلَى الْأَسِنَّةِ أَوْ عَلَى النَّارِ لَمَضَوْا ، وَهُمْ يَخْرُجُونَ مِنْ عِنْدِكُمْ مُخْتَلِفِينَ؟ قَالَ (7) : فَأَجَابَنِي بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِيهِ (Cool.
    198 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ نَصْرٍ (9) الْخَثْعَمِيِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ عَرَفَ أَنَّا لَانَقُولُ إِلاَّ حَقّاً ، فَلْيَكْتَفِ بِمَا يَعْلَمُ مِنَّا ، فَإِنْ سَمِعَ مِنَّا خِلَافَ مَا يَعْلَمُ ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّ ذلِكَ دِفَاعٌ مِنَّا عَنْهُ » (10).
    199 / 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى وَالْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ‌
    __________________
    (1) في « بح » وحاشية « ج ، ض » : + « ولكم ».
    (2) في « بر » : « أجمعتم ».
    (3) في العلل : « لقصدكم ». وقوله : « لصدقكم » إمّا بالتشديد ـ اختاره المازندراني والمجلسي ـ أي لحكموا بصدقكم في نسبة هذا الحكم إلينا ، ويعتقدون أنّكم صادقون في روايته عنّا وأنّكم موالينا وشيعتنا. وإمّا بالتخفيف ـ اختاره الداماد والفيض ـ أي جعلوا قولكم متحقّقاً على اتّباعنا ، يعدّ قائله صادقاً. انظر : التعليقة للداماد ، ص 151 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 400 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 282 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 217.
    (4) في « ض » : « ويكون ».
    (5) في « ألف ، ب » : « ولبقائكم ».
    (6) في « ف » : « اجتمعوهم ».
    (7) في العلل : + « فسكت ، فأعدتُ عليه ثلاث مرّات ».
    (Cool علل الشرائع ، ص 395 ، ح 16 ، بسنده عن محمّد بن عبدالجبّار. راجع : بصائر الدرجات ، ص 383 ، ح 2 ؛ والاختصاص ، ص 329 الوافي ، ج 1 ، ص 282 ، ح 222.
    (9) في « ألف » : « نضر » بدل « نصر ». والظاهر عدم صحّته ، فقد ذُكر نصر أبو الحكم الخثعمي في أصحاب الصادق عليه‌السلام ، في رجال البرقي ، ص 39 ، ووردت رواية أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن نصير أبي الحكم الخثعمي في الكافي ، ح 2336. والمحتمل قويّاً اتّحاد نصر أو نصير الخثعمي الوارد في الأسناد مع نصر المذكور في رجال البرقي.
    (10) المحاسن ، ص 335 ، كتاب العلل ، ح 108 ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 283 ، ح 223 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 108 ، ح 33336.

    جَمِيعاً ، عَنْ سَمَاعَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ رَجُلٍ اخْتَلَفَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ دِينِهِ فِي أَمْرٍ كِلَاهُمَا يَرْوِيهِ ، أَحَدُهُمَا يَأْمُرُ بِأَخْذِهِ ، وَالْآخَرُ يَنْهَاهُ عَنْهُ ، كَيْفَ يَصْنَعُ (1)؟
    فَقَالَ (2) : « يُرْجِئُهُ (3) حَتّى يَلْقى مَنْ يُخْبِرُهُ ، فَهُوَ فِي سَعَةٍ حَتّى يَلْقَاهُ ».
    وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « بِأَيِّهِمَا أَخَذْتَ مِنْ بَابِ التَّسْلِيمِ (4) وَسِعَكَ » (5).
    200 / 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَرَأَيْتَكَ (6) لَوْ حَدَّثْتُكَ بِحَدِيثٍ الْعَامَ ، ثُمَّ جِئْتَنِي مِنْ قَابِلٍ فَحَدَّثْتُكَ بِخِلَافِهِ ، بِأَيِّهِمَا (7) كُنْتَ تَأْخُذُ؟ » قَالَ : قُلْتُ (Cool : كُنْتُ آخُذُ بِالأَخِيرِ (9) ، فَقَالَ لِي (10) : « رَحِمَكَ اللهُ (11) » (12).
    __________________
    (1) في حاشية « ف » : « نصنع ».
    (2) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والوسائل والبحار : « قال ».
    (3) « يرجئه » أي يؤخّره. والضمير راجع إلى الصنع المضمر في « يصنع ». يعني يؤخّر العمل والأخذ بأحدهما ؛ من أرجيتُ الأمر ، أو من أرجأته إذا أخّرته. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 52 ( رجأ ) وج 6 ، ص 235 ( رجى ).
    (4) قال في مرآة العقول ، ج 1 ، ص 218 : « قوله عليه‌السلام : من باب التسليم ، أي الرضا والانقياد ، أي بأيّتهما أخذت رضاً بما ورد من الاختلاف وقبولاً له أو انقياداً للمرويّ عنه من الحجج ، لا من حيث الظنّ بكون أحدهما حكم الله ، أو كونه بخصوصه متعيّناً للعمل وسعك وجاز لك ». ثمّ ذكر وجوهاً خمسة أُخرى لرفع الاختلاف الذي يتراءى بين الخبرين.
    (5) الوافي ، ج 1 ، 283 ، ح 224 ، 225 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 108 ، ح 33338 و 33339 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 227 ، ح 6.
    (6) في « ف » : « أرأيت ».
    (7) في البحار : « فبأيّهما ».
    (Cool في الوسائل والبحار : ـ « قلت ».
    (9) في حاشية « ف » : « بالآخر ».
    (10) في « جط » وشرح صدر المتألّهين : ـ « لي ».
    (11) في « بح » : « يرحمك الله ».
    (12) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب التقيّة ، ح 2247 الوافي ، ج 1 ، ص 284 ، ح 226 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 109 ، ح 33340 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 227 ، ح 7.

    201 / 9. وَعَنْهُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِذَا جَاءَ حَدِيثٌ عَنْ أَوَّلِكُمْ وَحَدِيثٌ عَنْ آخِرِكُمْ ، بِأَيِّهِمَا نَأْخُذُ؟
    فَقَالَ : « خُذُوا بِهِ حَتّى يَبْلُغَكُمْ عَنِ الْحَيِّ ، فَإِنْ بَلَغَكُمْ عَنِ الْحَيِّ ، فَخُذُوا بِقَوْلِهِ ».
    قَالَ : ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّا وَاللهِ لَانُدْخِلُكُمْ إِلاَّ فِيمَا يَسَعُكُمْ ».
    وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : « خُذُوا بِالْأَحْدَثِ » (1).
    202 / 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (2) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ‌
    __________________
    (1) الوافي ، ج 1 ، ص 285 ، ح 227 و 228 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 109 ، ح 33341 و 33342 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 228 ، ح 8.
    (2) لم يثبت رواية محمّد بن الحسين عن محمّد بن عيسى ـ وهو ابن عبيد ـ في موضع. وما ورد في بعض الأسنادالقليلة لايمكن الاعتماد عليه في إثبات هذا الارتباط.
    أمّا سندنا هذا ، فقد ورد جزءٌ من المتن المرويّ به ، في الكافي ، ح 14616 بعين السند ، لكن ذاك الخبر ورد في التهذيب ، ج 6 ، ص 218 ، ح 514 ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن بن شمّون ، عن محمّد بن عيسى. ومحمّد بن الحسن بن شمّون ليس في طبقة مشايخ محمّد بن يحيى ، ولم يثبت روايته عن محمّد بن عيسى. والظاهر أنّ الأصل في نسخه الشيخ الطوسي هو محمّد بن الحسن ـ والمراد به الصفّار كما سيظهر ـ ثمّ فسّر بابن شمّون سهواً وأدرج التفسير في المتن في الاستنساخات التالية بتوهّم سقوطه منه.
    وأمّا ما ورد في الكافي ، ح 613 ، من رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عيسى ، عن أبي عبدالله المؤمن ، عن عبدالأعلى مولى آل سام ، فقد روى محمّد بن الحسن الصفّار الخبر في بصائر الدرجات ، ص 194 ، ح 7 ، بعين الألفاظ في السند والمتن.
    وما ورد في التهذيب ، ج 1 ، ص 437 ، ح 1406 ، من رواية محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سعيد ، الظاهر أنّ محمّد بن عيسى هناك محرّف من موسى بن عيسى ، وهو البعقوبي.
    وأمّا ما ورد في التهذيب ، ج 2 ، ص 64 ، ح 231 ؛ وج 4 ، ص 213 ، ح 640 ، من رواية سعد [ بن عبدالله ] عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عيسى [ بن عبيد ] فكلا السندين مختلّ لايقاس عليهما.
    وورد في التهذيب ، ج 5 ، ص 257 ، ح 875 ، رواية سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن

    صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ (1) رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِنَا (2) بَيْنَهُمَا مُنَازَعَةٌ فِي دَيْنٍ أَوْ مِيرَاثٍ ، فَتَحَاكَمَا (3) إِلَى السُّلْطَانِ وَ (4) إِلَى الْقُضَاةِ ، أَيَحِلُّ ذلِكَ؟
    قَالَ : « مَنْ تَحَاكَمَ إِلَيْهِمْ فِي حَقٍّ أَوْ بَاطِلٍ ، فَإِنَّمَا تَحَاكَمَ إِلَى الطَّاغُوتِ (5) ، وَمَا يَحْكُمُ لَهُ فَإِنَّمَا يَأْخُذُ سُحْتاً وَإِنْ كَانَ حَقّاً (6) ثَابِتاً لَهُ ؛ لِأَنَّهُ أَخَذَهُ (7) بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ ، وَقَدْ أَمَرَ اللهُ أَنْ يُكْفَرَ بِهِ ، قَالَ اللهُ تَعَالى : ( يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ) (Cool ».
    __________________
    الحسين ، عن محمّد بن عيسى ؛ لكن المذكور في بعض المخطوطات المعتبرة من التهذيب هو « محمّد بن الحسن ».
    إذا تبيّن ذلك نقول : الظاهر أنّ محمّد بن الحسين في ما نحن فيه محرّف من محمّد بن الحسن ، والمراد به هو الصفّار. ويؤيّد ذلك « مضافاً إلى ما ورد في أسناد كثيرة من رواية محمّد بن الحسن الصفّار ، عن محمّد بن عيسى [ بن عبيد ] ، التعاطف بين محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطّاب ] ومحمّد بن عيسى [ بن عبيد ] في أسناد عديدة. انظر على سبيل المثال : الأمالي للصدوق ، ص 301 ، المجلس 50 ، ح 2 ؛ وص 392 ، المجلس 62 ، ح 2 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 210 ، المجلس 8 ، ح 363 ؛ والتوحيد ، ص 106 ، ح 6 ؛ وص 138 ، ح 12 و 13 ؛ وص 168 ، ح 2 ؛ وص 220 ، ح 12 ؛ وص 337 ، ح 5 ؛ والخصال ، ص 37 ، ح 14 ؛ وص 264 ، ح 144 ؛ وعلل الشرائع ، ص 196 ، ح 5 و 9 ؛ ورجال النجاشي ، ص 32 ، الرقم 71 ؛ وص 231 ، الرقم 614 ؛ والاختصاص ، ص 286 ، ص 288 ، وبصائر الدرجات ، ص 464 ، ح 3 ، والغيبة للنعماني ، ص 152 ، ح 10 ؛ وص 155 ، ح 16 ؛ وكمال الدين ، ص 281 ، ح 31 ؛ وص 344 ، ح 28 ؛ وص 349 ، ح 43 ؛ وص 415 ، ح 7 ؛ والغيبة للطوسي ، ص 40 ـ 41 ؛ والفهرست للطوسي ، ص 404 ، الرقم 618.
    (1) في الوسائل ، ح 51 : « في ».
    (2) في الكافي ، ح 14616 والتهذيب : + « يكون ».
    (3) في التهذيب ، ح 845 : « فيتحاكمان ».
    (4) في « ب ، بح » ، والكافي ، ح 14616 والتهذيب ، ح 514 والوسائل ، ح 33082 : « أو ».
    (5) « الطاغوت » : الكاهن ، والشيطان ، وكلّ رأس ضلال ، وكلّ معبود من دون الله ، وكلّ متعدّ. وقال في الوافي : « الطاغوت : الشيطان ، مبالغة في الطغيان ، والمراد به هنا من يحكم بغير الحقّ لفرط طغيانه أو لتشبيهه بالشيطان ، أو لأنّ التحاكم إليه تحاكم إلى الشيطان من حيث إنّه الحامل له على الحكم ، كما نبّه عليه تتمّة الآية : « وَيُرِيدُ الشَّيْطنُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَللَا بَعِيدًا ». ونحوه في مرآة العقول ، ج 1 ، ص 222. وانظر : المفردات للراغب ، ص 520 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1713 ( طغى ).
    (6) في الكافي ، ح 14616 والتهذيب والوسائل ، ح 33082 : « حقّه ».
    (7) في الكافي ، ح 14616 والتهذيب : « اخذ ».
    (Cool النساء (4) : 60.

    قُلْتُ : فَكَيْفَ (1) يَصْنَعَانِ؟
    قَالَ : « يَنْظُرَانِ (2) إِلى (3) مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مِمَّنْ (4) قَدْ رَوى حَدِيثَنَا ، وَنَظَرَ فِي حَلَالِنَا وَحَرَامِنَا ، وَعَرَفَ أَحْكَامَنَا ، فَلْيَرْضَوْا بِهِ حَكَماً ؛ فَإِنِّي قَدْ جَعَلْتُهُ عَلَيْكُمْ حَاكِماً ، فَإِذَا حَكَمَ بِحُكْمِنَا (5) فَلَمْ يَقْبَلْهُ (6) مِنْهُ ، فَإِنَّمَا اسْتَخَفَّ بِحُكْمِ اللهِ وَعَلَيْنَا رَدَّ ، وَالرَّادُّ عَلَيْنَا الرَّادُّ (7) عَلَى اللهِ وَهُوَ (Cool عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ » (9).
    قُلْتُ : فَإِنْ كَانَ كُلُّ رَجُلٍ (10) اخْتَارَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِنَا ، فَرَضِيَا أَنْ يَكُونَا النَّاظِرَيْنِ فِي حَقِّهِمَا ، وَاخْتَلَفَا (11) فِيمَا حَكَمَا (12) ، وَكِلَاهُمَا اخْتَلَفَ (13) فِي حَدِيثِكُمْ؟
    قَالَ : « الْحُكْمُ مَا حَكَمَ بِهِ أَعْدَلُهُمَا وَأَفْقَهُهُمَا وَأَصْدَقُهُمَا فِي الْحَدِيثِ وَأَوْرَعُهُمَا ، وَلَا يَلْتَفِتْ (14) إِلى مَا يَحْكُمُ بِهِ الْآخَرُ ».
    __________________
    (1) في « بس » : « كيف ».
    (2) في الكافي ، ح 14616 والتهذيب ، ح 514 : « انظروا ».
    (3) في « ألف ، ف ، و ، بر ، بس ، بف » والوسائل ، ح 33416 : ـ « إلى ».
    (4) في الكافي ، ح 14616 والتهذيب ، ح 514 والوسائل ، ح 51 : ـ « ممّن ».
    (5) في « ج ، بر ، بف » وحاشية « ض ، بس » : « بحكمه ». وفي « ألف ، ف ، بح » وحاشية « ج ، بف » : « بحكم ».
    (6) في « ض ، بر » وحاشية « بح » والوسائل ، ح 33416 : « فلم يقبل ».
    (7) في حاشية « ج » : « كالرادّ ».
    (Cool في « ب ، بح » وحاشية « ج ، ض » : « وهما » أي الردّ والاستخفاف.
    (9) أي على أعلى مراتب الضلالة وأدنى مراتب الإسلام ، بحيث لو تجاوز عنه دخل في مرتبة الشرك. أو المعنى أنّه دخل في الشرك ؛ لأنّه لم يرض بحكم الله ولم يقبله ورضي بحكم الطاغوت ، وهو شرك ؛ أو أشرك في حكمه تعالى غيره. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 412 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 224.
    (10) في « ألف ، ض ، و ، بح » وحاشية « ج » : « واحد ». وفي حاشية « ف ، بر » والوسائل ، ح 33334 : « واحد منهما » بدل « رجل ».
    (11) في « ب ، ج ، ض ، بح » والفقيه وشرح المازندراني : « فاختلفا ». وفي حاشية « بس » : « فرجعهما ».
    (12) في « بح » : + « فيه ». وفي التهذيب : ـ « من أصحابنا ـ إلى ـ فيما حكما ».
    (13) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والفقيه. وفي حاشية « بح » والمطبوع : « اختلفا ». وفي شرح المازندراني : « إفراد الضمير في « اختلف » بالنظر إلى اللفظ ». وهو الأصحّ والأنسب ؛ فإنّ رعاية اللفظ في « كلا » و « كلتا » أكثر.
    (14) في « بف » : + « معه ».

    قَالَ : قُلْتُ : فَإِنَّهُمَا عَدْلَانِ مَرْضِيَّانِ عِنْدَ أَصْحَابِنَا ، لَايُفَضَّلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا عَلى صَاحِبِهِ (1)؟
    قَالَ : فَقَالَ : « يُنْظَرُ إِلى مَا كَانَ مِنْ رِوَايَتِهِمْ (2) عَنَّا فِي ذلِكَ الَّذِي حَكَمَا بِهِ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ مِنْ (3) أَصْحَابِكَ ، فَيُؤْخَذُ بِهِ مِنْ حُكْمِنَا ، وَيُتْرَكُ الشَّاذُّ الَّذِي لَيْسَ بِمَشْهُورٍ عِنْدَ أَصْحَابِكَ ؛ فَإِنَّ الْمُجْمَعَ عَلَيْهِ لَارَيْبَ فِيهِ. وَإِنَّمَا الْأُمُورُ ثَلَاثَةٌ : أَمْرٌ بَيِّنٌ رُشْدُهُ فَيُتَّبَعُ ، وَأَمْرٌ بَيِّنٌ غَيُّهُ فَيُجْتَنَبُ ، وَأَمْرٌ مُشْكِلٌ يُرَدُّ عِلْمُهُ (4) إِلَى اللهِ وَإِلى رَسُولِهِ ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حَلَالٌ بَيِّنٌ ، وَحَرَامٌ بَيِّنٌ ، وَشُبُهَاتٌ بَيْنَ ذلِكَ ، فَمَنْ تَرَكَ الشُّبُهَاتِ نَجَا مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ (5) ، وَمَنْ أَخَذَ بِالشُّبُهَاتِ ارْتَكَبَ الْمُحَرَّمَاتِ (6) ، وَهَلَكَ مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُ ».
    قُلْتُ : فَإِنْ كَانَ الْخَبَرَانِ عَنْكُمْ (7) مَشْهُورَيْنِ قَدْ رَوَاهُمَا الثِّقَاتُ عَنْكُمْ؟
    قَالَ : « يُنْظَرُ ، (Cool فَمَا وَافَقَ حُكْمُهُ حُكْمَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَخَالَفَ الْعَامَّةَ ، فَيُؤْخَذُ بِهِ ، وَيُتْرَكُ مَا خَالَفَ حُكْمُهُ حُكْمَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَوَافَقَ الْعَامَّةَ ».
    قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَرَأَيْتَ (9) ، إِنْ كَانَ الْفَقِيهَانِ عَرَفَا حُكْمَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ،
    __________________
    (1) هكذا في أكثر النسخ والمصادر. وفي « بر ، بس ، بف » والمطبوع : « على الآخر ».
    (2) في « ب ، بس » : « رواياتهم ». وفي الفقيه والتهذيب ، ح 845 والوسائل ، ح 33334 : « روايتهما ».
    (3) في حاشية « ض » والوسائل ، ح 33334 : « عند ».
    (4) في الفقيه والتهذيب : « حكمه ».
    (5) في « بس ، بف » وحاشية « ج » : « الحرمات ».
    (6) في « ج ، بس ، بف » وحاشية « ض » : « الحرمات ».
    (7) هكذا في « بر » وحاشية « بح » والفقيه والتهذيب والوسائل ، ح 33334. وفي سائر النسخ والمطبوع : « عنكما ». وقوله : « عنكما » لعلّ خطاب الاثنين للصادق والكاظم أو الباقر عليهم‌السلام على سبيل التغليب ؛ لكثرة الأخبار عنهما ، أو كانت التثنية باعتبار تثنية الخبر ، بمعنى عن الاثنين منكم. وفي بعض النسخ « عنهما » وهو الأوضح عند الفيض. وقال المجلسي : « وفي الفقيه : « عنكم » وهو أظهر ». انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 211 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 415 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 292 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 225.
    (Cool في « ب » : « يُنظروا ». وفي « بف » : « تنظر ».
    (9) في شرح المازندراني : « أرأيت ، أي أخبرني عن حكم ما أسألك ». وراجع أيضاً ما تقدّم ذيل الحديث 181.

    وَوَجَدْنَا أَحَدَ الْخَبَرَيْنِ مُوَافِقاً لِلْعَامَّةِ ، وَالْآخَرَ مُخَالِفاً لَهُمْ ، بِأَيِّ الْخَبَرَيْنِ يُؤْخَذُ؟
    قَالَ : « مَا خَالَفَ الْعَامَّةَ ، فَفِيهِ الرَّشَادُ ».
    فَقُلْتُ (1) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَإِنْ وَافَقَهُمَا (2) الْخَبَرَانِ جَمِيعاً؟
    قَالَ : « يُنْظَرُ إِلى مَا هُمْ إِلَيْهِ أَمْيَلُ حُكَّامُهُمْ (3) وَقُضَاتُهُمْ ، فَيُتْرَكُ ، وَيُؤْخَذُ بِالْآخَرِ ».
    قُلْتُ : فَإِنْ وَافَقَ حُكَّامُهُمُ الْخَبَرَيْنِ جَمِيعاً؟
    قَالَ : « إِذَا كَانَ ذلِكَ (4) ، فَأَرْجِهْ (5) حَتّى تَلْقى إِمَامَكَ ؛ فَإِنَّ الْوُقُوفَ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ خَيْرٌ مِنَ الِاقْتِحَامِ (6) فِي الْهَلَكَاتِ » (7).
    22 ـ بَابُ الْأَخْذِ بِالسُّنَّةِ وَشَوَاهِدِ الْكِتَابِ‌
    203 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
    __________________
    (1) في « بر » والفقيه والتهذيب : « قلت ».
    (2) الضمير في « وافقهما » راجع إلى الكتاب والعامّة ، أو إلى فرقتين منها ، وافق كلّ خبر فرقة منها.
    (3) في حاشية « ج » : « ماهم إليه حكّامهم أميل ». وفي شرح المازندراني : « وفي بعض النسخ : ينظر إلى ماهم إليه حكّامهم وقضاتهم ».
    (4) في « بح » والفقيه : « كذلك ».
    (5) في حاشية « ف » والوسائل ، ح 33334 : « فأرجئه ». وقوله : « فأرْجِه » أمر من أرجَيْتُ الأمرَ ، أو أرجأته ، بمعنى أخّرته. والضمير راجع إلى العمل أو الأخذ بأحد الخبرين. أو من أرجه الأمر ، أي أخّره عن وقته. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 52 ( رجأ ) ؛ وج 6 ، ص 2352 ( رجى ) ؛ لسان العرب ، ج 13 ، ص 491 ( رجه ).
    (6) « الاقتحام » : هو الرمي بالنفس في أمر من غير رويّة. انظر : ترتيب كتاب العين ، ج 3 ، ص 1444 ( قحم ).
    (7) الكافي ، كتاب القضاء والأحكام ، باب كراهية الارتفاع إلى قضاة الجور ، ح 14616. وفي التهذيب ، ج 6 ، ص 218 ، ح 514 ، عن محمّد بن يحيى ، وفيهما إلى قوله : « وهو على حدّ الشرك بالله عزّوجلّ ». التهذيب ، ج 6 ، ص 301 ، ح 845 ، بسنده عن محمّد بن عيسى ؛ الفقيه ، ج 3 ، ص 8 ، ح 3233 ، عن داود بن الحصين ، من قوله : « فإن كان كلّ رجل اختار رجلاً من أصحابنا فرضينا » ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 285 ، ح 229 ؛ وفي الوسائل ، ج 1 ، ص 34 ، ح 51 ؛ وج 27 ، ص 13 ، ح 33082 ؛ وص 106 ، ح 33334 ؛ وص 136 ، ح 33416 مقطّعاً.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (1) : إِنَّ عَلى (2) كُلِّ حَقٍّ حَقِيقَةً ، وَعَلى كُلِّ صَوَابٍ نُوراً ، فَمَا وَافَقَ كِتَابَ اللهِ فَخُذُوهُ ، وَمَا خَالَفَ كِتَابَ اللهِ فَدَعُوهُ » (3).
    204 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ.
    قَالَ (4) : وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ أَبِي الْعَلَاءِ أَنَّهُ حَضَرَ ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ فِي هذَا الْمَجْلِسِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ اخْتِلَافِ الْحَدِيثِ يَرْوِيهِ مَنْ نَثِقُ (5) بِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَانَثِقُ (6) ‌
    __________________
    (1) في الكافي ، ح 1554 : « قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام ».
    (2) إنّما أتى بكلمة « على » ـ مع أنّ الظاهر أن يقول : « لكلّ » ـ إمّا لدلالتها على الإحاطة والاستعلاء التي للعلّة بالقياس إلى معلولها ، أي إحاطة علّة كلّ حقّ وهو حقيقته في نفس الأمر ؛ أو للمجانسة لقوله : « على كلّ صواب نوراً ». انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 211 ، وشرح المازندراني ، ج 2 ، ص 418.
    (3) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب حقيقة الإيمان واليقين ، ح 1554 ، إلى قوله : « على كلّ صواب نوراً ». وفي المحاسن ، ص 226 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 150 ، بسنده عن النوفلي ، عن السكوني ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام. الأمالي للصدوق ، ص 367 ، المجلس 58 ، ح 16 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ، عن علي عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 8 ، ح 2 ، عن السكوني ، عن أبي جعفر ( والظاهر أنّ الصواب « جعفر » بدل « أبي جعفر » ) عن أبيه ، عن عليّ عليهم‌السلام مع زيادة في أوّله. راجع : الغيبة للنعماني ، ص 141 ، ح 2 ؛ وتفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 115 ، ح 150 الوافي ، ج 1 ، ص 295 ، ح 231 ؛ وسائل الشيعه ، ج 27 ، ص 109 ، ح 33343.
    (4) الضمير المستتر في « قال » راجع إلى عليّ بن الحكم ؛ فقد روى الخبر في المحاسن ، ص 225 ، ح 145 ، عن‌عليّ بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالله بن أبي يعفور. قال عليّ : وحدّثني الحسين بن أبي العلاء أنّه حضر ابن أبي يعفور في هذا المجلس ، الخبر.
    والمراد أنّ حسين بن أبي العلاء كان مع ابن أبي يعفور في المجلس الذي سأل ابن أبي يعفور أبا عبدالله عليه‌السلام.
    فعليه يروي عليّ بن الحكم الخبر عن أبي عبدالله عليه‌السلام بطريقين :
    الأوّل : أبان بن عثمان عن عبدالله بن أبي يعفور. الثاني : حسين بن أبي العلاء.
    يؤيّد ذلك كثرة روايات عليّ بن الحكم عن الحسين بن أبي العلاء عن أبي عبدالله عليه‌السلام. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 5 ، ص 405 ـ 406. ثمّ إنّه لايخفى أنّ هذا قسم آخر من التحويل في السند.
    (5) في « ألف » والمحاسن : « يثق ». وفي « بر » : « تثق ».
    (6) في « بر » والمحاسن : « لايثق ».

    بِهِ؟ قَالَ : « إِذَا وَرَدَ (1) عَلَيْكُمْ (2) حَدِيثٌ ، فَوَجَدْتُمْ لَهُ شَاهِداً مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، أَوْ مِنْ قَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَإِلاّ فَالَّذِي جَاءَكُمْ بِهِ أَوْلى بِهِ (3) » (4).
    205 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « كُلُّ شَيْ‌ءٍ مَرْدُودٌ إِلَى الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَكُلُّ حَدِيثٍ لَا يُوَافِقُ كِتَابَ اللهِ ، فَهُوَ زُخْرُفٌ (5) » (6).
    206 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ رَاشِدٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا لَمْ يُوَافِقْ مِنَ الْحَدِيثِ الْقُرْآنَ ، فَهُوَ زُخْرُفٌ » (7).
    207 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ‌
    __________________
    (1) في « ج » : « أورد ».
    (2) جزاء الشرط الأوّل محذوف ؛ لظهوره. تقديره : « فخذوه » أو نحو ذلك. وجزاء الشرط الثاني ـ المدلول عليه بكلمة « إلاّ » ـ هو قوله : « فالّذي جاءكم به أولى به » ، أو « هو أولى بأخذه والعمل به دونكم ». شرح صدر المتألّهين ، ص 211. وراجع : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 419 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 228.
    (3) « به » أي بذلك الحديث ، يعني ردّوه عليه ولا تقبلوه منه ، فإنّه أولى بروايته وأن يكون عنده لايتجاوزه. والفرض التأكيد في ترك العمل بما خالف كتاب الله تعالى وقول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. شرح صدر المتألّهين ، ص 211 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 420 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 297 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 229.
    (4) المحاسن ، ص 225 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 145 ، عن عليّ بن حكم. وراجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكتمان ، ح 2267 الوافي ، ج 1 ، ص 295 ، ح 232 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 110 ، ح 33344.
    (5) في شرح المازندراني : « فهو زخرف ، أي قول فيه تمويه وتدليس ، وكذب فيه تزوير وتزيين ؛ ليزعم الناس أنّه من أحاديث النبيّ وأهل بيته عليهم‌السلام ». و : « الزخرف » في الأصل الذهب وكمال حسن شي‌ء ، ثمّ يشبّه به كلّ مموّه مزوّر. راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1369 ( زخرف ).
    (6) المحاسن ، ص 220 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 128 ، بسنده عن أيّوب بن الحرّ. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 9 ، ح 4 ، عن أيّوب بن الحرّ الوافي ، ج 1 ، ص 297 ، ح 233 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 111 ، ح 33347.
    (7) الوافي ، ج 1 ، ص 297 ، ح 234 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 110 ، ح 33345.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:16 pm

    الْحَكَمِ وَغَيْرِهِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَطَبَ النَّبِيُّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِمِنى ، فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، مَا جَاءَكُمْ عَنِّي يُوَافِقُ كِتَابَ اللهِ ، فَأَنَا قُلْتُهُ ، وَمَا جَاءَكُمْ يُخَالِفُ كِتَابَ اللهِ ، فَلَمْ أَقُلْهُ » (1).
    208 / 6. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (2) ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ خَالَفَ (3) كِتَابَ اللهِ وَ (4) سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَدْ كَفَرَ » (5).
    209 / 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : « إِنَّ أَفْضَلَ الْأَعْمَالِ عِنْدَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ مَا عُمِلَ بِالسُّنَّةِ وَإِنْ قَلَّ » (6).
    210 / 8. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْقَمَّاطِ وَ (7) صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ :
    __________________
    (1) المحاسن ، ص 221 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 130 ، بسنده عن ابن أبي عمير عن الهشامين وغيرهما ، قال : « خطب النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال ... ». تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 8 ، ح 1 ، عن هشام بن الحكم. راجع : المحاسن ، ص 221 ، ح 131 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 390 ، ح 30 الوافي ، ج 1 ، ص 297 ، ح 235 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 111 ، ح 33348.
    (2) في « ألف ، بر » : « أصحابنا ».
    (3) المراد : المخالفة في القول والاعتقاد عالماً عامداً ، أو مخالفة الضروريّات ، وأمّا المخالفة في العمل فقط فهو فسق ، لا كفر. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 212 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 423 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 230.
    (4) في المحاسن : ـ « كتاب الله و ».
    (5) المحاسن ، ص 220 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 126 ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن مرازم بن حكيم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 297 ، ح 236 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 111 ، ح 33349.
    (6) المحاسن ، ص 221 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 133 ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن. وراجع : الكافي ، كتاب الجهاد ، باب وجوه الجهاد ، ح 8217 الوافي ، ج 1 ، ص 298 ، ح 237.
    (7) في « ف » : « عن ». والظاهر عدم صحّة هذه النسخة ، كما لايصحّ ما في المطبوع وسائر النسخ ، بل الصحيح « عن أبي سعيد القمّاط صالح بن سعيد » ؛ فقد ثبت في محلّه أنّ أباسعيد القمّاط هو صالح بن سعيد المترجم في رجال النجاشي ، ص 199 ، الرقم 529 ؛ والمذكور في رجال الشيخ ، ص 225 ، الرقم 3039. والكلام حوله

    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَأَجَابَ فِيهَا ، قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : إِنَّ الْفُقَهَاءَ لَا يَقُولُونَ هذَا.
    فَقَالَ (1) : « يَا وَيْحَكَ (2) ، وَهَلْ رَأَيْتَ فَقِيهاً قَطُّ؟! إِنَّ الْفَقِيهَ ـ حَقَّ الْفَقِيهِ (3) ـ الزَّاهِدُ فِي الدُّنْيَا ، الرَّاغِبُ فِي الْآخِرَةِ ، الْمُتَمَسِّكُ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (4).
    211 / 9. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَزْدِيِّ ، عَنْ أَبِي (5) عُثْمَانَ الْعَبْدِيِّ :
    عَنْ جَعْفَرٍ ، عَنْ آبَائِهِ ، عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (6) عليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَاقَوْلَ إِلاَّ بِعَمَلٍ ، وَلَا قَوْلَ (7) وَلَا (Cool عَمَلَ إِلاَّ بِنِيَّةٍ ، وَلَا قَوْلَ وَلَا عَمَلَ (9) وَلَا نِيَّةَ (10) إِلاَّ بِإِصَابَةِ السُّنَّةِ » (11).
    __________________
    طويل الذيل. نرجع الطالب إلى ما ألّفه الاستاذ السيّد محمّد جواد الشبيري دام توفيقه ؛ من رسالته « كلمة في المراد من أبي سعيد القمّاط ».
    (1) في حاشية « ض » : + « له ».
    (2) في « ف ، و ، بس » ، ومرآة العقول : « ويحك » بدل « يا ويحك ». و « الويح » كلمة ترحّم وتوجّع ، تقال لمن وقع في هلكة لايستحقّها ، وقديقال بمعنى المدح والتعجّب. و « الويل » كلمة عذاب. وقيل : هما بمعنى واحد. وهي منصوبة بفعل مقدّر ، أي ألزمك الله ويحاً. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 417 ( ويح ) ؛ وج 5 ، ص 1846 ( ويل ).
    (3) « حقّ الفقيه » منصوب على أنّه بدل الكلّ من الفقيه ، والمعنى ، الفقيه الكامل في علمه وفقاهته. انظر : شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 425 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 230.
    (4) المحاسن ، ص 223 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 139 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عن أبي جعفر عليهما‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 164 ، ح 85.
    (5) في المحاسن : ـ « أبي ». والمذكور في طبعة الرجائي ، ج 2 ، ص 348 ، ح 732 والبحار ، ج 85 ، ذيل ح 28 : « أبي عثمان العبدي ». ولعلّ المراد من أبي عثمان هو عمرو بن جميع العبدي الراوي عن أبي عبدالله عليه‌السلام. راجع : رجال النجاشي ، ص 288 ، الرقم 769 ؛ رجال البرقي ، ص 35.
    (6) في « ض » : + « عليّ ».
    (7) في « ألف » والبصائر : ـ « ولا قول ».
    (Cool في « و » والوسائل : ـ « لا ».
    (9) في البصائر : ـ « ولا قول ولا عمل ».
    (10) في « ألف ، و ، بح » والمقنعة وأمالي الطوسي ، ص 337 : « وعمل ونيّة » بدون « لا ».
    (11) المحاسن ، ص 221 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 134. وفى بصائر الدرجات ، ص 11 ، ح 4 ، عن أحمد بن

    212 / 10. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « مَا مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ وَلَهُ شِرَّةٌ (1) وَفَتْرَةٌ (2) ، فَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ (3) إِلَى سُنَّةٍ (4) ، فَقَدِ اهْتَدى ، وَمَنْ كَانَتْ فَتْرَتُهُ إِلى بِدْعَةٍ ، فَقَدْ غَوى » (5).
    213 / 11. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ؛
    وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كُلُّ مَنْ تَعَدَّى السُّنَّةَ ، رُدَّ إِلَى السُّنَّةِ » (6).
    214 / 12. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّوْفَلِيِّ ، عَنِ السَّكُونِيِّ :
    __________________
    محمّد بن خالد ، مع زيادة في أوّلهما. وفي الأمالي للطوسي ، ص 337 ، المجلس 12 ، ح 25 ؛ وص 385 ، المجلس 13 ، ح 90 ، بسند آخر مع اختلاف يسير. المقنعة ، ص 301 ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ التهذيب ، ج 4 ، ص 186 ح 520 ، عن الرضا عليه‌السلام ؛ تحف العقول ، ص 43 ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع زيادة في أوّله ، وفي الثلاثة الأخيرة مرسلاً. وراجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب النيّة ، ح 1675 الوافي ، ج 1 ، ص 298 ، ح 238 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 47 ، ح 84.
    (1) في « ج ، بف » : « شرَة ». وفي « ب ، بس » : « شِرْهٌ ». وفي « ألف ، ف ، و » وشرح صدر المتألّهين ومرآة العقول : « شَرَهٌ ». وفي « بر » : « بشرة ». و « الشِرَّة » : النشاط والرغبة والحرص. و « الشَرَه » : مصدر بمعنى غلبة الحرص على الشي‌ء. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 400 ( شرر ) ؛ وج 13 ، ص 506 ( شره ).
    (2) « الفترة » : الانكسار والضعف. الصحاح ، ج 2 ، ص 777 ( فتر ).
    (3) ضبط ميرداماد هذا وما بعده « شرّته » إن كان ما قبله « شِرّة » ، أو « شَرَهه » إن كان ما قبله « شَرَه ». ونسب الأوّل إلى طائفة من النسخ. راجع : التعليقة للداماد ، ص 161 ـ 163.
    (4) في « ض » : « السنّة ».
    (5) راجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب ( بدون العنوان ) ح 1680 وح 1681 الوافي ، ج 1 ، ص 299 ، ح 241.
    (6) المحاسن ، ص 221 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 132 ، وزاد في آخره : « وفي حديث آخر قال أبوجعفر عليه‌السلام : من جهل السنّة ردّ إلى السنّة » الوافي ، ج 1 ، ص 301 ، ح 244.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : السُّنَّةُ سُنَّتَانِ (1) : سُنَّةٌ فِي فَرِيضَةٍ ، الْأَخْذُ بِهَا هُدًى ، وَتَرْكُهَا ضَلَالَةٌ ؛ وَسُنَّةٌ فِي غَيْرِ فَرِيضَةٍ ، الْأَخْذُ بِهَا فَضِيلَةٌ ، وَتَرْكُهَا إِلى (2) غَيْرِ (3) خَطِيئَةٍ » (4).
    [ تَمَّ كِتَابُ فَضْلِ الْعِلْمِ ، وَالْحَمْدُلِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ،
    وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ. ] (5) ‌
    __________________
    (1) في الوافي : « السنّة في الأصل : الطريقة والسيرة ، ثمّ خصّت بطريقة الحقّ التي وضعها الله للناس وجاء بها الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ ليتقرّبوا بها إلى الله عزّوجلّ ، ويدخل فيها كلّ عمل شرعيّ واعتقاد حقّ ؛ وتقابلها البدعة. وتنقسم السنّة إلى واجب وندب ، وبعبارة أُخرى إلى فرض ونفل ، وبثالثة إلى فريضة وفضيلة ...
    وقد تطلق السنّة على قول النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفعله ، وهي في مقابلة الكتاب. ويحتمل أن يكون المراد بها هاهنا ، كما يشعر به لفظة « في » المنبئة عن الورود. وأمّا تخصيص السنّة بالنفل والفضيلة ، فعرف طارٍ من الفقهاء نشأ حديثاً وليس في كلام أهل البيت عليهم‌السلام منه أثر ؛ بل كانوا يقولون : غسل الجمعة سنّة واجبة. ونحو ذلك ». وللمزيد راجع : شرح صدر المتألّهين ، ص 213 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 433 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 302 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 232 ـ 233. وراجع أيضاً : النهاية ، ج 2 ، ص 409 ؛ الصحاح ، ج 5 ، ص 2138 ـ 2139 ( سنن ).
    (2) في « بر » والخصال والتحف : ـ « إلى ».
    (3) في « ف » والمحاسن والأمالي : « غيرها ». وظاهر الشروح إضافة كلمة « غير » إلى مابعدها ؛ حيث قالوا : أي تركها يرجع وينتهي إلى غير خطيئة ، يعنى تركها ليس إلى خطيئة توجب العقاب ، أو هو من غير خطيئة ، أو هو غير خطيئة ؛ لأنّه ترك ماجوّز الشارع تركه.
    راجع : شرح صدرالمتألّهين ، ص 213 ؛ شرح المازندراني ، ج 2 ، ص 433 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 233.
    (4) المحاسن ، ص 224 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 140 ، بسنده عن النوفلي ؛ الخصال ، ص 48 ، باب الاثنين ، ح 54 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. الأمالي للطوسي ، ص 589 ، المجلس 16 ، ح 11 ، بسند آخر عن علي عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله. تحف العقول ، ص 57 عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج 1 ، ص 301 ، ح 246.
    (5) الموجود في النسخ بدل ما بين المعقوفين مختلف.



    (3)
    كتاب التوحيد‌


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (1) ‌
    [3]
    كِتَابُ التَّوْحِيدِ ‌(2)
    1 ـ بَابُ حُدُوثِ الْعَالَمِ وَإِثْبَاتِ الْمُحْدِثِ‌
    215 / 1. أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَنْصُورٍ ، قَالَ :
    قَالَ لِي هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ : كَانَ بِمِصْرَ زِنْدِيقٌ (3) يَبْلُغُهُ (4) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَشْيَاءُ ، فَخَرَجَ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيُنَاظِرَهُ ، فَلَمْ يُصَادِفْهُ بِهَا ، وَقِيلَ لَهُ : إِنَّهُ خَارِجٌ بِمَكَّةَ ، فَخَرَجَ إِلى مَكَّةَ وَنَحْنُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (5) ، فَصَادَفَنَا وَنَحْنُ مَعَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي الطَّوَافِ ، وَكَانَ اسْمَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ ، وَكُنْيَتَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ ، فَضَرَبَ كَتِفَهُ كَتِفَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ‌
    __________________
    (1) في « بف » : + « وبه نستعين ».
    (2) ذكر العلاّمة المجلسي في مرآة العقول ، ج 1 ، ص 234 أربع معانٍ للتوحيد : أحدها نفي الشريك في الإلهيّة ، أي استحقاق العبادة ، ثانيها نفي الشريك في صانعيّة العالم ، ثالثها ما يشمل المعنيين المتقدّمين وتنزيهه عمّا لايليق بذاته وصفاته تعالى ، ورابعها ما يشمل تلك المعاني وتنزيهه سبحانه عمّا يوجب النقص في أفعاله أيضاً ، أي كلّ ما يتعلّق به سبحانه ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً ، نفياً وإثباتاً. ثمّ قال : « والظاهر أنّ المراد هنا هذا المعنى ».
    (3) « الزنديق » : إمّا من الثنويّة. وإمّا القائل بالنور والظلمة. وإمّا من لايؤمن بالآخرة والربوبيّة ، وهذا ما تقوله‌العامّة : ملحد ودهريّ ، وهذا المعنى مناسب هاهنا ؛ لأنّ المراد به هنا من لايقرّ بالصانع تعالى أصلاً. أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان. وإمّا معرّب « زَن دين » ، أي من كان دينه دين المرأة في الضعف. وإمّا معرّب « زنده » ، أي من يقول بدوام بقاء الدهر. وإمّا معرّب « زِنْديّ » ، منسوب إلى زِند ، كتاب زردشت الذي أظهره مزدك. انظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1184 ( زندق ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 216 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 6 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 311 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 236.
    (4) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والتوحيد. وفي « ف » والمطبوع : « تبلغه ».
    (5) في « بر » : ـ « ونحن مع أبي عبدالله عليه‌السلام » ؛ فإنّه مشطوب فيه.


    أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا اسْمُكَ »؟ فَقَالَ (1) : اسْمِي عَبْدُ الْمَلِكِ ، قَالَ (2) : « فَمَا كُنْيَتُكَ؟ » قَالَ : كُنْيَتِي أَبُو عَبْدِ اللهِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَمَنْ هذَا الْمَلِكُ الَّذِي أَنْتَ عَبْدُهُ؟ أَمِنْ مُلُوكِ الْأَرْضِ ، أَمْ مِنْ مُلُوكِ السَّمَاءِ (3)؟ وَأَخْبِرْنِي عَنِ ابْنِكَ : عَبْدُ إِلَهِ السَّمَاءِ ، أَمْ (4) عَبْدُ إِلَهِ الْأَرْضِ (5)؟ قُلْ مَا شِئْتَ تُخْصَمْ (6) ».
    قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ : فَقُلْتُ لِلزِّنْدِيقِ : أَمَا تَرُدُّ عَلَيْهِ؟ قَالَ : فَقَبَّحَ (7) قَوْلِي ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا فَرَغْتُ مِنَ الطَّوَافِ ، فَأْتِنَا ».
    فَلَمَّا فَرَغَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، أَتَاهُ الزِّنْدِيقُ ، فَقَعَدَ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِلزِّنْدِيقِ : « أَتَعْلَمُ أَنَّ لِلْأَرْضِ تَحْتاً وَفَوْقاً؟ » قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : « فَدَخَلْتَ تَحْتَهَا؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ : « فَمَا يُدْرِيكَ مَا تَحْتَهَا؟ » قَالَ : لَا أَدْرِي ، إِلاَّ أَنِّي أَظُنُّ أَنْ لَيْسَ تَحْتَهَا شَيْ‌ءٌ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَالظَّنُّ (Cool عَجْزٌ لِمَا لَاتَسْتَيْقِنُ (9) ».
    __________________
    (1) في « بر » والوافي والتوحيد : « قال ».
    (2) في « ج » : « فقال ».
    (3) في « ف » والتوحيد : « أمن ملوك السماء أم من ملوك الأرض ».
    (4) في « ج » : « أو ».
    (5) في التوحيد : + « فسكت ، فقال أبوعبدالله عليه‌السلام ».
    (6) « تُخْصَم » : مجهول مجزوم بعد الأمر ، أي إن تقل ما شئت تصير مخصوصاً مغلوباً بقولك. ويجوز رفعه على أنّه حال. ويحتمل بعيداً أن يكون معلوماً بإضمار مفعول ، أي تخصم نفسك. وهو من الخصومة بمعنى الغلبة. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 218 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 7 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 237 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1453 ( خصم ).
    (7) « فقبّح » على بناء التفعيل ، أي عدّ الزنديق قولي قبيحاً ، ويحتمل حينئذٍ إرجاع ضمير الفاعل إليه عليه‌السلام. أو على ‌بناء المجرّد ، أي كان كلامي حضوره عليه‌السلام بغير إذنه قبيحاً. مرآة العقول ، ج 1 ، ص 237.
    (Cool في حاشية « ج » : « والظنّ ».
    (9) في « ج ، بح ، بس » والوافي : « لما لايستيقن ». ف « ما » مصدريّة وضمير الفاعل يعود إلى الظانّ المفهوم من الظنّ. والفعل مجهول عند الفيض والمجلسي. وفي « ف ، بر » وحاشية « ض ، بح » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « لمن لايستيقن ». وفي التوحيد : « عجز ما لم تستيقن ». واستصوب الفيض ما في التوحيد. وكون « ما » استفهاميّةً بعيدٌ.

    ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَفَصَعِدْتَ السَّمَاءَ؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ : « أَفَتَدْرِي (1) مَا فِيهَا؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ : « عَجَباً لَكَ (2)! لَمْ تَبْلُغِ الْمَشْرِقَ ، وَلَمْ تَبْلُغِ الْمَغْرِبَ ، وَلَمْ تَنْزِلِ الْأَرْضَ ، وَلَمْ تَصْعَدِ السَّمَاءَ ، وَلَمْ تَجُزْ (3) هُنَاكَ ؛ فَتَعْرِفَ مَا (4) خَلْفَهُنَّ (5) وَأَنْتَ جَاحِدٌ بِمَا فِيهِنَّ؟! وَهَلْ يَجْحَدُ الْعَاقِلُ مَا لَايَعْرِفُ؟ ».
    قَالَ الزِّنْدِيقُ : مَا كَلَّمَنِي بِهذَا أَحَدٌ غَيْرُكَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَأَنْتَ مِنْ ذلِكَ فِي شَكٍّ ، فَلَعَلَّهُ هُوَ ، وَلَعَلَّهُ لَيْسَ هُوَ ». فَقَالَ الزِّنْدِيقُ : وَلَعَلَّ ذلِكَ (6) ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَيُّهَا الرَّجُلُ ، لَيْسَ لِمَنْ لَايَعْلَمُ حُجَّةٌ عَلى مَنْ يَعْلَمُ ، وَلا حُجَّةَ لِلْجَاهِلِ (7) ، يَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ ، تَفَهَّمْ عَنِّي (Cool ؛ فَإِنَّا لَانَشُكُّ فِي اللهِ أَبَداً ، أَمَا تَرَى الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، وَاللَّيْلَ وَالنَّهَارَ يَلِجَانِ (9) فَلَا (10) يَشْتَبِهَانِ (11) ، وَيَرْجِعَانِ قَدِ اضْطُرَّا ، لَيْسَ لَهُمَا مَكَانٌ إِلاَّ مَكَانُهُمَا ، فَإِنْ كَانَا يَقْدِرَانِ عَلى أَنْ يَذْهَبَا ، فَلِمَ يَرْجِعَانِ؟ وَإِنْ كَانَا غَيْرَ مُضْطَرَّيْنِ ، فَلِمَ لَايَصِيرُ اللَّيْلُ نَهَاراً ، وَالنَّهَارُ لَيْلاً؟ اضْطُرَّا ـ وَاللهِ يَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ ـ إِلى دَوَامِهِمَا ، وَالَّذِي اضْطَرَّهُمَا أَحْكَمُ مِنْهُمَا وَأَكْبَرُ ». فَقَالَ الزِّنْدِيقُ : صَدَقْتَ.
    __________________
    (1) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : « فتدري » بدون « أ ».
    (2) في التوحيد : « قال : لا ، قال : فأتيت المشرق والمغرب فنظرت ما خلفهما؟ قال : لا ، قال : فعجباً لك » بدل « قال : لا ، قال : عجباً لك ».
    (3) في التوحيد : « ولم تخبر ». وفي الوافي : « لم تجز ، بضمّ الجيم من الجواز ».
    (4) في الوافي : « ما » : إمّا موصولة ، أو استفهاميّة. وعلى التقديرين فهي المشار إليها بـ « ذلك » في قوله : « فأنت من ذلك في شكّ ، فلعلّه هو » ، أي فلعلّ ما خلفهنّ هو الربّ.
    (5) في « ج ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « خلقهنّ ».
    (6) في حاشية « ف » والتوحيد : « ذاك ».
    (7) في التوحيد : « للجاهل على العالم ».
    (Cool في حاشية « بح » : « منّي ».
    (9) في شرح صدر المتألّهين : « يلجئان ».
    (10) في حاشية « ض ، بح » والتوحيد : « ولا ».
    (11) في التوحيد : + « يذهبان ».

    ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ ، إِنَّ الَّذِي تَذْهَبُونَ إِلَيْهِ وَتَظُنُّونَ (1) أَنَّهُ الدَّهْرُ ، إِنْ كَانَ الدَّهْرُ يَذْهَبُ بِهِمْ ، لِمَ لَايَرُدُّهُمْ؟ وَإِنْ كَانَ يَرُدُّهُمْ ، لِمَ لَايَذْهَبُ بِهِمْ؟ الْقَوْمُ مُضْطَرُّونَ يَا أَخَا أَهْلِ مِصْرَ ، لِمَ السَّمَاءُ مَرْفُوعَةٌ ، وَالْأَرْضُ مَوْضُوعَةٌ؟ لِمَ لَاتَسْقُطُ (2) السَّمَاءُ عَلَى الْأَرْضِ؟ لِمَ لَاتَنْحَدِرُ (3) الْأَرْضُ فَوْقَ طِبَاقِهَا (4) ، وَلَا يَتَمَاسَكَانِ (5) ، وَلَا يَتَمَاسَكُ مَنْ عَلَيْهَا (6)؟ ». قَالَ (7) الزِّنْدِيقُ : أَمْسَكَهُمَا اللهُ رَبُّهُمَا وَسَيِّدُهُمَا.
    قَالَ : فَآمَنَ الزِّنْدِيقُ عَلى يَدَيْ (Cool أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنْ آمَنَتِ الزَّنَادِقَةُ عَلى يَدَيْكَ (9) فَقَدْ آمَنَ (10) الْكُفَّارُ عَلى يَدَيْ أَبِيكَ.
    فَقَالَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي آمَنَ عَلى يَدَيْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : اجْعَلْنِي مِنْ تَلَامِذَتِكَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ ، خُذْهُ إِلَيْكَ وَعَلِّمْهُ (11) » فَعَلَّمَهُ هِشَامٌ (12) ؛ فَكَانَ (13) مُعَلِّمَ أَهْلِ الشَّامِ وَأَهْلِ مِصْرَ الْإِيمَانَ ، وَحَسُنَتْ طَهَارَتُهُ حَتّى رَضِيَ بِهَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام. (14) ‌
    __________________
    (1) في الوافي : « يذهبون إليه ويظنّون ».
    (2) هكذا في « ب ، ف ، بس » وحاشية « ج ، ض ، بر ، بف » والتعليقة للداماد وشرح المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعاوشرح المازندراني. وفي سائر النسخ والمطبوع : « لايسقط ». وفي « ج ، ض ، بف » والوافي : « لاتنحدر ». وفي « بر » : « لاينحدر ».
    (3) في « ب ، ج ، بح » : « ولِمَ لاتنحدر ». و « الانحدار » : الانهباط ، تقول : حدرت السفينة ، أي أرسلتها إلى أسفل‌فانحدر. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 625 ( حدر ).
    (4) في « ج ، ف ، بح ، بف » وحاشية « بس » وحاشية بدر الدين والوافي والتوحيد : « طاقتها ». وفي « بر » وحاشية « بس » : « طبقاتها ».
    (5) في شرح المازندراني ومرآة العقول : « فلايتماسكان ».
    (6) في التوحيد : « عليهما ».
    (7) في « ض » والتوحيد : « فقال ».
    (Cool في حاشية « ج » : « يد ».
    (9) هكذا في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والتوحيد. وفي المطبوع وبعض النسخ : « يدك ».
    (10) في حاشية « بح » والتوحيد : « فقد آمنت ».
    (11) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « وعلّمه ».
    (12) في « ف » : + « بن الحكم ».
    (13) في « بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي : « وكان ».
    (14) التوحيد ، ص 293 ، ح 4 ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن حمّاد ، عن الحسن بن إبراهيم ،

    216 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَسِّنٍ الْمِيثَمِيِّ (1) ، قَالَ :
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي مَنْصُورٍ الْمُتَطَبِّبِ ، فَقَالَ : أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي ، قَالَ : كُنْتُ أَنَا وَابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُقَفَّعِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، فَقَالَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ : تَرَوْنَ هذَا الْخَلْقَ؟ ـ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى مَوْضِعِ الطَّوَافِ ـ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ أُوجِبُ (2) لَهُ اسْمَ الْإِنْسَانِيَّةِ إِلاَّ ذلِكَ الشَّيْخُ الْجَالِسُ ـ يَعْنِي أَبَا عَبْدِ اللهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عليهما‌السلام ـ فَأَمَّا (3) الْبَاقُونَ ، فَرَعَاعٌ (4) وَبَهَائِمُ.
    فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : وَكَيْفَ أَوْجَبْتَ (5) هذَا الِاسْمَ لِهذَا الشَّيْخِ (6) دُونَ هؤُلَاءِ؟ قَالَ (7) : لِأَنِّي رَأَيْتُ عِنْدَهُ مَا لَمْ أَرَهُ عِنْدَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : لَابُدَّ (Cool مِنِ اخْتِبَارِ مَا قُلْتَ فِيهِ مِنْهُ ، قَالَ (9) : فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْمُقَفَّعِ : لَاتَفْعَلْ ؛ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُفْسِدَ عَلَيْكَ مَا فِي يَدِكَ ، فَقَالَ : لَيْسَ ذَا (10) رَأْيَكَ ، وَلكِنْ تَخَافُ أَنْ يَضْعُفَ رَأْيُكَ عِنْدِي فِي إِحْلَالِكَ (11) إِيَّاهُ‌
    __________________
    عن يونس بن عبدالرحمن ، عن يونس بن يعقوب ، عن عليّ بن منصور ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 309 ، ح 251.
    (1) في « ألف » : « أحمد بن المحسن الميثمي ». وفي « ب ، ج ، بس ، بف » : « محمّد بن محسن الميثمي ». وفي « بح » : « أحمد بن محمّد بن الميثمي ». وفي حاشية « ج » : « أحمد بن الحسن الميثمي ».
    (2) في « بف » : « يوجب ». وفي الوافي : « أوجب من الإيجاب. إمّا على صيغة المتكلّم أو الماضي المجهول ، والأوّل أنسب بما يأتي من قول ابن أبي العوجاء : كيف أوجبت ».
    (3) في حاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « وأمّا ».
    (4) « الرَعاع » : السَفِلَة والسقّاط من الناس ، أي ناقصو العقول منهم. وقيل : الرُعاع ـ كالزُجاج ـ من الناس ، وهم الرذال الضعفاء ، وهم الذين إذا فزعوا طاروا. انظر : لسان العرب ، ج 8 ، ص 128 ( رعع ).
    (5) في « بف » : « وجب ». وفي حاشية « بف » : « أوجب ».
    (6) في « ف » : « الشخص ».
    (7) في « بر » وحاشية « ج » : « فقال ».
    (Cool في « ج ، بف » وحاشية « بح » والتوحيد : « ما بدّ ».
    (9) في « ج » والتوحيد : ـ « قال ».
    (10) في حاشية « بح » : « هذا ».
    (11) في « ج ، بر ، بف » وحاشية « ض ، بح » : « إجلالك ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالجيم وهو تصحيف ». و « الإحلال » : الإنزال. الصحاح ، ج 4 ، ص 1674 ( حلل ).

    الْمَحَلَّ الَّذِي وَصَفْتَ ، فَقَالَ (1) ابْنُ الْمُقَفَّعِ : أَمَا (2) إِذَا تَوَهَّمْتَ عَلَيَّ هذَا ، فَقُمْ إِلَيْهِ ، وَتَحَفَّظْ (3) مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الزَّلَلِ ، وَلَا تَثْنِي (4) عِنَانَكَ إِلَى اسْتِرْسَالٍ (5) ؛ فَيُسَلِّمَكَ (6) إِلى عِقَالٍ (7) ، وَسِمْهُ (Cool
    __________________
    (1) في « بف » وشرح صدر المتألّهين : + « له ».
    (2) « أما » بالتخفيف حرف التنبيه. هكذا قرأ المازندراني وقال : « وهذا أولى من قراءتها بالتشديد على أن تكون للشرط ، وفعلها محذوف ، ومجموع الشرط والجزاء بعدها جواب لذلك الشرط كما زعم ، فإنّه بعيدٌ لفظاً ومعنىً. أمّا لفظاً فلاحتياجه إلى التقدير ، والأصل عدمه ؛ وأمّا معني فلأنّ « أمّا » الشرطيّة للتفصيل .. وإرادة التفصيل هنا بعيدٌ ، بل لا وجه لها ». وقرأها الميرزا رفيعا بالتشديد حيث قال : « أمّا : للشرط ، وفعله محذوف ، ومجموع الشرط والجزاء الّذي بعدها جواب لذلك الشرط. وذكر « عليّ » لتضمين التوهّم معنى الكذب والافتراء ». راجع : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 24 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 248.
    (3) « تحفّظ » : أمر من التفعّل على مايظهر من كلام صدر المتألّهين. ومضارع مجزوم على ظاهر كلام المازندراني ، حيث قال : « تحفّظ ، مجزوم بالشرط المقدّر بعد الأمر ، و « من » متعلّق به ، أي إن قمت إليه تحفّظ نفسك من الزلل ». وفيه تأمّل ؛ لمكان واو العطف. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 218 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 25.
    (4) في حاشية « بح » وحاشية ميرزا رفيعا والتوحيد : « ولا تثن ». وقوله : « لاتَثْني عنانك » أي لاتصرفه ولا تعطفه ، تقول ثَنَيْت الشي‌ء ، إذا صرفته وعطفته. واحتمل المازندراني كونه من باب الإفعال ، ولكن لا تساعده اللغة. قال : « في بعض النسخ : لا تثن ، من أحد البابين ». فهو على الأوّل عطف على « الزلل » بتقدير « أن » وعلى الثاني عطف على « تحفّظ ». انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2294 ( ثني ) ، شرح صدر المتألهين ، ص 218 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 25.
    (5) « الاسترسال » : الاستيناس والطمأنينة إلى الإنسان والثقة به فيما يحدّثه به ، وأصله السكون والثبات. ويحتمل أن يكون من الرِسل بمعنى اللين والرفع والتأنّي. انظر : النهاية ، ، ج 2 ، ص 223 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 25 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 245.
    (6) في « ب ، ج ، ف » والتوحيد : « يسلمك ». وفي « بس » : « فيسلمنّك ». وهو من التسليم أو الإسلام.
    (7) « عِقال » : الحبل الذي يشدّ به ذراعي البعير. و « عُقّال » : داء في رِجل الدابّة إذا مشى ظلع ساعة ثمّ انبسط. وكلاهما محتمل هاهنا. انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 459 و 463 ( عقل ). شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 25.
    (Cool في « ج » والتعليقة للداماد وحاشية ميرزا رفيعا والوافي : « سُمْهُ » ، أمر من : سامه إيّاه ، أى عرضه عليه وجعله في معرض البيع والشرى ، و « ما » موصولة. وفي « ب ، ض ، ف ، بس » ومرآة العقول : « سِمْه » أمر من وسم يسم بمعنى الكيّ ، و « ما » موصولة ، أي اجعل على ما تريد أن تتكلّم به علامة لتعلم أيّ شي‌ء لك وأيّ شي‌ء عليك. وفي حاشية « ض » وشرح صدر المتألّهين : « سِمَة » بمعنى أثر الكيّ في الحيوان وهو إحراق جلده بحديدة أو

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:17 pm

    مَا لَكَ أَوْ عَلَيْكَ (1).
    قَالَ : فَقَامَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ (2) ، وَبَقِيتُ أَنَا وَابْنُ الْمُقَفَّعِ جَالِسَيْنِ ، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَيْنَا ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ ، قَالَ : وَيْلَكَ يَا ابْنَ الْمُقَفَّعِ ، مَا هذَا بِبَشَرٍ ، وَإِنْ كَانَ فِي الدُّنْيَا رُوحَانِيٌّ (3) يَتَجَسَّدُ إِذَا شَاءَ ظَاهِراً (4) ، وَيَتَرَوَّحُ إِذَا شَاءَ بَاطِناً ، فَهُوَ هذَا ، فَقَالَ لَهُ : وَكَيْفَ (5) ذلِكَ (6)؟ قَالَ : جَلَسْتُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ عِنْدَهُ غَيْرِي ، ابْتَدَأَنِي ، فَقَالَ : « إِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ عَلى مَا يَقُولُ هؤُلَاءِ ـ وَهُوَ عَلى مَا يَقُولُونَ ، يَعْنِي أَهْلَ الطَّوَافِ ـ فَقَدْ سَلِمُوا وَعَطِبْتُمْ (7) ، وَإِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ عَلى مَا تَقُولُونَ (Cool ـ وَلَيْسَ كَمَا تَقُولُونَ ـ فَقَدِ اسْتَوَيْتُمْ ، وَهُمْ » ، فَقُلْتُ لَهُ : يَرْحَمُكَ اللهُ ، وَأَيَّ شَيْ‌ءٍ نَقُولُ؟ وَأَيَّ شَيْ‌ءٍ يَقُولُونَ؟ مَا قَوْلِي وَقَوْلُهُمْ إِلاَّ وَاحِداً ، فَقَالَ : « وَكَيْفَ يَكُونُ قَوْلُكَ وَقَوْلُهُمْ وَاحِداً وَهُمْ يَقُولُونَ : إِنَّ لَهُمْ مَعَاداً وَثَوَاباً وَعِقَاباً ، وَيَدِينُونَ بِأَنَّ فِي السَّمَاءِ (9) ‌
    __________________
    نحوها ، عطفاً على « عقال » و « ما » نافية مشبّهة بليس ، أو موصولة. وفي حاشية « ج » : « شُمَّهُ » أمر من شمّ ، يقال : شاممتُ فلاناً ، أي قاربته لأعرف ما عنده بالكشف والاختبار ، و « ما » استفهاميّة.
    (1) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا ومرآة العقول والوافي : « وعليك ».
    (2) في التوحيد ، ص 253 ، ح 4 : « كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصريّ‌
    فانحرف عن التوحيد فقيل له : تركت مذهب صاحبك ودخلت فيما لا أصل له ولاحقيقة. قال : إنّ صاحبي كان مخلّطاً ، كان يقول طوراً بالقدر وطوراً بالجبر فما أعلمه اعتقد مذهباً دام عليه ... وكان يكره العلماء مجالستة لخبث لسانه وفساد ضميره ». وانظر أيضاً : الاحتجاج ، ج 2 ، ص 74.
    (3) في « ج » : ـ « و ».
    (4) وفي « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « ظهر ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 248 : « يتجسّد ، أي يصير ذا جسد وبدن يُبصر به ويُرى. ويتروّح ، أي يصير روحاً صرفاً ويبطن ويختفى عن الأبصار والعيون ».
    (5) في « ب ، بس » وحاشية « بح » : « فكيف ».
    (6) في « ج ، ض ، ف » وحاشية « بح » : « ذاك ».
    (7) « عطبتم » أي هلكتم ، من العطب بمعنى الهلاك. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 184 ( عطب ).
    (Cool في « ض » وحاشية « بح » : « كما تقولون » بدل « على ما تقولون ».
    (9) في التوحيد : « للسماء ».

    إِلهاً ، وَأَنَّهَا عُمْرَانٌ ، وَأَنْتُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ السَّمَاءَ خَرَابٌ لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ؟! ».
    قَالَ : فَاغْتَنَمْتُهَا مِنْهُ ، فَقُلْتُ لَهُ : مَا مَنَعَهُ ـ إِنْ كَانَ الْأَمْرُ كَمَا يَقُولُونَ ـ أَنْ يَظْهَرَ لِخَلْقِهِ ، وَيَدْعُوَهُمْ إِلى عِبَادَتِهِ حَتّى لَايَخْتَلِفَ مِنْهُمُ اثْنَانِ؟ وَلِمَ احْتَجَبَ عَنْهُمْ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمُ الرُّسُلَ؟ وَلَوْ بَاشَرَهُمْ بِنَفْسِهِ ، كَانَ أَقْرَبَ إِلَى الْإِيمَانِ بِهِ.
    فَقَالَ لِي : « وَيْلَكَ ، وَكَيْفَ احْتَجَبَ عَنْكَ مَنْ أَرَاكَ قُدْرَتَهُ فِي نَفْسِكَ؟! نُشُوءَكَ (1) وَلَمْ تَكُنْ ، وَكِبَرَكَ بَعْدَ صِغَرِكَ ، وَقُوَّتَكَ بَعْدَ ضَعْفِكَ ، وَضَعْفَكَ بَعْدَ قُوَّتِكَ ، وَسُقْمَكَ بَعْدَ صِحَّتِكَ ، وَصِحَّتَكَ بَعْدَ سُقْمِكَ ، وَرِضَاكَ بَعْدَ غَضَبِكَ ، وَغَضَبَكَ بَعْدَ رِضَاكَ ، وَحَزَنَكَ بَعْدَ فَرَحِكَ ، وَفَرَحَكَ بَعْدَ حَزَنِكَ ، وَحُبَّكَ بَعْدَ بُغْضِكَ ، وَبُغْضَكَ بَعْدَ حُبِّكَ ، وَعَزْمَكَ بَعْدَ أَنَاتِكَ (2) ، وَأَنَاتَكَ (3) بَعْدَ عَزْمِكَ ، وَشَهْوَتَكَ بَعْدَ كَرَاهَتِكَ (4) ، وَكَرَاهَتَكَ (5) بَعْدَ شَهْوَتِكَ ، وَرَغْبَتَكَ بَعْدَ رَهْبَتِكَ ، وَرَهْبَتَكَ بَعْدَ رَغْبَتِكَ ، وَرَجَاءَكَ بَعْدَ يَأْسِكَ ، وَيَأْسَكَ بَعْدَ رَجَائِكَ ، وَخَاطِرَكَ (6) بِمَا لَمْ يَكُنْ فِي وَهْمِكَ ، وَعُزُوبَ (7) مَا أَنْتَ مُعْتَقِدُهُ‌
    __________________
    (1) عند المازندراني : « نشوك ». وهو منصوب بدلاً من « قدرته » ، أو مرفوع خبراً لمبتدأ محذوف يعود إليها ، وهو « هي ». انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 29 ، مرآة العقول ، ج 1 ، ص 247.
    (2) في التوحيد والتعليقة للداماد ، ص 175 : « إبائك » بمعنى الامتناع. وقال : « وفي بعض نسخ كتاب التوحيد للصدوق : « بعد إيبائك ، على مصدر باب الإفعال بمعنى الإباء أيضاً ، ولا يتصوّبه فريق من علماء العربيّة ». وقال الفيض في الوافي : « وفي توحيد الصدوق : « إينائك » وهذا دليل النون ؛ لأنَّ الإيباء بمعنى الامتناع خطأ بخلاف الإيناء بمعنى التأخّر ». وفي « بف » : « أنائك ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالنون والهمزة ، أي « أنائك » بمعنى الفتور والتأخّر والإبطاء ». وفي حاشية « ض » : « أنأتك ».
    و « الأناة » اسم من تأنّى في الأمر ، أي ترفّق وتنظّر ، أي عامله بلطف ، وانتظره في مهلة. وأصل الهمزة الواو من الوَنَى بمعنى الضعف والفتور. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2273 ( أنو ) وص 2531 ( ونى ).
    (3) في « بف » : « إناؤك ». وفي حاشية « ض » : « أنأتُك ». وفي التوحيد : « إباءك ».
    (4) في « ب » والوافي : « كراهيتك ».
    (5) في « ب » والوافي : « كراهيتك ».
    (6) « الخاطر » : الواقع والحاصل في الذهن ، وقد يطلق على الذهن ، والمراد هنا هو الشعور والإدراك ؛ بقرينة تعديته بالباء. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 249 ( خطر ).
    (7) « العزوب » : الغيبة والبعد. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 181 ( عزب ).

    عَنْ (1) ذِهْنِكَ ». وَمَا زَالَ يُعَدِّدُ (2) عَلَيَّ قُدْرَتَهُ ـ الَّتِي هِيَ فِي نَفْسِي ، الَّتِي لَا أَدْفَعُهَا ـ حَتّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيَظْهَرُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ. (3) ‌
    217 / 3. عَنْهُ (4) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ ، وَزَادَ فِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ حِينَ سَأَلَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ :
    عَادَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي إِلى مَجْلِسِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَجَلَسَ وَهُوَ (5) سَاكِتٌ لَايَنْطِقُ ، فَقَالَ لَهُ (6) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَأَنَّكَ جِئْتَ تُعِيدُ بَعْضَ مَا كُنَّا فِيهِ ». فَقَالَ : أَرَدْتُ ذلِكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، فَقَالَ لَهُ (7) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا أَعْجَبَ هذَا! تُنْكِرُ اللهَ وَتَشْهَدُ أَنِّي ابْنُ رَسُولِ اللهِ! ». فَقَالَ : الْعَادَةُ تَحْمِلُنِي عَلى ذلِكَ ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « فَمَا يَمْنَعُكَ مِنَ (Cool الْكَلَامِ؟ » قَالَ : إِجْلَالاً لَكَ (9) وَمَهَابَةً (10) مَا يَنْطَلِقُ (11) لِسَانِي بَيْنَ يَدَيْكَ ؛ فَإِنِّي شَاهَدْتُ الْعُلَمَاءَ ، وَنَاظَرْتُ الْمُتَكَلِّمِينَ ، فَمَا تَدَاخَلَنِي هَيْبَةٌ قَطُّ مِثْلُ مَا تَدَاخَلَنِي (12) مِنْ هَيْبَتِكَ ،
    __________________
    (1) في حاشية « بر » : « في ».
    (2) في التوحيد : « يعدّ ».
    (3) التوحيد ، ص 125 ، ح 4 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 314 ، ح 252.
    (4) ورد هذا الحديث في « ب ، بح ، بع ، جه » فقط ولم يرد في سائر النسخ التي في أيدينا ، كما أنّه لم يرد في شرح‌صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي. وقال في مرآة العقول ، ج 1 ، ص 249 : « وليس هذا الحديث في أكثر النسخ ولكنّه موجود في توحيد الصدوق ، ورواه عن الكليني ، ويدلّ على أنّه كان في نسخته ».
    والضمير في « عنه » راجع إلى أحمد بن محمّد بن خالد في السند السابق. يؤيّد ذلك كثرة رواية ابن خالد عن العناوين المبهمة ، وكثرة رجوع الضمير إليه في أسناد الكافي ، كما يظهر بالفحص في أسناد الكتاب.
    (5) في « ب ، بح » : « فهو ».
    (6) هكذا في النسخ. وفي المطبوع والتوحيد : ـ « له ».
    (7) في التوحيد : ـ « له ».
    (Cool في « بح » : « عن ».
    (9) في « ب ، بع ، جه » : « إجلالك ».
    (10) « المهابة » و « الهيبة » : مصدران بمعنى المخافة والتقيّة والإجلال. يقال : هاب الشي‌ء يهابه ، إذا خافَه وإذا وقّره وعظّمه ، انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 789 ( هيب ).
    (11) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « ما ينطق ».
    (12) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « مادخل ».

    قَالَ : « يَكُونُ ذلِكَ ، وَلكِنْ أَفْتَحُ (1) عَلَيْكَ بِسُؤَالٍ » وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ لَهُ (2) : « أَمَصْنُوعٌ أَنْتَ ، أَوْ (3) غَيْرُ مَصْنُوعٍ؟ » فَقَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : بَلْ (4) أَنَا غَيْرُ مَصْنُوعٍ ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « فَصِفْ لِي : لَوْ كُنْتَ مَصْنُوعاً ، كَيْفَ كُنْتَ تَكُونُ؟ » فَبَقِيَ عَبْدُ الْكَرِيمِ مَلِيّاً (5) لَايُحِيرُ (6) جَوَاباً ، وَوَلِعَ (7) بِخَشَبَةٍ كَانَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ : طَوِيلٌ عَرِيضٌ ، عَمِيقٌ (Cool قَصِيرٌ ، مُتَحَرِّكٌ سَاكِنٌ ، كُلُّ ذلِكَ صِفَةُ خَلْقِهِ (9) ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « فَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَعْلَمْ صِفَةَ الصَّنْعَةِ (10) غَيْرَهَا ، فَاجْعَلْ نَفْسَكَ مَصْنُوعاً ؛ لِمَا تَجِدُ فِي نَفْسِكَ مِمَّا يَحْدُثُ مِنْ (11) هذِهِ الْأُمُورِ ».
    فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْكَرِيمِ : سَأَلْتَنِي عَنْ مَسْأَلَةٍ لَمْ يَسْأَلْنِي عَنْهَا أَحَدٌ (12) قَبْلَكَ ، وَلَا يَسْأَلُنِي أَحَدٌ بَعْدَكَ عَنْ مِثْلِهَا ، فَقَالَ لَهُ (13) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هَبْكَ (14) عَلِمْتَ أَنَّكَ لَمْ تُسْأَلْ فِيمَا مَضى ، فَمَا عَلَّمَكَ أَنَّكَ لَاتُسْأَلُ فِيمَا بَعْدُ؟ عَلى أَنَّكَ يَا عَبْدَ الْكَرِيمِ ، نَقَضْتَ قَوْلَكَ ؛ لِأَنَّكَ تَزْعُمُ أَنَّ الْأَشْيَاءَ مِنَ الْأَوَّلِ سَوَاءٌ ، فَكَيْفَ قَدَّمْتَ وَأَخَّرْتَ؟! ».
    ثُمَّ قَالَ : « يَا عَبْدَ الْكَرِيمِ ، أَزِيدُكَ وُضُوحاً ، أَرَأَيْتَ ، لَوْ كَانَ مَعَكَ كِيسٌ فِيهِ جَوَاهِرُ ،
    __________________
    (1) في « بح » : « أفتتح ».
    (2) في « ب » : ـ « له ».
    (3) في « بح » والتوحيد : « أم ».
    (4) في « ب ، بح ، جه » والتوحيد : ـ « بل ».
    (5) « المَليّ » : الطائفة من الزمان لاحدّ لها. النهاية ، ص 363 ( ملو ).
    (6) « لايحير » أي لايرجع ولا يردّ ، من الحور بمعنى الرجوع عن الشي‌ء وإلى الشي‌ء. يقال : كلّمته فما أحار إليّ جواباً ، أي ما ردّ جواباً. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 217 ـ 218 ( حور ).
    (7) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « أولع ». و « وَلِعَ بخشبة » أي حرص عليه وبالغ في تناوله. انظر : مرآة العقول ، ج 1 ، ص 249 ؛ لسان العرب ، ج 8 ، ص 410 ( ولع ).
    (Cool في « ب ، بع ، جه » : ـ « عميق ».
    (9) في مرآة العقول : « قوله : كلّ ذلك صفة خلقه ، أي خلق الخالق والصانع. ويمكن أن يقرأ بالتاء ، أي صفة المخلوقيّة ».
    (10) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « لصنعة ».
    (11) في « ب » : « في ». وفي « بح » : « منه ».
    (12) في التوحيد : « أحدٌ عنها ».
    (13) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه » والتوحيد. وفي المطبوع : ـ « له ».
    (14) « هبك » أي افرض واحسب نفسك علمت. يقال : هبني فعلتُ ذلك ، أي احسبني واعدُدْني فعلت. ولا يستعمل منه ماض ولا مستقبل في هذا المعنى. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 4 : 8 ( وهب ).

    فَقَالَ لَكَ قائِلٌ : هَلْ (1) فِي الْكِيسِ دِينَارٌ؟ فَنَفَيْتَ كَوْنَ الدِّينَارِ فِي (2) الْكِيسِ ، فَقَالَ لَكَ قَائِلٌ (3) : صِفْ لِيَ الدِّينَارَ ، وَكُنْتَ غَيْرَ عَالِمٍ بِصِفَتِهِ ، هَلْ كَانَ لَكَ أَنْ تَنْفِيَ كَوْنَ الدِّينَارِ فِي (4) الْكِيسِ وَأَنْتَ لَاتَعْلَمُ؟ » قَالَ : لَا ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَالْعَالَمُ أَكْبَرُ وَأَطْوَلُ وَأَعْرَضُ مِنَ الْكِيسِ ، فَلَعَلَّ فِي الْعَالَمِ صَنْعَةً ؛ مِنْ حَيْثُ (5) لَاتَعْلَمُ صِفَةَ الصَّنْعَةِ مِنْ غَيْرِ الصَّنْعَةِ ».
    فَانْقَطَعَ عَبْدُ الْكَرِيمِ ، وَأَجَابَ إِلَى الْإِسْلَامِ بَعْضُ أَصْحَابِهِ ، وَبَقِيَ مَعَهُ بَعْضٌ.
    فَعَادَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ ، فَقَالَ : أَقْلِبُ (6) السُّؤَالَ؟ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « سَلْ عَمَّا شِئْتَ » ، فَقَالَ (7) : مَا الدَّلِيلُ عَلى حُدُوثِ (Cool الْأَجْسَامِ؟ فَقَالَ : « إِنِّي (9) مَا وَجَدْتُ شَيْئاً ـ صَغِيراً وَلَا كَبِيراً ـ إِلاَّ وَإِذَا ضُمَّ إِلَيْهِ مِثْلُهُ ، صَارَ أَكْبَرَ ، وَفِي ذلِكَ زَوَالٌ وَانْتِقَالٌ مِنَ (10) الْحَالَةِ الْأُولى (11) ، وَلَوْ (12) كَانَ قَدِيماً ، مَا زَالَ وَلَا حَالَ ؛ لِأَنَّ الَّذِي يَزُولُ وَيَحُولُ يَجُوزُ أَنْ يُوجَدَ وَيُبْطَلَ ، فَيَكُونُ بِوُجُودِهِ (13) بَعْدَ عَدَمِهِ دُخُولٌ فِي الْحَدَثِ ، وَفِي كَوْنِهِ فِي الْأَزَلِ (14) دُخُولُهُ فِي الْقِدَمِ (15) ، وَلَنْ تَجْتَمِعَ (16) صِفَةُ الْأَزَلِ وَالْعَدَمِ ، وَالْحُدُوثِ وَالْقِدَمِ (17) فِي شَيْ‌ءٍ وَاحِدٍ ».
    __________________
    (1) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « فهل ».
    (2) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « عن ». ويجي‌ء « عن » للظرفيّة أيضاً.
    (3) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه » والتوحيد. وفي المطبوع : ـ « قائل ».
    (4) هكذا في التوحيد. وفي « ب ، بح ، بع ، جه » والمطبوع : « عن ».
    (5) في التوحيد : ـ « من حيث ».
    (6) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « أقبلتَ ».
    (7) في « بح ، بع ، جه » : + « له ».
    (Cool هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه ». وفي المطبوع والتوحيد : « حَدَث ».
    (9) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « لأنّي ».
    (10) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه ». وفي المطبوع : « عن ».
    (11) في « بح ، بع » : « حالته الأوّلية ». وفي « ب ، جه » : « حالة الأوّلية ».
    (12) في « ب ، بح ، جه » : « فلو ».
    (13) في « بح » : « لوجوده ».
    (14) في « بح » : « الأوّل ». وفي التوحيد : « الأُولى ».
    (15) هكذا في « ب ، بع ، جه » ، وهو المختار ؛ فإنّ أزليّة الوجود دليل القدم ، دون العدم. وفي « بح » والمطبوع والتوحيد : « العدم ». واعلم أنّ هذا الحديث موجود في أربع نسخ مذكورة من جميع النسخ الموجودة عندنا.
    (16) في « ب ، بح ، بع » والتوحيد : « ولن يجتمع ».
    (17) في « ب ، بح ، جه » والتوحيد : ـ « والحدوث والقدم ».

    فَقَالَ عَبْدُ الْكَرِيمِ : هَبْكَ عَلِمْتَ فِي جَرْيِ الْحَالَتَيْنِ (1) وَالزَّمَانَيْنِ ـ عَلى مَا ذَكَرْتَ ـ فَاسْتَدْلَلْتَ (2) بِذلِكَ عَلى حُدُوثِهَا ، فَلَوْ بَقِيَتِ الْأَشْيَاءُ عَلى صِغَرِهَا ، مِنْ أَيْنَ كَانَ لَكَ أَنْ تَسْتَدِلَّ عَلى حُدُوثِهِا (3)؟ فَقَالَ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « إِنَّمَا (4) نَتَكَلَّمُ عَلى هذَا الْعَالَمِ الْمَوْضُوعِ (5) ، فَلَوْ رَفَعْنَاهُ وَوَضَعْنَا عَالَماً آخَرَ ، كَانَ لَاشَيْ‌ءَ أَدَلَّ عَلَى الْحَدَثِ مِنْ رَفْعِنَا إِيَّاهُ وَوَضْعِنَا غَيْرَهُ ، وَلكِنْ أُجِيبُكَ (6) مِنْ حَيْثُ قَدَّرْتَ (7) أَنْ تُلْزِمَنَا (Cool وَنَقُولُ (9) : إِنَّ الْأَشْيَاءَ لَوْ دَامَتْ عَلى صِغَرِهَا ، لَكَانَ فِي الْوَهْمِ أَنَّهُ مَتى ضُمَّ (10) شَيْ‌ءٌ (11) إِلى مِثْلِهِ ، كَانَ أَكْبَرَ ، وَفِي جَوَازِ التَّغَيُّرِ (12) عَلَيْهِ خُرُوجُهُ مِنَ الْقِدَمِ ، كَمَا أَنَّ فِي تَغَيُّرِهِ (13) دُخُولَهُ فِي الْحَدَثِ ، لَيْسَ لَكَ وَرَاءَهُ شَيْ‌ءٌ يَا عَبْدَ الْكَرِيمِ ». فَانْقَطَعَ وَخُزِيَ (14).
    فَلَمَّا كَانَ مِنَ (15) الْعَامِ الْقَابِلِ ، الْتَقى مَعَهُ فِي الْحَرَمِ ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ شِيعَتِهِ : إِنَّ ابْنَ أَبِي الْعَوْجَاءِ قَدْ أَسْلَمَ ، فَقَالَ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « هُوَ (16) أَعْمى مِنْ ذلِكَ ، لَايُسْلِمُ » فَلَمَّا بَصُرَ
    __________________
    (1) في « بح » : « الحالين ».
    (2) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه ». وفي المطبوع والتوحيد : « واستدللت ».
    (3) هكذا في النسخ والتوحيد. وفي المطبوع : « حدوثهنّ ».
    (4) في « ب » : « إنّا ».
    (5) في « ب ، بع ، جه » : ـ « الموضوع ».
    (6) في « ب ، بع ، جه » : « أجبتُك ».
    (7) في مرآة العقول : « من حيث قدّرت ، بتشديد الدال ، أي فرضتَ لأن تلزمنا. أو بالتخفيف ، أي زعمت أنّك تقدر أن تلزمنا ».
    (Cool في « ب » : « يلزمنا ».
    (9) هكذا في « ب ، بح ، بع ، جه ». وفي المطبوع : « فنقول ».
    (10) في التوحيد : « متى ما ضمّ ».
    (11) في « ب ، بع ، جه » : ـ « شي‌ء ». وفي التوحيد : + « منه ».
    (12) هكذا في « ب » والتوحيد. وما يستحيل في حقّه تعالى وواجب في الحادث هو التغيّر دون التغيير. وفي « بح ، بع ، جه » والمطبوع : « التغيير ».
    (13) هكذا في « ب » والتوحيد. وفي « بح ، بع ، جه » والمطبوع : « تغييره ».
    (14) يجوز قراءته معلوماً أيضاً. خَزِيَ يخزى خِزياً ، أي ذلّ وهان. وقال ابن السكّيت : وقع في بليّة. الصحاح ، ج 6 ، ص 2326 ( خزي ).
    (15) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « في ».
    (16) في « ب » : « هو من ». وفي « بح » : « فهو ».

    بِالْعَالِمِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَيِّدِي (1) وَمَوْلَايَ ، فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ عليه‌السلام : « مَا جَاءَ بِكَ إِلى هذَا الْمَوْضِعِ؟ » فَقَالَ : عَادَةُ الْجَسَدِ وَسُنَّةُ الْبَلَدِ ، وَلِنَنْظُرَ (2) مَا النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْجُنُونِ ، وَالْحَلْقِ ، وَرَمْيِ الْحِجَارَةِ ، فَقَالَ لَهُ (3) الْعَالِمُ عليه‌السلام : « أَنْتَ بَعْدُ عَلى عُتُوِّكَ (4) وَضَلَالِكَ يَا عَبْدَ الْكَرِيمِ ». فَذَهَبَ (5) يَتَكَلَّمُ ، فَقَالَ لَهُ عليه‌السلام : « لَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ » وَنَفَضَ رِدَاءَهُ مِنْ يَدِهِ ، وَقَالَ : « إِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ كَمَا تَقُولُ ـ وَلَيْسَ كَمَا تَقُولُ ـ نَجَوْنَا وَنَجَوْتَ ، وَإِنْ يَكُنِ الْأَمْرُ كَمَا نَقُولُ ـ وَهُوَ كَمَا نَقُولُ (6) ـ نَجَوْنَا وَهَلَكْتَ ».
    فَأَقْبَلَ عَبْدُ الْكَرِيمِ عَلى مَنْ مَعَهُ ، فَقَالَ : وَجَدْتُ فِي قَلْبِي حَزَازَةً (7) فَرُدُّونِي ، فَرَدُّوهُ ، فَمَاتَ (Cool لَارَحِمَهُ اللهُ (9).
    218 / 4. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَرْمَكِيِّ الرَّازِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ بُرْدٍ الدِّينَوَرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْخُرَاسَانِيِّ خَادِمِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ :
    دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ عَلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام وَعِنْدَهُ جَمَاعَةٌ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام :
    __________________
    (1) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « يا سيّدي ».
    (2) في التوحيد : « لنبصر ».
    (3) في « ب ، بح ، بع ، جه » والتوحيد : ـ « له ».
    (4) « العتوّ » : التجبّر والتكبّر. يقال : عتا يعتو عتوّاً ، استكبر وجاوز الحدّ. انظر : لسان العرب ، ج 15 ، ص 27 ـ 28 ( عتو ).
    (5) في « ب ، بح ، بع ، جه » : « وذهب ».
    (6) في « ب » : « وإن لم يكن الأمر كما تقول وهو كما نقول ».
    (7) « الحزازة » : وجعٌ في القلب من غيظ ونحوه. الصحاح ، ج 3 ، ص 873 ( حزز ) وفي حاشية « بح » : « حرارة ». وفي « ب » : « وجدت في قلبي غزار إبرة من الحرارة ». والغَزارة : مصدر بمعنى الكثرة ، والغِزار : جمع الغزير ، وهو الكثير من كلّ شي‌ء. والإبرة : أداة الخياطة. وفي « بح » : « وجدت في قلبي غزاز إبرة ». والغزازة : القوّة والشدّة والصعب. وفي « بع » : « وجدت في قلبي غراز إبرة من الحرارة ». يقال : غرز الإبرة في شي‌ء غرزاً ، أي أدخلها فيه ، وفي « جه » : « وجدت في قلبي غزاز إبرة من الحرارة » من قول العامّة : غزّه بالإبرة ، أي وخزه وطعنه بها. ويقرأ أيضاً : « خزاز ».
    (Cool في « بع ، جه » وحاشية « ب » والتوحيد : « ومات ».
    (9) التوحيد ، ص 296 ، ح 6 ، بسنده عن الكلينى. وراجع : التوحيد ، ص 293 ، ح 2 ، وفيه قطعة منه.

    « أَيُّهَا الرَّجُلُ ، أَرَأَيْتَ ، إِنْ كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَكُمْ ـ وَلَيْسَ هُوَ كَمَا تَقُولُونَ ـ أَلَسْنَا وَإِيَّاكُمْ شَرَعاً سَوَاءً (1) ، لَايَضُرُّنَا مَا صَلَّيْنَا وَصُمْنَا (2) ، وَزَكَّيْنَا وَأَقْرَرْنَا؟ » فَسَكَتَ الرَّجُلُ.
    ثُمَّ قَالَ (3) أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « وَإِنْ كَانَ الْقَوْلُ قَوْلَنَا ـ وَهُوَ قَوْلُنَا ـ أَلَسْتُمْ قَدْ هَلَكْتُمْ وَنَجَوْنَا؟ ». فَقَالَ : رَحِمَكَ اللهُ ، أَوْجِدْنِي (4) كَيْفَ هُوَ؟ وَأَيْنَ هُوَ؟
    فَقَالَ : « وَيْلَكَ ، إِنَّ الَّذِي ذَهَبْتَ إِلَيْهِ غَلَطٌ ؛ هُوَ أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلَا أَيْنٍ (5) ، وَكَيَّفَ الْكَيْفَ بِلَا كَيْفٍ ، فَلَا يُعْرَفُ (6) بِالْكَيْفُوفِيَّةِ (7) ، وَلَا بِأَيْنُونِيَّةٍ ، وَلَا يُدْرَكُ بِحَاسَّةٍ ، وَلَا يُقَاسُ بِشَيْ‌ءٍ ».
    فَقَالَ الرَّجُلُ : فَإِذاً إِنَّهُ لَاشَيْ‌ءَ إِذَا لَمْ يُدْرَكْ بِحَاسَّةٍ مِنَ الْحَوَاسِّ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « وَيْلَكَ ، لَمَّا عَجَزَتْ حَوَاسُّكَ عَنْ إِدْرَاكِهِ ، أَنْكَرْتَ رُبُوبِيَّتَهُ ، وَنَحْنُ إِذَا عَجَزَتْ حَوَاسُّنَا عَنْ إِدْرَاكِهِ ، أَيْقَنَّا أَنَّهُ رَبُّنَا بِخِلَافِ شَيْ‌ءٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ ».
    قَالَ (Cool الرَّجُلُ : فَأَخْبِرْنِي مَتى كَانَ؟ قَالَ (9) أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « أَخْبِرْنِي مَتى لَمْ يَكُنْ ؛ فَأُخْبِرَكَ مَتى كَانَ؟ » قَالَ الرَّجُلُ : فَمَا الدَّلِيلُ عَلَيْهِ؟ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام (10) : « إِنِّي لَمَّا‌
    __________________
    (1) « شرعاً » : مصدر بفتح الشين وسكون الراء وفتحها ، يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكّر والمؤنّث. يقال : الناس في ذلك شرْع سواء ، أي متساوون ، لا فضل لأحدهم فيه على الآخر. ف « سواء » تأكيد له. انظر : النهاية ، ح 2 ، ص 461 ( شرع ).
    (2) في « ب » : « ماصمنا وما صلّينا ». وفي « بس » : « ما صلّينا وما صمنا ».
    (3) في « بر » والتوحيد والعيون : « فقال » بدل « ثمّ قال ».
    (4) في « ف » : + « وأخبرني ». و « الإيجاد » : الإظفار. يقال : أوجده اللهَ مطلوبه ، أي أظفره به. والمعنى : أظفرني بمطلوبي ، وأوصلني إليه ، وهو أنّه كيف هو وأين هو ، يعني بيّن لي كيفيّته ، وأظهر لي مكانه. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 547 ( وجد ) ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 37.
    (5) في « بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « بلا أين ».
    (6) في « ب » : « ولا يعرف ».
    (7) في التوحيد والعيون : « هو أيّن الأين وكان ولا أين ، وهو كيّف الكيف وكان ولا كيف ، ولا يعرف بكيفوفيّة ». واستصوب الداماد واستحسن الفيض قوله في التوحيد والعيون : « بكيفوفيّة » لموافقتها لنظيرتها. انظر : التعليقة للداماد ، ص 178 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 319.
    (Cool في « ب » : « فقال ».
    (9) في « ب ، بس » والتوحيد : « فقال ».
    (10) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : ـ « أخبرني متى لم يكن ـ إلى ـ فقال أبوالحسن عليه‌السلام ». وفي

    نَظَرْتُ إِلى جَسَدِي ، وَلَمْ يُمْكِنِّي فِيهِ زِيَادَةٌ وَلَا نُقْصَانٌ فِي الْعَرْضِ وَالطُّولِ (1) ، وَدَفْعِ الْمَكَارِهِ عَنْهُ ، وَجَرِّ الْمَنْفَعَةِ (2) إِلَيْهِ ، عَلِمْتُ أَنَّ لِهذَا الْبُنْيَانِ بَانِياً ، فَأَقْرَرْتُ بِهِ ؛ مَعَ مَا أَرى ـ مِنْ دَوَرَانِ الْفَلَكِ بِقُدْرَتِهِ ، وَإِنْشَاءِ السَّحَابِ ، وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ (3) ، وَمَجْرَى الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالنُّجُومِ ، وَغَيْرِ ذلِكَ مِنَ الْآيَاتِ الْعَجِيبَاتِ الْمُبَيِّنَاتِ (4) ـ عَلِمْتُ أَنَّ لِهذَا مُقَدِّراً وَمُنْشِئاً » (5).
    219 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخَفَّافِ ، أَوْ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ :
    إِنَّ عَبْدَ اللهِ الدَّيَصَانِيَّ (6) سَأَلَ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ ، فَقَالَ لَهُ (7) : أَلَكَ رَبٌّ؟ فَقَالَ : بَلى ، قَالَ : أَقَادِرٌ هُوَ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَادِرٌ (Cool قَاهِرٌ ، قَالَ : يَقْدِرُ (9) أَنْ يُدْخِلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا الْبَيْضَةَ ، لَاتَكْبُرُ الْبَيْضَةُ وَلَا تَصْغُرُ الدُّنْيَا؟ قَالَ هِشَامٌ : النَّظِرَةَ (10) ، فَقَالَ لَهُ : قَدْ أَنْظَرْتُكَ حَوْلاً ، ثُمَّ خَرَجَ عَنْهُ.
    فَرَكِبَ هِشَامٌ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَقَالَ لَهُ :
    __________________
    التعليقة ، للداماد ، وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني ، والوافي ، ومرآة العقول : « هذا الإسقاط من النسّاخ ».
    (1) في « ف » : « في الطول والعرض ».
    (2) في « ف » : « وجلب المنافع ».
    (3) في « ج ، بر » : « الريح ».
    (4) في حاشية « بف » : « البيّنات ». وفي التوحيد والعيون : « المتقنات ».
    (5) التوحيد ، ص 250 ، ح 3 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 131 ، ح 28 ، بسندهما عن أبي سمينة محمّد بن عليّ الصيرفي ، عن محمّد بن عبدالله الخراساني ، مع تفاوت يسير الوافي ، ج 1 ، ص 317 ، ح 253.
    (6) « الدَيَصاني » : منسوب إلى الدَيَصان. وهو مصدر داص يديص ، أي زاغ وحاد ومال. ومعناه الملحد ؛ لميله عن‌الدين بعد أن كان فيه ؛ إذ هو من تلامذة الحسن البصري ، مال عن الدين ؛ لعدم قدرة استاذه على حلّ الشبهات.
    قال المحقّق الشعراني : هذا غير مطابق للواقع ، والصحيح أنّ الديصانيّة كانوا قوماً من الزنادقة القائلين بالنور والظلمة ، وأنّ دَيَصان اسم رئيسهم مثل « ماني ». انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1040 ( ديص ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 222 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 46 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 256.
    (7) في « ف ، بر » : ـ « له ».
    (Cool في حاشية « بح » : + « هو ».
    (9) في حاشية « ف » : + « على ».
    (10) « النَظِرة » : المهلة والتأخير. وهو منصوب بفعل مقدّر. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 831 ( نظر ).

    يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، أَتَانِي عَبْدُ اللهِ الدَّيَصَانِيُّ بِمَسْأَلَةٍ لَيْسَ الْمُعَوَّلُ (1) فِيهَا إِلاَّ عَلَى اللهِ وَعَلَيْكَ ، فَقَالَ لَهُ (2) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « عَمَّا ذَا سَأَلَكَ؟ » فَقَالَ : قَالَ (3) لِي : كَيْتَ (4) وَكَيْتَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا هِشَامُ ، كَمْ حَوَاسُّكَ؟ » قَالَ : خَمْسٌ ، قَالَ : « أَيُّهَا أَصْغَرُ؟ » قَالَ : النَّاظِرُ (5) ، قَالَ : « وَكَمْ قَدْرُ النَّاظِرِ؟ » قَالَ : مِثْلُ الْعَدَسَةِ أَوْ أَقَلُّ مِنْهَا ، فَقَالَ لَهُ : « يَا هِشَامُ ، فَانْظُرْ أَمَامَكَ وَفَوْقَكَ وَأَخْبِرْنِي بِمَا تَرى » فَقَالَ : أَرى سَمَاءً وَأَرْضاً وَدُوراً وَقُصُوراً وَبَرَارِيَ (6) وَجِبَالاً وَأَنْهَاراً ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ الَّذِي قَدَرَ أَنْ يُدْخِلَ الَّذِي تَرَاهُ الْعَدَسَةَ أَوْ أَقَلَّ مِنْهَا قَادِرٌ (7) أَنْ يُدْخِلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا الْبَيْضَةَ لَاتَصْغُرُ (Cool الدُّنْيَا وَلَا تَكْبُرُ (9) الْبَيْضَةُ ». (10) ‌
    فَأَكَبَّ (11) هِشَامٌ عَلَيْهِ (12) ، وَقَبَّلَ يَدَيْهِ وَرَأْسَهُ وَرِجْلَيْهِ ، وَقَالَ : حَسْبِي يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ،
    __________________
    (1) « المعوّل » : المستغاث والمستعان. يقال : عوّلتُ به وعليه ، أي استعنت. ويحتمل أن يكون المُعَوِّل أو المُعْوِل‌بمعنى الصارخ ، وهو الذي يرفع صوته عند البكاء. انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 483 ( عول ).
    (2) في « بر » : ـ « له ».
    (3) في « ج » : ـ « قال ».
    (4) في حاشية « ج » : « بتسكيت ». و « كيت وكيت » ، هي كناية عن الأمر ، نحو كذا وكذا. النهاية ، ج 4 ، ص 216 ( كيت ).
    (5) في « بح » : « الناظرة ».
    (6) في التوحيد : « وتراباً ». و « البَراري » : جمع البريّة بمعنى الصحراء. وعند المازندراني فَتْح الراء أفصح. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 588 ( برر ) ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 48.
    (7) في « بح » : + « على ».
    (Cool في « ج ، ض » : « لاتصغّر » بالتضعيف. وفي التوحيد « لايصغر ».
    (9) في « ض ، بف » : « لاتكبّر » بالتضعيف. وفي التوحيد : « يكبر ».
    (10) في الوافي : « هذه مجادلة بالتي هي أحسن وجواب جدليّ مسكت يناسب فهم السائل ، وقد صدر مثله عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ... والجواب البرهاني أن يقال : إنّ عدم تعلّق قدرته تعالى على ذلك ليس من نقصان في قدرته سبحانه ولا لقصور في عمومها وشمولها كلّ شي‌ء ، بل إنّما ذاك من نقصان المفروض وامتناعه الذاتي وبطلانه الصرف وعدم حظّه من الشيئيّة ، كما أشار إليه أميرالمؤمنين عليه‌السلام في ما رواه الصدوق أيضاً ». وللمزيد انظر شروح الكافي.
    (11) « فأكبّ عليه » أي أقبل إليه ، أو ألقى نفسه عليه. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 207 ( كبب ).
    (12) في « ب » : « عليه هشام ».

    وَانْصَرَفَ إِلى مَنْزِلِهِ ، وَغَدَا عَلَيْهِ (1) الدَّيَصَانِيُّ ، فَقَالَ لَهُ (2) : يَا هِشَامُ ، إِنِّي جِئْتُكَ مُسَلِّماً ، وَلَمْ أَجِئْكَ مُتَقَاضِياً لِلْجَوَابِ ، فَقَالَ لَهُ هِشَامٌ : إِنْ كُنْتَ جِئْتَ مُتَقَاضِياً ، فَهَاكَ (3) الْجَوَابَ.
    فَخَرَجَ الدَّيَصَانِيُّ عَنْهُ (4) حَتّى أَتى بَابَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَلَمَّا قَعَدَ ، قَالَ لَهُ (5) : يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، دُلَّنِي عَلى مَعْبُودِي ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا اسْمُكَ؟ » فَخَرَجَ عَنْهُ ، وَلَمْ يُخْبِرْهُ بِاسْمِهِ ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ : كَيْفَ لَمْ تُخْبِرْهُ بِاسْمِكَ؟ قَالَ : لَوْ كُنْتُ قُلْتُ لَهُ : عَبْدُ اللهِ ، كَانَ يَقُولُ : مَنْ هذَا الَّذِي أَنْتَ لَهُ عَبْدٌ؟ فَقَالُوا لَهُ : عُدْ إِلَيْهِ ، وَقُلْ لَهُ : يَدُلُّكَ عَلى مَعْبُودِكَ ، وَلَا يَسْأَلُكَ عَنِ اسْمِكَ.
    فَرَجَعَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ (6) لَهُ : يَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، دُلَّنِي عَلى مَعْبُودِي ، وَلَا تَسْأَلْنِي عَنِ اسْمِي ، فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اجْلِسْ » وَإِذَا غُلَامٌ لَهُ (7) صَغِيرٌ ، فِي كَفِّهِ بَيْضَةٌ يَلْعَبُ بِهَا ، فَقَالَ لَهُ (Cool أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « نَاوِلْنِي يَا غُلَامُ (9) الْبَيْضَةَ » ، فَنَاوَلَهُ إِيَّاهَا ، فَقَالَ لَهُ (10) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا دَيَصَانِيُّ ، هذَا حِصْنٌ مَكْنُونٌ (11) ، لَهُ (12) جِلْدٌ غَلِيظٌ ، وَتَحْتَ الْجِلْدِ‌
    __________________
    (1) في التوحيد : « إليه ». و « غدا عليه » أي : جاءه غَدْوَةً ، وهي أوّل النهار ؛ أو هي ما بين صلاة الغداة وطلوع‌الشمس ، ثمّ عمّ. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 346 ؛ المغرب ، ص 336 ( غدو ).
    (2) في التوحيد والوافي : ـ « له ».
    (3) « ها ، هاءْ ، هاءَ ، هاك » كلّها اسم فعل بمعنى خُدْ. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 48.
    (4) في التوحيد : + « فأخبر أنّ هشاماً دخل على أبي عبدالله عليه‌السلام فعلّمه الجواب ، فمضى عبدالله الديصاني ».
    (5) في الوافي : ـ « له ».
    (6) في « بس ، بف » والوافي : « وقال ».
    (7) في « بح » : « له غلام ». وفي « بر » : ـ « له ».
    (Cool في « ب ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : ـ « له ».
    (9) في « بر » وشرح المازندراني والوافي : « يا غلام ناولني ».
    (10) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : ـ « له ».
    (11) « مكنون » : صفة حصن باعتبار المتعلّق ، أي مستور ما فيه ، أو مكنون فيه ومصون من جميع جوانبه لا فرجة فيه ولا باب له. من كننتُ الشي‌ء ، أي سترته وصُنته. ويحتمل الإضافة ، أي حصن أمر مكنونٍ. انظر : شرح صدر المتألهين ، ص 223 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 52 ؛ الصحاح ، ج 6 ، ص 2189 ( كنن ).
    (12) في « بر » : « وله ».

    الْغَلِيظِ جِلْدٌ رَقِيقٌ ، وَتَحْتَ الْجِلْدِ الرَّقِيقِ ذَهَبَةٌ مَائِعَةٌ ، وَفِضَّةٌ ذَائِبَةٌ ، فَلَا الذَّهَبَةُ الْمَائِعَةُ تَخْتَلِطُ بِالْفِضَّةِ الذَّائِبَةِ ، وَلَا الفِضَّةُ الذَّائِبَةُ تَخْتَلِطُ بِالذَّهَبَةِ الْمَائِعَةِ ، فَهِيَ (1) عَلى حَالِهَا ، لَمْ يَخْرُجْ مِنْهَا خَارِجٌ مُصْلِحٌ ؛ فَيُخْبِرَ عَنْ صَلَاحِهَا (2) ، وَلَا دَخَلَ فِيهَا مُفْسِدٌ ؛ فَيُخْبِرَ عَنْ فَسَادِهَا ، لَايُدْرى (3) لِلذَّكَرِ (4) خُلِقَتْ أَمْ لِلْأُنْثى ، تَنْفَلِقُ (5) عَنْ مِثْلِ أَلْوَانِ الطَّوَاوِيسِ ، أَتَرى لَهَا مُدَبِّراً؟ ».
    قَالَ (6) : فَأَطْرَقَ (7) مَلِيّاً (Cool ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَ (9) أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَنَّكَ إِمَامٌ وَ (10) حُجَّةٌ مِنَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ ، وَأَنَا تَائِبٌ مِمَّا كُنْتُ فِيهِ (11).
    220 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ (12) :
    __________________
    (1) في « بر » : « وهي ». وفي التوحيد : « هي ».
    (2) في « بس » والتوحيد : « إصلاحها ».
    (3) في « بح » وحاشية « ف » : « ولا يدرى ».
    (4) في شرح المازندراني : « أللذكر ».
    (5) « تنفلق » أي تنشقّ ، ضُمّن معنى الكشف فعدّي بعن ، أي تنشقّ كاشفة عن حيوان له ألوان الطواويس. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 54 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 322.
    (6) في « بف » : « وقال ». وفي « بر » : ـ « قال ».
    (7) في « بر » : + « رأسه ». و « أطرق الرجل » أي سكت فلم يتكلّم ، وأرخى عينيه ينظر إلى الأرض. فالمعنى : سكت ناظراً إلى الأرض. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1515 ( طرق ).
    (Cool « المَلِيّ » : الطائفة من الزمان لاحدّ لها. يقال : مضى مليّ من النهار ومن الدهر أي طائفة منه. النهاية ، ج 4 ، ص 363 ( ملو ).
    (9) في « ب ، ف » وحاشية « ج ، ض » وشرح المازندراني : و « أشهد ».
    (10) في « بف » : ـ « و ».
    (11) التوحيد ، ص 122 ، ح 1 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. وراجع : التوحيد ، ص 130 ، ح 9 الوافي ، ج 1 ، ص 319 ، ح 254.
    (12) في « ب ، ض ، و ، بح ، بر » : « العبّاس بن عمرو الفقيمي » وفي « بف » : « عبّاس بن عمر الفقيمي ».
    هذا ، والظاهر أنّ العبّاس هذا ، هو العبّاس بن عمرو الفُقَيمي الذي روى عنه إبراهيم بن هاشم في الأمالي للصدوق ، ص 175 المجلس 38 ، ح 1 ؛ وعلل الشرائع ، ص 120 ، ح 3 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 8 ، ح 1 ؛ والتوحيد ، ص 60 ، ح
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:19 pm

    عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ الَّذِي أَتى أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَكَانَ مِنْ قَوْلِ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَا يَخْلُو قَوْلُكَ : « إِنَّهُمَا اثْنَانِ » مِنْ أَنْ يَكُونَا قَدِيمَيْنِ قَوِيَّيْنِ ، أَوْ يَكُونَا ضَعِيفَيْنِ ، أَوْ يَكُونَ أَحَدُهُمَا قَوِيّاً وَالْآخَرُ ضَعِيفاً ، فَإِنْ كَانَا قَوِيَّيْنِ ، فَلِمَ لَايَدْفَعُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ، وَيَتَفَرَّدَ (1) بِالتَّدْبِيرِ (2)؟ وَإِنْ زَعَمْتَ أَنَّ أَحَدَهُمَا قَوِيٌّ ، وَالْآخَرَ ضَعِيفٌ ، ثَبَتَ أَنَّهُ وَاحِدٌ كَمَا نَقُولُ ؛ لِلْعَجْزِ الظَّاهِرِ فِي الثَّانِي.
    فَإِنْ قُلْتَ : إِنَّهُمَا اثْنَانِ ، لَمْ يَخْلُ مِنْ أَنْ يَكُونَا مُتَّفِقَيْنِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ (3) ، أَوْ مُفْتَرِقَيْنِ (4) مِنْ كُلِّ جِهَةٍ (5) ، فَلَمَّا رَأَيْنَا الْخَلْقَ مُنْتَظِماً ، وَالْفَلَكَ جَارِياً ، وَالتَّدْبِيرَ وَاحِداً ، وَاللَّيْلَ (6) وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ، دَلَّ صِحَّةُ الْأَمْرِ وَالتَّدْبِيرِ ، وَائْتِلَافُ الْأَمْرِ عَلى أَنَّ الْمُدَبِّرَ وَاحِدٌ.
    ثُمَّ يَلْزَمُكَ ـ إِنِ ادَّعَيْتَ اثْنَيْنِ ـ فُرْجَةٌ مَّا بَيْنَهُمَا حَتّى يَكُونَا اثْنَيْنِ ، فَصَارَتِ الْفُرْجَةُ ثَالِثاً بَيْنَهُمَا ، قَدِيماً مَعَهُمَا ، فَيَلْزَمُكَ ثَلَاثَةٌ ، فَإِنِ ادَّعَيْتَ ثَلَاثَةً ، لَزِمَكَ مَا قُلْتُ (7) فِي الِاثْنَيْنِ حَتّى يَكُونَ (Cool بَيْنَهُمْ فُرْجَةٌ (9) ، فَيَكُونُوا‌
    __________________
    و « الفُقَيمي » : منسوب إلى فقيم بن دارم بن مالك بن حنظلة. وقيل : فُقَيم بن جرير بن دارم. راجع : اللباب في تهذيب الأنساب ، ج 2 ، ص 437.
    (1) في « ب ، ض » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « ينفرد ». وقوله : « يتفرّد » إن كان مرفوعاً ، فهوعطف على المنفيّ ، أي لايتفرّد. وفسّره الشيرازي بما يقتضي نصبه ، أي حتّى يتفرّد. ويجوز أن يكون الواو واوَ المعيّة. راجع : النحو الوافي ، ج 4 ، ص 356.
    (2) في حاشية « ج » : + « والربوبيّة » وفي الاحتجاج : « وينفرد بالربوبيّة ».
    (3) في « بر » وحاشية : « بح » والوافي : « وجه ».
    (4) في « ألف ، ب » : « متفرّقين ».
    (5) في مرآة العقول : « في بعض النسخ : من جهة ».
    (6) في التوحيد ، ص 243 والاحتجاج : « واختلاف الليل » بدل « والتدبير واحداً والليل ». واعلم أنّ المفعول الثاني بعد كلمة « القمر » محذوف وهو « تتعاقب » مثلاً أو « متعاقباتٍ ».
    (7) في « ب ، بح » وحاشية « بر ، بف » : « قلته ». وفي التوحيد ، ص 243 : « قلنا ». وما قاله الإمام عليه‌السلام هو لزوم وجودالمثنِّي والمميّز ، فلابدّ هنا من وجود المثلِّث وهو عبارة عن الفرجتين ، فالمراد بالفرجة هو جنس الفرجة.
    (Cool هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي ومرآة العقول والتوحيد ، ص 243. وفي المطبوع وشرح المازندراني : « تكون ».
    (9) في مرآة العقول : « فرجتان ».

    خَمْسَةً (1) ، ثُمَّ يَتَنَاهى (2) فِي الْعَدَدِ إِلى مَا لَانِهَايَةَ لَهُ فِي الْكَثْرَةِ ».
    قَالَ هِشَامٌ : فَكَانَ مِنْ سُؤَالِ الزِّنْدِيقِ أَنْ قَالَ (3) : فَمَا الدَّلِيلُ عَلَيْهِ (4)؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وُجُودُ الْأَفَاعِيلِ دَلَّتْ (5) عَلى أَنَّ (6) صَانِعاً صَنَعَهَا ، أَلَا تَرى أَنَّكَ إِذَا نَظَرْتَ إِلى بِنَاءٍ (7) مُشَيَّدٍ (Cool مَبْنِيٍّ ، عَلِمْتَ أَنَّ لَهُ بَانِياً وَإِنْ كُنْتَ لَمْ تَرَ الْبَانِيَ وَلَمْ تُشَاهِدْهُ؟ » قَالَ : فَمَا هُوَ؟ قَالَ : « شَيْ‌ءٌ بِخِلَافِ الْأَشْيَاءِ ؛ ارْجِعْ (9) بِقَوْلِي (10) إِلى إِثْبَاتِ مَعْنىً ، وَأَنَّهُ شَيْ‌ءٌ بِحَقِيقَةِ الشَّيْئِيَّةِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَاجِسْمٌ وَلَا صُورَةٌ ، وَلَا يُحَسُّ وَلَا يُجَسُّ (11) ، وَلَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ الْخَمْسِ ، لَاتُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ (12) ، وَلَا تَنْقُصُهُ الدُّهُورُ ، وَلَا تُغَيِّرُهُ الْأَزْمَانُ » (13).
    __________________
    (1) في التوحيد ، ص 243 : « فرجتان فيكون خمساً » بدل « فرجة فيكونوا خمسة ».
    (2) في « ج ، بس ، بف » : « تتناهى ».
    (3) في « ب » : + « له ».
    (4) في مرآة العقول : « قوله : فما الدليل عليه ؛ يعني بما ذكرت قد ثبت وحدة المبدأ الأوّل للعالم على تقدير وجوده ، فما الدليل على وجوده؟ ». ونحوه في حاشية ميرزا رفيعا ، ص 266.
    (5) كذا في النسخ التي قوبلت ، والتأنيث هو باعتبار المضاف إليه وهو جمع الجمع ، أو باعتبار أنّ لكلّ فعل‌وجوداً.
    (6) في « بح » : + « لها ».
    (7) « البناء » مصدر بمعنى المبنيّ ، فذكر المبنيّ تأكيد له ، أو إخراج لغير معنى المبنيّ مثل المعنى المقابل للهدم. أو المعنى : مبنيّ لإنسان لا الأبنية التي تكون في الجبال. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 65 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 274.
    (Cool « المَشِيد » : المعمول من الشِيد ، وهو كلّ شي‌ء طلَيْتَ به الحائط من جصّ ، أو ملاط ، و « المُشَيَّد » : المطوّل ؛ يعني : إذا نظرت إلى بناء محكم مبنيّ من آلات مثل الجصّ والأحجار وغيرها. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 495 ( شيد ) ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 65.
    (9) في « ض » : « أرجِعُ ». وفي مرآة العقول : « قوله : ارجع ، على صيغة الأمر أو المتكلّم وحده ».
    (10) في التوحيد ، ص 104 و 243 والمعاني والاحتجاج : + « شي‌ء ».
    (11) في الوافي : ـ « ولايجسّ ». وقوله : « لايجسّ » أي لايُمَسّ باليد. يقال : جسّه بيده ، أي مسّه. واحتمل الفيض‌كونه بمعنى لايُتَفَحَّصُ عنها. يقال : جسستُ الأخبار ، أي تفحَّصتُ عنها. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 913 ( جسس ).
    (12) في شرح المازندراني : « في بعض النسخ : ولا تدركه الأوهام ، بالواو ، وهو أظهر ».
    (13) الحديث طويل ، قطّعه الكليني ، وأورد صدره هنا ، وذكر تتمّة الحديث في ثلاث مواضع اخرى من الكافي

    221 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الزُّهْرِيِّ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَفى لِأُولِي الْأَلْبَابِ بِخَلْقِ الرَّبِّ الْمُسَخِّرِ (1) ، وَمُلْكِ (2) الرَّبِّ الْقَاهِرِ ، وَجَلَالِ الرَّبِّ الظَّاهِرِ ، وَنُورِ الرَّبِّ الْبَاهِرِ (3) ، وَبُرْهَانِ الرَّبِّ الصَّادِقِ ، وَمَا أَنْطَقَ بِهِ أَلْسُنَ الْعِبَادِ ، وَمَا أَرْسَلَ بِهِ الرُّسُلَ ، وَمَا أَنْزَلَ عَلَى الْعِبَادِ ، دَلِيلاً عَلَى الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ » (4).
    2 ـ بَابُ إِطْلَاقِ الْقَوْلِ بِأَنَّهُ شَيْ‌ءٌ‌
    222 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ‌
    __________________
    ( كتاب التوحيد ، باب إطلاق القول بأنّه شي‌ء ، ح 227 ؛ وباب الإرادة أنّها من صفات الفعل ... ، ح 306 ؛ وكتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 434 ) وكرّر قطعة منه في كتاب التوحيد ، باب آخر وهو من الباب الأوّل ، ح 300. كما أشار إليه الفيض في الوافي ، ج 1 ، ص 330. وأورد الصدوق رحمه‌الله تمام الرواية في التوحيد ، ص 243 ، ح 1 ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم القمّي مع تفاوت يسير. وفي التوحيد ، ص 104 ، ح 2 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 8 ، ح 1 ، بسندهما عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم من قوله : « قال : فما هو؟ قال : شي‌ء بخلاف الأشياء » إلى قوله : « غير أنّه لاجسم ولا صورة » ؛ الاحتجاج للطبرسي ، ج 2 ، ص 331 مرسلاً عن هشام بن الحكم مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 325 ، ح 256.
    (1) التسخير : التذليل. و « المسخّر » : اسم فاعل مجرور صفة للربّ أو الخلق ، أو اسم مفعول مجرور صفة للخلق ، أو منصوب مفعولاً للخلق ، ولكنّه بعيد. و « الخلق » بمعنى الإيجاد ، أو المخلوق ، أو التقدير. انظر : الصحاح ، ج 2 ص 680 ( سخر ) ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 71 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 276.
    (2) « المُلك » : العزّ والسلطنة ، و « المِلْك » : مصدر ، وقد شاع استعماله فيما يملك. وجاز الكلّ هنا. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 71 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 277.
    (3) « الباهر » : المُضي‌ء ، أو الغالب. يقال : بَهَر القمر : أضاء حتّى غلب ضوؤه ضوء الكواكب. وبهر فلان أترابه : غلبهم حسناً. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 599 ( بهر ).
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 323 ، ح 255.

    عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقُلْتُ : أَتَوَهَّمُ (1) شَيْئاً؟ فَقَالَ (2) : « نَعَمْ ، غَيْرَ مَعْقُولٍ ، وَلَا مَحْدُودٍ ، فَمَا وَقَعَ وَهْمُكَ عَلَيْهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، فَهُوَ خِلَافُهُ (3) ، لَايُشْبِهُهُ شَيْ‌ءٌ ، وَلَا تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، كَيْفَ تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ وَهُوَ خِلَافُ مَا يُعْقَلُ ، وَخِلَافُ مَا يُتَصَوَّرُ فِي الْأَوْهَامِ؟! إِنَّمَا يُتَوَهَّمُ (4) شَيْ‌ءٌ غَيْرُ مَعْقُولٍ وَلَا مَحْدُودٍ » (5).
    223 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ (6) بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ :
    سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه‌السلام : يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلّهِ : إِنَّهُ شَيْ‌ءٌ؟
    قَالَ : « نَعَمْ ، يُخْرِجُهُ (7) مِنَ (Cool الْحَدَّيْنِ : حَدِّ التَّعْطِيلِ (9) ، وَحَدِّ التَّشْبِيهِ » (10).
    224 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ رَفَعَهُ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ اللهَ خِلْوٌ (11) مِنْ خَلْقِهِ ، وَخَلْقَهُ خِلْوٌ مِنْهُ ، وَكُلُّ‌
    __________________
    (1) « أتوهّم » ، استفهام على حذف أداته ، أو الهمزة للاستفهام ، والفعل ماض مجهول ، أو مضارع معلوم مخاطب ، أو على صيغة التكلّم خبر. والأوّل هو الأظهر. انظر : مرآة العقول ج 1 ، ص 281.
    (2) في حاشية « ج » : « قال ».
    (3) في « ب ، بس » وحاشية « بر » : « بخلافه ».
    (4) في مرآة العقول : « يتعقّل ». ولعلّه من باب النقل بالمعنى.
    (5) التوحيد ، ص 106 ، ح 6 ، بسنده عن محمّد بن عيسى بن عبيد ... الوافي ، ج 1 ، ص 332 ، ح 257.
    (6) في « ج ، ض ، بح ، بف » : « الحسن ».
    (7) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس » : « تخرجه ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 271 : « أي يجوز أن يقال لله : إنّه شي‌ء ، ويجب أن يخرجه الجاهل من الحدّين ، فقوله : يخرجه ، إنشاء في قالب الخبر ».
    (Cool في حاشية « ج ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « عن ».
    (9) في حاشية ميرزا رفيعا ، ص 272 : « والمراد بحدّ التعطيل الخروج عن الوجود وعن الصفات الكماليّة والفعليّة والإضافيّة ، وبحدّ التشبيه الاتّصاف بصفات الممكن والاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات ». وانظر أيضاً : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 82 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 282.
    (10) التوحيد ، ص 107 ، ح 7 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي الوافي ، ج 1 ، ص 333 ، ح 258.
    (11) « الخِلْو » : مصدر بمعنى الخالي. يقال : كنّا خِلوَين ، أي خاليين. انظر : لسان العرب ، ج 14 ، ص 239

    مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ « شَيْ‌ءٍ » فَهُوَ مَخْلُوقٌ مَا خَلَا اللهَ » (1).
    225 / 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ خِلْوٌ مِنْ خَلْقِهِ ، وَخَلْقَهُ خِلْوٌ مِنْهُ ، وَكُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ « شَيْ‌ءٍ » مَا خَلَا اللهَ ، فَهُوَ مَخْلُوقٌ ، وَاللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، تَبَارَكَ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (2) » (3).
    226 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ (4) :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خِلْوٌ مِنْ خَلْقِهِ ، وَخَلْقَهُ خِلْوٌ مِنْهُ ، وَكُلُّ مَا وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ « شَيْ‌ءٍ » مَا خَلَا اللهَ تَعَالى ، فَهُوَ مَخْلُوقٌ ، وَاللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ » (5).
    227 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيِّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِيقِ حِينَ سَأَلَهُ : مَا هُوَ؟ قَالَ : « هُوَ (6) شَيْ‌ءٌ بِخِلَافِ‌
    __________________
    ( خلو ). والغرض أنّه تعالى لايشارك أحداً من المخلوقات في ذاته ؛ لأنّ الله سبحانه وجود بحت خالص لا ماهيّة له سوى الإنّيّة ، والخلق ماهيّات صرفة لا إنّيّة لها من حيث هي وإنّما وجدت به سبحانه وبإنّيّته. ولا في شي‌ء من صفاته الحقيقيّة ؛ لأنّها عين ذاته ، وإنّما الاشتراك له معهم في أُمور خارجة عن ذاته. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 227 ؛ الوافي ، ح 1 ، ص 334.
    (1) التوحيد ، ص 105 ، ح 5 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم الوافي ، ج 1 ، ص 334 ، ح 260.
    (2) في « بح » وشرح صدر المتألّهين : « العليم ». وفي التوحيد : ـ « وهو السميع البصير ».
    (3) التوحيد ، ص 105 ، ح 3 ، بسنده عن النضر بن سويد الوافي ، ج 1 ، ص 335 ، ح 262.
    (4) في « ب » : « خُثيمة » وهو سهو. والظاهر أنّه خيثمة بن عبدالرحمن الجعفي المذكور في أصحاب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام. راجع : رجال البرقي ، ص 15 ؛ رجال الطوسي ، ص 133 ، الرقم 1386 ؛ خلاصة الأقوال ، ص 66 ، الرقم 8 ؛ رجال ابن داود ، ص 142 ، الرقم 567.
    (5) التوحيد ، ص 105 ، ح 4 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم الوافي ، ج 1 ، ص 334 ، ح 261.
    (6) في « ج » والكافي ، ح 220 : ـ « هو ».

    الْأَشْيَاءِ ، ارْجِعْ بِقَوْلِي (1) إِلى إِثْبَاتِ مَعْنىً ، وَأَنَّهُ (2) شَيْ‌ءٌ بِحَقِيقَةِ الشَّيْئِيَّةِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَاجِسْمٌ وَلَا صُورَةٌ ، وَلَا يُحَسُّ وَلَا يُجَسُّ (3) ، وَلَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ الْخَمْسِ ، لَاتُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، وَلَا تَنْقُصُهُ الدُّهُورُ ، وَلَا تُغَيِّرُهُ الْأَزْمَانُ ».
    فَقَالَ لَهُ السَّائِلُ (4) : فَتَقُولُ (5) : إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ؟
    قَالَ (6) : « هُوَ سَمِيعٌ ، بَصِيرٌ (7) ؛ سَمِيعٌ بِغَيْرِ جَارِحَةٍ ، وَ (Cool بَصِيرٌ بِغَيْرِ آلَةٍ ، بَلْ (9) يَسْمَعُ بِنَفْسِهِ ، وَيُبْصِرُ بِنَفْسِهِ ، لَيْسَ (10) قَوْلِي : إِنَّهُ سَمِيعٌ يَسْمَعُ بِنَفْسِهِ ، وَبَصِيرٌ (11) يُبْصِرُ بِنَفْسِهِ (12) أَنَّهُ شَيْ‌ءٌ ، وَالنَّفْسُ شَيْ‌ءٌ آخَرُ ، وَلكِنْ (13) أَرَدْتُ عِبَارَةً عَنْ نَفْسِي (14) ؛ إِذْ كُنْتُ مَسْؤُولاً ،
    __________________
    (1) في التوحيد : + « شي‌ء ».
    (2) في حاشية « ف » : « فإنّه ».
    (3) في « ض » : « ولا يُجَسّ ولا يحسّ ». وفي الوافي : ـ « ولا يجسّ ». وقوله : « لايجسّ » أي « لا يمسّ باليد. واحتمل‌الفيض كونه بمعنى لا يُتفحّص عنها ، يقال : جسستُ الأخبار ، أي ، تفحّصتُ عنها. وانظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 913 ( جسس ).
    (4) في الكافي ، ح 300 : ـ « السائل ».
    (5) في الكافي ، ح 300 : « أتقول ».
    (6) في الكافي ، ح 300 : + « أبو عبدالله ».
    (7) قال صدر المتألّهين : « لمّا توهّم السائل أنّ تنزيهه عليه‌السلام للباري سبحانه عن مشاركة غيره من الموجودات وتقديسه إيّاه عن كلّ ما يدرك بحسّ أو وهم ، منقوض بكونه سميعاً وبصيراً ؛ لأنّ بعض ما سواه يوصف بهذين الوصفين ، أزاح ذلك التوهّم بأنّ كونه سميعاً بصيراً لايوجب له الاشتراك مع غيره ، لا في الذات ولا في صفة متقرّرة لذاته ؛ لأنّ غيره سميع بجارحة ، بصير بآلة ، وهو تعالى يسمع ويبصر لا بجارحة ولا بآلة ولا بصفة زائدة على ذاته ؛ ليلزم علينا أن يكون له مجانس أو مشابه ، بل هو سميع بنفسه بصير بنفسه ». وقال العلاّمة الفيض : « وذلك لأنّ معنى السماع والإبصار ليس إلاّحضور المسموع عند السامع وانكشاف المبصر عند البصير وليس من شرطهما أن يكونا بآلة أو جارحة ... » انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 228 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 331.
    (Cool في « بر » : ـ « و ».
    (9) في « بر » : « بلى ».
    (10) في الكافي ، ح 300 : « وليس ».
    (11) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي : ـ « بصير ». وفي التوحيد : ـ « سميع » و « بصير ».
    (12) في « ض ، بر » : ـ « وبصير يبصر بنفسه ». وفي الكافي ، ح 300 : « ليس قولي : إنّه سميع بنفسه أنّه شي‌ء » بدل « ليس قولي ـ إلى ـ أنّه شي‌ء ».
    (13) في « ض » والكافي ، ح 300 ومرآة العقول : « ولكنّي ».
    (14) في شرح صدر المتألّهين ، ص 228 : « أي أردت التعبير عمّا في نفسي من الاعتقاد في هذه المسألة بهذه العبارة الموهمة للكثرة لضرورة التعبير عمّا في نفسي ؛ إذ كنت مسؤولاً ، ولضرورة إفهام الغير الذي هو السائل ، وإلاّ فالذي في نفسي لايقع الاحتجاج في تعقّله إلى عبارة ... ». وقيل غير ذلك.

    وَإِفْهَاماً لَكَ ؛ إِذْ كُنْتَ سَائِلاً ، فَأَقُولُ (1) : إِنَّهُ (2) سَمِيعٌ (3) بِكُلِّهِ ، لَا أَنَّ الْكُلَّ مِنْهُ لَهُ بَعْضٌ (4) ، وَلكِنِّي (5) أَرَدْتُ إِفْهَامَكَ ، وَالتَّعْبِيرُ عَنْ نَفْسِي ، وَلَيْسَ مَرْجِعِي فِي ذلِكَ (6) إِلاَّ إِلى أَنَّهُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، الْعَالِمُ الْخَبِيرُ ، بِلَا اخْتِلَافِ الذَّاتِ ، وَلَا اخْتِلَافِ الْمَعْنى ».
    قَالَ لَهُ السَّائِلُ : فَمَا هُوَ؟
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هُوَ الرَّبُّ ، وَهُوَ الْمَعْبُودُ ، وَهُوَ اللهُ ، وَلَيْسَ قَوْليَ : « اللهُ » إِثْبَاتَ هذِهِ الْحُرُوفِ : أَلِفٍ وَلَامٍ وَهاءٍ ، وَلَا رَاءٍ وَلَا بَاءٍ (7) ، وَلكِنِ ارْجِعْ (Cool إِلى مَعْنىً وَشَيْ‌ءٍ (9) خَالِقِ الْأَشْيَاءِ وَصَانِعِهَا ، وَنَعْتِ (10) هَذِهِ الْحُرُوفِ (11) وَهُوَ الْمَعْنى‌
    __________________
    (1) في حاشية « ض » والتوحيد : « وأقول ».
    (2) في الكافي ، ح 300 والتوحيد : ـ « إنّه ».
    (3) في الكافي ، ح 300 والتوحيد : « يسمع ».
    (4) في الكافي ، ح 300 : « لا أنّ كلّه له بعض ؛ لأنّ الكلّ لناله بعض » بدل « لا أنّ الكلّ منه له بعض ».
    (5) في الكافي ، ح 300 : « ولكن ».
    (6) في الكافي ، ح 300 : + « كلّه ».
    (7) في التوحيد : « ألف ، لام ، هاء » بدل « ألف ولام وهاء ، ولا راء ولا باء ».
    (Cool في « ض ، و » : « أرْجِعُ ». وفي شرح المازندراني : « يحتمل الأمر والتكلّم ».
    (9) في التوحيد : « هو شي‌ء » بدل « وشي‌ء ».
    (10) في التوحيد : « وقعت عليه » بدل « ونعت ». واستصوب الفيض في الوافي ، والمجلسي في مرآة العقول ما في التوحيد ، وقال الفيض : « وكأنّه أسقطه بعض نُسّاخ الكافي سهواً وتبعه آخرون ».
    (11) في حلّ هذه العبارة وجوه :
    الأوّل : « نعت » مجرور عطفاً على « معنى » ، و « الله » قائم مقام المفعول الأوّل لـ « سمّي ». و « الرحمن » وما عطف عليه مبتدأ ، خبره قوله : « من أسمائه ».
    الثاني : « نعت » مجرور معطوف على « شي‌ء » ومضاف. و « هو » راجع إلى مرجع في كلام السائل أو ضمير شأن. وعلى الأوّل « المعنى » خبر المبتدأ و « سمّي به » خبر بعد خبر. وعلى الثاني « المعنى » مبتدأ و « سمّي به » خبره. وعلى التقديرين ضمير « به » راجع إلى « نعت » و « الله » مبتدأ و « من أسمائه » خبر.
    الثالث : « نعت » مجرور معطوف على « الأشياء » أو على ضمير « صانعها » عند من جوّزه بدون إعادة الجارّ.
    الرابع : « نعت » مبتدأ مضاف إلى « هذه » و « الحروف » خبره. وقوله : « الله والرحمن » مبتدأ خبره « من أسمائه » ، والمعنى أنّ نعت هذه الحروف التي في « الله » و « ربّ » أنّها حروف وأنّها ألف ، لام ، هاء ، راء ، باء ، و « هو » أي المقصود إثباته « المعنى ».

    سُمِّيَ (1) بِهِ اللهُ ، وَالرَّحْمنُ ، وَالرَّحِيمُ وَالْعَزِيزُ ، وَأَشْبَاهُ ذلِكَ مِنْ أَسْمَائِهِ ، وَهُوَ الْمَعْبُودُ جَلَّ وَعَزَّ (2) ».
    قَالَ لَهُ (3) السَّائِلُ : فَإِنَّا لَمْ نَجِدْ مَوْهُوماً إِلاَّ مَخْلُوقاً.
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَوْ كَانَ ذلِكَ كَمَا تَقُولُ ، لَكَانَ التَّوْحِيدُ عَنَّا مُرْتَفِعاً ؛ لِأَنَّا لَمْ نُكَلَّفْ (4) غَيْرَ مَوْهُومٍ ، وَلكِنَّا نَقُولُ : كُلُّ مَوْهُومٍ بِالْحَوَاسِّ مُدْرَكٍ بِهِ (5) تَحُدُّهُ (6) الْحَوَاسُّ وَتُمَثِّلُهُ (7) ؛ فَهُوَ مَخْلُوقٌ [ وَلَابُدَّ مِنْ إِثْبَاتِ (Cool صَانِعِ الْأَشْيَاءِ خَارِجاً مِنَ الْجِهَتَيْنِ الْمَذْمُومَتَيْنِ : إِحْدَاهُمَا : النَّفْيُ ] (9) ؛ إِذْ كَانَ النَّفْيُ هُوَ الْإِبْطَالَ وَالْعَدَمَ ، وَالْجِهَةُ الثَّانِيَةُ : التَّشْبِيهُ ؛ إِذْ كَانَ التَّشْبِيهُ هُوَ (10) صِفَةَ الْمَخْلُوقِ الظَّاهِرِ التَّرْكِيبِ وَالتَّأْلِيفِ ، فَلَمْ يَكُنْ‌
    __________________
    الخامس : « نعت » خبر مقدّم ، و « الحروف » مبتدأ مؤخّر ، أي هذه الحروف نعت وصفة دالّة على ذاته.
    انظر : شرح صدر المتألهين ، ص 228 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 93 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 275 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 287.
    (1) في « ب » : « وسمّي ».
    (2) في « ف ، بس » وحاشية « ج » : « جلّ جلاله ». وفي « ب » : « جلّ جلاله وعزّ ». وفي « ض » : « عزّ وجلّ جلاله ». وفي « بح » : « جلّ وعزّ جلاله ».
    (3) في « بر » والتوحيد : ـ « له ».
    (4) في « ف ، بح » : « لا نكلّف ». وفي حاشية « ف » : « لم نعتقد ». وفي التوحيد والاحتجاج : + « أن نعتقد ».
    (5) هكذا في أكثر النسخ والمطبوع وشرح المازندراني والوافي ، والضمير راجع إلى الوهم وفي حاشية « بح » : بها.
    (6) في « بح » : « ممّا تحدّه ». وفي التوحيد : « فما تجده » بدل « بها تحدّه ». قوله : « تحدّه » أو « ممّا تحدّه » خبر « كلّ موهوم » وقوله : « فهو مخلوق » نتيجة المحدوديّة.
    (7) « تمثّله » : مضارع معلوم من التفعيل ، أو من التفعّل بحذف إحدى الياءين. والتفعّل قد يأتي للتعدية. انظر : التعليقة للداماد ، ص 198 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 95.
    (Cool في الاحتجاج : + « كون ».
    (9) ما بين المعقوفين اضيف من « ف » والتوحيد والاحتجاج. والظاهر أنّ هذا السقط والخلل نشأ من الناسخ‌الأوّل. ونقل العلاّمة المجلسي شرح قوله : « فإنّا لم نجد موهوماً » إلى قوله : « لبيانها ووجودها » من صدر المتألّهين بطوله ، ثمّ قال : « وأقول : بناء أكثر التكلّفات على سقط وقع من الكليني رحمه‌الله أو النسّاخ ». انظر : مرآة العقول ، ج 1 ، ص 291 ـ 290.
    (10) في التوحيد : « من ».

    بُدٌّ مِنْ إِثْبَاتِ الصَّانِعِ ؛ لِوُجُودِ الْمَصْنُوعِينَ وَالِاضْطِرَارِ إِلَيْهِمْ (1) أَنَّهُمْ مَصْنُوعُونَ ، وَأَنَّ (2) صَانِعَهُمْ غَيْرُهُمْ ، وَلَيْسَ مِثْلَهُمْ ؛ إِذْ كَانَ مِثْلُهُمْ شَبِيهاً بِهِمْ فِي ظَاهِرِ التَّرْكِيبِ وَالتَّأْلِيفِ ، وَفِيمَا يَجْرِي عَلَيْهِمْ (3) مِنْ حُدُوثِهِمْ بَعْدَ إِذْ (4) لَمْ يَكُونُوا ، وَتَنَقُّلِهِمْ (5) مِنَ صِغَرٍ إِلى كِبَرٍ ، وَسَوَادٍ إِلى بَيَاضٍ ، وَقُوَّةٍ إِلى ضَعْفٍ ، وَأَحْوَالٍ مَوْجُودَةٍ لَاحَاجَةَ بِنَا إِلى تَفْسِيرِهَا ؛ لِبَيَانِهَا (6) وَوُجُودِهَا ».
    قَالَ (7) لَهُ (Cool السَّائِلُ : فَقَدْ حَدَدْتَهُ إِذْ أَثْبَتَّ وُجُودَهُ.
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَمْ أَحُدَّهُ ، وَلكِنِّي أَثْبَتُّهُ ؛ إِذْ (9) لَمْ يَكُنْ بَيْنَ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ مَنْزِلَةٌ ».
    قَالَ لَهُ السَّائِلُ : فَلَهُ إِنِّيَّةٌ وَمَائِيَّةٌ (10)؟
    قَالَ : « نَعَمْ ، لَايُثْبَتُ الشَّيْ‌ءُ إِلاَّ بِإِنِّيَّةٍ وَمَائِيَّةٍ ».
    قَالَ لَهُ السَّائِلُ : فَلَهُ (11) كَيْفِيَّةٌ؟
    قَالَ : « لَا ؛ لِأَنَّ الْكَيْفِيَّةَ جِهَةُ الصِّفَةِ وَالْإِحَاطَةِ ، وَلكِنْ لَابُدَّ مِنَ الْخُرُوجِ مِنْ (12) جِهَةِ التَّعْطِيلِ وَالتَّشْبِيهِ ؛ لِأَنَّ مَنْ نَفَاهُ ، فَقَدْ أَنْكَرَهُ وَدَفَعَ رُبُوبِيَّتَهُ وَأَبْطَلَهُ ، وَمَنْ شَبَّهَهُ بِغَيْرِهِ ، فَقَدْ أَثْبَتَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ الْمَصْنُوعِينَ الَّذِينَ لَايَسْتَحِقُّونَ الرُّبُوبِيَّةَ ، وَلكِنْ لَابُدَّ مِنْ‌
    __________________
    (1) في التوحيد : « والاضطرار منهم إليه أثبت ». وفي الاحتجاج : « والاضطرار منهم إليه » كلاهما بدل « والاضطرار إليهم ».
    (2) في « بر » : « أن كان ».
    (3) في « ب » : « إليهم ».
    (4) في حاشية « بح » والتوحيد والاحتجاج : « أن ».
    (5) في حاشية « ج » : « وعن تنقّلهم ». وفي « بف ، بر » : « وينقلهم ».
    (6) في التوحيد والاحتجاج : « لثباتها ».
    (7) في « بر » والوافي : « فقال ».
    (Cool في « ج ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والتوحيد : ـ « له ».
    (9) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بف » والوافي ، وهو المختار. وفي « بس » والمطبوع : « إذا ».
    (10) في حاشية « ج » : « ماهيّة ».
    (11) في حاشية « ف » : « إنّ له ».
    (12) في الوافي : « عن ».

    إِثْبَاتِ أَنَّ لَهُ كَيْفِيَّةً (1) لَايَسْتَحِقُّهَا غَيْرُهُ ، وَلَا يُشَارَكُ (2) فِيهَا ، وَلَا يُحَاطُ بِهَا ، وَلَا يَعْلَمُهَا غَيْرُهُ ».
    قَالَ السَّائِلُ : فَيُعَانِي (3) الْأَشْيَاءَ بِنَفْسِهِ؟
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هُوَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُعَانِيَ الْأَشْيَاءَ بِمُبَاشَرَةٍ وَمُعَالَجَةٍ ؛ لِأَنَّ ذلِكَ صِفَةُ الْمَخْلُوقِ الَّذِي لَاتَجِي‌ءُ (4) الْأَشْيَاءُ لَهُ إِلاَّ بِالْمُبَاشَرَةِ (5) وَالْمُعَالَجَةِ وَهُوَ مُتَعَالٍ (6) ، نَافِذُ الْإِرَادَةِ وَالْمَشِيئَةِ ، فَعَّالٌ لِمَا يَشَاءُ (7) » (Cool.
    __________________
    (1) في التوحيد : « ذات بلاكيفيّة » بدل « أنّ له كيفيّة ».
    (2) المجهول أرجح ؛ لأنّ المعلوم يستلزم حذف المفعول به.
    (3) « معاناة الشي‌ء » : ملابسته ومباشرته وتحمّل التعب والمشقّة في فعله. انظر : لسان العرب ، ج 15 ، ص 106 ( عنو ).
    (4) في حاشية ميرزا رفيعا والوافي والتوحيد : « لايجي‌ء ».
    (5) في « ب » : « بمباشرة ».
    (6) في التوحيد : « وهو تعالى ».
    (7) في « بح » وحاشية ميرزا رفيعا : « لما يريد ».
    (Cool الحديث طويل ، قطّعه الكليني رحمه‌الله ، وأورد قطعة منه هنا ، وصدره في الباب السابق ، باب حدوث العالم وإثبات المحدث ، ح 220. وذكر تتمّة الحديث في موضعين آخرين من الكافي ( : كتاب التوحيد ، باب الإرادة أنّها من صفات الفعل ، ح 306 ؛ وكتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 434 ) وكرّر قطعة منه في كتاب التوحيد ، باب آخر وهو من الباب الأوّل ، ح 300 ، كما أشار إليه العلاّمة الفيض الكاشاني في الوافي ، ج 1 ، ص 330. وذكر الصدوق رحمه‌الله تمام الرواية في التوحيد ، ص 243 ، ح 1 ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم. وفي الاحتجاج ، ج 2 ، ص 331 ، مرسلاً عن هشام بن الحكم إلى قوله : « لم يكن بين النفي والإثبات منزلة ». راجع : التوحيد ، ص 104 ، ح 2 ؛ وص 144 ، ح 10 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 8 ، ح 1 الوافي ، ج 1 ، ص 327 ، ذيل ح 256.
    تنبيه : لهذا الحديث شرح للعلاّمة الشيخ محمّد تقيّ الجعفريّ التبريزيّ 1 ، نقله عنه الغفّاري ; في آخر الكافي المطبوع ، ج 1 ، ص 549 ـ 554 ، ونحن نورده هنا لمزيد الفائدة ، وهو قوله :
    أمّا توضيح الحديث الشريف ، فنقول مستعيناً بالله تبارك وتعالى : لمّا أجاب الإمام عليه‌السلام عن سؤال الزنديق عن الدليل على ثبوته ووجوده بقوله عليه‌السلام ـ في الحديث السادس من الباب السابق ـ : « وجود الأفاعيل التي دلّت على أنّ صانعاً صنعها ... » إلى آخره ، سأله السائل عن ماهيّته وحقيقته بقوله : ماهو؟ أقول : لا شكَّ في أنّ الأذهان البشريّة دائمة التجسّس والتفحّص عمّا تدركه وتتعقّله من الأشياء ، فكأنّها لا ترى بُدّاً من الوصول إلى حقائق

    __________________
    أشياء قد سلّم بوجودها ، وهذه الخاصّة العقلانيّة هي من أهمّ الأسباب في تكثّر المعلومات والمعقولات ، وعلى هذه القاعدة الضرورية سأل السائل عن الحقيقة والماهيّة قياساً منه على سائر الحقائق ، فأجابه الامام عليه‌السلام : « هو شي‌ء بخلاف الأشياء ».
    أقول : قد ورد سلب المعاني المدركة عن الألفاظ المطلقة على الذات الأقدس جلّ شأنه في أبواب التوحيد والصفات والأسماء غير مرّة ، فيمكن أن يقال : إنّه ـ مع دلالة العقل على ذلك ـ قد تواترت الأخبار والروايات في هذا المقام بحيث لا يمكننا الشكّ والتوقّف لا عقلاً ولا نقلاً في أنّ الألفاظ المطلقة عليه تعالى لا يمكن أن يراد بها ما نتعقّله من المعاني المتحصّلة عن المدركات المأخوذة من النفس المدرك والخارج المدرك ؛ فإنَّ جميعَ ما ندركه ونؤدّيه بالألفاظ المتعارفة محفوفٌ بوصمة الحدود والرسوم ، وجلَّ جناب الحقّ أن يكون محدوداً ومرسوماً.
    قوله عليه‌السلام : « أرجع بقولي شي‌ء إلى إثبات معنى » فكأنّ سلب جميع المعاني المحمولة على الشي‌ء أوجب توهّم كون هذا الشي‌ء ألفاظاً وحروفاً مجرّدة عن أيّ معنى معقول ؛ إذ ما من معنى يمكن أن يطلق عليه الشي‌ء قد صار مسلوباً منه ، فأيّ معنى يكون لفظ الشي‌ء مستعملاً فيه؟ فلذلك قال عليه‌السلام : لا أقصد بذلك أنّه لفظ محض بل « وأنّه شي‌ء بحقيقة الشيئيّة ، غير أنّه لا جسم ولا صورة ولا يُحَسّ ولا يُجَسّ ولا يُدرَك بالحواسّ الخمس » ؛ فإنّه تعالى موجود بحقيقته غير المدركة ؛ لأنَّ جميع ما ندركه به بمنزلة مرآة محدودة لا تُري إلاّمرائي محدودة ، فليس لنا أن نتجسّس ونتفحّص عنه كما نتفحّص عن حقائق سائر المدركات.
    والحاصل أن الإدراك بأيّ آلة كانت لا يتعلّق بشي‌ء إلاّ أن يستشرف عليه ويحدّه بمعانٍ يعلمها من الأجسام والصور وغيرها من المدركات ، فلمّا لم يكن جلّ شأنه وعزّ سلطانه جسماً ولا صورة ولا غيرها ، فلا تدركه الأوهام ولا تنقصه الدهور ، ولا يغيّره الزمان ؛ لوضوح أنَّ النقصان والتغيّر إنّما يعرضان على ما من شأنه الحركة والسكون ، وإذ لم يكن عزّ اسمه جسماً ولا جسمانيّاً فلم يكن معروضاً للنقصان والتغيّر. ومن هنا ينقطع السؤال عن كيفيّة كونه تعالى قبل خلق الممكنات منسوباً إليه الزمان ، فإنّ الزمان إنّما ننتزعه من الحركة المستحيلة بالنسبة إلى فاقد المادّة والصورة بتمام معانيهما.
    ثُمَّ سأل عن معنى إسناد السمع والبصر إليه تعالى ، فقال عليه‌السلام : « هو سميع بصير : سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة ، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه » ، ولمّا استلزم السمعُ والبصر بالجارحة والآلة التركّبَ المتسحيل في شأنه تعالى إن كانت الجارحة والآلة داخليّة ، والافتقارَ إلى الغير إن كانت خارجيّة ، فقال عليه‌السلام : « إنّه يسمع بنفسه ويبصر بنفسه ».
    أقول : اعلم أنّ الصفات المستندة إلى الذات الأقدس على قسمين : أحدهما : الصفات الذاتيّة ، وهي التي تشير ـ مع تعدّدها ـ إلى كمال الذات الواحد الأحد ، فهي متعدّدة بحسب اللفظ والمفهوم ، لا الحقيقة الواقعيّة ، فنسبة هذا القسم من الصفات إلى الذات نسبة العبارات المختلفة إلى جمال واحد وكمال فارد. وثانيهما : الصفات

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:21 pm

    الفعليّة ، وهي التي بنفسها لا تساوق الذات الواحد القديم ؛ لأنّها متجدّدة ومتصرّمة ، فلا يمكن أن تعرض على الذات غير المتغيّر ، نعم القدرة عليها من الصفات الذاتيّة ؛ فإنّ نفس الخلق والإحياء والإماتة والرزق والتكلّم وكذلك نفس السماع والبصر تستلزم متعلّقات حادثة مسبوقة بالإرادة. وبعبارة أوضح فعليّة هذه الصفات بنفسها مسبوقة بمشيئته وإرادته ، وأمّا القدرة عليها جميعها فهي ذاتيّة ، فقوله عليه‌السلام : « يسمع بنفسه ويبصر بنفسه » ليس ناظراً إلى فعليّة تلك الصفات بنفسها.
    قوله عليه‌السلام : « ليس قولي إنّه يسمع بنفسه ويبصر بنفسه ، أنّه شي‌ء والنفس شي‌ء آخر » ؛ لما ذكرناه من لزوم التركّب المستلزم للافتقار المستحيل في حقّه تعالى ، « ولكن أردت عبارة عن نفسي ؛ إذ كنت مسؤولاً » ، ولا يمكن أن يجيب المجيب سائلاً إلاّ بما هو عليه من الشؤون والأطوار ، وكذلك إفهاماً للسائل ؛ إذ كان هو سائلاً ولابدّ من أن يجاب بما يستأنسه من المعاني والمدركات.
    قوله عليه‌السلام : « فأقول : إنّه سميع بكلّه ، لا أنّ الكلّ منه له بعض » ؛ يعني عليه‌السلام : أنّ المراد بالكلّ المستفاد عن قوله : « بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه » ليس ما يتوهّم من كونه بمعناه المتعارف المعهود ؛ حيث إنّ الكلّ بهذا المعنى هو الهيئة المنتزعة عن اجتماع أجزاء والتئام أبعاض ؛ لكي تستلزم التركّب لا محالة.
    قوله عليه‌السلام : « ولكنّي أردت إفهامك والتعبير عن نفسي ، وليس مرجعي في ذلك إلاّ إلى أنّه السميع البصير ، العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى » وهذه إشارة إلى ما دلَّ عليه العقل والنقل من اتّحاد الذات والصفات الذاتيّة والقدرة على الصفات الفعليّة ، وقد أشرنا إليه آنفاً فلا نعيده.
    ثمَّ كرّر السائل السؤال عن الماهيّة والحقيقة بقوله : « فما هو؟ » ولا نعلم وجهاً لهذا التكرار إلاّ غموض المسألة وأنَّ هذا المعنى لا يوافق أيّ معقول من المعقولات البشريّة ، فأجابه الإمام عليه‌السلام بقوله : « هو الربّ والمعبود وهو الله » ؛ حيث لم يتصوّر السائل من هذه الألفاظ حقيقة وماهيّة واضحة ، فكأنّه قد توهّم أنّ هذا الموجود ليس من قبيل المعاني الواقعيّة فيكون مجرّد لفظ بلا معنى معقول ، فلذلك كرّر الإمام ثانياً الجواب الماضي في الجمل السابقة بأنّه : « ليس قولي : الله ، إثبات هذه الحروف : ألف ولام وهاء ، ولا راء ولا باء ، ولكن أرجع إلى معنى وشي‌ء خالق الأشياء وصانعها » وفي نسخة الكافي بعد ذلك : ونعت هذه الحروف وهو المعنى » إلى آخره ، والظاهر أنّه اشتباه من النسّاخ ؛ إذ لا معنى صحيح لأن يكون المعنى نعتاً للحروف ، بل الصحيح ما في التوحيد وهو : « وقعت عليه هذه الحروف » فيكون مقصوده سلام الله عليه ـ كما سبق في الجمل الماضية ـ أنّه تعالى حقيقة استعمل فيه الألفاظ.
    قال السائل : « فإنّا لم نجد موهوماً إلاّمخلوقاً ». وهذا السؤال واضح قد مضى تفصيله آنفاً ، قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « لو كان ذلك كما تقول لكان التوحيد عنّا مرتفعاً ؛ لأنّا لم نكلّف أن نعتقد غير موهوم » ، الظاهر أنَّ المراد بالتوحيد هنا أصل الوجود والثبوت ، لا ما يقابل التشريك بعد ثبوته ، وحاصل الجواب : أنّه يمكننا التوجّه إلى مثل ذلك الوجود ، ونحن أيضاً مكلّفون على مثل هذا التوجّه ، ويدلّ عليه تصديقنا بوجوده أو عدمه أو الشكّ

    __________________
    فيه ؛ فإنّ كلّ هذه التصديقات مستلزمة للتوجّه إليه ، وإلاّ فما الذي نثبته أو ننفيه أو نشكّ فيه؟ نعم ، هذا التوجّه لا يمكن أن يكون من طرق الحواسّ المحدّدة ؛ لأنّها لا تؤدّي إلاّ إلى محسوسات محدودة مشخّصة ، فهي بمنزلة مرآة محدودة لا تُري إلاّ مرائي محدودة كما ذكرناه.
    وتلخّص من جميع ما تقدّم من عدم مجي‌ء قاعدة الصفات في حقّ الواجب جلّ وعلا ، وكذلك من عدم إمكان وقوعه معقولاً بماهيّته وإمكان التوجّه إليه لا من طرق الحواسّ المحدّدة ، أنّه : « لابدّ من إثبات صانع للأشياء خارج من الجهتين المذمومتين : إحداهما النفي ؛ إذ كان النفي هو الإبطال والعدم ، والجهة الثانية التشبيه ؛ إذ كان التشبيه هو صفة المخلوق الظاهر التركيب والتأليف » فليعلم أنَّ ما ذكره الإمام عليه‌السلام هو إرشاد إلى آخر مراتب التوجّه في هذا المقام ، فإنّا لم نعثر من الفلاسفة والحكماء في هذ الباب إلى شي‌ء يقنع به العقول الفعّالة ؛ فإنّ كلّ ما ذكروه في هذا المقام يستلزم أسئلة لا يجاب عنها جواباً كافياً ، فلابدّ لنا حينئذٍ أن نسترشد بقوله عليه‌السلام : « فلم يكن بدّ من إثبات الصانع ؛ لوجود المصنوعين ، والاضطرارُ منهم إليه أثبت أنّهم مصنوعون وأنّ صانعهم غيرهم وليس مثلهم ؛ إذ كان مثلهم شبيهاً بهم في ظاهر التركيب والتأليف وفيما يجري عليهم من حدوثهم بعد أن لم يكونوا » ، فهذا هو من المرتكزات الأوّليّة في الأذهان من أنّ ما بالغير لا بدّ وأن ينتهي إلى ما بالذات ، وأنّ ما يكون نسبة الوجود والعدم إليه على حدّ سواء ، يحتاج في ترجّحه إلى مرجّح.
    ثمّ قال السائل : « فقد حدّدته إذ أثبتَّ وجوده » ؛ الظاهر أنّ السائل لم يكن يحفظ ما يقوله الإمام عليه‌السلام جواباً لسؤالاته ؛ لأنّه عليه‌السلام قد صرّح واستدلّ على استحالة تحديده ، ومن المعلوم أن الحدود والتشخّصات إنّما تكون من قبل الماهيّات ، لا أنّ الوجود بمجرّده يستلزمها ؛ ولذلك أجابه عليه‌السلام : « لم أحدّه ولكنّي أثبتّه ؛ إذ لم يكن بين النفي والإثبات منزلة » ؛ يعني عليه‌السلام حيث لم يمكن لنا النفي ولا التشبيه بسائر المخلوقات فيجب لنا الإذعان بوجوده وثبوته فقطّ.
    قال له السائل : « فله إنّيّة ومائيّة؟ ». قال : « نعم لا يثبت الشي‌ء إلاّ بإنّيّة ومائيّة ».
    أقول : ليس المقصود بالإنّيّة والمائيّة في المقام ما اصطلحنا عليه في علم المعقول ، المطلق على جميع الممكنات في قولنا : كلُّ ممكن زوجٌ تركيبيٌّ ، بل اللازمُ بقرينة المعاني المذكورة المثبتة لبساطته وعدم معلوليّته جلّ وعلا أَنْ يراد بهما الحقيقة والوجود ، ولكن لا بمعنى الماهيّة المنتزعة عن الجنس والفصل المستلزمين للتركّب ونسبتهما ، أي‌نسبة الإنّيّة والمائيّة في المقام إليه تعالى نظير نسبة الصفات الذاتيّة إلى الذات في كونهما مشيرين إلى حقيقة واحدة كما ذكر.
    قال له السائل « فله كيفيّة؟ ». قال : « لا لأنَّ الكيفيّة جهة الصفة والإحاطة » وكلٌّ منهما ينافي بساطته وقاهريّته المطلقتين ، وأمّا من جهة أنّ التكيّف بكيف يستلزم توصيفه وإحاطة الواصفين به من ذلك الوجه ، وهذا الوجه بقرينة الجمل الآتية أقرب إلى سياق الكلام.
    قوله عليه‌السلام : « ولكن لابدّ من إثبات أنّ له كيفيّة لا يستحقّها غيره ولا يشارك فيها ولا يحاط بها ولا يعلمها غيره » ،

    228 / 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، قَالَ :
    سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : أَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : إِنَّ اللهَ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، يُخْرِجُهُ (1) مِنَ (2) الْحَدَّيْنِ : حَدِّ التَّعْطِيلِ ، وَحَدِّ التَّشْبِيهِ » (3).
    3 ـ بَابُ أَنَّهُ لَايُعْرَفُ (4) إِلاَّ بِهِ‌
    229 / 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ‌
    __________________
    وقد بيّن الإمام عليه‌السلام فيما مضى من الحديث ما يكون وجهاً ومستنداً لما ذكره هنا ، ومجمل ما ذكره عليه‌السلام في جميع الموارد أنّه إمّا أن لا نسند عليه تعالى شيئاً من الصفات المتعارفة ، وإمّا أن نخصّها بمعانٍ لا يشارك فيها أيّ موجود سواه.
    قال السائل : « فيعاني الأشياء بنفسه؟ ». قال أبو عبد الله عليه‌السلام : « هو أجلّ من أن يعاني الأشياء بمباشرة ومعالجة ؛ لأنّ ذلك صفة المخلوق الذي لا تجي‌ء الأشياء له إلاّبالمباشرة والمعالجة ، وهو متعال ، نافذ الإرادة والمشيئة ، فعّال لما يشاء ». قد سبق الكلام في حقيقة كونه تعالى سميعاً وبصيراً بنفسه ، فإن اريد بالمعاينة ما يساوق البصر ، فالكلام عين الكلام من جهة كون القدرة عليه من الصفات الذاتيّة ومن جهة كون نفس الصفات من الصفات الفعليّة فراجع ؛ وإن كان مقصوده عليه‌السلام بالمعاينة نفس العلم ، فعدم احتياجه إلى المعالجة والمباشرة أوضح. ولكنّ الأوفق لسياق الكلام هو الوجه الأوّل ؛ لأنّ اتّصافه جلّ شأنه بالصفات الفعليّة إنّما يكون منتزعاً من أفعاله الخارجيّة المسبوقة لمشيئته وإرادته تعالى ، بخلاف الصفات الذاتيّة.
    (1) في « ض ، بح ، بر ، بس » والتعليقة للداماد : « تخرجه ».
    (2) في « ف ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « عن ».
    (3) التوحيد ، ص 104 ، ح 1 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 8 ، ح 2 ، بسنده فيهما عن أحمد بن محمّد بن خالد. راجع : معاني الأخبار ، ص 212 ، ح 1 ؛ وصفات الشيعة ، ص 48 الوافي ، ج 1 ، ص 334 ، ح 259.
    (4) في حاشية « ج ، ض » : + « الله ».
    (5) الخبر رواه الصدوق في التوحيد ، ص 285 ، ح 3 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن‌أبي عمير ، عن محمّد بن حمران. وهو الظاهر ؛ فإنّا لم نجد رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن حمران مباشرةً في شي‌ءٍ من الأسناد والطرق. بل روى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير وابن أبي نجران كتاب محمّد بن حمران ، كما في الفهرست للطوسي ، ص 418 ، الرقم 638.
    فعليه ، الظاهر سقوط الواسطة بين أحمد بن محمّد وبين ابن حمران في ما نحن فيه.

    حُمْرَانَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ السَّكَنِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : اعْرِفُوا اللهَ بِاللهِ ، وَالرَّسُولَ بِالرِّسَالَةِ ، وَأُولِي الْأَمْرِ بِالْأَمْر (1) بِالْمَعْرُوفِ وَالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ » (2).
    وَمَعْنى قَوْلِهِ (3) عليه‌السلام : « اعْرِفُوا اللهَ بِاللهِ » يَعْنِي أَنَّ اللهَ خَلَقَ الْأَشْخَاصَ وَالْأَنْوَارَ (4) وَالْجَوَاهِرَ وَالْأَعْيَانَ ، فَالْأَعْيَانُ (5) : الْأَبْدَانُ (6) ، وَالْجَوَاهِرُ : الْأَرْوَاحُ (7) ، وَهُوَ (Cool ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ لَايُشْبِهُ جِسْماً وَلَا رُوحاً (9) ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ فِي خَلْقِ الرُّوحِ الْحَسَّاسِ الدَّرَّاكِ أَمْرٌ (10) وَلَا سَبَبٌ ، هُوَ الْمُتَفَرِّدُ بِخَلْقِ (11) الْأَرْوَاحِ وَالْأَجْسَامِ ، فَإِذَا نَفى (12) عَنْهُ الشَّبَهَيْنِ : شَبَهَ الْأَبْدَانِ ، وَشَبَهَ الْأَرْوَاحِ ، فَقَدْ عَرَفَ اللهَ بِاللهِ ، وَإِذَا شَبَّهَهُ (13) بِالرُّوحِ أَوِ الْبَدَنِ (14) أَوِ النُّورِ ، فَلَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِاللهِ. (15)
    230 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ‌
    __________________
    (1) في التوحيد وشرح المازندراني : ـ « بالأمر ».
    (2) التوحيد ، ص 285 ، ح 3 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج 1 ، ص 337 ، ح 263.
    (3) « ومعنى قوله ». هذا كلام الإمام الصادق عليه‌السلام عند صدر المتألّهين ، وكلام الكليني عند غيره ؛ لأنّ الصدوق رواه‌عن عليّ بن أحمد أنّه قال : سمعت محمّد بن يعقوب يقول : معنى قوله عليه‌السلام ... ؛ ولما حكاه السيّد الداماد عن بعض النسخ : « قال الكليني : ومعنى قوله ... ». انظر شروح الكافي.
    (4) في التوحيد : « الألوان ».
    (5) في « ض » وشرح صدر المتألّهين : ـ « فالأعيان ». وفي حاشية « ف » : « والأعيان ».
    (6) في حاشية « ف ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « والأبدان ».
    (7) في حاشية « ف » وشرح المازندراني : « والأرواح ».
    (Cool في حاشية « ض » : « الله ».
    (9) في « بس » : « روحاً ولا جسماً ».
    (10) في التوحيد : « أثر ».
    (11) في التوحيد : « يخلق ».
    (12) في التوحيد : « فمن نفى ».
    (13) في التوحيد : « ومن شبّهه ». وفي « ف ، بح » : « وإذا شبّه ».
    (14) في « ب » : « والبدن ».
    (15) التوحيد ، ص 288 ، ح 5 : « عن عليّ بن أحمد ، قال : سمعت محمّد بن يعقوب يقول : معنى قوله ... ».

    عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ (1) بْنِ قَيْسِ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ أَبِي رُبَيْحَةَ مَوْلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قَالَ :
    سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : بِمَ (2) عَرَفْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ (3) : « بِمَا عَرَّفَنِي نَفْسَهُ ». قِيلَ : وَكَيْفَ عَرَّفَكَ نَفْسَهُ؟ قَالَ (4) : « لَا يُشْبِهُهُ (5) صُورَةٌ ، وَلَا يُحَسُّ بِالْحَوَاسِّ ، وَلَا يُقَاسُ بِالنَّاسِ (6) ، قَرِيبٌ فِي بُعْدِهِ ، بَعِيدٌ (7) فِي قُرْبِهِ ، فَوْقَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ (Cool ، وَلَا يُقَالُ : شَيْ‌ءٌ فَوْقَهُ ، أَمَامَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا يُقَالُ : لَهُ أَمَامٌ ، دَاخِلٌ فِي الْأَشْيَاءِ لَاكَشَيْ‌ءٍ دَاخِلٍ فِي شَيْ‌ءٍ (9) ، وَخَارِجٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا كَشَيْ‌ءٍ خَارِجٍ مِنْ شَيْ‌ءٍ (10) ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هكَذَا وَلَا هكَذَا غَيْرُهُ ، وَلِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مُبْتَدَأٌ (11) » (12).
    __________________
    (1) عليّ بن عقبة في رواتنا ، هو عليّ بن عقبة بن خالد الأسدي ، كما في رجال النجاشي ، ص 271 ، الرقم 710 ، ولم يثبت في نسبه ما ورد في السند. وأمّا ابن عقبة قيس بن سمعان ، فهو صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي رُبَيْحَة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. كما في رجال النجاشي ، ص 200 ، الرقم 532 ، ورجال البرقي ، ص 27.
    والظاهر وقوع التصحيف في ما نحن فيه ، والصواب : « صالح بن عقبة » بدل « عليّ بن عقبة ».
    يؤيّد ذلك أنّ الخبر رواه أحمد بن محمّد بن خالد في المحاسن ، ص 239 ، ح 217 عن بعض أصحابنا عن صالح بن عقبة عن قيس بن سمعان عن أبي زبيحة مولى رسول الله 6 رفعه قال. وهذا السند نفسه لايخلو من خللٍ يظهر بالتأمّل فيه ، ولذا جعلناه مؤيِّداً.
    هذا. وقد اختلفت النسخ في لفظة : « رُبَيْحَة » ؛ من « زبيجة » ، « زبيخة » ، « زُنيجة » و « زيحه » ، ولكن لم نجد في ما تتبّعنا ، من هذه العناوين إلاّ « رُبَيْحة » ؛ فقد ذكر البلاذري في أنساب الأشراف ، ج 1 ، ص 485 ، « رُبَيحة » في جملة إماء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اللائي قد أعتقهنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وذكر العسقلاني في الإصابة ، ج 8 ، ص 132 ، الرقم 11169 ، « رُبيحة مولاة رسول الله » ، والظاهر اتّحادهما.
    (2) في « بح » والمحاسن : « بما ».
    (3) في المحاسن والتوحيد : « فقال ».
    (4) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس » والمحاسن والتوحيد : « فقال ».
    (5) في المحاسن والتوحيد : « لاتشبهه ».
    (6) في المحاسن : « بالقياس ».
    (7) في « ف » : « وبعيد ».
    (Cool في المحاسن : + « ولا يقال شي‌ء تحته وتحت كلّ شي‌ء ».
    (9) في « بس » : « الأشياء ». وفي المحاسن والتوحيد : « لا كشي‌ء في شي‌ء داخل ».
    (10) في المحاسن والتوحيد : « لا كشي‌ء من شي‌ء خارج ».
    (11) الجملة إمّا مبتدأ وخبر ، أو معطوفة على « هكذا » ، أو حاليّة. انظر شروح الكافي.
    (12) المحاسن ، ص 239 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 217 ، وفيه : « عن بعض أصحابنا ، عن صالح بن عقبة ، عن

    231 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنِّي نَاظَرْتُ قَوْماً ، فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّ اللهَ ـ جَلَّ جَلَالُهُ ـ أَجَلُّ وَأَعَزُّ (1) وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ ، بَلِ الْعِبَادُ (2) يُعْرَفُونَ (3) بِاللهِ ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ (4) اللهُ ». (5) ‌
    4 ـ بَابُ أَدْنَى الْمَعْرِفَةِ‌
    232 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْهَمْدَانِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ أَدْنَى الْمَعْرِفَةِ ، فَقَالَ : « الْإِقْرَارُ بِأَنَّهُ لَا إِلهَ غَيْرُهُ ، وَلَا شِبْهَ (6) لَهُ وَلَا نَظِيرَ (7) ، وَأَنَّهُ قَدِيمٌ مُثْبَتٌ ، مَوْجُودٌ غَيْرُ فَقِيدٍ ، وَأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ » (Cool.
    __________________
    قيس بن سمعان ، عن أبي زبيحة ». وفي التوحيد ، ص 285 ، ح 2 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 340 ، ح 264.
    (1) في « ب ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي والكافي ، ح 435 وح 497 والتوحيد : ـ « وأعزّ ».
    (2) في الكافي ، ح 435 وح 497 : « الخلق ».
    (3) في شرح صدر المتألّهين ، ص 233 : « قوله : يعرفون ، بصيغة المجهول وهو الظاهر. أو المعلوم ، أي العباد يعرفون الأشياء بالله ».
    (4) في « بح » : « يرحمك ». وفي الكافي ، ح 435 و 497 : « قال : صدقت » بدل « فقال رحمك الله ».
    (5) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 435 ؛ وباب فرض طاعة الأئمّة عليهم‌السلام ، ح 497 ، وفيهما مع زيادة في آخره. وفي التوحيد ، ص 285 ، ح 1 بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 341 ، ح 265 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 176 ، ح 33532.
    (6) في حاشية « بف » والعيون : « لا شبيه ».
    (7) في « ب ، ض ، ف ، و ، بر » والعيون وشرح صدر المتألّهين : + « له ».
    (Cool التوحيد ، ص 283 ، ح 1 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 133 ، ح 29 ، بإسناده فيهما عن عليّ بن إبراهيم. كفاية الأثر ، ص 261 ، بسند آخر مع اختلاف وزيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج 1 ، ص 343 ، ح 266.

    233 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ طَاهِرِ بْنِ حَاتِمٍ فِي حَالِ اسْتِقَامَتِهِ (1) :
    أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى الرَّجُلِ : مَا الَّذِي لَايُجْتَزَأُ فِي مَعْرِفَةِ الْخَالِقِ بِدُونِهِ؟ فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « لَمْ يَزَلْ عَالِماً وَسَامِعاً وَبَصِيراً ، وَهُوَ الْفَعَّالُ لِمَا يُرِيدُ ».
    وَسُئِلَ (2) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنِ الَّذِي لَايُجْتَزَأُ بِدُونِ ذلِكَ مِنْ مَعْرِفَةِ الْخَالِقِ ، فَقَالَ : « لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يُشْبِهُهُ (3) شَيْ‌ءٌ ، لَمْ يَزَلْ عَالِماً ، سَمِيعاً ، بَصِيراً » (4).
    234 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (5) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ‌
    __________________
    (1) طاهر بن حاتم ، هو طاهر بن حاتم بن ماهويه القزويني ، كان مستقيماً ثمّ تغيّر وأظهر القول بالغلوّ ، على حدّ تعبير الشيخ الطوسي في فهرسته ، وكان فاسد المذهب ضعيفاً وقد كانت له حال استقامة ، على حدّ تعبير ابن الغضائري في رجاله. فالمراد من « حال استقامته » ، قبل فساد مذهبه وإظهاره القول بالغلوّ. راجع : الفهرست للطوسي ، ص 255 ، الرقم 370 ؛ الرجال لابن الغضائري ، ص 71 ، الرقم 74.
    هذا ، وقد روى الشيخ الصدوق مضمون الخبر في التوحيد ، ص 284 ، ح 4 ، بسنده عن محمّد بن علي الطاحي ـ والصواب الطلحي كما سيظهر ـ عن طاهر بن حاتم بن ماهويه قال كتبت إلى الطيّب ـ يعني أبا الحسن موسى عليه‌السلام ـ والمذكور في البحار ، ج 3 ، ص 269 ، ح 5 ، من دون لفظة « موسى » وهو الظاهر وأنّ المراد من « الرجل » في ما نحن فيه ومن « الطيّب » في سند التوحيد هو أبوالحسن الثالث عليه‌السلام ؛ فقد أورد ابن إدريس في مستطرفات السرائر ، ص 584 ، في مسائل أصحابنا أبا الحسن علي بن محمّد بن علي بن موسى ، ما ذكره محمّد بن علي بن عيسى عن طاهر قال : كتبت إليه. ومحمّد بن علي بن عيسى هو القمّي كان أبوه يعرف بالطلحي ولمحمّد بن علي هذا مسائل أشار إليها النجاشي في كتابه ، ص 371 ، الرقم 1010 والشيخ في فهرسته ، ص 419 ، الرقم 641.
    أضف إلى ذلك أنّ لفظة « الرجل » في ما اطلق واريد منه المعصوم ولفظة « الطيّب » في أسنادنا منصرف إلى أبي الحسن الثالث عليه‌السلام. وهذا يظهر لمن تتّبع الأسناد وتأمّل في موارد استعمال هذين اللفظين.
    (2) « وسئل » إمّا من تتمّة المكاتبة ، أو حديث آخر مرسل والراوي غير معلوم ، أو من رواية طاهر بن حاتم في‌حال استقامته مرفوعاً. انظر : التعليقة للداماد ، ص 206 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 288 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 124 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 344 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 302.
    (3) في « بح » : « لم يشبهه ».
    (4) التوحيد ، ص 284 ، ح 4 ، بسند آخر عن طاهر بن حاتم ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 344 ، ح 267.
    (5) في « بح » : « محمّد بن الحسن ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّد بن الحسين عن الحسن بن عليّ بن يوسف‌

    بْنِ بَقَّاحٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ أَمْرَ اللهِ كُلَّهُ عَجِيبٌ (1) إِلاَّ (2) أَنَّهُ قَدِ احْتَجَّ عَلَيْكُمْ بِمَا قَدْ (3) عَرَّفَكُمْ مِنْ نَفْسِهِ » (4).
    5 ـ بَابُ الْمَعْبُودِ إِلاَّ بِهِ ‌(5)
    235 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ (6) ، وَ (7) عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ عَبَدَ اللهَ بِالتَّوَهُّمِ (Cool ، فَقَدْ كَفَرَ ؛ وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمَعْنى ، فَقَدْ كَفَرَ ؛ وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنى ، فَقَدْ أَشْرَكَ ؛ وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنى بِإِيقَاعِ‌
    __________________
    بعناوينه المختلفة في بعض الأسناد ، ولم نجد رواية محمّد بن الحسن ـ والمراد به في هذه الطبقة هو الصفّار ـ عنه في مورد ، بل ورد في بصائر الدرجات ، ص 15 ، ح 14 روايته عن الحسين بن عليّ بن يوسف ـ وفي بعض النسخ المعتبرة : « الحسن » بدل « الحسين » ـ بواسطتين. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 15. ص 406.
    (1) في « ج ، ض ، بر ، بف » وحاشية « بح » والوافي : « عجب ». و « العجيب » : الأمر العظيم الغريب المخفيّ سببه ؛ فإنّ التعجّب ممّا خفي سببه ولم يُعلَم. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 184 ( عجب ) ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 302.
    (2) هكذا في « ألف ، ض ، و ، بر » وحاشية « بح ». ويمكن كونه بفتح الهمزة وتخفيف اللام. وفي التعليقة للداماد : « ألا ، بفتح الهمزة وبالتخفيف على أنّها للتنبيه. وإلاّ ، بالكسر والتشديد على أنّها للاستثناء ، أو بمعنى لكن للاستدراك ». واستبعد الأخيرين المازندراني في شرحه ، ج 3 ، ص 125.
    (3) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « قد ».
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 552 ، ح 456.
    (5) في حاشية « ج » : « المعرفة ». وفي « بر » : + « والاسم والمسمّى ».
    (6) في « ف » : « عليّ بن رئاب ».
    (7) في التوحيد : ـ « و ».
    (Cool في شرح صدر المتألّهين ، ص 225 : « المراد من التوهّم أحد معنيين : إمّا الاعتقاد المرجوح ، أو نفس الوهم‌الذي في الوهم والذهن ، بأن يعتقد أنّ المعبود هو الأمر المتصوّر المرسّم في الذهن ؛ ولا شكّ أنّ هذا الاعتقاد كفر ، وكذا التوهّم الذي لم يبلغ حدّ الإذعان ». ونحوه في حاشية ميرزا رفيعا ، ص 289 ؛ وشرح المازندراني ، ج 3 ، ص 126 ؛ والوافي ، ج 1 ، ص 343 ؛ ومرآة العقول ، ج 1 ، ص 303.

    الْأَسْمَاءِ (1) عَلَيْهِ بِصِفَاتِهِ (2) الَّتِي وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ ، فَعَقَدَ عَلَيْهِ قَلْبَهُ ، وَنَطَقَ بِهِ لِسَانُهُ فِي سَرَائِرِهِ (3) وَعَلَانِيَتِهِ ، فَأُولئِكَ أَصْحَابُ (4) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام حَقّاً ».
    وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ : « أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً » (5).
    236 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
    أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ أَسْمَاءِ اللهِ وَاشْتِقَاقِهَا : اللهُ (6) مِمَّا هُوَ مُشْتَقٌّ؟
    قَالَ : فَقَالَ لِي : « يَا هِشَامُ ، اللهُ مُشْتَقٌّ مِنْ إِلهٍ (7) ، وَالْإِلهُ (Cool يَقْتَضِي مَأْلُوهاً ، وَالِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمّى ، فَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ المَعْنى ، فَقَدْ كَفَرَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئاً ؛ وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنى ، فَقَدْ كَفَرَ (9) وَعَبَدَ اثْنَيْنِ (10) ؛ وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنى دُونَ الِاسْمِ ، فَذَاكَ التَّوْحِيدُ ، أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ؟ ».
    قَالَ : فَقُلْتُ : زِدْنِي ، قَالَ : « إِنَّ (11) لِلّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ (12) اسْماً ، فَلَوْ كَانَ الِاسْمُ هُوَ‌
    __________________
    (1) في « بر » : « الاسم ».
    (2) « بصفاته » متعلّق ب : « عبد » ، أو حال عن فاعله ، أو عن مفعوله ، أو حال عن الأسماء. شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 127.
    (3) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « في سرّ أمره ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « في سريرته ».
    (4) في شرح صدر المتألّهين : « فاولئك من شيعة ».
    (5) التوحيد ، ص 220 ، ح 12 ، بسنده عن محمّد بن عيسى بن عبيد الوافي ، ج 1 ، ص 345 ، ح 268 ؛ وص 346 ، ح 269.
    (6) « الله » كأنّه وقع بدلاً عن « أسماء الله » أو عطف بيان لها. أي سأل عن « الله » ممّا هو مشتقّ. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 236.
    (7) في « بح » وحاشية « ض » : « ألَهَ ». والإله : المعبود. ويحتمل أن يقرأ « ألِهَ » بمعنى سَكَن ؛ لسكون القلوب إليه ، أوبمعنى فزع ؛ لفزع العابد إليه في النوائب ، أو بمعنى ولع ؛ لولع العباد إليه بالتضرّع في الشدائد ، أو بمعنى تحيّر ؛ لتحيّر الأوهام فيه. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 130 ، مرآة العقول ، ج 1 ، ص 304.
    (Cool في الكافي ، ح 313 والتوحيد : « وإله ».
    (9) في الكافي ، ح 313 والتوحيد والوسائل : « فقد أشرك ».
    (10) في التوحيد : « الاثنين ».
    (11) في الكافي ، ح 313 والتوحيد : ـ « إنّ ».
    (12) في الكافي ، ح 313 والتوحيد : « تسعون ».

    الْمُسَمّى ، لَكَانَ كُلُّ اسْمٍ مِنْهَا (1) إِلهاً ، وَلكِنَّ اللهَ مَعْنىً يُدَلُّ عَلَيْهِ بِهذِهِ الْأَسْمَاءِ وَكُلُّهَا غَيْرُهُ ؛ يَا هِشَامُ ، الْخُبْزُ اسْمٌ لِلْمَأْكُولِ (2) ، وَالْمَاءُ اسْمٌ لِلْمَشْرُوبِ (3) ، وَالثَّوْبُ اسْمٌ لِلْمَلْبُوسِ ، وَالنَّارُ اسْمٌ لِلْمُحْرِقِ ، أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ ، فَهْماً تَدْفَعُ بِهِ وَتُنَاضِلُ بِهِ (4) أَعْدَاءَنَا وَالْمُتَّخِذِينَ (5) مَعَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ غَيْرَهُ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَقَالَ : « نَفَعَكَ اللهُ بِهِ ، وَثَبَّتَكَ يَا هِشَامُ ».
    قَالَ هِشَامٌ (6) : فَوَ اللهِ ، مَا قَهَرَنِي أَحَدٌ فِي التَّوْحِيدِ (7) حَتّى (Cool قُمْتُ مَقَامِي هذَا. (9) ‌
    237 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، أَوْ قُلْتُ لَهُ : جَعَلَنِي اللهُ فِدَاكَ ، نَعْبُدُ الرَّحْمنَ الرَّحِيمَ الْوَاحِدَ الْأَحَدَ الصَّمَدَ؟ قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ مَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمُسَمّى بِالْأَسْمَاءِ ، فَقَدْ أَشْرَكَ وَكَفَرَ وَجَحَدَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئاً ، بَلِ اعْبُدِ (10) اللهَ (11) الْوَاحِدَ الْأَحَدَ الصَّمَدَ ـ الْمُسَمّى بِهذِهِ الْأَسْمَاءِ ـ دُونَ الْأَسْمَاءِ ؛ إِنَّ الْأَسْمَاءَ صِفَاتٌ وَصَفَ بِهَا نَفْسَهُ (12) » (13).
    __________________
    (1) في التوحيد : + « هو ».
    (2) في حاشية « ج » : « المأكول ».
    (3) في حاشية « ج » : « المشروب ».
    (4) في « بر » : « تفاضل به ». وفي التوحيد : « تنافر » بدل « تناضل به ». و « تُناضِلُ ـ أو ـ تَناضَلُ به أعداءنا » : أي تجادل‌وتخاصم وتدافع وتغلبهم به. انظر : الوافي ، ج 1 ، ص 347 ؛ لسان العرب ، ج 11 ، ص 665 ( نضل ).
    (5) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « الملحدين ». وفي التوحيد : « الملحدين في الله والمشركين ».
    (6) في الكافي ، ح 313 : ـ « هشام ».
    (7) في التوحيد : + « حينئذٍ ».
    (Cool في حاشية « ج ، بر » : « حين ».
    (9) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب معاني الأسماء واشتقاقها ، ح 313. وفي التوحيد ، ص 220 ، ح 13 بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 346 ، ح 270 ؛ الوسائل ، ج 28 ، ص 353 ، ح 34948.
    (10) في شرح المازندراني : « اعبُد ، يحتمل أن يكون أمراً ، وأن يكون متكلّماً وحده ».
    (11) في شرح المازندراني : ـ « الله ».
    (12) في « ب ، ض ، بح » : + « تعالى ».
    (13) الوافي ، ج 1 ، ص 348 ، ح 271.

    6 ـ بَابُ الْكَوْنِ وَالْمَكَانِ‌
    238 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
    سَأَلَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ (1) أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ اللهِ مَتى كَانَ؟ فَقَالَ (2) : « مَتى لَمْ يَكُنْ حَتّى أُخْبِرَكَ مَتى كَانَ؟ سُبْحَانَ مَنْ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ فَرْداً صَمَداً ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً » (3).
    239 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :
    جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام مِنْ وَرَاءِ نَهَرِ بَلْخَ ، فَقَالَ : إِنِّي أَسأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَإِنْ أَجَبْتَنِي فِيهَا بِمَا عِنْدِي ، قُلْتُ بِإِمَامَتِكَ ، فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ (4) عليه‌السلام : « سَلْ عَمَّا شِئْتَ ».
    فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتى كَانَ (5)؟ وَكَيْفَ كَانَ؟ وَعَلى أَيِّ شَيْ‌ءٍ كَانَ اعْتِمَادُهُ؟
    __________________
    (1) في « بس » : « نافع بن الأرزق ». وهو سهو.
    والظاهر أنّ نافعاً هذا هو نافع بن الأزرق الحَروي الخارجي الذي جاء إلى أبي جعفر عليه‌السلام فجلس بين يديه فسأله عن مسائل. راجع : ميزان الاعتدال ، ج 5 ، ص 336 ، الرقم 8991 ؛ الإرشاد للمفيد ، ج 2 ، ص 164.
    (2) في التوحيد : « فقال له : ويلك أخبرني أنت ».
    (3) الكافي ، كتاب الروضة ، ح 14908 : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي وأبي منصور ، عن أبي الربيع. تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 232 ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، وفيهما مع زيادة في أوّلهما هكذا : « عن أبي حمزة الثمالي عن أبي الربيع قال : حججنا مع أبي جعفر في السنة التي كان حجّ فيها هشام بن عبدالملك وكان معه نافع مولى عمر بن الخطّاب ، فنظر نافع إلى أبي جعفر عليه‌السلام في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس فقال نافع : يا أميرالمؤمنين عليه‌السلام ... ». التوحيد ، ص 173 ، ح 1 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج 1 ، ص 349 ، ح 272.
    (4) في « ض » : + « الرضا ».
    (5) في التوحيد والعيون : « أين كان ». قال المازندراني : « والأظهر بالنظر إلى الجواب : « أين » بدل « متى » ، وهو

    فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ (1) عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَيَّنَ الْأَيْنَ بِلَا أَيْنٍ ، وَكَيَّفَ الْكَيْفَ بِلَا كَيْفٍ ، وَكَانَ اعْتِمَادُهُ عَلى قُدْرَتِهِ ».
    فَقَامَ إِلَيْهِ الرَّجُلُ ، فَقَبَّلَ (2) رَأْسَهُ ، وَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً وَصِيُّ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالْقَيِّمُ بَعْدَهُ بِمَا قَامَ (3) بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَأَنَّكُمُ الْأَئِمَّةُ الصَّادِقُونَ ، وَأَنَّكَ الْخَلَفُ (4) مِنْ بَعْدِهِمْ. (5) ‌
    240 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَن الْقَاسِمِ بْنِ مَحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    جَاءَ رَجُلٌ إِلى أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ : أَخْبِرْنِي عَنْ رَبِّكَ مَتى كَانَ؟
    فَقَالَ : « وَيْلَكَ ، إِنَّمَا يُقَالُ لِشَيْ‌ءٍ لَمْ يَكُنْ (6) : مَتى كَانَ ؛ إِنَّ رَبِّي ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ كَانَ وَلَمْ يَزَلْ حَيّاً (7) بِلَا كَيْفٍ ـ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ « كَانَ » (Cool ، وَلَا كَانَ لِكَوْنِهِ كَوْنُ (9) كَيْفٍ ، وَلَا كَانَ لَهُ‌
    __________________
    سؤال عن حالة تعرض الشي‌ء بسبب نسبته إلى مكانه وكونه فيه ، فكأنّ « متى » وقع سهواً من الناسخ ». انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 146 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 350 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 308.
    (1) في « ض » : + « الرضا ».
    (2) في « بح » : « وقبّل ».
    (3) في « ج ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « أقام ». وفي حاشية « بف » : « أتى ».
    (4) في شرح المازندراني : « الخَلَف : ما جاء بعد آخر ، وإذا اطلق يراد به خلف الصدق سيّما إذا كان ذلك الآخر معروفاً به ». ويقرأ بتسكين اللام أيضاً. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1354 ؛ النهاية ، ج 2 ، ص 65 ( خلف ).
    (5) التوحيد ، ص 125 ، ح 3 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 117 ، ح 6 ، بسنده فيهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الوافي ، ج 1 ، ص 350 ، ح 273 ؛ البحار ، ج 49 ، ص 104 ، ح 31.
    (6) في التوحيد ، ص 173 : + « فكان ».
    (7) في التوحيد ، ص 173 : « كان لم يزل حيّاً » بدل « كان ولم يزل حيّاً ».
    (Cool عند المازندراني « كان » مفصولة عن « لم يكن » وابتداء كلام ، والواو في « ولم يكن » للعطف التفسيري أو للحال أي ولم يكن الكيف ثابتاً له. و « كان » الثانية ناقصة حال عن اسم « كان » الاولى. وعند المجلسي « كان » اسم « لم يكن » ؛ لأنّ « كان » للزمان والمراد هنا نفي الزمان. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 151 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 309.
    (9) في التوحيد ، ص 173 : ـ « كون ». وقال المجلسي : « وليس في التوحيد لفظ « كون » في البين ، وهو الظاهر ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:23 pm

    أَيْنٌ ، وَلَا كَانَ فِي شَيْ‌ءٍ ، وَلَا كَانَ عَلى شَيْ‌ءٍ ، وَلَا ابْتَدَعَ لِمَكَانِهِ (1) مَكَاناً ، وَلَا قَوِيَ بَعْدَ مَا كَوَّنَ الْأَشْيَاءَ (2) ، وَلَا كَانَ ضَعِيفاً قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَ شَيْئاً ، وَلَا كَانَ مُسْتَوْحِشاً قَبْلَ أَنْ يَبْتَدِعَ شَيْئاً ، وَلَا يُشْبِهُ شَيْئاً مَذْكُوراً (3) ، وَلَا كَانَ خِلْواً مِنْ (4) الْمُلْكِ (5) قَبْلَ إِنْشَائِهِ ، وَلَا يَكُونُ مِنْهُ خِلْواً بَعْدَ ذَهَابِهِ ، لَمْ يَزَلْ حَيّاً بِلَا حَيَاةٍ ، وَمَلِكاً قَادِراً قَبْلَ أَنْ يُنْشِئَ شَيْئاً ، وَمَلِكاً جَبَّاراً بَعْدَ إِنْشَائِهِ لِلْكَوْنِ ؛ فَلَيْسَ لِكَوْنِهِ كَيْفٌ ، وَلَا لَهُ أَيْنٌ ، وَلَا لَهُ حَدٌّ ، وَلَا يُعْرَفُ بِشَيْ‌ءٍ يُشْبِهُهُ ، وَلَا يَهْرَمُ لِطُولِ الْبَقَاءِ ، وَلَا يَصْعَقُ (6) لِشَيْ‌ءٍ ، بَلْ لِخَوْفِهِ (7) تَصْعَقُ الْأَشْيَاءُ كُلُّهَا (Cool ، كَانَ حَيّاً بِلَا حَيَاةٍ حَادِثَةٍ (9) ، وَلَا كَوْنٍ مَوْصُوفٍ ، وَلَا كَيْفٍ (10) مَحْدُودٍ ، وَلَا أَيْنٍ مَوْقُوفٍ عَلَيْهِ (11) ، وَلَا مَكَانٍ جَاوَرَ شَيْئاً ، بَلْ حَيٌّ يُعْرَفُ (12) ، وَمَلِكٌ لَمْ يَزَلْ لَهُ الْقُدْرَةُ وَالْمُلْكُ (13) ، أَنْشَأَ مَا شَاءَ حِينَ (14) ‌
    __________________
    (1) المكان الأوّل إمّا مصدر ، والمراد : أنّه ما أوجد لكونه مكانا ، أو لم يجعل لمرتبة جلاله مكاناً يحصره ، وحدّاًيحدّه ؛ وإمّا بمعنى المنزلة ؛ وإمّا بمعناه المعروف ، والمراد : ليس له مكان عرفي ليكون مكاناً له ؛ إذ يكون الكلام لدفع توهّم أنّ له مكاناً بأنّه ليس لمكانه المزعوم وهو مخلوق مكان ، فالخالق أولى بعدمه. وفي التوحيد ، ص 173 : « لكونه » بدل « لمكانه ». انظر : التعليقة للداماد ، ص 210 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 152 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 310.
    (2) في التوحيد ، ص 173 : « شيئاً ».
    (3) في التوحيد ، ص 173 : « مكوّناً ».
    (4) في التوحيد ، ص 173 : + « القدرة على ».
    (5) عند صدر المتألّهين والمجلسي « المُلك » بالضمّ ، بمعنى السلطنة. وعند المازندراني ـ على ما يظهر ـ « المِلْك » بالكسر.
    (6) في حاشية « ج ، بح » : « يضعف ». و « لا يصعق لشي‌ءٍ » : أي لايموت ، أو لا يُغشى عليه للخوف من شي‌ء ؛ من « الصَعْق » وهو ما يُغشى على الإنسان من صوت شديد يسمعه ، وربّما مات منه ، ثمّ استعمل في الموت كثيراً. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 32 ( صعق ).
    (7) في التوحيد ، ص 173 : « ولا يخوّفه شي‌ء » بدل « بل لخوفه ».
    (Cool في التوحيد ، ص 173 : + « من خيفته ».
    (9) في التوحيد ، ص 173 : « عارية ».
    (10) في حاشية « بر » : « كونٍ » ‌
    (11) في التوحيد ، ص 173 : « لا أثر مقفوّ » بدل « لا أين موقوف عليه ».
    (12) « يعرف » إمّا مجهول ، أي معروف عند اولي الألباب. وإمّا معلوم ، أي يعرف الأشياء بذاته قبل الإيجاد وبعده. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 157 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 311.
    (13) في « بح » : « له الملك والقدرة ».
    (14) في التوحيد ، ص 173 : « كيف ».

    شَاءَ بِمَشِيئَتِهِ ، لَايُحَدُّ (1) ، وَلَا يُبَعَّضُ ، وَلَا يَفْنى ، كَانَ أَوَّلاً بِلَا كَيْفٍ ، وَيَكُونُ آخِراً بِلَا أَيْنٍ ، وَ ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) (2) ، ( لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ) (3).
    وَيْلَكَ أَيُّهَا السَّائِلُ ، إِنَّ رَبِّي لَاتَغْشَاهُ الْأَوْهَامُ (4) ، وَلَا تَنْزِلُ بِهِ الشُّبُهَاتُ ، وَلَا يَحَارُ (5) مِنْ شَيْي‌ءٍ (6) ، وَلَا يُجَاوِزُهُ (7) شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يَنْزِلُ (Cool بِهِ الْأَحْدَاثُ ، وَلَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا يَنْدَمُ عَلى شَيْ‌ءٍ (9) ، وَ ( لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) (10) ، ( لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى ) (11) (12).
    __________________
    (1) في « ف » ومرآة العقول : « ولا يحدّ ».
    (2) القصص (28) : 88.
    (3) الأعراف (7) : 54.
    (4) « لاتغشاه الأوهام » أي لاتجيئه ولا تلابسه ولا تحيط به. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 369 ( غشو ).
    (5) في « ب ، ج ، ض ، بر » والوافي والتوحيد : « لايجار ». وفي « ف ، بف » : « لايجاز ». وقوله : « لايحار » إمّا بالحاء ، معلوم ؛ من حار الرجل ، بمعنى تحيّر في أمره. وإمّا بالجيم ، مجهول ؛ من أجاره ، بمعنى الإنقاذ من الظلم أو العذاب ، أو من المجاورة لشي‌ء. انظر شروح الكافي.
    (6) هكذا في « ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي والتوحيد. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « من شي‌ء ».
    (7) في « بح ، بس » : « لايحاوره ». وفي الوافي : « لايجاوره ». واختار ميرزا رفيعا متن الحديث هكذا : « ولا يحار من شي‌ء ولايحاوره شي‌ء » بالحاء والراء ، وقال بعد ذلك : « في كثير من النسخ بالحاء والراء المهملتين في الأوّل والثاني. الظاهر أنّ الأوّل مضارع معلوم من الحيرة ، والثاني من المحاورة المأخوذة من « الحور » بالمهملتين بمعنى النقص ، ويكون المفاعلة للتعدية. والمعنى : لايتحيّر من شي‌ء ، ولاينقصه شي‌ء ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بالراء المهملة من المجاورة. وربّما يقرأ بالمهملتين من الحور بمعنى النقص ، والمفاعلة للتعدية ، أي لاينقصه شي‌ء. ولا يخفى مافيه ».
    (Cool في « ب ، ج » : « تنزّل ». وفي « ض ، بح ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد ، ص 173 : « تنزل ».
    (9) في التوحيد : « لايسأل عن شي‌ء يفعله ، ولا يقع على شي‌ء » بدل « لايسأل عن شي‌ء ولا يندم على شي‌ء ».
    (10) البقرة (2) : 255.
    (11) طه (20) : 6. و « الثرى » : التراب النَدِيّ ، أي المبتلّ. والمراد به الأرض. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2291 ( ثرى ).
    (12) التوحيد ، ص 173 ، ح 2 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار. الكافي ، كتاب الروضة ، ح 14820 بسند آخر ،

    241 / 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    اجْتَمَعَتِ الْيَهُودُ إِلى (1) رَأْسِ الْجَالُوتِ (2) ، فَقَالُوا لَهُ : إِنَّ هذَا الرَّجُلَ عَالِمٌ ـ يَعْنُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ـ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ ؛ نَسْأَلْهُ (3) ، فَأَتَوْهُ ، فَقِيلَ لَهُمْ : هُوَ فِي الْقَصْرِ ، فَانْتَظَرُوهُ حَتّى خَرَجَ (4) ، فَقَالَ لَهُ رَأْسُ الْجَالُوتِ : جِئْنَاكَ (5) نَسْأَلُكَ ، فَقَالَ (6) : « سَلْ يَا يَهُودِيُّ ، عَمَّا بَدَا لَكَ » فَقَالَ : أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ (7) : مَتى كَانَ؟
    فَقَالَ : « كَانَ بِلَا كَيْنُونِيَّةٍ (Cool ، كَانَ (9) بِلَا كَيْفٍ ، كَانَ لَمْ يَزَلْ بِلَا كَمٍّ وَبِلَا كَيْفٍ ، كَانَ لَيْسَ لَهُ قَبْلٌ ، هُوَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ وَلَا غَايَةٍ (10) وَلَا مُنْتَهىً (11) ، انْقَطَعَتْ عَنْهُ الْغَايَةُ وَهُوَ غَايَةُ كُلِّ‌ غَايَةٍ (12) ».
    __________________
    مع اختلاف وزيادة ؛ التوحيد ، ص 141 ، ح 6 ، بسند آخر إلى قوله : « تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعلَمِينَ » مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 351 ، ح 274 ؛ البحار ، ج 28 ، ص 239 ، ح 27 ؛ وج 54 ، ص 158 ، ح 91.
    (1) في « ج » والبحار : « على ».
    (2) في شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 167 : « قيل : الرأس : سيّد القوم ، ومقدّمهم ، وجالوت : اسم أعجميّ ، والمراد به مقدّم بني الجالوت في العلم ». وفي هامشه عن المحقّق الشعراني : « قوله : مقدّم بني الجالوت ، كأنّ الشارح زعم أنّ جالوت اسم رجل ، وأنّ جماعة من بني إسرائيل من أولاده ورأس الجالوت رئيسهم. والصحيح ما في مفاتيح العلوم أنّ الجالوت هم الجالية ؛ أعني الّذين جلوا عن أوطانهم ببيت المقدس ويكون رأس الجالوت من ولد داود عليه‌السلام ».
    (3) في حاشية « بح » : « فسألوه ».
    (4) في شرح المازندراني : « في بعض النسخ : حتّى يخرج ».
    (5) في المحاسن : « جئنا ».
    (6) في « بح » والمحاسن والوافي والبحار : « قال ».
    (7) في المحاسن : « ربّنا ».
    (Cool في حاشية « ج » والمحاسن والوافي والبحار : « بلاكينونة ». و « الكينونة » : مصدر كان ، وأصله عند الخليل : كَيْوَنونة ، فقلبت الياء واواً ، ثمّ ادغمت فصارت : كَيَّنُونة ، ثمّ خفّفت فصارت : كَينونة ، كما قالوا في هَيِّن : هين. وعند غيره : كَوْنونة ، ولكنّ هذا الوزن لمّا قلّ في مصادر الواوي ألحقوها بالذي هو أكثر في مصادر اليائي ، وهو فيعولة ، فصارت : كينونة. انظر : لسان العرب ، ج 13 ، ص 363 ( كون ).
    (9) في « ف » : « وكان ».
    (10) في « ف » : + « له ».
    (11) في شرح صدر المتألّهين : « ولا منقطع ».
    (12) في المحاسن : « هو القبل ، هو بلا قبل ولاغاية ولامنتهى غاية ، ولاغاية إليها انقطعت عنه الغايات ، فهو غاية فكلّ غاية » بدل « هو قبل القبل بلا قبل ـ إلى ـ كلّ غاية ».

    فَقَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ : امْضُوا بِنَا ؛ فَهُوَ (1) أَعْلَمُ مِمَّا يُقَالُ فِيهِ. (2) ‌
    242 / 5. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (3) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ حِبْرٌ (4) مِنَ الْأَحْبَارِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّكَ؟
    فَقَالَ لَهُ : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ (5) ، وَ (6) مَتى لَمْ يَكُنْ حَتّى يُقَالَ : مَتى كَانَ؟ كَانَ رَبِّي قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ ، وَبَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ ، وَلَا غَايَةَ (7) وَلَا مُنْتَهى لِغَايَتِهِ ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ (Cool ، فَهُوَ مُنْتَهى كُلِّ غَايَةٍ.
    فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَفَنَبِيٌّ (9) أَنْتَ؟
    فَقَالَ : وَيْلَكَ ، إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (10).
    __________________
    (1) في « ب ، بح » وحاشية « ف ، بر » : « فهذا ».
    (2) المحاسن ، ص 240 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 218 : « عن أبيه ، عمّن ذكره قال ». وفي التوحيد ، ص 77 ، ح 33 ، بسند آخر مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 355 ، ح 275 ؛ البحار ، ج 40 ، ص 182 ، ح 63.
    (3) روى أحمد بن محمّد بن خالد ـ بعناوينه المختلفة ـ عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر كثيراً ، فالمراد من « بهذا الإسناد » : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 2 ، ص 392 ؛ ص 413 ، وص 632 ـ 633.
    (4) الحِبْر والحَبْر : واحد أحبار اليهود ، وبالكسر أفصح ؛ لأنّه يجمع على أفعال دون الفعول. ويقال ذلك للعالم. الصحاح ، ج 2 ، ص 620 ( حبر ).
    (5) « ثكلتك أُمّك » أي فقدتك أو ماتت منك ، من الثَكْل ، والثَكَل بمعنى الموت وفقدان الحبيب والزوج والولد. انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 88 ( ثكل ).
    (6) في الوافي : ـ « و ».
    (7) في « ف » : + « له ».
    (Cool في التوحيد والأمالي : « عنه ».
    (9) في « بح ، بف » والتوحيد والوافي : « فنبيّ » بدل « أفنبيّ ».
    (10) التوحيد ، ص 174 ، ح 3 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 671 ، المجلس 96 ، ح 1 ، بسنده فيهما عن عليّ بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر إلى قوله : « فهو منتهى كلّ غاية » الوافي ، ج 1 ، ص 356 ، ح 276 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 160 ، ح 94 ، إلى قوله : « فهو منتهى كلّ غاية ».

    وَرُوِيَ أَنَّهُ سُئِلَ عليه‌السلام : أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً وَأَرْضاً؟ فَقَالَ عليه‌السلام : « أَيْنَ سُؤَالٌ عَنْ مَكَانٍ ، وَكَانَ اللهُ وَلَا مَكَانَ (1) » (2).
    243 / 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَمَاعَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَأْسُ الْجَالُوتِ لِلْيَهُودِ : إِنَّ الْمُسْلِمِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام مِنْ أَجْدَلِ (3) النَّاسِ وَأَعْلَمِهِمْ ، اذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ لَعَلِّي أَسْأَلُهُ (4) عَنْ مَسْأَلَةٍ ، وَ (5) أُخَطِّئُهُ (6) فِيهَا ، فَأَتَاهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، قَالَ (7) : سَلْ عَمَّا شِئْتَ ، قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّنَا؟ قَالَ لَهُ (Cool : يَا يَهُودِيُّ ، إِنَّمَا يُقَالُ : « مَتى (9) كَانَ » لِمَنْ لَمْ يَكُنْ ؛ فَكَانَ « مَتى كَانَ » ، هُوَ (10) كَائِنٌ بِلَا كَيْنُونِيَّةٍ (11) كَائِنٍ ، كَانَ بِلَا كَيْفٍ‌
    __________________
    (1) في « ف » : + « له ».
    (2) الوافي ، ج 1 ، ص 357 ، ح 277.
    (3) في حاشية « ج ، بح ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « أجلّ ». وفي شرح المازندراني : « أجدل الناس ، أي أقواهم‌في المجادلة والخصام ، وأشدّهم في المناظرة والكلام ، وأفصحهم بياناً وأطلقهم لساناً ».
    (4) في « بس » : « أن أسأله ».
    (5) في « بس ، بف » والوافي : « أو ». ثمّ قال في الوافي : « كلمة « أو » في قوله : أو اخطّئه بمعنى إلى أن ».
    (6) « اخطّئه » أي أنسبه إلى الخطأ. تقول : خطّأته ، إذا قلت له : أخطأت. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 47 ( خطأ ).
    (7) في « بح » : « فقال ».
    (Cool في « بر » والتوحيد : ـ « له ».
    (9) عند صدر المتألّهين « متى » الاولى استفهاميّة على الحكاية ، والثانية خبريّة. وعند المازندراني : « متى كان » بدل من مثلها ، أو تأكيد له ؛ أو إعادة للسؤال بعينه للمبالغة في إنكاره. وقيل : الثانية شرط وقعت حالاً. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 243 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 174.
    توضيح العبارة ـ والله العالم ـ أنّ هنا ادّعاءً ودليلاً. والمدّعى هو أنّ مورد استعمال السؤال بـ « متى كان » هو موجود لم يكن ثمّ كان ، والدليل أنّ مفهوم « متى كان » يتحقّق في هذا الفرض فقط ، فقوله : « كان » تامّةٌ و « متى كان » فاعله والفاء تعليليّة. ويحتمل أن يكون « متى كان » الثاني قيداً وشرطاً لقوله : « يقال » ، والمعنى أنّ « متى كان » يقال في مورد الموجود غير الدائم إذا تحقّق وإذا كان موجوداً ، فالفاء في « فكان » للعطف المحض.
    (10) في « بر » : « فهو ».
    (11) في « ج » والتوحيد : « بلاكينونة ». وتذكير الصفة باعتبار كون « كينونيّة » مصدراً جعليّاً. وفي « ب » : « كينونيّةِ كائن » بالإضافة ، أي بلا كينونيّة تكون ثابتة لكائن.

    يَكُونُ (1) ، بَلى يَا يَهُودِيُّ ، ثُمَّ بَلى يَا يَهُودِيُّ (2) ، كَيْفَ يَكُونُ (3) لَهُ قَبْلٌ؟! هُوَ (4) قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا غَايَةٍ ، وَلَا مُنْتَهى غَايَةٍ (5) ، وَلَا غَايَةَ إِلَيْهَا (6) ، انْقَطَعَتِ الْغَايَاتُ عِنْدَهُ (7) ، هُوَ (Cool غَايَةُ كُلِّ غَايَةٍ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ (9) أَنَّ دِينَكَ الْحَقُّ (10) ، وَأَنَّ مَا خَالَفَهُ (11) بَاطِلٌ » (12).
    244 / 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : أَكَانَ (13) اللهُ وَلَا شَيْ‌ءَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ، كَانَ وَلَا شَيْ‌ءَ ». قُلْتُ : فَأَيْنَ كَانَ (14) يَكُونُ؟ قَالَ : وَكَانَ مُتَّكِئاً فَاسْتَوى جَالِساً ، وَقَالَ : « أَحَلْتَ (15) يَا زُرَارَةُ ، وَسَأَلْتَ عَنِ الْمَكَانِ ؛ إِذْ لَامَكَانَ » (16).
    245 / 8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ (17) ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ (18) :
    __________________
    (1) قرأ المازندراني « يكون » مفصولاً عن « بلاكيف » حيث قال : « لمّا كان هنا مظنّة أن يقول اليهودي : كيف يكون‌الشي‌ء بلا كون حادث وبلا كيف ، أجاب عنه عليه‌السلام على سبيل الاستيناف بقوله : « يكون » أي يكون جلّ شأنه بلا كون حادث وبلا كيف ». وهو الظاهر من صدر المتألّهين. راجع : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 175 ؛ وشرح صدر المتألّهين ، ص 243.
    (2) في « ب ، بح » وحاشية « بس » : + « ثمّ بلى يا يهودي ».
    (3) في « بح » : « كان ».
    (4) في التوحيد : « وهو ».
    (5) في حاشية « ف » : « لغايته ».
    (6) في التوحيد : + « غاية ».
    (7) في التوحيد : « عنه ».
    (Cool في « ب » : « وهو ». وفي التوحيد : « فهو ». وقال الفيض في الوافي : « وفي توحيد الصدوق : ولاغاية إليها غاية ، انقطعت الغايات عنده ، فهو غاية كلّ غاية. ولعلّه أجود ».
    (9) في « ف » : + « أن لا إله إلاّ الله و ».
    (10) في حاشية « بف » والوافي : « هو الحقّ ».
    (11) في « بس » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « من خالفه » بدل « ما خالفه ».
    (12) التوحيد ، ص 175 ، ح 6 ، بسنده عن سهل بن زياد الوافي ، ج 1 ، ص 357 ، ح 278.
    (13) في البحار : « كان » بدل « أكان ».
    (14) « كان » كلمة ربط عند الفيض ، وزائدة عند المجلسي.
    (15) « أحَلْتَ » : أتيت بالمحال وتكلّمت به. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1680 ( حول ).
    (16) الوافي ، ج 1 ، ص 359 ، ح 279 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 160 ، ح 95.
    (17) في حاشية « بح » : + « عن صابر ».
    (18) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس » : « أبي إبراهيم الموصلي ». هذا ، وقد تقدّمت رواية أحمد بن محمّد بن

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « أَتى حِبْرٌ مِنَ الْأَحْبَارِ (1) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ (2) : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَتى كَانَ رَبُّكَ؟
    قَالَ : وَيْلَكَ ، إِنَّمَا يُقَالُ : « مَتى كَانَ » لِمَا لَمْ يَكُنْ ، فَأَمَّا مَا كَانَ ، فَلَا يُقَالُ : « مَتى كَانَ » ، كَانَ قَبْلَ الْقَبْلِ بِلَا قَبْلٍ ، وَبَعْدَ الْبَعْدِ بِلَا بَعْدٍ ، وَلَا مُنْتَهى غَايَةٍ (3) لِتَنْتَهِيَ (4) غَايَتُهُ.
    فَقَالَ لَهُ : أَنَبِيٌّ أَنْتَ؟
    فَقَالَ : لِأُمِّكَ الْهَبَلُ (5) ، إِنَّمَا (6) أَنَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » (7).
    7 ـ بَابُ النِّسْبَةِ‌
    246 / 1. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْيَهُودَ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالُوا : انْسِبْ (Cool لَنَا رَبَّكَ ، فَلَبِثَ ثَلَاثاً لَايُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ نَزَلَتْ : ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إِلى آخِرِهَا » (9).
    __________________
    أبي نصر عن أبي الحسن الموصلي في ح 242 ، وتأتي في الكافي ، ح 266 أيضاً.
    (1) في « بر » والوافي : + « إلى ».
    (2) في « ج » : + « له ».
    (3) في حاشية « ف » : « لغايته ».
    (4) في « ب » : « لمنتهى ». وفي « بر » : « لينتهي ».
    (5) « الهَبَل » : مصدر هَبِلَتْه امّه ، أي ثَكَلَتْه. هذا هو الأصل ، ثمّ استعمل في معنى المدح والإعجاب. انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 686 ( هبل ).
    (6) في « بح » : ـ « إنّما ».
    (7) التوحيد ، ص 77 ، ح 33 ، بسند آخر مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 359 ، ح 280 ؛ البحار ، ج 54 ، ص 160 ، ح 94.
    (Cool « انسب لنا » أي اذكر نسبه وقرابته ، فالجواب بنفي النسب والقرابة ؛ أو نسبته إلى خلقه ، فالجواب بيان كيفيّة النسبة.
    (9) التوحيد ، ص 93 ، ح 8 ، بسنده عن صفوان بن يحيى ، مع زيادة في آخره. تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 448 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام مع اختلاف. راجع : تفسير فرات ، ص 617 ، ح 773 الوافي ، ج 1 ، ص 363 ، ح 283.

    وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ.
    247 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى (1) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (2) ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عَمْرٍو النَّصِيبِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) (3) فَقَالَ (4) : « نِسْبَةُ اللهِ إِلى خَلْقِهِ أَحَداً (5) ، صَمَداً ، أَزَلِيّاً ، صَمَدِيّاً ، لَاظِلَّ لَهُ يُمْسِكُهُ ، وَهُوَ يُمْسِكُ الْأَشْيَاءَ بِأَظِلَّتِهَا ، عَارِفٌ بِالْمَجْهُولِ ، مَعْرُوفٌ عِنْدَ كُلِّ جَاهِلٍ ، فَرْدَانِيّاً (6) ، لَاخَلْقُهُ فِيهِ ، وَلَا هُوَ فِي خَلْقِهِ ، غَيْرُ مَحْسُوسٍ وَلَا مَجْسُوسٍ (7) ، لَاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ، عَلَا فَقَرُبَ ، وَدَنَا فَبَعُدَ ، وَعُصِيَ فَغَفَرَ ، وَأُطِيعَ فَشَكَرَ ، لَاتَحْوِيهِ (Cool أَرْضُهُ ، وَلَا تُقِلُّهُ (9) ‌
    __________________
    (1) في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « وعن محمّد بن يحيى ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 307 : « ومحمّد بن يحيى » ونقل عن بعض النسخ : « وعن محمّد بن يحيى » ثمّ قال : « وهذا ابتداء حديث ، والأولى ترك الواو ».
    (2) في « بر » وحاشية « بف » : « محمّد بن الحسن ». وهو سهو ؛ فقد وردت رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب في عدّة من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 15 ، ص 401 و 406.
    (3) في « بس » : ـ « أحد ».
    (4) في « بح » : « قال هو ».
    (5) « أحداً » حال عن « الله » والعامل فيه معني النسبة ، أو منصوب بفعل مقدّر ، أو على المدح ، أو خبر فعل ناقص‌محذوف ، تقديره : من كونه أحداً ، أو كان أحداً.
    (6) قوله : « فردانيّاً » : الألف والنون زائدتان للنسبة ، وهي للمبالغة بحسب الذات والصفات بحيث لايشابهه ولايشاركه فيه أحد.
    (7) الجَسّ : اللمس باليد. وقال العلاّمة المازندراني : « غير محسوس » بالحواسّ الظاهرة والباطنة ، وقد علمت‌أنّه منزّه عن إدراكها غير مرّة ، « ولا مجسوس » أي غير ملموس باليد ؛ لاستحالة الجسميّة وتوابعها من الكيفيّات الملموسة عليه. راجع : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 186 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 310 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ص 319 ؛ الصحاح ، ج 3 ، ص 913 ( جسس ).
    (Cool « لاتحويه » : أي لاتجمعه ولا تضمّه ، من الحواء. وهو اسم المكان الذي يحوي الشي‌ء. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 465 ( حوا ).
    (9) « لاتقلّه » : أي لاتحمله ولا ترفعه. يقال : قلّه وأقلّه ، إذا حمله ورفعه. انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 565 ـ 566 ( قلل ).

    سَمَاوَاتُهُ (1) ، حَامِلُ الْأَشْيَاءِ بِقُدْرَتِهِ ، دَيْمُومِيٌّ (2) ، أَزَلِيٌّ ، لَايَنْسى وَلَا يَلْهُو ، وَلَا يَغْلَطُ وَلَا يَلْعَبُ ، وَلَا لِإِرَادَتِهِ فَصْلٌ ، وَفَصْلُهُ (3) جَزَاءٌ ، وَأَمْرُهُ وَاقِعٌ ( لَمْ يَلِدْ ) فَيُورَثَ (4) ( وَلَمْ يُولَدْ ) فَيُشَارَكَ ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (5) (6).
    248 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، قَالَ (7) :
    قَالَ : سُئِلَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلِمَ أَنَّهُ يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَقْوَامٌ مُتَعَمِّقُونَ ؛ فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالى ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وَالْآيَاتِ مِنْ سُورَةِ الْحَدِيدِ إِلى قَوْلِهِ : ( وَهُوَ ) (Cool ( عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) (9) فَمَنْ رَامَ وَرَاءَ ذَلِكَ (10) ، فَقَدْ هَلَكَ » (11).
    249 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي (12) ، قَالَ :
    سَأَلْتُ الرِّضَا عليه‌السلام عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ : « كُلُّ مَنْ قَرَأَ ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) وَآمَنَ بِهَا ، فَقَدْ عَرَفَ التَّوْحِيدَ ». قُلْتُ : كَيْفَ يَقْرَؤُهَا؟ قَالَ : « كَمَا يَقْرَؤُهَا (13) النَّاسُ ، وَزَادَ فِيهِ (14) : كَذلِكَ اللهُ‌
    __________________
    (1) في « ف » : « سماء ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « سماؤه ».
    (2) « الديموميّ » : نسبة إلى الدَيمومة ، وهي مصدر. يقال : دام الشي‌ء يدوم ويدام دَوماً ودواماً ودَيْمومة. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 192 ( دوم ).
    (3) في « بح ، بر » : « فضله ».
    (4) « فيورث » : إمّا معلوم ، أي لم ينفصل عنه شي‌ءٌ داخل فيه ، فينتقل إذاً منه شي‌ء إليه. وإمّا مجهول ، أي فيورثه الولد ، يعني لم يلد فيكون مورّثاً أو موروثاً. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 188 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 320.
    (5) الإخلاص (12) : 3 ـ 4.
    (6) التوحيد ، ص 57 ، ح 15 ، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج 1 ، ص 364 ، ح 284.
    (7) في التوحيد : « رفعه ».
    (Cool في « ب ، ف ، بح ، بف » والوافي : ـ « وهو ».
    (9) الحديد (57) : 6.
    (10) في حاشية « ج » : « ذاك ».
    (11) التوحيد ، ص 283 ، ح 2 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج 1 ، ص 368 ، ح 285.
    (12) في « ف » : « عبدالعزيز بن السندي ». وهو سهو ؛ فإنّه غير مذكور في كتب الرجال. وعبد العزيز هذا هو عبد العزيز بن المهتدي الأشعري ، كان وكيل الرضا عليه‌السلام وخاصّته. راجع : رجال النجاشي ، ص 245 ، الرقم 646 ؛ رجال الكشّي ، ص 483 ، الرقم 910 ؛ رجال الطوسي ، ص 360 ، الرقم 5324.
    (13) في التوحيد والوسائل : « يقرأ ».
    (14) في « ج » والوافي والوسائل : « فيها ».

    رَبِّي ، كَذلِكَ اللهُ رَبِّي (1) » (2).
    8 ـ بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلَامِ فِي الْكَيْفِيَّةِ‌
    250 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (3) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « تَكَلَّمُوا فِي خَلْقِ اللهِ ، وَلَا تَتَكَلَّمُوا (4) فِي اللهِ ؛ فَإِنَّ الْكَلَامَ فِي اللهِ لَا يَزْدَادُ صَاحِبَهُ (5) إِلاَّ تَحَيُّراً » (6).
    251 / 2. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى ، عَنْ حَرِيزٍ :
    __________________
    (1) في حاشية « بس » والتوحيد والعيون : + « كذلك الله ربّي ». وفي الوافي : « ذلك الله ربّي » مرّة واحدة.
    (2) التوحيد ، ص 284 ، ح 3 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 133 ، ح 30 ، بسنده فيهما عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن زياد ، عن عبدالعزيز بن المهتدي الوافي ، ج 1 ، ص 369 ، ح 286 ؛ الوسائل ، ج 6 ، ص 70 ، ح 7373.
    (3) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين : « محمّد بن الحسين ». وهو سهو ؛ فقد روى محمّدبن الحسن شيخ المصنّف عن سهل بن زياد في غير واحدٍ من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث. ج 15 ، ص 374 ـ 375.
    (4) في « ف » والتوحيد ، ص 454 والوسائل وشرح صدر المتألّهين : « لا تكلّموا ». وفي الأخير : « قوله عليه‌السلام‌في الرواية : تكلّموا في كلّ شي‌ء ، أمر إباحة ورخصة ، لا أمر حتم ووجوب ، وقوله : ولاتتكلّموا في ذات الله في مقابلة نهي تحذير وزجر ومنع عن إباحة ورخصة ». وانظر أيضاً : مرآة العقول ، ج 1 ، ص 322.
    (5) في التوحيد ، ص 454 : « لايزيد » بدل « لا يزداد صاحبه ». والمراد بالكلام المباحثة والمجادلة في إثبات الواجب لمن ليس بأهل له ، أو المراد به المباحثة في كنه ذاته وصفاته وكيفيّتهما. وأمّا الكلام فيه سبحانه لا بهذين الوجهين ، بل بذكره بما وصف به نفسه ، فغير منهيّ عنه لأحد ، بل هو من الذكر المأمور به. راجع شروح الكافي.
    (6) التوحيد ، ص 454 ، ح 1 ، بسنده عن الحسن بن محبوب. وفيه ، ص 457 ، ح 17 ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن عليّ بن رئاب ، عن ضريس الكناسي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 371 ، ح 287 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 196 ، ح 21330.

    « تَكَلَّمُوا فِي كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا تَتَكَلَّمُوا (1) فِي ذَاتِ (2) اللهِ » (3).
    252 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى ) (4) فَإِذَا انْتَهَى الْكَلَامُ إِلَى اللهِ ، فَأَمْسِكُوا (5) » (6).
    253 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ النَّاسَ لَايَزَالُ بِهِمُ (7) الْمَنْطِقُ حَتّى يَتَكَلَّمُوا (Cool فِي اللهِ ، فَإِذَا سَمِعْتُمْ ذلِكَ ، فَقُولُوا : لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ الْوَاحِدُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ » (9).
    254 / 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ ، قَالَ :
    قَالَ (10) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « يَا زِيَادُ ، إِيَّاكَ وَالْخُصُومَاتِ ؛ فَإِنَّهَا تُورِثُ الشَّكَّ ،
    __________________
    (1) في « ف » وحاشية « بح » وشرح المازندراني والتوحيد : « لا تكلّموا » ، قال المازندراني : « أي لاتتكلّموا بحذف إحدى التاءين ».
    (2) في التوحيد : ـ « ذات ».
    (3) التوحيد ، ص 455 ، ح 2 ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيّوب الخزّاز ، عن أبي عبيده ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 371 ، ح 288 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 196 ، ح 21331.
    (4) النجم (53) : 42.
    (5) في « ف » : « فاسكتوا ». وفي حاشية « ج » : « فانتهوا ».
    (6) المحاسن ، ص 237 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 206 ؛ والتوحيد ، ص 456 ، ح 9 ، بسندهما عن محمّد بن أبي عمير. تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 338 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام مع زيادة في آخره الوافي ، ج 1 ، ص 372 ، ح 289 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 193 ، ح 21324.
    (7) في المحاسن وحاشية ميرزا رفيعا : « لهم ».
    (Cool في « ج » : « تتكلّموا ».
    (9) المحاسن ، ص 237 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 209 ؛ والتوحيد ، ص 456 ، ح 10 ، بسندهما عن ابن أبي عمير الوافي ، ج 1 ، ص 372 ، ح 290 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 194 ، ح 21325.
    (10) في المحاسن والتوحيد : + « لي ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:24 pm

    وَتُحْبِطُ (1) الْعَمَلَ ، وَتُرْدِي صَاحِبَهَا (2) ، وَعَسى أَنْ يَتَكَلَّمَ (3) بِالشَّيْ‌ءِ (4) ، فَلَا يُغْفَرَ لَهُ (5) ؛ إِنَّهُ كَانَ فِيمَا مَضى قَوْمٌ تَرَكُوا عِلْمَ مَا وُكِّلُوا بِهِ (6) ، وَطَلَبُوا عِلْمَ مَا كُفُوهُ (7) ، حَتّى انْتَهى كَلَامُهُمْ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَتَحَيَّرُوا ، حَتّى أَنْ (Cool كَانَ الرَّجُلُ لَيُدْعى مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، فَيُجِيبُ (9) مِنْ (10) خَلْفِهِ ، وَ (11) يُدْعى مِنْ خَلْفِهِ ، فَيُجِيبُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ » (12).
    وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « حَتّى تَاهُوا (13) فِي الْأَرْضِ » (14).
    255 / 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنِ‌
    __________________
    (1) الإحباط : الإبطال والإفساد. يقال : حَبِطَ عملُه حَبطاً بالتسكين ، وحُبوطاً بَطَلَ ثوابه ، وأحبطه الله تعالى. الصحاح ، ج 3 ، ص 1118 ( حبط ).
    (2) « تردي صاحبها » أي تهلكه. يقال : رَدِيَ يَردَى رَدًى ، أي هلك ، وأرداه غيره ، أي أهلكه. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 355 ( ردى ).
    (3) في الأمالي : + « الرجل ».
    (4) في حاشية « بح » : « في الشي‌ء ».
    (5) في المحاسن والأمالي : + « يا زياد ».
    (6) « وُكِّلوا به » مجهول من الوَكْل أو من التوكيل ، أي فُوِّضوا إليه وامروا بتحصيله وكُلّفوا به.
    (7) « كفوه » مجهول ، إمّا ناقص يائي من كفاه مؤونته ، أى أغناه عنها. وإمّا مهموز اللام ، أي صُرِفوا ومُنعوا عنه ، وإمّا مضاعف من الكفّ بمعنى المنع. انظر شروح الكافي.
    (Cool « أن » مخفّفة من المثقّلة. وفي المحاسن والتوحيد والأمالي : « فإن » بدل « حتّى أن ». وفي شرح صدرالمتألّهين وحاشية بدرالدين : ـ « حتّى أن ». وفي شرح المازندراني : « لفظ « أن » ليس في بعض النسخ ».
    (9) في حاشية « ج » : « فيحسّ ».
    (10) « من » : إمّا بكسر الميم حرف جرّ ، أو بفتحها اسم موصول. وكذا الفقرة الثانية. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 252 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 323.
    (11) في الأمالي : « أو ».
    (12) المحاسن ، ص 238 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 210. وفي التوحيد ، ص 456 ، ح 11 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 417 ، المجلس 65 ، ح 2 ، بسندهما عن محمّد بن أبي عمير. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص 384 ، من قوله : « أنّه كان فيما مضى قوم » الوافي ، ج 1 ، ص 372 ، ح 291 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 194 ، ح 21326.
    (13) « تاهوا » أي ذهبوا متحيّرين. وهذه الفقرة إمّا بدل عن « حتّى » الثانية مع ما بعدها ، أو كلام منضمّ إلى ما ذكر ، يعني : كانوا على تلك الحالة حتّى ذهبوا وغابوا عن الخلق تائهين في الأرض ، أو تحيّروا وضلّوا مبهوتين مدهوشين لم يهتدوا إلى الطريق الواضح في المحسوسات والمبصرات ، فضلاً عن الخفايا في المعقولات. انظر شروح الكافي والصحاح ، ج 6 ، ص 2229 ( تيه ).
    (14) التوحيد ، ص 456 ، ح 12 ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 373 ، ح 292.

    الْحُسَيْنِ بْنِ مَيَّاحٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَنْ نَظَرَ فِي اللهِ : كَيْفَ هُوَ ، هَلَكَ » (2).
    256 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ مَلِكاً عَظِيمَ الشَّأْنِ كَانَ فِي مَجْلِسٍ لَهُ ، فَتَنَاوَلَ (3) الرَّبَّ (4) تَبَارَكَ وَتَعَالى ، فَفُقِدَ (5) ، فَمَا يُدْرى (6) أَيْنَ هُوَ » (7).
    257 / 8. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِيَّاكُمْ وَالتَّفَكُّرَ فِي اللهِ ، وَلكِنْ إِذَا أَرَدْتُمْ (Cool أَنْ تَنْظُرُوا إِلى عَظَمَتِهِ (9) ، فَانْظُرُوا‌
    __________________
    (1) في المطبوع : « الميّاح » ، ولم نجد في كتب الرجال « الميّاح » بالألف واللام ، بل المذكور في تلك الكتب : « ميّاح » كما عليه جميع النسخ.
    (2) المحاسن ، ص 237 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 208. وفي التوحيد ، ص 460 ، ح 32 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 373 ، ح 293 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 195 ، ح 21328.
    (3) في حاشية « بح » والتوحيد : « فتكلّم في ».
    (4) « فتناول الربّ » أي تكلّم في ذاته بما ليس بصواب ولا يليق بجناب قدسه ، أو تفكّر في كنه الذات والصفات. انظر شروح الكافي.
    (5) « ففقد » إمّا مجهول ، أي غاب عن أعين الناس ومكانه ، أو تحيّر وسار فلم يعرف له خبر. وإمّا معلوم ، أي فقد ما كان يعرف. انظر شروح الكافي.
    (6) « فما يدرى » إمّا مجهول ، أي ما يدري أحد أين ذهب هو وغاب ، فلم يكن عنه أثر ولا خبر. وإمّا معلوم ـ كما في « بس » ـ أي فلا يدري هو في أيّ مكان من الحيرة. انظر شروح الكافي.
    (7) المحاسن ، ص 240 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 219 ، بسنده عن عبدالله بن بكير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ التوحيد ، ص 458 ، ح 19 ، بسنده عن عبدالله بن بكير الوافي ، ج 1 ، ص 373 ، ح 294 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 195 ، ح 21329.
    (Cool في حاشية « ج » : « إن أردتم ».
    (9) في حاشية « ج » : « عظيم ».

    إِلى عَظِيمِ (1) خَلْقِهِ » (2).
    258 / 9. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا (3) ابْنَ آدَمَ ، لَوْ أَكَلَ قَلْبَكَ (4) طَائِرٌ ، لَمْ يُشْبِعْهُ ، وَبَصَرُكَ لَوْ وُضِعَ عَلَيْهِ خَرْقُ (5) إِبْرَةٍ (6) ، لَغَطَّاهُ ، تُرِيدُ أَنْ تَعْرِفَ بِهِمَا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟ إِنْ كُنْتَ صَادِقاً ، فَهذِهِ الشَّمْسُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَمْلَأَ عَيْنَيْكَ (7) مِنْهَا ، فَهُوَ كَمَا تَقُولُ » (Cool.
    259 / 10. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْبَعْقُوبِيِّ (9) ، عَنْ بَعْضِ‌
    __________________
    (1) في « ب ، بس » وحاشية : « ج ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا ومرآة العقول والتوحيد والوسائل : « عِظم ».
    (2) التوحيد ، ص 458 ، ح 20 ، بسنده عن محمّد بن عبدالحميد الوافي ، ج 1 ، ص 374 ، ح 295 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 195 ، ح 21327.
    (3) في « ج ، بس » والوافي : ـ « يا ».
    (4) المراد بالقلب اللحم الصنوبريّ ولهذا جعله مأكولاً ، لا القلب الملكوتيّ ؛ فإنّ ملكوت السماوات والأرض لايدرك بالأوّل ، بل يدرك بالثاني فنبّه عليه‌السلام بصغر الأعضاء وحقارة القوى الجسمانيّة وعجزها عن إدراك الأضواء والأنوار على عجزها عن إدراك الملكوت ، فإدراك الملكوت يتيسّر بالقلب الملكوتيّ لا الحسّيّ ، بلى إنّ ذاته سبحانه لايجوز أن يُكتَنه بالقلب ، كما لايجوز أن يدرك بالبصر ، بل إنّما يجوز أن يطّلع بالقلب على شي‌ء من عظمته فحسب. انظر : الوافي ، ج 1 ، ص 374 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 318 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 324.
    (5) في « ج » : « خرت ». وكذا نقله في شرح المازندراني عن بعض النسخ. و « الخَرْت » : ثقب الإبرة والفاس والاذُن‌ونحوها.
    (6) « خرق إبرة » أي ثُقْبَتُها وشقّها. و « الخرق » : الشقّ في الحائط والثوب وغيرهما. وهو في الأصل مصدر. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 73 ( خرق ).
    (7) في « ب ، ج ، بح » والتعليقة للداماد وشرح المازندراني : « عينك ».
    (Cool التوحيد ، ص 455 ، ح 5 ، بسند آخر الوافي ، ج 1 ، ص 374 ، ح 296.
    (9) هكذا في « ب ، بس ». وفي المطبوع وأكثر النسخ : « اليعقوبي ». وفي حاشية المطبوع : « اليعقوبي هنا بالمثنّاة على ما في أكثر النسخ ، والصحيح بالموحّدة نسبة إلى بعقوبا ».
    والظاهر صحّة « البعقوبي » بالموحّدة كما استظهره وأثبتناه. وفي حاشية « بس » : « بالباء الموحّدة ، قرية من قرى البغداد اسمه بعقوبا ». وفي حاشية « ج » : « قرأ شيخنا البهائي ; بالباء الموحّدة ، أي بعقوبي ».
    و « البعقوبي » نسبة إلى بعقوبا ، وهي قرية كبيرة بينها وبين بغداد عشرة فراسخ. راجع : الأنساب للسمعاني ،

    أَصْحَابِنَا ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ يَهُودِيّاً يُقَالُ لَهُ : « سُبِحَتْ (1) » جَاءَ إِلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ (2) ، جِئْتُ (3) أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ ، فَإِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ (4) ، وَإِلاَّ رَجَعْتُ.
    قَالَ : سَلْ عَمَّا شِئْتَ ، قَالَ : أَيْنَ رَبُّكَ؟ قَالَ : هُوَ (5) فِي كُلِّ مَكَانٍ ، وَلَيْسَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الْمَكَانِ الْمَحْدُودِ (6) ، قَالَ : وَكَيْفَ (7) هُوَ؟ قَالَ : وَكَيْفَ أَصِفُ رَبِّي بِالْكَيْفِ وَالْكَيْفُ مَخْلُوقٌ (Cool ، وَاللهُ لَايُوصَفُ بِخَلْقِهِ؟ قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ يُعْلَمُ (9) أَنَّكَ نَبِيُّ اللهِ (10)؟ » ، قَالَ : « فَمَا بَقِيَ حَوْلَهُ حَجَرٌ وَلَا غَيْرُ ذلِكَ إِلاَّ تَكَلَّمَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ : يَا سُبِحَتُ (11) ، إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ.
    فَقَالَ سُبِحَتْ : (12) مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ أَمْراً أَبْيَنَ مِنْ هذَا ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ،
    __________________
    ج 1 ، ص 370 ؛ اللباب في تهذيب الأنساب ، ج 1 ، ص 161 ؛ معجم البلدان ، ج 1 ، ص 453.
    هذا ، ومن مناشئ التصحيف غرابة بعض الألفاظ الموجب لتصحيفها بالألفاظ المشابهة القريبة المأنوسة عند النسّاخ ، ومنها « البعقوبي » المشابه بـ « اليعقوبي » في الكتابة. أضف إلى ذلك أنّ عدم وجود النقطة في بعض الخطوط القديمة أو وضعها من غير دقّة ممّا يشدّد احتمال وقوع التحريف في ما نحن فيه.
    (1) في « ج ، بس » : « سُبْخَتْ ». وفي حاشية « ج » : « سَبَحت ». وفي « ب ، ض » : « سُبْحُت ». وفي « بف » : « سُبُحت ». قال المحقّق الشعراني : « الأصحّ الخاء المعجمة ، و « بخت » كلمة تدخل في أعلام أهل الكتاب ، و « سِبَخْت » مركّب من « بخت » و « سه » بمعنى الثلاثة ». شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 208.
    (2) في « ب » وحاشية « ج ، بح ، بر ، بس » والتوحيد والبصائر : « يا محمّد ».
    (3) في « بر ، بف » : + « أن ». وفي البصائر : « جئتك أن ».
    (4) في التوحيد : + « أتّبعُكَ ».
    (5) في « ج ، بف » والوافي : ـ « هو ».
    (6) في البصائر : « محدود ». وفي التوحيد : « بمحدود ».
    (7) في البصائر والتوحيد : « فكيف ».
    (Cool في البصائر والتوحيد : + « الله ».
    (9) « يُعْلَم » غائب مجهول ، أو « نعلم » متكلّم مع الغير. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 210.
    (10) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبصائر والتوحيد : ـ « الله ».
    (11) في « ج » : « سُبْخُت » وفي « ب ، ض ، بف » : « سُبْحُت ». وفي « بس » : « سَبَحَتَ ». وفي « بر » : « سُبُحت ».
    (12) في البصائر : + « بالله ». وفي التوحيد : + « تالله ».

    وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ » (1).
    260 / 11. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ (2) بْنِ عَتِيكٍ الْقَصِيرِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنَ الصِّفَةِ (3) ، فَرَفَعَ يَدَهُ (4) إِلَى السَّمَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : « تَعَالَى الْجَبَّارُ ، تَعَالَى الْجَبَّارُ (5) ، مَنْ تَعَاطى (6) مَا ثَمَّ هَلَكَ (7) » (Cool.
    9 ـ بَابٌ فِي إِبْطَالِ الرُّؤْيَةِ‌
    261 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ (9) ،
    __________________
    (1) بصائر الدرجات ، ص 501 ، ح 1 ، عن إبراهيم بن هاشم. التوحيد ، ص 309 ، ح 1 ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن عليّ الوافي ، ج 1 ، ص 360 ، ح 281.
    (2) الخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص 237 ، ح 207 ، بسنده عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام. وأورده الصدوق في التوحيد ، ص 456 ، ح 8 ـ مع اختلاف يسير في الألفاظ ـ بسنده عن محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام. ووردت رواية محمّد بن يحيى الخثعمي ، عن عبدالرحيم القصير في بصائر الدرجات ، ص 389 ، ح 1 ؛ والتهذيب ، ج 3 ، ص 275 ، ح 798. فلايبعد في ما نحن فيه أيضاً صحّة « عبدالرحيم » بدل « عبدالرحمن ». ويؤيّد ذلك ما يأتي في الكافي ، ح 273 ، من رواية عبدالرحيم بن عتيك القصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام وقد سأل فيها أيضاً عن صفات الله.
    (3) في التوحيد : « التوحيد ».
    (4) في المحاسن والتوحيد : « يديه ».
    (5) في المحاسن : + « إنّه ». وفي التوحيد : + « إنّ ».
    (6) « التعاطي » : التناول لما لا يحقّ ولا يجوز تناوله ، والجرأة على الشي‌ء والخوض فيه. يعني من تعرّض لتحقيق ذات الحقّ وصفاته ، وخاض في معرفة حقيقتهما وأثبت له كيفيّة ، هلك. انظر : لسان العرب ، ج 15 ، ص 70 ( عطو ) ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 211.
    (7) في المحاسن : + « يقولها مرّتين ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « ما ثمّة هلك ».
    (Cool المحاسن ، ص 237 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 207 ، بسنده عن ابن أبي عمير ؛ التوحيد ، ص 456 ، ح 8 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج 1 ، ص 375 ، ح 297 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 196 ، ح 21332.
    (9) قوله : « يعقوب بن إسحاق » ، حمله صدر المتألّهين على ابن السكّيت ، وتبعه العلاّمة المازندراني ، وردّه

    قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام أَسْأَلُهُ : كَيْفَ يَعْبُدُ الْعَبْدُ رَبَّهُ (1) وَهُوَ لَايَرَاهُ؟
    فَوَقَّعَ عليه‌السلام : « يَا أَبَا يُوسُفَ ، جَلَّ سَيِّدِي وَمَوْلَايَ وَالْمُنْعِمُ عَلَيَّ وَعَلى آبَائِي أَنْ يُرى ».
    قَالَ : وَسَأَلْتُهُ : هَلْ رَأى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رَبَّهُ؟
    فَوَقَّعَ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَرى رَسُولَهُ بِقَلْبِهِ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ مَا أَحَبَّ » (2).
    262 / 2. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :
    سَأَلَنِي أَبُو قُرَّةَ الْمُحَدِّثُ أَنْ أُدْخِلَهُ عَلى (3) أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي ذلِكَ ، فَأَذِنَ لِي (4) فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالْأَحْكَامِ حَتّى بَلَغَ سُؤَالُهُ إِلَى التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ : إِنَّا رُوِّينَا (5) أَنَّ اللهَ قَسَمَ الرُّؤْيَةَ وَالْكَلَامَ بَيْنَ نَبِيَّيْنِ (6) ، فَقَسَمَ الْكَلَامَ لِمُوسى (7) ، وَلِمُحَمَّدٍ الرُّؤْيَةَ.
    __________________
    ‌العلاّمة المجلسي بقوله : « ظنّ أصحاب الرجال أنّ يعقوب بن إسحاق هو ابن السكّيت ، والظاهر أنّه غيره ؛ لأنّ ابن سكّيت قتله المتوكّل في زمان الهادي عليه‌السلام ، ولم يلحق أبا محمّد عليه‌السلام ». قال المحقّق الشعراني في حاشية شرح المازندراني : « هو ـ أي كلام العلاّمة المجلسي ـ حقّ ، وحملته أنا في حاشية الوافي على يعقوب بن إسحاق الكِنْديّ ، فيلسوف العرب وقلت هناك : إنّه أراد اختبار أبي محمّد عليه‌السلام ، ولم يكن الفيلسوف يعرف الإمام حقّ المعرفة فأجاب عليه‌السلام بما يوافق اصول الفلاسفة فاستحسنه الفيلسوف ونقله لأصحابه. وقد أورد المجلسي رحمه‌الله في احتجاجات العسكريّ عليه‌السلام عن المناقب كلاماً منه عليه‌السلام أدّاه إلى ابن إسحاق الكنديّ بواسطة بعض تلاميذه لمّا أراد تأليف كتاب في تناقض القرآن ... والغرض من نقل ذلك أنّ الرابطة بين الإمام وهذا الرجل غير مستبعدة والعجب أنّ ذهن الشارحين لم يذهب إليه حتّى حملوه على ابن السكّيت ». انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 212 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 377 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 327.
    (1) في حاشية « بح » : « العبد كيف يعبد ربّه ».
    (2) التوحيد ، ص 108 ، ح 2 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي. وراجع : التوحيد ، ص 116 ، ح 17 الوافي ، ج 1 ، ص 377 ، ح 298.
    (3) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » : « إلى ».
    (4) في « بر ، بف » : « له ».
    (5) في شرح المازندراني : « إنّما روّينا ».
    (6) في التوحيد : « اثنين ».
    (7) في التوحيد : « فقسم لموسى الكلام ».

    فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « فَمَنِ الْمُبَلِّغُ عَنِ اللهِ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنَ (1) الْجِنِّ وَالْإنْسِ ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) (2) (3) وَ ( لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) (4) وَ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) (5)؟ أَلَيْسَ مُحَمَّدٌ؟ » قَالَ : بَلى ، قَالَ : « كَيْفَ (6) يَجِي‌ءُ رَجُلٌ إِلَى الْخَلْقِ جَمِيعاً ، فَيُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَأَنَّهُ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ بِأَمْرِ اللهِ ، فَيَقُولُ (7) : ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) (Cool ، وَ ( لا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) وَ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا رَأَيْتُهُ بِعَيْنِي ، وَأَحَطْتُ بِهِ عِلْماً ، وَهُوَ (9) عَلى صُورَةِ الْبَشَرِ؟! أَمَا تَسْتَحُونَ (10)؟ مَا قَدَرَتِ الزَّنَادِقَةُ أَنْ تَرْمِيَهُ بِهذَا أَنْ يَكُونَ يَأْتِي مِنْ عِنْدِ اللهِ (11) بِشَيْ‌ءٍ ، ثُمَّ يَأْتِي بِخِلَافِهِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ».
    قَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَإِنَّهُ يَقُولُ : ( وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى ) (12)؟
    فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « إِنَّ بَعْدَ هذِهِ الْآيَةِ مَا يَدُلُّ عَلى مَا رَأى ؛ حَيْثُ قَالَ : ( ما كَذَبَ الْفُؤادُ ما رَأى ) (13) يَقُولُ : مَا كَذَبَ فُؤَادُ مُحَمَّدٍ مَا رَأَتْ (14) عَيْنَاهُ ، ثُمَّ أَخْبَرَ بِمَا رَأى ، فَقَالَ : ( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) (15) فَآيَاتُ اللهِ غَيْرُ اللهِ ، وَقَدْ قَالَ اللهُ : ( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) (16) فَإِذَا رَأَتْهُ الْأَبْصَارُ ، فَقَدْ أَحَاطَتْ بِهِ الْعِلْمَ (17) ، وَوَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ ».
    __________________
    (1) في التوحيد : ـ « من ».
    (2) في التوحيد : + « وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصرَ ».
    (3) الأنعام (6) : 103.
    (4) طه (20) : 110‌
    (5) الشورى (42) : 11.
    (6) في التوحيد : « فكيف ».
    (7) في التوحيد : « ويقول ».
    (Cool في التوحيد : + « وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصرَ ».
    (9) في « بر » : ـ « وهو ».
    (10) في حاشية « ج ، بح » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والتوحيد : « أما تستحيون ».
    (11) في « ب ، بح ، بس » وحاشية « بر » والتوحيد : « يأتي عن الله ».
    (12) النجم (53) : 13.
    (13) النجم (53) : 11.
    (14) في حاشية « بس » : « زاغت ».
    (15) النجم (53) : 18.
    (16) طه (20) : 110.
    (17) كذا في « ش ، جو » ، أي بنصب العلم ، وقد يأتي التميز بلفظ المعرفة ، نحو : وطِبْتَ النفسَ يا قيس عن عمرو. راجع : البهجة المرضيّة ( للسيوطي ) بحث التمييز. وفي « بو » : « أحاط ». وفي حاشية « بح » : « تأنيث الفعل باعتبار أنّ العلم بمعنى المعرفة ».

    فَقَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَتُكَذِّبُ بِالرِّوَايَاتِ؟
    فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « إِذَا كَانَتِ الرِّوَايَاتُ مُخَالِفَةً لِلْقُرْآنِ ، كَذَّبْتُهَا (1) ، وَمَا أَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ أَنَّهُ لَايُحَاطُ بِهِ عِلْماً (2) ، وَ ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) وَ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) »(3).
    263 / 3. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ (4) ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤْيَةِ وَمَا تَرْوِيهِ الْعَامَّةُ وَالْخَاصَّةُ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَشْرَحَ لِي ذلِكَ.
    فَكَتَبَ بِخَطِّهِ : « اتَّفَقَ الْجَمِيعُ ـ لَاتَمَانُعَ بَيْنَهُمْ ـ أَنَّ الْمَعْرِفَةَ مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ ضَرُورَةٌ ، فَإِذَا جَازَ أَنْ يُرَى اللهُ بِالْعَيْنِ (5) ، وَقَعَتِ الْمَعْرِفَةُ ضَرُورَةً ، ثُمَّ لَمْ تَخْلُ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ أَنْ تَكُونَ إِيمَاناً ، أَوْ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ ، فَإِنْ كَانَتْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ إِيمَاناً ، فَالْمَعْرِفَةُ الَّتِي فِي دَارِ الدُّنْيَا مِنْ جِهَةِ الِاكْتِسَابِ لَيْسَتْ بِإِيمَانٍ ؛ لِأَنَّهَا ضِدُّهُ (6) ، فَلَا يَكُونُ فِي (7) الدُّنْيَا مُؤْمِنٌ (Cool ؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَرَوُا اللهَ عَزَّ ذِكْرُهُ (9) ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ تِلْكَ الْمَعْرِفَةُ الَّتِي (10) مِنْ جِهَةِ الرُّؤْيَةِ‌
    __________________
    (1) في التوحيد : « كذّبت بها ».
    (2) في التوحيد : « علم ».
    (3) التوحيد ، ص 110 ، ح 9 بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 378 ، ح 300.
    (4) ورد الخبر في التوحيد ، ص 109 ، ح 8 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن سيف ، عن محمد بن عبيدة. ووردت رواية عليّ بن سيف بن عميرة ، عن محمّد بن عبيد أو عبيدة في التوحيد ، ص 95 ، ح 14 ؛ وقصص الأنبياء للراوندي ، ص 160 ، ح 176. كما وردت رواية محمّد بن عبيد أو عبيدة الهمداني ( الهمذاني ـ خ ل ) عن الرضا عليه‌السلام في الكافي ، ح 9889 ؛ والتهذيب ، ج 7 ، ص 320 ، ح 1323 ؛ والاستبصار ، ج 3 ، ص 200 ، ح 725. والظاهر اتّحاد الراويين ووقوع التصحيف في بعض عناوينه. لاحظ أيضاً التوحيد ، ص 153 ح 2 ؛ عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 120 ، ح 13.
    (5) في « بح » : « العين ».
    (6) كذا. والسياق يقتضي : « ضدّها » ؛ لأنّ المضادّه بين المعرفتين ، لا بين المعرفة والإيمان.
    (7) في « بح » : + « دار ».
    (Cool في التوحيد : « أحد مؤمناً » بدل « مؤمن ».
    (9) في « ب ، بس » : « عزّوجلّ ». وفي حاشية « بر » : « جلّ وعزّ ».
    (10) في التوحيد : + « هي ».

    إِيمَاناً ، لَمْ تَخْلُ هذِهِ الْمَعْرِفَةُ ـ الَّتِي مِنْ جِهَةِ الِاكْتِسَابِ ـ أَنْ تَزُولَ ، وَ (1) لَاتَزُولُ فِي الْمَعَادِ ، فَهذَا دَلِيلٌ عَلى أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ (2) ـ لَايُرى بِالْعَيْنِ ؛ إِذِ الْعَيْنُ تُؤَدِّي إِلى مَا وَصَفْنَاهُ (3) » (4).
    264 / 4. وَعَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ الثَّالِثِ عليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الرُّؤْيَةِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ النَّاسُ.
    فَكَتَبَ عليه‌السلام : « لَا تَجُوزُ (5) الرُّؤْيَةُ مَا لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الرَّائِي وَالْمَرْئِيِّ هَوَاءٌ يَنْفُذُهُ (6) الْبَصَرُ ، فَإِذَا انْقَطَعَ الْهَوَاءُ عَنِ الرَّائِي وَالْمَرْئِيِّ (7) ، لَمْ تَصِحَّ الرُّؤْيَةُ ، وَكَانَ فِي ذلِكَ الِاشْتِبَاهُ ؛ لِأَنَّ الرَّائِيَ مَتى سَاوَى (Cool الْمَرْئِيَّ فِي السَّبَبِ الْمُوجِبِ بَيْنَهُمَا فِي الرُّؤْيَةِ ، وَجَبَ الِاشْتِبَاهُ ، وَكَانَ ذلِكَ التَّشْبِيهَ (9) ؛ لِأَنَّ الْأَسْبَابَ لَابُدَّ مِنِ اتِّصَالِهَا بِالْمُسَبَّبَاتِ » (10).
    265 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « ب ، بر » وشرح صدر المتألّهين والتوحيد : « أو ».
    (2) في « ج ، ض ، بف » والتوحيد : « عزّ ذكره ». وفي « بح ، بر » : « عزّ وجلّ ذكره ».
    (3) في « ب ، بف » والوافي والتوحيد : « وصفنا ».
    (4) التوحيد ، ص 109 ، ح 8 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 379 ، ح 301.
    (5) في « ب ، بس » وشرح المازندراني : « لايجوز ».
    (6) هكذا في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، جح ، جل ، جم » وشرح المازندراني والتوحيد ، والجملة حينئذٍ صفة للهواء والضمير البارز راجع إلى الهواء لا المرئيّ. وفي المطبوع وسائر النسخ : « لم ينفذه » ، والضمير البارز راجع إلى المرئيّ. وفي « بح » : « لينفذه ».
    (7) في التوحيد : « فإذا انقطع الهواء وعدم الضياء بين الرائي والمرئيّ ».
    (Cool في « بح » وحاشية « ض » : « يساوي ».
    (9) في شرح المازندراني : « اسم « كان » ـ وهو « ذلك » ـ إشارة إلى وجوب الاشتباه. و « التشبيه » خبره ». ويحتمل أن يكون « كان » تامّةً و « ذلك التشبيهُ » فاعلها وفي التوحيد : « وكان في ذلك التشبيه ».
    (10) التوحيد ، ص 109 ، ح 7 ، بسنده عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن إسحاق الوافي ، ج 1 ، ص 381 ، ح 302.

    حَضَرْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، أَيَّ شَيْ‌ءٍ تَعْبُدُ؟ قَالَ (1) : « اللهَ تَعَالى » قَالَ : رَأَيْتَهُ؟ قَالَ : « بَلى ، (2) لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْإِبْصَارِ (3) ، وَلكِنْ رَأَتْهُ (4) الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ ، لَايُعْرَفُ بِالْقِيَاسِ ، وَلَا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ ، وَ (5) لَا يُشَبَّهُ بِالنَّاسِ ، مَوْصُوفٌ بِالْآيَاتِ ، مَعْرُوفٌ بِالْعَلَامَاتِ ، لَايَجُورُ فِي حُكْمِهِ ، ذلِكَ اللهُ لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ ».
    قَالَ : فَخَرَجَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ : اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ (6). (7) ‌
    266 / 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَوْصِلِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « جَاءَ حِبْرٌ (Cool إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ حِينَ عَبَدْتَهُ؟ » ‌
    قَالَ : « فَقَالَ : وَيْلَكَ ، مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبّاً لَمْ أَرَهُ ، قَالَ : وَكَيْفَ (9) رَأَيْتَهُ (10)؟ قَالَ : وَيْلَكَ ، لَا‌
    __________________
    (1) في حاشية « ب » : + « أعبد ».
    (2) هكذا في « ب ، بح ، بر ، بس » وحاشية « ج ، ض » وشرح المازندراني والوافي : « بلى ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « بل ».
    (3) في التوحيد والأمالي : « العيان ». و « الإبصار » بالكسر على المصدر في مقابلة « الإيمان » عند الداماد والفيض ، واحتمل المجلسي كونه بالفتح أيضاً. انظر : التعليقة للداماد ، ص 224 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 382 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 336.
    (4) في « ب » وحاشية « بح ، بس » : « تراه ».
    (5) في « ب ، ج » : ـ « و ».
    (6) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وحاشية « بح » والأمالي : « رسالاته ».
    (7) التوحيد ، ص 108 ، ح 5 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 278 ، المجلس 47 ، ح 4 ، بسنده فيهما عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، وفي الأمالي : « عن عليّ بن معبد ، عن واصل ، عن عبدالله بن سنان » الوافي ، ج 1 ، ص 381 ، ح 303.
    (Cool « الحَبْر » : بالفتح والكسر : واحد أحبار اليهود ، وبالكسر أفصح ؛ لأنّه يجمع على أفعال دون فعول. ويقال ذلك‌للعالم. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 620 ( حبر ).
    (9) في « بح » : « فكيف ».
    (10) في حاشية « بر ، بف » : « الرؤية ».

    تُدْرِكُهُ الْعُيُونُ فِي مُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ ، وَلكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ (1) » (2).
    267 / 7. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : ذَاكَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِيمَا يَرْوُونَ مِنَ (3) الرُّؤْيَةِ ، فَقَالَ : « الشَّمْسُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ نُورِ الْكُرْسِيِّ ، وَالْكُرْسِيُّ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ نُورِ الْعَرْشِ ، وَالْعَرْشُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ نُورِ الْحِجَابِ ، وَالْحِجَابُ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءاً مِنْ نُورِ السِّتْرِ ، فَإِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ، فَلْيَمْلَؤُوا أَعْيُنَهُمْ مِنَ (4) الشَّمْسِ لَيْسَ دُونَهَا سَحَابٌ » (5).
    268 / 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ ، بَلَغَ بِي جَبْرَئِيلُ (6) مَكَاناً لَمْ يَطَأْهُ قَطُّ جَبْرَئِيلُ ، فَكُشِفَ لَهُ (7) ، فَأَرَاهُ (Cool اللهُ مِنْ نُورِ عَظَمَتِهِ مَا أَحَبَّ » (9).
    __________________
    (1) المراد بحقائق الإيمان أركانه من التصديق بالله وبوحدانيّته ، واعتبارات أسمائه الحسنى ، وسائر صفاته الثبوتيّة والسلبيّة. وقيل غير ذلك. انظر شروح الكافي.
    (2) التوحيد ، ص 109 ، ح 6 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر. راجع : الكافي ، كتاب التوحيد ، باب جوامع التوحيد ، ح 353 ؛ والاختصاص ، ص 235 ؛ والتوحيد ، ص 304 ـ 308 ، ح 1 و 2 الوافي ، ج 1 ، ص 382 ، ح 304.
    (3) في « بر » : « عن ». في حاشية ميرزا رفيعا : « يَرَوْن من الرؤية ، أي يظنّونه من الرؤية ».
    (4) في « ب ، ج ، بح ، بس » : + « نور » ‌
    (5) التوحيد ، ص 108 ، ح 3 ، بسنده عن أحمد بن إدريس الوافي ، ج 1 ، ص 383 ، ح 305.
    (6) في « بس » : « جبرائيل ».
    (7) « فكشف له » إلى آخره من كلام أبي الحسن الرضا عليه‌السلام حكاية عن قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. أو من كلامه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من باب الالتفات من التكلّم إلى الغيبة. انظر : شروح الكافي.
    (Cool في التوحيد : « لي فأراني » بدل « له فأراه ».
    (9) التوحيد ، ص 108 ، ح 4 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار الوافي ، ج 1 ، ص 378 ، ح 299.

    فِي قَوْلِهِ تَعَالى (1) : ( لَاتُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ‌ الْأَبْصارَ (2) ) (3).
    269 / 9. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِهِ : ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ ) قَالَ : « إِحَاطَةُ الْوَهْمِ ؛ أَلَاتَرى إِلى قَوْلِهِ : ( قَدْ جاءَكُمْ بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ )؟ لَيْسَ يَعْنِي بَصَرَ الْعُيُونِ ( فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ) : لَيْسَ يَعْنِي (4) مِنَ الْبَصَرِ بِعَيْنِهِ ( وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْها ) (5) : لَيْسَ يَعْنِي عَمَى الْعُيُونِ ، إِنَّمَا عَنى إِحَاطَةَ الْوَهْمِ ، كَمَا يُقَالُ : فُلَانٌ بَصِيرٌ بِالشِّعْرِ ، وَفُلَانٌ بَصِيرٌ بِالْفِقْهِ ، وَفُلَانٌ بَصِيرٌ بِالدَّرَاهِمِ ، وَفُلَانٌ بَصِيرٌ بِالثِّيَابِ ، اللهُ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُرى بِالْعَيْنِ (6) » (7).
    270 / 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ اللهِ : هَلْ يُوصَفُ؟ فَقَالَ : « أَمَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟ » ، قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « أَمَا تَقْرَأُ قَوْلَهُ تَعَالى : ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ )؟ » ، قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « فَتَعْرِفُونَ الْأَبْصَارَ؟ » ، قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « مَا هِيَ؟ » ، قُلْتُ : أَبْصَارُ الْعُيُونِ ، فَقَالَ : « إِنَّ أَوْهَامَ الْقُلُوبِ أَكْبَرُ (Cool مِنْ أَبْصَارِ الْعُيُونِ ، فَهُوَ لَاتُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، وَهُوَ يُدْرِكُ‌
    __________________
    (1) في حاشية ميرزا رفيعا ، ص 334 : « قوله : « لاتُدْرِكُهُ الْابْصارُ » هذا الكلام مستأنف عن محمّد بن يعقوب الكليني ، ومعناه : الكلام في تفسير قوله : « لاتُدرِكُهُ الْأَبْصارُ » وما ورد فيه من الأحاديث أورده في ذيل باب إبطال الرؤية بالعين للمناسبة ، ولكون الإدراك بالأوهام في حكم الإبصار بالعيون ، ولأنّ نفي الإدراك بالأوهام يلزمه نفي الإدراك بالعيون ». ونحوه في شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 248 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 338.
    (2) في حاشية « ج » : + « وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ».
    (3) الأنعام (6) : 103.
    (4) في « ج » وحاشية « بر » : « لم يعن ».
    (5) الأنعام (6) : 104.
    (6) في حاشية « ض » : « بالعيون ».
    (7) التوحيد ، ص 112 ، ح 10 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار الوافي ، ج 1 ، ص 385 ، ح 306.
    (Cool في التوحيد : « أكثر ». وفي التعليقة للداماد ، ص 226 : « أكبر ، بالباء الموحّدة أبلغ وأجزل ، وبالثاء المثلّثة أشيع‌في النسخ وأفشى ». وانظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 251.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:26 pm

    الْأَوْهَامَ » (1).
    271 / 11. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ (2) أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ )؟ فَقَالَ : « يَا أَبَا هَاشِمٍ ، أَوْهَامُ الْقُلُوبِ أَدَقُّ مِنْ أَبْصَارِ الْعُيُونِ ؛ أَنْتَ قَدْ تُدْرِكُ بِوَهْمِكَ السِّنْدَ وَالْهِنْدَ وَالْبُلْدَانَ الَّتِي لَمْ تَدْخُلْهَا وَلَا تُدْرِكُهَا بِبَصَرِكَ ، وَأَوْهَامُ الْقُلُوبِ لَاتُدْرِكُهُ ، فَكَيْفَ أَبْصَارُ الْعُيُونِ؟! » (3) ‌
    272 / 12. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ (4) :
    الْأَشْيَاءُ (5) لَاتُدْرَكُ إِلاَّ بِأَمْرَيْنِ : بِالْحَوَاسِّ ، وَالْقَلْبِ ؛ وَالْحَوَاسُّ إِدْرَاكُهَا عَلى ثَلَاثَةِ مَعَانٍ : إِدْرَاكاً بِالْمُدَاخَلَةِ ، وَإِدْرَاكاً بِالْمُمَاسَّةِ ، وَإِدْرَاكاً بِلَا مُدَاخَلَةٍ (6) وَلَا مُمَاسَّةٍ (7).
    __________________
    (1) المحاسن ، ص 239 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 215 ، بسنده عن أبي هاشم الجعفري ، عن الأشعث بن حاتم ، عن الرضا عليه‌السلام ؛ وفيه ، ذيل ح 215 ، بسنده عن أبي هاشم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير ؛ التوحيد ، ص 112 ، ح 11 ، بسنده عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج 1 ، ص 386 ، ح 307.
    (2) في « ب ، ض ، و » وحاشية : « بح ، بس ، بف » : + « عن ». وهو سهو ؛ فإنّ أبا هاشم الجعفري هو داود بن القاسم ، روى عن جماعة من الأئمّة منهم أبوجعفر الثاني عليه‌السلام. راجع : رجال الطوسي ، ص 357 ، الرقم 5290 ، وص 375 ، الرقم 5553 ؛ وص 386 ، الرقم 5689 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 181 ، الرقم 277.
    (3) التوحيد ، ص 113 ، ح 12 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي الوافي ، ج 1 ، ص 386 ، ح 308.
    (4) في « بف » : + « قلت ». وقال العلاّمة المازندراني : « أي قال هشام من قبله ، لا من جهة الرواية عن المعصوم ، ويحتمل أن يكون من مسموعاته عنه ». وقال ميرزا رفيعا : « ... الذي إنّما يظنّ به أنّ كلامه مأخوذ عن أحاديث أهل البيت وأقوالهم عليهم‌السلام ». وقال المحقّق الشعراني : « جميع ما هو حقّ وصواب مأخوذ من الأئمّة عليهم‌السلام ، خصوصاً ما عند الشيعة ، ولكنّ احتمال أن يكون هذا رواية احتمال باطل ، وظاهر الكلام أنّه قول هشام بن الحكم ، ونقل أقوال غير الأئمّة معهود من الكليني فقد أورد في باب الميراث كلام الفضل بن شاذان في العول ، وفي باب الطلاق كلام جماعة ». انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 254 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 336 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 342.
    (5) هكذا في النسخ والشروح والمصادر. وفي المطبوع : + « [ كلّها ] ».
    (6) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس » : « لا بمداخلة ».
    (7) في « ب » : « ولا بمماسّة ».

    فَأَمَّا الْإِدْرَاكُ الَّذِي بِالْمُدَاخَلَةِ ، فَالْأَصْوَاتُ وَالْمَشَامُّ (1) وَالطُّعُومُ.
    وَأَمَّا الْإِدْرَاكُ بِالْمُمَاسَّةِ ، فَمَعْرِفَةُ الْأَشْكَالِ مِنَ التَّرْبِيعِ وَالتَّثْلِيثِ (2) ، وَمَعْرِفَةُ اللَّيِّنِ وَالْخَشِنِ ، وَالْحَرِّ وَالْبَرْدِ.
    وَأَمَّا الْإِدْرَاكُ (3) بِلَا مُمَاسَّةٍ وَلَا مُدَاخَلَةٍ ، فَالْبَصَرُ ؛ فَإِنَّهُ يُدْرِكُ الْأَشْيَاءَ بِلَا مُمَاسَّةٍ وَلَا مُدَاخَلَةٍ فِي حَيِّزِ غَيْرِهِ وَلَا فِي حَيِّزِهِ ، وَإِدْرَاكُ الْبَصَرِ لَهُ سَبِيلٌ وَسَبَبٌ ، فَسَبِيلُهُ الْهَوَاءُ ، وَسَبَبُهُ الضِّيَاءُ ، فَإِذَا كَانَ السَّبِيلُ مُتَّصِلاً بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْمَرْئِيِّ وَالسَّبَبُ قَائِمٌ ، أَدْرَكَ مَا يُلَاقِي مِنَ الْأَلْوَانِ وَالْأَشْخَاصِ ، فَإِذَا حُمِلَ الْبَصَرُ عَلى مَا لَاسَبِيلَ لَهُ فِيهِ ، رَجَعَ رَاجِعاً ، فَحَكى مَا وَرَاءَهُ ، كَالنَّاظِرِ فِي الْمِرْآةِ لَايَنْفُذُ بَصَرُهُ (4) فِي الْمِرْآةِ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ سَبِيلٌ ، رَجَعَ رَاجِعاً يَحْكِي (5) مَا وَرَاءَهُ ، وَكَذلِكَ النَّاظِرُ فِي الْمَاءِ الصَّافِي ، يَرْجِعُ رَاجِعاً فَيَحْكِي مَا وَرَاءَهُ ؛ إِذْ لَاسَبِيلَ لَهُ فِي إِنْفَاذِ بَصَرِهِ.
    فَأَمَّا الْقَلْبُ (6) فَإِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الْهَوَاءِ ، فَهُوَ يُدْرِكُ جَمِيعَ مَا فِي الْهَوَاءِ وَيَتَوَهَّمُهُ (7) ، فَإِذَا حُمِلَ الْقَلْبُ عَلى مَا لَيْسَ فِي الْهَوَاءِ مَوْجُوداً ، رَجَعَ رَاجِعاً فَحَكى مَا فِي الْهَوَاءِ.
    فَلَا يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَحْمِلَ قَلْبَهُ عَلى مَا لَيْسَ مَوْجُوداً فِي الْهَوَاءِ مِنْ أَمْرِ التَّوْحِيدِ جَلَّ اللهُ وَعَزَّ (Cool ؛ فَإِنَّهُ إِنْ فَعَلَ ذلِكَ ، لَمْ يَتَوَهَّمْ إِلاَّ مَا فِي الْهَوَاءِ مَوْجُودٌ ، كَمَا قُلْنَا فِي أَمْرِ الْبَصَرِ ، تَعَالَى اللهُ أَنْ يُشْبِهَهُ (9) خَلْقُهُ (10).
    __________________
    (1) « المشامّ » : جمع المشموم ، من باب استعمال مفاعل في مفاعيل ، أو جمع المشمّ ، وهو ما يشمّ. انظر : التعليقة للداماد ، ص 227 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 255.
    (2) في « ف ، بح » : « من التثليث والتربيع ».
    (3) في حاشية « بح » : + « الذي ».
    (4) في « بر » : « نظره ».
    (5) في « ب ، ض ، ف » : « فحكى ».
    (6) في « ف » : + « راجعاً ».
    (7) في « ض » : « ويتوهّمه ويتمثّله ». وفي « بح » وحاشية « ج » : « ويتمثّله ». وفي « بر » : « ويتمثّله ويتوهّمه ».
    (Cool في « ف » : « لله جلّ وعزّ » بدل « جلّ الله وعزّ ».
    (9) في « ف ، بف » : « يشبه ».
    (10) صرّح العلاّمة الفيض في الوافي بترك ذكر هذا الخبر لعدم وضوح مَن أراده. راجع : الوافي ، ج 1 ،

    10 ـ بَابُ النَّهْيِ عَنِ الصِّفَةِ بِغَيْرِ مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ تَعَالى‌
    273 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مَعْرُوفٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ عَتِيكٍ الْقَصِيرِ ، قَالَ :
    كَتَبْتُ عَلى يَدَيْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّ قَوْماً بِالْعِرَاقِ يَصِفُونَ اللهَ بِالصُّورَةِ وَبِالتَّخْطِيطِ (1) ، فَإِنْ رَأَيْتَ ـ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ ـ أَنْ تَكْتُبَ إِلَيَّ بِالْمَذْهَبِ الصَّحِيحِ مِنَ التَّوْحِيدِ.
    فَكَتَبَ إِلَيَّ : « سَأَلْتَ ـ رَحِمَكَ اللهُ ـ عَنِ التَّوْحِيدِ وَمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَنْ قِبَلَكَ (2) ، فَتَعَالَى اللهُ الَّذِي ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (3) ، تَعَالى (4) عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ ، الْمُشَبِّهُونَ اللهَ بِخَلْقِهِ ، الْمُفْتَرُونَ عَلَى اللهِ ، فَاعْلَمْ ـ رَحِمَكَ اللهُ ـ أَنَّ الْمَذْهَبَ الصَّحِيحَ فِي التَّوْحِيدِ مَا نَزَلَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ (5) صِفَاتِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ ، فَانْفِ عَنِ اللهِ تَعَالَى الْبُطْلَانَ وَالتَّشْبِيهَ ، فَلَا نَفْيَ وَلَا تَشْبِيهَ ، هُوَ اللهُ الثَّابِتُ الْمَوْجُودُ ، تَعَالَى اللهُ عَمَّا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ ، وَلَا تَعْدُوا الْقُرْآنَ ؛ فَتَضِلُّوا (6) بَعْدَ الْبَيَانِ » (7).
    __________________
    ص 386 ، ذيل ح 308.
    (1) في « بر » وحاشية ميرزا رفيعا : « والتخطيط ». وفي شرح صدر المتألّهين : « والتخاطيط ». و « التخطيط » أي‌الشكل الحاصل بإحاطة الحدود والخطوط. ويمكن أن يكون المراد به أنّ قوماً زعموا أنّ معبودهم في صورة شابّ قد خطّ عارضاه ، فسئل عليه‌السلام عن مقالتهم. راجع : حاشية ميرزا رفيعا ، 339 ؛ حاشية بدر الدين ، ص 85.
    (2) « مَن قَبْلَك » ، أي من هو كان قبلك ، أو « من قِبَلَك » ، أي من هو عندك وكان من جهتك وتلقائك وفي ناحيتك. يعني به أهل العراق. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 265 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 261 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 346.
    (3) الشورى (42) : 11.
    (4) في « بس » والتوحيد ، ص 102 : + « الله ».
    (5) في حاشية « ض ، بف » : « في ».
    (6) كذا. والسياق يقتضي الإفراد. وفي التوحيد ، ص 102 : « ولا تعد القرآن فتضلّ ».
    (7) التوحيد ، ص 102 ، ح 15 ، بسنده عن العبّاس بن معروف ؛ وفيه ، ص 226 ، ح 7 ، بسنده عن العبّاس بن

    274 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
    قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : « يَا أَبَا حَمْزَةَ ، إِنَّ اللهَ لَايُوصَفُ بِمَحْدُودِيَّةٍ ، عَظُمَ رَبُّنَا عَنِ الصِّفَةِ ، فَكَيْفَ (1) يُوصَفُ بِمَحْدُودِيَّةٍ (2) مَنْ لَايُحَدُّ وَ ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )؟! (3) » (4).
    275 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (5) بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازِ (6) وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَا :
    دَخَلْنَا عَلى أَبِي الْحَسَنِ عَلِىِّ بْنِ مُوسىَ الرِّضَا (7) عليه‌السلام ، فَحَكَيْنَا لَهُ أَنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رَأى رَبَّهُ فِي صُورَةِ (Cool الشَّابِّ الْمُوَفَّقِ (9) فِي سِنِّ أَبْنَاءِ ثَلَاثِينَ سَنَةً (10) ، وَقُلْنَا : إِنَّ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ وَصَاحِبَ الطَّاقِ وَالْمِيثَمِيَّ (11) يَقُولُونَ : إِنَّهُ أَجْوَفُ إِلَى السُّرَّةِ ،
    __________________
    معروف ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج 1 ، ص 405 ، ح 325.
    (1) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « وكيف ».
    (2) في حاشية « ض » والوافي : « بالمحدوديّة ».
    (3) الأنعام (6) : 103.
    (4) تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 373 ، ح 78 ، عن أبي حمزة الثمالي مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 410 ، ح 331.
    (5) في « ألف ، ف » والتوحيد : « الحسين » ‌
    (6) في « ف ، بر ، بف » : « الخرّاز ».
    (7) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » وحاشية « بر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « علي بن موسى ».
    (Cool في « ب ، ض ، ف ، بح ، بف » وحاشية « بر ، بس » والتوحيد : « هيئة ».
    (9) « الشابّ الموفّق » : الشابّ الرشيد ، أو المستوي ، أو الذي أعضاؤه موافقة بحسن الخلقة ، أو الذي وصل في الشباب إلى الكمال ، أو الذي هُيّئت له أسباب العبادة والطاعة. وقيل : هو تصحيف الريّق ، بمعنى ذي بهجة وبهاء. وقيل : هو تصحيف الموقَّف ، بمعنى المزيّن. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 266 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 265 ـ 266 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 407 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 437.
    (10) في التوحيد : + « رجلاه في خُضرة ».
    (11) في حاشية ميرزا رفيعا ، ص 342 : « حكايةُ قولهم على ما هو المنقول عندهم وإن لم يثبت عندنا ولاتظنّ

    وَالْبَقِيَّةُ (1) صَمَدٌ.
    فَخَرَّ (2) سَاجِداً لِلّهِ (3) ، ثُمَّ قَالَ : « سُبْحَانَكَ مَا عَرَفُوكَ ، وَلَا وَحَّدُوكَ (4) ، فَمِنْ أَجْلِ ذلِكَ وَصَفُوكَ ، سُبْحَانَكَ لَوْ عَرَفُوكَ ، لَوَصَفُوكَ بِمَا وَصَفْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، سُبْحَانَكَ كَيْفَ طَاوَعَتْهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ يُشَبِّهُوكَ (5) بِغَيْرِكَ؟! اللهُمَّ ، لَا أَصِفُكَ إِلاَّ بِمَا وَصَفْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، وَلَا أُشَبِّهُكَ بِخَلْقِكَ ، أَنْتَ أَهْلٌ لِكُلِّ خَيْرٍ ، فَلَا تَجْعَلْنِي (6) مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ».
    ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيْنَا ، فَقَالَ : « مَا تَوَهَّمْتُمْ مِنْ شَيْ‌ءٍ فَتَوَهَّمُوا اللهَ غَيْرَهُ ». ثُمَّ قَالَ : « نَحْنُ ـ آلَ مُحَمَّدٍ ـ النَّمَطُ (7) الْأَوْسَطُ الَّذِي لَايُدْرِكُنَا الْغَالِي (Cool ، وَلَا يَسْبِقُنَا التَّالِي (9) ؛ يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حِينَ نَظَرَ إِلى عَظَمَةِ رَبِّهِ كَانَ فِي هَيْئَةِ الشَّابِّ الْمُوَفَّقِ ، وَسِنِّ أَبْنَاءِ ثَلَاثِينَ سَنَةً ؛ يَا مُحَمَّدُ ، عَظُمَ رَبِّي وَجَلَّ (10) أَنْ يَكُونَ فِي صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ ».
    __________________
    بهم القول به ، ولم يتعرّض عليه‌السلام في الجواب لحال النقل تصديقاً وتكذيباً ، وإنّما نفى صحّة القول بالصورة ». وللمحقّق الشعراني هاهنا كلام جيّد دقيق في هامش شرح المازندراني إن شئت فراجعه ، ج 3 ، ص 265 و 288.
    (1) في « ب ، بح » وحاشية « بر ، بف » والتوحيد : « والباقي ». وفي حاشية « ج » : « والباقية ».
    (2) معنى « خرّ » أي سقط سقوطاً يسمع منه خَرِير ، والخرير يقال لصوت الماء والريح وغير ذلك ممّا يسقط من‌علوٍّ ... فاستعمال الخرّ تنبيه على اجتماع أمرين : السقوط ، وحصول الصوت منهم بالتسبيح. المفردات للراغب ، ص 277 ( خرر ).
    (3) في « بر » والتوحيد : ـ « لله ».
    (4) في « بح ، بس » : « وما وحّدوك ».
    (5) في « ض ، بر ، بس » والتوحيد : « شبّهوك ».
    (6) في « ض » : « ولا تجعلني ».
    (7) « النَمَط » : الطريقة من الطرائق والضرب من الضروب ، والجماعة من الناس أمرهم واحد. النهاية ، ج 5 ، ص 119 ( نمط ). وفي شرح صدر المتألّهين ، ص 267 : « المراد نحن آل محمّد الجامعون بين التنزيه والتوصيف ، المتوسّلون بين طرفي الغلوّ والتقصير ، وجانبي التعطيل والتشبيه والبطلان والتجسيم ». وقيل غير ذلك. انظر : الوافي ، ج 1 ، ص 408 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 268.
    (Cool في « بر » : « العالي ». « الغالي » أو « العالي » على ما في بعض النسخ ، بمعنى من يتجاوز الحدّ في الامور.
    (9) في حاشية « ف » : « القالي ». و « التالي » : هو المقصّر عن بلوغ هذه الفضائل ، والواقع في طرف التفريط منها ، كما أنّ « الغالي » هو الواقع في طرف الإفراط.
    (10) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والتوحيد. وفي بعض

    قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَنْ كَانَتْ رِجْلَاهُ فِي خُضْرَةٍ؟
    قَالَ : « ذاكَ (1) مُحَمَّدٌ ، كَانَ إِذَا نَظَرَ إِلى رَبِّهِ بِقَلْبِهِ ، جَعَلَهُ فِي نُورٍ مِثْلِ نُورِ الْحُجُبِ حَتّى يَسْتَبِينَ لَهُ مَا فِي الْحُجُبِ ؛ إِنَّ نُورَ اللهِ : مِنْهُ أَخْضَرُ ، وَمِنْهُ أَحْمَرُ ، وَمِنْهُ أَبْيَضُ (2) ، وَمِنْهُ غَيْرُ ذلِكَ ؛ يَا مُحَمَّدُ ، مَا شَهِدَ لَهُ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ، فَنَحْنُ الْقَائِلُونَ بِهِ » (3).
    276 / 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ بِشْرٍ الْبَرْقِيِّ (4) ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ عَامِرٍ الْقَصَبَانِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي هَارُونُ بْنُ الْجَهْمِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
    عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، قَالَ (5) : قَالَ : « لَوِ اجْتَمَعَ أَهْلُ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَنْ يَصِفُوا اللهَ بِعَظَمَتِهِ ، لَمْ يَقْدِرُوا » (6).
    277 / 5. سَهْلٌ (7) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَذَانِيِّ (Cool ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلَى الرَّجُلِ (9) عليه‌السلام : أَنَّ مَنْ قِبَلَنَا مِنْ مَوَالِيكَ قَدِ اخْتَلَفُوا فِي التَّوْحِيدِ : فَمِنْهُمْ
    __________________
    النسخ والمطبوع : « عزَّ وجلّ ».
    (1) في شرح صدر المتألّهين والوافي : « ذلك ».
    (2) في التوحيد : « منه اخضرّ ما اخضرّ ، ومنه احمرّ ما احمرّ ، ومنه ابيضّ ما ابيضّ ».
    (3) التوحيد ، ص 113 ، ح 13 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي الوافي ، ج 1 ، ص 406 ، ح 326.
    (4) في « ب ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » : « الرقّي ». هذا ، والرجل ذكره النجاشي وابن داود بعنوان : « أحمد بن‌بشر الرقّي » ، وكذا ورد في الفهرست للطوسي ، ص 410 ، ولكن في حاشيته نقلاً من نسختين « بشير ». وأمّا في رجال الطوسي ، ص 412 ، الرقم 5974 فقد ذكره بعنوان : « أحمد بن بشير البرقي ». راجع : رجال النجاشي ، ص 348 ، الرقم 939 ؛ رجال ابن داود ، ص 418 ، الرقم 22.
    (5) في الوافي : ـ « قال ».
    (6) الوافي ، ج 1 ، ص 409 ، ح 327.
    (7) في « ألف ، ب ، ف ، بح ، بر » : + « بن زياد ». هذا ، والسند معلّق على سابقه. ويروى عن سهل ، عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن. والأسناد الآتية إلى الحديث 282 كلّها معلّقة ، كما هو الظاهر.
    (Cool هكذا ، في « ألف ، بح ، بس ». وفي « ب ، ج ض ، ف ، و ، بر ، بف » والمطبوع : « الهمداني ». والصواب ما أثبتناه ، وتقدّم وجه صحّته في الكافي ، ذيل ح 159.
    (9) في التوحيد : + « يعني أبا الحسن ». وفي الوافي : « المراد بالرجل ... أبوالحسن الثالث عليه‌السلام ».

    مَنْ يَقُولُ : جِسْمٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : صُورَةٌ.
    فَكَتَبَ عليه‌السلام بِخَطِّهِ : « سُبْحَانَ مَنْ لَايُحَدُّ ، وَلَا يُوصَفُ ، ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ ) الْعَلِيمُ ـ أَوْ قَالَ ـ: ( الْبَصِيرُ ) (1) » (2).
    278 / 6. سَهْلٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :
    كَتَبَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عليهما‌السلام إِلى أَبِي : « أَنَّ اللهَ أَعْلى وَأَجَلُّ وَأَعْظَمُ (3) مِنْ أَنْ يُبْلَغَ (4) كُنْهُ صِفَتِهِ ؛ فَصِفُوهُ (5) بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، وَكُفُّوا عَمَّا سِوى ذلِكَ » (6).
    279 / 7. سَهْلٌ ، عَنِ السِّنْدِيِّ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حَفْصٍ أَخِي مُرَازِمٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ ، قَالَ :
    سَأَ لْتُ أَبَا الْحَسَنِ (7) عليه‌السلام عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنَ الصِّفَةِ ، فَقَالَ (Cool : « لَا تَجَاوَزْ (9) مَا (10) فِي الْقُرْآنِ » (11).
    280 / 8. سَهْلٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْقَاسَانِيِّ (12) ، قَالَ :
    __________________
    (1) إشارة إلى الآية 11 من سورة الشورى (42) : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ).
    (2) التوحيد ، ص 100 ، ح 9 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 387 ، ح 309.
    (3) في « ف » : « أعظم وأجلّ ».
    (4) في « ف » : « من أنّه تبلغ ».
    (5) في « بر » : « وصفوه ».
    (6) رجال الكشّي ، ص 279 ، ح 500 ، بسنده عن جعفر بن محمّد بن حكيم الخثعمي ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج 1 ، ص 410 ، ح 328.
    (7) في « ب ، بح » : + « موسى بن جعفر ». وفي « بر » : + « موسى ».
    (Cool في « ب ، ج ، بح ، بس ، بف » والوافي : « قال ».
    (9) في « بر » : « لاتجاوزوا ».
    (10) في المحاسن : « عمّا ».
    (11) المحاسن ، ص 239 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 214 ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن حفص أخي مرازم ، عن الفضل بن يحيى الوافي ، ج 1 ، ص 410 ، ح 329.
    (12) في « ألف » : « القاشاني ». هذا ، ولم نجد لهذا العنوان ذكراً في كتب الرجال ، ويحتمل وقوع التقديم والتأخير في العنوان كما وردت في الكافي ، ح 1307 ، رواية سهل بن زياد عن عليّ بن محمّد القاساني. وهو المترجم في رجال النجاشي ، ص 225 ، الرقم 669 ؛ ورجال البرقي ، ص 58 ؛ ورجال الطوسي ، ص 338 ، الرقم 5714.

    كَتَبْتُ إِلَيْهِ عليه‌السلام : أَنَّ مَنْ قِبَلَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِي التَّوْحِيدِ.
    قَالَ : فَكَتَبَ عليه‌السلام : « سُبْحَانَ مَنْ لَايُحَدُّ وَلَا يُوصَفُ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (1) (2).
    281 / 9. سَهْلٌ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ بَشَّارٍ النَّيْسَابُورِيِّ (3) ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلَى الرَّجُلِ عليه‌السلام (4) : أَنَّ مَنْ قِبَلَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِي التَّوْحِيدِ : فَمِنْهُمْ (5) مَنْ يَقُولُ (6) : جِسْمٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ (7) : صُورَةٌ.
    فَكَتَبَ إِلَيَّ : « سُبْحَانَ مَنْ لَايُحَدُّ ، وَلَا يُوصَفُ ، وَلَا يُشْبِهُهُ شَيْ‌ءٌ (Cool ، وَ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) »(9).
    282 / 10. سَهْلٌ (10) قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليه‌السلام سَنَةَ خَمْسٍ وَخَمْسِينَ وَمِائَتَيْنِ : قَدِ اخْتَلَفَ يَا سَيِّدِي ،
    __________________
    وله مكاتبات مضمرة. انظر : الكافي ، ح 9403 ؛ التهذيب ، ج 4 ، ص 159 ، ح 445 ، وص 243 ، ح 712 ؛ وج 7 ، ص 225 ، ح 985.
    (1) الشورى (42) : 11.
    (2) التوحيد ، ص 101 ، ح 12 ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن سهل بن زياد الوافي ، ج 1 ، ص 410 ، ح 330.
    (3) في « ج » : « بشير بن بشّار النيشابوري ». وفي « ألف » : « بشير النيشابوري ». والظاهر أنّ الصواب هو : « بشر » ؛ فقد روى الصدوق الخبر في التوحيد ، ص 101 ، ح 13 ، بسنده عن بشر بن بشّار النيسابوري ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام ، وعدّ الشيخ في رجاله ، ص 384 ، الرقم 5654 بشر بن بشّار النيسابوري من أصحاب أبي الحسن الثالث عليه‌السلام.
    (4) في التوحيد : « كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام ».
    (5) في « بر » وشرح المازندراني والتوحيد : « منهم ».
    (6) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والشروح والتوحيد. وفي المطبوع : + « [ هو ] ».
    (7) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والشروح والتوحيد. وفي المطبوع : + « [ هو ] ».
    (Cool في « بح » : « لايشبّه بشي‌ء ».
    (9) التوحيد ، ص 101 ، ح 13 ، بسنده عن بشر بن بشّار النيسابوري الوافي ، ج 1 ، ص 388 ، ح 310 ، لكن ليس فيه متن الحديث بل أشار إليه.
    (10) في « بح » : + « بن زياد ».

    أَصْحَابُنَا فِي التَّوْحِيدِ : مِنْهُمْ (1) مَنْ يَقُولُ : هُوَ (2) جِسْمٌ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : هُوَ (3) صُورَةٌ ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا سَيِّدِي ، أَنْ تُعَلِّمَنِي مِنْ ذلِكَ مَا أَقِفُ عَلَيْهِ وَلَا أَجُوزُهُ ، فَعَلْتَ (4) مُتَطَوِّلاً (5) عَلى عَبْدِكَ.
    فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ عليه‌السلام : « سَأَلْتَ عَنِ التَّوْحِيدِ ، وَهذَا (6) عَنْكُمْ مَعْزُولٌ (7) ، اللهُ وَاحِدٌ أَحَدٌ (Cool ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (9) ، خَالِقٌ وَ (10) لَيْسَ بِمَخْلُوقٍ ، يَخْلُقُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مَا يَشَاءُ مِنَ الْأَجْسَامِ وَغَيْرِ ذلِكَ وَلَيْسَ بِجِسْمٍ ، وَيُصَوِّرُ مَا يَشَاءُ وَلَيْسَ بِصُورَةٍ ، جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ شِبْهٌ (11) ، هُوَ لَاغَيْرُهُ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (12) (13).
    283 / 11. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ لَايُوصَفُ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ وَقَدْ قَالَ فِي كِتَابِهِ :
    __________________
    (1) في « ب ، ف » : « فمنهم ».
    (2) في « ب ، ج ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : ـ « هو ».
    (3) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « هو ».
    (4) في شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 280 : « في بعض النسخ : فحلّت ـ بالحاء المهملة ـ من الحيلولة ، أي صرت‌حائلاً متطوّلاً على عبدك بينه وبين قلبه في الميل إلى الباطل من أمر التوحيد ».
    (5) « المتطوّل » من الطَوْل بمعنى المنّ. الصحاح ، ج 5 ، ص 1755 ( طول ).
    (6) في حاشية ميرزا رفيعا : « وهو ».
    (7) « المعزول » أي الممنوع. وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 347 : « أي سألت عن تحقيق ما هو الحقّ في التوحيد وهو عنكم معزول ، أي تحقيقه بمدارككم وعقولكم ساقط عنكم ؛ لعجز عقولكم عن الإحاطة به ، وعن الوصول إلى حقّ تحقيقه ، إنّما المرجع لكم في التوحيد وَصْفُه سبحانه بما وصف به نفسه من أنّ الله واحد أحد ... ». وللمزيد انظر شروح الكافي.
    (Cool في التوحيد : + « صمد ».
    (9) الإخلاص (112) : 3 و 4.
    (10) في « ب » : ـ « و ».
    (11) في التوحيد : « شبيه ».
    (12) الشورى (42) : 11.
    (13) التوحيد ، ص 101 ، ح 14 ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن سهل بن زياد الوافي ، ج 1 ، ص 388 ، ح 311.

    ( وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) (1)؟! فَلَا يُوصَفُ بِقَدَرٍ (2) إِلاَّ كَانَ أَعْظَمَ مِنْ ذلِكَ » (3).
    284 / 12. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ أَوْ (4) عَنْ غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ (5) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ اللهَ عَظِيمٌ رَفِيعٌ ، لَايَقْدِرُ الْعِبَادُ عَلى صِفَتِهِ ، وَلَا يَبْلُغُونَ كُنْهَ عَظَمَتِهِ ، ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) (6) وَلَا يُوصَفُ بِكَيْفٍ ، وَلَا أَيْنٍ وَحَيْثٍ (7) ، وَكَيْفَ (Cool أَصِفُهُ بِالْكَيْفِ (9) وَهُوَ (10) الَّذِي كَيَّفَ الْكَيْفَ حَتّى صَارَ كَيْفاً ، فَعُرِفَتِ (11) الْكَيْفُ بِمَا كَيَّفَ لَنَا مِنَ الْكَيْفِ (12)؟! أَمْ كَيْفَ أَصِفُهُ بِأَيْنٍ (13) وَهُوَ الَّذِي أَيَّنَ الْأَيْنَ حَتّى صَارَ أَيْناً ، فَعُرِفَتِ الْأَيْنُ بِمَا أَيَّنَ لَنَا مِنَ الْأَيْنِ؟! أَمْ كَيْفَ أَصِفُهُ بِحَيْثٍ وَهُوَ الَّذِي حَيَّثَ الْحَيْثَ حَتّى صَارَ حَيْثاً ، فَعُرِفَتِ الْحَيْثُ بِمَا حَيَّثَ لَنَا مِنَ الْحَيْثِ؟! فَاللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ دَاخِلٌ فِي كُلِّ مَكَانٍ ، وَخَارِجٌ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ( لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ ) لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ( وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ )» (14).
    __________________
    (1) الأنعام (6) : 91 ؛ الحجّ (22) : 74 ؛ الزمر (39) : 67.
    (2) في التوحيد : « بقدرة ».
    (3) التوحيد ، ص 127 ، ح 6 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب المصافحة ، ح 2107 ، بسند آخر عن حمّاد ، عن ربعي ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره. المؤمن ، ص 30 ، ح 55 : « عن أبي جعفر عليه‌السلام » الوافي ، ج 1 ، ص 411 ، ح 332 ؛ البحار ، ج 76 ، ص 30 ، ح 26.
    (4) هكذا في النسخ. وفي المطبوع وحاشية « بف » والتوحيد : « و ».
    (5) في التوحيد : + « الجعفري ».
    (6) الأنعام (6) : 103.
    (7) في « ف » والتوحيد : « ولا حيث ».
    (Cool في التوحيد : « فكيف ».
    (9) في حاشية « بر » والتوحيد : « بكيف ».
    (10) في حاشية « ج » : + « الله ».
    (11) والتأنيث باعتبار أنّ الكيف هيئة قارّة ، أو باعتبار المقولة ؛ وكذا في نظائره.
    (12) في « ف » : ـ « من الكيف ».
    (13) في « ج » : « بالأين ».
    (14) التوحيد ، ص 115 ، ح 14 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 362 ، ح 282.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:27 pm

    11 ـ بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْجِسْمِ وَالصُّورَةِ‌
    285 / 1. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ يَرْوِي عَنْكُمْ : أَنَّ اللهَ جِسْمٌ صَمَدِيٌّ (1) نُورِيٌّ ، مَعْرِفَتُهُ ضَرُورَةٌ (2) ، يَمُنُّ بِهَا عَلى مَنْ يَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ.
    فَقَالَ عليه‌السلام : « سُبْحَانَ مَنْ لَايَعْلَمُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ إِلاَّ هُوَ ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ) (3) لَايُحَدُّ ، وَلَا يُحَسُّ ، وَلَا يُجَسُّ (4) ، وَلَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ (5) وَلَا الْحَوَاسُّ (6) ، وَلَا يُحِيطُ بِهِ شَيْ‌ءٌ ، وَلَا جِسْمٌ وَلَا صُورَةٌ ، وَلَا تَخْطِيطٌ وَلَا تَحْدِيدٌ » (7).
    286 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْجِسْمِ وَالصُّورَةِ ، فَكَتَبَ (Cool : « سُبْحَانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ، لَاجِسْمٌ (9) وَلَا صُورَةٌ (10) ». (11) ‌
    __________________
    (1) في حاشية « بف » : « صمد ».
    (2) في « ف » : « ضروريّة ». وفي حاشية « بف » : « ضروريّ ».
    (3) الشورى (42) : 11.
    (4) في « بس » : ـ « ولايجسّ ». وقوله : « لايجسّ » أي لايمسّ باليد. واحتمل الفيض كونه بمعنى لايتفحّص ، يقال : جسستُ الأخبار ، أي تفحّصتُ عنها. راجع : الصحاح ، ج 3 ، ص 913 ( جسس ).
    (5) في « ف » : + « وهو يدرك الأبصار ».
    (6) في « ب ، ج ، ض ، بس » : « ولاتدركه الحواسّ » بدل « ولاتدركه الأبصار ولا الحواسّ ». وفي « بح » : « ولايدركه الحواسّ » بدله. وفي التوحيد : « لايجسّ ولا يمسّ ولا تدركه الحواسّ » بدل « لايجسّ ولا تدركه الأبصار ولا الحواسّ ».
    (7) التوحيد ، ص 98 ، ح 4 ، بسنده عن أحمد بن إدريس الوافي ، ج 1 ، ص 389 ، ح 312.
    (Cool في « ف » : + « عليه‌السلام إليّ ».
    (9) في « بر » : « ولا جسم ».
    (10) في التوحيد ، ص 102 : ـ « لا جسم ولا صورة ».
    (11) التوحيد ، ص 97 ، ح 3 ، بسنده عن محمّد بن الحسن الصفّار ؛ وفيه ، ص 102 ، ح 17 ، بسنده عن سهل بن

    وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يُسَمِّ الرَّجُلَ. (1) ‌
    287 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ :
    جِئْتُ إِلَى الرِّضَا عليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَأَمْلى (2) عَلَيَّ : « الْحَمْدُ لِلّهِ فَاطِرِ الْأَشْيَاءِ (3) إِنْشَاءً ، وَمُبْتَدِعِهَا ابْتِدَاعاً (4) بِقُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ ، لَامِنْ شَيْ‌ءٍ ؛ فَيَبْطُلَ الِاخْتِرَاعُ ، وَلَا لِعِلَّةٍ ؛ فَلَا يَصِحَّ الِابْتِدَاعُ ، خَلَقَ مَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ ، مُتَوَحِّداً بِذلِكَ لِإِظْهَارِ حِكْمَتِهِ ، وَحَقِيقَةِ رُبُوبِيَّتِهِ ، لَاتَضْبِطُهُ (5) الْعُقُولُ ، وَلَا تَبْلُغُهُ الْأَوْهَامُ ، لَاتُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ ، وَلَا يُحِيطُ بِهِ مِقْدَارٌ ، عَجَزَتْ دُونَهُ الْعِبَارَةُ ، وَكَلَّتْ (6) دُونَهُ الْأَبْصَارُ (7) ، وَضَلَّ فِيهِ (Cool تَصَارِيفُ الصِّفَاتِ ، احْتَجَبَ بِغَيْرِ حِجَابٍ مَحْجُوبٍ (9) ، وَاسْتَتَرَ بِغَيْرِ سِتْرٍ مَسْتُورٍ ، عُرِفَ بِغَيْرِ‌
    __________________
    زياد الآدمي الوافي ، ج 1 ، ص 389 ، ح 313.
    (1) في شرح المازندراني : « ورواه محمّد بن أبي عبدالله ، الظاهر مكاتبة ويحتمل غيرها ، إلاّ أنّه لم يسمّ الرجل ؛ يعني قال : كتبت إلى الرجل ، ولم يصرّح باسمه ». وفي مرآة العقول : « قوله : لم يسمّ الرجل ، أي الراوي ».
    (2) « فأملى عليّ » أي أنشأ وألقى عليّ. انظر : المصباح المنير ، ص 580 ( ملل ).
    (3) « فاطر الأشياء » من الفِطْرَة بمعنى الخلقة ، أي خالقها. أو بمعنى الشقّ ، أي فاطر عدم الأشياء بوجوداتها. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 781 ( فطر ).
    (4) في « ب ، بر » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والتوحيد والعلل والوافي والبحار : « ابتداءً ».
    (5) في « بر » وحاشية ميرزا رفيعا : « لايضبطه ».
    (6) « كلّت » : أي أعيت وتعبت وعجزت ، من الكَلّ بمعنى التعب ، والإعياء أي العجز. انظر : المصباح المنير ، ص 538 ( كلل ).
    (7) « الأبصار » يحتمل الجمع والمصدر ، والأخير أبلغ عند الداماد والأوّل أظهر عند المازندراني. انظر : التعليقة للداماد ، ص 235 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 294.
    (Cool في « ج » : « به ».
    (9) « محجوب » : إمّا خبر لمبتدأ محذوف ، والظرف متعلّق به ، والغرض دفع توهّم أن يكون له حجاباً حسّياً أوعقليّاً ، أي هو محجوب بغير حجاب حسّيّ أو عقليّ. وإمّا مجرور صفة لحجاب ، والغرض دفع توهّم احتجابه بحجاب غليظ مانع من الإدراك ، يعني احتجابه ليس بحجاب محجوب بحجاب آخر. وهكذا « مستور ». انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 294 ـ 295.

    رُؤْيَةٍ (1) ، وَوُصِفَ بِغَيْرِ صُورَةٍ ، وَنُعِتَ بِغَيْرِ جِسْمٍ ، لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ (2) الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ » (3).
    288 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :
    وَصَفْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام قَوْلَ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ الْجَوَالِيقِيِّ ، وَحَكَيْتُ لَهُ قَوْلَ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، أَنَّهُ جِسْمٌ (4).
    فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ تَعَالى لَايُشْبِهُهُ شَيْ‌ءٌ ، أَيُّ فُحْشٍ أَوْ خَناً (5) أَعْظَمُ مِنْ قَوْلِ مَنْ يَصِفُ خَالِقَ الْأَشْيَاءِ بِجِسْمٍ أَوْ صُورَةٍ ، أَوْ بِخِلْقَةٍ ، أَوْ بِتَحْدِيدٍ وَأَعْضَاءٍ (6)؟ تَعَالَى اللهُ عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً » (7).
    289 / 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الرُّخَّجِيِّ (Cool ، قَالَ :
    __________________
    (1) الفعل إمّا مجهول أو معلوم ، و « رؤية » على التقديرين ، إمّا رَوِيّة بمعنى الفكر ، أو رُؤية. فهذه احتمالات أربعة. والأوّل هو الظاهر من كلام صدر المتألّهين ، والثالث هو المظنون عند المازندراني ، والباقي محتمل بعيداً عنده أيضاً. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 271 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 296.
    (2) في « ف » والعلل : + « هو ».
    (3) التوحيد ، ص 98 ، ح 5 ، بسنده عن محمّد بن الحسن الصفّار ؛ علل الشرائع ، ص 9 ، ح 3 ، بسنده عن سهل بن زياد الوافي ، ج 1 ، ص 442 ، ح 360 ؛ وفي البحار ، ج 57 ، ص 161 ، ح 95 ، إلى قوله : « فلا يصحّ الابتداع ».
    (4) في « ف » : + « نوريّ ».
    (5) في شرح المازندراني : « الخنا : الفحش والفساد. والعطف يقتضي المغايرة. ولعلّ الثاني أغلظ من الأوّل ، والشكّ من الراوي أيضاً محتمل ». وانظر : لسان العرب ، ج 14 ، ص 244 ( خنو ).
    (6) في « ب ، ف ، بح ، بس » والتوحيد : « أو أعضاء ».
    (7) التوحيد ، ص 99 ، ح 6 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الوافي ، ج 1 ، ص 389 ، ح 314.
    (Cool في « ألف » : « الرجحي ». وفي « ب » : « الزجحي ». وكلاهما سهو. ومحمّد بن الفرج الرخجي مذكور في كتب الرجال. راجع : رجال النجاشي ، ص 371 ، الرقم 1041 ؛ رجال الطوسي ، ص 364 ، الرقم 1014 ، وص 367 ، الرقم 5396. والرُخجي نسبة إلى الرُخَجيّة ، وهي قرية على نحو فرسخ من بغداد. راجع : الأنساب للسمعاني ، ج 3 ، ص 52 ؛ لبّ اللباب في تهذيب الأنساب ، ج 2 ، ص 20.

    كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام (1) أَسْأَلُهُ عَمَّا قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ فِي الجِسْمِ ، وَهِشَامُ بْنُ سَالِمٍ فِي الصُّورَةِ.
    فَكَتَبَ عليه‌السلام : « دَعْ عَنْكَ حَيْرَةَ الْحَيْرَانِ ، وَاسْتَعِذْ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ (2) ، لَيْسَ الْقَوْلُ مَا قَالَ الْهِشَامَانِ (3) » (4).
    290 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ (5) ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (6) بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ ظَبْيَانَ يَقُولُ : دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ يَقُولُ قَوْلاً عَظِيماً إِلاَّ أَنِّي أَخْتَصِرُ لَكَ (7) مِنْهُ أَحْرُفاً ، فَزَعَمَ (Cool أَنَّ اللهَ جِسْمٌ ؛ لِأَنَّ الْأَشْيَاءَ شَيْئَانِ : جِسْمٌ ، وَفِعْلُ الْجِسْمِ ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الصَّانِعُ بِمَعْنَى الْفِعْلِ ، وَيَجُوزُ‌
    __________________
    (1) في الأمالي : « أبي الحسن عليّ بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن‌عليّ بن أبي طالب عليهم‌السلام ».
    (2) في الأمالي والوافي : + « الرجيم ».
    (3) الهشامان ممدوحان مقبولان عند الشرّاح وعدّة من العلماء ، والشرّاح كلّهم مجمعون على وجوب تأويل ما حكي عنهما. والتفصيل موكول إلى محلّه. وللمزيد انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 267 ـ 268 و 271 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 300 ـ 301 و 229 ـ 231 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 292 ـ 293 ؛ مرآة العقول ، ج 2 وص 3 ـ 5.
    (4) التوحيد ، ص 97 ، ح 2 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 277 ، المجلس 47 ، ح 1 ، بسندهما عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 390 ، ح 315.
    (5) ورد الخبر في التوحيد ، ص 99 ، ح 7 ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الحسن‌والحسين بن عليّ ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن بكر بن صالح. وقد وردت رواية محمّد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الحسين بن الحسن ، عن بكر بن صالح ، في الكافي ، ح 223 وح 275 وح 290 وح 302 وح 361 ، والطبقة تساعد هذا الارتباط. فلا وجه للقول بسقوط ما ورد في سند التوحيد من « والحسين بن عليّ ، عن صالح بن أبي حمّاد » من سند الكافي ، بل الظاهر وقوع الاختلال في سند التوحيد ، يؤيّد ذلك أنّا لم نجد رواية من يسمّى بالحسين بن عليّ عن صالح بن أبي حمّاد في موضع. ويؤيّده أيضاً أنّ الكليني قدس‌سره يروي في جميع أسناده عن صالح بن أبي حمّاد بواسطة واحدة ، ولم نجد في مشايخه الحسين بن عليّ.
    (6) في « ألف ، بف » والتوحيد : « الحسين ».
    (7) في « بر » : ـ « لك ».
    (Cool في « بح ، بس » والتوحيد : « يزعم ».

    أَنْ يَكُونَ بِمَعْنَى الْفَاعِلِ.
    فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَيْحَهُ (1) ، أَمَا عَلِمَ أَنَّ الْجِسْمَ مَحْدُودٌ مُتَنَاهٍ ، وَالصُّورَةَ مَحْدُودَةٌ مُتَنَاهِيَةٌ؟ فَإِذَا احْتَمَلَ الْحَدَّ ، احْتَمَلَ الزِّيَادَةَ وَالنُّقْصَانَ ، وَإِذَا احْتَمَلَ الزِّيَادَةَ وَالنُّقْصَانَ ، كَانَ مَخْلُوقاً ».
    قَالَ : قُلْتُ (2) : فَمَا أَقُولُ؟
    قَالَ : « لَا جِسْمٌ وَلَا صُورَةٌ ، وَهُوَ مُجَسِّمُ الْأَجْسَامِ ، وَمُصَوِّرُ الصُّوَرِ ، لَمْ يَتَجَزَّأْ (3) ، وَلَمْ يَتَنَاهَ ، وَلَمْ يَتَزَايَدْ ، وَلَمْ يَتَنَاقَصْ ، لَوْ كَانَ كَمَا يَقُولُونَ ، لَمْ يَكُنْ بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ فَرْقٌ ، وَلَا بَيْنَ الْمُنْشِئِ وَالْمُنْشَا (4) ، لكِنْ هُوَ الْمُنْشِئُ (5) ، فَرَّقَ بَيْنَ مَنْ جَسَّمَهُ وَصَوَّرَهُ وَأَنْشَأَهُ ؛ إِذْ كَانَ لَايُشْبِهُهُ شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يُشْبِهُ هُوَ شَيْئاً » (6).
    291 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْعَبَّاسِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْحِمَّانِيِّ ، قَالَ :
    __________________
    (1) هكذا في « ظ ، بع » وحاشية « جل ، جه » والمطبوع. وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدرالمتألّهين والوافي والتوحيد : « ويله ». و « الويح » كلمة ترحّم وتوجّع ، تقال لمن وقع في هلكة لايستحقّها ، وقد يقال بمعنى المدح والتعجّب. و « الويل » كلمة عذاب. وقيل : هما بمعنى واحد. الصحاح ، ج 1 ، ص 417 ؛ النهاية ، ج 5 ، ص 235 ( ويح ) ؛ الصحاح ، ج 5 ، ص 1846 ( ويل ).
    (2) في « ب » وشرح صدر المتألّهين : + « له ».
    (3) في « ب » : « لم يتغيّر ». وفي « بح » : « لم يتّحد ». وفي « بس » وحاشية « ب ، بف » : « لم يتجزّ ». وقال المازندراني‌في شرحه : « خبر آخر لـ « هو » بترك العاطف ، فهو تعليل ثان لما ذكر ».
    (4) في « بر » : + « فرق ».
    (5) عند صدر المتألّهين « المُنْشَأ » اسم مفعول ، والضمير للجسم ، و « فرق » مصدر ، وكلمة « بينه » بعده مقدّر ، والمعنى : لكنّ الجسم مُنْشَأ ، ففرق بينه وبين من جسّمه وصوّره وأنشأه. وعند المازندراني اسم فاعل ، والضمير لله‌تعالى ، و « فرق » فعل ماض معلوم من الفرق أو من التفريق ، والمعنى أنّه تعالى ميّز بين الأشياء. واحتمل المجلسي كلا الوجهين. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 272 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ص 307 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 7.
    (6) التوحيد ، ص 99 ، ح 7 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي الوافي ، ج 1 ، ص 390 ، ح 316.

    قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهما‌السلام : إِنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ زَعَمَ (1) أَنَّ اللهَ جِسْمٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ (2) ، عَالِمٌ ، سَمِيعٌ ، بَصِيرٌ (3) ، قَادِرٌ ، مُتَكَلِّمٌ ، نَاطِقٌ ، وَالْكَلَامُ وَالْقُدْرَةُ وَالْعِلْمُ يَجْرِي مَجْرى وَاحِدٍ ، لَيْسَ شَيْ‌ءٌ مِنْهَا مَخْلُوقاً.
    فَقَالَ : « قَاتَلَهُ اللهُ ، أَمَا عَلِمَ أَنَّ الْجِسْمَ مَحْدُودٌ ، وَالْكَلَامَ غَيْرُ الْمُتَكَلِّمِ؟ مَعَاذَ اللهِ ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللهِ مِنْ هذَا الْقَوْلِ ، لَاجِسْمٌ ، وَلَا صُورَةٌ ، وَلَا تَحْدِيدٌ ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ سِوَاهُ مَخْلُوقٌ ، إِنَّمَا تُكَوَّنُ (4) الْأَشْيَاءُ بِإِرَادَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ ، مِنْ غَيْرِ كَلَامٍ ، وَلَا تَرَدُّدٍ فِي نَفَسٍ ، وَلَا نُطْقٍ بِلِسَانٍ ». (5) ‌
    292 / 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :
    وَصَفْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام قَوْلَ هِشَامٍ الْجَوَالِيقِيِّ وَمَا يَقُولُ فِي الشَّابِّ الْمُوَفَّقِ (6) ، وَوَصَفْتُ لَهُ قَوْلَ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ لَايُشْبِهُهُ شَيْ‌ءٌ » (7).
    __________________
    (1) في « ب ، ف ، بح ، بر ، بس » : « يزعم ».
    (2) قوله : ليس كمثله شي‌ء ، يشير إلى أنّه لم يقل بالجسميّة الحقيقيّة ، بل أخطأ فأطلق عليه تعالى الجسم ونفى عنه‌صفات الأجسام ولوازمها كلّها ؛ يعني أنّه جسم ممتاز عن غيره من الأجسام ، لايماثله شي‌ء في نوريّة ذاته وصفات كماله ونعوت جلاله. قال العلاّمة المجلسي : « ويحتمل أن يكون مراده أنّه لايشبهه شي‌ء من الأجسام ، بل هو نوع مباين لسائر أنواع الأجسام ». انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 308 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 365 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 8.
    (3) في « بر » والوافي : « سميع بصير عالم » بدل « عالم سميع بصير ».
    (4) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر » : « يكون ». وفي شرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا والوافي : « يكوّن ». وفي‌شرح المازندراني : « يكون : بسكون الواو من الكون ، أو بكسرها وتشديدها من التكوين » وفي مرآة العقول : « قوله : « تكون » يمكن أن يقرأ على المعلوم من المجرّد ، أو المجهول من بناء التفعيل ».
    (5) التوحيد ، ص 100 ، ح 8 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي الوافي ، ج 1 ، ص 391 ، ح 317.
    (6) مضى تفسيره ذيل الحديث 275.
    (7) التوحيد ، ص 97 ، ح 1 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم الوافي ، ج 1 ، ص 392 ، ح 318.

    12 ـ بَابُ صِفَاتِ الذَّاتِ‌
    293 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّيَالِسِيِّ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَمْ يَزَلِ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ رَبَّنَا ، وَالْعِلْمُ ذَاتُهُ وَلَا مَعْلُومَ ، وَالسَّمْعُ ذَاتُهُ وَلَا مَسْمُوعَ ، وَالْبَصَرُ ذَاتُهُ وَلَا مُبْصَرَ ، وَالْقُدْرَةُ ذَاتُهُ وَلَا مَقْدُورَ ، فَلَمَّا أَحْدَثَ الْأَشْيَاءَ وَكَانَ (1) الْمَعْلُومُ (2) ، وَقَعَ الْعِلْمُ مِنْهُ عَلَى الْمَعْلُومِ ، وَالسَّمْعُ عَلَى الْمَسْمُوعِ ، وَالْبَصَرُ عَلَى الْمُبْصَرِ ، وَالْقُدْرَةُ عَلَى الْمَقْدُورِ ».
    قَالَ : قُلْتُ : فَلَمْ يَزَلِ (3) اللهُ مُتَحَرِّكاً؟
    قَالَ : فَقَالَ : « تَعَالَى اللهُ (4) ؛ إِنَّ الْحَرَكَةَ صِفَةٌ مُحْدَثَةٌ بِالْفِعْلِ (5) ». (6) ‌
    قَالَ : قُلْتُ : فَلَمْ يَزَلِ اللهُ مُتَكَلِّماً؟
    قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ الْكَلَامَ صِفَةٌ مُحْدَثَةٌ لَيْسَتْ بِأَزَلِيَّةٍ ، كَانَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَلَا مُتَكَلِّمَ ». (7) ‌
    294 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « كَانَ اللهُ وَلَا شَيْ‌ءَ غَيْرُهُ ، وَلَمْ يَزَلْ عَالِماً بِمَا‌
    __________________
    (1) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّ « كان » تامّة بمعنى وُجد ».
    (2) في البحار : ـ « وكان المعلوم ».
    (3) في « ب » : « لم يزل ».
    (4) هكذا في النسخ والشروح. وفي المطبوع والبحار : + « عن ذلك ».
    (5) في « بر » : « للفعل ».
    (6) في التوحيد : ـ « قال : قلت ـ إلى قوله ـ محدثة بالفعل ».
    (7) التوحيد ، ص 139 ، ح 1 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم الوافي ، ج 1 ، ص 445 ، ح 361 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 161 ، ح 96.

    يَكُونُ (1) ؛ فَعِلْمُهُ بِهِ قَبْلَ كَوْنِهِ كَعِلْمِهِ بِهِ بَعْدَ كَوْنِهِ (2) » (3).
    295 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْكَاهِلِيِّ ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام : فِي دُعَاءٍ : الْحَمْدُ لِلّهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ؟
    فَكَتَبَ إِلَيَّ : « لَا تَقُولَنَّ مُنْتَهى عِلْمِهِ ؛ فَلَيْسَ لِعِلْمِهِ مُنْتَهىً (4) ، وَلكِنْ قُلْ : مُنْتَهى رِضَاهُ » (5).
    296 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ :
    أَنَّهُ كَتَبَ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام يَسْأَلُهُ عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : أَكَانَ يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ قَبْلَ أَنْ خَلَقَ (6) الْأَشْيَاءَ وَكَوَّنَهَا (7) ، أَوْ لَمْ يَعْلَمْ ذلِكَ حَتّى خَلَقَهَا وَأَرَادَ خَلْقَهَا وَتَكْوِينَهَا ، فَعَلِمَ مَا خَلَقَ عِنْدَ مَا خَلَقَ ، وَمَا كَوَّنَ عِنْدَ مَا كَوَّنَ؟
    فَوَقَّعَ بِخَطِّهِ عليه‌السلام : « لَمْ يَزَلِ اللهُ عَالِماً بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْأَشْيَاءَ كَعِلْمِهِ بِالْأَشْيَاءِ بَعْدَ مَا خَلَقَ الْأَشْيَاءَ » (Cool.
    __________________
    (1) في التوحيد : « بما كوّن ». وفي البحار : ـ « بما يكون ».
    (2) في التوحيد : « بعد ما كوّنه ».
    (3) التوحيد ، ص 145 ، ح 12 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار الوافي ، ج 1 ، ص 449 ، ح 362 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 161 ، ح 97.
    (4) وفي‌التوحيد : ـ « فليس لعلمه منتهى ».
    (5) التوحيد ، ص 134 ، ح 2 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار وأحمد بن إدريس جميعاً ، عن محمّد بن أحمد ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان ، عن الكاهلي. وفيه ، ص 134 ، ح 1 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف. تحف العقول ، ص 408 ، مرسلاً عن عبدالله بن يحيى الوافي ، ج 1 ، ص 453 ، ح 367 ؛ الوسائل ، ج 7 ، ص 137 ، ذيل ح 8937.
    (6) في حاشية « ف » : « قبل خلْق ».
    (7) في حاشية « ف » : « كون ».
    (Cool التوحيد ، ص 145 ، ح 13 ، بسنده عن سعد بن عبدالله ، عن أيّوب بن نوح الوافي ، ج 1 ، ص 450 ، ح 363 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 162 ، ح 98.

    297 / 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَةَ ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلَى الرَّجُلِ عليه‌السلام أَسْأَلُهُ (1) أَنَّ مَوَالِيَكَ (2) اخْتَلَفُوا فِي الْعِلْمِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَمْ يَزَلِ اللهُ (3) عَالِماً قَبْلَ فِعْلِ الْأَشْيَاءِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَانَقُولُ : لَمْ يَزَلِ اللهُ (4) عَالِماً ؛ لِأَنَّ مَعْنى « يَعْلَمُ » « يَفْعَلُ » (5) ، فَإِنْ أَثْبَتْنَا الْعِلْمَ (6) ، فَقَدْ أَثْبَتْنَا فِي الْأَزَلِ مَعَهُ (7) شَيْئاً ، فَإِنْ رَأَيْتَ (Cool ـ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ ـ أَنْ تُعَلِّمَنِي مِنْ ذلِكَ مَا أَقِفُ عَلَيْهِ وَلَا أَجُوزُهُ.
    فَكَتَبَ بِخَطِّهِ عليه‌السلام : « لَمْ يَزَلِ اللهُ عَالِماً تَبَارَكَ وَتَعَالى ذِكْرُهُ » (9).
    298 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ سُكَّرَةَ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُعَلِّمَنِي هَلْ كَانَ اللهُ ـ جَلَّ وَجْهُهُ ـ يَعْلَمُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ أَنَّهُ وَحْدَهُ؟ فَقَدِ اخْتَلَفَ مَوَالِيكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : قَدْ كَانَ يَعْلَمُ (10) ‌__________________
    (1) في « بر » : ـ « أسأله ».
    (2) في شرح صدر المتألّهين ص 276 : « الموالي : جمع المولى. والمولى على وجوه : المعتِق ، والمعتَق ، وابن العمّ ، والناصر ، والجار ، والمتصرّف في أمر واحد. والمراد هنا الناصر ، فمعنى مواليك ، أي أنصارك وشيعتك ». وانظر الصحاح ، ج 6 ، ص 2529 ؛ النهاية ، ج 5 ، ص 227 ( ولي ).
    (3) في « ج ، بر » : ـ « الله ».
    (4) في البحار : ـ « الله ».
    (5) قوله : « لأنّ معنى يعلم يفعل » ، قائله توهّم أنّ العالم من الصفات الفعليّة ، وتحقّق الصفات الفعليّة يقتضي أن‌يكون معه تعالى شي‌ء. فمعنى يفعل أي يفعل العلم ويوجده ، باعتبار أنّ العلم إدراك والإدراك فعل ، أو أنّ العلم يستلزم الفعل ؛ بناءً على أنّ العلم يقتضي المعلوم ، فتحقّق العلم في الأزل يقتضي تحقّق المعلوم ، فيكون معه تعالى شي‌ء. والإمام عليه‌السلام أبطل هذا القول بأنّ العلم في مقام الذات من صفات الذات. انظر : التعليقة للداماد ، ص 241 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 335 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 11.
    (6) في « بس » : « الفعل ».
    (7) في « ج ، بح » : « معه في الأزل ». وفي « ف » : « العلم معه في الأزل ».
    (Cool في شرح المازندراني : « جواب الشرط محذوف ، أي فعلت ، أو تطوّلت ، أو نحو ذلك ».
    (9) الوافي ، ج 1 ، ص 450 ، ح 364 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 162 ، ح 99.
    (10) في التوحيد : + « تبارك وتعالى أنّه وحده ».

    قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ شَيْئاً مِنْ خَلْقِهِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا مَعْنى « يَعْلَمُ » « يَفْعَلُ » ، فَهُوَ الْيَوْمَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَاغَيْرُهُ قَبْلَ فِعْلِ الْأَشْيَاءِ ، فَقَالُوا (1) : إِنْ أَثْبَتْنَا أَنَّهُ لَمْ يَزَلْ عَالِماً بِأَنَّهُ لَاغَيْرُهُ ، فَقَدْ أَثْبَتْنَا مَعَهُ غَيْرَهُ فِي أَزَلِيَّتِهِ ، فَإِنْ رَأَيْتَ يَا سَيِّدِي ، أَنْ تُعَلِّمَنِي مَا لَا أَعْدُوهُ إِلى غَيْرِهِ.
    فَكَتَبَ عليه‌السلام : « مَا زَالَ اللهُ عَالِماً تَبَارَكَ وَتَعَالى ذِكْرُهُ (2) ». (3) ‌
    13 ـ بَابٌ آخَرُ وَهُوَ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ‌
    299 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ فِي (4) صِفَةِ الْقَدِيمِ : « إِنَّهُ وَاحِدٌ (5) ، صَمَدٌ ، أَحَدِيُّ الْمَعْنى (6) ، لَيْسَ (7) بِمَعَانِي (Cool كَثِيرَةٍ مُخْتَلِفَةٍ ».
    قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، يَزْعُمُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ (9) أَنَّهُ يَسْمَعُ بِغَيْرِ الَّذِي يُبْصِرُ ، وَيُبْصِرُ بِغَيْرِ الَّذِي يَسْمَعُ؟
    قَالَ : فَقَالَ : « كَذَبُوا ، وَأَلْحَدُوا (10) ، وَشَبَّهُوا ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذلِكَ (11) ؛ إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ،
    __________________
    (1) في « بر » والتوحيد : « وقالوا ».
    (2) في « بر ، بف » : + « وثناؤه ».
    (3) التوحيد ، ص 145 ، ح 11 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار الوافي ، ج 1 ، ص 451 ، ح 365 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 163 ، ح 100.
    (4) في التوحيد : « من ».
    (5) في التوحيد : + « أحد ».
    (6) في شرح المازندراني : « أحديّ المعني : قد يراد به أنّه لايشاركه شي‌ء في وجوده ووجوبه وربوبيّته وغيرها من الصفات الذاتيّة والفعليّة ، وقد يراد ليس له صفات زائدة على ذاتة. فعلى الأوّل قوله عليه‌السلام : « ليس بمعانٍ كثيرة مختلفة » تأسيس ، وعلى الثاني تفسير وتأكيد ».
    (7) في التوحيد : « وليس ».
    (Cool في « ب » : « بمعان ».
    (9) في « ف » : ـ « قوم من أهل العراق ».
    (10) أصل الإلحاد : الميل والعدول عن الشي‌ء. يقال : ألحد في دين الله تعالى ، أي حاد عنه وعدل. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 534 ؛ النهاية ، ج 4 ، ص 339 ( لحد ).
    (11) في « ج ، بر » : ـ « عن ذلك ». وفي « ف » : + « علوّاً كبيراً ».

    يَسْمَعُ بِمَا يُبْصِرُ ، وَيُبْصِرُ بِمَا يَسْمَعُ ».
    قَالَ : قُلْتُ : يَزْعُمُونَ أَنَّهُ بَصِيرٌ (1) عَلى مَا يَعْقِلُونَهُ (2)؟
    قَالَ : فَقَالَ : « تَعَالَى اللهُ ، إِنَّمَا يُعْقَلُ (3) مَا كَانَ بِصِفَةِ (4) الْمَخْلُوقِ وَ (5) لَيْسَ اللهُ كَذلِكَ ». (6) ‌
    300 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :
    فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ ـ الَّذِي سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ـ أَنَّهُ قَالَ لَهُ : أَتَقُولُ : إِنَّهُ سَمِيعٌ بَصِيرٌ؟ (7) ‌
    فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « هُوَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ، سَمِيعٌ (Cool بِغَيْرِ جَارِحَةٍ ، وَبَصِيرٌ بِغَيْرِ آلَةٍ ، بَلْ يَسْمَعُ بِنَفْسِهِ ، وَيُبْصِرُ بِنَفْسِهِ ، وَلَيْسَ قَوْلِي : إِنَّهُ سَمِيعٌ بِنَفْسِهِ (9) أَنَّهُ شَيْ‌ءٌ وَالنَّفْسُ شَيْ‌ءٌ آخَرُ ، وَلكِنِّي (10) أَرَدْتُ عِبَارَةً عَنْ نَفْسِي ؛ إِذْ (11) كُنْتُ مَسْؤُولاً ، وَإِفْهَاماً لَكَ (12) ؛ إِذْ كُنْتَ‌
    __________________
    (1) في « ف » : « يبصر ».
    (2) في حاشية « بح » : « ينحلونه ». وفي حاشية « ض » : « يفعلونه ». قال صدر المتألّهين : « كأنّه سهو من الناسخ ». والمازندراني يراه صحيحاً ؛ حيث ذكر له معنى صحيحاً ، وهو : « يعني يزعمون أنّه بصير على مايفعلونه ويوجدونه من الإدراك البصري الذي يقوم بهم. فمعنى أنّه تعالى بصير : أنّه يوجد الإدراك الذي يقوم به ، فيكون البصير من الصفات الفعليّة ، كما قيل مثل ذلك في العلم. وتقرير الجواب واضح ». انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 277 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 342.
    (3) في شرح صدر المتألّهين : « يَعْقِل » أي قرأه معلوماً. وفي حاشية « ض ، بر » : « يُفْعَل ».
    (4) في « بح ، بر » : « يصفه ».
    (5) في « ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : ـ « و ».
    (6) التوحيد ، ص 144 ، ح 9 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم القمّي الوافي ، ج 1 ، ص 451 ، ح 366.
    (7) في « بح » : + « قال ».
    (Cool في « ب » : ـ « سميع ».
    (9) في الكافي ، ح 227 : + « أنّه سميع يسمع بنفسه ، وبصير يبصر بنفسه » ؛ وفي التوحيد ، ص 243 : « إنّه يسمع‌بنفسه ويبصر بنفسه » كلاهما بدل « إنّه سميع بنفسه ».
    (10) في الكافي ، ح 227 والتوحيد ، ص 243 : « ولكن ».
    (11) في « ف » : « إذا ».
    (12) في شرح صدر المتألّهين : « إفهامُك ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:28 pm

    سَائِلاً ، فَأَقُولُ : يَسْمَعُ بِكُلِّهِ لَا أَنَّ (1) كُلَّهُ لَهُ بَعْضٌ (2) ؛ لِأَنَّ (3) الْكُلَّ لَنَا لَهُ (4) بَعْضٌ ، ولكِنْ (5) أَرَدْتُ إِفْهَامَكَ ، وَالتَّعْبِيرَ عَنْ نَفْسِي (6) ، وَلَيْسَ مَرْجِعِي (7) فِي ذلِكَ كُلِّهِ إِلاَّ إِلى (Cool أَنَّهُ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، الْعَالِمُ الْخَبِيرُ ، بِلَا اخْتِلَافِ الذَّاتِ ، وَلَا اخْتِلَافِ مَعْنىً (9) ». (10) ‌
    14 ـ بَابُ الْإِرَادَةِ أَنَّهَا‌ (11) مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ، وَسَائِرِ صِفَاتِ‌الْفِعْلِ (12) ‌
    301 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْأَشْعَرِيِّ ، عَنِ‌
    __________________
    (1) في « ج » : « لأنّ » بدل « لا أنّ ».
    (2) في الكافي ، ح 227 : « فأقول : إنّه سميع بكلّه ، لا أنّ الكلّ منه له بعضٌ » بدل « فأقول : يسمع بكلّه ، لا أنّ كلّه له بعض ».
    (3) رجوع التعليل إلى كلّ واحدٍ من النفي والمنفيّ ممكن. اختار المازندراني الأوّل واحتمل الثاني. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 342.
    (4) في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : ـ « له ». وفي حاشية « بح » : « أي بعض له ». وفي حاشية « بل » : « أي ذو بعض ، بحذف المضاف ». وفي الكافي ، ح 227 والتوحيد : « لا أنّ الكلّ منه له بعض » بدل « لا أنّ كلّه له بعض ؛ لأنّ الكلّ لنا له بعض ».
    (5) في « بح ، بر » والكافي ، ح 227 والتوحيد : « ولكنّي ».
    (6) في شرح صدر المتألّهين : « عمّا في نفسي ».
    (7) في « ف » : « مرجع قولي ».
    (Cool هكذا في « ف ، بس » وحاشية « بح » والكافي ، ح 227 والتوحيد ، ص 243. وفي المطبوع وسائر النسخ : ـ « إلى ».
    (9) في « ض ، بر » والكافي ، ح 227 والتوحيد : « المعنى ».
    (10) الحديث طويل ، قطّعه الكليني رحمه‌الله ، وأورد قطعة منه هنا ، وصدره في كتاب التوحيد ، باب حدوث العالم وإثبات المحدث ، ح 220 ، وذكر تتمّة الحديث في ثلاث مواضع اخرى من الكافي ( : كتاب التوحيد ، باب إطلاق القول بأنّه شي‌ء ، ح 227 ؛ وباب الإرادة أنّها من صفات الفعل ، ح 306 ؛ وكتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 434 ) كما أشار إليه العلاّمة الفيض في الوافي ، ج 1 ، ص 330. وأورد الصدوق رحمه‌الله تمام الرواية في التوحيد ، ص 243 ، ح 1 ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم القمّي. وذكر هذه القطعة أيضاً في التوحيد ، ص 144 ، ح 10 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم القمّي الوافي ، ج 1 ، ص 327 ، ح 256.
    (11) في « بس » : « فإنّها ».
    (12) في شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 344 : « الظاهر أنّ « باب الإرادة » مبتدأ و « أنّها » خبره. ويحتمل أن يكون « باب الإرادة » خبر مبتدء محذوف ، و « أنّها » بدل الإرادة ، و « سائر صفات الفعل » عطف على الإرادة. وهو رحمه‌الله يذكر في هذا الباب ضابطة للفرق بين صفات الفعل وصفات الذات ».

    الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ الْأَهْوَازِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ (1) :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ (2) : لَمْ يَزَلِ اللهُ مُرِيداً؟ قَالَ (3) : « إِنَّ الْمُرِيدَ لَايَكُونُ إِلاَّ لِمُرَادٍ (4) مَعَهُ (5) ، لَمْ يَزَلِ اللهُ (6) عَالِماً قَادِراً ، ثُمَّ أَرَادَ » (7).
    302 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ (Cool ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : عِلْمُ اللهِ وَمَشِيئَتُهُ هُمَا مُخْتَلِفَانِ أَوْ مُتَّفِقَانِ؟
    فَقَالَ : « الْعِلْمُ لَيْسَ هُوَ الْمَشِيئَةَ ؛ أَلَاتَرى (9) أَنَّكَ تَقُولُ : سَأَفْعَلُ (10) كَذَا إِنْ شَاءَ اللهُ ،
    __________________
    (1) في « ف » وحاشية « بح » : + « عن أبي بصير » ، لكنّ الظاهر عدم توسّط أبي بصير بين عاصم بن حُمَيد وبين أبي عبدالله عليه‌السلام في السند ؛ فقد روى الشيخ الصدوق الخبر في التوحيد ، ص 146 ، ح 15 ، بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عاصم بن حُمَيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. هذا ، ولعلّ الوجه في زيادة « عن أبي بصير » تعدّد رواية النضر بن سويد عن عاصم بن حُمَيد عن أبي بصير ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج 9 ، ص 473 ـ 475.
    (2) في التوحيد : + « له ».
    (3) في « ف » والتوحيد : « فقال ».
    (4) في « بر » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي : « المراد ». أي لايكون المريد بحال إلاّحال كون المراد معه ، ولايكون مفارقاً عن المراد.
    (5) في « ف ، بح » والتوحيد : + « بل ».
    (6) في « ب ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والتوحيد : ـ « الله ».
    (7) التوحيد ، ص 146 ، ح 15 ، بسنده عن حسين بن سعيد الوافي ، ج 1 ، ص 455 ، ح 368 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 163 ، ح 101.
    (Cool الحسن بن الجهم هو الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين. روى عن أبي الحسن موسى والرضا عليهما‌السلام ، وكان من خاصّة الرضا عليه‌السلام. وروى في بعض الأسناد عن [ عبدالله ] بن بكير. راجع : رجال النجاشي ، ص 50 ، الرقم 109 ؛ رسالة أبي غالب الزراري ، ص 115 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 4 ، ص 506 ـ 507.
    وأمّا روايته عن بكير بن أعين ، فلم نجده إلاّفي هذا الخبر الذي رواه الصدوق أيضاً في التوحيد ، ص 146 ، ح 16. وبكير مات في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام كما في رجال الكشّي ، ص 161 ، الرقم 270 ؛ ورجال الطوسي ، ص 170 ، الرقم 1992 ، ورسالة أبي غالب الزراري ، ص 188. فالظاهر وقوع خلل في السند من سقط أو إرسال.
    (9) في الوافي : « ألا تدري ».
    (10) في « بح ، بف » وحاشية « ب ، بس » : « سأعلم ».

    وَلَا تَقُولُ : سَأَفْعَلُ كَذَا إِنْ عَلِمَ اللهُ ، فَقَوْلُكَ : « إِنْ شَاءَ اللهُ » دَلِيلٌ عَلى أَنَّهُ لَمْ يَشَأْ ؛ فَإِذَا (1) شَاءَ ، كَانَ الَّذِي شَاءَ كَمَا شَاءَ ، وَعِلْمُ اللهِ السَّابِقُ (2) لِلْمَشِيئَةِ (3) ». (4) ‌
    303 / 3. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام : أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِرَادَةِ مِنَ اللهِ وَمِنَ الْخَلْقِ (5)؟
    قَالَ : فَقَالَ : « الْإِرَادَةُ مِنَ الْخَلْقِ (6) : الضَّمِيرُ وَمَا (7) يَبْدُو لَهُمْ (Cool بَعْدَ ذلِكَ مِنَ الْفِعْلِ ، وَأَمَّا مِنَ اللهِ تَعَالى ، فَإِرَادَتُهُ إِحْدَاثُهُ لَاغَيْرُ ذلِكَ (9) ؛ لِأَنَّهُ (10) لَايُرَوِّي (11) ، وَلَا يَهُمُّ (12) ، وَلَا يَتَفَكَّرُ ، وَهذِهِ الصِّفَاتُ مَنْفِيَّةٌ عَنْهُ ، وَهِيَ (13) صِفَاتُ الْخَلْقِ ؛ فَإِرَادَةُ اللهِ الْفِعْلُ (14) لَاغَيْرُ ذلِكَ ؛ يَقُولُ‌
    __________________
    (1) في شرح المازندراني : « الفاء للتعليل وبيان لدلالة إن شاء الله ».
    (2) « السابق » خبرٌ. وفي « ض ، جو » وحاشية « بح » وشرح المازندراني : « سابق ».
    (3) اللام في « للمشيئة » بمعنى « على » كقوله تعالى : ( يَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ ). [ الإسراء (17) : 107 و 109 ]. وفي « ج ، ف ، بس ، بف » وحاشية « ض » والتعليقة للداماد وحاشية ميرزا رفيعا وشرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : « المشيئة » وهي مجرورة بإضافة « السابق » إليها. وفي حاشية « بر » : « في نسخة : على المشيئة ». قال المازندراني في شرحه : « ومعنى الجميع واحد ، وهو أنّ علم الله تعالى سابق على مشيئته وإرادته التي هي الإيجاد ».
    (4) التوحيد ، ص 146 ، ح 16 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي الوافي ، ج 1 ، ص 456 ، ح 370.
    (5) في التوحيد : « المخلوق ».
    (6) في التوحيد والعيون : « المخلوق ».
    (7) « ما » مبتدأ و « من الفعل » خبره ، والجملة معطوفة على الجملة السابقة ، أو « ما » معطوف على « الضمير » و « من الفعل » بيان لـ « ما » عند المجلسي ، وصلة لـ « يبدو » عند المازندراني ؛ لأنّ الفعل هو المراد دون الإرادة ، إلاّ أن يراد بالفعل مقدّمات الإرادة. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 349 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 17.
    (Cool في التوحيد والعيون : « له ».
    (9) في شرح صدر المتألّهين : ـ « ذلك ».
    (10) في حاشية « بر » : « فإنّه ».
    (11) في شرح المازندراني : « لايروّي ، أي لايفعل باستعمال الرويّة. يقال : روّيت في الأمر تروية ، أي نظرت فيه ولم أتعجّل. والاسم : الرَوِيّة ». وانظر : لسان العرب ، ج 14 ، ص 350 ( روي ).
    (12) « لايهمّ » أي لايقصد ولا يريد ولا يعزم عليه. والاسم : الهِمَّة. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 2061 ؛ لسان العرب ، ج 12 ، ص 620 ( همم ).
    (13) في التوحيد والعيون : + « من ».
    (14) في شرح صدر المتألّهين : « فإرادته الفعل ». وفي التوحيد والعيون : « فإرادة الله هي الفعل ».

    لَهُ : « كُنْ » فَيَكُونُ بِلَا لَفْظٍ ، وَلَا نُطْقٍ بِلِسَانٍ ، وَلَا هِمَّةٍ ، وَلَا تَفَكُّرٍ ؛ وَلَا كَيْفَ لِذلِكَ (1) ، كَمَا أَنَّهُ لَا (2) كَيْفَ لَهُ (3) ». (4) ‌
    304 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَلَقَ اللهُ الْمَشِيئَةَ بِنَفْسِهَا ، ثُمَّ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ بِالْمَشِيئَةِ » (5).
    305 / 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْمَشْرِقِيِّ (6) حَمْزَةَ بْنِ الْمُرْتَفِعِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :
    __________________
    (1) أي للإحداث. وفي العيون : « كذلك ».
    (2) في التوحيد والعيون : « بلا ».
    (3) أي لله‌تعالى. وفي التوحيد والعيون : ـ « له ».
    (4) الأمالي للطوسي ، ص 211 ، المجلس 8 ، ح 15 بسنده عن الكليني ، وتمام الرواية فيه : « أخبرني عن الإرادة من الله عَزَّ وَجَلَّ ومن الخلق ، فقال : الإرادة من الله إحداثه الفعل لا غير ذلك ؛ لأنّه لا يهمّ ولا يتفكّر ». وفي التوحيد ، ص 147 ، ح 17 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 119 ، ح 11 ، بسنده فيهما عن أحمد بن إدريس الوافي ، ج 1 ، ص 455 ، ح 369.
    (5) التوحيد ، ص 147 ، ح 19 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم القمّي الوافي ، ج 1 ، ص 457 ، ح 371.
    (6) في « ج » والتعليقة للداماد وشرح المازندراني والوافي : « المشرفي ». وفي « و » : + « عن ». وذكر الأردبيلي أيضاً في جامع الرواة ، ج 2 ، ص 452 ، ثبوت « عن » نقلاً من بعض نسخ الكافي. والخبر رواه الصدوق في التوحيد ، ص 168 ، ح 1 ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، عن المشرقي ، عن حمزة بن الربيع. وفي معاني الأخبار ، ص 18 ، ح 1 ، بنفس السند ، إلاّ أنّ فيه : « المشرقي حمزة بن الربيع ».
    هذا ، ومن المحتمَل وقوع تحريف في السند ، وأن يكون الصواب ثبوت « عن » بعد « المشرقي » ، وأنّ المشرقي هو هشام بن إبراهيم المشرقي الذي روى عنه محمّد بن عيسى العبيدي ـ وهو ابن عبيد بن يقطين ـ في رجال الكشي ، ص 498 ، الرقم 956.
    أمّا حمزة بن الربيع أو المرتفع ، فلم نعثر على ما يدلّنا على تعيين الصواب منهما ، وما ورد في التعليقة للداماد ، ص 249 ـ من أنّ حمزة بن المرتفع من تحريف الناسخين ، والصحيح هو حمزة بن الربيع ـ لايمكن المساعدة عليه بعد ثبوت « المرتفع » كعنوان ؛ فقد ورد في التاريخ الكبير للبخاري ، ج 1 ، ص 220 ، الرقم 692 ، محمّد بن المرتفع العبدري ، وورد في وقعة صفّين لنصر بن مزاحم ، ص 315 ، وص 556 ، المرتفع بن الوضاح الزبيدي. غاية الأمر أنّ المرتفع عنوان غريب ، وهذا الأمر يوجب تحريفه بعنوان قريب يشابهه في الكتابة ، وهو الربيع ، فيكون الأمر خلاف ما أفاده في التعليقة.

    كُنْتُ فِي مَجْلِسِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ، فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوى ) (1) مَا ذلِكَ الْغَضَبُ؟
    فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « هُوَ الْعِقَابُ يَا عَمْرُو ؛ إِنَّهُ (2) مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ قَدْ زَالَ مِنْ شَيْ‌ءٍ إِلى شَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ وَصَفَهُ صِفَةَ مَخْلُوقٍ ، وَ (3) إِنَّ (4) اللهَ تَعَالى لَايَسْتَفِزُّهُ (5) شَيْ‌ءٌ ؛ فَيُغَيِّرَهُ (6) » (7).
    306 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
    فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ ـ الَّذِي سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ـ فَكَانَ مِنْ سُؤَالِهِ : أَنْ (Cool قَالَ لَهُ : فَلَهُ رِضاً وَسَخَطٌ؟ فَقَالَ (9) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « نَعَمْ ، وَلكِنْ لَيْسَ ذلِكَ عَلى مَا يُوجَدُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ؛ وَذلِكَ أَنَّ الرِّضَا حَالٌ تَدْخُلُ (10) عَلَيْهِ ، فَتَنْقُلُهُ (11) مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ؛ لِأَنَّ الْمَخْلُوقَ أَجْوَفُ (12) ، مُعْتَمِلٌ (13) ، مُرَكَّبٌ ، لِلْأَشْيَاءِ فِيهِ مَدْخَلٌ ، وَخَالِقُنَا لَامَدْخَلَ لِلْأَشْيَاءِ‌
    __________________
    (1) طه (20) : 81. و « هوى » أي هبط ، أو مات وهلك. انظر : لسان العرب ، ج 15 ، ص 370 ( هوا ).
    (2) في « بر » : ـ « إنّه ».
    (3) في شرح المازندراني : « إنّ الله تعالى ، عطف على قوله : إنّه من زعم ». في الوافي والتوحيد : ـ « و ».
    (4) في المعاني : « فإنّ ».
    (5) في « ف » : « لايستغرّه ». وفي حاشية « ف » : « لايستقرّه ». وقوله : « لايستفزّه » أي لايستخفّه ولا يُزعجه ، من استفزّه الخوف ، أي استخفّه وأزعجه. قال المجلسي في مرآة العقول : « وقيل : أي لايجده خالياً عمّا يكون قابلاً له فيغيّره للحصول له تغييرَ الصفة لموصوفها ». وانظر : مفردات ألفاظ القرآن ، ص 635 ؛ القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 716 ( فزّ ).
    (6) في التوحيد : « ولا يغيّره ». وفي المعاني : « لايتنفّره شي‌ء ولا يعزّه شي‌ء » بدل « لايستفزّه شي‌ء فيغيّره ».
    (7) التوحيد ، ص 168 ، ح 1 ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، عن المشرقي ، عن حمزة بن الربيع ، عمّن ذكره ؛ معاني الأخبار ، ص 18 ، ح 1 ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمّد بن عيسى اليقطيني ، عن المشرقي حمزة بن الربيع ، عمّن ذكره الوافي ، ج 1 ، ص 459 ، ح 373.
    (Cool في « بر » : ـ « أن ».
    (9) في « ب ، بح » : + « له ».
    (10) في « ب ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « يدخل ».
    (11) في شرح صدر المتألّهين : « فينقله ». وفي التوحيد والمعاني : « أنّ الرضا والغضب دخّال يدخل عليه فينقله » بدل « أنّ الرضا حال تدخل عليه فتنقله ».
    (12) في التوحيد والمعاني : ـ « لأنّ المخلوق أجوف ».
    (13) « معتمِل » ، إمّا بكسر الميم من اعتمل ، أي اضطرب في العمل. والمراد أنّ في صنعه اضطراباً ، أو أنّ له في

    فِيهِ ؛ لِأَنَّهُ (1) وَاحِدٌ : وَاحِدِيُّ (2) الذَّاتِ ، وَاحِدِيُّ الْمَعْنى ؛ فَرِضَاهُ ثَوَابُهُ ، وَسَخَطُهُ عِقَابُهُ ، مِنْ (3) غَيْرِ شَيْ‌ءٍ يَتَدَاخَلُهُ ؛ فَيُهَيِّجُهُ (4) وَيَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ؛ لِأَنَّ (5) ذلِكَ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ الْعَاجِزِينَ الْمُحْتَاجِينَ ». (6) ‌
    307 / 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الْمَشِيئَةُ مُحْدَثَةٌ ». (7)
    __________________
    عمله وإدراكاته اضطراباً ؛ أو من اعتمل ، بمعنى عمل بنفسه وأعمل رأيه وآلته. والمراد هنا أنّه يعمل بإعمال صفاته وآلاته. وإمّا بفتح الميم ، بمعنى من عمل فيه غيره. والمراد أنّه مصنوع ركّب فيه الأجزاء والقوى. انظر شروح الكافي والصحاح ، ج 5 ، ص 1775 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1368 ( عمل ).
    (1) في التوحيد والمعاني : ـ « لأنّه ».
    (2) في « ف » : « وأحديّ ». وهكذا قرأها المازندراني ؛ حيث قال : « والعطف دلّ على المغايرة. ويحتمل التفسير أيضاً ، ويؤيّده ترك العطف في كتاب التوحيد للصدوق رحمه‌الله ؛ حيث قال فيه : واحد أحديّ الذات ». وما في التوحيد هو الأصوب والأقوم عند السيّد الداماد. شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 359 ؛ وانظر : التعليقة للداماد ، ص 251.
    (3) في « بس ، بف » : « عن ».
    (4) « فيهيّجه » : الهَيْج والتهييج : الإثارة والبعث. هو إمّا مرفوع عطفاً على « يتداخله » وإمّا منصوب جواباً للنفي. والنسخ أيضاً من حيث هيئة الكلمة وإعرابها مختلفة ؛ حيث إنّها في بعضها مخفّفة ، وفي بعضها مشدّدة ، وفي بعضها مرفوعة ، وفي بعضها منصوبة.
    (5) في التوحيد والمعاني : « فإنّ ».
    (6) الحديث طويل ، قطّعه الكليني قدس‌سره ، وأورد قطعة منه هنا ، وصدره في كتاب التوحيد ، باب حدوث العالم وإثبات المحدث ، ح 220 ، وذكر باقي الحديث في موضعين آخرين من الكافي ( : كتاب التوحيد ، باب إطلاق القول بأنّه شي‌ء ، ح 227 ؛ وكتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 432 ) وكرّر قطعة منه في كتاب التوحيد ، باب آخر وهو من الباب الأوّل ، ح 300. كما أشار إليه العلاّمة الفيض في الوافي ، ج 1 ، ص 330. وذكر الصدوق رحمه‌الله تمام الرواية في التوحيد ، ص 243 ، ح 1 ؛ وهذه القطعة منه. في التوحيد ، ص 169 ، ح 3 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 20 ، ح 3 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 460 ، ح 374.
    (7) المحاسن ، ص 245 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 241. وفي التوحيد ، ص 147 ، ح 18 ؛ وص 336 ، ح 1 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد الوافي ، ج 1 ، ص 459 ، ح 372 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 171 ، ح 119.

    جُمْلَةُ الْقَوْلِ (1) فِي صِفَاتِ الذَّاتِ وَصِفَاتِ الْفِعْلِ‌
    إِنَّ كُلَّ شَيْئَيْنِ وَصَفْتَ اللهَ بِهِمَا ، وَكَانَا جَمِيعاً فِي الْوُجُودِ ، فَذلِكَ (2) صِفَةُ فِعْلٍ ؛ وَتَفْسِيرُ هذِهِ الْجُمْلَةِ (3) : أَنَّكَ تُثْبِتُ فِي الْوُجُودِ مَا يُرِيدُ وَمَا لَايُرِيدُ (4) ، وَمَا يَرْضَاهُ وَمَا يَسْخَطُهُ (5) ، وَمَا يُحِبُّ وَمَا يُبْغِضُ (6) ، فَلَوْ كَانَتِ (7) الْإِرَادَةُ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ مِثْلِ الْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ ، كَانَ مَا لَا يُرِيدُ نَاقِضاً لِتِلْكَ الصِّفَةِ ، وَلَوْ كَانَ مَا يُحِبُّ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ ، كَانَ مَا يُبْغِضُ نَاقِضاً لِتِلْكَ الصِّفَةِ (Cool ؛ أَلَاتَرى أَنَّا لَانَجِدُ فِي الْوُجُودِ مَا لَايَعْلَمُ وَمَا لَايَقْدِرُ (9) عَلَيْهِ ، وَكَذلِكَ صِفَاتُ ذَاتِهِ (10) الْأَزَلِيِّ لَسْنَا نَصِفُهُ (11) بِقُدْرَةٍ وَعَجْزٍ ، وَعِلْمٍ وَجَهْلٍ (12) ، وَسَفَهٍ وَحِكْمَةٍ وَخَطَاً ، وَعِزٍّ (13) وَذِلَّةٍ ، وَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : يُحِبُّ مَنْ أَطَاعَهُ ، وَيُبْغِضُ مَنْ عَصَاهُ ، وَيُوَالِي مَنْ أَطَاعَهُ ، وَيُعَادِي مَنْ عَصَاهُ ، وَإِنَّهُ (14) يَرْضى وَيَسْخَطُ ؛ وَيُقَالُ فِي الدُّعَاءِ : اللهُمَّ ارْضَ عَنِّي ، وَلَا تَسْخَطْ عَلَيَّ ، وَتَوَلَّنِي وَلَا تُعَادِنِي.
    __________________
    (1) في « ف ، بح » وشرح صدر المتألّهين : « قال أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكليني : جملة القول » وحكاه السيّد بدر الدين عن بعض النسخ في حاشيته على الكافي. والظاهر أنّ قوله : « جملة القول » وما بعدها من كلام المصنّف ؛ لأنّ الحديث مذكور في التوحيد وليست فيه هذه الجملة وما بعدها. وعند بعض الأفاضل من تتمّة الحديث ؛ لاقتضاء السياق ذلك وعدم الصارف عنه. انظر : التعليقة للداماد ، ص 252 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 280 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 362 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 22.
    (2) قوله : « فذلك » خبر « إنّ » والفاء باعتبار اشتمال اسمها على معنى الشرط.
    (3) في « بس » : ـ « الجملة ».
    (4) في « ف ، بس ، بف » : « ما تريد وما لاتريد ».
    (5) « يسخطه » بفتح الياء بقرينة « يرضاه ». وفي « بر » : « مايرضيه وما يسخطه ». وفي « بس ، بف » : « ترضاه » و « تسخطه ».
    (6) في « بس ، بف » : « وما تحبّ وما تبغض ».
    (7) في « بف » : « كان ».
    (Cool في حاشية « ف » : + « ولو كان مايرضى من صفات الذات كان ما يسخط ناقضاً لتلك الصفة ».
    (9) في شرح صدر المتألّهين : « ما لا نعلم وما نقدر ».
    (10) في « ب » : « لذاته ».
    (11) في « ف » : « نتّصفه ».
    (12) في « ف ، بح » : « وحلم ».
    (13) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « وعلم ـ إلى ـ وعزٍّ ». وفي شرح المازندراني : « وعزّة ».
    (14) في « ف » وحاشية « بس ، بف » : « وأن ».

    وَلَا يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ : يَقْدِرُ أَنْ يَعْلَمَ وَلَا يَقْدِرُ (1) أَنْ لَايَعْلَمَ ، وَيَقْدِرُ أَنْ يَمْلِكَ ولَا يَقْدِرُ أَنْ لَا يَمْلِكَ ، وَيَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ عَزِيزاً حَكِيماً وَلَا يَقْدِرُ (2) أَنْ لَايَكُونَ (3) عَزِيزاً حَكِيماً ، وَيَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ جَوَاداً وَلَا يَقْدِرُ (4) أَنْ لَايَكُونَ جَوَاداً ، وَيَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ غَفُوراً وَلَا يَقْدِرُ (5) أَنْ لَا يَكُونَ غَفُوراً.
    ولَا يَجُوزُ أَيْضاً أَنْ يُقَالَ : أَرَادَ أَنْ يَكُونَ رَبّاً وَقَدِيماً وَعَزِيزاً وَحَكِيماً (6) وَمَالِكاً وَعَالِماً وَقَادِراً ؛ لِأَنَّ هذِهِ مِنْ صِفَاتِ الذَّاتِ ، وَالْإِرَادَةُ مِنْ صِفَاتِ الْفِعْلِ ؛ أَلَاتَرى أَنَّهُ يُقَالُ (7) : أَرَادَ هذَا وَلَمْ يُرِدْ هذَا ، وَصِفَاتُ الذَّاتِ تَنْفِي عَنْهُ بِكُلِّ صِفَةٍ مِنْهَا ضِدَّهَا ؛ يُقَالُ : حَيٌّ وَعَالِمٌ (Cool وَسَمِيعٌ وَبَصِيرٌ وَعَزِيزٌ وَحَكِيمٌ ، غَنِيٌّ ، مَلِكٌ ، حَلِيمٌ ، عَدْلٌ ، كَرِيمٌ ؛ فَالْعِلْمُ ضِدُّهُ الْجَهْلُ ، وَالْقُدْرَةُ ضِدُّهَا الْعَجْزُ ، وَالْحَيَاةُ ضِدُّهَا (9) الْمَوْتُ ، وَالْعِزَّةُ ضِدُّهَا الذِّلَّةُ ، وَالْحِكْمَةُ (10) ضِدُّهَا الْخَطَأُ ، وَضِدُّ الْحِلْمِ الْعَجَلَةُ (11) وَالْجَهْلُ ، وَضِدُّ الْعَدْلِ الْجَوْرُ وَالْظُّلْمُ.
    15 ـ بَابُ حُدُوثِ الْأَسْمَاءِ‌
    308 / 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ‌
    __________________
    (1) قوله : « ولا يقدر » عطف على « يقدر » و « لا » لتأكيد النفي. وقال المجلسي في مرآة العقول : « ويمكن أن يكون‌من مقول القول الذي لايجوز ... ويحتمل أن يكون الواو للحال ».
    (2) في « بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « ويقدر ».
    (3) في شرح صدر المتألّهين ، ص 281 : « اعلم أنّ النسخ هاهنا مختلفة ، ففي بعضها يوجد في بعض الفقرات الثانية بدل « يقدر أن لايكون » : « لايقدر أن يكون » ، وفي بعضها : « لايقدر أن لايكون » ، والظاهر أنّ المراد واحد ».
    (4) في « بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا : « ويقدر ».
    (5) في « بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « ويقدر ».
    (6) في « بح » : ـ « وحكيماً ».
    (7) في شرح صدر المتألّهين : + « إنّه تعالى ».
    (Cool في حاشية « ف ، بح » : « عليم ».
    (9) في « بف » : « ضدّه ». وفي « ج » : « والحياة وضدّها ».
    (10) في « ج » : « الحكم » وفي « ف » : « الحكمة و ».
    (11) في « ف » : « والحلم ضدّه العجلة ».

    الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ خَلَقَ اسْماً (1) بِالْحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوَّتٍ (2) ، وَبِاللَّفْظِ غَيْرَ مُنْطَقٍ (3) ، وَبِالشَّخْصِ غَيْرَ مُجَسَّدٍ (4) ، وَبِالتَّشْبِيهِ غَيْرَ مَوْصُوفٍ ، وَبِاللَّوْنِ غَيْرَ مَصْبُوغٍ ، مَنْفِيٌّ عَنْهُ الْأَقْطَارُ ، مُبَعَّدٌ (5) عَنْهُ الْحُدُودُ ، مَحْجُوبٌ (6) عَنْهُ (7) حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّمٍ ، مُسْتَتِرٌ غَيْرُ مَسْتُورٍ (Cool.
    فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَامَّةً عَلى أَرْبَعَةِ أَجْزَاءٍ مَعاً ، لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الْآخَرِ ، فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلَاثَةَ أَسْمَاءٍ ؛ لِفَاقَةِ الْخَلْقِ إِلَيْهَا ، وَحَجَبَ مِنْهَا وَاحِداً (9) ، وَهُوَ الِاسْمُ الْمَكْنُونُ‌
    __________________
    (1) في « ج ، بف ، بس » وحاشية « ض » : « أسماء ». وفي « ض ، ف ، بر » وحاشية بدرالدين : « الأسماء ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 376 : « في أكثر النسخ « أسماء » بلفظ الجمع ، وفي بعضها « اسماً » بالإِفراد. والجمع بين النسختين أنّه اسم واحد على أربعة أجزاء ، كلّ جزء منه اسم ، فيصحّ التعبير عنه بالاسم وبالأسماء ». ونحوه في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 24.
    (2) كذا في أكثر النسخ والمطبوع ، ولكن لم يُرَ في كتب اللغة ممّا في أيدينا مجي‌ء التفعّل من الصوت. وفي‌حاشية « بح » : « مصوّت ». وفي « بس ، بف » وحاشية بدرالدين : « منصوب ». وفي التوحيد : « وهو عزّ وجلّ بالحروف غير منعوت » بدل « غير متصوّت ». وقوله عليه‌السلام : « غير متصوّت » وما بعده من المعطوفات عليه إمّا حال عن فاعل « خلق » والجارّ متعلّق بمتصوّت ، إمّا على البناء للفاعل ، أي خلق الله سبحانه اسماً والحال أنّه لم يتصوّت بالحروف. أو على البناء للمفعول ، أي هو تعالى ليس من قبيل الأصوات والحروف حتّى يصلح كون الاسم عينه تعالى. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 282 ـ 286 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 377 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 370 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 25.
    (3) « غير مُنْطَقٍ » بفتح الطاء ، أي غير ناطق ، أو أنّه غير منطوق باللفظ كالحروف ليكون من جنسها. أو « غير منطِق » بكسر الطاء ، أي غير متلفِّظٍ ، يعني لم يجعل الحروف ناطقة بالإسناد المجازي. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 371 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 25.
    (4) في شرح المازندراني : « المجسّد مَن اكملتْ خلقته البدنيّة وتمّت تشخّصاته الجسميّة ».
    (5) في « ض ، بر ، بس » : « مُبْعَد » أي اسم المفعول من الإفعال. وفي شرح صدر المتألّهين : « ومبعّد ».
    (6) في شرح صدر المتألّهين : « ومحجوب ».
    (7) في حاشية « ض » : « عن ».
    (Cool في حاشية « ج » والوافي : « مُستَّر ». قال في الوافي : « من التستير على البناء للمفعول ؛ إشارة إلى أنّ خفاءه وعدمَ نيله إنّما هو لضعف البصائر والأبصار ، لا أنّه جعل عليه ستر أخفاه ».
    (9) في « ج ، ض ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد : « واحداً منها » بدل « منها واحداً ».

    الْمَخْزُونُ (1).
    فَهذِهِ (2) الْأَسْمَاءُ (3) الَّتِي ظَهَرَتْ (4) ، فَالظَّاهِرُ هُوَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَسَخَّرَ سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اسْمٍ مِنْ هذِهِ الْأَسْمَاءِ (5) أَرْبَعَةَ أَرْكَانٍ ، فَذلِكَ اثْنَا عَشَرَ رُكْناً ، ثُمَّ خَلَقَ لِكُلِّ رُكْنٍ مِنْهَا ثَلَاثِينَ اسْماً فِعْلاً (6) مَنْسُوباً إِلَيْهَا ، فَهُوَ الرَّحْمنُ ، الرَّحِيمُ ، الْمَلِكُ ، الْقُدُّوسُ ، الْخَالِقُ ، الْبَارِئُ ، الْمُصَوِّرُ ( الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) (7) الْعَلِيمُ ، الْخَبِيرُ ، السَّمِيعُ ، الْبَصِيرُ ، الْحَكِيمُ ، الْعَزِيزُ ، الْجَبَّارُ ، الْمُتَكَبِّرُ ، الْعَلِيُّ ، الْعَظِيمُ ، الْمُقْتَدِرُ ، الْقَادِرُ ، السَّلَامُ ، الْمُؤْمِنُ ، الْمُهَيْمِنُ (Cool ، الْبَارِئُ (9) ، الْمُنْشِئُ ، الْبَدِيعُ ، الرَّفِيعُ ، الْجَلِيلُ ، الْكَرِيمُ ، الرَّازِقُ ، الْمُحْيِي ، الْمُمِيتُ ، الْبَاعِثُ (10) ، الْوَارِثُ.
    فَهذِهِ الْأَسْمَاءُ وَمَا كَانَ مِنَ الْأَسْمَاءِ الْحُسْنى ـ حَتّى تَتِمَّ (11) ثَلَاثَمِائَةٍ وَسِتِّينَ اسْماً ـ فَهِيَ (12) نِسْبَةٌ لِهذِهِ الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ ، وَهذِهِ الْأَسْمَاءُ الثَّلَاثَةُ أَرْكَانٌ ، وَحَجَبَ (13) ‌
    __________________
    وفي « بس » : « واحد منها ».
    (1) في « ب » : « المخزون المكنون ».
    (2) قال الفيض في الوافي : « كذا وجدت فيما رأيناه من نسخ الكافي ، والصواب : « بهذه الأسماء » بالباء ، كما رواه‌الصدوق ـ طاب ثراه ـ في كتاب توحيده ، ويدلّ عليه آخر الحديث ؛ حيث قال : وحجب الاسم الواحد المكنون المخزون بهذه الأسماء الثلاثة ». واستظهره المجلسي أيضاً.
    (3) في « ف ، بح » والتوحيد : + « الثلاثة ».
    (4) في التوحيد : « أظهرت ».
    (5) في « بر » والتوحيد : ـ « الأسماء ».
    (6) في شرح المازندراني : « اسماً فعلاً ، أي اسماً دالاًّ على فعل من أفعاله تعالى حتّى حصل ثلاثمائة وستّون‌اسماً ».
    (7) البقرة (2) : 255.
    (Cool في شرح المازندراني : « المهيمن : هو الرقيب الحافظ لكلّ شي‌ء ، أو الشاهد على خلقه بما يكون منهم من قولٍ‌وفعل. وأصله : مُأءْمن ـ بهمزتين ـ من أءْمن ، قلبت الثانية ياءً ؛ كراهة اجتماعهما ، فصار مأيمناً ، ثمّ صيّرت الاولى هاءً ، كما قالوا : أهراق الدماء وأراقه ». وانظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 2071 ( أمن ).
    (9) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّه مكرّر من الناسخ ».
    (10) في شرح صدر المتألّهين : ـ « الباعث ».
    (11) في « ب ، بف » والتعليقة للداماد والوافي : « حتّى يتمّ ».
    (12) في « بس » : « وهي ».
    (13) يجوز هنا كون الفعل مجهولاً أيضاً.

    الِاسْمَ (1) الْوَاحِدَ الْمَكْنُونَ الْمَخْزُونَ بِهذِهِ (2) الْأَسْمَاءِ الثَّلَاثَةِ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى : ( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى ) (3) (4).
    309 / 2. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (6) وَمُوسَى بْنِ عُمَرَ (7) وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عُثْمَانَ (Cool ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام : هَلْ كَانَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَارِفاً بِنَفْسِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».
    قُلْتُ : يَرَاهَا وَيَسْمَعُهَا (9)؟ قَالَ : « مَا كَانَ مُحْتَاجاً إِلى ذلِكَ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْأَلُهَا ، وَلَا يَطْلُبُ مِنْهَا ، هُوَ نَفْسُهُ ، وَنَفْسُهُ هُوَ ، قُدْرَتُهُ (10) نَافِذَةٌ ، فَلَيْسَ يَحْتَاجُ إلى (11) أَنْ يُسَمِّيَ نَفْسَهُ ،
    __________________
    (1) في التوحيد : « للاسم ».
    (2) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّ الجارّ متعلّق بحجب ، والباء للسببيّة ».
    (3) الإسراء (17) : 110.
    (4) التوحيد ، ص 190 ، ح 3 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 463 ، ح 375.
    (5) كذا في جميع النسخ والمطبوع. وروى أحمد بن إدريس ، عن الحسين بن عبيدالله بن سهل ، عن الحسين بن‌عليّ بن أبي عثمان كتابه. راجع : رجال النجاشي ، ص 61 ، الرقم 141. فالظاهر وقوع التصحيف في العنوان وأنّ الصواب هو « الحسين بن عبيدالله » ، كما أنّ الصواب في « الحسن بن عليّ بن عثمان » هو « الحسن بن عليّ بن أبي عثمان ». يؤيّد ذلك ورود العنوانين على الصواب في التوحيد ، ص 191 ، ح 4 ، والعيون ، ج 1 ، ص 129 ، ح 24.
    (6) في التوحيد والعيون : « عبيدالله ».
    (7) في التوحيد والبحار : « موسى بن عمرو ». وهو سهو ظاهراً. وموسى بن عمر هذا هو موسى بن عمر يزيد الصيقل ؛ فقد روى موسى بن عمر بن يزيد ، عن [ محمّد ] بن سنان في التهذيب ؛ ج 2 ، ص 355 ، ح 1468 ؛ وج 7 ، ص 254 ، ح 1096.
    (Cool في التوحيد والعيون والمعاني : « الحسن بن عليّ بن أبي عثمان ».
    (9) « يَسْمَعُها » أي يذكر اسم نفسه ويسمعه. أو « يُسْمِعُها » أي يرى نفسه ويسمعها كلاماً يصدر منه ؛ لقياس السائل‌إيّاه تعالى بالمخلوق في المعرفة بالأسماء والدعوة بها. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 384 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 30.
    (10) في « ف » : « وقدرته ».
    (11) هكذا في « ب ، ض ، بح ، بر » والعيون. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « إلى ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:30 pm

    وَ (1) لكِنَّهُ اخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَسْمَاءً لِغَيْرِهِ يَدْعُوهُ بِهَا ؛ لِأَنَّهُ (2) إِذَا لَمْ يُدْعَ بِاسْمِهِ ، لَمْ يُعْرَفْ ، فَأَوَّلُ مَا اخْتَارَ (3) لِنَفْسِهِ : الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ؛ لِأَنَّهُ أَعْلَى الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا ، فَمَعْنَاهُ : اللهُ ، وَاسْمُهُ : الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ، هُوَ (4) أَوَّلُ أَسْمَائِهِ (5) عَلَا عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ ». (6) ‌
    310 / 3. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُهُ (Cool عَنِ الِاسْمِ : مَا هُوَ؟ قَالَ : « صِفَةٌ لِمَوْصُوفٍ ». (9) ‌
    311 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ (10) خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ (11) ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « اسْمُ اللهِ غَيْرُهُ (12) ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ وَقَعَ عَلَيْهِ اسْمُ « شَيْ‌ءٍ » فَهُوَ‌
    __________________
    (1) في البحار : ـ « و ».
    (2) « لأنّه » تعليل لاختيار الأسماء ، والضمير له سبحانه ، والفعلان مجهولان. وأمّا جعلها تعليلاً لـ « يدعوه بها » وإرجاع الضمير إلى الغير وبناء الفعلين للفاعل فبعيد جدّاً ؛ للزوم تفكيك الضمير في « باسمه » وحذف مفعول الفعلين مع الغناء عنه بما ذكر ، والمآل واحد. انظر : شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 386.
    (3) في العيون : « اختاره ».
    (4) في « ف » والمعاني : « وهو ».
    (5) في التوحيد والعيون والمعاني : + « لأنّه ».
    (6) التوحيد ، ص 191 ، ح 4 ؛ عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 129 ، ح 24 ؛ معاني الأخبار ، ص 2 ، ح 2 ، وفي كلّها عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس الوافي ، ج 1 ، ص 465 ، ح 376 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 163 ، ح 102 ، إلى قوله : « يدعوه بها ».
    (7) إشارة إلى السند المتقدّم إلى ابن سنان ؛ فإنّ ابن سنان الراوي عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام هو محمّد بن سنان الزاهري. راجع : رجال النجاشي ، ص 328 ، الرقم 888 ؛ رجال البرقي ، ص 54 ؛ رجال الطوسي ، ص 364 ، الرقم 5394.
    (Cool في العيون : « سألته ، يعني الرضا عليه‌السلام ». وفي المعاني : « سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام ».
    (9) التوحيد ، ص 192 ، ح 5 ؛ عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 129 ، ح 25 ؛ معاني الأخبار ، ص 2 ، ح 1 ، وفي كلّها عن أبيه ، عن أحمد بن إدريس الوافي ، ج 1 ، ص 466 ، ح 377.
    (10) في « ألف » وحاشية « ف » : « عن ».
    (11) في « ألف » وحاشية « بح ، بس » : « زيد ».
    (12) في « ج ، بس » : « اسم غير الله ». وفي « بف » وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : « اسم الله غير الله ». قال‌المازندراني : « في بعض النسخ : « غيره » يعني اسم الله غير المسمّى به ، وهو الذات المقدّسة ».

    مَخْلُوقٌ مَا خَلَا اللهَ ، فَأَمَّا مَا عَبَّرَتْهُ (1) الْأَلْسُنُ (2) أَوْ عَمِلَتِ (3) الْأَيْدِي (4) ، فَهُوَ مَخْلُوقٌ ، وَاللهُ غَايَةُ مَنْ غَايَاهُ (5) ، وَالْمُغَيَّا (6) غَيْرُ الْغَايَةِ ، وَالْغَايَةُ مَوْصُوفَةٌ ، وَكُلُّ مَوْصُوفٍ مَصْنُوعٌ ، وَصَانِعُ الْأَشْيَاءِ غَيْرُ مَوْصُوفٍ بِحَدٍّ مُسَمّىً (7) ، لَمْ يَتَكَوَّنْ (Cool ؛ فَيُعْرَفَ (9) كَيْنُونِيَّتُهُ (10) بِصُنْعِ غَيْرِهِ ، وَلَمْ يَتَنَاهَ (11) إِلى غَايَةٍ إِلاَّ كَانَتْ غَيْرَهُ ، لَايَزِلُّ (12) مَنْ فَهِمَ هذَا‌
    __________________
    (1) في التوحيد : « عبرت ». وعَبَرتْهُ ، أو عبّرته بمعنى فسّرتْه. أو عَبَرتُه من العبور بمعنى المرور. انظر : التعليقة للداماد ، ص 259 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 468 ؛ شرح المازندراني ، ج 3 ، ص 389 ؛ الصحاح ، ج 2 ، ص 733 ـ 734 ( عبر ).
    (2) في التوحيد : + « عنه ».
    (3) في التعليقة للداماد وشرح صدر المتألّهين والمازندراني : « عملته ». وفي التوحيد ، ص 192 : « ماعملته ».
    (4) في التوحيد ، ص 142 : + « فيه ».
    (5) هكذا في « ب ، ض ، بر ، بس ، بف » والتعليقة للداماد ، وشرح المازندراني ومرآة العقول والتوحيد. وفي‌سائر النسخ والمطبوع : « غايةٌ مِن غاياته ». واختاره السيّد بدر الدين في حاشيته ، ص 93 وقال : « ويريد به أنّ لفظة الجلالة غاية ونهاية ممّا تنتهي إليه العقول في معرفته عزّ وجلّ ». وقال في المرآة ، ج 2 ، ص 32 : « صحّفت غاياه بغاياته. وكذا في بعض النسخ أيضاً ، أي علامة من علاماته » ثمّ قال : « الخامس : ما صحّفه بعض الأفاضل ؛ حيث قرأ : عانة من عاناه ، أي الاسم ملابس مَن لابسه ». والمراد بـ « بعض الأفاضل » هو ميرزا رفيعا في حاشيته على الكافي ، ص 383. وفي « ج » وحاشية « بر » : « غايات ». وفي « ف » : « الغايات ». وفي حاشية « بر » : « غايته ».
    (6) في « ب ، ض ، ف » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « المعنيّ ». وأورد في المرآة ثلاثة احتمالات : بالغين المعجمة ، اسم الفاعل والمفعول من التفعيل. والمعنى المصطلح. وقال : « في بعض النسخ : والمعنيّ ، بالعين المهملة والنون ، أي المقصود ». وقرأ ميرزا رفيعا في حاشيته : « والمعنيّ غير العانة ، والعانة موصوفة » وقال : « أي المقصود بالاسم المتوسّل به إليه غير العانة ، أي غير ما تتصوّره وتعقله. والعانة موصوفة ، أي كلّ ما تتصوّره أو تعقله فتلابسه أو تسخره أو تهتهمّ به أو هو ذيل مخلوق مأسور موصوفٌ بصفات الممكن وتوابع الإمكان ».
    (7) « مسمّى » إمّا مضاف إليه أوصفة لحدّ ، كما في التعليقة للداماد. وفي مرآة العقول : « قيل : هو خبر بعد خبر ، أوخبر مبتدأ محذوف ».
    (Cool في التعليقة للداماد : « لم يكن ». وفي شرح المازندراني : « لم يتكوّن ، خبر بعد خبر لصانع الأشياء ... ولم يتناه خبر ثالث ».
    (9) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي والتوحيد : « فتعرف ».
    (10) في مرآة العقول والتوحيد : « كينونته ».
    (11) في « بر ، بف » : « ولايتناهى ».
    (12) في « ض ، بر » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد : « لايذلّ ».

    الْحُكْمَ (1) أَبَداً ، وَهُوَ التَّوْحِيدُ الْخَالِصُ ، فَارْعَوْهُ (2) ، وَصَدِّقُوهُ ، وَتَفَهَّمُوهُ بِإِذْنِ اللهِ.
    مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَعْرِفُ اللهَ بِحِجَابٍ أَوْ بِصُورَةٍ أَوْ بِمِثَالٍ ، فَهُوَ مُشْرِكٌ ؛ لِأَنَّ حِجَابَهُ وَمِثَالَهُ وَصُورَتَهُ (3) غَيْرُهُ ، وَإِنَّمَا هُوَ وَاحِدٌ ، مُتَوَحِّدٌ (4) ، فَكَيْفَ (5) يُوَحِّدُهُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَرَفَهُ بِغَيْرِهِ؟! وَإِنَّمَا عَرَفَ اللهَ مَنْ عَرَفَهُ بِاللهِ ، فَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ بِهِ ، فَلَيْسَ يَعْرِفُهُ ، إِنَّمَا (6) يَعْرِفُ غَيْرَهُ ، لَيْسَ (7) بَيْنَ الْخَالِقِ وَالْمَخْلُوقِ شَيْ‌ءٌ ، وَاللهُ خَالِقُ (Cool الْأَشْيَاءِ لَامِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ ، وَاللهُ يُسَمّى بِأَسْمَائِهِ وَهُوَ غَيْرُ أَسْمَائِهِ ، وَالْأَسْمَاءُ (9) غَيْرُهُ ». (10) ‌
    16 ـ بَابُ مَعَانِي الْأَسْمَاءِ وَاشْتِقَاقِهَا‌
    312 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ تَفْسِيرِ (11) ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) فَقَالَ (12) : « الْبَاءُ‌
    __________________
    (1) « هذا الحكم » ، أي الحكمة من العلم ، أو القضاء ؛ فإنّه جاء بالمعنيين. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1901 ( حكم ).
    (2) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « فادعوه ». وفي « بس » : « فأوعوه ». واحتمل في شرح المازندراني : « فأرعوه » من الإرعاء بمعنى الإصغاء. وفي التوحيد ، ص 142 : « فاعتقدوه ». وقوله : « فارعوه » من الرعاية بمعنى الحفظ أو الوفاء ، أو فارعوه من الإرعاء بمعنى الإصغاء ، تقول : أرعيته سمعي ، أي أصغيت إليه. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2359 ( رعى ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 261.
    (3) في « ف » : « وصورته ومثاله ». وفي التوحيد : « الحجاب والمثال والصورة ».
    (4) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد : « موحَّد ».
    (5) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » : « وكيف ».
    (6) في « بف » : « وإنّما ».
    (7) في « ف » : « وليس ».
    (Cool في « ب » وحاشية « بف » والوافي : « خلق ».
    (9) في شرح صدر المتألّهين : « وأسماؤه ».
    (10) التوحيد ، ص 192 ، ح 6 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله ؛ وفيه ، ص 142 ، ح 7 ، بسنده عن خالد بن يزيد ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج 1 ، ص 466 ، ح 378.
    (11) في المحاسن والتوحيد ، ح 2 والمعاني ، ح 1 : ـ « تفسير ».
    (12) هكذا في « بح » والمحاسن والتوحيد ، ح 2 والمعاني ، ح 1 وتفسير العيّاشي وتفسير القمّي. وفي سائر

    بَهَاءُ (1) اللهِ ، وَالسِّينُ سَنَاءُ (2) اللهِ ، وَالْمِيمُ مَجْدُ (3) اللهِ ـ وَرَوى (4) بَعْضُهُمْ : الْمِيمُ (5) مُلْكُ اللهِ ـ وَاللهُ إِلهُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، الرَّحْمنُ (6) بِجَمِيعِ (7) خَلْقِهِ ، وَالرَّحِيمُ بِالْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً » (Cool.
    313 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
    أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ أَسْمَاءِ اللهِ وَاشْتِقَاقِهَا : اللهُ مِمَّا هُوَ مُشْتَقٌّ؟ فَقَالَ (9) : « يَا هِشَامُ ، اللهُ مُشْتَقٌّ مِنْ إِلهٍ (10) ، وَالْإِلهُ (11) يَقْتَضِي مَأْلُوهاً ، وَالِاسْمُ غَيْرُ الْمُسَمّى ، فَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ دُونَ الْمَعْنى ، فَقَدْ كَفَرَ وَلَمْ يَعْبُدْ شَيْئاً ؛ وَمَنْ عَبَدَ الِاسْمَ وَالْمَعْنى ، فَقَدْ‌
    __________________
    النسخ والمطبوع : « قال ».
    (1) في شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 2 : « البهاء ، في اللغة الحسن. ولعلّ المراد به حسن معاملته مع عباده بالإيجاد والتقدير والألطاف والتدبير وإعطاء كلّ مايليق به ». وانظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 288 ( بهو ).
    (2) في شرح المازندراني : « السناء ـ بالمدّ ـ : الرفعة ... والمراد بسناء الله : رفعته وشرفه بالذات على جميع الممكنات ». وانظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2883 ( سنا ).
    (3) « المجد » : السعة في الكرم والجلال. وأصله من قولهم : مَجَدَتِ الإبلُ ، إذا حصلت في مرعى كثير واسع. المفردات للراغب ، ص 760 ( مجد ).
    (4) في المحاسن : « وقال ».
    (5) في المحاسن والتوحيد ، ح 2 والمعاني ، ح 2 : ـ « الميم ».
    (6) في « ب » والتعليقة للداماد والمحاسن والمعاني ، ح 1 وتفسير القمّي : « والرحمن ».
    (7) في « ض » وحاشية « بح » : « لجميع ».
    (Cool المحاسن ، ص 238 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 213. وفي التوحيد ، ص 230 ، ح 2 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ؛ معاني الأخبار ، ص 3 ، ح 1 ، بسنده عن القاسم بن يحيى. وفي تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 28 ؛ والتوحيد ، ص 230 ، ح 3 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 3 ، ح 2 ، بسند آخر مع اختلاف يسير ، وفيهما مع زيادة. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 22 ، ح 18 ، عن عبدالله بن سنان ، إلى قوله : « مجد الله » ؛ وفيه ، ح 19 ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام من قوله : « الميم ملك الله » مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 469 ، ح 379.
    (9) وفي الكافي ، ح 236 والوافي : « قال : فقال لي ».
    (10) الظاهر أنّ « إله » فعال بمعنى المفعول. ومعنى « الإله يقتضي مألوهاً » أنّ إطلاق هذا الاسم يقتضي أن يكون في‌الوجود ذات معبود يطلق عليه هذا الاسم. أو فعل ماض. أو مصدر ، وعليه يكون معنى الجملة : أنّ العبادة تقتضي أن يكون في الوجود ذات معبود ، لايكفي فيها مجرّد الاسم من دون أن يكون له المسمّى. انظر : الوافي ، ج 1 ، ص 347.
    (11) هكذا في « بف » والكافي ، ح 236 والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « وإله ».

    أَشْرَكَ (1) وَعَبَدَ اثْنَيْنِ ؛ وَمَنْ عَبَدَ الْمَعْنى دُونَ الِاسْمِ ، فَذَاكَ التَّوْحِيدُ ، أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ؟ ».
    قَالَ : قُلْتُ (2) : زِدْنِي ، قَالَ : « لِلّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ (3) اسْماً ، فَلَوْ كَانَ الِاسْمُ هُوَ الْمُسَمّى ، لَكَانَ كُلُّ (4) اسْمٍ (5) مِنْهَا إِلهاً (6) ، وَلكِنَّ اللهَ مَعْنىً يُدَلُّ عَلَيْهِ بِهذِهِ الْأَسْمَاءِ وَكُلُّهَا غَيْرُهُ.
    يَا هِشَامُ ، الْخُبْزُ اسْمٌ لِلْمَأْكُولِ ، وَالْمَاءُ اسْمٌ لِلْمَشْرُوبِ ، وَالثَّوْبُ اسْمٌ لِلْمَلْبُوسِ ، وَالنَّارُ اسْمٌ لِلْمُحْرِقِ ؛ أَفَهِمْتَ يَا هِشَامُ فَهْماً تَدْفَعُ بِهِ وَتُنَاضِلُ (7) بِهِ أَعْدَاءَنَا الْمُتَّخِذِينَ (Cool مَعَ اللهِ (9) عَزَّ وَجَلَّ غَيْرَهُ؟ » قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ : « نَفَعَكَ اللهُ بِهِ (10) وَثَبَّتَكَ يَا هِشَامُ ».
    قَالَ هِشَامٌ (11) : فَوَ اللهِ ، مَا قَهَرَنِي أَحَدٌ فِي التَّوْحِيدِ حَتّى (12) قُمْتُ مَقَامِي هذَا. (13)
    __________________
    (1) في الكافي ، ح 236 والوافي : « كفر ».
    (2) في الكافي ، ح 236 : « فقلت ».
    (3) في الكافي ، ح 236 والوافي : « إنّ لله‌تسعةً وتسعين ».
    (4) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « لكلّ ».
    (5) في « بس » : « شي‌ء ». وفي حاشية « ج » : ـ « اسم ».
    (6) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « إلهٌ ».
    (7) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « تناقل ». والمناقلة : المحادثة. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1834 ( نقل ). وفي حاشية « ف » : « تقابل » و « تثاقل ». وفي حاشية « ض » : « تنازل ». وفي التوحيد : « تنافر ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 388 « تثاقل به أعداءَنا ، أي تجعلهم متباطئين غير ناهضين للجدال وإن استُنهضوا ». وقال الفيض في الوافي : « تناضل ، إمّا بفتح التاء ، بحذف إحدى التاءين. أو بضمّها ، أي تجادل وتخاصم وتدافع ». وانظر : النهاية ، ج 5 ، ص 72 ( نضل ).
    (Cool في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « الملحدين ». وفي الأخير : « الملحدين : العادلين عن دين الحقّ ومنهج الصواب ، متّخذين مع الله تعالى غيره ، على تضمين معنى الأخذ ». وفي الوافي : « والملحدين ».
    (9) في التوحيد : « والملحدين في الله والمشركين مع الله » بدل « المتّخذين مع الله ».
    (10) في « بس ، بف » : ـ « به ».
    (11) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والكافي ، ح 236 والتوحيد والوافي. وفي بعض النسخ والمطبوع : ـ « هشام ».
    (12) في حاشية « ج ، ض » : « حين ». ونقله المازندراني في شرحه واستظهره. وفي التوحيد : « حينئذٍ حتّى ».
    (13) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب المعبود ، ح 236 ؛ وفي التوحيد ، ص 220 ، ح 13 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 346 ، ح 270 ؛ الوسائل ، ج 28 ، ص 353 ، ح 34948 ، وفيه إلى قوله : « فذاك التوحيد ».

    314 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ جَدِّهِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنْ مَعْنَى اللهِ ، فَقَالَ : « اسْتَوْلى (1) عَلى مَا دَقَّ وَجَلَّ ». (2) ‌
    315 / 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ الرِّضَا عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (3) فَقَالَ : « هَادٍ لِأَهْلِ السَّمَاءِ (4) ، وَهَادٍ لِأَهْلِ الْأَرْضِ ».
    وَفِي رِوَايَةِ الْبَرْقِيِّ : « هُدى (5) مَنْ فِي السَّمَاءِ (6) ، وَهُدى (7) مَنْ فِي الْأَرْضِ ». (Cool
    __________________
    (1) في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 39 : « قول عليه‌السلام : استولى ، لعلّه من باب تفسير الشي‌ء بلازمه ؛ فإنّ معنى الإلهيّة يلزمه‌الاستيلاء على جميع الأشياء ، دقيقها وجليلها. وقيل : السؤال إنّما كان عن مفهوم الاسم ومناطه ، فأجاب عليه‌السلام بأنّ الاستيلاء على جميع الأشياء مناط العبوديّة بالحقِّ لكلّ شي‌ء.
    أقول : الظاهر أنّه سقط من الخبر شي‌ء ؛ لأنّه مأخوذ من كتاب البرقي وروى في المحاسن بهذا السند بعينه عن القاسم ، عن جدّه الحسن ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام وسئل عن قوله الله : ( عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) [ طه (20) : 5 ] فقال : استولى على ما دقّ وجلّ ، وروى الطبرسي في الاحتجاج هكذا ، فلايحتاج إلى هذه التكلّفات ؛ إذ أكثر المفسّرين فسّروا الاستواء بمعنى الاستيلاء ، وقد حقّقنا في مواضع من كتبنا أنّ العرش يطلق على جميع مخلوقاته سبحانه ، وهذا أحد إطلاقاته لظهور وجوده وعلمه وقدرته في جميعها. وهذا من الكلينيّ غريب ، ولعلّه من النسّاخ ».
    (2) المحاسن ، ص 238 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 212. وفي التوحيد ، ص 230 ، ح 4 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 4 ، ح 1 ، بسند آخر عن القاسم بن يحيى. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 21 ، ح 15 ، عن الحسن بن خرزاد ، عن الصادق عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 470 ، ح 380.
    (3) النور (24) : 35.
    (4) في « ض » وشرح صدر المتألّهين : « السماوات ».
    (5) في حاشية « ف » : « هاد ». وفي الوافي : « هادي ».
    (6) في « ض » وحاشية « ف » والتوحيد والمعاني : « السماوات ».
    (7) في حاشية « ف » : « هاد ». وفي الوافي : « وهادي ».
    (Cool التوحيد ، ص 155 ، ح 1 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 15 ، ح 6 ، بسنده فيهما عن يعقوب بن يزيد الوافي ،

    316 / 5. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي (1) يَعْفُورٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ ) (2) وَقُلْتُ (3) : أَمَّا « الْأَوَّلُ » فَقَدْ عَرَفْنَاهُ ، وَأَمَّا « الْآخِرُ » فَبَيِّنْ لَنَا تَفْسِيرَهُ.
    فَقَالَ : « إِنَّهُ لَيْسَ شَيْ‌ءٌ إِلاَّ أَنْ يَبِيدَ (4) أَوْ يَتَغَيَّرَ ، أَوْ يَدْخُلَهُ التَّغَيُّرُ (5) وَالزَّوَالُ ، أَوْ يَنْتَقِلَ مِنْ لَوْنٍ إِلى لَوْنٍ ، وَمِنْ هَيْئَةٍ إِلى هَيْئَةٍ ، وَمِنْ صِفَةٍ إِلى صِفَةٍ ، وَمِنْ زِيَادَةٍ إِلى نُقْصَانٍ ، وَمِنْ نُقْصَانٍ إِلى زِيَادَةٍ إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ بِحَالَةٍ وَاحِدَةٍ (6) ، هُوَ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَهُوَ الْآخِرُ عَلى مَا لَمْ يَزَلْ ، وَلَا تَخْتَلِفُ (7) عَلَيْهِ الصِّفَاتُ وَالْأَسْمَاءُ كَمَا تَخْتَلِفُ عَلى غَيْرِهِ ، مِثْلُ الْإِنْسَانِ الَّذِي يَكُونُ تُرَاباً مَرَّةً ، وَمَرَّةً لَحْماً وَ (Cool دَماً ، وَمَرَّةً رُفَاتاً (9) وَرَمِيماً (10) ، وَكَالْبُسْرِ (11) الَّذِي يَكُونُ مَرَّةً‌
    __________________
    ج 1 ، ص 470 ، ح 381 و 382.
    (1) في « بس » : ـ « أبي ». وهو سهو ؛ فقد روى صفوان بن يحيى ، عن فضيل بن عثمان ، عن ابن أبي يعفور في الكافي ، ح 1585. هذا ؛ وابن أبي يعفور ، هو عبدالله بن أبي يعفور العبدي. راجع : رجال النجاشي ، ص 213 ، الرقم 556 ؛ رجال الطوسي ، ص 230 ، الرقم 3106.
    (2) الحديد (57) : 3.
    (3) في « ض ، بف » : « فقلت ».
    (4) هكذا في « ف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « إلاّ يبيد ». وقوله : « يبيد » أي يهلك. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 450 ( بيد ).
    (5) في « ض ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف ، بح » والتوحيد : « الغير ». وفي شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 11 : « وفي بعض النسخ : الغير ، وهو بالكسر اسم من غيّرت الشي‌ء فتغيّر ، وهذا قريب ممّا في الأصل ».
    (6) في التوحيد : « واحداً » بدل « بحالة واحدة ».
    (7) في « بح ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « لايختلف ». وفي « بس » : « ولايزال بحالة ، لاتختلف » بدل « ولايزال بحالة واحدة ـ إلى ـ ولاتختلف ».
    (Cool في التوحيد : « ومرّة ».
    (9) « الرُفات » : الحُطام ، وهو المتكسّر من الأشياء اليابسة ، وكلّ ما دُقّ فكُسِر. انظر : لسان العرب ، ج 2 ، ص 34 ( رفت ).
    (10) « الرميم » : ما بَلي من العظام. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1937 ( رمم ).
    (11) في التوحيد : « كالتمر ».

    بَلَحاً (1) ، وَمَرَّةً بُسْراً ، وَمَرَّةً رُطَباً ، وَمَرَّةً تَمْراً ، فَتَتَبَدَّلُ (2) عَلَيْهِ الْأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ ، وَاللهُ ـ جَلَّ وَعَزَّ ـ بِخِلَافِ ذلِكَ » (3).
    317 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ مَيْمُونٍ الْبَانِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الْأَوَّلِ (4) وَالْآخِرِ ، فَقَالَ : « الْأَوَّلُ لَاعَنْ أَوَّلٍ (5) قَبْلَهُ ، وَلَا عَنْ بَدْءٍ (6) سَبَقَهُ ؛ وَالْآخِرُ (7) لَاعَنْ نِهَايَةٍ كَمَا يُعْقَلُ مِنْ صِفَةِ (Cool الْمَخْلُوقِينَ ، وَلكِنْ قَدِيمٌ ، أَوَّلٌ ، آخِرٌ (9) ، لَمْ يَزَلْ ، وَلَا يَزُولُ (10) ، بِلَا بَدْءٍ (11) وَلَا نِهَايَةٍ (12) ، لَايَقَعُ عَلَيْهِ الْحُدُوثُ ، وَلَا يَحُولُ (13) مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ، خَالِقُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ (14) ». (15) ‌
    __________________
    (1) البَلَحُ : قبل البُسر ؛ لأنّ أوّل التمر طَلْعٌ ، ثمّ خَلالٌ ، ثمّ بَلَحٌ ، ثمّ بُسرٌ ، ثمّ رُطَبٌ ، ثمّ تَمرٌ. الصحاح ، ج 1 ، ص 356 ( بلح ).
    (2) في « ض » : « فتبدّل ». وفي « ف » : « وتبدّل ». وفي « ب ، بح ، بف » والتوحيد : « فيتبدّل ».
    (3) التوحيد ، ص 314 ، ح 2 ، بسنده عن أحمد بن إدريس الوافي ، ج 1 ، ص 471 ، ح 383.
    (4) في التوحيد والمعاني : « سئل عن قوله عزّ وجلّ : هو الأوّل ».
    (5) في التوحيد : + « كان ».
    (6) في « ب » : « بديّ ». وفي الوافي : « بدي‌ء ». و « البدء » أي الابتداء. و « البديّ أو البدي‌ء » بمعنى المصدر ، أي‌البداية ؛ لوقوعه في مقابل النهاية ، أو الكلّ بمعنى السيّد الأوّل في السيادة. والمراد هاهنا الموجد والعلّة. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 291 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 13 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 41.
    (7) في « ج ، ض ، بح ، بر » والوافي والمعاني : « آخر ».
    (Cool في المعاني : « صفات ».
    (9) في « ف » والمعاني : « وآخر ».
    (10) في « بح » والتوحيد والمعاني : « ولايزال ».
    (11) في « ب » : « بلا بديّ ».
    (12) في شرح صدر المتألّهين : « ... فهو الأوّل لم يزل بلا أوّل سبقه ولا بداية له ، وهو الآخر لايزول بلا آخر بعده ولا نهاية له ». وفي شرح المازندراني : « ويحتمل أن يكون كلّ واحدٍ ـ من لم يزل ولا يزول ـ متعلّقاً بكلّ واحد ، فيفيد أنّه أوّل عند كونه آخراً ، وآخر عند كونه أوّلاً ».
    (13) في « ف ، بح ، بر » : « لا يحوّل » بالتشديد.
    (14) قوله عليه‌السلام : « خالق كلّ شي‌ء » تأكيد وتعليل وكالبرهان لجميع ما ذكر. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 291 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 14.
    (15) التوحيد ، ص 313 ، ح 1 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 12 ، ح 1 ، بسندهما عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج 1 ،

    318 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ (1) إِلى أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنِ الرَّبِّ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، لَهُ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ فِي كِتَابِهِ ، وَأَسْمَاؤُهُ (2) وَصِفَاتُهُ هِيَ (3) هُوَ؟
    فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « إِنَّ لِهذَا الْكَلَامِ وَجْهَيْنِ : إِنْ كُنْتَ تَقُولُ : « هِيَ (4) هُوَ » ، أَيْ إِنَّهُ ذُو عَدَدٍ وَكَثْرَةٍ ، فَتَعَالَى اللهُ عَنْ ذلِكَ (5) ؛ وَإِنْ كُنْتَ تَقُولُ : هذِهِ الصِّفَاتُ وَالْأَسْمَاءُ لَمْ تَزَلْ ، فَإِنَّ « لَمْ تَزَلْ » مُحْتَمِلٌ مَعْنَيَيْنِ : فَإِنْ قُلْتَ : لَمْ تَزَلْ عِنْدَهُ فِي عِلْمِهِ وَهُوَ مُسْتَحِقُّهَا ، فَنَعَمْ ؛ وَإِنْ كُنْتَ تَقُولُ : لَمْ يَزَلْ تَصْوِيرُهَا وَهِجَاؤُهَا (6) وَتَقْطِيعُ حُرُوفِهَا ، فَمَعَاذَ اللهِ أَنْ يَكُونَ مَعَهُ شَيْ‌ءٌ غَيْرُهُ ، بَلْ كَانَ اللهُ وَلَا خَلْقَ ، ثُمَّ خَلَقَهَا وَسِيلَةً بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ ، يَتَضَرَّعُونَ (7) بِهَا إِلَيْهِ ، وَيَعْبُدُونَهُ وَهِيَ ذِكْرُهُ (Cool ، وَكَانَ اللهُ وَلَا ذِكْرَ (9) ، وَالْمَذْكُورُ (10) بِالذِّكْرِ هُوَ اللهُ الْقَدِيمُ الَّذِي لَمْ يَزَلْ ، وَالْأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ مَخْلُوقَاتٌ وَالْمَعَانِي (11) ، وَالْمَعْنِيُّ بِهَا هُوَ‌
    __________________
    ص 472 ، ح 384.
    (1) في « ب » : « يرفعه ».
    (2) في التوحيد : « فأسماؤه ».
    (3) في حاشية « ف » : « هما ».
    (4) في حاشية « ف » : « هما ».
    (5) في « ف » : + « علوّاً كبيراً ».
    (6) « الهِجاء » : تقطيع اللفظة بحروفها ، تقول : هجوتُ الحروفَ ، أي عددتها وتلفّظت بها واحداً بعد واحد. انظر : لسان العرب ، ج 15 ، ص 353 ( هجو ) ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 18.
    (7) في « ج » وحاشية « ض » : « متضرّعون ». وفي « بر » : « ويتضرّعون ».
    (Cool قرأها السيّد الداماد والمازندراني : الذُكْرَة ، وهي في اللغة بمعنى الذِكْرى نقيض النسيان. والمراد بها هاهنا ما به الذِكرى ، وهو آلتها. قال في الوافي : « فيه تكلّف ؛ لفقد التاء فيما بعد ». ونسب السيّد ما في المتن إلى التصحيف ، كما جعله المازندراني محتملاً. التعليقة للداماد ، ص 267 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 18 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 474. وانظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 664 ( ذكر ).
    (9) في حاشية « ف » : + « وقد ذكر ».
    (10) في « بح » : « أو المذكور ».
    (11) « الواو » في « والمعاني » بمعنى مع ، أو للعطف على الأسماء والصفات ، فهو مبتدأ خبره محذوف ، أي المعاني‌مخلوقة ، أو للعطف على « مخلوقات » فهو خبر للصفات ، كما أنّ « مخلوقات » خبر للأسماء ، أي الأسماء مخلوقات والصفات هي المعاني ، أو لعطف الجملة ، فهو مبتدأ خبره « هو الله » و « المعنيّ بها » عطف تفسير لها.

    اللهُ الَّذِي لَايَلِيقُ بِهِ الِاخْتِلَافُ وَلَا الِائْتِلَافُ ، وَإِنَّمَا يَخْتَلِفُ وَيَأْتَلِفُ (1) الْمُتَجَزِّئُ ، فَلَا يُقَالُ : اللهُ مُؤْتَلِفٌ (2) ، وَلَا اللهُ قَلِيلٌ (3) ولَا (4) كَثِيرٌ ، وَلكِنَّهُ الْقَدِيمُ فِي ذَاتِهِ ؛ لِأَنَّ مَا سِوَى الْوَاحِدِ مُتَجَزِّئٌ ، وَاللهُ وَاحِدٌ ، لَامُتَجَزِّئٌ وَلَا مُتَوَهَّمٌ بِالْقِلَّةِ وَالْكَثْرَةِ ، وَكُلُّ مُتَجَزِّئٍ أَوْ مُتَوَهَّمٍ (5) بِالْقِلَّةِ وَالْكَثْرَةِ ، فَهُوَ مَخْلُوقٌ دَالٌّ عَلى خَالِقٍ لَهُ ؛ فَقَوْلُكَ : « إِنَّ اللهَ قَدِيرٌ » خَبَّرْتَ (6) أَنَّهُ لَا يُعْجِزُهُ شَيْ‌ءٌ ، فَنَفَيْتَ بِالْكَلِمَةِ الْعَجْزَ ، وَجَعَلْتَ الْعَجْزَ سِوَاهُ ، وَكَذلِكَ قَوْلُكَ : « عَالِمٌ » إِنَّمَا نَفَيْتَ بِالْكَلِمَةِ الْجَهْلَ ، وَجَعَلْتَ الْجَهْلَ سِوَاهُ ، وَإِذَا (7) أَفْنَى اللهُ الْأَشْيَاءَ ، أَفْنَى الصُّورَةَ (Cool وَالْهِجَاءَ وَالتَّقْطِيعَ (9) ، وَلَا يَزَالُ مَنْ لَمْ يَزَلْ عَالِماً ».
    فَقَالَ الرَّجُلُ : فَكَيْفَ (10) سَمَّيْنَا (11) رَبَّنَا سَمِيعاً؟ فَقَالَ : « لِأَنَّهُ لَايَخْفى عَلَيْهِ مَا يُدْرَكُ بِالْأَسْمَاعِ ، وَلَمْ نَصِفْهُ بِالسَّمْعِ الْمَعْقُولِ فِي الرَّأْسِ (12).
    وَكَذلِكَ سَمَّيْنَاهُ بَصِيراً ؛ لِأَنَّهُ لَايَخْفى عَلَيْهِ مَا يُدْرَكُ بِالْأَبْصَارِ مِنْ لَوْنٍ أَوْ شَخْصٍ‌
    __________________
    وفي التوحيد وبعض النسخ ، على ما في التعليقة للداماد وشرح المازندراني بدون الواو وبالإضافة. وهو الصحيح عند السيّد الداماد ، والأظهر عند المازندراني. انظر شروح الكافي.
    (1) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : « وتأتلف ».
    (2) في شرح صدر المتألّهين : « الله مختلف ولا مؤتلف ».
    (3) « ولا الله قليل » إمّا معطوفة على صدر الجملة المنفيّة السابقة ، وهذه الجملة كأنّها كالتعليل لها. أو عطف على متعلّق القول منها. انظر : التعليقة للداماد ، ص 268 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 19.
    (4) في « بف » : ـ « لا ».
    (5) في « ف » : « متوهّم أو متجزّئ ». وفي التوحيد : « ومتوهّم ».
    (6) في شرح المازندراني : « خبّرت ، أي خبّرت به على حذف العائد. قال الجوهري : أخبرته بكذا وخبّرته‌بمعنى ». وانظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 641 ( خبر ).
    (7) في « ض » والتوحيد : « فإذا ».
    (Cool في التوحيد : « الصور ».
    (9) في التوحيد : « ولا ينقطع » ‌
    (10) في « بس » والتوحيد : « كيف ».
    (11) في التوحيد : « سمّي ».
    (12) « المعقول في الرأس » أي المحبوس فيه ، أو الذي نتعقّله في الرأس ونحكم بأنّه فيه. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 292 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 45.

    أَوْ غَيْرِ ذلِكَ ، وَلَمْ نَصِفْهُ (1) بِبَصَرِ لَحْظَةِ (2) الْعَيْنِ.
    وَكَذلِكَ سَمَّيْنَاهُ لَطِيفاً ؛ لِعِلْمِهِ بِالشَّيْ‌ءِ اللَّطِيفِ مِثْلِ الْبَعُوضَةِ وَأَخْفى (3) مِنْ ذلِكَ ، وَمَوْضِعِ النُّشُوءِ (4) مِنْهَا ، وَالْعَقْلِ وَالشَّهْوَةِ ؛ لِلسَّفَادِ (5) وَالْحَدَبِ (6) عَلى نَسْلِهَا ، وَإِقَامِ بَعْضِهَا عَلى بَعْضٍ ، (7) وَنَقْلِهَا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ إِلى أَوْلَادِهَا فِي الْجِبَالِ وَالْمَفَاوِزِ (Cool وَالْأَوْدِيَةِ وَالْقِفَارِ (9) ، فَعَلِمْنَا أَنَّ خَالِقَهَا لَطِيفٌ بِلَا كَيْفٍ ، وَإِنَّمَا الْكَيْفِيَّةُ لِلْمَخْلُوقِ الْمُكَيَّفِ.
    وَكَذلِكَ سَمَّيْنَا رَبَّنَا (10) قَوِيّاً لَابِقُوَّةِ الْبَطْشِ (11) الْمَعْرُوفِ مِنَ‌
    __________________
    (1) في « بح » : « فلم نصفه ».
    (2) في التوحيد : « بنظر لحظ ».
    (3) في التوحيد : « وأحقر ».
    (4) « النشوء » من نشأ ينشأ ، بمعنى النماء. وفي التوحيد : « الشقّ ». وضبطه السيّد الداماد : « النِشوَة » بمعنى السُكر ؛ لاقترانه بالعقل. وهو المنسوب إلى بعض النسخ عند المازندراني ، وإلى التكلّف عند الفيض. وضبطه المازندراني : « النَش‌ء » ، والمجلسي : « النُشُوّ » واحتمل « النشأة » ، وهو غير صحيح عند السيّد الداماد. و « النِشْو » : جمع النشوة بمعنى شمّ الريح. انظر : التعليقة للداماد ، ص 269 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 292 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 24 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 474 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 45 ؛ المغرب ، ص 451 ( نشأ ).
    (5) في « ج ، ف ، بس » : « للفساد ». وفي التوحيد : « والسفاد ». و « السِفاد » ـ بكسر السين ـ : نزو الذكر على الانثى ، أي وثبه ونهوضه عليها. وفي بعض النسخ « للفساد » وهو إمّا من تحريف الناسخين ، أو للتنبيه على أنّ الشهوة علّة للفساد ، وأنّ السفاد ينبوع الفساد ، وشهوة السفاد في الحقيقة هي شهوة الفساد. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 489 ( سفد ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 270 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 25.
    (6) « الحدب » : التعطّف والشفقة ، يقال : حَدِبَ فلان على فلان يَحْدَبُ حَدَباً ، أي تعطّف وحنا عليه. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 301 ( حدب ).
    (7) في التوحيد : « وإفهام بعضها عن بعض ». وفي التعليقة للداماد : « أي كون بعضها مقيماً قواماً على بعضها قويّاًعليه قائماً باموره ، حافظاً لأحواله ».
    (Cool المفاز والمفازة : البريّة القفر. والجمع : المَفاوِز. سمّيت بذلك لأنّها مُهلِكة ؛ من فوّز ، إذا مات. وقيل : سمّيت تفاؤلاً من الفوز بمعنى النجاة. النهاية ، ج 3 ، ص 478 ( فوز ).
    (9) « القِفار » : جمع القفر ، وهو مفازة وأرض خالية لا ماء فيها ولا نبات. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 797 ( قفر ).
    (10) في « ف » : « سمّيناه ربّاً ».
    (11) « البَطْش » : الأخذ الشديد عند ثوران الغضب ، فالإضافة لاميّة. أو السطوة وقوّة التعلّق بالشي‌ء وأخذه على الشدّة ، فالإضافة بيانيّة. انظر : لسان العرب ، ج 6 ، ص 267 ( بطش ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 271.

    الْمَخْلُوقِ (1) ، وَلَوْ كَانَتْ قُوَّتُهُ قُوَّةَ الْبَطْشِ الْمَعْرُوفِ مِنَ الْمَخْلُوقِ (2) ، لَوَقَعَ التَّشْبِيهُ ، وَلَاحْتَمَلَ الزِّيَادَةَ ، ومَا احْتَمَلَ الزِّيَادَةَ احْتَمَلَ النُّقْصَانَ ، وَمَا كَانَ نَاقِصاً كَانَ غَيْرَ قَدِيمٍ ، وَمَا كَانَ غَيْرَ قَدِيمٍ كَانَ عَاجِزاً ، فَرَبُّنَا ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَاشِبْهَ لَهُ (3) وَلَا ضِدَّ (4) ، وَلَا نِدَّ (5) وَلَا كَيْفَ ، وَلَا نِهَايَةَ ، وَلَا تَبْصَارَ بَصَرٍ (6) ، وَمُحَرَّمٌ عَلَى الْقُلُوبِ أَنْ تُمَثِّلَهُ ، وَعَلَى الْأَوْهَامِ أَنْ تَحُدَّهُ ، وَعَلَى الضَّمَائِرِ أَنْ تُكَوِّنَهُ (7) ، جَلَّ وَعَزَّ عَنْ إِدَاتِ (Cool خَلْقِهِ ، سِمَاتِ (9) بَرِيَّتِهِ ، وَتَعَالى عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً » (10).
    __________________
    (1) في « ب » : « الخلق ».
    (2) في « ب ، ج ، ف ، بر » وحاشية « ض ، بس » والتوحيد : « الخلق ».
    (3) في « بر » : « لا شبيه » بدل « لا شبه له ».
    (4) في حاشية « ض » : + « له ».
    (5) « النِدّ » : مثل الشي‌ء في الحقيقة الذي يضادّه في اموره وينادّه ، أي يخالفه. النهاية ، ج 5 ، ص 25 ( ندد ).
    (6) في « ب ، ف ، بح » : « ولا يبصر ببصر ». وفي « بس » وحاشية « ج » والتعليقة للداماد وشرح صدر المتألّهين : « ولاببصّار بصر ». وفي « ج » وحاشية « بح » وشرح المازندراني : « ولا بصّار بصر ». وفي « بف » : « ولا يبصّر ببصر ». وفي مرآة العقول : « ولا يبصار ببصر ». وفي التوحيد : « لا أقطار محرم » بدل « لا تبصار بصر ومحرم ».
    (7) في التوحيد : « تكيّفه ».
    (Cool « الإدات » بكسر الهمزة بمعنى الأثقال والأحمال ، جمع « إدَة » وأصلها الوأد بمعنى الثقل. أو هي جمع « الأَدِيّ » بمعنى الاهبة والعُدَّة. أو هي لفظة مفردة معناها المعونة ، وهي في الأصل مصدر « آديته » أي أعنته. قاله السيّد الداماد ، ثمّ نسب إلى التحريف والتصحيف ما في بعض النسخ : « عن ذات خلقه ». ثمّ ردّ قراءته بفتح الهمزة وتفسيره بالآلة بقوله : « وفي ذلك مع القصور عن إفادة معنى سديد ذهول عن أنّ « الأداة » بمعنى الآلة هي بالتاء المدوّرة المقلوبة في الوقف هاءً ». وأجاب عنه المازندراني بعد ما قرأها بالفتح وفسّره بالآلة بقوله : « الأمر فيه هيّن ، سيّما إذا كان المقصود رعاية المناسبة بينها وبين السمات ». وهو مؤيّد لقراءة السيّد كما لايخفى.
    وقرأه ميرزا رفيعا : « آداب خلقه ». ثمّ نقل عن بعض النسخ : « عن أداة خلقه » وقال : « أي آلتهم التي يفعلون ويحتاجون في أفعالهم إليها ». وهكذا قرأه وفسّره العلاّمة المجلسي. انظر : التعليقة للداماد ، ص 271 ؛ حاشية ميرزا رفيعا ؛ ص 397 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 : ص 28 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 48 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 475 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1653 ( أود ).
    (9) « السِمات » : جمع السِمَة بمعنى العلامة. انظر : المصباح المنير ، ص 660 ( وسم ).
    (10) التوحيد ، ص 193 ، ح 7 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن بشر ، عن أبي هاشم

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:31 pm

    319 / 8. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ عِنْدَهُ : اللهُ أَكْبَرُ ، فَقَالَ : « اللهُ أَكْبَرُ مِنْ أَيِّ شَيْ‌ءٍ؟ » فَقَالَ : مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « حَدَّدْتَهُ (1) » فَقَالَ الرَّجُلُ : كَيْفَ أَقُولُ؟ قَالَ (2) : « قُلْ : اللهُ أَكْبَرُ (3) مِنْ أَنْ يُوصَفَ ». (4) ‌
    320 / 9. وَرَوَاهُ (5) مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ عُمَيْرٍ (6) ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَيُّ شَيْ‌ءٍ اللهُ (7) أَكْبَرُ (Cool؟ » فَقُلْتُ : اللهُ أَكْبَرُ مِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، فَقَالَ : « وَكَانَ ثَمَّ شَيْ‌ءٌ ؛ فَيَكُونَ (9) أَكْبَرَ مِنْهُ؟ » فَقُلْتُ : فَمَا (10) هُوَ؟
    __________________
    الجعفري الوافي ، ج 1 ، ص 472 ، ح 385 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 82 ، ذيل ح 62.
    (1) « حدّدته » بالتشديد من التحديد ، أي جعلت عظمته متحدّدة بكونه سبحانه أكبر من كلّ شي‌ء. أو بالتخفيف من‌الحدّ ، بمعنى الشرح ، أي شرحت عظمته وكنه كبريائه. واختار السيّد الداماد الأوّل وقال : « هذا أولى وأبلغ وأقرب وأنسب ». انظر : التعليقة للداماد ، ص 274 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 30 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 476.
    (2) في « ض » والتوحيد والمعاني : « فقال ».
    (3) في « ب ، ج ، بس ، بف » : + « أكبر ».
    (4) التوحيد ، ص 312 ، ح 1 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 11 ، ح 2 ، بسنده فيهما عن سهل بن زياد الوافي ، ج 1 ، ص 475 ، ح 386 ؛ الوسائل ، ج 7 ، ص 191 ، ح 9085.
    (5) في شرح المازندراني : « ورواه ، أي روى مضمون الحديث المذكور ».
    (6) في « ب » : « جميع بن عبيد بن عمير ». والخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص 241 ، ح 225 ، عن مروك بن عبيد ، عن جميع بن عمر ، عن رجل ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. ورواه في المحاسن ، ص 329 ، ح 87 ، أيضاً مع اختلاف يسير عن يعقوب بن يزيد ، عن مروك بن عبيد ، عن جميع بن عَمرو ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام.
    هذا ، والخبر أورده المجلسي 1 في البحار ، ج 9 ، ص 218 ، ح 1 ، نقلاً من التوحيد ومعاني الأخبار ، وفي ذيله نقلاً من المحاسن ، وفيه : « عمرو بن جميع ». وعمرو بن جميع هو المذكور في كتب الرجال. راجع : رجال النجاشي ، ص 288 ، الرقم 769 ؛ رجال البرقي ، ص 35 ؛ رجال الكشّي ، ص 390 ، الرقم 733 ؛ رجال الطوسي ، ص 215 ، الرقم 3517 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 317 ، الرقم 489.
    (7) في « ب ، بف » : ـ « الله ».
    (Cool في « ف » : + « منه ».
    (9) في حاشية « ض » وحاشية شرح صدر المتألّهين : + « الله ».
    (10) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والتوحيد والمعاني والوافي

    قَالَ (1) : « اللهُ أَكْبَرُ مِنْ أَنْ يُوصَفَ » (2).
    321 / 10. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ (3) « سُبْحَانَ اللهِ » فَقَالَ : « أَنَفَةٌ لِلّهِ (4) » (5).
    322 / 11. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ (6) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ‌
    __________________
    والوسائل. وفي المطبوع : « وما ».
    (1) في « ف » : « فقال عليه‌السلام ». وفي شرح صدر المتألّهين والمحاسن : « فقال ».
    (2) المحاسن ، ص 241 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 225 عن مروك بن عبيد ، عن جميع بن عمر ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 329 ، كتاب العلل ، ح 87 ، بسنده عن مروك بن عبيد ، عن جميع بن عمرو ، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفي التوحيد ، ص 313 ، ح 2 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 11 ، ح 1 ، بسندهما عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه ، عن مروك بن عبيد. [ ولايبعد زيادة « عن أبيه » في السند ؛ فإنّ الوارد في عدّة من الأسناد رواية « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] ، عن مروك بن عبيد ». ولم نجد توسّط والد أحمد بينه وبين مروك في غير سند هذا الخبر. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 2 ، ص 299 وص 574 ] الوافي ، ج 1 ، ص 475 ، ح 387 ؛ الوسائل ، ج 7 ، ص 191 ، ح 9084.
    (3) في المعاني : + « معنى ». وفي تفسير العيّاشي : + « قول الله ».
    (4) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والتعليقة للداماد ، وشرح المازندرانى ومرآة العقول وجميع المصادر. وفي المطبوع : « أنفةُ [ ا ] لله ». وقوله : « أنفة لله » أي تنزيه لذاته الأحديّة عن كلّ ما لايليق بجنابه ، أو استنكافه تعالى عمّا لايليق به وتنزّهه عمّا لايجوز له ، يقال : أنِفَ من الشي‌ء ، إذا استنكف عنه وكرهه وشرفت نفسه عنه. والمراد التنزيه المطلق. انظر : التعليقة للداماد ، ص 276 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 31 ـ 32 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 476 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 49 ؛ لسان العرب ، ج 9 ، ص 15 ( أنف ).
    (5) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب أدنى ما يجزئ من التسبيح ... ، ضمن ح 5053 ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن هشام بن الحكم. وفي التوحيد ، ص 312 ، ح 2 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 9 ، ح 1 ، بسندهما عن عليّ بن إبراهيم. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 276 ، ح 2 ، عن هشام بن الحكم الوافي ، ج 1 ، ص 476 ، ح 388.
    (6) في « ب » : « الحسيني » وهو سهو. وعبد العظيم هذا ، هو عبدالعظيم بن عبدالله بن عليّ بن الحسن بن زيد بن‌الحسن بن عليّ بن أبي طالب ، راجع : رجال النجاشي ، ص 247 ، الرقم 365 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 374 ، الرقم 549.

    أَسْبَاطٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلى طِرْبَالٍ ، عَنْ هِشَامٍ الْجَوَالِيقِيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( سُبْحانَ اللهِ ) (1) : مَا يُعْنى بِهِ؟ قَالَ : « تَنْزِيهُهُ (2) ». (3) ‌
    323 / 12. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى جَمِيعاً ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِيَ عليه‌السلام : مَا مَعْنَى « الْوَاحِدِ »؟ فَقَالَ : « إِجْمَاعُ (4) الْأَلْسُنِ عَلَيْهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالى (5) : ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ ) (6) » (7).
    17 ـ بَابٌ آخَرُ وَهُوَ مِنَ الْبَابِ الْأَوَّلِ إِلاَّ أَنَّ فِيهِ زِيَادَةً وَهُوَ
    الْفَرْقُ مَا بَيْنَ الْمَعَانِي الَّتِي تَحْتَ أَسْمَاءِ اللهِ
    وَأَسْمَاءِ الْمَخْلُوقِينَ‌
    324 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ الْهَمْدَانِيِّ (Cool ؛
    __________________
    (1) يوسف (12) : 108 ؛ المؤمنون (23) : 91 ؛ ومواضع اخر.
    (2) في « ب ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا والمعاني والوافي : « تنزيه ».
    (3) التوحيد ، ص 312 ، ح 3 ، بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني عليه‌السلام ؛ معاني الأخبار ، ص 9 ، ح 2 ، بسنده عن عليّ بن أسباط. راجع : التوحيد ، ص 311 ح 1 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 9 ، ح 3 الوافي ، ج 1 ، ص 476 ، ح 389.
    (4) في حاشية « ف » : « اجتماع ». وفي التوحيد : « قال : الذي اجتماع » بدل « فقال : إجماع ».
    (5) في التوحيد : « بالتوحيد كما قال الله » بدل « بالوحدانيّة كقوله تعالى ».
    (6) الزخرف (43) : 87.
    (7) التوحيد ، ص 83 ، ح 2 ، بسنده عن الكليني ، عن عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن سهل بن زياد ، عن أبي هاشم الجعفري الوافي ، ج 1 ، ص 477 ، ح 390.
    (Cool في « ألف ، ج ، بح » : « الهمذاني ». والرجل بهذا العنوان غير مذكور في كتب الرجال ، إلاّ أنّ الشيخ الطوسي

    وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (1) عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ، الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ) (2) ، لَوْ (3) كَانَ كَمَا يَقُولُ الْمُشَبِّهَةُ (4) ، لَمْ يُعْرَفِ (5) الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ ، وَلَا الْمُنْشِئُ مِنَ الْمُنْشَا ، لكِنَّهُ (6) الْمُنْشِئُ (7) ، فَرَّقَ (Cool بَيْنَ مَنْ جَسَّمَهُ (9) وَصَوَّرَهُ وَأَنْشَأَهُ ؛ إِذْ كَانَ لَايُشْبِهُهُ شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يُشْبِهُ هُوَ شَيْئاً ».
    قُلْتُ : أَجَلْ ـ جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ ـ لكِنَّكَ قُلْتَ : الْأَحَدُ الصَّمَدُ ، وَقُلْتَ : لَايُشْبِهُهُ شَيْ‌ءٌ ، وَاللهُ وَاحِدٌ ، وَالْإِنْسَانُ وَاحِدٌ ، أَلَيْسَ قَدْ تَشَابَهَتِ الْوَحْدَانِيَّةُ؟
    __________________
    ذكر في الفهرست ، ص 367 ، الرقم 575 ، المختار بن بلال بن المختار بن أبي عبيد راوياً لكتاب فتح بن يزيد ؛ وذكر في رجاله ، ص 437 ، الرقم 6258 ، المختار بن بلال ( هلال خ ل ) بن المختار بن أبي عبيد وقال : « روى عن فتح بن يزيد الجرجاني ، روى عنه الصفّار ». فمن المحتمل اتّحاد العنوانين ووقوع التصحيف ، أو الاختصار في النسب في أحدهما ، فتأمّل.
    (1) اختلفوا فيه أنّه الرضا عليه‌السلام ؛ لما رواه في عيون الأخبار ، أو الثالث عليه‌السلام كما يلوح من كشف الغمّة ، انظر : التعليقة للداماد ، ص 278 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 36 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 483 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 50.
    (2) الإخلاص (112) : 3 و 4. وفي التوحيد ، ص 185 والعيون : + « منشئ الأشياء ، ومجسّم الأجسام ، ومصوّرالصور ». ونقل هذه الزيادة السيّد بدرالدين في حاشيته ، ص 95 عن نسخة أقلّ اعتماداً عليه ، وقال : « وهذا هو الصواب ، فكأنّه ساقط من البين ».
    (3) في شرح المازندراني والوافي نقلاً عن بعض نسخ الكافي : « ولو ».
    (4) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « لو كان كما يقول المشبّهة ».
    (5) في « ف ، بح » : « لم يفرق ».
    (6) في « ف » : « لكن ».
    (7) في الوافي : « لكنّه المنشئ ، إمّا كلام تامّ وما بعده كلام آخر. أو المنشئ ، بدل من الضمير وما بعده خبره ».
    (Cool « فرق » اسم عند صدر المتألّهين ، و « إذ » تعليل. وفعل ماض من التفريق عند المازندراني ، و « إذ » يحتمل الظرفيّة والتعليل. وكلاهما محتمل عند الفيض والمجلسي.
    (9) « بين من جسّمه » أي بينه وبين من جسّمه. أو فرّق بين مجعولاته بحيث لايشتبه شي‌ء منها بمماثله. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ج 3 ، ص 280 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 37 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 51.

    قَالَ : « يَا فَتْحُ ، أَحَلْتَ (1) ـ ثَبَّتَكَ اللهُ ـ إِنَّمَا التَّشْبِيهُ فِي الْمَعَانِي ، فَأَمَّا (2) فِي الْأَسْمَاءِ ، فَهِيَ وَاحِدَةٌ ، وَهِيَ دَلَالَةٌ (3) عَلَى الْمُسَمّى ، وَذلِكَ (4) أَنَّ الْإِنْسَانَ وَإِنْ قِيلَ (5) : وَاحِدٌ ، فَإِنَّهُ (6) يُخْبَرُ أَنَّهُ جُثَّةٌ وَاحِدَةٌ وَلَيْسَ بِاثْنَيْنِ (7) ، وَالْإِنْسَانُ نَفْسُهُ (Cool لَيْسَ بِوَاحِدٍ ؛ لِأَنَّ أَعْضَاءَهُ مُخْتَلِفَةٌ ، وَأَلْوَانَهُ مُخْتَلِفَةٌ (9) ، وَمَنْ أَلْوَانُهُ مُخْتَلِفَةٌ غَيْرُ وَاحِدٍ ، وَهُوَ أَجْزَاءٌ مُجَزَّأَةٌ لَيْسَتْ بِسَوَاءٍ : دَمُهُ غَيْرُ لَحْمِهِ ، وَلَحْمُهُ غَيْرُ دَمِهِ ، وَعَصَبُهُ غَيْرُ عُرُوقِهِ ، وَشَعْرُهُ غَيْرُ بَشَرِهِ (10) ، وَسَوَادُهُ غَيْرُ بَيَاضِهِ ، وَكَذلِكَ سَائِرُ جَمِيعِ الْخَلْقِ ؛ فَالْإِنْسَانُ وَاحِدٌ فِي الِاسْمِ (11) ، وَلَا وَاحِدٌ فِي الْمَعْنى ، وَاللهُ ـ جَلَّ جَلَالُهُ ـ هُوَ (12) وَاحِدٌ (13) لَاوَاحِدَ غَيْرُهُ ، لَا اخْتِلَافَ فِيهِ وَلَا تَفَاوُتَ ، وَلَا زِيَادَةَ وَلَا نُقْصَانَ ، فَأَمَّا الْإِنْسَانُ الْمَخْلُوقُ الْمَصْنُوعُ الْمُؤَلَّفُ (14) مِنْ أَجْزَاءٍ مُخْتَلِفَةٍ (15) ‌
    __________________
    (1) « أحلت » ، أي أتيت بالمحال وقلت محالاً من القول. وقال المازندراني في شرحه : « أو هل تحوّلت وانتقلت‌عن عقيدتك ، على أن تكون الهمزة للاستفهام ، والدعاء بالتثبّت يناسب كلا الاحتمالين ».
    (2) في « بح » : « وأمّا ».
    (3) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والتوحيدوالعيون. وفي حاشية « ض ، بس » : « دليل ». وفي المطبوع وبعض النسخ على ما في شرح المازندراني وشرح صدر المتألّهين : « دالّة ».
    (4) في حاشية « بف » : « تلك ».
    (5) في « ب ، ض » : + « إنّه ».
    (6) في « بر » والتوحيد ، ص 185 والعيون : « فإنّما ».
    (7) في « ب » : « باثنتين ».
    (Cool في الوافي : « بنفسه ».
    (9) في « ض » وشرح صدر المتألّهين : ـ « وألوانه مختلفة ». وفي « بس » : « والإنسان بنفسه وألوانه مختلفة » بدل « والإِنسان نفسه ـ إلى ـ وألوانه مختلفة ».
    (10) في « بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي : « بشرته ».
    (11) في « ض » : « بالاسم ».
    (12) في « بف » والعيون : ـ « هو ».
    (13) في التوحيد ، ص 185 : + « في المعنى ».
    (14) الظاهر أنّ « المؤلّف » خبر المبتدأ وجواب أمّا ، ولكنّ النسخ متّفقة على التعريف وفقدان الفاء.
    (15) الظرف متعلّق بـ « المؤلّف » ، و « المؤلّف » خبر المبتدأ. و « المخلوق المصنوع » صفة للمبتدأ ، أو متعلّق بـ « المصنوع » ، و « المصنوع » خبر المبتدأ ، أو يكون الظرف خبر المبتدأ ـ استبعده المازندراني ـ أو يكون كلّ من المخلوق والمصنوع والمؤلّف والظرف خبر المبتدأ. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 39 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 483 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 52.

    وَجَوَاهِرَ شَتّى غَيْرَ أَنَّهُ بِالِاجْتِمَاعِ شَيْ‌ءٌ وَاحِدٌ ».
    قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَرَّجْتَ (1) عَنِّي فَرَّجَ اللهُ عَنْكَ ، فَقَوْلَكَ : اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (2) فَسِّرْهُ لِي كَمَا فَسَّرْتَ الْوَاحِدَ ؛ فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لُطْفَهُ عَلى خِلَافِ لُطْفِ خَلْقِهِ لِلْفَصْلِ (3) ، غَيْرَ أَنِّي أُحِبُّ أَنْ‌تَشْرَحَ ذلِكَ لِي (4) ، فَقَالَ : « يَا فَتْحُ ، إِنَّمَا قُلْنَا : اللَّطِيفُ ؛ لِلْخَلْقِ اللَّطِيفِ ، وَ (5) لِعِلْمِهِ بِالشَّيْ‌ءِ اللَّطِيفِ ، أَوَلَا تَرى ـ وَفَّقَكَ اللهُ وَثَبَّتَكَ ـ إِلى (6) أَثَرِ صُنْعِهِ فِي النَّبَاتِ اللَّطِيفِ وَغَيْرِ اللَّطِيفِ ؛ وَمِنَ (7) الْخَلْقِ اللَّطِيفِ ، وَ (Cool مِنَ الْحَيَوَانِ الصُّغَارِ (9) ، وَ (10) مِنَ الْبَعُوضِ (11) وَالْجِرْجِسِ (12) ، وَمَا هُوَ أَصْغَرُ مِنْهَا مَا (13) لَايَكَادُ (14) تَسْتَبِينُهُ الْعُيُونُ ، بَلْ لَايَكَادُ يُسْتَبَانُ‌
    __________________
    (1) جوّز المازندراني التخفيف والتشديد ؛ استناداً إلى كلام الجوهري في استوائهما في المعنى. انظر : شرح‌المازندراني ، ج 4 ، ص 39 ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 333 ( فرج ).
    (2) في التوحيد ، ص 60 : ـ « الخبير ». وقال السيّد بدرالدين في حاشيته ، ص 95 : « يدلّ على صحّته ـ أي خلوّ الحديث من كلمة الخبير ـ أنّه لم يقل « فسّرهما لي » وأيضاً لم يأت ذكر الخبير في كلامه عليه‌السلام ».
    (3) في « بر » وحاشية « بح » وشرح صدر المتألّهين : « للفضل ».
    (4) في « ف ، بر » وشرح صدر المتألّهين والعيون : « لي ذلك ».
    (5) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » والتعليقة للداماد والوافي : ـ « و ». وجعل الداماد والفيض ما في المتن مستنداً إلى نسخة واستصوباه عطفاً على « للخلق اللطيف » على أن يكون تعليلاً ثانياً لتسميته سبحانه لطيفاً. واحتمل المازندراني كونه تعليلاً لتسميته تعالى خبيراً. انظر : التعليقة للداماد ، ص 280 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 296 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 42 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 483.
    (6) في حاشية « ب » : « على » ‌
    (7) في التوحيد ، ص 185 والعيون : « وفي ».
    (Cool في التوحيد ، ص 185 والعيون : ـ « و ».
    (9) في شرح المازندراني : « الصُغار ـ بالضمّ ـ : الصغير. قال الجوهري : صَغُر الشي‌ء فهو صغير وصُغار بالضمّ ». وانظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 713 ( صغر ).
    (10) في التوحيد ، ص 185 والعيون : ـ « و ».
    (11) « البعوض » : البقّ ، وهي دويّبة مثل القمّلة ، حمراء منتنة الريح ، تكون في السُرُر والجُدُر ، إذا قتلتها شممت لها رائحة اللوز المُرّ. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1066 ( بعض ) ؛ لسان العرب ، ج 10 ، ص 23 ( بقق ).
    (12) « الجِرجِس » : لغة في القِرْقِس ، وهو البعوض الصغار. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 913 ( جرجس ).
    (13) « ما » مبتدأ مؤخّر و « من الخلق » خبر مقدّم. وفي حاشية « ف » والتوحيد ، ص 185 : « ممّا ».
    (14) اتّفقت النسخ التي قوبلت على التذكير. وفي التعليقة للداماد : « بالتذكير والتأنيث ». وفي شرح صدر المتألّهين والعيون : « تكاد ».

    ـ لِصِغَرِهِ ـ الذَّكَرُ مِنَ الْانْثى ، وَالْحَدَثُ الْمَوْلُودُ مِنَ الْقَدِيمِ.
    فَلَمَّا رَأَيْنَا صِغَرَ ذلِكَ فِي لُطْفِهِ ، وَاهْتِدَاءَهُ (1) لِلسَّفَادِ ، والْهَرَبَ مِنَ الْمَوْتِ ، وَالْجَمْعَ لِمَا يُصْلِحُهُ ، وَمَا (2) فِي لُجَجِ (3) الْبِحَارِ ، وَمَا فِي لِحَاءِ (4) الْأَشْجَارِ وَالْمَفَاوِزِ (5) وَالْقِفَارِ (6) ، وَإِفْهَامَ (7) بَعْضِهَا عَنْ بَعْضٍ مَنْطِقَهَا ، وَمَا يَفْهَمُ بِهِ أَوْلَادُهَا عَنْهَا ، وَنَقْلَهَا الْغِذَاءَ إِلَيْهَا ، ثُمَّ تَأْلِيفَ (Cool أَلْوَانِهَا : حُمْرَةٍ (9) مَعَ صُفْرَةٍ ، وَبَيَاضٍ مَعَ حُمْرَةٍ (10) ، وَأَنَّهُ (11) مَا (12) لَاتَكَادُ (13) عُيُونُنَا تَسْتَبِينُهُ ، لِدَمَامَةِ (14) خَلْقِهَا‌
    __________________
    (1) في شرح المازندراني : « اهتداءه ، عطف على : صغر ذلك ، أو على : لطفه ». وفي الوافي : « اهتداؤه ».
    (2) في التوحيد ، ص 185 والعيون : « ممّا ». وقال في الوافي : « وفي بعض النسخ : « ممّا » بياناً لـ « ما يصلحه » وهوأوضح ». واستصحّه الداماد في التعليقة ، ثمّ قال : « وفي نسخ كثيرة : « وما » عطفاً على « ما » المدخولة للاّم ». وهذا العطف تفسيري عند المازندراني ، كما أنّ عطفه على « صغر ذلك » محتمل أيضاً عنده. راجع : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 44.
    (3) « لجج » : جمع اللُجّة ، ولُجّة الماء : معظمه. لسان العرب ، ج 2 ، ص 354 ( لجج ).
    (4) « اللحاء » : قشر الشجر. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2480 ( لحو ).
    (5) « المفاوز » : جمع المَفاز والمفازة ، وهي البريّة القفر ، سمّيت بذلك ؛ لأنّها مهلكة ، من فوّز ، إذا مات. وقيل : سمّيت تفاؤلاً من الفوز بمعنى النجاة. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 478 ( فوز ).
    (6) « القِفار » : جمع القفر ، وهو مفازة وأرض خالية لا ماء فيها ولا نبات. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 797 ( قفر ).
    (7) في شرح المازندراني : « إفهام ، إمّا بالكسر أو بالفتح. ولفظة « عن » و « فهم بعض منطقها » كما في كتاب العيون يرجّح الثاني ». وانظر : مرآة العقول ، ج 2 ، ص 53.
    (Cool « ثمّ تأليف » عطف على « صغر ذلك ». انظر : التعليقة للداماد ، ص 281 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 46.
    (9) في شرح المازندراني : « حمرة ، بالجرّ بيان للألوان ، أي ثمّ تأليف حمرة مع صفرة ، وبالرفع ، خبر مبتدأ محذوف ، وهو الضمير الراجع إلى الألوان ، وما بعدها صفة لها ».
    (10) في العيون : « خضرة ».
    (11) في شرح المازندراني : « وأنّه ... عطف على « صغر ذلك ». وقال بعض الأفاضل : « وَانْهَ » بسكون النون وفتح الهاء ، أمر من نهى ينهى ، والموصول منصوب على المفعوليّة وعبارة عن الأجزاء ، والمعنى : اسكت عمّا لاتدركه عيوننا من أجزائها وتأليف بعضها مع بعض ».
    (12) في « ف » : « ممّا ».
    (13) في « ج ، ف ، بح ، بر » وشرح المازندراني والوافي : « لا يكاد ».
    (14) في « ب ، بح ، بف » : « لذمامة ». و « الدَمَامَة » : القِصَر والقبح. قال الداماد في التعليقة : « وأمّا الذمامة ـ بإعجام الذال ـ

    لَا تَرَاهُ (1) عُيُونُنَا ، وَلَا تَلْمِسُهُ أَيْدِينَا ، عَلِمْنَا (2) أَنَّ خَالِقَ هذَا الْخَلْقِ لَطِيفٌ ، لَطُفَ بِخَلْقِ (3) مَا سَمَّيْنَاهُ بِلَا عِلَاجٍ (4) وَلَا أَدَاةٍ وَلَا آلَةٍ ، وَأَنَّ كُلَّ صَانِعِ (5) شَيْ‌ءٍ فَمِنْ شَيْ‌ءٍ صَنَعَ (6) ، وَاللهُ ـ الْخَالِقُ اللَّطِيفُ الْجَلِيلُ ـ خَلَقَ وَصَنَعَ لَامِنْ شَيْ‌ءٍ » (7).
    325 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ مُرْسَلاً :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « اعْلَمْ ـ عَلَّمَكَ اللهُ الْخَيْرَ ـ أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ قَدِيمٌ ، وَالْقِدَمُ صِفَتُهُ الَّتِي دَلَّتِ الْعَاقِلَ عَلى أَنَّهُ لَاشَيْ‌ءَ قَبْلَهُ ، وَلَا شَيْ‌ءَ مَعَهُ فِي دَيْمُومِيَّتِهِ (Cool ، فَقَدْ بَانَ لَنَا بِإِقْرَارِ الْعَامَّةِ (9) مُعْجِزَةَ (10) الصِّفَةِ أَنَّهُ لَاشَيْ‌ءَ قَبْلَ اللهِ ،
    __________________
    بمعنى القلّة ، من قولهم : بئر ذَمّة ـ بالفتح ـ أي قليلة الماء ، وفي هذا المقام تصحيف ». وانظر : النهاية ، ج 2 ، ص 134 ( دمم ).
    (1) في شرح المازندراني : « لا تراه ، إمّا استيناف ، أو بمنزلة إضراب عن قوله : « لايكاد ». ونصبه على الحال بعيد ؛ لعدم ظهور عامل له ».
    (2) في شرح المازندراني : « علمنا ، جوابُ لمّا ».
    (3) في التوحيد ، ص 185 والعيون : « في خلق ».
    (4) في شرح المازندراني : « بلا علاج ، أي بلا مباشرة بالأعضاء والجوارح ، أو بلا تجربة ولا مزاولة ولا تدريج. تقول : عالجت الشي‌ء معالجة وعلاجاً ، إذا زاولته ومارسته ». وانظر : الوافي ، ج 1 ، ص 484 ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 330 ( علج ).
    (5) في التوحيد ، ص 185 : « صانع كلّ ».
    (6) في العيون : « صنعه ».
    (7) التوحيد ، ص 185 ، ح 1 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 127 ، ح 23 ، بسنده فيهما عن عليّ بن إبراهيم ، عن المختار بن محمّد بن المختار الهمداني ، عن الفتح بن يزيد الجرجاني. وفي التوحيد ، ص 60 ، ضمن ح 18 ، بسند آخر عن الفتح بن يزيد الجرجاني عن المعصوم عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 481 ، ح 393.
    (Cool في « بر » والعيون : « ديمومته ». وفي حاشية « ج » : « ديمومة ».
    (9) في شرح المازندراني : « بإقرار العامّة ، أي بإقرار عامّة الموجودات ، كلّها بلسان الحال والإمكان ، وبعضها بلسان المقال والبيان ».
    (10) في التوحيد : « مع معجزة ». و « معجزة » إمّا اسم فاعل ، فعليه إمّا مرفوعة فاعلةً لـ « بان » وما بعدها بدل عنها. أو منصوبة على المفعوليّة ، إذا كان الإقرار بمعنى الاستقرار. أو منصوبة بنزع الخافض ، إذا كان الإقرار بمعنى الاعتراف.

    وَلَا شَيْ‌ءَ مَعَ اللهِ فِي بَقَائِهِ ، بَطَلَ قَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ كَانَ قَبْلَهُ أَوْ كَانَ مَعَهُ شَيْ‌ءٌ ؛ وَذلِكَ أَنَّهُ لَوْ كَانَ مَعَهُ شَيْ‌ءٌ فِي بَقَائِهِ ، لَمْ يَجُزْ أَنْ يَكُونَ خَالِقاً لَهُ ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يَزَلْ مَعَهُ ، فَكَيْفَ يَكُونُ خَالِقاً لِمَنْ لَمْ يَزَلْ مَعَهُ؟! وَلَوْ كَانَ قَبْلَهُ شَيْ‌ءٌ ، كَانَ الْأَوَّلَ ذلِكَ الشَّيْ‌ءُ ، لَاهذَا ، وَكَانَ الْأَوَّلُ أَوْلى بِأَنْ يَكُونَ خَالِقاً لِلثَّانِي (1).
    ثُمَّ وَصَفَ نَفْسَهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ بِأَسْمَاءٍ دَعَا (2) الْخَلْقَ ـ إِذْ خَلَقَهُمْ وَتَعَبَّدَهُمْ وَابْتَلَاهُمْ ـ إِلى أَنْ يَدْعُوهُ بِهَا ، فَسَمّى نَفْسَهُ سَمِيعاً ، بَصِيراً ، قَادِراً ، قَائِماً ، نَاطِقاً (3) ، ظَاهِراً ، بَاطِناً (4) ، لَطِيفاً ، خَبِيراً ، قَوِيّاً ، عَزِيزاً ، حَكِيماً ، عَلِيماً (5) ، وَمَا أَشْبَهَ هذِهِ الْأَسْمَاءَ (6).
    فَلَمَّا رَأى ذلِكَ مِنْ أَسْمَائِهِ الْغَالُونَ (7) الْمُكَذِّبُونَ ـ وَقَدْ سَمِعُونَا نُحَدِّثُ عَنِ اللهِ أَنَّهُ‌
    __________________
    وإمّا اسم مفعول ، فعليه إمّا منصوبة حالاً عن العامّة ، أو مجرورة صفة لها. وإمّا مصدر « مَعْجِزَة ». أو على وزن مِفْعَلَة للمبالغة ، فعليها هي منصوبة بنزع الخافض.
    قال المحقّق الشعراني : « وأمّا الشارح القزويني فقرأه : « معجرة » بالراء المهملة ، و « العجر » ورم البطن واتّساعه. وفسّره بأنّ العامّة وسّعوا صفة « القديم » حتّى شمل غير الله تعالى من العقول والأفلاك. وعلى هذا فلايمكن استشهاد الإمام عليه‌السلام بهذا الإقرار من العامّة وتصويب رأيهم ».
    وفي شرح المازندراني : « في بعض نسخ لايعتدّ به : « بهذه الصفة » وهو أظهر ». واستصوب في الوافي ما في العيون من « مع معجزة الصفة ». انظر : التعليقة للداماد ، ص 283 ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 298 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 51 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 487 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 54.
    (1) هكذا في « ف » وهو الصحيح. وفي سائر النسخ والمطبوع : « للأوّل ». والمراد به الأوّل المفروض أوّلاً. وفي التوحيد : « خالقاً للأوّل الثاني ».
    (2) في « ض ، ف » والمرآة : « دعاء ». وهو الظاهر من شرح المازندراني حيث قال : « بالنصب على أنّه مفعول له ، مثل « حذر الموت » ؛ يعني وصف نفسه لأجل دعائهم إيّاه بتلك الأسماء ». وفي مرآة العقول : « الأظهر أنّه على صيغة الفعل كما في التوحيد والعيون ... ولكن في أكثر نسخ الكتاب مهموز ».
    (3) في العيون : « قاهراً حيّاً قيّوماً » بدل « قائماً ناطقاً ».
    (4) في « ف » : « وباطناً ».
    (5) في « ف » وحاشية « ض ، بر » والوافي : « حكيماً حليماً عليماً ». وفي حاشية « ج » : « حكيماً حليماً ». وفي حاشية « بس » : « حكيماً عليماً حليماً ».
    (6) في حاشية « بح » : « الأشياء ».
    (7) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف » وحاشية بدرالدين وميرزا رفيعا وشرح المازندراني

    لَا شَيْ‌ءَ مِثْلُهُ ، وَلَا شَيْ‌ءَ مِنَ الْخَلْقِ فِي حَالِهِ ـ قَالُوا : أَخْبِرُونَا ـ إِذَا (1) زَعَمْتُمْ أَنَّهُ لَامِثْلَ لِلّهِ وَلَا شِبْهَ لَهُ ـ كَيْفَ شَارَكْتُمُوهُ فِي أَسْمَائِهِ الْحُسْنى ، فَتَسَمَّيْتُمْ بِجَمِيعِهَا؟! فَإِنَّ فِي ذلِكَ دَلِيلاً عَلى أَنَّكُمْ مِثْلُهُ فِي حَالَاتِهِ كُلِّهَا ، أَوْ فِي (2) بَعْضِهَا دُونَ بَعْضٍ ؛ إِذْ جَمَعْتُمُ (3) الْأَسْمَاءَ الطَّيِّبَةَ.
    قِيلَ لَهُمْ : إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَلْزَمَ الْعِبَادَ أَسْمَاءً (4) مِنْ أَسْمَائِهِ عَلَى اخْتِلَافِ الْمَعَانِي ؛ وَذلِكَ كَمَا يَجْمَعُ الِاسْمُ الْوَاحِدُ مَعْنَيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ ، وَالدَّلِيلُ عَلى ذلِكَ قَوْلُ النَّاسِ الْجَائِزُ عِنْدَهُمُ الشَّائِعُ (5) ، وَهُوَ الَّذِي خَاطَبَ اللهُ بِهِ الْخَلْقَ ، فَكَلَّمَهُمْ بِمَا يَعْقِلُونَ لِيَكُونَ عَلَيْهِمْ حُجَّةً فِي تَضْيِيعِ مَا ضَيَّعُوا ؛ فَقَدْ (6) يُقَالُ لِلرَّجُلِ : كَلْبٌ ، وَحِمَارٌ ، وَثَوْرٌ ، وَسُكَّرَةٌ (7) ، وَعَلْقَمَةٌ (Cool ، وَأَسَدٌ ، كُلُّ (9) ذلِكَ عَلى خِلَافِهِ وَحَالَاتِهِ (10) ، لَمْ تَقَعِ (11) الْأَسَامِي عَلى مَعَانِيهَا الَّتِي كَانَتْ بُنِيَتْ عَلَيْهَا (12) ؛ لِأَنَّ الْإِنْسَانَ لَيْسَ بِأَسَدٍ وَلَا كَلْبٍ ، فَافْهَمْ ذلِكَ‌
    __________________
    والوافي والتوحيد والعيون. والمراد من تجاوز في الخلق عن مرتبتهم وشاركهم مع الله في أسمائه وصفاته. وفي « ف » والمطبوع وحاشية « بح » : « القالون ». والقِلى بمعنى البغض.
    (1) في « بس » والوافي والعيون : « إذ ».
    (2) في « بر ، بف » والوافي : ـ « في ».
    (3) في التوحيد والعيون : « جمعتكم ».
    (4) في « ج ، ف » : « اسماً ».
    (5) في العيون : « السائغ ».
    (6) في مرآة العقول : « وقد ».
    (7) « السُكَّرَة » : واحدة السُكَّر ، وهو فارسيّ معرّب. وفي المغرب : « السكّر ـ بالتشديد ـ ضرب من الرطب مشبه‌بالسكّر المعروف في الحلاوة ». الصحاح ، ج 2 ص 688 ؛ المغرب ، ص 229 ( سكر ).
    (Cool « العَلْقَم » : شجر مُرّ. ويقال للحنظل ولكلّ شي‌ء مُرّ : علقم. الصحاح ، ج 5 ، ص 1991 ( علقم ).
    (9) في « ف » : « وكلّ ».
    (10) في العيون : « لأنّه » بدل « وحالاته ». وقوله : « حالاته » عطف على الضمير المجرور في « خلافه » بدون إعادة الجارّ ، وهو جائز ، وللمانع أن يجعل الواو بمعنى مع ، أو يقدّر مضافاً ، أي وخلاف حالاته. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 59 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 56.
    (11) في « ج ، ض ، بح » وشرح المازندراني : « لم يقع ».
    (12) هكذا في حاشية « بح » والتوحيد والعيون. وفي النسخ التي قوبلت والمطبوع : « عليه ».

    رَحِمَكَ اللهُ.
    وَإِنَّمَا سُمِّيَ (1) اللهُ تَعَالى بِالْعِلْمِ (2) بِغَيْرِ (3) عِلْمٍ حَادِثٍ عَلِمَ بِهِ الْأَشْيَاءَ ، اسْتَعَانَ (4) بِهِ عَلى حِفْظِ مَا يُسْتَقْبَلُ مِنْ أَمْرِهِ ، وَالرَّوِيَّةِ (5) فِيمَا يَخْلُقُ مِنْ خَلْقِهِ ، وَيُفْسِدُ (6) مَا مَضى مِمَّا (7) أَفْنى مِنْ خَلْقِهِ ، مِمَّا لَوْ لَمْ يَحْضُرْهُ ذلِكَ الْعِلْمُ وَيَغِيبُهُ (Cool كَانَ جَاهِلاً ضَعِيفاً ، كَمَا أَنَّا لَوْ رَأَيْنَا (9) عُلَمَاءَ الْخَلْقِ (10) إِنَّمَا سُمُّوا بِالْعِلْمِ لِعِلْمٍ حَادِثٍ ؛ إِذْ كَانُوا فِيهِ (11) جَهَلَةً ، وَرُبَّمَا فَارَقَهُمُ الْعِلْمُ بِالْأَشْيَاءِ ، فَعَادُوا إِلَى الْجَهْلِ.
    وَإِنَّمَا سُمِّيَ اللهُ عَالِماً ؛ لِأَنَّهُ لَايَجْهَلُ شَيْئاً ، فَقَدْ جَمَعَ الْخَالِقَ وَالْمَخْلُوقَ اسْمُ (12) الْعَالِمِ (13) ، وَاخْتَلَفَ الْمَعْنى عَلى مَا رَأَيْتَ.
    __________________
    (1) في التوحيد : « نسمّي ». وفي العيون : « يسمّى ».
    (2) في « ب » والتوحيد والعيون : « بالعالم ». وفي شرح المازندراني : « المراد بالعلم : العالم ، بذكر المشتقّ منه مقام المشتقّ. أو المراد بالتسمية الوصف. أو قال ذلك للتنبيه على أنّ العلم عين ذاته ».
    (3) في « ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والعيون والوافي : « لغير ».
    (4) في التوحيد والعيون : « واستعان ».
    (5) في « ف ، بح ، بر » : « والرؤية ».
    (6) في التوحيد : « وبعينه ». وفي العيون : « وتفنيه ».
    (7) في الوافي : « بما ».
    (Cool عطف على « لم يحضره » والأنسب : « وغابه ». وفي « ج ، ض ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « يعينه ». وفي « ف » : « يغنيه ». وفي حاشية « ب » : « يغبه ». وفي حاشية « بح » : « يغنيه ويُعنيه ». وفي « بح » وحاشية « بس ، ض » : « يعيبه ». وفي التعليقة للداماد : « تَغَيَّبه » ونسبه في الوافي إلى التكلّف. وفي شرح المازندراني : « في بعض النسخ : تَغَيَّبه ، ... والأصل فيه : تَغَيَّبَ عنه ». وفي مرآة العقول : « يعيّنه ... من التعيين ... وفي بعض النسخ : ولغيبه ... وفي العيون وغيره : ويُعِنْه. وهو الصواب. وفي بعض نسخ العيون : وتفنيه ما مضى ... وفي بعض نسخ التوحيد : وتقفية ما مضى ». واستصوب في الوافي أيضاً ما في التوحيد وبعض نسخ العيون من : « يُعِنْه ».
    (9) في « ج » : « أرينا ».
    (10) في حاشية « بح » : « الحقّ ».
    (11) في التوحيد والعيون : « قبله ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 408 : « فئة » أي إذ كانوا قبل علمهم فئة جهلة.
    (12) يجوز نصب الاسم ورفع الخالق أيضاً.
    (13) في التوحيد والعيون : « العلم ».

    وَسُمِّيَ رَبُّنَا سَمِيعاً (1) لَابِخَرْتٍ (2) فِيهِ يَسْمَعُ بِهِ الصَّوْتَ وَلَا يُبْصِرُ بِهِ ، كَمَا أَنَّ خَرْتَنَا (3) ـ الَّذِي بِهِ نَسْمَعُ ـ لَانَقْوى بِهِ عَلَى الْبَصَرِ ، وَلَكِنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّهُ لَايَخْفى عَلَيْهِ شَيْ‌ءٌ مِنَ (4) الْأَصْوَاتِ ، لَيْسَ عَلى حَدِّ مَا سُمِّينَا نَحْنُ ، فَقَدْ جَمَعْنَا (5) الِاسْمَ بِالسَّمْعِ (6) ، وَاخْتَلَفَ الْمَعْنى.
    وَهكَذَا الْبَصَرُ (7) لَابِخَرْتٍ مِنْهُ (Cool أَبْصَرَ (9) ، كَمَا أَنَّا نُبْصِرُ بِخَرْتٍ (10) مِنَّا لَانَنْتَفِعُ بِهِ فِي غَيْرِهِ ، وَلكِنَّ اللهَ بَصِيرٌ لَايَحْتَمِلُ (11) شَخْصاً مَنْظُوراً إِلَيْهِ ، فَقَدْ جَمَعْنَا الِاسْمَ ، وَاخْتَلَفَ الْمَعْنى.
    وَهُوَ قَائِمٌ لَيْسَ عَلى مَعْنَى انْتِصَابٍ وَقِيَامٍ عَلى سَاقٍ فِي كَبَدٍ (12) كَمَا قَامَتِ الْأَشْيَاءُ ، وَلكِنْ (13) « قَائِمٌ » يُخْبِرُ أَنَّهُ حَافِظٌ ، كَقَوْلِ الرَّجُلِ : الْقَائِمُ بِأَمْرِنَا فُلَانٌ ، وَ (14) اللهُ (15) هُوَ الْقَائِمُ (16) عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ، وَالْقَائِمُ أَيْضاً فِي كَلَامِ النَّاسِ : الْبَاقِي ؛ وَالْقَائِمُ أَيْضاً يُخْبِرُ عَنِ
    __________________
    (1) في « بف » : + « بصيراً ».
    (2) في التوحيد : « لا بجزء ». وفي العيون : « لا جزء ». و « الخَرت » و « الخُرْت » : ثقب الإبرة والفأس والاذن وغيرها. انظر : لسان العرب ، ج 2 ، ص 29 : ( خرت ).
    (3) في التوحيد والعيون : « جزأنا ».
    (4) في التوحيد والعيون : ـ « شي‌ء من ».
    (5) « جمعنا » إمّا بسكون العين ، فالاسم منصوب. أو بفتحها ، فالاسم مرفوع. وكذا نظائره الآتية إلاّلقرينة معيّنة. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 64 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 57.
    (6) في « ف » : + « والبصر ». وفي شرح المازندراني والتوحيد والعيون : « بالسميع ».
    (7) في العيون : « البصير ».
    (Cool في التوحيد : « لا بجزء به ». وفي العيون : « لا لجزء به » كلاهما بدل « لا بخرت منه ».
    (9) في « بح » : « البصر ».
    (10) في التوحيد والعيون : « بجزء ».
    (11) في حاشية « بح » والتوحيد والعيون : « لايجهل ». واستصوبه السيّد بدر الدين في حاشيته ، واستظهره المازندراني في شرحه ، والمجلسي في مرآة العقول.
    (12) « الكَبَد » : الشدّة والضيق والتعب والمشقّة. انظر : النهاية ، ج 4 ، ص 139 ( كبد ).
    (13) في « ج » : « ولكنّه ». وفي « بس » : ـ « ولكن قائم ». وفي التوحيد والعيون : + « أخبر أنّه ».
    (14) في شرح المازندراني : « الواو ، إمّا للحال ، أو للعطف على قوله : « كقول الرجل » أو على مقول القول ، وهو القائم ».
    (15) في التوحيد والعيون : ـ « الله ».
    (16) في التوحيد : « قائم ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3304
    نقاط : 4993
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني Emptyالأحد نوفمبر 03, 2024 10:33 pm

    الْكِفَايَةِ ، كَقَوْلِكَ لِلرَّجُلِ : قُمْ بِأَمْرِ بَنِي فُلَانٍ ، أَيِ اكْفِهِمْ ، وَالْقَائِمُ مِنَّا قَائِمٌ عَلى سَاقٍ ، فَقَدْ جَمَعْنَا الِاسْمَ وَلَمْ نَجْمَعِ (1) الْمَعْنى.
    وَأَمَّا اللَّطِيفُ ، فَلَيْسَ عَلى قِلَّةٍ وَقَضَافَةٍ (2) وَصِغَرٍ ، وَلكِنْ ذلِكَ عَلَى النَّفَاذِ فِي الْأَشْيَاءِ وَالِامْتِنَاعِ مِنْ أَنْ يُدْرَكَ ، كَقَوْلِكَ لِلرَّجُلِ : لَطُفَ عَنِّي (3) هذَا الْأَمْرُ ، وَلَطُفَ فُلَانٌ فِي مَذْهَبِهِ وَقَوْلِهِ (4) ، يُخْبِرُكَ أَنَّهُ غَمَضَ (5) فِيهِ (6) الْعَقْلُ وَفَاتَ الطَّلَبُ (7) ، وَعَادَ مُتَعَمِّقاً مُتَلَطِّفاً لَايُدْرِكُهُ الْوَهْمُ ، فَكَذلِكَ (Cool لَطُفَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَنْ أَنْ يُدْرَكَ بِحَدٍّ ، أَوْ يُحَدَّ بِوَصْفٍ ؛ وَاللَّطَافَةُ مِنَّا : الصِّغَرُ وَالْقِلَّةُ ، فَقَدْ جَمَعْنَا الِاسْمَ ، وَاخْتَلَفَ الْمَعْنى.
    وَأَمَّا الْخَبِيرُ ، فَالَّذِي لَايَعْزُبُ عَنْهُ شَيْ‌ءٌ ، وَلَا يَفُوتُهُ (9) ، لَيْسَ (10) لِلتَّجْرِبَةِ وَلَا لِلِاعْتِبَارِ‌
    __________________
    (1) في التوحيد والعيون : « ولم يجمعنا ». في التعليقة للداماد : « لم يجمع ، أي لم يجمعنا المعنى ». وفي شرح المازندراني : « إن كان « جمعنا » بسكون العين كان « لم نجمع » بالنون ، وإن كان بفتحها كان « لم يجمع » بالياء المثنّاة من تحت ، والتقدير : لم يجمعنا المعنى ». ثمّ أيّد الأخير بما في العيون والتوحيد وإن عدّه خلاف الظاهر.
    (2) « القضافة » : النحافة والدقّة. قال الداماد في التعليقة : « والمراد الضعيف النحيف ». وانظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1417 ( قضف ).
    (3) في العيون : « عن ».
    (4) في التعليقة للداماد : « وفي نسخة : قولك ، بالرفع على أنّه المبتدأ ، أي وقولك هذا يخبرك ».
    (5) في « ف » : « غمّض » بالتشديد. واحتمله المازندراني في شرحه ؛ حيث قال : « ولو كان غمّض ... كان في الكلام استعارة مكنيّة تخييليّة ، وهو مع ذلك كناية عن عدم إدراك المطلوب ». و « غمض » و « غَمُضَ » : أخفى أمره واشتدّ غورُه ، أو غار. والغموض : الغور. وفي اللغة : غمض في الأرض ، أي ذهب وغاب. انظر : التعليقة للداماد ، ص 290 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 68 ؛ الوافي ، ح 1 ، ص 488 ؛ لسان العرب ، ج 7 ، ص 201 ( غمض ).
    (6) في التوحيد والعيون : « فبهر » بدل « فيه ».
    (7) في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 58 : « يمكن أن يقرأ « الطلب » مرفوعاً ومنصوباً. فعلى الأوّل يكون « فات » لازماً ، أي ضاع وذهب الطلب. وعلى الثاني ، فضمير الفاعل إمّا راجع إلى الأمر المطلوب ، أي لايدرك الطلبَ ذلك الأمر ... أو إلى العقل ».
    (Cool في « ب ، ج ، ف ، بح ، بس » وحاشية « ض ، بر ، بف » وشرح المازندراني : « فهكذا ». وفي حاشية « ض » الاخرى : « وكذلك ».
    (9) في التوحيد : + « شي‌ء ».
    (10) أي ليس خبره بالأشياء وعدمُ بُعد شي‌ء عنه للتجربة.

    بِالْأَشْيَاءِ ، فَعِنْدَ (1) التَّجْرِبَةِ وَالِاعْتِبَارِ عِلْمَانِ وَلَوْ لَاهُمَا مَا عُلِمَ ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَ كَذلِكَ ، كَانَ جَاهِلاً وَاللهُ لَمْ يَزَلْ خَبِيراً بِمَا يَخْلُقُ ، وَالْخَبِيرُ مِنَ النَّاسِ : الْمُسْتَخْبِرُ عَنْ جَهْلٍ ، الْمُتَعَلِّمُ ، فَقَدْ (2) جَمَعْنَا الِاسْمَ ، وَاخْتَلَفَ الْمَعْنى.
    وَأَمَّا الظَّاهِرُ ، فَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ عَلَا الْأَشْيَاءَ بِرُكُوبٍ فَوْقَهَا ، وَقُعُودٍ عَلَيْهَا ، وَتَسَنُّمٍ (3) لِذُرَاهَا (4) ، وَلكِنْ ذلِكَ لِقَهْرِهِ وَلِغَلَبَتِهِ (5) الْأَشْيَاءَ وَقُدْرَتِهِ (6) عَلَيْهَا ، كَقَوْلِ الرَّجُلِ : ظَهَرْتُ عَلى أَعْدَائِي ، وَأَظْهَرَنِي اللهُ عَلى خَصْمِي ، يُخْبِرُ عَنِ الْفَلْجِ (7) وَالْغَلَبَةِ ، فَهكَذَا (Cool ظُهُورُ اللهِ عَلَى الْأَشْيَاءِ (9).
    وَوَجْهٌ آخَرُ أَنَّهُ الظَّاهِرُ لِمَنْ أَرَادَهُ وَ (10) لَا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْ‌ءٌ ، وَأَنَّهُ مُدَبِّرٌ لِكُلِّ مَا بَرَأَ (11) ، فَأَيُّ ظَاهِرٍ أَظْهَرُ وَأَوْضَحُ (12) مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى؟ لِأَنَّكَ لَاتَعْدَمُ صَنْعَتَهُ (13) حَيْثُمَا‌
    __________________
    (1) في التوحيد : « فيفيده ». وفي العيون : « فتفيده » وفي كليهما : « علماً » بدل « علمان ». واستصحّه السيّد بدر الدين‌في حاشيته ، ص 97 ، ثمّ قال : « أي لولا التجربة والاعتبار لما علم ، بل كان جاهلاً ؛ والله لم يزل خبيراً ».
    (2) في « ب ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : « وقد ».
    (3) في حاشية « ض » : « تسنيم ». وفي التعليقة للداماد : « ويروى بالشين المعجمة وبالباء الموحّدة ، والشبم ـ بفتح‌الباء ـ : البرد ». و « التسنّم » : العلوّ. وكلّ شي‌ء علا شيئاً فقد تسنّمه ، فيقال : تسنّمه أي علاه ، من السنام وهو أعلى كلّ شي‌ء. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 409 ( سنم ).
    (4) في الشروح : « الذِرى » بضمّ الذال وكسرها ، جمع الذِروة ـ بهما ـ وهي أيضاً أعلى الشي‌ء وفوقه ، ولكنّ‌الموجود في اللغة : الذُرى ـ بضمِّ الذال ـ جمع الذِرْوة. قال الخليل : « ولولا الواو كان ينبغي أن تكون جماعة فِعْلة فِعَل ... ». انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2345 ؛ ترتيب كتاب العين ، ج 1 ، ص 623 ( ذرو ).
    (5) في « ج ، ض ، بر » والعيون : « لغلبة ».
    (6) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ج » : « قدرة ».
    (7) « الفلج » : الظفر والفوز. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 335 ( فلج ).
    (Cool في حاشية « بح » : « فكذا ».
    (9) في التوحيد : « الأعداء ».
    (10) في « بف » والتوحيد والعيون : ـ « و ».
    (11) في « ج » : « برأه ». وفي « ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والعيون : « يرى ».
    (12) في العيون : + « أمراً ».
    (13) في التوحيد : « صنعه ».

    تَوَجَّهْتَ (1) ، وَفِيكَ مِنْ آثَارِهِ مَا يُغْنِيكَ ، وَالظَّاهِرُ مِنَّا : الْبَارِزُ بِنَفْسِهِ ، وَالْمَعْلُومُ بِحَدِّهِ ، فَقَدْ جَمَعَنَا الِاسْمُ وَلَمْ يَجْمَعْنَا (2) الْمَعْنى.
    وَأَمَّا الْبَاطِنُ ، فَلَيْسَ عَلى مَعْنَى الِاسْتِبْطَانِ لِلْأَشْيَاءِ (3) بِأَنْ يَغُورَ فِيهَا ، وَلكِنْ ذلِكَ مِنْهُ عَلَى اسْتِبْطَانِهِ لِلْأَشْيَاءِ عِلْماً وَحِفْظاً وَتَدْبِيراً ، كَقَوْلِ الْقَائِلِ : أَبْطَنْتُهُ (4) : يَعْنِي خَبَرْتُهُ وَعَلِمْتُ مَكْتُومَ (5) سِرِّهِ ، وَالْبَاطِنُ مِنَّا : الْغَائِبُ (6) فِي الشَّيْ‌ءِ ، الْمُسْتَتِرُ ، وَقَدْ جَمَعْنَا الِاسْمَ ، وَاخْتَلَفَ الْمَعْنى.
    وَأَمَّا الْقَاهِرُ ، فَلَيْسَ (7) عَلى مَعْنى عِلَاجٍ (Cool وَنَصَبٍ (9) وَاحْتِيَالٍ وَمُدَارَاةٍ (10) وَمَكْرٍ (11) ، كَمَا يَقْهَرُ الْعِبَادُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً ، وَالْمَقْهُورُ مِنْهُمْ يَعُودُ قَاهِراً ، وَالْقَاهِرُ يَعُودُ مَقْهُوراً ، وَلكِنْ ذلِكَ‌
    __________________
    (1) يجوز فيه « توجّهَتْ » بالتأنيث أيضاً.
    (2) في « ج » : « لايجمعنا ». وفي « ف » : « لم نجمع ».
    (3) في « بر » : « بالأشياء ». وفي حاشية « ف » : « في الأشياء ».
    (4) « بطن » في اللغة بمعنى عَلِمَ ، لا « أبطن » ؛ فلذا قال الداماد والفيض : فلعلّه بمعنى بطنته ، أو الهمزة للاستفهام‌والفعل مجرّد ، ولكنّ المازندراني ردّ هذا بأنّ الكلام صادر عن معدن الفصاحة والبلاغة ، فلا نحتاج إلى التكلّف. انظر : التعليقة للداماد ، ص 293 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 73 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 489 ؛ الصحاح ، ج 5 ، ص 2079 ( بطن ).
    (5) في حاشية « ف ، بح » : « مكنون ».
    (6) في التوحيد والعيون : « منا بمعنى الغائر » بدل « منّا الغائب ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « الغائر ».
    (7) في حاشية « ف » : « فإنّه ليس ».
    (Cool في مرآة العقول : « العلاج : العمل والمزاولة بالجوارح ». وهكذا في اللغة بدون قيد الجوارح. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 330 ( علج ).
    (9) في الوافي : « تصلّب ». و « النَصَب » : التعب. و « النَصْب » : المعاداة. و « النُصْب » : الشرّ والبلاء. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 73 ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 225 ( نصب ).
    (10) في الصحاح : مداراة الناس تهمز ولا تهمز ، وهي المداجاة والملاينة. وفي المغرب : المداراة : المعاقلة ، أي المجالسة والمخالطة ، وبالهمزة : مدافعة ذي حقّ عن حقّه. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 73 ؛ الصحاح ، ج 6 ، ص 2335 ؛ المغرب ، ص 163 ( درى ).
    (11) في شرح المازندراني : « الاحتيال والمكر متقاربان. قال في الصحاح : المكر : الاحتيال والخديعة. ولا يبعد أن يقال : الاحتيال هو استعمال الرويّة وأخذ الحيلة لدفع ضرر الغير عن نفسه ؛ والمكر استعمال الرويّة وارتكاب الخديعة لإيصال الضرر إلى الغير ». انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 819 ( مكر ).

    مِنَ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلى أَنَّ جَمِيعَ مَا خَلَقَ مُلَبَّسٌ (1) بِهِ الذُّلُّ لِفَاعِلِهِ ، وَقِلَّةُ (2) الِامْتِنَاعِ لِمَا أَرَادَ بِهِ ، لَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَنْ يَقُولَ لَهُ (3) : « كُنْ » فَيَكُونُ ، وَالْقَاهِرُ مِنَّا عَلى مَا ذَكَرْتُ وَوَصَفْتُ ، فَقَدْ جَمَعْنَا الِاسْمَ ، وَاخْتَلَفَ الْمَعْنى.
    وَهكَذَا جَمِيعُ الْأَسْمَاءِ وَإِنْ كُنَّا لَمْ نَسْتَجْمِعْهَا (4) كُلَّهَا ، فَقَدْ يَكْتَفِي الِاعْتِبَارُ (5) بِمَا أَلْقَيْنَا (6) إِلَيْكَ ، وَاللهُ عَوْنُكَ وَعَوْنُنَا فِي إِرْشَادِنَا وَتَوْفِيقِنَا ». (7) ‌
    18 ـ بَابُ تَأْوِيلِ الصَّمَدِ‌
    326 / 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ ـ وَلَقَبُهُ شَبَابٌ الصَّيْرَفِيُّ ـ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه‌السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا الصَّمَدُ (Cool؟ قَالَ : « السَّيِّدُ الْمَصْمُودُ إِلَيْهِ‌
    __________________
    (1) في حاشية « ض » : « متلبّس بالذلّ ». وفي التوحيد والعيون : « ملتبس ». وفي شرح المازندراني : « مُلْبَس ، اسم‌مفعول من الإلباس ، والذلّ فاعله ».
    (2) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّه عطف على « الذلّ » وعطفه على « أنّ » أيضاً محتمل ».
    (3) في التوحيد والعيون : « طرفة عين غير أنّه يقول له » بدل « طرفة عين أن يقول له ».
    (4) في التوحيد والعيون : « لم نسمّها ».
    (5) في « ب » : « فقد نكتفي بالاعتبار ». وفي « و ، بر ، بح » وحاشية « ض ، بس » : « فقد يكتفى بالاعتبار ». وفي حاشية « بح » : « فقد يكفي الاعتبار ». وفي التوحيد : « فقد يكتفي للاعتبار ».
    (6) في « ض ، بس » : « ألقيناه ».
    (7) التوحيد ، ص 186 ، ح 2 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 145 ، ح 50 ، بسنده فيهما عن الكليني ، عن عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن خالد ، عن الرضا عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 484 ، ح 394.
    (Cool اختلف في معنى « الصمد ». فقيل : إنّه بمعنى المفعول من صَمَد ، بمعنى قَصَد ، وهو السيّد المقصود إليه في‌الحوائج ، كما في هذا الحديث. وقيل : الصمد ، هو الذي لاجوف له ، وهو مجاز عن أنّه تعالى أحديّ الذات ، أحديّ المعنى. وقيل : الصمد ، هو الأملس من الحجر لايقبل الغبار ولا يدخله ولا يخرج منه شي‌ء ، فهو كناية عن عدم الانفعال والتأثّر عن الغير. انظر : مرآة العقول ، ج 2 ، ص 60 ؛ الوافي ، ج 2 ، ص 480 ؛ لسان العرب ، ج 3 ، ص 258 ( صمد ).

    فِي الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ». (1) ‌
    327 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ السَّرِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ الْجُعْفِيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنَ التَّوْحِيدِ ، فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُهُ الَّتِي يُدْعى بِهَا ، وَتَعَالى فِي عُلُوِّ كُنْهِهِ ـ وَاحِدٌ (2) تَوَحَّدَ بِالتَّوْحِيدِ فِي تَوَحُّدِهِ ، ثُمَّ أَجْرَاهُ عَلى خَلْقِهِ ؛ فَهُوَ وَاحِدٌ (3) ، صَمَدٌ ، قُدُّوسٌ ، يَعْبُدُهُ كُلُّ شَيْ‌ءٍ ، وَيَصْمُدُ إِلَيْهِ كُلُّ شَيْ‌ءٍ ، وَوَسِعَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ عِلْماً ». (4) ‌
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْكُلَيْنِي (5) :
    فَهذَا هُوَ الْمَعْنَى الصَّحِيحُ فِي تَأْوِيلِ الصَّمَدِ ، لَامَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْمُشَبِّهَةُ أَنَّ (6) تَأْوِيلَ الصَّمَدِ : الْمُصْمَتُ الَّذِي لَاجَوْفَ لَهُ ؛ لِأَنَّ ذلِكَ لَايَكُونُ إِلاَّ مِنْ صِفَةِ الْجِسْمِ ، وَاللهُ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ مُتَعَالٍ عَنْ ذلِكَ ، هُوَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ (7) أَنْ تَقَعَ (Cool الْأَوْهَامُ عَلى صِفَتِهِ ، أَوْ تُدْرِكَ (9) كُنْهَ عَظَمَتِهِ ، وَلَوْ كَانَ تَأْوِيلُ الصَّمَدِ فِي صِفَةِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْمُصْمَتَ ، لَكَانَ مُخَالِفاً لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ) (10) لِأَنَّ ذلِكَ مِنْ صِفَةِ الْأَجْسَامِ الْمُصْمَتَةِ الَّتِي لَا‌
    __________________
    (1) التوحيد ، ص 94 ، ح 10 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 6 ، ح 2 ، بسنده فيهما عن الكليني ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد الوافي ، ج 1 ، ص 478 ، ح 391.
    (2) في المحاسن والتوحيد ، ص 136 : « أحد ».
    (3) في المحاسن والتوحيد ، ص 136 : « أحد ».
    (4) المحاسن ، ص 241 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 226. التوحيد ، ص 93 ، ح 9 ، بسنده عن محمّد بن عيسى ؛ وفيه ، ص 136 ، ح 7 ، بسنده عن يونس ، عن أبي الحسن ، عن جابر وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 478 ، ح 392.
    (5) هكذا في « ف » وحاشية « ج ». وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « قال أبو جعفر الكليني ».
    (6) في « ف » : « من أنّ ».
    (7) في « ج » : ـ « من ».
    (Cool في « ف ، بح ، بس » : « يقع ».
    (9) في « ف ، بس » : « يدرك ».
    (10) الشورى (42) : 11.


    أَجْوَافَ لَهَا ، مِثْلِ الْحَجَرِ (1) وَالْحَدِيدِ وَسَائِرِ الْأَشْيَاءِ الْمُصْمَتَةِ الَّتِي لَا أَجْوَافَ لَهَا ، تَعَالَى اللهُ عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً ، فَأَمَّا مَا جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ مِنْ (2) ذَلِكَ ، فَالْعَالِمُ عليه‌السلام أَعْلَمُ بِمَا قَالَ. وَهذَا الَّذِي قَالَ عليه‌السلام ـ أَنَّ (3) الصَّمَدَ هُوَ السَّيِّدُ الْمَصْمُودُ إِلَيْهِ ـ هُوَ مَعْنًى صَحِيحٌ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‌ءٌ ).
    وَالْمَصْمُودُ إِلَيْهِ : الْمَقْصُودُ فِي اللُّغَةِ.
    قَالَ أَبُو طَالِبٍ فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَمْدَحُ بِهِ النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنْ شِعْرِهِ (4) :

    وبِالْجَمْرَةِ الْقُصْوى إِذَا صَمَدُوا لَهَا
    يَؤُمُّونَ (5) قَذْفاً (6) رَأْسَهَا بِالْجَنَادِلِ (7)

    __________________
    (1) في شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 80 : « قوله : « مثل الحجر » إلى قوله : « لها » في بعض الكتب نسخة وفي بعضها أصل ».
    (2) في حاشية « بح » : « في ».
    (3) « أنّ » بدل من مفعول « قال » المحذوف الراجع إلى الموصول وليس مقولَ قال.
    (4) في « ب ، بر ، بف » : « الشعر ».
    (5) في حاشية « ض » : « يرومون ». وفي « بر » وشرح صدر المتألّهين : « يرمون ».
    (6) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف ، و ، بح » وشرح المازندراني والوافي وكثير من المصادر. وفي « بح » وحاشية « ج ، بر » وشرح صدر المتألّهين : « رضحاً » بمعنى الكسر. وفي « ف ، و » وحاشية « ض ، بف » والمطبوع : « رضخاً » بمعنى الرمي بالحجارة ؛ كالقذف.
    (7) الوزن : بحر طويل. والقائل : أبوطالب رضي‌الله‌عنه ، وهو عبد مناف بن عبد المطّلب بن هاشم ، عمّ الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووالد أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، من سادات قريش ورؤسائها ، ومن أبرز خطبائها العقلاء ، وحكمائها الاباة ، وشعرائها المبدعين كفل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد وفاة عبدالمطّلب ، وأحبّه حبّاً شديداً ، وقدّمه على ولده جميعاً ، فكان لاينام إلاّ إلى جنبه ، وكان يخرجه معه.
    ولمّا بعث النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالإسلام وبدأ بالدعوة إليه كان أبوطالب المحامي الأوّل للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمدافع عنه وعن أصحابه من المؤمنين. وكان يحرّض بني هاشم وأحلافهم من بني المطّلب على نصرته.
    قال ابن سعد : ثمّ إنّ أبا طالب دعا بني عبد المطّلب ، فقال : لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما اتّبعتم أمره ، فاتّبعوه وأعينوه ترشدوا.
    وقد تحمّل أبوطالب ورهطه الهاشميّون مع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الحصار العسير في شعب أبي طالب. وبعد ثلاث سنوات من الحصار لبّى أبوطالب نداء ربّه وذلك في السنة العاشرة للبعثة النبويّة المباركة ، وتولّى غسله وتكفينه وتحنيطه ابنه أميرالمؤمنين عليه‌السلام بأمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « أما والله لأشفعنّ لعمّي شفاعة يعجب منها أهل

    __________________
    الثقلين ». وعندها صبّت قريش حممها على النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتّى قال : « ما نالت قريش منّي شيئاً أكرهه حتّى مات أبوطالب ». ( انظر : ترجمته في سيرة ابن هشام ، ج 1 ، ص 189 ؛ الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج 1 ، ص 119 ؛ الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 90 ؛ الإصابة لابن حجر ، ج 4 ، ص 115 ؛ الأعلام للزركلي ، ج 4 ، ص 166 ؛ شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد ، ج 14 ، ص 76 ـ 77 ؛ إيمان أبي طالب للمفيد ، ص 25 ـ 26 ).
    أمّا إيمانه رضي‌الله‌عنه فهو مفروغ عنه ، إلاّ أنّه كان يكتم إيمانه لمصالح خاصّة اقتضتها الظروف الموضوعيّة التي واجهها النبيّ الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في بداية دعوته.
    ويدلّ على إيمانه سيرته العمليّة في تعامله مع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورسالته ، ومن تصفّح ديوان شعره يجد صريح إقراره بالتوحيد ، واعترافه بالنبوّة ولايجد ذلك إلاّمكابر أو معاند للحقّ ، وقد كتب جملة من كبار علماء الإسلام في سيرة أبي طالب وما يثبت إسلامه وحسن إيمانه. ( عدّ الشيخ المفيد في مقدّمة رسالته إيمان أبي طالب ، سبعة وثلاثين كتاباً مصنّفاً في إيمان أبي طالب ، والرسالة من تحقيق قسم الدراسات الإسلاميّة في مؤسّسة البعثة ، وانظر : مجلّة تراثنا ، العددين 63 و 64 ، الصفحات 163 ـ 233 مقال : معجم ما أُلّف عن أبي طالب عليه‌السلام ، بقلم عبدالله صالح المنتفكى ).
    وهذا البيت من قصيدة أبي طالب اللاميّة المشهورة والتي تدلّ على صريح إيمانه بالله وإقراره بالنبوّة.
    وروى أبوهفّان منها (111) بيتاً ، ورواها ابن إسحاق والواقدي وابن هشام واليعقوبي وأبو الفرج الأصفهاني والماوردي والسهيلي وابن كثير والذهبي والسيوطي والحلبي والبغدادي وغيرهم.
    وتجد بعض أبياتها في مسند أحمد ، وصحيح البخاري ، وسنن ابن ماجة ، ودلائل النبوّة وغيرها. ( شعر أبي طالب وأخباره لأبي هفّان ، ص 26 و 33 ؛ السيرة النبويّة لابن إسحاق ، ص 156 ؛ المغازي للواقدي ، ج 1 ، ص 70 ؛ السيرة النبويّة لابن هشام ، ج 1 ، ص 291 ـ 299 ؛ تاريخ اليعقوبي ، ج 2 ، ص 25 ؛ الأغاني لأبي الفرج ، ج 18 ، ص 206 ؛ أعلام النبوّة للماوردي ، ص 172 ؛ الروض الأنف ، ج 2 ، ص 13 ؛ البداية والنهاية ، ج 1 ، ص 154 ؛ وج 2 ، ص 178 و 236 ؛ وج 3 ، ص 51 ؛ وج 6 ، ص 46 و 93 و 269 ؛ الخصائص الكبرى للسيوطي ، ج 1 ، ص 146 ؛ السيرة النبويّة للحلبي ، ج 1 ، ص 109 ؛ خزانة الأدب ، ج 2 ، ص 56 و 75 ؛ وج 6 ، ص 169 ؛ مسند أحمد ، ج 2 ، ص 93 ؛ صحيح البخاري ، ج 2 ، ص 508 ؛ إيمان أبي طالب للمفيد ، ص 18 و 21 ؛ الأمالي للطوسي ، ص 76 ، ح 110 ؛ كنز الفوائد للكراجكي ، ج 1 ، ص 179 ؛ الغدير للأميني ، ج 2 ، ص 4 ؛ وج 7 ، ص 346 و 374 و 375 و 391 ؛ وغيرها كثير ).
    وقد تعرّض لشرح هذه القصيدة الكثير من العلماء ، منهم : السهيلي في الروض الأنف ، والبغدادي في الخزانة ، واللكهنوي في شرح قصيدة أبي طالب ، وعلي فهمي في طلبة الطالب بشرح لاميّة أبي طالب. ( انظر : شعر أبي طالب وأخباره لأبي هفّان ، هامش ص 35 ).
    وهذا البيت موجود في الديوان إلاّ أنّ فيه : « وبالجمرة الكبرى » بدل « وبالجمرة القصوى ». ( شعر أبي طالب


    يَعْنِي قَصَدُوا نَحْوَهَا يَرْمُونَهَا بِالْجَنَادِلِ ، يَعْنِي الْحَصَى الصِّغَارَ الَّتِي تُسَمّى بِالْجِمَارِ.
    وَقَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ شِعْراً (1) :

    مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ بَيْتاً ظَاهِراً
    لِلّهِ فِي أَكْنَافِ مَكَّةَ يُصْمَدُ (2)


    يَعْنِي : يُقْصَدُ (3).
    وَقَالَ الزِّبْرِقَانُ (4) :

    [ .......... ]
    وَلَا رَهِيبَةَ (5) إِلاّ سَيِّدٌ صَمَدٌ (6)

    __________________
    وأخباره ، ص 24 ).
    شرح الغريب منه : الجمرة : الحصاة ، وموضع رمي الجمار بمنى ، وهي ثلاث جمرات : الاولى والوسطى والكبرى ، وهي جمرة العقبة ، والقصوى : البعيدة. ( الصحاح ، ج 6 ، ص 2463 ، قصو ) ولعلّ المراد بها جمرة العقبة. وصمدوا لها : قصدوا نحوها ( الصحاح ، ج 2 ، ص 499 ، صمد ). وأمّ الشي‌ء : قصده ( لسان العرب ، ج 6 ، ص 22 ، أمم ). والقذف والرضخ : الرمي بالحجارة ( لسان العرب ، ج 3 ، ص 18 ، رضخ ). والجنادل : جمع جندل ، وهو الحصاة أو الحجارة الصغيرة التي تسمّى بالجمار. ( انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 128 ، جندل ).
    الشاهد فيه : قوله : ( صمدوا لها ) أي : قصدوا لها ، وقد أورده الشيخ الكليني شاهداً على هذا المعنى المتحقّق في اللغة ، والذي دلّت عليه أحاديث المعصومين : في بيان معنى الصمد.
    (1) في « ب ، ج ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : ـ « شعراً ».
    (2) البيت من البحر الكامل. والقائل من شعراء الجاهليّة كما نسبه الشيخ الكليني قدس‌سره. والأكناف : جمع كنف ، وكنف الشي‌ء : جانبه أو ناصيته. ويصمد بمعنى يقصد كما في المتن ( النهاية ، ج 4 ، ص 205 كنف ؛ وج 3 ، ص 52 ، صمد ).
    (3) في « ج » : « يقصده ».
    (4) هكذا في « ح ، ش ، ض ، بح ، بس ، بش ، بو ، جس ، جم ، جه ، جو ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « ابن الزبرقان ». وسيأتي الكلام عنه في التعليقة الآتية.
    (5) في « ف » : « رهبة ». وفي شرح صدر المتألّهين والوافي : « رهينة ». وفي شرح المازندراني : « رُهَيْبة ـ على التصغير ـ : اسم رجل ». وقال المحقّق الشعراني في هامش شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 84 : « لم نَر في رجال العرب اسم رُهيبة ».
    (6) هذا هو عجز بيت صدره : « سيروا جميعاً بنصف الليل واعتمدوا ».
    الوزن : بسيط. وقائله : الزبرقان بن بدر بن امرئ القيس التميمي السعدي ، واسمه حصين بن بدر ولقّب بالزبرقان لجماله ؛ لأنّ الزبرقان في اللغة يعني البدر ليلة تمامه. وقيل : الزبرقان : الخفيف اللحية ، وقد كان هو


    وَقَالَ شَدَّادُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ :

    علَوْتُهُ (1) بِحُسَامٍ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ
    خُذْهَا حُذَيْفُ فَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ (2)

    __________________
    كذلك. وقيل : سمّي كذلك ؛ لأنّه لبس عمامة مزبرقة بالزعفران ، يقال : زبرق الثوب ، إذا صبغه بصفرة أو حمرة. ( انظر : لسان العرب ، ج 10 ، ص 137 ـ 138 ؛ الصحاح ، ج 4 ، ص 1488 ـ 1489 ، زبرق ).
    والزبرقان : صحابي ، كان ينزل مع قومه في بادية البصرة ، فوفد على النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو وقومه ، وكان هو أحد ساداتهم ، فأسلموا سنة 9 ه‍ فجعله النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على صدقات قومه ، وكفّ بصره في آخر عمره فتوفّي نحو سنة 45 ه‍ ، وكان فصيحاً شاعراً. ( اسد الغابة ، ج 2 ، ص 194 ؛ الإصابة ، ج 1 ، ص 543 ؛ جمهرة أنساب العرب ، ص 218 ؛ زهر الآداب ، ج 1 ، ص 39 ؛ خزانة الأدب ، ج 3 ، ص 207 ؛ لسان العرب ، ج 10 ، ص 138 ، زبرق ؛ شعراء النصرانيّة ، ج 2 ، ص 29 و 37 ؛ الأعلام للزركلي ، ج 3 ، ص 41 ).
    وقد أورده أبوعبيدة في مجاز القرآن والقالي في الأمالي والطبري والطوسي والطبرسي والقرطبي في تفاسيرهم وياقوت الحموي في معجم البلدان وغيرهم. ( مجاز القرآن ، ج 2 ، ص 316 و 951 ؛ الأمالي للقالي ، ج 2 ، ص 288 ؛ تفسير الطبري ، ج 30 ، ص 224 ؛ التبيان ، ج 10 ، ص 431 ؛ معجم البيان ، ج 1 ، ص 857 ؛ تفسير القرطبي ، ج 20 ، ص 245 ؛ معجم البلدان ، ج 4 ، ص 93 ؛ شعراء النصرانيّة ، ج 2 ، ص 36 ).
    وجميع هؤلاء نسبوه إلى الزبرقان ، ولكنّ الموجود في الكافي المطبوع نسبته إلى ابن الزبرقان ، والأوّل هو الصحيح.
    شرح الغريب منه : البيت من قصيدة قالها الشاعر حينما حمل صدقات قومه إلى أبي بكر ، وقد روى بعض أبياتها في معجم البلدان ، ج 4 ، ص 82. و « رهيبة » اسم رجل ، لكنّه لم يوجد في أعلام العرب ـ قسم الرجال ـ والموجود في جميع المصادر التي نقلت هذا البيت : « رهينة ».
    والصمد : السيّد المصمود إليه في الحوائج ، وقيل : الكامل الذي لا عيب فيه. ( لسان العرب ، ج 3 ، ص 258 ـ 259 ، صمد ). والشاهد فيه : قوله : « الصمد » أي المصمود إليه ، أو المقصود في الحوائج.
    (1) في شرح المازندراني : « وعلوته ».
    (2) الوزن : بسيط. والقائل : هو شدّاد بن معاوية في حذيفة بن بدر ، وشدّاد بن معاوية هو أبو عنترة الشاعر الجاهلي المشهور بشجاعته ، ويعدّ شدّاد أحد قادة بني عبس الفرسان في حرب داحس والغبراء التي كانت بين عبس وذبيان.
    لكنّ الموجود في العقد الفريد ، ج 6 ، ص 18 ـ 20 : أنّ قاتل حذيفة بن بدر الوارد اسمه في البيت هو عمرو بن الأسلع العبسي والحارث بن زهير ، فقال عمرو بن الأسلع مفتخراً على بني ذبيان :
    إنّ السماء وإنّ الأرض شاهدةٌ
    والله يشهدُ والإنسانُ والبلدُ

    أنّي جزيتُ بني بدر بسعيهم
    يوم الهباءة قتلاً ماله قَودُ



    وَمِثْلُ هذَا كَثِيرٌ ، وَاللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ هُوَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي جَمِيعُ الْخَلْقِ ـ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ـ إِلَيْهِ يَصْمُدُونَ فِي الْحَوَائِجِ ، وَإِلَيْهِ يَلْجَؤُونَ (1) عِنْدَ (2) الشَّدَائِدِ ، وَمِنْهُ يَرْجُونَ الرَّخَاءَ وَدَوَامَ النَّعْمَاءِ لِيَدْفَعَ عَنْهُمُ الشَّدَائِدَ.
    19 ـ بَابُ الْحَرَكَةِ وَالِانْتِقَالِ‌
    328 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْبَرْمَكِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبَّاسٍ الْجَرَاذِينِيِّ (3) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ‌
    __________________
    لمّا التقينا على أرجاء جُمّتها
    والمشرفيّة في أيماننا تَقِدُ

    علوته بحسامٍ ثمّ قلت له
    خذها حذيف فأنت السيّد الصمدُ

    وكذا نسبه إلى عمرو بن الأسلع الفيروزآبادي في بصائر ذوي التمييز ، ج 3 ، ص 440 ، والاستاذ أحمد عبد الغفور العطّار محقّق كتاب صحاح الجوهري ( الصحاح ، ج 2 ، ص 449 ، صمد ).
    أمّا باقي المصادر التي أوردت هذا البيت والتي سنذكرها فلم تنسبه إلى أحد ، وذلك ممّا يقلّل احتمال الجزم بنسبته إلى أحد الرجلين ، ولعلّ الذي ضرب حذيفة بن بدر الفزاري هو شدّاد بن معاوية ؛ لأنّه كان أحد فرسان يوم الهباءة. ونسب ابن الأثير الضرب إلى قرواش بن عمرو بن الأسلع ، دون أن يذكر الشعر ( الكامل في التاريخ ، ج 1 ، ص 579 ). وعليه تكون نسبة الضرب غير ثابتة في المصادر التاريخيّة ، وتتبعها نسبة البيت.
    وجاء هذا البيت في عدّة كتب ، منها : الأمالي للقالي ، ج 2 ، ص 288 ؛ مجمل اللغة ، ج 3 ، ص 241 ؛ معجم مقاييس اللغة ، ج 3 ، ص 310 ؛ الصحاح ، ج 2 ، ص 499 ؛ لسان العرب ، ج 3 ، ص 258 ؛ بصائر ذوي التمييز للفيروزآبادي ، ج 3 ، ص 440 ؛ تفسير القرطبي ، ج 20 ، ص 245 ؛ العقد الفريد ، ج 6 ، ص 20 ؛ تاج العروس ، ج 8 ، ص 295 ، وغيرها.
    شرح الغريب : علاه بالسيف : ضربه ، والحسام : السيف القاطع ، وحسام السيف أيضاً : طرفه الذي يضرب به ( الصحاح ، ج 5 ، ص 1899 ، حسم ).
    وحذيف منادى مرخّم ، وهو حذيفة بن بدر الفزاري الذي قاد بني فزارة ومرّة يوم النسار ويوم الجفار ، وفي حرب داحس والغبراء حتّى قتل فيها يوم الهباءة. والصمد : السيّد المقصود في الحوائج. لسان العرب ، ج 3 ، ص 258 ، ( صمد ).
    (1) في حاشية « ض » : « وعليه يلحّون ».
    (2) في « ب ، بر ، بف » : « في ».
    (3) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، بف ، جر » وحاشية « بر » والوافي والطبعة الحجريّة من

    الْجَعْفَرِيِّ (1) :
    عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَهُ قَوْمٌ يَزْعُمُونَ أَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَنْزِلُ إِلَى السَّمَاءِ (2) الدُّنْيَا ، فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ لَايَنْزِلُ (3) ، وَلَا يَحْتَاجُ إِلى أَنْ يَنْزِلَ ، إِنَّمَا مَنْظَرُهُ فِي الْقُرْبِ وَالْبُعْدِ سَوَاءٌ ، لَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ قَرِيبٌ (4) ، وَلَمْ يَقْرُبْ مِنْهُ بَعِيدٌ (5) ، وَلَمْ يَحْتَجْ إِلى شَيْ‌ءٍ ، بَلْ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ ، وَهُوَ ذُو الطَّوْلِ (6) ، لَا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
    أَمَّا قَوْلُ الْوَاصِفِينَ (7) : إِنَّهُ يَنْزِلُ تَبَارَكَ وَتَعَالى (Cool ، فَإِنَّمَا يَقُولُ ذلِكَ مَنْ يَنْسُبُهُ إِلى نَقْصٍ أَوْ زِيَادَةٍ ، وَكُلُّ مُتَحَرِّكٍ مُحْتَاجٌ (9) إِلى مَنْ يُحَرِّكُهُ أَوْ يَتَحَرَّكُ بِهِ (10) ، فَمَنْ ظَنَّ بِاللهِ الظُّنُونَ ، هَلَكَ (11) ؛ فَاحْذَرُوا فِي صِفَاتِهِ مِنْ أَنْ تَقِفُوا (12) لَهُ عَلى حَدٍّ تَحُدُّونَهُ (13) بِنَقْصٍ ، أَوْ‌
    __________________
    الكافي. وفي « بر » : « الجراديني ». وفي المطبوع : « الخراذيني ». ولم يُعلم ضبطه بالجزم ، وفي « ج ، و » : « الجُراذيني » بضمّ الجيم.
    وعليّ بن العبّاس هذا ، هو عليّ بن العبّاس الجراذيني الرازي. راجع : رجال النجاشي ، ص 255 ، الرقم 668 ؛ الرجال لابن الغضائري ، ص 79 ، الرقم 95.
    (1) في « بر » : « الجعفي ». والظاهر أن يعقوب هذا ، هو يعقوب بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد الجعفري ، من وُلْد جعفرٍ الطيّار. راجع : تهذيب الأنساب ، ص 329 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 4 ، ص 320 ، الرقم 2810.
    (2) في « ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف » : « سماء ».
    (3) في « بح » : « لايبرح ».
    (4) في حاشية « ج » : + « منّا ».
    (5) في حاشية « ج » : + « منّا ».
    (6) « الطَوْل » : المنّ والفضل والإعطاء والإنعام. انظر : الصحاح ، ج 5 ، 1755 ( منن ).
    (7) في « ف » : + « له ».
    (Cool في « ف » والتوحيد : « إنّه تبارك وتعالى ينزل ».
    (9) في « ج ، بح » : « يحتاج ».
    (10) في شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 93 : « وفي العطف مناقشة يمكن دفعها بتقدير الموصول ، أي ما يتحرّك به ، أو يجعل « من » شاملة لغير العاقل على التغليب ».
    (11) في « ج » والتوحيد : « فهلك ».
    (12) في حاشية « ج » : « تقعوا ». وفي مرآة العقول ، ج 2 ، ص 64 : « قوله : من أن يقفوا ، من وقف يقف ، أي يقوموا في الوصف له وتوصيفه على حدّ ، فتحدّونه بنقص أو زيادة. ويحتمل أن يكون من قفا يقفو ، أي تتّبعوا له في البحث عن صفاته تتبّعاً على حدّ تحدّونه بنقص أو زيادة ».
    (13) في شرح المازندراني : « تحدّونه ، استيناف لبيان الوقوف ، أو حال عن فاعل تقفوا ».

    زِيَادَةٍ ، أَوْ تَحْرِيكٍ ، أَوْ تَحَرُّكٍ ، أَوْ زَوَالٍ ، أَوِ اسْتِنْزَالٍ ، أَوْ نُهُوضٍ ، أَوْ قُعُودٍ ؛ فَإِنَّ اللهَ جَلَّ وَعَزَّ عَنْ صِفَةِ (1) الْوَاصِفِينَ ، وَنَعْتِ النَّاعِتِينَ ، وَتَوَهُّمِ الْمُتَوَهِّمِينَ ( وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السّاجِدِينَ ) (2) (3).
    329 / 2. وَعَنْهُ (4) رَفَعَهُ ، عَنِ (5) الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ :
    عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام أَنَّهُ قَالَ : « لَا أَقُولُ : إِنَّهُ قَائِمٌ ؛ فَأُزِيلَهُ عَنْ مَكَانِهِ (6) ، وَلَا أَحُدُّهُ بِمَكَانٍ يَكُونُ فِيهِ ، وَلَا أَحُدُّهُ أَنْ يَتَحَرَّكَ فِي شَيْ‌ءٍ مِنَ الأَرْكَانِ وَالْجَوَارِحِ ، وَلَا أَحُدُّهُ بِلَفْظِ شَقِّ (7) فَمٍ ، وَلكِنْ كَمَا قَالَ اللهُ (Cool تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( كُنْ فَيَكُونُ ) (9) بِمَشِيئَتِهِ مِنْ غَيْرِ تَرَدُّدٍ فِي نَفْسٍ (10) ، صَمَداً فَرْداً ، لَمْ يَحْتَجْ إِلى شَرِيكٍ يَذْكُرُ لَهُ (11) مُلْكَهُ ، وَلَا يَفْتَحُ لَهُ أَبْوَابَ عِلْمِهِ (12) ». (13) ‌
    __________________
    (1) في « ف » : « صفات ».
    (2) الشعراء (26) : 217 ـ 219.
    (3) التوحيد ، ص 183 ، ح 18 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي الوافي ، ج 1 ، ص 395 ، ح 319.
    (4) الظاهر رجوع الضمير إلى محمّد بن يعقوب ، مصنّف الكتاب ، كما هو الأمر في سند الحديث الثالث وذيل الحديث الرابع كما لايخفى ، والآتي بالضمير في هذه الأسناد الثلاثة هو راوي الكتاب.
    ثمّ إنّ الظاهر أنّ المراد من « رفعه » هو الإسناد المذكور في السند المتقدّم ، إلى الحسن بن راشد ، كما يبدو ذلك من التوحيد ، ص 183 ، ح 19.
    (5) في « بح ، بف » وحاشية « و » : « إلى ».
    (6) في التعليقة للداماد : « مكان » ونقله المازندراني عن بعض النسخ.
    (7) « الشَقّ » : الفصل في الشي‌ء والفُرجَة والصدع. و « الشِقّ » : الناحية والمشقّة. والمعنى : لا أحدّه بكلمة تخرج من‌ناحية الفم ، أو من فُرجة الفم ، أو مشقّته. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 491 ( شقق ) ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 95 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 398.
    (Cool في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والتوحيد : ـ « الله ».
    (9) البقرة (2) : 117 ؛ آل عمران (3) : 47 و 56. ومواضع اخر.
    (10) في الوافي : « في نَفَس ، بالتحريك. ويحتمل التسكين ، أي من غير تردّد وتفكّر ورويّة في نفس ».
    (11) في شرح المازندراني : « من التذكير أو الإذكار ». وفي « ف » : « الله ». وفي التوحيد : « يكون في » بدل « يذكر له ».
    (12) قال صدر المتألّهين في شرحه ، ص 302 : « فجملة : لايفتح له أبواب علمه ، في موضع الحال عن فاعل « لم يحتج » أو ضمير « له » المنصوب المحلّ للمفعوليّة ». وقال المازندراني في شرحه : « يفتح ، عطف على « يذكر » و « لا » لتأكيد النفي ».
    (13) التوحيد ، ص 183 ، ح 19 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ،

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    الكافي ج1 للكليني
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 1 من اصل 3انتقل الى الصفحة : 1, 2, 3  الصفحة التالية
     مواضيع مماثلة
    -
    » الكافي للكليني ج2
    » ترجمة بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 41 -منتدى كتب الكافي للكليني-
    انتقل الى: