الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
اهل البيت
المواضيع الأخيرة
» المحكم في أصول الفقه [ ج2
الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyاليوم في 9:32 من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في اصول الفقه ج3
الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyاليوم في 7:41 من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في أصول الفقه [ ج4
الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyاليوم في 6:55 من طرف الشيخ شوقي البديري

» الصحيفه السجاديه كامله
الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyأمس في 20:49 من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]
الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyأمس في 14:11 من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مسائل من الاجتهاد والتقليد ومناصب الفقيه
الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyأمس في 13:36 من طرف الشيخ شوقي البديري

» قاعدة لا ضرر ولا ضرار
الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyأمس في 7:51 من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول المبين
الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 15:46 من طرف الشيخ شوقي البديري

» ------التقيه
الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالثلاثاء 19 نوفمبر 2024 - 15:37 من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     الكافي ج1 للكليني

    اذهب الى الأسفل 
    انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:35

    330 / 3. وَعَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ (1) ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، قَالَ :
    قَالَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي بَعْضِ مَا كَانَ يُحَاوِرُهُ : ذَكَرْتَ اللهَ ، فَأَحَلْتَ (2) عَلى غَائِبٍ.
    فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَيْلَكَ ، كَيْفَ يَكُونُ غَائِباً مَنْ هُوَ مَعَ خَلْقِهِ شَاهِدٌ (3) ، وَإِلَيْهِمْ أَقْرَبُ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (4) ، يَسْمَعُ كَلَامَهُمْ ، وَيَرى أَشْخَاصَهُمْ ، وَيَعْلَمُ أَسْرَارَهُمْ؟! ».
    فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : أَهُوَ فِي كُلِّ مَكَانٍ؟ أَلَيْسَ إِذَا كَانَ فِي السَّمَاءِ ، كَيْفَ يَكُونُ فِي الْأَرْضِ؟! وَإِذَا كَانَ فِي الْأَرْضِ ، كَيْفَ يَكُونُ فِي السَّمَاءِ؟!
    فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّمَا وَصَفْتَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي إِذَا انْتَقَلَ عَنْ مَكَانٍ ، اشْتَغَلَ بِهِ مَكَانٌ ، وَخَلَا مِنْهُ مَكَانٌ ، فَلَا يَدْرِي فِي الْمَكَانِ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ مَا يَحْدُثُ (5) فِي الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ فِيهِ ، فَأَمَّا اللهُ ـ الْعَظِيمُ الشَّأْنِ ، الْمَلِكُ ، الدَّيَّانُ ـ فَلَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ (6) ، وَلَا‌
    __________________
    عن عليّ بن العبّاس ، عن الحسن بن راشد الوافي ، ج 1 ، ص 397 ، ح 320.
    (1) في « ف » : + « عن محمّد ». لكنّ الظاهر أنّه سهو ، وعيسى بن يونس ، هو عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي ، روى عنه عمرو بن محمّد بن بكير الناقد. راجع : تهذيب الكمال ، ج 22 ، ص 213 ، الرقم 4442 ؛ وج 23 ، ص 62 ، الرقم 4673.
    أمّا ما ورد في التعليقة للداماد ، ص 305 ، من أنّ عمرو بن محمّد هو عمرو بن محمّد الأسدي من رجال الكاظم عليه‌السلام وعيسى بن يونس هو الشاكري الكوفي من رجال الصادق عليه‌السلام ، فلم يظهر لنا وجهه ؛ فإنّا لم نجد ـ مع الفحص الأكيد ـ عيسى بن يونس الشاكري في موضع.
    (2) في شرح صدر المتألّهين ، ص 302 : « أحلت ، من الحوالة. يقال : أحلتُ زيداً بما كان له عليّ ـ وهو كذا درهم ـ على رجل ، فأنا محيل ، وزيد محال ومحتال ، والدرهم محال به ، والرجل محال عليه ». وانظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1681 ( حول ).
    (3) في « ف » : « شاهداً » حال.
    (4) اقتباس من الآية 16 سورة ق (50) : ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ). وفي الوافي : « حبل الوريد : عرق في العنق ».
    (5) في « ف ، بس » وحاشية « ج ، بح » وشرح صدر المتألّهين : « ما حدث ». وفي « بف » : « ما أحدث ».
    (6) في « ف » : « من المكان ».

    يَشْتَغِلُ (1) بِهِ مَكَانٌ ، وَلَا يَكُونُ إِلى مَكَانٍ أَقْرَبَ مِنْهُ إِلى مَكَانٍ » (2).
    331 / 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما‌السلام : جَعَلَنِيَ اللهُ فِدَاكَ يَا سَيِّدِي ، قَدْ رُوِيَ لَنَا أَنَّ اللهَ فِي مَوْضِعٍ دُونَ مَوْضِعٍ ، عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ، وَأَنَّهُ يَنْزِلُ كُلَّ (3) لَيْلَةٍ فِي النِّصْفِ الْأَخِيرِ مِنَ اللَّيْلِ (4) إِلَى السَّمَاءِ (5) الدُّنْيَا.
    وَرُوِيَ أَنَّهُ يَنْزِلُ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلى مَوْضِعِهِ ، فَقَالَ بَعْضُ مَوَالِيكَ فِي ذلِكَ : إِذَا كَانَ فِي مَوْضِعٍ دُونَ مَوْضِعٍ ، فَقَدْ يُلَاقِيهِ الْهَوَاءُ ، وَيَتَكَنَّفُ (6) عَلَيْهِ ، وَالْهَوَاءُ جِسْمٌ رَقِيقٌ يَتَكَنَّفُ (7) عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ بِقَدْرِهِ ، فَكَيْفَ يَتَكَنَّفُ (Cool عَلَيْهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ (9) عَلى هذَا الْمِثَالِ؟!
    فَوَقَّعَ عليه‌السلام : « عِلْمُ ذلِكَ عِنْدَهُ ، وَهُوَ الْمُقَدِّرُ لَهُ بِمَا هُوَ أَحْسَنُ تَقْدِيراً. وَاعْلَمْ أَنَّهُ إِذَا كَانَ‌
    __________________
    (1) في حاشية « ض » : « ولايشغل ».
    (2) التوحيد ، ص 253 ، ح 4 ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل ؛ الفقيه ، ج 2 ، ص 249 ، ح 2325 ، بسنده عن عيسى بن يونس. وفي الأمالي للصدوق ، ص 616 ، المجلس 90 ، ضمن ح 4 ؛ وعلل الشرائع ، ص 403 ، ضمن ح 4 ، بسند آخر إلى قوله : « ويعلم أسرارهم » ومن قوله : « إنّما وصفت المخلوق ... » ؛ وفي الإرشاد للمفيد ، ج 2 ، ص 199 ، بسند آخر ، إلى قوله : « ويعلم أسرارهم » ومن قوله : « فلايخلو منه مكان ... » مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 399 ، ح 321.
    (3) في « بح » : « في كلّ ».
    (4) في « ب ، بح » والوافي : ـ « من الليل ». وفي شرح المازندراني : « الليلة ».
    (5) في « بح » وحاشية « ف » : « سماء ». وفي حاشية « ج » : « سمائك ».
    (6) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « يتكيّف ». وفي حاشية « ج » : « يتنكّف ـ يكتنف ». وفي حاشية « ض » : « يكتنف ». وفي التعليقة للداماد ، ص 307 : « تكنّفه واكتنفه بمعنى ، أي ، أحاط به. والتعدية بـ « على » لتضمين معنى الاحتواء ». وانظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1424 ( كنف ).
    (7) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « يتكيّف ». وفي حاشية « ج » : « يتنكّف ـ يكتنف ».
    (Cool في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وحاشية بدرالدين : « يتكيّف ». وفي حاشية « ج » : « يتنكّف ـ يكتنف ». وفي حاشية « بح » : « يكتنف ».
    (9) في « ج ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ف » : « جلّ وعزّ ».

    فِي (1) السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَهُوَ كَمَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ ، وَالأَشْيَاءُ كُلُّهَا لَهُ (2) سَوَاءٌ عِلْماً وقُدْرَةً وَ (3) مُلْكاً وَإِحَاطَةً ».
    وَعَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْكُوفِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى مِثْلَهُ. (4)
    وَ (5) فِي قَوْلِهِ تَعَالى : ( مَا يَكُونُ مِن نَّجْوى ثَلثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ ) (6) :
    332 / 5. عَنْهُ ، عَنْ (7) عِدَّةٍ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى : ( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ ) فَقَالَ : « هُوَ وَاحِدٌ وَاحِدِيُّ (Cool الذَّاتِ ، بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ ، وَبِذَاكَ (9) وَصَفَ نَفْسَهُ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مُحِيطٌ بِالْإِشْرَافِ وَالْإِحَاطَةِ وَالْقُدْرَةِ ( لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ ) (10) بِالْإِحَاطَةِ وَالْعِلْمِ ، لَابِالذَّاتِ ؛ لِأَنَّ الْأَمَاكِنَ مَحْدُودَةٌ تَحْوِيهَا حُدُودٌ أَرْبَعَةٌ ، فَإِذَا كَانَ بِالذَّاتِ لَزِمَهَا (11) الْحَوَايَةُ (12) ». (13) ‌
    __________________
    (1) في شرح صدر المتألّهين : « على ».
    (2) في « بس » : « له كلّها ».
    (3) في « ب » : ـ « و ».
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 403 ، ح 324.
    (5) هكذا في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « و ». قال المازندراني في شرحه : « وفي قوله ، عطف على الحركة والانتقال ... أي باب الحركة والانتقال ، وفي تفسير قوله تعالى ».
    (6) المجادلة (58) : 7.
    (7) في « بر » : ـ « عنه ، عن ». والضمير راجع إلى محمّد بن يعقوب مصنّف الكتاب ، كما هو الظاهر.
    (Cool في التوحيد : « أحَديّ ».
    (9) في « ب ، بس » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « وبذلك ».
    (10) سبأ (34) : 3.
    (11) في « بح » : « ألزمها ».
    (12) في شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 107 : « ضمير التأنيث في « لزمها » للذات ... يعني إذا كان عدم بعد شي‌ء عنه باعتبار حصول ذاته تعالى في مكان قريب منه ، لزم احتواء المكان عليه وكونه فيما يحيط به حدود أربعة ، كلّ حدّ مقابل لنظيره ، وأنّه محال ». وانظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 305.
    (13) التوحيد ، ص 131 ، ح 13 ، بسنده عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة الوافي ، ج 1 ، ص 401 ، ح 323.

    فِي قَوْلِهِ : ( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ) : (1) ‌
    333 / 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فَقَالَ : « اسْتَوى عَلى (2) كُلِّ شَىْ‌ءٍ (3) ؛ فَلَيْسَ شَىْ‌ءٌ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَىْ‌ءٍ » (4).
    334 / 7. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَارِدٍ :
    أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فَقَالَ : « اسْتَوى مِنْ (5) كُلِّ شَيْ‌ءٍ ؛ فَلَيْسَ شَيْ‌ءٌ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ». (6) ‌
    335 / 8. وَعَنْهُ ، عَنْ (7) مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى ) فَقَالَ : « اسْتَوى فِي (Cool كُلِّ شَيْ‌ءٍ ؛ فَلَيْسَ شَيْ‌ءٌ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، لَمْ يَبْعُدْ مِنْهُ بَعِيدٌ (9) ، وَلَمْ‌
    __________________
    (1) طه (20) : 5.
    (2) في التوحيد والمعاني وحاشية ميرزا رفيعا : « من ».
    (3) في شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 109 : « استوى على كلّ شي‌ء ، أي استولى عليه بالقدرة والغلبة ، أو استوت نسبته إليه بالعلم والإحاطة ».
    (4) التوحيد ، ص 316 ، ح 4 ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن يحيى ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن بعض رجاله رفعه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 413 ، ح 334.
    (5) في حاشية « بح » : « على ». وفي حاشية « ض ، بر » : « في ».
    (6) التوحيد ، ص 315 ، ح 1 ؛ وتفسير القمّي ، ج 2 ، ص 59 ، بسندهما عن سهل بن زياد الآدمي. وفي التوحيد ، ص 317 ، ح 7 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 29 ، ح 1 ، بسند آخر عن الحسن بن محبوب ، عن مقاتل بن سليمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 413 ، ح 335.
    (7) في « بر » : ـ « وعنه ، عن ».
    (Cool في التوحيد : « من ».
    (9) في « ف » : « قريب ».

    يَقْرُبْ مِنْهُ قَرِيبٌ (1) ، اسْتَوى فِي (2) كُلِّ شَيْ‌ءٍ » (3).
    336 / 9. وَعَنْهُ ، عَنْ (4) مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، أَوْ فِي شَيْ‌ءٍ ، أَوْ عَلى شَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ كَفَرَ ». قُلْتُ (5) : فَسِّرْ (6) لِي ، قَالَ : « أَعْنِي بِالْحَوَايَةِ (7) مِنَ الشَّيْ‌ءِ (Cool لَهُ ، أَوْ بِإِمْسَاكٍ لَهُ (9) ، أَوْ مِنْ شَيْ‌ءٍ سَبَقَهُ » (10).
    337 / 10. وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى : « مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ جَعَلَهُ مُحْدَثاً ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي شَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ جَعَلَهُ مَحْصُوراً ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَلى شَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ جَعَلَهُ مَحْمُولاً » (11).
    فِي قَوْلِهِ تَعَالى : (وَهُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلهٌ وَفِى الْأَرْضِ إِلهٌ )(12) :
    338 / 11. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو شَاكِرٍ الدَّيَصَانِيُّ : إِنَّ فِي الْقُرْآنِ آيَةً هِيَ قَوْلُنَا (13) ، قُلْتُ : مَا (14) هِيَ؟ فَقَالَ :
    __________________
    (1) في « ف » : « بعيد ».
    (2) في التوحيد : « من ».
    (3) التوحيد ، ص 315 ، ح 2 ، بسنده عن محمّد بن الحسين الوافي ، ج 1 ، ص 413 ، ح 336.
    (4) في « بر » : ـ « وعنه ، عن ».
    (5) في حاشية « ض » : « فقلت ».
    (6) في « ض » : « فسّره ».
    (7) في الوافي : « الباء في « بالحواية » و « بإمساك » متعلّق بمحذوف ، تقديره : أعني بقولي في شي‌ء كونه بالحواية ... فالحواية تفسير لـ « في » ، والإمساك لـ « على » والسبق لـ « من ». والنشر على غير ترتيب اللفّ ». وانظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 306 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 114.
    (Cool في شرح المازندراني : « من شي‌ء ».
    (9) في شرح المازندراني : ـ « له ».
    (10) التوحيد ، ص 317 ، ح 5 ، بسنده عن الحسين بن سعيد الوافي ، ج 1 ، ص 414 ، ح 337.
    (11) التوحيد ، ص 317 ، ح 6 : « وفي رواية اخرى : من زعم أنّ الله ... ». وفيه ، ص 317 ، ح 9 ، عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 414 ، ح 338.
    (12) الزخرف (43) : 84.
    (13) في التوحيد : « قوّة لنا » بدل « قولنا ».
    (14) في التوحيد والوافي : « وما ».

    ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) (1) فَلَمْ أَدْرِ بِمَا أُجِيبُهُ ، فَحَجَجْتُ (2) ، فَخَبَّرْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ (3) : « هذَا كَلَامُ زِنْدِيقٍ (4) خَبِيثٍ ، إِذَا (5) رَجَعْتَ إِلَيْهِ ، فَقُلْ لَهُ : مَا اسْمُكَ بِالْكُوفَةِ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ (6) : فُلَانٌ ، فَقُلْ لَهُ : مَا اسْمُكَ بِالْبَصْرَةِ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ : فُلَانٌ ، فَقُلْ (7) : كَذلِكَ اللهُ رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ إِلهٌ ، وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ، وَفِي الْبِحَارِ (Cool إِلهٌ ، وَفِي الْقِفَارِ إِلهٌ ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ إِلهٌ ».
    قَالَ (9) : فَقَدِمْتُ ، فَأَتَيْتُ أَبَا شَاكِرٍ ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : هذِهِ نُقِلَتْ مِنَ الْحِجَازِ. (10) ‌
    20 ـ بَابُ الْعَرْشِ وَالْكُرْسِيِّ‌
    339 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ رَفَعَهُ ، قَالَ :
    سَأَلَ الْجَاثَلِيقُ (11) أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهُ (12) : أَخْبِرْنِي عَنِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَحْمِلُ الْعَرْشَ أَمِ (13) الْعَرْشُ يَحْمِلُهُ؟
    __________________
    (1) في حاشية « بح » : + « قال ».
    (2) عند صدر المتألّهين : « فَحُجِجْتُ » أي صرتُ محجوجاً مغلوباً لأبي شاكر. وعند المازندراني : « فَحَجَجتُ » أي فذهبتُ إلى مكّة وفعلت أفعال الحجّ ، مع احتمال الأوّل. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 309 ؛ شرح المازندراني ، ص 4 ، ص 116.
    (3) وفي « ف ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « قال ».
    (4) « الزنديق » من الثنويّة ، أو القائل ببقاء الدهر ، أو القائل بالنور والظلمة ، أو من لايؤمن بالآخرة وبالربوبيّة ، أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان. ويقال عند العرب لكلّ ملحد ودهري. انظر : لسان العرب ، ج 10 ، ص 147 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 184 ( زندق ).
    (5) في « ض » : « فإذا ».
    (6) في « بح » وحاشية « ف » : + « لك ».
    (7) في « ف » وشرح صدر المتألّهين : + « له ».
    (Cool في حاشية « ض » : « البحر ».
    (9) في « بر » : ـ « قال ».
    (10) التوحيد ، ص 133 ، ح 16 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج 1 ، ص 400 ، ح 322.
    (11) « الجاثليق » : رئيس النصارى في بلاد الإسلام. القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1158 ( جاثليق ).
    (12) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار. وفي « بح » والمطبوع : ـ « له ».
    (13) في البحار : « أو ».

    فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « اللهُ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ حَامِلُ الْعَرْشِ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِمَا وَمَا بَيْنَهُمَا ، وَذلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً ) (1) ».
    قَالَ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَوْلِهِ : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) (2) فَكَيْفَ قَالَ (3) ذلِكَ (4) ، وَقُلْتَ : إِنَّهُ يَحْمِلُ الْعَرْشَ وَالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟!
    فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « إِنَّ الْعَرْشَ خَلَقَهُ اللهُ تَعَالى مِنْ أَنْوَارٍ أَرْبَعَةٍ : نُورٍ أَحْمَرَ ، مِنْهُ احْمَرَّتِ الْحُمْرَةُ ، وَنُورٍ أَخْضَرَ ، مِنْهُ اخْضَرَّتِ (5) الْخُضْرَةُ ، وَنُورٍ أَصْفَرَ ، مِنْهُ اصْفَرَّتِ (6) الصُّفْرَةُ ، وَنُورٍ أَبْيَضَ ، مِنْهُ الْبَيَاضُ (7) ، وَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي حَمَّلَهُ اللهُ الْحَمَلَةَ ، وَذلِكَ نُورٌ مِنْ (Cool عَظَمَتِهِ ، فَبِعَظَمَتِهِ (9) وَنُورِهِ أَبْصَرَ قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ عَادَاهُ الْجَاهِلُونَ ، وَبِعَظَمَتِهِ وَنُورِهِ ابْتَغى (10) مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ (11) وَالْأَرْضِ مِنْ جَمِيعِ خَلَائِقِهِ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ بِالْأَعْمَالِ الْمُخْتَلِفَةِ وَالْأَدْيَانِ الْمُشْتَبِهَةِ (12) ، فَكُلُّ (13) مَحْمُولٍ ـ يَحْمِلُهُ اللهُ بِنُورِهِ وَعَظَمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ ـ لَايَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ ضَرّاً وَلَا نَفْعاً وَلَا مَوْتاً وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُوراً ، فَكُلُّ شَيْ‌ءٍ مَحْمُولٌ ،
    __________________
    (1) فاطر (35) : 41.
    (2) الحاقّة (69) : 17.
    (3) في البحار : ـ « قال ».
    (4) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والبحار : « ذاك ».
    (5) في « ف » : « اخضرّ ».
    (6) في « ف » : « اصفرّ ».
    (7) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي المطبوع : « منه [ ابيضّ ] البياض ».
    (Cool في البحار : « من نور ».
    (9) في « ض » : « وبعظمته ».
    (10) « ابتغى » : طلب ، من ابتغيتُ الشي‌ء وتبغّيْتُه ، إذا طَلَبْتُه. الصحاح ، ج 6 ، ص 2283 ( بغي ).
    (11) في « ب ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي : « السماء ».
    (12) في « ج » : « المشتّتة ». وفي « بف » والوافي : « المتشتّتة ». وفي حاشية « بف » : « المشبّهة ». وفي حاشية « ض » : « المتشبّهة ».
    (13) في البحار : + « شي‌ء ».

    وَاللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ الْمُمْسِكُ لَهُمَا أَنْ تَزُولَا ، وَالْمُحِيطُ (1) بِهِمَا مِنْ شَيْ‌ءٍ ، وَهُوَ حَيَاةُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَنُورُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ( سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيراً ) (2) ».
    قَالَ لَهُ : فَأَخْبِرْنِي عَنِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَيْنَ هُوَ؟
    فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « هُوَ هَاهُنَا ، وَهَاهُنَا ، وَفَوْقُ ، وَتَحْتُ ، وَمُحِيطٌ بِنَا ، وَمَعَنَا ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالى : ( ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ ما كانُوا ) (3) فَالْكُرْسِيُّ (4) مُحِيطٌ بِالسَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرى ( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى ) (5) ( ، ) وَذلِكَ قَوْلُهُ تَعَالى : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) (6) فَالَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ هُمُ الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ حَمَّلَهُمُ اللهُ عِلْمَهُ ، وَلَيْسَ يَخْرُجُ عَنْ (7) هذِهِ الْأَرْبَعَةِ شَيْ‌ءٌ خَلَقَ اللهُ فِي (Cool مَلَكُوتِهِ ، وَهُوَ الْمَلَكوُتُ (9) الَّذِي أَرَاهُ اللهُ أَصْفِيَاءَهُ وَأَرَاهُ (10) خَلِيلَهُ عليه‌السلام ، فَقَالَ : ( وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (11) وَكَيْفَ يَحْمِلُ حَمَلَةُ الْعَرْشِ اللهَ (12) ، وَبِحَيَاتِهِ حَيِيَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَبِنُورِهِ اهْتَدَوْا إِلى‌
    __________________
    (1) يجوز جرّ « المحيط » بالعطف على ضمير لهما ، يعني : الممسك لهما ، والمحيط بهما أن تزولا من الشيئيّة. ويجوز رفعه بالعطف على الممسك ، يعني : المحيط بهما بما حوياه من شي‌ء. انظر : التعليقة للداماد ، ص 313 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 124 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 74.
    (2) الإسراء (17) : 43.
    (3) المجادلة (58) : 7.
    (4) في « بس » : « والكرسيّ ».
    (5) طه (20) : 6 ـ 7.
    (6) البقرة (2) : 255.
    (7) في « ف » والتعليقة للداماد والبحار : « من ».
    (Cool في شرح صدر المتألّهين : + « ملكه و ».
    (9) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والمازندراني وحاشية ميرزا رفيعا والوافي والبحار. وفي « ف » : « وهو ملكوت ». وفي المطبوع : ـ « وهو الملكوت ».
    (10) في حاشية « بر » : + « إبراهيم ».
    (11) الأنعام (6) : 75.
    (12) قرأ الداماد في التعليقة ، ص 314 : « حمله في الله » بدل « حملة العرش الله ». ثمّ قال : « حملَه ، بالنصب على

    مَعْرِفَتِهِ؟! ». (1) ‌
    340 / 2. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، قَالَ :
    سَأَلَنِي أَبُو قُرَّةَ (2) الْمُحَدِّثُ أَنْ أُدْخِلَهُ عَلى أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ ، فَأَذِنَ لِي ، فَدَخَلَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ (3) : أَفَتُقِرُّ أَنَّ اللهَ مَحْمُولٌ؟
    فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « كُلُّ مَحْمُولٍ مَفْعُولٌ بِهِ ، مُضَافٌ إِلى غَيْرِهِ ، مُحْتَاجٌ ، وَالْمَحْمُولُ اسْمُ نَقْصٍ فِي اللَّفْظِ ، وَالْحَامِلُ فَاعِلٌ وَهُوَ فِي اللَّفْظِ مِدْحَةٌ ، وَكَذلِكَ قَوْلُ الْقَائِلِ : فَوْقَ ، وَتَحْتَ ، وَأَعْلى ، وَأَسْفَلَ (4) ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالى : ( وَلِلّهِ ) (5) ( الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ) (6) وَلَمْ يَقُلْ فِي كُتُبِهِ : إِنَّهُ الْمَحْمُولُ ، بَلْ قَالَ : إِنَّهُ الْحَامِلُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَالْمُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا ، وَالْمَحْمُولُ مَا سِوَى اللهِ ، وَلَمْ يُسْمَعْ أَحَدٌ آمَنَ بِاللهِ وَعَظَمَتِهِ قَطُّ قَالَ فِي دُعَائِهِ : يَا مَحْمُولُ ».
    قَالَ أَبُو قُرَّةَ : فَإِنَّهُ قَالَ : ( وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ ) (7) وقَالَ :
    __________________
    المفعول المطلق ، أي كيف تحمل العرشُ ربَّه الله سبحانه حَمْلَه الذي في طوقه بالنسبة إلى محمولاته » ونسب ما في المتن إلى النسخ ، ثمّ قال : « وليس بذلك ؛ إذ كان السؤال : أنّ الله سبحانه أهو حامل العرش ، أم العرش حامل إيّاه؟ تعالى عن ذلك ، لا أنّ حملة العرش حاملة إيّاه. سبحانه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً ». وردّه المازندراني في شرحه ، ج 4 ، ص 129 ـ 131 والفيض في الوافي ، ج 1 ، ص 498 بأن لا تساعده النسخ والفصاحة وضمائر الجمع فيما بعد ، وبغير ذلك.
    (1) الوافي ، ج 1 ، ص 495 ، ح 396 ؛ البحار ، ج 58 ، ص 9 ، ح 8.
    (2) قال صدر المتألّهين في شرحه : « الظاهر أنّ أبا قرّة كان رجلاً ظاهريّاً ». وقال المازندراني في شرحه : « أبو قرّة المحدّث صاحب شبرمة ، وكان مذهبه أنّ الله تعالى جسم فوق السماء دون ما سواها ». وقال المحقّق الشعراني في حاشية الوافي : « قوله : أبوقرّة ، هو كنية موسى بن طارق اليماني الزبيدي القاضي ».
    (3) في « بح » : ـ « له ».
    (4) لوحظ هنا حكاية حال الكلمات الأربع في حالة الإضافة. ويجوز فيها الرفع أيضاً.
    (5) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « له » بدل « ولله ». وفي « ز ، د ، ص ، ض » : « وله ». ولعلّه نقل في النسخ بالمعنى أو تصحيف من النسّاخ.
    (6) الأعراف (7) : 180.
    (7) الحاقّة (69) : 17.

    ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) (1)؟
    فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « الْعَرْشُ لَيْسَ هُوَ اللهَ ، وَالْعَرْشُ اسْمُ عِلْمٍ وَقُدْرَةٍ وَعَرْشٍ فِيهِ كُلُّ شَيْ‌ءٍ ، ثُمَّ أَضَافَ (2) الْحَمْلَ إِلى غَيْرِهِ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِهِ ؛ لِأَنَّهُ اسْتَعْبَدَ خَلْقَهُ بِحَمْلِ عَرْشِهِ وَهُمْ (3) حَمَلَةُ عِلْمِهِ ، وَخَلْقاً يُسَبِّحُونَ حَوْلَ عَرْشِهِ وَهُمْ يَعْمَلُونَ (4) بِعِلْمِهِ ، وَمَلَائِكَةً (5) يَكْتُبُونَ أَعْمَالَ عِبَادِهِ ، وَاسْتَعْبَدَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِالطَّوَافِ حَوْلَ بَيْتِهِ ، وَاللهُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى كَمَا قَالَ. وَالْعَرْشُ (6) وَمَنْ يَحْمِلُهُ وَمَنْ حَوْلَ الْعَرْشِ ، وَاللهُ الْحَامِلُ لَهُمُ ، الْحَافِظُ (7) لَهُمُ ، الْمُمْسِكُ ، الْقَائِمُ عَلى ‌كُلِّ نَفْسٍ ، وَفَوْقَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَ (Cool عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، وَلَا يُقَالُ : مَحْمُولٌ ، وَلَا أَسْفَلُ ـ قَوْلاً مُفْرَداً لَايُوصَلُ بِشَيْ‌ءٍ ـ فَيَفْسُدُ اللَّفْظُ وَالْمَعْنى ».
    قَالَ (9) أَبُو قُرَّةَ : فَتُكَذِّبُ (10) بِالرِّوَايَةِ الَّتِي جَاءَتْ : أَنَّ اللهَ إِذَا غَضِبَ إِنَّمَا يُعْرَفُ غَضَبُهُ أَنَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ يَجِدُونَ ثِقَلَهُ (11) عَلى كَوَاهِلِهِمْ (12) ، فَيَخِرُّونَ سُجَّداً (13) ، فَإِذَا‌
    __________________
    (1) غافر (40) : 7. وفي حاشية « ف » : + « ومن حوله ».
    (2) يحتمل أن تكون « إضاف » بكسر الهمزة على أنّه مصدر مبتدأ مضاف بحذف التاء ، فقوله عليه‌السلام : « خلق من خلقه » مرفوع خبراً ، والخلق بمعنى التقدير ؛ يعني إضافة حمل العرش إلى غيره تقدير من تقديراته. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 135.
    (3) في شرح المازندراني : « ضمير الجمع يعود إلى « خلقه » ؛ لأنّه جنس يصدق على الكثير ».
    (4) في « ب ، ف » : « يعلمون ».
    (5) في « بح » : « وملائكته ». وفي « بف » : « ومليكه ».
    (6) « العرش » وما عطف عليه مبتدأ خبره محذوف ، تقديره : محمول كلّهم ، أو سواء في نسبتهم إليه تعالى ، بقرينة السابق واللاحق. واحتمل المازندراني عطفه على « الأرض » أيضاً ؛ بمعنى استعبدهم. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 317 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 136 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 77.
    (7) في « ب ، بس ، بف » : « والحافظ ».
    (Cool في « ف » : « وهو ».
    (9) في « ف » : « وقال ».
    (10) في « ب ، بر » : « فنكذب ». وفي شرح المازندراني : « فتكذّب ، استفهام على سبيل الإنكار ، بحذف أداته ».
    (11) هو هنا بمعنى ما يقابل الخفّة دون الوزن.
    (12) « الكواهل » : جمع كاهِل ، وهو الحارك ، أي ما بين الكتفين. الصحاح ، ج 5 ، ص 1814 ( كهل ).
    (13) « فيخرّون سجّداً » ، أي فيسقطون ساجدين. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 643 ( خرر ).

    ذَهَبَ الْغَضَبُ ، خَفَّ وَرَجَعُوا إِلى مَوَاقِفِهِمْ؟
    فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « أَخْبِرْنِي عَنِ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مُنْذُ لَعَنَ إِبْلِيسَ ، إِلى يَوْمِكَ هذَا هُوَ غَضْبَانُ عَلَيْهِ ، فَمَتى رَضِيَ؟ وَهُوَ (1) فِي صِفَتِكَ لَمْ يَزَلْ غَضْبَانَ (2) عَلَيْهِ وَعَلى أَوْلِيَائِهِ وَعَلى أَتْبَاعِهِ ، كَيْفَ (3) تَجْتَرِئُ أَنْ تَصِفَ رَبَّكَ بِالتَّغَيُّرِ (4) مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ، وَأَنَّهُ (5)
    يَجْرِي عَلَيْهِ مَا يَجْرِي (6) عَلَى الْمَخْلُوقِينَ؟! سُبْحَانَهُ وَتَعَالى ، لَمْ يَزُلْ مَعَ الزَّائِلِينَ ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ مَعَ الْمُتَغَيِّرِينَ ، وَلَمْ يَتَبَدَّلْ مَعَ الْمُتَبَدِّلِينَ ، وَمَنْ دُونَهُ فِي يَدِهِ وَتَدْبِيرِهِ ، وَكُلُّهُمْ إِلَيْهِ مُحْتَاجٌ ، وَهُوَ غَنِيٌّ عَمَّنْ سِوَاهُ » (7).
    341 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) (Cool فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ ، كُلُّ شَيْ‌ءٍ فِي الْكُرْسِيِّ (9) ؛ السَّمَاوَاتُ (10) وَالْأَرْضُ وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ فِي الْكُرْسِيِّ (11) ». (12) ‌
    __________________
    (1) في « ف » : « فهو ».
    (2) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « غضباناً ».
    (3) في « بر » : « وكيف ».
    (4) هكذا في « ب » والوافي والبحار. وفي المطبوع وسائر النسخ : « بالتغيير ».
    (5) في « ب » وحاشية « ض » : « وأن ».
    (6) في « ب ، ح » : « تجري ».
    (7) الاحتجاج ، ج 2 ، ص 405 ، عن صفوان بن يحيى الوافي ، ج 1 ، ص 498 ، ح 397 ؛ البحار ، ج 58 ، ص 14 ، ح 9.
    (Cool البقرة (2) : 255.
    (9) في التوحيد : ـ « كلّ شي‌ء في الكرسيّ ».
    (10) في « ض » وحاشية « ف » : « والسماوات ». وفي شرح المازندرانى ، ج 4 ، ص 141 : « السماوات وما عطف عليها مبتدأ ، وقوله : « في الكرسيّ » خبره ، وهذه الجملة بيان وتأكيد لقوله : كلّ شي‌ء في الكرسيّ ».
    (11) في حاشية « ف » : + « في قبضته ».
    (12) التوحيد ، ص 327 ، ح 3 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 137 ، ح 453 ، عن زرارة ، عن

    342 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ (1) ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ (2) أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) : السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَسِعْنَ الْكُرْسِيَّ ، أَمِ الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟
    فَقَالَ : « بَلِ (3) الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَالْعَرْشَ (4) ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ وَسِعَ (5) الْكُرْسِيُّ ». (6) ‌
    343 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ‌
    __________________
    أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وفيه ، ح 456 ، عن زرارة عن أحدهما عليهما‌السلام ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 504 ، ح 400.
    (1) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ، جر ». وفي المطبوع : + « بن ميمون » نقلاً من بعض النسخ. وثعلبة هذا ، هو ثعلبة بن ميمون ، روى كتابه عبدالله بن محمّد الحجّال ، كما في رجال النجاشي ، ص 117 ، الرقم 302.
    (2) لايحسن هذا السؤال مع علم السائل برفع « كرسيّه » ، فالسؤال إمّا لعدم علمه برفعه ، أو سأل عنه مع علمه بذلك‌طلباً لتصحيح رفعه في الواقع ، وميلاً لمعرفة كونه فاعلاً في نفس الأمر. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 143.
    (3) في « بف » : ـ « بل الكرسيّ ـ إلى قوله في الحديث الخامس الآتي ـ : فقال ».
    (4) هاهنا وجوه من الإعراب : الأوّل : نصب « العرش » عطفاً على « السماوات » ورفع « كلّ شي‌ء » على الابتداء ، والجملة الفعليّة بعده خبره بحذف العائد. الثاني : مثل الأوّل مع نصب « كلّ شي‌ء » مفعولاً لـ « وسع ». الثالث : رفع « العرش » عطفاً على « الكرسيّ » الأوّل. الرابع : رفع « العرش » ابتداءً ، ونصب « الكرسيّ » الثاني مفعولاً ، وعطف « كلّ شي‌ء » عليه ، وجعل الجملة الفعليّة خبراً. الخامس : رفع « العرش » ابتداءً ، وعطف « كلّ شي‌ء » عليه بحذف العائد ونصب « الكرسيّ » وجعل الجملة خبراً.
    الأوّل هو المختار عند الشرّاح مع احتمال الثاني عند صدر المتألّهين واستبعاد الرابع والخامس عند المازندراني. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 319 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 143 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 79.
    (5) في التوحيد : « في ».
    (6) التوحيد ، ص 327 ، ح 4 ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن يحيى. تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 85 ، بسند آخر عن زرارة ؛ تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 137 ، ح 457 ، عن زرارة ، وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 505 ، ح 401.

    بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ ) : السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَسِعْنَ الْكُرْسِيَّ ، أَوِ الْكُرْسِيُّ وَسِعَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ؟ فَقَالَ : « إِنَّ كُلَّ شَيْ‌ءٍ فِي الْكُرْسِيِّ ». (1) ‌
    344 / 6. مُحَمَّدٌ (2) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « حَمَلَةُ الْعَرْشِ ـ وَالْعَرْشُ : الْعِلْمُ ـ ثَمَانِيَةٌ : أَرْبَعَةٌ مِنَّا ، وَأَرْبَعَةٌ مِمَّنْ شَاءَ اللهُ ». (3) ‌
    345 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ (4) ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ ) (5) فَقَالَ : « مَا يَقُولُونَ (6)؟ » قُلْتُ : يَقُولُونَ : إِنَّ الْعَرْشَ كَانَ عَلَى الْمَاءِ ، وَالرَّبُّ فَوْقَهُ ، فَقَالَ : « كَذَبُوا ، مَنْ زَعَمَ هذَا ، فَقَدْ صَيَّرَ اللهَ مَحْمُولاً ، وَوَصَفَهُ بِصِفَةِ الْمَخْلُوقِ ، وَلَزِمَهُ أَنَّ الشَّيْ‌ءَ الَّذِي يَحْمِلُهُ أَقْوى مِنْهُ ».
    __________________
    (1) التوحيد ، ص 328 ، ح 5 ، بسنده عن الحسين بن سعيد. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 137 ، ح 454 ، عن زرارة مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 506 ، ح 402.
    (2) هكذا في « ألف ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بس ، بف ، جر ». وفي « ب ، بح » : « محمّد بن يحيى ». وفي المطبوع : « محمّد [ بن يحيى ] ».
    (3) راجع : الكافي ، كتاب الحجّ ، باب فضل زيارة أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، ح 8183 ؛ والتهذيب ، ج 6 ، ص 84 ، ح 167 الوافي ، ج 1 ، ص 503 ، ح 399.
    (4) توسُّطُ عبد الرحمن بن كثير بين ابن محبوب وبين شيخه داود بن كثير الرقّي ، بل رواية ابن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير منحصر بهذا الخبر ، فلا يبعد زيادة « عن عبد الرحمن بن كثير ».
    (5) هود (11) : 7.
    (6) في التوحيد : + « في ذلك ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:36

    : بَيِّنْ لِي جُعِلْتُ فِدَاكَ.
    فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ حَمَّلَ دِينَهُ وَعِلْمَهُ الْمَاءَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ (1) أَرْضٌ أَوْ سَمَاءٌ (2) ، أَوْ جِنٌّ أَوْ إِنْسٌ ، أَوْ شَمْسٌ أَوْ قَمَرٌ ، فَلَمَّا أَرَادَ اللهُ (3) أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ ، نَثَرَهُمْ (4) بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ لَهُمْ (5) : مَنْ رَبُّكُمْ؟ فَأَوَّلُ مَنْ نَطَقَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام وَالْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ، فَقَالُوا : أَنْتَ رَبُّنَا ، فَحَمَّلَهُمُ الْعِلْمَ وَالدِّينَ ، ثُمَّ قَالَ لِلْمَلَائِكَةِ : هؤُلَاءِ حَمَلَةُ دِينِي وَعِلْمِي ، وَأُمَنَائِي فِي خَلْقِي ، وَهُمُ الْمَسْؤُولُونَ ، ثُمَّ قَالَ (6) لِبَنِي آدَمَ : أَقِرُّوا لِلّهِ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَلِهؤُلَاءِ النَّفَرِ بِالْوَلَايَةِ وَالطَّاعَةِ (7) ، فَقَالُوا : نَعَمْ ، رَبَّنَا أَقْرَرْنَا ، فَقَالَ اللهُ لِلْمَلَائِكَةِ : اشْهَدُوا ، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : شَهِدْنَا عَلى أَنْ لَا يَقُولُوا غَداً : ( إِنّا كُنّا عَنْ هذا غافِلِينَ ) أَوْ يَقُولُوا : ( إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ ) (Cool يَا دَاوُدُ ، وَلَايَتُنَا (9) مُؤَكَّدَةٌ عَلَيْهِمْ فِي الْمِيثَاقِ » (10).
    21 ـ بَابُ الرُّوحِ‌
    346 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنِ الْأَحْوَلِ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « ب » والبحار والتوحيد : « تكون ».
    (2) في « بس » : « سماء أو أرض ».
    (3) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد والبحار : ـ « الله ».
    (4) في حاشية « ف » : « نشرهم ». وفي العلل : « خلقهم ونشرهم » بدل « نثرهم ». ونثر الشي‌ءَ ينثره نثراً ونِثاراً : رماه متفرّقاً. القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 665 ( نثر ).
    (5) في « ف ، بس » : ـ « لهم ».
    (6) في « ب ، ج ، بر ، بف » والتوحيد والعلل : « قيل ».
    (7) في « بف » والعلل : « بالطاعة والولاية ».
    (Cool الأعراف (7) : 172 ـ 173.
    (9) في العلل : « الأنبياء ».
    (10) التوحيد ، ص 319 ، ح 1 ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي ؛ علل الشرائع ، ص 118 ، ح 2 ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، من قوله : « فلمّا أراد الله أن يخلق » وفيهما مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1. ص 500 ، ح 398 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 95 ، ح 80.

    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الرُّوحِ الَّتِي فِي آدَمَ ، قَوْلِهِ (1) : ( فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (2) قَالَ : « هذِهِ رُوحٌ مَخْلُوقَةٌ ، وَالرُّوحُ الَّتِي فِي عِيسى مَخْلُوقَةٌ » (3).
    347 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (4) عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَرُوحٌ مِنْهُ ) (5) قَالَ : « هِيَ رُوحُ اللهِ مَخْلُوقَةٌ ، خَلَقَهَا اللهُ (6) فِي آدَمَ وَعِيسى (7) ». (Cool
    348 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (9) : كَيْفَ هذَا النَّفْخُ؟
    فَقَالَ : « إِنَّ الرُّوحَ مُتَحَرِّكٌ كَالرِّيحِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ رُوحاً لِأَنَّهُ اشْتَقَّ اسْمَهُ مِنَ الرِّيحِ (10) ،
    __________________
    (1) في « ف » : « في قوله ». وفي شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 152 : « قوله : مجرور بدلاً عن الروح ، أو عن آدم ».
    (2) الحجر (15) : 29 ؛ ص (38) : 72.
    (3) تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 241 ، ح 9 ، عن محمّد بن اورمة ، عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبدالله عليه‌السلام. راجع : تصحيح الاعتقاد ، ص 31 الوافي ، ج 1 ، ص 416 ، ح 340 ؛ البحار ، ج 14 ، ص 218 ، ح 24.
    (4) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، و ، بح ، بر ، بف ، جر » والوافي والبحار والاحتجاج. وفي « ض ، ف ، بس » وحاشية « ج ، بح ، بر ، جر » والمطبوع : « أبا عبدالله ».
    هذا ، وقد أكثر حمران بن أعين من الرواية عن أبي جعفر عليه‌السلام. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 6 ، ص 449 ـ 452.
    (5) النساء (4) : 171.
    (6) في « ض ، ف ، بح ، بر » وشرح المازندراني والبحار : ـ « الله ». وفي الاحتجاج : + « بحكمته ».
    (7) في « ف » : « وفي عيسى ».
    (Cool الاحتجاج ، ج 2 ، ص 323 ، مرسلاً عن حمران بن أعين الوافي ، ج 1 ، ص 416 ، ح 341 ؛ البحار ، ج 14 ، ص 219 ، ح 25.
    (9) الحجر (15) : 29 ؛ ص (38) : 72.
    (10) في حاشية « بر » : + « في الحركة ».

    وَإِنَّمَا أَخْرَجَهُ عَنْ (1) لَفْظَةِ الرِّيحِ (2) لِأَنَّ الْأَرْوَاحَ (3) مُجَانِسَةٌ (4) لِلرِّيحِ (5) ، وَإِنَّمَا أَضَافَهُ إِلى نَفْسِهِ لِأَنَّهُ اصْطَفَاهُ عَلى سَائِرِ الْأَرْوَاحِ ، كَمَا قَالَ لِبَيْتٍ مِنَ الْبُيُوتِ (6) : بَيْتِي ، وَلِرَسُولٍ مِنَ الرُّسُلِ : خَلِيلِي ، وَأَشْبَاهِ ذلِكَ ، وَكُلُّ ذلِكَ مَخْلُوقٌ ، مَصْنُوعٌ ، مُحْدَثٌ ، مَرْبُوبٌ ، مُدَبَّرٌ » (7).
    349 / 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بَحْرٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (Cool ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَمَّا يَرْوُونَ أَنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلى صُورَتِهِ ، فَقَالَ : « هِيَ صُورَةٌ مُحْدَثَةٌ مَخْلُوقَةٌ (9) ، اصْطَفَاهَا (10) اللهُ وَاخْتَارَهَا عَلى سَائِرِ الصُّوَرِ الْمُخْتَلِفَةِ (11) ، فَأَضَافَهَا إِلى نَفْسِهِ ، كَمَا أَضَافَ الْكَعْبَةَ إِلى نَفْسِهِ ، وَالرُّوحَ إِلى نَفْسِهِ ؛ فَقَالَ : ( بَيْتِيَ ) (12) وَ ( نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ) (13) ». (14) ‌
    __________________
    (1) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد والمعاني : « على ».
    (2) في التوحيد : « لفظ الروح ». وفي المعاني : « لفظة الروح ».
    (3) في حاشية « ف » والتوحيد والمعاني : « الروح ».
    (4) في « ب ، بح ، بس ، بف » والوافي والتوحيد والمعاني : « مجانس ».
    (5) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي « ف » والمطبوع وشرح المازندراني : « الريح ».
    (6) في التوحيد والمعاني : « كما اصطفى بيتاً من البيوت فقال » بدل « كما قال لبيت من البيوت ».
    (7) التوحيد ، ص 171 ، ح 3 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 17 ، ح 12 ، بسنده فيهما عن القاسم بن عروة ، عن عبدالحميد الطائي ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 416 ، ح 342.
    (Cool هكذا في « ب ، ج ، و ، بج ، بر ، بس ، جر » والوافي. وفي « ألف ، ض ، ف ، بف » والمطبوع : « الخزّاز » وهو سهوٌ كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح 75.
    (9) في شرح المازندراني : ـ « مخلوقه ».
    (10) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد. وفي المطبوع : « واصطفاها ».
    (11) في « ف » : « المخلوقة ».
    (12) البقرة (2) : 125 ؛ الحجّ (22) : 26 ؛ نوح (71) : 28.
    (13) الحجر (15) : 29 ؛ ص (38) : 72.
    (14) التوحيد ، ص 103 ، ح 18 بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن عبدالله بن بحر الوافي ، ج 1 ، ص 415 ، ح 339.

    22 ـ بَابُ جَوَامِعِ التَّوْحِيدِ‌
    350 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، رَفَعَاهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام اسْتَنْهَضَ (1) النَّاسَ فِي حَرْبِ مُعَاوِيَةَ فِي الْمَرَّةِ الثَّانِيَةِ ، فَلَمَّا حَشَدَ (2) النَّاسُ ، قَامَ خَطِيباً ، فَقَالَ :
    الْحَمْدُ لِلّهِ الْوَاحِدِ ، الْأَحَدِ ، الصَّمَدِ ، الْمُتَفَرِّدِ ، الَّذِي لَامِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ ، وَلَا مِنْ شَيْ‌ءٍ خَلَقَ مَا كَانَ ، قُدْرَةٌ (3) بَانَ بِهَا مِنَ الْأَشْيَاءِ ، وَبَانَتِ الْأَشْيَاءُ مِنْهُ ، فَلَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ ، وَلَا حَدٌّ يُضْرَبُ (4) لَهُ فِيهِ الأَمْثَالُ ، كَلَّ (5) دُونَ صِفَاتِهِ تَحْبِيرُ (6) اللُّغَاتِ ، وَضَلَّ‌
    __________________
    (1) « استنهض » : أمر بالنهوض ، أي القيام. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 111 ( نهض ).
    (2) في « ب ، ض ، ف ، بس » وحاشية « ج ، بح ، بر » وشرح صدر المتألّهين : « حشر ». وقوله : « حشد » جاء متعدّياً ولازماً ، بمعنى جمع واجتمع. وفي القاموس : « حشد القوم : حفّوا في التعاون ، أو دعوا فأجابوا مسرعين ، أو اجتمعوا على أمر واحد ». انظر : المصباح المنير ، ص 136 ؛ القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 406 ( حشد ) ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 166 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 429 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 85.
    (3) في شرح صدر المتألّهين : « فِدْرَةٌ » بمعنى القطعة من اللحم ومن الليل ومن الجبل. وفي شرح المازندراني : « في بعض نسخ الكتاب وكتاب التوحيد للصدوق : بقدرة ». وفي التوحيد : « قدرته ».
    وقوله : « قدرةٌ » أي له قدرة ، أو هو قدرة بناء على عينيّة الصفات. ونصبها على التمييز أو بنزع الخافض هو مختار الداماد في التعليقة ، ص 326 ، وهو الظاهر عند المازندراني في شرحه ، والمحتمل عند الفيض في الوافي. والمعنى : ولكن خلق الأشياء قدرةً أو بقدرة. وعند صدر المتألّهين في شرحه ، « ما » نافية ، ف « ما كان » إلخ مستأنف عنده.
    (4) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والتوحيد. وفي « بح » والمطبوع : « تضرب ».
    (5) « كلَّ » من الكلّ ، بمعنى العجز والإعياء والثقل والتعب والوهن. انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 590 و 594 ( كلل ).
    (6) في التوحيد : « تعبير ». و « التحبير » : التحسين ، تقول : حبّرت الشي‌ءَ : إذا أحسنته. والمعنى : عجز وأعيا قبل الوصول إلى بيان صفاته ؛ أو عنده اللغات ، أي اللغات المحسَّنَة ، أي ليس في اللغات ما يتوصّل بها إلى ذلك.

    هُنَاكَ (1) تَصَارِيفُ الصِّفَاتِ ، وَحَارَ فِي مَلَكُوتِهِ عَمِيقَاتُ مَذَاهِبِ التَّفْكِيرِ ، وَانْقَطَعَ دُونَ الرُّسُوخِ فِي عِلْمِهِ جَوَامِعُ التَّفْسِيرِ ، وَحَالَ دُونَ غَيْبِهِ الْمَكْنُونِ (2) حُجُبٌ مِنَ الْغُيُوبِ (3) ، تَاهَتْ (4) فِي أَدْنى أَدَانِيهَا (5) طَامِحَاتُ (6) الْعُقُولِ فِي لَطِيفَاتِ الْأُمُورِ.
    فَتَبَارَكَ اللهُ (7) الَّذِي لَايَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ (Cool ، وَلَا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ (9) ، وَتَعَالَى (10) الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْدُودٌ ، وَلَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ ، وَلَا نَعْتٌ مَحْدُودٌ ، سُبْحَانَ (11) الَّذِي لَيْسَ لَهُ أَوَّلٌ (12) مُبْتَدَأٌ ، وَلَا غَايَةٌ مُنْتَهىً ، وَلَا آخِرٌ يَفْنى.
    سُبْحَانَهُ هُوَ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ ، وَالْوَاصِفُونَ لَايَبْلُغُونَ نَعْتَهُ ، وَ (13) حَدَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا‌
    __________________
    انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 620 ( حبر ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 333 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 171 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 58.
    (1) في « ب » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين ومرآة العقول : « هنالك ».
    (2) « المكنون » : المستور. يقال : كننتُ الشي‌ء ، أي سترته. الصحاح ، ج 6 ، ص 2188 ( كنن ).
    (3) في « ف » : « الغيب ».
    (4) « تاهت » : من التَيْه ، بمعنى التحيّر. يقال : تاه في الأرض ، أي ذهب متحيّراً. الصحاح ، ج 6 ، ص 2229 ( تيه ).
    (5) « الأداني » : جمع الدنيّ ، غير مهموز ، بمعنى القريب. والمهموز منه بمعنى الدون. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 173 ؛ الصحاح ، ج 6 ، ص 2341 ( دنو ).
    (6) « الطامحات » : جمع الطامح ، وهو كلّ مرتفع. الصحاح ، ج 1 ، ص 388 ( طمح ).
    (7) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر » وشرح المازندراني والوافي : ـ « الله ».
    (Cool « بُعد الهِمَم » أي الهمم البعيدة ، وهو جمع الهمّة بمعنى العزم الجازم ، وبُعدها : تعلّقها بعليّات الامور دون محقّراتها ، أي لا تبلغ النفوس ذوات الهمم البعيدة وإن اتّسعت في الطلب كنهَ حقيقته. انظر : مجمع البحرين ، ج 6 ، ص 188 ( همم ).
    (9) في شرح المازندراني : « الفَطِنْ ، بفتح الفاء وكسر الطاء : الذكيّ المتوقّد ، وبالعكس : جمع الفِطْنَة ، وهي في اللغة : الفهم ، وعند العلماء : جودة الذهن المعدّة لاكتساب المطالب العليّة ». وانظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2177 ( فطن ).
    (10) في شرح المازندراني والتوحيد : + « الله ».
    (11) في « ب ، ف ، بف » وحاشية « بح » والتوحيد : « وسبحان ».
    (12) في شرح المازندراني : « بالرفع والتنوين معاً ، أو بالرفع فقط ؛ لأنّهم اختلفوا في صرفه ».
    (13) في « ب ، بس ، بح ، بف » والتوحيد : ـ « و ».

    عِنْدَ خَلْقِهِ (1) ؛ إِبَانَةً لَهَا مِنْ شِبْهِهِ ، وَإِبَانَةً لَهُ مِنْ شِبْهِهَا ، فَلَمْ (2) يَحْلُلْ فِيهَا ؛ فَيُقَالَ (3) : هُوَ فِيهَا كَائِنٌ ، وَلَمْ يَنْأَ (4) عَنْهَا ؛ فَيُقَالَ : هُوَ مِنْهَا (5) بَائِنٌ ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْهَا ؛ فَيُقَالَ لَهُ : أَيْنَ (6) ، لكِنَّهُ سُبْحَانَهُ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُهُ ، وَأَتْقَنَهَا صُنْعُهُ ، وَأَحْصَاهَا حِفْظُهُ ، لَمْ يَعْزُبْ (7) عَنْهُ خَفِيَّاتُ غُيُوبِ الْهَوَاءِ (Cool ، وَلَا غَوَامِضُ مَكْنُونِ ظُلَمِ الدُّجى (9) ، وَلَا مَا فِي السَّمَاوَاتِ الْعُلى إِلَى الْأَرَضِينَ (10) السُّفْلى ، لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ مِنْهَا حَافِظٌ وَرَقِيبٌ ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ مِنْهَا بِشَيْ‌ءٍ مُحِيطٌ ، وَالْمُحِيطُ (11) بِمَا أَحَاطَ مِنْهَا الْوَاحِدُ الْأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَايُغَيِّرُهُ (12) صُرُوفُ الْأَزْمَانِ ، وَلَا يَتَكَأَّدُهُ (13) صُنْعُ شَيْ‌ءٍ (14) كَانَ ، إِنَّمَا قَالَ لِمَا شَاءَ (15) : « كُنْ » فَكَانَ.
    ابْتَدَعَ مَا خَلَقَ بِلَا مِثَالٍ سَبَقَ ، وَلَا تَعَبٍ وَلَا نَصَبٍ (16) ، وَكُلُّ صَانِعِ شَيْ‌ءٍ فَمِنْ شَيْ‌ءٍ‌
    __________________
    (1) في التوحيد : + « إيّاها ».
    (2) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد. وفي المطبوع : « لم ».
    (3) في « ض » : + « له ».
    (4) « لم ينأ » أي لم يبعد ، من النأي بمعنى البُعد. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2499 ( نأى ).
    (5) في شرح صدر المتألّهين : « عنها ».
    (6) « أيْن » بالفتح ، أي يسأل : أين هو؟ أو « أينٌ » بالتنوين ، أي يقال : له مكان ، أو يقال : إنّه أينٌ ومكان للأشياء. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 336 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 87.
    (7) « لم يعزب » أي لم يبعد ولم يغب. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 181 ( عزب ).
    (Cool في التوحيد : « الهوى ».
    (9) « الدُجى » بمعنى الظلمة مصدراً ، أو جمع دُجْيَة ، وهي الظلمة. انظر : لسان العرب ، ج 14 ، ص 249 ( دجا ).
    (10) في التوحيد : « والأرضين » بدل « إلى الأرضين ».
    (11) في شرح المازندراني : « المحيط ، مبتدأ و « الواحد » خبر ، يعني المحيط علماً وحفظاً بما أحاط ... هو الواحدالأحد الصمد ».
    (12) في التوحيد : « لم تغيّره ».
    (13) في حاشية « ض ، بر » : « لم يتكأّده ». و « لا يتكأّده » أي لايثقله ولا يشقّ عليه. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 529 ( كأد ).
    (14) في « ج ، ض » : « صنع كلّ شي‌ء ».
    (15) في حاشية « ف » : + « أن يقول ». وفي التوحيد : + « أن يكون ».
    (16) « النَصَب » و « التَعَب » بمعنى واحد ، وهو الكلال والإعياء ، فالعطف للتفسير والتأكيد. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 91 و 225 ( تعب ) و ( نصب ).

    صَنَعَ ، وَاللهُ لَامِنْ شَيْ‌ءٍ صَنَعَ مَا خَلَقَ ، وَكُلُّ عَالِمٍ فَمِنْ بَعْدِ جَهْلٍ تَعَلَّمَ (1) ، وَاللهُ لَمْ يَجْهَلْ وَلَمْ يَتَعَلَّمْ ، أَحَاطَ بِالْأَشْيَاءِ عِلْماً قَبْلَ كَوْنِهَا ، فَلَمْ يَزْدَدْ بِكَوْنِهَا عِلْماً ، عِلْمُهُ بِهَا قَبْلَ أَنْ يُكَوِّنَهَا كَعِلْمِهِ (2) بَعْدَ تَكْوِينِهَا ، لَمْ يُكَوِّنْهَا لِتَشْدِيدِ سُلْطَانٍ ، وَلَا خَوْفٍ مِنْ زَوَالٍ وَلَا نُقْصَانٍ ، وَلَا اسْتِعَانَةٍ عَلى ضِدٍّ مُنَاوٍ (3) ، وَلَا نِدٍّ مُكَاثِرٍ (4) ، وَلَا شَرِيكٍ مُكَابِرٍ (5) ، لكِنْ خَلَائِقُ مَرْبُوبُونَ ، وَعِبَادٌ دَاخِرُونَ (6).
    فَسُبْحَانَ الَّذِي لَايَؤُودُهُ (7) خَلْقُ مَا ابْتَدَأَ ، وَلَا تَدْبِيرُ مَا بَرَأَ ، وَلَا مِنْ عَجْزٍ (Cool وَلَا مِنْ (9) فَتْرَةٍ بِمَا خَلَقَ اكْتَفى ، عَلِمَ مَا خَلَقَ ، وَخَلَقَ مَا عَلِمَ (10) ، لَابِالتَّفْكِيرِ فِي عِلْمٍ (11) حَادِثٍ أَصَابَ مَا خَلَقَ ، وَلَا شُبْهَةٍ دَخَلَتْ عَلَيْهِ فِيمَا لَمْ يَخْلُقْ ، لكِنْ قَضَاءٌ مُبْرَمٌ ، وَعِلْمٌ‌
    __________________
    (1) في « بر » وشرح صدر المتألّهين : « يعلم ».
    (2) في « بح ، بر » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين : + « بها ».
    (3) في « بح » وشرح صدر المتألّهين ومرآة العقول : « مناف ». وفي هامش شرح صدر المتألهين : « منا وخ ل » ولكن يبدو من شرح المصنّف لكلمة « ناوٍ » أنّ ما في الهامش كان في المتن. وفي حاشية « بح » : « منافق ». وفي حاشية « ف » والتوحيد : « مثاور ». وقوله : « مناو » أي معادٍ ، من ناواه ، بمعنى عاداه. وربّما يهمز ، وأصله الهمز ؛ لأنّه من ناء إليك ونؤتَ إليه ، أي نهض ونَهضْتَ إليه ؛ فإنّ كلاًّ من المتعاديين ينوء إلى صاحبه ، أي ينهض. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 79 ( نوأ ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 329.
    (4) قوله : « مُكاثِر » أي غالب عليه بالكثرة ، من قولهم : كاثرناهم ، أي غلبناهم بالكثرة. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 802 ( كثر ).
    (5) في حاشية « ف » والتوحيد : « مكايد ».
    (6) « داخرون » أي أذلاّء ، من الدخور بمعنى الصَغار والذلّ. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 655 ( دخر ).
    (7) « لايؤوده » أي لايثقله. أصله من الأوْد بمعنى الثقل. يقال : آداني الشي‌ءُ يؤودُني أوداً وإياداً : أثقلني. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 442 : ( أود ).
    (Cool عند صدر المتألّهين في شرحه الجارّ متعلّق بمحذوف ، و « لا من عجز ولا من فترة بما خلق » جملة واحدة. وقال : « أي لايلحقه الإعياء ونحوه من عجز ولا فترة. والغرض التنبيه على كمال قدرته وأنّ العجز وما يلحقه محال عليه ».
    (9) في « بح » : ـ « من ».
    (10) عند صدر المتألّهين في شرحه قوله : « اكتفى عِلْمَ ما خلق وخَلْق ما علم » جملة واحدة ، و « علم » الأوّل و « خلق » الثاني مفعولان لـ « اكتفى ».
    (11) في التوحيد : « لا بالتفكّر ولا بعلم حادث » بدل « لا بالتفكير في علم حادث ».

    مُحْكَمٌ ، وَأَمْرٌ مُتْقَنٌ.
    تَوَحَّدَ بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَخَصَّ نَفْسَهُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، وَاسْتَخْلَصَ بِالْمَجْدِ (1) وَالثَّنَاءِ ، وَتَفَرَّدَ بِالتَّوْحِيدِ وَالْمَجْدِ وَالسَّنَاءِ (2) ، وَتَوَحَّدَ بِالتَّحْمِيدِ ، وَتَمَجَّدَ بِالتَّمْجِيدِ (3) ، وَعَلَا عَنِ اتِّخَاذِ الْأَبْنَاءِ ، وَتَطَهَّرَ وَتَقَدَّسَ عَنْ مُلَامَسَةِ النِّسَاءِ ، وَ (4) عَزَّ وجَلَّ عَنْ مُجَاوَرَةِ (5) الشُّرَكَاءِ ، فَلَيْسَ لَهُ فِيمَا خَلَقَ ضِدٌّ ، وَلَا لَهُ فِيمَا مَلَكَ نِدٌّ ، وَلَمْ يَشْرَكْهُ (6) فِي مُلْكِهِ أَحَدٌ ، الْوَاحِدُ الْأَحَدُ (7) الصَّمَدُ ، الْمُبِيدُ (Cool لِلْأَبَدِ ، وَالْوَارِثُ لِلْأَمَدِ ، الَّذِي لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ وَحْدَانِيّاً أَزَلِيّاً قَبْلَ بَدْءِ (9) الدُّهُورِ ، وَبَعْدَ صُرُوفِ الْأُمُورِ ، الَّذِي لَايَبِيدُ وَلَا يَنْفَدُ (10).
    بِذلِكَ أَصِفُ رَبِّي ، فَلَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ مِنْ عَظِيمٍ مَا أَعْظَمَهُ! وَمِنْ جَلِيلٍ مَا أَجَلَّهُ! وَمِنْ (11) عَزِيزٍ مَا أَعَزَّهُ! وَتَعَالى عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً » (12).
    وَهذِهِ الْخُطْبَةُ مِنْ مَشْهُورَاتِ خُطَبِهِ عليه‌السلام حَتّى لَقَدِ ابْتَذَلَهَا (13) الْعَامَّةُ ، وَهِيَ كَافِيَةٌ لِمَنْ‌
    __________________
    (1) في « ب ، ض ، بر » : « المجد » بدون الباء.
    (2) في « ض » وحاشية « بف » وشرح صدر المتألّهين : « والثناء ». و « السَناء » : الرفعة والشرف. و « السَنا » : ضوء البرق. والمراد هنا هو الأوّل. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 189 ؛ الصحاح ، ج 6 ، ص 2383 ( سنا ).
    (3) في « ف » : « بالتحميد ».
    (4) في « بر » وشرح صدر المتألّهين : ـ « و ».
    (5) في « ف » : « مجاوزة ». واحتمل المازندراني في شرحه كونه : « محاورة » بالمهملتين. أي محاورة الشركاء.
    (6) في التوحيد : « لم يشرك ».
    (7) في « ج » : ـ « الأحد ».
    (Cool « المبيد » : المُهلِك ، من الإباد بمعنى الهلاك. واحتمل الفيض في الوافي كونه « المُؤبِّد » من التأبيد ، أي هو الذي‌أبّد الأبد حتّى صار الأبد أبداً. وانظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 450 ( بيد ).
    (9) « البدء » : مصدر من بدأتُ الشي‌ء ، أي فعلته ابتداءً. وقرأه صدر المتألّهين في شرحه : « بدي الدهور » ثمّ قال : « من بدا الأمر بُدُوّاً ، أي ظهر ». وانظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 35 ( بدأ ) ؛ وج 6 ، ص 2279 ( بدا ).
    (10) في التوحيد : « لا يفقد ».
    (11) في « ب ، ج ، بس ، بف » والتوحيد : ـ « من ».
    (12) التوحيد ، ص 41 ، ح 3 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي وأحمد بن يحيى بن زكريّا القطّان ، عن بكر بن عبدالله بن حبيب ، عن تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن أبي معاوية ، عن الحصين بن عبدالرحمن ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. الغارات ، ج 1 ، ص 98 ، وفيه : « حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل اليشكري وكان ثقة أنّ عليّاً سئل عن صفه الربّ فقال : الحمد لله‌الأحد الصمد ... » ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 427 ، ح 353.
    (13) « الابتذال » : الامتهان والاحتقار ، وضدّ الصيانة. ومعنى « ابتذلها العامّة » عند صدر المتألّهين في شرحه ،


    طَلَبَ عِلْمَ التَّوْحِيدِ إِذَا تَدَبَّرَهَا وَفَهِمَ مَا فِيهَا ، فَلَوِ اجْتَمَعَ أَلْسِنَةُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ـ لَيْسَ فِيهَا لِسَانُ نَبِيٍّ ـ عَلى أَنْ يُبَيِّنُوا (1) التَّوْحِيدَ بِمِثْلِ مَا أَتى بِهِ ـ بِأَبِي وَأُمِّي ـ مَا قَدَرُوا عَلَيْهِ ، وَلَوْ لَا إِبَانَتُهُ عليه‌السلام ، مَا عَلِمَ النَّاسُ كَيْفَ يَسْلُكُونَ سَبِيلَ التَّوْحِيدِ.
    أَلَاتَرَوْنَ إِلى قَوْلِهِ : « لَا مِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ ، وَلَا مِنْ شَيْ‌ءٍ خَلَقَ مَا كَانَ » (2) فَنَفى بِقَوْلِهِ : « لَا مِنْ شَيْ‌ءٍ كَانَ » مَعْنَى الْحُدُوثِ ، وَكَيْفَ أَوْقَعَ (3) عَلى مَا أَحْدَثَهُ صِفَةَ الْخَلْقِ وَالِاخْتِرَاعِ بِلَا أَصْلٍ وَلَا مِثَالٍ (4) ؛ نَفْياً (5) لِقَوْلِ مَنْ قَالَ : إِنَّ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا مُحْدَثَةٌ ، بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ؛ وَإِبْطَالاً لِقَوْلِ الثَّنَوِيَّةِ الَّذِينَ زَعَمُوا (6) أَنَّهُ لَايُحْدِثُ شَيْئاً إِلاَّ مِنْ أَصْلٍ ، وَلَا يُدَبِّرُ إِلاَّ بِاحْتِذَاءِ مِثَالٍ ، فَدَفَعَ (7) عليه‌السلام بِقَوْلِهِ : « لَا مِنْ شَيْ‌ءٍ خَلَقَ مَا كَانَ » جَمِيعَ حُجَجِ الثَّنَوِيَّةِ وَشُبَهِهِمْ ؛ لِأَنَّ أَكْثَرَ مَا يَعْتَمِدُ (Cool الثَّنَوِيَّةُ فِي حُدُوثِ الْعَالَمِ أَنْ يَقُولُوا : لَايَخْلُو مِنْ أَنْ يَكُونَ الْخَالِقُ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، أَوْ مِنْ لَاشَيْ‌ءٍ (9) ، فَقَوْلُهُمْ : « مِنْ شَيْ‌ءٍ » خَطَأٌ ، وَقَوْلُهُمْ : « مِنْ لَا شَيْ‌ءٍ (10) » مُنَاقَضَةٌ وَإِحَالَةٌ ؛ لِأَنَّ « مِنْ » تُوجِبُ (11) شَيْئاً ، وَ « لَا شَيْ‌ءٍ » تَنْفِيهِ (12) ، فَأَخْرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام هذِهِ اللَّفْظَةَ عَلى أَبْلَغِ الْأَلْفَاظِ وَأَصَحِّهَا ، فَقَالَ عليه‌السلام : « لا مِنْ
    __________________
    ص 342 : « وجدوها مبذولة غير مصانة عن تصرّف الأغيار وغير المستأهلين ». وعند غيره : عظّموها وأشهروها فيما بينهم حتّى اشتهرت وصارت مبتذلة غير متروكة. راجع : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 194 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 90. وانظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 50 ( بذل ).
    (1) في « ب ، بح » : « أن يثبتوا ».
    (2) في شرح صدر المتألّهين ، ص 343 : « أقول : إنّه رحمه‌الله تعالى جعل قوله عليه‌السلام : « ما كان » موصولاً بما قبله ، وجعل « ما » موصولة ، وجعل كلمة « كان » فعلاً تامّاً مع فاعله صلة لـ « ما » والمجموع في محلّ النصب بالمفعوليّة. والأولى ما ذكرناه من كون « ما » نافية والجملة كلاماً مستأنفاً لنفي التركيب ».
    (3) في شرح المازندراني : « عطف على قوله : « نفى » عطف الإنشاء على الإخبار ».
    (4) في « بف » : « ومثال ».
    (5) في شرح المازندراني : « نفياً ، مفعول له لقوله : أوقع ».
    (6) في حاشية « ض » : « يزعمون ».
    (7) في حاشية « ض ، بح » : « فنفى ».
    (Cool في « ض » : « تعتمد ». وفي « ف » : « يعتمد عليه ». وفي حاشية « ج » : « يعتمده ».
    (9) في « بر » : « أو لا من شي‌ء ».
    (10) في « بس ، بر » : « لا من شي‌ء ».
    (11) في « ب ، ض ، بح ، بر » : « يوجب ».
    (12) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس » : « ينفيه ».


    شَيْ‌ءٍ خَلَقَ مَا كَانَ » فَنَفى « مِنْ » ؛ إِذْ كَانَتْ (1) تُوجِبُ (2) شَيْئاً ، وَنَفَى الشَّيْ‌ءَ ؛ إِذْ كَانَ كُلُّ شَيْ‌ءٍ مَخْلُوقاً مُحْدَثاً ، لَامِنْ أَصْلٍ أَحْدَثَهُ الْخَالِقُ كَمَا قَالَتِ الثَّنَوِيَّةُ : إِنَّهُ خَلَقَ مِنْ أَصْلٍ قَدِيمٍ ، فَلَا يَكُونُ تَدْبِيرٌ (3) إِلاَّ بِاحْتِذَاءِ مِثَالٍ (4).
    ثُمَّ قَوْلِهِ (5) عليه‌السلام : « لَيْسَتْ لَهُ صِفَةٌ تُنَالُ ، وَلَا حَدٌّ يُضْرَبُ (6) لَهُ فِيهِ الْأَمْثَالُ ، كَلَّ دُونَ صِفَاتِهِ تَحْبِيرُ اللُّغَاتِ » فَنَفى عليه‌السلام أَقَاوِيلَ الْمُشَبِّهَةِ حِينَ شَبَّهُوهُ بِالسَّبِيكَةِ وَالْبِلَّوْرَةِ ، وَغَيْرَ ذلِكَ مِنْ أَقَاوِيلِهِمْ مِنَ الطُّولِ وَالِاسْتِوَاءِ ، وَقَوْلَهُمْ : « مَتى مَا لَمْ تَعْقِدِ (7) الْقُلُوبُ مِنْهُ عَلى كَيْفِيَّةٍ ، وَلَمْ تَرْجِعْ إِلى إِثْبَاتِ هَيْئَةٍ (Cool ، لَمْ تَعْقِلْ شَيْئاً ، فَلَمْ (9) تُثْبِتْ صَانِعاً » فَفَسَّرَ (10) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَنَّهُ وَاحِدٌ بِلَا كَيْفِيَّةٍ ، وَأَنَّ (11) الْقُلُوبَ تَعْرِفُهُ بِلَا تَصْوِيرٍ وَلَا إِحَاطَةٍ.
    ثُمَّ قَوْلِهِ عليه‌السلام : « الَّذِي لَايَبْلُغُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ ، وَلَا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ ، وَتَعَالَى الَّذِي لَيْسَ لَهُ وَقْتٌ مَعْدُودٌ ، وَلَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ ، وَلَا نَعْتٌ مَحْدُودٌ ».
    ثُمَّ قَوْلِهِ عليه‌السلام : « لَمْ يَحْلُلْ فِي الْأَشْيَاءِ ؛ فَيُقَالَ : هُوَ فِيهَا كَائِنٌ ، وَلَمْ يَنْأَ عَنْهَا ؛ فَيُقَالَ : هُوَ مِنْهَا بَائِنٌ » فَنَفى عليه‌السلام (12) بِهَاتَيْنِ الْكَلِمَتَيْنِ صِفَةَ الْأَعْرَاضِ وَالْأَجْسَامِ ؛ لِأَنَّ مِنْ صِفَةِ الْأَجْسَامِ التَّبَاعُدَ وَالْمُبَايَنَةَ ، وَمِنْ صِفَةِ الْأَعْرَاضِ الْكَوْنَ فِي الْأَجْسَامِ بِالْحُلُولِ عَلى غَيْرِ مُمَاسَّةٍ‌
    __________________
    (1) في « بر » وشرح صدر المتألّهين : « كان ».
    (2) في « ف ، بر » وشرح صدر المتألّهين : « يوجب ».
    (3) في « ض ، بس » وشرح المازندراني : « تدبيراً ».
    (4) في « بر » : « إلاّ بالاحتذاء بمثاله ».
    (5) « قوله » بالجرّ ـ وكذا ما يأتي ـ عطفاً على كلمة « قوله » في قوله : « ألا ترون إلى قوله ». انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 202 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 91.
    (6) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « تضرب ».
    (7) في « بح » : « لم يعقد ».
    (Cool في حاشية « بح » : « ماهيّة ».
    (9) في شرح صدر المتألّهين : « ولم ».
    (10) في « بح » وشرح المازندراني : « فعبّر » واستظهر ما في المتن.
    (11) في « ض » : « فإنّ ».
    (12) في « بس » وحاشية « ض ، بر » وشرح المازندراني : + « عنه ».


    وَمُبَايَنَةِ (1) الْأَجْسَامِ عَلى تَرَاخِي الْمَسَافَةِ.
    ثُمَّ قَالَ عليه‌السلام : « لكِنْ أَحَاطَ بِهَا عِلْمُهُ ، وَأَتْقَنَهَا صُنْعُهُ » أَيْ هُوَ فِي (2) الْأَشْيَاءِ بِالْإِحَاطَةِ وَالتَّدْبِيرِ ، وَ (3) عَلى غَيْرِ مُلَامَسَةٍ (4).
    351 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي حَمَّادٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ تَبَارَكَ اسْمُهُ (5) ، وَتَعَالى ذِكْرُهُ ، وَجَلَّ ثَنَاؤُهُ سُبْحَانَهُ (6) وَتَقَدَّسَ وَتَفَرَّدَ وَتَوَحَّدَ ، وَلَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ ، وَ ( هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْباطِنُ ) (7) ، فَلَا أَوَّلَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ، رَفِيعاً (Cool فِي أَعْلى عُلُوِّهِ ، شَامِخُ (9) الْأَرْكَانِ ، رَفِيعُ الْبُنْيَانِ ، عَظِيمُ السُّلْطَانِ ، مُنِيفُ (10) الْآ لَاءِ ، سَنِيُّ الْعَلْيَاءِ (11) ، الَّذِي يَعْجِزُ (12) الْوَاصِفُونَ عَنْ كُنْهِ‌
    __________________
    (1) « مباينة » مجرورة عطفاً على « مماسّة ». واحتمل المجلسي عطفه على « الكون » أيضاً ، أو كونه مبتدأ خبره « على تراخي المسافة » ؛ ليكون مؤيّداً للجملة السابقة. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 205 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 91.
    (2) في حاشية « بر » : « من ».
    (3) في « ب » وشرح المازندراني : ـ « و ».
    (4) في « ف » : « مماسّة ».
    (5) الجملة الفعليّة مرفوع المحلّ خبر « إنّ ».
    (6) في « ف » : « وسبحانه ». وفي شرح المازندراني : « سبحانه ، جملة اعتراضيّة ؛ لكونه مصدراً لفعل محذوف ».
    (7) الحديد (57) : 3.
    (Cool « رفيعاً » إمّا حال ، أو مفعول لفعل محذوف مثل كان ونحوه ، أو منصوب على المدح. وجملة « في أعلى علوّه » أيضاً حال عمّا ذكر ، أو عن فاعل رفيعاً. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 345 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 208 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 92.
    (9) « الشامخ » : العالي والمرتفع. يقال : شَمَخَ الجبلُ يَشْمَخ شُموخاً ، أي علا وارتفع. انظر : لسان العرب ، ج 3 ، ص 30 ( شمخ ).
    (10) « المنيف » : من النيف بمعنى الزيادة. و « الإنافة » : الزيادة والإشراف على الشي‌ء. وقال ابن الأثير : « أصله من‌الواو ، يقال : ناف الشي‌ء ينوف ، إذا طال وارتفع ». وانظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1436 ؛ النهاية ، ج 5 ، ص 141 ( نيف ).
    (11) « العَلياء » : السماء ، ورأس الجبل ، والمكان العالي ، وكلّ ما علا من شي‌ء ، والفَعْلَة العالية. قال المجلسي في مرآة العقول : « لعلّ المراد هنا كلّ مرتفع يليق بأن ينسب إليه ». وانظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1722 ( علو ).
    (12) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:38

    صِفَتِهِ ، وَلَا يُطِيقُونَ حَمْلَ مَعْرِفَةِ إِلهِيَّتِهِ ، وَلَا يَحُدُّونَ حُدُودَهُ ؛ لِأَنَّهُ بِالْكَيْفِيَّةِ لَايُتَنَاهى إِلَيْهِ » (1).
    352 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُخْتَارِ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ ، قَالَ :
    ضَمَّنِي وَأَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام الطَّرِيقُ فِي مُنْصَرَفِي مِنْ مَكَّةَ إِلى خُرَاسَانَ ، وَهُوَ سَائِرٌ إِلَى الْعِرَاقِ ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَنِ اتَّقَى اللهَ يُتَّقى ؛ وَمَنْ أَطَاعَ اللهَ ، يُطَاعُ » فَتَلَطَّفْتُ (2) فِي الْوُصُولِ إِلَيْهِ ، فَوَصَلْتُ ، فَسَلَّمْتُ (3) عَلَيْهِ (4) ، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ ، ثُمَّ قَالَ :
    « يَا فَتْحُ ، مَنْ أَرْضَى الْخَالِقَ ، لَمْ يُبَالِ بِسَخَطِ الْمَخْلُوقِ ؛ وَمَنْ أَسْخَطَ الْخَالِقَ ، فَقَمَنٌ (5) أَنْ يُسَلِّطَ اللهُ عَلَيْهِ سَخَطَ الْمَخْلُوقِ ، وَإِنَّ الْخَالِقَ لَايُوصَفُ إِلاَّ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ ، وَأَنّى يُوصَفُ الَّذِي تَعْجِزُ (6) الْحَوَاسُّ أَنْ تُدْرِكَهُ ، وَالْأَوْهَامُ أَنْ تَنَالَهُ ، وَالْخَطَرَاتُ أَنْ تَحُدَّهُ ، وَالْأَبْصَارُ عَنِ الْإِحَاطَةِ بِهِ؟ جَلَّ عَمَّا وَصَفَهُ الْوَاصِفُونَ ، وَتَعَالى عَمَّا يَنْعَتُهُ النَّاعِتُونَ ، نَأى (7) ‌
    __________________
    وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : « عجز ».
    (1) الوافي ، ج 1 ، ص 432 ، ح 354.
    (2) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي ومرآة العقول : « فلطفت ». و « التلطّف » : الترفّق ، والمعنى : وصلت إليه بلطف ورفق. قال الفيض في الوافي : « ذهبت إليه بحيث لم يشعر به أحد. يقال : لطف فلان في مذهبه ، أي لم يدر أحد مذهبه لغموضه ». وانظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1427 ( لطف ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 92.
    (3) في « بح » وشرح صدر المتألّهين : « وسلّمت ».
    (4) في شرح صدر المتألّهين والتوحيد : ـ « عليه ».
    (5) في الوافي : « فقمين ». وقال ابن الأثير : « يقال : قَمنٌ وقَمِنٌ وقمين ، أي خليق وجدير. فمن فتح الميم لم يثنّ‌ولم يجمع ولم يؤنّث ؛ لأنّه مصدر ، ومن كسر ثنّى وجمع وأنّث ؛ لأنّه وصف. وكذلك القمين » النهاية ، ج 4 ، ص 11 ( قمن ).
    (6) في شرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا : « يعجز ».
    (7) « نأى » أي بَعُدَ. الصحاح ، ج 6 ، ص 2499 ( نأى ).

    فِي قُرْبِهِ ، وَقَرُبَ فِي نَأْيِهِ (1) ، فَهُوَ فِي نَأْيِهِ (2) قَرِيبٌ ، وَفِي قُرْبِهِ بَعِيدٌ ، كَيَّفَ الْكَيْفَ ، فَلَا يُقَالُ (3) : كَيْفَ؟ وَأَيَّنَ الْأَيْنَ ، فَلَا يُقَالُ (4) : أَيْنَ؟ إِذْ هُوَ مُنْقَطِعُ (5) الْكَيْفُوفِيَّةِ وَالْأَيْنُونِيَّةِ (6) ». (7) ‌
    353 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ رَفَعَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « بَيْنَا (Cool أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَخْطُبُ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ـ يُقَالُ لَهُ : ذِعْلِبٌ ـ ذُو لِسَانٍ (9) بَلِيغٍ فِي الْخُطَبِ ، شُجَاعُ الْقَلْبِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ (10) : وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ ، مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبّاً لَمْ أَرَهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ : وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ ، لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ (11) ، وَلكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْإِيمَانِ ، وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ ، إِنَّ رَبِّي لَطِيفُ اللَّطَافَةِ لَايُوصَفُ بِاللُّطْفِ ، عَظِيمُ الْعَظَمَةِ لَايُوصَفُ بِالْعِظَمِ (12) ، كَبِيرُ الْكِبْرِيَاءِ لَايُوصَفُ بِالْكِبَرِ ، جَلِيلُ الْجَلَالَةِ لَايُوصَفُ بِالْغِلَظِ ، قَبْلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ، لَايُقَالُ (13) : شَيْ‌ءٌ قَبْلَهُ ، وَبَعْدَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ،
    __________________
    (1) في شرح صدر المتألّهين : « بُعده ».
    (2) في التوحيد : « بُعده ».
    (3) في التوحيد : + « له ».
    (4) في التوحيد : + « له ».
    (5) في التوحيد : « مبدع ». و « منقطع » إمّا اسم فاعل ، أي الكيفوفيّة والأينونيّة منقطعة عنه. أو اسم مفعول ، أي هو منقطع فيه وعنده الكيفوفيّة والأينونيّة. أو اسم مكان ، أي مرتبته مرتبة انقطع فيها الكيفوفيّة والأينونيّة. انظر : مرآة العقول ، ج 2 ، ص 93.
    (6) في شرح صدر المتألّهين : « الكيفوفة والأينونة ». وفيه : « مصدران على صيغة الفعلولة ».
    (7) التوحيد ، ص 60 ، صدر الحديث الطويل 18 ، بسنده عن الفتح بن يزيد الجرجاني ؛ كفاية الأثر ، ص 11 ، بسند آخر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قوله : « إنّ الخالق لايوصف إلاّبما وصف به » ، مع اختلاف يسير. تحف العقول ، ص 482 ، عن الهادي عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 432 ، ح 355 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 155 ، ذيل ح 21230.
    (Cool في « ب ، بر » وحاشية « بف » : « بينما ». و « بينا » ظرف زمان أصله « بين » بمعنى الوسط ، اشبعت الفتحة فصارت‌ألفاً ، وربّما زيدت عليه ما ، والمعنى واحد ، تقول : بينا نحن نرقبه أتانا ، أي أتانا بين أوقات رِقبَتِنا إيّاه. وما بعده مرفوع على الابتداء والخبر ، وعند الأصمعي مجرور. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 2084 ( بين ).
    (9) في التوحيد : « ذرب اللسان ».
    (10) في « ب ، ج ، بف » والوافي والتوحيد : « فقال ».
    (11) في شرح المازندراني : « الإبصار » بكسر الهمزة أو فتحها. والإضافة على الأوّل بيانيّة ، وعلى الثاني لاميّة.
    (12) في شرح صدر المتألّهين : « بالعظمة ».
    (13) في التوحيد : « فلايقال ».

    لَا يُقَالُ (1) : لَهُ بَعْدٌ ، شَاءَ (2) الْأَشْيَاءَ لَابِهِمَّةٍ (3) ، دَرَّاكٌ لَابِخَدِيعَةٍ (4) ، فِي الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا ، غَيْرُ مُتَمَازِجٍ بِهَا ، وَلَا بَائِنٍ (5) مِنْهَا ، ظَاهِرٌ لَابِتَأْوِيلِ الْمُبَاشَرَةِ ، مُتَجَلٍّ لَابِاسْتِهْلَالِ (6) رُؤْيَةٍ ، نَاءٍ (7) لَابِمَسَافَةٍ ، قَرِيبٌ لَابِمُدَانَاةٍ ، لَطِيفٌ لَابِتَجَسُّمٍ ، مَوْجُودٌ لَابَعْدَ عَدَمٍ ، فَاعِلٌ لَابِاضْطِرَارٍ ، مُقَدِّرٌ لَابِحَرَكَةٍ ، مُرِيدٌ لَابِهَمَامَةٍ (Cool ، سَمِيعٌ لَابِآلَةٍ ، بَصِيرٌ لَابِأَدَاةٍ ، لَاتَحْوِيهِ الْأَمَاكِنُ ، وَلَا تَضَمَّنُهُ (9) الْأَوْقَاتُ ، وَلَا تَحُدُّهُ الصِّفَاتُ ، وَلَا تَأْخُذُهُ السِّنَاتُ ، سَبَقَ الْأَوْقَاتَ كَوْنُهُ ، وَالْعَدَمَ وُجُودُهُ ، وَالِابْتِدَاءَ أَزَلُهُ ، بِتَشْعِيرِهِ الْمَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لَامَشْعَرَ لَهُ ، وَبِتَجْهِيرِهِ (10) الْجَوَاهِرَ عُرِفَ أَنْ لَاجَوْهَرَ لَهُ ، وَبِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لَاضِدَّ لَهُ ، وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ عُرِفَ‌
    __________________
    (1) في التوحيد : « فلايقال ».
    (2) في التوحيد : « شي‌ء بعد شائي » بدل « له بعد ، شاء ». و « شاء » إمّا فعل ماض ، أو اسم فاعل مع التنوين ، والأشياء منصوب على المفعوليّة. الثاني هو مختار الداماد ، والمرجّح عند الفيض ، والمحتمل عند غيرهما. انظر : التعليقة للداماد ، ص 335 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 435 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 217 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 94.
    (3) « الهمّة » : أوّل العزم ، وقد تطلق على العزم القويّ فيقال : له همّة عالية. والمراد بها هاهنا : الهمّة الفكريّة البشريّة ، وهي الزائدة على الذات. انظر : المصباح المنير ، ص 941 ( همم ) ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 217 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 435.
    (4) « الخديعة » : الحيلة والمكر والختل. اسم من خدعه ، أي ختله. وأراد به المكروه من حيث لايعلم. واحتمل المازندراني كونها أيضاً اسماً من خدع الضبّ في جحره ، أي دخل. والمعنى : يدرك الأشياء لا بصور داخلة فيه ، أو من غير استعمال الحيلة وإجالة الرأي ؛ لأنّ ذلك من خواصّ خلقه. انظر شروح الكافي والصحاح ، ج 3 ، ص 1201 ( خدع ).
    (5) يجوز فيه الرفع والجرّ.
    (6) « الاستهلال » : مصدر اهِلّ الهلال واستُهِلّ : إذا ابْصِر ؛ يعني : أنّه تعالى متبيّن منكشف لخلقه لا بالتبيّن والانكشاف الحاصلين من جهة رؤيته. انظر : المغرب ، ص 505 ( هلل ).
    (7) في التوحيد : « بائن ».
    (Cool أي مريد للأشياء لا بهمامة النفس. وهَمَامَة النفس هي الشوق والقصد الزائد ، أو هي اهتمامها بالامور وترديدعزمها عليها مع الهمّ والغمّ بسبب فوتها ؛ مأخوذة من الهمهمة ، وهي ترديد الصوت الخفيّ. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 347 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 220.
    (9) في « ض ، ف ، بس ، بف » وحاشية « ج ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا : « لاتضمّه ». والظاهر كونه من التفعّل بحذف‌إحدى التاءين. وفي التوحيد : « لاتصحبه ».
    (10) في « ج » والتعليقة للداماد : « بتجهيزه ».

    أَنْ لَاقَرِينَ لَهُ ، ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ ، وَالْيُبْسَ (1) بِالْبَلَلِ ، وَالْخَشِنَ بِاللَّيِّنِ ، وَالصَّرْدَ (2) بِالْحَرُورِ ، مُؤَلِّفٌ (3) بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا ، وَمُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا ، دَالَّةً (4) بِتَفْرِيقِهَا (5) عَلى مُفَرِّقِهَا ، وَبِتَأْلِيفِهَا (6) عَلى مُؤلِّفِهَا ، وَذلِكَ قَوْلُهُ (7) تَعَالى : ( وَمِنْ كُلِّ شَيْ‌ءٍ خَلَقْنا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (Cool فَفَرَّقَ (9) بَيْنَ قَبْلٍ وَبَعْدٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لَاقَبْلَ لَهُ وَلَا بَعْدَ لَهُ (10) ، شَاهِدَةً (11) بِغَرَائِزِهَا (12) أَنْ لَاغَرِيزَةَ لِمُغْرِزِهَا (13) ، مُخْبِرَةً بِتَوْقِيتِهَا أَنْ لَاوَقْتَ لِمُوَقِّتِهَا ، حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لَاحِجَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ (14) ، كَانَ رَبّاً إِذْ لَامَرْبُوبَ ، وَإِلهاً إِذْ لَامَأْلُوهَ ، وَعَالِماً إِذْ لَامَعْلُومَ ، وَسَمِيعاً إِذْ لَا مَسْمُوعَ ». (15) ‌
    354 / 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ـ وَاسْمُهُ مُحَمَّدُ بْنُ‌
    __________________
    (1) في التوحيد : « الجَسْو » بمعنى اليابس. وفي شرح المازندراني : « اليُبس ـ بالضمّ وبالفتح ـ : اليابس ، والثاني هنا أنسب ؛ بقرينة مقابلته مع البلل ».
    (2) « الصرد » : البرد. فارسي معرّب ، أي معرّب « سرد ». انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 496 ( صرد ).
    (3) في « ض ، ف ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « مؤلّفاً » و « مفرّقاً ». وفي التعليقة للداماد ، ص 336 : « مفرّقاً ومؤلّفاً على صيغة المفعول ، وبالنصب على الحاليّة عن الأشياء ، كما كذلك : دالّة وشاهدة ومخبرة ».
    (4) في شرح المازندراني : « دالّةً ، حال من المتدانيات المتفرّقة والمتعاديات المتألّفة ».
    (5) كذا في النسخ. والأنسب : « بتفرّقها ».
    (6) كذا في النسخ. والأنسب : « بتألّفها ».
    (7) في « ف ، بر ، بف » : « قول الله ».
    (Cool الذاريات (51) : 49.
    (9) في التوحيد : + « بها ».
    (10) في « ج ، ض ، بس ، بف » والتوحيد والوافي : ـ « له ».
    (11) في « ض » : « وشاهدة ». وفي شرح المازندراني : « شاهدة ، عطف على « دالّة » بحذف العاطف ، فهي أيضاً حال عمّا ذكر ».
    (12) في التوحيد : + « على ».
    (13) هكذا في « ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، بر ، بف ». وفي « ب » والمطبوع وشرح المازندراني : « لمغرّزها ».
    (14) في التوحيد : + « غير خلقه ».
    (15) التوحيد ، ص 308 ، ح 2 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي ، عن الحسين بن الحسن ، عن عبدالله بن داهر ، عن الحسين بن يحيى الكوفي ، عن قثم بن قتادة ، عن عبدالله بن يونس ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وراجع : الكافي ، كتاب التوحيد ، باب في إبطال الرؤية ، ح 266 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 341 ، المجلس 55 ، ح 1 ؛ والتوحيد ، ص 304 ، ح 1 ؛ والاختصاص ، ص 235 الوافي ، ج 1 ، ص 433 ، ح 356.

    الْوَلِيدِ ـ عَنْ عَلِيِّ بْنِ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، قَالَ :
    دَخَلْتُ أَنَا وَعِيسى شَلَقَانُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فَابْتَدَأَنَا ، فَقَالَ : « عَجَباً لِأَقْوَامٍ (1) يَدَّعُونَ عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ قَطُّ ، خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام النَّاسَ بِالْكُوفَةِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلّهِ الْمُلْهِمِ عِبَادَهُ حَمْدَهُ ، وَفَاطِرِهِمْ عَلى مَعْرِفَةِ رُبُوبِيَّتِهِ ، الدَّالِّ عَلى وُجُودِهِ بِخَلْقِهِ ، وَبِحُدُوثِ خَلْقِهِ عَلى أَزَلِهِ ، وَبِاشْتِبَاهِهِمْ (2) عَلى أَنْ لَاشِبْهَ لَهُ ، الْمُسْتَشْهِدِ بِآيَاتِهِ عَلى قُدْرَتِهِ ، الْمُمْتَنِعَةِ مِنَ الصِّفَاتِ ذَاتُهُ ، وَمِنَ الْأَبْصَارِ (3) رُؤْيَتُهُ ، وَمِنَ الْأَوْهَامِ الْإِحَاطَةُ بِهِ ، لَا أَمَدَ لِكَوْنِهِ ، وَلَا غَايَةَ لِبَقَائِهِ ، لَاتَشْمُلُهُ (4) الْمَشَاعِرُ ، وَلَا تَحْجُبُهُ (5) الْحُجُبُ ، وَالْحِجَابُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ خَلْقُهُ إِيَّاهُمْ ؛ لِامْتِنَاعِهِ مِمَّا يُمْكِنُ فِي ذَوَاتِهِمْ ، وَلِإِمْكَانٍ مِمَّا يَمْتَنِعُ مِنْهُ (6) ، وَلِافْتِرَاقِ الصَّانِعِ مِنَ (7) الْمَصْنُوعِ ، وَالْحَادِّ مِنَ (Cool الْمَحْدُودِ ، وَالرَّبِّ مِنَ (9) الْمَرْبُوبِ ، الْوَاحِدُ بِلَا تَأْوِيلِ عَدَدٍ ، وَالْخَالِقُ لَابِمَعْنى (10) حَرَكَةٍ ، وَالْبَصِيرُ لَا بِأَدَاةٍ ، وَالسَّمِيعُ لَابِتَفْرِيقِ آلَةٍ ، وَالشَّاهِدُ لَابِمُمَاسَّةٍ ، وَالْبَاطِنُ لَابِاجْتِنَانٍ (11) ، وَالظَّاهِرُ الْبَائِنُ لَابِتَرَاخِي مَسَافَةٍ ، أَزَلُهُ نُهْيَةٌ (12) لِمَجَاوِلِ (13) الْأَفْكَارِ ، وَدَوَامُهُ رَدْعٌ‌
    __________________
    (1) في « بر » : « للقوم ».
    (2) في التوحيد : « بأشباههم ».
    (3) احتمل الداماد كونه على صيغة المصدر ، أي الإبصار. انظر : التعليقة للداماد ، ص 339.
    (4) في « ض ، بف » : « لاتشتمله ».
    (5) في « ج » : « لايحجبه ».
    (6) في التوحيد : « ولإمكان ذواتهم ممّا يمتنع منه ذاته ». واستصوبه العلاّمة الفيض في الوافي وقال : « وكأنّ‌اللفظتين سقطتا من قلم النُسّاخ ».
    (7) في التوحيد : « و » بدل « من ».
    (Cool في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وحاشية « بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد : « و » بدل « من ».
    (9) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض ، بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد : « و » بدل « من ».
    (10) في حاشية « ض » : « بلا معنى ».
    (11) الاجتنان : الاستتار. الصحاح ، ج 5 ، ص 2095 ( جنن ).
    (12) في « بح » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بف » : « نهي ». و « النُهية » : اسم من نهاه ، ضدّ أمره. القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1756 ( نهى ).
    (13) في « ب ، بح ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « لمحاول » ، أي لتحوّلات الأفكار. و « المجاول » : جمع مَجْوَل ،

    لِطَامِحَاتِ (1) الْعُقُولِ ، قَدْ حَسَرَ (2) كُنْهُهُ نَوَافِذَ الْأَبْصَارِ ، وَقَمَعَ (3) وُجُودُهُ جَوَائِلَ الْأَوْهَامِ ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ ، فَقَدْ حَدَّهُ ؛ وَمَنْ حَدَّهُ ، فَقَدْ عَدَّهُ ؛ وَمَنْ عَدَّهُ ، فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : أَيْنَ؟ فَقَدْ غَيَّاهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : عَلى مَ (4)؟ فَقَدْ أَخْلى مِنْهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : فِيمَ؟ فَقَدْ ضَمَّنَهُ ». (5) ‌
    355 / 6. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ (6) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَةَ ، عَنْ فَتْحِ بْنِ عَبْدِ اللهِ مَوْلى بَنِي هَاشِمٍ ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلى أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْ‌ءٍ مِنَ التَّوْحِيدِ ، فَكَتَبَ إِلَيَّ بِخَطِّهِ : « الْحَمْدُ لِلّهِ الْمُلْهِمِ عِبَادَهُ (7) حَمْدَهُ ». وَذَكَرَ مِثْلَ مَا رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ زِيَادٍ إِلى قَوْلِهِ : « وَقَمَعَ وُجُودُهُ جَوَائِلَ الْأَوْهَامِ ». ثُمَّ زَادَ فِيهِ :
    « أَوَّلُ الدِّيَانَةِ (Cool بِهِ (9) مَعْرِفَتُهُ ، وَكَمَالُ مَعْرِفَتِهِ تَوْحِيدُهُ ، وَكَمَالُ تَوْحِيدِهِ نَفْيُ الصِّفَاتِ‌
    __________________
    وهو مكان الجولان وزمانه.
    (1) « الطامحات » : جمع الطامح ، وهو كلّ مرتفع. الصحاح ، ج 1 ، ص 388 ( طمح ).
    (2) « حسر » : أعيا وكَلَّ وأعجز. يتعدّى ولا يتعدّى. يقال : حسر البعيرُ وحسرتُه أنا. والمراد هاهنا الثاني. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 629 ( حسر ).
    (3) في التوحيد : « وامتنع ». و « قمعه » : قلعه ، قهره ، ذلّله ، دفعه ، كسره. انظر : لسان العرب ، ج 8 ، ص 294 ( قمع ).
    (4) في الوافي : « على ما ».
    (5) التوحيد ، ص 56 ، ح 14 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام ، إلى قوله : « جوائل الأوهام ». مع اختلاف يسير. نهج البلاغة ، ص 211 ، الخطبة 152 ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 436 ، ح 357 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 166 ، ح 105 ، وص 287 ، وفيهما قطعة منه.
    (6) الظاهر أنّ محمّد بن الحسين ، هو محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، يروي عنه الكليني بواسطة ، والواسطة في الأغلب هو محمّد بن يحيى. لكن لا يوجد في الباب ما يبرِّر وقوع التعليق في السند ، فعليه يكون الخبر مرسلاً. فتأمّل. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 15 ، ص 398 ـ 436.
    (7) في « بس » : « عبده ».
    (Cool « الدِيانة » : الإطاعة والانقياد. يقال : دان بكذا ديانة ، وتديّن به ، أي أطاعه وانقاد له. والمعنى : أوّل التديّن بدين‌الله معرفته. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 2118 ( دين ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 102. وقال ميرزا رفيعا في حاشيته ، ص 458 : « في بعض النسخ : الدياثة ، بدل : الديانة ، أي المذلّة والعبوديّة ، يقال : ديّثه ، أي ذلّله ».
    (9) في شرح صدر المتألّهين والتوحيد : ـ « به ».

    عَنْهُ ؛ بِشَهَادَةِ (1) كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ ، وَشَهَادَةِ الْمَوْصُوفِ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ ، وَشَهَادَتِهِمَا جَمِيعاً بِالتَّثْنِيَةِ (2) الْمُمْتَنِعِ مِنْهُ (3) الْأَزَلُ ، فَمَنْ وَصَفَ اللهَ ، فَقَدْ حَدَّهُ ؛ وَمَنْ حَدَّهُ ، فَقَدْ عَدَّهُ ؛ وَمَنْ عَدَّهُ ، فَقَدْ أَبْطَلَ أَزَلَهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : كَيْفَ؟ فَقَدِ اسْتَوْصَفَهُ ؛ (4) وَمَنْ قَالَ : فِيمَ؟ فَقَدْ ضَمَّنَهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : عَلى مَ (5)؟ فَقَدْ جَهِلَهُ (6) ؛ وَمَنْ قَالَ : أَيْنَ؟ فَقَدْ أَخْلى مِنْهُ ؛ وَمَنْ قَالَ : مَا هُوَ؟ فَقَدْ نَعَتَهُ ؛ وَمَنْ قَالَ إِلى مَ (7)؟ فَقَدْ غَايَاهُ (Cool ، عَالِمٌ إِذْ لَامَعْلُومَ ، وَخَالِقٌ إِذْ لَا مَخْلُوقَ ، وَرَبٌّ إِذْ لَامَرْبُوبَ (9) ، وَكَذلِكَ يُوصَفُ رَبُّنَا ، وَ (10) فَوْقَ (11) مَا يَصِفُهُ الْوَاصِفُونَ » (12).
    356 / 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ وَغَيْرِهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ رَجُلٍ سَمَّاهُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ الْأَعْوَرِ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « ب ، بس ، بف » والوافي والتوحيد : « لشهادة ».
    (2) في التوحيد : « على أنفسهما بالبَيْنة » بدل « بالتثنية ». والبَيْنة مصدرٌ بمعنى البينونة.
    (3) في حاشية « بح ، بج » والتوحيد : « منها ». وهو الأنسب.
    (4) « استوصفه » : طلب وصفه. يقال : استوصفه الشي‌ءَ : سأله أن يصفه له. والمراد : جعل له وصفاً زائداً على ذاته. انظر : لسان العرب ، ج 9 ، ص 356 ( وصف ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 358.
    (5) في الوافي وحاشية ميرزا رفيعا : « على ما ».
    (6) في حاشية « ج ، ض ، ف » : « حمّله ». وفي حاشية « بح » ومرآة العقول وحاشية ميرزا رفيعا والتوحيد : « حمله » ، أي جعله محمولاً ينتهي إلى ما يحمله.
    (7) في الوافي وحاشية ميرزا رفيعا : « إلى ما ».
    (Cool في « بر » وشرح صدر المتألّهين : « فقد غيّاه ». وفي التوحيد : « فقد وقّته ».
    (9) في التوحيد : + « وإله إذ لا مألوه ».
    (10) في حاشية « ف » : « وهو ».
    (11) في شرح المازندراني : « فوق ، إمّا عطف على « يوصف » بتقدير « يوصف » ، أو حال عن « ربّنا ». وفيه إيماء إلى أنّ ما وصفه الواصفون ليس ربّاً والربّ فوقه ».
    (12) التوحيد ، ص 56 ، ح 14 ، بسند آخر ، عن الرضا عليه‌السلام. وراجع : عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 149 ، ح 51 الوافي ؛ ج 1 ، ص 438 ، ح 358.

    خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَوْماً (1) خُطْبَةً بَعْدَ الْعَصْرِ ، فَعَجِبَ النَّاسُ مِنْ حُسْنِ صِفَتِهِ وَمَا ذَكَرَهُ (2) مِنْ تَعْظِيمِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ ؛ قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ : فَقُلْتُ لِلْحَارِثِ : أَوَمَا حَفِظْتَهَا؟ قَالَ : قَدْ كَتَبْتُهَا ، فَأَمْلَاهَا عَلَيْنَا مِنْ كِتَابِهِ :
    « الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَايَمُوتُ ، وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ ؛ لِأَنَّهُ (3) كُلَّ يَوْمٍ (4) فِي شَأْنٍ مِنْ إِحْدَاثِ بَدِيعٍ (5) لَمْ يَكُنِ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ (6) ؛ فَيَكُونَ فِي الْعِزِّ مُشَارَكاً ، وَلَمْ يُولَدْ (7) ؛ فَيَكُونَ مَوْرُوثاً هَالِكاً ، وَلَمْ تَقَعْ (Cool عَلَيْهِ الْأَوْهَامُ ؛ فَتُقَدِّرَهُ شَبَحاً مَاثِلاً (9) ، وَلَمْ تُدْرِكْهُ (10) الْأَبْصَارُ ؛ فَيَكُونَ بَعْدَ انْتِقَالِهَا (11) حَائِلاً (12) ، الَّذِي لَيْسَتْ (13) فِي أَوَّلِيَّتِهِ نِهَايَةٌ ، وَلَا لِآخِرِيَّتِهِ (14) حَدٌّ وَلَا غَايَةٌ (15) ، الَّذِي لَمْ يَسْبِقْهُ وَقْتٌ ، وَلَمْ يَتَقَدَّمْهُ (16) زَمَانٌ ، وَلَا يَتَعَاوَرُهُ (17) زِيَادَةٌ وَلَا نُقْصَانٌ ،
    __________________
    (1) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني. وفي المطبوع : ـ « يوماً ».
    (2) في « بس ، بف » والتوحيد : « ما ذكر ».
    (3) في الوافي : « لأنّ ».
    (4) في البحار : + « هو ».
    (5) « البديع » : فعيل بمعنى المفعول ، أي المبتدَع والمخترَع ، وهو ما يُحدث على غير مثال سبق. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1182 ( بدع ).
    (6) في التوحيد ونهج البلاغة : « لم يولد ».
    (7) في التوحيد ونهج البلاغه : « ولم يلد ».
    (Cool في شرح صدر المتألّهين وحاشية ميرزا رفيعا والتوحيد : « ولم يقع ».
    (9) « الماثل » : القائم ، أو المماثل والمشابه. يقال : مَثَل ، أي قام منتصباً ، ومَثَل فلانٌ فلاناً ، أي صار مثله. انظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1394 ( مثل ).
    (10) في « بر » : « لم يدركْه ».
    (11) في شرح صدر المتألّهين : « وفي نسخة : بعد انتفائها ».
    (12) في حاشية ميرزا رفيعا : « خائلاً » أي ذا خيال وصورة متمثّلة في المدرك. و « الحائل » : المتغيّر. يقال : حال الشي‌ء ، إذا تغيّر وانقلب حاله ، أي لا تدركه الأبصار وإلاّ لكان بعد انتقالها عنه متغيّراً. قال الداماد في التعليقة ، ص 348 : « هذا إذا كان « بعد » بالنصب ظرفاً ، وأمّا إذا كان بالضمّ ، فالحائل بمعنى الحاجز ». وهو ـ أي الضمّ ـ محتمل عند المازندراني. وانظر : النهاية ، ج 1 ، ص 463 ( حول ).
    (13) في حاشية « بح » : « ليس ». وفي التوحيد والبحار : + « له ».
    (14) في التوحيد : « ولا في آخريّته ».
    (15) في شرح صدر المتألّهين : « وغاية » بدل « ولا غاية ».
    (16) في « ج » : « ولايتقدّمه ».
    (17) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض » وشرح المازندراني والتوحيد : « ولم يتعاوره ». وقوله :

    وَلَا يُوصَفُ (1) بِأَيْنٍ (2) وَلَا بِمَ وَلَا مَكَانٍ (3) ، الَّذِي بَطَنَ مِنْ (4) خَفِيَّاتِ الْأُمُورِ (5) ، وَظَهَرَ (6) فِي الْعُقُولِ (7) بِمَا يُرى فِي خَلْقِهِ مِنْ عَلَامَاتِ التَّدْبِيرِ ، الَّذِي سُئِلَتِ الْأَنْبِيَاءُ عَنْهُ فَلَمْ تَصِفْهُ بِحَدٍّ وَلَا بِبَعْضٍ (Cool ، بَلْ وَصَفَتْهُ بِفِعَالِهِ (9) ، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ بِآيَاتِهِ ، لَاتَسْتَطِيعُ (10) عُقُولُ الْمُتَفَكِّرِينَ جَحْدَهُ ؛ لِأَنَّ مَنْ كَانَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ فِطْرَتَهُ (11) وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَهُوَ الصَّانِعُ لَهُنَّ ، فَلَا مَدْفَعَ لِقُدْرَتِهِ ، الَّذِي نَأى (12) مِنَ الْخَلْقِ (13) ، فَلَا شَيْ‌ءَ كَمِثْلِهِ ، الَّذِي خَلَقَ خَلْقَهُ (14) لِعِبَادَتِهِ ، وَأَقْدَرَهُمْ (15) عَلى طَاعَتِهِ بِمَا جَعَلَ فِيهِمْ ، وَقَطَعَ عُذْرَهُمْ بِالْحُجَجِ ، فَعَنْ بَيِّنَةٍ هَلَكَ مَنْ هَلَكَ ، وَبِمَنِّهِ (16) نَجَا مَنْ نَجَا ، وَلِلّهِ الْفَضْلُ مُبْدِئاً وَمُعِيداً.
    ثُمَّ إِنَّ اللهَ ـ وَلَهُ الْحَمْدُ ـ افْتَتَحَ الْحَمْدَ (17) لِنَفْسِهِ ، وَخَتَمَ أَمْرَ الدُّنْيَا‌
    __________________
    « لا يتعاوره » ، أي لايتناوبه ولا يتداوله. يقال : تعاور القومُ فلاناً ، إذا تعاونوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 330 ( عور ).
    (1) في « ج » وحاشية « ف ، بح » والوافي والتوحيد : « ولم يوصف ».
    (2) يجوز قراءة الكلمة بفتح النون أيضاً.
    (3) في التوحيد : « ولا بمكان » بدل « ولا بم ولا مكان ».
    (4) في حاشية « ف » : « في ».
    (5) « بطن من خفيّات الامور » أي أدرك الباطن منها ، أو المراد أنّه باطن خفيّ داخل في جملتها. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 266 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 106.
    (6) في « بف » والوافي : « فظهر ».
    (7) في « ج ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ض » والوافي : « المعقول ».
    (Cool في التوحيد : « ولا بنقص ».
    (9) في التوحيد : « بأفعاله ».
    (10) في « ف » : « لا يستطيع ». وفي التوحيد : « ولا تستطيع ». وفي شرح صدر المتألّهين : « الجملة في موضع الحال عن ضمير « عليه » ؛ لأنّه بمنزلة المفعول لـ « دلّت ». ويحتمل الاستيناف بأنّها قاعدة كلّيّة ».
    (11) « الفِطْرَة » : الخلقة. يقال : فطره يفطره فطراً ، أي خلقه. الصحاح ، ج 2 ، ص 781 : ( فطر ).
    (12) في « بر » والتوحيد : « بان ».
    (13) في « ب » : « الخلائق ».
    (14) في شرح صدر المتألّهين والتوحيد : « الخلق ».
    (15) في حاشية « ف » : « وقدرهم ».
    (16) في « ض » وحاشية شرح صدر المتألّهين : « وعنه ». وفي التوحيد : « وعن بيّنة » بدل « وبمنّه ».
    (17) في التوحيد : « افتتح الكتاب بالحمد ».

    وَمَحَلَّ (1) الْآخِرَةِ بِالْحَمْدِ لِنَفْسِهِ ، فَقَالَ : ( وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (2).
    الْحَمْدُ لِلّهِ اللاَّبِسِ الْكِبْرِيَاءِ بِلَا تَجْسِيدٍ (3) ، وَالْمُرْتَدِي (4) بِالْجَلالِ بِلَا تَمْثِيلٍ (5) ، وَالْمُسْتَوِي عَلَى الْعَرْشِ بِغَيْرِ زَوَالٍ (6) ، وَالْمُتَعَالِي (7) عَلَى (Cool الْخَلْقِ (9) بِلَا تَبَاعُدٍ مِنْهُمْ وَلَا مُلَامَسَةٍ (10) مِنْهُ لَهُمْ (11) ، لَيْسَ (12) لَهُ حَدٌّ يُنْتَهى إِلى حَدِّهِ ، وَلَالَهُ مِثْلٌ ؛ فَيُعْرَفَ بِمِثْلِهِ ، ذَلَّ مَنْ تَجَبَّرَ غَيْرَهُ ، وَصَغُرَ مَنْ تَكَبَّرَ دُونَهُ ، وَتَوَاضَعَتِ الْأَشْيَاءُ لِعَظَمَتِهِ ، وَانْقَادَتْ لِسُلْطَانِهِ وَعِزَّتِهِ ، وَكَلَّتْ عَنْ إِدْرَاكِهِ طُرُوفُ (13) الْعُيُونِ ، وَقَصُرَتْ دُونَ بُلُوغِ صِفَتِهِ أَوْهَامُ الْخَلَائِقِ ، الْأَوَّلِ قَبْلَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَلَا قَبْلَ لَهُ ، وَالْآخِرِ بَعْدَ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَلَا بَعْدَ لَهُ (14) ،
    __________________
    (1) في التوحيد : « ومجي‌ء ». وفي ضبط كلمة « محلّ » ثلاث وجوه اخر : « مَحْل » وهو المكر ، والكيد ، والغبار ، والشدّة ، والجدب ، وانقطاع المطر ، ويُبْس الأرض من الكلإ وغيره. و « مَجَل » و « مَجْل » وهو أن يجتمع بين الجلد واللحم ماء من كثرة العمل وشدّته. قال الداماد في التعليقة ، ص 349 : « وكأنّ الضبط بالجيم هو الأصحّ الأضبط ». وهو مختار المازندراني. وغير ما في المتن تكلّف وتعسّف وتصحيف عند الفيض في الوافي.
    (2) الزمر (39) : 75.
    (3) في « ض ، بر ، بس » وحاشية « ج ، ف ، بح » والتوحيد : « بلا تجسّد ».
    (4) « المرتدي » : هو الذي لبس الرداء. يقال : تردّى وارتدى ، أي لبس الرداءَ. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2355 ( ردى ).
    (5) في « بس » وحاشية « ف ، بح » والتوحيد : « بلا تمثّل ».
    (6) في الوافي ومرآة العقول والتوحيد : « بلا زوال ».
    (7) في « بر » : « والمتعال ».
    (Cool في حاشية « ف » ومرآة العقول والتوحيد : « عن ».
    (9) في « ب » : « الخلائق ».
    (10) في شرح صدر المتألّهين : + « بهم ».
    (11) في حاشية « ج » : « بهم ». وفي شرح صدر المتألّهين : ـ « لهم ». وفي التوحيد : « القريب منهم بلا ملامسة منه لهم » بدل « ولا ملامسة منه لهم ».
    (12) في « ب ، بر ، بف » : « فليس ».
    (13) في حاشية « ف » : « طروق ». وفي التعليقة للداماد ، ص 350 : « وفي بعض نسخ الكتاب : طروق العيون ، بالقاف‌بمعنى الطرق ، وهو دقّ الباب ». و « طروف » : إمّا جمع طَرْف ، بمعنى تحريك الجفن بالنظر ، أو بمعنى العين فجمعه لأمن الالتباس بالمصدر. وإمّا جمع طارف بمعنى طامح ، أي مرتفع. أو جمع طِرْف ، وهو الكريم من الخيل ، وهنا الكريم مطلقاً. أو هو مصدر بمعنى النظر. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 359 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 276 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 441 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 109 ؛ الصحاح ، ج 4 ، ص 1393 ( طرف ).
    (14) في التوحيد : « الأوّل قبل كلّ شي‌ء ، والآخر بعد كلّ شي‌ء ، ولا يعدله شي‌ء ».

    الظَّاهِرِ عَلى كُلِّ شَيْ‌ءٍ بِالْقَهْرِ لَهُ ، وَالْمُشَاهِدِ لِجَمِيعِ الْأَمَاكِنِ بِلَا انْتِقَالٍ إِلَيْهَا ، لَاتَلْمِسُهُ لَامِسَةٌ (1) ، وَلَا تَحُسُّهُ حَاسَّةٌ ( هُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ ) (2) أَتْقَنَ مَا أَرَادَ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ الْأَشْبَاحِ (3) كُلِّهَا ، لَابِمِثَالٍ (4) سَبَقَ (5) إِلَيْهِ ، وَلَا لُغُوبٍ (6) دَخَلَ عَلَيْهِ فِي خَلْقِ (7) مَا خَلَقَ لَدَيْهِ ، ابْتَدَأَ مَا أَرَادَ ابْتِدَاءَهُ ، وَأَنْشَأَ مَا أَرَادَ إِنْشَاءَهُ عَلى مَا أَرَادَ مِنَ الثَّقَلَيْنِ : الْجِنِّ وَالْإِنْسِ (Cool ؛ لِيَعْرِفُوا (9) بِذلِكَ رُبُوبِيَّتَهُ ، وَتَمَكَّنَ (10) فِيهِمْ طَاعَتُهُ (11) ، نَحْمَدُهُ بِجَمِيعِ مَحَامِدِهِ (12) كُلِّهَا عَلى جَمِيعِ نَعْمَائِهِ (13) كُلِّهَا (14) ، وَنَسْتَهْدِيهِ لِمَرَاشِدِ (15) أُمُورِنَا ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، وَنَسْتَغْفِرُهُ لِلذُّنُوبِ الَّتِي سَبَقَتْ (16) مِنَّا ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ،
    __________________
    (1) في « بس » : « ماسّة ». وفي التعليقة للداماد ، ص 350 : « وفي نسخة : لا تلمّه لامّة ، من اللِمّة ... والعين اللامّة التي‌تصيب بسوء ، أو من اللمم : الشي‌ء القليل الّذي يقرب من الإنسان ويعتريه ».
    (2) الزخرف (43) : 84.
    (3) في التوحيد : « أتقن ما أراد خلقه من الأشياء ».
    (4) في التوحيد : « بلا مثال ».
    (5) « سَبَق » معلوم ، وضمير الفاعل يرجع إلى الله سبحانه ، وضمير المجرور إلى المثال ، إن اريد بالمثال الصور العلميّة. أو مجهول والضميران بالعكس ، إن اريد بالمثال مثال الموجودات. أو معلوم والضميران بحالهما. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 277 ؛ مرآة العقول ج 2 ، ص 109.
    (6) في التعليقة للداماد ، ص 350 : « في نسخة : ولا بفوت. وبه يتعلّق لديه ، لا بما خلق ، أي ولايفوت شي‌ء لديه يكون قد فاته أوّلاً في ابتدائه خلق ما خلق ، ثمّ دخل عليه أخيراً ». و « اللغوب » : التعب والإعياء والعجز : انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 220 ( لغب ).
    (7) في « ب » : « خلقه ».
    (Cool في البحار : ـ « الجنّ والإنس ».
    (9) في « ف » : « لتعرفوا ». وفي التوحيد : « لتعرف ».
    (10) في المرآة : « يمكّن ». والفعل مضارع منصوب ، وهو : إمّا من التمكّن بحذف إحدى التاءين ، أو من التمكين. و « طاعته » على الأوّل فاعل ، وعلى الثاني مفعول ، والفاعل هو الله تعالى. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 279 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 110.
    (11) في التوحيد : « طواعِيَته » أي طاعته.
    (12) في شرح المازندراني : « المحامد : جمع المَحْمَدَة ، وهي مايحمد به من صفات الكمال ونعوت الجلال ».
    (13) في حاشية « ج ، بح » : « نعمه ».
    (14) في « بح » : ـ « كلّها ».
    (15) « المراشد » : مقاصد الطرق. الصحاح ، ج 2 ، ص 474 ( رشد ).
    (16) في التوحيد : « سلفت ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:39

    وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، بَعَثَهُ بِالْحَقِّ نَبِيّاً (1) دَالًّا عَلَيْهِ ، وَهَادِياً إِلَيْهِ ، فَهَدى (2) بِهِ مِنَ (3) الضَّلَالَةِ ، وَاسْتَنْقَذَنَا بِهِ مِنَ الْجَهَالَةِ ؛ ( مَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً ) (4) وَنَالَ ثَوَاباً جَزِيلاً (5) ؛ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ ، ( فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ) ، وَاسْتَحَقَّ عَذَاباً أَلِيماً ، فَأَنْجِعُوا (6) بِمَا يَحِقُّ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِخْلَاصِ النَّصِيحَةِ وَحُسْنِ الْمُؤَازَرَةِ (7) ، وَأَعِينُوا عَلى (Cool أَنْفُسِكُمْ بِلُزُومِ الطَّرِيقَةِ الْمُسْتَقِيمَةِ ، وَهَجْرِ الْأُمُورِ الْمَكْرُوهَةِ ، وَتَعَاطَوُا (9) الْحَقَّ بَيْنَكُمْ ، وَتَعَاوَنُوا بِهِ دُونِي (10) ، وَخُذُوا عَلى يَدِ الظَّالِمِ السَّفِيهِ ، وَمُرُوا (11) بِالْمَعْرُوفِ ، وَانْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَاعْرِفُوا لِذَوِي الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ ، عَصَمَنَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِالْهُدى ، وَثَبَّتَنَا (12) وَإِيَّاكُمْ عَلَى التَّقْوى ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ » (13).
    __________________
    (1) في « بس » والتوحيد : ـ « نبيّاً ». وفي شرح صدر المتألّهين ، ص 368 : « نصب قوله : « نبيّاً » إمّا بالمفعوليّة ، أوالحاليّة ، أو للتعليل ، أي ليكون نبيّاً ، أي مخبراً ، فعيل من نبأ بمعنى أخبر ».
    (2) في التوحيد : « فهدانا ».
    (3) في « ب » والوافي : « عن ».
    (4) الأحزاب (33) : 71.
    (5) في « ب ، ج ، بر ، بف » وحاشية « ض » والتوحيد : « كريماً ». وفي « بح » : + « كريماً ».
    (6) في التعليقة للداماد وشرح المازندراني والوافي : « فابخعوا » أي فبالغوا في أداء ما يجب عليكم. وفي شرح‌صدر المتألّهين ، ص 359 : « نجع فيه الخطاب والوعظ والدواء : دخل وأثّر ، وهؤلاء قوم ناجعة ومنتجعون وقد نجعوا في معنى انتجعوا. فعلى هذا يكون أنجِعوا هاهنا في معنى انتَجِعوا ». وفي مرآة العقول ، ج 2 ، ص 110 : « فأنجعوا ... من قولهم : أنجع ، أي أفلح ». وانظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1288 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1025 ( نجع ).
    (7) « الموازرة » : المعاونة ، وحمل ثقل الآخر ؛ من الوزر بمعنى الثقل. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 845 ( وزر ).
    (Cool في التوحيد : ـ « على ».
    (9) في حاشية ميرزا رفيعا : « وتناولوا ».
    (10) في التوحيد : « عليه » بدل « به دوني ».
    (11) في « ف ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « وأمروا ». وفي « بس » : ـ « و ».
    (12) في حاشية « ج » : + « الله ».
    (13) التوحيد ، ص 31 ، ح 1 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر وغيره ، عن عمرو بن ثابت ، عن رجل سمّاه ، عن أبي إسحاق السبيعي. راجع : نهج البلاغة ، ص 260 ، الخطبة 182 الوافي ، ج 1 ، ص 439 ، ح 359 ؛ البحار ، ج 54 ، ص 167 ، ح 17 ، إلى قوله : « ربوبيّته ».

    23 ـ بَابُ النَّوَادِرِ‌
    357 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ النَّصْرِيِّ ، قَالَ :
    سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) (1) فَقَالَ : « مَا يَقُولُونَ فِيهِ؟ » قُلْتُ (2) : يَقُولُونَ : يَهْلِكُ كُلُّ شَيْ‌ءٍ (3) إِلاَّ وَجْهَ اللهِ ، فَقَالَ : « سُبْحَانَ اللهِ! لَقَدْ قَالُوا قَوْلاً عَظِيماً ، إِنَّمَا عَنى بِذلِكَ وَجْهَ اللهِ الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ (4) » (5).
    358 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ (6) ، عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( كُلُّ شَيْ‌ءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ ) قَالَ : « مَنْ أَتَى اللهَ بِمَا أُمِرَ بِهِ مِنْ طَاعَةِ مُحَمَّدٍ (7) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (Cool ، فَهُوَ الْوَجْهُ الَّذِي لَايَهْلِكُ (9) ، وَكَذلِكَ (10) قَالَ : ( مَنْ
    __________________
    (1) القصص (28) : 88.
    (2) في حاشية « بح » : « قال ».
    (3) في « ض » : « كلّ شي‌ء يهلك ».
    (4) في البصائر ، ح 1 و 6 : + « ونحن وجه الله الذي يؤتى منه ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 64 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بصير ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفيه ، ص 66 ، ح 6 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين ، عن بعض أصحابنا ، عن سيف بن عميرة ، عن ابن المغيرة ، وفيهما مع اختلاف يسير. راجع : المحاسن ، ص 219 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 116 ؛ والتوحيد ، ص 151 ، ح 7 ؛ وكمال الدين ، ص 231 ، ح 33 الوافي ، ج 1 ، ص 417 ، ح 343.
    (6) في « بس » : « عن أحمد بن أبي نصر ».
    (7) في المحاسن : « من طاعته وطاعة محمّد ».
    (Cool في التوحيد : + « والأئمّة من بعده ».
    (9) في شرح المازندراني : « هذا القول تفسير للوجه ، وضمير « هو » يعود إلى الموصول ، والمعنى أنّ كلّ شي‌ء هالك في الدنيا والآخرة إلاّمن أطاع محمّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    (10) في « ب » والمحاسن : « ولذلك ».

    يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) (1) ». (2) ‌
    359 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ النَّحَّاسِ (3) ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « نَحْنُ الْمَثَانِي (4) الَّتِي (5) أَعْطَاها (6) اللهُ نَبِيَّنَا مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَنَحْنُ وَجْهُ اللهِ (7) نَتَقَلَّبُ فِي الْأَرْضِ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ (Cool ، وَنَحْنُ عَيْنُ اللهِ فِي خَلْقِهِ ، وَيَدُهُ الْمَبْسُوطَةُ بِالرَّحْمَةِ عَلى عِبَادِهِ ، عَرَفْنَا مَنْ عَرَفَنَا ، وَجَهِلْنَا (9) مَنْ جَهِلَنَا وَإِمَامَةَ‌
    __________________
    (1) النساء (4) : 80.
    (2) المحاسن ، ص 219 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 118 ، وفي التوحيد ، ص 149 ، ح 3 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الوافي ، ج 1 ، ص 418 ، ح 344.
    (3) في « ب ، ج ، بر ، بس » وشرح المازندراني : « النخّاس ». والرجل مجهول لم نعرفه.
    (4) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الحجر (15) : 87 : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ). « المثاني » : جمع مَثنى أو مثناة ، من التثنية بمعنى التكرار. أو جمع مثنية ، من الثناء. وقال الصدوق رحمه‌الله في التوحيد ، ص 151 ، ذيل هذا الحديث : « معنى قوله : نحن المثاني ، أي نحن الذين قرننا النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى القرآن وأوصى بالتمسّك بالقرآن وبنا ، فأخبر امّته بأن لانفترق حتّى نرد عليه حوضه ». انظر : المغرب ، ص 70 ( ثني ) ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 419.
    (5) هكذا في « بر » وحاشية « ف ، بح » وحاشية شرح صدر المتألّهين والوافي والتوحيد وتفسير العيّاشي وتفسير القمّي. وفي سائر النسخ والمطبوع : « الذي ».
    (6) هكذا في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بر ، بف » وحاشية « ف » وشرح المازندراني والوافي والتوحيد وتفسير القمّي. وفي تفسير العيّاشي : « أعطى ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « أعطاه ».
    (7) في تفسير القمّي : + « الذي ».
    (Cool « أظهر » : جمع الظَهْر. يقال : فلان أقام بين أظْهُر قوم ، أي أقام فيهم على سبيل الاستظهار والاستناد إليهم. والمعنى أنّ ظهراً منهم قدّامه ، وظهراً منهم وراءه. فهو مكفوف من جوانبه ، ثمّ شاع الاستعمال في الإقامة بين قوم مطلقاً. أو المراد : نتقلّب بينكم أيّاماً معدودة ، أو نتقلّب بين ظهوركم وخلفكم لا بين قدّامكم كناية عن إعراض الخلق عنهم. النهاية ، ج 3 ، ص 166 ( ظهر ) ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 289 ـ 290.
    (9) في « ب » : « عَرَفْنا » و « جَهِلْنا ». وهو الأقرب. وأيضاً فسّره المازندراني في شرحه ، ج 4 ، ص 290 بما يشعركون الأوّل من الجملتين بصيغة المتكلّم مع الغير.

    الْمُتَّقِينَ (1) ». (2) ‌
    360 / 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِلّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها ) (3) قَالَ : « نَحْنُ ـ وَاللهِ ـ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (4) الَّتِي لَايَقْبَلُ اللهُ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلاً إِلاَّ بِمَعْرِفَتِنَا ». (5) ‌
    361 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحَسَنِ (6) بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ صَبَّاحٍ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في التوحيد : « ومن جهلنا فأمامه اليقين ». و « إمامةَ المتّقين » بالنصب ، عطفاً على ضمير المتكلّم في « جهلنا » ثانياً ، أي جهلنا وجهل إمامة المتّقين. وفي قوله : « إمامةَ المتّقين » يحتمل وجهان آخران من الإعراب : الجرّ عطفاً على قوله عليه‌السلام : « بالرحمة » أي ويده المبسوطة بإمامة المتّقين ؛ والرفع على الابتداء بحذف الخبر ، أي لنا إمامة المتّقين. قال المجلسي في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 115 : « ولعلّه من تصحيف النُسّاخ ، والأظهر ما في نسخ التوحيد : ومن جهلنا فأمامه اليقين ، أي الموت على التهديد ، أو المراد أنّه يتيقّن بعد الموت ورفع الشبهات ». وانظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 373 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 290.
    (2) بصائر الدرجات ، ص 65 ، ح 4 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عليّ بن حديد ، عن عليّ بن أبي المغيرة ، عن أبي سلام النحاس ، عن سورة بن كليب ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 66 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن أبي سلام ، إلى قوله : « بين أظهركم » ؛ التوحيد ، ص 150 ، ح 6 ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن سنان ؛ تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 377 ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن محبوب بن سيّار ، عن محمّد بن سنان ، عن سورة بن كليب ، عن أبى جعفر عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير ؛ بصائر الدرجات ، ص 66 ، ح 1 ، بسند آخر عن أبي الحسن عليه‌السلام ، مع اختلاف. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 249 ، ح 36 ، عن سورة بن كليب ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 418 ، ح 345.
    (3) الأعراف (7) : 180.
    (4) في « ج » وحاشية ميرزا رفيعا : « أسماء الله الحسنى ». وفي « بح ، بس » وحاشية « بف » : « أسماء الله ».
    (5) تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 42 ، ح 119 ، عن محمّد بن أبي زيد الرازي ، عمّن ذكره ، عن الرضا ، عن أبي عبدالله عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج 1 ، ص 491 ، ح 346.
    (6) في حاشية « ض ، و » : « الحسين ».

    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ خَلَقَنَا ، فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا (1) ؛ وَصَوَّرَنَا ، فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا ؛ وَجَعَلَنَا عَيْنَهُ فِي عِبَادِهِ ، وَلِسَانَهُ النَّاطِقَ فِي خَلْقِهِ ، وَيَدَهُ الْمَبْسُوطَةَ عَلى عِبَادِهِ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَوَجْهَهُ الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ ، وَبَابَهُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ ، وَخُزَّانَهُ (2) فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ (3) ؛ بِنَا أَثْمَرَتِ الْأَشْجَارُ ، وَأَيْنَعَتِ (4) الثِّمَارُ ، وَجَرَتِ الْأَنْهَارُ ؛ وَبِنَا يَنْزِلُ (5) غَيْثُ السَّمَاءِ ، وَيَنْبُتُ (6) عُشْبُ (7) الْأَرْضِ ؛ وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللهُ ، وَلَوْ لا نَحْنُ مَا عُبِدَ اللهُ ». (Cool
    362 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَلَمّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ ) (9) فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ (10) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَأْسَفُ كَأَسَفِنَا ، وَلكِنَّهُ (11) خَلَقَ أَوْلِيَاءَ لِنَفْسِهِ يَأْسَفُونَ وَيَرْضَوْنَ وَهُمْ مَخْلُوقُونَ مَرْبُوبُونَ (12) ، فَجَعَلَ رِضَاهُمْ رِضَا نَفْسِهِ ، وَسَخَطَهُمْ سَخَطَ نَفْسِهِ ؛ لِأَنَّهُ جَعَلَهُمُ الدُّعَاةَ إِلَيْهِ ، وَالْأَدِلاَّءَ عَلَيْهِ ، فَلِذلِكَ صَارُوا كَذلِكَ ، وَلَيْسَ أَنَّ ذلِكَ يَصِلُ إِلَى اللهِ كَمَا يَصِلُ‌
    __________________
    (1) في « بف » : « خلقتنا ». وفي مرآة العقول : « يمكن أن يقرأ : خُلْقَنا ، بالضمّ ».
    (2) في « ف » : « وخزانته ». وفي التوحيد : « وخزائنه ».
    (3) في « ف » : « في السماء والأرض ».
    (4) « أينعت » : نَضَجت ، أي صارت نضيجة. يقال : يَنَع الثمرُ وأينع ، أي نضج ، أي بلغ وقت أكله. وقال صدرالمتألّهين في شرحه : « ايْنِعَت ، على صيغة المجهول ». وانظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1310 ( ينع ).
    (5) في حاشية « ض ، ف ، بح » والتوحيد : « نزل ».
    (6) في حاشية « ض ، ف ، بح » وشرح المازندراني والتوحيد : « ونبت ».
    (7) « العُشْب » : الكلأ الرطب ، ولا يقال له : حشيش حتّى يهيج. الصحاح ، ج 1 ، ص 182 ( عشب ).
    (Cool التوحيد ، ص 151 ، ح 8 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي. راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ولاة أمر الله وخزنة علمه ، ح 514 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 105 ، ح 9 و 13 الوافي ، ج 1 ، ص 419 ، ح 346.
    (9) الزخرف (43) : 55.
    (10) في التوحيد والمعاني : « المكوّن » بدل « الله ».
    (11) في « بس » : « ولكن ».
    (12) في التوحيد والمعاني : « مدبّرون ».

    إِلى خَلْقِهِ ، لكِنْ هذَا مَعْنى مَا قَالَ مِنْ ذلِكَ ، وَقَدْ قَالَ : « مَنْ أَهَانَ لِي وَلِيّاً ، فَقَدْ بَارَزَنِي بِالْمُحَارَبَةِ ، وَدَعَانِي إِلَيْهَا » وَقَالَ : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) (1) وَقَالَ : ( إِنَّ الَّذِينَ يُبايِعُونَكَ إِنَّما يُبايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ) (2) فَكُلُّ هذَا وَشِبْهُهُ (3) عَلى مَا ذَكَرْتُ لَكَ ، وَهكَذَا الرِّضَا وَالْغَضَبُ وَغَيْرُهُمَا مِنَ الْأَشْيَاءِ مِمَّا يُشَاكِلُ ذلِكَ ، وَلَوْ (4) كَانَ يَصِلُ إِلَى اللهِ الْأَسَفُ (5) وَالضَّجَرُ (6) ـ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَهُمَا (7) وَأَنْشَأَهُمَا (Cool ـ لَجَازَ لِقَائِلِ هذَا أَنْ يَقُولَ : إِنَّ الْخَالِقَ يَبِيدُ (9) يَوْماً مَا (10) ؛ لِأَنَّهُ إِذَا دَخَلَهُ الْغَضَبُ وَالضَّجَرُ ، دَخَلَهُ التَّغَيُّرُ (11) ، وَإِذَا دَخَلَهُ التَّغَيُّرُ (12) لَمْ يُؤْمَنْ عَلَيْهِ الْإِبَادَةُ (13) ، ثُمَّ لَمْ يُعْرَفِ (14) الْمُكَوِّنُ مِنَ الْمُكَوَّنِ ، وَلَا الْقَادِرُ مِنَ الْمَقْدُورِ عَلَيْهِ ، وَلَا الْخَالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقِ ، تَعَالَى اللهُ عَنْ هذَا (15) الْقَوْلِ عُلُوّاً كَبِيراً ؛ بَلْ هُوَ الْخَالِقُ لِلْأَشْيَاءِ لَالِحَاجَةٍ ، فَإِذَا كَانَ لَالِحَاجَةٍ ، اسْتَحَالَ الْحَدُّ وَالْكَيْفُ فِيهِ ، فَافْهَمْ‌
    __________________
    (1) النساء (4) : 80.
    (2) الفتح (48) : 10.
    (3) يجوز عطفه على « هذا » أيضاً.
    (4) في « ض » وحاشية « ج » : « فلو ».
    (5) « الأسف » : أشدّ الحزن. وأسف عليه : غضب ، وآسفه : أغضبه. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1330 ( أسف ).
    (6) « الضجر » : القلق والاضطراب من الغمّ ، أي هو اضطراب النفس وتغيّرها ؛ خوفاً من فوات المقصود أو لحوق الضرر. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 719 ( ضجر ) ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 299.
    (7) في التوحيد والمعاني : « أحدثهما ».
    (Cool في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس » وحاشية « ض » : « وأشياعهما ». وفي شرح المازندراني والوافي : « وأشباههما ». ولعلّ المراد بالأشياع : الآثار.
    (9) « يبيد » : يهلك. يقال : باد الشي‌ء أي هلك ، والإبادة : الإهلاك. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 450 ( بيد ).
    (10) في « بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « ما ».
    (11) هكذا في « ب » وحاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني. وفي المطبوع وسائر النسخ : « التغيير ».
    (12) هكذا في « ب » وحاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني. وفي المطبوع وسائر النسخ : « التغيير ».
    (13) في الوافي : « بالإبادة ».
    (14) في التوحيد والمعاني : « ولو كان ذلك كذلك لم يعرف » بدل « ثمّ لم يعرف ».
    (15) في شرح صدر المتألّهين : « ذلك ».

    إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالى ». (1) ‌
    363 / 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ أَسْوَدَ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ :
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ ـ ابْتِدَاءً مِنْهُ (2) مِنْ غَيْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ (3) ـ : « نَحْنُ حُجَّةُ اللهِ ، وَنَحْنُ بَابُ اللهِ ، وَنَحْنُ لِسَانُ اللهِ ، وَنَحْنُ وَجْهُ اللهِ (4) ، وَنَحْنُ عَيْنُ اللهِ فِي خَلْقِهِ ، وَنَحْنُ وُلَاةُ أَمْرِ اللهِ فِي عِبَادِهِ ». (5) ‌
    364 / 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ حَسَّانَ الْجَمَّالِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي هَاشِمُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ (6) الْجَنْبِيُّ (7) ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَنَا عَيْنُ اللهِ ، وَأَنَا يَدُ اللهِ ، وَأَنَا جَنْبُ اللهِ ، وَأَنَا بَابُ اللهِ ». (Cool
    365 / 9. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ بَزِيعٍ ،
    __________________
    (1) التوحيد ، ص 168 ، ح 2 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 19 ، ح 2 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 421 ، ح 347.
    (2) في البصائر : ـ « منه ».
    (3) في البصائر : « يسأل ».
    (4) في حاشية « ج » : + « ونحن رحمة الله ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 61 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الوافي ، ج 1 ، ص 423 ، ح 348.
    (6) هكذا في النسخ والطبعة الحجريّة من الكتاب. وفي المطبوع : « أبي عمارة ».
    (7) في « ألف » : « الجبيني ». وفي « ف » : « الحسني ». وفي « بر » : « الجييني ». وفي « بس » : « الجبني ». والرجل مجهول لم نعرفه. واختار المازندراني في شرحه ، ج 4 ، ص 304 : « الجَنْبي » وقال : « والجنب : حيّ من اليمن ينسب إليه حصين بن جندب الجنبي وأبوعمّار الجنبي ، وهاشم بن أبي عمّار هذا من أصحاب أميرالمؤمنين عليه‌السلام ، وهو غير هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص المرقال. وضبطه بعضهم : الجِيبي ... منسوب إلى جيب ، وهو حصن قريب من القدس ».
    (Cool بصار الدرجات ، ص 61 ، ح 2 ، بسنده عن الحسّان الجمّال ، عن هاشم أبي عمّار. وفيه ، ص 64 ، ح 13 ؛ والتوحيد ، ص 164 ، ح 2 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 17 ، ح 14 ، بسند آخر مع اختلاف يسير وزيادة الوافي. ج 1 ، ص 43 ، ح 349.

    عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ سُوَيْدٍ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهما‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) (1) قَالَ : « جَنْبُ اللهِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، وَكَذلِكَ مَا كَانَ (2) بَعْدَهُ مِنَ الْأَوْصِيَاءِ بِالْمَكَانِ الرَّفِيعِ (3) إِلى أَنْ يَنْتَهِيَ الْأَمْرُ إِلى آخِرِهِمْ » (4).
    366 / 10. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الصَّلْتِ ، عَنِ الْحَكَمِ وَإِسْمَاعِيلَ ابْنَيْ حَبِيبٍ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « بِنَا عُبِدَ اللهُ ، وَبِنَا عُرِفَ اللهُ ، وَبِنَا وُحِّدَ (5) اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَمُحَمَّدٌ حِجَابُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ». (6) ‌
    367 / 11. بَعْضُ أَصْحَابِنَا (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ (Cool عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ بِشْرٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ قَادِمٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ زُرَارَةَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) (9) قَالَ : « إِنَّ اللهَ تَعَالى أَعْظَمُ وَأَعَزُّ (10) وَأَجَلُّ وَأَمْنَعُ مِنْ أَنْ يُظْلَمَ ،
    __________________
    (1) الزمر (39) : 56.
    (2) في البصائر ، ص 62 و 64 : « من كان ».
    (3) « بالمكان الرفيع » : خبر كان ، أو حال ، أي كائناً بالمكان الرفيع. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 376 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 121.
    (4) بصائر الدرجات ، ص 64 ، ح 12 ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل. وفيه ، ص 62 ، ح 6 ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل ، عن حمزة بن بزيع ، عن عليّ السائي ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام أبا الحسن الماضي ، مع هذه الزيادة في آخره : « والله أعلم بمن هو كائن بعده » الوافي ، ج 1 ، ص 423 ، ح 350.
    (5) في البصائر : « وعد ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 64 ، ح 16 ، بسنده عن عليّ بن الصلت. راجع : التوحيد ، ص 152 ، ح 9 ؛ وكفاية الأثر ، ص 298 الوافي ، ج 1 ، ص 42 ، ح 351.
    (7) في « ب ، بر » : « عدّة من أصحابنا ».
    (Cool في « ض » : + « أبي ».
    (9) البقرة (2) : 57 ؛ الأعراف (7) : 160.
    (10) في « ف » : ـ « أعزّ ». وفي « بح ، بر » : « وأجلّ وأعزّ ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:41

    وَلكِنَّهُ (1) خَلَطَنَا بِنَفْسِهِ فَجَعَلَ ظُلْمَنَا ظُلْمَهُ ، وَوَلَايَتَنَا وَلَايَتَهُ ؛ حَيْثُ يَقُولُ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (2) يَعْنِي الْأَئِمَّةَ مِنَّا ».
    ثُمَّ قَالَ (3) فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : ( وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ (4).
    24 ـ بَابُ الْبَدَاءِ ‌(5)
    368 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَعْيَنَ :
    __________________
    (1) في حاشية « ض » : « ولكن ».
    (2) المائدة (5) : 55.
    (3) في شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 310 : « ثمّ قال ، هذا كلام زرارة ، يعني : ثمّ قال الإمام عليه‌السلام في موضع آخر غيرهذا الموضع في سياق حديثه أو ابتداء ... والحاصل أنّ زرارة روى عنه عليه‌السلام تفسير هذه الآية بما مرّ في موضعين ».
    (4) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ضمن الحديث الطويل 1178 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 424 ، ح 352.
    (5) « البَداءُ » في اللغة : ظهور الشي‌ء بعد الخفاء وحصول العلم به بعد الجهل ، فهو اسم لما ينشأ للمرء من الرأي في أمر ويظهر له الصواب. يقال : بدا له في هذا الأمر بداءٌ ، أي نشأ وتجدّد له فيه رأي جديد يستصوبه. فقوام معنى البداء بتغيّر العزم ، فإذا عزم رجل على فعل شي‌ء ثمّ تبيّن له عدم المصلحة فيه وندم على عزمه ، وتغيّر قصدُه قيل : بدا له ، أي ندم وعلم أنّ عزمه السابق كان خطأ.
    ولا خلاف بين علمائنا في أنّ البداء بهذا المعنى محال على الله تعالى ؛ لاستلزامه الجهل عليه تعالى ، فمن نفاه منهم فمراده نفي حقيقته ، ومن أثبته فلا بدّ أن يؤوّله ، وأوّلته علماؤنا. فالاختلاف ليس في وجوب التأويل بل في وجه التأويل فيعود النزاع لفظيّاً. ومن التأويلات تأويل شيخنا الصدوق ـ قدس‌سره ـ بأنّ معناه أنّ له تعالى أن يبدأ بشي‌ء فيخلقه قبل شي‌ء ، ثمّ يعدم ذلك الشي‌ء ويبدأ بخلق غيره ، أو يأمر بشي‌ء ثمّ ينهى عن مثله ، أو بالعكس ، وذلك مثل نسخ الشرائع وتحويل القبلة ، وليس ذلك إلاّلعلمه تعالى بالمصالح. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 378 ـ 393 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 311 ـ 317 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 507 ـ 510 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 123 ـ 135 ؛ الصحاح ، ج 6 ، ص 2278 ؛ النهاية ، ج 1 ، ص 109 ( بدو ).

    عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام ، قَالَ : « مَا عُبِدَ اللهُ بِشَيْ‌ءٍ مِثْلِ الْبَدَاءِ (1) ». (2) ‌
    369 / 2. وَفِي رِوَايَةِ (3) ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « مَا عُظِّمَ (4) اللهُ بِمِثْلِ الْبَدَاءِ ». (5) ‌
    370 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَحَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِيِّ وَغَيْرِهِمَا :
    __________________
    (1) قال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « البداء من الأوصاف التي ربّما تتّصف بها أفعالنا الاختياريّة من حيث صدورها عنّا بالعلم والاختيار ، فإنّا لانريد شيئاً من أفعالنا الاختياريّة إلاّبمصلحة داعية إلى ذلك تعلّق بها علمنا ، وربّما تعلّق العلم بمصلحة الفعل ، ثمّ تعلّق العلم بمصلحة اخرى توجب خلاف المصلحة الاولى ، فحينئذٍ نريد خلاف ما كنّا نريده قبل ، وهو الذي نقول بدا لنا أن نفعل كذا ، أي ظهر لنا بعد ما كان خفيّاً عنّا كذا. والبداء : الظهور ، فالبداء : ظهور ما كان خفيّاً من الفعل ؛ لظهور ما كان خفيّاً من العلم بالمصلحة ، ثمّ توسّع في الاستعمال فأطلقنا البداء على ظهور كلّ فعل كان الظاهر خلافه ، فيقال : بدا له أن يفعل كذا ، أي ظهر من فعله ما كان الظاهر منه خلافه. ثمّ إنّ وجود كلّ موجود من الموجودات الخارجيّة له نسبة إلى مجموع علّته التامّة التي يستحيل معها عدم الشي‌ء ، وعند ذلك يجب وجوده بالضرورة ، وله نسبة إلى مقتضيه الذي يحتاج الشي‌ء في صدوره منه إلى شرط وعدم مانع ، فإذا وجدت الشرائط وعدمت الموانع ، تمّت العلّة التامّة ووجب وجود الشي‌ء ، وإذا لم يوجد الشرط أو وجد مانع ، لم يؤثّر المقتضي أثره وكان التأثير للمانع ، وحينئذٍ يصدق البداء ؛ فإنّ هذا الحادث إذا نسب وجوده إلى مقتضيه الذي كان يظهر بوجوده خلاف هذا الحادث كان موجوداً ظهر من علّته خلاف ما كان يظهر منها ، ومن المعلوم أنّ علمه تعالى بالموجودات والحوادث مطابق لما في نفس الأمر من وجودها ؛ فله تعالى علم بالأشياء من جهة عللها التامّة ، وهو العلم الذي لا بداء فيه أصلاً ، وله علم بالأشياء من جهة مقتضياتها التي موقوفة التأثير على وجود الشرائط وفقد الموانع ، وهذا العلم يمكن أن يظهر خلاف ما كان ظاهراً منه بفقد شرط أو وجود مانع ، وهو المراد بقوله تعالى : ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ) الآية » [ الرعد (13) : 39 ].
    (2) التوحيد ، ص 331 ، ح 1 ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى الوافي ، ج 1 ، ص 507 ، ح 403.
    (3) الخبر رواه الشيخ الصدوق في التوحيد ، ص 333 ، ح 2 ، بسنده عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير. والظاهر كون الخبر مرسلاً في ما نحن فيه.
    (4) في شرح صدر المتألّهين ، ص 383 : « الفعل إمّا بصيغة المجهول ، أو بتقدير فاعل مثل : أحد ، أو عَبْدٌ ».
    (5) التوحيد ، ص 333 ، ح 2 ، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن أيّوب بن نوح ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم الوافي ، ج 1 ، ص 507 ، ح 404.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ (1) فِي هذِهِ الْآيَةِ : ( يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ ) (2) قَالَ : فَقَالَ : « وَهَلْ يُمْحى (3) إِلاَّ مَا كَانَ ثَابِتاً (4)؟ وَهَلْ يُثْبَتُ إِلاَّ مَا لَمْ يَكُنْ؟ » (5).
    371 / 4. عَلِيٌّ (6) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً (7) حَتّى يَأْخُذَ عَلَيْهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ : الْإِقْرَارَ لَهُ بِالْعُبُودِيَّةِ ، وَخَلْعَ الْأَنْدَادِ ، وَأَنَّ اللهَ يُقَدِّمُ (Cool مَا يَشَاءُ (9) ، وَيُؤَخِّرُ (10) مَا يَشَاءُ (11) ». (12) ‌
    372 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى
    __________________
    (1) « قال » وما بعدها من كلام الإمام الصادق عليه‌السلام ، أي قال الله فيها ما يدلّ عليه. أو من كلام الراوي ك‍ « قال » الثانية ـ أي‌الثالثة في المتن ـ وضميرهما لأبي عبدالله عليه‌السلام. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 383.
    (2) الرعد (13) : 39.
    (3) في التوحيد : « يمحو الله ». وفي تفسير العيّاشي : « يمحو ».
    (4) في « بس ، بف » والتوحيد : ـ « ثابتاً ».
    (5) التوحيد ، ص 333 ، ح 4 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. الغيبة للطوسي ، ص 430 ، ح 421 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 215 ، ح 60 ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع تقديم وتأخير الوافي ، ج 1 ، ص 510 ، ح 405.
    (6) في « الف ، ج ، بح ، بر » : + « بن إبراهيم ».
    (7) في المحاسن : + « قطّ ».
    (Cool في المحاسن : « يمحو ».
    (9) في « ب ، ج ، بس ، بف » وحاشية « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « من يشاء ».
    (10) في المحاسن : « ويثبت ».
    (11) في « ب ، ج ، بس ، بف » وحاشية « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « من يشاء ».
    (12) التوحيد ، ص 333 ، ح 3 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم ؛ المحاسن ، ص 233 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 189 ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن زرارة وابن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 215 ، ح 57 ، عن محمّد بن مسلم ؛ وفيه ، ح 56 ، عن عليّ بن عبدالله بن مروان ، عن أيّوب بن نوح ، عن أبي الحسن العسكري عليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج 1 ، ص 510 ، ح 406.

    عِنْدَهُ ) (1) قَالَ : « هُمَا أَجَلَانِ : أَجَلٌ مَحْتُومٌ ، وَأَجَلٌ مَوْقُوفٌ ». (2) ‌
    373 / 6. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَوَلا يَذْكُرُ ) (3) ( الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً ) (4) قَالَ : فَقَالَ : « لَا مُقَدَّراً وَلَا مُكَوَّناً ».
    قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ (5) : ( هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً ) (6) فَقَالَ : « كَانَ مُقَدَّراً (7) غَيْرَ مَذْكُورٍ ». (Cool
    374 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ (9) ، عَنِ الْفُضَيْلِ (10) بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « الْعِلْمُ عِلْمَانِ : فَعِلْمٌ عِنْدَ اللهِ مَخْزُونٌ لَمْ يُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِهِ (11) ؛ وَعِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ ، فَمَا عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ ؛
    __________________
    (1) الأنعام (6) : 2.
    (2) الغيبة للنعماني ، ص 301 ، ح 5 ، بسنده عن عبدالله بن بكير ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن زرارة ، مع زيادة في آخره. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 354 ، ح 7 ، عن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 512 ، ح 411.
    (3) كذا في جميع النسخ والمطبوع. وفي القرآن : « أَوَ لَايَذْكُرُ ». وفي الآية 77 من سورة يس هكذا : ( أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ).
    (4) مريم (19) : 67.
    (5) في حاشية « ض » : « قول الله ».
    (6) الإنسان (76) : 1.
    (7) في الوافي : « مقدوراً ».
    (Cool الوافي ، ج 1 ، ص 567 ، ح 478 ؛ البحار ، ج 57 ، ص 63 ، ح 33.
    (9) في « بس » : ـ « بن عبدالله ».
    (10) في « بح » : « الفضل » ، وهو سهو ؛ فقد صحب ربعيّ بن عبدالله الفضيلَ بنَ يسار ، وأكثر الأخذ عنه ، وكان خصيصاً به ، وروى عنه في كثير من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص 167 ، الرقم 441 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 7 ، ص 425 ـ 426 ، وص 428 ـ 429.
    (11) في شرح صدر المتألّهين : ـ « من خلقه ».

    لَا يُكَذِّبُ (1) نَفْسَهُ وَلَا مَلَائِكَتَهُ وَلَا رُسُلَهُ ؛ وَعِلْمٌ عِنْدَهُ مَخْزُونٌ (2) ، يُقَدِّمُ مِنْهُ (3) مَا يَشَاءُ ، وَيُؤَخِّرُ مِنْهُ (4) مَا يَشَاءُ (5) ، وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ ». (6) ‌
    375 / 8. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِىٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ (7) ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « مِنَ الْأُمُورِ أُمُورٌ مَوْقُوفَةٌ عِنْدَ اللهِ ، يُقَدِّمُ مِنْهَا (Cool مَا يَشَاءُ ، وَيُؤَخِّرُ مِنْهَا مَا يَشَاءُ ». (9) ‌
    376 / 9. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ؛ وَ (10) ‌
    __________________
    (1) في « ب » والمحاسن : « ولا يكذّب ». وفي شرح المازندراني : « لا يكذب ، إمّا من الكذب ، أو من التكذيب ».
    (2) في شرح صدر المتألّهين ، ص 385 : « قوله : وعلم عنده مخزون ، هذا مبتدأ موصوف ، وقوله : يقدّم مايشاء ـ إلى آخره ـ بمنزلة خبره ».
    (3) في المحاسن وتفسير العيّاشي ، ص 217 : « فيه ».
    (4) في « بس ، بف » والمحاسن وتفسير العيّاشي ، ص 217 : ـ « منه ».
    (5) في « ف » وتفسير العيّاشي ، ص 217 : + « ويمحو مايشاء ».
    (6) المحاسن ، ص 243 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 231 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى. الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام يعلمون جميع العلوم ... ، ح 662 ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ؛ وفي التوحيد ، ص 444 ، ضمن الحديث الطويل 1 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 182 ، ضمن الحديث الطويل 1 ، بسند آخر عن الرضا ، عن عليّ عليهما‌السلام ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 217 ، ح 67 ، عن حمّاد بن عيسى. وفيه ، ص 216 ، ح 63 ، عن الفضيل ، إلى قوله : « وعلم علّمه ملائكته ورسله » مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 512 ، ح 412.
    (7) في « ب ، بح » : + « بن يسار ».
    (Cool في « بر » : ـ « منها ».
    (9) المحاسن ، ص 243 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 232 ، بسنده عن حمّاد. وفي التوحيد ، ص 444 ، ضمن الحديث الطويل 1 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 182 ، ضمن الحديث الطويل 1 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 217 ، ح 65 ، عن الفضيل ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 513 ، ح 413.
    (10) في السند تحويل بعطف « وهيب بن حفص ، عن أبي بصير » على « جعفر بن عثمان ، عن سماعة ، عن أبي‌بصير » ، عطف طبقتين على ثلاث طبقات ، فيكون للمصنّف إلى أبي بصير طريقان :
    أحدهما : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن جعفر بن عثمان ، عن سماعة.
    والآخر : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن وهيب بن حفص.

    وُهَيْبِ (1) بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ عِلْمَيْنِ : عِلْمٌ مَكْنُونٌ مَخْزُونٌ لَايَعْلَمُهُ إِلاَّ هُوَ ، مِنْ ذلِكَ يَكُونُ الْبَدَاءُ ؛ وَعِلْمٌ عَلَّمَهُ مَلَائِكَتَهُ وَرُسُلَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ ، فَنَحْنُ نَعْلَمُهُ ». (2) ‌
    377 / 10. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا بَدَا لِلّهِ فِي شَيْ‌ءٍ إِلاَّ كَانَ فِي عِلْمِهِ قَبْلَ أَنْ يَبْدُوَ لَهُ ». (3) ‌
    378 / 11. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ الْجُهَنِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَمْ يَبْدُ (4) لَهُ مِنْ جَهْلٍ ». (5) ‌
    379 / 12. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :
    __________________
    يؤيّد ذلك ما ورد في رجال الكشّي ، ص 8 ، الرقم 18 من رواية ابن أبي عمير ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير.
    (1) في « ألف ، بس » وحاشية « بر » : « وهب ». وهو سهو ؛ فقد أكثر وهيب [ بن حفص ] من الرواية عن أبي بصير. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 19 ، ص 214 ـ 219. ووهيب بن حفص هو المذكور في رجال النجاشي ، ص 431 ، الرقم 1159 ؛ والفهرست للطوسي ، ص 489 ، الرقم 780 ؛ ورجال الطوسي ، ص 317 ، الرقم 4732. وما ورد في بعض الأسناد ورجال البرقي ، ص 41 ، من وهب بن حفص ، فهو محرّف ، كما يأتي بعض موارده.
    (2) بصائر الدرجات ، ص 109 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير أو عمّن رواه ، عن ابن أبي عمير. وفيه ، ص 110 ، ح 7 و 8 ؛ وص 111 ، ح 10 و 13 ؛ وص 112 ، ح 14 ، 16 و 17 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 215 ، المجلس 8 ، ح 375 ؛ بسند آخر مع اختلاف. وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام يعلمون جميع العلوم ... ، ح 664 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 110 ، ح 5 و 6 ؛ وص 112 ، ح 15 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 513 ، ح 414.
    (3) تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 218 ، ح 71 ، عن ابن سنان ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج 1 ، ص 514 ، ح 416.
    (4) في تفسير العيّاشي : « لايبدو ».
    (5) تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 218 ، ذيل ح 71 ، عن ابن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 514 ، ح 417.

    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : هَلْ يَكُونُ الْيَوْمَ شَيْ‌ءٌ لَمْ يَكُنْ فِي عِلْمِ اللهِ بِالْأَمْسِ؟ قَالَ : « لَا ، مَنْ قَالَ هذَا فَأَخْزَاهُ (1) اللهُ » (2). قُلْتُ : أَرَأَيْتَ ، مَا كَانَ وَ (3) مَا هُوَ كَائِنٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَلَيْسَ فِي عِلْمِ اللهِ؟ قَالَ (4) : « بَلى (5) ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ ». (6) ‌
    380 / 13. عَلِيٌّ ، عَنْ مُحَمَّدٍ (7) ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مَالِكٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَوْ عَلِمَ (Cool النَّاسُ مَا فِي الْقَوْلِ بِالْبَدَاءِ (9) مِنَ الْأَجْرِ ، مَا فَتَرُوا عَنِ الْكَلَامِ فِيهِ (10) ». (11) ‌
    381 / 14. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو (12) الْكُوفِيِّ أَخِي يَحْيى ، عَنْ مُرَازِمِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ (13) : « مَا تَنَبَّأَ (14) نَبِيٌّ قَطُّ حَتّى يُقِرَّ لِلّهِ (15) بِخَمْسِ (16) خِصَالٍ (17) : بِالْبَدَاءِ ، وَالْمَشِيئَةِ ، وَالسُّجُودِ ، وَالْعُبُودِيَّةِ ، وَالطَّاعَةِ ». (18) ‌
    __________________
    (1) « فأخزاه » أي فأذلّه وأهانه وأوقعه في بليّة وعذاب. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2326 ( خزي ).
    (2) في « ف » : + « قال ».
    (3) في الوافي : « أرأيت » بدل « و ».
    (4) في حاشية « ف » : « فقال ».
    (5) في « ف » : + « كان ».
    (6) التوحيد ، ص 334 ، ح 8 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 514 ، ح 418.
    (7) في « ض » : + « بن عيسى ».
    (Cool في التوحيد : « لو يعلم ».
    (9) في « بر » : « في البداء ».
    (10) في شرح صدر المتألّهين : « به ».
    (11) التوحيد ، ص 334 ، ح 7 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 511 ، ح 410.
    (12) في حاشية « ض » : « عمر ».
    (13) في « ف » : « قال ».
    (14) « تنبّأ » مطاوع نبأ ، أي قَبِل النبوّة فصار نبيّاً. تعورف استعماله فيمن يدّعي النبوّة كذباً ، ولكن من حقّه أن يصحّ استعماله في النبيّ المحقّ كما هاهنا. انظر : المفردات للراغب ، ص 789 ( نبأ ).
    (15) وفي المحاسن : ـ « لله ».
    (16) في المحاسن : « بخمسة ».
    (17) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والمحاسن والتوحيد : ـ « خصال ».
    (18) المحاسن ، ص 234 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 190. وفي التوحيد ، ص 333 ، ح 5 ، بسنده عن مرازم بن حكيم الوافي ، ج 1 ، ص 511 ، ح 408.

    382 / 15. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ (1) يُونُسَ ، عَنْ جَهْمِ بْنِ أَبِي جَهْمَةَ (2) ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَخْبَرَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بِمَا كَانَ مُنْذُ كَانَتِ الدُّنْيَا ، وَبِمَا يَكُونُ إِلَى انْقِضَاءِ الدُّنْيَا ، وَأَخْبَرَهُ بِالْمَحْتُومِ مِنْ (3) ذلِكَ ، وَاسْتَثْنى عَلَيْهِ فِيمَا سِوَاهُ (4) ». (5) ‌
    383 / 16. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ (6) ، عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ ، قَالَ :
    __________________
    (1) كذا في النسخ والمطبوع. والظاهر أنّ الصواب : « بن » بدل « عن ». نبّه على ذلك العلاّمة الخبير السيّد موسى ‌الشبيري دام ظلّه. وبما أنّ المقام لايسع التفصيل ، نشير إلى بعض الامور اختصاراً :
    الأوّل : أنّ جعفر بن محمّد في مشايخ أحمد بن محمّد ـ وهو ابن خالد كما هو واضح ـ ينصرف إلى جعفر بن محمّد الأشعري ، وهو لايروي في أسناد أحمد إلاّعن القدّاح عبدالله بن ميمون ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج 4 ، ص 425 ـ 427.
    الثاني : أنّ ما ورد في بعض الأسناد من رواية جعفر بن محمّد عن يونس ـ كما في الكافي ، ح 3432 وبصائر الدرجات ، ص 256 ، ح 9 ـ مصحّف وقد ورد في بعض النسخ المعتبرة من الكتابين : « جعفر بن محمّد بن يونس » على الصواب.
    وأمّا ما ورد في الكافي ، ح 11857 ، من رواية أحمد بن محمّد بن خالد عن جعفر بن محمّد بن حكيم ، عن يونس ، فهو مأخوذ من المحاسن ، ج 2 ، ص 481 ، ح 521 ، وفيه : « جعفر بن محمّد عن يونس بن مرازم » ، مضافاً إلى أنّ سند المحاسن نفسه ، مختلّ.
    الثالث : أنّه لم يثبت رواية من يسمّى بجعفر بن محمّد عن يونس ـ وهو ابن عبدالرحمن بمقتضى الطبقة ـ إلاّفي بعض الأسناد المحرّفة ، أو المشكوك صحّتها. راجع : ما يأتي في ذيل ح 3804.
    الرابع : أنّ أحمد بن محمّد بن خالد روى نوادر جعفر بن محمّد بن يونس الأحول كما في رجال النجاشي ، ص 120 ، الرقم 307 ، وروى عنه بعنوان جعفر بن محمّد الأحول في المحاسن ، ص 514 ، ح 700.
    (2) في « ب ، ف ، بح » والوافي : « جهم بن أبي جهم ». والظاهر أنّ الرجل هو جهيم بن أبي جهم ، ويقال : ابن أبي جهمة ، راجع : رجال النجاشي ، ص 131 ، الرقم 338.
    (3) في « بح » : « بالمختوم عن ».
    (4) في حاشية « بح ، بر ، بف » وحاشية شرح صدر المتألّهين : « سوى ذلك ».
    (5) الوافي ، ج 1 ، ص 515 ، ح 419.
    (6) الخبر رواه الصدوق في التوحيد ، ص 333 ، ح 6 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن الريّان بن الصّلت.

    سَمِعْتُ الرِّضَا عليه‌السلام يَقُولُ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً قَطُّ (1) إِلاَّ بِتَحْرِيمِ الْخَمْرِ ، وَأَنْ يُقِرَّ لِلّهِ بِالْبَدَاءِ (2) ». (3) ‌
    384 / 17. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
    سُئِلَ الْعَالِمُ عليه‌السلام : كَيْفَ عِلْمُ (4) اللهِ؟ قَالَ : « عَلِمَ وَشَاءَ ، وَأَرَادَ وَقَدَّرَ ، وَقَضى وَأَمْضى (5) ؛ فَأَمْضى مَا قَضى ، وَقَضى مَا قَدَّرَ ، وَقَدَّرَ مَا أَرَادَ ؛ فَبِعِلْمِهِ كَانَتِ الْمَشِيئَةُ ، وَبِمَشِيئَتِهِ كَانَتِ الْإِرَادَةُ ، وَبِإِرَادَتِهِ كَانَ التَّقْدِيرُ ، وَبِتَقْدِيرِهِ كَانَ الْقَضَاءُ ، وَبِقَضَائِهِ كَانَ الْإِمْضَاءُ ، وَالْعِلْمُ (6) مُتَقَدِّمٌ (7) عَلَى (Cool الْمَشِيئَةِ ، وَالْمَشِيئَةُ ثَانِيَةٌ ، وَالْإِرَادَةُ ثَالِثَةٌ ، وَالتَّقْدِيرُ وَاقِعٌ عَلَى الْقَضَاءِ بِالْإِمْضَاءِ ؛ فَلِلّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ الْبَدَاءُ فِيمَا عَلِمَ مَتى شَاءَ ، وَفِيمَا أَرَادَ لِتَقْدِيرِ الْأَشْيَاءِ ، فَإِذَا وَقَعَ الْقَضَاءُ بِالْإِمْضَاءِ ، فَلَا بَدَاءَ ، فَالْعِلْمُ بِالْمَعْلُومِ (9) قَبْلَ كَوْنِهِ ، وَالْمَشِيئَةُ فِي الْمُنْشَا (10) ‌
    __________________
    وورد مضمون الخبر مع زيادة في التهذيب ، ج 9 ، ص 102 ، ح 446 ؛ والغيبة للطوسي ، ص 430 ؛ وعيون الأخبار ، ج 2 ، ص 15 ، ح 33 ، عن عليّ بن إبراهيم [ بن هاشم ] ، عن الريّان بن الصلت بلا واسطة ، إلاّ أنّ في بعض نسخ التهذيب زيادة « عن أبيه » بينهما. وقد روى عليّ بن إبراهيم عن أبيه كتاب الريّان بن الصلت ، كما في الفهرست للطوسي ، ص 195 ، الرقم 295.
    (1) في الوسائل والتهذيب وتفسير القمّي والعيون والغيبة : ـ « قطّ ».
    (2) في الوسائل والتهذيب وتفسير القمّي والعيون والغيبة : + « أن يفعل الله مايشاء ، وأن يكون في تراثه الكندر ».
    (3) التهذيب ، ج 9 ، ص 102 ، ح 181 بسنده عن الكليني ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن الريّان بن الصلت. وفي التوحيد ، ص 333 ، ح 6 ؛ وعيون الأخبار ، ج 2 ، ص 15 ، ح 33 ؛ والغيبة للطوسي ، ص 430 ، ح 419 ، بسندهما عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن الريّان بن الصلت. تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 194 ، مرسلاً عن ياسر عن الرضا عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 511 ، ح 409 ؛ الوسائل ، ج 25 ، ص 300 ، ح 31957.
    (4) في « ب ، ج ، ض ، بح » : « عَلِمَ » بصيغة الماضي.
    (5) في التوحيد : « وأبدى ».
    (6) في « بح » والتوحيد : « فالعلم ».
    (7) في حاشية « بف » والوافي : « يتقدّم ».
    (Cool في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « على ».
    (9) هكذا في « ب ، ض ، ف ، بح » وحاشية « بر » وشرح المازندراني والوافي والتوحيد. وفي المطبوع وباقي‌النسخ : « في المعلوم ».
    (10) في حاشية « بح » : « المشاء » ، والأنسب : « المَشِي‌ء ». وفي مرآة العقول : « وفي المُشاء المشيئة قبل عينه ووجوده العيني. وفي أكثر النسخ : المنشأ ، ولعلّ المراد الإنشاء ».

    قَبْلَ عَيْنِهِ ، وَالْإِرَادَةُ فِي الْمُرَادِ قَبْلَ قِيَامِهِ ، وَالتَّقْدِيرُ لِهذِهِ الْمَعْلُومَاتِ قَبْلَ تَفْصِيلِهَا وَتَوْصِيلِهَا عِيَاناً وَوَقْتاً (1) ، وَالْقَضَاءُ بِالْإِمْضَاءِ هُوَ الْمُبْرَمُ مِنَ (2) الْمَفْعُولاتِ ذَوَاتِ (3) الْأَجْسَامِ الْمُدْرَكَاتِ بِالْحَوَاسِّ مِنْ ذَوِي (4) لَوْنٍ وَرِيحٍ وَوَزْنٍ وَكَيْلٍ ، وَمَا دَبَّ وَدَرَجَ (5) مِنْ إِنْسٍ وَجِنٍّ وَطَيْرٍ وَسِبَاعٍ ، وَغَيْرِ ذلِكَ مِمَّا يُدْرَكُ بِالْحَوَاسِّ ، فَلِلّهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فِيهِ الْبَدَاءُ مِمَّا لَا عَيْنَ لَهُ (6) ، فَإِذَا وَقَعَ الْعَيْنُ الْمَفْهُومُ الْمُدْرَكُ ، فَلَا بَدَاءَ ، وَاللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ (7) ؛ فَبِالْعِلْمِ عَلِمَ الْأَشْيَاءَ قَبْلَ كَوْنِهَا ؛ وَبِالْمَشِيئَةِ عَرَّفَ (Cool صِفَاتِهَا وَحُدُودَهَا ، وَأَنْشَأَهَا (9) قَبْلَ إِظْهَارِهَا ؛ وَبِالْإِرَادَةِ مَيَّزَ أَنْفُسَهَا فِي (10) أَلْوَانِهَا وَصِفَاتِهَا (11) ؛ وَبِالتَّقْدِيرِ قَدَّرَ أَقْوَاتَهَا (12) وَعَرَّفَ أَوَّلَهَا وَآخِرَهَا ؛ وَبِالْقَضَاءِ أَبَانَ (13) لِلنَّاسِ أَمَاكِنَهَا ، وَدَلَّهُمْ عَلَيْهَا ؛ وَبِالْإِمْضَاءِ شَرَحَ عِلَلَهَا ، وَأَبَانَ أَمْرَهَا ، وَذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (14) ». (15) ‌
    __________________
    (1) في التوحيد : « وقياماً ».
    (2) الظاهر أنّ « من » متعلّق بالمبرم صلةً له أو بياناً. و « ذوات الأجسام » ابتداء الكلام ، أو بيان للمفعولات ، أو بدل منه. ويحتمل كون « من المفعولات » من الكلام المستأنف وتعلّقه بما بعده ، وجعلها بياناً للمعلومات بعيد. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 345 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 144.
    (3) في « ب » وحاشية « ض » : « وذوات ».
    (4) في « ب ، بر ، بف » والوافي والتوحيد : « ذي ».
    (5) في شرح المازندراني : « الدبيب والدُروج : المشي على الأرض. والمراد هنا مطلق الحركة وإن كان في الهواء ». وانظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 124 و 313 ( دبب ) و ( درج ).
    (6) في شرح المازندراني : « ممّا لا عين له ... حال عن الضمير المجرور في قوله : فيه ».
    (7) في شرح المازندراني : « والله يفعل مايشاء ، الظاهر أنّه تأكيد لثبوت البداء له تعالى ، ويحتمل أن يكون بياناً وتعليلاً لعدم ثبوت البداء له في المفعولات العينيّة المدركة بالحواسّ ».
    (Cool في شرح المازندراني : « الظاهر أنّ « عرف » من المعرفة لا من التعريف ». وقال في مرآة العقول : « فقوله : « بالمشيّة عرّف » على صيغة التفعيل ». والنسخ أيضاً مختلفة.
    (9) في « ج ، بر » وشرح صدر المتألّهين : « وإنشاؤها ».
    (10) في « ب » وحاشية « ض » : « من ».
    (11) في التوحيد : + « وحدودها ».
    (12) في‌حاشية « بس ، بف » والتوحيد : « أوقاتها ».
    (13) في « بس » : « بان ».
    (14) في « ج ، بر » : + « جلّ وعلا وتقدّس ».
    (15) التوحيد ، ص 334 ، ح 9 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 517 ، ح 420.

    25 ـ بَابٌ فِي أنَّهُ لَايَكُونُ شَيْ‌ءٌ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ‌(1)
    385 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ؛
    وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ جَمِيعاً ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ (2) ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ جَمِيعاً :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، أَنَّهُ قَالَ : « لَا يَكُونُ شَيْ‌ءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ (3) إِلاَّ بِهذِهِ الْخِصَالِ السَّبْعِ : بِمَشِيئَةٍ ، وَإِرَادَةٍ ، وَقَدَرٍ ، وَقَضَاءٍ ، وَإِذْنٍ ، وَكِتَابٍ ، وَأَجَلٍ ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ يَقْدِرُ عَلى نَقْضِ وَاحِدَةٍ (4) ، فَقَدْ كَفَرَ ». (5) ‌
    وَرَوَاهُ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ ، عَنْ حَرِيزِ بْنِ عَبْدِ اللهِ وَابْنِ مُسْكَانَ مِثْلَهُ (6).
    386 / 2. وَرَوَاهُ أَيْضاً عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عِمْرَانَ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عليهما‌السلام ، قَالَ : « لَا يَكُونُ شَيْ‌ءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ (7) إِلاَّ بِسَبْعٍ : بِقَضَاءٍ ، وَقَدَرٍ ، وَإِرَادَةٍ ، وَمَشِيئَةٍ ، وَكِتَابٍ ، وَأَجَلٍ ، وَإِذْنٍ ، فَمَنْ زَعَمَ غَيْرَ هذَا ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ، أَوْ رَدَّ (Cool
    __________________
    (1) في « ف » : « ولا في الأرض ».
    (2) في « بر » : « عمار ». والرجل مجهول لم نعرفه.
    (3) في « ف » : « في السماء ولا في الأرض ».
    (4) في المحاسن : « على نقص واحدة منهنّ ».
    (5) المحاسن ، ص 244 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 236 عن أبيه ، عن فضالة بن أيّوب ، عن محمّد بن عمارة ، عن حريز بن عبدالله وعبدالله بن مسكان ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 519 ، ح 421.
    (6) الوافي ، ج 1 ، ص 519 ، ح 421.
    (7) في « ب » : « في الأرض ولا في السماوات ». وفي « ج » : « السماء » بدل « السماوات ».
    (Cool الترديد والشكّ من الراوي ، لا من الإمام عليه‌السلام. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 391 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 355 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 151.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:42

    عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ». (1) ‌
    26 ـ بَابُ الْمَشِيئَةِ وَالْإِرَادَةِ‌
    387 / 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الدَّيْلَمِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْهَاشِمِيِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليهما‌السلام يَقُولُ : « لَا يَكُونُ شَيْ‌ءٌ إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ وَأَرَادَ ، وَقَدَّرَ وَقَضى (2) ».
    قُلْتُ : مَا مَعْنى « شَاءَ »؟ قَالَ : « ابْتِدَاءُ الْفِعْلِ (3) ».
    قُلْتُ : مَا مَعْنى « قَدَّرَ »؟ قَالَ : « تَقْدِيرُ الشَّيْ‌ءِ مِنْ طُولِهِ وَعَرْضِهِ (4) ».
    قُلْتُ : مَا مَعْنى « قَضى »؟ قَالَ : « إِذَا قَضى (5) أَمْضَاهُ ، فَذلِكَ الَّذِي لَامَرَدَّ لَهُ (6) ». (7) ‌
    __________________
    (1) الخصال ، ص 359 ، باب السبعة ، ح 46 ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، عن أبي عبدالله البرقي الوافي ، ج 1 ، ص 519 ، ح 422.
    (2) في « ف » : « وقضى وقدّر ». وفي « ف » والمحاسن : + « قال ».
    (3) في الوافي والمحاسن+ / : « قلت : فما ( الوافي : ما ) معنى أراد؟ قال : الثبوت عليه ».
    (4) في « ف » : + « قال ». وفي حاشية « ف » : + « ثمّ ».
    (5) في حاشية ميرزا رفيعا والمحاسن : « قضاه ».
    (6) قال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « لاريب أنّ لنا في أفعالنا الاختياريّة مشيئة وإرادة وتقديراً وقضاء وهو الحكم البتّي ، وحيث عدّ الله سبحانه الموجودات أفعالاً لنفسه ، صادرة عن علمه وقدرته ، لم يكن بدّ من أن نذعن في فعله بالجهات التي لايخلو عنها فعل اختياريّ من المشيئة والإرادة والتقدير والقضاء ؛ فالمشيئة والإرادة هما المعنى الذي لابدّ في الفعل الاختياري من تحقّقه في نفس الفاعل منّا بعد العلم وقبل الفعل ، وهذا المعنى من حيث ارتباطه بالفاعل يسمّى مشيئة ، ومن حيث ارتباطه بالفعل يسمّى إرادة ، والتقدير تعيين مقدار الفعل من حيث تعلّق المشيئة به. والقضاء هو الحكم الأخير الذي لاواسطة بينه وبين الفعل ؛ مثلاً إذا قرّبنا ناراً من قطن ، والنار مقتضية للاحتراق ، ينتزع من المورد مشيئة الإحراق ، ثمّ بزيادة قربها إرادة الإحراق ، ثمّ من كيفيّة قربها وشكل القطن ووضعه منها وسائر ما يقارن المورد تقدير الإحراق ، فإن كان القطن مثلاً مرطوباً لايؤثّر فيه

    388 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : شَاءَ وَأَرَادَ ، وَقَدَّرَ وَقَضى؟ قَالَ : « نَعَمْ ». قُلْتُ : وَأَحَبَّ؟ قَالَ : « لَا ».قُلْتُ : وَكَيْفَ (1) شَاءَ وَأَرَادَ ، وَقَدَّرَ وَقَضى وَلَمْ يُحِبَّ؟!
    قَالَ : « هكَذَا خَرَجَ إِلَيْنَا (2) ». (3) ‌
    389 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « أَمَرَ اللهُ وَلَمْ يَشَأْ ، وَشَاءَ وَلَمْ يَأْمُرْ (4) ؛ أَمَرَ إِبْلِيسَ أَنْ يَسْجُدَ لِآدَمَ ، وَشَاءَ أَنْ لَايَسْجُدَ ، وَلَوْ شَاءَ (5) لَسَجَدَ ، وَنَهى آدَمَ عَنْ أَكْلِ‌
    __________________
    النار ، كان ذلك بداء لظهور ما كان خفيّاً من الفعل ، وإن كان يابساً لا مانع معه من الاحتراق ، كان ذلك قضاء وإمضاء وهو الاحتراق والإحراق ؛ وبذلك يتحقّق في كلّ حادث حدث عن أسبابه من حيث تهيّؤ سببه مشيئة وتمام التهيّؤ وتحقّق محلّ الفعل ، وتحقّق آخر جزء من سببه مشيئة وإرادة وقدر ، وقضاء هو الإمضاء والإجراء ».
    (7) المحاسن ، ص 244 ، كتاب مصابيح الظلم ح 237 ، بهذا السند ، وبسند آخر : عن أبيه ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 519 ، ح 423.
    (1) في حاشية « ف » : « فكيف ».
    (2) لايبعد أن يكون إمساكه عليه‌السلام عن الجواب والكلام في حبّ الله تعالى لأجل ما يتوهّم فيه من الحدوث والتغيّر مع دقّة الجواب وقصور فهم الأكثرين. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 392 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 520 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 156.
    وقال العلاّمة الطباطبائي 1 : « الحبّ حبّان : حبّ تكوينيّ يتعلّق بوجود الشي‌ء من حيث هو وجوده ، وحبّ تشريعيّ يتعلّق بالشي‌ء من حيث هو حسن جميل ، ولا يتعلّق بالقبيح أبداً ؛ وكأنّ عدم استعداد ذهن السائل عن إدراك الفرق بينهما استدعى إضرابه عليه‌السلام عن جواب سؤاله ».
    (3) المحاسن ، ص 245 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 239 ، بسند آخر مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج 1 ، ص 520 ، ح 424.
    (4) في « ف » : « ولم يأمر وشاء و ».
    (5) في « ف » : + « أن يسجد ».

    الشَّجَرَةِ ، وَشَاءَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا ، وَلَوْ لَمْ يَشَأْ لَمْ يَأْكُلْ (1) ». (2) ‌
    390 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِيِّ (3) ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَلَوِيِّ جَمِيعاً ، عَنِ الْفَتْحِ بْنِ يَزِيدَ الْجُرْجَانِيِّ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ لِلّهِ اِرَادَتَيْنِ وَمَشِيئَتَيْنِ : إِرَادَةَ حَتْمٍ ، وَإِرَادَةَ عَزْمٍ ، يَنْهى وَهُوَ يَشَاءُ ، وَيَأْمُرُ وَهُوَ لَايَشَاءُ ؛ أَوَمَا رَأَيْتَ أَنَّهُ نَهى آدَمَ وَزَوْجَتَهُ أَنْ يَأْكُلَا مِنَ الشَّجَرَةِ وَشَاءَ ذلِكَ؟ وَلَوْ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَأْكُلَا ، لَمَا غَلَبَتْ مَشِيئَتُهُمَا (4) مَشِيئَةَ اللهِ تَعَالى ، وَأَمَرَ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَذْبَحَ إِسْحَاقَ (5) وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَذْبَحَهُ ، وَلَوْ شَاءَ (6) ، لَمَا غَلَبَتْ مَشِيئَةُ إِبْرَاهِيمَ مَشِيئَةَ اللهِ (7) تَعَالى (Cool ». (9) ‌
    __________________
    (1) ظاهر الخبر يدلّ على الجبر ، وهو معلوم البطلان من مذهبنا الإماميّة ، فوجب التأويل إن أمكن ، وإلاّ يردّ الخبر أو يحمل على التقيّة. وكذلك الأخبار الآتية. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 392 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 359 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 522 ؛ مرآة العقول ، ج 1 ، ص 157.
    (2) الوافي ، ج 1 ، ص 521 ، ح 425.
    (3) في « ألف ، و ، بس » : « الهمذاني ».
    (4) في « ض ، بح ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « شهوتهما ».
    (5) في حاشية « ض » والتوحيد : « إسماعيل ». وكون الذبيح إسحاق عليه‌السلام خلاف المشهور بأنّه إسماعيل عليه‌السلام ، ودلّت‌عليه الأخبار المستفيضة ، فيحمل الخبر على التقيّة ، أو يأوّل بأنّ المأمور به أوّلاً ذبح إسحاق عليه‌السلام ثمّ نسخ وامر بذبح إسماعيل عليه‌السلام. انظر : مرآة العقول ، ج 2 ، ص 162.
    (6) في « ض » وحاشية « ج » والوافي : + « أن يذبحه ».
    (7) محبّته الطبيعيّة للولد وشوق بقائه لاينافي التسليم والرضا لأمر الله تعالى ، فحاشا الخليل عليه‌السلام أن يشاء ما لا يشاء الله تعالى. انظر شرح صدر المتألّهين ، ص 393 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 523.
    (Cool قال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « للمشيئة والإرادة انقسام إلى الإرادة التكوينيّة الحقيقيّة ، والإرادة التشريعيّة الاعتباريّة ، فإنّ إرادة الإنسان التي تتعلّق بفعل نفسه نسبة حقيقيّة تكوينيّة تؤثّر في الأعضاء الانبعات إلى الفعل ، ويستحيل معها تخلّفها عن المطاوعة إلاّلمانع ؛ وأمّا الإرادة التي تتعلّق منّا بفعل الغير ، كما إذا أمرنا بشي‌ء ، أو نهينا عن شي‌ء ، فإنّها إرادة بحسب الوضع والاعتبار ، لا تتعلّق بفعل الغير تكوينيّاً ؛ فإنّ إرادة كلّ شخص إنّما تتعلّق بفعل نفسه من طريق الأعضاء والعضلات ، ومن هنا كانت إرادة الفعل أو الترك من الغير لا تؤثّر في

    391 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « شَاءَ وَأَرَادَ ، وَلَمْ يُحِبَّ وَلَمْ يَرْضَ ؛ شَاءَ أَنْ لَايَكُونَ (1) شَيْ‌ءٌ إِلاَّ بِعِلْمِهِ ، وَأَرَادَ مِثْلَ ذلِكَ ، وَلَمْ يُحِبَّ أَنْ يُقَالَ (2) : ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ، وَلَمْ يَرْضَ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ». (3) ‌
    392 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي‌نَصْرٍ (4) ،
    __________________
    الفعل بالإيجاد والإعدام ، بل تتوقّف على الإرادة التكوينيّة من الغير بفعل نفسه حتّى يوجد أو يترك عن اختيار فاعله ، لا عن اختيار آمره وناهيه. إذا عرفت ذلك علمت أنّ الإرادتين يمكن أن تختلفا من غير ملازمة ، كما أنّ المعتاد بفعل قبيح ربّما ينهى نفسه عن الفعل بالتلقين ، وهو يفعل من جهة إلزام ملكته الرذيلة الراسخة ، فهو يشاء الفعل بإرادة تكوينيّة ، ولا يشاؤه بإرادة تشريعيّة ، ولا يقع إلاّما تعلّقت به الإرادة التكوينيّة ، والإرادة التكوينيّة هي التي يسمّيها عليه‌السلام بإرادة حتم ، والتشريعيّة هي التي يسمّيها بإرادة عزم.
    وإرادته تعالى التكوينيّة تتعلّق بالشي‌ء من حيث هو موجود ، ولا موجود إلاّوله نسبة الإيجاد إليه تعالى بوجوده ، بنحو يليق بساحة قدسه تعالى ؛ وإرادته التشريعيّة تتعلّق بالفعل من حيث أنّه حسن وصالح غير القبيح الفاسد ، فإذا تحقّق فعل موجود قبيح ، كان منسوباً إليه تعالى من حيث الإرادة التكوينيّة بوجه ، ولو لم يرده لم يوجد ؛ ولم يكن منسوباً إليه تعالى من حيث الإرادة التشريعيّة ؛ فإنّ الله لا يأمر بالفحشاء.
    فقوله عليه‌السلام : إنّ الله نهى آدم عليه‌السلام عن الأكل ، وشاء ذلك ، وأمر إبراهيم عليه‌السلام بالذبح ، ولم يشأه ، أراد بالأمر والنهي التشريعيّين منهما ، وبالمشيئة وعدمها التكوينيّين منهما.
    واعلم أنّ الرواية مشتملة على كون المأمور بالذبح إسحاق ، دون إسماعيل ، وهو خلاف ما تظافرت عليه أخبار الشيعة ».
    (9) التوحيد ، ص 64 ، ضمن الحديث الطويل ح 18 ، بسنده عن الفتح بن يزيد الجرجاني مع اختلاف يسير. وراجع : فقه الرضا عليه‌السلام ، ص 410 الوافي ، ج 1 ، ص 522 ، ح 426.
    (1) في التوحيد ، ص 343 : + « في ملكه ».
    (2) في التوحيد والمعاني : + « له ».
    (3) التوحيد ، ص 339 ، ح 9 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ؛ وفيه ، ص 343 ، ح 12 ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم ، مع زيادة في أوّله. معاني الأخبار ، ص 170 ، ح 1 ، بسند آخر. وراجع : تصحيح الاعتقاد ، ص 48 الوافي ، ج 1 ، ص 523 ، ح 427.
    (4) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « جر ». وفي « ج » : « محمّد بن يحيى ، عن

    قَالَ :
    قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام : « قَالَ اللهُ : ابْنَ (1) آدَمَ ، بِمَشِيئَتِي كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَشَاءُ لِنَفْسِكَ مَا تَشَاءُ ، وَبِقُوَّتِي أَدَّيْتَ فَرَائِضِي ، وَبِنِعْمَتِي قَوِيتَ عَلى مَعْصِيَتِي ، جَعَلْتُكَ سَمِيعاً بَصِيراً قَوِيّاً ( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) (2) وَذَاكَ (3) أَنِّي أَوْلى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ ، وَأَنْتَ أَوْلى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي ، وَذَاكَ (4) أَنَّنِي (5) لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (6) ». (7)
    27 ـ بَابُ الِابْتِلَاءِ وَالِاخْتِبَارِ‌
    393 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ :
    __________________
    أحمد بن محمّد بن أبي نصر » وفي « جر » والمطبوع : « محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ». وما ورد في « ج » سهو واضح ؛ لعدم ثبوت رواية محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر.
    (1) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع : « [ يا ] ابن ».
    (2) النساء (4) : 79.
    (3) في « ب ، بف » والوافي وقرب الإسناد وفقه الرضا : « وذلك ».
    (4) في « ب ، بف » وقرب الإسناد وفقه الرضا : « ذلك ».
    (5) في « ج ، بر » وحاشية « بف » ومرآة العقول والوافي وقرب الإسناد : « أنّي ».
    (6) في الوافي : + « صدق الله ». وهي إشارة إلى الآية 23 من سورة الأنبياء (21) : ( لا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ).
    (7) قرب الإسناد ، ص 354 ، ح 1267 ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر. الكافي ، كتاب التوحيد ، باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين ، ح 412 ، بسند آخر ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الرضا ، عن عليّ بن الحسين عليهما‌السلام ؛ وفي التوحيد ، ص 388 ، ح 6 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 144 ، ح 49 ، بسنده فيهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر. وفي المحاسن ، ص 244 ، كتاب مصابيح الظلم ، ذيل ح 238 ، بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 258 ، ح 200 ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن عليه‌السلام. فقه الرضا عليه‌السلام ، ص 349 ، وفي كلّها مع زيادة يسيرة في أوّله وآخره الوافي ، ج 1 ، ص 524 ، ح 430.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا مِنْ قَبْضٍ وَلَا بَسْطٍ (1) إِلاَّ وَلِلّهِ فِيهِ مَشِيئَةٌ وَقَضَاءٌ وَابْتِلَاءٌ (2) ». (3) ‌
    394 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّهُ لَيْسَ شَيْ‌ءٌ فِيهِ قَبْضٌ أَوْ بَسْطٌ (4) ـ مِمَّا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَوْ نَهى عَنْهُ ـ إِلاَّ وَفِيهِ لِلّهِ (5) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ابْتِلَاءٌ وَقَضَاءٌ (6) ». (7) ‌
    28 ـ بَابُ السَّعَادَةِ وَالشَّقَاءِ‌
    395 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ السَّعَادَةَ وَالشَّقَاءَ (Cool قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ ،
    __________________
    (1) في « ج » : « وبسط ».
    (2) في « ض » : « وابتلاء وقضاء ».
    (3) التوحيد ، ص 354 ، ح 2 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم. المحاسن ، ص 279 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 403 ، عن أبيه ، عن يونس بن عبد الرحمن الوافي ، ج 1 ، ص 524 ، ح 428.
    (4) في حاشية « بر » : « ولا بسط ».
    (5) في حاشية « بف » : « إلاّ ولله فيه ». وفي المحاسن والتوحيد : « إلاّ فيه من الله ».
    (6) قال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « لمّا تحقّق أنّ كلّ تكليف متعلّق بقبض أو بسط ، ففيه إرادة تكوينيّة وإرادة تشريعيّة ، والتشريع إنّما يتحقّق بالمصلحة في الفعل أو الترك الاختياري ، فلا يخلو التشريع عن ابتلاء وامتحان ؛ ليظهر بذلك ما في كمون العبد من الصلاح والفساد بالإطاعة والمعصية ، والإرادة التكوينيّة لاتخلو من قضاء ؛ فما من تكليف إلاّوفيه ابتلاء وقضاء ».
    (7) المحاسن ، ص 278 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 401 ، عن أبيه ، عن فضالة ، عن أبان الأحمر ، عن حمزة بن طيّار. التوحيد ، ص 354 ، ح 3 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد الوافي ، ج 1 ، ص 524 ، ح 429.
    (Cool في « ب ، ج ، ف ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين والتوحيد : « والشقاوة ».

    فَمَنْ خَلَقَهُ (1) اللهُ سَعِيداً (2) ، لَمْ يُبْغِضْهُ أَبَداً ، وَإِنْ عَمِلَ شَرّاً ، أَبْغَضَ عَمَلَهُ وَلَمْ يُبْغِضْهُ ، وَإِنْ كَانَ شَقِيّاً ، لَمْ يُحِبَّهُ أَبَداً ، وَإِنْ عَمِلَ صَالِحاً ، أَحَبَّ عَمَلَهُ وَأَبْغَضَهُ ؛ لِمَا يَصِيرُ إِلَيْهِ ، فَإِذَا أَحَبَّ اللهُ شَيْئاً ، لَمْ يُبْغِضْهُ أَبَداً ، وَإِذَا أَبْغَضَ (3) شَيْئاً ، لَمْ يُحِبَّهُ أَبَداً (4) ». (5) ‌
    __________________
    (1) في المحاسن والتوحيد : « علمه ».
    (2) « فمن خلقه سعيداً » أي خلقه عالماً بأنّه سيكون سعيداً ، يعني أنّه سبحانه يعلم في الأزل قبل إيجاد الخلائق حال ما يؤول إليه أحوالهم من السعادة والشقاوة. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 398 ؛ شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 376 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 166.
    (3) في « بح » : + « الله ».
    (4) قال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « ممّا لا شكّ فيه ولا ريب أنّ التربية مؤثّرة في الإنسان في الجملة ، وعلى ذلك بناء عمل النوع الإنساني في جميع أدوار حياته ، وأنّه يقرب بالتربية الجميلة إلى السعادة وبغيرها إلى غيرها بحسب ما يظنّ من معنى السعادة والشقاء ، وإنّ ذلك بواسطة الأفعال التي يرى الإنسان تمكّنه من فعلها وتركها ( الأفعال الاختياريّة ) ؛ فنسبة هذه الأفعال إلى الإنسان بالإمكان ( ممكن أن يفعل وأن لا يفعل ) ، وكذلك نسبة السعادة والشقاء ( وهما نتيجتا تراكم الأوصاف النفسانيّة الحاصلة من هذه الأفعال ) إليه بالإمكان ، هذا والإنسان أحد أجزاء علّة الفعل الصادر عنه كالأكل مثلاً ، فإنّ إرادة الإنسان أحد أجزاء العلّة التي يمكن صدور منه ، وإذا فرض مع إرادته وجود المادّة وقربها منه ، وصلاحية التناول ، وكذلك جميع ما يتوقّف عليه وجوده من الشرائط وارتفاع الموانع من غير استثناء أصلاً ، كان الفعل واجب الصدور ضروريّ الوجود ( لايمكن أن لايقع ) ؛ إذا عرفت هذا ظهر لك أنّ السعادة والشقاء اللذين يلحقان الإنسان بواسطة أفعاله الاختياريّة إذا نسبا إلى الإنسان فقط كانت النسبة فيها الإمكان والاختيار ، وإذا نسبا إلى مجموع العلّة التامّة التي أحد أجزائها الإنسان كانت النسبة الضرورة والحتم ، وأنت تعلم أنّ القضاء هو علم الله تعالى وحكمه من جهة العلل التامّة ، فمن هنا تعلم أنّ كلّ إنسان مقضيّ في حقّه السعادة أو الشقاء قضاء لايردّ ولا يبدّل ، ولا ينافي ذلك إمكان اختياره السعادة والشقاء ، فقوله عليه‌السلام : « إنّ الله خلق السعادة والشقاء قبل أن يخلق خلقه » إلخ ، معناه : أنّه تعالى علم أنّ العلل التامّة ماذا يوجب في حقّ الإنسان من سعادة وشقاء ، وحكم بذلك ، ولا ينافي ذلك كون الأفعال اختياريّة للإنسان ، وكذا السعادة والشقاء اللاحقان له من جهة أفعاله ، والله تعالى يحبّ الجميل ، ويبغض القبيح الشرير ؛ فمن كان سعيداً أحبّ الله ذاته وإن كان ربّما يصدر عنه الفعل القبيح المبغوض ، ومن كان شقيّاً أبغض ذاته وإن كانت ربّما يصدر عنه الفعل الحسن المحبوب.
    وبهذا البيان يظهر معنى الروايتين التاليتين أيضاً ، فحُكمُ الله تعالى وقضاؤه يتبع العلّة التامّة للشي‌ء ، التي لا يتخلّف عنها ، وأمّا حكم الناس وقضاؤهم فيتبع علمهم الناقص ببعض جهات الشي‌ء ، وشطراً من أجزاء علّته الموجودة ، ولذلك ربّما يتخلّف ، فيختم لبعض من هو سعيد عندهم بالشقاء ، ولبعض من هو شقيّ عندهم بالسعادة ».
    (5) المحاسن ، ص 279 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 405 ؛ والتوحيد ، ص 357 ، ح 5 ، بسندهما عن صفوان بن

    396 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ رَفَعَهُ ، عَنْ شُعَيْبٍ الْعَقَرْقُوفِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    كُنْتُ بَيْنَ يَدَيْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام جَالِساً وَقَدْ سَأَلَهُ سَائِلٌ ، فَقَالَ : جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، مِنْ أَيْنَ لَحِقَ الشَّقَاءُ أَهْلَ الْمَعْصِيَةِ حَتّى حَكَمَ اللهُ (1) لَهُمْ فِي عِلْمِهِ بِالْعَذَابِ عَلى عَمَلِهِمْ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « أَيُّهَا السَّائِلُ ، حُكْمُ (2) اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَايَقُومُ (3) لَهُ (4) أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ بِحَقِّهِ ، فَلَمَّا حَكَمَ (5) بِذلِكَ ، وَهَبَ لِأَهْلِ مَحَبَّتِهِ الْقُوَّةَ عَلى مَعْرِفَتِهِ ، وَوَضَعَ عَنْهُمْ ثِقَلَ (6) الْعَمَلِ بِحَقِيقَةِ مَا هُمْ أَهْلُهُ ، وَوَهَبَ لِأَهْلِ الْمَعْصِيَةِ الْقُوَّةَ عَلى مَعْصِيَتِهِمْ (7) ؛ لِسَبْقِ عِلْمِهِ فِيهِمْ ، وَمَنَعَهُمْ (Cool إِطَاقَةَ الْقَبُولِ مِنْهُ (9) ، فَوَاقَعُوا (10) مَا سَبَقَ لَهُمْ فِي عِلْمِهِ ، وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَأْتُوا حَالاً تُنْجِيهِمْ (11) مِنْ عَذَابِهِ ؛ لِأَنَّ عِلْمَهُ أَوْلى بِحَقِيقَةِ التَّصْدِيقِ (12) ‌
    __________________
    يحيى الوافي ، ج 1 ، ص 527 ، ح 432.
    (1) في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والتوحيد : ـ « الله ».
    (2) في التوحيد : « علم ».
    (3) في « ف » والوافي والتوحيد : « ألاّ يقوم ». وعلى هذه النسخة « حكم » فعل ماض.
    (4) في التوحيد : ـ « له ».
    (5) في التوحيد : « علم ».
    (6) « الثقل » ـ بسكون القاف ـ : الوزن ، وبفتحها بمعنى ضدّ الخفّة ، وهو المراد هنا.
    (7) في « بر » والوافي : « معصيته ».
    (Cool قوله : « منعهم » ، هو مصدر مضاف إلى الفاعل عطفاً على ضمير « فيهم » ، أو عطفاً على « السبق » واللام للعاقبة ، أو مضاف إلى المفعول والفاعل هو الله تعالى. والمراد سلب التوفيق والإعانة عنهم بسبب إبطالهم الاستعداد الفطري لإطاقة القبول منه. أو هو فعل ماض. والمراد ترك الألطاف الخاصّة. انظر : شرح المازندراني ، ج 4 ، ص 383 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 169.
    (9) في التوحيد : « ولم يمنعهم إطاقة القبول منه ؛ لأنّ علمه أولى بحقيقة التصديق » بدل « منعهم إطاقة القبول منه ».
    (10) هكذا في النسخ التي قوبلت وحاشية ميرزا رفيعا وشرح المازندراني والوافي. وفي المطبوع والتوحيد : « فوافقوا ».
    (11) في « ب » : « تنجّينّهم ». وفي شرح صدر المتألّهين : « ينجيهم ».
    (12) في التوحيد : « وإن قدروا أن يأتوا خلالاً تنجيهم عن معصيته » بدل « ولم يقدروا ـ إلى ـ بحقيقة التصديق ».

    وَهُوَ مَعْنى « شَاءَ مَا شَاءَ » وَهُوَ سِرُّهُ (1) ». (2) ‌
    397 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عِمْرَانَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ مُعَلّى أَبِي عُثْمَانَ (3) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَنْظَلَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، أَنَّهُ قَالَ : « يُسْلَكُ بِالسَّعِيدِ فِي طَرِيقِ الْأَشْقِيَاءِ حَتّى يَقُولَ النَّاسُ (4) : مَا أَشْبَهَهُ بِهِمْ ، بَلْ هُوَ مِنْهُمْ! ثُمَّ يَتَدَارَكُهُ (5) السَّعَادَةُ. وَقَدْ يُسْلَكُ بِالشَّقِيِّ طَرِيقَ السُّعَدَاءِ حَتّى يَقُولَ النَّاسُ : مَا أَشْبَهَهُ بِهِمْ ، بَلْ هُوَ مِنْهُمْ! ثُمَّ يَتَدَارَكُهُ الشَّقَاءُ ؛ إِنَّ مَنْ كَتَبَهُ اللهُ سَعِيداً ـ وَإِنْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ فُوَاقُ (6) نَاقَةٍ ـ خَتَمَ لَهُ بِالسَّعَادَةِ ». (7) ‌
    29 ـ بَابُ (Cool الْخَيْرِ وَالشَّرِّ‌
    398 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ وَعَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في التوحيد : « سرّ ».
    (2) التوحيد ، ص 354 ، ح 1 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 1 ، ص 529 ، ح 433.
    (3) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، بس ، بف ، جر » ، وحاشية « ض ، ف » والوافي والمحاسن والتوحيد. وفي « ض ، ف ، بر » والمطبوع : « معلّى بن عثمان ». وفي « و ، بح » وحاشية « ج » : « معلّى بن أبي عثمان ».
    هذا ، ومعلّى هذا ، هو معلّى بن عثمان أبوعثمان الأحول. راجع : رجال النجاشي ، ص 417 ، الرقم 1115 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 460 ، الرقم 733.
    (4) في المحاسن : + « كأنّه منهم ».
    (5) في « ض ، بس » : « تتداركه ». وفي المحاسن : « تداركه ».
    (6) فُواق الناقة وفَواقها ، هو ما بين الحَلْبتين من الوقت ؛ لأنّ الناقة تُحلب ثمّ تترك وقتاً يرضعها الفَصيل لتُدرَّ ، ثمّ تحلب ، أو ما بين فتح يدك وقبضها على الضرع. ويجوز هاهنا فيه النصب والرفع. انظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1219 ( فوق ) ؛ التعليقة للداماد ، ص 374.
    (7) المحاسن ، ص 280 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 409 ، عن النضر بن سويد ، مع زيادة في أوّله. التوحيد ، ص 357 ، ح 4 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد الوافي ، ج 1 ، ص 531 ، ح 434.
    (Cool في « ب » وحاشية بدرالدين : + « خلق ».

    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ مِمَّا أَوْحَى اللهُ إِلى مُوسى (1) عليه‌السلام ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ فِي التَّوْرَاةِ : أَنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ، خَلَقْتُ الْخَلْقَ ، وَخَلَقْتُ الْخَيْرَ ، وَأَجْرَيْتُهُ عَلى يَدَيْ مَنْ أُحِبُّ ، فَطُوبى لِمَنْ أَجْرَيْتُهُ عَلى يَدَيْهِ ، وَأَنَا اللهُ لَا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ، خَلَقْتُ الْخَلْقَ ، وَخَلَقْتُ الشَّرَّ ، وَأَجْرَيْتُهُ عَلى يَدَيْ مَنْ أُرِيدُهُ ، فَوَيْلٌ لِمَنْ أَجْرَيْتُهُ عَلى يَدَيْهِ (2) ». (3) ‌
    399 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ فِي بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ (4) كُتُبِهِ : أَنِّي أَنَا اللهُ لَا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ، خَلَقْتُ الْخَيْرَ ، وَخَلَقْتُ الشَّرَّ ، فَطُوبى لِمَنْ أَجْرَيْتُ عَلى يَدَيْهِ الْخَيْرَ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ أَجْرَيْتُ عَلى يَدَيْهِ الشَّرَّ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ يَقُولُ : كَيْفَ ذَا؟ وَكَيْفَ ذَا؟ (5) ». (6) ‌
    400 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ كَرْدَمٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ الْمُؤْمِنِ الْأَنْصَارِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ : أَنَا اللهُ لَا إِلهَ إِلاَّ أَنَا ، خَالِقُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، فَطُوبى لِمَنْ أَجْرَيْتُ عَلى يَدَيْهِ الْخَيْرَ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ أَجْرَيْتُ عَلى يَدَيْهِ الشَّرَّ ، وَوَيْلٌ لِمَنْ يَقُولُ : كَيْفَ ذَا؟ وَكَيْفَ هذَا (7)؟ ». (Cool
    __________________
    (1) في « ف » : + « بن عمران ».
    (2) قال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « يظهر معني الرواية من الرجوع إلى معنى الرواية الاولى من الباب السابق ، فسعادة أهل السعادة مقضيّة وهم محبوبون لله ، والخير جارٍ على أيديهم بإجراء الله ، وشقاء أهل الشقاء مقضىّ منه وهم غير محبوبين ؛ والشرّ جارٍ على أيديهم بإرادة من الله ، وإن اتّفق فعل شرّ من السعداء أو فعل خير من الأشقياء ، لم يكن حبّ ذلك الفعل أو بغضه منافياً لبغض الذات أو حبّه ».
    (3) المحاسن ، ص 283 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 414 الوافي ، ج 1 ، ص 533 ، ح 435.
    (4) في « بح » وحاشية « ج » : « في ».
    (5) في « بس » : « كيف هذا » بدل « كيف ذا وكيف ذا ».
    (6) المحاسن ، ص 283 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 415 ، عن أبيه ، عن أبي عمير الوافي ، ج 1 ، ص 533 ، ح 436.
    (7) في « بر ، بف » والوافي : « كيف هذا » بدل « كيف ذا وكيف هذا ».
    (Cool المحاسن ، ص 283 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 416 ، بسند آخر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ،

    قَالَ يُونُسُ (1) : يَعْنِي مَنْ يُنْكِرُ هذَا الْأَمْرَ بِتَفَقُّهٍ فِيهِ (2).
    30 ـ بَابُ الْجَبْرِ وَالْقَدَرِ وَالْأَمْرِ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ‌
    (3) 401 / 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَغَيْرِهِمَا رَفَعُوهُ ، قَالَ :
    « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام جَالِساً بِالْكُوفَةِ بَعْدَ مُنْصَرَفِهِ (4) مِنْ صِفِّينَ إِذْ أَقْبَلَ شَيْخٌ فَجَثَا (5) بَيْنَ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَخْبِرْنَا عَنْ مَسِيرِنَا إِلى أَهْلِ الشَّامِ ، أَبِقَضَاءٍ مِنَ اللهِ وَقَدَرٍ؟ فَقَالَ لَهُ (6) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : أَجَلْ يَا شَيْخُ ، مَا عَلَوْتُمْ‌
    __________________
    ج 1 ، ص 533 ، ح 437.
    (1) في مرآة العقول : « قوله : قال يونس ، كلام محمّد بن عيسى ، وهو تفسير لقوله عليه‌السلام : من يقول : كيف ذا وكيف ذا ».
    (2) في حاشية بدرالدين والوافي : « يتفقّه فيه ». وقوله : « بتفقّه فيه » أو « يتفقّه فيه » إمّا حال عن فاعل ينكر ، والمعنى : يترتّب الويل لمنكر هذا الأمر مدّعياً التفقّه في الإنكار والعلمَ بخلاف ذلك الأمر ، أي لمن يجتهد بعقله ويقول برأيه. وإمّا « يتفقّه فيه » جواب « من » والمعنى : أنّ من كان في نفسه إنكار هذا الأمر يجب عليه أن يتفقّه فيه حتّى يعلم أنّه الحقّ وإلاّ استحقّ الويل والعذاب. انظر شروح الكافي.
    (3) اختلف في انتساب أفعال العباد على أقوال :
    الأوّل : هي منتسبة إلى الله تعالى ، بمعنى جبر الله تعالى إيّاهم على الأفعال من غير أن يكون لهم مدخل فيها. هذا هو الجبر ، وهو مذهب الأشاعرة.
    الثاني : هي منتسبة إليهم على وجه الاستقلال من غير تصرّف له تعالى أصلاً. وهذا هو القَدَر والتفويض ، وهو مذهب طائفة من المعتزلة.
    الثالث : لا هذا ولا ذاك ، بل طريق متوسّط بينهما ، وهو أنّ أفعالهم بقدرتهم واختيارهم مع تعلّق قضاء الله وقدره وإرادته بها. وهذا هو الأمر بين الأمرين ، وهو مذهب الإماميّة تبعاً لأهل البيت :. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 2 ـ 4.
    (4) في شرح صدر المتألّهين ، ص 403 : « المُنْصَرَف ، قد يجي‌ء بمعنى المكان ، وقد يجي‌ء بمعنى المصدر. والثاني هو المراد هاهنا. وهكذا لفظ المسير والمنقلب والمقام. والمراد بكلّ منهما هو المعنى المصدري ». والأظهر عند المازندراني في شرحه كونها أسماء الزمان أو المكان فقط ؛ للصون عن التكرار.
    (5) جثا يجثو ، أي جلس على رُكبتيه ، أو قام على أطراف أصابعه. القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1666 ( جثو ).
    (6) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « له ».

    تَلْعَةً (1) وَلَا هَبَطْتُمْ بَطْنَ وَادٍ إِلاَّ بِقَضَاءٍ مِنَ اللهِ وَقَدَرٍ.
    فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ : عِنْدَ اللهِ أَحْتَسِبُ عَنَائِي (2) يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، فَقَالَ لَهُ : مَهْ يَا شَيْخُ ، فَوَ اللهِ ، لَقَدْ عَظَّمَ اللهُ لَكُمُ (3) الْأَجْرَ فِي مَسِيرِكُمْ وَأَنْتُمْ سَائِرُونَ ، وَفِي مُقَامِكُمْ وَأَنْتُمْ مُقِيمُونَ ، وَفِي مُنْصَرَفِكُمْ وَأَنْتُمْ مُنْصَرِفُونَ ، وَلَمْ تَكُونُوا فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ حَالَاتِكُمْ مُكْرَهِينَ ، وَلَا إِلَيْهِ مُضْطَرِّينَ.
    فَقَالَ لَهُ الشَّيْخُ : وَكَيْفَ لَمْ نَكُنْ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ حَالَاتِنَا مُكْرَهِينَ ، وَلَا إِلَيْهِ مُضْطَرِّينَ ، وَكَانَ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ مَسِيرُنَا وَمُنْقَلَبُنَا وَمُنْصَرَفُنَا؟!
    فَقَالَ لَهُ : وَتَظُنُّ (4) أَنَّهُ كَانَ قَضَاءً حَتْماً ، وَقَدَراً لَازِماً ؛ إِنَّهُ لَوْ كَانَ كَذلِكَ ، لَبَطَلَ (5) الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ ، وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَالزَّجْرُ مِنَ اللهِ (6) ، وَسَقَطَ مَعْنَى الْوَعْدِ وَالْوَعِيدِ ، فَلَمْ تَكُنْ (7) لَائِمَةٌ لِلْمُذْنِبِ ، وَلَا مَحْمَدَةٌ لِلْمُحْسِنِ ، وَلَكَانَ المُذْنِبُ أَوْلى بِالْإِحْسَانِ مِنَ الْمُحْسِنِ ، وَلَكَانَ (Cool الْمُحْسِنُ أَوْلى بِالْعُقُوبَةِ مِنَ الْمُذْنِبِ ، تِلْكَ مَقَالَةُ إِخْوَانِ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ ، وَخُصَمَاءِ الرَّحْمنِ ،
    __________________
    (1) « التَلْعَة » : ما ارتفع من الأرض. وقيل : هو من الأضداد ، فيطلق على ما انهبط منها أيضاً. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1192 ( تلع ).
    (2) « العناء » : التعب والمشقّة. وهذا الكلام يحتمل الاستفهام والإخبار. والمعنى : هل أو كيف عند الله أحتسب‌عنائي ومشقّتي وأنا مضطرّ؟ أو المعنى : فلا نستحقّ شيئاً ولعلّ الله يعطينا بفضله. انظر شروح الكافي والصحاح ، ج 6 ، ص 2440 ( عنو ).
    (3) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي. وفي‌المطبوع : ـ « لكم ».
    (4) في « بح » : « فتظنّ ». وفي شرح المازندراني : « وتظنّ ، الواو للعطف على مقدّر ، أي أظننت قبل الجواب بأنّ لكم‌الأجر العظيم ، وتظنّ بعده أنّ سيركم وانقلابكم وانصرافكم وغيرها ممّا تعلّق به القضاء والقدر كان قضاء حتماً؟ ».
    (5) في « ب » : « بطل ».
    (6) في مرآة العقول : « زواجر الله : بلاياه النازلة على العصاة بإزاء عصيانهم ، وأحكامه في القصاص والحدود ونحوذلك ».
    (7) في « ف ، بح » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « فلم يكن ».
    (Cool في « ب ، ف ، بف » : « وكان ».

    وَحِزْبِ الشَّيْطَانِ ، وَقَدَرِيَّةِ هذِهِ الْأُمَّةِ وَمَجُوسِهَا ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ كَلَّفَ تَخْيِيراً (1) ، وَنَهى تَحْذِيراً ، وَأَعْطى عَلَى الْقَلِيلِ كَثِيراً ، وَلَمْ يُعْصَ (2) مَغْلُوباً ، وَلَمْ يُطَعْ مُكْرِهاً (3) ، وَلَمْ يُمَلِّكْ (4) مُفَوِّضاً ، وَلَمْ يَخْلُقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ، وَلَمْ يَبْعَثِ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ عَبَثاً ( ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النّارِ ) (5) ، فَأَنْشَأَ‌
    __________________
    (1) في شرح صدر المتألّهين ، ص 405 : « تخييراً ، مصدر سدّ مسدّ الخبر ، أي حال كونهم مختارين. وتحذيراً ، مفعول له ».
    (2) في مرآة العقول : « يمكن أن يقرأ الفعلان ـ أي لم يعص ولم يطع ـ على بناء الفاعل ويكون الفاعل المطيع‌والعاصي ، وهما بعيدان ».
    (3) قوله : « مكرهاً » إمّا اسم فاعل ، أو اسم مفعول بمعنى المصدر. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 14 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 181.
    (4) في مرآة العقول : « لم يملّك ، على بناء التفعيل ، والمفعول القدرة والإرادة والاختيار. أو على بناء الإفعال ؛ بمعنى إعطاء السلطنة ».
    (5) ص (38) : 27. وقال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « مسألة القضاء والقدر من أقدم الأبحاث في تاريخ الإسلام ، اشتغل به المسلمون في أوائل انتشار الدعوة الإسلاميّة وتصادفها مع أنظار الباحثين من علماء الملل والأديان ، ولمّا كان تعلّق القضاء الحتم بالحوادث ومن بينها بالأفعال الاختياريّة من الإنسان يوجب بحسب الأنظار العامّية الساذجة ارتفاع تأثير الإرادة في الفعل ، وكون الإنسان مجبوراً في فعله غير مختار ؛ تشعّب جماعة الباحثين ( وهم قليل البضاعة في العلم يومئذٍ ) علي فرقتين :
    إحداهما ـ وهم المجبّرة ـ أثبتوا تعلّق الإرادة الحتميّة الإلهيّة بالأفعال كسائر الأشياء ، وهو القدر ، وقالوا بكون الإنسان مجبوراً غير مختار في أفعاله ، والأفعال مخلوقة لله‌تعالى ، وكذا أفعال سائر الأسباب التكوينيّة مخلوقة له.
    وثانيتهما ـ وهم المفوّضة ـ أثبتوا اختياريّة الأفعال ، ونفوا تعلّق الإرادة الإلهيّة بالأفعال الإنسانيّة ، فاستنتجوا كونها مخلوقة للإنسان. ثمّ فرّع كلّ من الطائفتين على قولهم فروعاً ، ولم يزالوا على ذلك حتّى تراكمت هناك أقوال وآراء يشمئزّ منها العقل السليم ، كارتفاع العلّيّة بين الأشياء ، وخلق المعاصي ، والإرادة الجزافيّة ، ووجود الواسطة بين النفي والإثبات ، وكون العالم غير محتاج في بقائه إلى الصانع ، إلى غير ذلك من هوساتهم.
    والأصل في جميع ذلك عدم تفقّههم في فهم تعلّق الإرادة الإلهيّة بالأفعال وغيرها ، والبحث فيه طويل الذيل لايسعه المقام علي ضيقه ، غير أنّا نوضح المطلب بمَثَل نضربه ، ونشير به إلى خطأ الفرقتين ، والصواب الذي

    __________________
    غفلوا عنه ؛ فلنفرض إنساناً اوتي سعة من المال والمنال والضياع والدار والعبيد والإماء ، ثمّ اختار واحداً من عبيده ـ وزوّجه إحدى جواريه ـ وأعطاه من الدار والأثاث ما يرفع حوائجه المنزليّة ، ومن المال والضياع ما يسترزق به في حياته بالكسب والتعمير.
    فإن قلنا : إنّ هذا الإعطاء لايؤثّر في تملّك العبد شيئاً والمولى هو المالك وملكه بجميع ما أعطاه قبل الإعطاء وبعده على السواء ، كان ذلك قول المجبّرة.
    وإن قلنا : إنّ العبد صار مالكاً وحيداً بعد الإعطاء وبطل به ملك المولى ، وإنّما الأمر إلى العبد يفعل ما يشاء في ملكه ، كان ذلك قول المفوّضة.
    وإن قلنا ـ كما هو الحقّ ـ : إنّ العبد يتملّك ما وهبه له المولى في ظرف ملك المولى وفي طوله لا في عرضه ، فالمولى هو المالك الأصلي والذي للعبد ملك في ملك ، كما أنّ الكتابة فعل اختياري منسوب إلى يد الإنسان وإلى نفس الإنسان ، بحيث لايبطل إحدى النسبتين الاخرى ، كان ذلك القول الحقّ الذي يشير عليه‌السلام إليه في هذا الخبر.
    فقوله عليه‌السلام : « لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب » إلى قوله : « وأعطى على القليل كثيراً » إشارة إلى نفي مذهب الجبر بمحاذير ذكرها عليه‌السلام ، ومعناها واضح.
    وقوله : « ولم يعص مغلوباً » إشارة إلى نفي مذهب التفويض بمحاذيرها اللازمة ؛ فإنّ الإنسان لو كان خالقاً لفعله ، كان مخالفته لما كلّفه الله من الفعل غلبة منه على الله سبحانه.
    وقوله : « ولم يطع مكرهاً » نفي للجبر ، ومقابلة للجملة السابقة ؛ فلو كان الفعل مخلوقاً لله ـ وهو الفاعل ـ فقد أكره العبد على الإطاعة.
    وقوله : « ولم يملك مفوّضاً » بالبناء للفاعل وصيغة اسم الفاعل ، نفي للتفويض ، أي لم يملك الله ما ملّكه العبد من الفعل بتفويض الأمر إليه وإبطال ملك نفسه.
    وقوله عليه‌السلام : « ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً ، ولم يبعث النبيين مبشّرين ومنذرين عبثاً » الجملتان يحتمل أن يشار بهما إلى نفي كلّ من الجبر والتفويض ؛ فإنّ الأفعال إذا كانت مخلوقة لله‌قائمة به سبحانه ، كان المعاد الذي هو غاية الخلقة أمراً باطلاً ؛ لبطلان الثواب والعقاب إلى آخر ما ذكره عليه‌السلام ، وكان بعث الرسل لإقامة الحجّة وتقدمة القيامة عبثاً ، ولا معنى لأن يقيم تعالى حجّة على فعل نفسه ، وإذا كانت مخلوقة للإنسان ولا تأثير لله‌سبحانه فيها ، لزم أن تكون الخلقة لغاية لايملك الله تعالى منه شيئاً وهو الباطل ، وبعث الرسل لغرض الهداية التي لايملكها إلاّ الإنسان ليس لله‌فيها شأن وهو العبث.
    واعلم أنّ البحث عن القضاء والقدر كان في أوّل الأمر مسألة واحدة ، ثمّ تحوّلت ثلاث مسائل أصليّة :
    الاولى : مسألة القضاء وهو تعلّق الإرادة الإلهيّة الحتميّة بكلّ شي‌ء ، والأخبار تقضي فيها بالإثبات ، كما مرّ في الأبواب السابقة.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:44

    الشَّيْخُ يَقُولُ :
    أَنْتَ الْإِمَامُ الَّذِي نَرْجُو بِطَاعَتِهِ
    يَوْمَ النَّجَاةِ مِنَ الرَّحْمنِ غُفْرَاناً

    أَوْضَحْتَ مِنْ أَمْرِنَا مَا كَانَ مُلْتَبِساً
    جَزَاكَ رَبُّكَ بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً » (1).

    402 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ (2) ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ؛
    __________________
    الثانية : مسألة القدر ، وهو ثبوت تأثير ماله تعالى في الأفعال ، والأخبار تدلّ فيها أيضاً على الإثبات.
    الثالثة : مسألة الجبر والتفويض ، والأخبار تشير فيها إلى نفي كلا القولين ، وتثبت قولاً ثالثاً ، وهو الأمر بين الأمرين ، لا ملكاً لله‌فقط من غير ملك الإنسان ولا بالعكس ، بل ملكاً في طول ملك ، وسلطنة في ظرف سلطنة. واعلم أيضاً أنّ تسمية هؤلاء بالقدريّة مأخوذة ممّا صحّ عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ القدريّة مجوس هذه الامّة » الحديث ، فأخذت المجبّرة تسمّى المفوّضة بالقدريّة ؛ لأنّهم ينكرون القدر ويتكلّمون عليها ، والمفوّضة تسمّي المجبّرة بالقدريّة ؛ لأنّهم يثبتون القدر ، والذي يتحصّل من أخبار أئمّة أهل البيت : أنّهم يسمّون كلتا الفرقتين بالقدريّة ، ويطبقون الحديث النبويّ عليهما.
    أمّا المجبّرة فلأنّهم ينسبون الخير والشرّ والطاعة والمعصية جميعاً إلى غير الإنسان ، كما أنّ المجوس قائلون بكون فاعل الخير والشرّ جميعاً غير الإنسان ، وقوله عليه‌السلام في هذا الخبر مبنيّ على هذا النظر.
    وأمّا المفوّضة فلأنّهم قائلون بخالقين في العالم هما الإنسان بالنسبة إلى أفعاله ، والله سبحانه بالنسبة إلى غيرها ، كما أنّ المجوس قائلون بإله الخير وإله الشرّ ، وقوله عليه‌السلام في الروايات التالية : لاجبر ولاقدر ، ناظر إلى هذا الاعتبار ».
    (1) عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 138 ، ح 38 ، بطرق أربعة :
    الأوّل : بسنده عن سهل بن زياد الكوفي ، عن عليّ بن جعفر الكوفي ، عن عليّ بن محمّد الهادي ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ عليهم‌السلام ؛ الثاني : بسنده عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم‌السلام ؛ الثالث : بسنده عن عبدالله بن نجيح ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام ؛ الرابع : بسنده عن ابن عبّاس ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام ؛ التوحيد ، ص 380 ، ح 28 ، بطريقين : الأوّل : بسنده عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن جعفر الكوفي ، عن الهادي ، عن آبائه ، عن الحسين بن عليّ عليهم‌السلام ؛ والثاني : بسنده عن السكوني ، عن جعفر بن محمّد ، عن آبائه ، عن عليّ عليهم‌السلام ؛ وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة أربعة أبيات في آخره. الإرشاد ، ج 1 ، ص 225 ، مرسلاً عن الحسن بن أبي الحسن البصري. تحف العقول ، ص 468 ، عن الهادي عليه‌السلام ، وفيهما مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 535 ، ح 438.
    (2) « الفحشاء » و « الفحش » و « الفاحشة » : ما عظم قبحه من الأفعال والأقوال. المفردات ، ص 626 ( فحش ).

    وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ إِلَيْهِ ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ». (1) ‌
    403 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ (2) ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ ، فَقُلْتُ : اللهُ فَوَّضَ الْأَمْرَ إِلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ (4) : « اللهُ أَعَزُّ مِنْ ذلِكَ ».
    قُلْتُ : فَجَبَرَهُمْ (5) عَلَى الْمَعَاصِي؟ قَالَ (6) : « اللهُ أَعْدَلُ وَأَحْكَمُ مِنْ ذلِكَ ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « قَالَ اللهُ : يَا ابْنَ آدَمَ ، أَنَا أَوْلى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ ، وَأَنْتَ أَوْلى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي ؛ عَمِلْتَ الْمَعَاصِيَ بِقُوَّتِيَ الَّتِي جَعَلْتُهَا فِيكَ ». (7) ‌
    404 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، قَالَ :
    قَالَ لِي أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام : « يَا يُونُسُ ، لَاتَقُلْ بِقَوْلِ الْقَدَرِيَّةِ (Cool ؛ فَإِنَّ الْقَدَرِيَّةَ لَمْ يَقُولُوا (9) بِقَوْلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَلَا بِقَوْلِ أَهْلِ النَّارِ ، وَلَا بِقَوْلِ إِبْلِيسَ ؛ فَإِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ قَالُوا : ( الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ ) (10) وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ : ( رَبَّنا غَلَبَتْ )‌ ( عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنّا قَوْماً ضالِّينَ ) (11) وَقَالَ إِبْلِيسُ : ( رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي ) (12) ».
    __________________
    (1) المحاسن ، ص 284 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 419 ، بسنده عن حمّاد بن عثمان. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 12 ، ح 16 عن أبي بصير الوافي ، ج 1 ، ص 539 ، ح 439.
    (2) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » : ـ « بن محمّد ».
    (3) في « بح ، بف » : ـ « بن محمّد ».
    (4) في « ج » : « فقال ».
    (5) في التوحيد : « فأجبرهم ». وفي العيون : « أجبرهم ».
    (6) في حاشية « ج » : + « إنّ ».
    (7) التوحيد ، ص 362 ، ح 10 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 143 ، ح 46 ، بسنده فيهما عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري الوافي ، ج 1 ، ص 541 ، ح 443.
    (Cool في شرح صدر المتألّهين ، ص 408 : « لا تقل بقول القَدَرِيَّة ، منع عن الاعتقاد به والذهاب إليه ؛ فإنّ القول إذاتعدّى بالباء يراد به الاعتقاد والمذهب ».
    (9) في شرح صدر المتألّهين : « لايقولون ».
    (10) الأعراف (7) : 43.
    (11) المؤمنون (23) : 106.
    (12) الحجر (15) : 39.

    فَقُلْتُ : وَاللهِ ، مَا أَقُولُ بِقَوْلِهِمْ ، وَلكِنِّي أَقُولُ : لَايَكُونُ (1) إِلاَّ بِمَا (2) شَاءَ اللهُ وَأَرَادَ ، وَقَدَّرَ وَقَضى ، فَقَالَ (3) : « يَا يُونُسُ ، لَيْسَ هكَذَا ، لَايَكُونُ إِلاَّ مَا (4) شَاءَ اللهُ وَأَرَادَ ، وَقَدَّرَ وَقَضى ؛ يَا يُونُسُ ، تَعْلَمُ مَا الْمَشِيئَةُ؟ » ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « هِيَ الذِّكْرُ الْأَوَّلُ (5) ، فَتَعْلَمُ مَا الْإِرَادَةُ؟ » ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « هِيَ الْعَزِيمَةُ (6) عَلى مَا يَشَاءُ (7) ، فَتَعْلَمُ مَا الْقَدَرُ (Cool؟ » ، قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « هِيَ (9) الْهَنْدَسَةُ (10) ، وَوَضْعُ الْحُدُودِ مِنَ الْبَقَاءِ وَالْفَنَاءِ ».
    قَالَ (11) : ثُمَّ قَالَ : « وَالْقَضَاءُ هُوَ الْإِبْرَامُ وَإِقَامَةُ الْعَيْنِ ». قَالَ : فَاسْتَأْذَنْتُهُ (12) أَنْ أُقَبِّلَ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ : فَتَحْتَ لِي شَيْئاً كُنْتُ عَنْهُ فِي غَفْلَةٍ. (13) ‌
    405 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ ، فَعَلِمَ مَا هُمْ صَائِرُونَ إِلَيْهِ ، وَأَمَرَهُمْ‌
    __________________
    (1) في « ف » وشرح المازندراني : + « شي‌ء ».
    (2) الباء موجودة في أكثر النسخ في كلام يونس دون كلامه عليه‌السلام ، فالفرق بينهما بالباء. إذ كلام يونس يدلّ على العلّية واستقلال إرادة الله في فعل العبد فيوهم الجبر ولذا أسقط عليه‌السلام الباء. وفي « ف » وحاشية « ج » : « ما » بدون الباء ، فالفرق لايعقل إلاّبنحو التقرير. وكذا في تفسير القمّي ، مع تقديم « قضى » على « قدّر » في كلام يونس ، فالفرق في الترتيب. ولعلّ التوافق صدر من النسّاخ ، ثمّ ألحقوا الباء لحصول الاختلاف. انظر : مرآة العقول ، ج 2 ، ص 185.
    (3) في « ض ، بح ، بر ، بس » : « قال ».
    (4) في « بح » : « بما ».
    (5) في حاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين : + « قال ».
    (6) « العزيمة » : مصدر بمعنى الجدّ والقطع في الأمر ، وتأكّد الإرادة والرأي. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 231 ( عزم ).
    (7) في حاشية « ف » : + « قال ».
    (Cool في « ف » : + « قال ».
    (9) في شرح المازندراني وتفسير القمّي : « هو ».
    (10) « الهَنْدَسة » : مأخوذ من الهنداز ، وهي فارسيّة ، فصيّرت الزاي سيناً ؛ لأنّه ليس في شي‌ء من كلام العرب زاي بعد الدال ، فالهندسة معرّب هَندازة بلغة الفرس القديم ، ويقال لها في فرس زماننا : « اندازه » يعني المقدار. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 992 ( هندس ) ؛ شرح صدر المتألّهين ، ص 407.
    (11) في « بح » : ـ « قال ».
    (12) في « ض » وحاشية « ف » : « فسألته أن يأذن لي ».
    (13) تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 24 ، بسنده عن يونس مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 542 ، ح 444.

    وَنَهَاهُمْ ، فَمَا أَمَرَهُمْ بِهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ جَعَلَ لَهُمُ السَّبِيلَ (1) إِلى تَرْكِهِ ، وَلَا يَكُونُونَ آخِذِينَ وَلَا تَارِكِينَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ (2) ». (3) ‌
    406 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ (4) الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِغَيْرِ مَشِيئَةِ اللهِ ، فَقَدْ أَخْرَجَ اللهَ مِنْ سُلْطَانِهِ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَعَاصِيَ (5) بِغَيْرِ قُوَّةِ اللهِ ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ؛ وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ، أَدْخَلَهُ اللهُ (6) النَّارَ (7) ». (Cool
    407 / 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :
    كَانَ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ فِي الْقَدَرِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ ، قَالَ : فَقُلْتُ :
    __________________
    (1) في التوحيد ، ص 349 و 359 : + « إلى الأخذ به ، وما نهاهم عنه [ في ص 359 : من شي‌ء ] فقد جعل لهم السبيل ». واستصوبه الفيض في الوافي ، ج 1 ، ص 543.
    (2) في « بس » : ـ « الله ».
    (3) التوحيد ، ص 359 ، ح 1 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ؛ وفيه ، ص 349 ، ح 8 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن إسماعيل بن جابر ، عن الصادق عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 543 ، ح 445.
    (4) في « بح » : ـ « أنّ ».
    (5) في تفسير العيّاشي : + « عملت ».
    (6) في « بح » : ـ « الله ».
    (7) قال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « أي من زعم أنّ الله يأمر بالفحشاء ـ وهو القائل بالجبر ـ يقول بالإرادة الحتميّة في المعاصي فقد كذب على الله ونسبه إلى الكذب في قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ) [ الأعراف (7) : 28 ] ؛ ومن زعم أنّ الخير والشرّ من الأفعال بغير مشيئة الله ـ وهم المفوّضة ـ يقولون : إنّ الأفعال مخلوقة بمشيئة الإنسان دون الله فقد أخرج الله من سلطانه ، وقد قال تعالى : (وَلَهُ الْمُلْكُ). [ الأنعام (6) : 73 ] ؛ ومن زعم أنّ المعاصي بغير قوّة الله بل بقوّة الإنسان فقد كذب على الله ؛ حيث يقول : (ما شاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ) [ الكهف (18) : 39 ].
    (Cool التوحيد ، ص 359 ، ح 2 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. العيّاشي ، ج 2 ، ص 11 ، ح 14 ، عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 540 ، ح 440.

    يَا هذَا ، أَسْأَلُكَ؟ قَالَ : سَلْ ، قُلْتُ : يَكُونُ (1) فِي مُلْكِ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ مَا لَايُرِيدُ؟ قَالَ : فَأَطْرَقَ (2) طَوِيلاً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ ، فَقَالَ (3) : يَا هذَا ، لَئِنْ قُلْتُ : إِنَّهُ يَكُونُ فِي مُلْكِهِ مَا لَايُرِيدُ ، إِنَّهُ (4) لَمَقْهُورٌ ، وَلَئِنْ قُلْتُ (5) : لَايَكُونُ فِي مُلْكِهِ إِلاَّ مَا يُرِيدُ ، أَقْرَرْتُ لَكَ بِالْمَعَاصِي ، قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : سَأَلْتُ هذَا الْقَدَرِيَّ ، فَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : « لِنَفْسِهِ نَظَرَ (6) ، أَمَا (7) لَوْ قَالَ غَيْرَ مَا قَالَ ، لَهَلَكَ ». (Cool
    408 / 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ (9) بْنِ الْحَسَنِ زَعْلَانَ ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْقُمِّيِّ ، عَنْ رَجُلٍ :
    __________________
    (1) في « ب ، ف ، بر ، بف » والوافي : « قد يكون ».
    (2) يقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم ، وأطرق ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. الصحاح ، ج 4 ، ص 1515 ( طرق ).
    (3) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني. وفي المطبوع : + « [ لي ] ».
    (4) أي قلت : إنّه لمقهور.
    (5) في شرح صدر المتألّهين : + « إنّه ».
    (6) في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 190 : « لنفسه نظر ، أي تأمّل واحتاط لنفسه ، حيث لم يحكم بما يوجب هلاكه من القول بالقدر الذي هو مذهبه ، أو نفي مذهبه ومذهب الجبريّة أيضاً ».
    (7) في شرح صدر المتألّهين ، ص 412 : « كلمة « أما » تحتمل مخفّفة ومشدّدة ، فالاولى للتنبيه والتحقيق ، والثانية لافتتاح الكلام ، وتتضمّن الإخبار ».
    (Cool الوافي ، ج 1 ، ص 540 ، ح 442.
    (9) هكذا في « ب ، بح ». وفي « ألف ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : ـ « عن محمّد ». وفي « ض ، ف » : « بن علان » بدل « زعلان ».
    هذا ، ولم يرد لمحمّد بن الحسن زعلان ( بن علان ) ذكر في كتب الرجال ، ليُمكننا تعيين الصواب في عنوانه ، والمسلّم من أسناده رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عنه. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 15 ، ص 227 ، الرقم 10488.
    ويؤيّد ذلك ما ورد في حاشية المطبوع ـ نقلاً من بعض النسخ ـ من « أحمد بن محمّد عن محمّد بن الحسن [ بن ] زعلان ». وأمّا عنوان « أحمد بن محمّد بن الحسن زعلان ( بن علان ) » فعدم صحّته واضح ؛ لرواية أحمد بن محمّد بن [ عيسى ] عن محمّد بن الحسن بن علان ( زعلان ) في عدّة من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 2 ، ص 561 ـ 562 وص 693.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَجْبَرَ (1) اللهُ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي؟ قَالَ : « لَا ». قال (2) : قُلْتُ : فَفَوَّضَ إِلَيْهِمُ الْأَمْرَ (3)؟ قَالَ (4) : « لَا ». قَالَ (5) : قُلْتُ : فَمَا ذَا؟ قَالَ : « لُطْفٌ مِنْ رَبِّكَ بَيْنَ ذلِكَ (6) ». (7) ‌
    409 / 9. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهما‌السلام ، قَالَا : « إِنَّ اللهَ أَرْحَمُ بِخَلْقِهِ (Cool مِنْ أَنْ يُجْبِرَ (9) خَلْقَهُ (10) عَلَى الذُّنُوبِ ، ثُمَّ يُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهَا ، وَاللهُ أَعَزُّ مِنْ أَنْ يُرِيدَ أَمْراً ؛ فَلَا يَكُونَ ».
    قَالَ : فَسُئِلَا عليهما‌السلام : هَلْ بَيْنَ الْجَبْرِ وَالْقَدَرِ (11) مَنْزِلَةٌ ثَالِثَةٌ؟ قَالَا : « نَعَمْ ، أَوْسَعُ مِمَّا (12) بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ». (13) ‌
    __________________
    (1) في « ف » : « أجَبَر ». وفي « بر » : « أجْبَرَ ». والهمزة للاستفهام عند المجلسي. ويحتمل الإفعال أيضاً عندالمازندراني. والكلام على الأوّل إنشاء لفظاً ومعنى ، وعلى الثاني معنى فقط. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 31 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 190.
    (2) هكذا في « ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ج ». وفي المطبوع : ـ « قال ».
    (3) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني. وفي المطبوع : + « قال ».
    (4) في « بح » : « فقال ».
    (5) في « ب » : ـ « قال ».
    (6) في حاشية « ف » : « بين يديك ». وقال العلاّمة الطباطبائي : « وقوله : « لطف من ربك بين ذلك » أي بين الجبر والقدر ، وقد مرّ توضيحه في أوّل الباب. واللطف هو النفوذ الدقيق ، عبّر به عليه‌السلام عن تأثيره تعالى في الأفعال بنحو الاستيلاء الملكي لنفوذه ودقّته كما مرّ بيانه ».
    (7) الوافي ، ج 1 ، ص 543 ، ح 446 ؛ البحار ، ج 5 ، ص 83.
    (Cool في شرح صدر المتألّهين : « بعبده ».
    (9) يجوز فيه فتح الياء.
    (10) في شرح صدر المتألّهين : « بخلقه ».
    (11) في حاشية « بر » : « والقدرة ».
    (12) في « بف » والوافي : « ما ».
    (13) التوحيد ، ص 360 ، ح 3 ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن الوافي ، ج 1 ، ص 544 ، ح 447.

    410 / 10. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ (1) ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ (2) :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سُئِلَ عَنِ الْجَبْرِ وَالْقَدَرِ ، فَقَالَ : « لَا جَبْرَ وَلَا قَدَرَ ، وَلكِنْ مَنْزِلَةٌ بَيْنَهُمَا فِيهَا الْحَقُّ ؛ الَّتِي بَيْنَهُمَا (3) لَايَعْلَمُهَا إِلاَّ الْعَالِمُ ، أَوْ مَنْ عَلَّمَهَا إِيَّاهُ الْعَالِمُ ». (4) ‌
    411 / 11. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عِدَّةٍ (5) :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُ رَجُلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَجْبَرَ (6) اللهُ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي؟
    فَقَالَ (7) : « اللهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُجْبِرَهُمْ (Cool عَلَى الْمَعَاصِي ، ثُمَّ يُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهَا ».
    فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَفَوَّضَ اللهُ إِلَى الْعِبَادِ؟
    قَالَ : فَقَالَ : « لَوْ فَوَّضَ إِلَيْهِمْ ، لَمْ يَحْصُرْهُمْ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ ».
    فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَبَيْنَهُمَا مَنْزِلَةٌ؟
    قَالَ : فَقَالَ : « نَعَمْ ، أَوْسَعُ مِمَّا (9) بَيْنَ السَّمَاءِ وَ (10) الْأَرْضِ ». (11) ‌
    412 / 12. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَغَيْرُهُ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ‌
    __________________
    (1) في « ألف ، ج ، ف ، بح ، بس ، بف » : ـ « بن عبدالرحمن ».
    (2) في شرح المازندراني : « أصحابنا ».
    (3) في مرآة العقول : « قوله : « التي بينهما » مبتدأ و « لا يعلمها » خبره ».
    (4) الوافي ، ج 1 ، ص 544 ، ح 448.
    (5) في « ف » : + « من أصحابنا ».
    (6) في « ض ، ف ، بح » : « أجَبَرَ » ، أي بفتح الجيم.
    (7) في أكثر النسخ وشرح المازندراني والوافي : « قال ». وفي « ف » : + « إنّ ».
    (Cool في « ف » : « يجبر العباد ». يجوز فيه الإفعال والمجرّد.
    (9) هكذا في « ض ، ف ، بح » وشرح صدر المتألّهين. وفي سائر النسخ والمطبوع : « ما ».
    (10) في « ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : « إلى » بدل « و ».
    (11) راجع : تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 24 الوافي ، ج 1 ، ص 545 ، ح 449.

    أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام : إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ بِالْجَبْرِ ، وَبَعْضَهُمْ يَقُولُ بِالِاسْتِطَاعَةِ ، قَالَ : فَقَالَ عليه‌السلام لِي : « اكْتُبْ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا ابْنَ آدَمَ ، بِمَشِيئَتِي كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَشَاءُ (1) ، وَبِقُوَّتِي أَدَّيْتَ إِلَيَّ (2) فَرَائِضِي ، وَبِنِعْمَتِي قَوِيتَ (3) عَلى مَعْصِيَتِي ؛ جَعَلْتُكَ سَمِيعاً بَصِيراً (4) ( ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ) (5) ، وَذلِكَ أَنِّي أَوْلى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ (6) ، وَأَنْتَ أَوْلى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي ، وَذلِكَ (7) أَنِّي لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (Cool ، قَدْ (9) نَظَمْتُ (10) لَكَ كُلَّ شَيْ‌ءٍ تُرِيدُ (11) ». (12) ‌
    __________________
    (1) في الكافي ، ح 392 : + « لنفسك ماتشاء ».
    (2) في الكافي ، ح 392 : ـ « إليّ ».
    (3) في « ض ، ف » : « قوّيت ».
    (4) في الكافي ، ح 392 : + « قويّاً ».
    (5) النساء (4) : 79.
    (6) في « بح » : ـ « منك ».
    (7) في « بح ، بس ، بف » : ـ « وذلك ».
    (Cool إشارة إلى الآية 23 من سورة الأنبياء (21) : (لا يُسْئَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ).
    (9) في حاشية « ج » : « وقد ».
    (10) « قد نظمت » : من كلام الله تعالى ، أو من كلام الرضا عليه‌السلام ، أو من كلام السجّاد عليه‌السلام. انظر : الوافي ، ج 1 ، ص 525 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 195.
    (11) قال العلاّمة الطباطبائي : « معنى الرواية مبنيّ على القدر ، وهو أنّ الإنسان إنّما يفعل ما يفعل بمشيئة وقوّة ، والله سبحانه هو الذي شاء أن يشاء الإنسان ، ولو لم يشأ لم تكن من الإنسان مشيئة ، وهو الذي ملك الإنسان قوّة من قوّته ، وأنّ القوّة لله‌جميعاً ، فلا استغناء للإنسان في فعله عنه تعالى ، ثمّ إنّهما نعمتان قوي الإنسان بهما على المعصية ، كما قوي على الطاعة ، ولازم ذلك أن تكون الحسنات لله‌وهو أولى بها ؛ لأنّ الله هو المعطي للقوّة عليها والأمر بإتيانها وفعلها ؛ وأن تكون السيّئات للإنسان وهو أولى بها دون الله ؛ لأنّه تعالى لم يعطها إلاّنعمة للحسنة ونهى عن استعمالها في السيّئة ، فاللؤم على الإنسان ، وذلك أنّه تعالى لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون ، لأنّه تعالى إنّما يفعل الجميل وهو إفاضة النعمة والهداية إلى الحسنة ، والنهي عن السيّئة ، وكلّ ذلك جميل ، ولا سؤال عن الجميل ، والإنسان إنّما يفعل الحسنة بنعمة من الله ، والسيّئة بنعمة منه ، فهو المسؤول عن النعمة التي اعطيها ما صنع بها ، ثمّ أتمّ الله الحجّة ، وأقام المحنة بأن نظم كلّ ما يريده الإنسان ، ليعلم ماذا يصير إليه حال الإنسان بفعاله ؛ وللرواية معنى آخر أدقّ ، يطلب من مظانّه ».
    (12) قرب الإسناد ، ص 354 ، ح 1267 ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ؛ الكافي ،

    413 / 13. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ حُسَيْنِ (1) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَا جَبْرَ وَلَا تَفْوِيضَ ، وَلكِنْ أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ (2) ».
    قَالَ : قُلْتُ : وَمَا أَمْرٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ؟
    قَالَ : « مَثَلُ ذلِكَ : رَجُلٌ رَأَيْتَهُ عَلى مَعْصِيَةٍ ، فَنَهَيْتَهُ ، فَلَمْ يَنْتَهِ ، فَتَرَكْتَهُ ، فَفَعَلَ تِلْكَ الْمَعْصِيَةَ ؛ فَلَيْسَ (3) حَيْثُ لَمْ يَقْبَلْ مِنْكَ فَتَرَكْتَهُ (4) كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي أَمَرْتَهُ بِالْمَعْصِيَةِ ». (5) ‌
    414 / 14. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ (6) : « اللهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُكَلِّفَ النَّاسَ مَا (7) لَايُطِيقُونَ (Cool ، وَاللهُ أَعَزُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي سُلْطَانِهِ مَا لَايُرِيدُ ». (9) ‌
    __________________
    كتاب التوحيد ، باب المشيّة والإرادة ، ح 392 ، بسند آخر عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : المصادر التي ذكرنا ذيل ح 392 الوافي ، ج 1 ، ص 525 ، ح 431.
    (1) في « بح ، بر ، بف » : « الحسين ».
    (2) في « ف » : « الأمرين ».
    (3) كذا في النسخ ، والأولى : « فلست ».
    (4) في « ض » : « وتركته ».
    (5) التوحيد ، ص 362 ، ح 8 ، بسنده عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن خنيس بن محمّد ، عن محمّد بن يحيى الخزّاز ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ( وخنيس بن محمّد عنوان غريب لم نجد له ذكراً في موضع ). وفي الاعتقادات للصدوق ، ص 29 ؛ وتصحيح الاعتقاد ، ص 46 ، مرسلاً عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 545 ، ح 450.
    (6) في « ف » والمحاسن : + « إنّ ».
    (7) في « ف » : « ممّا ».
    (Cool في التوحيد : « لايطيقونه ».
    (9) المحاسن ، ص 296 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 464. التوحيد ، ص 360 ، ح 4 ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي الوافي ، ج 1 ، ص 540 ، ح 441.

    31 ـ بَابُ الِاسْتِطَاعَةِ‌
    415 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ (1) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِيِّ (2) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ ، فَقَالَ (3) : « يَسْتَطِيعُ الْعَبْدُ بَعْدَ أَرْبَعِ خِصَالٍ : أَنْ يَكُونَ مُخَلَّى السَّرْبِ (4) ، صَحِيحَ الْجِسْمِ ، سَلِيمَ الْجَوَارِحِ ، لَهُ سَبَبٌ وَارِدٌ (5) مِنَ اللهِ ».
    قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَسِّرْ لِي هذَا ، قَالَ (6) : « أَنْ يَكُونَ الْعَبْدُ (7) مُخَلَّى السَّرْبِ ، صَحِيحَ الْجِسْمِ ، سَلِيمَ الْجَوَارِحِ يُرِيدُ أَنْ يَزْنِيَ ، فَلَا يَجِدُ امْرَأَةً ثُمَّ يَجِدُهَا ، فَإِمَّا أَنْ يَعْصِمَ نَفْسَهُ (Cool ، فَيَمْتَنِعَ كَمَا امْتَنَعَ يُوسُفُ عليه‌السلام ، أَوْ يُخَلِّيَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ إِرَادَتِهِ ، فَيَزْنِيَ ، فَيُسَمّى زَانِياً ،
    __________________
    (1) لم يعهد وجود راوٍ باسم الحسن بن محمّد في مشايخ عليّ بن إبراهيم ، بل في هذه الطبقة. والظاهر وقوع‌خلل في السند. يؤكّد ذلك توسّط الحسن بن محمّد بين عليّ بن إبراهيم وبين شيخه عليّ بن محمّد القاساني. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 11 ، ص 477 ـ 478.
    (2) في « ألف ، بح ، بس » : « القاشاني ».
    (3) في « ج » : « قال ».
    (4) « السَرْب » و « السَرَبُ » : المسلك والطريق. والمعنى : أنّ طريقه إلى الخير والشرّ موسَّع عليه غير مضيّق وخال‌بلامانع. و « السِرب » : النفس. والمعنى عليه : أنّه لا مانع لنفسه عن الميل إليهما. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 418 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 47 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 547 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 213 ؛ لسان العرب ، ج 1 ، ص 464 ( سرب ).
    (5) في « ف ، بر » وحاشية « ض » : « وإرادة ».
    (6) في « ف » : + « هذا ».
    (7) في « بف » : « إنّ العبد يكون ».
    (Cool في « بف » والتوحيد : ـ « نفسه ».

    وَلَمْ يُطِعِ اللهَ بِإِكْرَاهٍ ، وَلَمْ يَعْصِهِ بِغَلَبَةٍ (1) ». (2)
    416 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ جَمِيعاً ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ (3) ، فَقَالَ (4) : « أَتَسْتَطِيعُ (5) أَنْ تَعْمَلَ مَا لَمْ‌
    __________________
    (1) في « بس » : « بغلبته ». وفي فقه الرضا : « بقلبه ». وقال العلاّمة الطباطبائي قدس‌سره : « لا ريب أنّ كلّ أمر خارجي ـ ومنها أفعال الإنسان ـ لا يوجد ما لم يوجد جميع أجزاء علّته التامّة وما يحتاج إليه في وجوده ، فإذا وجدت جميعاً ولم يبق ممّا يحتاج إليه وجوده شي‌ء في العدم وجب وجوده ، وإلاّ كان وجود علّته التامّة وعدمها بالنسبة إليه على السواء ، مثلاً إذا نسب أكل لقمة من الغذاء إلى الإنسان ، وفرض وجود الإنسان وصحّة أدوات التغذي ، ووجود الغذاء بين يديه ، ووجود الإرادة الحتميّة ، وعدم شي‌ء من الموانع مطلقاً ، وجب تحقّق الأكل وكان بالضرورة ، فهذه نسبة الفعل وهو الأكل مثلاً إلى مجموع علّته التامّة ، وأمّا نسبة الفعل كالأكل مثلاً إلى الإنسان المجهّز بآلة الفعل فقط لا إلى مجموع أجزاء العلّة مع فرض وجودها ، فهي نسبة الإمكان والاستعداد التامّ الذي لايفارق الفعل لفرض وجود بقيّة أجزاء العلّة ، وإن لم تكن النسبة إلى جميعها بل إلى الإنسان فقط وهي المسمّاة بالاستطاعة ، فالإنسان مع فرض جميع ما يتوقّف عليه يستطيع أن يأكل بالإرادة وأن لا يأكل بعدمها ؛ وأمّا نسبة الفعل إلى الإنسان مع فرض عدم وجود جميع أجزاء العلّة كنسبة الأكل إلى الإنسان حيث لا غذاء عنده ، ومباشرة النساء حيث لامرأة ، فهي الإمكان والاستعداد الضعيف الناقص ، ولا تسمّى استطاعة ، فالإنسان لايستطيع أن يأكل حيث لا غذاء ، ولا أن يباشر حيث لامرأة ؛ فقوله عليه‌السلام في هذه الروايات : « إنّ الاستطاعة مع الفعل » يريد به الاستعداد التامّ الذي لا واسطة بينه وبين الفعل والترك إلاّ إرادة الإنسان ، وأمّا مطلق إمكان الفعل والقدرة عليه ، فليس بمراد ، وليس هذا من قول الأشاعرة : « إنّ القدرة على الفعل توجد مع الفعل لا قبله » في شي‌ء ؛ فإنّه مذهب فاسد كما بيّن في محلّه ، وبالتأمّل في ما ذكرناه يظهر معنى سائر روايات الباب ، والله الهادي ».
    (2) التوحيد ، ص 348 ، ح 7 ، بسنده عن عليّ بن أسباط. وفي فقه الرضا عليه‌السلام ، ص 352 ؛ والاعتقادات للصدوق ، ص 38 ، مرسلاً مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 547 ، ح 451.
    (3) اختلف في أنّ الاستطاعة والقدرة هل هما في العبد قبل الفعل أو معه ، فذهبت الإماميّة والمعتزلة إلى الأوّل ، وهو الحقّ ؛ لكونه ضروريّة ، والأشاعرة إلى الثاني. وظاهر الحديث موافق لمذهب الأشاعرة فيحتاج إلى التأويل ، إمّا بحمله على التقيّة ، أو غيره. وكذا الآتية. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 419 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 50 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 548 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 215.
    (4) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : + « أبو عبدالله عليه‌السلام ».
    (5) في « ب » : « أنت تستطيع ». وفي « بف » : « تستطيع » بدل « أتستطيع ».

    يُكَوَّنْ؟ » ، قَالَ : لَا ، قَالَ : « فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْتَهِيَ عَمَّا قَدْ كُوِّنَ؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ (1) : فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَمَتى أَنْتَ مُسْتَطِيعٌ (2)؟ » ، قَالَ : لَا أَدْرِي.
    قَالَ (3) : فَقَالَ لَهُ (4) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ اللهَ خَلَقَ خَلْقاً ، فَجَعَلَ فِيهِمْ آلَةَ الِاسْتِطَاعَةِ ، ثُمَّ لَمْ يُفَوِّضْ إِلَيْهِمْ ، فَهُمْ مُسْتَطِيعُونَ لِلْفِعْلِ (5) وَقْتَ الْفِعْلِ مَعَ الْفِعْلِ إِذَا فَعَلُوا ذلِكَ الْفِعْلَ ، فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوهُ فِي مُلْكِهِ (6) ، لَمْ يَكُونُوا مُسْتَطِيعِينَ أَنْ يَفْعَلُوا (7) فِعْلاً لَمْ يَفْعَلُوهُ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وجَلَّ ـ أَعَزُّ مِنْ أَنْ (Cool يُضَادَّهُ فِي مُلْكِهِ أَحَدٌ (9) ».
    قَالَ الْبَصْرِيُّ : فَالنَّاسُ مَجْبُورُونَ؟ قَالَ : « لَوْ كَانُوا مَجْبُورِينَ ، كَانُوا مَعْذُورِينَ ». قَالَ : فَفَوَّضَ إِلَيْهِمْ؟ قَالَ : « لَا ». قَالَ : فَمَا هُمْ؟ قَالَ : « عَلِمَ مِنْهُمْ فِعْلاً ، فَجَعَلَ فِيهِمْ آلَةَ الْفِعْلِ ، فَإِذَا فَعَلُوا كَانُوا مَعَ الْفِعْلِ مُسْتَطِيعِينَ ».
    قَالَ الْبَصْرِيُّ : أَشْهَدُ أَنَّهُ الْحَقُّ ، وَأَنَّكُمْ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ. (10) ‌
    417 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَعَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ صَالِحٍ (11) النِّيلِيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : هَلْ لِلْعِبَادِ مِنَ الِاسْتِطَاعَةِ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : فَقَالَ لِي (12) : « إِذَا فَعَلُوا الْفِعْلَ ، كَانُوا مُسْتَطِيعِينَ بِالِاسْتِطَاعَةِ الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ فِيهِمْ ».
    __________________
    (1) في « ف » والوافي : ـ « قال ».
    (2) في « ب » : « تستطيع ».
    (3) في « بس » : ـ « قال ».
    (4) في « ب ، ف » والوافي : ـ « له ».
    (5) في حاشية « ج » : + « في ».
    (6) في « ج » والوافي : ـ « في ملكه ».
    (7) في « ج » : + « في ملكه ».
    (Cool في « ف » : + « يكون ».
    (9) في « ف » : + « غيره ».
    (10) فقه الرضا عليه‌السلام ، ص 351 ، مع اختلاف الوافي ، ج 1 ، ص 547 ، ح 452.
    (11) في « ض ، بح ، بف » : « الصالح ».
    (12) في « ف » : + « إنّهم ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:45

    قَالَ : قُلْتُ : وَمَا هِيَ؟ قَالَ : « الْآلَةُ (1) مِثْلُ الزَّانِي (2) إِذَا زَنى ، كَانَ مُسْتَطِيعاً لِلزِّنى حِينَ (3) زَنى : وَلَوْ أَنَّهُ تَرَكَ الزِّنى وَلَمْ يَزْنِ ، كَانَ مُسْتَطِيعاً لِتَرْكِهِ إِذَا تَرَكَ ».
    قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « لَيْسَ لَهُ مِنَ الِاسْتِطَاعَةِ قَبْلَ الْفِعْلِ قَلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ ، وَلكِنْ مَعَ الْفِعْلِ وَالتَّرْكِ كَانَ مُسْتَطِيعاً ».
    قُلْتُ : فَعَلى مَا ذَا يُعَذِّبُهُ (4)؟ قَالَ : « بِالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ وَالْآلَةِ الَّتِي رَكَّبَ (5) فِيهِمْ ؛ إِنَّ اللهَ لَمْ يُجْبِرْ (6) أَحَداً عَلى مَعْصِيَتِهِ (7) ، وَلَا أَرَادَ ـ إِرَادَةَ حَتْمٍ ـ الْكُفْرَ (Cool مِنْ أَحَدٍ ، وَلكِنْ حِينَ كَفَرَ كَانَ فِي إِرَادَةِ اللهِ أَنْ يَكْفُرَ ، وَهُمْ فِي إِرَادَةِ اللهِ وَفِي عِلْمِهِ أَنْ لَايَصِيرُوا إِلى شَيْ‌ءٍ مِنَ الْخَيْرِ ».
    قُلْتُ : أَرَادَ مِنْهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا؟ قَالَ : « لَيْسَ هكَذَا أَقُولُ ، وَلكِنِّي أَقُولُ : عَلِمَ أَنَّهُمْ سَيَكْفُرُونَ ، فَأَرَادَ الْكُفْرَ ؛ لِعِلْمِهِ فِيهِمْ ، وَلَيْسَتْ هِيَ (9) إِرَادَةَ حَتْمٍ ، إِنَّمَا هِيَ إِرَادَةُ اخْتِيَارٍ ». (10) ‌
    418 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ حُمْرَانَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الِاسْتِطَاعَةِ فَلَمْ يُجِبْنِي ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ دَخْلَةً أُخْرى ، فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنَّهُ قَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِي مِنْهَا شَيْ‌ءٌ لَايُخْرِجُهُ إِلاَّ شَيْ‌ءٌ أَسْمَعُهُ مِنْكَ.
    قَالَ : « فَإِنَّهُ لَايَضُرُّكَ مَا كَانَ فِي قَلْبِكَ ».
    قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، إِنِّي أَقُولُ : إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمْ يُكَلِّفِ الْعِبَادَ مَا لَا‌
    __________________
    (1) في شرح صدر المتألّهين : « آلة ».
    (2) في « ب ، ض ، بر » وحاشية « ج » وشرح المازندراني والمرآة والوافي : « الزنى ».
    (3) في « بح » : « حيث ».
    (4) في « ب ، ف ، بح » : « يعذّبهم ».
    (5) في « ب » : « ركّبها ».
    (6) في « ج » : « لايجبر ». ويجوز في الفعل هيئة الإفعال والتجرّد.
    (7) في « ب ، ف ، بح » وحاشية ميرزا رفيعا : « معصية ».
    (Cool في « ف » : « للكفر ».
    (9) في « ب ، ج ، بح ، بس ، بف » والوافي : ـ « هي ».
    (10) الوافي ، ج 1 ، ص 549 ، ح 453.

    يَسْتَطِيعُونَ (1) ، وَلَمْ يُكَلِّفْهُمْ إِلاَّ مَا يُطِيقُونَ ، وَأَنَّهُمْ لَايَصْنَعُونَ شَيْئاً مِنْ ذلِكَ إِلاَّ بِإِرَادَةِ اللهِ وَمَشِيئَتِهِ وَقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ.
    قَالَ : فَقَالَ : « هذَا دِينُ اللهِ الَّذِي أَنَا عَلَيْهِ وَآبَائِي ». أَوْ كَمَا قَالَ. (2) ‌
    32 ـ بَابُ الْبَيَانِ وَالتَّعْرِيفِ وَلُزُومِ الْحُجَّةِ‌
    419 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنِ ابْنِ الطَّيَّارِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ احْتَجَّ عَلَى النَّاسِ بِمَا آتَاهُمْ وَعَرَّفَهُمْ ». (3)
    ‌مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، مِثْلَهُ.
    420 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « ف » : « بما لايستطيعون ». وفي التوحيد : « إلاّ ما يستطيعون ».
    (2) التوحيد ، ص 346 ، ح 3 ، بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن عبيد بن زرارة ( ولم نجد في شي‌ء من الأسناد والطرق رواية الحسين بن سعيد عن عبيد بن زرارة مباشرة ، بل يروي الحسين عنه في كثير من الأسناد بواسطتين وفي بعضها بواسطة واحدة. فما ورد في التوحيد لايخلو من خلل ). راجع : المحاسن ، ص 296 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 466 ؛ ورجال الكشّي ، ص 146 ، ح 233 الوافي ، ج 1 ، ص 550 ، ح 454.
    وقوله : « أو كما قال » من كلام الراوي. وشكّه في صورة اللفظ هل هي ما قال ، أو شبهه؟ يعني : قال هذا القول بعينه ، أو قال ما هو مثله في المعنى ، أي ما ذكره نقل بالمعنى. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 423 ، شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 58 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 220.
    (3) التوحيد ، ص 410 ، ح 2 ، بسنده عن الحسين بن سعيد ؛ وفيه ، ح 3 ، بسند آخر عن حمزة بن الطيّار. المحاسن ، ص 236 ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح 204 ، بسنده عن حمزة بن الطيّار. وفيه ، ص 236 ، ح 203 ؛ وص 275 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 388 ، بسند آخر. وفي تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 104 ، صدر ح 100 ، عن الحلبي ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما‌السلام الوافي ، ج 1 ، ص 551 ، ح 455.

    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الْمَعْرِفَةُ مِنْ صُنْعِ مَنْ هِيَ؟
    قَالَ : « مِنْ صُنْعِ اللهِ ، لَيْسَ لِلْعِبَادِ فِيهَا صُنْعٌ ». (1)
    421 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ ) (2) ، قَالَ : « حَتّى يُعَرِّفَهُمْ مَا يُرْضِيهِ وَمَا يُسْخِطُهُ ».
    وَقَالَ : ( فَأَلْهَمَها ) (3) ( فُجُورَها وَتَقْواها ) (4) ، قَالَ : « بَيَّنَ (5) لَهَا مَا تَأْتِي وَمَا تَتْرُكُ ».
    وَقَالَ : ( إِنّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمّا شاكِراً وَإِمّا كَفُوراً ) (6) ، قَالَ : « عَرَّفْنَاهُ ، إِمَّا (7) آخِذٌ وَإِمَّا تَارِكٌ ».
    وَعَنْ قَوْلِهِ : ( وَأَمّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ) (Cool ، قَالَ : « عَرَّفْنَاهُمْ (9) فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى وَهُمْ يَعْرِفُونَ ».
    وَفِي رِوَايَةٍ : « بَيَّنَّا لَهُمْ (10) ». (11) ‌
    422 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى (12) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنِ‌
    __________________
    (1) التوحيد ، ص 410 ، ح 1 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. وفيه ، ص 416 ، ح 15 ، بسند آخر مع اختلاف وزيادة في أوّله وآخره الوافي ، ج 1 ، ص 556 ، ح 464.
    (2) التوبة (9) : 115.
    (3) « قال : فألهمها » من كلام ثعلبة ، والقائل هو حمزة بن محمّد الطيّار ، أي وسأله عن قوله : فألهمها.
    (4) الشمس (91) : 8.
    (5) في « ف » : « يبيّن ».
    (6) الإنسان (76) : 3.
    (7) في المحاسن : « فإمّا ».
    (Cool فصّلت (41) : 17.
    (9) في المحاسن : « نهاهم عن قتلهم » بدل « عرّفناهم ».
    (10) في المحاسن والتوحيد : ـ « وفي رواية بيّنّا لهم ».
    (11) المحاسن ، ص 276 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 389 ، بطريقين ، أحدهما عن ابن فضّال. التوحيد ، ص 411 ، ح 4 ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي وراجع : الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكفر ، ح 2846 الوافي ، ج 1 ، ص 552 ، ح 457 ؛ وص 458 و 553.
    (12) في « ب » : + « بن عبيد ».

    ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ (1) :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) (2) قَالَ : « نَجْدَ (3) الْخَيْرِ وَالشَّرِّ (4) ». (5) ‌
    423 / 5. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَصْلَحَكَ اللهُ ، هَلْ جُعِلَ فِي النَّاسِ أَدَاةٌ (6) يَنَالُونَ بِهَا الْمَعْرِفَةَ؟ قَالَ : فَقَالَ : « لَا ».
    قُلْتُ (7) : فَهَلْ كُلِّفُوا الْمَعْرِفَةَ؟ قَالَ : « لَا ، عَلَى اللهِ الْبَيَانُ ( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها ) (Cool وَ ( لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاّ ما آتاها ) (9) ».
    قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالى : ( وَما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ ) (10) قَالَ : « حَتّى يُعَرِّفَهُمْ مَا يُرْضِيهِ وَمَا يُسْخِطُهُ ». (11) ‌
    __________________
    (1) في « ف » : + « الطيّار ».
    (2) البلد (90) : 10.
    (3) « النَجْدُ » في اللغة : الطريق الواضح المرتفع. قال صدر المتألّهين في شرحه ، ص 424 : « قال أهل اللغة : النجد ، الطريق الواقع في ارتفاع كجبل ونحوه ، ولعلّ الكناية به عن سبيل الخير والشرّ ، أو دلائل أحدهما ؛ لأجل أنّهما لمّا وضحت فجعلت كالطريق العالية المرتفعة في أنّها للعقول كوضوح الطريق العالي للإيصال ». وانظر : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 463 ( نجد ).
    (4) في « ف » : « نجد الشرّ ونجد الخير ». وفي حاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين : « نجد الخير ونجد الشرّ ».
    (5) التوحيد ، ص 411 ، ح 5 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. الأمالي للطوسي ، ص 660 ، المجلس 35 ، ح 11 ، بسند آخر. تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 422 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام نحوه الوافي ، ج 1 ، ص 553 ، ح 459 ؛ البحار ، ج 60 ، ص 284.
    (6) في شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 68 : « الأداة : الآلة. والمراد بها هنا العقل والذُكاء ». وفي حاشية بدرالدين ، ص 124 : « الظاهر أنّ المراد بالأداة هنا الحاسّة من البصر أو غيره ». وانظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2265 ( أدو ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 226.
    (7) في حاشية « ف » : « فقلت ».
    (Cool البقرة (2) : 286.
    (9) الطلاق (65) : 7.
    (10) التوبة (9) : 115.
    (11) المحاسن ، ص 276 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 392 ، إلى قوله : « إلاّ ما آتاه » ؛ والتوحيد ، ص 414 ، ح 11 ،

    424 / 6. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ سَعْدَانَ رَفَعَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَمْ يُنْعِمْ عَلى عَبْدٍ نِعْمَةً إِلاَّ وَقَدْ أَلْزَمَهُ (1) فِيهَا الْحُجَّةَ مِنَ اللهِ ، فَمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ قَوِيّاً ، فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ الْقِيَامُ بِمَا كَلَّفَهُ (2) ، وَاحْتِمَالُ مَنْ هُوَ دُونَهُ مِمَّنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُ ؛ وَمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ مُوَسَّعاً عَلَيْهِ ، فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ مَالُهُ ، ثُمَّ تَعَاهُدُهُ (3) الْفُقَرَاءَ بَعْدُ بِنَوَافِلِهِ (4) ؛ وَمَنْ مَنَّ اللهُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ شَرِيفاً فِي بَيْتِهِ (5) ، جَمِيلاً فِي صُورَتِهِ ، فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ أَنْ يَحْمَدَ اللهَ تَعَالى عَلى ذلِكَ ، وَأَنْ (6) لَايَتَطَاوَلَ عَلى غَيْرِهِ (7) ؛ فَيَمْنَعَ حُقُوقَ الضُّعَفَاءِ لِحَالِ (Cool شَرَفِهِ وَجَمَالِهِ ». (9) ‌
    33 ـ بَابُ اخْتِلَافِ الْحُجَّةِ عَلى عِبَادِهِ ‌(10)
    425 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ‌
    __________________
    بسندهما عن يونس بن عبدالرحمن. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 115 ، ح 150 ، عن عبدالأعلى ، من قوله : « وسألته عن قوله » مع زيادة في آخره الوافي ، ج 1 ، ص 553 ، ح 460.
    (1) في « بح » : + « الله ».
    (2) في « ج » وشرح صدر المتألّهين : + « به ».
    (3) في « ج ، بر ، بف » : « تعاهد ».
    (4) في التوحيد : « فحجّته ماله ، يجب عليه فيه تعاهد الفقراء بنوافله ».
    (5) في التوحيد : « نسبه ».
    (6) في الوافي : ـ « أن ».
    (7) « أن لايتطاول على غيره » أي لايطلب الزيادة على غيره بالتكبّر والافتخار ، ولا ينظر إليه بالإهانة والاستصغار. يقال : تطاول على الناس ، إذا رفع رأسه ورأى أنّ له عليهم فضلاً في القدر. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 71 ؛ لسان العرب ، ج 11 ، ص 412 ( طول ).
    (Cool في « ب » : « بحال ».
    (9) التوحيد ، ص 414 ، ح 12 ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن الوافي ، ج 1 ، ص 554 ، ح 461.
    (10) في « ف » : « العباد ». وفي « ب ، ض ، بس ، بف » : ـ « اختلاف الحجّة على عباده ». وفي مرآة العقول ، ج 2 ، ص 227 : « باب ؛ ليس الباب في بعض النسخ ، وإنّما لم يعنون لأنّه من الباب الأوّل ، وإنّما افرد لامتياز حديثه بخصوصه كما لايخفى ».

    الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ (1) ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « سِتَّةُ أَشْيَاءَ لَيْسَ لِلْعِبَادِ فِيهَا صُنْعٌ : الْمَعْرِفَةُ ، وَالْجَهْلُ ، وَالرِّضَا ، وَالْغَضَبُ ، وَالنَّوْمُ ، وَالْيَقَظَةُ ». (2) ‌
    34 ـ بَابُ حُجَجِ اللهِ عَلى خَلْقِهِ‌
    426 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِي شُعَيْبٍ الْمَحَامِلِيِّ ، عَنْ دُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَيْسَ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ أَنْ يَعْرِفُوا (3) ، وَلِلْخَلْقِ عَلَى اللهِ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ ، وَلِلّهِ عَلَى الْخَلْقِ إِذَا عَرَّفَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا (4) ». (5) ‌
    427 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : مَنْ (6) لَمْ يَعْرِفْ شَيْئاً هَلْ عَلَيْهِ شَيْ‌ءٌ؟ قَالَ : « لَا ». (7)
    __________________
    (1) في « ف » وحاشية « ج » : « الحسين بن يزيد ». وفي « بر » : « الحسين عن ابن زيد ». وفي حاشية « بف » : « الحسين بن سعيد ».
    (2) التوحيد ، ص 411 ، ح 6 ؛ والخصال ، ص 325 ، أبواب الستّة ، ح 13 ، بسندهما عن دُرست بن أبي منصور. المحاسن ، ص 10 ، كتاب القرائن ، ح 29 ، مرسلاً الوافي ، ج 1 ، ص 555 ، ح 462.
    (3) في التوحيد : + « قبل أن يعرّفهم ».
    (4) في التوحيد : « يقبلوه ». وقوله : « أن يقبلوا » ظاهر صدر المتألّهين في شرحه ، ص 426 كونه من الإقبال لا من القبول. وهو المحتمل أيضاً عند الفيض في الوافي. والمعنى : أن يُقْبِلُوا ويتوجّهوا بكنههم إليه ويرغبوا فيما عنده ، ويزهدوا فيما يبعدهم عن دار كرامته.
    (5) التوحيد ، ص 412 ، ح 7 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار الوافي ، ج 1 ، ص 556 ، ح 465.
    (6) في « ف » والتوحيد : « عمّن ».
    (7) التوحيد ، ص 412 ، ح 8 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج 1 ، ص 557 ، ح 466.

    428 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيى :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا حَجَبَ اللهُ (1) عَنِ (2) الْعِبَادِ ، فَهُوَ مَوْضُوعٌ عَنْهُمْ ». (3) ‌
    429 / 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانِ الْأَحْمَرِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « اكْتُبْ » ، فَأَمْلى عَلَيَّ : « إِنَّ مِنْ قَوْلِنَا : إِنَّ اللهَ يَحْتَجُّ (4) عَلَى الْعِبَادِ (5) بِمَا آتَاهُمْ وَعَرَّفَهُمْ ، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ (6) رَسُولاً ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِمُ (7) الْكِتَابَ ، فَأَمَرَ فِيهِ وَنَهى (Cool : أَمَرَ (9) فِيهِ بِالصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ (10) ، فَنَامَ (11) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَنِ الصَّلَاةِ ، فَقَالَ : أَنَا أُنِيمُكَ (12) ، وَأَنَا أُوقِظُكَ (13) ، فَإِذَا قُمْتَ (14) فَصَلِّ ؛ لِيَعْلَمُوا إِذَا أَصَابَهُمْ ذلِكَ كَيْفَ يَصْنَعُونَ ، لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ : إِذَا نَامَ عَنْهَا هَلَكَ (15) ؛ وَكَذلِكَ الصِّيَامُ ، أَنَا أُمْرِضُكَ ، وَأَنَا‌
    __________________
    (1) في التوحيد : + « علمه ».
    (2) في « ف ، بح » وحاشية « ج » : « على ».
    (3) التوحيد ، ص 413 ، ح 9 ، بسنده عن محمّد بن يحيى العطّار. تحف العقول ، ص 365 الوافي ، ج 1 ، ص 557 ، ح 467 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 163 ، ذيل ح 33496.
    (4) في حاشية « ض » : « قد يحتجّ ».
    (5) في « ف » : « الخلق ».
    (6) في « ب » : « عليهم ».
    (7) في حاشية « ف » : « إليهم ». وفي المحاسن والتوحيد : « عليه ».
    (Cool في « ب ، ج ، ف ، بح ، بف » وحاشية « بر ، بس » وشرح المازندراني : + « عنه ».
    (9) في « بح » وحاشية « ج » والمحاسن : « وأمر ».
    (10) في حاشية « ف » والمحاسن والتوحيد : « والصوم ».
    (11) في حاشية شرح صدر المتألّهين : + « في بعض أسفاره ». وفي التوحيد : « فأنام ».
    (12) في « بح ، بس ، بف » وحاشية « ف ، بر » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « أنمتك ».
    (13) في « بس » وحاشية « ف » وشرح المازندراني : « أوقظتك ».
    (14) في التوحيد : « فاذهب » بدل « فإذا قمت ».
    (15) في شرح صدر المتألّهين ، ص 427 : « وقوله : ليس كما يقولون ؛ إذا نام عنها هلك ، بدل بتقدير « أن » لجملة « إذا » وما بعده ، أي يعلموا أن ليس الأمر كما يزعمون ، أو يتوهّمون أنّه إذا نام أحد عن صلاته فقد هلك واستحقّ المقت والعذاب. أو كلام مستأنف مؤكّد لما قبله. وقوله : وكذلك الصيام ، من تتمّة قول الله ».

    أُصِحُّكَ (1) ، فَإِذَا شَفَيْتُكَ فَاقْضِهِ ».
    ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « وَكَذلِكَ إِذَا نَظَرْتَ فِي جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ ، لَمْ تَجِدْ أَحَداً فِي ضِيقٍ ، وَلَمْ تَجِدْ أَحَداً إِلاَّ وَلِلّهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ ، وَلِلّهِ فِيهِ الْمَشِيئَةُ ، وَلَا أَقُولُ : إِنَّهُمْ مَا شَاؤُوا صَنَعُوا ».
    ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ اللهَ يَهْدِي وَيُضِلُّ ». وَقَالَ (2) : « وَ (3) مَا أُمِرُوا إِلاَّ بِدُونِ (4) سَعَتِهِمْ (5) ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ أُمِرَ النَّاسُ بِهِ ، فَهُمْ يَسَعُونَ لَهُ ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ لَايَسَعُونَ لَهُ ، فَهُوَ مَوْضُوعٌ عَنْهُمْ ، وَلكِنَّ (6) النَّاسَ لَاخَيْرَ فِيهِمْ ».
    ثُمَّ تَلَا عليه‌السلام : ( لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ ما يُنْفِقُونَ حَرَجٌ ) (7) فَوُضِعَ عَنْهُمْ ( ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ ) (Cool قَالَ : « فَوُضِعَ عَنْهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَايَجِدُونَ ». (9) ‌
    35 ـ بَابُ الْهِدَايَةِ أَنَّهَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ‌
    430 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي (10) إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ‌
    __________________
    (1) في التوحيد : « اصَحِّحك ».
    (2) في « بح » : « فقال ». وفي « بس » : ـ « وقال ».
    (3) في « بح » والمحاسن : ـ « و ».
    (4) في « ف » وحاشية « بف » : « دون ».
    (5) في حاشية « بف » : « وسعهم ».
    (6) في التوحيد : + « أكثر ».
    (7) التوبة (9) : 91.
    (Cool التوبة (9) : 91 ـ 92.
    (9) المحاسن ، ص 236 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 204 ، مع زيادة في آخره. التوحيد ، ص 413 ، ح 10 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقي الوافي ، ج 1 ، ص 558 ، ح 468 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 280 ، ح 46 ، وفيهما إلى قوله : « أمر فيه بالصلاة والصيام ».
    (10) هكذا في « ج ، ض ، ف » وحاشية « و ، بح ». وفي « ب ، و ، بح ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : ـ « أبي » ، وهو سهو ؛

    أَبِي سَعِيدٍ (1) ، قَالَ :
    قَالَ (2) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا ثَابِتُ ، مَا لَكُمْ وَلِلنَّاسِ (3) ، كُفُّوا (4) عَنِ النَّاسِ ، وَلَا تَدْعُوا أَحَداً إِلى أَمْرِكُمْ ؛ فَوَ اللهِ ، لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلَ الْأَرَضِينَ اجْتَمَعُوا عَلى أَنْ يَهْدُوا عَبْداً يُرِيدُ اللهُ ضَلَالَتَهُ (5) ، مَا اسْتَطَاعُوا عَلى (6) أَنْ يَهْدُوهُ ؛ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلَ (7) الْأَرَضِينَ اجْتَمَعُوا عَلى أَنْ يُضِلُّوا عَبْداً يُرِيدُ اللهُ هِدَايَتَهُ (Cool ، مَا اسْتَطَاعُوا (9) أَنْ يُضِلُّوهُ (10) ،
    __________________
    فقد أكثر محمّد بن إسماعيل [ بن بزيع ] من الرواية عن أبي إسماعيل السرّاج. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 21 ، ص 281 ـ 283.
    وأمّا ما ورد في « ألف ، بر » من « محمّد بن إسماعيل السرّاج » ، ففيه سقط واضح ، بجواز النظر من « إسماعيل » في « محمّد بن إسماعيل » إلى « إسماعيل » في « أبي إسماعيل السرّاج ».
    (1) هكذا في حاشية « ج ، ض ، بح ». وفي « ألف ، ج ، ض ، و ، بر ، بح ، بس ، بف ، جر » والمطبوع : « ثابت بن سعيد ». وفي « ب ، ف » وحاشية « و » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « ثابت بن أبي سعيد ».
    والصواب ما أثبتناه ؛ فقد روى البرقي الخبر في المحاسن ص 200 ، ح 34 ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن أبي إسماعيل السرّاج ، عن ابن مسكان ، عن ثابت أبي سعيد ، قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام. ورواه الكليني أيضاً في الكافي ، ح 2227 ـ باختلاف يسير ـ بسنده عن أبي اسماعيل السرّاج ، عن ابن مسكان ، عن ثابت أبي سعيد. ثمّ إنّ الظاهر أنّ ثابتاً هذا ، هو ثابت بن عبدالله أبو سعيد البجلي. راجع : رجال الطوسي ، ص 129 ، الرقم 1308 ؛ ص 174 ، الرقم 2049.
    وأما ثابت بن سعيد ، أو ثابت بن أبي سعيد ، فلم نجد لهما ذكراً في كتب الرجال.
    (2) في الكافي ، ح 2227 : « قال لي ».
    (3) في « بس » وحاشية « ج » : « والناس ».
    (4) الأمر بالكفّ والنهي عن الدعاء ، إمّا لشدّة التقيّة في ذلك الزمان ، أو القصد منه ترك المبالغة في الدعاء وعدم المخاصمة في أمر الدين ، أو لغير ذلك. وكذا غيرها من الروايات. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 85 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 243.
    (5) في « بس » وحاشية بدرالدين : « ضلاله ».
    (6) في « ج » : ـ « على ».
    (7) في « ب » : ـ « أهل ».
    (Cool في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والمحاسن : « هداه ».
    (9) في « ف » : + « على ».
    (10) في الكافي ، ح 2227 : « فوالله لو أنّ أهل السماء وأهل الأرض اجتمعوا أن يضلّوا عبداً يريد الله هداه ما استطاعوا » بدل « فوالله لو أنّ أهل السماوات وأهل الأرضين ـ إلى قوله ـ أن يضلّوه ».

    كُفُّوا عَنِ النَّاسِ ، وَلَا يَقُولُ (1) أَحَدٌ (2) : عَمِّي وَ (3) أَخِي وَابْنُ عَمِّي وَجَارِي (4) ؛ فَإِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً ، طَيَّبَ رُوحَهُ ، فَلَا يَسْمَعُ مَعْرُوفاً (5) إِلاَّ عَرَفَهُ ، وَلَا مُنْكَراً (6) إِلاَّ أَنْكَرَهُ ، ثُمَّ يَقْذِفُ اللهُ فِي قَلْبِهِ كَلِمَةً يَجْمَعُ بِهَا أَمْرَهُ » (7). (Cool
    __________________
    (1) في حاشية « ف » والمحاسن : « لا يقل ». وهو الأنسب.
    (2) في الكافي ، ح 2227 والمحاسن : « أحدكم ».
    (3) في الكافي ، ح 2227 والمحاسن : ـ « عمّي‌و ».
    (4) أي هذا عمّي وأخي وابن عمّي وجاري وقعوا في الضلالة فيلزمني هدايتهم ، أي فتبعثهم الحميّة والغيرة العصبيّة على أن يُنجيهم منها طوعاً وكرهاً ؛ يعني : لا يتأسّف على ضلال أقربائه وجيرانه. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 86 ؛ الوافي ، ج 1 ، ص 561 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 248.
    (5) في الكافي ، ح 2227 : « بمعروف ».
    (6) في الكافي ، ح 2227 : « ولا بمنكر ».
    (7) قال العلاّمة الطباطبائي : « مسألة أنّ « الهداية لله ، وليس للناس فيها صنع » ممّا ثبتت بالنقل والعقل ، وإن كان مستبعداً في بادئ النظر جدّاً ، فاستمع لما يتلى :
    المعارف الإلهيّة العالية كالتوحيد والنبوّة والإمامة ونظائرها ممّا لا يكفي فيها مجرّد العلم واليقين كما قال تعالى : (جَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) الآية [ النمل (27) : 14 ] ، وقال تعالى : (وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلى عِلْمٍ) الآية [ الجاثية (45) : 23 ] ، بل يحتاج مع العلم النظري إلى الإيمان بها ، وهو مطاوعة نفسانيّة ، وانفعال قلبيّ خاصّ يوجب الجريان في الجملة بالأعمال المناسبة للعلم المفروض ، وكما أنّ العلوم النظريّة معلومة للأنظار والأفكار الصحيحة المنتجة ، كذلك هذا الأذعان والقبول القلبي معلول لملكات أو أحوال قلبيّة مناسبة له ، فلا يمكن للبخيل الذي فيه ملكة راسخة من البخل أن يؤمن بحسن السخاء وبذل المال ، إلاّ إذا حصل في نفسه من جهة حسن التربية وتراكم العمل حالة الانقياد والقبول ، بحسن السخاء والجود ، بزوال الصورة المباينة من البخل ؛ فالاستدلال للحقّ إنّما يوجب ظهوره على من كان صحيح النظر ، وأمّا إيمانه به وانقياده له فله سبب تكويني ، هو حصول الحالة أو الملكة النفسانيّة الملائمة لحصوله ، وليس مستنداً إلى اختيار الإنسان حتّى يوجد في نفسه أو في نفس غيره الانقياد والإيمان بالحقّ من دون سببه التكويني وهو الهيئة النفسانيّة المذكورة ، فثبت أنّ للإيمان والاهتداء وغير ذلك سبباً تكوينيّاً غير إرادة الإنسان واختياره ، وهو مجموع النظر الصحيح والهيئة النفسانيّة الملائمة الغير المنافية للحقّ ، فهو منسوب إلى الله سبحانه دون اختيار الإنسان على حدّ سائر الأمور التكوينيّة المنسوبة إليه تعالى.
    ولذلك كانت الروايات تنسب الإيمان والكفر والهداية والضلال إلى الله سبحانه وتنفي كونها باختيار الإنسان وتنهى عن الإصرار في القبول والمراء والجدال في الدعوة إلى الحقّ كما يدلّ عليه قوله في رواية عقبة الآتية : « ولاتخاصموا الناس لدينكم ؛ فإنّ المخاصمة ممرضة للقلب » الحديث ؛ فإنّها تثير عوامل العصبيّة والإباء عن الحقّ ، وأمّا ما ورد في الكتاب والسنّة من الأوامر بحسن التربية والحثّ على التبليغ والإنذار والدعوة

    431 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ (1) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ (2) :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ (3) : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً (4) مِنْ نُورٍ (5) ، وَفَتَحَ مَسَامِعَ قَلْبِهِ ، وَوَكَّلَ بِهِ مَلَكاً يُسَدِّدُهُ ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ سُوءاً ، نَكَتَ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةً سَوْدَاءَ ، وَسَدَّ مَسَامِعَ قَلْبِهِ ، وَوَكَّلَ بِهِ شَيْطَاناً يُضِلُّهُ ».
    ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّما يَصَّعَّدُ فِي السَّماءِ ) (6). (7)
    __________________
    والتذكرة ؛ فإنّها مقرّبات للإنسان من الإيمان والطاعة ، وليست بموجبة ولا ملزمة ، وبالتأمّل فيما ذكرناه يظهر معنى روايات الباب ، والله الهادي ».
    (Cool الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في ترك دعاء الناس ، ح 2227 ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. المحاسن ، ص 200 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 34 ، عن محمّد بن إسماعيل ؛ وأيضاً بسند آخر عن عبدالله بن مسكان. وفيه ، ص 201 ، ذيل ح 39 ، بسنده عن عبدالله بن مسكان ، وتمام الرواية فيه : « يا ثابت ما لكم وللناس؟ ». الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب طينة المؤمن والكافر ، ضمن ح 1450 ، بسند آخر ، من قوله : « فإنّ الله إذا أراد بعبد » إلى قوله : « إلاّ أنكره ». تحف العقول ، ص 312 ، ضمن وصيّته عليه‌السلام لأبي جعفر محمّد بن النعمان الأحول ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 561 ، ح 470.
    (1) في « ب » : ـ « بن إبراهيم ». وفي « ف » : ـ « بن هاشم ».
    (2) في الكافي ، ح 2232 : « محمّد بن مسلم » بدل « سليمان بن خالد ».
    (3) في الكافي ، ح 2232 : ـ « قال ».
    (4) « النَكْت » : أن تنكُتَ في الأرض بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها. والمعنى : أثّر في قلبه تأثيراً ، وأفاض عليه علماً يقينيّاً ينقش فيه. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 269 ( نكت ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 248.
    (5) في الكافي ، ح 2232 وتفسير العيّاشي : « بيضاء » بدل « من نور ».
    (6) الأنعام (6) : 125.
    (7) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في ترك دعاء الناس ، ح 2232 ، إلى قوله : « وكّل به شيطاناً يضلّه ». التوحيد ، ص 415 ، ح 14 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم. المحاسن ، ص 200 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 35 ، بسنده عن سليمان بن خالد ، إلى قوله : « وسدّ مسامع قلبه » ، مع اختلاف وزيادة في آخره. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 321 ، ح 110 ، مع زيادة في آخره ؛ وص 376 ، ح 94 ، وفيهما عن سليمان بن خالد الوافي ، ج 1 ، ص 562 ، ح 471 ؛ البحار ، ج 68 ، ص 211 ، ح 17.

    432 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ (1) : « اجْعَلُوا أَمْرَكُمْ (2) لِلّهِ ، وَلَا تَجْعَلُوهُ لِلنَّاسِ ؛ فَإِنَّهُ مَا كَانَ لِلّهِ ، فَهُوَ لِلّهِ ؛ وَمَا كَانَ لِلنَّاسِ ، فَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهِ (3) ، وَلَا تُخَاصِمُوا النَّاسَ (4) لِدِينِكُمْ (5) ؛ فَإِنَّ الْمُخَاصَمَةَ مَمْرَضَةٌ (6) لِلْقَلْبِ ؛ إِنَّ اللهَ تَعَالى قَالَ لِنَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) (7) وَقَالَ : ( أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) (Cool ذَرُوا النَّاسَ ؛ فَإِنَّ النَّاسَ أَخَذُوا عَنِ (9) النَّاسِ ، وَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (10) ، إِنِّي سَمِعْتُ أَبِي عليه‌السلام يَقُولُ : إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِذَا كَتَبَ عَلى عَبْدٍ أَنْ يَدْخُلَ (11) فِي هذَا الْأَمْرِ ، كَانَ أَسْرَعَ إِلَيْهِ مِنَ الطَّيْرِ إِلى وَكْرِهِ (12) ». (13) ‌
    __________________
    (1) في « ج » وحاشية « ض ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « عن أبيه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، قال : سمعته يقول ».
    (2) في الكافي ، ح 2229 وتفسير العيّاشي : + « هذا ».
    (3) في « ف » : + « قال ». وفي الكافي ، ح 2229 : « إلى السماء ».
    (4) في الوسائل ج 16 : ـ « الناس ».
    (5) في الكافي ، ح 2229 : « بدينكم الناس ». وفي تفسير العيّاشي والوسائل ، ج 16 : « بدينكم ».
    (6) في التعليقة للداماد ، ص 391 : « ممرضة ، إمّا بفتح الميم والراء على اسم المكان ، أو بكسر الميم وفتح الراءعلى اسم الآلة ، أو بضمّ الميم وكسر الراء على صيغة الفاعل من باب الإفعال ».
    (7) القصص (28) : 56.
    (Cool يونس (10) : 99.
    (9) في حاشية « ض » وتفسير العيّاشي : « من ».
    (10) في الكافي ، ح 2229 والمحاسن وتفسير العيّاشي : + « وعليّ عليه‌السلام ولا سواء ».
    (11) في الكافي ، ح 2229 : « يُدخله ».
    (12) « الوَكْر » : عشُّ الطائر ، وهو موضعه الذي يبيض فيه ويفرخ في الحيطان والشجر. انظر : لسان العرب ، ج 5 ، ص 292 ( وكر ).
    (13) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في ترك دعاء الناس ، ح 2229 ؛ وباب الرياء ، ح 2488 ، إلى قوله : « فلا يصعد إلى الله » ، وفيهما عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد. المحاسن ، ص 201 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 38 ، عن ابن فضّال ؛ وفيه ، ص 201 ، ح 37 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام من قوله : « إنّ الله عزّ وجلّ إذا كتب على عبد » مع اختلاف. التوحيد ، ص 414 ، ح 13 ، بسنده عن أحمد بن محمّد. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 137 ،

    433 / 4. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : نَدْعُو النَّاسَ إِلى هذَا الْأَمْرِ؟ فَقَالَ : « لَا ، يَا فُضَيْلُ ، إِنَّ اللهَ إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْراً ، أَمَرَ مَلَكاً فَأَخَذَ بِعُنُقِهِ ، فَأَدْخَلَهُ فِي هذَا الْأَمْرِ طَائِعاً أَوْ كَارِهاً (1) ». (2) ‌
    تَمَّ (3) كِتَابُ الْعَقْلِ وَالْعِلْمِ (4) وَالتَّوْحِيدِ (5) مِنْ كِتَابِ الْكَافِي ، وَيَتْلُوهُ كِتَابُ الْحُجَّةِ
    فِي (6) الْجُزْءِ الثَّانِي (7) مِنْ كِتَابِ الْكَافِي (Cool تَأْلِيفِ (9) الشَّيْخِ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ
    يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيِّ (10) رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ. (11)
    __________________
    ح 48 ، عن عليّ بن عقبة الوافي ، ج 1 ، ص 564 ، ح 476 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 71 ، ح 158 ؛ وج 16 ، ص 190 ، ح 21316.
    (1) قال العلاّمة الطباطبائي : « قوله : طائعاً أو كارهاً ، أي سواء رضيته نفسه إذا كان محلّى بحلية الصفات الكريمة النفسانيّة وملازمة التقوى ، وساعدته الدنيا كالإنسان الصحيح البدن والقوى إذا عرض عليه غذاء لذيذ من غير مانع ، فإنّه يتناوله برضى من نفسه ؛ أو كرهته نفسه إذا كان في نفسه مع صفة القبول صفات اخرى لاترضاه ، أو لم تساعده عليه الدنيا ، وكان دونه حظر خارجيّ كالإنسان المريض يتناول الدواء الكريه الطعم على كره من شهوته ورضى من عقله الحاكم بلزوم شربه ؛ للصحّة المطلوبة ».
    (2) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب في ترك دعاء الناس ، ح 2228. وفي المحاسن ، ص 202 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 44 عن صفوان بن يحيى. وفيه ، ص 202 ، ح 42 ، بسنده عن فضيل بن يسار وبسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 202 ، ح 43 ، بثلاثة طرق أُخَر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 202 ، ح 46 عن صفوان بن يحيى ، عن حذيفة بن منصور ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام ؛ وفيه ، ص 202 ، ذيل ح 46 ، بسند آخر وفي الأربعة الأخيرة مع اختلاف يسير الوافي ، ج 1 ، ص 565 ، ح 477 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 189 ، ح 21313 ؛ البحار ، ج 68 ، ص 208 ، ح 13.
    (3) في « ب » وحاشية « ج » : « كمل ».
    (4) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « والعلم ».
    (5) في « ف » : + « بعون الله الملك المجيد ».
    (6) في « ج ، ض ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين : ـ « في ».
    (7) في « بر » : ـ « في الجزء الثاني ».
    (Cool في « ف » : ـ « في الجزء الثاني من كتاب الكافي ».
    (9) في « بر » : « تصنيف ».
    (10) في « بس » : ـ « الكليني ».
    (11) في « ف » : « طاب ثراه وجعل الجنّة مثواه ، بمحمّد وآله أصفياه ». وفي « بح » : « رحمة الله تعالى عليه ». وفي « بر » وشرح صدر المتألّهين : « رحمه‌الله ».


    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:47

    (4)
    كتاب الحجة


    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌
    [4] كِتَابُ الْحُجَّةِ ‌(1)
    1 ـ بَابُ الِاضْطِرَارِ ‌(2) إِلَى الْحُجَّةِ (3) ‌
    434 / 1. قَالَ (4) أَبُو جَعْفَرٍ ، مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْكُلَيْنِيُّ ، مُصَنِّفُ هذَا الْكِتَابِ رحمه‌الله (5) : حَدَّثَنَا (6) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو (7) الْفُقَيْمِيِّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ :
    __________________
    (1) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ب » : « بسم الله الرحمن الرحيم ، وهو الموفّق للتتميم. كتاب الحجّة ». وفي « ج » : « بسم الله الرحمن الرحيم ، وبه ثقتي. كتاب الحجّة ». وفي « ف » : « بسم الله الرحمن الرحيم ، وما توفيقي إلاّبالله العليّ العليم الحكيم ». وفي حاشية « ف » بدل « العليم الحكيم » : « العظيم ». وفي المطبوع : « كتاب الحجّة ، بسم الله الرحمن الرحيم ».
    (2) « الاضطرار » : مصدر اضطرّ إلى الشي‌ء ، أي الْجِئ إليه ؛ من الضرورة بمعنى الحاجة. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 720 ( ضرر ).
    (3) في شرح المازندراني في شرحه ، ج 5 ، ص 94 : « الحجّة في اللغة : الغلبة ؛ من حجّه : إذا غلبه. وشاع استعمالها في البرهان مجازاً ، أو حقيقة عرفيّة ، ثمّ شاع في عرف المتشرّعة إطلاقها على الهادي إلى الله المنصوب من قبله ».
    (4) في حاشية « ج » : + « الشيخ ».
    (5) في « ض » وحاشية « بس » وشرح صدر المتألّهين : « رحمة الله عليه ». وفي « ف » : + « تعالى ذكره ».
    (6) في « ج ، و ، بر » : ـ « قال أبو جعفر ـ إلى ـ حدّثنا ».
    (7) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس » والوافي. وفي « ألف ، بف » والمطبوع : « عمر ». والصواب ما أثبتناه كما تقدّم ذيل ح 220.


    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّهُ قَالَ لِلزِّنْدِيقِ (1) الَّذِي سَأَلَهُ : مِنْ أَيْنَ أَثْبَتَّ (2) الْأَنْبِيَاءَ وَالرُّسُلَ؟ قَالَ (3) : « إِنَّا لَمَّا أَثْبَتْنَا أَنَّ لَنَا خَالِقاً ، صَانِعاً ، مُتَعَالِياً عَنَّا وَعَنْ جَمِيعِ مَا خَلَقَ ، وَكَانَ ذلِكَ الصَّانِعُ حَكِيماً مُتَعَالِياً ، لَمْ يَجُزْ (4) أَنْ يُشَاهِدَهُ خَلْقُهُ وَلَايُلَامِسُوهُ (5) ؛ فَيُبَاشِرَهُمْ وَيُبَاشِرُوهُ (6) ، وَيُحَاجَّهُمْ وَيُحَاجُّوهُ ، ثَبَتَ أَنَّ لَهُ سُفَرَاءَ فِي خَلْقِهِ يُعَبِّرُونَ (7) عَنْهُ إِلى خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ ، وَيَدُلُّونَهُمْ عَلى مَصَالِحِهِمْ وَمَنَافِعِهِمْ وَمَا بِهِ بَقَاؤُهُمْ وَفِي تَرْكِهِ فَنَاؤُهُمْ ، فَثَبَتَ الْآمِرُونَ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ فِي خَلْقِهِ ، وَالْمُعَبِّرُونَ (Cool عَنْهُ جَلَّ وَعَزَّ ، وَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ عليهم‌السلام وَصَفْوَتُهُ (9) مِنْ خَلْقِهِ ، حُكَمَاءَ مُؤَدَّبِينَ (10) بِالْحِكْمَةِ (11) ، مَبْعُوثِينَ بِهَا ، غَيْرَ مُشَارِكِينَ (12) لِلنَّاسِ ـ عَلى مُشَارَكَتِهِمْ لَهُمْ فِي الْخَلْقِ وَالتَّرْكِيبِ ـ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَحْوَالِهِمْ ، مُؤَيَّدِينَ (13) مِنْ عِنْدِ الْحَكِيمِ الْعَلِيمِ بِالْحِكْمَةِ ، ثُمَّ ثَبَتَ ذلِكَ فِي كُلِّ دَهْرٍ‌
    __________________
    (1) « الزنديق » : مضى ترجمته ذيل ح 338. قال المحقّق الداماد في التعليقة ، ص 392 : « في بعض التواريخ : أنّ‌لزرادشت كتاباً اسمه « زند » تتّبعه المجوس والملاحدة ؛ ولهذا سمّوا بالزنديق ». وانظر : المغرب ، ص 211 ( زندق ).
    (2) « أثبتَّ » قرئ أيضاً على صيغة الغائب المجهول : اثبت واستبعده المجلسي. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 95 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 257.
    (3) في « بر » : « فقال ».
    (4) « لم يجز » : صفة موضحة لـ « متعالياً » ، ويحتمل كونه خبراً بعد خبر لـ « كان » إذا كان قوله : « متعالياً » بمعنى تعاليه‌عن العبث واللغو. وليس جواباً لـ « لمّا » بل جوابها : « ثبت » وإلاّ لبطل نظم الخطاب ، ولم يكن لـ « ثبت » محلّ من الإعراب. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 97 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 257.
    (5) في حاشية « بر » والعلل : « ويلامسوه ».
    (6) في « ض ، بح » : « فيباشروه ».
    (7) في حاشية « ف » : « يخبرون ». و « يعبرون » إمّا مجرّد ، من العبور بمعنى المرور. أو مزيد ، من التعبير بمعنى التفسير. والأوّل أظهر. والثاني أنسب بقوله : فالمعبّرون. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 98.
    (Cool في حاشية « ف » : « المخبرون ».
    (9) « صفوة الشي‌ء » : خالصه. وفي الصاد الحركات الثلاث ، فإذا نزعوا « الهاء » قالوا : له صَفْو مالي ، بالفتح. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2401 ( صفو ).
    (10) في حاشية « بح » : « مؤيّدين ».
    (11) في « بس » : + « و ». وفي الوافي : « في الحكمة ».
    (12) في حاشية « ف » : + « بها ».
    (13) في « ج » وحاشية « ف ، بر » والوافي : « مؤيّدون ». وقرأ المازندراني في شرحه ، ج 5 ، ص قال : « في بعض النسخ : مؤيّدين ، والأوّل أولى ؛ لفهم الثاني من قوله : مؤدّبين ».

    وَزَمَانٍ مِمَّا أَتَتْ (1) بِهِ الرُّسُلُ وَالْأَنْبِيَاءُ مِنَ الدَّلَائِلِ وَالْبَرَاهِينِ ؛ لِكَيْلَا تَخْلُوَ (2) أَرْضُ اللهِ مِنْ حُجَّةٍ (3) يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ (4) يَدُلُّ عَلى صِدْقِ مَقَالَتِهِ وَجَوَازِ عَدَالَتِهِ ». (5) ‌
    435 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ اللهَ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ ، بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ (6) بِاللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ (7) ».
    قُلْتُ : إِنَّ (Cool مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبّاً ، فَقَدْ يَنْبَغِي (9) لَهُ أَنْ يَعْرِفَ (10) أَنَّ لِذلِكَ الرَّبِّ رِضًا‌
    __________________
    101 : « مؤدّين » ، ثمّ
    (1) في مرآة العقول : « في بعض النسخ : ممّا أثبت ، ولا يخفى توجيهه على الوجوه إن قرئ معلوماً أو مجهولاً ».
    (2) في « ب ، ف ، بح ، بف » ومرآة العقول وشرح صدر المتألّهين : « يخلو ».
    (3) في « بح » وحاشية « ف » : « حجّته ».
    (4) في مرآة العقول : « علم ، بفتحتين : أى علامة ودليل. وربّما يقرأ بكسر الأوّل وسكون الثاني ».
    (5) الحديث طويل ، قطّعه الكليني وأورد ذيله هنا ، وصدره في ثلاث مواضع اخرى من الكافي ( : كتاب التوحيد ، باب حدوث العالم وإثبات المحدث ، ح 220 ؛ وباب إطلاق القول بأنّه شي‌ء ، ح 227 ؛ وباب الإرادة أنّها من صفات الفعل ... ، ح 306 ) وكرّر قطعة منه في كتاب التوحيد ، باب آخر وهو من الباب الأوّل ، ح 300. كما أشار إليه العلاّمة الفيض في الوافي ، ج 1 ، ص 330. وذكر الصدوق قدس‌سره تمام الرواية في التوحيد ، ص 243 ، ح 1 ، بسنده عن إبراهيم بن هاشم القمّي. وذكر هذه القطعة في علل الشرائع ، ص 120 ، ح 3 ، بسنده عن عليّ بن إبراهيم الوافي ، ج 2 ، ص 21 ، ح 471.
    (6) الأظهر كونه مجهولاً ، يعني : بل الخلق يُعرَفون بنور الله كما تعرف الذرّات بنور الشمس. ويحتمل كونه معلوماً ، يعني : بل الخلق يعرفون الله بالله ، أي بما عرّف به نفسه من الصفات. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 103 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 262.
    (7) في مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالتشديد ؛ إذ كلامه مأخوذ منهم عليهم‌السلام كما مرّ ، ولا يخفى بُعده ». وفي الكافي ، ح 231 : « رحمك الله » بدل « صدقت ».
    (Cool في « ج » وشرح صدر المتألّهين : ـ « إنّ ».
    (9) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني والوافي والكافي ، ح 497. وفي المطبوع : « فينبغي ».
    (10) في مرآة العقول : « فقد ينبغي لأن يعرف ». وفي هامش مرآة العقول : « كأنّه نقله بالمعنى ، أو من تصحيف الناسخ ، أو من جهة اختلاف النسخ. وقد مرّ ويأتي أيضاً نظائر هذا الاختلاف في موارد كثيرة ».

    وَسَخَطاً ، وَأَنَّهُ لَايُعْرَفُ رِضَاهُ وَسَخَطُهُ إِلاَّ بِوَحْيٍ أَوْ رَسُولٍ ، فَمَنْ (1) لَمْ يَأْتِهِ الْوَحْيُ ، فَقَدْ يَنْبَغِي (2) لَهُ أَنْ يَطْلُبَ الرُّسُلَ ، فَإِذَا لَقِيَهُمْ ، عَرَفَ أَنَّهُمُ الْحُجَّةُ ، وَأَنَّ لَهُمُ الطَّاعَةَ الْمُفْتَرَضَةَ (3) ؛ وَقُلْتُ (4) لِلنَّاسِ (5) : تَعْلَمُونَ (6) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ هُوَ الْحُجَّةَ مِنَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ؟ قَالُوا : بَلى.
    قُلْتُ : فَحِينَ مَضى رَسُولُ اللهِ (7) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مَنْ كَانَ الْحُجَّةَ عَلى خَلْقِهِ (Cool؟ فَقَالُوا (9) : الْقُرْآنُ ، فَنَظَرْتُ فِي الْقُرْآنِ ، فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ بِهِ الْمُرْجِئُ (10) وَالْقَدَرِيُّ (11) وَالزِّنْدِيقُ (12) الَّذِي لَايُؤْمِنُ بِهِ حَتّى يَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِهِ ، فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَايَكُونُ حُجَّةً إِلاَّ بِقَيِّمٍ (13) ، فَمَا قَالَ فِيهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، كَانَ حَقّاً ، فَقُلْتُ لَهُمْ : مَنْ قَيِّمُ الْقُرْآنِ؟ فَقَالُوا (14) : ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ يَعْلَمُ ، وَعُمَرُ يَعْلَمُ ، وَحُذَيْفَةُ يَعْلَمُ ، قُلْتُ : كُلَّهُ؟ قَالُوا : لَا ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً‌
    __________________
    (1) في حاشية « بح » : « ومن ».
    (2) في الوافي والكافي ، ح 497 : « فينبغي ».
    (3) في حاشية « ض ، بح » : « المفروضة ».
    (4) في الوافي والكافي ، ح 497 : « فقلت ».
    (5) في حاشية « ف » وفي الكافي ، ح 497 والوافي والوسائل : + « أليس ».
    (6) في « بس » وحاشية « ض ، بح ، بر » : « أليس تزعمون ».
    (7) في « بر ، بس ، بف » والوافي والكافي ، ح 497 : ـ « رسول الله ».
    (Cool في الوافي والكافي ، ح 497 : ـ « على خلقه ». وفي العلل : « من بعده » بدل « على خلقه ».
    (9) في « بر » والوافي والوسائل والكافي ، ح 497 : « قالوا ».
    (10) هو إمّا « مُرْجِيّ » نسبة إلى « مُرْج » من المُرجية. أو « مُرْجئيٌّ » نسبة إلى « مرجِئ » ، من المرجئة. والمرجية أوالمرجئة بمعنى التأخير. وهي اسم فرقة من فرق الإسلام يعتقدون أنّه لايضرّ مع الإيمان معصية. ولا ينفع مع الكفر طاعة. سمّوا به ؛ لاعتقادهم أنّ الله أرجأ تعذيبهم على المعاصي ، أي أخّره عنهم. وقد تطلق على من أخّر أمير المؤمنين عليه‌السلام عن مرتبته. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 206 ( رجى ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 104 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 263.
    (11) في العلل : « والحروري ».
    (12) تقدّم ترجمة الزنديق ذيل ح 338 و 434.
    (13) قيّم القوم : الذي يقوّمهم ويسوس أمرهم. والمراد به هنا من يقوم بأمر القرآن ويعرف القرآن كلّه. انظر : لسان‌العرب ، ج 12 ، ص 502 ( قوم ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 84 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 264.
    (14) في الكافي ، ح 497 : « قالوا ».

    يُقَالُ : إِنَّهُ (1) يَعْرِفُ ذلِكَ (2) كُلَّهُ إِلاَّ عَلِيّاً عليه‌السلام ، وَإِذَا كَانَ الشَّيْ‌ءُ بَيْنَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي (3) ، وَقَالَ هذَا : أَنَا أَدْرِي ، فَأَشْهَدُ (4) أَنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام كَانَ قَيِّمَ الْقُرْآنِ ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً (5) ، وَكَانَ الْحُجَّةَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَأَنَّ (6) مَا قَالَ فِي الْقُرْآنِ ، فَهُوَ حَقٌّ ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ». (7) ‌
    436 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :
    كَانَ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، مِنْهُمْ حُمْرَانُ بْنُ أَعْيَنَ وَمُحَمَّدُ بْنُ النُّعْمَانِ وَهِشَامُ بْنُ سَالِمٍ وَالطَّيَّارُ ، وَجَمَاعَةٌ فِيهِمْ (Cool هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ وَهُوَ شَابٌّ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا هِشَامُ ، أَلَاتُخْبِرُنِي كَيْفَ صَنَعْتَ بِعَمْرِو بْنِ عُبَيْدٍ؟ وَكَيْفَ سَأَلْتَهُ؟ » فَقَالَ (9) هِشَامٌ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، إِنِّي أُجِلُّكَ (10) وَأَسْتَحْيِيكَ ، وَلَايَعْمَلُ لِسَانِي بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْ‌ءٍ ، فَافْعَلُوا ».
    __________________
    (1) في حاشية « ج » : « يقال له : إنّه ». وفي حاشية « ض » : « يقال له : يعرف ».
    (2) في الكافي ، ح 497 : « يعلم القرآن ». وفي الوافي : « يعرف القرآن ».
    (3) في « بس ، بف » : ـ « وقال هذا : لا أدري ».
    (4) في « بر » : « وأشهد ».
    (5) في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ض » : « مفروضة ».
    (6) في حاشية « ض ، بف » : « وأيّ ».
    (7) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّة عليهم‌السلام ، ح 497 ، مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، كتاب التوحيد ، باب أنّه لايعرف إلاّبه ، ح 231. وفي التوحيد ، ص 285 ، ح 1 ، بسنده عن الكليني ، وفيهما إلى قوله : « صدقت » هكذا : « قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّي ناظرت قوماً فقلت لهم : إنّ الله ـ جلّ جلاله ـ أجلّ وأعزّ وأكرم من أن يعرف بخلقه ، بل العباد يُعرفون بالله ، فقال : رحمك الله ». وفي علل الشرائع ، ص 192 ، ح 1 ؛ ورجال الكشّي ، ص 420 ، ح 795 ، بسند هما عن صفوان بن يحيى ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج 2 ، ص 30 ، ح 482 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 176 ، ح 33532.
    (Cool في حاشية « ف » : « منهم ».
    (9) في « ب ، ض ، بف » والوافي والأمالي والعلل وكمال الدين : « قال ».
    (10) « اجِلُّكَ » : أي اعظمُك ؛ من الجلال بمعنى العظمة. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 287 ( جلل ).

    قَالَ هِشَامٌ : بَلَغَنِي (1) مَا كَانَ فِيهِ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ وَجُلُوسُهُ فِي مَسْجِدِ الْبَصْرَةِ ، فَعَظُمَ ذلِكَ عَلَيَّ ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ وَدَخَلْتُ الْبَصْرَةَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَأَتَيْتُ مَسْجِدَ الْبَصْرَةِ ، فَإِذَا أَنَا بِحَلْقَةٍ (2) كَبِيرَةٍ (3) فِيهَا عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ ، وَعَلَيْهِ شَمْلَةٌ سَوْدَاءُ مُتَّزِراً (4) بِهَا مِنْ صُوفٍ ، وَشَمْلَةٌ (5) مُرْتَدِياً (6) بِهَا وَالنَّاسُ يَسْأَلُونَهُ ، فَاسْتَفْرَجْتُ النَّاسَ ، فَأَفْرَجُوا لِي ثُمَّ قَعَدْتُ فِي آخِرِ الْقَوْمِ عَلى رُكْبَتَيَّ.
    ثُمَّ قُلْتُ : أَيُّهَا الْعَالِمُ ، إِنِّي (7) رَجُلٌ غَرِيبٌ تَأْذَنُ لِي (Cool فِي مَسْأَلَةٍ (9)؟ فَقَالَ لِي : نَعَمْ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَلَكَ عَيْنٌ؟ فَقَالَ (10) : يَا بُنَيَّ (11) ، أَيُّ شَيْ‌ءٍ هذَا مِنَ السُّؤَالِ؟ وَشَيْ‌ءٌ تَرَاهُ كَيْفَ تَسْأَلُ عَنْهُ؟! فَقُلْتُ : هكَذَا (12) مَسْأَلَتِي ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ ، سَلْ وَإِنْ كَانَتْ مَسْأَلَتُكَ حَمْقَاءَ (13) ، قُلْتُ : أَجِبْنِي فِيهَا ، قَالَ (14) لِي : سَلْ.
    __________________
    (1) في « بح » : « قد بلغني ».
    (2) « الحلقة » : هي الجماعة من الناس مستديرين ، كحلقة الباب وغيره. وحكي عن أبي عمرو : حَلَقَةٌ ، بالتحريك. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 426 ( حلق ).
    (3) في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ض » والوافي : « عظيمة ».
    (4) يجوز فيه وما يأتي الرفع والنصب ، والنسخ أيضاً مختلفة. وقال صدر المتألّهين في شرحه ، ص 442 : « في نسخه : مؤتزر ، من الإزار ، وهو الصحيح عند ابن الأثير ، والمتّزر خطأ ؛ لأنّ الهمزة لا تدغم في التاء ». انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 44 ( أزر ).
    (5) « الشملة » : كساء يتغطّى به ويتلفّف فيه. النهاية ، ج 2 ، ص 501 ( شمل ).
    (6) قوله : « مرتدياً بها » أي لابسها. يقال : ارتدى ، أي لبس الرِداء. النهاية ، ج 2 ، ص 501 ( شمل ).
    (7) في حاشية « ف » والعلل وكمال الدين والأمالي : « أنا ».
    (Cool في الأمالي والعلل وكمال الدين : + « فأسألك ».
    (9) في « ف » : « مسألتي ».
    (10) في « ض » وحاشية « ج » وشرح صدر المتألّهين : + « لي ».
    (11) في حاشية « ف » : « أي بنيّ ».
    (12) في حاشية « ف » : « هذا ».
    (13) في « ض ، بر ، بس » والأمالي : « حمقاً ». ووصف « المسألة » بالحمقاء على سبيل التجوّز مبالغة في حماقة السائل. وربّما يقرأ حُمْق. والحُمْق والحُمُق : قلّة العقل وسخافة الرأي. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 108 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 265 ؛ الصحاح ، ج 4 ، ص 1464 ( حمق ).
    (14) في حاشية « ف » والعلل وكمال الدين والأمالي : + « فقال ».

    قُلْتُ : أَلَكَ عَيْنٌ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَمَا تَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ : أَرى بِهَا الْأَلْوَانَ وَالْأَشْخَاصَ.
    قُلْتُ : فَلَكَ (1) أَنْفٌ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ : أَشَمُّ بِهِ الرَّائِحَةَ.
    قُلْتُ : أَلَكَ (2) فَمٌ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ : أَذُوقُ (3) بِهِ الطَّعْمَ.
    قُلْتُ : فَلَكَ (4) أُذُنٌ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَمَا تَصْنَعُ بِهَا؟ قَالَ : أَسْمَعُ بِهَا الصَّوْتَ.
    قُلْتُ : أَلَكَ قَلْبٌ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : فَمَا تَصْنَعُ بِهِ؟ قَالَ : أُمَيِّزُ بِهِ كُلَّ مَا وَرَدَ عَلى هذِهِ الْجَوَارِحِ وَالْحَوَاسِّ.
    قُلْتُ : أَوَلَيْسَ فِي هذِهِ الْجَوَارِحِ غِنًى عَنِ الْقَلْبِ؟ فَقَالَ (5) : لَا.
    قُلْتُ (6) : وَكَيْفَ ذلِكَ (7) وَهِيَ صَحِيحَةٌ سَلِيمَةٌ؟! قَالَ : يَا بُنَيَّ ، إِنَّ الْجَوَارِحَ إِذَا شَكَّتْ فِي شَيْ‌ءٍ شَمَّتْهُ أَوْ رَأَتْهُ أَوْ ذَاقَتْهُ أَوْ سَمِعَتْهُ ، رَدَّتْهُ إِلَى الْقَلْبِ فَتَسْتَيْقِنُ (Cool الْيَقِينَ ، وَتُبْطِلُ (9) الشَّكَ.
    قَالَ هِشَامٌ : فَقُلْتُ لَهُ : فَإِنَّمَا (10) أَقَامَ اللهُ الْقَلْبَ لِشَكِّ الْجَوَارِحِ؟ قَالَ : نَعَمْ.
    قُلْتُ (11) : لَابُدَّ (12) مِنَ الْقَلْبِ ، وَإِلاَّ لَمْ تَسْتَيْقِنِ (13) الْجَوَارِحُ؟ قَالَ : نَعَمْ.
    فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَبَا مَرْوَانَ ، فَاللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَمْ يَتْرُكْ جَوَارِحَكَ حَتّى جَعَلَ‌
    __________________
    (1) في « ف » : « أفلك ». وفي الأمالي وكمال الدين : « ألك ».
    (2) في « ف » : « أفلك ».
    (3) في الأمالي والعلل : « أعرف ».
    (4) في « ف » والأمالي والعلل وكمال الدين : « ألك ». وفي حاشية « ف » : « أفلك ».
    (5) في « بر » والأمالي والعلل وكمال الدين : « قال ».
    (6) في « بف » : « فقلت ».
    (7) في « بس » وحاشية « ف » : « ذاك ».
    (Cool هكذا في « ب ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي حاشية « ج » : « يستبين ». وفي حاشية « بح » وشرح صدرالمتألّهين : « فيستبين ». وفي « ج ، ض » والمطبوع : « فيستيقن ». ويمكن قراءة ما في المطبوع بالنون المشدّدة.
    (9) هكذا في « ب ، ف ، بح ، بر ، بس ». وفي « ج ، ض ، و » والمطبوع : « ويبطل ».
    (10) في « بر » والأمالي : « إنّما ».
    (11) في « بر » : « فقلت ».
    (12) في « ف » : « قلت له : فلابدّ ».
    (13) في « ف » : « لم يستيقن ». وفي الأمالي : « لم يستقم ».

    لَهَا إِمَاماً يُصَحِّحُ لَهَا الصَّحِيحَ ، وَتَتَيَقَّنُ (1) بِهِ مَا شَكَّتْ (2) فِيهِ ، وَيَتْرُكُ هذَا الْخَلْقَ كُلَّهُمْ فِي حَيْرَتِهِمْ وَشَكِّهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ ، لَايُقِيمُ لَهُمْ إِمَاماً يَرُدُّونَ إِلَيْهِ شَكَّهُمْ وَحَيْرَتَهُمْ ، وَيُقِيمُ لَكَ إِمَاماً لِجَوَارِحِكَ تَرُدُّ إِلَيْهِ حَيْرَتَكَ وَشَكَّكَ؟
    قَالَ : فَسَكَتَ ، وَلَمْ يَقُلْ لِي شَيْئاً ، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ (3) لِي (4) : أَنْتَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ؟ فَقُلْتُ : لَا ، قَالَ (5) : أَمِنْ (6) جُلَسَائِهِ؟ قُلْتُ (7) : لَا (Cool ، قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ قَالَ (9) : قُلْتُ : مِنْ (10) أَهْلِ الْكُوفَةِ ، قَالَ : فَأَنْتَ إِذاً هُوَ (11) ، ثُمَّ ضَمَّنِي إِلَيْهِ ، وَأَقْعَدَنِي فِي مَجْلِسِهِ ، وَزَالَ عَنْ مَجْلِسِهِ ، وَمَا نَطَقَ حَتّى قُمْتُ.
    قَالَ : فَضَحِكَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَقَالَ (12) : « يَا هِشَامُ ، مَنْ عَلَّمَكَ هذَا؟ » قُلْتُ : شَيْ‌ءٌ أَخَذْتُهُ مِنْكَ وَأَلَّفْتُهُ (13) ، فَقَالَ : « هذَا وَاللهِ مَكْتُوبٌ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسى ». (14) ‌
    __________________
    (1) هكذا في « ج ، ض ، و ، بح ، بس ، بف ». وفي « ب ، ف » والمطبوع وشرح صدر المتألّهين : « يتيقّن ».
    (2) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بس ، بف ». وفي شرح صدر المتألّهين : « شككت ». وفي المطبوع : « شكّ ».
    (3) في « بر » : « وقال ».
    (4) في « ج ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي والعلل وكمال الدين : ـ « لي ».
    (5) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « فقال ». وفي حاشية « ج » : « قال لي ».
    (6) في « بس » : « أفمن ».
    (7) في « ض » : « فقلت ».
    (Cool في « ف » : ـ « قال أمن جلسائه؟ قلت : لا ».
    (9) في « ب ، بر ، بس » والأمالي والعلل وكمال الدين : ـ « قال ».
    (10) في حاشية « ج » : « رجل من ».
    (11) في « ب ، بر ، بف » والوافي والعلل : « فإذن أنت هو ». وفي حاشية « ف » : « إذن فأنت هو ».
    (12) في « ف » وشرح صدر المتألّهين : « فقال ». وفي « بر » : « ثمّ قال ».
    (13) في « ف » : « فألّفته ».
    (14) الأمالي للصدوق ، ص 589 ، المجلس 86 ، ح 15 ؛ وعلل الشرائع ، ص 193 ، ح 2 ؛ وكمال الدين ، ص 207 ، ح 23 ، بسندها عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مرار ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن يونس بن يعقوب ؛ رجال الكشّي ، ص 271 ، ح 490 ، بسنده عن الحسن بن إبراهيم ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن يونس بن يعقوب الوافي ، ج 2 ، ص 22 ، ح 480.

    437 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ (1) ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، قَالَ :
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَوَرَدَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، فَقَالَ : إِنِّي رَجُلٌ صَاحِبُ كَلَامٍ وَفِقْهٍ وَفَرَائِضَ ، وَقَدْ جِئْتُ لِمُنَاظَرَةِ أَصْحَابِكَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « كَلَامُكَ مِنْ كَلَامِ (2) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَوْ مِنْ عِنْدِكَ؟ » فَقَالَ : مِنْ كَلَامِ رَسُولِ اللهِ عليه‌السلام وَمِنْ عِنْدِي ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « فَأَنْتَ إِذاً شَرِيكَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ : « فَسَمِعْتَ الْوَحْيَ عَنِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يُخْبِرُكَ؟ » قَالَ : لَا ، قَالَ : « فَتَجِبُ طَاعَتُكَ كَمَا تَجِبُ طَاعَةُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ » قَالَ : لَا (3).
    فَالْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام إِلَيَّ ، فَقَالَ : « يَا يُونُسَ بْنَ يَعْقُوبَ ، هذَا قَدْ خَصَمَ (4) نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ ». ثُمَّ قَالَ : « يَا يُونُسُ ، لَوْ كُنْتَ تُحْسِنُ (5) الْكَلَامَ كَلَّمْتَهُ ». قَالَ (6) يُونُسُ : فَيَا لَهَا مِنْ حَسْرَةٍ ، فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي سَمِعْتُكَ تَنْهى عَنِ الْكَلَامِ ، وَتَقُولُ : وَيْلٌ لِأَصْحَابِ الْكَلَامِ ؛ يَقُولُونَ : هذَا يَنْقَادُ وَهذَا لَايَنْقَادُ (7) ، وَهذَا يَنْسَاقُ وَهذَا لَايَنْسَاقُ ، وَهذَا نَعْقِلُهُ وَهذَا لَانَعْقِلُهُ (Cool ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّمَا قُلْتُ : فَوَيْلٌ (9) لَهُمْ إِنْ تَرَكُوا مَا أَقُولُ ، وَذَهَبُوا إِلى مَا يُرِيدُونَ ».
    ثُمَّ قَالَ لِي (10) : « اخْرُجْ إِلَى الْبَابِ ، فَانْظُرْ مَنْ تَرى مِنَ الْمُتَكَلِّمِينَ فَأَدْخِلْهُ ». قَالَ :
    __________________
    (1) في الإرشاد : « عن جماعة من رجاله » بدل « عمّن ذكره ».
    (2) في « ف » : ـ « كلام ».
    (3) في « بح ، بر ، بس » : + « قال ».
    (4) في « بف » : « خصم » وفي حاشية ميرزا رفيعا : « خاصم » كلاهما بدل « قد خصم ».
    (5) « تحسن » : من الإحسان بمعنى العلم والمعرفة والإتقان ، تقول : أحسنت الشي‌ء ، أي عرفته وأتقنته. انظر : المصباح المنير ، ص 136 ( حسن ).
    (6) في « ج » ومرآة العقول : « فقال ».
    (7) في « ب ، ف » : « هذا لاينقاد وهذا ينقاد ». وظاهر الشروح كون الفعلين معلومين. وكذا : ينساق ولا ينساق.
    (Cool في « ف ، بح » : « هذا يعقله وهذا لا يعقله ».
    (9) في « ب » وحاشية « ض ، بف » : « ويل ».
    (10) في « بس » : ـ « لي ».

    فَأَدْخَلْتُ حُمْرَانَ بْنَ أَعْيَنَ وَكَانَ يُحْسِنُ الْكَلَامَ ، وَأَدْخَلْتُ الْأَحْوَلَ (1) وَكَانَ يُحْسِنُ الْكَلَامَ ، وَأَدْخَلْتُ هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ وَكَانَ يُحْسِنُ الْكَلَامَ ، وَأَدْخَلْتُ قَيْساً الْمَاصِرَ (2) وَكَانَ عِنْدِي أَحْسَنَهُمْ كَلَاماً ، وَكَانَ قَدْ تَعَلَّمَ الْكَلَامَ مِنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام.
    فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بِنَا الْمَجْلِسُ (3) ـ وَكَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام قَبْلَ الْحَجِّ يَسْتَقِرُّ أَيَّاماً فِي جَبَلٍ فِي طَرَفِ الْحَرَمِ فِي فَازَةٍ (4) لَهُ مَضْرُوبَةٍ ـ قَالَ : فَأَخْرَجَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام رَأْسَهُ مِنْ فَازَتِهِ (5) ، فَإِذَا هُوَ بِبَعِيرٍ يَخُبُّ (6) ، فَقَالَ : « هِشَامٌ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ». قَالَ (7) : فَظَنَنَّا (Cool أَنَّ هِشَاماً رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ عَقِيلٍ كَانَ شَدِيدَ الْمَحَبَّةِ لَهُ ، قَالَ : فَوَرَدَ هِشَامُ بْنُ الْحَكَمِ ، وَهُوَ أَوَّلَ مَا اخْتَطَّتْ لِحْيَتُهُ (9) ، وَلَيْسَ فِينَا إِلاَّ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ سِنّاً مِنْهُ (10) ، قَالَ : فَوَسَّعَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَقَالَ : « نَاصِرُنَا بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَيَدِهِ ».
    __________________
    (1) في شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 118 : « الأحول ، هو محمّد بن النعمان البجلي الأحول ، أبو جعفر شاه الطاق ، ساكن طاق المحامل بالكوفة ، وقد لقّبه المخالفون بشيطان الطاق والشيعة بمؤمن الطاق ، وكان متكلّماً حاضر الجواب ، وله مع أبي حنيفة مكالمات مشهورة ». وانظر : الوافي ، ج 2 ، ص 29.
    (2) هكذا في « ألف ، بس ، بف » والوافي. وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر » والمطبوع : « قيس بن الماصر ». والصواب ما أثبتناه. والدليل على ذلك ـ مضافاً إلى ما قدّمناه ذيل ح 184 ـ ما يأتي في موضعين من نفس الخبر من : « ثمّ قال أبو عبدالله عليه‌السلام لقيس الماصر » و « ثمّ التفت إلى قيس الماصر ».
    (3) في شرح المازندراني : « إسناد الاستقرار إلى المجلس مجاز للمبالغة في الكثرة ؛ لأنّ المجلس مستقرّ ، بالكسر ».
    (4) في « ف » وحاشية « ج » : « قارة ». وهي الجبل الصغير المنقطع عن الجبال. وفي حاشية « ج ، ف » : « خيمة ». و « الفازة » : مِظَلَّة تمدّ بعمود أو عمودين ، أي الخيمة. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 891. القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 717 ( فوز ).
    (5) في « ف » : « قارته ».
    (6) « يخبّ » من الخبب ، وهو ضرب من العَدْو ، تقول : خَبّ الفرس يَخُبُّ خبّاً وخَبَباً وخبيباً ، إذا راوح بين يديه‌ورجليه ، أي قام على إحداهما مرّة وعلى الاخرى مرّة. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 117 ( خبب ).
    (7) في « ف » : « فقال ».
    (Cool في « ب » : « فظننت ».
    (9) « اختطّت لحيتُه » ، أي نبتت. يقال : اختطّ الغلام ، أي نبت عِذاره. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1123 ( خطط ).
    (10) في « ب » والوافي : « منه سنّاً ».

    ثُمَّ قَالَ : « يَا حُمْرَانُ ، كَلِّمِ الرَّجُلَ ». فَكَلَّمَهُ ، فَظَهَرَ عَلَيْهِ (1) حُمْرَانُ.
    ثُمَّ قَالَ : « يَا طَاقِيُّ ، كَلِّمْهُ ». فَكَلَّمَهُ (2) ، فَظَهَرَ (3) عَلَيْهِ الْأَحْوَلُ.
    ثُمَّ قَالَ : « يَا هِشَامَ بْنَ سَالِمٍ ، كَلِّمْهُ (4) ». فَتَعَارَفَا. (5) ‌
    ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِقَيْسٍ الْمَاصِرِ : « كَلِّمْهُ ». فَكَلَّمَهُ ، فَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَضْحَكُ مِنْ كَلَامِهِمَا مِمَّا قَدْ أَصَابَ الشَّامِيَّ ، فَقَالَ لِلشَّامِيِّ : « كَلِّمْ هذَا الْغُلَامَ » يَعْنِي هِشَامَ بْنَ الْحَكَمِ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ لِهِشَامٍ : يَا غُلَامُ ، سَلْنِي فِي (6) إِمَامَةِ هذَا ، فَغَضِبَ هِشَامٌ حَتَّى ارْتَعَدَ (7) ، ثُمَّ قَالَ لِلشَّامِيِّ : يَا هذَا ، أَرَبُّكَ (Cool أَنْظَرُ (9) لِخَلْقِهِ أَمْ خَلْقُهُ لِأَنْفُسِهِمْ؟ فَقَالَ الشَّامِيُّ : بَلْ رَبِّي (10) أَنْظَرُ لِخَلْقِهِ (11) ، قَالَ : فَفَعَلَ بِنَظَرِهِ لَهُمْ (12) مَا ذَا؟ قَالَ : أَقَامَ لَهُمْ حُجَّةً وَدَلِيلاً كَيْلَا يَتَشَتَّتُوا ، أَوْ (13) يَخْتَلِفُوا ، يَتَأَلَّفُهُمْ ، وَيُقِيمُ أَوَدَهُمْ (14) ، وَيُخْبِرُهُمْ‌
    __________________
    (1) « فظهر عليه » ، أي غلب عليه ، تقول : ظهرت على الرجل ، أي غلبته. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 732 ( ظهر ).
    (2) في « ض » : ـ « فكلّمه ».
    (3) في « ب ، بر » : « وظهر ».
    (4) في « ض » : « كلّم ».
    (5) في « ج » وشرح صدر المتألّهين : « فتعارقا ». وفي « ض » وحاشية « ج ، بح » : « فتفارقا ». وفي حاشية « ض » : « فتقارنا ». وفي حاشية « بح ، بف » : « فتعاوقا ». وفي الوافي : « فتعاركا ». وقوله : « فتعارفا » ، أي تكلّما بما عرف كلّ منهما صاحبه وكلامه بلا غلبة لأحدهما على الآخر. و « فتعارقا » ، أي سال العرق من كلّ منهما من طول البحث وكثرة الكلام بينهما. و « فتعاوقا » ، أي تعوّق كلّ منهما عن الغلبة. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 444 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 119 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 271.
    (6) في حاشية « ج » : « من ».
    (7) « ارتعد » ، أي اضطرب. يقال : أرعده فارتعد. الصحاح ، ج 2 ، ص 475 ( رعد ).
    (Cool في « ب » : « ربّك » بدل « أربّك ».
    (9) « أنظر » ، أي أرحم وأعطف وأحفظ ؛ من النظر بمعنى الرحمة والعطف والحفظ. انظر : لسان العرب ، ج 5 ، ص 218 ( نظر ).
    (10) في « بح » : + « لهم ».
    (11) في « بح » : ـ « لخلقه ».
    (12) في الوافي : ـ « لهم ».
    (13) في « ب ، ج ، ف ، بر » : « و ».
    (14) « الأوَد » : الاعوجاج. يقال : أوِدَ الشي‌ء يأود أوَداً ، أي اعوجّ. الصحاح ، ج 2 ، ص 442 ( أود ).

    بِفَرْضِ رَبِّهِمْ ، قَالَ : فَمَنْ هُوَ؟ قَالَ : رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قَالَ هِشَامٌ : فَبَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَنْ (1)؟ قَالَ : الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ ، قَالَ هِشَامٌ : فَهَلْ نَفَعَنَا (2) الْيَوْمَ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ (3) فِي رَفْعِ الِاخْتِلَافِ عَنَّا؟ قَالَ الشَّامِيُّ : نَعَمْ ، قَالَ : فَلِمَ اخْتَلَفْنَا (4) أَنَا وَأَنْتَ ، وَصِرْتَ إِلَيْنَا مِنَ الشَّامِ فِي (5) مُخَالَفَتِنَا إِيَّاكَ؟
    قَالَ (6) : فَسَكَتَ الشَّامِيُّ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام لِلشَّامِيِّ : « مَا لَكَ لَاتَتَكَلَّمُ؟ » قَالَ الشَّامِيُّ : إِنْ قُلْتُ : لَمْ نَخْتَلِفْ ، كَذَبْتُ ؛ وَإِنْ قُلْتُ : إِنَّ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ يَرْفَعَانِ عَنَّا الِاخْتِلَافَ ، أَبْطَلْتُ (7) ؛ لِأَنَّهُمَا يَحْتَمِلَانِ الْوُجُوهَ ؛ وَإِنْ قُلْتُ : قَدِ اخْتَلَفْنَا وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا يَدَّعِي الْحَقَّ ، فَلَمْ يَنْفَعْنَا إِذَنِ الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ إِلاَّ (Cool أَنَّ لِي عَلَيْهِ هذِهِ الْحُجَّةَ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « سَلْهُ تَجِدْهُ مَلِيّاً ». (9) ‌
    فَقَالَ الشَّامِيُّ : يَا هذَا ، مَنْ أَنْظَرُ لِلْخَلْقِ؟ أَرَبُّهُمْ أَوْ أَنْفُسُهُمْ؟ فَقَالَ هِشَامٌ : رَبُّهُمْ أَنْظَرُ لَهُمْ مِنْهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ ، فَقَالَ الشَّامِيُّ : فَهَلْ أَقَامَ لَهُمْ مَنْ (10) يَجْمَعُ لَهُمْ (11) كَلِمَتَهُمْ ، وَيُقِيمُ أَوَدَهُمْ ، وَيُخْبِرُهُمْ بِحَقِّهِمْ مِنْ بَاطِلِهِمْ؟ قَالَ هِشَامٌ : فِي وَقْتِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَوِ السَّاعَةِ؟ قَالَ الشَّامِيُّ : فِي وَقْتِ رَسُولِ اللهِ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالسَّاعَةِ مَنْ؟ فَقَالَ هِشَامٌ :
    __________________
    (1) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين. وفي المطبوع : ـ « من ».
    (2) في « بر » وحاشية « بح » : « ينفعنا ».
    (3) في « بس ، بف » : ـ « الكتاب والسنّة ».
    (4) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي ومرآة العقول : « اختلفت ». وفي « ض » : « اختلف ».
    (5) في حاشية « ض » : « من ».
    (6) في « ب » : « فقال ».
    (7) « أبطلتُ » ، أي أتيتُ بالباطل. يقال : أبطل ، إذا جاء بالباطل. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 136 ( بطل ).
    (Cool في شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 121 : « يجوز أن يكون « ألا » ... بفتح الهمزة وتخفيف اللام من حروف التنبيه. و « إنّ » بالكسر. وضمير « عليه » على التقديرين يعود إلى هشام ».
    (9) في شرح المازندراني : « الملي‌ء ، بالهمزة : الغنيّ المقتدر ، وقد يترك الهمزة ويشدّ الياء ، أي تجده غنيّاً مقتدراً على المناظرة ». وانظر : النهاية ، ج 4 ، ص 352 ( ملأ ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 272.
    (10) في « ف » : « الحجّة ممّن » بدل « من ».
    (11) في « ب » : ـ « لهم ».

    هذَا الْقَاعِدُ الَّذِي تُشَدُّ (1) إِلَيْهِ الرِّحَالُ ، وَيُخْبِرُنَا بِأَخْبَارِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (2) وِرَاثَةً عَنْ أَبٍ عَنْ جَدٍّ.
    قَالَ (3) الشَّامِيُّ : فَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ ذلِكَ (4)؟ قَالَ هِشَامٌ : سَلْهُ عَمَّا بَدَا لَكَ ، قَالَ الشَّامِيُّ : قَطَعْتَ عُذْرِي فَعَلَيَّ السُّؤَالُ.
    فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا شَامِيُّ ، أُخْبِرُكَ كَيْفَ كَانَ سَفَرُكَ ، وَكَيْفَ كَانَ طَرِيقُكَ ، كَانَ كَذَا وَكَانَ (5) كَذَا ».
    فَأَقْبَلَ الشَّامِيُّ يَقُولُ : صَدَقْتَ ، أَسْلَمْتُ لِلّهِ السَّاعَةَ.
    فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « بَلْ آمَنْتَ بِاللهِ السَّاعَةَ ؛ إِنَّ الْإِسْلَامَ قَبْلَ الْإِيمَانِ ، وَعَلَيْهِ يَتَوَارَثُونَ وَيَتَنَاكَحُونَ ، وَالْإِيمَانُ عَلَيْهِ يُثَابُونَ (6) ». فَقَالَ الشَّامِيُّ : صَدَقْتَ ، فَأَنَا السَّاعَةَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ ، وَأَنَّكَ وَصِيُّ الْأَوْصِيَاءِ.
    ثُمَّ الْتَفَتَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام إِلى حُمْرَانَ (7) ، فَقَالَ : « تُجْرِي الْكَلَامَ (Cool عَلَى الْأَثَرِ (9) فَتُصِيبُ ».
    وَالْتَفَتَ إِلى هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، فَقَالَ : « تُرِيدُ الْأَثَرَ وَلَاتَعْرِفُهُ ».
    __________________
    (1) في « ف ، بس » وشرح المازندراني والوافي : « يشدّ ».
    (2) في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « والأرض ».
    (3) في « بح » : « فقال ».
    (4) في حاشية « ف » : « ذاك ».
    (5) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي المطبوع : ـ « كان ».
    (6) في « بر » : « تتوارثون وتتناكحون ، والإيمان عليه تثابون ».
    (7) في « بر » : « الحمران ».
    (Cool في حاشية « بس » : « بالكلام ». والباء للتعدية والفعل مجرّد.
    (9) « على الأثر » أي على الأخبار المأثورة عن النبيّ والأئمّة صلوات الله عليهم. و « الأثر » : مصدر قولك : أثرتُ الحديث ، أي نقلته. والأثر ، اسم منه. ومنه سمّي الحديث أثراً ؛ لأنّه مأثور ، أي منقول ينقله خلف عن سلف. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 574 ؛ المصباح المنير ، ص 4 ( أثر ).

    ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْأَحْوَلِ ، فَقَالَ : « قَيَّاسٌ رَوَّاغٌ (1) ، تَكْسِرُ بَاطِلاً بِبَاطِلٍ ، إِلاَّ أَنَّ بَاطِلَكَ أَظْهَرُ ».
    ثُمَّ الْتَفَتَ إِلى قَيْسٍ الْمَاصِرِ ، فَقَالَ : « تَتَكَلَّمُ ، وَأَقْرَبُ مَا يَكُونُ (2) مِنَ الْخَبَرِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَبْعَدُ (3) مَا يَكُونُ (4) مِنْهُ ، تَمْزُجُ الْحَقَّ مَعَ الْبَاطِلِ ، وَقَلِيلُ الْحَقِّ يَكْفِي عَنْ كَثِيرِ الْبَاطِلِ ، أَنْتَ وَالْأَحْوَلُ قَفَّازَانِ (5) حَاذِقَانِ (6) ».
    قَالَ يُونُسُ : فَظَنَنْتُ ـ وَاللهِ ـ أَنَّهُ يَقُولُ لِهِشَامٍ قَرِيباً مِمَّا قَالَ لَهُمَا ، ثُمَّ قَالَ : « يَا هِشَامُ ، لَاتَكَادُ تَقَعُ ، تَلْوِي رِجْلَيْكَ (7) إِذَا هَمَمْتَ بِالْأَرْضِ طِرْتَ (Cool ، مِثْلُكَ فَلْيُكَلِّمِ النَّاسَ ، فَاتَّقِ الزَّلَّةَ ، وَالشَّفَاعَةُ مِنْ وَرَائِهَا إِنْ شَاءَ اللهُ ». (9) ‌
    __________________
    (1) في « ج ، ض » : « روّاع ». وقوله : « رَوّاغ » ، أي ميّال عن الحقّ ، من الرَوْغ والرَوَغان بمعنى الميل إلى الشي‌ء سرّاً ، وطلب الشي‌ء بكلّ طريق. وهو في الأصل مايفعله الثعلب ، وهو أن يذهب هكذا وهكذا مكراً وخديعة. انظر : المغرب ، ص 202 ؛ لسان العرب ، ج 8 ، ص 430 ـ 431 ( روغ ).
    (2) هكذا في « ف ، ض ، بح ، بر ، بف » ومرآة العقول. وفي المطبوع : « تكون ».
    (3) في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 275 : « يحتمل أن يكون « أبعد » منصوباً على الحاليّة سادّاً مسدّ الخبر ، كما في‌قولهم : أخطب ما يكون الأمير قائماً ، على اختلافهم في تقدير مثله ».
    (4) هكذا في « ج ، ض ، بح ، بر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « تكون ».
    (5) « قفّازان » من القفز بمعنى الوثوب ، أي وثّابان من مقام إلى آخر غير ثابتين على أمر واحد. وفي شرح صدر المتألّهين ، ص 444 : « هو من القفيز بمعنى المكيال. والمراد علم الميزان ، أي كانا حاذقين في علم الميزان ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « فقاران ». أي فتّاحان عن المعاني المغلقة ، مستخرجان للغوامض. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 891 ( قفز ) ؛ حاشية ميرزا رفيعا ، ص 535 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 124 ؛ الوافي ، ج 2 ، ص 30 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 276.
    (6) في « ف » : « وحاذقان ».
    (7) « تلوي رجليك » ، أي تفتله ، تقول : لويتُ الحبلَ ، أي فتلته. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2485 ( لوى ).
    (Cool في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 277 : « والحاصل أنّك كلّما قربتَ من الأرض وخفت الوقوع عليها لويت رجليك ـ كما هو شأن الطير عند إرادة الطيران ـ ثمّ طرت ولم تقع. والغرض أنّك لاتُغلَب من خصمك قطّ ». وفي حاشية ميرزا رفيعا ، ص 535 : « ولا يخفى ما فيه من الدلالة على كمال قوّته واقتداره في التكلّم الّذي كنى بالطيران عنه تشبيهاً له في حاله بالطائر الكامل في قوّته على الطيران ، حيث ادّعى له ما يندر تحقّقه في الطير ».
    (9) الإرشاد ، ج 2 ، ص 194 ، بسنده عن الكليني ، مع اختلاف يسير. وراجع : رجال الكشّي ، ص 275 ،

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:48

    438 / 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، قَالَ :
    أَخْبَرَنِي الْأَحْوَلُ أَنَّ زَيْدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام بَعَثَ إِلَيْهِ وَهُوَ مُسْتَخْفٍ ، قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَقَالَ لِي : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، مَا تَقُولُ إِنْ طَرَقَكَ طَارِقٌ مِنَّا؟ أَتَخْرُجُ مَعَهُ؟ قَالَ (1) : فَقُلْتُ لَهُ : إِنْ كَانَ أَبَاكَ أَوْ أَخَاكَ ، خَرَجْتُ (2) مَعَهُ ، قَالَ : فَقَالَ لِي : فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ أُجَاهِدُ (3) هؤُلَاءِ الْقَوْمَ ، فَاخْرُجْ مَعِي ، قَالَ : قُلْتُ : لَا ، مَا أَفْعَلُ جُعِلْتُ فِدَاكَ.
    قَالَ : فَقَالَ لِي (4) : أَتَرْغَبُ بِنَفْسِكَ عَنِّي (5)؟ قَالَ : فَقُلْتُ (6) لَهُ : إِنَّمَا هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ ، فَإِنْ كَانَ لِلّهِ فِي الْأَرْضِ حُجَّةٌ ، فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ نَاجٍ ، وَالْخَارِجُ مَعَكَ هَالِكَ ، وَإِنْ لَايَكُنْ (7) لِلّهِ حُجَّةٌ فِي الْأَرْضِ (Cool ، فَالْمُتَخَلِّفُ عَنْكَ وَالْخَارِجُ مَعَكَ سَوَاءٌ.
    قَالَ : فَقَالَ لِي : يَا أَبَا جَعْفَرٍ ، كُنْتُ أَجْلِسُ مَعَ أَبِي عَلَى الْخِوَانِ (9) ، فَيُلْقِمُنِي (10) ‌__________________
    ح 494 الوافي ، ج 2 ، ص 25 ، ح 481 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 197 ، ح 21333 ؛ وج 27 ، ص 67 ، ح 33217 ، وفيهما من قوله : « فقلت : جعلت فداك إنّي سمعتك تنهى عن الكلام » إلى قوله : « وذهبوا إلى ما يريدون » ؛ البحار ، ج 47 ، ص 157 ، ح 221 ، من قوله : « فقال الشامي : يا هذا من أنظر للخلق » إلى قوله : « وإنّك وصيّ الأوصياء ».
    (1) في « بر » : ـ « قال ».
    (2) في « بر » : « فخرجت ».
    (3) في « ج » : « واجاهد ».
    (4) في « ب » : ـ « لي ».
    (5) « أترغب بنفسك عنّي » ، أي أترى لنفسك عليّ فضلاً ، أو كرهتَ نفسك لي وزهدتَ لي فيها. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 423 ( رغب ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 278.
    (6) هكذا في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي المطبوع : « قلت ».
    (7) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي « بر » : « لم يكن ». وفي المطبوع : « لاتكن ».
    (Cool في « ف ، بف » : ـ « في الأرض ». وفي حاشية « ف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « في الأرض حجّة ».
    (9) « الخِوان » : ما يوضع عليه الطعام عند الأكل ، معرّب. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 2110 ؛ النهاية ، ج 2 ، ص 89 ( خون ).
    (10) في « ج ، ف » : « يلقّمني ». وفي « ض » : « فيلقّمني ». والتلقيم والإلقام بمعنى واحد في اللغة ، وهو وضع اللقمة

    الْبَضْعَةَ (1) السَّمِينَةَ ، وَيُبَرِّدُ لِيَ اللُّقْمَةَ الْحَارَّةَ حَتّى تَبْرُدَ ؛ شَفَقَةً عَلَيَّ وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَيَّ مِنْ حَرِّ النَّارِ إِذْ (2) أَخْبَرَكَ بِالدِّينِ وَلَمْ يُخْبِرْنِي بِهِ؟ فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مِنْ شَفَقَتِهِ عَلَيْكَ مِنْ حَرِّ النَّارِ لَمْ يُخْبِرْكَ ، خَافَ عَلَيْكَ أَنْ لَاتَقْبَلَهُ ، فَتَدْخُلَ النَّارَ ، وَأَخْبَرَنِي أَنَا ، فَإِنْ قَبِلْتُ نَجَوْتُ ، وَإِنْ لَمْ أَقْبَلْ لَمْ يُبَالِ أَنْ أَدْخُلَ النَّارَ.
    ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَنْتُمْ أَفْضَلُ أَمِ الْأَنْبِيَاءُ؟ قَالَ : بَلِ الْأَنْبِيَاءُ (3) ، قُلْتُ : يَقُولُ يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ : ( يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً ) (4) ، لِمَ لَمْ يُخْبِرْهُمْ حَتّى كَانُوا لَايَكِيدُونَهُ؟ وَلكِنْ كَتَمَهُمْ ذلِكَ ، فَكَذَا أَبُوكَ كَتَمَكَ ؛ لِأَنَّهُ خَافَ عَلَيْكَ.
    قَالَ : فَقَالَ : أَمَا وَاللهِ ، لَئِنْ قُلْتَ ذلِكَ لَقَدْ حَدَّثَنِي صَاحِبُكَ بِالْمَدِينَةِ أَنِّي أُقْتَلُ وَأُصْلَبُ بِالْكُنَاسَةِ (5) ، وَإِنَّ عِنْدَهُ لَصَحِيفَةً (6) فِيهَا قَتْلِي وَصَلْبِي ، فَحَجَجْتُ (7) ، فَحَدَّثْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام بِمَقَالَةِ زَيْدٍ وَمَا قُلْتُ لَهُ ، فَقَالَ لِي (Cool : « أَخَذْتَهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ ، وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ (9) ، وَمِنْ فَوْقِ رَأْسِهِ وَمِنْ تَحْتِ قَدَمَيْهِ ، وَلَمْ تَتْرُكْ لَهُ مَسْلَكاً يَسْلُكُهُ » (10).
    __________________
    في فم الغير ، ولكنّ المازندراني في شرحه جعل الاولى متعدّية فقرأ ما في المتن بها ، والثانية لازمةً. وانظر : لسان العرب ، ج 12 ، ص 546 ( لقم ).
    (1) « البَضْعَة » : القطعة من اللحم. الصحاح ، ج 3 ، ص 1186 ( بضع ).
    (2) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي المطبوع : « إذاً ».
    (3) في الوافي : + « قال ».
    (4) يوسف (12) : 5.
    (5) « الكناسة » : اسم موضع ومحلّة بالكوفة. وفي شرح صدر المتألّهين ، ص 445 : « موضع قريب عن كوفة قتل فيه‌زيد بن عليّ ». انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 130 ؛ الوافي ، ج 2 ، ص 224 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 280.
    (6) في « ج ، ض ، بر » : « صحيفة ».
    (7) في شرح صدر المتألّهين ، ص 445 : « قوله : فحججت ، يحتمل أن يكون من تتمّة كلام زيد ».
    (Cool في « ض » : ـ « لي ».
    (9) في « ب ، ج ، ض ، بف » وحاشية « بح » ، وشرح صدر المتألّهين والوافي : « يساره ».
    (10) الاحتجاج ، ج 2 ، ص 376 ، عن عليّ بن الحكم ، عن أبان الوافي ، ج 2 ، ص 223 ، ح 686.

    2 ـ بَابُ طَبَقَاتِ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ وَالْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام‌
    439 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى الْوَاسِطِيِّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وَدُرُسْتَ بْنِ أَبِي مَنْصُورٍ ، عَنْهُ (1) ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « الْأَنْبِيَاءُ وَالْمُرْسَلُونَ عَلى أَرْبَعِ طَبَقَاتٍ : فَنَبِيٌّ مُنَبَّأٌ (2) فِي نَفْسِهِ لَايَعْدُو غَيْرَهَا ؛ وَنَبِيٌّ يَرى فِي النَّوْمِ ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَا يُعَايِنُهُ فِي الْيَقَظَةِ ، وَلَمْ يُبْعَثْ إِلى أَحَدٍ ، وَعَلَيْهِ إِمَامٌ مِثْلُ مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ عَلى لُوطٍ عليهما‌السلام ؛ وَنَبِيٌّ يَرى فِي مَنَامِهِ ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَيُعَايِنُ الْمَلَكَ وَقَدْ أُرْسِلَ إِلى طَائِفَةٍ قَلُّوا أَوْ كَثُرُوا كَيُونُسَ ـ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِيُونُسَ : ( وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ) (3) قَالَ : يَزِيدُونَ ثَلَاثِينَ أَلْفاً ، وَعَلَيْهِ إِمَامٌ ؛ وَالَّذِي يَرى فِي نَوْمِهِ (4) ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَيُعَايِنُ فِي الْيَقَظَةِ ، وَهُوَ إِمَامٌ مِثْلُ أُولِي الْعَزْمِ ، وَقَدْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام نَبِيّاً ، وَلَيْسَ بِإِمَامٍ حَتّى قَالَ اللهُ (5) : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) فَقَالَ (6) اللهُ (7) : ( لا يَنالُ عَهْدِي
    __________________
    (1) الظاهر البدوي من السند ، عطف « درست بن أبي منصور عنه » على « هشام بن سالم » ، فيروي أبو يحيى الواسطي عن هشام بن سالم تارة بلاواسطة ، واخرى بواسطة درست بن أبي منصور ؛ فعليه ضمير « عنه » راجع إلى هشام بن سالم. لكنّ الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 373 ، ح 20 ، بسنده عن أبي يحيى الواسطي ، عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور الواسطي عنهما عليهما‌السلام. وورد في الاختصاص ، ص 22 أيضاً ، وفيه : « أبي يحيى الواسطي ، عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور عنهم عليهم‌السلام ».
    فعليه ، لايبعد القول بزيادة « قال أبو عبدالله عليه‌السلام » في السند. وأنّه كان زيادة تفسيريّة في حاشية بعض النسخ ، ثمّ ادرج في المتن بتخيّل سقوطه منه ، فتأمّل.
    (2) في شرح صدر المتألّهين ، ص 446 : « منبأ ، أي من الإفعال ». وفي شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 134 : « الظاهر أنّ « منبأ » اسم مفعول من أنبأه ، أو نبّأه ، إذا أخبره ».
    (3) الصافّات (37) : 147.
    (4) في « ف ، بح ، بس » وحاشية « ج ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : « منامه ».
    (5) في « ب ، ج » والوافي : + « له ».
    (6) في « بر » : « قال ».
    (7) في « بح ، بر » : ـ « الله ». وفي البصائر : « بأنّه يكون في ولده كلّهم ، قال » بدل « فقال الله ».

    الظّالِمِينَ ) (1) مَنْ عَبَدَ صَنَماً أَوْ وَثَناً (2) ، لَايَكُونُ إِمَاماً ». (3) ‌
    440 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ زَيْدٍ الشَّحَّامِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام عَبْداً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ نَبِيّاً ، وَإِنَّ اللهَ اتَّخَذَهُ نَبِيّاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ رَسُولاً ، وَإِنَّ اللهَ اتَّخَذَهُ رَسُولاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ خَلِيلاً ، وَإِنَّ اللهَ اتَّخَذَهُ خَلِيلاً قَبْلَ أَنْ يَجْعَلَهُ (4) إِمَاماً ، فَلَمَّا جَمَعَ (5) لَهُ الْأَشْيَاءَ ، قَالَ : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) قَالَ : « فَمِنْ عِظَمِهَا فِي عَيْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) » ، قَالَ : « لَا يَكُونُ السَّفِيهُ إِمَامَ التَّقِيِّ ». (6) ‌
    441 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ (7) بْنِ يَحْيَى الْخَثْعَمِيِّ (Cool ،
    __________________
    (1) البقرة (2) : 124.
    (2) في « بف » : « وثناً أو صنماً ».
    (3) الاختصاص ، ص 22 ، بسنده عن محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابه ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطي. بصائر الدرجات ، ص 373 ، ح 20 ، بسنده عن أبي يحيى الواسطي الوافي ، ج 2 ، ص 68 ، ح 511.
    (4) في « ف » والاختصاص : « أن يتّخذه ».
    (5) احتمل المجلسي في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 285 كون « جمع » مجهولاً.
    (6) الاختصاص ، ص 22 ، بسند آخر الوافي ، ج 2 ، ص 69 ، ح 512 ؛ البحار ، ج 12 ، ص 12 ، ح 36.
    (7) في « بس ، بف ، جر » : ـ « عن محمّد ». وهذا ممّا يؤكّد وقوع السقط في الأسناد بجواز النظر من لفظ إلى لفظمشابه آخر ، كما في سندنا هذا.
    (Cool كذا في النسخ والمطبوع ، لكنّ الصواب إمّا زيادة « الخثعمي » ؛ بأن كان في حاشية بعض النسخ كالتفسير لمحمّد بن يحيى ، فادرج في المتن بتخيّل سقوطه منه ، وإمّا كونه مصحّفاً من « الخزّاز » فقد تكرّرت رواية أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] عن محمّد بن يحيى الخزّاز في الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 18 ، ص 392 ـ 393.
    وأمّا محمّد بن يحيى الخثعمي فقد ذكر النجاشي في رجاله ، ص 359 ، الرقم 963 ، أنّه روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام. يؤيّد ذلك أنّ أكثر روايات الخثعمي قد وردت عن أبي عبدالله عليه‌السلام بلاواسطة ، وروايته عنه عليه‌السلام بواسطتين غير

    عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ (1) ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « سَادَةُ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ خَمْسَةٌ ، وَهُمْ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَعَلَيْهِمْ دَارَتِ الرَّحى (2) : نُوحٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسى ، وَعِيسى ، وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ ». (3) ‌
    442 / 4. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ (4) أَبِي السَّفَاتِجِ ، عَنْ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام عَبْداً قَبْلَ أَنْ‌
    __________________
    معهودة ، كما أنّ أكثر رواياته رواها عنه إمّا ابن أبي عمير ـ وهو من مشايخ أحمد بن محمّد الواقع في السند ـ أو القاسم بن محمّد ، شيخ الحسين بن سعيد الذي نفسه من مشايخ أحمد بن محمّد ، راجع : معجم رجال الحديث ، ج 18 ، ص 392 ـ 393.
    هذا ، وتبيّن ممّا مرّ وقوع الخلل في ما ورد في بعض الأسناد ؛ من رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن يحيى الخثعمي.
    (1) في « بر » : « ابن أبي يعقوب ». ولا يخفى ما فيه من السهو.
    (2) قال في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 286 : « أي رحى النبوّة والرسالة والشريعة والدين ، وسائر الأنبياء تابعون لهم ، فهم بمنزلة القطب للرحى. وقيل : كنى بالرحى عن الشرائع ؛ لدورانها بين الامم مستمرّة إلى يوم القيامة ».
    (3) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الشرائع ، صدر ح 1489 ؛ والمحاسن ، ص 269 ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح 358 ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، ذيل الآية : « فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ». كامل الزيارات ، ص 179 ، الباب 72 ، ضمن ح 2 ، بسند آخر عن أبي عبدالله وعليّ بن الحسين عليهم‌السلام. وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبيّ ... ، ضمن ح 602 ؛ والخصال ، ص 300 ، باب الخمسة ، ح 73 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام. بصائر الدرجات ، ص 121 ، ضمن ح 1 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 300 ، ذيل الآية : « فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ » من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام. معاني الأخبار ، ص 50 ، ضمن الحديث الطويل 1 ، مرسلاً من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير. وراجع : علل الشرائع ، ص 122 ، ح 2 الوافي ، ج 2 ، ص 71 ، ح 515 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 357 ، ح 47.
    (4) في « ألف ، ف ، بح ، بر » والبحار : + « بن » ، وهو سهو. راجع : رجال البرقي ، ص 28 ؛ الرجال لابن الغضائري ، ص 37 ، الرقم 3.

    يَتَّخِذَهُ نَبِيّاً ، وَاتَّخَذَهُ نَبِيّاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ رَسُولاً ، وَاتَّخَذَهُ رَسُولاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ خَلِيلاً ، وَاتَّخَذَهُ خَلِيلاً قَبْلَ أَنْ يَتَّخِذَهُ إِمَاماً ، فَلَمَّا جَمَعَ لَهُ هذِهِ الْأَشْيَاءَ وَقَبَضَ يَدَهُ (1) ، قَالَ لَهُ : يَا إِبْرَاهِيمُ ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) (2) فَمِنْ عِظَمِهَا فِي عَيْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : يَا رَبِّ (3) ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (4) ». (5) ‌
    3 ـ بَابُ الْفَرْقِ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدَّثِ‌
    443 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكانَ رَسُولاً نَبِيًّا ) (6) : مَا الرَّسُولُ؟ وَمَا النَّبِيُّ؟ قَالَ : « النَّبِيُّ : الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايُعَايِنُ الْمَلَكَ. وَالرَّسُولُ : الَّذِي يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَيَرى فِي الْمَنَامِ ، وَيُعَايِنُ الْمَلَكَ ».
    قُلْتُ : الْإِمَامُ مَا مَنْزِلَتُهُ؟ قَالَ : « يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايَرى ، وَلَايُعَايِنُ الْمَلَكَ ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) (7) ( وَلَا مُحَدَّثٍ ) (Cool ». (9) ‌
    __________________
    (1) « وقبض يده » إمّا من كلام الراوي ، أي قبض الإمام عليه‌السلام يده. أو من كلام الإمام عليه‌السلام ، أي قبض إبراهيم عليه‌السلام يده ، يعنى قبض هذه الأشياء بيده ، أو قبض المجموع في يده ، أو قبض الله تعالى يد إبراهيم ، وهو كناية عن كمال لطفه. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 450 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 140 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 286.
    (2) في « ف » : + « قال ».
    (3) في « ف » : + « تقبّل منّي ».
    (4) البقرة (2) : 124.
    (5) الاختصاص ، ص 23 ، مرسلاً عن جابر الوافي ، ج 2 ، ص 69 ، ح 513 ؛ البحار ، ج 12 ، ص 12 ، ح 37.
    (6) مريم (19) : 51 و 54.
    (7) الحجّ (22) : 52.
    (Cool احتمل الميرزا رفيعا كونه بياناً للمراد من الآية ، واستبعده المجلسي. انظر : حاشية ميرزا رفيعا ، ص 543 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 288.
    (9) بصائر الدرجات ، ص 368 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن تغلب عن

    444 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مَرَّارٍ (1) ، قَالَ :
    كَتَبَ الْحَسَنُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفِيُّ إِلَى الرِّضَا عليه‌السلام : (2) جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي : مَا الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْإِمَامِ؟ قَالَ : فَكَتَبَ أَوْ قَالَ : « الْفَرْقُ بَيْنَ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْإِمَامِ (3) أَنَّ الرَّسُولَ : الَّذِي يَنْزِلُ (4) عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ ، فَيَرَاهُ (5) ، وَيَسْمَعُ كَلَامَهُ ، وَيَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ ، وَرُبَّمَا رَأى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام. وَالنَّبِيُّ (6) رُبَّمَا سَمِعَ (7) الْكَلَامَ ، وَرُبَّمَا رَأَى الشَّخْصَ وَلَمْ يَسْمَعْ. وَالْإِمَامُ هُوَ الَّذِي يَسْمَعُ الْكَلَامَ ، وَلَايَرَى الشَّخْصَ ». (Cool
    445 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ الْأَحْوَلِ ، قَالَ :
    __________________
    زرارة ؛ وفيه ، ص 370 ، ح 8 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحجّال ، عن ثعلبة عن زرارة ؛ الاختصاص ، ص 328 ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر الوافي ، ج 2 ، ص 73 ، ح 516 ؛ البحار ، ج 11 ، ص 41 ، ح 41.
    (1) الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 369 ، ح 4 ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مهران ، قال : كتب الحسن بن العبّاس بن معروف ـ والمذكور في البحار ، ج 26 ، ص 75 ، ح 28 نقلاً منه هو الحسن بن عبّاس المعروفي ـ وورد الخبر في الاختصاص ، ص 328 ، عن الهيثم بن أبي مسروق وإبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مهران ، قال : كتب الحسن بن العبّاس المعروفي.
    والظاهر أنّ « إسماعيل بن مرّار » في سندنا هذا محرّف من « إسماعيل بن مهران ». وموجبه كثرة روايات عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن مرّار ؛ فإنّه لم يثبت رواية ابراهيم بن هاشم عن إسماعيل بن مرّار عن غير يونس بن عبدالرحمن فيما يروي إسماعيل بن مرّار عن غير المعصوم. وقد ذكر الشيخ الطوسي إسماعيل بن مرّار في رجاله ، ص 412 ، الرقم 5972 وقال : « روى عن يونس بن عبدالرحمن ، روى عنه إبراهيم بن هاشم ».
    (2) في « ف » : + « فقال ».
    (3) في « ف » والبصائر : + « هو ».
    (4) يجوز فيه وفيما يأتي المبنيّ للمفعول أيضاً من الإفعال.
    (5) في الاختصاص : + « ويكلّمه ».
    (6) في « ف » : + « هو الذي ».
    (7) في « بر » وشرح صدر المتألّهين والبصائر : « يسمع ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 369 ، ح 4 ؛ والاختصاص ، ص 328 ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل ، بن مهران الوافي ، ج 2 ، ص 74 ، ح 517 ؛ البحار ، ج 11 ، ص 41 ، ح 42.

    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنِ الرَّسُولِ وَالنَّبِيِّ وَالْمُحَدَّثِ.
    قَالَ : « الرَّسُولُ (1) : الَّذِي يَأْتِيهِ جَبْرَئِيلُ قُبُلاً (2) ، فَيَرَاهُ ، وَيُكَلِّمُهُ ، فَهذَا (3) الرَّسُولُ.
    وَأَمَّا النَّبِيُّ ، فَهُوَ الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ نَحْوَ رُؤْيَا إِبْرَاهِيمَ ، وَنَحْوَ مَا كَانَ رَأى رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنْ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ قَبْلَ الْوَحْيِ حَتّى أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام مِنْ عِنْدِ اللهِ بِالرِّسَالَةِ ، وَكَانَ مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ حِينَ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَجَاءَتْهُ الرِّسَالَةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ ـ يَجِيئُهُ بِهَا جَبْرَئِيلُ ، وَيُكَلِّمُهُ بِهَا قُبُلاً ، وَمِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَنْ جُمِعَ لَهُ النُّبُوَّةُ ، وَيَرى فِي مَنَامِهِ ، وَيَأْتِيهِ الرُّوحُ ، وَيُكَلِّمُهُ ، وَيُحَدِّثُهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ يَرى (4) فِي الْيَقَظَةِ.
    وَأَمَّا الْمُحَدَّثُ ، فَهُوَ الَّذِي يُحَدَّثُ ، فَيَسْمَعُ ، وَلَايُعَايِنُ (5) ، وَلَايَرى فِي مَنَامِهِ ». (6) ‌
    446 / 4. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ (7) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ الْهَاشِمِيِّ ، عَنْ مَرْوَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ بُرَيْدٍ :
    __________________
    (1) في « ج » وشرح صدر المتألّهين : + « هو ».
    (2) تقول : رأيته قُبُلاً وقَبَلاًو قُبَلاً وقِبَلاً ، أي عياناً ومقابلةً. انظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1381 ( قبل ).
    (3) في « ف » : + « هو ».
    (4) في البصائر : « رآه ».
    (5) في « ب » : « فلا يعاين ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 370 ، ح 9 ، وفيه « حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن الأحول قال : سمعت زرارة يسأل أباجعفر عليه‌السلام ... » مع اختلاف يسير. راجع : بصائر الدرجات ، ص 373 ـ 368 ، ح 3 ، 10 ، 13 و 19 ؛ والاختصاص ، ص 329 الوافي ، ج 2 ، ص 74 ، ح 518 ؛ البحار ، ج 18 ، ص 266 ، ح 27.
    (7) في السند جهتان من الغرابة :
    الاولى : عدم معهوديّة رواية عليّ بن حسّان عن ابن فضّال.
    والثانية : أنّا لم نجد رواية محمّد بن الحسين عن عليّ بن حسّان ، في موضع.
    ففي السند خلل لامحالة. وأمّا كيفيّة وقوع الخلل فتتّضح بالرجوع إلى بصائر الدرجات ؛ فقد روى الصفّار الخبر في بصائر الدرجات ، ص 371 ، ح 11 ، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن يعقوب الهاشمي ، عن هارون بن مسلم ـ والصواب مروان بن مسلم كما في البحار ، ج 26 ، ص 76 ، ح 31 وكما في رجال النجاشي ، ص 419 ، الرقم 1120 ، من رواية عليّ بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم كتابه ـ عن بريد.

    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهما‌السلام فِي قَوْلِهِ (1) عَزَّ وَجَلَّ (2) : ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ) (3) ( وَلَا مُحَدَّثٍ ) » قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، لَيْسَتْ هذِهِ قِرَاءَتَنَا ، فَمَا الرَّسُولُ وَالنَّبِيُّ وَالْمُحَدَّثُ؟
    قَالَ : « الرَّسُولُ : الَّذِي يَظْهَرُ لَهُ الْمَلَكَ ، فَيُكَلِّمُهُ. وَالنَّبِيُّ هُوَ الَّذِي يَرى فِي مَنَامِهِ ، وَرُبَّمَا اجْتَمَعَتِ النُّبُوَّةُ وَالرِّسَالَةُ لِوَاحِدٍ. وَالْمُحَدَّثُ : الَّذِي يَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَلَايَرَى الصُّورَةَ ».
    قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، كَيْفَ يَعْلَمُ أَنَّ الَّذِي رَأى فِي النَّوْمِ (4) حَقٌّ ، وَأَنَّهُ مِنَ الْمَلَكِ؟
    قَالَ : « يُوَفَّقُ لِذلِكَ (5) حَتّى يَعْرِفَهُ ، لَقَدْ (6) خَتَمَ اللهُ بِكِتَابِكُمُ الْكُتُبَ ، وَخَتَمَ بِنَبِيِّكُمُ الْأَنْبِيَاءَ ». (7)
    __________________
    وقد ابتدأ السند السابق على هذا السند في بصائر الدرجات هكذا : « حدّثنا عليّ بن حسّان ». ومضمون الخبرين قريب جدّاً.
    هذا ، والظاهر أنّ الكليني راجع بصائر الدرجات لأخذ الخبرين ـ كما هو دأبه في كثير من روايات كتاب الحجّة ـ فوقع السقط والخلط بين سندي الخبرين المذكورين في البصائر حين الأخذ.
    ثمّ إنّه تبيّن أيضاً وقوع التصحيف في عنوان « محمّد بن الحسين » وأنّ الصواب « محمّد بن الحسن » والمراد به الصفّار ، يؤيّد ذلك ما ورد في الكافي ، ح 526 و 628 و 713 و 1258 ، من رواية محمّد بن يحيى وأحمد بن محمّد متعاطفين عن محمّد بن الحسن. وهذه الأخبار كلّها مذكورة في بصائر الدرجات ، مأخوذةٌ منه ، على الظاهر.
    (1) في حاشية « ج » : « قول الله ».
    (2) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بف » : « جلّ وعزّ ».
    (3) الحجّ (22) : 52.
    (4) في « ج » : « المنام ».
    (5) في البصائر ، ص 371 : « يوقع علم ذلك » بدل « يوفّق لذلك ».
    (6) في « ف » : « ولقد ».
    (7) بصائر الدرجات ، ص 371 ، ح 11 ، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن عليّ بن يعقوب الهاشمي ، عن هارون بن مسلم ، عن بريد. راجع : بصائر الدرجات ، ص 321 ، ح 8 ؛ وص 372 ، ح 13 ؛ والكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئّمة بمن يشبهون ... ، ح 706 ؛ والاختصاص ، ص 329 الوافي ، ج 2 ، ص 75 ، ح 519 ؛ البحار ، ج 26 ، ص 77 ، ذيل ح 31.

    4 ـ بَابُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ ‌(1)
    447 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْعَطَّارُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ :
    عَنِ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ (2) حَتّى (3) يُعْرَفَ (4) ». (5) ‌
    448 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ الرِّضَا عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام قَالَ : إِنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ حَتّى (6) يُعْرَفَ (7) ». (Cool
    449 / 3. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ (9) :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ الْحُجَّةَ لَاتَقُومُ لِلّهِ عَلى خَلْقِهِ إِلاَّ بِإِمَامٍ‌
    __________________
    (1) في شرح صدر المتألّهين : « بالإمام ».
    (2) في حاشية « ض ، بح ، بس » والاختصاص : + « حيّ ».
    (3) في « بس » والاختصاص : ـ « حتّى ».
    (4) في « ب ، ف » : « يعرّف ». وفيه وجوه : « يعرِّفَ » أي حتّى يعرّف الإمام الناس مايحتاجون إليه وما ينبغي من العقائد والأحكام ؛ أو « يُعَرَّف » ؛ أو « يُعْرَفَ » أي حتّى يُعرّف الله تعالى ، أو الإمام ، أو الحقّ والباطل ، أو الدين. وكذا ما يأتي. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 148 ؛ الوافي ، ج 2 ، ص 61 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 293.
    (5) الاختصاص ، ص 269 ، عن داود الرقّي الوافي ، ج 2 ، ص 61 ، ح 490.
    (6) في « بس » والاختصاص : « حيّ ».
    (7) في « ب » : « يعرّف ». وفي قرب الإسناد : « يعرفونه ».
    (Cool قرب الإسناد ، ص 351 ، ح 1260 ، بسند آخر عن الرضا عن أبي جعفر عليهما‌السلام. الاختصاص ، ص 268 ، مرسلاً عن الرضا عن أبي جعفر عليهما‌السلام الوافي ، ج 2 ، ص 61 ، ح 491.
    (9) في « و » وحاشية « ج ، بح » : « عمار ». وفي « بح » : « عباد ».

    حَتّى (1) يُعْرَفَ (2) ». (3) ‌
    450 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « الْحُجَّةُ قَبْلَ الْخَلْقِ ، وَمَعَ الْخَلْقِ ، وَبَعْدَ الْخَلْقِ ». (4) ‌
    5 ـ بَابُ أَنَّ الْأَرْضَ لَاتَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ‌
    451 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : تَكُونُ (5) الْأَرْضُ لَيْسَ فِيهَا إِمَامٌ؟ قَالَ : « لَا ». قُلْتُ : يَكُونُ إِمَامَانِ (6)؟ قَالَ : « لَا ، إِلاَّ وَأَحَدُهُمَا صَامِتٌ ». (7) ‌
    452 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ وَسَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ :
    __________________
    (1) في « بس » : « حيّ ».
    (2) في « ب ، ج » : « يعرّف ». وفي حاشية « ج » : + « الخلق ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 486 ، ح 13 ، عن عبّاد بن سليمان الوافي ، ج 2 ، ص 61 ، ح 492.
    (4) بصائر الدرجات ، ص 487 ، ح 1 ؛ كمال الدين ، ص 221 ، ح 5 ، بسندهما عن محمّد بن خالد البرقي. كمال الدين ، ص 232 ، ح 36 ، بسند آخر الوافي ، ج 2 ، ص 61 ، ح 493.
    (5) في « بف » : « يكون ».
    (6) في كمال الدين ، ص 233 : + « في وقت واحد ».
    (7) كمال الدين ، ص 223 ، ح 17 ، بسنده عن ابن أبي عمير ، مع زيادة في آخره. وفيه ، ص 233 ، ح 41 ؛ وص 416 ، ضمن ح 9 ، بسند آخر ؛ وفي بصائر الدرجات ، ص 511 ، ح 20 ، بسند آخر ؛ وفيه ، ص 516 ، ح 44 ، بسند آخر مع زيادة في آخره ؛ وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ، ح 839 ؛ وباب ما يفصل به بين دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة ، ح 932 ؛ والإرشاد ، ج 2 ، ص 277 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ، وفي كلّ المصادر ـ إلاّكمال الدين ، ح 17 ـ مع اختلاف يسير الوافي ، ج 2 ، ص 63 ، ح 494.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ الْأَرْضَ لَاتَخْلُو (1) إِلاَّ وَفِيهَا إِمَامٌ (2) ، كَيْمَا (3) إِنْ زَادَ (4) الْمُؤْمِنُونَ شَيْئاً ، رَدَّهُمْ (5) ، وَإِنْ نَقَصُوا شَيْئاً ، أَتَمَّهُ لَهُمْ ». (6) ‌
    453 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُسْلِيِّ (7) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَامِرِيِّ (Cool :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا زَالَتِ (9) الْأَرْضُ إِلاَّ وَلِلّهِ فِيهَا الْحُجَّةُ (10) ،
    __________________
    (1) « إنّ الأرض لا تخلو » أي لا تخلو من الخلق ، من الخلوّ. والمراد : أنّ آخر من يموت هو الحجّة ، هذا هو الأظهرعند المجلسي. أو لا تخلو عن إمام سابق إلاّوفيها إمام لاحق. أو لا تخلو من أحد. أو لاتمضي ، من خلا فلان : إذا مضى ، أو لاتكثر نباتها ولا تنبت حشيشها ، من أَخْلَتِ الأرضُ ، إذا كثر خلاها وهو النبات الرطب. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 150 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 295.
    (2) في الغيبة والبصائر ، ص 332 : « عالم ». وفي البصائر ، ص 486 : « حجّة ».
    (3) في « بر » : « كي ».
    (4) في البصائر ، ص 332 : « كلّما زاد ». وفي البصائر ، ص 486 : « كيما ازداد ».
    (5) في البصائر ، ص 332 : + « إلى الحقّ ».
    (6) الغيبة للنعماني ، ص 138 ، ح 3 عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص 486 ، ح 10 ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن إسحاق بن عمّار ؛ وفيه ، ص 332 ، ح 7 ، بسنده عن إسحاق بن عمّار. وفيه ، ص 331 ، ح 1 ؛ وعلل الشرائع ، ص 199 ، ح 22 ؛ والاختصاص ، ص 288 ، بسند آخر ، مع اختلاف وزيادة في آخره. راجع : بصائر الدرجات ، ص 331 ، ح 2 ؛ وص 332 ، ح 6 ؛ وكمال الدين ، ص 203 ، ح 11 ؛ وص 228 ، ح 23 الوافي ، ج 2 ، ص 63 ، ح 495.
    (7) في المحاسن ، ص 236 ، ح 202 ، عن عليّ بن الحكم ، عن الربيع بن محمّد المسلمي ، وفي بصائر الدرجات ، ص 484 ، ح 1 ، بسنده عن عليّ بن الحكم ، عن ربيع بن محمّد المسلمي ، لكنّ المذكور في جميع نسخ المحاسن ، هو المسلي ـ كما صرّح به في حاشية المحاسن ، ج 2 ، طبعة الرجائي ، ص 368 ، ذيل ح 802 ـ والمذكور في البحار ، ج 23 ، ص 41 ، ذيل ح 78 ، نقلاً من البصائر هو المسلي ، وهو الصواب. والمُسْليّ ـ بضمّ الميم وسكون السين ـ منسوب إلى بني مُسْلية ، وهي قبيلة من بني الحارث. راجع : الإكمال لابن ماكولا ، ج 7 ، ص 195 ؛ الأنساب للسمعاني ، ج 5 ، ص 295.
    (Cool في « ض » : « القاري ». وهو سهو. راجع : رجال البرقي ، ص 22 ؛ رجال الطوسي ، ص 264 ، الرقم 3790.
    (9) قال المجلسي في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 295 : « قوله عليه‌السلام : ما زالت الأرض ، من زال يزول فعلاً تامّاً ، أي من‌حال إلى حال ؛ فإنّ الأرض دائماً في التغيّر والتبدّل. أو من زال يزال فعلاً ناقصاً ، فكلمة إلاّزائدة ».
    (10) في الغيبة : « حجّة ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:50

    يُعَرِّفُ (1) الْحَلَالَ (2) وَالْحَرَامَ ، وَيَدْعُو النَّاسَ (3) إِلى سَبِيلِ اللهِ ». (4) ‌
    454 / 4. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : تَبْقَى (5) الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟ قَالَ : « لَا ». (6) ‌
    455 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام (7) ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ اللهَ لَمْ يَدَعِ الْأَرْضَ بِغَيْرِ عَالِمٍ ، وَلَوْ لَاذلِكَ لَمْ يُعْرَفِ الْحَقُّ مِنَ الْبَاطِلِ ». (Cool
    456 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    __________________
    (1) ظاهر صدر المتألّهين في شرحه ، ص 461 ، كون « يعرف » من المجرّد معلوماً ؛ حيث قال : « أي عرفاناً شهوديّاً عن كشف إلهيّ وإلهام ، لا بطريق استفادة بشريّة ، ورواية سمعيّة ، أو اجتهاد رسميّ ، أو استنباط فكريّ ».
    (2) في « بر » : « بالحلال ».
    (3) في البصائر والغيبة وكمال الدين : ـ « الناس ».
    (4) المحاسن ، ص 236 ، كتاب مصابيح الظلم ، صدر ح 202. وفي الغيبة للنعماني ، ص 138 ، ح 4 ، عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص 484 ، صدر ح 1 ، عن أحمد بن محمّد ؛ كمال الدين ، ص 229 ، صدر ح 24 ، بسنده عن ربيع بن محمّد المسلي الوافي ، ج 2 ، ص 63 ، ح 496.
    (5) في « بح » : « أتبقى ».
    (6) الغيبة للنعماني ، ص 138 ، ح 5 ، عن الكليني ، عن بعض رجاله ، عن أحمد بن مهران. بصائر الدرجات ، ص 485 ، ح 5 ، بسنده عن الحسين بن أبي العلاء. وفي بصائر الدرجات ، ص 486 ، ح 14 ؛ وعلل الشرائع ، ص 197 ، ح 12 ، بسند آخر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج 2 ، ص 64 ، ح 497.
    (7) في الغيبة وكمال الدين : « عن أبي عبدالله عليه‌السلام ».
    (Cool الغيبة للنعماني ، ص 138 ، ح 6 ، عن الكليني ... عن أبي عبدالله عليه‌السلام. كمال الدين ، ص 203 ، ح 12 ، بسنده عن محمّد بن عيسى ... ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وفي بصائر الدرجات ، ص 331 ، ح 1 ؛ وعلل الشرائع ، ص 195 ، ح 4 ؛ وص 199 ، ح 22 ؛ والاختصاص ، ص 288 ، بسند آخر عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة. بصائر الدرجات ، ص 331 ، ح 4 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وفي البصائر ، ح 5 ؛ والاختصاص ، ص 289 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج 2 ، ص 64 ، ح 498.

    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ أَجَلُّ وَأَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَتْرُكَ الْأَرْضَ بِغَيْرِ إِمَامٍ عَادِلٍ ». (1) ‌
    457 / 7. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي‌أُسَامَةَ ؛ وَ (2) عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أُسَامَةَ وَهِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَمَّنْ يَثِقُ بِهِ (3) مِنْ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام :
    أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام قَالَ : « اللهُمَّ ، إِنَّكَ لَاتُخْلِي أَرْضَكَ مِنْ (4) حُجَّةٍ لَكَ عَلى خَلْقِكَ ». (5) ‌
    458 / 8. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « وَاللهِ ، مَا تَرَكَ اللهُ أَرْضاً مُنْذُ قَبَضَ‌اللهُ (6) آدَمَ عليه‌السلام‌
    __________________
    (1) بصائر الدرجات ، ص 485 ، ح 3 ؛ وكمال الدين ، ص 229 ، ح 26 ؛ وص 234 ، ح 43 ، بسند آخر عن عليّ بن أبي حمزة الوافي ، ج 2 ، ص 64 ، ح 499.
    (2) في السند تحويل بعطف « عليّ بن إبراهيم عن أبيه ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي اسامة وهشام بن سالم » على « عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي اسامة ».
    (3) في « ف » : « عمّن حدّثه ».
    (4) في « بف » والوافي : « عن ».
    (5) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب نادر من حال الغيبة ، ضمن ح 890 ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن ابن محبوب ، عن أبي اسامة ، عن هشام ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة ؛ وفيه ، باب في الغيبة ، ضمن ح 903 ، عن عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، ومحمّد بن يحيى وغيره عن أحمد بن محمّد ؛ وعليّ بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة. وفي بصائر الدرجات ، ص 486 ، ح 15 ؛ وعلل الشرائع ، ص 195 ، ح 2 ؛ وكمال الدين ، ص 302 ، ح 10 ، بسند آخر عن الحسن بن محبوب ، عن هشام بن سالم ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن ثقة من أصحابنا ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام. وفيه ، ص 302 ، ح 11 ، بسند آخر عن الصادق ، عن عليّ عليهما‌السلام مع اختلاف ، وفي الأربعة الأخيرة مع زيادة في آخره. كفاية الأثر ، ص 162 ، ضمن الحديث الطويل ، بسند آخر عن الحسن عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الوافي ، ج 2 ، ص 64 ، ح 500.
    (6) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بس ، بف » والوافي والبصائر والغيبة والعلل. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « الله ».

    إِلاَّ وَفِيهَا إِمَامٌ يُهْتَدى بِهِ إِلَى اللهِ ، وَهُوَ حُجَّتُهُ عَلى عِبَادِهِ ، وَلَاتَبْقَى (1) الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ حُجَّةٍ لِلّهِ عَلى عِبَادِهِ ». (2) ‌
    459 / 9. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ رَاشِدٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام : « إِنَّ الْأَرْضَ لَاتَخْلُو مِنْ حُجَّةٍ ، وَأَنَا وَاللهِ ذلِكَ الْحُجَّةُ ». (3) ‌
    460 / 10. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : تَبْقَى (4) الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟
    قَالَ : « لَوْ بَقِيَتِ الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ (5) ، لَسَاخَتْ (6) ». (7) ‌
    __________________
    (1) في « بر » : « لايبقى ».
    (2) الغيبة للنعماني ، ص 138 ، ح 7 ، عن الكليني ؛ بصائر الدرجات ، ص 485 ، ح 4 ، عن محمّد بن عيسى ؛ علل الشرائع ، ص 197 ، ح 11 ، بسنده عن محمّد بن عيسى رفعه إلى أبي حمزة. وفي المحاسن ، ص 92 ، كتاب عقاب الأعمال ، ح 45 ؛ وثواب الأعمال ، ص 245 ، ح 2 ، بسندهما عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع زيادة في أوّله وآخره. وفي علل الشرائع ، ص 197 ، ح 13 ؛ ورجال الكشّي ، ص 372 ، ح 698 ، بسند آخر عن ذريح ، عن الصادق عليه‌السلام ؛ كمال الدين ، ص 220 ، ح 3 ، بسند آخر عن موسى بن جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 230 ، ح 28 ، بطريقين آخرين عن ذريح عن الصادق عليه‌السلام ، وفي الأربعة الأخيرة مع زيادة في آخره ، وفي كلّها ـ إلاّ البصائر والغيبة ـ إلى قوله : « وهو حجّته على عباده ». وفي كلّ المصادر مع اختلاف يسير الوافي ، ج 2 ، ص 64 ، ح 501.
    (3) كمال الدين ، ص 222 ، ح 9 ، بسند آخر عن الحسن بن عليّ العسكري عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج 2 ، ص 65 ، ح 503.
    (4) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبصائر والعلل. وفي « و » والمطبوع : « أتبقى ».
    (5) في كمال الدين والغيبة للطوسي : + « ساعة ».
    (6) في حاشية « ف » : + « الأرض ». وقوله : « لساخَت » ، أي انخسفت بأهلها وذهبت بهم ، أو رَسَبتْ ، أي ذهبت في الماء وغاصت وغابت. انظر : لسان العرب ، ج 3 ، ص 27 ( سوخ ).
    (7) الغيبة للنعماني ، ص 138 ، ح 8 ، عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص 488 ، ح 2 ، عن محمّد بن عيسى ؛ علل الشرائع ، ص 196 ، ح 5 ، بسنده عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن الفضل ، عن أبي حمزة. وفيه ، ص 198 ،

    461 / 11. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : أَتَبْقَى (1) الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟ قَالَ : « لَا ».
    قُلْتُ : فَإِنَّا نُرَوّى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام أَنَّهَا لَاتَبْقى بِغَيْرِ إِمَامٍ إِلاَّ أَنْ يَسْخَطَ اللهُ تَعَالى عَلى أَهْلِ الْأَرْضِ ، أَوْ عَلَى الْعِبَادِ (2)؟
    فَقَالَ : « لَا ، لَاتَبْقى (3) ، إِذاً لَسَاخَتْ ». (4) ‌
    462 / 12. عَلِيٌّ (5) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ أَبِي هَرَاسَةَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَوْ أَنَّ الْإِمَامَ رُفِعَ مِنَ الْأَرْضِ سَاعَةً ، لَمَاجَتْ (6) بِأَهْلِهَا كَمَا (7) يَمُوجُ الْبَحْرُ (Cool بِأَهْلِهِ ». (9) ‌
    __________________
    ح 16 ؛ وكمال الدين ، ص 201 ، ح 1 ؛ والغيبة للطوسي ، ص 220 ، ح 182 ، بسندها عن محمّد بن عيسى بن عبيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن الفضيل ـ في الغيبة : محمّد بن الفضل ـ عن أبي حمزة الثمالي. علل الشرائع ، ص 198 ، ح 18 ، بسنده عن محمّد بن الفضيل. الغيبة للنعماني ، ص 141 ، ضمن ح 2 ، بسند آخر ؛ كمال الدين ، ج 1 ، ص 204 ، صدر ح 14 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ كفاية الأثر ، ص 162 ، ضمن الحديث ، بسند آخر ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف الوافي ، ج 2 ، ص 65 ، ح 502.
    (1) في « ب » : « تبقى » بدون همزه الاستفهام.
    (2) في شرح صدر المتألّهين ، ص 463 : « وقوله : أو على العباد. هذا الترديد شكّ من الراوي ، أو من محمّد بن الفضيل ».
    (3) في « ض ، بح » : + « الأرض ». وفي الغيبة : + « الأرض بغير إمام ولو بقيت ».
    (4) الغيبة للنعماني ، ص 139 ، ح 9 ، عن الكليني. وفي كمال الدين ، ص 201 ، ح 2 ؛ وعلل الشرائع ، ص 198 ، ح 17 ، بسند آخر عن محمّد بن الفضيل. وفي بصائر الدرجات ، ص 488 ، ح 1 ؛ وص 489 ، ح 6 ؛ وعلل الشرائع ، ص 197 ، ح 15 ؛ وص 198 ، ح 19 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 272 ، ح 2 ؛ وكمال الدين ، ص 202 ، ح 5 ؛ وص 203 ، ح 8 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. وفي عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 272 ، ح 1 و 4 ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج 2 ، ص 65 ، ح 504.
    (5) في « ب ، ض ، ف ، بر » : + « بن إبراهيم ».
    (6) في الغيبة والبصائر : « لساخت ».
    (7) في « ج » : + « كان ».
    (Cool « ماجت البحر » أي اضطربت أمواجه ، وموج كلّ شي‌ء اضطرابه. والباء في كلا الموضعين بمعنى « مع » أو للتعدية. انظر : لسان العرب ، ج 2 ، ص 370 ( موج ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 154.
    (9) الغيبة للنعماني ، ص 139 ، ح 10 ، عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص 488 ، ح 3 ، عن محمّد بن عيسى ؛

    463 / 13. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (1) الرِّضَا عليه‌السلام : هَلْ تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ؟ قَالَ : « لَا ».
    قُلْتُ : إِنَّا نُرَوّى أَنَّهَا لَاتَبْقى إِلاَّ أَنْ يَسْخَطَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ عَلَى الْعِبَادِ؟
    قَالَ : « لَا تَبْقى (2) ، إِذاً لَسَاخَتْ ». (3) ‌
    6 ـ بَابُ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ رَجُلَانِ ، لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْحُجَّةَ‌
    464 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ ابْنِ الطَّيَّارِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَوْ لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ اثْنَانِ ، لَكَانَ أَحَدُهُمَا (4) الْحُجَّةَ (5) ». (6) ‌
    __________________
    كمال الدين ، ص 202 ، ح 3 ، بسنده عن محمّد بن عيسى بن عبيد ؛ وفيه ، ص 203 ، ح 9 ، بسنده عن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أبي عبد الله المؤمن والحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي هراسة. وفيه ، ص 202 ، ذيل ح 6 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله الوافي ، ج 2 ، ص 66 ، ح 506.
    (1) في « ب » والبصائر والغيبة : ـ « أبا الحسن ».
    (2) في « ج » : + « الأرض ».
    (3) الغيبة للنعماني ، ص 139 ، ح 11 عن الكليني. بصائر الدرجات ، ص 489 ، ح 7 ، عن الحسين بن محمّد. وفي علل الشرائع ، ص 198 ، ح 20 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 272 ، ح 3 ، بسندهما عن المعلّى بن محمّد. وفي كمال الدين ، ص 204 ، ح 15 ؛ وعلل الشرائع ، ص 198 ، ح 21 بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج 2 ، ص 65 ، ح 505.
    (4) في الغيبة : « الثاني منها » بدل « أحدهما ».
    (5) في « بر » والبصائر ، ح 3 : + « على صاحبه ». وفي البصائر ، ح 4 : + « ولو ذهب أحدهما بقي الحجّة ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 488 ، ح 4 عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن ابن سنان ، عن ابن عمارة بن طيّار ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ؛ الغيبة للنعماني ، ص 139 ، ح 1 ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن أبي عمارة حمزة بن الطيّار. بصائر الدرجات ، ص 488 ، ح 5 ، عن محمّد بن عيسى عن أبي عمارة بن طيّار الوافي ، ج 2 ، ص 66 ، ح 507.

    465 / 2. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى جَمِيعاً ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَوْ بَقِيَ (2) اثْنَانِ ، لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْحُجَّةَ عَلى صَاحِبِهِ ». (3) ‌
    مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ؛ مِثْلَهُ.
    466 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ كَرَّامٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « لَوْ كَانَ النَّاسُ رَجُلَيْنِ ، لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْإِمَامَ ». وَقَالَ : « إِنَّ آخِرَ مَنْ يَمُوتُ الْإِمَامُ ؛ لِئَلاَّ يَحْتَجَّ أَحَدٌ عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنَّهُ تَرَكَهُ بِغَيْرِ حُجَّةٍ لِلّهِ عَلَيْهِ ». (4) ‌
    467 / 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ‌
    __________________
    (1) قد أكثر أحمد بن محمّد ـ وهو ابن عيسى بقرينة رواية محمّد بن يحيى عنه ـ من الرواية عن محمّد بن سنان ، بل أكثر روايات محمّد بن سنان قد وردت عن طريق أحمد بن محمّد بن عيسى. وهذا واضح لمن تتبّع الأسناد. ولم نجد توسّط محمّد بن عيسى بن عبيد بينهما إلاّفي هذا المورد وما ورد في التهذيب ، ج 9 ، ص 88 ، ح 375 من رواية أحمد بن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن سنان ، لكنّ الظاهر زيادة « عن محمّد بن عيسى » في سند التهذيب ؛ فإنّ الخبر رواه الكليني في الكافي ، ح 11522 ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، كما لم ترد عبارة « عن محمّد بن عيسى » في بعض نسخ التهذيب. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 2 ، ص 301 ـ 303.
    هذا ، وقد استظهر العلاّمة السيّد موسى الشبيري دام ظلّه في تعليقته على السند ـ تحريف « أحمد بن محمّد » وأنّ الصواب في العنوان هو « محمّد بن أحمد » ، كما في الطبعة القديمة من غيبة النعماني ، وأيّد ذلك بكثرة رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن سنان بواسطة محمّد بن عيسى بن عبيد.
    (2) في الغيبة : + « في الأرض ».
    (3) الغيبة للنعماني ، ص 139 ، ح 2 ، بطريقين : الأوّل : عن الكليني ، عن عدّة من رجاله وأحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن أحمد بن محمّد ... ، والآخر : عن الكليني ، عن محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن عيسى. بصائر الدرجات ، ص 487 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن إسماعيل ، عن ابن سنان الوافي ، ج 2 ، ص 66 ، ح 508.
    (4) الغيبة للنعماني ، ص 140 ، ح 3 عن الكليني. علل الشرائع ، ص 196 ، ح 6 ، بسنده عن ابن الخشّاب الوافي ، ج 2 ، ص 67 ، ح 509 ؛ البحار ، ج 53 ، ص 114 ، ح 20.

    ابْنِ سِنَانٍ (1) ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ (2) ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « لَوْ لَمْ يَبْقَ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ اثْنَانِ ، لَكَانَ أَحَدُهُمَا الْحُجَّةَ ، أَوْ الثَّانِي الْحُجَّةَ (3) ». (4) ‌
    الشَّكُّ (5) مِنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (6).
    468 / 5. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنِ النَّهْدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « لَوْ لَمْ يَكُنْ (7) فِي الْأَرْضِ (Cool إِلاَّ اثْنَانِ ، لَكَانَ الْإِمَامُ (9) أَحَدَهُمَا ». (10) ‌
    7 ـ بَابُ مَعْرِفَةِ الْإِمَامِ وَالرَّدِّ إِلَيْهِ‌
    469 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في الغيبة : « عن محمّد بن سنان ».
    (2) في « بح ، بس » : وكمال الدين ، ص 203 : « عن حمزة الطيّار ».
    (3) في « ض » : ـ « أو الثاني الحجّة ».
    (4) الغيبة للنعماني ، ص 140 ، ح 4 عن الكليني. كمال الدين ، ص 203 ، ح 10 ، بسنده عن محمّد بن سنان ؛ وفيه ، ص 232 ، ح 38 ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام إلى قوله : « لكان أحدهما الحجّة » مع زيادة في آخره. وفيه أيضاً ، ص 230 ، ح 30 ، بسند آخر عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام الوافي ، ج 2 ، ص 66 ، ح 507.
    (5) في « ف » : « والشكّ ».
    (6) في كمال الدين : « الشكّ من محمّد بن سنان ».
    (7) في « ب » : « لو لم يبق ».
    (Cool في البصائر : « الدنيا ».
    (9) في « بح » : « الحجّة على صاحبه » بدل « الإمام ». وفي الغيبة : « أحدهما الإمام ».
    (10) بصائر الدرجات ، ص 487 ، ح 2 ، عن الهيثم النهدي. الغيبة للنعماني ، ص 140 ، ح 5 عن الكليني. كمال الدين ، ص 232 ، ح 38 ، بسند آخر مع اختلاف يسير وزيادة في آخره الوافي ، ج 2 ، ص 67 ، ح 510.

    حَدَّثَنَا (1) مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
    قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « إِنَّمَا يَعْبُدُ اللهَ مَنْ يَعْرِفُ اللهَ ، فَأَمَّا مَنْ لَايَعْرِفُ اللهَ (2) فَإِنَّمَا يَعْبُدُهُ هكَذَا (3) ضَلَالاً ». (4) ‌
    قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَمَا مَعْرِفَةُ اللهِ؟
    قَالَ : « تَصْدِيقُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَصْدِيقُ رَسُولِهِ (5) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَمُوَالَاةُ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، وَالِائْتِمَامُ (6) بِهِ وَبِأَئِمَّةِ الْهُدى عليهم‌السلام ، وَالْبَرَاءَةُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، هكَذَا يُعْرَفُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ». (7) ‌
    470 / 2. الْحُسَيْنُ ، عَنْ مُعَلّىً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، قَالَ :
    حَدَّثَنَا غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام أَنَّهُ قَالَ : « لَا يَكُونُ الْعَبْدُ مُؤْمِناً حَتّى يَعْرِفَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالْأَئِمَّةَ كُلَّهُمْ وَإِمَامَ زَمَانِهِ ، وَيَرُدَّ إِلَيْهِ ، وَيُسَلِّمَ لَهُ ». ثُمَّ قَالَ : « كَيْفَ يَعْرِفُ الْآخِرَ وَهُوَ يَجْهَلُ الْأَوَّلَ؟! » (Cool.
    __________________
    (1) في « ب » : « حدّثني ».
    (2) في « ب » وحاشية « بف » والوافي : « لايعرفه ».
    (3) « هكذا » : إشارة إلى عبادة أكثر الناس الذين يعبدون الله تعالى بزعمهم من دون بصيرة ومعرفة ، ومن دون اقتداء بإمام ذي بصيرة. وذكروا وجوهاً اخر. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 467 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 157 ؛ الوافي ، ج 2 ، ص 80 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 300.
    (4) « الضلال » : الضياع والهلاك. يقال : ضلّ الشي‌ء يَضِلّ ضَلالاً ، أي ضاع وهلك. و « ضلالاً » تمييز لنسبة « يعبده » ، أو حال عن فاعله على المبالغة. وفي حاشية بدر الدين : « ضلاّلاً » جمعاً ، واحتمله المجلسي. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1748 ( ضلل ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 157 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 300.
    (5) في « ف ، ض » وحاشية « بح » : « رسول الله ».
    (6) « الائتمام » : الاقتداء. يقال : ائتمّ به ، أي اقتدى به. الصحاح ، ج 5 ، ص 1865 ( أمم ).
    (7) تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 116 ، ح 155 عن أبي حمزة الثمالي مع زيادة في آخره الوافي ، ج 2 ، ص 80 ، ح 521.
    (Cool الوافي ، ج 2 ، ص 81 ، ح 522 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 63 ، ح 33207.

    471 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : أَخْبِرْنِي عَنْ مَعْرِفَةِ الْإِمَامِ مِنْكُمْ وَاجِبَةٌ عَلى جَمِيعِ الْخَلْقِ؟
    فَقَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ رَسُولاً وَحُجَّةً لِلّهِ عَلى جَمِيعِ خَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ ، فَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ ، وَاتَّبَعَهُ ، وَصَدَّقَهُ ، فَإِنَّ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ مِنَّا وَاجِبَةٌ عَلَيْهِ ؛ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ (1) ، وَلَمْ يَتَّبِعْهُ وَلَمْ يُصَدِّقْهُ (2) وَيَعْرِفْ (3) حَقَّهُمَا ، فَكَيْفَ يَجِبُ (4) عَلَيْهِ مَعْرِفَةُ الْإِمَامِ وَهُوَ لَايُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ (5) وَيَعْرِفُ (6) حَقَّهُمَا؟! » ‌
    قَالَ : قُلْتُ : فَمَا تَقُولُ فِيمَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ، وَيُصَدِّقُ رَسُولَهُ فِي جَمِيعِ مَا أَنْزَلَ اللهُ؟ أَيَجِبُ (7) عَلى ‌أُولئِكَ حَقُّ مَعْرِفَتِكُمْ؟
    قَالَ : « نَعَمْ ، أَلَيْسَ هؤُلَاءِ يَعْرِفُونَ فُلَاناً وَفُلَاناً (Cool؟ » قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : « أَتَرى أَنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي أَوْقَعَ فِي قُلُوبِهِمْ مَعْرِفَةَ هؤُلَاءِ؟ وَاللهِ ، مَا أَوْقَعَ ذلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ الشَّيْطَانُ ، لَا (9) وَاللهِ ، مَا أَلْهَمَ الْمُؤْمِنِينَ حَقَّنَا إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ». (10) ‌
    472 / 4. عَنْهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ‌
    __________________
    (1) في « ب » : « ورسوله ».
    (2) في حاشية « بح » : « ولم يصدّق رسوله ».
    (3) عطف على « يصدّقه ». وفي « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « ولم يعرف ».
    (4) في الوافي ومرآة العقول : « تجب ».
    (5) في « ج ، ف » : « برسوله ».
    (6) في « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « لم يعرف ». وقوله : « يعرف حقّهما » في الموضعين معطوف على المنفيّ لا النفي ، إلاّ أنّه في الأوّل مجزوم وفي الثاني مرفوع. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 468 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 159 ؛ الوافي ، ج 2 ، ص 82.
    (7) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي. وفي المطبوع : « يجب » بدون الهمزة.
    (Cool في حاشية « ف ، بر » : + « وفلاناً ».
    (9) في « ب » : « ولا ».
    (10) الوافي ، ج 2 ، ص 81 ، ح 523.

    أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّمَا يَعْرِفُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَيَعْبُدُهُ مَنْ عَرَفَ اللهَ وَعَرَفَ إِمَامَهُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ ؛ وَمَنْ لَايَعْرِفِ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَلَايَعْرِفِ (1) الْإِمَامَ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ (2) ، فَإِنَّمَا يَعْرِفُ وَيَعْبُدُ غَيْرَ اللهِ هكَذَا ـ وَاللهِ ـ ضَلَالاً (3) ». (4) ‌
    473 / 5. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ ذَرِيحٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنِ الْأَئِمَّةِ بَعْدَ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : « كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام إِمَاماً ، ثُمَّ كَانَ الْحَسَنُ عليه‌السلام إِمَاماً (5) ، ثُمَّ كَانَ الْحُسَيْنُ عليه‌السلام إِمَاماً (6) ، ثُمَّ كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام إِمَاماً (7) ، ثُمَّ كَانَ (Cool مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ عليهما‌السلام إِمَاماً ، مَنْ أَنْكَرَ ذلِكَ ، كَانَ كَمَنْ أَنْكَرَ مَعْرِفَةَ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ وَمَعْرِفَةَ رَسُولِهِ (9) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    ثُمَّ قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَنْتَ (10) جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَعَدْتُهَا عَلَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، فَقَالَ‌
    __________________
    (1) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي ومرآة العقول « ويعرف ». قال المجلسي‌في الأخير : « ويعرف الإمام ، الواو للحال عن المنفيّ أو النفي داخل على مجموع المعرفتين ». وفي الوسائل : « وما يعرف ».
    (2) في « بح » : ـ « أهل البيت ».
    (3) قال صدر المتألّهين في شرحه ، ص 469 : « وقوله : هكذا والله ، جملة اسميّة مؤكّدة بالقسم ، أي حاله في المعرفة والعبادة هكذا والله. وقوله : ضلالاً ، حال أو تميز ، والعامل معنى الإشارة ». ويدلّ هذا الحديث على توقّف معرفة الله تعالى على معرفة الإمام عليه‌السلام وبالعكس ، فيوهم دوراً مستحيلاً. وكذا قوله عليه‌السلام : « إنّما يعرف الله » إلخ ، يدلّ على توقّف معرفة الله تعالى على نفسها ، فيوهم توقّف الشي‌ء على نفسه ، ويرتفع التوهّم باختلاف مراتب المعرفة. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 469.
    (4) الوافي ، ج 2 ، ص 82 ، ح 524 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 120 ، ح 302.
    (5) في « ب » : ـ « إماماً ».
    (6) في « ب ، بر ، بس » : ـ « إماماً ».
    (7) في « ب ، بر ، بس ، بف » : ـ « إماماً ».
    (Cool في « ب » : ـ « كان ».
    (9) في « ج ، ض ، ف ، بح » والوافي : « رسول الله ». وفي شرح صدر المتألّهين : « الرسول ».
    (10) قوله : « ثمّ أنت » : إمّا تصديق ، أي إخبار بإذعانه وتصديقه بإمامته. أو استفهام. والسكوت على الأوّل تقرير ،

    لي (1) : « إِنِّي إِنَّمَا حَدَّثْتُكَ (2) لِتَكُونَ مِنْ شُهَدَاءِ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فِي أَرْضِهِ ». (3) ‌
    474 / 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي لَيْلى ، عَنْ أَبِيهِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّكُمْ لَاتَكُونُونَ صَالِحِينَ حَتّى تَعْرِفُوا ، وَلَاتَعْرِفُوا (4) حَتّى تُصَدِّقُوا ، وَلَاتُصَدِّقُوا (5) حَتّى تُسَلِّمُوا (6) أَبْوَاباً (7) أَرْبَعَةً (Cool لَايَصْلُحُ أَوَّلُهَا إِلاَّ بِآخِرِهَا ، ضَلَّ أَصْحَابُ الثَّلَاثَةِ ، وَتَاهُوا تَيْهاً (9) بَعِيداً (10) ؛ إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَايَقْبَلُ إِلاَّ الْعَمَلَ الصَّالِحَ ، وَلَايَقْبَلُ (11) اللهُ (12) إِلاَّ الْوَفَاءَ (13) بِالشُّرُوطِ وَالْعُهُودِ ، فَمَنْ (14) وَفى لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ (15) ـ
    __________________
    وعلى الثاني للتقيّة أو لأمر آخر. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 163 ؛ الوافي ، ج 2 ، ص 83 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 304.
    (1) في « ض بس » : ـ « لي ».
    (2) في « بس » وحاشية « ج » : « احدّثك ».
    (3) الوافي ، ج 2 ، ص 83 ، ح 525.
    (4) في حاشية ميرزا رفيعا والوافي والوسائل والبحار والكافي ، ح 1541 : « لا تعرفون ». وقوله : « لا تعرفوا » : إمّاخبر ، مثل « لا تكونون » بحذف النون للتخفيف ، أو نهي بمعنى النفي. وكذا « لا تصدّقوا ». انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 162 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 305.
    (5) في الوافي والوسائل والبحار والكافي ، ح 1541 : « لا تصدّقون ».
    (6) « التسليم » : بذل الرضا بالحكم. الصحاح ، ج 5 ، ص 1952 ( سلم ).
    (7) في مرآة العقول : « أبواباً ، منصوب بتقدير « الزموا » أو « خذوا » أو « اعلموا » ».
    (Cool في الوافي : « أشار بالأبواب الأربعة إلى التوبة عن الشرك ، والإيمان بالوحدانيّة ، والعمل الصالح ، والاهتداء إلى الحجج عليهم‌السلام ، كما يتبيّن ممّا ذكره بعده. و « أصحاب الثلاثة » إشارة إلى من لم يهتد إلى الحجج ».
    (9) « تاهوا تيهاً » أي ذهبوا متحيّرين. الصحاح ، ج 6 ، ص 2229 ( تيه ).
    (10) في الوافي : « عظيماً ».
    (11) في البحار والكافي ، ح 1541 : « لا يتقبّل ».
    (12) في البحار : ـ « الله ».
    (13) في البحار والكافي ، ح 1541 : « بالوفاء ».
    (14) في البحار والكافي ، ح 1541 : « ومن ».
    (15) في « ف » والمرآة : « وفى الله تعالى ». وفي « بس ، بف » : « وفى الله عزّ وجلّ ». وفي الكافي ، ح 1541 : « وفى الله » بدل « وفى لله‌عزّ وجلّ ».

    بِشَرْطِهِ (1) ، وَاسْتَعْمَلَ (2) مَا وَصَفَ فِي عَهْدِهِ ، نَالَ مَا (3) عِنْدَهُ ، وَاسْتَكْمَلَ (4) وَعْدَهُ. إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَخْبَرَ الْعِبَادَ بِطُرُقِ (5) الْهُدى ، وَشَرَعَ لَهُمْ فِيهَا الْمَنَارَ (6) ، وَأَخْبَرَهُمْ كَيْفَ يَسْلُكُونَ ، فَقَالَ : ( وَإِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى ) (7) وَقَالَ : ( إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) (Cool فَمَنِ اتَّقَى اللهَ فِيمَا أَمَرَهُ ، لَقِيَ اللهَ مُؤْمِناً بِمَا جَاءَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، فَاتَ (9) قَوْمٌ ، وَمَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَهْتَدُوا ، وَظَنُّوا (10) أَنَّهُمْ آمَنُوا ، وَأَشْرَكُوا مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُونَ ؛ إِنَّهُ (11) مَنْ أَتَى الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ، اهْتَدى (12) ؛ وَمَنْ أَخَذَ فِي غَيْرِهَا ، سَلَكَ طَرِيقَ الرَّدى.
    وَصَلَ (13) اللهُ طَاعَةَ وَلِيِّ أَمْرِهِ بِطَاعَةِ رَسُولِهِ ، وَطَاعَةَ رَسُولِهِ بِطَاعَتِهِ ، فَمَنْ تَرَكَ طَاعَةَ وُلَاةِ الْأَمْرِ ، لَمْ يُطِعِ اللهَ وَلَارَسُولَهُ ، وَهُوَ الْإِقْرَارُ بِمَا أُنْزِلَ (14) مِنْ عِنْدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :
    __________________
    (1) في « ج » والبحار والكافي ، ح 1541 : « بشروطه ».
    (2) في « ج ، ف ، بس » وحاشية « بح ، بف » والبحار والكافي ، ح 1541 : « استكمل ».
    (3) في البحار : « ممّا ».
    (4) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار والكافي ، ح 1541. وفي المطبوع : + « [ ما وعده ] ».
    (5) في « بح » : « طريق ». وفي شرح صدر المتألّهين والكافي ، ح 1541 : « بطريق ».
    (6) قال الجوهري : « المَنار : عَلَم الطريق ... والمَنارَة : التي يؤذّن عليها ، والمَنارَة أيضاً : ما يوضع فوقها السراج. والجمع : مناور ، بالواو ؛ لأنّه من النور ». وقال ابن الأثير : « المَنار : جمع المَنارَة ، وهي العلامة تجعل بين الحدّين ». الصحاح ، ج 2 ، ص 839 ؛ النهاية ، ج 5 ، ص 127 ( نور ).
    (7) طه (20) : 82.
    (Cool المائدة (5) : 27.
    (9) في حاشية « ج » : « مات ».
    (10) في البحار : « فظنّوا ».
    (11) في « بف » : « لأنّه ».
    (12) في « ض » : « فقد اهتدى ».
    (13) في حاشية « ف » : « ووصل ».
    (14) في « بف » وحاشية بدرالدين وحاشية ميرزا رفيعا والوافي والبحار والكافي ، ح 1541 : « بما نزل ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:51

    ( خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ) (1) ، وَالْتَمِسُوا (2) الْبُيُوتَ الَّتِي أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ (3) ؛ فَإِنَّهُ أَخْبَرَكُمْ (4) أَنَّهُمْ ( رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ ) (5) إِنَّ اللهَ قَدِ اسْتَخْلَصَ الرُّسُلَ (6) لِأَمْرِهِ ، ثُمَّ اسْتَخْلَصَهُمْ مُصَدِّقِينَ بِذلِكَ (7) فِي نُذُرِهِ (Cool ، فَقَالَ : ( وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّ خَلا فِيها نَذِيرٌ ) (9) تَاهَ مَنْ جَهِلَ ، وَاهْتَدى مَنْ أَبْصَرَ وَعَقَلَ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : ( فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (10) وَكَيْفَ يَهْتَدِي مَنْ لَمْ يُبْصِرْ؟! وَكَيْفَ يُبْصِرُ مَنْ لَمْ يَتَدَبَّرْ (11)؟! اتَّبِعُوا رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَهْلَ بَيْتِهِ عليهم‌السلام (12) ، وَأَقِرُّوا بِمَا نَزَلَ (13) مِنْ عِنْدِ اللهِ (14) ، وَاتَّبِعُوا آثَارَ (15) الْهُدى ؛ فَإِنَّهُمْ (16) عَلَامَاتُ‌
    __________________
    (1) الأعراف (7) : 31. المراد بالزينة العلم والعبوديّة ، أو معرفة الإمام. وبالمسجد الصلاة ، أو مطلق العبادة ، أوبيت الذكر. وهو بالحقيقة قلب العالم ، العالم بالله ، الراسخ في العلم والعرفان. انظر شروح الكافي.
    (2) « التمسوا » ، أي اطلبوا ، من الالتماس بمعنى الطلب. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 975 ( لمس ).
    (3) اقتباس من الآية 36 من سورة النور (24) : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ).
    (4) في البحار والكافي ، ح 1541 : « قد خبّركم ».
    (5) النور (24) : 37.
    (6) « استخلص الرسل » ، أي استخصّهم. يقال : استخلصه لنفسه ، أي استخصّه. والمراد : جعلهم خالصين لأمره ، فارغين عمّا سواه. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1037 ( خلص ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 168 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 309.
    (7) في البحار والكافي ، ح 1541 : « لذلك ».
    (Cool في الوافي : « نذوره ». و « النُذُر » إمّا اسم من الإنذار بمعنى الإبلاغ. أو جمع النذير ، وهو المنذر. و « في » على الأوّل للتعليل. والمعنى على الثاني : كائنين في نذره. انظر : مرآة العقول ، ج 2 ، ص 310 ؛ الصحاح ، ج 2 ، ص 825 ـ 826 ( نذر ).
    (9) فاطر (35) : 24.
    (10) الحجّ (22) : 46.
    (11) في البحار والكافي ، ح 1541 وكمال الدين : « لم ينذر ».
    (12) في البحار والكافي ، ح 1541 وكمال الدين : ـ « وأهل بيته عليهم‌السلام ».
    (13) في « ف » : « نزّل ». وفي « بح » والبحار : « أنزل الله ».
    (14) في « بس » : « من عنده ».
    (15) في « بس » وحاشية « بف » : « آيات ».
    (16) في « بس » : « وإنّهم ». وفي شرح المازندراني : « لأنّهم ». وفي البحار وكمال الدين : « فإنّها ».

    الْأَمَانَةِ (1) وَالتُّقى.
    وَاعْلَمُوا : أَنَّهُ لَوْ أَنْكَرَ رَجُلٌ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليه‌السلام ، وَأَقَرَّ بِمَنْ سِوَاهُ مِنَ الرُّسُلِ ، لَمْ يُؤْمِنْ ؛ اقْتَصُّوا (2) الطَّرِيقَ بِالْتِمَاسِ الْمَنَارِ ، وَالْتَمِسُوا مِنْ وَرَاءِ الْحُجُبِ الْآثَارَ ؛ تَسْتَكْمِلُوا أَمْرَ دِينِكُمْ ، وَتُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ ». (3) ‌
    475 / 7. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ صَغِيرٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، أَنَّهُ قَالَ : « أَبَى اللهُ أَنْ يُجْرِيَ الْأَشْيَاءَ إِلاَّ بِأَسْبَابٍ (4) ؛ فَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ سَبَباً ، وَجَعَلَ لِكُلِّ سَبَبٍ شَرْحاً ، وَجَعَلَ لِكُلِّ شَرْحٍ عِلْماً (5) ، وَجَعَلَ لِكُلِّ عِلْمٍ بَاباً نَاطِقاً ، عَرَفَهُ مَنْ عَرَفَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ، ذَاكَ (6) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَنَحْنُ (7) ». (Cool
    476 / 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « ب » : « الإمامة ».
    (2) في كمال الدين : « أقصدوا ». وقصّ الأثر واقتصّه وتقصّصه كلّها بمعنى ، أي تتبّعه وطلبه واتّبعه. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1051 ( قصص ).
    (3) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب خصال المؤمن ، ح 1541. وفي كمال الدين ، ص 411 ، ح 7 ، بسنده عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن عبدالرحمن ، من قوله : « وكيف يهتدي من لم يبصر » الوافي ، ج 2 ، ص 83 ، ح 526 ؛ الوسائل ، ج 15 ، ص 184 ، ح 20234 ؛ البحار ، ج 69 ، ص 10 ، ح 12.
    (4) في « بس » ومرآة العقول والبصائر ، ح 1 : « بالأسباب ».
    (5) في مرآة العقول : « العَلَم ـ بالتحريك ـ أي ما يعلم بالشرع. أو بالكسر ، أي سبب العلم ، وهو القرآن ».
    (6) في « ب » والوافي والبصائر ، ح 1 : « ذلك ».
    (7) قال في الوافي : « يعني ذلك الباب : رسول الله ونحن ، فمن الباب يمكن الدخول إلى العلم ، ومن العلم يمكن الوصول إلى الشرح ، ومن الشرح يعرف السبب ، ومن السبب يعلم المسبّب ؛ فالعلم بالأشياء كلّها موقوف على معرفة الإمام والأخذ منه ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 6 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص 6 ، ح 2 ؛ وص 505 ، ح 2 ، بسند آخر مع اختلاف يسير الوافي ، ج 2 ، ص 86 ، ح 527.

    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « كُلُّ مَنْ دَانَ الله (1) ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِعِبَادَةٍ يُجْهِدُ (2) فِيهَا نَفْسَهُ (3) وَلَا إِمَامَ لَهُ (4) مِنَ اللهِ ، فَسَعْيُهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ ، وَهُوَ ضَالٌّ مُتَحَيِّرٌ ، وَاللهُ شَانِئٌ (5) لِأَعْمَالِهِ ، وَمَثَلُهُ كَمَثَلِ شَاةٍ (6) ضَلَّتْ عَنْ رَاعِيهَا وَقَطِيعِهَا (7) ، فَهَجَمَتْ (Cool ذَاهِبَةً وَجَائِيَةً يَوْمَهَا ، فَلَمَّا جَنَّهَا (9) اللَّيْلُ ، بَصُرَتْ بِقَطِيعِ غَنَمٍ (10) مَعَ (11) رَاعِيهَا ، فَحَنَّتْ إِلَيْهَا (12) وَاغْتَرَّتْ بِهَا (13) ، فَبَاتَتْ (14) مَعَهَا فِي مَرْبِضِهَا (15) ، فَلَمَّا أَنْ سَاقَ الرَّاعِي قَطِيعَهُ ، أَنْكَرَتْ رَاعِيَهَا وَقَطِيعَهَا ، فَهَجَمَتْ مُتَحَيِّرَةً تَطْلُبُ رَاعِيَهَا وَقَطِيعَهَا (16) ، فَبَصُرَتْ بِغَنَمٍ (17) مَعَ رَاعِيهَا ، فَحَنَّتْ إِلَيْهَا‌
    __________________
    (1) « دان الله » أي أطاعه ، من الدين بمعنى الطاعة. الصحاح ، ج 5 ، ص 218 ( دين ).
    (2) في « بر » : « بجهده ». وقوله : « يجهد » ، من الجَهد والجُهد بمعنى المشقّة. يقال : جَهَد نفسه يَجْهَد ، أي كلّفها مشقّة ؛ وأجهد لغة قليلة. والمعنى : يجدّ ويبالغ فيها ، ويكلّف مشقّة في العبادة وتحمّلها ، ويحمل على نفسه فوق طاقتها. انظر : المغرب ، ص 97 ( جهد ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 170 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 313.
    (3) في « بر » : « نفسه فيها ».
    (4) في الوافي : ـ « له ».
    (5) « الشانئ » : المُبْغض ، من الشَناءَة مثال الشناعة بمعنى البُغْض. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 57 ( شنأ ).
    (6) في المحاسن ، ح 47 : + « لا راعي لها ».
    (7) « القطيع » : الطائفة من البقر والغنم. الصحاح ، ج 3 ، ص 1268 ( قطع ).
    (Cool في المحاسن ، ح 47 والغيبة : « فتاهت ».
    (9) في « بس » : « أجنّها ». وفي المحاسن ، ح 47 : « أن جنّها ». و « جنّها الليل » ، أي سترها. النهاية ، ج 1 ، ص 307 ( جنن ).
    (10) في الوافي والكافي ، ح 974 : ـ « غنم ».
    (11) في « ب ، ض ، بس ، بف » وحاشية « بح » وشرح صدر المتألّهين والوافي والكافي ، ح 974 : + « غير ».
    (12) « فحنّت إليها » ، أي اشتاق ؛ من الحنين بمعنى الشوق ، وأصله ترجيع الناقة صوتها إثْر ولده. انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 452 ( حنن ).
    (13) « اغترّت بها » ، أي غفلت بها عن طلب راعيها ؛ من الغِرَّة بمعنى الغفلة ، أو خُدِعَت بها. انظر : شرح‌المازندراني ، ج 5 ، ص 171 ؛ الصحاح ، ج 2 ، ص 768 ( غرر ).
    (14) في الوافي : « وباتت ».
    (15) في الكافي ، ح 974 والغيبة : « ربضتها ». و « مربِض الغنم » : مأواها ومرجعها. والجمع : المرابض. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1076 ( ربض ).
    (16) في « ض » : ـ « وقطيعها ».
    (17) في الغيبة : « بسرح غنم آخر » بدل « بغنم ».

    وَاغْتَرَّتْ بِهَا ، فَصَاحَ بِهَا الرَّاعِي : الْحَقِي بِرَاعِيكِ وَقَطِيعِكِ ؛ فَأَنْتِ (1) تَائِهَةٌ مُتَحَيِّرَةٌ عَنْ رَاعِيكِ وَقَطِيعِكِ ، فَهَجَمَتْ ذَعِرَةً (2) مُتَحَيِّرَةً تَائِهَةً (3) لَارَاعِيَ لَهَا يُرْشِدُهَا إِلى مَرْعَاهَا أَوْ يَرُدُّهَا (4) ، فَبَيْنَا (5) هِيَ كَذلِكَ إِذَا (6) اغْتَنَمَ الذِّئْبُ ضَيْعَتَهَا (7) ، فَأَكَلَهَا.
    وَكَذلِكَ وَاللهِ يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ أَصْبَحَ مِنْ هذِهِ الْأُمَّةِ لَا إِمَامَ لَهُ مِنَ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ ظَاهِرٌ (Cool عَادِلٌ ، أَصْبَحَ ضَالاًّ تَائِهاً ، وَإِنْ (9) مَاتَ عَلى هذِهِ الْحَالَةِ (10) ، مَاتَ مِيتَةَ كُفْرٍ وَنِفَاقٍ.
    وَاعْلَمْ يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّ أَئِمَّةَ الْجَوْرِ وَأَتْبَاعَهُمْ لَمَعْزُولُونَ عَنْ دِينِ اللهِ ، قَدْ ضَلُّوا وَأَضَلُّوا ؛ فَأَعْمَالُهُمُ الَّتِي يَعْمَلُونَهَا ( كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمّا كَسَبُوا عَلى شَيْ‌ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ ) (11) ». (12) ‌
    __________________
    (1) في « بر » والوافي والكافي ، ح 974 ، والغيبة : « فإنّك ». وفي حاشية « ف » : « فإنّك تا الله ».
    (2) « ذَعِرةً » ، أي خائفةً فازعةً ، من الذُعْر بمعنى الخوف والفزع. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 306 ( ذعر ).
    (3) في الوافي والكافي ، ح 974 : « نادّة » ، أي شاردة نافرة.
    (4) في الغيبة : + « إلى مربضها ».
    (5) في « بح » : « بينما ». وفي الغيبة : « فبينما ». وقال ابن الأثير في النهاية ، ج 1 ، ص 176 ( بين ) : « أصل بينا : بين ، فاشبعت الفتحة فصارت ألفاً. يقال : بينا وبينما ، وهما ظرفا زمان بمعنى المفاجاة ». وفي شرح صدرالمتألّهين ، ص 473 : « بينا هي كذلك ، أي كانت بين أوقات تحيّرها ؛ فإنّه قد يحذف مضاف إليه « بين » ويعوّض عنه بالألف ».
    (6) في « ض » : « إذ ».
    (7) في « ج ، ف » : « ضيّعتها ». و « الضيعة » : الهلاك. يقال : ضاع الشي‌ء يضيع ضيعةً وضَياعاً ، أي هلك. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1252 ( ضيع ).
    (Cool احتمل المازندراني في شرحه كونه بلا نقطة ومعها.
    (9) في « ض » : + « من ».
    (10) في الوافي والوسائل ، ج 1 والكافي ، ح 974 والغيبة : « الحال ».
    (11) إبراهيم (14) : 18. و « اشْتَدَّتْ بِهِ الرّيحُ فِى يَوْمٍ عَاصِفٍ » ، أي حملته وطيّرته في يوم عاصف ، شديدة ريحه. ووصف اليوم بالعصف ـ وهو اشتداد الريح ـ للمبالغة.
    (12) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيمن دان الله عزّ وجلّ بغير إمام ... ، ح 974. وفي المحاسن ، ص 92 ، كتاب عقاب الأعمال ، ح 47 إلى قوله : « لمعزولون عن دين الله » ؛ وفيه ، ص 93 ، كتاب عقاب الأعمال ، ح 48 ، من قوله : « إنّ أئمّة الجور » ، وفيهما بسنده عن العلاء بن رزين ، مع اختلاف يسير. وفي الغيبة للنعماني ، ص 127 ، ح 2 ،

    477 / 9. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ مُقَرِّنٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « جَاءَ ابْنُ الْكَوَّاءِ إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ( وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ ) (1)؟ فَقَالَ : نَحْنُ عَلَى (2) الْأَعْرَافِ (3) نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِيمَاهُمْ ؛ وَنَحْنُ الْأَعْرَافُ (4) الَّذِي (5) لَايُعْرَفُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلاَّ بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا ؛ وَنَحْنُ الْأَعْرَافُ يُعَرِّفُنَا (6) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (7) عَلَى الصِّرَاطِ ؛ فَلَا (Cool يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ عَرَفَنَا وَ (9) عَرَفْنَاهُ (10) ؛ وَلَايَدْخُلُ النَّارَ إِلاَّ مَنْ أَنْكَرَنَا وَأَنْكَرْنَاهُ ؛ إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ لَوْ شَاء ، لَعَرَّفَ الْعِبَادَ نَفْسَهُ ، وَلكِنْ جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَصِرَاطَهُ وَسَبِيلَهُ (11) وَالْوَجْهَ الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ ، فَمَنْ عَدَلَ عَنْ وَلَايَتِنَا ، أَوْ فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا ، فَإِنَّهُمْ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ (12) ، فَلَا (13) سَوَاءٌ مَنِ اعْتَصَمَ النَّاسُ بِهِ ، وَلَاسَوَاءٌ‌
    __________________
    بطريقين عن محمّد بن مسلم ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 2 ، ص 118 ، ح 580 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 118 ، ح 297 ، وفيه بإسقاط قوله : « ومثله كمثل شاة ـ إلى قوله ـ : ضالاًّ تائهاً » ؛ وج 28 ، ص 350 ، ح 34940.
    (1) الأعراف (7) : 46.
    (2) في البحار والبصائر : ـ « على ».
    (3) في « ج » وشرح صدر المتألّهين : + « نحن ». و « الأعراف » في اللغة : جمع العرف ، وهو كلّ عالٍ مرتفع. أوجمع العُرُف بمعنى الرمل المرتفع. وقيل : جمع عريف ، كشريف وأشراف. وقيل : جمع عارف ، كناصر وأنصار. انظر : لسان العرب ، ج 9 ، ص 241 ـ 243 ( عرف ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 316.
    (4) في شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 174 : « الأعراف هنا والعرفاء : جمع عريف ، وهو النقيب ، نحو الشريف والأشراف ، والشهيد والشهداء ».
    (5) في « ف » وحاشية « ج » والوافي والبصائر : « الذين ».
    (6) في الوافي : « يوفّقنا ( خ ل ) ».
    (7) في البصائر : ـ « بسبيل معرفتنا ـ إلى قوله : ـ يوم القيامة ».
    (Cool في البحار : « ولا ».
    (9) في البصائر : ـ « عرفنا و ».
    (10) في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 318 : « قوله : وعرفناه ، الظاهر أنّه من المجرّد ... وربما يقرأ من باب التفعيل ، أي مناط دخول الجنّة معرفتهم بنا وبإمامتنا وتعريفنا مايحتاجون إليه ».
    (11) في حاشية « ف » : « سبله ».
    (12) « لناكبون » ، أي لعادلون. يقال : نكب عن الطريق ينكُب نُكوباً ، أي عدل. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 228 ( نكب ).
    (13) في البصائر : « ولا ».

    حَيْثُ (1) ذَهَبَ النَّاسُ إِلى عُيُونٍ كَدِرَةٍ يَفْرَغُ (2) بَعْضُهَا فِي (3) بَعْضٍ ، وَذَهَبَ مَنْ ذَهَبَ إِلَيْنَا إِلى عُيُونٍ صَافِيَةٍ تَجْرِي بِأَمْرِ رَبِّهَا ، لَانَفَادَ لَهَا وَلَا انْقِطَاعَ ». (4) ‌
    478 / 10. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ شَبِيبٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْخَرَّازِ (5) ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « يَا أَبَا حَمْزَةَ ، يَخْرُجُ أَحَدُكُمْ فَرَاسِخَ ، فَيَطْلُبُ لِنَفْسِهِ دَلِيلاً ، وَأَنْتَ بِطُرُقِ السَّمَاءِ أَجْهَلُ مِنْكَ بِطُرُقِ الْأَرْضِ ، فَاطْلُبْ لِنَفْسِكَ دَلِيلاً ». (6) ‌
    479 / 11. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ (7) ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً
    __________________
    (1) في البصائر : « ولا سواء من ذهب حيث ذهب الناس » بدل « ولا سواء حيث ». و « لا سواء » تأكيد لما سبق من‌عدم المساواة ، أي الفرق بين أئمّة الضلال وأئمّة الهدى. و « حيث » تعليل له. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 457 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 176.
    (2) فرِغ الماءُ يَفْرَغ فَراغاً ، أي انصبّ ، وأفرغتُه أنا. احتمل المجلسي كون « يفرغ » من الإفعال أيضاً معلوماً أو مجهولاً. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1324 ( فرغ ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 320.
    (3) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » وفي حاشية « بف » وشرح صدر المتألّهين : « من ».
    (4) بصائر الدرجات ، ص 497 ، ح 8 ، عن الحسين بن محمّد بن عامر. وفيه ، ص 496 ، ح 6 ، بسند آخر عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام إلى قوله : « والوجه الذي يؤتى منه » مع اختلاف يسير. تفسير فرات ، ص 142 ، ح 174 ؛ وص 144 ، ح 176 ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مع اختلاف ، وفيه إلى قوله : « لايدخل النار إلاّمن أنكرنا وأنكرناه ». تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 19 ، ح 48 عن الثما لي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، إلى قوله : « والوجه الذي يؤتى منه » مع اختلاف. راجع : بصائر الدرجات ، ص 499 ، ح 13 و 15 الوافي ، ج 2 ، ص 86 ، ح 528 ؛ البحار ، ج 8 ، ص 339 ، ح 22 ، إلى قوله : « إلاّ من أنكرنا وأنكرناه ».
    (5) هكذا في « ب ، بر ، بس » والوافي. وفي « ألف ، ج ، ض ، ف ، بح » ، والمطبوع : « الخزّاز ». وفي « و » : « الخزّار ». وفي « بح » : « الحرار ». وأيّوب هذا هو أيّوب بن الحرّ الجعفي. راجع : رجال النجاشي ، ص 130 ، الرقم 256.
    (6) الوافي ، ج 2 ، ص 87 ، ح 529.
    (7) في الكافي ، ح 2462 : « عن ابن مسكان » بدل « عن أيّوب بن الحرّ ».

    كَثِيراً ) (1) فَقَالَ (2) : « طَاعَةُ اللهِ ، وَمَعْرِفَةُ الْإِمَامِ (3) ». (4) ‌
    480 / 12. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « هَلْ عَرَفْتَ إِمَامَكَ؟ » قَالَ : قُلْتُ : إِي وَاللهِ ، قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ : « حَسْبُكَ إِذاً (5) ». (6) ‌
    481 / 13. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ بُرَيْدٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ (7) فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ ) فَقَالَ : « مَيْتٌ (Cool لَايَعْرِفُ شَيْئاً » ، وَ ( نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النّاسِ ) : « إِمَاماً يُؤْتَمُّ (9) بِهِ » ، ( كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها ) (10) قَالَ (11) : « الَّذِي‌
    __________________
    (1) البقرة (2) : 269.
    (2) في المحاسن وتفسير العيّاشي ، ح 496 : + « هي ».
    (3) في الكافي ، ح 2462 وتفسير العيّاشي ، ح 497 : « قال : معرفة الإمام واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار » بدل « فقال : طاعة الله ومعرفة الإمام ».
    (4) الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب الكبائر ، ح 2462 ؛ المحاسن ، ص 148 ، كتاب الصفوة ، ح 60 ، بسنده عن أبي بصير. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 151 ، ح 496 عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وح 497 ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 92 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج 2 ، ص 87 ، ح 530.
    (5) قرأها المازندراني في شرحه : « إذن » ، ثمّ قال : « وإذن ، من حروف المكافأة والجواب ، وإذا وقف عليه قيل : إذا ، وهو كذلك في بعض النسخ ».
    (6) الوافي ، ج 2 ، ص 88 ، ح 531.
    (7) أي يتكلّم.
    (Cool في « بح » : « ميّت ». وفي حاشية « بح » وحاشية ميرزا رفيعا : « ميتاً ». وفي شرح صدر المتألّهين ، ج 2 ، ص 552 : « قوله عليه‌السلام : ميت ، الأولى أن يكون النسخة : ميتاً ، بصورة النصب ؛ ليكون على وجه الحكاية ، كما في ( نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ ) وكذا ( كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمتِ ) ».
    (9) في الوافي والبحار وتفسير العيّاشي : « يأتمّ ».
    (10) الأنعام (6) : 122.
    (11) في البحار : ـ « ( لَيْسَ بِخَارِجٍ مّنْهَا ) قال ».

    لَا يَعْرِفُ الْإِمَامَ ». (1) ‌
    482 / 14. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيُّ (2) عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ عليه‌السلام : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، أَلَا أُخْبِرُكَ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ ) (3) ( وُجُوهُهُمْ فِي النّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) (4)؟ قَالَ : بَلى يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَقَالَ : الْحَسَنَةُ : مَعْرِفَةُ (5) الْوَلَايَةِ وَحُبُّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، وَالسَّيِّئَةُ : إِنْكَارُ الْوَلَايَةِ وَبُغْضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، ثُمَّ قَرَأَ (6) عَلَيْهِ (7) هذِهِ (Cool الْآيَةَ ». (9) ‌
    __________________
    (1) تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 375 ، ح 89 ـ 90 ، عن بريد العجلي ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 2 ، ص 88 ، ح 532 ؛ البحار ، ج 67 ، ص 30.
    (2) « الجدليّ » : نسبة إلى الجَديلَة ، وهي حيّ من طيّ‌ءٍ ، وهو اسم امّهم ، وهي جَدِيلَة بنت بسيع بن عمرو ، من‌حِمْيَر ، إليها ينسبون. الصحاح ، ج 4 ، ص 1654 ( جدل ).
    (3) « فكبّت » ، من الكبّ ، وهو إسقاط الشي‌ء على وجهه. وصرعه ، أي طرحه على الأرض. يقال : كبّه الله لوجهه ، أي صرعه ، فأكبّ على وجهه. ومجي‌ء الإفعال للاّزم ـ كما هنا ـ من النوادر. انظر : المفردات للراغب ، ص 695 ؛ الصحاح ، ج 1 ، ص 207 ( كبب ).
    (4) النمل (27) : 89 ـ 90.
    (5) في « ف » : + « الإمام و ».
    (6) في « ف » : « تلا ».
    (7) في « ف » : ـ « عليه ». وفي حاشية « ف » : « له ».
    (Cool في « ب ، ج ، بح ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي : ـ « هذه ».
    (9) المحاسن ، ص 150 ، كتاب الصفوة ، ح 69 ؛ وتفسير فرات ، ص 312 ، ح 418 ؛ وفضائل الشيعة ، ص 34 ، ح 29 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 493 ، المجلس 17 ، ح 49 ، بسندها عن أبي عبدالله الجدلي ، مع اختلاف يسير. وراجع : تفسير فرات ، ص 139 ، ح 168 ـ 169 ؛ وتفسير القمّي ، ح 2 ، ص 77 و 131 الوافي ، ج 2 ، ص 89 ، ح 533 ؛ البحار ، ج 7 ، ص 304 ، ح 76.

    8 ـ بَابُ فَرْضِ طَاعَةِ الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام‌
    483 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : (1) « ذِرْوَةُ الْأَمْرِ (2) وَسَنَامُهُ (3) وَمِفْتَاحُهُ وَبَابُ الْأَشْيَاءِ (4) وَرِضَا الرَّحْمنِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ الطَّاعَةُ لِلْإِمَامِ (5) بَعْدَ مَعْرِفَتِهِ ». ثُمَّ قَالَ (6) : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) (7) ». (Cool
    484 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ ، قَالَ :
    أَشْهَدُ أَنِّي سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « أَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً إِمَامٌ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، وَأَنَّ الْحَسَنَ إِمَامٌ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، وَأَنَّ الْحُسَيْنَ إِمَامٌ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ إِمَامٌ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ إِمَامٌ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ». (9) ‌
    485 / 3. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا‌
    __________________
    (1) في « ف » : + « سمعته يقول ».
    (2) « ذِرْوَة الأمر » و « ذُرْوَته » : أعلاه. والجمع : ذُرَى. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2345 ( ذرو ).
    (3) « السَنام » : واحد أسنمة البعير والناقة ، بمعنى أعلى ظهرها ، وسَنام كلّ شي‌ء أعلاه وما ارتفع منه. انظر : لسان العرب ، ج 12 ، ص 306 ( سنم ).
    (4) في تفسير العيّاشي : « الأنبياء ».
    (5) في الأمالي : « طاعة الإمام ».
    (6) في الكافي ، ح 1494 : ـ « ثمّ قال ».
    (7) النساء (4) : 80.
    (Cool الكافي ، كتاب الإيمان والكفر ، باب دعائم الإسلام ، ضمن الحديث الطويل 1494 ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه وعبدالله بن الصلت جميعاً ، عن حمّاد بن عيسى ؛ الأمالي للمفيد ، ص 68 ، المجلس 8 ، ح 4 بسنده عن الكليني. المحاسن ، ص 286 ، كتاب مصابيح الظلم ، ضمن الحديث الطويل 430 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 259 ، صدر ح 202 ، عن زرارة الوافي ، ج 2 ، ص 90 ، ح 534 ؛ الوسائل ، ج 1 ، ص 119 ، ح 298 ؛ البحار ، ج 68 ، ص 332 ، ح 10.
    (9) الوافي ، ج 2 ، ص 91 ، ح 537.

    حَمَّادُ بْنُ عُثْمَانَ ، عَنْ بَشِيرٍ الْعَطَّارِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَنَا ، وَأَنْتُمْ (1) تَأْتَمُّونَ بِمَنْ لَا يُعْذَرُ النَّاسُ بِجَهَالَتِهِ ». (2) ‌
    486 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (4) قَالَ : « الطَّاعَةُ الْمَفْرُوضَةُ ». (5) ‌
    487 / 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْقَمَّاطِ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْعَطَّارِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « أُشْرِكَ (6) بَيْنَ الْأَوْصِيَاءِ وَالرُّسُلِ فِي‌
    __________________
    (1) في « ج ، بف » : + « قوم ».
    (2) المحاسن ، ص 153 ، ح 78 ، بسنده عن بشير الدهّان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، عن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف يسير وزيادة. الكافي ، كتاب الروضة ، ح 14938 ، بسنده عن بشير الكناسي ، مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله وآخره. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 48 ، ح 19 ، عن بشير الدهّان ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج 2 ، ص 91 ، ح 538.
    (3) في « بس » : ـ « بن محمّد ».
    (4) النساء (4) : 54.
    (5) بصائر الدرجات ، ص 35 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد ... عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 509 ، ح 13 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. وفي بصائر الدرجات ، ص 509 ، ح 14 ، بسند آخر مثله ؛ وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام ولاة الأمر ... ، ح 531 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 35 ـ 36 ، ح 1 و 7 ؛ وتفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 140 ؛ وتفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 248 ، ح 160 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة في آخره ، وفي تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 248 ، ح 159 ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. راجع : بصائر الدرجات ، ص 36 ، ح 6 ؛ وعيون الأخبار ، ج 1 ، ص 231 ، ح 1 الوافي ، ج 2 ، ص 91 ، ح 536.
    (6) « أشرك » : يحتمل الأمر والتكلّم والماضي المجهول أو المعلوم. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 183 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 325.

    الطَّاعَةِ (1) ». (2) ‌
    488 / 6. أَحْمَدُ (3) بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ (4) بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « نَحْنُ قَوْمٌ فَرَضَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ طَاعَتَنَا ، لَنَا الْأَنْفَالُ (5) ، وَلَنَا صَفْوُ الْمَالِ (6) ، وَنَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ، وَنَحْنُ الْمَحْسُودُونَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (7) ». (Cool
    489 / 7. أَحْمَدُ (9) بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « ب » : « بالطاعة ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « اشرك بين الرسل والأوصياء في الطاعة ».
    (2) الوافي ، ج 2 ، ص 93 ، ح 541.
    (3) في « ألف ، بر ، بس ، بف » وحاشية « ج ، بح » : « عنهم عن أحمد ». وفي « ف » : « وعنهم عن أحمد ».
    هذا ، وأمّا بناء على ما في المطبوع وسائر النسخ ، فالسند معلّق. ويروي عن أحمد بن محمّد عدّةٌ من أصحابنا.
    (4) في « بف » : ـ « محمّد ».
    (5) « الأنفال » : جمع النَفَل بمعنى الغنيمة ، أو جمع النَفْل ـ وقد يحرّك ـ بمعنى الزيادة. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1833 ؛ النهاية ، ج 5 ، ص 99 ( نفل ).
    (6) في التهذيب : « الأموال ».
    (7) النساء (4) : 54.
    (Cool الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الفي‌ء والأنفال ... ، ح 1437 ، بسند آخر ، عن ابن أبي عمير ، عن شعيب ، عن أبي الصباح ، إلى قوله : « ولنا صفو المال ». بصائر الدرجات ، ص 202 ، ح 1 ، بسنده ، عن ابن أبي عمير ؛ وفيه ، ص 204 ، ح 6 ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي الصبّاح الكناني. وفيه أيضاً ، صدر ح 7 ، بسند آخر ، إلى قوله : « ولنا صفو المال » مع اختلاف يسير. التهذيب ، ج 4 ، ص 132 ، ح 367 ، بسنده عن ابن أبي عمير ؛ الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام ولاة الأمر و ... ، ح 532 ، بسند آخر عن أبي الصباح ، من قوله : « ونحن المحسودون » مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 247 ، ح 155 ، عن أبي الصبّاح الكناني. المقنعة ، ص 278 ، مرسلاً ، إلى قوله : « ولنا صفو المال » ، مع اختلاف يسير. راجع : تفسير فرات ، ص 106 ، ح 99 الوافي ، ج 2 ، ص 91 ، ح 539 ؛ الوسائل ، ج 9 ، ص 535 ، ح 12659 ، إلى قوله : « ولنا صفو المال ».
    (9) في « ب ، ض ، ف ، و ، بف » وحاشية « ج ، بح ، بر » : « وعنهم عن أحمد ». هذا ، ولم يثبت استعمال « عنهم » من قِبَلِ المصنّف إلاّفي الكافي ، ح 14850. فعليه يكون السند معلّقاً كسابقه.

    ذَكَرْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام قَوْلَنَا فِي الْأَوْصِيَاءِ : إِنَّ (1) طَاعَتَهُمْ مُفْتَرَضَةٌ (2) ، قَالَ (3) : فَقَالَ (4) : « نَعَمْ (5) ، هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (6) : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (7) وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ) (Cool (9) ». (10) ‌
    490 / 8. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ ، قَالَ :
    سَأَلَ رَجُلٌ فَارِسِيٌّ أَبَا الْحَسَنِ (11) عليه‌السلام ، فَقَالَ : طَاعَتُكَ (12) مُفْتَرَضَةٌ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ ». قَالَ : مِثْلُ طَاعَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام؟ فَقَالَ (13) : « نَعَمْ ». (14) ‌
    491 / 9. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (15) ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ الْأَئِمَّةِ : هَلْ يَجْرُونَ (16) فِي الْأَمْرِ وَالطَّاعَةِ‌
    __________________
    (1) يحتمل كونه بدلاً عن « قولنا » لا مقولاً له ، فيفتح الهمزة.
    (2) في الوافي والاختصاص : « قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : الأوصياء طاعتهم مفترضة؟ ».
    (3) في « ج ، ف ، بر ، بس ، بف » والاختصاص : ـ « قال ».
    (4) في الوافي : ـ « فقال ».
    (5) في الاختصاص : ـ « نعم ».
    (6) وفي حاشية « بر » : + « في حقّهم ».
    (7) النساء (4) : 59.
    (Cool في الوافي والاختصاص : + « الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَوةَ ».
    (9) المائدة (5) : 55.
    (10) الاختصاص ، ص 277 ، بسنده عن الحسين بن أبي العلاء الوافي ، ج 2 ، ص 92 ، ذيل ح 540.
    (11) في الاختصاص : « أبا الحسن الرضا ».
    (12) في الاختصاص : « طاعتكم ».
    (13) في « ف » والوافي : « قال ».
    (14) الاختصاص ، ص 278 ، بسنده عن معمّر بن خلاّد الوافي ، ج 2 ، ص 93 ، ح 542.
    (15) هكذا في النسخ. وفي المطبوع وحاشية « ف » : « وبهذا الإسناد عن أحمد بن محمّد ». وفي حاشية « ج ، و ، بر ، بف » : « وبهذا الإسناد عن عليّ بن الحكم ». والسند بناءً علي ما أثبتناه معلّق ، كما هو واضح.
    (16) في مرآة العقول : « هل يُجْرَون ، بصيغة المجهول من باب الإفعال ، أو المعلوم من المجرّد ».

    مَجْرىً (1) وَاحِداً (2)؟ قَالَ عليه‌السلام : « نَعَمْ ». (3) ‌
    492 / 10. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (4) ، عَنْ مَرْوَكِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ (5) الطَّبَرِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ قَائِماً عَلى رَأْسِ الرِّضَا عليه‌السلام بِخُرَاسَانَ ـ وَعِنْدَهُ عِدَّةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَفِيهِمْ (6) إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِيسَى الْعَبَّاسِيُّ (7) ـ فَقَالَ : « يَا إِسْحَاقُ ، بَلَغَنِي أَنَّ النَّاسَ يَقُولُونَ : إِنَّا نَزْعُمُ (Cool أَنَّ النَّاسَ عَبِيدٌ لَنَا ، لَاوَ قَرَابَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَا قُلْتُهُ قَطُّ ، وَلَا (9) سَمِعْتُهُ مِنْ (10) أَحَدٍ (11) مِنْ (12) آبَائِي قَالَهُ ، وَلَابَلَغَنِي عَنْ أَحَدٍ (13) مِنْ آبَائِي قَالَهُ ، وَلكِنِّي‌
    __________________
    (1) في مرآة العقول : « مجرى ، اسم مكان من المجرّد ، أو من باب الإفعال ، أو مصدر ميمي من أحدهما ».
    (2) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بر ، بس ، بف ». وفي « بح » والمطبوع : « واحد ». ومعنى العبارة على التوصيف هو أنّ طريقهم طريق واحد ، وعلى الإضافة هو أنّ طريقهم طريق شخص واحد.
    (3) بصائر الدرجات ، ص 479 ، ح 1 ، بسنده عن أبي بصير. الاختصاص ، ص 22 ، بسند آخر عن الرضا ، عن أبي عبد الله عليهما‌السلام ، وتمامه فيهما : « كلّنا نجري في الطاعة والأمر مجرى واحد ، وبعضنا أعلم من بعض » الوافي ، ج 2 ، ص 93 ، ح 543.
    (4) روى أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] ، عن مَرْوَك بن عبيد في عددٍ من الأسناد والمراد بهذا الإسناد : « عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ». راجع : معجم رجال الحديث ، ج 18 ، ص 411 ـ 413.
    فعليه ما ورد في الوسائل ، ج 23 ، ص 260 ، ح 29525 ـ من جعل الراوي عن مروك بن عبيد عليَّ بن الحكم ـ سهو. يؤيّد ذلك أنّ الراوي لكتاب مروك هو أحمد بن محمّد بن خالد وهو من رواة عليّ بن الحكم وفي طبقة أحمد بن محمّد بن عيسى. ويؤيّد ذلك أنّ الخبر ورد في الأمالي للمفيد ، ص 253 ، المجلس 30 ، ح 3 ، والأمالي للطوسي ، ص 22 ، المجلس 1 ، ح 27 ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن مروك بن عبيد الكوفي. راجع : رجال النجاشي ، ص 425 ، الرقم 1142 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 471 ، الرقم 755.
    (5) في الأمالي للطوسي والوسائل : « يزيد ».
    (6) في « بح » والأمالي للمفيد والطوسي : « منهم ».
    (7) في الأمالي للمفيد والطوسي : « إسحاق بن العبّاس بن موسى ».
    (Cool في الأمالي للمفيد : « نقول ».
    (9) في « بف » : « وما ».
    (10) في « ض ، ف » : « عن ».
    (11) في الوسائل : « ولا سمعت أحداً » بدل « ولاسمعته من أحد ».
    (12) هكذا في « ب ، ج ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين والوافي والأمالي للمفيد والطوسي. وفي « ض ، ف » وشرح صدرالمتألّهين : ـ « من ». وفي المطبوع : ـ « أحد من ».
    (13) في « ف » : « من يأخذ ». وفي شرح صدر المتألّهين والوسائل : « من أحدٍ ».

    أَقُولُ (1) : النَّاسُ عَبِيدٌ لَنَا فِي الطَّاعَةِ ، مَوَالٍ لَنَا فِي الدِّينِ ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ». (2) ‌
    493 / 11. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « نَحْنُ الَّذِينَ فَرَضَ اللهُ طَاعَتَنَا ، لَايَسَعُ النَّاسَ إِلاَّ مَعْرِفَتُنَا ، وَلَايُعْذَرُ النَّاسُ بِجَهَالَتِنَا ؛ مَنْ عَرَفَنَا ، كَانَ مُؤْمِناً ؛ وَمَنْ أَنْكَرَنَا ، كَانَ كَافِراً (3) ؛ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْنَا وَلَمْ يُنْكِرْنَا ، كَانَ ضَالاًّ حَتّى يَرْجِعَ إِلَى الْهُدَى الَّذِي افْتَرَضَ اللهُ عَلَيْهِ مِنْ (4) طَاعَتِنَا الْوَاجِبَةِ ، فَإِنْ يَمُتْ عَلى ضَلَالَتِهِ ، يَفْعَلِ اللهُ بِهِ (5) مَا يَشَاءُ ». (6) ‌
    494 / 12. عَلِيٌّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ (7) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُهُ عَنْ أَفْضَلِ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
    __________________
    (1) في حاشية « ب » والوسائل : + « إنّ ».
    (2) الأمالي للمفيد ، ص 253 ، المجلس 30 ، ح 3 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 22 ، المجلس 1 ، ح 27 ، بسندهما عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن مروك بن عبيد الوافي ، ج 2 ، ص 94 ، ح 544 ؛ الوسائل ، ج 23 ، ص 261 ، ح 29525.
    (3) في شرح صدرالمتألّهين ، ص 481 : « اعلم أنّ ظاهر هذا الحديث وأمثاله عموم الحكم بوجوب معرفة الأئمّة عليهم‌السلام على جميع الناس وبكونهم كفّاراً إن لم يعرفوهم بأعيانهم ، لكنّه مختصّ بمن كان ذاقوّة استعداد عقليّة دون عامّة الناس والناقصين والضعفاء العقول الّذين لايجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ». ثمّ ذكر الأدلّة النقليّة والعقليّة على هذا التخصيص.
    (4) في « بس » : ـ « من ».
    (5) في « بح ، بس » : ـ « به ».
    (6) الوافي ، ج 2 ، ص 94 ، ح 545 ؛ الوسائل ، ج 28 ، ص 352 ، ح 34946 ، من قوله : « من عرفنا كان مؤمناً » إلى قوله : « كان ضالاًّ » ؛ البحار ، ج 32 ، ص 325 ، ح 302.
    (7) في الوسائل : ـ « عن يونس » وروى محمّد بن عيسى عن محمّد بن الفضيل بواسطة يونس [ بن عبدالرحمن ] في بعض الأسناد ، كما روي عنه مباشرةً في بعضها الآخر.
    ثمّ إنّ مضمون الخبر رواه البرقي في المحاسن ، ص 150 ، ح 68 ، عن محمّد بن عليّ ، عن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام. ولم يثبت رواية محمّد بن عليّ هذا عن الفضيل ، وهو منصرف إلى الفضيل بن يسار الذي مات في حياة أبي عبدالله عليه‌السلام ، كما في رجال النجاشي ، ص 309 ، الرقم 846 ، ورجال الطوسي ، ص 269 ، الرقم 3868. والمتكرّر في أسناد المحاسن وغيرها رواية محمّد بن عليّ عن محمّد بن الفضيل. والظاهر أنّ الصواب في سند المحاسن أيضاً هو محمّد بن الفضيل. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 16 ، ص 449.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:52

    قَالَ : « أَفْضَلُ مَا يَتَقَرَّبُ بِهِ الْعِبَادُ إِلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ (1) ـ طَاعَةُ اللهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ (2) وَطَاعَةُ أُولِي الْأَمْرِ ، قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : حُبُّنَا إِيمَانٌ ، وَبُغْضُنَا كُفْرٌ ». (3) ‌
    495 / 13. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : أَعْرِضُ عَلَيْكَ دِينِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهِ (4)؟ قَالَ (5) : فَقَالَ : « هَاتِ ». قَالَ (6) : فَقُلْتُ (7) : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَالْإِقْرَارُ (Cool بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ ، وَأَنَّ عَلِيّاً كَانَ إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ (9) بَعْدَهُ الْحَسَنُ إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ بَعْدَهُ الْحُسَيْنُ (10) إِمَاماً فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ ، ثُمَّ كَانَ (11) بَعْدَهُ (12) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ (13) إِمَاماً (14) فَرَضَ اللهُ طَاعَتَهُ (15) ‌
    __________________
    (1) في « بس » : ـ « قال أفضل ـ إلى ـ عزّ وجلّ ».
    (2) في شرح صدر المتألّهين : « الرسول ».
    (3) المحاسن ، ص 150 ، كتاب الصفوة ، ح 68 ، بسنده عن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير وزيادة ؛ تفسير فرات ، ص 428 ، صدر ح 428 ، بسند آخر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام هكذا : « حبّنا إيمان وبغضنا كفر » مع زيادة. وراجع : كفاية الأثر ، ص 98 الوافي ، ج 2 ، ص 94 ، ح 546 ؛ الوسائل ، ج 28 ، ص 352 ، ح 34947 ؛ البحار ، ج 32 ، ص 325 ، ح 303 ، وفيهما من قوله : « قال أبوجعفر عليه‌السلام ».
    (4) « أدين الله عزّ وجلّ به » ، أي اطيعه وأعبده به ؛ من الدين بمعنى الطاعة. انظر : لسان العرب ، ج 13 ، ص 169 ( دين ).
    (5) في « ب » : ـ « قال ».
    (6) في « ض ، بس ، بر » وشرح صدر المتألّهين : ـ « قال ».
    (7) في « ض ، ف ، بر ، بس » وشرح صدر المتألّهين : « قلت ».
    (Cool في عطف الإقرار مناقشة يمكن دفعها بأن يجعل الواو بمعنى مع ، والإقرار منصوباً. أو هو مرفوع خبر لمبتدأمحذوف. أو مبتدأ لخبر محذوف. والتقدير : ديني أنّه أشهد ... وديني الإقرار بما جاء به. أو يقدّر حقّ ، أو لازم. انظر : شرح صدر المتألّهين ، ص 483 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 187 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 334.
    (9) في « ف » : + « من ».
    (10) في « ض ، ف » وشرح صدر المتألّهين : « الحسين عليه‌السلام بعده ».
    (11) في « ف » : ـ « كان ».
    (12) في « ض » : ـ « بعده ». وفي حاشية « بح » : « بعدهم ».
    (13) في شرح صدر المتألّهين : « ثمّ كان عليّ بن الحسين عليه‌السلام بعده ».
    (14) في « ج ، ض » : + « بعدهم ».
    (15) في شرح صدر المتألّهين : ـ « فرض الله طاعته ».

    حَتَّى انْتَهَى الْأَمْرُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ قُلْتُ : أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللهُ.
    قَالَ : فَقَالَ : « هذَا دِينُ اللهِ وَدِينُ مَلَائِكَتِهِ ». (1) ‌
    496 / 14. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، قَالَ :
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « اعْلَمُوا أَنَّ صُحْبَةَ الْعَالِمِ وَاتِّبَاعَهُ دِينٌ يُدَانُ اللهُ بِهِ ، وَطَاعَتَهُ مَكْسَبَةٌ لِلْحَسَنَاتِ ، مَمْحَاةٌ لِلسَّيِّئَاتِ ، وَذَخِيرَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ، وَرِفْعَةٌ (2) فِيهِمْ فِي حَيَاتِهِمْ ، وَجَمِيلٌ بَعْدَ مَمَاتِهِمْ ». (3) ‌
    497 / 15. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ (4) اللهَ أَجَلُّ وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُعْرَفَ بِخَلْقِهِ ، بَلِ الْخَلْقُ يُعْرَفُونَ بِاللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ ».
    قُلْتُ : إِنَّ مَنْ عَرَفَ أَنَّ لَهُ رَبّاً فَقَدْ يَنْبَغِي (5) لَهُ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ (6) لِذلِكَ الرَّبِّ رِضًا وَسَخَطاً ، وَأَنَّهُ لَايُعْرَفُ رِضَاهُ وَسَخَطُهُ إِلاَّ بِوَحْيٍ أَوْ رَسُولٍ ، فَمَنْ لَمْ يَأْتِهِ الْوَحْيُ ، فَيَنْبَغِي (7) لَهُ أَنْ يَطْلُبَ الرُّسُلَ ، فَإِذَا لَقِيَهُمْ ، عَرَفَ أَنَّهُمُ الْحُجَّةُ ، وَأَنَّ لَهُمُ الطَّاعَةَ‌
    __________________
    (1) رجال الكشّي ، ص 423 ، ح 797 ، بسند آخر عن يوسف ، عن أبى عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص 424 ، ح 798 ، بسند آخر عن الحسن بن زياد العطّار ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج 2 ، ص 96 ، ح 548.
    (2) في حاشية « بر » : « رحمة ».
    (3) تحف العقول ، ص 199 ، ضمن الحديث. وراجع : الإرشاد ، ج 1 ، ص 227 ؛ الأمالي للطوسي ، ص 20 ، المجلس 1 ، ح 23 الوافي ، ج 2 ، ص 97 ، ح 550.
    (4) من أوّل هذا الخبر إلى قوله : « وأنّ ما في القرآن فهو حقّ ، فقال : رحمك الله » هو الحديث الثاني من باب‌الاضطرار إلى الحجّة. وقد مرّت التعليقات عليه هناك ؛ إن شئت فراجع.
    (5) في الكافي ، ح 435 : « فينبغي ».
    (6) في « بس ، بف » : ـ « أنّ ».
    (7) في الكافي ، ح 435 : « فقد ينبغي ».

    الْمُفْتَرَضَةَ.
    فَقُلْتُ (1) لِلنَّاسِ : أَلَيْسَ (2) تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ هُوَ (3) الْحُجَّةَ مِنَ اللهِ عَلى خَلْقِهِ؟ قَالُوا : بَلى ، قُلْتُ : فَحِينَ مَضى (4) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَنْ كَانَ الْحُجَّةَ (5)؟ قَالُوا : الْقُرْآنُ ، فَنَظَرْتُ فِي الْقُرْآنِ (6) فَإِذَا هُوَ يُخَاصِمُ بِهِ الْمُرْجِئُ وَالْقَدَرِيُّ (7) وَالزِّنْدِيقُ ـ الَّذِي لَايُؤْمِنُ بِهِ حَتّى يَغْلِبَ الرِّجَالَ بِخُصُومَتِهِ ـ فَعَرَفْتُ أَنَّ الْقُرْآنَ لَايَكُونُ حُجَّةً إِلاَّ بِقَيِّمٍ ، فَمَا قَالَ فِيهِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ، كَانَ حَقّاً.
    فَقُلْتُ لَهُمْ : مَنْ قَيِّمُ الْقُرْآنِ؟ فَقَالُوا (Cool : ابْنُ مَسْعُودٍ قَدْ كَانَ يَعْلَمُ ، وَعُمَرُ (9) يَعْلَمُ ، وَحُذَيْفَةُ يَعْلَمُ (10) ، قُلْتُ : كُلَّهُ؟ قَالُوا : لَا ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً يُقَالُ : إِنَّهُ يَعْلَمُ (11) الْقُرْآنَ (12) كُلَّهُ إِلاَّ عَلِيّاً صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، وَإِذَا كَانَ الشَّيْ‌ءُ بَيْنَ الْقَوْمِ ، فَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَ (13) قَالَ هذَا : لَا أَدْرِي ، وَقَالَ هذَا : لَا أَدْرِي (14) ، وَقَالَ هذَا : أَنَا أَدْرِي ، فَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام كَانَ قَيِّمَ الْقُرْآنِ ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، وَكَانَ الْحُجَّةَ عَلَى النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَأَنَّ مَا قَالَ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ حَقٌّ ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ».
    فَقُلْتُ : إِنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام ، لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،
    __________________
    (1) في الكافي ، ح 435 والوسائل : « وقلت ».
    (2) في الكافي ، ح 435 : ـ « أليس ».
    (3) في الوسائل : ـ « هو ».
    (4) في « ف » والكافي ، ح 435 والوسائل : + « رسول الله ».
    (5) في الكافي ، ح 435 والوسائل : + « لله على خلقه ».
    (6) في « ض » : ـ « فنظرت في القرآن ».
    (7) في العلل : « والحروري ».
    (Cool هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والكافي ، ح 435. وفي المطبوع : « قالوا ».
    (9) في « ف » : + « قد كان ». وفي العلل : « قد كان عبدالله بن مسعود وفلان » بدل « ابن مسعود قد كان يعلم وعمر ».
    (10) في « بح » : ـ « يعلم ».
    (11) في « ف ، بر ، بف » وحاشية « ج ، بح » والوافي والكافي ، ح 435 والعلل : « يعرف ».
    (12) في « بف » وحاشية « ف » والكافي ، ح 435 والعلل : « ذلك ».
    (13) في « ض » : ـ « و ».
    (14) في شرح صدر المتألّهين : ـ « وقال هذا : لا أدري ».

    وَأَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَأَشْهَدُ عَلَى الْحَسَنِ عليه‌السلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ وَجَدُّهُ ، وَأَنَّ الْحُجَّةَ بَعْدَ الْحَسَنِ (1) الْحُسَيْنُ عليه‌السلام (2) ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ (3) : وَ (4) أَشْهَدُ عَلَى الْحُسَيْنِ عليه‌السلام (5) أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ (6) عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ». فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، وَقُلْتُ (7) : وَأَشْهَدُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام أَنَّهُ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، وَكَانَتْ طَاعَتُهُ مُفْتَرَضَةً ، فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ ».
    قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ حَتّى أُقَبِّلَهُ ، فَضَحِكَ.
    قُلْتُ (Cool : أَصْلَحَكَ اللهُ ، قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَبَاكَ لَمْ يَذْهَبْ حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِنْ بَعْدِهِ ، كَمَا تَرَكَ أَبُوهُ ، وَأَشْهَدُ بِاللهِ أَنَّكَ أَنْتَ الْحُجَّةُ ، وَأَنَّ طَاعَتَكَ مُفْتَرَضَةٌ ، فَقَالَ : « كُفَّ رَحِمَكَ (9) اللهُ ».
    قُلْتُ : أَعْطِنِي رَأْسَكَ (10) أُقَبِّلْهُ ، فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ ، فَضَحِكَ ، وَقَالَ : « سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ ، فَلَا أُنْكِرُكَ (11) بَعْدَ الْيَوْمِ أَبَداً ». (12) ‌
    __________________
    (1) في « ف » : + « بن عليّ ».
    (2) في « ف » والعلل : « الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ».
    (3) في « ج ، بف » والوافي : « فقلت ».
    (4) في « ب ، بر » : ـ « و ».
    (5) في « ف » والعلل : « الحسين بن عليّ عليهما‌السلام ».
    (6) في « بح » : ـ « الحسين عليه‌السلام ـ إلى ـ من بعده ».
    (7) في « ب » : « فقلت ».
    (Cool في « ف ، بح » والعلل : « فقلت ».
    (9) في « بح » : « يرحمك ».
    (10) في « بر ، بف » وحاشية « بح » : + « حتّى ».
    (11) « فلا انكرك ». الإنكار عدم المعرفة ، من النَكِرَة بمعنى ضدّ المعرفة. والمعنى : لا أعدّك بعد اليوم غير معروف لوضوح حالك عندي ، أو لا أجهل حقّك واستحقاقك لأن يجاب في كلّ مسألة بحقّ جوابها من غير تقيّة ، أو عرفتك اليوم وعرفت أنّك من شيعتنا. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 836 ( نكر ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 192 ؛ الوافي ، ج 2 ، ص 32 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 336.
    (12) الكافي ، كتاب التوحيد ، باب أنّه لا يعرف إلاّبه ، ح 231 وفي التوحيد ، ص 285 ، ح 1 ، بسنده عن الكليني ،

    498 / 16. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيِّ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : الْأَوْصِيَاءُ طَاعَتُهُمْ مُفْتَرَضَةٌ؟
    قَالَ : « نَعَمْ ، هُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (1) وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (2) ». (3) ‌
    499 / 17. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ أَبْوَابُ الْخَيْرِ (4) ، السَّامِعُ الْمُطِيعُ لَا حُجَّةَ عَلَيْهِ ، وَالسَّامِعُ الْعَاصِي لَاحُجَّةَ لَهُ ، وَإِمَامُ الْمُسْلِمِينَ تَمَّتْ حُجَّتُهُ وَاحْتِجَاجُهُ يَوْمَ يَلْقَى اللهَ عَزَّ وَجَلَّ » ثُمَّ قَالَ : « يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (5) ». (6) ‌
    __________________
    وتمام الرواية فيهما هكذا : « قلت لأبي عبدالله عليه‌السلام : إنّي ناظرت قوماً ، فقلت لهم : إنّ الله ـ جلّ جلاله ـ أجلّ وأعزّ وأكرم من أن يُعرف بخلقه ، بل العباد يُعرفون بالله. فقال : رحمك الله ». الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة ، ح 435 ، إلى قوله : « وأنّ ما قال في القرآن فهو حقّ فقال : رحمك الله ». علل الشرائع ، ص 192 ، ح 1 ، بسنده عن صفوان بن يحيى من قوله : « فقلت للناس : أليس تعلمون أنّ رسول الله ... » مع اختلاف يسير ؛ رجال الكشّي ، ص 420 ، ح 795 ، بسنده عن صفوان الوافي ، ج 2 ، ص 30 ، ح 482 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 176 ، ح 33532 ، إلى قوله : « ما قال في القرآن فهو حقّ ، فقال : رحمك الله ».
    (1) النساء (4) : 59.
    (2) المائدة (5) : 55.
    (3) الاختصاص ، ص 277 ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج 2 ، ص 92 ، ح 540.
    (4) في تفسير العيّاشي : « الجنّة ».
    (5) الإسراء (17) : 71.
    (6) تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 304 ، ح 122 ، عن عبدالأعلى. وراجع : الأمالي للمفيد ، ص 96 ، المجلس 11 ، ح 7 الوافي ، ج 2 ، ص 90 ، ح 535.

    9 ـ بَابٌ فِي أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام شُهَدَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلى خَلْقِهِ‌
    500 / 1. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ زِيَادٍ الْقَنْدِيِّ ، عَنْ سَمَاعَةَ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً ) (1) قَالَ (2) : « نَزَلَتْ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خَاصَّةً ، فِي كُلِّ قَرْنٍ (3) مِنْهُمْ إِمَامٌ مِنَّا شَاهِدٌ عَلَيْهِمْ ، وَمُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شَاهِدٌ عَلَيْنَا ». (4) ‌
    501 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ ) (5).
    فقَالَ (6) : « نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوُسْطى ، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ (7) عَلى خَلْقِهِ ، وَحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ ».
    قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ )؟
    قَالَ : « إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً ، ( هُوَ سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ) فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ‌
    __________________
    (1) النساء (4) : 41.
    (2) في البحار ، ج 23 ، ح 69 : + « هذا ».
    (3) في النهاية ، ج 4 ، ص 51 ( قرن ) : « القَرْن : أهل كلّ زمان ، وهو مقدار التوسّط في أعمار أهل كلّ زمان ، مأخوذ من الاقتران ، وكأنّه المقدار الذي يقترن فيه أهل ذلك الزمان في أعمارهم وأحوالهم. وقيل : القرن أربعون سنة. وقيل : ثمانون. وقيل : مائة. وقيل : مطلق الزمان. وهو مصدر قَرَنَ يَقْرِن ».
    (4) الوافي ، ج 3 ، ص 496 ، ح 1001 ؛ البحار ، ج 7 ، ص 283 ، ح 7 ؛ وج 23 ، ص 335 ، ح 1 ؛ وص 351 ، ح 69.
    (5) البقرة (2) : 143.
    (6) هكذا في « ج ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج 16 و 23. وفي سائر النسخ والمطبوع : « قال ».
    (7) في البحار ، ج 16 : « لله ».

    ( وَفِي هذا ) الْقُرْآنِ ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) (1) فَرَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (2) الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا (3) عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ ، فَمَنْ صَدَّقَ (4) ، صَدَّقْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛ وَمَنْ كَذَّبَ ، كَذَّبْنَاهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ (5) ». (6) ‌
    502 / 3. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَفَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ ) (7).
    فَقَالَ : « أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ الشَّاهِدُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَرَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ ». (Cool
    __________________
    (1) هكذا في المصحف الشريف ، سورة الحجّ (22) : 78 و « بر ، بس ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بف » والوافي والمطبوع : « عليكم شهيداً ». ولعلّه من النسّاخ ، أو هو نقل بالمعنى وإشارة إلى مضمون الآية ، انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 195 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 340.
    (2) في « ج » : + « هو ».
    (3) في الوافي : « وضمير التكلّم في « بلّغنا » يحتمل الفاعل والمفعول ».
    (4) في حاشية بدر الدين : « صدّقنا ». ويحتمل تخفيف « صدّق » و « كذّب ». انظر : الوافي ، ج 3 ، ص 500 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 340.
    (5) في « ج ، ض ، بح ، بس » وحاشية « بف » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني : « يوم القيامة كذّبناه ». وفي البحار ، ج 16 : ـ « يوم القيامة ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 83 ، ح 5 ، بسند آخر ، إلى قوله : « وحججه في أرضه » راجع : بصائر الدرجات ، ص 82 ، ح 1 و 2 الوافي ، ج 3 ، ص 498 ، ح 1002 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 357 ، ح 48 ؛ وج 23 ، ص 336 ، ح 2.
    (7) هود (11) : 17.
    (Cool كتاب سليم بن قيس ، ص 903 ، ح 60 ، وفيه : « عن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام » مع زيادة في آخره. وفي بصائر الدرجات ، ص 132 ، ح 2 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 371 ، المجلس 13 ، ح 51 ؛ وتفسير فرات ، ص 188 ، ح 239 ، بسند آخر عن عليّ عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله. وفي الأمالي للمفيد ، ص 145 ، المجلس 18 ، ح 5 ، بسند آخر عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره ؛ تفسير فرات ، ص 189 ، ح 241 ، مع زيادة في أوّله ؛ تفسير القمّي ، ج 1 ،

    503 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) (1)؟
    قَالَ : « نَحْنُ الْأُمَّةُ الْوَسَطُ (2) ، وَنَحْنُ شُهَدَاءُ اللهِ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلى خَلْقِهِ ، وَحُجَجُهُ فِي أَرْضِهِ ».
    قُلْتُ : قَوْلُهُ تَعَالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ هُوَ اجْتَباكُمْ ).
    قَالَ : « إِيَّانَا عَنى ، وَنَحْنُ الْمُجْتَبَوْنَ ، وَلَمْ يَجْعَلِ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ (3) ، فَالْحَرَجُ (4) أَشَدُّ مِنَ الضِّيقِ (5) ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ ) : إِيَّانَا عَنى خَاصَّةً وَ ( هُوَ ) (6) ( سَمّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ ) : اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ سَمَّانَا الْمُسْلِمِينَ ( مِنْ قَبْلُ ) فِي الْكُتُبِ الَّتِي مَضَتْ‌
    __________________
    ص 324 ، وفيهما بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اختلاف. تفسير فرات ، ص 187 ، ح 238 ، وفيه : « عن الحسين بن سعيد ، معنعناً عن زاذان ، عن عليّ عليه‌السلام » ؛ وص 190 ، ح 244 ، وفيه : « عن الحسين بن الحكم ، معنعناً عن عباد بن عبدالله الأسدّي ، عن عليّ عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛ وص 191 ، ح 246 ، وفيه : « عن عليّ بن محمّد بن عمر الزهري ، معنعناً عن زيد بن سلام الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 141 ، ح 11 ، عن عمّار بن سويد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع زيادة في أوّله وآخره ؛ وص 142 ، ح 13 ، عن جابر بن عبدالله بن يحيى ، عن عليّ عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ، وفي تفسير فرات ، ص 187 ، ح 237 ؛ وص 188 ، ح 240 ؛ وكمال الدين ، ص 13 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ؛ تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 296 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 500 ، ح 1003 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 357 ، ح 49.
    (1) البقرة (2) : 143.
    (2) في « ب ، ج ، بف » وحاشية « بر » وشرح صدر المتألّهين : « الوسطى ».
    (3) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » وفي حاشية « بس » وشرح صدر المتألّهين وشرح المازندراني وحاشية ميرزارفيعا والوافي : « من ضيق ».
    (4) في « بس » : « والحرج ».
    (5) في شرح المازندراني : « الضَيّق ، بفتح الضاد وشدّ الياء. وقد يخفّف ».
    (6) هكذا في القرآن والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « هو ».

    ( وَفِي هذا ) الْقُرْآنِ ( لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ) (1) ( وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النّاسِ ) (2) فَرَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الشَّهِيدُ عَلَيْنَا بِمَا بَلَّغَنَا عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ، وَنَحْنُ الشُّهَدَاءُ عَلَى النَّاسِ (3) ، فَمَنْ صَدَّقَ ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَدَّقْنَاهُ (4) ، وَمَنْ كَذَّبَ كَذَّبْنَاهُ (5) ». (6)
    504 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ (7) ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ الْهِلَالِيِّ :
    __________________
    (1) هكذا في القرآن و « ب ، بر ». وفي « ج ، ض ، ف ، و ، بح بس ، بف » والمطبوع : « عليكم شهيداً ».
    (2) الحجّ (22) : 77 ـ 78.
    (3) في « ض » وشرح صدر المتألّهين : + « يوم القيامة ».
    (4) في « ف » : « صدّقناه يوم القيامة ». وفي شرح صدر المتألّهين ، ص 488 : « الفعل الثاني من باب التفعيل ، والأوّل يحتمل البابين ... وكذا قوله : من كذب كذّبناه ».
    (5) في « ف » : + « يوم القيامة ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 63 ، ح 11 ؛ وص 82 ، ح 3 ، بسندهما ، عن ابن أبي عمير ، وفيهما إلى قوله : « وحججه في أرضه ». تفسير فرات ، ص 275 ، ح 374 ، وفيه : « فرات الكوفي معنعناً عن بريد » من قوله : « قلت : قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا) ». تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 62 ، ح 110 ، عن بريد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، إلى قوله : « وحججه في أرضه ». راجع : بصائر الدرجات ، ص 82 ، ح 4 ؛ وتفسير القمّي ، ج 2 ، ص 87 الوافي ، ج 3 ، ص 500 ، ح 1004.
    (7) روى حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش ـ وهو راوي كتاب سليم بن قيس ـ عن سليم بن قيس في الكافي ، ح 193 و 1391 و 1421 ؛ والخصال ، ص 447 ، ح 41 ؛ والغيبة للطوسي ، ص 193 ؛ كما روى عن إبراهيم بن عمر اليماني وعمر بن اذينة ، عن أبان بن [ أبي عياش ] ، عن سليم بن قيس [ الهلالي ] في الكافي ، ح 775 ، والخصال ، ص 255 ، ح 13. فالظاهر سقوط الواسطة في سندنا هذا بين إبراهيم بن عمر اليماني وسليم بن قيس الهلالي ، وهو أبان بن أبي عيّاش.
    لا يقال : ترجم النجاشي لسليم بن قيس في رجاله ، ص 8 ، الرقم 4 وقال : « له كتاب ... أخبرني عليّ بن أحمد القمي قال : حدّثنا محمّد بن الحسن بن الوليد قال : حدّثنا محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن محمّد بن علي الصيرفي عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى قال حمّاد بن عيسى : وحدّثنا إبراهيم بن عمر اليماني عن سليم بن قيس بالكتاب » ، ولم يتوسّط أبان بن أبي عيّاش في طريق النجاشي بين إبراهيم بن عمر اليماني وسليم بن قيس.
    فإنّه يقال : وقوع الخلل في وجه طريق النجاشي ظاهر ، كما نبّه عليه الاستاذ السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام

    عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ طَهَّرَنَا وَعَصَمَنَا ، وَجَعَلَنَا شُهَدَاءَ عَلى خَلْقِهِ وَحُجَّتَهُ (1) فِي أَرْضِهِ ، وَجَعَلَنَا مَعَ الْقُرْآنِ ، وَجَعَلَ (2) الْقُرْآنَ مَعَنَا ، لَا نُفَارِقُهُ ، وَلَايُفَارِقُنَا ». (3) ‌
    __________________
    توفيقه ـ في بعض تعليقاته ، وتشهد بذلك عبارة « قال حمّاد بن عيسى وحدثنا » ؛ فإنّه لم يذكر في الطريق من يروي عنه عثمان بن عيسى وحمّاد بن عيسى معاً ، فلا يصحّ الاستشهاد بطريق النجاشي لنقض ما ادّعيناه ، بل لابدّ من الرجوع إلى الأسناد لتبيين الخلل الواقع في طريق النجاشي ، فنقول : روى حمّاد بن عيسى ، عن [ عمر ] بن اذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس في الكافي ، ح 111 و 118 ، والتهذيب ، ج 4 ، ص 126 ، ح 362 ، وج 6 ، ص 328 ، ح 906 ، والأمالي للطوسي ، ص 622 ، المجلس 29 ، ح 1283 ، والخصال ، ص 51 ، ح 63 ، ص 139 ، ح 158 ، وعلل الشرائع ، ص 123 ، ح 1 ، وكمال الدين ، ص 262 ، ح 10 ، وص 274 ، ح 25.
    فعليه روى حمّاد بن عيسى عن سليم بن قيس بطريقين ؛ « إبراهيم بن عمر اليماني ، عن أبان بن أبي عيّاش » و « عمر بن اذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش » أضف إلى ذلك ما ورد في الكافي ، ح 2620 من رواية عثمان بن عيسى ، عن عمر بن اذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش ، عن سليم بن قيس.
    فبالمقارنة بين ما ورد في الأسناد المشار إليها وطريق النجاشي نستطيع أن نقول : إنّ الأصل في طريق النجاشي كان هكذا : « ... عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، عن عمر بن اذينة ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس ، قال حمّاد بن عيسى وحدّثنا إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس بالكتاب. يؤكّد ذلك ما ورد في الغيبة للطوسي ، ص 193 ـ وقد أشرنا إليه ـ من رواية ابن أبي جيد ـ وهو عليّ بن أحمد القمي المذكور في طريق النجاشي ـ عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم البرقي ، عن محمّد بن علي أبي سمينة الكوفي ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي.
    هذا ، ويظهر ممّا ذكرنا وقوع الخلل في طريق الشيخ الطوسي أيضاً إلى كتاب سليم بن قيس ، فإنّه قال : « له كتاب. أخبرنا ابن أبي جيد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن أبي القاسم الملقّب بماجيلويه ، عن محمّد بن عليّ الصيرفي ، عن حمّاد بن عيسى وعثمان بن عيسى ، عن أبان بن أبي عيّاش عن سليم بن قيس الهلالي. راجع : الفهرست للطوسي ، ص 230 ، الرقم 346. وقد استفدنا ذلك ممّا أفاده الاستاذ السيّد محمّدجواد الشبيري دام توفيقه.
    (1) في « ج ، ف ، بر » وحاشية « بف » : « حججه ». وفي كمال الدين : « حججاً ».
    (2) في كتاب سليم بن قيس والوسائل : ـ « جعل ».
    (3) كتاب سليم بن قيس ، ص 605 ، ضمن الحديث الطويل 7 ، عن أبان ، عن سليم. وفى بصائر الدرجات ، ص 83 ، ح 6 ؛ وكمال الدين ، ص 240 ، ح 63 ، بسند آخر عن حمّاد بن عيسى الوافي ، ج 3 ، ص 501 ، ح 1005 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 178 ، ح 33535.

    10 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام هُمُ الْهُدَاةُ ‌(1)
    505 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ وَفَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (2).
    فَقَالَ : « كُلُّ إِمَامٍ هَادٍ لِلْقَرْنِ (3) الَّذِي هُوَ فِيهِمْ (4) ». (5) ‌
    506 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (6) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي (7) قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ ) (Cool فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْمُنْذِرُ ، وَلِكُلِّ زَمَانٍ مِنَّا هَادٍ يَهْدِيهِمْ إِلى مَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّ اللهِ (9) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثُمَّ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِيٌّ ، ثُمَّ الْأَوْصِيَاءُ (10) وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ ». (11) ‌
    507 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « ج ، ض » : ـ « هم ».
    (2) الرعد (13) : 7.
    (3) في معنى « القرن » راجع ما تقدّم ذيل ح 500.
    (4) في شرح صدر المتألّهين وتفسير العيّاشي : « فيه ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 30 ، ح 6 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد. الغيبة للنعماني ، ص 110 ، ح 39 ، بسنده عن موسى بن بكر الواسطي. كمال الدين ، ص 667 ، ح 9 ، بسند آخر ؛ وفي تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 204 ، ح 7 ، عن حنّان بن سدير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع زيادة في أوّله الوافي ، ج 3 ، ص 502 ، ح 1006.
    (6) في حاشية « ج ، بر » : + « بن هاشم ».
    (7) في « ج » : « عن ».
    (Cool الرعد (13) : 7.
    (9) في شرح صدر المتألّهين : « النبيّ ».
    (10) في تفسير العيّاشي : + « من بعده ».
    (11) بصائر الدرجات ، ص 29 ، ح 1 ، بسنده ، عن ابن أبي عمير ؛ كمال الدين ، ص 667 ، ح 10 ، بسنده عن ابن أبي عمير إلى قوله : « ما جاء به نبيّ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 204 ، ح 8 ، عن بريد بن معاوية ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 502 ، ح 1007 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 358 ، ح 50 ؛ وج 18 ، ص 190 ، ح 26.

    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : ( إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ )؟
    فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْمُنْذِرُ ، وَعَلِيٌّ الْهَادِي ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، هَلْ مِنْ (1) هَادٍ الْيَوْمَ؟ ».
    قُلْتُ (2) : بَلى جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا زَالَ مِنْكُمْ (3) هَادٍ مِنْ (4) بَعْدِ هَادٍ حَتّى دُفِعَتْ (5) إِلَيْكَ.
    فَقَالَ : « رَحِمَكَ اللهُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَوْ كَانَتْ (6) إِذَا نَزَلَتْ آيَةٌ عَلى رَجُلٍ ، ثُمَّ مَاتَ ذلِكَ الرَّجُلُ مَاتَتِ الْآيَةُ ، مَاتَ الْكِتَابُ (7) ، وَ (Cool لكِنَّهُ (9) حَيٌّ يَجْرِي فِيمَنْ بَقِيَ كَمَا جَرى (10) فِيمَنْ مَضى ». (11) ‌
    508 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ (12) الْقَصِيرِ :
    __________________
    (1) في البصائر ، ص 31 : « فهل منّا ».
    (2) في البحار ، ج 35 : « فقلت ».
    (3) في حاشية « ف ، بف » والبصائر ، ص 31 : « فيكم ».
    (4) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح صدر المتألّهين والوافي والبحار والبصائر ، ص 31. وفي المطبوع : ـ « من ».
    (5) في « ض » والبصائر ، ص 31 : « رفعت ». وفي « ف » وحاشية « بر » : « وقعت ».
    (6) في شرح صدر المتألّهين ، ص 491 : « ... وتقديره : لو كانت آية إذا نزلت ، بأن تكون « آية » اسمَ كانت ، وقولُه : « إذا نزلت على رجل » صفة لها ، وقوله : « ثمّ مات الرجل » صفة بعد صفة. ويكون خبر كانت قولَه : ماتت الآية. وقوله : مات الكتاب ، بدل له بدلَ الكلّ ». في شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 200 : « إذا مع شرطه وجزاه ـ وهو ماتت الآية ـ وقع اسماً وخبراً لـ « كانت » ثمّ وقع المجموع شرطاً لـ « لو » وجزاه : مات الكتاب ».
    (7) في البحار ، ج 2 : + « والسنّة ».
    (Cool في البحار ، ج 35 : ـ « و ».
    (9) في حاشية « بح » : « ولكن ».
    (10) في شرح صدر المتألّهين : « يجري ».
    (11) بصائر الدرجات ، ص 31 ، ح 9 ، بسنده عن المعلّى بن محمّد. وفيه ، ص 30 ، ح 5 بسند آخر ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وص 29 ، ح 2 ، بسند آخر مع اختلاف يسير ؛ كفاية الأثر ، ص 162 ، ضمن حديث الطويل بسند آخر ، مع اختلاف يسير ، وفي الثلاثة الأخيرة إلى قوله : « عليّ الهادي » الوافي ، ج 3 ، ص 502 ، ح 1008 ؛ البحار ، ج 2 ، ص 279 ، ح 43 ؛ وج 35 ، ص 401 ، ح 13.
    (12) في « ض » والبصائر : « عبد الرحمن ». والمذكور في البحار ، ج 23 ، ص 3 ، ح 5 نقلاً من بصائر الدرجات هو عبدالرحيم ، وهو الصواب ؛ فإنّ المذكور في أصحاب أبي جعفر عليه‌السلام : عبدالرحيم القصير. راجع : رجال البرقي ، ص 10 ؛ رجال الطوسي ، ص 139 ، الرقم 1477.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:54

    عن أحمد بن محمّد. الغيبة للنعماني ، ص 110 ، ح 40 ، بسنده عن منصور بن حازم. بصائر الدرجات ، ص 30 ، ح 3 و 4 و 5 بسند آخر ؛ إلى قوله : « وعليّ الهادي ». تفسير فرات ، ص 206 ، ح 271 ، بسند آخر ؛ تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 203 ، ح 6 ، عن عبد الرحيم القصير مع زيادة في آخره ؛ وفيه ، ص 204 ، ح 7 ، عن حنان بن سدير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي الثلاثة الأخيرة مع اختلاف يسير. راجع : كفاية الأثر ، ص 87 الوافي ، ج 3 ، ص 503 ، ح 1009 ؛ البحار ، ج 35 ، ص 401 ، ح 14.
    (2) « الولاة » : جمع الوليّ ، ووليّ الأمر صاحبه. تقول : هو وليّ المرأة ، أي صاحب أمرها والحاكم عليها. انظر : شرح صدر المتألّهين ص 492 ؛ لسان العرب ، ج 15 ، ص 413 ( ولى ).
    (3) « العَيْبَةُ » : وِعاء من أدَم يكون فيها المتاع ، وما يجعل فيه الثياب. وزبِيلٌ من أدَم يُنْقل فيه الزرع المحصود إلى الجَرين. وعيبة الرجل : خاصّته وموضع سرّه. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 634 ( عيب ).
    (4) بصائر الدرجات ، ص 61 ، ح 3 ، مع زيادة في آخره ؛ وص 105 ، ح 8 ، وفيهما عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب الوافي ، ج 3 ، ص 504 ، ح 1010.
    (5) في « ب » : ـ « عن أبيه أسباط » ، لكنّ الظاهر ثبوته ، كما عليه أكثر النسخ وبصائر الدرجات ، ص 103 ، ح 1.

    كُلَيْبٍ (1) ، قَالَ :
    قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « وَاللهِ ، إِنَّا لَخُزَّانُ اللهِ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، لَاعَلى ذَهَبٍ ، وَلَا عَلى (2) فِضَّةٍ ، إِلاَّ (3) عَلى عِلْمِهِ ». (4) ‌
    511 / 3. عَلِيُّ بْنُ مُوسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ رَفَعَهُ (5) ، عَنْ سَدِيرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، مَا أَنْتُمْ؟
    قَالَ : « نَحْنُ خُزَّانُ عِلْمِ اللهِ ، وَنَحْنُ تَرَاجِمَةُ (6) وَحْيِ اللهِ ، وَ (7) نَحْنُ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ دُونَ السَّمَاءِ وَمَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ ». (Cool
    __________________
    وأمّا وجه سقوطه من « ب » ، فهو جواز النظر من « أسباط » في « عليّ بن أسباط » إلى « أسباط » في « أبيه أسباط » ، فوقع السقط.
    (1) في « ض » : « كلب ». وسورة هذا ، هو سورة بن كليب الأسدي ، راجع : رجال البرقي ، ص 18 ؛ رجال الطوسي ، ص 137 ، الرقم 1440 ، ص 222 ، الرقم 2980.
    (2) في الوافي : ـ « على ».
    (3) في حاشية « ف » : « بل ». وفي شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 202 : « بفتح الهمزة وتخفيف اللام على الظاهر ، وبكسر الهمزة وشدّ اللام على احتمال ».
    (4) بصائر الدرجات ، ص 103 ، ح 1 ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن عليّ بن أسباط الوافي ، ج 3 ، ص 504 ، ح 1011.
    (5) في « ب ، بر » : « يرفعه ».
    (6) « التراجمة » و « التراجم » : جمع التَرْجَمان ، أو التَرْجُمان ، أو التُرْجُمان ، وهو من يفسّر الكلام بلسان آخر ؛ لأنّهم يفسّرون نطق الحقّ ولسان القرآن بلسان الإنسان. أو المراد أنّهم مفسّرون لجميع ما أوحى الله تعالى إلى الأنبياء ومبيّنوها. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1928 ( رجم ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 203 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 347.
    (7) في « ب ، ض ، بر » والبصائر : ـ « و ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 104 ، ح 6 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، وأبي عبدالله البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير. الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في أنّ الأئمّة عليهم‌السلام بمن يشبّهون ممّن مضى ... ، ح 709 ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف يسير وزيادة في أوّله. وفي تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 383 ، ح 122 ، عن الحسين ، عن أبي طالب القمّي ، عن سدير ،

    512 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قَالَ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ : اسْتِكْمَالُ حُجَّتِي عَلَى الْأَشْقِيَاءِ (2) مِنْ أُمَّتِكَ مِنْ تَرْكِ وَلَايَةِ عَلِيٍّ وَالْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِكَ ؛ فَإِنَّ فِيهِمْ سُنَّتَكَ وَسُنَّةَ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِكَ ، وَهُمْ خُزَّانِي عَلى عِلْمِي مِنْ بَعْدِكَ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَقَدْ أَنْبَأَنِي جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ ». (3) ‌
    513 / 5. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، إِنَّ اللهَ وَاحِدٌ ، مُتَوَحِّدٌ بِالْوَحْدَانِيَّةِ (4) ،
    __________________
    عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، من قوله : « نحن الحجّة البالغة ». راجع : الأمالي للصدوق ، ص 307 ، المجلس 50 ، ح 15 الوافي ، ج 3 ، ص 504 ، ح 1012.
    (1) في « ف » : « النضر بن سويد أو شعيب » وفي هامش المطبوع نقلاً من بعض النسخ : « النضر بن سويد ». وروى ‌محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطاب ] عن النضر بن شعيب في عدّةٍ من الأسناد ، وكذا في بعض طرق النجاشي والشيخ الطوسي إلى كتب الأصحاب ، بل روى محمّد بن الحسين أكثر روايات النضر بن شعيب. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 19 ، ص 156 ـ 158 ، الرقم 13046 ؛ رجال النجاشي ، ص 247 ، الرقم 650 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 173 ، الرقم 266.
    وأمّا رواية محمّد بن الحسين عن النضر بن سويد ، فغير ثابتة ، وما ورد في بعض الأسناد من روايته عن النضر بن سويد ، قد وقع فيه التصحيف. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 15 ، ص 289 ، ص 298.
    (2) « على الأشقياء » خبر « استكمال حجّتي » أو متعلّق بـ « حجّتي » أو بـ « استكمال » و « مِن ترك » خبره ومتعلّق‌بالظرف المتقدّم عليه ، ويمكن أن يقرأ : « مَنْ ترك » بدلاً من « الأشقياء ». انظر : الوافي ، ج 3 ، ص 107 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 348.
    (3) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما فرض الله عزّوجلّ ورسوله ... ، ح 543. وفي بصائر الدرجات ، ص 54 ، ح 3 ، عن محمّد بن الحسين ، وفيهما مع اختلاف يسير وزيادة. وفي بصائر الدرجات ، ص 105 ، ح 12 ، عن محمّد بن الحسين مثله الوافي ، ج 3 ، ص 505 ، ح 1013.
    (4) « الوحدانيّة » : حالة الوَحدانيّ ، وهو المفارق للجماعة المنفرد بنفسه. وهو منسوب إلى الوحدة بمعنى ‌الانفراد ، بزيادة الألف والنون للمبالغة. انظر : النهاية ، ج 5 ، ص 160 ( وحد ).

    مُتَفَرِّدٌ بِأَمْرِهِ ، فَخَلَقَ خَلْقاً فَقَدَّرَهُمْ (1) لِذلِكَ الْأَمْرِ ، فَنَحْنُ هُمْ يَا ابْنَ أَبِي يَعْفُورٍ ، فَنَحْنُ حُجَجُ اللهِ فِي (2) عِبَادِهِ ، وَخُزَّانُهُ عَلى عِلْمِهِ ، وَالْقَائِمُونَ بِذلِكَ ». (3)
    514 / 6. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ (4) الْقَاسِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى (5) عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ خَلَقَنَا فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا ، وَصَوَّرَنَا فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا (6) ، وَجَعَلَنَا خُزَّانَهُ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ، وَلَنَا نَطَقَتِ الشَّجَرَةُ (7) ، وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَوْلَانَا مَا عُبِدَ اللهُ ». (Cool
    12 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام خُلَفَاءُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
    فِي أَرْضِهِ وَأَبْوَابُهُ الَّتِي مِنْهَا يُؤْتى ‌(9)
    515 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ،
    __________________
    (1) في البصائر ، ص 61 : « ففرّدهم ».
    (2) في « ج » : « على ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 61 ، ح 4 ، مع زيادة ؛ وص 104 ، ح 7 ، وفيهما عن محمّد بن عبد الجبّار. التوحيد ، ص 152 ، ح 9 ، بسنده ، عن ابن أبي يعفور ، مع اختلاف يسير وزيادة في آخره. وراجع : الزهد ، ص 186 ، ح 289 الوافي ، ج 3 ، ص 505 ، ح 1014.
    (4) في « ألف ، ج ، ض ، بف » : « عن ». وهو سهو ؛ فإنّ موسى بن القاسم هو موسى بن القاسم بن معاوية بن وهب‌البجلي. روى مسائل عليّ بن جعفر عنه ، ووردت روايته عنه في كثير من الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص 405 ، الرقم 1073 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 264 ، الرقم 377 ؛ وص 453 ، الرقم 718 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 11 ، ص 526 ـ 532. فعليه في السند تحويلٌ. ويروي عن عليّ بن جعفر ، موسى بن القاسم بن معاوية والعمركي بن عليّ جميعاً.
    (5) في « ج ، بح » : + « بن جعفر ».
    (6) في الوافي : « صورتنا ».
    (7) في « ج ، ض ، بح ، بر » والوافي : « الشجر ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 105 ، ح 9 ، بسنده عن موسى بن القاسم ، عن عليّ بن جعفر عليه‌السلام ، وفيه ، ص 105 ، ح 13 ، بسنده عن عليّ بن جعفر ، إلى قوله : « في سمائه وأرضه » ، وفيهما مع اختلاف يسير. وفي الكافي ، كتاب التوحيد ، باب النوادر ، ح 361 ؛ والتوحيد ، ص 151 ، ح 8 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف وزيادة الوافي ، ج 3 ، ص 505 ، ح 1015.
    (9) في « بح » : « فيها ». وفي « بر » : « يؤتى منها ».

    عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ ، عَنِ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ (1) عليه‌السلام يَقُولُ (2) : « الْأَئِمَّةُ خُلَفَاءُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي أَرْضِهِ ». (3) ‌
    516 / 2. عَنْهُ (4) ، عَنْ مُعَلىًّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ سَمَاعَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (5) : « الْأَوْصِيَاءُ هُمْ أَبْوَابُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الَّتِي يُؤْتى مِنْهَا ، وَلَوْلَاهُمْ مَا عُرِفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَبِهِمُ احْتَجَّ اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلى خَلْقِهِ ». (6) ‌
    517 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ) (7) قال : « هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ». (Cool
    13 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام نُورُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ (9) ‌
    518 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مِرْدَاسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ يَحْيى وَالْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، قَالَ :
    __________________
    (1) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي. وفي المطبوع : + « الرضا ».
    (2) في « ج ، ف » : + « إنّ ».
    (3) الوافي ، ج 3 ، ص 507 ، ح 1016.
    (4) في « ب ، و » : « وعنه ».
    (5) في « ف » : + « إنّ ».
    (6) الوافي ، ج 3 ، ص 507 ، ح 1018.
    (7) النور (24) : 55.
    (Cool تفسير فرات ، ص 288 ، ح 389 ، بسنده عن ابن عبّاس من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « قال : نزلت في آل محمّد عليهم‌السلام » الوافي ، ج 3 ، ص 507 ، ح 1017.
    (9) في حاشية « ف » : + « في الأرض ». وفي مرآة العقول : + « في أرضه ».

    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) (1).
    فَقَالَ : « يَا أَبَا خَالِدٍ ، النُّورُ وَاللهِ الْأَئِمَّةُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَهُمْ وَاللهِ نُورُ اللهِ الَّذِي أَنْزَلَ ، وَهُمْ وَاللهِ نُورُ اللهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي (2) الْأَرْضِ ، وَاللهِ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَنُورُ الْإِمَامِ (3) فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ ، وَهُمْ وَاللهِ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَيَحْجُبُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ ، فَتُظْلِمُ (4) قُلُوبُهُمْ ، وَاللهِ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَايُحِبُّنَا عَبْدٌ وَيَتَوَلاَّنَا (5) حَتّى يُطَهِّرَ اللهُ قَلْبَهُ ، وَلَايُطَهِّرُ اللهُ قَلْبَ عَبْدٍ حَتّى يُسَلِّمَ (6) لَنَا ، وَيَكُونَ سِلْماً (7) لَنَا ، فَإِذَا (Cool كَانَ سِلْماً لَنَا سَلَّمَهُ اللهُ مِنْ شَدِيدِ الْحِسَابِ ، وَآمَنَهُ مِنْ فَزَعِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ الْأَكْبَرِ ». (9) ‌
    519 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بِإِسْنَادِهِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى : ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ ) إِلى قَوْلِهِ ( وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ ‌
    __________________
    (1) التغابن (64) : 8.
    (2) في الوافي وتفسير القمّي : ـ « في ».
    (3) في « ج » : « الأئمّة ».
    (4) في الوافي : « فيظلم ».
    (5) عطف على المنفيّ. وفي حاشية « ج » : « ولا يتوَلاّنا ».
    (6) « حتّى يسلم » : إمّا من الإسلام بمعنى الانقياد ، أو من التسليم ؛ والسِّلم : خلاف الحرب. انظر : الوافي ، ج 3 ، ص 508 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 354.
    (7) « السِلْم » و « السَلْم » : الصلح ، وضدّ الحرب. و « السَلَم » : الاستسلام والإذعان والانقياد. وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجميع. انظر : النهاية ، ج 2 ، ص 394 ؛ لسان العرب ، ج 12 ، ص 293 ( سلم ).
    (Cool في « ف » : « وإذا ».
    (9) تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 371 ، بسنده عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج 3 ، ص 509 ، ح 1020.

    الْمُفْلِحُونَ ) (1) قَالَ : « النُّورُ فِي هذَا الْمَوْضِعِ عَلِيٌّ (2) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ». (3) ‌
    520 / 3. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ أَبِي الْجَارُودِ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : لَقَدْ آتَى اللهُ أَهْلَ الْكِتَابِ خَيْراً كَثِيراً ، قَالَ (4) : « وَمَا ذَاكَ (5)؟ » قُلْتُ : قَوْلُ اللهِ تَعَالى : ( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ ) إِلى قَوْلِهِ : ( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) (6) قَالَ : فَقَالَ : « قَدْ آتَاكُمُ اللهُ (7) كَمَا آتَاهُمْ » ثُمَّ تَلَا : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ ) (Cool « يَعْنِي إِماماً تَأْتَمُّونَ بِهِ ». (9) ‌
    521 / 4. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ وَالْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالى : ( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) (10).
    فَقَالَ : « يَا أَبَا خَالِدٍ ، النُّورُ وَاللهِ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ؛ يَا أَبَا خَالِدٍ ، لَنُورُ الْإِمَامِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْوَرُ مِنَ (11) الشَّمْسِ الْمُضِيئَةِ بِالنَّهَارِ ، وَهُمُ الَّذِينَ يُنَوِّرُونَ قُلُوبَ الْمُؤْمِنِينَ ،
    __________________
    (1) الأعراف (7) : 157.
    (2) في « ب ، ج ، ض ، بف » والوافي والبحار : ـ « عليّ ».
    (3) تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 31 ، ح 88 ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « النور عليّ عليه‌السلام ». تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 240 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « يعني أميرالمومنين عليه‌السلام » الوافي ، ج 3 ، ص 510 ، ح 1022 ؛ البحار ، ج 23 ، ص 310 ، ح 10.
    (4) في « ف » : « وقال ».
    (5) في « ف » والوافي : « ذلك ».
    (6) القصص (28) : 52 ـ 54.
    (7) في « ف ، بح » : ـ « الله ».
    (Cool الحديد (57) : 28.
    (9) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح 1173 ؛ وتفسير القمّي ، ج 2 ، ص 352 ، وفيهما بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام من قوله : « وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا » مع زيادة في أوّله. راجع : تفسير فرات ، ص 468 ، ح 612 الوافي ، ج 3 ، ص 510 ، ح 1023.
    (10) التغابن (64) : 8.
    (11) في « ض » : + « نور ».

    وَيَحْجُبُ اللهُ نُورَهُمْ عَمَّنْ يَشَاءُ ، فَتُظْلِمُ (1) قُلُوبُهُمْ ، وَيَغْشَاهُمْ بِهَا ». (2) ‌
    522 / 5. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْأَصَمِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى : ( اللهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ ) : « فَاطِمَةُ عليها‌السلام » ( فِيها مِصْباحٌ ) : « الْحَسَنُ (3) » ( الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ ) : « الْحُسَيْنُ » ( الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ) (4) : « فَاطِمَةُ كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ بَيْنَ نِسَاءِ أَهْلِ الدُّنْيَا » ( يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ ) : « إِبْرَاهِيمُ عليه‌السلام » ( زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ) : « لَا يَهُودِيَّةٍ وَلَا نَصْرَانِيَّةٍ » ( يَكادُ زَيْتُها يُضِي‌ءُ ) : « يَكَادُ الْعِلْمُ يَنْفَجِرُ (5) بِهَا » ( وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ ) : « إِمَامٌ مِنْهَا بَعْدَ إِمَامٍ » ( يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ ) : « يَهْدِي اللهُ لِلْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام مَنْ يَشَاءُ ( وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ ) (6) ».
    قُلْتُ : ( أَوْ كَظُلُماتٍ )؟ قَالَ : « الْأَوَّلُ وَصَاحِبُهُ ، ( يَغْشاهُ مَوْجٌ ) : الثَّالِثُ ( مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ ) [ ( مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ) (7) ] ( ظُلُماتٌ ) الثَّانِي (Cool ( بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ ) : مُعَاوِيَةُ لَعَنَهُ‌
    __________________
    (1) في « بف » وحاشية « ف » والوافي وحاشية بدر الدين : « فيُظْلِم ».
    (2) تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 371 ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، مع اختلاف يسير وزيادة الوافي ، ج 3 ، ص 509 ، ح 1021.
    (3) في « ف » : « المصباح الحسن عليه‌السلام » بدل « الحسن ».
    (4) « الدُرّيّ » و « الدِرّيّ » : منسوب إلى الدُرّ بصفائه ونقائه. ويجوز أن يكون منسوباً إلى الدرء ، بمعنى الدفع ، فأصله الدرّي‌ء ، قُلبت همزته ياءً وادغمت في الياء. وأمّا الدَرّيّ ، فعلى النسبة إلى الدُرّ على غير قياس. انظر : لسان العرب ، ج 4 ، ص 282 ( درر ).
    (5) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بف » وتفسير القمّي : « يتفجّر ».
    (6) النور (24) : 35.
    (7) هكذا في القرآن. وفي النسخ والمطبوع : ـ « مِن فَوْقِهِ سَحَابٌ ».
    (Cool في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 363 ـ 364 : « قوله : ظلمات الثاني ـ أي لفظ الظلمات الواقع ثانياً في الآية الموصوف فيها بأنّ بعضها فوق بعض ـ إشارة إلى معاوية وفتنة بني اميّة ». أي هي مبتدأ خبره معاوية وفتن

    اللهُ (1) وَفِتَنُ بَنِي أُمَيَّةَ ( إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ ) الْمُؤْمِنُ فِي ظُلْمَةِ فِتْنَتِهِمْ (2) ( لَمْ يَكَدْ يَراها وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً ) : (3) إِمَاماً مِنْ وُلْدِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام( فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ) : (4) إِمَامٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ».
    وَقَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالى : ( يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ ) (5) : « أَئِمَّةُ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَسْعى (6) بَيْنَ يَدَيِ (7) الْمُؤْمِنِينَ وَبِأَيْمَانِهِمْ حَتّى يُنْزِلُوهُمْ مَنَازِلَ (Cool أَهْلِ الْجَنَّةِ ». (9) ‌
    عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِيِّ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْعَمْرَكِيِّ بْنِ عَلِيٍّ جَمِيعاً ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، عَنْ أَخِيهِ مُوسى عليه‌السلام ، مِثْلَهُ. (10) ‌
    523 / 6. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (11) وَمُوسَى بْنِ عُمَرَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :
    __________________
    بني اميّة. ثمّ احتمل أن يكون « فتن بني اميّة » مبتدأ و « إذا أخرج يده » خبره ، أو تكون « ظلمات » مضافة إلى « الثاني » وخبره « بعضها فوق بعض » فيكون « معاوية » ابتداء كلام آخر ». ثمّ قال : « ويحتمل أن يكون « من » في قوله : « مِن فَوْقِهِ مَوْجٌ » ، إلى قوله : فتن بني اميّة ، كلاماً واحداً ».
    (1) في « ف » : ـ « لعنه الله ».
    (2) في « بر » : ـ « المؤمن في ظلمة فتنتهم ».
    (3) في « ج » : + « أي ».
    (4) النور (24) : 40.
    (5) الحديد (57) : 12.
    (6) في « ج » : « يسعى نورهم ». وفي « ض ، ف ، بر » والوافي : « يسعى ».
    (7) في الوافي : « أيدي ».
    (Cool في « ف » : « منزلة ».
    (9) تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 102 ، بسنده عن صالح بن سهل الهمداني ، إلى قوله : « وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثلَ لِلنَّاسِ ». تفسير فرات ، ص 282 ، ح 383 ، بسند آخر إلى قوله : « يكاد العلم ينفجر بها » مع اختلاف يسير. راجع : التوحيد ، ص 158 ، ح 4 الوافي ، ج 3 ، ص 511 ، ح 1024 ـ 1025.
    (10) الوافي ، ج 3 ، ص 511 ، ح 1025.
    (11) هكذا في « جر ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسن ». والصواب ما أثبتناه ؛ فقد أكثر محمّد بن‌الحسين [ بن أبي الخطّاب ] من الرواية عن [ الحسن ] بن محبوب. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 15 ، ص 401 و 406 و 431 و 433. يؤيّد ذلك ما يأتي ذيل ح 767 ؛ من رواية محمّد بن الحسين وأحمد بن محمّد عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل. وأمّا رواية محمّد بن الحسن عن الحسن بن محبوب ، فلم نجدها في موضع.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:55

    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (1) عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ ).
    قَالَ : « يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام بِأَفْوَاهِهِمْ ».
    قُلْتُ : قَوْلُهُ تَعَالى : ( وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ ) (2)؟
    قَالَ : « يَقُولُ : وَاللهُ مُتِمُّ الْإِمَامَةِ ، وَالْإِمَامَةُ هِيَ النُّورُ ، وَذلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنا ) (3) » ، قَالَ : « النُّورُ هُوَ الْإِمَامُ ». (4) ‌
    14 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام هُمْ أَرْكَانُ الْأَرْضِ ‌(5)
    524 / 1. أَحْمَدُ (6) بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « مَا جَاءَ بِهِ عَلِيٌّ عليه‌السلام آخُذُ بِهِ ، وَمَا نَهى عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مِثْلُ (7) مَا جَرى لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَلِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (Cool الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ‌
    __________________
    (1) في الكافي ، ح 1178 : + « الماضي ».
    (2) الصفّ (61) : 8.
    (3) التغابن (64) : 8.
    (4) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ضمن الحديث الطويل 1178 ، بسنده عن ابن محبوب ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 512 ، ح 1026.
    (5) في « ج » : ـ « هم ».
    (6) في البحار ، ج 53 : « محمّد بن مهران ». وهو سهو ؛ فقد روى المصنّف قدس‌سره عن أحمد بن مهران في أسنادعديدة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 2 ، ص 709.
    (7) في « ف ، بف » والبصائر ، ص 200 والبحار ، ح 16 : ـ « مثل ».
    (Cool في « ج ، بح » : ـ « ولمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

    خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، الْمُتَعَقِّبُ (1) عَلَيْهِ فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُتَعَقِّبِ عَلَى اللهِ وَعَلى رَسُولِهِ ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام بَابَ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلاَّ مِنْهُ ، وَسَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ بِغَيْرِهِ هَلَكَ (2) ، وَكَذلِكَ يَجْرِي (3) لِأَئِمَّةِ الْهُدى وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ (4) ، جَعَلَهُمُ اللهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا (5) ، وَحُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى (6).
    وَكَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ـ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ كَثِيراً مَا يَقُولُ : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَنَا الْفَارُوقُ (7) الْأَكْبَرُ ، وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ (Cool ، وَلَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ‌
    __________________
    (1) « المتعقّب » ، أي الطاعن والمعترض والشاكّ ، تقول : تعقّبت عن الخبر ، إذا شككت فيه وعُدْتَ للسؤال عنه. أوالمتأمّل والمتدبّر في حقيقته ، تقول : تعقّبتُ الأمر ، إذا تدبّرتَه. أو الطالب للعثرة والعورة والمُعيّب ، يقال : تعقّبه ، إذا طلب عثرته وعورته. أو المتأخّر ، بمعنى أنّه تأخّر عنه ولم يلحق به. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 617 ـ 619 ( عقب ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 366.
    (2) في « ب » : « لهلك ». وفي « ج ، ض ، بر ، بف » : « يهلك ».
    (3) في « ض » : « تجري ». وفي البصائر ، ص 200 : « جرى على الأئمّة ». وضمير « يجري » راجع إلى « الفضل ».
    (4) في « ض ، و » : « واحد بعد واحد ».
    (5) « أن تميد بأهلها » ، أي تتحرّك وتميل بهم. يقال : ماد الشي‌ءُ يميد ميداناً ، أي تحرّك وزاغ واضطرب. انظر : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 463 ؛ مجمع البحرين ، ج 3 ، ص 147 ( ميد ).
    (6) « الثرى » : التراب النديّ ، أي المرطوب ، وهو الذي تحت الظاهر من وجه الأرض ، فإن لم يكن نديّاً فهو تراب. أو التراب وكلّ طين لايكون لازباً إذا بُلّ. انظر : ترتيب كتاب العين ، ج 1 ، ص 239 ؛ مجمع البحرين ، ج 1 ، ص 72 ( ثرو ).
    (7) في « ف » : « الفارق ».
    (Cool « المِيسَم » : هي الحديدة التي يكوى بها. وأصله : مِوْسَم ، فقلبت الواو ياءً لكسرة الميم. النهاية ، ج 5 ، ص 186 ( وسم ). وقال الفيض في الوافي : « لمّا كان بحبّه وبغضه عليه‌السلام يتميّز المؤمن من المنافق ، فكأنّه كان يسم علي جبين المنافق بكيّ النفاق ». وفي حاشية بدرالدين ، ص 145 : « رأيت في نسخة معتبره مقروءة علي عدّة من الشيوخ تفسيرالميسم بخاتم سليمان عليه‌السلام ، وكأنّه إشارة إلى ما سيأتي من أنّ علامة الإمام عليه‌السلام أن يكون عنده آيات الأنبياء ، ومن جملتها عصا موسى وخاتم سليمان ؛ فعلى هذا قوله : أنا كذا ، أنا كذا يشير به إلى أنّي أنا الإمام المفترض الطاعة ، لاغيري من تيم وعدى. هذا ، والصواب أنّ المراد بالميسم الميسم الحقيقي ، وقد ذكر علي بن إبراهيم في تفسيره أنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليّ عليه‌السلام : « يخرجك الله في آخر الزمان بأحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك ». وانظر : تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 130.

    الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ وَالرُّسُلُ بِمِثْلِ مَا أَقَرُّوا بِهِ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَلَقَدْ حُمِلْتُ عَلى مِثْلِ حَمُولَتِهِ (1) وَهِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُدْعى فَيُكْسى (2) وَأُدْعى فَأُكْسى ، وَيُسْتَنْطَقُ وَأُسْتَنْطَقُ ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ (3) مَنْطِقِهِ ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ (4) خِصَالاً مَا سَبَقَنِي إِلَيْهَا أَحَدٌ قَبْلِي : عُلِّمْتُ (5) الْمَنَايَا (6) وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي ، وَلَمْ يَعْزُبْ (7) عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي (Cool ، أُبَشِّرُ (9) بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُؤَدِّي عَنْهُ ، كُلُّ ذلِكَ مِنَ اللهِ ، مَكَّنَنِي فِيهِ (10) بِعِلْمِهِ ». (11) ‌
    __________________
    (1) « الحَمُولَة » : الإبل التي تحمل ، وكذلك كلّ ما احتمل عليه الحيّ من حمار أو غيره ، سواء كانت عليه الأحمال أولم تكن. و « الحُمُولة » : الأحمال. وكلاهما محتمل هنا. والمعنى : كلّفني الله ربّي مثل ما كلّف محمّداً من أعباء التكليف والهداية. وأمّا العبارة فقُرئت على ثلاثة أوجه : الأوّل : حُمِلْتُ على مثل حَمُولته أو حُمُولته. الثاني : حَمَلْتُ على مثل حُمُولته ، أي حملت أحمالي على مثل ما حمل صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحماله عليه. الثالث : حُمِلَتْ عليّ مثل حُمُولته ، فالحُمولة بمعنى الحمل لا المحمول عليه. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1678 ( حمل ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 221 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 514 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 370.
    (2) قال في الوافي : « يدعى فيكسى ، يعني يوم القيامة. وكأنّ الدعوة كناية عن الإقبال الذي مرّ بيانه في شرح حديث جنود العقل والجهل ، وهو السير إلى الله في سلسلة العود. والكسوة كناية عن تغشّيهما بنور الجبّار ، وغفران إنّيّتهما في الجليل الغفّار ، واضمحلال وجودهما في الواحد القهّار ».
    (3) في حاشية « بر » : « حذو ».
    (4) في « ف » : « اوتيتُ ».
    (5) في « ض » : + « علم ».
    (6) « المنايا » : جمع المنيّة ، وهي الموت من المَني بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص. والمراد : آجال الناس. انظر : النهاية ، ج 4 ، ص 368 ؛ لسان العرب ، ج 15 ، ص 292 ( منى ).
    (7) في الوافي : « لم يغرب ». و « لم يَعْزُب » و « لم يَعزِب » ، أي لم يبعد ولم يغب. يقال : عَزَب عنّي فلان يَعْزُب‌ويَعْزِب ، أي بَعُدَ وغاب. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 181 ( عزب ).
    (Cool في « ب ، ض ، بح » : ـ « عنّي ». قال في الوافي : « لم يفتني ما سبقني » أي علم ما مضى ؛ « ما غاب عنّي » أي علم ما يأتي.
    (9) في البصائر ، ص 200 : « أنشر ».
    (10) في حاشية « بر » : « منه ».
    (11) بصائر الدرجات ، ص 200 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن سنان ؛ وفيه ، ص 266 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن سلام ، عن مفضّل بن عمر ، من قوله : « اعطيت خصالاً » ، وفيهما مع اختلاف

    الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ ، ثُمَّ ذَكَرَ (1) الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ.
    525 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (2) ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْأَعْرَجُ ، قَالَ :
    دَخَلْتُ أَنَا وَسُلَيْمَانُ بْنُ خَالِدٍ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَابْتَدَأَنَا (3) ، فَقَالَ (4) : « يَا سُلَيْمَانُ (5) ، مَا جَاءَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يُؤْخَذُ بِهِ ، وَمَا نَهى عَنْهُ يُنْتَهى عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الْفَضْلِ مَا جَرى لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَلِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْفَضْلُ عَلى جَمِيعِ مَنْ خَلَقَ اللهُ ، الْمُعَيِّبُ (6) عَلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام فِي شَيْ‌ءٍ مِنْ أَحْكَامِهِ كَالْمُعَيِّبِ (7) عَلَى اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَعَلى رَسُولِهِ (Cool صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛
    __________________
    يسير ؛ وفيه ، ص 268 ، ح 11 ، عن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « اعطيت خصالاً » إلى قوله : « فصل الخطاب » ؛ وفيه ، ص 416 ، ح 9 ، عن أحمد بن محمّد وعبدالله بن عامر ، عن محمّد بن سنان ؛ علل الشرائع ، ص 164 ، ح 3 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، وعبدالله بن عامر بن سعيد ، عن محمّد بن سنان ، وفيهما من قوله : « أنا قسيم الله » إلى قوله : « أنا صاحب العصا والميسم » ؛ الاختصاص ، ص 21 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، من قوله : « كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام باب الله » إلى قوله : « تحت الثرى » الوافي ، ج 3 ، ص 513 ، ح 1027 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 358 ، ح 51 إلى قوله : « لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الفضل على جميع من خلق الله » ؛ وج 53 ، ص 101 ، ح 124 ، من قوله : « أنا قسيم الله » إلى قوله : « العصا والميسم ».
    (1) في « بر » : + « مثل ».
    (2) في « ألف ، ج ، ف ، بح ، بر ، بف » : « محمّد بن الحسين » وهو سهو ؛ فإنّه مضافاً إلى ما تقدّم في الكافي ، ذيل‌ح 250 ، قد تكرّرت رواية عليّ بن محمّد ومحمّد بن الحسن متعاطفين عن سهل بن زياد. انظر : على سبيل المثال. الكافي ، ح 276 و 323 و 326 و 333 و 522 و 609 و 612 و 657 و 661.
    (3) في « بر » : + « بالسلام ».
    (4) في الوافي : « وقال ».
    (5) في « ف » : + « بن خالد ».
    (6) في حاشية « بف » : « المتعيّب ». وفي الأمالي : « العائب ».
    (7) في حاشية « بف » : « كالمتعيّب ». وفي الأمالي : « كالعائب ».
    (Cool في « ض ، بح » : « رسول الله ».

    كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام بَابَ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلاَّ مِنْهُ ، وَسَبِيلَهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَ (1) بِغَيْرِهِ هَلَكَ ، وَبِذلِكَ جَرَتِ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام وَاحِدٌ (2) بَعْدَ وَاحِدٍ ، جَعَلَهُمُ اللهُ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ، وَالْحُجَّةَ الْبَالِغَةَ عَلى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى ».
    وَقَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ (3) ، وَأَنَا صَاحِبُ الْعَصَا وَالْمِيسَمِ (4) ، وَلَقَدْ أَقَرَّتْ لِي جَمِيعُ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحُ (5) بِمِثْلِ مَا أَقَرَّتْ (6) لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَلَقَدْ حُمِلْتُ (7) عَلى مِثْلِ حَمُولَةِ مُحَمَّدٍ (Cool صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَهِيَ حَمُولَةُ الرَّبِّ ، وَإِنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يُدْعى فَيُكْسى وَيُسْتَنْطَقُ (9) ، وَأُدْعى فَأُكْسى وَأُسْتَنْطَقُ ، فَأَنْطِقُ عَلى حَدِّ مَنْطِقِهِ ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ خِصَالاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي : عُلِّمْتُ عِلْمَ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْأَنْسَابَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ ، فَلَمْ يَفُتْنِي مَا سَبَقَنِي ، وَلَمْ يَعْزُبْ (10) عَنِّي مَا غَابَ عَنِّي ، أُبَشِّرُ بِإِذْنِ اللهِ ، وَأُؤَدِّي عَنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، كُلُّ ذلِكَ مَكَّنَنِيَ اللهُ فِيهِ (11) بِإِذْنِهِ ». (12) ‌
    526 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو (13) عَبْدِ اللهِ الرِّيَاحِيُّ ، عَنْ أَبِي الصَّامِتِ الْحُلْوَانِيِّ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « فَضْلُ (14) أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : مَا جَاءَ بِهِ آخُذُ بِهِ ، وَمَا نَهى‌
    __________________
    (1) في الأمالي : « تمسّك ».
    (2) في « ب ، ف ، بح ، بر ، بف » والأمالي : « واحداً ».
    (3) في حاشية « بف » : « الأعظم ».
    (4) في « ف » : « الميسم والعصا ».
    (5) في « ف » : + « والرسل ».
    (6) في « ب ، ج » : + « به ».
    (7) في « ف ، بح » : « حمّلت ».
    (Cool في « ب » : « محمّد رسول الله ». وفي « ج ، ض ، بح » : « رسول الله ».
    (9) في الأمالي : + « فينطق ».
    (10) في « ض » : « لم يغرب ».
    (11) في حاشية « بر » : « منه ».
    (12) الأمالي للطوسي ، ص 205 ، المجلس 8 ، ح 2 ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي ، إلى قوله : « والأنساب وفصل الخطاب » مع اختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 515 ، ح 1028 ؛ البحار ، ج 53 ، ص 102 ، ذيل ح 124.
    (13) في البصائر ، ص 416 : ـ « أبو ».
    (14) في « ج ، بر » : « فضّل ». وقوله : « فَضْلُ » مبتدأ ، والموصول خبره. أو يقرأ : « فُضِّلَ ». أو يقرأ : « فَضِّلْ ». انظر :

    عَنْهُ أَنْتَهِي عَنْهُ ، جَرى لَهُ مِنَ الطَّاعَةِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (1) مَا (2) لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَالْفَضْلُ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الْمُتَقَدِّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ كَالْمُتَقَدِّمِ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ ، وَالْمُتَفَضِّلُ عَلَيْهِ كَالْمُتَفَضِّلِ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (3) ، وَالرَّادُّ عَلَيْهِ فِي صَغِيرَةٍ أَوْ كَبِيرَةٍ عَلى ‌حَدِّ الشِّرْكِ بِاللهِ ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بَابُ اللهِ الَّذِي لَايُؤْتى إِلاَّ مِنْهُ ، وَسَبِيلُهُ الَّذِي مَنْ سَلَكَهُ وَصَلَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَذلِكَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام مِنْ بَعْدِهِ ، وَجَرى لِلْأَئِمَّةِ وَاحِداً بَعْدَ وَاحِدٍ.
    جَعَلَهُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَرْكَانَ الْأَرْضِ أَنْ تَمِيدَ بِأَهْلِهَا ، وَعُمُدَ (4) الْإِسْلَامِ ، وَرَابِطَةً (5) عَلى سَبِيلِ (6) هُدَاهُ (7) ، لَايَهْتَدِي (Cool هَادٍ إِلاَّ بِهُدَاهُمْ ، وَلَايَضِلُّ خَارِجٌ مِنَ الْهُدى إِلاَّ بِتَقْصِيرٍ عَنْ حَقِّهِمْ (9) ، أُمَنَاءُ اللهِ عَلى مَا أَهْبَطَ مِنْ عِلْمٍ أَوْ عُذُرٍ (10) أَوْ نُذُرٍ (11) ، وَالْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ عَلى مَنْ فِي الْأَرْضِ ، يَجْرِي لِآخِرِهِمْ مِنَ اللهِ مِثْلُ الَّذِي جَرى لِأَوَّلِهِمْ ، وَلَايَصِلُ أَحَدٌ إِلى ذلِكَ إِلاَّ‌
    __________________
    شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 223 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 516 ، مرآة العقول ، ج 2 ، ص 373.
    (1) في « ب ، ض ، بح » : + « والفضل ».
    (2) في حاشية « ف » : « ما جرى ».
    (3) في البصائر ، ص 199 : « على الله ورسوله ».
    (4) في البصائر ، ص 199 : « وعهد ». و « العُمُد » و « العَمَد » : جمع الكثرة للعمود ، وجمع القلّة : الأعْمِدَة. هذا في‌اللغة ، واحتمل الفيض « العَمَد » مفرداً ، لاجمعاً. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 511 ( عمد ) ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 516.
    (5) في « ض ، بس ، بف » والوافي ومرآة العقول : « رابطه ». وقوله : « رابطةً » ، أي لازمة لسبيل الهدى غير مفارقة عنه ، من الرِباط بمعنى الملازمة. أو مقيمة عليه ، من الرِباط وهو الإمامة في الثغور. أو شديدة ، أي جعلهم فرقة شديدة كأنّهم يربطون أنفسهم بالصبر عن الفرار. وقد جاء الرابط بمعنى الشدّة. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 225 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 374 ؛ لسان العرب ، ج 7 ، ص 302 ـ 303 ( ربط ).
    (6) في « ج » : « سبيله ».
    (7) في « ج ، ف » والبصائر ، ص 199 : ـ « هداة ».
    (Cool في « ف ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ج ، ف » والوافي : « لا يهدى ».
    (9) في البصائر ، ص 199 : + « لأنّهم ».
    (10) « العُذُر » : مصدر عَذَر ، بمعنى محو الإساءة. أو جمع العذير ، بمعنى المعذرة. انظر : النهاية ، ج 3 ، ص 197 ؛ لسان العرب ، ج 4 ، ص 548 ( عذر ).
    (11) « النُذُر » : مصدر نَذَر ، بمعنى خوّف ، أي بمعنى الأنذار. أو جمع النذير ، بمعنى الإنذار. انظر : لسان العرب ، ج 5 ، ص 201 ( نذر ).

    بِعَوْنِ اللهِ.
    وَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : أَنَا قَسِيمُ اللهِ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ ، لَايَدْخُلُهَا (1) دَاخِلٌ إِلاَّ عَلى حَدِّ قَسْمِي (2) ، وَأَنَا الْفَارُوقُ الْأَكْبَرُ ، وَأَنَا الْإِمَامُ لِمَنْ بَعْدِي ، وَالْمُؤَدِّي عَمَّنْ كَانَ قَبْلِي ، لَايَتَقَدَّمُنِي أَحَدٌ إِلاَّ أَحْمَدُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَإِنِّي وَإِيَّاهُ لَعَلى (3) سَبِيلٍ وَاحِدٍ ، إِلاَّ أَنَّهُ هُوَ الْمَدْعُوُّ بِاسْمِهِ (4) ، وَلَقَدْ أُعْطِيتُ السِّتَّ : عِلْمَ الْمَنَايَا وَالْبَلَايَا وَالْوَصَايَا وَفَصْلَ الْخِطَابِ (5) ، وَإِنِّي لَصَاحِبُ الْكَرَّاتِ (6) وَدَوْلَةِ (7) الدُّوَلِ ، وَإِنِّي لَصَاحِبُ الْعَصَا وَ (Cool الْمِيسَمِ ، وَالدَّابَّةُ الَّتِي تُكَلِّمُ النَّاسَ (9) ». (10)
    __________________
    (1) في « ض ، بر » والبصائر ، ص 415 : « لايدخلهما ». وهو مقتضى السياق.
    (2) « القَسْم » : مصدر قَسَمْت الشي‌ء فانقسم. وأمّا « القِسْم » فهو الحظّ والنصيب من الخير. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 2010 ( قسم ).
    (3) في « بس » : « على ».
    (4) في الوافي : « يعني أنّه دعي باسمه في كتاب الله صريحاً بالرسالة والنبوّة ».
    (5) في البصائر ، ص 199 : + « والأنساب ».
    (6) « الكرّات » : جمع الكرّة ، بمعنى الرَجْعَة والمرّة والحملة. انظر : المصباح المنير ، ص 530 ؛ القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 653 ( كرر ).
    (7) « الدَوْلَة » في الحرب : أن تُدالَ إحدى الفئتين على الاخرى. والجمع : الدِوَل. و « الدُولَة » في المال. يقال : صار الفي‌ء دُولة بينهم يتداولونه ، يكون مرّة لهذا ومرّة لهذا. والجمع : دُولات ودُوَل. و « الدَوْله » : الفعل والانتقال من حال إلى حال ، أو الانتقال من حال الشدّة إلى الرخاء ، أو الغلبة. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1699 ؛ لسان العرب ، ج 11 ، ص 252 ( دول ).
    (Cool في « بح » : ـ « العصا و ».
    (9) في « بح » : ـ « والدابّة التي تكلّم الناس ».
    (10) بصائر الدرجات ، ص 199 ، ح 1 ؛ وص 415 ، ح 3 ، وفيهما عن عليّ بن حسّان ؛ وفيه ، ص 416 ، ح 10 عن محمّد بن الحسين ، عن ابن حسّان ، وفي الأخيرين من قوله : « أنا قسيم » ، إلى قوله : « أنا الفاروق الأكبر ». وفيه ، ص 200 ، ح 2 ، بسند آخر مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 515 ، ح 1029 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 358 ، ح 53 ، إلى قوله : « وكذلك كان أميرالمؤمنين عليه‌السلام من بعده » ؛ وج 25 ، ص 355 ، ذيل ح 3.

    15 ـ بَابٌ نَادِرٌ جَامِعٌ فِي فَضْلِ الْإِمَامِ عليه‌السلام وَصِفَاتِهِ‌ (1)
    527 / 1. أَبُو مُحَمَّدٍ الْقَاسِمُ بْنُ الْعَلَاءِ رحمه‌الله رَفَعَهُ (2) ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
    كُنَّا مَعَ الرِّضَا عليه‌السلام بِمَرْوَ ، فَاجْتَمَعْنَا فِي (3) الْجَامِعِ (4) يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِي بَدْءِ مَقْدَمِنَا ، فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ ، وَذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا ، فَدَخَلْتُ عَلى سَيِّدِي عليه‌السلام ، فَأَعْلَمْتُهُ خَوْضَ النَّاسِ فِيهِ ، فَتَبَسَّمَ عليه‌السلام ، ثُمَّ قَالَ :
    « يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ ، جَهِلَ الْقَوْمُ ، وَخُدِعُوا عَنْ آرَائِهِمْ (5) ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حَتّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فِيهِ (6) تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ (7) ، بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَالْحَرَامَ ، وَالْحُدُودَ وَالْأَحْكَامَ ، وَجَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلاً (Cool ، فَقَالَ (9) عَزَّ وَجَلَّ : ( ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْ‌ءٍ ) (10) وَأَنْزَلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ـ وَهِيَ آخِرُ عُمُرِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ: ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً ) (11) وَأَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ ، وَلَمْ يَمْضِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حَتّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ ، وَأَوْضَحَ لَهُمْ‌
    __________________
    (1) هكذا في « ب ، ج ، بح ، بر ، بس ، بف » ومرآة العقول. وفي المطبوع وباقي النسخ : ـ « عليه‌السلام ».
    (2) في الأمالي : ـ « رفعه ».
    (3) في حاشية « بر » : + « مسجد ».
    (4) في « بح » والعيون والأمالي : + « في ».
    (5) في حاشية « ف ، بر ، بس » والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « أديانهم ».
    (6) في « بر » : « وفيه ».
    (7) إشارة إلى الآية 89 من سورة النحل (16) : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ). وفي حاشية « ج » والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « تفصيل ».
    (Cool « الكمال » : التمام. وفيه ثلاث لغات : كَمَلٌ ، كَمُلٌ ، كَمِلٌ. والكسر أردؤها. ويقال : أعطه هذا المال كملاً ، أي كلّه. الصحاح ، ج 5 ، ص 1813 ( كمل ).
    (9) في « ب ، ج ، ض ، بس » : + « الله ».
    (10) الأنعام (6) : 38.
    (11) المائدة (5) : 3.

    سَبِيلَهُمْ ، وَتَرَكَهُمْ عَلى قَصْدِ (1) سَبِيلِ الْحَقِّ ، وَأَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاً عليه‌السلام عَلَماً وَإِمَاماً ، وَمَا تَرَكَ (2) شَيْئاً يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلاَّ بَيَّنَهُ ، فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ ، فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللهِ ، وَمَنْ رَدَّ كِتَابَ اللهِ ، فَهُوَ كَافِرٌ بِهِ (3).
    هَلْ يَعْرِفُونَ (4) قَدْرَ الْإِمَامَةِ وَمَحَلَّهَا مِنَ الْأُمَّةِ ؛ فَيَجُوزَ فِيهَا اخْتِيَارُهُمْ؟ إِنَّ الْإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً ، وَأَعْظَمُ شَأْناً ، وَأَعْلى مَكَاناً ، وَأَمْنَعُ جَانِباً ، وَأَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ ، أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ ، أَوْ يُقِيمُوا (5) إِمَاماً بِاخْتِيَارِهِمْ.
    إِنَّ الْإِمَامَةَ (6) خَصَّ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِهَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عليه‌السلام بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَالْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً ، وَفَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِهَا ، وَأَشَادَ (7) بِهَا (Cool ذِكْرَهُ ، فَقَالَ : ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنّاسِ إِماماً ) فَقَالَ الْخَلِيلُ عليه‌السلام سُرُوراً بِهَا (9) : ( وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) قَالَ اللهُ (10) تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ ) (11) فَأَبْطَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَصَارَتْ (12) فِي الصَّفْوَةِ (13).
    __________________
    (1) في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 379 : « القصد : الوسط بين الطرفين. وإضافته إلى السبيل وإضافة السبيل إلى الحقّ‌بيانيّتان ، وتحتملان اللاميّة ».
    (2) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والغيبة والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول. وفي المطبوع : + « [ لهم ] ».
    (3) في « ض ، ف » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : ـ « به ».
    (4) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بس ، بف » وكمال الدين والمعانى : « تعرفون ».
    (5) في « ض » : « يقولوا ».
    (6) في الغيبة : + « منزلة ».
    (7) في الأمالي : « فأشار ».
    (Cool يقال : أشاده وأشاد به ، إذا أشاعه ورفع ذكره ، من أشَدْتُ البُنيان فهو مُشادٍ ، وشيّدته إذا طوّلته ، فاستعير لرفع صوتك بما يكرهه صاحبك. النهاية ، ج 2 ، ص 517 ( شيد ).
    (9) في مرآة العقول : « سروراً بها ، مفعول له لقال ».
    (10) في « ف » وتحف العقول : ـ « الله ».
    (11) البقرة (2) : 124.
    (12) في معاني الأخبار : « فصارت ».
    (13) في مرآة العقول : « الصفوة ، مثلّثة ، أي أهل الطهارة والعصمة ، من صفا الجوّ إذا لم يكن فيه غيم ، أو أهل الاصطفاء والاختيار الذين اختارهم الله من بين عباده لذلك ؛ لعصمتهم وفضلهم وشرفهم ». وانظر : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1708 ( صفو ).

    ثُمَّ أَكْرَمَهُ اللهُ تَعَالى بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُرِّيَّتِهِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَالطَّهَارَةِ ، فَقَالَ : ( وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ ) (1).
    فَلَمْ تَزَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِ ، يَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً (2) فَقَرْناً حَتّى وَرَّثَهَا اللهُ تَعَالَى النَّبِيَّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ جَلَّ وَتَعَالى : ( إِنَّ أَوْلَى النّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) (3) فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً ، فَقَلَّدَهَا (4) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلِيّاً عليه‌السلام بِأَمْرِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ (5) عَلى رَسْمِ (6) مَا فَرَضَ اللهُ ، فَصَارَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْأَصْفِيَاءِ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللهُ (7) الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ بِقَوْلِهِ تَعَالى (Cool : ( وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ ) (9) فَهِيَ فِي وُلْدِ عَلِيٍّ عليه‌السلام خَاصَّةً إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؛ إِذْ لَانَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَمِنْ أَيْنَ يَخْتَارُ (10) هؤُلَاءِ الْجُهَّالُ؟
    إِنَّ الْإِمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ (11) الْأَنْبِيَاءِ وَإِرْثُ (12) الْأَوْصِيَاءِ ، إِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللهِ وَخِلَافَةُ الرَّسُولِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَمَقَامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، وَمِيرَاثُ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ (13) عليهما‌السلام.
    __________________
    (1) الأنبياء (21) : 72 ـ 73.
    (2) راجع في تفسيره ما تقدّم ذيل ح 500.
    (3) آل عمران (3) : 68.
    (4) يقال : قلّدتُها قِلادةً ، أي جعلتها في عنقها ، ومنه تقليد الولاة الأعمال. القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 452 ( قلد ).
    (5) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع وسائر النسخ : ـ « عزّ وجلّ ».
    (6) في مرآة العقول : « الرسم : السنّة والطريقة ».
    (7) في « ب » : ـ « الله ».
    (Cool في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » : « جلّ وعلا ».
    (9) الروم (30) : 56.
    (10) في شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 241 : « الفعل إمّا مجهول ، والجهّال صفة لهؤلاء ، أو بدل. وإمّا معلوم ، والجهّال مفعول على الظاهر ، أو صفة ، أو بدل على الاحتمال ».
    (11) في « ف » : + « النبوّة و ».
    (12) « الإرث » : مصدر ، وأصله الوِرْث ، فقُلبت الواو همزةً. وكثيراً مايطلق على الشي‌ء الموروث ، كما في هذا المقام. انظر : لسان العرب ، ج 2 ، ص 111 ـ 112 ( أرث ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 242 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 383.
    (13) في « ف » : + « بن عليّ ».

    إِنَّ الْإِمَامَةَ زِمَامُ (1) الدِّينِ ، وَنِظَامُ الْمُسْلِمِينَ ، وَصَلَاحُ الدُّنْيَا ، وَعِزُّ الْمُؤْمِنِينَ (2) ؛ إِنَّ الْإِمَامَةَ أُسُّ (3) الْإِسْلَامِ النَّامِي ، وَفَرْعُهُ (4) السَّامِي (5) ؛ بِالْإِمَامِ (6) تَمَامُ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالْجِهَادِ (7) ، وَتَوْفِيرُ الْفَيْ‌ءِ (Cool وَالصَّدَقَاتِ ، وَإِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَالْأَحْكَامِ ، وَمَنْعُ الثُّغُورِ (9) وَالْأَطْرَافِ.
    الْإِمَامُ يُحِلُّ حَلَالَ اللهِ ، وَيُحَرِّمُ حَرَامَ اللهِ ، وَيُقِيمُ حُدُودَ اللهِ ، وَيَذُبُّ (10) عَنْ دِينِ اللهِ ، وَيَدْعُو إِلى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ.
    الْإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ ، الْمُجَلِّلَةِ (11) بِنُورِهَا لِلْعَالَمِ (12) ، وَهِيَ فِي الْأُفُقِ بِحَيْثُ‌
    __________________
    (1) « الزمام » من الزَمّ بمعنى الشدّ ، وهو الحبل الذي يجعل في البُرَة والخشبة ، أو الخيط الذي يشدّ في البُرَة أو في‌الخِشاش ، ثمّ يشدّ في طرفه المِقْوَد ، وقد يسمّى المِقْوَد زماماً. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 1944 ؛ لسان العرب ، ج 12 ، ص 272 ( زمم ).
    (2) في « ف » : « زمام للدين ، ونظام للمسلمين ، وصلاح للدنيا ، وعزّ للمؤمنين ».
    (3) « الاسّ » : أصل البناء ، وكذلك الأساس ، والأسس مقصور منه. وجمع الاسّ : إساس. وجمع الأساس : اسُس. الصحاح ، ج 3 ، ص 903 ( أسس ).
    (4) فرع كلّ شي‌ء أعلاه. ويقال : هو فَرع قومه : للشريف منهم. الصحاح ، ج 3 ، ص 1256 ( فرع ).
    (5) « السامي » : العالي المرتفع ، من سما الشي‌ءُ يَسْمُوا سُمُوّاً ، أي ارتفع وعلا. انظر : لسان العرب ، ج 14 ، ص 397 ( سمو ).
    (6) في حاشية « بح » : « بالإمامة ».
    (7) في حاشية « ج » : « والصيام والجهاد » بدل « والجهاد والصيام ».
    (Cool أصل الفي‌ء : الرجوع. يقال : فاءَ يفي‌ء فِئَةً وفُيُوءاً ، كأنّه كان في الأصل لهم فرجع إليهم. النهاية ، ج 3 ، ص 48 ( فيأ ).
    (9) « الثُغور » : جمع الثَغْر ، وهو ما يلي دارالحرب ، وموضع المخافة في فروج البلدان ، والموضع الذي يكون حدّاً فاصلاً بين بلاد المسلمين والكفّار ، وهو موضع المخافة من أطراف البلاد. القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 512 ؛ النهاية ، ج 1 ، ص 213 ( ثغر ).
    (10) في شرح المازندراني : « الذبّ : الدفع والمنع. حذف مفعوله ؛ للدلالة على التعميم ، أي يدفع عن دين الله كلّ مالايليق به من الزيادة والنقصان ». وانظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 126 ( ذبب ).
    (11) « المُجَلِّلة » : المُغَطِّيَة. يقال : جلّل المطر الأرضَ ، أي عمّها وطبّقَها فلم يَدَع شيئاً إلاّغطّى عليه. ومنه يقال : جلَّلتُ الشي‌ء ، إذا غطّيتَه. انظر : المصباح المنير ، ص 106 ( جلل ).
    (12) في « بر » : « العالم ».

    لَا تَنَالُهَا (1) الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارُ.
    الْإِمَامُ : الْبَدْرُ الْمُنِيرُ ، وَالسِّرَاجُ الزَّاهِرُ (2) ، وَالنُّورُ السَّاطِعُ (3) ، وَالنَّجْمُ الْهَادِي فِي غَيَاهِبِ (4) الدُّجى (5) ، وَأَجْوَازِ (6) الْبُلْدَانِ وَالْقِفَارِ (7) ، وَلُجَجِ (Cool الْبِحَارِ.
    الْإِمَامُ : الْمَاءُ الْعَذْبُ عَلَى الظَّمَا (9) ، وَالدَّالُّ عَلَى الْهُدى ، وَالْمُنْجِي مِنَ الرَّدى (10).
    الْإِمَامُ (11) : النَّارُ عَلَى الْيَفَاعِ (12) ، الْحَارُّ لِمَنِ اصْطَلى (13) بِهِ ، وَالدَّلِيلُ فِي الْمَهَالِكِ (14) ،
    __________________
    (1) في « ف » : « لاينالها ».
    (2) « الزاهر » : المضي‌ء. يقال : زَهَرتِ النارُ زُهُوراً ، أي أضاءت. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 674 ( زهر ).
    (3) « الساطع » : المرتفع. يقال : سطع الغبارُ والرائحةُ والصبحُ ، يَسْطَع سُطُوعاً ، أي ارتفع. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1229 ( سطع ).
    (4) « الغَياهِبُ » : جمع الغَيْهَب بمعنى الظلمة. يقال : فرس أدهمُ غَيْهَبٌ ، إذا اشتدّ سواده. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 196 ( غهب ).
    (5) « الدُجَى » : الظلمة ، أو جمع الدُجْيَة بمعناها. وقد يعبّر عنها عن الليل ، فالإضافة بيانيّة للمبالغة ، أو بتقدير « في ». انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2334 ( دجو ).
    (6) « الأجواز » : جمع الجَوْز ، وهو وسط كلّ شي‌ء. في شرح المازندراني : « والمراد بها ما بين البلدان من القفار ، والقفارُ بدل منها. وأمّا جعله جمع الحوزة ـ بالحاء المهملة بمعنى الناحية ـ فهو بعيد لفظاً ؛ لأنّه لم يثبت جمعها كذلك ». وانظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 871 ( جوز ).
    (7) « القِفار » : جمع القفر ، وهي مفازة لا ماء فيها ولا نبات. يقال : أرض قَفْر ، وقَفْرَة أيضاً. الصحاح ، ج 2 ، ص 797 ( قفر ).
    (Cool « اللُجَج » : جمع اللُجّة ، ولُجّة البحر : حيث لايدرك قعره ، أو الماء الكثير الذي لايرى طرفاه ، ولجّة الماء : مُعْظَمه. انظر : لسان العرب ، ج 2 ، ص 354 ( لجج ).
    (9) « الظَمَأ » : شدّة العطش. قال المجلسي في مرآة العقول : « وربّما يقرأ بالكسر والمدّ ، وهو جمع ظامئ ، وهو بعيد ». وانظر : النهاية ، ج 3 ، ص 162 ( ظمأ ).
    (10) « الرَدَى » : مصدر رَدِيَ يَرْدَى ، بمعنى هلك. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2355 ( ردى ).
    (11) في شرح المازندراني والعيون : « والإمام ».
    (12) « اليَفاع » : ما ارتفع من الأرض. الصحاح ، ج 3 ، ص 1310 ( يفع ).
    (13) « الاصطلاء » : افتعال من صِلا النارِ والتسخّن بها. النهاية ، ج 3 ، ص 51 ( صلو ).
    (14) في الأمالي : « على المسالك ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:57

    مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ.
    الْإِمَامُ : السَّحَابُ الْمَاطِرُ ، وَالْغَيْثُ الْهَاطِلُ (1) ، وَالشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ ، وَالسَّمَاءُ الظَّلِيلَةُ ، وَالْأَرْضُ الْبَسِيطَةُ ، وَالْعَيْنُ الْغَزِيرَةُ (2) ، وَالْغَدِيرُ (3) وَالرَّوْضَةُ (4).
    الْإِمَامُ : الْأَنِيسُ (5) الرَّفِيقُ (6) ، وَالْوَالِدُ الشَّفِيقُ ، وَالْأَخُ الشَّقِيقُ (7) ، وَالْأُمُّ الْبَرَّةُ بِالْوَلَدِ الصَّغِيرِ ، وَمَفْزَعُ (Cool الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ (9) النَّآدِ.
    الْإِمَامُ : أَمِينُ اللهِ فِي خَلْقِهِ ، وَحُجَّتُهُ عَلى عِبَادِهِ ، وَخَلِيفَتُهُ فِي بِلَادِهِ ، وَالدَّاعِي إِلَى اللهِ ، وَالذَّابُّ (10) عَنْ حُرَمِ (11) اللهِ.
    __________________
    (1) « الهاطل » : المطر المتفرّق ، العظيم القطر ، وهو مطر دائم مع سكون وضعف. أو هو من الهَطْل بمعنى تتابع‌المطر والدمع وسيلانه. انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 698 ( هطل ).
    (2) في « بح ، بف » : « الغريزة ». و « الغزير » : الكثير من كلّ شي‌ء. و « الغزيرة » : الكثير الدَرّ ، ومن الآبار والينابيع : الكثير ، الماء ، ومن العيون : الكثيرة الدمع ؛ من الغَزارَة بمعنى الكثرة. انظر : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 629 ( غزر ).
    (3) « الغدير » : القطعة من الماء يغادرها السيل. وهو فعيل بمعنى مُفاعَل ، من غادره. أو مُفْعَل من أغدره. ويقال : هو فعيل بمعنى فاعل ؛ لأنّه يَغْدِر بأهله ، أي ينقطع عند شدّة الحاجة إليه. الصحاح ، ج 2 ، ص 767 ( غدر ).
    (4) « الروضة » : الأرض ذات الخُضْرة ، والبستان الحسن ، والموضع الذي يجتمع إليه الماء يكثر نبته. انظر : لسان العرب ، ج 7 ، ص 162 ( روض ).
    (5) في الأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : « الأمين ».
    (6) قوله : « الرفيق » : المرافِق ، والجمع الرفقاء ، وهو أيضاً واحد وجمع ، مثل الصديق. مأخوذ من الرِفق ، وهو ضدّ العنف والخرق. انظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1482 ( رفق ).
    (7) في الصحاح ، ج 4 ، ص 1504 ( شقق ) : « هذا شقيق هذا ، إذا انشقّ الشي‌ء بنصفين ، فكلّ واحد منهما شقيق الآخر ، ومنه يقال : فلانٌ شقيق فلان ، أي أخوه ». وفي النهاية ، ج 2 ، ص 492 ( شقق ) : « شقيق الرجل : أخوه لأبيه وامّه ، ويجمع على أشقّاء ».
    (Cool « المفزع » : المَلجأ في الفَزَع والخوف. يقال : فَزِعتُ إليه فأفزعني ، أي لجأتُ إليه من الفزع فأغاثني. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1258 ( فزع ).
    (9) « الداهِية » : الأمر العظيم. والنَآد والنَآدى بمعناها. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2344 ( دهى ) ؛ وج 2 ، ص 541 ( نأد ).
    (10) « الذابّ » : المانع والدافع ، من الذبّ بمعنى المنع والدفع. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 126 ( ذبب ).
    (11) « الحُرَم » : جمع الحُرْمة ، وهي ما لايحلّ انتهاكه. وظاهر المازندراني هو : حَرَم ؛ حيث قال في شرحه ، ج 5 ص 251 : « لعلّ المراد به حرم مكّة. والإمام يدفع عنه ما لايجوز وقوعه فيه ، ويمنع الناس من هتك حرمته ». وانظر : المصباح المنير ، ص 131 ـ 132 ( حرم ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 386.

    الْإِمَامُ : الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَ (1) الْمُبَرَّأُ عَنِ (2) الْعُيُوبِ ، الْمَخْصُوصُ بِالْعِلْمِ ، الْمَوْسُومُ بِالْحِلْمِ ، نِظَامُ الدِّينِ ، وَعِزُّ الْمُسْلِمِينَ ، وَغَيْظُ الْمُنَافِقِينَ ، وَبَوَارُ (3) الْكَافِرِينَ.
    الْإِمَامُ : وَاحِدُ دَهْرِهِ ، لَايُدَانِيهِ أَحَدٌ ، وَلَايُعَادِلُهُ عَالِمٌ (4) ، وَلَايُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ ، وَلَالَهُ مِثْلٌ وَلَانَظِيرٌ ، مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَلَا اكْتِسَابٍ ، بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ.
    فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ ، أَوْ يُمْكِنُهُ اخْتِيَارُهُ (5)؟ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، ضَلَّتِ الْعُقُولُ ، وَتَاهَتِ (6) الْحُلُومُ (7) ، وَحَارَتِ الْأَلْبَابُ ، وَخَسَأَتِ (Cool الْعُيُونُ (9) ، وَتَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ ، وَتَحَيَّرَتِ الْحُكَمَاءُ ، وَتَقَاصَرَتِ (10) الْحُلَمَاءُ ، وَحَصِرَتِ (11) الْخُطَبَاءُ ، وَجَهِلَتِ (12) الْأَلِبَّاءُ (13) ، وَكَلَّتِ الشُّعَرَاءُ ، وَعَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ ، وَعَيِيَتِ (14) الْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ ، أَوْ فَضِيلَةٍ‌
    __________________
    (1) في الأمالي وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : ـ « و ».
    (2) في « ج ، بح ، بس ، بف » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني وتحف العقول : « من ».
    (3) « البوار » : الهلاك. يقال : بار فلان ، أي هلك ، وأباره الله : أهلكه. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 597 ـ 598 ( بور ).
    (4) في « ج » : « عادل ».
    (5) في تحف العقول : « أو كنه وصفه » بدل « أو يمكنه اختياره ».
    (6) « تاهت » : تحيّرت. يقال : تاهَ في الأرض ، أي ذهب متحيّراً. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2229 ( تيه ).
    (7) « الحِلْم » : الأناة والعقل. وجمعه : أحلام وحُلُوم. لسان العرب ، ج 12 ، ص 146 ( حلم ).
    (Cool في الأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « وحسرت ».
    (9) « خسأت العيون » ، أي سَدِرت وكلّت وأعيت وتحيّرت. انظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 65 ( خسأ ).
    (10) في حاشية « بف » : « قصرت ». و « تقاصرت » ، أي أظهرت القِصَر. قال المجلسي في مرآة العقول : « التقاصر : مبالغة في القصر ». وانظر : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 644 ( قصر ).
    (11) في مرآة العقول : « حصر ». و « حَصِرَت » ، أي عَيِيَت وعجزت عن النطق ، من الحَصَر بمعنى العَيّ ، وهو خلاف البيان. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 631 ( حصر ).
    (12) في المعاني : « ذهلت ».
    (13) في « بح ، بس ، بف » والأمالي : « الألباب ».
    (14) « عَيِيَتْ » : عجزت ، من العيّ ، وهو خلاف البيان. انظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2442 ؛ لسان العرب ؛ ج 15 ،

    مِنْ فَضَائِلِهِ ، وَأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَالتَّقْصِيرِ ، وَكَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّهِ ، أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ (1) ، أَوْ يُفْهَمُ شَيْ‌ءٌ مِنْ أَمْرِهِ ، أَوْ يُوجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ ، وَيُغْنِي غِنَاهُ (2)؟ لَا (3) ، كَيْفَ؟ وَأَنّى (4)؟ وَهُوَ بِحَيْثُ النَّجْمِ (5) مِنْ (6) يَدِ الْمُتَنَاوِلِينَ ، وَوَصْفِ الْوَاصِفِينَ ، فَأَيْنَ الِاخْتِيَارُ مِنْ هذَا؟ وَأَيْنَ الْعُقُولُ عَنْ هذَا؟ وَأَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هذَا؟
    أَتَظُنُّونَ (7) أَنَّ ذلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُولِ (Cool مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (9)؟ كَذَبَتْهُمْ (10) وَاللهِ أَنْفُسُهُمْ ، وَمَنَّتْهُمُ (11) الْأَبَاطِيلَ ، فَارْتَقَوْا مُرْتَقاً صَعْباً دَحْضاً (12) تَزِلُّ (13) عَنْهُ (14) إِلَى‌
    __________________
    ص 111 ـ 112 ( عيى ).
    (1) في « بح » : « كنهه ». وفي تحف العقول : « بكيفيّته ».
    (2) قال المجلسي في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 387 : « الغناء ـ بالفتح ـ : النفع ».
    (3) « لا » تأكيد للنفي الضمنيّ المستفاد من الاستفهام للمبالغة فيه ، أو تصريح بالإنكار المفهوم منه. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 257 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 387.
    (4) في الأمالي : « أين ».
    (5) في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 387 : « والنجم ... هو مرفوع على الابتداء ، وخبره محذوف ، أي مرئيٌّ ؛ لأنّ حيث‌لايضاف إلاّ إلى الجمل ».
    (6) في « ف » وتحف العقول : « عن ».
    (7) في « بس » : « أيظنّون ». وفي الأمالي والعيون والمعاني « أظنّوا ». وفي كمال الدين : « ظنّوا ».
    (Cool في « بر » : ـ « الرسول ».
    (9) في « ب » : « صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليهم السلام ». وفي « بس » : « صلوات الله عليه ». وفي « بف » : « صلّى الله عليه وعليهم السلام ».
    (10) « كذَبَتْهُم » ، أي لم تصدقهم فتقول لهم الكذب. قرأها المازندراني في شرحه ، ج 5 ، ص 258 بالتشديد ؛ حيث قال : « أي أنفسهم تكذّبهم وتنسبهم إلى الكذب ». وهو المحتمل عند المجلسي في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 387. وانظر : لسان العرب ، ج 1 ، ص 706 ( كذب ).
    (11) « مَنَّتْهم » ، أي أضعفتهم وأعيتهم وأعجزتهم. يقال : منّه اليسير ، أي أضعفه وأعياه. وفي شرح المازندراني : « واحتمال أن يكون المراد : منّت عليهم الأباطيل ، من المِنَّة بالكسر بعيد لفظاً ومعنىً ». وانظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2207 ( منن ).
    (12) « الدَحْض » و « الدَحَض » : الزلق. يقال : مكان دَحْض ودَحَض ، أي زَلَق ، وهو الموضع الذي لاتثبت عليه قدم. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1075 ( دحض ).
    (13) في كمال الدين : « تذلّ ».
    (14) في « ف » : « معه ». وفي تحف العقول : « زلّت بهم ».

    الْحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ ، رَامُوا إِقَامَةَ الْإِمَامِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ (1) بَائِرَةٍ (2) نَاقِصَةٍ (3) ، وَآرَاءٍ مُضِلَّةٍ ، فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنْهُ إِلاَّ بُعْداً (4) ، ( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) (5).
    وَلَقَدْ رَامُوا (6) صَعْباً ، وَقَالُوا إِفْكاً ، وَضَلُّوا ضَلَالاً بَعِيداً ، وَوَقَعُوا فِي الْحَيْرَةِ إِذْ (7) تَرَكُوا الْإِمَامَ عَنْ بَصِيرَةٍ ( وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ ، فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ ) (Cool.
    رَغِبُوا (9) عَنِ اخْتِيَارِ اللهِ وَاخْتِيَارِ رَسُولِ اللهِ (10) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَأَهْلِ بَيْتِهِ (11) إِلَى اخْتِيَارِهِمْ ، وَالْقُرْآنُ يُنَادِيهِمْ : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) مِنْ أَمْرِهِمْ (12) ‌
    __________________
    (1) في العيون : « جائرة ».
    (2) يقال : رجل حائر بائر ، أي لم يتّجه لشي‌ء ولا يأتمر رشداً ولا يطيع مرشداً. انظر : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 506 ( بور ).
    (3) في « بس » : ـ « ناقصة ».
    (4) في « بح ، بر » وحاشية « ج » : + « وقال الصفواني في حديثه ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وفي بعض النسخ بعد ذلك : وقال الصفواني في حديثه : ( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ثمّ اجتمعا في الرواية. أقول : رواة نسخ الكليني كثيرة ، أشهرهم الصفواني والنعماني ، فبعض الرواة المتأخّرة عنهم عارضوا النسخ وأشاروا إلى الاختلاف ، فالأصل برواية النعماني ولم يكن فيه : ( قاتَلَهُمُ اللهُ أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ، وكان في رواية الصفواني ، فأشار هنا إلى الاختلاف ».
    (5) في « بح ، بر » وحاشية « ج » : + « ثمّ اجتمعنا في الرواية ». وقوله : ( أَنّى يُؤْفَكُونَ ) ، أي كيف يكذّبون على الله ورسوله ؛ من الإفك بمعنى الكذب. أو كيف يصرفون عن الحقّ إلى الباطل ؛ من الإفك بمعنى القلب والصرف. قال الراغب في مفردات ألفاظ القرآن ، ص 79 ( أفك ) : « الإفك كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه » ثمّ قال في المعنى : « أي يصرفون عن الحقّ في الاعتقاد إلى الباطل ، ومن الصدق في المقال إلى الكذب ، ومن الجميل في الفعل إلى القبيح ». وانظر : الصحاح ، ج 4 ، ص 1573 ( أفك ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 260. والآية في التوبة (9) : 30 ؛ والمنافقون (63) : 4.
    (6) في « بر ، بس » والعيون وكمال الدين والمعاني : « لقد راموا » بدون الواو.
    (7) في « ج » : « إذا ».
    (Cool العنكبوت (29) : 38.
    (9) في « بس » والعيون : « ورغبوا ».
    (10) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « رسوله ».
    (11) في « ض ، ف ، بر ، بس » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : ـ « وأهل بيته ».
    (12) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : ـ « من أمرهم ».

    ( سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ ) (1) وَقَالَ (2) عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) (3) الْآيَةَ ، وَقَالَ : ( ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ ) (4).
    وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها ) (5) أَمْ ( طُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ ) (6) أَمْ ( قالُوا سَمِعْنا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ وَلَوْ عَلِمَ اللهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) (7) أَمْ ( قالُوا سَمِعْنا وَعَصَيْنا ) (Cool بَلْ هُوَ ( فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (9) فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ الْإِمَامِ؟!
    وَالْإِمَامُ : عَالِمٌ لَايَجْهَلُ (10) ، وَرَاعٍ (11) لَايَنْكُلُ (12) ، مَعْدِنُ (13) الْقُدْسِ (14) وَالطَّهَارَةِ ،
    __________________
    (1) القصص (28) : 68.
    (2) في « ج » : + « الله ».
    (3) الأحزاب (33) : 36.
    (4) القلم (68) : 36 ـ 41.
    (5) محمّد (47) : 24.
    (6) التوبة (9) : 87.
    (7) الأنفال (Cool : 21 ـ 23.
    (Cool البقرة (2) : 93.
    (9) الحديد (57) : 21 ؛ الجمعة (62) : 4.
    (10) في شرح المازندراني : « ليس « لايجهل » للتأكيد ، بل للاحتراز ؛ إذ كلّ أحد عالم في الجملة ، وهذا القدر لايكفي‌في الإمام بل لابدّ فيه أن لايجهل شيئاً ممّا يحتاج إليه الامّة إلى يوم القيامة ، وإلاّ لبطل الغرض من الإمامة ... ».
    (11) في « ب ، ج ، ض ، بح » والوافي والمعاني « داعٍ ». وفي « بس » : « واعٍ ».
    (12) لايَنْكُلُ ، لايَنْكَلُ ، لايَنْكِلُ : لاينكص ولا يضعف ولا يجبن ولا يمتنع ، والاولى أجود. والناكِل : الجبان الضعيف. انظر : لسان العرب ، ج 11 ، ص 677 ـ 678 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1405 ( نكل ).
    (13) « المَعْدِن » : اسم مكان من عَدْنٍ بمعنى الإقامة ، وهو موضع الإقامة ؛ لأنّ الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء. قال المجلسي في مرآة العقول : « بكسر الدال وفتحها ». وانظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2162 ( عدن ).
    (14) « القُدْس » و « القُدُس » : الطُهر والبراءة من العيوب ، اسم ومصدر ، ومنه قيل : حظيرة القُدْس. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 960 ( قدس ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 394.

    وَالنُّسُكِ (1) وَالزَّهَادَةِ ، وَالْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ ، مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ (2) الرَّسُولِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَنَسْلِ (3) الْمُطَهَّرَةِ الْبَتُولِ (4) ، لَا (5) مَغْمَزَ (6) فِيهِ فِي نَسَبٍ ، وَلَايُدَانِيهِ (7) ذُو حَسَبٍ (Cool ، فِي الْبَيْتِ (9) مِنْ قُرَيْشٍ ، وَالذِّرْوَةِ (10) مِنْ هَاشِمٍ ، وَالْعِتْرَةِ (11) مِنَ الرَّسُولِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالرِّضَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، شَرَفُ الْأَشْرَافِ ، وَالْفَرْعُ (12) مِنْ عَبْدِ مَنَافٍ ، نَامِي الْعِلْمِ (13) ، كَامِلُ الْحِلْمِ (14) ، مُضْطَلِعٌ‌
    __________________
    (1) « النُسْك » و « النُسُك » أيضاً : الطاعة والعبادة ، وكلّ ما تُقُرِّب به إلى الله تعالى. وفي شرح المازندراني : « والظاهرأنّ « النسك » هنا بفتح النون وسكون السين مصدر ؛ ليلائم الزهادة ، وأمّا « النسك » بضمّها فمع فوات الملاءمة يوجب التكرار في العبادة إلاّ أن يخصّص بنوع منها ، مثل نسك الحجّ ». وانظر : النهاية ، ج 5 ، ص 48 ( نسك ).
    (2) في شرح المازندراني : « الدعوة إمّا بفتح الدال .... وإمّا بكسرها ، أي مخصوص بدِعْوَته إلى الرسول ونسبته إليه ». وانظر : الصحاح ، ج 6 ، ص 2336 ( دعو ).
    (3) احتمل المازندراني في شرحه كون « نسل » بالرفع عطفاً على « معدن القدس » أو على « عالم لايجهل ».
    (4) « البَتُول » ، من البَتْل بمعنى القطع ، سمّيت سيّدتنا فاطمة عليها‌السلام البتولَ لانقطاعها عن النساء فضلاً وديناً وحسباً ، أولانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى. انظر : معاني الأخبار ، ص 64 ؛ علل الشرائع ، ص 181 ؛ روضة الواعظين ، ص 149 ؛ النهاية ؛ ج 1 ، ص 94 ( بتل ).
    (5) في شرح المازندراني : « ولا ».
    (6) « المَغْمَز » : اسم مكان من الغَمْز بمعنى العيب. يقال : ليس في فلان غَمِيزَة ولا غَمِيز ولا مَغْمَزٌ ، أي ما فيه ما يُغْمَزُ فيُعاب به ، ولا مَطْعَنٌ ، والمراد هنا : ليس في نسبه لكونه شريفاً رفيعاً عيب يطعن به. انظر : لسان العرب ، ج 5 ، ص 390 ( غمز ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 270.
    (7) في كمال الدين : + « دنس ، له المنزلة الأعلى لا يبلغها ».
    (Cool « الحَسَب » في الأصل : الشرف بالآباء وما يعدّه الناس من مفاخرهم ، وقال ابن السكّيت : الحسب والكرم يكونان في الرجل وإن لم يكن له آباء لهم شرف ، والشرف والمجد لايكونان إلاّبالآباء. انظر : الصحاح ، ج 1 ، ص 110 ؛ النهاية ، ج 1 ، ص 381 ( حسب ).
    (9) في العيون : « فالنسب ». وفي تحف العقول : « فالبيت ».
    (10) ذِرْوَة الشي‌ء وذُرْوَته : أعلاه. القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1689 ( ذرو ).
    (11) عِتْرَة الرجل : أخصّ أقاربه. النهاية ، ج 3 ، ص 177 ( عتر ).
    (12) فَرْع كلّ شي‌ء : أعلاه ، وفَرْع كلّ قوم هو الشريف منهم ، والفَرَع : أوّل ما تلده الناقة. قال المازندراني في‌شرحه ، ج 5 ، ص 273 : « ... وفرع الرجل أوّل أولاده ، وكان هاشم أوّل أولاد عبد مناف وأشرفهم ». وانظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1256 ( فرع ).
    (13) « نامي العلم » ، أي يزداد علمه ، من نما الشي‌ء ، إذا زاد وارتفع. أو بلّغ علمه ورفعه ، من نما خيراً ، إذا بلّغه على وجه الإصلاح وطلب الخير ورفعه. انظر : النهاية ، ج 5 ، ص 121 ( نمو ).
    (14) « الحِلْم » : العقل ، وهو في الأصل : الأناة والتثبّت في الامور ، وذلك من شعار العقلاء. والجمع : الأحلام.

    بِالْإِمَامَةِ (1) ، عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ (2) ، مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ ، قَائِمٌ بِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللهِ ، حَافِظٌ لِدِينِ اللهِ.
    إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَالْأَئِمَّةَ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ـ يُوَفِّقُهُمُ اللهُ ، وَيُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ (3) عِلْمِهِ وَحِكَمِهِ مَا لَايُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ ؛ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ (4) أَهْلِ الزَّمَانِ (5) ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (6) : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) (7) وَقَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) (Cool وَقَوْلِهِ فِي طَالُوتَ (9) : ( إِنَّ اللهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ ) (10) وَقَالَ لِنَبِيِّهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( أَنْزَلَ [ اللهُ ] (11) عَلَيْكَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) (12) ‌
    __________________
    انظر : النهاية ، ج 1 ، ص 434 ( حلم ).
    (1) « مُضْطَلِعٌ بالإمامة » أي قويّ عليها ، يقال : فلان مُضْطَلِعٌ بهذا الأمر ، أي قويّ عليه ، وهو مفتعل من الضَلاعَة بمعنى القوّة وشدّة الأضلاع. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1251 ( ضلع ).
    (2) « السِياسَة » : القيام على الشي‌ء بما يُصْلِحُه. النهاية ، ج 2 ، ص 421 ( سوس ).
    (3) في « بف » : « مخزن ».
    (4) في « ض » : ـ « علم ».
    (5) في « ب ، ج ، بر ، بف » وحاشية « ف ، بح ، بس » والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : « زمانهم ». وفي الوافي : « أزمانهم ».
    (6) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » : « جلّ وتعالى ». وفي « ض » : « عزّ وجلّ ». وقوله : « في قوله تعالى » متعلّق بمقدّر. و « في » للظرفيّة ، أو السببيّة ، أي ذلك مذكور في قوله تعالى ، أو بسبب قوله تعالى. انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 275 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 396.
    (7) يونس (10) : 35.
    (Cool البقرة (2) : 269.
    (9) « طالوت » : اسم أعجميّ غير منصرف. قيل : أصله : طَوَلوت ، من الطُول ، فقلبت الواو ألفاً. قال المحقّق الشعراني : « والصحيح أنّ طالوت غير عربيّ ، بل معرّب عن كلمة عبريّة مع تغيير جوهريّ في حروفه ، وكان أصله شاول ، فهو مثل يحيى معرّب يوحان ، وعيسى معرّب يشوعا ». انظر : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 276.
    (10) البقرة (2) : 247.
    (11) هكذا في القرآن. وفي النسخ والمطبوع : ـ « الله ». قال المجلسي في مرآة العقول : « فالتغيير إمّا من النسّاخ ، أو منه عليه‌السلام نقلاً بالمعنى ».
    (12) النساء (4) : 113.

    وَقَالَ (1) فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّهِ وَعِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ (2) : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً ) (3).
    وَإِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لِأُمُورِ عِبَادِهِ ، شَرَحَ صَدْرَهُ (4) لِذلِكَ ، وَأَوْدَعَ قَلْبَهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ ، وَأَلْهَمَهُ الْعِلْمَ إِلْهَاماً ؛ فَلَمْ يَعْيَ (5) بَعْدَهُ بِجَوَابٍ (6) ، وَلَاتَحَيَّزَ (7) فِيهِ عَنِ الصَّوَابِ ؛ فَهُوَ مَعْصُومٌ مُؤَيَّدٌ (Cool ، مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ (9) ، قَدْ أَمِنَ مِنَ (10) الْخَطَأِ (11) وَالزَّلَلِ‌
    __________________
    (1) في « ف » : + « عزّ اسمه ».
    (2) في « بر » : + « أجمعين ».
    (3) النساء (4) : 54 ـ 55.
    (4) « شرح صدره » ، أي وسّعه لقبول الحقّ. انظر : المصباح المنير ، ج 308 ( شرح ).
    (5) « فلم يَعْيَ » ، أي لم يعجز ، من العيّ بمعنى العجز وعدم الاهتداء لوجه المراد. أو لم يجهل ، من العيّ أيضاًبمعنى الجهل وعدم البيان. انظر : لسان العرب ، ج 15 ، ص 111 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1725 ( عيي ).
    (6) في « بر » : « لجواب ».
    (7) هكذا في « بو ». وفي « ب ، ف ، بر » والمطبوع : « ولا يحير ». وفي « ج » : « ولم يحير ». وفي « بس » : « ولاتحيّر ». قال المجلسي في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 398 : « ولا يحير ، مضارع حار من الحيرة » ، ولكن لاتساعده اللغة ؛ فإنّ مضارع حار ، يحار. يقال : حار يحار أي تحيّر في أمره.
    وفي « ض » : « ولا يجير ». وفي « بف » : « ولا يحيز ».
    ولعلّ الظاهر بقرينة « عن الصواب » : « ولا تحيد » ، كما في حاشية « جو ». وحاد عن الشي‌ء ، أي مال عنه وعدل. وما أثبتناه هو الأظهر والأصوب بقرينة قوله : « عن صواب » ؛ قال في لسان العرب ، ج 5 ، ص 340 ( حوز ) : « وتحوّز عنه وتحيّز إذا تنحّى ، وهي تَفَيْعَلَ أصلها تَحَيْوَزَ ، فقلبت الواو ياءً ؛ لمجاورة الياء وأُدغمت فيها ... قال أبو عبيدة : التحوّز هو التنحّي ، وفيه لغتان : التحوّز والتحيّز ... فالتحوّز التفعّل ، والتحيّز التَفَيْعُلُ ».
    (Cool « مؤيّد » : من الأيد بمعنى الشدّة والقوّة. يقال : آد الرجل يئيد ، أي اشتدّ وقوي. وتقول : أيّدتُه ، أي قوّيته ، فهومؤيّد. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 443 ( أيد ).
    (9) « مسدّد » : من التسديد بمعنى التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل ، ورجل مُسَدَّد ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. انظر : الصحاح ، ج 2 ، ص 485 ( سدد ).
    (10) في « ب ، بر ، بس ، بف » والوافي والأمالي والعيون وكمال الدين والمعاني : ـ « من ».
    (11) هكذا في جميع النسخ والوافي وكمال الدين والمعاني. وفي المطبوع : « الخطايا ». وفي شرح المازندراني :

    وَالْعِثَارِ (1) ، يَخُصُّهُ اللهُ بِذلِكَ لِيَكُونَ حُجَّتَهُ عَلى عِبَادِهِ ، وَشَاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ ، وَ ( ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ ، وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) (2).
    فَهَلْ يَقْدِرُونَ عَلى مِثْلِ هذَا فَيَخْتَارُونَهُ؟ أَوْ يَكُونُ مُخْتَارُهُمْ بِهذِهِ الصِّفَةِ فَيُقَدِّمُونَهُ؟ تَعَدَّوْا ـ وَبَيْتِ اللهِ ـ الْحَقَّ ، وَنَبَذُوا كِتَابَ اللهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ، وَفِي كِتَابِ اللهِ الْهُدى وَالشِّفَاءُ ، فَنَبَذُوهُ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ، فَذَمَّهُمُ اللهُ وَمَقَّتَهُمْ (3) وَأَتْعَسَهُمْ (4) ، فَقَالَ جَلَّ وَتَعَالى : ( وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ ) (5) وَقَالَ : ( فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ ) (6) وَقَالَ : ( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّارٍ ) (7) وَصَلَّى اللهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ (Cool وَآلِهِ (9) ، وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً (10) ». (11) ‌
    __________________
    « من الخطأ ، بفتح الخاء ، وقد يمدّ ، وهو ضدّ الصواب. أو بكسرها ، وهو الذنب والإثم ، ناظر إلى المؤيّد ؛ لأنّ كمال قوّته في الدين يمنعه من الخطأ ».
    (1) « العثار » : السقوط ، يقال : عثر الرجل يعثر عُثوراً ، وعثر الفرس عِثاراً ، إذا أصاب قوائمه شي‌ء فيُصرَع ، أي‌يسقط. ويقال للزلّة : عَثْرَة ؛ لأنّها سقوط في الاسم. انظر : ترتيب كتاب العين ، ج 2 ، ص 1138 ؛ المصباح المنير ، ص 392 ( عثر ).
    (2) الحديد (57) : 21 ؛ الجمعة (62) : 4.
    (3) مَقَتَةُ مَقْتاً ومَقَاتَةً : أبغضه ، كمقّته ، فهو مَقيت ومَمْقوت. القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 258 ( مقت ).
    (4) « أتْعَسَهُمْ » أي أهلكهم ، من التَعْس بمعنى الهلاك ، وأصله الكبّ ، وهو ضدّ الانتعاش بمعنى الانتهاض ، يقال : تَعْساً لفلان ، أي ألزمه الله هلاكاً. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 910 ( تعس ).
    (5) القصص (28) : 50.
    (6) محمّد (47) : 8.
    (7) غافر (40) : 35.
    (Cool في « ب » : « محمّد نبيّه ». وفي « بح ، بف » : « محمّد النبيّ ». وفي « بر » : ـ « النبيّ ».
    (9) في « ف » : + « الأخيار ».
    (10) في « ب » : ـ « تسليماً كثيراً ».
    (11) الغيبة للنعماني ، ص 216 ، ح 6 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 674 ، المجلس 97 ، ح 1 ، عن الكليني. وفي كمال الدين ، ص 675 ، ح 32 ، إلى هذا الحديث طريقان : الطريق الأوّل : عن محمّد بن موسى ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن أبي محمّد القاسم بن العلاء ، عن قاسم بن مسلم ، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم. والطريق الثاني : بسند آخر عن عبدالعزيز بن مسلم. وفي عيون الأخبار ، ج 1 ، ص 216 ، ح 1 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 96 ، ح 2 ،

    528 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ غَالِبٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي خُطْبَةٍ لَهُ يَذْكُرُ فِيهَا حَالَ الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام وَصِفَاتِهِمْ (1) : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَوْضَحَ (2) بِأَئِمَّةِ الْهُدى مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا (3) عَنْ دِينِهِ ، وَأَبْلَجَ (4) بِهِمْ عَنْ سَبِيلِ (5) مِنْهَاجِهِ (6) ، وَفَتَحَ (7) بِهِمْ (Cool عَنْ بَاطِنِ يَنَابِيعِ عِلْمِهِ ؛ فَمَنْ عَرَفَ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (9) وَاجِبَ (10) حَقِّ إِمَامِهِ ، وَجَدَ طَعْمَ حَلَاوَةِ إِيمَانِهِ ، وَعَلِمَ فَضْلَ طُلَاوَةِ (11) إِسْلَامِهِ ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ نَصَبَ الْإِمَامَ عَلَماً لِخَلْقِهِ ، وَجَعَلَهُ حُجَّةً عَلى أَهْلِ مَوَادِّهِ (12) وَعَالَمِهِ ، وَ (13) ‌
    __________________
    بسندهما عن عبد العزيز بن مسلم. تحف العقول ، ص 436 ، إلى قوله : « أو يكون مختارهم بهذه الصفة » الوافي ، ج 3 ، ص 480 ، ح 990 ؛ الوسائل ، ج 23 ، ص 262 ، ح 29526 ، من قوله : « فهل يقدرون على مثل هذا » إلى قوله : « نبذوا الكتاب وراء ظهورهم ».
    (1) في الغيبة : + « فقال ».
    (2) تعدية الإيضاح وما بعده بـ « عن » لتضمين معنى الكشف ونحوه ، أي أبان وأظهر كاشفاً عن دينه. راجع : شرح‌المازندراني ، ج 5 ، ص 283 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 400.
    (3) في الغيبة : « نبيّه ».
    (4) « أبلج » : أضاء ، أشرق ، أنار. يقال : بلج الصبح وأبلج ، أي أسفر وأنار. ومنه قيل : بلج الحقّ ، إذا وضح وظهر. المصباح المنير ، ص 60 ( بلج ).
    (5) في حاشية « بح » : « سبل ».
    (6) « النَهْج » : الطريق الواضح ، وكذلك المنهج والمنهاج. الصحاح ، ج 1 ، ص 346 ( نهج ).
    (7) في « ج ، بح ، بس ، بف » وحاشية « ف » وشرح المازندراني : « ومنح » وقال الميرزا رفيعا في حاشيته ، ص 600 : « وفي بعض النسخ « ومنح بهم » أي أعطى الناس بهم فاتحاً عن الدقائق المستورة في ينابيع علمه ». وفي حاشية « ج » : « ميّح ».
    (Cool في الغيبة : « لهم ».
    (9) في « بح » وحاشية « بس » : + « بهداهم ».
    (10) في البصائر : « وأوجب ».
    (11) في البصائر : « طلاقة ». والطَلاوَة ، والطِلاوَة ، والطُلاوة : الحُسن والبهجة والقبول. القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1714 ( طلو ).
    (12) « الموادّ » جمع المادّة ، وهي الزيادة المتّصلة. والمراد جميع الزيادات المتّصلة به من جميع المخلوقات ، اتّصال صدور ووجود منه ، واستكمال لهم به ، واستفاضة منه. انظر : حاشية ميرزا رفيعا ، ص 600 ؛ الصحاح ، ج 2 ، ص 536 ( مدد ).
    (13) في « ب ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي والبصائر : ـ « و ».

    أَلْبَسَهُ اللهُ تَاجَ الْوَقَارِ ، وَغَشَّاهُ مِنْ نُورِ الْجَبَّارِ ، يَمُدُّ (1) بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ، لَايَنْقَطِعُ عَنْهُ مَوَادُّهُ ، وَلَايُنَالُ مَا عِنْدَ اللهِ إِلاَّ بِجِهَةِ أَسْبَابِهِ (2) ، وَلَايَقْبَلُ اللهُ أَعْمَالَ الْعِبَادِ إِلاَّ بِمَعْرِفَتِهِ ؛ فَهُوَ عَالِمٌ بِمَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ مُلْتَبِسَاتِ (3) الدُّجى (4) ، وَمُعَمِّيَاتِ (5) السُّنَنِ ، وَمُشَبِّهَاتِ (6) الْفِتَنِ.
    فَلَمْ يَزَلِ (7) اللهُ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَخْتَارُهُمْ لِخَلْقِهِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام مِنْ عَقِبِ كُلِّ إِمَامٍ يَصْطَفِيهِمْ لِذلِكَ وَيَجْتَبِيهِمْ (Cool ، وَيَرْضى بِهِمْ (9) لِخَلْقِهِ وَيَرْتَضِيهِمْ (10) ، كُلَّمَا مَضى مِنْهُمْ إِمَامٌ ، نَصَبَ لِخَلْقِهِ مِنْ (11) عَقِبِهِ إِمَاماً (12) عَلَماً بَيِّناً ، وَهَادِياً‌
    __________________
    (1) قال الفيض في الوافي : « يمدّ على البناء للمفعول والضمير للإمام ، والبارز في « موادّه » لله ، أو للسبب ». وفي‌شرح المازندراني : « يمدّ على صيغة المعلوم حال عن فاعل غشّاه ، وفاعله فاعله ، و « بسبب » مفعوله بزيادة الباء ».
    (2) في البصائر : « بجهد أسباب سبيله » بدل « بجهة أسبابه ». وفي حاشية ميرزا رفيعا : « ولاتنال ما عندالله إلاّبجهة أسبابٍ جعلها الله له » أي للإمام.
    (3) في الغيبة : « مشكلات ». و « المُلْتَبِساتُ » من التبس عليه الأمر ، أي اختلط واشتبه ، والتباس الأُمور : اختلاطها على وجه يعسر الفرق بينها ولا يعرف جهتها. انظر : لسان العرب ، ج 6 ، ص 204 ( لبس ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 287 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 401.
    (4) في البصائر : « الوحي ». و « الدُجَى » : جمع الدُجْيَة ، وهي الظلمة الشديدة ، والدُجَى أيضاً : مصدر بمعنى الظلمة. راجع : لسان العرب ، ج 14 ، ص 249 ( دجو ).
    (5) في البصائر : « مصيبات ». وفي المطبوع : « معميّات » ، أي اسم المفعول من المجرّد. والنسخ مختلفة. والاحتمالات فيها ثلاثة : اسم المفعول من المجرّد أو التفعيل ، فالإضافة على هذين من قبيل إضافة الصفة إلى موصوفها. والاحتمال الثالث : اسم الفاعل من التفعيل ، فالإضافة على هذا من قبيل إضافة العامل إلى معموله. مرّ نظيره في خطبة المصنّف. و « مُعَمَّيات » ـ بتشديد الميم المفتوحة ـ : المَخْفيّات ، يقال : عمّاه تعميةً ، أي صيّره أعمى ، ويقال : عمّيتُ معنى البيت ، أي أخفيته ، ومنه المُعَمَّى في الشعر. راجع : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1723 ( عمى ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 287 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 401.
    (6) في « ض » : « متنبّهات ». وفي البصائر والغيبة : « مشتبهات ». وظاهر المجلسي في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 401 : « مشبَّهات » ؛ حيث قال : « أي الفتن المشبّهة بالحقّ ، أو الأُمور المشبّهة بالحقّ بسبب الفتن ».
    (7) في حاشية « ف » : « فلايزال ».
    (Cool في « ف » : « يحتسبهم ».
    (9) في « ف » : « يرضيهم ».
    (10) في الغيبة : + « لنفسه ».
    (11) في شرح المازندراني : « والظاهر أنّ « من » جارّة ، و « إماماً » مفعول لـ « نصب » ... ويحتمل أن يكون موصولة ، و « إماماً » حال عنه ».
    (12) في « بس » : + « من ولد الحسين من عقبه إماماً ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:58

    نَيِّراً (1) ، وَإِمَاماً قَيِّماً (2) ، وَحُجَّةً عَالِماً ، أَئِمَّةً مِنَ اللهِ ، يَهْدُونَ بِالْحَقِّ (3) ، وَبِهِ يَعْدِلُونَ ، حُجَجُ اللهِ وَدُعَاتُهُ وَرُعَاتُهُ (4) عَلى خَلْقِهِ ، يَدِينُ (5) بِهَدْيِهِمُ (6) الْعِبَادُ ، وَتَسْتَهِلُّ (7) بِنُورِهِمُ الْبِلَادُ ، وَيَنْمُو بِبَرَكَتِهِمُ التِّلَادُ (Cool ، جَعَلَهُمُ اللهُ حَيَاةً لِلْأَنَامِ ، وَمَصَابِيحَ لِلظَّلَامِ ، وَمَفَاتِيحَ لِلْكَلَامِ (9) ، وَدَعَائِمَ لِلْإِسْلَامِ ، جَرَتْ بِذلِكَ فِيهِمْ مَقَادِيرُ اللهِ عَلى مَحْتُومِهَا.
    فَالْإِمَامُ (10) هُوَ الْمُنْتَجَبُ الْمُرْتَضى ، وَالْهَادِي الْمُنْتَجى (11) ، وَالْقَائِمُ الْمُرْتَجَى (12) ، اصْطَفَاهُ اللهُ بِذلِكَ ، وَاصْطَنَعَهُ (13) عَلى عَيْنِهِ (14) فِي الذَّرِّ (15) ‌
    __________________
    (1) في الغيبة : « منيراً ».
    (2) قَيِّمُ القوم : الذي يقوّمهم ويسوس أمرهم ، وأمر قيّم : مستقيم ، وذلك الدين القيّم ، أي المستقيم الذي لا زيغ فيه ولا ميل عن الحقّ. لسان العرب ، ج 12 ، ص 502 ( قوم ).
    (3) في شرح المازندراني : « يهدون ، حال عن الأئمّة ، أو استيناف ، و « بالحقّ » حال عن فاعله ، أو متعلّق به ».
    (4) « الرُعاة » : جمع الراعي بمعنى الحافظ ، وكلّ من وَلِيَ أمر قوم فهو راعيهم ، وهم رعيّته. انظر : لسان العرب ، ج 14 ، ص 327 ( رعى ).
    (5) « يَدين » ، أي يطيع ، يقال : دان الله ، أي أطاعه ؛ من الدين بمعنى الطاعة. انظر : الصحاح ، ج 5 ، ص 218 ( دين ).
    (6) في « بح » وحاشية « بس » وشرح المازندراني : « بهداهم ». وفي الوافي : « بهم ». وقوله : « بهديهم » الهُدى : المقابل للضلال وهو الرشاد ، والهَدْي : الطريقة والسيرة الحسنة ، وكلاهما محتمل هاهنا. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 253 ( هدى ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 289 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 401.
    (7) في « ف » وحاشية ميرزا رفيعا والوافي : « يستهلّ ». وقوله : « تَسْتَهِلُّ » معلوماً ، أي تستضي‌ء وتتنوّر ، أو تُسْتَهَلُّ مجهولاً ، أي تبيّن وتُبْصِر وتتبصّر. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 289 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 401 ؛ لسان العرب ، ج 11 ، ص 703 ( هلل ).
    (Cool « التالِدُ » : المال القديم الأصليّ الذي وُلِدَ عندك ، وهو نقيض الطارف. وكذلك التِلادُ والإتلاد ، وأصل التاء فيه‌واو. الصحاح ، ج 2 ، ص 450 ( تلد ).
    (9) في شرح المازندراني : « الكلام ».
    (10) في « بف » : « والإمام ».
    (11) في الغيبة : « المجتبى ». و « المُنْتَجَى » : صاحب السرّ ، المخصوص بالمناجاة ، يقال : انتجى القوم وتناجَوْا ، أي تَسارّوا ، وتقول : انتجيتُه ، إذا خصصتَه بمناجاتك ، والاسم : النجوى. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2503 ( نجو ).
    (12) في « ض » وحاشية « بح » : « المرتضى ».
    (13) في « ض » : « اصطفاه ».
    (14) في « بر » : « غيبه ».
    (15) « الذَرّ » ، أي عالم الذرّ ، وهو في الأصل جمع الذَرَّة ، وهي صغار النمل ، كني به عن أولاد آدم حين

    حِينَ ذَرَأَهُ (1) ، وَفِي الْبَرِيَّةِ (2) حِينَ بَرَأَهُ ظِلًّا قَبْلَ خَلْقِ (3) نَسَمَةٍ (4) ، عَنْ يَمِينِ عَرْشِهِ ، مَحْبُوّاً (5) بِالْحِكْمَةِ فِي عِلْمِ (6) الْغَيْبِ عِنْدَهُ ، اخْتَارَهُ بِعِلْمِهِ ، وَانْتَجَبَهُ لِطُهْرِهِ ؛ بَقِيَّةً مِنْ آدَمَ عليه‌السلام ، وَخِيَرَةً مِنْ ذُرِّيَّةِ نُوحٍ ، وَمُصْطَفىً مِنْ آلِ إِبْرَاهِيمَ ، وَسُلَالَةً مِنْ إِسْمَاعِيلَ ، وَصَفْوَةً (7) مِنْ عِتْرَةِ (Cool مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لَمْ يَزَلْ مَرْعِيّاً بِعَيْنِ اللهِ يَحْفَظُهُ (9) وَيَكْلَؤُهُ (10) بِسِتْرِهِ ، مَطْرُوداً عَنْهُ حَبَائِلُ إِبْلِيسَ (11) وَجُنُودِهِ ، مَدْفُوعاً عَنْهُ وُقُوبُ (12) الْغَوَاسِقِ (13) ،
    __________________
    استخرجوا من صلبه لأخذ الميثاق منهم الوافي ، ج 3 ، ص 490 ؛ الصحاح ، ج 2 ، ص 662 ( ذرر ).
    (1) « ذَرَأه » ، أي خلقه ، يقال : ذرأ الله الخلق يذرؤُهم ذَرْءاً ، أي خلقهم. قال المجلسي في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 291 : « وربّما يقرأ بالألف المنقلبة عن الواو ، أي فرّقه وميّزه حين أخرجه من صلب آدم ». وراجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 51 ( ذرأ ).
    (2) « البَرِيَّة » : الخلق والمخلوقون ، فَعيلةٌ بمعنى مفعولة ، من برأ بمعنى خلق ، وقد تركت العرب همزَهُ. وإن أُخذت من البَرَى ـ وهو التراب ـ فأصلها غير الهمز. الصحاح ، ج 1 ، ص 36 ؛ ( برأ ) ؛ المصباح المنير ، ص 47 ( برى ).
    (3) في « ف » والغيبة : « خلقه ».
    (4) في « ب » : « نسمته ». و « النَسَمَة » : النفس والروح وكلّ دابّة فيها روح فهي نَسَمَةٌ ، أو من النسيم ، وهو أوّل هبوب الريح الضعيفة ، أي أوّل الريح قبل أن تشتدّ. والجمع : النَسَم ، ويجوز الإفراد والجمع هنا. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 49 ( نسم ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 291 ـ 292.
    (5) في « ج ، بر » : « مخبوّاً » من الخبأ. و « المَحْبُوّ » : اسم مفعول من الحِباء بمعنى العطاء ، يقال : حباه يحبوه ، أي‌أعطاه. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2308 ( حبو ).
    (6) في الوافي : « عالم ».
    (7) صَفْوَة الشي‌ء : خالصه. وفي الصاد الحركات الثلاث ، فإذا نزعوا الهاء قالوا : له صَفْوُ مالي ، بالفتح لاغير. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2401 ( صفو ).
    (Cool عِتْرَةُ الرجل : أخصّ أقاربه. النهاية ، ج 3 ، ص 177 ( عتر ).
    (9) في « ض » : ـ « يحفظه ». وفي الغيبة : + « بملائكته ».
    (10) « يَكْلَؤُهُ » ، أي يحفظه ويحرسه ، من الكِلاءَة بمعنى الحفظ والحراسة. في شرح المازندراني : « وهي أشدّ من الحفظ » ، وراجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 69 ( كلأ ).
    (11) « حَبائلُ إبليس » : مَصايِدُهُ ، واحدها حِبالة ، وهي ما يُصادُ بها من أيّ شي‌ء كان. النهاية ، ج 1 ، ص 333 ( حبل ).
    (12) « الوُقُوب » : الدخول في كلّ شي‌ء. يقال : وَقَبَ الشي‌ء يَقِبُ وُقُوباً ، أي دخل. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 212 ( وقب ).
    (13) « الغَواسِق » : جمع الغاسق ، وهو الليل إذا غاب الشفق ، أو الليل المُظْلِم ، من الغَسَق بمعنى أوّل ظلمة الليل ،

    وَنُفُوثُ (1) كُلِّ فَاسِقٍ ، مَصْرُوفاً عَنْهُ قَوَارِفُ (2) السُّوءِ ، مُبَرَّأً (3) مِنَ (4) الْعَاهَاتِ (5) ، مَحْجُوباً عَنِ الْآفَاتِ ، مَعْصُوماً مِنَ الزَّلاَّتِ ، مَصُوناً (6) عَنِ (7) الْفَوَاحِشِ كُلِّهَا ، مَعْرُوفاً بِالْحِلْمِ وَالْبِرِّ فِي يَفَاعِهِ (Cool ، مَنْسُوباً إِلَى الْعَفَافِ وَالْعِلْمِ وَالْفَضْلِ عِنْدَ انْتِهَائِهِ ، مُسْنَداً (9) إِلَيْهِ أَمْرُ وَالِدِهِ ، صَامِتاً عَنِ الْمَنْطِقِ (10) فِي حَيَاتِهِ.
    فَإِذَا انْقَضَتْ مُدَّةُ وَالِدِهِ ، إِلى أَنِ انْتَهَتْ بِهِ مَقَادِيرُ اللهِ إِلى مَشِيئَتِهِ ، وَجَاءَتِ الْإِرَادَةُ مِنَ اللهِ فِيهِ إِلى مَحَبَّتِهِ (11) ، وَبَلَغَ مُنْتَهى مُدَّةِ وَالِدِهِ عليه‌السلام ، فَمَضى وَصَارَ أَمْرُ اللهِ إِلَيْهِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَقَلَّدَهُ دِينَهُ ، وَجَعَلَهُ الْحُجَّةَ عَلى عِبَادِهِ ، وَقَيِّمَهُ فِي بِلَادِهِ ، وَأَيَّدَهُ بِرُوحِهِ ،
    __________________
    أو شدّة ظلمته. راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1537 ؛ المفردات للراغب ، ص 606 ( غسق ).
    (1) « النُفُوثُ » : جمع النَفْث ، وهو شبيه بالنفخ ، وهو أقلّ من التَفْل ؛ لأنّه لايكون إلاّومعه شي‌ء من الريق. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 88 ( نفث ).
    (2) قال المجلسي في مرآة العقول : « قوارف السوء ، من اقتراف الذنب بمعنى اكتسابه ، أو المراد الاتّهام بالسوء ، من قولهم : قَرَفَ فلاناً : عابه ، أو اتّهمه. وأقرفه : وقع فيه ، وذكره بسوء. وأقرف به : عرّضه للتهمة ». وراجع : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1124 ( قرف ).
    (3) ويحتمل كونه « مُبْرَأً » من الإفعال.
    (4) في « ج » والوافي : « عن ».
    (5) « العاهَة » والآفة بمعنى واحد ، وهي عرَضٌ مفسد لما أصاب من شي‌ء ، أي هي مايوجب خروج عضو من مزاجه الطبيعي. ويمكن أن يراد بالأوّل الأمراض التي توجب نفرة الخلق كالجذام ، وبالثاني الأمراض النفسانيّة. راجع : لسان العرب ، ج 9 ، ص 16 ( أوف ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 295 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 404.
    (6) في « ف ، بح ، بس ، بف » : ـ « من الزلاّت مصوناً ».
    (7) في « ب ، ف ، بح ، بس ، بف » والغيبة : « من ».
    (Cool « في يفاعه » ، أي في أوائل سنّه وفي صغره وبدو شبابه. يقال : أيْفَعَ الغلامُ فهو يافع ، إذا شارَفَ الاحتلام ولمّايحتلم ، وهو من نوادر الأبنية ، أي لايقال : مُوفِعٌ. واليَفاع أيضاً : المرتفع من كلّ شي‌ء ، ولعلّه منه قال المازندراني في شرحه : « اليفع : الرفعة والشرف والغلبة ». وراجع : النهاية ، ج 5 ، ص 299 ( يفع ).
    (9) في « ب ، بر » : « مستنداً ».
    (10) في « ج ، ض ، بس ، بف » : « النطق ».
    (11) في « ض » وحاشية « بح » : « حجّته ». وفي « بر » : « محنته ».

    وَآتَاهُ (1) عِلْمَهُ ، وَأَنْبَأَهُ فَصْلَ (2) بَيَانِهِ ، وَاسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ ، وَانْتَدَبَهُ (3) لِعَظِيمِ أَمْرِهِ ، وَأَنْبَأَهُ فَضْلَ (4) بَيَانِ عِلْمِهِ ، وَنَصَبَهُ عَلَماً لِخَلْقِهِ ، وَجَعَلَهُ حُجَّةً عَلى أَهْلِ عَالَمِهِ ، وَضِيَاءً لِأَهْلِ دِينِهِ ، وَالْقَيِّمَ عَلى عِبَادِهِ ، رَضِيَ اللهُ بِهِ إِمَاماً لَهُمُ ، اسْتَوْدَعَهُ سِرَّهُ ، وَاسْتَحْفَظَهُ عِلْمَهُ ، وَاسْتَخْبَأَهُ (5) حِكْمَتَهُ ، وَاسْتَرْعَاهُ (6) لِدِينِهِ ، وَانْتَدَبَهُ لِعَظِيمِ أَمْرِهِ ، وَأَحْيَا بِهِ مَنَاهِجَ سَبِيلِهِ (7) ، وَفَرَائِضَهُ وَحُدُودَهُ ، فَقَامَ بِالْعَدْلِ عِنْدَ تَحْيِيرِ (Cool أَهْلِ الْجَهْلِ ، وَتَحْبِيرِ (9) أَهْلِ الْجَدَلِ ، بِالنُّورِ (10) السَّاطِعِ (11) ، وَالشِّفَاءِ النَّافِعِ (12) ، بِالْحَقِّ الْأَبْلَجِ (13) ، وَالْبَيَانِ اللاَّئِحِ (14) مِنْ كُلِّ مَخْرَجٍ ، عَلى طَرِيقِ الْمَنْهَجِ ، الَّذِي مَضى عَلَيْهِ الصَّادِقُونَ مِنْ آبَائِهِ عليهم‌السلام ، فَلَيْسَ يَجْهَلُ‌
    __________________
    (1) في الغيبة : « أعطاه ».
    (2) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح » والوافي : « فضل ».
    (3) « انتدب » يُستعمل لازماً ومتعدّياً ، تقول : انتدبتُه للأمر فانتدب ، أي دعوته له فأجاب. قال الفيض في الوافي : « انتدبه : اختاره ». وراجع : المصباح المنير ، ص 597 ( ندب ).
    (4) في « بر » والغيبة : « فصل ».
    (5) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر » : « استحباه ». و « استخبأه » ، أي طلب منه الكتمان ، من الخَبْ‌ء بمعنى الستر والإخفاء. يقال : خَبَأَ الشي‌ءَ يخبوه خبأً : ستره وأخفاه. والمراد : أودع عنده حكمته وأمره بالكتمان. راجع : لسان العرب ، ج 1 ، ص 62 ( خبأ ) ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 490.
    (6) « استرعاه » ، أي طلب منه الرعاية والحفظ ، أي جعله راعياً حافظاً. يقال : رعاه يرعاه رَعْياً ورِعايةً ، أي حَفِظَهُ ، وكلّ من ولي أمر قوم فهو راعيهم وهم رعيّته ، وقد استرعاه إيّاهم : استحفظه. قال الفيض في الوافي : « استرعاه : اعتنى بشأنه ». وراجع : لسان العرب ، ج 14 ، ص 327 ( رعى ).
    (7) في « ف ، بس » : « سبله ».
    (Cool هكذا في « ألف ، بد ، بع ، جط ، جل ، جم ، جه » وحاشية « بف ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « تحيّر ».
    (9) هكذا في « بد ، بش ، بع » وحاشية « جو » وهو مقتضى المقام. و « التحبير » بمعنى تزيين الكلام وتحسينه. وفي بعض النسخ والمطبوع : « تحيير ». وفي بعض نسخ اخرى : « تحيّر ».
    (10) قال المجلسي في مرآة العقول : « الباء للسببيّة ، أو بدل ، أو عطف بيان لقوله : بالعدل. وكذا قوله : بالحقّ بالنسبة إلى قوله : بالنور ».
    (11) « الساطع » : المنتشر ، أو المرتفع. والصبح الساطع : أوّل ما ينشقّ مستطيلاً. راجع : لسان العرب ، ج 8 ، ص 154 ( سطع ).
    (12) في الغيبة : « البالغ ».
    (13) في حاشية « ج » : « اللائح ».
    (14) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر » : ـ « اللائح ».

    حَقَّ هذَا الْعَالِمِ إِلاَّ شَقِيٌّ ، وَلَايَجْحَدُهُ إِلاَّ غَوِيٌّ (1) ، وَلَايَصُدُّ عَنْهُ (2) إِلاَّ جَرِيٌّ عَلَى اللهِ جَلَّ وَعَلَا ». (3)
    16 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام وُلَاةُ الْأَمْرِ وَهُمُ النَّاسُ
    الْمَحْسُودُونَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ‌
    529 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْوَشَّاءُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (4) فَكَانَ جَوَابُهُ :
    « ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً ) يَقُولُونَ لِأَئِمَّةِ الضَّلَالَةِ (5) وَالدُّعَاةِ إِلَى النَّارِ : هؤُلاءِ أَهْدى مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ سَبِيلاً ( أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ ) يَعْنِي الْإِمَامَةَ وَالْخِلَافَةَ ( فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النّاسَ نَقِيراً ) نَحْنُ (6) النَّاسُ الَّذِينَ عَنَى اللهُ. وَالنَّقِيرُ : النُّقْطَةُ الَّتِي فِي وَسَطِ النَّوَاةِ ( أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) نَحْنُ (7) النَّاسُ الْمَحْسُودُونَ عَلى مَا آتَانَا اللهُ مِنَ الْإِمَامَةِ‌
    __________________
    (1) « الغَوِيّ » : الضالّ ، والتارك لسبيل الحقّ والسالك لغيره ، من الغيّ بمعنى الضلال والانمهاك في الباطل. راجع : النهاية ، ج 3 ، ص 397 ( غوى ).
    (2) في الغيبة : « لايدعه » بدل « لايصدّ عنه ».
    (3) الغيبة للنعماني ، ص 224 ، ح 7 ، عن الكليني. وفي بصائر الدرجات ، ص 412 ، ح 2 ، بسنده عن ابن محبوب ، عن ابن إسحاق بن غالب ( والمذكور في بعض نسخه « عن إسحاق بن غالب » وهو الصواب ) مع زيادة في أوّله ، إلى قوله : « مشبّهات الفتن » الوافي ، ج 3 ، ص 487 ، ح 991.
    (4) النساء (4) : 59.
    (5) في الوافي والبصائر : « الضلال ».
    (6) في « ف » : « ونحن ».
    (7) في « ف » : « ونحن ».

    دُونَ خَلْقِ اللهِ (1) أَجْمَعِينَ ( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) يَقُولُ : جَعَلْنَا مِنْهُمُ الرُّسُلَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالْأَئِمَّةَ ، فَكَيْفَ يُقِرُّونَ بِهِ فِي آلِ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، وَيُنْكِرُونَهُ فِي آلِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟! ( فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً ) (2) ». (3) ‌
    530 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (4) عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (5) قَالَ : « نَحْنُ الْمَحْسُودُونَ ». (6) ‌
    531 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ (7) ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَحْوَلِ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في « ض » : « الخلق » بدل « خلق الله ».
    (2) النساء (4) : 51 ـ 56. و « نَضِجَتْ جُلُودُهُم » أي احترقت وطبخت. لسان العرب ، ج 2 ، ص 378 ؛ المفردات للراغب ، ص 496 ( نضج ).
    (3) بصائر الدرجات ، ص 34 ، ح 3 ، بسنده عن ابن اذينة ، وفيه إلى قوله : « نحن الناس الذين عنى الله » ؛ تفسير فرات ، ص 106 ، ح 100 ، وفيه : « جعفر بن أحمد معنعناً عن بريد » ، من قوله : « أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآءَاتَل ـ هُمُ اللهُ ». تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 246 ، ح 153 ، عن بريد بن معاوية ، مع زيادة في آخره. راجع : كتاب سليم بن قيس ، ص 769 ، ح 25 الوافي ، ج 3 ، ص 518 ، ح 1030.
    (4) في البصائر : « أبي جعفر ».
    (5) النساء (4) : 54.
    (6) بصائر الدرجات ، ص 35 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد. تفسير فرات ، ص 106 ، بسند آخر الوافي ، ج 3 ، ص 519 ، ح 1031.
    (7) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 36 ، ح 7 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن يحيى الحلبي من دون توسط النضر بن سويد ، والموجود في بعض نسخ البصائر والبحار ، ج 23 ، ص 288 ، ح 11 ، توسط النضر بن سويد بين الحسين بن سعيد ويحيى الحلبي ، وهو الصواب ؛ فقد روى الحسين بن سعيد عن النضر

    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ )؟ فَقَالَ : « النُّبُوَّةَ ». قُلْتُ : ( وَالْحِكْمَةَ )؟ قَالَ : « الْفَهْمَ وَالْقَضَاءَ ». قُلْتُ : ( وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (1)؟ فَقَالَ : « الطَّاعَةَ (2) ». (3) ‌
    532 / 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي الصَّبَّاحِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) فَقَالَ : « يَا أَبَا الصَّبَّاحِ ، نَحْنُ وَاللهِ النَّاسُ الْمَحْسُودُونَ (4) ». (5)
    533 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ (6) ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ (7) بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدٍ الْعِجْلِيِّ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ
    __________________
    بن سويد كتاب يحيى الحلبي وتكرّر هذا الارتباط في الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص 501 ، الرقم 790 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 19 ، ص 387 ـ 389.
    (1) النساء (4) : 54.
    (2) في الكافي ، ح 486 وتفسير القمّي : « قال : الطاعة المفروضة » بدل « فقال : الطاعة ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 36 ، ح 7 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن يحيى الحلبي .... الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّة عليهم‌السلام ، ح 486 ، بسند آخر عن أبى جعفر عليه‌السلام ، من قوله : « وَءَاتَيْنهُم مُّلْكًا » ؛ تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 140 ، بسند آخر ؛ تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 248 ، ح 160 ، عن حمران الوافي ، ج 3 ، ص 520 ، ح 1034.
    (4) في البصائر ، ص 35 : + « وأشار بيده إلى صدره ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 35 ، ح 4 ، بسنده عن أبي الصبّاح الكناني. وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فرض طاعة الأئمّة ، ح 488 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 202 ، ح 1 ؛ والتهذيب ، ج 4 ، ص 132 ، ح 367 ، بسند آخر عن أبي الصبّاح الكناني ، مع زيادة في أوّله. تفسير فرات ، ص 107 ، ح 101 ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره ، وفي كلّها مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 247 ، ح 155 ، عن أبي الصبّاح الكناني الوافي ، ج 3 ، ص 519 ، ح 1032.
    (6) في « ب » وحاشية « بر » : + « بن هاشم ».
    (7) في « ب » : ـ « محمّد ».

    وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) قَالَ (1) : « جَعَلَ مِنْهُمُ الرُّسُلَ وَالْأَنْبِيَاءَ وَالْأَئِمَّةَ ، فَكَيْفَ يُقِرُّونَ (2) فِي آلِ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام ، وَيُنْكِرُونَهُ (3) فِي آلِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟! ».
    قَالَ : قُلْتُ (4) : ( وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) (5)؟ قَالَ (6) : « الْمُلْكُ الْعَظِيمُ أَنْ جَعَلَ فِيهِمْ أَئِمَّةً مَنْ أَطَاعَهُمْ أَطَاعَ (7) اللهَ ؛ وَمَنْ عَصَاهُمْ عَصَى (Cool اللهَ ؛ فَهُوَ الْمُلْكُ الْعَظِيمُ ». (9) ‌
    17 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام هُمُ الْعَلَامَاتُ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي‌كِتَابِهِ‌
    534 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ (10) ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ الْجَصَّاصُ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) (11) قَالَ : « النَّجْمُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالْعَلَامَاتُ هُمُ (12) الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ». (13) ‌
    __________________
    (1) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي : ـ « قال ». وفي « بح » : « يقول ».
    (2) في تفسير العيّاشي ، ص 246 : + « بذلك ».
    (3) في « ف » : « وينكرون ».
    (4) في « بر » والوافي : + « قوله ». وفي البصائر : « فما معنى قوله » بدل « قال : قلت ».
    (5) في تفسير العيّاشي ، ص 246 : + « ما الملك العظيم ».
    (6) في « بس » : + « إنّ ».
    (7) في « ج » : « فقد أطاع ».
    (Cool في « ج » : « فقد عصى ».
    (9) بصائر الدرجات ، ص 36 ، ح 6 ، بسنده عن ابن أبي عمير. كتاب سليم بن قيس ، ص 769 ، ح 25 ، بسند آخر ، عن علي عليه‌السلام. تفسير فرات ، ص 107 ، ح 102 ، بسند آخر من قوله : « قال : الملك العظيم أن جعل ». تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 246 ، ح 153 ، عن بريد بن معاوية ، مع زيادة في أوّله ؛ وفيه ، ص 248 ، ح 158 ، عن أبي خالد الكابلي ، من قوله : « قال : الملك العظيم أن جعل » مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 520 ، ح 1033.
    (10) في « ض » : « المشرق » وهو سهو. وأبو داود هذا ، هو سليمان بن سفيان المسترقّ. راجع : رجال النجاشي ، ص 183 ، الرقم 485 ؛ رجال الكشي ، ص 319 ، الرقم 577.
    (11) النحل (16) : 16.
    (12) في « بر ، بس » : ـ « هم ».
    (13) الأمالي للطوسي ، ص 163 ، المجلس 6 ، ح 270 ، بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 255 ، ح 8 ، عن معلّى بن خنيس ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 521 ، ح 1035 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 359 ، ح 54.

    535 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَسْبَاطِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ :
    سَأَلَ الْهَيْثَمُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ـ وَأَنَا عِنْدَهُ ـ عَنْ قَوْلِ اللهِ (1) عَزَّ وَجَلَّ : ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فَقَالَ : « رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النَّجْمُ (2) ، وَالْعَلَامَاتُ هُمُ (3) الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ». (4) ‌
    536 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ الرِّضَا عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ (5) عَزَّ وَجَلَّ : ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قَالَ : « نَحْنُ الْعَلَامَاتُ ، وَالنَّجْمُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». (6) ‌
    18 ـ بَابُ أَنَّ الْآيَاتِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي كِتَابِهِ هُمُ‌الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام‌
    537 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ ) (7) قَالَ : « الْآيَاتُ هُمُ (Cool الْأَئِمَّةُ ، وَالنُّذُرُ هُمُ (9) الْأَنْبِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ». (10) ‌
    __________________
    (1) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « عن قوله ».
    (2) في « ف » : « النجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    (3) في « ض ، بح ، بر » : ـ « هم ».
    (4) الوافي ، ج 3 ، ص 521 ، ح 1036.
    (5) في « بف » وحاشية « بح » : « عن قوله ».
    (6) تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 343 ، بسند آخر مع زيادة في أوّله وآخره ؛ تفسير فرات ، ص 233 ، ح 311 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 233 ، ح 312 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 256 ، ح 10 ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن عليه‌السلام ؛ وفيه ، ج 2 ، ص 256 ، ح 9 ، عن أبي مخلّد الخيّاط ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 521 ، ح 1037.
    (7) يونس (10) : 101.
    (Cool في « بف » والوافي وتفسير القمّي : ـ « هم ».
    (9) في « بف » والوافي وتفسير القمّي : ـ « هم ».
    (10) تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 320 ، عن الحسين بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 522 ، ح 1039.

    538 / 2. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ رَفَعَهُ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( كَذَّبُوا بِآياتِنا كُلِّها ) (1) : « يَعْنِي الْأَوْصِيَاءَ كُلَّهُمْ ». (2)
    539 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ (3) بْنِ أَبِي عُمَيْرٍ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ (4) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ الشِّيعَةَ يَسْأَلُونَكَ عَنْ تَفْسِيرِ هذِهِ الْآيَةِ : ( عَمَّ يَتَساءَلُونَ عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ )؟ (5) قَالَ : « ذلِكَ إِلَيَّ إِنْ شِئْتُ أَخْبَرْتُهُمْ ، وَإِنْ شِئْتُ لَمْ أُخْبِرْهُمْ » ثُمَّ (6) قَالَ : « لكِنِّي أُخْبِرُكَ بِتَفْسِيرِهَا ».
    قُلْتُ : ( عَمَّ يَتَساءَلُونَ )؟ قَالَ : فَقَالَ : « هِيَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ، كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَقُولُ : مَا لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ آيَةٌ هِيَ أَكْبَرُ مِنِّي ، وَلَالِلّهِ مِنْ (7) نَبَإٍ (Cool أَعْظَمُ مِنِّي ». (9) ‌
    __________________
    (1) القمر (54) : 42.
    (2) تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 199 ، بسند آخر مع اختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 522 ، ح 1040.
    (3) في « و ، بح » : ـ « محمّد ».
    (4) في « ض » : ـ « له ».
    (5) النبأ (78) : 1 ـ 2.
    (6) في « بح » : ـ « ثمّ ».
    (7) في « ض ، بس ، بف » : ـ « من ».
    (Cool في البصائر : + « عظيم ».
    (9) بصائر الدرجات ، ص 76 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير وغيره ( والمذكور في بعض نسخه : أو غيره ) عن محمّد بن الفضيل ، مع زيادة في آخره. تفسير فرات ، ص 533 ، ح 685 وح 686 ، بسند آخر عن أبي حمزة الثمالي مع اختلاف ؛ تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 401 ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، من قوله : « كان أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول » مع اختلاف. وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح 1121 الوافي ، ج 3 ، ص 523 ، ح 1041.

    19 ـ بَابُ مَا فَرَضَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَرَسُولُهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم
    مِنَ الْكَوْنِ مَعَ‌الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام‌
    540 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ (1) ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْعِجْلِيِّ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ ) (2) قَالَ : « إِيَّانَا عَنى ». (3) ‌
    541 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ ) قَالَ عليه‌السلام : « الصَّادِقُونَ هُمُ (4) الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام وَ (5) الصِّدِّيقُونَ (6) بِطَاعَتِهِمْ ». (7) ‌
    __________________
    (1) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 31 ، ح 1 ، عن الحسين بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن‌عائذ ، لكنّ الموجود في بعض مخطوطاته توسُّط معلّى بن محمّد بين « الحسين بن محمّد » وبين « الحسن بن علي » وهو الصواب ؛ فإنّ الحسن بن علي الراوي عن أحمد بن عائذ ، هو الوشّاء ، ويروي الحسين بن محمّد عنه بتوسّط معلّى بن محمّد في كثير من الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 18 ، ص 461 ـ 464 ، ص 467 ـ 470.
    (2) التوبة (9) : 119.
    (3) بصائر الدرجات ، ص 31 ، ح 1 ، عن الحسين بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن أحمد بن عائذ الوافي ، ج 2 ، ص 108 ، ح 564.
    (4) في « بف » والبصائر : ـ « هم ».
    (5) في البصائر : ـ « و ».
    (6) « الصِدّيق » ـ مثال الفِسّيق ـ : الدائم التصديق ، ويكون الذي يصدّق قوله بالعمل. الصحاح ، ج 4 ، ص 1506 ( صدق ).
    (7) بصائر الدرجات ، ص 31 ، ح 2 ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، عن الرضا عليه‌السلام الوافي ، ج 2 ، ص 107 ، ح 563.

    542 / 3. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحسَنِ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَرِيفٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَحْيَا حَيَاةً تُشْبِهُ حَيَاةَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَيَمُوتَ مِيتَةً تُشْبِهُ مِيتَةَ (2) الشُّهَدَاءِ ، وَيَسْكُنَ الْجِنَانَ الَّتِي غَرَسَهَا الرَّحْمنُ (3) ، فَلْيَتَوَلَّ (4) عَلِيّاً ، وَلْيُوَالِ (5) وَلِيَّهُ (6) ، وَلْيَقْتَدِ بِالْأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ ؛ فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِي ، خُلِقُوا مِنْ طِينَتِي (7) ؛ اللهُمَّ ارْزُقْهُمْ فَهْمِي (Cool وَعِلْمِي ، وَوَيْلٌ لِلْمُخَالِفِينَ لَهُمْ مِنْ‌
    __________________
    (1) هكذا في « ض ». وفي سائر النسخ والمطبوع : « محمّد بن الحسين ».
    والصواب ما أثبتناه ، يؤيّد ذلك ـ مضافاً إلى ماتقدّم في الكافي ، ذيل ح 446 ـ ورود مضمون الخبر في بصائر الدرجات ، ص 48 ، ح 1 عن محمّد بن عبدالحميد ، عن منصور بن يونس ، عن سعد بن طريف ، وما يأتي في الكافي ، ح 688 من رواية محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن عبد الحميد ، عن منصوربن يونس ، وقد ورد مضمون ذاك الخبر أيضاً في بصائر الدرجات ، ص 293 ، ح 3. ويؤيّده أيضاً رواية محمّد بن الحسن [ الصفّار ] عن محمّد بن عبدالحميد ، في بعض طرق النجاشي والشيخ الطوسي إلى كتب بعض الأصحاب ، راجع : رجال النجاشي ، ص 364 ، الرقم 981 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 50 ، الرقم 63 ؛ وص 324 ، الرقم 503 ؛ وص 345 ، الرقم 544 ؛ وص 400 ، الرقم 607.
    وأمّا ماورد في بعض الأسناد من رواية محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن عبدالحميد ، فمحمّد بن الحسين في هذه الموارد مصحّف إمّا من محمّد بن الحسن ـ كما في ما نحن فيه ـ ، أو من موسى بن الحسن. والتفصيل لايسعه المقام.
    (2) في « بح » : « موته ».
    (3) في « بح ، بس » : « الله ». والمراد بغرسه إيّاها : إنشاؤها بقول « كن » ومجرّد التقدير والإيجاد. راجع : شرح‌المازندراني ، ج 5 ، ص 312 ؛ الوافي ، ج 2 ، ص 104.
    (4) « فليتولّ » ، أي فليتّخذه وليّاً ، أي اماماً. يقال : تولاّه ، أي اتّخذه وليّاً. راجع : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1761 ( ولى ).
    (5) في « بح » : « وليتوال ».
    (6) « الموالاة » : ضدّ المعاداة ، والوليّ هنا بمعنى المحبّ والناصر. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2530 ( ولى ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 422.
    (7) « الطِينَة » : الخلقة والجبلّة والأصل. راجع : لسان العرب ، ج 13 ، ص 270 ( طين ).
    (Cool « الفهم » : المعرفة بالقلب. وسرعة الفهم : جودة الذهن وشدّة ذكائه. والعلم : مطلق الإدراك. راجع : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1509 ( فهم ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 313.

    أُمَّتِي ؛ اللهُمَّ لَاتُنِلْهُمْ شَفَاعَتِي (1) ». (2) ‌
    543 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ : اسْتِكْمَالُ (3) حُجَّتِي (4) عَلَى الْأَشْقِيَاءِ مِنْ أُمَّتِكَ : مَنْ تَرَكَ وَلَايَةَ (5) عَلِيٍّ ، وَوَالى أَعْدَاءَهُ ، وَأَنْكَرَ فَضْلَهُ وَفَضْلَ الْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ ، فَإِنَّ فَضْلَكَ فَضْلُهُمْ ، وَطَاعَتَكَ طَاعَتُهُمْ ، وَحَقَّكَ حَقُّهُمْ ، وَمَعْصِيَتَكَ مَعْصِيَتُهُمْ ، وَهُمُ الْأَئِمَّةُ الْهُدَاةُ مِنْ بَعْدِكَ ، جَرى فِيهِمْ رُوحُكَ ، وَرُوحُكَ (6) مَا جَرى فِيكَ مِنْ رَبِّكَ ، وَهُمْ عِتْرَتُكَ مِنْ طِينَتِكَ وَلَحْمِكَ وَدَمِكَ ، وَقَدْ أَجْرَى اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهِمْ سُنَّتَكَ وَسُنَّةَ الْأَنْبِيَاءِ (7) قَبْلَكَ ، وَهُمْ خُزَّانِي عَلى عِلْمِي مِنْ بَعْدِكَ ، حَقٌّ عَلَيَّ لَقَدِ اصْطَفَيْتُهُمْ (Cool وَانْتَجَبْتُهُمْ (9) وَأَخْلَصْتُهُمْ وَارْتَضَيْتُهُمْ ، وَنَجَا مَنْ أَحَبَّهُمْ وَوَالَاهُمْ‌
    __________________
    (1) « لاتُنِلهُمْ » ، أي لاتُصِبْهُمْ. يقال : نال خيراً يَنالُ نيلاً ، أي أصاب ، وأناله غيره. راجع : الصحاح ، ج 5 ، ص 1838 ( نيل ).
    (2) بصائر الدرجات ، ص 48 ، ح 1 عن محمّد بن عبد الحميد. وفيه ، ص 48 ، ح 2 ، بسند آخر عن سعد بن طريف. الأمالي للطوسي ، ص 578 ، المجلس 23 ، ح 9 ، بسند آخر ، عن أبي ذرّ ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج 2 ، ص 104 ، ح 558.
    (3) استظهر في حاشية « بر » : « استكمل ».
    (4) « استكمال حجّتي » مبتدأ ، و « على الأشقياء » خبره ، و « من ترك » بدل من الأشقياء يفسّره. راجع : الوافي ، ج 2 ، ص 107 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 422.
    (5) « الوَلاية » : الإمارة والسلطنة. و « الوِلاية » : المحبّة والطاعة. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 228 ( ولا ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 422.
    (6) في البصائر : « روحهم ». وفتح الراء في « رَوْحك » الثاني ـ بمعنى الراحة والرحمة ، كنايةً عن الألطاف الربّانيّة ـ محتمل عند المازندراني ، متعيّن عند المجلسي. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 314 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 422.
    (7) في « ج » : + « من ».
    (Cool قال المجلسي في مرآة العقول : « لقد اصطفيتهم ، اللام جواب القسم ؛ لأنّ قوله : حقّ عليّ ، بمنزلة القسم ، أو « حقّ » خبر مبتدأ محذوف ، وقوله : لقد اصطفيتهم ، استيناف بيانيّ ».
    (9) « انتجبهم » ، أي اختارهم واصطفاهم. راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 222 ( نجب ).

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 21:59

    وَسَلَّمَ لِفَضْلِهِمْ ، وَلَقَدْ أَتَانِي جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَأَحِبَّائِهِمْ وَالْمُسَلِّمِينَ لِفَضْلِهِمْ ». (1)
    544 / 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي الْمَغْرَاءِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ (2) ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ أَرَادَ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي ، وَيَمُوتَ مِيتَتِي ، وَيَدْخُلَ جَنَّةَ عَدْنٍ (3) الَّتِي غَرَسَهَا اللهُ (4) رَبِّي (5) بِيَدِهِ ، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ، وَلْيَتَوَلَّ (6) وَلِيَّهُ ، وَلْيُعَادِ عَدُوَّهُ ، وَلْيُسَلِّمْ لِلْأَوْصِيَاءِ (7) مِنْ بَعْدِهِ ؛ فَإِنَّهُمْ عِتْرَتِي مِنْ لَحْمِي وَدَمِي ، أَعْطَاهُمُ اللهُ فَهْمِي وَعِلْمِي ، إِلَى اللهِ أَشْكُو أَمْرَ أُمَّتِي الْمُنْكِرِينَ لِفَضْلِهِمْ ، الْقَاطِعِينَ فِيهِمْ صِلَتِي (Cool ، وَايْمُ اللهِ (9) ، لَيَقْتُلُنَّ ابْنِي (10) ، لَا أَنَالَهُمُ اللهُ‌
    __________________
    (1) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام ولاة أمر الله ... ، ح 512 ، مع نقيصة. بصائر الدرجات ، ص 54 ، ح 3 ، عن محمّد بن الحسين ؛ وفيه ، ص 105 ، ح 12 ، عن محمّد بن الحسين ، مع نقيصة الوافي ، ج 2 ، ص 106 ، ح 562.
    (2) في « ض ، و » : « مسلم ». والرجل مجهول لم نعرفه.
    (3) « العدن » في اللغة : الإقامة وقال العلاّمة المجلسي : « وجنّة العدن اسم لمدينة الجنّة ، وهي مسكن الأنبياء والعلماء والشهداء والأئمّة العدل ... » راجع : النهاية ، ج 3 ، ص 192 ( عدن ) ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 423.
    (4) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي والبصائر ، ص 49 و 25 : ـ « الله ».
    (5) في « ض » : ـ « ربّي ».
    (6) في حاشية « بح » : « وليوال ».
    (7) في البصائر ، ص 49 و 52 : « وليأتمّ بالأوصياء » بدل « وليسلّم للأوصياء ».
    (Cool « الصلة » : إمّا مصدر وَصَل ، بمعنى اتّصل. أو اسم بمعنى الجائزة والعطيّة. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 193 ( وصل ).
    (9) قال الجوهري في الصحاح ، ج 6 ، ص 2221 ( يمن ) : « أيْمُنُ اللهِ : اسم وضع للقسم ، وألفه ألف وصل عند الأكثر ، ولم يجي‌ء في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها ، وقد تدخل عليه اللام لتأكيد الابتداء ، تقول : لَيْمُنُ الله ، فتذهب الألف في الوصل. وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف ، والتقدير : أيْمُنُ اللهِ قسمي ، وأيْمُنُ اللهِ ما اقسم به. وربّما حذفوا منه النون ، فقالوا : أيْمُ اللهِ وايم اللهِ ، وربّما حذفوا غيرها ، فقالوا : اَمُ اللهِ ، مُ اللهِ ، مِ اللهِ ، مُنُ الله ، مَنَ اللهِ ، مِنِ اللهِ ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « وأيم ـ بفتح الهمزة وسكون الياء ـ مبتدأ مضاف ، وأصله أيْمُن جمع يمين ، وخبره محذوف وهو يميني ».
    (10) في البصائر ، ص 52 : + « يعني الحسن ». وفي مرآة العقول : « والمراد بالابن الحسين عليه‌السلام. وربّما يقرأ

    شَفَاعَتِي ». (1) ‌
    545 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَبْدِ الْقَهَّارِ (2) ، عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِيِّ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَحْيَا حَيَاتِي ، وَيَمُوتَ مِيتَتِي ، وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَنِيهَا رَبِّي ، وَيَتَمَسَّكَ بِقَضِيبٍ (3) غَرَسَهُ رَبِّي بِيَدِهِ ، فَلْيَتَوَلَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام وَأَوْصِيَاءَهُ مِنْ بَعْدِهِ ؛ فَإِنَّهُمْ لَايُدْخِلُونَكُمْ فِي بَابِ ضَلَالٍ ، وَلَايُخْرِجُونَكُمْ مِنْ بَابِ هُدًى ، فَلَا تُعَلِّمُوهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ أَعْلَمُ مِنْكُمْ ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي أَلاَّ يُفَرِّقَ بَيْنَهُمْ (4) وَبَيْنَ الْكِتَابِ حَتّى يَرِدَا (5) عَلَيَّ الْحَوْضَ هكَذَا ـ وَضَمَّ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ ـ وَعَرْضُهُ مَا بَيْنَ صَنْعَاءَ (6) إِلى أَيْلَةَ (7) ،
    __________________
    بصيغة التثنية إشارة إلى الحسن والحسين عليهما‌السلام ».
    (1) بصائر الدرجات ، ص 50 ، ح 10 ، بسنده عن أحمد بن محمّد بن عيسى ؛ وفيه ، ص 49 ، ح 5 ، بسنده عن محمّد بن سالم ؛ وفيه ، ص 52 ، ح 17 ، بسنده عن أبان بن تغلب. وفي الأمالي للصدوق ، ص 36 ، المجلس 9 ، ح 11 ، بسند آخر ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مع اختلاف الوافي ، ج 2 ، ص 104 ، ح 559.
    (2) كذا في النسخ والمطبوع. وفي بصائر الدرجات ، ص 49 ، ح 6 : « عبدالقاهر ». ولا يبعد صحّته ، وأن يكون عبدالقاهر ، هو الذي روى عن جابر ، وذكره الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق عليه‌السلام. راجع : رجال الطوسي ، ص 242 ، الرقم 3341.
    (3) في حاشية « بف » : « بقضيبي ». و « القضيب » : الغصن ، وهو ما تشعّب عن ساق الشجرة. والجمع : القُضبان. راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 203 ( قضب ). وقال في الوافي : « لعلّة صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كنّى بالقضيب المغروس بيد الربّ عن شجرة أهل البيت عليهم‌السلام شجرة طوبي ».
    (4) في « بح » : « بيني ». والمراد بعدم الفرق بينهم وبين الكتاب ، عدم مزايلتهم عن علمه ، وعدم مزايلته عمّايحتاجون إليه من العلم ، والمراد بالحوض : الكوثر ، وتأويله العلم. الوافي ، ج 2 ، ص 106.
    (5) في حاشية « ف » : « يردوا معه ».
    (6) في شرح المازندراني : « الصنعاء ».
    (7) في البصائر : « أبلة ». و « أيْلَةُ » : جبل بين مكّة ومدينة قرب يَنْبُعَ ، وبلد بين ينبع ومصر. و « إِيلَةُ » بالكسر : قرية بباخَرْز. وموضعان آخران. القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1276 ( أيل ). وقال المجلسي في مرآة العقول : « وفي

    قُدْحَانُ (1) فِضَّةٍ وَذَهَبٍ (2) عَدَدَ النُّجُومِ ». (3) ‌
    546 / 7. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام (4) : « إِنَّ (5) الرَّوْحَ (6) وَالرَّاحَةَ وَالْفَلْجَ (7) وَالْعَوْنَ (Cool وَالنَّجَاحَ (9) وَالْبَرَكَةَ (10) وَالْكَرَامَةَ (11) وَالْمَغْفِرَةَ‌
    __________________
    أكثر روايات الحوض في سائر الكتب : بضمّ الألف والباء الموحّدة واللام المشدّدة ، وهي بلد قرب بصرة في الجانب البحريّ ولعلّه موضع البصرة اليوم ».
    (1) « قُدْحان » : جمع قَدَح ـ على ما نقله الفيض في الوافي عن المهذّب ـ وهو ما يشرب منه ، وهو إناء يروي الرجلين ، أو اسم يجمع الصغار والكبار. ويجمع على أقداح. وراجع : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 354 ( قدح ).
    (2) في شرح المازندراني : « ذهب وفضّة ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 49 ، ح 6 ، بسنده عن محمّد بن الحسين. وفيه ، ص 50 ، ح 9 ؛ وص 51 ، ح 18 ، بسند آخر إلى قوله : « فإنّهم أعلم منكم » ؛ وفيه ، ح 15 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى قوله : « ولا يخرجونكم من باب هدى » ؛ الأمالي للطوسي ، ص 294 ، المجلس 17 ، ح 48. بسند آخر مع اختلاف. راجع : الأمالي للطوسي ، ص 578 ، المجلس 23 ، ح 9 الوافي ، ج 2 ، ص 105 ، ح 560.
    (4) في مرآة العقول : « وكأنّه سقط منه : « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » كما يظهر من آخر الخبر ».
    (5) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بف » وشرح المازندراني. وفي المطبوع : « وإنّ ».
    (6) في شرح المازندراني : « الروح وما عطف عليه مسند إليه ، وقوله : من الله عزّ وجلّ ، متعلّق بكلّ واحد من الامور المذكورة ، وقوله : لمن تولّى عليّاً ، مسند ». و « الرَوْح » : الراحة والسرور والفرح والرحمة ونسيم الريح. راجع : تاج العروس ، ج 4 ، ص 58 ( روح ).
    (7) في « ب ، ض ، ف ، بح » وحاشية « ج » : « الفلح ». وفي حاشية « بح ، بف » : « الفلاح ». و « الفَلْج » : الظفر والفوز ، يقال : فَلَجَ الرجل على خصمه ، إذا غلبه. الصحاح ، ج 1 ، ص 335 ( فلج ).
    (Cool في « بح » : « الفوز ». و « العَوْن » : الظهير على الأمر ، وكلّ شي‌ء أعانك فهو عَوْنٌ لك. أو هو مصدر بمعنى الإعانة والمعاونة والمظاهرة. راجع : المفردات للراغب ، ص 598 ؛ لسان العرب ، ج 13 ، ص 298 ـ 299 ( عون ).
    (9) « النُجْح والنجاح » : الظفر بالحوائج. الصحاح ، ج 1 ، ص 409 ( نجح ).
    (10) « البَرَكة » : الثبات والدوام ، وهو من بَرَك البعير ، إذا ناخ في موضع ولزمه ، وتطلق البركة على الزيادة والنماء. النهاية ، ج 1 ، ص 120 ( برك ).
    (11) « الكَرامَةُ » : اسم من الإكرام والتكريم ، وهما أن يُوصَلَ إلى الإنسان إكرامٌ ، أي نفع لايلحقه فيه غَضاضَة. أو أن

    وَالْمُعَافَاةَ (1) وَالْيُسْرَ (2) وَالْبُشْرى وَالرِّضْوَانَ وَالْقُرْبَ وَالنَّصْرَ (3) وَالتَّمَكُّنَ (4) وَالرَّجَاءَ وَالْمَحَبَّةَ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لِمَنْ تَوَلّى عَلِيّاً (5) وَائْتَمَّ بِهِ (6) ، وَبَرِئَ مِنْ عَدُوِّهِ ، وَسَلَّمَ لِفَضْلِهِ وَلِلْأَوْصِيَاءِ مِنْ بَعْدِهِ ، حَقّاً (7) عَلَيَّ (Cool أَنْ أُدْخِلَهُمْ فِي شَفَاعَتِي ، وَحَقٌّ (9) عَلى رَبِّي ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَنْ يَسْتَجِيبَ لِي فِيهِمْ ؛ فَإِنَّهُمْ أَتْبَاعِي ، وَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ». (10) ‌
    __________________
    يَجْعَل ما يوصَل إليه شيئاً كريماً ، أي شريفاً. راجع : الصحاح ، ج 5 ، ص 2021 ؛ المفردات للراغب ، ص 707 ( كرم ).
    (1) قال الجوهري : عافاه الله وأعفاه بمعنى ، والاسم العافية ، وهي دفاع الله عن العبد. قال ابن الأثير : المعافاة : هي‌أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ، أي يُغنيك عنهم ويُغنيهم عنك ، ويصرف أذاهم عنك وأذاك عنهم ». راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2432 ؛ النهاية ، ج 3 ، ص 265 ( عفو ).
    (2) في « بف » : « البشر ».
    (3) في « ج ، ض ، ف » : « النصرة ».
    (4) « التمكّن » : القدرة والاقتدار على الشي‌ء. راجع : المصباح المنير ، ص 577 ( مكن ).
    (5) قوله : « تولّى عليّاً » ، أي اتّخذه عليه‌السلام وليّاً ، أي إماماً ، يقال : تولاّه ، أي اتّخذه وليّاً. راجع : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1761 ( ولى ).
    (6) « ائتمّ به » ، أي اقتدى به ، من الائتمام بمعنى الاقتداء. راجع : الصحاح ، ج 5 ، ص 1565 ( أمم ).
    (7) في شرح المازندراني : « وحقّاً ».
    (Cool حقّاً عليّ ، مفعول مطلق لفعل محذوف. قال المجلسي في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 426 : « ويحتمل أن يكون « حقّاً » تأكيداً للجملة السابقة ... فيكون « عليّ » ابتداء الكلام ، أي واجب ولازم عليّ إدخالهم في شفاعتي ». وراجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 319.
    (9) قرأه العلاّمة المازندراني فعلاً وقال : « قوله : « وحقّ على ربّي » جملة فعليّة معطوفة على فعليّة سابقة ».
    (10) المحاسن ، ص 142 ، كتاب الصفوة ، ح 37 ، إلى قوله : « وائتمّ به » ؛ وص 152 ، كتاب الصفوة ، ح 74 ، وفيهما بسند آخر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع زيادة واختلاف يسير ؛ وفي بصائر الدرجات ، ص 53 ، ح 1 ؛ وفضائل الشيعة ، ص 33 ، ح 28 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 111 ، المجلس 23 ، ح 10 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في حديث غدير ـ مع اختلاف وزيادة. وفي تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 169 ، ح 33 ، عن أبي عبدالرحمن ، عن أبي كلدة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع اختلاف وزيادة في آخره الوافي ، ج 2 ، ص 106 ، ح 561.

    20 ـ بَابُ أَنَّ أَهْلَ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرَ اللهُ الْخَلْقَ بِسُؤَالِهِمْ هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام‌
    547 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَجْلَانَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (1) : « قَالَ (2) رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الذِّكْرُ أَنَا ، وَالْأَئِمَّةُ أَهْلُ الذِّكْرِ ».
    وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) (3) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « نَحْنُ (4) قَوْمُهُ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ». (5) ‌
    548 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (6) : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )؟
    قَالَ (7) : « الذِّكْرُ مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَنَحْنُ أَهْلُهُ (Cool الْمَسْؤُولُونَ ».
    قَالَ : قُلْتُ : قَوْلُهُ (9) : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ )؟
    قَالَ : « إِيَّانَا عَنى ، وَنَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ». (10) ‌
    __________________
    (1) النحل (16) : 43 ؛ الأنبياء (21) : 7.
    (2) في حاشية « جو » والوسائل : « قال : قال ».
    (3) الزخرف (43) : 44.
    (4) في شرح المازندراني : « ونحن ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 40 ، ح 13 ، بسند آخر الوافي ، ج 3 ، ص 526 ، ح 1047 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 63 ، ح 33206 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 359 ، ح 55.
    (6) في « ف » : + « قول الله تعالى ».
    (7) في « ف » : + « إنّ ».
    (Cool في البصائر ، ص 40 ، والوسائل : « أهله نحن ».
    (9) في الوسائل : ـ « قوله ».
    (10) بصائر الدرجات ، ص 40 ، ح 11 ، بسنده عن عبدالرحمن بن كثير إلى قوله : « ونحن أهله المسؤولون » وفيه ، ص 38 ، ح 8 ، بسند آخر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، من قوله : « وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ » الوافي ، ج 3 ، ص 527 ، ح 1048 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 64 ، ح 33208.

    549 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ الرِّضَا عليه‌السلام فَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ (1) ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )؟ فَقَالَ : « نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ». (2) ‌
    قُلْتُ : فَأَنْتُمُ الْمَسْؤُولُونَ ، وَنَحْنُ السَّائِلُونَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».
    قُلْتُ : حَقّاً عَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلَكُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».
    قُلْتُ : حَقّاً عَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونَا؟ قَالَ : « لَا ، ذَاكَ إِلَيْنَا ، إِنْ شِئْنَا فَعَلْنَا ، وَإِنْ شِئْنَا لَمْ نَفْعَلْ ، أَمَا تَسْمَعُ قَوْلَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (3)؟ ». (4) ‌
    550 / 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) : « فَرَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذِّكْرُ (5) ، وَأَهْلُ‌
    __________________
    (1) في « ف » : + « قول الله ». وفي الوسائل : « عن قوله » بدل « فقلت له : جعلت فداك ».
    (2) في « ف » : + « قال ».
    (3) أي هذا الذي أعطيناك من الملك والعلم عطاؤنا ، فأعط من شئت ، وامنع من شئت ؛ لأنّ كلّ سؤال ليس بمستحقّ للجواب ، ولاكلّ سائل بالحريّ أن يجاب ، وربّ جوهر علم ينبغي أن يكون مكنوناً ، وربّ حكم ينبغي أن يكون مكتوماً. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 322 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 528. والآية في سورة ص (38) : 39.
    (4) بصائر الدرجات ، ص 42 ، ح 25 ؛ تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 68 ، وفيهما بسند آخر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اختلاف يسير. وراجع : بصائر الدرجات ، ص 38 ـ 43 الوافي ، ج 3 ، ص 527 ، ح 1049 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 64 ، ح 33210.
    (5) المفهوم من هذه الآية أنّ القرآن هو الذكر ، فكأنّ في الحديث إسقاطاً أو تبديلاً لإحدى الآيتين بالاخرى ‌سهواً من الراوي أو الناسخ. والعلم عند الله تعالى. فلابدّ أن يقدّر « ذو » ، أي ذو الذكر ، أو يقال بعيداً : كون القرآن

    بَيْتِهِ عليهم‌السلام (1) الْمَسْئُولُونَ ، وَهُمْ أَهْلُ الذِّكْرِ ». (2) ‌
    551 / 5. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (3) ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ (4) ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنِ الْفُضَيْلِ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْئَلُونَ ) قَالَ : « الذِّكْرُ : الْقُرْآنُ ، وَنَحْنُ قَوْمُهُ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ». (5) ‌
    552 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ :
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام وَدَخَلَ عَلَيْهِ الْوَرْدُ أَخُو الْكُمَيْتِ ، فَقَالَ : جَعَلَنِيَ اللهُ‌
    __________________
    ذكراً يستلزم كون الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذكراً. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 322 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 538 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ص 429.
    (1) في « ج ، ف » : + « هم ».
    (2) بصائر الدرجات ، ص 37 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 528 ، ح 1050 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 62 ، ح 33203.
    (3) السند معلّق على سابقه. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.
    (4) في « ض » : + « عن النضر بن سويد » ، وهو سهو ؛ فإنّ ربعيّاً هذا هو ربعيّ بن عبدالله ، بقرينة روايته عن الفضيل ؛ فقد صحب ربعيّ الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه ، وكان خصّيصاً به. وطريق النجاشي إلى كتاب ربعيّ بن عبدالله ينتهي إلى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد ، وهو حمّاد بن عيسى كما صرّح به النجاشي. وبعض طرق الشيخ الطوسي إلى كتاب ربعيّ أيضاً ينتهي إلى السند المذكور. راجع : رجال النجاشي ، ص 167 ، الرقم 441 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 195 ، الرقم 294.
    هذا ، وقد أكثر الحسين بن سعيد من الرواية عن حمّاد [ بن عيسى ] ، فيبعد جدّاً وقوع الواسطة بينهما. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 5 ، ص 434 ـ 441.
    يؤيّد ذلك أنّا لم نجد رواية النضر بن سويد عن ربعيّ في موضع.
    (5) بصائر الدرجات ، ص 37 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص 37 ، ح 6 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 286 ، بسند آخر. وفي بصائر الدرجات ، ص 41 ، ح 14 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 528 ، ح 1051 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 63 ، ح 33204.

    فِدَاكَ ، اخْتَرْتُ لَكَ سَبْعِينَ مَسْأَلَةً مَا (1) تَحْضُرُنِي (2) مِنْهَا مَسْأَلَةٌ وَاحِدَةٌ ، قَالَ : « وَلَاوَاحِدَةٌ يَا وَرْدُ؟ » قَالَ (3) : بَلى (4) ، قَدْ (5) حَضَرَنِي (6) مِنْهَا (7) وَاحِدَةٌ ، قَالَ : « وَمَا هِيَ؟ » قَالَ : قَوْلُ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) (Cool : مَنْ هُمْ؟ قَالَ : « نَحْنُ ». قَالَ (9) : قُلْتُ : عَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلَكُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ » (10). قُلْتُ : عَلَيْكُمْ أَنْ تُجِيبُونَا؟ قَالَ : « ذَاكَ إِلَيْنَا ». (11) ‌
    553 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ رَزِينٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : إِنَّ مَنْ عِنْدَنَا يَزْعُمُونَ أَنَّ (12) قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) أَنَّهُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارى؟ قَالَ : « إِذاً يَدْعُونَكُمْ (13) إِلى دِينِهِمْ ». قَالَ (14) : ثُمَّ (15) قَالَ بِيَدِهِ (16) إِلى صَدْرِهِ : « نَحْنُ أَهْلُ الذِّكْرِ ، وَنَحْنُ الْمَسْؤُولُونَ ». (17) ‌
    __________________
    (1) في « بر » : « فما ». (2) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بف » والوافي : « يحضرني ».
    (3) في « ف » : + « قلت ».
    (4) في مرآة العقول ، ج 2 ، ص 430 : « قال : بلى ، إمّا مبنيّ على حضور الواحدة بعد نسيان الكلّ ، أو حمل الكلام على المبالغة ».
    (5) في « ف » : ـ « قد ».
    (6) في حاشية « بر » : « حضرتني ». (7) في حاشية « بر » والبصائر ، ص 38 : ـ « منها ».
    (Cool النحل (16) : 43 ؛ الأنبياء (21) : 7. (9) في الوسائل : ـ « قال ».
    (10) في « ف » : + قال ».
    (11) بصائر الدرجات ، ص 38 ، ح 1 ، بسنده عن محمّد بن الحسين. وفيه ، ص 39 ، ح 4 و 6 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 664 ، المجلس 35 ، ح 34 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام من قوله : « قول الله تبارك وتعالى : ( فَسْئَلُوا ... ) ». راجع : بصائر الدرجات ، ص 39 ، ح 5 و 8 الوافي ، ج 3 ، ص 529 ، ح 1052 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 66 ، ح 33214.
    (12) في « بر » : ـ « أنّ ».
    (13) في الوسائل : « يدعوكم ».
    (14) في « ج ، بح ، بف » والوافي : ـ « قال ».
    (15) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر » وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : ـ « ثمّ ». وفي « ف » والبصائر ، ص 41 : « ثمّ أشار بيده » بدل « ثمّ قال بيده ».
    (16) « قال بيده » ، أي ضرب بها ، أو أشار بها. راجع : المغرب ، ص 386 ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 323.
    (17) بصائر الدرجات ، ص 41 ، ح 17 ، بسنده عن العلاء بن رزين. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 260 ، ح 32 ، عن محمّد

    554 / 8. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام : عَلَى الْأَئِمَّةِ مِنَ الْفَرْضِ مَا لَيْسَ عَلى شِيعَتِهِمْ ، وَعَلى شِيعَتِنَا (1) مَا لَيْسَ عَلَيْنَا ، أَمَرَهُمُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يَسْأَلُونَا ، قَالَ (2) : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) فَأَمَرَهُمْ (3) أَنْ يَسْأَلُونَا ، وَلَيْسَ عَلَيْنَا الْجَوَابُ ، إِنْ شِئْنَا أَجَبْنَا (4) ، وَإِنْ شِئْنَا أَمْسَكْنَا (5) ». (6) ‌
    555 / 9. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ (7) ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ ، قَالَ :
    كَتَبْتُ إِلَى الرِّضَا عليه‌السلام كِتَاباً ، فَكَانَ فِي بَعْضِ مَا كَتَبْتُ : قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) وَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ) (Cool فَقَدْ فُرِضَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْأَلَةُ ، وَلَمْ يُفْرَضْ (9) عَلَيْكُمُ الْجَوَابُ (10)؟
    __________________
    بن مسلم. راجع : بصائر الدرجات ، ص 40 ، ح 9 الوافي ، ج 3 ، ص 526 ، ح 1046 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 63 ، ح 33205.
    (1) في مرآة العقول : « وعلى شيعتنا ، التفات ، أو ابتداء كلام من الرضا عليه‌السلام ».
    (2) في « ض » : « فقال ».
    (3) في « ف » : + « الله ».
    (4) في « ف » : « أجبناهم ».
    (5) في « ف » : « أسكتنا ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 38 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص 43 ، ح 28 ، بسنده عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أبي الحسن عليه‌السلام. راجع : بصائر الدرجات ، ص 39 ، ح 7 الوافي ، ج 3 ، ص 529 ، ح 1053 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 65 ، ح 33211.
    (7) في السند تعليق. ويروي عن أحمد بن محمّد ، عدّة من أصحابنا.
    (Cool التوبة (9) : 122.
    (9) في « ف » : « فلم يفرض ».
    (10) في البصائر وقرب الإسناد : « فقد فرضت عليكم المسألة ولم يفرض علينا الجواب ». وفي الوافي : « ولم يفرض عليكم الجواب ، استفهام استبعاد ، كأنّه استفهم السرّ فيه ، فأجابه الإمام عليه‌السلام بقول الله سبحانه. ولعلّ المراد أنّه لو كنّا نجيبكم عن كلّ ما سألتم ، فربّما يكون في بعض ذلك مالا تستجيبونّا فيه ، فتكونون من أهل هذه الآية ، فالأولى بحالكم أن لانجيبكم إلاّفيما نعلم أنّكم تستجيبونّا فيه. أو أنّ المراد أنّ عليكم أن تستجيبوا لنا في كلّ ما نقول ، وليس لكم السؤال بِلمَ وكيف ».

    قَالَ : « قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ ) (1) ». (2) ‌
    21 ـ بَابُ أَنَّ مَنْ وَصَفَهُ اللهُ تَعَالى فِي كِتَابِهِ بِالْعِلْمِ هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام(3)
    556 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَعْدٍ ، عَنْ (4) جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) (5) قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « إِنَّمَا نَحْنُ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ، وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ عَدُوُّنَا (6) ،
    __________________
    (1) القصص (28) : 50.
    (2) بصائر الدرجات ، ص 38 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد ؛ قرب الإسناد ، ص 348 ، ح 1260 ، عن أحمد بن محمّد ، مع زيادة الوافي ، ج 3 ، ص 529 ، ح 1054.
    (3) في « ب ، ج ، بر » : « هو ».
    (4) في « ألف » وحاشية « ج ، ض ، بح ، بر » : « بن ». والظاهر عدم صحّته ؛ فقد روى الصفّار الخبر في بصائر الدرجات ، ص 55 ، ح 9 ، بسنده عن عبدالمؤمن بن القاسم الأنصاري ، عن سعد ، عن جابر بن يزيد الجعفي.
    ثمّ إنّ الخبر أورده فرات الكوفي أيضاً في تفسيره ، ص 364 ، ح 495 ، بسنده عن سفيان ، عن عبدالمؤمن ، قال : حدّثنا سعد بن طريف أبو مجاهد ، عن جابر بن يزيد الجعفي. كما أنّ الخبر ورد في تأويل الآيات ، ص 501 ، عن محمّد بن العبّاس ـ وهو ابن الماهيار ـ بسنده ، عن سفيان بن إبراهيم ، عن عبدالله ـ والظاهر أنّه تصحيف « عبدالمؤمن » ـ عن سعد بن مجاهد ، عن جابر.
    لكنّ الظاهر وقوع التحريف في كلا عنواني سعد بن طريف : أبي مجاهد ، وسعد بن مجاهد. أمّا الأوّل ، فقد صرّح في تهذيب الكمال ، ج 34 ، ص 156 ، بأنّ كنية سعد بن طريف هو « أبو العلاء ». وأمّا الثاني ، أي سعد بن مجاهد ، فلم نعثر عليه في موضع.
    هذا ، ويخطر بالبال صحّة « سعد أبي مجاهد » ، في العنوانين ، وهو سعد أبو مجاهد الطائي ، ترجم له في تهذيب الكمال ، ج 10 ، ص 317 ، الرقم 2236 ، ورواته في طبقة عبدالمؤمن بن القاسم ، تقريباً. وكيفيّة التحريف في العنوانين ـ على هذا الاحتمال ـ لاتخفى على المتأمّل.
    (5) الزمر (39) : 9.
    (6) في « بر » والوافي وتفسير فرات ، ح 495 : « وعدوّنا الذين لايعلمون ».

    وَشِيعَتُنَا (1) أُولُو الْأَلْبَابِ ». (2) ‌
    557 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ (3) ، عَنْ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) قال : « نَحْنُ الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ، وَعَدُوُّنَا الَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ ، وَشِيعَتُنَا أُولُو الْأَلْبَابِ ». (4) ‌
    22 ـ بَابُ أَنَّ الرَّاسِخِينَ فِي الْعِلْمِ هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام‌
    558 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ‌
    __________________
    (1) في « ف » : + « هم ».
    (2) بصائر الدرجات ، ص 55 ، ح 9 ، عن إبراهيم بن هاشم. تفسير فرات ، ص 364 ، ح 495 ، بسنده عن عبدالمؤمن بن قاسم. وفي المحاسن ، ص 169 ، كتاب الصفوة ، ح 134 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 54 ـ 55 ، ح 1 ـ 8 ؛ والكافي ، كتاب الروضة ، ضمن ح 14821 ؛ وتفسير فرات ، ص 364 ، ضمن ح 496 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 531 ، ح 1055.
    (3) كذا في النسخ ، لكنّ الظاهر سقوط الواسطة بين النضر بن سويد وبين جابر ؛ فقد ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 54 ، ح 1 ، وقد توسّط بينهما القاسم بن سليمان ، وتوسّط بينهما في بصائر الدرجات ، ص 213 ، ح 5 وص 215 ، ح 14 أيضاً.
    يؤكّد ذلك أنّ جابراً ـ وهو ابن يزيد الجعفي ـ مات في أيّام أبي عبدالله عليه‌السلام ، سنة 128 ، كما في رجال النجاشي ، ص 128 ، الرقم 332 ، وتاريخ الإسلام للذهبي ، ج 8 ، ص 59 ـ 60. والنضر بن سويد من أصحاب موسى بن جعفر عليه‌السلام كما في رجال البرقي ، ص 49 ؛ ورجال الطوسي ، ص 345 ، الرقم 5147. وقد روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام في أكثر أسناده بواسطتين.
    فعليه الظاهر أنّ النضر بن سويد لم يدرك جابراً حتّى تصحّ روايته عنه مباشرةً.
    (4) بصائر الدرجات ، ص 54 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن القاسم بن سليمان ، عن جابر. وفيه ، ص 55 ، ح 4 و 7 ؛ وتفسير فرات ، ص 363 ، ح 493 بسند آخر. راجع : بصائر الدرجات ، ص 121 ، ح 2 ؛ وتفسير فرات ، ص 363 ، ح 492 الوافي ، ج 3 ، ص 531 ، ح 1055.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 22:02

    النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ الْحُرِّ وَ (1) عِمْرَانَ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « نَحْنُ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ، وَنَحْنُ نَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ ». (2) ‌
    559 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِسْحَاقَ (3) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ :
    عَنْ أَحَدِهِمَا عليهما‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) : « فَرَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَفْضَلُ الرَّاسِخِينَ (4) فِي الْعِلْمِ ، قَدْ عَلَّمَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَمِيعَ مَا أَنْزَلَ عَلَيْهِ مِنَ التَّنْزِيلِ وَالتَّأْوِيلِ ، وَمَا كَانَ اللهُ لِيُنْزِلَ (5) عَلَيْهِ شَيْئاً لَمْ يُعَلِّمْهُ (6) تَأْوِيلَهُ ، وَأَوْصِيَاؤُهُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُونَهُ كُلَّهُ ، وَالَّذِينَ (7) ‌
    __________________
    (1) في الوسائل : « عن ». والظاهر عدم صحّته ؛ لما ورد في الأسناد من رواية أيّوب الحرّ عن أبي بصير مباشرة ، وعدم ثبوت روايته عنه بالتوسّط. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 3 ، ص 490 ـ 491.
    (2) بصائر الدرجات ، ص 203 ، ح 5 ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص 204 ، ح 7 ، بسند آخر عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 164 ، ح 8 ، عن أبي بصير الوافي ، ج 3 ، ص 531 ، ح 1056 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 178 ، ح 33536.
    (3) إبراهيم بن إسحاق الراوي عن عبدالله بن حمّاد ، هو إبراهيم بن إسحاق الأحمر. وأكثر روايات الكليني عنه‌بتوسّط عليّ بن محمّد ، عليّ بن محمّد بن بُندار ، وعليّ بن محمّد بن عبدالله. والعناوين الثلاثة حاكية عن راوٍ واحد ، فوقوع الواسطة بين عليّ بن محمّد وإبراهيم بن إسحاق بعيد ، ولذا يحتمل القول بزيادة « عن عبدالله بن عليّ » في السند رأساً. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 1 ، ص 444 ـ 447‌
    وفي السند احتمال آخر ، وهو وقوع التصحيف في « عليّ بن محمّد عن عبدالله بن عليّ » ، بأن كان في الأصل هكذا : « عليّ بن محمّد بن عبدالله بن عمران » ـ وهو العنوان الكامل لعليّ بن محمّد بن بندار ـ ، ثمّ صُحّف « بن » قبل « عبدالله » بـ « عن » كما صحّف « عمران » بـ « عليّ ». راجع : رجال النجاشي ، ص 261 ، الرقم 683 ؛ وص 353 ، الرقم 947.
    (4) في « ج » : « الراسخون ». ولعلّه على الحكاية.
    (5) في « ج » : « لينزّل ». وفي تفسير العيّاشي : « منزلاً ».
    (6) في الوسائل : « لا يعلّمه ».
    (7) الموصول مع صلته مبتدأ ، والشرط مع الجزاء خبره ؛ وجعل قوله عليه‌السلام : « فأجابهم » خبراً باعتبار تضمّن المبتدأ معنى الشرط بعيد ؛ لخلوّ الشرط عن الجزاء إلاّبتقدير وهو خلاف الأصل ، مع عدم الحاجة إليه. وقيل : الخبر قوله : « يقولون آمنّا به ». راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 328 ؛ مرآة العقول ، ج 2 ، ص 435.

    لَا (1) يَعْلَمُونَ تَأْوِيلَهُ إِذَا قَالَ الْعَالِمُ فِيهِمْ (2) بِعِلْمٍ (3) ، فَأَجَابَهُمُ اللهُ بِقَوْلِهِ : ( يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا ) (4) وَالْقُرْآنُ (5) خَاصٌّ وَعَامٌّ ، وَمُحْكَمٌ وَمُتَشَابِهٌ ، وَنَاسِخٌ وَمَنْسُوخٌ ، فَالرَّاسِخُونُ (6) فِي الْعِلْمِ يَعْلَمُونَهُ ». (7) ‌
    560 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ (Cool عليهم‌السلام ». (9) ‌
    23 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام قَدْ أُوتُوا الْعِلْمَ وَأُثْبِتَ فِي صُدُورِهِمْ ‌(10)
    561 / 1. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ (11) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ‌
    __________________
    (1) في حاشية « ف » : ـ « لا ».
    (2) في « ب ، بر » وحاشية « ج » والبصائر : « فيه ». أي في القرآن أو التأويل. وقال في الوافي : « والذين لايعلمون تأويله » أراد بهم الشيعة ؛ « إذا قال العالم فيهم » يعني به الراسخ في العلم الذين بين أظهرهم ؛ « بعلم » أي بمحكم أو تأويل متشابه « فأجابهم الله » يعني أجاب الله الراسخين من قبل الشيعة بقوله. ( يَقُولُونَ ) يعني الشيعة ( ءَامَنَّا بِهِ ) من المحكم والمتشابه ( كُلٌّ مّنْ عِندِ رَبّنَا ) ».
    (3) في البصائر : ـ « بعلم ».
    (4) آل عمران (3) : 7.
    (5) في تفسير العيّاشي : + « له ».
    (6) في البصائر : « والراسخون ».
    (7) بصائر الدرجات ، ص 204 ، ح 8 ، عن إبراهيم بن إسحاق. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 164 ، ح 6 ، عن بريد بن معاوية ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 531 ، ح 1057 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 179 ، ح 33537 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 130 ، ح 1.
    (Cool في الكافي ، ح 1101 والبحار : ـ « من بعده ». وفي الوسائل : « من ولده » بدل « من بعده ».
    (9) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح 1101 ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج 3 ، ص 532 ، ح 1058 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 179 ، ح 33538 ؛ البحار ، ج 23 ، ص 208 ، ح 12.
    (10) في « ب » : ـ « قد ».
    (11) في الوسائل : « أحمد بن محمّد ». وأحمد بن محمّد [ بن خالد ] وإن روى عن محمّد بن علي في كثير من

    الْمُخْتَارِ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ فِي هذِهِ الْآيَةِ : ( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) (1) فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلى صَدْرِهِ. (2) ‌
    562 / 2. عَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْعَبْدِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ». (3) ‌
    563 / 3. وَعَنْهُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    قَالَ (4) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي (5) هذِهِ الْآيَةِ : ( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) ثُمَّ قَالَ : « أَمَا وَاللهِ ، يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، مَا (6) قَالَ : بَيْنَ (7) دَفَّتَيِ الْمُصْحَفِ (Cool ». قُلْتُ : مَنْ هُمْ جُعِلْتُ‌
    __________________
    الأسناد ، لكنّه ليس من مشايخ المصنّف ، وابتداء السند بعنوانه في أوّل حديث من الباب غير معهود. ورواية أحمد بن مهران ـ وهو من مشايخ الكليني ـ عن محمّد بن علي متكرّرة في الأسناد. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 2 ، ص 709.
    (1) العنكبوت (29) : 49.
    (2) الوافي ، ج 3 ، ص 533 ، ح 1059 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 179 ، ح 33540.
    (3) بصائر الدرجات ، ص 205 ، ح 7 ، بسند آخر ؛ تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 150 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 533 ، ح 1060.
    (4) لعلّه بمعنى تكلّم. وفي الوسائل : « قرأ أبو جعفر عليه‌السلام هذه الآية » بدل « قال أبوجعفر عليه‌السلام في هذه الآية ».
    (5) في شرح المازندراني والوافي ومرآة العقول : ـ « في ».
    (6) قال في الوافي : « كلمة « ما » نافية ، يعني ما قال : آيات بيّنات بين دفّتي المصحف ، بل قال : « ءَايتٌ بَيّنتٌ فِى ‌صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ ». وقال المجلسي في مرآة العقول : « ويحتمل أن تكون كلمة ما موصولة فيكون بياناً لمرجع ضمير هو في الآية ، أي الذي قال تعالى : إنّه آيات بيّنات هو ما بين دفّتي المصحف ، لكنّه بعيد جدّاً ».
    (7) في الوسائل : « ما بين ».
    (Cool « المُصْحَف » و « المِصْحَف » : الجامع للصُحُف المكتوبة بين الدفّتين كأنّه اصْحِفَ ، والكسر والفتح فيه لغة. قال

    فِدَاكَ؟ قَالَ : « مَنْ عَسى أَنْ يَكُونُوا (1) غَيْرَنَا؟! ». (2)
    564 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ يَزِيدَ شَعَرٍ (3) ، عَنْ هَارُونَ بْنِ حَمْزَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : ( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام خَاصَّةً ». (4) ‌
    565 / 5. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ :
    سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ) قَالَ (5) : « هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام خَاصَّةً (6) ». (7) ‌
    __________________
    الأزهري : وإنّما سمّي المصحف مصحفاً لأنّه أُصْحِفَ ، أي جعل جامعاً للصحف المكتوبة بين الدَفّتين. راجع : لسان العرب ، ج 9 ، ص 186 ( صحف ).
    (1) في « ف ، بر » : « يكون ». وقال في مرآة العقول : « من عسى أن يكونوا » الاستفهام للإنكار.
    (2) بصائر الدرجات ، ص 205 ، ح 3 ، بسنده عن عثمان بن عيسى ، عن ابن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 534 ، ح 1063 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 180 ، ح 33542.
    (3) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 207 ، ح 17 ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد بن سعد ، عن هارون بن‌حمزة ، لكنّ الظاهر زيادة الخبر في هذا الموضع من البصائر ؛ لتقدّم ذكره في الحديث الخامس من الباب عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد [ شعر ] ، عن هارون بن حمزة. ولذا لم يرد الخبر المذكور في الموضع الثاني في بعض نسخ البصائر المعتبرة.
    وعلى أيّ تقدير ، يزيد الراوي عن هارون بن حمزة ، هو يزيد بن إسحاق شعر وقد يعبّر عنه بـ « يزيد شعر » فيقع العنوان في معرض التحريف بـ « يزيد بن سعد ». راجع : رجال النجاشي ، ص 437 ، الرقم 1177 ؛ وص 453 ، الرقم 1225 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 496 ، الرقم 786 ؛ وص 513 ، الرقم 816.
    (4) بصائر الدرجات ، ص 205 ، ح 5 عن محمّد بن الحسين ؛ وفيه ، ص 207 ، ح 17 ، عن محمّد بن الحسين ، مع زيادة في آخره. وفيه ، ص 206 ، ح 11 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج 3 ، ص 533 ، ح 1062 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 180 ، ح 33543.
    (5) في « بف » : + « أبوعبدالله ».
    (6) في « ب ، ف ، بر ، بف » : ـ « خاصّة ».
    (7) بصائر الدرجات ، ص 206 ، ح 8 ، عن أحمد بن محمّد ، ولم يرد فيه كلمة « خاصّة » ؛ وفيه ، ص 206 ،

    24 ـ بَابٌ فِي أَنَّ مَنِ اصْطَفَاهُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ وَأَوْرَثَهُمْ كِتَابَهُ هُمُ‌الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام‌(1)
    566 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ سَالِمٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ) (2) قَالَ : « السَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ (3) : الْإِمَامُ ، وَالْمُقْتَصِدُ : الْعَارِفُ لِلْإِمَامِ (4) ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي لَايَعْرِفُ الْإِمَامَ ». (5) ‌
    567 / 2. الْحُسَيْنُ ، عَنْ مُعَلّىً ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ (6) تَعَالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) (7) فَقَالَ : « أَيَّ شَيْ‌ءٍ تَقُولُونَ أَنْتُمْ؟ » قُلْتُ (Cool : نَقُولُ : إِنَّهَا فِي الْفَاطِمِيِّينَ ، قَالَ :
    __________________
    ح 12 ، بسنده عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام. وفيه ، ص 207 ، ح 1 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع زيادة الوافي ، ج 3 ، ص 533 ، ح 1061.
    (1) في « ب » : + « في ».
    (2) فاطر (35) : 32.
    (3) في « ب » : + « هو ».
    (4) في « ج » : « بإمام ». وفي شرح المازندراني : « بالإمام ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 46 ، ح 15 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن منصور ، عن عبدالمؤمن ، عن سالم الأشلّ ؛ وفيه ، ص 44 ـ 46 ، ح 1 ، 2 ، 3 ، 8 ، 9 ، 11 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وح 5 ، 6 ، 12 ، 14 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وح 4 ، 13 ، بسند آخر عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ؛ معاني الأخبار ، ص 104 ، ح 2 ، بسند آخر مع اختلاف ، وفي كلّها إلى قوله : « السابق بالخيرات الإمام ». تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 208 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 535 ، ح 1064.
    (6) في « ب ، ج ، بح » : « قول الله ».
    (7) في « ف » : + « ( فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَتِ بِإِذْنِ اللهِ ) قال ». وفي « ج » : + « قال ».
    (Cool في « بف » : « قلنا ».

    « لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ (1) ، لَيْسَ يَدْخُلُ فِي هذَا مَنْ أَشَارَ بِسَيْفِهِ (2) ، وَدَعَا النَّاسَ إِلى خِلَافٍ ». (3) ‌
    فَقُلْتُ : فَأَيُّ شَيْ‌ءٍ الظَّالِمُ لِنَفْسِهِ؟ قَالَ : « الْجَالِسُ (4) فِي بَيْتِهِ لَايَعْرِفُ حَقَّ الْإِمَامِ ، وَالْمُقْتَصِدُ : الْعَارِفُ بِحَقِّ الْإِمَامِ ، وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ : الْإِمَامُ ». (5) ‌
    568 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ (6) ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ (7) عَزَّ وَجَلَّ : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) الْآيَةَ ، قَالَ : فَقَالَ : « وُلْدُ فَاطِمَةَ (Cool عليها‌السلام ، وَالسَّابِقُ بِالْخَيْرَاتِ : الْإِمَامُ ، وَالْمُقْتَصِدُ : الْعَارِفُ بِالْإِمَامِ (9) ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي لَايَعْرِفُ (10) الْإِمَامَ ». (11) ‌
    __________________
    (1) في شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 331 : « قوله : ليس حيث تذهب ، من أنّها نزلت في الفاطميّين على الإطلاق. وقوله : ليس يدخل ، بمنزلة الدليل ».
    (2) « أشار بسيفه » ، أي أمر به ، أو رفعه. يقال : أشار عليه بكذا ، أي أمره. أشار النارَ وبها ، أي رفعها. راجع : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 591 ( شور ).
    (3) في حاشية « ج ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي : « ضلال ».
    (4) في « ب » وحاشية بدرالدين : + « منّا ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 45 ، ح 6 ، بسنده عن عبدالكريم ، وتمام الرواية فيه بعد ذكر الآيه إلى قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) : هكذا : « قال : السابق بالخيرات : الإمام ». وراجع المصادر التي ذكرنا ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب الوافي ، ج 3 ، ص 535 ، ح 1065.
    (6) في « ألف ، ج ، و ، بح ، بر ، بف » : ـ « بن محمّد ».
    (7) في « بر ، بف » : « قوله ».
    (Cool في الوافي : « ينبغي تخصيص ولد فاطمة هاهنا بمن لايدعو الناس بسيفه إلى ضلال ؛ ليوافق الحديث السابق ». وفي مرآة العقول ، ج 2 ، ص 440 : « قوله عليه‌السلام : ولد فاطمة ، أي معظمهم وأكثرهم ، وإلاّ فالظاهر دخول أميرالمؤمنين صلوات الله عليه فيهم ».
    (9) في « ف » : « بحقّ الإمام ».
    (10) في « ف » : + « حقّ ».
    (11) بصائر الدرجات ، ص 45 ، ح 3 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وتمام الرواية فيه بعد ذكر الآية هكذا : « قال : السابق بالخيرات الإمام ، فهي في وُلد عليّ وفاطمه عليهم‌السلام » الوافي ، ج 3 ، ص 536 ، ح 1066.

    569 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ (1) ، عَنْ أَبِي وَلاَّدٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ أُولئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) (2) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ». (3) ‌
    25 ـ بَابُ (4) أَنَّ الْأَئِمَّةَ فِي كِتَابِ اللهِ إِمَامَانِ :
    إِمَامٌ يَدْعُو إِلَى اللهِ ، وَإِمَامٌ يَدْعُو إِلَى النَّارِ‌
    570 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « لَمَّا نَزَلَتْ هذِهِ الْآيَةُ : ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ ) (5) ، قَالَ الْمُسْلِمُونَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَسْتَ إِمَامَ النَّاسِ كُلِّهِمْ (6) أَجْمَعِينَ؟ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَنَا رَسُولُ اللهِ إِلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ ، وَلكِنْ سَيَكُونُ (7) مِنْ بَعْدِي أَئِمَّةٌ عَلَى النَّاسِ مِنَ اللهِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَقُومُونَ فِي النَّاسِ ، فَيُكَذَّبُونَ ، وَيَظْلِمُهُمْ أَئِمَّةُ الْكُفْرِ وَالضَّلَالِ وَأَشْيَاعُهُمْ (Cool ، فَمَنْ وَالَاهُمْ وَاتَّبَعَهُمْ وَصَدَّقَهُمْ ، فَهُوَ مِنِّي وَمَعِي وَسَيَلْقَانِي ،
    __________________
    (1) في « ب » : « ابن أيّوب » ، وهو سهو ؛ فإنّ أبا ولاّد هذا ، هو حفص الحنّاط ، له كتاب يرويه الحسن بن محبوب ، وتوسّط بينه وبين أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] في بعض الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص 135 ، الرقم 347 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 5 ، ص 337 ـ 338 ؛ وج 23 ، ص 243.
    (2) البقرة (2) : 121.
    (3) تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 57 ، ح 83 ، عن أبي ولاّد الوافي ، ج 3 ، ص 888 ، ح 1532.
    (4) في « ب » : + « في ».
    (5) الإسراء (17) : 71.
    (6) في تفسير العيّاشي : « المسلمين » بدل « الناس كلّهم ».
    (7) في « ب » : « ستكون ».
    (Cool « الشيعة » : أتباع الرجل وأنصاره. وجمعها : شِيَع. وأشياع ، جمع الجمع. لسان العرب ، ج 8 ، ص 188 ( شيع ).

    أَلَا وَمَنْ ظَلَمَهُمْ (1) وَكَذَّبَهُمْ ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَامَعِي ، وَأَنَا مِنْهُ بَرِي‌ءٌ ». (2) ‌
    571 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيى ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ : « إِنَّ الْأَئِمَّةَ فِي كِتَابِ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِمَامَانِ (3) ، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالى : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا ) (4) لَابِأَمْرِ النَّاسِ ، يُقَدِّمُونَ أَمْرَ اللهِ قَبْلَ أَمْرِهِمْ ، وَحُكْمَ اللهِ قَبْلَ حُكْمِهِمْ ، قَالَ : ( وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النّارِ ) (5) يُقَدِّمُونَ أَمْرَهُمْ قَبْلَ أَمْرِ اللهِ ، وَحُكْمَهُمْ قَبْلَ حُكْمِ اللهِ ، وَيَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ خِلَافَ مَا (6) فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ». (7) ‌
    __________________
    (1) في المحاسن والبصائر وتفسير العيّاشي : + « وأعان على ظلمهم ».
    (2) المحاسن ، ص 155 ، كتاب الصفوة ، ح 84 ، عن ابن محبوب ؛ بصائر الدرجات ، ص 33 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد ... عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 304 ، ح 121 ، عن جابر الوافي ، ج 2 ، ص 108 ، ح 565.
    (3) في تفسير القمّي : + « إمام عدل وإمام جور ».
    (4) الأنبياء (21) : 73.
    (5) القصص (28) : 41. وقال الطبرسي في مجمع البيان ، ج 7 ، ص 440 : « هذا يحتاج إلى تأويل ؛ لأنّ ظاهره‌يوجب أنّه تعالى جعلهم أئمّة يدعون إلى النار كما جعل الأنبياء أئمّة يدعون إلى الجنّة ؛ وهذا ما لايقول به أحد ؛ فالمعنى أنّه أخبر عن حالهم بذلك وحكم بأنّهم كذلك. وقد تحصل الإضافة على هذا الوجه بالتعارف. ويجوز أن يكون أراد بذلك أنّه لمّا أظهر حالهم على لسان أنبيائه حتّى عرفوا فكأنّه جعلهم كذلك. ومعنى دعائهم إلى النار أنّهم يدعون إلى الأفعال التي يستحقّ بها دخول النار من الكفر والمعاصي ».
    (6) في مرآة العقول : « وقوله : خلافَ ، مفعول مطلق بغير اللفظ ، أو مفعول له ، كأنّهم قصدوا الخلاف ». وفي‌البصائر وتفسير القمّي والاختصاص : « خلافاً لما » بدل « خلاف ما ».
    (7) بصائر الدرجات ، ص 32 ، ح 2 ، عن محمّد بن الحسين ؛ تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 170 ، بسنده ، عن محمّد بن الحسين. وفي بصائر الدرجات ، ص 32 ، ح 1 ؛ والاختصاص ، ص 21 ، بسندهما عن طلحة بن زيد ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 2 ، ص 108 ، ح 566.

    26 ـ بَابُ أَنَّ الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلْإِمَامِ ‌(1)
    572 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (2) عليه‌السلام عَنْ قَوْلِهِ (3) عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلِكُلٍّ جَعَلْنا مَوالِيَ مِمّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمانُكُمْ ) (4) قَالَ : « إِنَّمَا عَنى بِذلِكَ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام ، بِهِمْ عَقَدَ (5) اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَيْمَانَكُمْ ». (6) ‌
    573 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أُكَيْلٍ النُّمَيْرِيِّ (7) ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ سَيَابَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى : ( إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ) (Cool قَالَ : « يَهْدِي إِلَى الْإِمَامِ ». (9) ‌
    __________________
    (1) في « ب ، ف ، بس ، بف » : ـ « باب أنّ القرآن يهدي للإمام ». وفي « ج » : « إلى الامام عليه‌السلام ». وفي « بر » : « إلى الإمام ».
    (2) هكذا في النسخ. وفي المطبوع : + « الرضا ».
    (3) في « ج ، ض » والوسائل : « قول الله ».
    (4) النساء (4) : 33.
    (5) « العقد » : الجمع بين أطراف الشي‌ء ، ويستعمل ذلك في الأجسام الصلبة. كعقد الحبل وعقد البناء ، ثمّ يستعار ذلك للمعاني ، نحو : عقد البيع والعهد وغيرهما ، فيقال : عاقدته ، وعقدته ، وتعاقدنا ، وعقدت يمينه. المفردات للراغب ، ص 576 ( عقد ). وقال في الوافي : « الموالي هنا الوارث ، يعني جعلنا لكلّ إنسان موالي يرثونه ممّا ترك ، وهو الوالدان والأقربون مترتّبين ، ثمّ الإمام ، فإنّه وارث من لا وارث له. وعقد الإيمان إمّا كناية عمّا وقع في الذرّ ، أو عمّا وقع في يوم الغدير ، فإنّ بيعة أميرالمؤمنين مشتملة على بيعة أولاده عليهم‌السلام ».
    (6) تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 240 ، ح 120 ، عن الحسن بن محبوب الوافي ، ج 3 ، ص 901 ، ح 1568 ؛ الوسائل ، ج 26 ، ص 247 ، ح 32931.
    (7) في « ب » : « النهدي ». وهو سهو. راجع : رجال النجاشي ، ص 408 ، الرقم 1086 ؛ رجال البرقي ، ص 30 ؛ رجال الطوسي ، ص 314 ، الرقم 4662.
    (Cool الإسراء (17) : 9.
    (9) بصائر الدرجات ، ص 477 ، ح 12 ، بسنده عن ابن أبي عمير. معاني الأخبار ، ص 132 ، ح 1 ، بسند آخر عن

    27 ـ بَابُ أَنَّ النِّعْمَةَ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ (1) الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام‌
    574 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى (2) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بِسْطَامَ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ سَعْدٍ الْإِسْكَافِ ، عَنِ الْأَصْبَغِ (3) ، قَالَ :
    قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام : « مَا بَالُ أَقْوَامٍ غَيَّرُوا سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَعَدَلُوا عَنْ وَصِيِّهِ (4) ، لَايَتَخَوَّفُونَ (5) أَنْ يَنْزِلَ بِهِمُ الْعَذَابُ؟ » ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ ) (6) ثُمَّ قَالَ : « نَحْنُ النِّعْمَةُ (7) الَّتِي أَنْعَمَ اللهُ بِهَا عَلى عِبَادِهِ ، وَبِنَا يَفُوزُ (Cool مَنْ فَازَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». (9) ‌
    575 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ (10) :
    رَفَعَهُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) (11) : « أَبِالنَّبِيِّ أَمْ بِالْوَصِيِّ‌
    __________________
    السجّاد عليه‌السلام ، مع زيادة في أوّله ؛ تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 282 ، ح 24 ، عن أبي إسحاق الوافي ، ج 3 ، ص 902 ، ح 1569.
    (1) في « ف » : + « هي ».
    (2) في « ج ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » : « المعلى ».
    (3) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ف » والمطبوع : + « بن نباتة » ، والظاهر أنّه كان مكتوباً في حاشية بعض النسخ تفسيراً للأصبغ ، ثمّ ادرج في المتن بتخيّل سقوطه منه.
    (4) في « ف ، بح » : « وصيّته ».
    (5) « لايتخوّفون » ، أي لايخافون ، يقال : تخوّفتُ عليه الشي‌ء ، أي خفتُ. الصحاح ، ج 4 ، ص 1359 ( خوف ).
    (6) إبراهيم (14) : 28 و 29. وفي « بس » وتفسير القمّي ، ص 85 : ـ « جَهَنَّمَ ».
    (7) في تفسير القمّي : « نحن والله نعمة الله ».
    (Cool « يَفُوزُ » : ينجو ويظفر بالخير ، من الفَوْز بمعنى النجاة والظفر بالخير. راجع : الصحاح ، ج 3 ، ص 890 ( فوز ).
    (9) تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 85 ، بسنده عن الأصبغ بن نباتة ، مع زيادة في أوّله ؛ وفيه ، ص 388 ، مرسلاً عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، من قوله : « نحن النعمة » الوافي ، ج 3 ، ص 537 ، ح 1067.
    (10) في « و ، بس ، بف » : ـ « بن محمّد ».
    (11) الرحمن (55) : 13.

    تُكَذِّبَانِ (1)؟ » نَزَلَتْ (2) فِي « الرَّحْمنِ ». (3) ‌
    576 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ (4) مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنِ الْهَيْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِي يُوسُفَ الْبَزَّازِ ، قَالَ :
    تَلَا أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (5) هذِهِ الْآيَةَ : ( فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ ) (6) قَالَ : « أَتَدْرِي مَا آلَاءُ اللهِ؟ » قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « هِيَ أَعْظَمُ نِعَمِ اللهِ عَلى خَلْقِهِ وَهِيَ وَلَايَتُنَا ». (7) ‌
    577 / 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) الْآيَةَ ، قَالَ : « عَنى بِهَا قُرَيْشاً قَاطِبَةً ، الَّذِينَ عَادَوْا رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَنَصَبُوا لَهُ الْحَرْبَ (Cool ، وَجَحَدُوا وَصِيَّةَ وَصِيِّهِ (9) ». (10) ‌
    __________________
    (1) في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار : ـ « تكذّبان ». وفي حاشية « ض ، بس » : « يكذّبان ».
    (2) في البحار : « نزل ». وفي مرآة العقول ، ج 2 ، ص 448 : « نزلت في الرحمن ، لعلَّه من كلام الراوي ».
    (3) الوافي ، ج 3 ، ص 537 ، ح 1069 ؛ البحار ، ج 24 ، ص 59 ، ح 36.
    (4) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 81 ، ح 3 ، بنفس السند إلاّ أنّ فيه « ومحمّد بن جمهور » ، والمذكور في‌بعض مخطوطاته : « عن محمّد بن جمهور » وهو الصواب ؛ فقد توسّط معلّي بن محمّد في عدّة من الأسناد بين الحسين بن محمّد وبين محمّد بن جمهور. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 18 ، ص 466.
    (5) في حاشية « بر » : + « علينا ».
    (6) الأعراف (7) : 69 و 74.
    (7) بصائر الدرجات ، ص 81 ، ح 3 ، عن الحسين بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 538 ، ح 1070 ؛ البحار ، ج 24 ، ص 59 ، ح 36.
    (Cool « نَصَبُوا له الحَرْبَ » ، أي وَضَعُوه ، وكلّ ما رُفع واستُقبل به شي‌ءٌ فقد نُصِبَ ونَصَبَ هو. راجع : القاموس‌المحيط ، ج 1 ، ص 230 ( نصب ).
    (9) في « ب » : « وصيّه ووصيّته ».
    (10) تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 229 ، ح 23 ، عن زيد الشحّام ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج 3 ، ص 537 ، 1068 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 359 ، ح 56.

    28 ـ بَابُ أَنَّ الْمُتَوَسِّمِينَ ـ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللهُ تَعَالى
    فِي كِتَابِهِ ـ هُمُ‌الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام وَالسَّبِيلُ فِيهِمْ (1) مُقِيمٌ‌
    578 / 1. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَسْبَاطٌ بَيَّاعُ الزُّطِّيِّ (2) ، قَالَ :
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ (3) عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) (4) قَالَ : فَقَالَ (5) : « نَحْنُ الْمُتَوَسِّمُونَ (6) ، وَالسَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ (7) ». (Cool
    579 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَسْبَاطُ بْنُ سَالِمٍ ، قَالَ :
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ هِيتَ (9) ، فَقَالَ لَهُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، مَا تَقُولُ فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ )؟ قَالَ : « نَحْنُ‌
    __________________
    (1) في « ف » : « منهم ».
    (2) في المغرب ، ص 208 ( زطط ) : « الزطّ : جيل من الهند ، إليهم تنسب الثياب الزطّية ». وفي الوافي : « الزُطّ ـ بالضمّ ـ : جيل من الهند ، معرّب جَت ، بالفتح. والقياس يقتضي فتح معرّبه أيضاً. والواحد زطّيّ ». وراجع الصحاح ، ج 3 ، ص 1129 ( زطط ) ؛ النهاية ، ج 2 ، ص 302 ( زطا ).
    (3) في البصائر والاختصاص : + « من أهل هيت ».
    (4) الحجر (15) : 75 ـ 76.
    (5) في « ب ، بح ، بس » والبصائر : ـ « فقال ».
    (6) « المتوسّمون » ، أي المفترسون. يقال : توسّمتُ فيه الخير ، إذا تفرّسته فيه ، ورأيت فيه وسمه ، أي أثره وعلامته. الفائق ، ج 3 ، ص 360 ( وسم ).
    (7) في تفسير القمّي : + « والسبيل طريق الجنّة ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 355 ، ح 3 ؛ والاختصاص ، ص 303 ، بسندهما عن ابن أبي عمير. تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 377 ، من دون الإسناد إلى المعصوم عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 539 ، ح 1071.
    (9) في البصائر : « من أهل بيته ». و « هِيت » ، بالكسر : اسم بلد على شاطئ الفرات ، أصلها من الهُوَّة. لسان العرب ، ج 2 ، ص 107 ( هيت ).

    الْمُتَوَسِّمُونَ ، وَالسَّبِيلُ فِينَا مُقِيمٌ ». (1) ‌
    580 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام ، (2) قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اتَّقُوا فِرَاسَةَ (3) الْمُؤْمِنِ ؛ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالى (4) : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) ».(5) ‌
    581 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْكُوفِيِّ ، عَنْ عُبَيْسِ (6) بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ‌
    __________________
    (1) بصائر الدرجات ، ص 357 ، ح 12 ، عن سلمة بن الخطّاب. وفيه ، ص 355 ، ح 6 ، بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 247 ، ح 29 ، عن أسباط بن سالم الوافي ، ج 3 ، ص 539 ، ح 1072.
    (2) في « ف » : + « قال ».
    (3) « الفِراسَةُ » : اسم من التفرّس بمعنى التثبّت والنظر. قال ابن الأثير في النهاية ، ج 3 ، ص 428 ( فرس ) : « يقال بمعنيين : أحدهما : ما دلّ ظاهر هذا الحديث عليه ، وهو ما يوقعه الله تعالى في قلوب أوليائه فيعلمون أحوال بعض الناس بنوع من الكرامات وإصابة الظنّ والحدس ، والثاني : نوع يُتَعَلَّمُ بالدلائل والتجارب والخَلق والأخلاق فتُعرف به أحوالُ الناس ». وراجع أيضاً القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 772 ( فرس ).
    (4) وفي « بح ، بر » : ـ « في قول الله تعالى ».
    وقوله : « في قول الله تعالى » إمّا متعلّق بقوله عليه‌السلام : « قال رسول الله » ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي نظره بنور الله مذكور في قول الله ، قال المجلسي : « والأوّل أظهر ». راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 338 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 540 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 2.
    (5) بصائر الدرجات ، ص 355 ، ح 4 ؛ والاختصاص ، ص 306 ، بسندهما عن حمّاد بن عيسى. بصائر الدرجات ، ص 357 ، ح 11 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن محمّد بن مسلم. الأمالي للطوسي ، ص 294 ، المجلس 11 ، ح 21 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 247 ، ح 28 ، عن محمّد بن مسلم. وراجع : علل الشرائع ، ص 173 ، ح 1 ؛ وعيون الأخبار ، ج 2 ، ص 200 ، ح 1 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 350 ، ح 1 الوافي ، ج 3 ، ص 540 ، ح 1073.
    (6) في « و ، بر » : « عيسى ». وهو سهو. وعبيس هذا ، هو العبّاس بن هشام الناشري ، كُسِر اسمه فقيل : « عُبَيس ». له‌كتاب رواه عنه جماعة ، منهم
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 22:03

    النجاشي ، ص 280 ، الرقم 741 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 346 ، الرقم 547.

    عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام فِي قَوْلِ اللهِ (1) عَزَّ وَجَلَّ : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) فَقَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام » ، ( وَإِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ ) قَالَ (2) : « لَا يَخْرُجُ (3) مِنَّا أَبَداً ». (4) ‌
    582 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ (5) ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ ، عَنْ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْمُتَوَسِّمَ (6) ، وَأَنَا مِنْ بَعْدِهِ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِي الْمُتَوَسِّمُونَ ». (7) ‌
    __________________
    (1) في « ف » : « قوله ».
    (2) في الكافي ، ح 1191 والبصائر والاختصاص : ـ « قال ».
    (3) في « ب ، ض ، ف ، بر » : « لاتخرج ».
    (4) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في معرفتهم أولياءهم ... ، ح 1191. وفي بصائر الدرجات ، ص 361 ، ح 1 ، بسنده عن الحسن بن علي. وفيه ، ص 387 ، ح 13 ؛ والاختصاص ، ص 306 ، بسندهما عن الحسن بن علي ، عن عبيس بن هشام ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن عبدالله بن سليمان ، وفي كلّها مع زيادة في أوّلها وآخرها الوافي ، ج 3 ، ص 540 ، ح 1074.
    (5) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 356 ، ح 9 ، بسنده عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن مسلم وإبراهيم‌عن أيّوب. والمذكور في بعض نسخه المعتبرة « محمّد بن أسلم عن إبراهيم بن أيّوب » وهو الظاهر ؛ فإنّ محمّد بن أسلم ، هو الطبري الجبلي ، له كتاب رواه محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، وتكرّرت رواية محمّد بن الحسين عنه في الأسناد. راجع : الفهرست للطوسي ، ص 358 ، الرقم 589 ؛ رجال النجاشي ، ص 368 ، الرقم 999 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 15 ، ص 338 ـ 341.
    وأمّا إبراهيم بن أيّوب ، فقد روى عن عمرو بن شمر في الكافي ، ح 1038 ؛ وشواهد التنزيل ، ج 1 ، ص 422 ، ح 451. ولاحظ أيضاً : بصائر الدرجات ، ص 97 ، ح 7.
    (6) راجع ما تقدّم في ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب.
    (7) بصائر الدرجات ، ص 354 ، ح 2 ، بسنده عن عمرو بن شمر ؛ وفيه ، ص 356 ، ح 9 ، بسنده عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن مسلم وإبراهيم ، عن أيّوب ؛ تفسير فرات ، ص 228 ـ 229 ، ح 307 و 308 بسنده عن إبراهيم بن أيّوب ، عن جابر ؛ الاختصاص ، ص 302 ، بسنده عن إبراهيم بن أيّوب ، عن عمرو بن شمر ؛ تفسير

    وَفِي نُسْخَةٍ أُخْرى (1) : عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَيُّوبَ بِإِسْنَادِهِ ، مِثْلُهُ.
    29 ـ بَابُ عَرْضِ الْأَعْمَالِ عَلَى النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَالْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام‌
    583 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ (2) عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ أَعْمَالُ الْعِبَادِ ـ كُلَّ صَبَاحٍ : أَبْرَارُهَا وَفُجَّارُهَا (3) ؛ فَاحْذَرُوهَا (4) ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالى (5) : ( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ) (6) » ‌
    __________________
    العيّاشي ، ج 2 ، ص 248 ، ح 32 ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، وفي كلّها مع زيادة في أوّلها وآخرها. بصائر الدرجات ، ص 357 ، ح 13 ، بسند آخر عن سلمان ، عن أميرالمؤمنين عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 540 ، ح 1075 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 130 ، ح 2.
    (1) في مرآة العقول ، ج 3 ، ص 3 : « وقوله : وفي نسخة اخرى ، كلام الجامعين لنسخ الكافي ؛ فإنّهم أشاروا إلى ‌اختلاف نسخ النعماني والصفواني وغيرهما من تلامذة الكليني ».
    (2) في البصائر : ـ « الأعمال ».
    (3) هكذا في « ج ، و ، بح ، بر ». ومقتضى السياق أيضاً هو الجمع. وفي حاشية « ج » : « في إطلاقهما على الأعمال‌مجاز شائع في لغة العرب كما لايخفى ». وفي المطبوع : « فَجارِها ». وقوله عليه‌السلام : « أبرارها وفجارها » ، بجرّهما بدل تفصيل للعباد ، والضميران لهم. والأبرار : جمع البَرّ ، بمعنى البارّ. مقتضى هذا الاحتمال هو « أبرارهم وفجّارهم ». أو برفعهما بدل تفصيل لأعمال العباد ، والضميران للأعمال. ففي إطلاقهما على الأعمال تجوّز. على أنّه يحتمل كون الأبرار حينئذٍ جمع البِرّ. وأمّا « فجارها » فهو فُجّارها على الوجهين جمع الفاجر عند المازندراني والمجلسي ، ولكنّ المجلسي بعد ما ذكر الوجهين في الإعراب ، قال : « وربّما يقرأ : الفِجار ـ بكسر الفاء وتخفيف الجيم ـ : جمع فَجارِ مبنيّاً على الكسر ، هو اسم الفجور. أو جمع فجر ـ بالكسر ـ وهو أيضاً اسم الفجور » ، راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 339 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 4.
    (4) في البصائر والمعاني : « فاحذروا ».
    (5) في الوسائل والمعاني : + « وقل ».
    (6) التوبة (9) : 105.

    وَسَكَتَ (1). (2) ‌
    584 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قَالَ : « هُمُ الْأَئِمَّةُ ». (3) ‌
    585 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِيسى ، عَنْ سَمَاعَةَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « مَا لَكُمْ تَسُوؤُونَ (4) رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ » فَقَالَ (5) رَجُلٌ : كَيْفَ نَسُوؤُهُ؟ فَقَالَ : « أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ (6) أَعْمَالَكُمْ تُعْرَضُ عَلَيْهِ ، فَإِذَا رَأى فِيهَا مَعْصِيَةً (7) سَاءَهُ ذلِكَ؟ فَلَا تَسُوؤُوا رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَسُرُّوهُ ». (Cool
    __________________
    (1) في البصائر : ـ « وسكت ». وفي المعاني : + « قال أبوبصير : إنّما عنى الأئمّة عليهم‌السلام ». وقوله : « وسكت » ، أي لم يقرأ تتمّة الآية ، وهي « وَالْمُؤْمِنُونَ » وسكت عن تفسيره بالأئمّة عليهم‌السلام تقيّةً ، أي كأنّ الوقت يأبى عن ذكر عرض الأعمال عليهم‌السلام ؛ أو إحالةً على الظهور. راجع : الوافي ، ج 3 ، ص 544 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 4.
    (2) بصائر الدرجات ، ص 428 ، ح 7 ، عن أحمد بن محمّد ؛ معاني الأخبار ، ص 392 ، ح 37 ، بسنده عن أبي بصير ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 544 ، ح 1080 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 107 ، ح 21102 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 131 ، ح 3.
    (3) بصائر الدرجات ، ص 428 ، ح 11 ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص 427 ، ح 4 ، بسند آخر ، مع زيادة في آخره. وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح 1149 الوافي ، ج 3 ، ص 544 ، ح 1082 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 107 ، ح 21104.
    (4) « تسوؤُون » : من ساءه يسوؤه ، نقيض سرّه ، أي أحزنه وفعل به مايكره. راجع : لسان العرب ، ج 1 ، ص 95 ( سوأ ).
    (5) في « ج ، ض » والوافي والوسائل والبحار والزهد والبصائر : + « له ».
    (6) في « ف » : ـ « أنّ ».
    (7) في « ف » : « معصية فيها ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 426 ، ح 17 ؛ وص 445 ، ح 8 ، وفيهما عن إبراهيم بن هاشم ؛ الزهد ، ص 16 ، ح 32 ، عن عثمان بن عيسى ؛ الأمالي للمفيد ، ص 196 ، المجلس 23 ، ح 29 ، بسنده عن عثمان بن عيسى الوافي ، ج 3 ، ص 545 ، ح 1083 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 107 ، ح 21105 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 131 ، ح 5.

    586 / 4. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّيَّاتِ (1) ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبَانٍ الزَّيَّاتِ ـ وَكَانَ مَكِيناً عِنْدَ الرِّضَا (2) عليه‌السلام ـ قَالَ :
    قُلْتُ لِلرِّضَا عليه‌السلام : ادْعُ اللهَ لِي وَلِأَهْلِ بَيْتِي ، فَقَالَ : « أَوَلَسْتُ (3) أَفْعَلُ؟ وَاللهِ (4) ، إِنَّ أَعْمَالَكُمْ لَتُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ».
    قَالَ (5) : فَاسْتَعْظَمْتُ ذلِكَ ، فَقَالَ لِي : « أَمَا تَقْرَأُ كِتَابَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ )؟ » قَالَ : « هُوَ وَاللهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (6) عليه‌السلام ». (7) ‌
    587 / 5. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الصَّامِتِ (Cool ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مُسَاوِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام : أَنَّهُ ذَكَرَ هذِهِ الْآيَةَ : ( فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) قَالَ :
    __________________
    (1) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ، جر » والوافي والوسائل. وفي « ف » والمطبوع : « القاسم بن‌محمّد عن الزيّات ».
    والخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 429 ، ح 2 ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن القاسم بن محمّد الزيّات. وقد ورد في بعض الأسناد في طبقة مشايخ إبراهيم بن هاشم عنوان القاسم بن محمّد الزيّات ، والقاسم الزّيّات. راجع : الكافي ، ح 11063 ؛ و 11998 ؛ التهذيب ، ج 8 ، ص 13 ، ح 22 ؛ الاستبصار ، ج 3 ، ص 260 ، ح 933.
    (2) في البصائر : « كان يكنّى عبدالرضا » والمذكور في بعض مخطوطاته « كان مكيناً عند الرضا ».
    (3) في « بف » : ـ « ولست » بدون « أ ».
    (4) في الوسائل : ـ « والله ».
    (5) في « ف » : + « قلت ». وفي البصائر : ـ « قال ».
    (6) إنّما خصّه عليه‌السلام بالذكر لأنّه المصداق حين الخطاب ، وكان خاصّةً الموجودَ في زمان المأمورين بالعمل مشافهة والمعروفَ بينهم ، أو لأنّه الأصل والعمدة والفرد الأعظم. راجع : الوافي ، ج 3 ، ص 545 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 6.
    (7) بصائر الدرجات ، ص 429 ، ح 2 ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن القاسم بن محمّد الزيّات ، ولم يرد فيه : « قال : هو والله عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام » الوافي ، ج 3 ، ص 545 ، ح 1084 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 108 ، ح 21106.
    (Cool في الوسائل : « عن أبي عبدالله بن الصلت ». وهذا العنوان غريب ، ولعلّ شهرة عبدالله بن الصلت وكثرة دورانه‌في الأسناد أوجبا التحريف في العنوان.

    « هُوَ وَاللهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ». (1) ‌
    588 / 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ الرِّضَا عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْأَعْمَالَ تُعْرَضُ عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أَبْرَارَهَا وَفُجَّارَهَا (2) ». (3) ‌
    30 ـ بَابُ أَنَّ الطَّرِيقَةَ الَّتِي حُثَّ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ عَلَيْهَا وَلَايَةُ عَلِيٍّ عليه‌السلام‌(4)
    589 / 1. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْعَظِيمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْحَسَنِيِّ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَعْقُوبَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام فِي قَوْلِهِ تَعَالى : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) (5) قَالَ : « يَعْنِي لَوِ اسْتَقَامُوا عَلى وَلَايَةِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ (6) وَ (7) الْأَوْصِيَاءِ مِنْ وُلْدِهِ عليهم‌السلام ، وَقَبِلُوا طَاعَتَهُمْ فِي أَمْرِهِمْ وَنَهْيِهِمْ ( لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) (Cool يَقُولُ : لَأَشْرَبْنَا‌
    __________________
    (1) تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 108 ، ح 121 ، عن يحيى بن مساور الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 110 ، ح 127 ، عن محمّد بن حسّان الكوفي ، عن محمّد بن جعفر ، عن أبيه عليهما‌السلام ، وفيهما مع زيادة في أوّله الوافي ، ج 3 ، ص 546 ، ح 1085 ؛ الوسائل ، ج 16 ، ص 108 ، ح 21107.
    (2) هكذا في « ب ، ج ، بح ، بر ». وهو مقتضى السياق. وراجع في معنى قوله عليه‌السلام : « أبرارها وفجّارها » ما تقدّم ذيل الحديث الأوّل من هذا الباب.
    (3) بصائر الدرجات ، ص 425 ، ح 7 و 11 ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 545 ، ح 1086 ، الوسائل ، ج 16 ، ص 107 ، ح 21103 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 131 ، ح 4.
    (4) في جميع النسخ التي عندنا : « باب » بدون العنوان.
    (5) الجنّ (72) : 16. و « الغدق » : الماء الكثير. لسان العرب ، ج 10 ، ص 283 ( غدق ).
    (6) هكذا في معظم النسخ والوافي. وفي المطبوع : « على ولاية عليّ بن أبي طالب أميرالمؤمنين ». وفي « ب » : ـ « عليّ ».
    (7) في « ف » : + « على ».
    (Cool في الكافي ، ح 1126 : ـ « قال : يعني ـ إلى ـ ( مَّآءً غَدَقًا ) ».

    قُلُوبَهُمُ الْإِيمَانَ. وَالطَّرِيقَةُ هِيَ الْإِيمَانُ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ (1) وَالْأَوْصِيَاءِ عليهم‌السلام ». (2) ‌
    590 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى (3) بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « اسْتَقَامُوا عَلَى الْأَئِمَّةِ وَاحِدًا (4) بَعْدَ وَاحِدٍ ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) (5) (6).
    31 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَشَجَرَةُ النُّبُوَّةِ وَمُخْتَلَفُ‌الْمَلَائِكَةِ‌
    591 / 1. أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَارُودِ (7) ، قَالَ :
    __________________
    (1) في الوافي والكافي ، ح 1126 : « هي ولاية عليّ بن أبي طالب ».
    (2) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل ، ح 1126. في تفسير فرات ، ص 512 ، ح 668 ، بسند آخر عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع نقيصة في آخره ، وفيه بعد ذكر الآية هكذا : « لو استقاموا على ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ما ضلّوا أبداً » الوافي ، ج 3 ، ص 891 ، ح 1540 ؛ البحار ، ج 24 ، ص 110 ، ح 21.
    (3) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ألف ، ف » والمطبوع : « معلّى » بدون الألف واللام.
    (4) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « واحد ».
    (5) فصّلت (41) : 30.
    (6) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح 1127 الوافي ، ج 3 ، ص 892 ، ح 1541.
    (7) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » وحاشية بدرالدين. وفي المطبوع : « ربعيّ بن عبدالله عن أبي الجارود ». وظاهر « ف » : « ربعيّ بن عبدالله بن أبي الجارود » بعد تصحيحها من « ربعيّ بن عبدالله عن أبي الجارود ».
    والظاهر عدم صحّة كلا النقلين ؛ فإنّا لم نجد رواية ربعيّ بن عبدالله عن أبي الجارود في غير هذا المورد ، كما أنّه يستبعد روايته عن عليّ بن الحسين عليه‌السلام ؛ فإنّه روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن 8 ، وصحب الفضيل بن يسار

    قَالَ (1) عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام : « مَا يَنْقِمُ (2) النَّاسُ مِنَّا ؛ فَنَحْنُ وَاللهِ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ،
    __________________
    وأكثر الأخذ عنه ، والفضيل نفسه من أصحاب أبي جعفر وأبي عبدالله 8. راجع : رجال النجاشي ، ص 167 ، الرقم 441.
    ثمّ إنّ الخبر ورد في بصائر الدرجات ، تارة عن العبّاس بن معروف ، قال : حدّثنا حمّاد بن عيسى ، عن ربعي [ بن عبدالله ] ، عن الجارود ـ وهو أبو المنذر ـ قال : دخلت مع أبي على [ عليّ بن ] الحسين عليه‌السلام ، فقال [ عليّ بن ] الحسين. واخرى عن أحمد بن محمّد ، عن إسماعيل بن عمران ـ والصواب إسماعيل بن مهران ، كما في بعض النسخ ـ عن حمّاد ، عن ربعي بن عبدالله بن الجارود ، عن جدّه الجارود ، قال : دخلت مع أبي على [ علي بن ] الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام ، فقال. راجع : بصائر الدرجات ، ص 56 ، ح 2 ، ص 58 ، ح 9.
    هذا ، وقد ورد في ترجمة ربعيّ بن عبدالله ، أنّه روى عن جدّه الجارود بن أبي سبرة. وورد في ترجمة الجارود ـ وهو الجارود بن أبي سبرة سالم بن أبي سلمة أبو نوفل ، ويقال : الجارود بن سبرة ـ أنّه روى عنه ابن ابنه ربعيّ بن عبدالله بن الجارود. راجع : تهذيب التهذيب ، ج 2 ، ص 46 ، الرقم 79 ؛ تهذيب الكمال ، ج 4 ، ص 475 ، الرقم 882 ؛ وج 9 ، ص 57 ، الرقم 1851.
    وقد ظهر ممّا تقدّم عدم صحّة ما ورد في بصائر الدرجات ، ص 56 ، ح 2 ، من تفسير الجارود بأبي المنذر. يؤيّد ذلك أنّ الجارود أبا المنذر روى عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، وروى كتابه عليّ بن الحسن بن رباط وصفوان بن يحيى. راجع : رجال النجاشي ، ص 130 ، الرقم 334 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 116 ، الرقم 159. وابن رباط وصفوان ، من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، ولازم هذا الأمر بقاء الجارود جدّ ربعي بعد وفاة أبي عبدالله عليه‌السلام بسنة 148 ، حتّى لقيه ابن رباط وصفوان ، وقد مات الجارود بن أبي سبرة سنة 110 أو 120. راجع : رجال النجاشي ، ص 130 ، الرقم 334 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 116 ، الرقم 159 ؛ تاريخ الإسلام للذهبي ، ج 7 ، ص 334 ، الرقم 326 ؛ تهذيب التهذيب ، ج 2 ، ص 46 ، الرقم 79.
    فتحصّل من جميع ما مرّ ، وقوع خلل في سندنا هذا بلاريب. وأمّا في كيفيّة وقوعه فاحتمالان :
    الأوّل : أنّ الأصل في السند كان هكذا : « ربعيّ بن عبدالله عن الجارود » ، ثمّ صحّف « عن » بـ « بن ».
    والثاني : كون الأصل هكذا : « ربعيّ بن عبدالله بن الجارود عن جدّه الجارود » ، فجاز نظر الناسخ من « الجارود ». الأوّل إلى « الجارود » الثاني ، فوقع السقط في السند.
    وأمّا احتمال وقوع الإرسال في السند ، فضعيف لايعتدّ به.
    (1) في « ب ، ض » : + « لي ».
    (2) في « ج » والبصائر : « ماتنقم ». وقوله : « يَنْقِمُ » ، أي يُنكِرُ ويكره. يقال : نَقَمَ الأمرَ ونَقِمَهُ ، أي كرهه ، وقد نَقَم منه ويَنْقِمُ ونَقِمَ نَقَماً وانتقم ونَقِمَ الشي‌ءَ ونَقَمَهُ : أنكره. وأمّا كلمة « ما » فهي استفهاميّة للإنكار وهي مفعول ينقم. واحتمل المازندراني كونها للنفي. راجع : لسان العرب ، ج 12 ، ص 591 ( نقم ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 342 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 8.

    وَبَيْتُ الرَّحْمَةِ ، وَمَعْدِنُ (1) الْعِلْمِ ، وَمُخْتَلَفُ (2) الْمَلَائِكَةِ ». (3) ‌
    592 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ :
    عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ عليهما‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام (4) : إِنَّا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، وَمَوْضِعُ الرِّسَالَةِ ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ ، وَبَيْتُ الرَّحْمَةِ (5) ، وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ ». (6) ‌
    593 / 3. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ (7) ، قَالَ : حَدَّثَنَا بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، قَالَ :
    __________________
    (1) « المَعْدِن » : واحد المَعادِن ، وهي المواضع التي تُسْتَخْرَج منها جواهر الأرض ، من العَدْن بمعنى الإقامة ، والمَعْدِنُ : مركز كلّ شي‌ء. راجع : النهاية ، ج 3 ، ص 192 ( عدن ).
    (2) « المُخْتَلَف » ، من الاختلاف ، وهو مجي‌ء كلّ واحد خلف الآخر وتعاقبهم. راجع : المفردات للراغب ، ص 295 ( خلف ).
    (3) بصائر الدرجات ، ص 56 ، ح 2 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي ، عن الجارود ؛ وفيه ، ص 58 ، ح 9 ، بسنده عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعيّ بن عبدالله بن الجارود ، عن جدّه الجارود. وفيه ، ص 57 ، ح 5 ، بسند آخر عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. الإرشاد ، ج 2 ، ص 168 ، مرسلاً عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وفي كلّها مع اختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 548 ، ح 1089.
    (4) في « ب ، بح ، بف » : « صلوات الله عليه ». وفي « ض ، بس » : « صلوات الله عليه وآله ». وفي « ف » : « صلوات الله‌عليه وسلامه ».
    (5) في البصائر : « الرأفة ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 58 ، ح 7 ، عن عبدالله بن محمّد. وفيه ، ص 56 ، ح 1 ؛ وص 58 ، ح 8 ، بسند آخر عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مع اختلاف يسير. نهج البلاغة ، ص 162 ، ذيل الخطبة 109. راجع : تفسير فرات ، ص 337 ، ح 460 ؛ وص 395 ، ح 593 الوافي ، ج 3 ، ص 548 ، ح 1090.
    (7) الخشّاب هذا ، هو الحسن بن موسى الخشّاب. روى عنه عبدالله بن محمّد ، بعنوان عبدالله بن محمّد بن عيسى في كمال الدين ، ص 412 ، ح 9 ، وبعنوان عبدالله بن محمّد الأشعري في بصائر الدرجات ، ص 158 ، ح 24. ولم يثبت رواية محمّد بن الحسين ـ وهو ابن أبي الخطّاب ـ عن عبد الله بن محمّد هذا ، بل ورد العنوانان متعاطفين في بصائر الدرجات ، ص 50 ، ح 28 ؛ والأمالي للصدوق ، ص 124 ، المجلس 29 ، ح 15 ؛ والاختصاص ،

    قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « يَا خَيْثَمَةُ ، نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، وَبَيْتُ الرَّحْمَةِ ، وَمَفَاتِيحُ الْحِكْمَةِ ، وَمَعْدِنُ الْعِلْمِ ، وَمَوْضِعُ الرِّسَالَةِ ، وَمُخْتَلَفُ الْمَلَائِكَةِ ، وَمَوْضِعُ سِرِّ اللهِ ؛ وَنَحْنُ وَدِيعَةُ (1) اللهِ فِي عِبَادِهِ ؛ وَنَحْنُ حَرَمُ (2) اللهِ الْأَكْبَرُ ؛ وَنَحْنُ ذِمَّةُ (3) اللهِ ؛ وَنَحْنُ عَهْدُ اللهِ (4) ؛ فَمَنْ (5) وَفى بِعَهْدِنَا فَقَدْ وَفى بِعَهْدِ اللهِ ؛ وَمَنْ خَفَرَهَا (6) فَقَدْ‌
    __________________
    ص 275 ، ص 280. بل الظاهر من بعض الأسناد رواية عبدالله بن محمّد عن محمّد بن الحسين [ بن أبي الخطّاب ]. راجع : بصائر الدرجات ، ص 18 ، ح 17 ؛ وص 22 ، ح 10 ؛ وص 111 ، ح 13 ؛ وص 224 ، ح 15 ؛ وص 263 ، ح 9 ؛ وص 394 ، ح 10.
    هذا ، وقد روى محمّد بن الحسن الصفّار عن عبدالله بن محمّد في غير واحد من أسناد كتابه بصائر الدرجات ، كما روى عنه في التهذيب ، ج 1 ، ص 426 ، ح 1355 ؛ وج 4 ، ص 141 ، ح 398 ؛ وص 235 ، ح 689 ؛ وج 6 ، ص 348 ، ح 984 و ... ، وهذا الخبر أيضاً رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 57 ، ح 6 عن عبدالله بن محمّد عن الحسن بن موسى الخشّاب.
    فعليه ، الظاهر أنّ محمّد بن الحسين في السند ـ وإن اتفقّت عليه النسخ ـ مصّحف من محمّد بن الحسن.
    (1) « الوَدِيعَة » : فَعِيلةٌ بمعنى مفعولة ، وهي ما يُدْفَع إلى أحد ليحفظه. تقول : أودعتُ زيداً مالاً : دفعتُه إليه ليكون‌عنده وديعةً ، واستودعتُه مالاً : دفعته له وديعةً يحفظه. راجع : المصباح المنير ، ص 653 ( ودع ).
    (2) « الحَرَم » ، من الحُرْمة ، وهي ما لايحلّ انتهاكه. وفي شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 344 : « مادّة هذا اللفظ في جميع عباراته تدلّ على المنع ... وكلّ ما جعل الله تعالى له حُرْمة لايحلّ انتهاكه ، ومنع من كسر تعظيمه وعزّه ، وزجر عن فعله وتركه ، كأولياء الله وملائكة الله ومكّة الله ودين الله وغير ذلك ، فهو حرم الله الذي وجب على الخلق تعظيمه وعدم هتك عزّته وحرمته ، والأكبر والأشرف والأعظم من الجميع هم الأئمّة القائمون مقام النبيّ ، كما أنّ النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أكبر من الجميع ». راجع أيضاً : الصحاح ، ج 5 ، ص 1895 ( حرم ).
    (3) الذمّة والذِمام : العهد والضمان والأمان والحرمة والحقّ. راجع : لسان العرب ، ج 12 ، ص 221 ( ذمم ).
    (4) في البصائر : + « فمن وفى بذمّتنا فقد وفى ذمّة الله ».
    (5) في « بس » والبصائر : « ومن ».
    (6) في « ف » : « حقّرنا ». وفي حاشية « ف » : « خفرنا ». و « الخفر » في أكثر كتب اللغة هو الوفاء بالعهد إذا عدّي بالباء ، فيقال : خَفَرَ بالعهد ، أي وفى به. و « الإخفار » : نَقْضُه ، يقال : أخْفَرَهُ ، أي نقض عهدَه. وفي المحكم والقاموس : أنّ الخفر إذا عدّي بالباء يكون بمعنى نقض العهد كأخفره ، يقال : خَفَرَ به خَفْراً وخُفُوراً كأخفره ، أي نقض عهده وغدره.
    وفي المجمع والأقرب : أنّ الخَفْر هو نقض العهد ، ويتعدّى بدون الباء ، فيقال : خَفَرَهُ خَفْراً وخُفُوراً كأخفره ، أي

    خَفَرَ (1) ذِمَّةَ اللهِ وَعَهْدَهُ ». (2) ‌
    32 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام وَرَثَةُ الْعِلْمِ يَرِثُ (3) بَعْضُهُمْ بَعْضاً الْعِلْمَ‌
    594 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ عَلِيّاً عليه‌السلام كَانَ عَالِماً ، وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ ، وَلَنْ يَهْلِكَ عَالِمٌ إِلاَّ بَقِيَ (4) مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْلَمُ عِلْمَهُ ، أَوْ مَا شَاءَ اللهُ ». (5) ‌
    595 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَالْفُضَيْلِ :
    __________________
    نقض عهده وغدر به ، ويقال : خُفِرَتْ ذمَّةُ فلان خُفُوراً ، إذا لم يوفَ بها ولم تتمّ.
    والمناسب بالمقام هو الأخير ؛ لأنّ الأنسبَ النقضُ لا الوفاء بقرينة المقابلة والتعدّي بدون الواسطة ، ولزومِ كون العهد والذمّة متغايرين على الأوّل. قال المجلسي في مرآة العقول : « ولا يبعد سقوط همزة الإفعال من النسّاخ ». راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 648 ؛ النهاية ، ج 2 ، ص 52 ؛ المحكم والمحيط الأعظم في اللغة ، ج 5 ، ص 106 ؛ أقرب الموارد ، ج 1 ، ص 288 ؛ مجمع البحرين ، ج 3 ، ص 291 ( خفر ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 344.
    (1) في « ف » : « حقّر ».
    (2) بصائر الدرجات ، ص 57 ، ح 6 ، عن عبدالله بن محمّد. وفيه ، ص 57 ، ح 3 ؛ وتفسير القمّي ، ج 2 ، ص 228 ، بسند آخر مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 549 ، ح 1091.
    (3) في « ج » : « يورث ». وفي « بح » : « يورّث ».
    (4) في « ف » والعلل : « وبقي ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 118 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد. وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يجب على الناس عند مضىّ الإمام ، ح 988 ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن النضر بن سويد مع زيادة في آخره ؛ علل الشرائع ، ص 591 ، ح 40 ، بسنده عن أحمد بن محمّد ، مع زيادة في آخره. بصائر الدرجات ، ص 118 ، ح 4 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ح 3 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، إلى قوله : « من يعلم علمه » ؛ وفيه أيضاً ص 511 ، ح 20 ، بسند آخر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع زيادة واختلاف ؛ كمال الدين ، ص 223 ، ح 1 ، بطريقين آخرين عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 550 ، ح 1092.

    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ (1) الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ (2) مَعَ آدَمَ عليه‌السلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ ، وَكَانَ عَلِيٌّ عليه‌السلام عَالِمَ هذِهِ الْأُمَّةِ ، وَإِنَّهُ لَمْ يَهْلِكْ مِنَّا عَالِمٌ قَطُّ (3) إِلاَّ خَلَفَهُ (4) مِنْ أَهْلِهِ مَنْ عَلِمَ مِثْلَ عِلْمِهِ أَوْ مَا شَاءَ اللهُ (5) ». (6) ‌
    596 / 3. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ بَكْرٍ ، عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ فِي عَلِيٍّ عليه‌السلام سُنَّةَ أَلْفِ نَبِيٍّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه‌السلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ ؛ وَالْعِلْمُ يُتَوَارَثُ ». (7) ‌
    __________________
    (1) في « بس » : ـ « إنّ ».
    (2) في البصائر ، ح 4 : « لم يزل » بدل « نزل ».
    (3) « قَطُّ » معناها الزمان ، ويقرأ أيضاً : قُطُّ ، قَطُ ، قُطُ. هذا إذا كان بمعنى الدهر كما هاهنا ، فأمّا إذا كانت بمعنى ‌حَسْبُ وهو الاكتفاء ، فهي مفتوحة ساكنة الطاء ، تقول : ما رأيته إلاّمرّة واحدة فَقطْ ، فإذا أضفت قلت : قَطْكَ هذا الشي‌ء ، أي حسبُك ، وقَطْنِي وقَطِي وقَطْ. راجع : الصحاح ، ج 3 ، ص 1153 ( قطط ).
    (4) في « ج » : « خلّفه » و « خَلَفَهُ » ، أي جاء بعده ، أو صار خليفتَه ، يقال : خَلَفَ فلان فلاناً ، إذا كان خليفته ، وخلَفَهُ أيضاً ، إذا جاء بعده. راجع : لسان العرب ، ج 9 ، ص 83 ( خلف ).
    (5) في الوافي : « يعني من يعلم مثل علمه ، أو ما شاء الله من العلم ».
    (6) المحاسن ، ص 235 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 196 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 116 ، ح 10 ؛ وكمال الدين ، ص 223 ، ح 14 ، بسندها عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي ، عن الفضيل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. وفي بصائر الدرجات ، ص 115 ، ح 4 ، عن عباس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ؛ وفيه ، ح 5 ، عن العبّاس ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز ، عن فضيل بن يسار ، عن أبي جعفر عليه‌السلام. وفيه أيضاً ، ص 114 ، ح 1 و 6 ، بسندين آخرين عن الفضيل بن يسار ، ولكن في الأوّل عن أبي عبدالله عليه‌السلام وفي الثاني عن أبي جعفر عليه‌السلام مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام ، ح 988 الوافي ، ج 3 ، ص 550 ، ح 1093.
    تنبيه : في الكافي المطبوع وبعض نسخ الكافي بعد هذه الرواية ، الرواية السادسة من نفس الباب بعينه ، بدون أدنى تفاوت في السند والمتن. ولم يرد ذاك الحديث في « ف ، بر ، بف ، جر ، جس جط » في هذا الموضع ، وبعض هذه النسخ من أقدم نسخ الكافي. والظاهر زيادته في هذا الموضع ، كما أشار إليه العلاّمة المجلسي في المرآة ؛ فإنّه سيأتي في نفس الباب تحت الرقم السادس. وجميع النسخ متّفقة على ذكره في ذاك الموضع.
    (7) بصائر الدرجات ، ص 114 ، ح 2 بسنده عن فضيل ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع زيادة « إنّ الأرض لاتبقى بغير عالم » الوافي ، ج 3 ، ص 550 ، ح 1094.

    597 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه‌السلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ عَالِمٌ فَذَهَبَ عِلْمُهُ ». (1) ‌
    598 / 5. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « يَمُصُّونَ الثِّمَادَ (2) ، وَيَدَعُونَ النَّهَرَ الْعَظِيمَ ». قِيلَ لَهُ : وَمَا النَّهَرُ الْعَظِيمُ؟ قَالَ : « رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَالْعِلْمُ الَّذِي أَعْطَاهُ (3) اللهُ ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ جَمَعَ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سُنَنَ النَّبِيِّينَ (4) مِنْ آدَمَ ـ وَهَلُمَّ جَرّاً ـ إِلى مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    قِيلَ لَهُ : وَمَا تِلْكَ السُّنَنُ؟
    قَالَ : « عِلْمُ النَّبِيِّينَ بِأَسْرِهِ (5) ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صَيَّرَ ذلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ».
    __________________
    (1) بصائر الدرجات ، ص 116 ، ح 7. وفيه ، ص 117 ، ح 14 ، بسنده عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن عمران بن أبان ، عن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام. وفيه ، ص 116 ، ح 11 ، بسند آخر ، مع تفاوت الوافي ، ج 3 ، ص 551 ، ح 1095.
    (2) « يمصّون » من المصّ ، وهو تناول الماء بالشفتين. و « الثِماد » و « الثَمَد » و « الثَمْد » : الماء القليل الذي لا مادّة له ، أو هو القليل يبقى في الجَلَد ، وهو الأرض الصلبة ، أو هو الذي يظهر في الشتاء ويذهب في الصيف. وكأنّه عليه‌السلام أراد أن يبيّن أنّ العلم الذي أعطاه الله نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثمّ أميرالمؤمنين عليه‌السلام هو اليوم عنده ، وهو نهر عظيم يجري اليوم من بين أيديهم ، فيدعونه ويمصّون الثماد ، وهو كناية عن الاجتهادات والأهواء وتقليد الأبالسة والآراء ؛ فلمّا رأى السائل ممّن لم يفتح الله مسامع قلبه ، أعرض عن التصريح بما أراد ولم يتمّ كلامه. راجع : الوافي ، ج 3 ، ص 551 ؛ لسان العرب ، ج 3 ، ص 105 ( ثمد ) ؛ وج 6 ، ص 254 ( رشف ) ؛ وج 7 ، ص 91 ( مصص ).
    (3) في البصائر ، ص 117 : « آتاه ».
    (4) في « ب ، بر ، بف » والوافي : « الأوّلين ».
    (5) « الأسْرُ » : القِدُّ ، وهو الحبل الذي يشدّ به الأسير. تقول : هذا الشي‌ء لك بأسْره ، أي بقِدّه ، تعني بجميعه ، كمايقال : برُمَّته. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 578 ( أسر ).

    فَقَالَ لَهُ (1) رَجُلٌ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، فَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَعْلَمُ أَمْ بَعْضُ النَّبِيِّينَ؟
    فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « اسْمَعُوا مَا يَقُولُ (2)؟! إِنَّ اللهَ يَفْتَحُ مَسَامِعَ مَنْ يَشَاءُ ؛ إِنِّي حَدَّثْتُهُ : أَنَّ اللهَ جَمَعَ (3) لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عِلْمَ النَّبِيِّينَ ، وَأَنَّهُ جَمَعَ (4) ذلِكَ كُلَّهُ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام وَهُوَ يَسْأَلُنِي : أَهُوَ أَعْلَمُ ، أَمْ بَعْضُ النَّبِيِّينَ؟ ». (5) ‌
    599 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْبَرْقِيِّ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : « إِنَّ الْعِلْمَ يُتَوَارَثُ ؛ فَلَا يَمُوتُ عَالِمٌ إِلاَّ تَرَكَ مَنْ يَعْلَمُ مِثْلَ عِلْمِهِ ، أَوْ مَا شَاءَ اللهُ ». (6) ‌
    600 / 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه‌السلام لَمْ يُرْفَعْ ، وَمَا مَاتَ (7) عَالِمٌ إِلاَّ وَقَدْ وَرَّثَ عِلْمَهُ ؛ إِنَّ الْأَرْضَ لَاتَبْقى بِغَيْرِ عَالِمٍ ». (Cool
    __________________
    (1) في « ب » : ـ « له ».
    (2) في البصائر ، ص 117 : « ما نقول ».
    (3) في حاشية « ف » : « جعل ».
    (4) في « ج ، ض ، بح » وحاشية « ف ، بف » والبصائر ص 117 : « جعل ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 117 ، ح 12 ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن بعض الصادقين يرفعه إلى جعفر ، قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام. وفيه ، ص 228 ، ح 4 ، بسند آخر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 551 ، ح 1096 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 131 ، ح 6 ، إلى قوله : « وإنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صيّر ذلك كلّه عند أميرالمؤمنين عليه‌السلام ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 117 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد. وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما يجب على الناس عند مضيّ الإمام ، ح 988 الوافي ، ج 3 ، ص 552 ، ح 1097.
    (7) في كمال الدين : + « منّا ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 116 ، ح 9. بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ؛ كمال الدين ، ص 224 ، ح 19 ، بسنده عن

    33 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ وَرِثُوا عِلْمَ النَّبِى
    وَجَمِيعِ الْأَنْبِيَاءِ وَالْأَوْصِيَاءِ عليهم‌السلام الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‌
    601 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُهْتَدِي ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جُنْدَبٍ :
    أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ الرِّضَا عليه‌السلام : « أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ أَمِينَ اللهِ فِي (1) خَلْقِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ عليه‌السلام كُنَّا ـ أَهْلَ الْبَيْتِ ـ وَرَثَتَهُ ؛ فَنَحْنُ أُمَنَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ ، عِنْدَنَا عِلْمُ الْبَلَايَا وَالْمَنَايَا (2) ، وَأَنْسَابُ الْعَرَبِ (3) ، وَمَوْلِدُ الْإِسْلَامِ (4) ، وَإِنَّا لَنَعْرِفُ الرَّجُلَ إِذَا رَأَيْنَاهُ بِحَقِيقَةِ الْإِيمَانِ وَحَقِيقَةِ النِّفَاقِ ، وَإِنَّ شِيعَتَنَا لَمَكْتُوبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ (5) ، أَخَذَ اللهُ عَلَيْنَا وَعَلَيْهِمُ الْمِيثَاقَ ، يَرِدُونَ مَوْرِدَنَا ، وَيَدْخُلُونَ مَدْخَلَنَا ، لَيْسَ عَلى مِلَّةِ الْإِسْلَامِ غَيْرُنَا وَغَيْرُهُمْ ، نَحْنُ (6) النُّجَبَاءُ (7) النُّجَاةُ (Cool ، وَنَحْنُ‌
    __________________
    محمّد بن عيسى. راجع : المحاسن ، ص 235 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 197 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 326 ، ح 1 ؛ وتفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 212 ، ح 181 ؛ وص 306 ، ح 77 الوافي ، ج 3 ، ص 552 ، ح 1098.
    (1) في حاشية « ض » : « على ».
    (2) في « بس » والبصائر وتفسير القمّي : « المنايا والبلايا ». وقوله : « المنايا » : جمع المنيّة ، وهي الموت ، من المَنْي‌بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص. والمراد : آجال الناس. النهاية ، ج 4 ، ص 368 ؛ لسان العرب ، ج 15 ، ص 292 ( منى ).
    (3) في « ف » : « الأعراب ».
    (4) « ومولد الإسلام » أي يعلمون كلّ من يولد هل يموت على الإسلام أو على الكفر. وقيل : أي يعلمون محلّ تولّد الإسلام وظهوره ، أي من يظهر منه الإسلام ، ومن يظهر منه الكفر. مرآة العقول ، ج 3 ، ص 15.
    (5) في حاشية « ض » : + « في صحيفة فاطمة عليها‌السلام واللوح المحفوظ ».
    (6) في « ض ، ف ، بح ، بر ، بس » : « ونحن ».
    (7) « النُجَباءُ » : جمع النَجِيب ، وهو الفاضل الكريم السَخيّ ، وقد نَجُب يَنْجُبُ نَجابةً ، إذا كان فاضلاً نفيساً في نوعه. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 17 ( نجب ).
    (Cool في « بح ، بر » : « والنجاة ». وفي شرح المازندراني : « النُجاة : جمع ناجٍ ، والناجي هو الخالص من موجبات العقوبة والحرمان من الرحمة ».

    أَفْرَاطُ (1) الْأَنْبِيَاءِ ، وَنَحْنُ أَبْنَاءُ الْأَوْصِيَاءِ ، وَنَحْنُ الْمَخْصُوصُونَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِكِتَابِ اللهِ ، وَنَحْنُ أَوْلَى النَّاسِ بِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (2) ، وَنَحْنُ الَّذِينَ شَرَعَ (3) اللهُ لَنَا دِينَهُ ، فَقَالَ فِي كِتَابِهِ : ( شَرَعَ لَكُمْ ) يَا آلَ مُحَمَّدٍ (4) ( مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً ) قَدْ وَصَّانَا بِمَا وَصّى بِهِ نُوحاً (5) ( وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ) يَا مُحَمَّدُ ( وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى ) (6) ، فَقَدْ عَلَّمَنَا وَبَلَّغَنَا عِلْمَ مَا عَلَّمَنَا (7) ، وَاسْتَوْدَعَنَا عِلْمَهُمْ ، نَحْنُ (Cool وَرَثَةُ أُولِي الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ( أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ) يَا آلَ مُحَمَّدٍ (9) ( وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ) وَكُونُوا عَلى جَمَاعَةٍ ( كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ) : مَنْ أَشْرَكَ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ ( ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ) مِنْ وَلَايَةِ عَلِيٍّ ، إِنَّ اللهَ يَا مُحَمَّدُ (10) ( يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ ) (11) : مَنْ يُجِيبُكَ إِلى وَلَايَةِ عَلِيٍّ عليه‌السلام ». (12) ‌
    __________________
    (1) « الأفْراط » : جمع الفَرَط ، وهو المتقدّم إلى الماء يتقدّمُ الواردةَ فيُهيّئ لهم الأرسانَ والدِلاءَ ويملأ الحِياض‌ويستقي لهم ، وهو فَعَلٌ بمعنى فاعلٍ ، مثل تَبَعٍ بمعنى تابعٍ. أو ما تقدّمك من أجرٍ وعمل. أو جمع الفَرْط ، وهو العَلَم المستقيم يُهتدى به. والمعنى : نحن أولاد الأنبياء أو مقدّموهم في الورود على الحوض ودخول الجنّة ، أو هداتهم ، أو الهداة الذين أخبر الأنبياء بهم. راجع : مرآة العقول ، ج 3 ، ص 15 ؛ لسان العرب ، ج 7 ، ص 366 ـ 367 و 370 ( فرط ).
    (2) في البصائر ، ص 118 : « بدين الله » بدل « برسول الله ».
    (3) « شَرَعَ » : بيّن وأوضح. يقال : شرع الله تعالى الدين شرعاً ، إذا أظهره وبيّنه. راجع : النهاية ، ج 2 ، ص 460 ( شرع ).
    (4) في البصائر ، ص 119 وتفسير القمّي وتفسير فرات ، ص 387 : ـ « يا آل محمّد ».
    (5) في الوافي : + « في كتابه ».
    (6) في « ج » : « إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وموسى وعيسى ويعقوب ». وفي حاشية « بس » : « إبراهيم وإسماعيل‌وإسحاق ويعقوب » بدل « إبراهيم وموسى وعيسى ». وفي البصائر ، ص 118 : + « وإسماعيل ».
    (7) في « ف » : « عَلِمْنا ».
    (Cool في « ب ، ف ، بر » وشرح المازندراني : « ونحن ».
    (9) في تفسير فرات ، ص 387 : « بآل محمّد » بدل « يا آل محمّد ».
    (10) في « ف » : « يا آل محمّد ».
    (11) الشورى (42) : 13.
    (12) بصائر الدرجات ، ص 119 ، ح 3 ؛ وفيه ، ص 267 ، ح 5 ، إلى قوله : « ومولد الإسلام » وفيهما عن إبراهيم بن هاشم ؛ تفسير فرات ، ص 283 ، ح 384 ، بسنده عن [ الحسين بن ] عبدالله بن جندب ؛ تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 104 ، بسنده عن عبدالله بن جندب ، وفيهما مع اختلاف وزيادة. وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب فيه

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 22:04

    602 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ (1) :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إِنَّ أَوَّلَ وَصِيٍّ كَانَ عَلى وَجْهِ الْأَرْضِ هِبَةُ اللهِ بْنُ آدَمَ ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ مَضى إِلاَّ وَلَهُ وَصِيٌّ. وَكَانَ جَمِيعُ الْأَنْبِيَاءِ (2) مِائَةَ أَلْفِ نَبِيٍّ (3) وَعِشْرِينَ أَلْفَ نَبِيٍّ ، مِنْهُمْ (4) خَمْسَةٌ أُولُو الْعَزْمِ : نُوحٌ ، وَإِبْرَاهِيمُ ، وَمُوسى ، وَعِيسى ، وَمُحَمَّدٌ عليهم‌السلام ، وَإِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام كَانَ هِبَةَ اللهِ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَوَرِثَ عِلْمَ الْأَوْصِيَاءِ (5) وَعِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ ، أَمَا إِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ (6) عِلْمَ مَنْ كَانَ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ؛ عَلى قَائِمَةِ الْعَرْشِ مَكْتُوبٌ : حَمْزَةُ أَسَدُ اللهِ وَأَسَدُ رَسُولِهِ (7) وَسَيِّدُ‌
    __________________
    نكت ونتف من التنزيل في الولاية ، ح 1119 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام ، من قوله : « كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ » إلى قوله : « من ولاية عليّ » ؛ بصائر الدرجات ، ص 119 ، ح 2 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، إلى قوله : « مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ » مع اختلاف ؛ وفيه ، ص 120 ، ح 4 ، بسند آخر عن السجّاد عليه‌السلام ؛ وفيه ، ص 118 ، ح 1 ؛ وص 266 ، ح 3 ، بسند آخر عن الرضا عليه‌السلام عن السجاد عليه‌السلام ؛ وفيه أيضاً ، ح 4 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام ، وفي الأخيرين إلى قوله : « ومولد الإسلام ». وفي عيون الأخبار ، ج 2 ، ص 227 ، ح 1 ، بسند آخر ، من قوله : « إنّا لنعرف الرجل » إلى قوله : « وحقيقة النفاق ». وفي الكافي ، كتاب الحجّة ، باب في معرفتهم أولياءهم و ... ، ح 1190 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 288 ، ح 1 ؛ والاختصاص ، ص 278 ، بسند آخر ، من قوله : « إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه » إلى قوله : « وحقيقة النفاق » عن أبي جعفر عليه‌السلام. وفي تفسير فرات ، ص 387 مرسلاً عن الرضا عليه‌السلام ، من قوله : « نحن الذين شرع الله ». راجع : الغيبة للنعماني ، ص 113 ، ح 6 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 202 ، ح 5 و 6 الوافي ، ج 3 ، ص 552 ، ح 1099.
    (1) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 121 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن عبدالرحمن بن بكير الهجري ، والمذكور في بعض نسخه « عبدالله بن بكير الهجري » وهو الظاهر ؛ فقد ورد جزءٌ من الخبر في البصائر ، ص 294 ، ح 10 ، بنفس السند عن عبدالله بن بكير الهجري. وروى علي بن الحكم عن عبدالله بن بكير الهجري في الكافي ، ح 2057. وعبدالله بن بكير الهجري هو المذكور في رجال البرقي ، ص 10 ، ورجال الطوسي ، ص 139 ، الرقم 147. أمّا رواية علي بن الحكم عن عبدالرحمن بن كثير ، فلم تثبت.
    (2) في مرآة العقول : « ومن قوله : وكان جميع الأنبياء ، من كلام أبي جعفر عليه‌السلام ».
    (3) في حاشية « بر » والبصائر ، ص 121 : + « وأربعة ».
    (4) في « ف » : « ومنهم ».
    (5) في « ف » : « الأنبياء ».
    (6) في « ض » : « وارث ».
    (7) في « ج » والبصائر ، ص 121 : « رسول الله ».

    الشُّهَدَاءِ ؛ وَفِي ذُؤَابَةِ (1) الْعَرْشِ : عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ؛ فَهذِهِ حُجَّتُنَا عَلى مَنْ أَنْكَرَ حَقَّنَا وَجَحَدَ مِيرَاثَنَا ، وَمَا (2) مَنَعَنَا مِنَ الْكَلَامِ وَأَمَامَنَا الْيَقِينُ؟ فَأَيُّ حُجَّةٍ تَكُونُ (3) أَبْلَغَ مِنْ هذَا؟ ». (4) ‌
    603 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ زُرْعَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
    قَالَ (5) أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ دَاوُدَ ، وَإِنَّ مُحَمَّداً وَرِثَ سُلَيْمَانَ ، وَإِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً ، وَإِنَّ عِنْدَنَا (6) عِلْمَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ (7) ، وَتِبْيَانَ مَا فِي الْأَلْوَاحِ (Cool ».
    قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.
    قَالَ : « لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ ؛ إِنَّ الْعِلْمَ : الَّذِي يَحْدُثُ يَوْماً بَعْدَ يَوْمٍ (9) وَسَاعَةً بَعْدَ سَاعَةٍ ». (10) ‌
    __________________
    (1) ذُؤابة كلّ شي‌ء : أعلاه. وجمعها : ذؤاب. لسان العرب ، ج 1 ، ص 379 ( ذأب ).
    (2) في شرح المازندراني : « وما ، للاستفهام على سبيل الإنكار ». وجعل الواو في « وأمامنا » للحال.
    (3) في « بس ، بر » وشرح المازندراني : « يكون ».
    (4) بصائر الدرجات ، ص 121 ، ح 1 ؛ وص 294 ، ح 10 ، وفيهما : « عن أحمد بن محمّد ؛ الاختصاص ، ص 279 ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عليّ بن الحكم ، وفي الأخيرين من قوله : « إنّ علي بن أبي طالب كان هبة الله » إلى قوله : « من الأنبياء والمرسلين ». راجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة عليهم‌السلام ، ح 441 ؛ والاختصاص ، ص 264 الوافي ، ج 3 ، ص 553 ، ح 1100 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 132 ، ح 7 ، وفيه إلى قوله : « من الأنبياء والمرسلين ».
    (5) في حاشية « ف » : + « لي ».
    (6) في « ب » : « وإنّا عندنا ».
    (7) في « ج » : + « والفرقان ».
    (Cool « ما في الألواح » أي ألواح موسى ، كما في الخبر الآتي.
    (9) في الوافي : « لعلّ المراد ـ والعلم عند الله ـ أنّ العلم ليس ما يحصل بالسماع وقراءة الكتب وحفظها ؛ فإنّ ذلك‌تقليد ، وإنّما العلم ما يفيض من عند الله سبحانه على قلب المؤمن يوماً فيوماً ، وساعة فساعة ، فينكشف به من الحقائق ما تطمئنّ به النفس ، وينشرح له الصدر ، ويتنوّر به القلب ، ويتحقّق به العالم كأنّه ينظر إليه ويشاهده ».
    (10) بصائر الدرجات ، ص 138 ، ح 15 ، بسنده عن سلمة بن الخطّاب ، عن عبدالله بن القاسم الوافي ، ج 3 ، ص 554 ، ح 1101.

    604 / 4. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ شُعَيْب الْحَدَّادِ (1) ، عَنْ ضُرَيْس الْكُنَاسِيِّ ، قَالَ :
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَعِنْدَهُ أَبُو بَصِيرٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام (2) : « إِنَّ دَاوُدَ وَرِثَ (3) عِلْمَ الْأَنْبِيَاءِ ، وَإِنَّ سُلَيْمَانَ وَرِثَ (4) دَاوُدَ ، وَإِنَّ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَرِثَ (5) سُلَيْمَانَ ، وَإِنَّا وَرِثْنَا مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَإِنَّ عِنْدَنَا صُحُفَ إِبْرَاهِيمَ وَأَلْوَاحَ مُوسى ».
    فَقَالَ أَبُو بَصِيرٍ : إِنَّ هذَا لَهُوَ الْعِلْمُ.
    فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، لَيْسَ هذَا هُوَ الْعِلْمَ ، إِنَّمَا الْعِلْمُ مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَوْماً بِيَوْمٍ (6) ، وَسَاعَةً بِسَاعَةٍ (7) ». (Cool
    605 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ لِي : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يُعْطِ الْأَنْبِيَاءَ شَيْئاً إِلاَّ وَقَدْ أَعْطَاهُ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». قَالَ (9) : « وَقَدْ (10) أَعْطى مُحَمَّداً جَمِيعَ‌
    __________________
    (1) شعيب الحدّاد ، هو شعيب بن أعين الحدّاد ، وما ورد في بصائر الدرجات ، ص 135 ، ح 1 ، من نقل الخبر عن شعيب الخزّاز محرّف. والمذكور في بعض نسخه « شعيب الحدّاد ». راجع : رجال النجاشي ، ص 195 ، الرقم 521 ؛ رجال البرقي ، ص 29 ؛ رجال الطوسي ، ص 223 ، الرقم 3000.
    (2) في « بر » : + « له ».
    (3) في « ج ، بح ، بس » : « وارث ».
    (4) في « ج ، بر ، بس » : « وارث ».
    (5) في « ج ، ض ، بح ، بر ، بس » : « وارث ».
    (6) في حاشية « بف » : « بعد يوم ». وفي شرح المازندراني : « إنّ العلم الذي يحدث يوماً بعد يوم » بدل « إنّما ـ إلى ـ بيوم ».
    (7) في « ج » وحاشية « بر ، بف » : « بعد ساعة ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 135 ، ح 1 و 2 ؛ وفيه ، ص 324 ، ح 1 ، من قوله : « إنّما العلم ما يحدث » ؛ وفيه ، ص 325 ، ح 6 ، من قوله : « إنّ عندنا صحف إبراهيم » وفي كلّها بسند آخر عن صفوان بن يحيى. وفيه أيضاً ، ح 4 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. راجع : بصائر الدرجات ، ص 140 ، ح 5 الوافي ، ج 3 ، ص 554 ، ح 1102 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 132 ، ح 8.
    (9) في « بح » : « أو قال ». وفي « بس » وشرح المازندراني : « وقال ». وفي « بف » والوافي : ـ « قال ».
    (10) في « ف » : « فقد ».

    مَا أَعْطَى الْأَنْبِيَاءَ (1) ، وَعِنْدَنَا الصُّحُفُ الَّتِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ) (2) ».
    قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هِيَ الْأَلْوَاحُ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». (3)
    606 / 6. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سِنَانٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ ) (4) : مَا الزَّبُورُ؟ وَمَا الذِّكْرُ؟
    قَالَ (5) : « الذِّكْرُ (6) عِنْدَ اللهِ ، وَالزَّبُورُ : الَّذِي أُنْزِلَ (7) عَلى دَاوُدَ ؛ وَكُلُّ كِتَابٍ نَزَلَ (Cool فَهُوَ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ ، وَنَحْنُ هُمْ ». (9) ‌
    607 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ أَوْ غَيْرِهِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ أَخِيهِ أَحْمَدَ بْنِ حَمَّادٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ :
    __________________
    (1) في البحار ، ج 13 : ـ « قال : وقد أعطى ـ إلى ـ الأنبياء ».
    (2) الأعلى (87) : 19.
    (3) بصائر الدرجات ، ص 136 ، ح 5 ، عن محمّد بن عبد الجبّار. وفيه ، ص 137 ، ح 8 ، بسنده عن عبدالله بن مسكان ؛ وفيه أيضاً ، ح 11 بطريقين : بسنده عن عبدالله بن مسكان وبسنده عن أبي بصير ، وفيهما ( ح 8 و 11 ) من قوله : « وعندنا الصحف التي » مع اختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 555 ، ح 1103 ؛ البحار ، ج 13 ، ص 225 ، ح 20 ؛ وج 17 ، ص 133 ، ح 9.
    (4) الأنبياء (21) : 105.
    (5) في « ج ، ض » : « فقال ».
    (6) « الذكر » : الشرف ، والجليل ، والخطير. ومنه : القرآن ذكرٌ ، ولعلّ المراد به هنا اللوح المحفوظ ؛ لأنّه شريف جليل خطير ، ذكر فيه جميع الأشياء ، ولهذا قال : « الذكر عند الله » قال الله تعالى : (وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ) [ الرعد (13) : 39 ] أي اللوح المحفوظ. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 355 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 557 ؛ النهاية ، ج 2 ، ص 163 ( ذكر ).
    (7) في « بف » : + « الله ». وفي حاشية « بف » والبصائر : « نزل ».
    (Cool في الوافي : « منزل ».
    (9) بصائر الدرجات ، ص 136 ، ح 6 ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 557 ، ح 1105.

    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عليه‌السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَخْبِرْنِي عَنِ النَّبِيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَرِثَ النَّبِيِّينَ كُلَّهُمْ؟ قَالَ : « نَعَمْ ».
    قُلْتُ : مِنْ لَدُنْ آدَمَ حَتَّى انْتَهى إِلى نَفْسِهِ؟ قَالَ : « مَا بَعَثَ اللهُ نَبِيّاً إِلاَّ وَمُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَعْلَمُ مِنْهُ ».
    قَالَ : قُلْتُ (1) : إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ كَانَ يُحْيِي الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ ، قَالَ : « صَدَقْتَ (2) » ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ كَانَ يَفْهَمُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ (3) ، وَ (4) كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَقْدِرُ عَلى هذِهِ الْمَنَازِلِ (5)؟
    قَالَ : فَقَالَ : « إِنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ قَالَ لِلْهُدْهُدِ حِينَ فَقَدَهُ وَشَكَّ فِي أَمْرِهِ : ( فَقالَ ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ ) حِينَ فَقَدَهُ ، فَغَضِبَ (6) عَلَيْهِ ، فَقَالَ : ( لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ ) (7) وَإِنَّمَا غَضِبَ (Cool لِأَنَّهُ كَانَ يَدُلُّهُ عَلَى الْمَاءِ ، فَهذَا ـ وَهُوَ طَائِرٌ ـ قَدْ أُعْطِيَ مَا لَمْ يُعْطَ سُلَيْمَانُ ، وَقَدْ كَانَتِ الرِّيحُ وَالنَّمْلُ وَالْإِنْسُ وَالْجِنُّ (9) وَالشَّيَاطِينُ الْمَرَدَةُ (10) لَهُ طَائِعِينَ ، وَلَمْ يَكُنْ‌
    __________________
    (1) في « ف » : + « له ».
    (2) في البصائر ، ص 47 : + « قلت ».
    (3) في شرح المازندراني : « الظاهر أنّه ـ أي قوله : وسليمان ـ إلى ـ منطق الطير ـ من كلام السائل ، وأنّه عليه‌السلام عطف‌على عيسى بن مريم ، وأنّ قوله : وكان رسول الله ، استفهام على حقيقته. وإنّما قلنا : الظاهر ذلك ؛ لأنّه يحتمل أن يكون من كلام أبي الحسن الأوّل عليه‌السلام ويكون عطفاً على صدقت ، وحينئذٍ قوله : « وكان رسول الله » من كلامه أيضاً ؛ للإخبار بأنّ هذه المنازل الرفيعة كانت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أيضاً. فليتأمّل ».
    (4) في البصائر ، ص 47 : « هل » بدل « و ».
    (5) « المنازل » : جمع المَنْزِل ، وهو الدرجة. و « المَنْزِلَة » : الرتبة والدرجة ، لاتجمع. راجع : لسان العرب ، ج 11 ، ص 658 ( نزل ).
    (6) في « ج ، ض ، بف ، بح ، بس » وحاشية « بف » والبصائر ، ص 47 : « وغضب ».
    (7) النمل (27) : 20 ـ 21.
    (Cool في « ف » والبصائر ، ص 47 : + « عليه ».
    (9) في « ج ، ض ، بف » والوافي والبحار والبصائر ، ص 47 : « الجنّ والإنس ».
    (10) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والبصائر ، ص 47. وفي المطبوع : « [ و ] المردة ». وقوله :

    يَعْرِفُ (1) الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَكَانَ (2) الطَّيْرُ يَعْرِفُهُ ، وَإِنَّ اللهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : ( وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً ) (3) ( سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى ) (4). وَقَدْ وَرِثْنَا نَحْنُ هذَا الْقُرْآنَ الَّذِي فِيهِ (5) مَا تُسَيَّرُ بِهِ الْجِبَالُ ، وَتُقَطَّعُ (6) بِهِ الْبُلْدَانُ ، وَتُحْيَا بِهِ الْمَوْتى ، وَنَحْنُ نَعْرِفُ الْمَاءَ تَحْتَ الْهَوَاءِ ، وَإِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ لَآيَاتٍ مَا يُرَادُ بِهَا أَمْرٌ إِلاَّ أَنْ يَأْذَنَ اللهُ بِهِ مَعَ مَا قَدْ يَأْذَنُ اللهُ مِمَّا كَتَبَهُ الْمَاضُونَ ، جَعَلَهُ اللهُ لَنَا فِي أُمِّ الْكِتَابِ ؛ إِنَّ اللهَ يَقُولُ : ( وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) (7) ثُمَّ قَالَ : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا ) (Cool فَنَحْنُ الَّذِينَ اصْطَفَانَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَ (9) أَوْرَثَنَا هذَا الَّذِي فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ ». (10) ‌
    34 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهم‌السلام عِنْدَهُمْ جَمِيعُ الْكُتُبِ الَّتِي نَزَلَتْ مِنْ عِنْدِ
    اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَأَنَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا عَلَى ‌اخْتِلَافِ أَلْسِنَتِهَا‌
    608 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
    __________________
    « المَرَدَة » : جمع المارد ، وهو من الرجال العاتي الشديد. قال الراغب في المفردات ، ص 764 : « المارد والمَريد ، من شياطين الجنّ والإنس المتعرّي من الخيرات ، من قولهم : شجر أمرد ، إذا تعرّى من الورق ». وراجع : النهاية ، ج 4 ، ص 315 ( مرد ).
    (1) في « ف » : « ولم يكونوا يعرفوا ».
    (2) في « ج » والبصائر ، ص 114 : « كانت ».
    (3) « وَلَوْ أَنَّ قُرْءَانًا » شرط حذف جوابه ، يعني لو كان شي‌ء من القرآن كذلك ، لكان هذا القرآنَ ؛ لأنّه الغاية في الإعجاز. والمراد منه تعظيم شأن القرآن. راجع : التبيان ، ج 1 ، ص 345.
    (4) الرعد (13) : 31.
    (5) في « ج » : ـ « فيه ».
    (6) في « ف » : « قطع ». وفي البصائر ، ص 114 : « يقطع ».
    (7) النمل (27) : 75.
    (Cool فاطر (35) : 32.
    (9) في « بر » : « ثمّ ».
    (10) بصائر الدرجات ، ص 47 ، ح 1 ، عن محمّد بن حمّاد ، مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، ص 114 ، ح 3 ، بسنده عن حمّاد ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، مع زيادة واختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 555 ، ح 1104 ؛ البحار ، ج 14 ، ص 112 ، ح 4 ، وفيه إلى قوله : « إلاّ أن يأذن الله به » ؛ وج 17 ، ص 133 ، ح 10.

    الْحَكَمِ :
    فِي حَدِيثِ بُرَيْهٍ (1) أَنَّهُ لَمَّا جَاءَ مَعَهُ إِلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَلَقِيَ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، فَحَكى لَهُ هِشَامٌ الْحِكَايَةَ ، فَلَمَّا فَرَغَ ، قَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام لِبُرَيْهٍ : « يَا بُرَيْهُ ، كَيْفَ عِلْمُكَ بِكِتَابِكَ؟ » ، قَالَ : أَنَا بِهِ عَالِمٌ (2) ، ثُمَّ (3) قَالَ : « كَيْفَ ثِقَتُكَ بِتَأْوِيلِهِ؟ (4) » قَالَ : مَا أَوْثَقَنِي (5) بِعِلْمِي فِيهِ! قَالَ : فَابْتَدَأَ أَبُو الْحَسَنِ عليه‌السلام يَقْرَأُ الْإِنْجِيلَ ، فَقَالَ بُرَيْهٌ (6) : إِيَّاكَ كُنْتُ أَطْلُبُ مُنْذُ خَمْسِينَ سَنَةً أَوْ مِثْلَكَ.
    قَالَ (7) : فَآمَنَ (Cool بُرَيْهٌ ، وَحَسُنَ إِيمَانُهُ ، وَآمَنَتِ الْمَرْأَةُ الَّتِي كَانَتْ مَعَهُ ، فَدَخَلَ هِشَامٌ وَبُرَيْهٌ وَالْمَرْأَةُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَحَكَى لَهُ هِشَامٌ الْكَلَامَ الَّذِي جَرى بَيْنَ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى (9) عليه‌السلام وَبَيْنَ بُرَيْهٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « ( ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (10) ».
    فَقَالَ بُرَيْهٌ : أَنّى لَكُمُ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ وَكُتُبُ الْأَنْبِيَاءِ؟
    قَالَ : « هِيَ عِنْدَنَا وِرَاثَةً مِنْ عِنْدِهِمْ ، نَقْرَؤُهَا كَمَا قَرَؤُوهَا ، وَنَقُولُهَا كَمَا قَالُوا ؛ إِنَّ اللهَ‌
    __________________
    (1) في « ألف » وحاشية « ج ، ض ، ف ، بح ، بر » : « بريهة » ، وفي « ب » : « برية ». وفي « بس » : « يريه ».
    والظّاهر صحّة « بُرَيْه » ، فإنّا لم نجد ـ مع الفحص الأكيد ـ في ما يُتَرقّب منه حلّ هذه المشكلة عيناً ولا أثراً من « برية » و « يريه » و « بريهة » ، بل المذكور في بعض هذه الكتب هو « بُرَيْه » وهو كان نصرانياً عالماً بكتاب الإنجيل. راجع : المؤتلف والمختلف ، ج 1 ، ص 274 ؛ توضيح المشتبه ، ج 1 ، ص 481.
    (2) تقديم الظرف لإفادة الحصر الداّل على كمال العلم. مرآة العقول ، ج 3 ، ص 27.
    (3) في « ج ، بف » والوافي والبصائر ص 136 ، والتوحيد : ـ « ثمّ ».
    (4) أي كيف اعتمادك على نفسك في تأويله والعلم بمعانيه. مرآة العقول ، ج 3 ، ص 27.
    (5) « ما أوثقني » : صيغة تعجّب ، مثل : ما أحسن زيداً ، أي أنا واثق وثوقاً تامّاً بما أعرف من تأويله. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 358 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 27.
    (6) في البصائر ، ص 136 : « فابتدأ موسى عليه‌السلام في قراءة الإنجيل ، فقال بريهة : والمسيح لقد كان يقرؤها هكذا ، وماقرأ هذه القراءة إلاّ المسيح. ثمّ قال » بدل « فابتدأ أبوالحسن عليه‌السلام يقرأ الإنجيل ، فقال بريه ».
    (7) في « ف ، ض ، بح » والبحار : + « فقال ».
    (Cool في « بس » : « وآمن ».
    (9) في « ف » : + « بن جعفر ».
    (10) آل عمران (3) : 34.

    لَا يَجْعَلُ حُجَّةً (1) فِي أَرْضِهِ يُسْأَلُ عَنْ شَيْ‌ءٍ ، فَيَقُولُ : لَا أَدْرِي ». (2) ‌
    609 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
    أَتَيْنَا بَابَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام وَنَحْنُ نُرِيدُ الْإِذْنَ عَلَيْهِ ، فَسَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَتَوَهَّمْنَا أَنَّهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، ثُمَّ بَكى فَبَكَيْنَا لِبُكَائِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَيْنَا الْغُلَامُ ، فَأَذِنَ لَنَا ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ ، فَقُلْتُ (3) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، أَتَيْنَاكَ نُرِيدُ الْإِذْنَ عَلَيْكَ ، فَسَمِعْنَاكَ تَتَكَلَّمُ بِكَلَامٍ لَيْسَ بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَتَوَهَّمْنَا أَنَّهُ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، ثُمَّ بَكَيْتَ فَبَكَيْنَا لِبُكَائِكَ.
    فَقَالَ : « نَعَمْ (4) ، ذَكَرْتُ إِلْيَاسَ النَّبِيَّ ، وَكَانَ مِنْ عُبَّادِ أَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ، فَقُلْتُ كَمَا كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ ».
    ثُمَّ انْدَفَعَ (5) فِيهِ بِالسُّرْيَانِيَّةِ ، فَلَا (6) وَاللهِ ، مَا رَأَيْنَا (7) قَسّاً (Cool وَلَاجَاثَلِيقاً (9) أَفْصَحَ‌
    __________________
    (1) في « ف » : « حجّته ».
    (2) بصائر الدرجات ، ص 136 ، ح 4 ، عن إبراهيم بن هاشم ، مع زيادة. وفيه ، ص 340 ، ح 2 ، إلى قوله : « منذ خمسين سنة » ؛ التوحيد ، ص 275 ، ح 1 ، مع زيادة ؛ الاختصاص ، ص 292 ، إلى قوله : « منذ خمسين سنة » وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن إبراهيم بن هاشم ، مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 557 ، ح 1106 ؛ البحار ، ج 48 ، ص 114 ، ح 25.
    (3) في « ض » : + « له ». وفي حاشية « بف » والوافي : « فقلنا ».
    (4) في « بح » : ـ « نعم ».
    (5) « اندفع » ، أي أفاض ، وأسرع. يقال : اندفع في الحديث : أفاض ، واندفع الفرس : أسرع في سيره ، أو ابتدأ بهاوشرع ، من دفع من كذا ، أي ابتدأ السير ، فكأنّه دفع نفسه من تلك المقالة وابتدأ بالسريانيّة. راجع : النهاية ، ج 2 ، ص 124 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 961 ( دفع ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 359.
    (6) في « ف » : « قال ».
    (7) في البحار : « فما رأينا والله » بدل « فلا والله ما رأينا ».
    (Cool « القَسُّ » : رئيس من رؤساء النصارى في الدين والعلم ، وكذلك القِسّيس ، والجاثليق يكون فوقه. الوافي ، ج 3 ، ص 559 ؛ الصحاح ، ج 3 ، ص 963 ( قسس ).
    (9) في « ب ، بر » : + « كان ». و « الجاثَليق » : رئيس للنصارى في بلاد الإسلام بمدينة السلام ، ويكون تحت يد بِطْرِيقِ أنطاكيةَ ، ثمّ المَطْران تحت يده ، ثمّ الأُسْقُفُّ يكون في كلّ بلد من تحت المَطْران ، ثمّ القِسّيسُ ، ثمّ الشَمّاس. قال

    لَهْجَةً (1) مِنْهُ بِهِ (2).
    ثُمَّ فَسَّرَهُ لَنَا بِالْعَرَبِيَّةِ ، فَقَالَ : « كَانَ يَقُولُ فِي سُجُودِهِ : أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدْ أَظْمَأْتُ (3) لَكَ هَوَاجِرِي (4)؟ أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدْ عَفَّرْتُ لَكَ فِي التُّرَابِ وَجْهِي (5)؟ أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدِ اجْتَنَبْتُ لَكَ الْمَعَاصِيَ؟ أَتُرَاكَ مُعَذِّبِي وَقَدْ أَسْهَرْتُ لَكَ لَيْلِي (6) ».
    قَالَ : « فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ : أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ ؛ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ ».
    قَالَ : « فَقَالَ : إِنْ قُلْتَ : لَا أُعَذِّبُكَ ثُمَّ عَذَّبْتَنِي (7) مَا ذَا؟ أَلَسْتُ عَبْدَكَ وَأَنْتَ رَبِّي؟ ».
    قَالَ (Cool : « فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ : أَنِ ارْفَعْ رَأْسَكَ ؛ فَإِنِّي غَيْرُ مُعَذِّبِكَ ؛ إِنِّي (9) إِذَا وَعَدْتُ وَعْداً وَفَيْتُ بِهِ ». (10) ‌
    __________________
    الفيض : الجاثليق يطلق على قاضيهم. راجع : الوافي ، ج 3 ، ص 559 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1158 ( جاثليق ).
    (1) « اللَهْجَةُ » : طَرَف اللسان ، ويقال : جَرْس الكلام ، ويقال : فصيح اللَهْجَة واللَهَجَة ، وهي لغته التي جُبِل عليها فاعتادها ونشأ عليها. ترتيب كتاب العين ، ج 3 ، ص 1657 ( لهج ).
    (2) في « بح » : ـ « به ».
    (3) « أَظْمَأْتُ » ، أي أعطشتُ ، من الظَمَأ بمعنى العطش ، أو شدّ العطش. راجع : لسان العرب ، ج 1 ، ص 116 ( ظمأ ).
    (4) في القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 686 : « الهَواجِر » : جمعُ الهاجرة ، وهي نصف النهار عند زوال الشمس مع‌الظهر ، أو من عند زوالها إلى العصر ؛ لأنّ الناس يستكنّون في بيوتهم كأنّهم قد تهاجروا ؛ وشدّةُ الحرّ. وقال المجلسي في مرآة العقول : « ونسبة الإظماء إلى الهواجر على الإسناد المجازي ، كقولهم : صام نهاره. أو المفعول مقدّر ، أي أظمأت نفسي وهواجري. والأوّل أظهر. وكذا القول في نسبة الإسهار إلى الليل ».
    (5) « عَفّرْت لك في التراب وجهي » ، أي مرّغتُه وقلّبته فيه ، يقال : عفره في التراب يَعْفِرُهُ عَفْراً ، وعَفَّرَه تعفيراً ، أي مرّغه ، والعَفَر : التراب. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 751 ( عفر ).
    (6) في « ب ، بر » والوافي : + « قال ».
    (7) في « ض ، ف ، بح ، بر » وحاشية « ج ، بف » : + « كان ».
    (Cool في « بح ، بس » والبحار : ـ « قال ».
    (9) في « ب ، ض ، بح ، بر » والوافي والبحار : « فإنّي ».
    (10) بصائر الدرجات ، ص 340 ، ح 1 وفيه إلى قوله : « فبكينا لبكائه » ؛ وص 341 ، ح 3 ؛ والاختصاص ، ص 292 ، وفي كلّها بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 558 ، ح 1107 ؛ البحار ، ج 13 ، ص 392 ، ح 1.

    35 ـ بَابُ أَنَّهُ لَمْ يَجْمَعِ الْقُرْآنَ كُلَّهُ إِلاَّ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام وَأَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ عِلْمَهُ‌كُلَّهُ‌
    610 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْمِقْدَامِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « مَا ادَّعى أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنَّهُ جَمَعَ الْقُرْآنَ كُلَّهُ كَمَا أُنْزِلَ إِلاَّ كَذَّابٌ ، وَمَا جَمَعَهُ وَحَفِظَهُ كَمَا نَزَّلَهُ (1) اللهُ تَعَالى إِلاَّ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْأَئِمَّةُ مِنْ بَعْدِهِ عليهم‌السلام ». (2) ‌
    611 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ‌
    __________________
    (1) في « ج ، ف » : « أنزله ». وفي البصائر : « أنزل ».
    (2) بصائر الدرجات ، ص 193 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 560 ، ح 1108.
    (3) هكذا في « ألف ، بح » وحاشية « ف ، و ». وفي « ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بس ، بف » والمطبوع وحاشية بدرالدين : « محمّد بن الحسن ». وأمّا « بر » ، ففيها اضطراب.
    هذا وقد ذكر العلاّمة الخبير السيّد موسى الشبيري ـ دام ظلّه ـ نقلاً من نسخة من النسخ التي قابلها وجودَ « محمّد بن الحسن » بدل « محمّد بن الحسين » الواقع في صدر السند.
    ثمّ إنّ الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 193 ، ح 1 ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، ولذا قد يخطر بالبال استظهار صحّة نسخة « الحسن » في ما حكاه سيّدنا العلاّمة دام ظلّه ؛ فإنّ الصفّار هو محمّد بن الحسن بن فرّوخ. راجع : رجال النجاشي ، ص 354 ، الرقم 948.
    لكن يرد على هذا الاحتمال ، أوّلاً : عدم ثبوت رواية الكليني عن محمّد بن الحسن الصفّار. والمراد من محمّد بن الحسن في ما ورد في كثير من أسناد الكافي ـ من رواية محمّد بن الحسن عن سهل بن زياد ، أو عبدالله بن الحسن العلوي ، أو غيرهما ـ هو محمّد بن الحسن الطائي الرّازي ، كما ثبت في محلّه. راجع : ترتيب أسانيد الكافي للسيّد البروجرديّ ، ص 121 المقدمة الرابعة [ فيمن روى عنه الكليني ] الثاني والثلاثون.
    وثانياً : أنّه لم يُعهَد في سند من أسناد الكافي توسّط محمّد بن الحسين بين محمّد بن الحسن وبين محمّد بن سنان ، بل لم يثبت رواية محمّد بن الحسن ـ سواء أكان الطائي الرازي أو الصفّار ـ في أسناد الكافي عن محمّد بن الحسين.
    يؤيّد ذلك مقايسة الكافي مع بصائر الدرجات في بعض مارواه الصفّار ، عن محمّد بن الحسين ؛ فقد روى

    عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ ، عَنِ الْمُنَخَّلِ ، عَنْ جَابِرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، أَنَّهُ قَالَ : « مَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدَّعِيَ أَنَّ عِنْدَهُ جَمِيعَ الْقُرْآنِ (1) كُلِّهِ ظَاهِرِهِ وَبَاطِنِهِ غَيْرُ الْأَوْصِيَاءِ ». (2) ‌
    __________________
    الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 54 ، ح 3 ، عن محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب. وأورد الكليني مضمون الخبر ـ باختصار ـ في الكافي ح 512 ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن النضر بن شعيب.
    وروى في بصائر الدرجات ، ص 38 ، ح 1 ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل. والخبر أورده الكليني في الكافي ، ح 552 ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل.
    وروى في بصائر الدرجات ، ص 205 ، ح 5 ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد [ شعر ]. وأورده الكليني في الكافي ، ح 564 ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن يزيد شعر.
    وروى في بصائر الدرجات ، ص 455 ، ح 13 ، عن محمّد بن الحسين عن عليّ بن أسباط. وأورده الكليني في الكافي ، ح 720 ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط.
    وروى في بصائر الدرجات ، ص 464 ، ح 3 ، عن محمّد بن الحسين ، ومحمّد بن عيسى ، عن عليّ بن أسباط ، وأورده الكليني في الكافي ، ح 724 ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط.
    وروى في بصائر الدرجات ، ص 477 ، ح 1 ، عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط. وأورده الكليني في الكافي ، ح 726 ، عن محمّد [ بن يحيى ] عن محمّد بن الحسين ، عن عليّ بن أسباط.
    والحاصل : أنّ « محمّد بن الحسين » في صدر السند سهو بلاريب ، لكنّه موافق لأكثر النسخ ، كما ذكرنا.
    وأمّا ما نقله سيّدنا العلاّمة دام ظلّه ، فلم نجد لهذه النسخة مزيّة توجب تقديمها على سائر النسخ. مضافاً إلى أنّه يحتمل كون : « محمّد بن الحسن » ، مكتوباً في حاشية بعض النسخ ، استظهاراً لصحّته ، لما رآه الناسخ من ورود الرواية في بصائر الدرجات ، ثمّ تخيّل في بعض الاستنساخات التالية كون هذا الاستظهار ، نسخةً.
    والظاهر أنّ « محمّد بن الحسين » في صدر السند ، مصحّف من « محمّد بن يحيى » كما استظهره الاستاد السيّد محمّد جواد الشبيري ـ دام توفيقه ـ في تعليقته على السند ، والمشابهة بين « الحسين » و « يحيى » ، في بعض الخطوط القديمة ، غير خفيّة على العارف بالنسخ والممارس لها.
    ثمّ إنّه لايخفى أنّ محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب روى جميع كتب محمّد بن سنان وتوسّط محمّد بن الحسين بين محمّد بن يحيى وبين محمّد بن سنان في بعض الأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص 328 ، الرقم 888 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 15 ، ص 420 ـ 421.
    (1) في البصائر ، ح 1 : « أن يدّعي أنّه جمع القرآن » بدل « أن يدّعي أنّ عنده جميع القرآن ».
    (2) بصائر الدرجات ، ص 193 ، ح 1 ، عن محمّد بن الحسين. عن محمّد بن سنان. وفيه ، ص 193 ـ 194 ، ح 4 و 5 ؛ وتفسير القمّي ، ج 2 ، ص 451 ، بسند آخر مع اختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 560 ، ح 1109.

    612 / 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ عُبَيْدِ (1) بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُصْعَبٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ مُحْرِزٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ مِنْ عِلْمِ مَا أُوتِينَا تَفْسِيرَ الْقُرْآنِ وَأَحْكَامَهُ (2) ، وَعِلْمَ تَغْيِيرِ (3) الزَّمَانِ وَحَدَثَانِهِ (4) ، إِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ خَيْراً أَسْمَعَهُمْ (5) ، وَلَوْ أَسْمَعَ مَنْ لَمْ يَسْمَعْ ، لَوَلّى مُعْرِضاً كَأَنْ لَمْ (6) يَسْمَعْ ». ثُمَّ أَمْسَكَ هُنَيْئَةً (7) ، ثُمَّ قَالَ : « وَ (Cool لَوْ وَجَدْنَا أَوْعِيَةً (9) أَوْ مُسْتَرَاحاً لَقُلْنَا ؛ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ ». (10) ‌
    __________________
    (1) في « ج ، جر » : « عبيدة ». وفي « بس » وحاشية « بف » والوسائل : « عبيدالله ».
    (2) في مرآة العقول : « وأحكامه ، بالفتح تخصيص بعد التعميم ، والمراد الأحكام الخمسة. أو بالكسر ، أي ضبطه‌وإتقانه ».
    (3) في « ب ، ج ، بف » والوافي : « تغيّر ».
    (4) « حَدَثان الدهر والزمان وحوادثه » : نُوَبُهُ وما يحدث منه ، واحدها حادث. وكذلك أحداثه ، واحدها حَدَثٌ. وحِدْثانُه : أوّله وابتداؤه ، مصدر حَدَثَ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحِدْثاناً. قرأه المازندراني والمجلسي : حِدْثانه بكلا المعنيين تبعاً لما في القاموس. راجع : لسان العرب ، ج 2 ، ص 132 ؛ القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 267 ( حدث ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 361 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 32.
    (5) في الوافي : « أسمعهم » أي بمسامعهم الباطنيّة. « ولو أسمع » ظاهراً « من لم يسمع » باطناً « لولّى معرضاً كأن لم يسمع » ظاهراً.
    (6) في « بر » : « لم يكن ».
    (7) « هُنَيْئَةً » ، أي ساعةً يسيرةً ولطيفة. قال الفيّومي : « الهَنُ : كنايةٌ عن كلّ اسم جنس ، والأُنثى : هَنَةٌ ، ولامُها محذوفة ، ففي لغة هي هاءٌ فيُصَغَّرُ على هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنَيْهَةً ، أي ساعة لطيفة. وفي لغة هي واوٌ ، فيُصغَّر في المؤنّث على هُنَيَّة ، والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له » راجع : المصباح المنير ، ص 641 ( هن ).
    (Cool في « ج ، ف ، بف » وشرح المازندراني والوافي : ـ « و ».
    (9) « الأوْعِيَةُ » : جمع الوِعاء ، وهو ما يُوعى فيه الشي‌ءُ ، أي يُجْمَعُ. والمراد : القلوب الحافظة للأسرار. والمراد من قوله : « مستراحاً » : القلب الخالي عن الشواغل المانعة من إدراك الحقّ وقبوله وحفظه ؛ أو من نستريح إليه بإيداع شي‌ء من أسرارنا لديه. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 362 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 561 ؛ المصباح المنير ، ص 666 ( وعى ).
    (10) بصائر الدرجات ، ص 194 ، ح 1 ، بسنده عن عمرو بن مصعب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 560 ، ح 1110 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 181 ، ح 33544 ، وفيه إلى قوله : « تفسير القرآن وأحكامه ».

    613 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ (1) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْمُؤْمِنِ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « وَاللهِ ، إِنِّي لَأَعْلَمُ كِتَابَ اللهِ مِنْ أَوَّلِهِ إِلى آخِرِهِ كَأَنَّهُ فِي كَفِّي ، فِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ ، وَخَبَرُ الْأَرْضِ ، وَخَبَرُ مَا كَانَ (2) ، وَخَبَرُ مَا هُوَ كَائِنٌ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ (3) ». (4) ‌
    614 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنِ الْخَشَّابِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ كَثِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « ( قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) » (5) قَالَ : فَفَرَّجَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، فَوَضَعَهَا فِي صَدْرِهِ ، ثُمَّ قَالَ : « وَعِنْدَنَا وَاللهِ (6) ، عِلْمُ الْكِتَابِ كُلِّهِ (7) ». (Cool
    __________________
    (1) تقدّم في الكافي ذيل ح 202 ، أنّ هذا العنوان محرّف ، وأنّ الصواب فيه ، هو « محمّد بن الحسن » المراد به‌الصفّار ؛ فلاحظ.
    (2) في البصائر ، ص 194 : « ما يكون ».
    (3) إشارة إلى الآية 89 من سورة النحل (16) : (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‌ءٍ).
    (4) بصائر الدرجات ، ص 194 ، ح 7 ، عن محمّد بن عيسى. وفيه ، ص 197 ، ح 2 ؛ والمحاسن ، ص 267 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 353 ؛ والكافي ، كتاب فضل العلم ، باب الردّ إلى الكتاب والسنّة ... ، ح 190 ، بسند آخر مع اختلاف يسير. وفي تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 266 ، ح 56 ، عن يونس ، عن عدّة من أصحابنا الوافي ، ج 3 ، ص 561 ، ح 1111.
    (5) النمل (27) : 40. و (عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ) أي شي‌ء من علم الكتاب. والقائل هو آصف بن برخيا وزير سليمان بن‌داود. و (أَنَا آتِيكَ بِهِ) أي بعرش بلقيس. الوافي ، ج 3 ، ص 561.
    (6) في « ج » والبصائر : « والله وعندنا ».
    (7) في مرآة العقول : « كلّه ، إمّا مرفوع والضمير للعلم ، أو مجرور والضمير للكتاب ».
    (Cool بصائر الدرجات ، ص 212 ، ح 2 ، عن أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عبدالرحمن بن كثير الهاشمي. وفيه ، ص 213 ، ح 3 ؛ وص 230 ، ح 5 ؛ والكافي ، كتاب الحجّة ، باب نادر فيه ذكر الغيب ، ح 667 ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله وآخره. راجع : بصائر الدرجات ، ص 363 ، ح 4 ؛ وص 363 ، ح 13 ؛ والاختصاص ، ص 309 الوافي ، ج 3 ، ص 561 ، ح 1112 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 181 ، ح 33545 و 33547.

    615 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ؛
    وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ (1) ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ جَمِيعاً ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ :
    قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام (2) : ( قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ ) (3) قَالَ : « إِيَّانَا (4) عَنى ، وَعَلِيٌّ عليه‌السلام أَوَّلُنَا وَأَفْضَلُنَا وَخَيْرُنَا بَعْدَ النَّبِيِّ (5) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». (6) ‌
    36 ـ بَابُ مَا أُعْطِيَ الْأَئِمَّةُ عليهم‌السلام مِنِ اسْمِ اللهِ الْأَعْظَمِ‌
    616 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي شُرَيْسٌ (7) الْوَابِشِيُّ ، عَنْ جَابِرٍ :
    __________________
    (1) في « ألف ، ب ، ف ، بر » : « محمّد بن الحسين ». وهو سهو ظاهراً ، والصواب ما في المطبوع وسائر النسخ ؛ فقد ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 214 ، ح 12 عن محمّد بن الحسين ، عن ابن أبي عمير ، ومحمّد بن الحسين ـ وهو ابن أبي الخطّاب ـ روى في ضمن آخرين جميع كتب محمّد بن أبي عمير ، كما في الفهرست للطوسي ، ص 404 ، الرقم 618. يؤكّد ذلك أنّ المقام من مواضع تحريف « محمّد بن الحسن » بـ « محمّد بن الحسين » دون العكس ؛ لكثرة روايات محمّد بن يحيى عن محمّد بن الحسين جدّاً.
    (2) في « ف » : + « قوله تعالى ».
    (3) الرعد (13) : 43.
    (4) في شرح المازندراني : « وإيّانا ».
    (5) في حاشية « بر » : « رسول الله ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 214 ، ح 12 ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ؛ وفيه ، ص 216 ، ح 20 ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن بريد بن معاوية. وفيه ، ص 214 ، ح 7 ، بسند آخر الوافي ، ج 3 ، ص 562 ، ح 1113 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 181 ، ح 33546.
    (7) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 208 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن محمّد بن الفضل ، قال : أخبرني ضريس الوابشي. والمذكور في بعض مخطوطاته « محمّد بن الفضيل قال : أخبرني شريس الوابشي » وهو الظاهر ؛ فقد روى محمّد بن الفضيل ، عن شريس الوابشي عن جابر ، في المحاسن ، ص 300 ، ح 5 ؛ والخصال ، ص 37 ، ح 15 ؛ والفقيه ، ج 3 ، ص 439 ، ح 4516 ؛ وص 444 ، ح 4532.
    يؤكّد ذلك أنّ عليّ بن الحكم روى كتاب محمّد بن الفضيل الأزرق. راجع : الفهرست للطوسي ، ص 416 ، الرقم 643.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 22:06

    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « إِنَّ اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ عَلى ثَلَاثَةٍ وَسَبْعِينَ حَرْفاً ، وَإِنَّمَا (1) كَانَ عِنْدَ آصَفَ مِنْهَا حَرْفٌ وَاحِدٌ ، فَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَخُسِفَ (2) بِالْأَرْضِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَرِيرِ بِلْقِيسَ حَتّى تَنَاوَلَ السَّرِيرَ بِيَدِهِ ، ثُمَّ عَادَتِ الْأَرْضُ كَمَا كَانَتْ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ (3) ، وَنَحْنُ عِنْدَنَا (4) مِنَ الِاسْمِ الْأَعْظَمِ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، وَحَرْفٌ (5) عِنْدَ اللهِ ـ تبارك وتَعَالى ـ (6) اسْتَأْثَرَ بِهِ (7) فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَهُ ، وَلَاحَوْلَ (Cool وَلَاقُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ». (9) ‌
    617 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ (10) ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ عِمْرَانَ الْقُمِّيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ‌
    __________________
    (1) في « بح » : « فإنّما ».
    (2) فقال : خُسِفَ بالرجل وبالقوم ، إذا أخذته الأرضُ ودخل فيها. وخَسَفَ المكانُ يَخْسِفُ خَسْفاً وخُسُوفاً : ذهب‌في الأرض ، وخَسَفَه الله تعالى وخَسَفَ الله به الأرضَ ، أي غاب به فيها ، يتعدّى ولا يتعدّى. راجع : لسان العرب ، ج 9 ، ص 67 ( خسف ).
    (3) في حاشية « ب ، بس ، بف » والبحار : « العين ».
    (4) في « ب ، بح ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبصائر ، ص 208 : « وعندنا نحن ».
    (5) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والبصائر ، ص 208. وفي المطبوع : + « واحد ».
    (6) في « ف » : ـ « عند الله تبارك وتعالى ».
    (7) « استأثر به » : انفرد به وخصّ به نفسه واستبدّ به. راجع : لسان العرب ، ج 4 ، ص 8 ( أثر ).
    (Cool قال ابن الأثير : « الحَوْل هاهنا : الحركة ، يقال : حالَ الشخصُ يحول إذا تحرّك ، المعنى : لاحركة ولا قوّة إلاّبمشيئة الله تعالى. وقيل : الحَوْل : الحيلة ، والأوّل أشبه ». النهاية ، ج 1 ، ص 462 ( حول ).
    (9) بصائر الدرجات ، ص 208 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص 210 ، ح 8 و 9 ، بسندهما عن عليّ بن الحكم ، عن محمّد بن الفضيل ، عن سعد أبي عمرو الجلاب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام ، مع تفاوت يسير. وفيه ، ص 209 ، ح 6 ، بسنده عن عليّ بن الحكم مع اختلاف يسير. وفيه ، ص 209 ، ح 7 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير. دلائل الإمامة ، ص 219 ، مرسلاً ، مع تفاوت. راجع : خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص 46 ، الوافي ، ج 3 ، ص 563 ، ح 1114 ؛ البحار ، ج 14 ، ص 113 ، ح 5.
    (10) الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد ـ وهو البرقي ـ كلاهما من مشايخ أحمد بن محمّد بن عيسى ، ووردالعنوانان في أسنادٍ كثيرةٍ متعاطفين ، انظر على سبيل المثال : الكافي ، ح 385 و 511 وذيل ح 759 وح 2084 و 2244 و 3125 و 3322 و 3331. وتوسّط أيضاً أحمد بن محمّد [ بن عيسى ] بين محمّد بن يحيى وبين محمّد بن خالد [ البرقي ] في أسنادٍ عديدة. راجع : معجم رجال الحديث ، ج 2 ، ص 563 ـ 564 ، ص 694. فعليه ما ورد

    أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ـ لَمْ أَحْفَظ اسْمَهُ ـ قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عِيسَى بْنَ مَرْيَمَ عليه‌السلام أُعْطِيَ حَرْفَيْنِ كَانَ يَعْمَلُ بِهِمَا ، وَأُعْطِيَ مُوسى (1) أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ ، وَأُعْطِيَ إِبْرَاهِيمُ ثَمَانِيَةَ أَحْرُفٍ ، وَأُعْطِيَ نُوحٌ خَمْسَةَ عَشَرَ حَرْفاً ، وَأُعْطِيَ آدَمُ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ حَرْفاً ، وَإِنَّ اللهَ تَعَالى جَمَعَ (2) ذلِكَ كُلَّهُ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (3) ، وَإِنَّ اسْمَ اللهِ الْأَعْظَمَ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، أُعْطِيَ مُحَمَّدٌ (4) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ حَرْفاً ، وَحُجِبَ عَنْهُ حَرْفٌ وَاحِدٌ ». (5)
    618 / 3. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِيِّ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ صَاحِبِ الْعَسْكَرِ (6) عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ (7) : « اسْمُ اللهِ الْأَعْظَمُ ثَلَاثَةٌ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، كَانَ (Cool عِنْدَ آصَفَ حَرْفٌ (9) ، فَتَكَلَّمَ بِهِ ، فَانْخَرَقَتْ (10) ‌
    __________________
    في بصائر الدرجات ، ص 208 ، ح 2 ، من نقل الخبر عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن خالد ، لايخلو من خللٍ.
    (1) في « ف » : « وأنّ موسى اعطي ».
    (2) في « ف » : + « جميع ».
    (3) في البصائر ، ص 208 ، ح 2 : + « وأهل بيته ».
    (4) هكذا في « ب ، ض ، بر ». وفي « ج » والبصائر ، ص 208 ، ح 2 : « أعطى الله محمّداً ». وفي « ف » : « لمحمّد ». وفي المطبوع : « أعطى محمّداً ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 208 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص 208 ، ح 3 و 4 و 5 بسند آخر ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 352 ، ح 231 ، عن عبدالله بن بشير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 564 ، ح 1116 ؛ البحار ، ج 13 ، ص 358 ، ح 65 وفيه قطعة منه ؛ وج 17 ، ص 134 ، ح 11.
    (6) في « ب ، ف ، بر ، بف » والبصائر والبحار : « عن أبي الحسن العسكري ». وفي « و ، بح » : « عن أبي الحسن‌صاحب العسكري ».
    (7) في البحار : + « إنّ ».
    (Cool في « ج » : « وكان ». وفي « ف » والوافي : « وإنّما كان ».
    (9) في « ج » : + « واحد ».
    (10) « فانخرقت » ، أي شقّت ، أو تحرّكت ، من خَرَق الأرضَ خَرْقاً ، أي جابها وخرقها وشقّها. وخرق الأرضَ يَخْرُقها ، أي قطعها حتّى بلغ أقصاها. راجع : لسان العرب ، ج 10 ، ص 75 ( خرق ).

    لَهُ (1) الْأَرْضُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَبَاً ، فَتَنَاوَلَ عَرْشَ بِلْقِيسَ حَتّى صَيَّرَهُ إِلى سُلَيْمَانَ ، ثُمَّ انْبَسَطَتِ الْأَرْضُ فِي أَقَلَّ مِنْ طَرْفَةِ عَيْنٍ ؛ وَعِنْدَنَا مِنْهُ اثْنَانِ وَسَبْعُونَ حَرْفاً ، وَحَرْفٌ عِنْدَ اللهِ مُسْتَأْثِرٌ (2) بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ ». (3)
    37 ـ بَابُ مَا عِنْدَ الْأَئِمَّةِ مِنْ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِ عليهم‌السلام‌
    619 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مَنِيعِ بْنِ الْحَجَّاجِ الْبَصْرِيِّ ، عَنْ مُجَاشِعٍ ، عَنْ مُعَلًّى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَيْضِ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَتْ (4) عَصَا مُوسى لِآدَمَ عليه‌السلام ، فَصَارَتْ إِلى شُعَيْبٍ ، ثُمَّ صَارَتْ إِلى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، وَإِنَّهَا لَعِنْدَنَا ، وَإِنَّ عَهْدِي بِهَا آنِفاً (5) ، وَهِيَ خَضْرَاءُ كَهَيْئَتِهَا حِينَ انْتُزِعَتْ مِنْ شَجَرَتِهَا ، وَإِنَّهَا لَتَنْطِقُ إِذَا اسْتُنْطِقَتْ ، أُعِدَّتْ لِقَائِمِنَا عليه‌السلام ، يَصْنَعُ (6) بِهَا مَا كَانَ يَصْنَعُ مُوسى ، وَإِنَّهَا لَتُرَوِّعُ (7) وَتَلْقَفُ (Cool
    __________________
    (1) في « ف ، بح ، بف » : ـ « له ».
    (2) في الوافي والبصائر : « استأثر ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 211 ، ح 3 ؛ دلائل الإمامة ، ص 219 ، بسندهما عن معلّى بن محمّد ، مع اختلاف. خصائص الأئمّة عليهم‌السلام ، ص 46 ، مرسلاً ، عن عليّ عليه‌السلام ، مع زيادة واختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 563 ، ح 1115 ؛ البحار ، ج 14 ، ص 113 ، ح 6 ، وفيه إلى قوله : « من طرفة عين ».
    (4) في « ف » : « كان ».
    (5) في شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 368 : « يقال : عهدتُه ، إذا لقيتَه وأدركته. و « آنفاً » أي مذ ساعة ، أي في أوّل وقت‌يقرب منّا ». وراجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 516 ( عهد ) ؛ لسان العرب ، ج 9 ، ص 15 ( أنف ).
    (6) في « ف » : « صنع ».
    (7) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع. وفي « ج » : « لتروع » من راع المتعدّي. وفي حاشية « ج ، و » : « راع : أفزع ، كروّع ، لازم ومتعدّ ». وفي حاشية « بف » : « الترويع : ترسانيدن ». وقوله : « لَتَرُوعُ » ، أو « لَتُرَوِّعُ » ، أي لتُخَوِّف ولتُفْزِعُ ، يقال : راعَني الشي‌ءُ يروع رَوْعاً : أفزعني ، ورَوَّعني مثله. راجع : المصباح المنير ، ص 246 ( روع ).
    (Cool « تَلْقَفُ » ، أي تتناولُ بسرعة ، تقول : لَقِفْتُ الشي‌ءَ ألْقَفُهُ لَقَفاً ، وتَلَقَّفْتُهُ أيضاً ، أي تناولته بسرعة. راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1428 ( لقف ).

    مَا يَأْفِكُونَ (1) ، وَتَصْنَعُ مَا تُؤْمَرُ بِهِ (2) ، إِنَّهَا (3) ـ حَيْثُ أَقْبَلَتْ (4) تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ ـ يُفْتَحُ (5) لَهَا (6) شُعْبَتَانِ (7) : إِحْدَاهُمَا فِي الْأَرْضِ ، وَالْأُخْرى فِي السَّقْفِ ، وَبَيْنَهُمَا أَرْبَعُونَ ذِرَاعاً ، تَلْقَفُ (Cool مَا يَأْفِكُونَ بِلِسَانِهَا ». (9) ‌
    620 / 2. أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسى ، عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « أَلْوَاحُ مُوسى عليه‌السلام عِنْدَنَا ، وَعَصَا مُوسى عِنْدَنَا ، وَنَحْنُ وَرَثَةُ (10) النَّبِيِّينَ ». (11) ‌
    621 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ‌
    __________________
    (1) « يَأْفِكُونَ » أي يكذبون ، من الإفك بمعنى الكذب ، أو يصرفونه عن وجهه. يقال : أفَكَهُ يأفِكُهُ أفْكاً ، إذا صرفه‌عن الشي‌ء وقلبه. قال الراغب : « الإفْك : كلّ مصروف عن وجهه الذي يحقّ أن يكون عليه » ، ثمّ قال : « فاستعمل ذلك في الكذب لما قلنا ». راجع : النهاية ، ج 1 ، ص 56 ؛ المفردات للراغب ، ص 79 ( أفك ).
    (2) في كمال الدين : « ما كان يصنع بها موسى بن عمران عليه‌السلام ، وإنّها تصنع ما تؤمر » بدل « ما كان يصنع ـ إلى ـ ما تؤمر به ».
    (3) في « ج ، ف » والوافي : « وإنّها ».
    (4) في كمال الدين : « القيت ».
    (5) في « ب ، ج » وحاشية « ف ، بح » والبحار : « تفتح ». وفي « ض » وحاشية « ج ، بر » : « ينتج ». وفي « بح » : « تنتج ».
    (6) في « بح » : ـ « لها ». وفي « بس » : « بها ».
    (7) في الاختصاص : « شفتان ». و « الشعبة » : الغصن. وأيضاً : الطائفة من كلّ شي‌ء والقطعة منه. راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 157 ( شعب ).
    (Cool في كمال الدين : ـ « ما يأفكون يفتح لها ـ إلى ـ ذراعاً تلقف ».
    (9) كمال الدين ، ص 673 ، ح 28 ، بسنده عن محمّد بن يحيى. بصائر الدرجات ، ص 183 ، ح 36 ، عن سلمة بن الخطّاب ، مع اختلاف. الاختصاص ، ص 269 ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حمدان بن سليمان ، عن عبد الله بن محمّد. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 24 ، ح 64 عن محمّد بن عليّ عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 565 ، ح 1117 ؛ البحار ، ج 13 ، ص 45 ، ح 11.
    (10) في البصائر وتفسير العيّاشي : « ورثنا ».
    (11) بصائر الدرجات ، ص 139 ، ذيل ح 4 ؛ وص 183 ، ح 32 ، وفيهما عن أبي محمّد ، عن عمران بن موسى. وفي تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 28 ، ح 77 عن أبي حمزة. وفي الإرشاد ، ج 2 ، ص 187 ، مرسلاً عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 565 ، ح 1118.

    عَبْدِاللهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُرَاسَانِيِّ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، إِنَّ الْقَائِمَ إِذَا قَامَ بِمَكَّةَ وَأَرَادَ أَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَى الْكُوفَةِ ، نَادى مُنَادِيهِ : أَلَا لَايَحْمِلْ (1) أَحَدٌ مِنْكُمْ طَعَاماً وَلَاشَرَاباً ، وَيَحْمِلُ حَجَرَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ عليه‌السلام وَهُوَ وِقْرُ (2) بَعِيرٍ ، فَلَا يَنْزِلُ مَنْزِلاً إِلاَّ انْبَعَثَ (3) عَيْنٌ مِنْهُ (4) ، فَمَنْ كَانَ جَائِعاً شَبِعَ ، وَمَنْ كَانَ ظَامِئاً (5) رَوِيَ ، فَهُوَ زَادُهُمْ حَتّى يَنْزِلُوا (6) النَّجَفَ مِنْ ظَهْرِ الْكُوفَةِ ». (7)
    622 / 4. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ سَعْدَانَ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (Cool الْأَسَدِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « خَرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ذَاتَ لَيْلَةٍ (9) بَعْدَ عَتَمَةٍ (10) وَهُوَ‌
    __________________
    (1) يجوز فيه النفي أيضاً.
    (2) « الوِقْر » : الحِمْل الثقيل ، أو أعمّ منه ، والحِمل : ما يُحمل. والجمع : الأوقار. راجع : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 683 ( وقر ).
    (3) في « بس ، بف » : « انبعثت ».
    (4) في « ف » : « منه عين ».
    (5) في البصائر : « ظمآن ». و « الظامئ » من الظمأ ، وهو العطش. راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 61 ( ظمأ ).
    (6) في « و ، بر ، بف » وشرح المازندراني والبحار : « حتّى ينزل ». والسياق يقتضي الجمع. وفي البصائر : « حتّى نزلوا ».
    (7) بصائر الدرجات ، ص 188 ، ح 54 ، عن محمّد بن الحسين. وفي الغيبة للنعماني ، ص 238 ، ح 28 و 29 ؛ وكمال الدين ، ص 670 ، ح 17 ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 566 ، ح 1119 ؛ البحار ، ج 13 ، ص 185 ، ح 20.
    (Cool الخبر رواه الصفّار في موضعين من بصائر الدرجات ، ص 178 ، ح 13 ؛ وص 188 ، ح 52 ، بسندين عن أبي الحصين الأسدي ، عن أبي بصير. ولا يبعد في ما نحن فيه أيضاً صحّة « أبي الحصين » ؛ فإنّه هو المذكور في كتب الرجال ، وطبقته تلائم الرواية عن أبي بصير. راجع : رجال النجاشي ، ص 176 ، الرقم 465 ؛ رجال الطوسي ، ص 211 ، الرقم 2747.
    (9) في البصائر : + « على أصحابه ».
    (10) في البصائر : + « وهم في الرحبة ». وفي العين : « العَتَمة : الثلث الأوّل من الليل بعد غيبوبة الشفق ». وفي الصحاح : « العَتَمة : وقت صلاة العشاء ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج 2 ، ص 1136 ؛ الصحاح ، ج 5 ، ص 1979 ( عتم ).

    يَقُولُ ـ هَمْهَمَةً هَمْهَمَةً (1) ، وَلَيْلَةً مُظْلِمَةً ـ : خَرَجَ عَلَيْكُمُ الْإِمَامُ عَلَيْهِ قَمِيصُ آدَمَ ، وَفِي يَدِهِ خَاتَمُ سُلَيْمَانَ وَعَصَا مُوسى عليهما‌السلام ». (2) ‌
    623 / 5. مُحَمَّدٌ (3) ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ السَّرَّاجِ ، عَنْ بِشْرِ (4) بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : « أَتَدْرِي مَا كَانَ قَمِيصُ يُوسُفَ عليه‌السلام؟ ». قَالَ : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام لَمَّا أُوقِدَتْ لَهُ النَّارُ ، أَتَاهُ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام بِثَوْبٍ مِنْ ثِيَابِ الْجَنَّةِ ، فَأَلْبَسَهُ إِيَّاهُ ، فَلَمْ يَضُرَّهُ (5) مَعَهُ حَرٌّ وَلَابَرْدٌ ، فَلَمَّا حَضَرَ إِبْرَاهِيمَ الْمَوْتُ ، جَعَلَهُ فِي تَمِيمَةٍ (6) وَعَلَّقَهُ عَلى إِسْحَاقَ ، وَعَلَّقَهُ إِسْحَاقُ عَلى يَعْقُوبَ ، فَلَمَّا وُلِدَ (7) يُوسُفُ عليه‌السلام عَلَّقَهُ عَلَيْهِ ، فَكَانَ فِي عَضُدِهِ (Cool حَتّى كَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ ، فَلَمَّا أَخْرَجَهُ يُوسُفُ بِمِصْرَ مِنَ التَّمِيمَةِ ، وَجَدَ يَعْقُوبُ رِيحَهُ ، وَهُوَ قَوْلُهُ : ( إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ ) (9) فَهُوَ‌
    __________________
    (1) في البصائر : ـ « همهمة » الثاني. و « الهَمْهَمةُ » : الصوت الخفيّ ، أو ترديد الصوت في الصدر ، أو الكلام الخفيّ‌لا يُفْهَمُ. وقال المجلسي في مرآة العقول ، ج 3 ، ص 39 : « والثاني تأكيد الأوّل ، وهما من كلام أبي جعفر عليه‌السلام ، وكذا قوله : وليلة مظلمة ، أي والحال أنّ الليلة مظلمة ، أو في ليلة مظلمة. ويمكن أن يكون همهمة ثانياً من كلام أمير المؤمنين فتكون مرفوعة ، أو كلتاهما من كلامه عليه‌السلام على أنّه خبر مبتدأ محذوف ، أو مبتدأ محذوف الخبر ، أي همهمةٌ وليلةٌ مظلمةٌ مقرونتان ، أو بنصب ليلة كقولهم : كلّ رجل وضيعتَه ». وراجع : لسان العرب ، ج 12 ، ص 622 ( همم ).
    (2) بصائر الدرجات ، ص 178 ، ح 13 ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى ‌بن سعدان ، عن أبي الحصين الأسدي. وفيه ، ص 188 ، ح 52 ، بسند آخر عن أبي الحصين الأسدي. كمال الدين ، ص 143 ، من دون الإسناد إلى المعصوم ، وفيه : « فروي أنّ القائم عليه‌السلام إذا خرج يكون عليه قميص يوسف ومعه عصا موسى وخاتم سليمان عليه‌السلام. » الوافي ، ج 3 ، ص 566 ، ح 1120 ؛ البحار ، ج 14 ، ص 81 ، ح 24.
    (3) في « ألف ، ب ، ج » وحاشية « ض ، بح » : + « بن يحيى ».
    (4) في « ألف ، ب » : « بشير ».
    (5) في تفسير القمّي : « فلم يصبه ».
    (6) « التميمة » : عُوذَة تعلّق على الإنسان. الصحاح ، ج 5 ، ص 1878 « تمم ».
    (7) في « ب » : « أولد ».
    (Cool في تفسير القمّي : « عنقه ».
    (9) يوسف (12) : 94. و « تُفَنّدُونِ » أي تنسبوني إلى الفند ، وهو ضعف العقل والرأي يحدث من الهرم.

    ذلِكَ (1) الْقَمِيصُ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللهُ (2) مِنَ الْجَنَّةِ ».
    قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَإِلى مَنْ صَارَ ذلِكَ الْقَمِيصُ؟ قَالَ : « إِلى أَهْلِهِ (3) ». ثُمَّ قَالَ : « كُلُّ نَبِيٍّ وَرِثَ عِلْماً أَوْ غَيْرَهُ ، فَقَدِ انْتَهى (4) إِلى آلِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». (5) ‌
    38 ـ بَابُ مَا عِنْدَ الْأَئِمَّةِ عليهم‌السلام مِنْ سِلَاحِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَمَتَاعِهِ‌
    624 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ السَّمَّانِ ، قَالَ :
    كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنَ الزَّيْدِيَّةِ ، فَقَالَا لَهُ : أَفِيكُمْ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَةِ (6)؟ قَالَ : فَقَالَ : « لَا » (7).
    __________________
    راجع : المفردات ، ص 386 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 567.
    (1) في « بس » : « ذاك ».
    (2) في « بف » وتفسير العيّاشي ، ص 193 وتفسير القمّي وكمال الدين ، ص 142 و 674 : ـ « الله ».
    (3) في كمال الدين ، ص 674 : + « وهو مع قائمنا إذا خرج ».
    (4) أي ذلك الموروث أو المورَّث.
    (5) بصائر الدرجات ، ص 189 ، ح 58 ، عن محمّد بن الحسين ؛ كمال الدين ، ص 674 ، ح 29 بسنده عن محمّد بن يحيى ؛ وص 142 ، ح 10 ، بسنده عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اورمة ، عن محمّد بن إسماعيل. تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 354 ، بسنده عن إسماعيل السرّاج ، عن يونس بن يعقوب ، عن المفضّل الجعفي ؛ علل الشرائع ، ص 53 ، ح 2 ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل السرّاج ، عن بشر بن جعفر ، عن مفضّل الجعفي. تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 193 ، ح 71 ، عن المفضّل الجعفي ؛ وفيه ، ج 2 ، ص 194 ، ح 73 ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع رفعه بإسناد له ، مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 566 ، ح 1121.
    (6) في « ف » والبصائر ، ص 174 ، ح 2 والإرشاد : « طاعته ».
    (7) « فقال : لا » ، أجاب بذلك تقيّةً ، أو على سبيل التورية. والمراد أنّه ليس في بني فلان من أولاد عليّ عليه‌السلام إمام مفترض الطاعة ، أو أنّه ليس فينا إمام مفترض الطاعة بزعمكم ، أوليس فينا إمام لابدّ له من الخروج بالسيف بزعمكم ، فيخرج بذلك عن الكذب. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 370 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 41.

    قَالَ : فَقَالَا لَهُ : قَدْ أَخْبَرَنَا عَنْكَ الثِّقَاتُ أَنَّكَ تُفْتِي وَتُقِرُّ (1) وَتَقُولُ بِهِ (2) ، وَنُسَمِّيهِمْ لَكَ : فُلَانٌ وَفُلَانٌ ، وَهُمْ أَصْحَابُ وَرَعٍ وَتَشْمِيرٍ (3) ، وَهُمْ مِمَّنْ لَايَكْذِبُ (4). فَغَضِبَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، وَقَالَ (5) : « مَا أَمَرْتُهُمْ بِهذَا ». (6) فَلَمَّا رَأَيَا الْغَضَبَ فِي وَجْهِهِ خَرَجَا.
    فَقَالَ لِي : « أَتَعْرِفُ هذَيْنِ؟ » ، قُلْتُ (7) : نَعَمْ ، هُمَا مِنْ أَهْلِ سُوقِنَا ، وَهُمَا (Cool مِنَ الزَّيْدِيَّةِ ، وَهُمَا (9) يَزْعُمَانِ أَنَّ سَيْفَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَسَنِ (10) ، فَقَالَ : « كَذَبَا ـ لَعَنَهُمَا اللهُ ـ وَاللهِ (11) مَا رَآهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ الْحَسَنِ بِعَيْنَيْهِ ، وَلَابِوَاحِدَةٍ مِنْ عَيْنَيْهِ ، وَلَارَآهُ أَبُوهُ ، اللهُمَّ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ رَآهُ (12) عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، فَإِنْ كَانَا صَادِقَيْنِ فَمَا عَلَامَةٌ (13) فِي مَقْبِضِهِ (14)؟ وَمَا أَثَرٌ (15) فِي مَوْضِعِ مَضْرَبِهِ (16)؟
    __________________
    (1) في « ض ، بح ، بر ، بس » : ـ « وتقرّ ».
    (2) في « ض » : « بهم ». و « تقول به » أي بأنّ فيكم إماماً مفترض الطاعة.
    (3) التشمير في الأمر : السرعة فيه والخفّة. وشمّر ثوبه : رفعه. ومنه قيل : شمّر في العبادة إذا اجتهد وبالغ. وفي‌الوافي : « ويكنّى به عن التقوى والطهارة ». وراجع : المصباح المنير ، ص 322 ( شمر ).
    (4) في حاشية « بر » والبصائر ، ص 174 ، ح 2 : « لا يكذبون ». وفي مرآة العقول : « لا يكذب ، على بناء المجرّد المعلوم ، أو على بناء التفعيل المجهول ».
    (5) هكذا في النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني والوافي والبصائر ص 174 ، ح 2 والإرشاد. وفي المطبوع : « فقال ».
    (6) في مرآة العقول : « ما أمرتهم بهذا ، فيه أيضاً تورية ؛ لأنّه عليه‌السلام كان أمرهم بالتقيّة ولم يأمرهم بالإذاعة عند المخالفين ، لكن ظاهره يوهم إنكار أصل القول ».
    (7) في « بف » : « فقلت ».
    (Cool في « بح » والبصائر ، ص 174 ، ح 2 : ـ « هما ».
    (9) في « ف » : ـ « وهما ».
    (10) في حاشية « ض » : + « بن حسن بن عليّ عليه‌السلام ». وفي الإرشاد : + « بن الحسن ».
    (11) في « ج » : ـ « والله ».
    (12) المراد أنّهما لم يرياه رؤية كاملة يوجب العلم بعلاماته وصفاته ، فضلاً عن أن يكون عندهما. مرآة العقول ، ج 3 ، ص 41.
    (13) في « ب » : « علامته ».
    (14) « مَقبض السيف » ، وزان مسجد ، وفتح الباء لغة ، وهو حيث يُقبَض باليد. المصباح المنير ، ص 488 ( قبض ).
    (15) في حاشية « بر » : « الأثر ».
    (16) « مَضْرب السيف » ، بفتح الراء وكسرها : المكان الذي يُضْرَب به منه ، وقد يؤنّث بالهاء ، فيقال : مَضْرِبة

    وَإِنَّ عِنْدِي لَسَيْفَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وَإِنَّ عِنْدِي لَرَايَةَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَدِرْعَهُ وَلَامَتَهُ (1) وَمِغْفَرَهُ (2) ، فَإِنْ كَانَا صَادِقَيْنِ فَمَا عَلَامَةٌ (3) فِي دِرْعِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ وَإِنَّ عِنْدِي لَرَايَةَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْمُغَلَّبَةَ (4) ، وَإِنَّ عِنْدِي أَلْوَاحَ مُوسى وَعَصَاهُ ، وَإِنَّ عِنْدِي لَخَاتَمَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عليه‌السلام ، وَإِنَّ عِنْدِي الطَّسْتَ (5) الَّذِي كَانَ مُوسى يُقَرِّبُ بِهِ (6) الْقُرْبَانَ ، وَإِنَّ عِنْدِي الِاسْمَ الَّذِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِذَا وَضَعَهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ ، لَمْ يَصِلْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ نُشَّابَةٌ (7) ، وَإِنَّ عِنْدِي لَمِثْلَ (Cool الَّذِي‌
    __________________
    بالوجهين أيضاً. المصباح المنير ، ص 359 ( ضرب ).
    (1) في « بف » : « لِأمته ». و « اللَأْمَةُ » مهموزةً : الدِرْعُ ؛ وقيل : ضرب من الدرع. وقيل : السِلاح. ولَأْمَةُ الحرب : أداته. وقد يترك الهمز تخفيفاً. النهاية ، ج 4 ، ص 220 ( لأم ).
    (2) « المِغْفَر » و « المِغْفَرة » و « الغِفارة » : زَرَد ـ أي دِرْع منسوج يتداخل بعضها في بعض ـ ينسج من الدروع على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة ، وقيل : هو رَفْرَف البيضة ، وقيل : هو حَلق يتَقنَّع به المتسلِّح. قال ابن شميل : المِغْفَر حِلَقٌ يجعلها الرجل أسفل البيضة تُسْبَغ على العنق فتقيه. وقيل غير ذلك. راجع : لسان العرب ، ج 5 ، ص 26 ( غفر ).
    (3) في « ب » : « علامته ».
    (4) هكذا في « ب ، و ». وفي أكثر النسخ ما ليس ينافيه. وهو مقتضى السياق ؛ لصيرورته ظاهراً صفة للراية ، واسم‌الآلة لا يمكن أن يكون صفة لخلوّه عن الضمير إلاّ أن صار عَلَماً للراية. وفي « ج » : « المُغْلَبة » ، ولكن ما جاء باب الإفعال من هذه المادّة. وفي المطبوع : « المِغْلَبة ». و « المغلّبة » : اسم فاعل من باب التفعيل ، أو اسم مفعول منه ، أي الذي يُغْلَب كثيراً ، وأيضاً : الذي يُحْكَم له بالغلبة ، ضدّ ، أو اسم آلة كمكحلة من الغلبة. وفي شرح المازندراني : « وأمّا القول بأنّها اسم فاعل من أغلب فالظاهر أنّه تصحيف ». وقال الفيض في الوافي : « كأنّها اسم إحدى راياته ؛ فإنّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يسمّي ثيابه ودوابّه وأمتعته ». وراجع : النهاية ، ج 3 ، ص 376 ( غلب ).
    (5) « الطَسْتُ » ، أصلها الطسّ ، فابدل من إحدى السينين تاء للاستثقال ، وحُكي بالشين المعجمة ، وهي أعجميّة معرَّبة ، ولهذا قال الأزهري : « هي دخيلة في كلام العرب ؛ لأنّ التاء والطاء لا يجتمعان في كلمة عربيّة ». راجع : المصباح المنير ، ص 372 ؛ القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 252 ( طست ).
    (6) في الوافي : « بها ».
    (7) « نُشّابة » : واحدة النُشّاب ، وهي السهام ، من نَشِبَ الشي‌ء في الشي‌ء نُشوباً ، أي عَلِقَ فيه ، وأنشبته أنا فيه ، أي‌أعلقتُه ، فانتشب. وقال المطرّزي : « النَبْل : السهام العربيّة ، اسم مفرد اللفظ مجموع المعنى ، وجمعه : نِبال. والنُشّاب : التركيّة ، الواحدة : النُشّابة ». راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 224 ( نشب ) ؛ المغرب ، ص 440 « نبل ».
    (Cool في حاشية « بر » : + « التابوت ».

    جَاءَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ (1).
    وَمَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا كَمَثَلِ (2) التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي (3) أَيِّ أَهْلِ بَيْتٍ وُجِدَ (4) التَّابُوتُ عَلى أَبْوَابِهِمْ (5) أُوتُوا النُّبُوَّةَ ، وَمَنْ (6) صَارَ إِلَيْهِ السِّلَاحُ مِنَّا أُوتِيَ الْإِمَامَةَ ، وَلَقَدْ لَبِسَ أَبِي دِرْعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فَخَطَّتْ عَلَى الْأَرْضِ خَطِيطاً (7) ، وَلَبِسْتُهَا أَنَا ، فَكَانَتْ وَكَانَتْ (Cool ، وَقَائِمُنَا مَنْ إِذَا لَبِسَهَا مَلَأَهَا (9) إِنْ شَاءَ اللهُ ». (10) ‌
    625 / 2. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ :
    __________________
    (1) في حاشية « بر » والبصائر ، ص 174 ، ح 2 : + « تحمله ». وقوله عليه‌السلام : « لمثل الذي جاءت به الملائكة » يعني ما يشبه ذلك وما هو نظير له. لعلّه عليه‌السلام أشار بذلك إلى ما أخبر الله عنه في القرآن [ البقرة (2) : 248 ] بقوله : (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ). الوافي ، ج 3 ، ص 569.
    (2) في البحار والكافي ، ح 633 والبصائر ، ص 174 ، ح 2 : « مثل ».
    (3) في البحار والكافي ، ح 633 : ـ « في ».
    (4) في « ف » : « وجدوا ». وفي البصائر ، ص 174 ، ح 2 : « وقف ».
    (5) في البحار والكافي ، ح 633 : « بابهم ».
    (6) في البحار والكافي ، ح 633 : « فمن ».
    (7) في « بس » : « خُطَيْطاً » على صيغة التصغير. وفي شرح المازندراني : « الخطيط والخطيطة : الطريق. وهذا كناية عن طولها وعدم توافقها لقامته المقدّسة ». وراجع : لسان العرب ، ج 7 ، ص 287 ( خطط ).
    (Cool أي قد تصل إلى الأرض وقد لا تصل ، يعني لم تختلف عليّ وعلى أبي اختلافاً محسوساً ذا قدر. الوافي ، ج 3 ، ص 572.
    (9) « ملأها » ، أي لم يفضل عنه ولم يقصر ، وكان موافقاً لبدنه. مرآة العقول ، ج 3 ، ص 43.
    (10) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ مثل سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... ، ح 633 ، وفيه من قوله : « مثل السلاح فينا » إلى قوله : « اوتي الإمامة ». وفي بصائر الدرجات ، ص 174 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد ؛ الإرشاد للمفيد ، ج 2 ، ص 187 ، بسنده عن معاوية بن وهب. وفي بصائر الدرجات ، ص 174 ، ح 1 ، من قوله : « أنّ سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند عبد الله بن الحسن » مع اختلاف ؛ وص 175 ، ح 4 ، مع اختلاف يسير ؛ وص 183 ، ح 31 ، من قوله : « أنّ سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند عبد الله بن الحسن » إلى قوله : « إلاّ أن يكون رآه عند » مع اختلاف يسير ، وفي كلّها بسند آخر. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 326 ، ح 135 ، عن سليمان بن هارون. وراجع : بصائر الدرجات ، ص 177 ، ح 6 الوافي ، ج 3 ، ص 568 ، ح 1122 ؛ البحار ، ج 13 ، ص 456 ، ح 18.

    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « عِنْدِي سِلَاحُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَا أُنَازَعُ فِيهِ ».
    ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ السِّلَاحَ مَدْفُوعٌ عَنْهُ (1) ، لَوْ وُضِعَ عِنْدَ شَرِّ خَلْقِ اللهِ لَكَانَ خَيْرَهُمْ ». ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ هذَا الْأَمْرَ يَصِيرُ إِلى مَنْ يُلْوى (2) لَهُ الْحَنَكُ ، فَإِذَا كَانَتْ مِنَ اللهِ فِيهِ الْمَشِيئَةُ خَرَجَ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : مَا هذَا الَّذِي كَانَ (3)؟! وَيَضَعُ اللهُ لَهُ يَداً عَلى رَأْسِ رَعِيَّتِهِ ». (4) ‌
    626 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : قَالَ (5) : « تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فِي (6) الْمَتَاعِ (7) سَيْفاً وَدِرْعاً (Cool وَعَنَزَةً (9) ‌
    __________________
    (1) أي تدفع عنه الآفات مثل أن يسرق أو يغصب أو يكسر أو يستعمله غير أهله. الوافي ، ج 3 ، ص 571.
    (2) يقال : ألْوَى الرجلُ برأسه ولَوَى رأسَه ، أي أمال وأعرض. وألوى رأسَه ولَوَى برأسه ، أي أماله من جانب‌إلى جانب. ويقرأ بالتشديد للمبالغة. ويقال : لويتُ الحبل : فتلتُه. راجع : لسان العرب ، ج 15 ، ص 264 ( لوى ). وفي قوله : « إلى من يلوى له الحنك » قال في الوافي : « كنى به عن الانقياد والطاعة ، والمراد به القائم عليه‌السلام ». وقال في المرآة : « والأظهر عندي أنّه إشارة إلى إنكار الناس لوجوده وظهوره ، والاستهزاء بالقائلين له ، أو حكّ الإنسان غيظاً أو حنقاً به بعد ظهوره ، وكلاهما شائع في العرب. وقيل : كناية عن الإطاعة والانقياد جبراً. وقيل : أي يتكلّم عنه. وقيل : أصحابه محنّكون ؛ ولايخفى بُعده. وعلى التقادير المراد به القائم عليه‌السلام ».
    (3) في مرآة العقول : « ما هذا الذي كان ، تعجّب من قضاياه وأحكامه القريبة وسفك دماء المخالفين ، أو من قهره واستيلائه. ويحتمل على الأوّل أن تكون « ما » نافية ، أي ليس هذا المسلك مثل الذي كان في زمن الرسول وسائر الأئمّة صلوات الله عليهم ».
    (4) بصائر الدرجات ، ص 184 ، ح 39 ؛ وص 186 ، ح 46 ، وفيه إلى قوله : « إلى من يلوى له الحنك » ، وفيهما بسند آخر عن حمّاد بن عثمان. الإرشاد ، ج 2 ، ص 188 ، مرسلاً عن عبد الأعلى بن أعين الوافي ، ج 3 ، ص 571 ، ح 1124.
    (5) في « ض » : ـ « قال ».
    (6) في « ب ، ف ، بس » وحاشية « بر » : « من ». وفي البصائر : « عن ».
    (7) « المَتاع » في اللغة : كلّ ما يُنْتَفَعُ به كالطعام والبِزّ وأثاث البيت ، وأصل المتاع ما يُتَبَلَّغُ به من الزاد ، وهو اسم من مَتَّعْتُهُ ، إذا أعطيتَه ذلك. المصباح المنير ، ص 562 ( متع ).
    (Cool في « ف » : « درعاً وسيفاً ».
    (9) قال الجوهري : « العَنَزَة : أطول من العصا وأقصر من الرمح ، وفيه زُجّ كزجّ الرمح ». وقال ابن الأثير :

    وَرَحْلاً (1) وَبَغْلَتَهُ الشَّهْبَاءَ (2) ، فَوَرِثَ (3) ذلِكَ كُلَّهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه‌السلام ». (4) ‌
    627 / 4. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَبِسَ أَبِي دِرْعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذَاتَ الْفُضُولِ (5) ، فَخَطَّتْ ، وَلَبِسْتُهَا أَنَا فَفَضَلَتْ (6) ». (7) ‌
    628 / 5. أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ (Cool :
    __________________
    « العنزة مثل نصف الرمح ، أو أكبر شيئاً ، وفيها سِنان مثل سِنان الرمح. والزُجّ : الحديدة التي في أسفل الرمح ويقابله السنان ، وهو نصل الرمح ». راجع : الصحاح ، ج 3 ، ص 887 ؛ النهاية ، ج 3 ، ص 308 ( عنز ).
    (1) « الرَحْلُ » : كلّ شي‌ء يُعَدُّ للرحيل من وِعاء للمتاع ، ومَرْكَب للبعير ، ورَسَنٍ ، وحِلْس وهو ما يوضع على ظهر الدابّة تحت السرج أو الرَحْل. راجع : المصباح المنير ، ص 222 ( رحل ).
    (2) « بلغته الشهباء » ، أي الغالب بياضها على سوادها ، من الشَهَب. وهو مصدر من باب تَعِبَ ، وهو أن يغلب البياض السواد ، والاسم الشُهْبَة ، وبغلٌ أشهب ، وبغلة شهباء. راجع : المصباح المنير ، ص 324 ( شهب ).
    (3) في « بح » : « فورّث ».
    (4) بصائر الدرجات ، ص 186 ، ح 44 ؛ وص 188 ، ح 53 ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 571 ، ح 1125.
    (5) قال ابن الأثير : « وفيه : أنّ اسم درعه ـ عليه الصلاة والسلام ـ كانت ذات الفضول ، وقيل ذو الفُضول لفضلةٍ كان‌فيها وسعةٍ ». النهاية ، ج 3 ، ص 456 ( فضل ).
    (6) في الوافى : « ففضلتُ بصيغة المتكلّم ، أي كنتُ أفضل منها ؛ ليطابق الخبر السابق ». وفي البصائر ص 186 : « لست أنا فكان وكان » بدل « لبستها أنا ففضلت ». وفي البصائر ، ص 177 : « لبس ، أي درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذات الفضول ، فجرّها على الأرض هنا ».
    (7) بصائر الدرجات ، ص 186 ، ح 49 ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام. وفيه ، ص 177 ، ح 9 ، بسند آخر الوافي ، ج 3 ، ص 570 ، ح 1123.
    (Cool الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 180 ، ح 21 ؛ والصدوق في الأمالي ، ص 289 ، المجلس 48 ، ح 10 ؛ وعيون الأخبار ، ج 2 ، ص 50 ، ح 195. وفي الجميع : « أحمد بن عبد الله » ، فيحتمل وقوع التحريف في ما نحن فيه وأنّ الصواب هو « أحمد بن عبد الله ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 22:07

    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنْ ذِي الْفَقَارِ (1) سَيْفِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : مِنْ أَيْنَ هُوَ؟
    قَالَ : « هَبَطَ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام مِنَ السَّمَاءِ ، وَكَانَتْ حِلْيَتُهُ (2) مِنْ فِضَّةٍ وَهُوَ عِنْدِي ». (3) ‌
    629 / 6. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ :
    عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه‌السلام (4) ، قَالَ : « السِّلَاحُ مَوْضُوعٌ عِنْدَنَا ، مَدْفُوعٌ عَنْهُ ، لَوْ وُضِعَ عِنْدَ شَرِّ خَلْقِ اللهِ لَكَانَ (5) خَيْرَهُمْ ، لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ حَيْثُ بَنى (6) بِالثَّقَفِيَّةِ (7) ـ وَكَانَ قَدْ (Cool شُقَّ‌
    __________________
    ثمّ إنّه يحتمل أن يكون أحمد بن عبد الله هو أحمد بن عبد الله ابن خانبة الكرخي الذي عُدَّ من أصحاب الرضا عليه‌السلام ، وكان له إليه عليه‌السلام مكاتبة. راجع : رجال البرقي ، ص 55 ؛ رجال النجاشي ، ص 91 ، الرقم 226 ، وص 346 ، الرقم 935.
    (1) « ذو الفقار » : اسم سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ لأنّه كان فيه حُفَر صغار حسان. والمفقّر من السيوف : الذي فيه حُزُوزمطمئنّة. راجع : النهاية ، ج 3 ، ص 464 ( فقر ).
    (2) في البصائر ، ص 180 : « حلقته ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 180 ، ح 21 ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن عبد الله ؛ وفي الأمالي للصدوق ، ص 289 ، المجلس 48 ، ح 10 ، وعيون الأخبار ، ج 2 ، ص 50 ، ح 195. بسنده فيهما عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن عبد الله. بصائر الدرجات ، ص 189 ، ح 57 ، بسند آخر ، مع زيادة في أوّله ؛ الكافي ، كتاب الروضة ، ح 15206 ، بسند آخر مع تفاوت يسير. راجع : علل الشرائع ، ص 160 ؛ ح 2 ؛ ومعاني الأخبار ، ص 63 ، ح 12 الوافي ، ج 3 ، ص 572 ، ح 1127 ؛ الوسائل ، ج 3 ، ص 511 ، ح 4319 ، ح 3 ؛ البحار ، ج 16 ، ص 124 ، ح 60.
    (4) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 181 ، ح 25 ، بسنده عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام من‌دون توسّط « محمّد بن حكيم » بينهما ، لكنّ المذكور في بعض نسخه « يونس بن عبدالرحمن ، عن محمّد بن حكيم ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام ».
    (5) هكذا في « ج ، ض ، ف » وتقتضيه العربيّة. وفي المطبوع وسائر النسخ : « كان ».
    (6) قال ابن الأثير : « الابتناء والبِناء : الدخول بالزوجة ، والأصل فيه أنّ الرجل كان إذا تزوّج امرأة بنى عليها قُبّة ليدخل بها فيها ، فيقال : بنى الرجل على أهله ». النهاية ، ج 1 ، ص 158 ( بنا ).
    (7) « الثَقَفِيَّة » : نسبة إلى ثَقِيف ، وهو أبو قبيلة من هَوازِن ، واسمه قَسِيُّ ، والتاء للتأنيث. راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1334 ( ثقف ).
    (Cool في « ب ، بر ، بف » والوافي : « وقد كان ». وفي « ف » : ـ « قد ».

    لَهُ (1) فِي الْجِدَارِ ـ فَنُجِّدَ (2) الْبَيْتُ ، فَلَمَّا كَانَتْ (3) صَبِيحَةُ عُرْسِهِ رَمى بِبَصَرِهِ (4) ، فَرَأى حَذْوَهُ (5) خَمْسَةَ عَشَرَ مِسْمَاراً ، فَفَزِعَ لِذلِكَ (6) ، وَقَالَ لَهَا : تَحَوَّلِي ؛ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَدْعُوَ مَوَالِيَّ (7) فِي حَاجَةٍ ، فَكَشَطَهُ (Cool ، فَمَا مِنْهَا مِسْمَارٌ إِلاَّ وَجَدَهُ (9) مُصْرَفاً (10) طَرَفُهُ عَنِ السَّيْفِ ، وَمَا وَصَلَ إِلَيْهِ مِنْهَا (11) شَيْ‌ءٌ ». (12) ‌
    630 / 7. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ ، عَنْ حُجْرٍ ، عَنْ حُمْرَانَ :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَمَّا يَتَحَدَّثُ (13) النَّاسُ أَنَّهُ دُفِعَتْ إِلى أُمِّ سَلَمَةَ صَحِيفَةٌ مَخْتُومَةٌ ، فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَمَّا قُبِضَ ، وَرِثَ عَلِيٌّ عليه‌السلام عِلْمَهُ وَسِلَاحَهُ وَمَا (14) هُنَاكَ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحَسَنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ، فَلَمَّا خَشِيَنَا أَنْ نُغْشَى (15)
    __________________
    (1) في « ف » : ـ « له ». و « قد شقّ له » أي للسلاح وحفظه.
    (2) قوله : « فَنُجِّدَ » ، أي فَزُيِّنَ ، من التنجيد بمعنى التزيين ، يقال : بيت مُنَجَّدٌ ، أي : مُزَيَّن ؛ أي زيّن له ظاهر الجدار بعد إخفاء السلاح فيه ، أو زيّن البيت للزفاف. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 18 ( نجد ).
    (3) في « بس ، بف » والبصائر : « كان ».
    (4) في حاشية « ف » : « بنظره ».
    (5) في البصائر : « ورأى في جدره » بدل « فرأى حذوه ». و « حذوه » أي بحذاء السلاح أو الشقّ.
    (6) في الوافي : « فَفزع لذلك ، أي خاف أن يكون السيف قد انكسر ».
    (7) في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » والوافي : + « لى ».
    (Cool « فكشطه » ، أي كشف عن السيف ، من الكشط ، وهو رفعك شيئاً عن شي‌ء قد غشّاه. راجع : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 923 ( كشط ).
    (9) في « ألف » : « وجد ».
    (10) في « بح » والبصائر : « مصروفاً ».
    (11) في « بف » : « منها إليه ».
    (12) بصائر الدرجات ، ص 181 ، ح 25 ، عن عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام الوافي ، ج 3 ، ص 572 ، ح 1126.
    (13) في « ض » : « تحدّث ». وفي « بح » : « يحدّث ».
    (14) في « ب ، بر » : + « كان ».
    (15) في الوافي : « تغشى ». وقوله : « نُغْشى » ، أي نُهلَك ، أو نُؤتى ونُغْلب فَيُؤخذ منّا. تقول : غَشِيَة غِشياناً ، أي جاءه ، وغَشِيتُ الرجل بالسوط ، أى ضربته. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2447 ( غشا ).

    اسْتَوْدَعَهَا (1) أُمَّ سَلَمَةَ ، ثُمَّ قَبَضَهَا بَعْدَ ذلِكَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليه‌السلام ».
    قَالَ : فَقُلْتُ : نَعَمْ ، ثُمَّ صَارَ إِلى أَبِيكَ ، ثُمَّ انْتَهى إِلَيْكَ ، وَصَارَ بَعْدَ ذلِكَ إِلَيْكَ؟ قَالَ : « نَعَمْ ». (2) ‌
    631 / 8. مُحَمَّدٌ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، قَالَ :
    سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام عَمَّا يَتَحَدَّثُ (3) النَّاسُ أَنَّهُ دُفِعَ إِلى أُمِّ سَلَمَةَ صَحِيفَةٌ مَخْتُومَةٌ ، فَقَالَ : « إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَمَّا قُبِضَ وَرِثَ عَلِيٌّ عليه‌السلام عِلْمَهُ وَسِلَاحَهُ وَمَا هُنَاكَ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحَسَنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى الْحُسَيْنِ عليهما‌السلام ».
    قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ صَارَ إِلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، ثُمَّ صَارَ إِلَى ابْنِهِ (4) ، ثُمَّ انْتَهى إِلَيْكَ؟ فَقَالَ : « نَعَمْ ». (5) ‌
    632 / 9. مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ (6) وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ شَبَابٍ الصَّيْرَفِيِّ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « لَمَّا حَضَرَتْ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الْوَفَاةُ ، دَعَا الْعَبَّاسَ بْنَ‌
    __________________
    (1) في شرح المازندراني : « في بعض النسخ : استودعنا ، بصيغة المتكلّم مع الغير ، وهو الأظهر ». و « استودعها » يعني الحسين عليه‌السلام حين أراد التوجّه إلى العراق. وفي البصائر : « فلمّا خشيا أن يُفَتَّشا استودعا امَّ سلمة ».
    (2) بصائر الدرجات ، ص 177 ، ح 10 ، عن محمّد بن الحسين الوافي ، ج 3 ، ص 573 ، ح 1129.
    (3) في « ض » : « تحدّث ». وفي « بس » : « تتحدّث ». وقال في الوافي : « كأنّه سأله عن المكتوب في الصحيفة المستودعة ، فأجابه عليه‌السلام بأنّها كانت مشتملة على علم وكان معها أشياء اخر. وهذه الصحيفة غير الكتاب الملفوف والوصيّة الظاهرة اللذين استودعهما الحسين عليه‌السلام عند ابنته الكبرى فاطمة بكربلاء ».
    (4) في البصائر : « أبيك ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 186 ، ح 45 ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى. الإرشاد ، ج 2 ، ص 189 ، مرسلاً ، عن عمر بن أبان. وراجع : الغيبة للنعماني ، ص 53 ، ح 4 الوافي ، ج 3 ، ص 574 ، ح 1130.
    (6) هكذا في « ب ، ض » وحاشية بدرالدين والبحار. وفي « ألف ، ج ، ف ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والمطبوع : « محمّد بن الحسين ». والصواب ما أثبتناه كما تقدّم في الكافي ، ذيل ح 250 و 525.

    عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَأَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ لِلْعَبَّاسِ : يَا عَمَّ مُحَمَّدٍ ، تَأْخُذُ تُرَاثَ (1) مُحَمَّدٍ ، وَتَقْضِي دَيْنَهُ ، وَتُنْجِزُ (2) عِدَاتِهِ (3)؟ فَرَدَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي (4) ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، مَنْ يُطِيقُكَ (5) وَأَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ (6)؟ ».
    قَالَ : « فَأَطْرَقَ (7) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هُنَيْئَةً (Cool ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبَّاسُ ، أَتَأْخُذُ تُرَاثَ مُحَمَّدٍ ، وَتُنْجِزُ عِدَاتِهِ وَتَقْضِي دَيْنَهُ؟ فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، شَيْخٌ كَثِيرُ الْعِيَالِ ، قَلِيلُ الْمَالِ ، وَأَنْتَ تُبَارِي الرِّيحَ.
    قَالَ : أَمَا إِنِّي سَأُعْطِيهَا مَنْ يَأْخُذُهَا بِحَقِّهَا ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، يَا أَخَا مُحَمَّدٍ ، أَتُنْجِزُ‌
    __________________
    (1) « التراث » : الإرث ، والتاء والهمزة بدل من الواو. المصباح المنير ، ص 654 ( ورث ).
    (2) « تنجز » : تحضر وتفي. يقال : نجز يَنْجُز نَجْزاً ، إذا حصل وحَضَر ، وأنجز وعده ، إذا أحضره. ويقال أيضاً : أنجز الوعدَ ، أي وفى به. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 21 ؛ القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 724 ( نجز ).
    (3) في حاشية « ج » : « تنجز عداته وتقضي دينه ». و « العِدات » : جمع العدة ، وهي الوَعد ، والهاء عوض من الواو ، ولا يجمع الوَعد. الصحاح ، ج 2 ، ص 551 ( وعد ).
    (4) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « إنّي ». وفي « ب ، ج ، ف ، بر ، بس ، بف » والعلل : ـ « بأبي أنت وامّي ». وفي حاشية « بف » : « فقال : بأبي أنت وامّي » بدل « فردّ عليه ـ إلى ـ امّي ».
    (5) « يطيقك » ، أي يطيق ويقدر على أداء حقوقك ؛ من الإطاقة بمعنى القدرة على الشي‌ء. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 377 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1202 ( طوق ).
    (6) « تباري الريح » ، أي تعارضه. يقال : فلان يباري فلاناً ، أي يعارضه ويفعل مثل فعله ليعجِّزه ، وهما يتباريان ، وفلان يباري الريح جوداً وسخاءً ، أو تسابقه. والريح مشهورة بكثرة السخاء ؛ لسياق السحاب والأعطار ، وترويح القلوب ، وترقيق الهواء وغيرها من المنافع. كنى به عن علوّ همّته. وفي مرآة العقول : « وهذا المثل مشهور بين العرب والعجم ». وراجع : لسان العرب ، ج 14 ، ص 72 ( برى ).
    (7) في « ب ، بر ، بف » وحاشية « ج » والوافي : + « رسول الله ». يقال : أطرق الرجل ، إذا سكت فلم يتكلّم. وأطرق ، أي أرخى عينيه ينظر إلى الأرض. فالمعنى : سكت ناظراً إلى الأرض. الصحاح ، ج 4 ، ص 1515 ( طرق ).
    (Cool قال الفيّومي : الهَنُ : كناية عن كلّ اسم جنس ، والانثى هَنَةٌ ، ولامُها محذوفة ، ففي لغة هي هاءٌ فيُصَغَّر على هُنَيْهَة ، ومنه يقال : مكث هُنيهةً ، أي ساعة لطيفة. وفي لغة هي واوٌ فيُصَغَّر في المؤنّث على هُنَيَّة ، والهمز خطأ ؛ إذ لا وجه له. وجَعَلَها المجلسي تصغير هِنْوٍ بمعنى الوقت ، والتأنيث باعتبار ساعة. راجع : المصباح المنير ، ص 641 ( هن ).

    عِدَاتِ مُحَمَّدٍ ، وَتَقْضِي دَيْنَهُ ، وَتَقْبِضُ (1) تُرَاثَهُ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، ذاكَ عَلَيَّ وَلِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَيْهِ حَتّى نَزَعَ خَاتَمَهُ مِنْ إِصْبَعِهِ ، فَقَالَ : تَخَتَّمْ بِهذَا فِي حَيَاتِي ، قَالَ : فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ (2) حِينَ وَضَعْتُهُ فِي إِصْبَعِي (3) ، فَتَمَنَّيْتُ مِنْ جَمِيعِ مَا تَرَكَ الْخَاتَمَ.
    ثُمَّ صَاحَ : يَا بِلَالُ ، عَلَيَّ بِالْمِغْفَرِ (4) وَالدِّرْعِ وَالرَّايَةِ وَالْقَمِيصِ وَذِي الْفَقَارِ (5) وَالسَّحَابِ (6) وَالْبُرْدِ (7) وَالْأَبْرَقَةِ (Cool وَالْقَضِيبِ (9) ، قَالَ : فَوَ اللهِ ،
    __________________
    (1) في « ج ، بر » والعلل : « تأخذ ». وقال في الوافي : « في تقديم أخذ التراث على قضاء الدين وإنجاز العدات في‌مخاطبة العبّاس ، وبالعكس في مخاطبة أميرالمؤمنين عليه‌السلام لطف لايخفى. ولعلّ في إلقاء هذا القول على عمّه أوّلاً ، ثمّ تكريره صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك عليه ، إنّما هو لإتمام الحجّة عليه ، وليظهر للناس أنّه ليس مثل ابن عمّه في أهليّة الوصيّة ».
    (2) في « ف » : ـ « إلى الخاتم ».
    (3) في « ج ، بح » وحاشية « ض ، بف » : « حين وضعه في إصبعه ». وفاعل « قال » على هذه النسخة هو العبّاس. وفي الوافي : « كأنّه أراد بذلك أنّه قلتُ في نفسي : لو لم يكن فيما ترك غير هذا الخاتم لكفاني به شرعاً وفخراً وعزّاً ويمناً وبركة ».
    (4) « المِغْفَر » والمِغْفَرة ، والغِفارة : زَرَد ـ أي دِرْع منسوج يتداخل بعضها في بعض ـ ينسج من الدروع على قدرالرأس يلبس تحت القلنسوة. وقيل : هو رَفْرَف البيضة. وقيل : هو حَلق يتقنّع به المتسلِّح. قال ابن شميل : المِغْفَر حِلَقٌ يجعلها الرجل أسفل البيضة تُسْبَغُ على العنق فتقيه ، وقيل غير ذلك. راجع : لسان العرب ، ج 5 ، ص 26 ( غفر ).
    (5) كان اسم سيف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذا الفقار ؛ لأنّه كان فيه حُفَر صغار حِسان. والمُفَقَّر من السيوف : الذي فيه حُزُوز مطمئنّة. راجع : النهاية ، ج 3 ، ص 464 ( فقر ).
    (6) « السَحابُ » اسم عِمامة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، سمّيت به تشبيهاً بسحاب المطر لانسحابه في الهواء. راجع : النهاية ، ج 2 ، ص 345 ( سحب ).
    (7) « البُرْد » : نوع من الثياب معروف ، والجمع : أبراد وبُرُود ، والبُرْدَة : الشملة المُخطَّطة. وقيل : كِساء أسود مُربَّع فيه صِغر تلبسه الأعراب ، وجمعها : بُرَد. النهاية ، ج 1 ، ص 116 ( برد ).
    (Cool « الأبرق » : من الحبال : الحبل الذي ابرم بقوّة سوداء وقوّة بيضاء وكلّ شي‌ء اجتمع فيه سواد وبياض فهو أبرق. قال الفيض في الوافي ، ج 3 ، ص 576 : « كأنّها ثوب مستطيل يصلح لأن يشدّ بها الوسط وهي الشقّة ـ بالكسر والضمّ ـ كما فسّره بها ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج 1 ، ص 154 ؛ الصحاح ، ج 4 ، ص 1449 ( برق ).
    (9) في شرح المازندراني : « القضيب ، هو الغصن ، والمراد به العصا ، سمّيت به لكونها مقطوعة من الشجر ،

    مَا رَأَيْتُهَا (1) غَيْرَ (2) سَاعَتِي تِلْكَ ـ يَعْنِي الْأَبْرَقَةَ ـ فَجِي‌ءَ بِشِقَّةٍ كَادَتْ تَخْطَفُ (3) الْأَبْصَارَ ، فَإِذَا هِيَ مِنْ أَبْرُقِ الْجَنَّةِ ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، إِنَّ جَبْرَئِيلَ أَتَانِي بِهَا ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ ، اجْعَلْهَا فِي حَلْقَةِ الدِّرْعِ ، وَاسْتَذْفِرْ (4) بِهَا مَكَانَ الْمِنْطَقَةِ.
    ثُمَّ دَعَا بِزَوْجَيْ نِعَالٍ (5) عَرَبِيَّيْنِ جَمِيعاً : أَحَدُهُمَا مَخْصُوفٌ (6) ، وَالْآخَرُ غَيْرُ مَخْصُوفٍ ، وَالْقَمِيصَيْنِ : الْقَمِيصِ الَّذِي أُسْرِيَ بِهِ فِيهِ ، وَالْقَمِيصِ الَّذِي خَرَجَ فِيهِ (7) يَوْمَ أُحُدٍ ، وَالْقَلَانِسِ الثَّلَاثِ : قَلَنْسُوَةِ السَّفَرِ ، وَقَلَنْسُوَةِ الْعِيدَيْنِ وَالْجُمَعِ ، وَقَلَنْسُوَةٍ كَانَ يَلْبَسُهَا وَيَقْعُدُ مَعَ أَصْحَابِهِ.
    __________________
    والقضب القطع ، وقد يطلق على السيف الدقيق أيضاً ». راجع : لسان العرب ، ج 1 ، ص 678 ( قطع ).
    (1) في الوافي : « وفي الكلام تقديم وتأخير ، والتقدير : فجي‌ء بشقّة فوالله ما رأيتها ».
    (2) في « ب ، ج ، بف ، بر » وحاشية « ض ، ف ، بح » والوافي والعلل : « قبل ».
    (3) « الخَطْف » : استلاب الشي‌ء وأخذه بسرعة ، يقال : خَطِفَ الشي‌ءَ يَخْطَفُهُ ، واختطفه يختطفه. ويقال : خَطَفَ يَخْطِفُ ، وهو قليل. النهاية ، ج 2 ، ص 49 ( خطف ).
    (4) هكذا في « ج ، ض ، بر ، بف » وحاشية « ف » وشرح المازندراني. وفي اللغة : استذفر بالأمر : اشتدّ عزمه عليه وصَلُبَ له. وفي الوافي « الاستذفار : شدّ الوسط بالمنطقة ونحوها » وقال العلاّمة المجلسي : « ... ففي القاموس : الذَفَر ، محرّكة : شدّة ذَكاء الريح ، كالذَفَرة ، ومسك أذفر. ففيه تضمين معنى الشدّ ، مع الإشارة إلى طيب رائحتها ؛ فصار الحاصل : تطيّبْ بها جاعلاً لها مكان المنطقة ، أو يكون « مكان المنطقة » متعلّقاً بـ « اجعلها ». وقيل : الاستذفار : جعل الشي‌ء صلباً شديداً ، في القاموس : الذِفِرُّ ، كطِمِرّ : الصلب الشديد. ولايخفى ما فيه ». وفي « ف » : « استدفن ». وفي المطبوع : « استدفر ». وفي العلل : « استوفر ». وقوله « استدفر » ، من الدَفْر بمعنى الدفع ، أو منِ الدَفَر ، وهو وقوع الدود في الطعام واللحم ، وهو أيضاً النَتْن خاصّة ولا يكون الطيب البتّة. وليس شي‌ء منها بمناسب هاهنا فلذا قال المجلسي في مرآة العقول : « لعلّه كان : واستثفر بها ، واريد به الشدّ على الوسط ». قال ابن الأثير في النهاية ، ج 1 ، ص 214 ( ثفر ) : « هو مأخوذ من ثَفَر الدابّة الذي يُجعَل تحت ذَنَبها. وفي صفة الجنّ : مستثفرين ثيابَهم ، وهو أن يُدخل الرجلُ ثوبه بين رجليه ، كما يفعل الكلب بذنبه ». وراجع : لسان العرب ، ج 4 ، ص 289 ( دفر ) ؛ وص 307 ؛ والقاموس المحيط ، ج 1 ، ص 559 ( ذفر ).
    (5) في « ف » : + « له ».
    (6) « مَخْصُوف » ، أي مخروز ، يقال : خَصَفَ النعلَ يَخْصِفُها خَصْفاً ، أي ظاهَرَ بعضَها على بعض وخَرَزَها ، أي ثَقبها بالمِخْرز وخاطه. راجع : لسان العرب ، ج 9 ، ص 71 ( خصف ).
    (7) في « ف » : « به ».

    ثُمَّ قَالَ : يَا بِلَالُ ، عَلَيَّ بِالْبَغْلَتَيْنِ : الشَّهْبَاءِ (1) ، وَالدُّلْدُلِ (2) ؛ وَالنَّاقَتَيْنِ : الْعَضْبَاءِ (3) ، وَالْقَصْوَاءِ (4) ؛ وَالْفَرَسَيْنِ (5) : الْجَنَاحِ (6) ـ كَانَتْ تُوقَفُ بِبَابِ الْمَسْجِدِ لِحَوَائِجِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَبْعَثُ الرَّجُلَ فِي حَاجَتِهِ (7) ، فَيَرْكَبُهُ (Cool فَيَرْكُضُهُ (9) فِي حَاجَةِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ وَحَيْزُومٍ ـ وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَقُولُ : أَقْدِمْ يَا حَيْزُومُ (10) ـ وَالْحِمَارِ عُفَيْرٍ (11) ، فَقَالَ : اقْبِضْهَا فِي حَيَاتِي.
    فَذَكَرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام أَنَّ أَوَّلَ شَيْ‌ءٍ مِنَ الدَّوَابِّ تُوُفِّيَ عُفَيْرٌ سَاعَةَ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (12) ، قَطَعَ (13) ‌
    __________________
    (1) « الشَهْباء » ، أي الغالب بياضها على سوادها ، من الشَهَب ، وهو مصدر من باب تَعِبَ ، وهو أن يغلب البياض‌السواد. والاسم الشُهْبَة ، وبَغْلٌ أشهب ، وبغلة شهباء. انظر : المصباح المنير ، ص 324 ( شهب ).
    (2) « الدُلْدُل » : القُنْفُذ ، واسم بغلته صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. شُبّهت بالقُنْفُذ ؛ لأنّه أكثر ما يظهر في الليل ، ولأنّه يُخفي رأسه في جسده ما استطاع. ودَلْدَلَ في الأرض : ذهب ومرّ ، يُدَلدلُ ويتدلدل في مشيه إذا اضطرب. وفي شرح المازندراني : « سمّيت بذلك ؛ لكونها سريعة حديدة ذات هيأة حسنة ». راجع : النهاية ، ج 2 ، ص 129 ( دلدل ).
    (3) قال ابن الأثير : « هو عَلَم لها ، منقول من قولهم : ناقة عضباء ، أي مشقوقة الاذن ، ولم تكن مشقوقة الاذن. وقال بعضهم : إنّها كانت مشقوقة الاذن ، والأوّل أكثر. وقال الزمخشري : هو منقول من قولهم : ناقة عضباء ، وهي القصيرة اليد ». النهاية ، ج 3 ، ص 251 ( عضب ).
    (4) في العلل : « الصهباء ». وقوله : « القَصْواء » : الناقة التي قُطع طَرَف اذنها ، ولم تكن ناقة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قَصْواء ، وإنّماكان هذا لقباً لها. وقيل : كانت مقطوعة الاذن. راجع : النهاية ، ج 4 ، ص 75 ( قصو ).
    (5) في « ف » : « الفرستين ».
    (6) في شرح المازندراني : « جناح الطير : يده ، سمّيت بذلك لسرعة سيره ، على سبيل المبالغة ».
    (7) في « ب ، بف » والعلل : « حاجة ».
    (Cool في « ب » : « فيركب ».
    (9) في شرح المازندراني : « ويركضه ». وقوله : « فَيَرْكُضُه » ، أي يستحثّه ليعدو ، من الرَكْض ، وهو تحريك الرِجْل ، تقول : رَكَضْتُ الفرس برِجلي ، إذا استَحْثَثْتَهُ ليعدو ، ثمّ كثر حتّى قيل : ركَضَ الفرسُ ، إذا عدا ، وليس بالأصل ، والصواب رُكِضَ الفرسُ ، فهو مركوض. راجع : الصحاح ، ج 3 ، ص 1080 ( ركض ).
    (10) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : ـ « يا ». وفي شرح المازندراني : « اسم كان وفاعل يقول جبرئيل عليه‌السلام أو النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم. وقال الجوهري : حيزوم اسم فرس من خيل الملائكة ».
    (11) قال ابن الأثير : « ... عُفَير ، هو تصغير ترخيم لأعْفَر ، من العُفْرة ، وهي الغُبْرة ولون التراب ، كما قالوا في تصغير أسْود : سُوَيْد. وتصغيره غير مُرخّم : اعَيْفِر ، كاسَيْود ». النهاية ، ج 3 ، ص 263 ( عفر ).
    (12) وفي « بر » : + « إنّه ».
    (13) في « ب » والوافي : « فقطع ».

    خِطَامَهُ (1) ، ثُمَّ مَرَّ يَرْكُضُ حَتّى أَتى (2) بِئْرَ بَنِي خَطْمَةَ (3) بِقُبَا ، فَرَمى بِنَفْسِهِ فِيهَا ، فَكَانَتْ قَبْرَهُ ».
    وَرُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام قَالَ : « إِنَّ ذلِكَ الْحِمَارَ كَلَّمَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقَالَ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ كَانَ مَعَ نُوحٍ فِي السَّفِينَةِ ، فَقَامَ إِلَيْهِ نُوحٌ ، فَمَسَحَ عَلى كَفَلِهِ ، ثُمَّ قَالَ : يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِ هذَا الْحِمَارِ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ سَيِّدُ (4) النَّبِيِّينَ وَخَاتَمُهُمْ ، فَالْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي جَعَلَنِي ذلِكَ الْحِمَارَ ». (5) ‌
    39 ـ بَابُ أَنَّ مَثَلَ سِلَاحِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ‌
    633 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ سَعِيدٍ السَّمَّانِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّمَا (6) مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَيُّ أَهْلِ بَيْتٍ وُجِدَ التَّابُوتُ عَلى بَابِهِمْ أُوتُوا النُّبُوَّةَ ، فَمَنْ صَارَ إِلَيْهِ السِّلَاحُ مِنَّا أُوتِيَ الْإِمَامَةَ ». (7) ‌
    __________________
    (1) « الخِطام » : هو الحبل الذي يقاد به البعير ، أو هو الزِمام ، أو هو كلّ حبل يُعَلَّق في حَلْق البعير ثمّ يُعْقَد على أنفه ، كان من جِلْد أو صوف أو ليف أو قِنَّبٍ ، أو هو حبل يُجْعَل في طرفه حلقة ثمّ يُقلَّد البعير ثمّ يُثَنَّى على مَخْطِمه. راجع : لسان العرب ، ج 13 ، ص 186 ( خطم ).
    (2) في العلل : « وافى ».
    (3) في « ج ، ض ، ف ، بف » والوافي والعلل والبحار : « بني حطمة ».
    (4) في « ج » : + « المرسلين و ».
    (5) علل الشرائع ، ص 166 ، ح 1 ، بسنده عن سهل بن زياد الآدمي. وراجع : الإرشاد ، ج 1 ، ص 185 الوافي ، ج 3 ، ص 574 ـ 575 ، ح 1131 و 1132 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 404 ، ح 22 ، من قوله : « والحمار عفير فقال : اقبضها » ، إلى قوله : « فرمى بنفسه فيها » ؛ وص 405 ، ح 23 ، من قوله : « وروي أنّ أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إنّ ذلك الحمار كلّم ».
    (6) في « ب ، بح ، بر ، بف » : « إنّ ».
    (7) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما عند الأئمّة عليهم‌السلام من سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ... ، ضمن ح 624. وفي بصائر الدرجات ،

    634 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السُّكَيْنِ (1) ، عَنْ نُوحِ بْنِ دَرَّاجٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا مَثَلُ (2) التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، حَيْثُمَا دَارَ التَّابُوتُ دَارَ الْمُلْكَ ، فَأَيْنَمَا (3) دَارَ السِّلَاحُ فِينَا (4) دَارَ الْعِلْمُ ». (5) ‌
    635 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ صَفْوَانَ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ (6) أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام يَقُولُ (7) : إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا مَثَلُ التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، حَيْثُمَا دَارَ التَّابُوتُ أُوتُوا النُّبُوَّةَ ، وَحَيْثُمَا دَارَ السِّلَاحُ فِينَا (Cool فَثَمَّ الْأَمْرُ (9) ».
    قُلْتُ : فَيَكُونُ السِّلَاحُ مُزَايِلاً لِلْعِلْمِ (10)؟
    __________________
    ص 174 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص 180 ، ح 20 ؛ وص 182 ، ح 27 ، بسند آخر عن أبي جعفر ، مع اختلاف يسير. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 249 ، ح 163 ، عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما‌السلام ؛ الإرشاد ، ج 2 ، ص 187 ، مرسلاً عن معاوية بن وهب الوافي ، ج 2 ، ص 133 ، ح 603 ؛ البحار ، ج 13 ، ص 456 ، ح 18.
    (1) في « ف » : « محمّد بن المسكين ». وفي البصائر ، ص 183 ، ح 38 : « محمّد بن مسكين ». وهو سهو. وفي‌بعض مخطوطات البصائر وكذا في البحار ، ج 26 ، ص 219 ، ح 38 نقلاً عن البصائر : « محمّد بن سكين ». ومحمّد بن سُكَين هذا ، هو ابن عمّار النخعي الذي دعاه نوح بن درّاج إلى هذا الأمر. راجع : رجال النجاشي ، ص 102 ، الرقم 254 ؛ وص 361 ، الرقم 969.
    (2) في « بح » : « كمثل ».
    (3) في « ض » : « وأينما ».
    (4) في « ج ، بح ، بر ، بف » والبحار : « فينا السلاح ». وفي الوافي : ـ « فينا ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 183 ، ح 34 ، عن إبراهيم بن هاشم ، إلى قوله « دارالملك » هكذا : « حيثما دار التابوت دار العلم ». وفيه ، ح 35 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليه‌السلام الوافي ، ج 2 ، ص 133 ، ح 604 ؛ البحار ، ج 13 ، ص 456 ، ح 19.
    (6) في « ج ، بح ، بر ، بف » والوافي : « قال ».
    (7) في « بر ، بف » والوافي : ـ « يقول ».
    (Cool في « ج » والبصائر ، ص 183 : ـ « فينا ».
    (9) في البصائر : « أينما دار التابوت فثمّ الأمر » بدل « حيثما دار التابوت أُوتوا ... فثمّ الأمر ».
    (10) في مرآة العقول ، ج 3 ، ص 53 : « حيثما دار التابوت ، أي بالاستحقاق من غير قهر ، لاكما كان عند جالوت.

    قَالَ : « لَا ». (1) ‌
    636 / 4. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَصْرٍ :
    عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام (2) : إِنَّمَا مَثَلُ السِّلَاحِ فِينَا كَمَثَلِ (3) التَّابُوتِ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ ، أَيْنَمَا دَارَ التَّابُوتُ دَارَ الْمُلْكُ ، وَأَيْنَمَا دَارَ السِّلَاحُ فِينَا دَارَ الْعِلْمُ ». (4) ‌
    40 ـ بَابٌ فِيهِ ذِكْرُ الصَّحِيفَةِ وَالْجَفْرِ وَالْجَامِعَةِ وَمُصْحَفِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام‌
    637 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ (5) الْحَجَّالِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ :
    __________________
    و « ما » في « حيثما » و « أينما » كافّة. و « المزايلة » : المفارقة. والسؤال لاستعلام أنّه هل يمكن أن يكون السلاح عند من لايكون عنده علم جميع ما تحتاج إليه الامّة كبني الحسن؟ قال : لا ، فكما أنّه دليل للإمامة فهو ملزوم للعلم أيضاً ».
    (1) بصائر الدرجات ، ص 183 ، ح 33 ، عن محمّد بن الحسين الوافي ، ج 2 ، ص 134 ، ح 605.
    (2) في حاشية « ج » : « كان أبوجعفر عليه‌السلام يقول ».
    (3) في « ب » : « مثل ».
    (4) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الامور التي توجب حجّة الإمام عليه‌السلام ، ذيل ح 747 ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي نصر ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، من دون الإسناد إلى أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير. وفي بصائر الدرجات ، ص 178 ، ح 15 ؛ وص 185 ، ح 43 ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، إلى قوله : « دار الملك » ، مع زيادة في أوّلهما. وفيه ، ص 176 ، ح 5 ؛ وص 183 ، ح 35 ، بسند آخر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 2 ، ص 134 ، ح 606 ؛ البحار ، ج 13 ، ص 456 ، ح 20.
    (5) هكذا في أكثر النسخ. وفي « ج ، ف » والمطبوع : + « بن ». وعبدالله هذا ، هو عبدالله بن محمّد أبو محمّدالحجّال ، وقد ورد في الأسناد بعناوينه المختلفة : الحجّال ، أبو محمّد الحجّال ، عبدالله الحجّال وعبدالله بن محمّد الحجّال. راجع : رجال النجاشي ، ص 226 ، الرقم 595.
    ثمّ إنّ الخبر ورد في بصائر الدرجات ، ص 151 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد الجمّال ، عن أحمد بن عمر ـ والحسين بن سعيد الجمّال عنوان غريب لم نجده في موضع ـ والمذكور في بعض نسخ البصائر « عبدالله بن محمّد الحجّال » بدل « الحسين بن سعيد الجمّال ».

    دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقُلْتُ (1) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ مَسْأَلَةٍ ، هَاهُنَا (2) أَحَدٌ يَسْمَعُ كَلَامِي؟
    قَالَ : فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام سِتْراً بَيْنَهُ وَبَيْنَ بَيْتٍ آخَرَ ، فَاطَّلَعَ فِيهِ (3) ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ ».
    قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ شِيعَتَكَ يَتَحَدَّثُونَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلَّمَ عَلِيّاً عليه‌السلام بَاباً يُفْتَحُ لَهُ مِنْهُ (4) أَلْفُ بَابٍ؟
    قَالَ : فَقَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، عَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عَلِيّاً عليه‌السلام أَلْفَ بَابٍ يُفْتَحُ (5) مِنْ كُلِّ بَابٍ أَلْفُ بَابٍ ».
    قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللهِ الْعِلْمُ (6).
    قَالَ : فَنَكَتَ (7) سَاعَةً فِي الْأَرْضِ ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَمَا هُوَ بِذَاكَ ».
    قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، وَإِنَّ (Cool عِنْدَنَا الْجَامِعَةَ ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَامِعَةُ؟ ».
    قَالَ : قُلْتُ (9) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، وَمَا الْجَامِعَةُ؟
    قَالَ : « صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً بِذِرَاعِ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَإِمْلَائِهِ (10) مِنْ فَلْقِ‌
    __________________
    (1) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : + « له ».
    (2) في البصائر ، ص 151 ، ح 3 : « ليس هاهنا ». وقال في الوافي : « استفهام نبّه به على أنّ مسؤوله أمر ينبغي صونه عن الأجنبيّ ».
    (3) في « ف » : « عليه ».
    (4) في « ف » : ـ « منه ».
    (5) في « ج » والبصائر ، ح 3 والاختصاص ، ص 282 : + « له ».
    (6) في الوافي : « هذا والله العلم ، يحتمل الاستفهام والحكم ».
    (7) قوله : « فَنَكَتَ » : من النَكْت ، وهو أن تنكُت في الأرض بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها. الصحاح ، ج 1 ، ص 269 ( نكت ).
    (Cool في « ب » : « فإنّ ».
    (9) في « ض » : + « له ».
    (10) في الوافي : « وإملائه على المصدر والإضافة ، والضمير للرسول عطف على الظرف مسامحة. أو في الكلام‌

    فِيهِ (1) وَخَطِّ عَلِيٍّ عليه‌السلام بِيَمِينِهِ ، فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وَحَرَامٍ ، وَكُلُّ شَيْ‌ءٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ (2) حَتَّى الْأَرْشُ (3) فِي الْخَدْشِ (4) ». وَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَيَّ (5) ، فَقَالَ (6) : « تَأْذَنُ (7) لِي (Cool يَا أَبَا مُحَمَّدٍ؟ ».
    قَالَ (9) : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّمَا أَنَا لَكَ ، فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ، قَالَ : فَغَمَزَنِي بِيَدِهِ ، وَقَالَ : « حَتّى أَرْشُ هذَا (10) » كَأَنَّهُ مُغْضَبٌ (11).
    قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللهِ (12) الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ ».
    ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ عِنْدَنَا الْجَفْرَ ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا الْجَفْرُ (13)؟ ».
    قَالَ : قُلْتُ : وَمَا الْجَفْرُ؟ قَالَ : « وِعَاءٌ مِنْ أَدَمٍ (14) فِيهِ عِلْمُ النَّبِيِّينَ وَالْوَصِيِّينَ ، وَعِلْمُ‌
    __________________
    حذف ، أي كتبت بإملائه » ، وفي مرآة العقول : « وأملاه ، بصيغة الماضي ، وكذا خطّ ». و « الإملاء » : الإلقاء على الكاتب ليكتب. يقال : أمللتُ الكتابَ على الكاتب إملالاً ، وأمليته عليه إملاءً ، أي ألقيته عليه. راجع : المصباح المنير ، ص 580 ( ملل ).
    (1) « من فَلْق فيه » ، أي من شقّ فمه ، يعنى مشافهةً ، يقال : كلّمني فلان من فَلْق فيه وفِلْق فيه ، أي شِقّه ، والكسرقليل ، والفتح أعرف. راجع : لسان العرب ، ج 10 ، ص 310 ( فلق ).
    (2) في « ض » والوافي : « إليه الناس ».
    (3) « الأرْش » : ما يأخذه المشتري من البائع إذا اطّلع على عيب في المبيع ، واروش الجراحات من ذلك ؛ لأنّها جابرة عمّا حصل فيها من النقص. وسمّي أرشاً ؛ لأنّه من أسباب النزاع ، يقال : أرّشتُ بينهم إذا أوقعت بينهم ، أي أفسدتَ. وقال في الوافي : « الأرش : الدية ». النهاية ، ج 1 ، ص 39 ( أرش ).
    (4) في شرح المازندراني : « حتّى أرش الخدش ». و « الخَدْش » : مصدر بمعنى قشر الجلد بعود ونحوه ، ثمّ سمّي به الأثر ؛ ولهذا يجمع على الخدوش. النهاية ، ج 2 ، ص 14 ( أرش ).
    (5) « ضَرَب بيده إليّ » ، أي أهواه وألقاه ومدّه إليه. راجع : لسان العرب ، ج 1 ، ص 545 ( ضرب ).
    (6) في « ب ، ض ، ف ، بس ، بف » : + « لي ».
    (7) في شرح المازندراني : « أتأذن ».
    (Cool في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف » : ـ « لي ». وقال في الوافي : « تأذن لي ، أي في غمزي إيّاي بيدي حتّى تجد الوجع في بدنك ».
    (9) في « بر » : ـ « قال ».
    (10) في « ب » : + « كلّه ».
    (11) في الوافي : « كأنّ ما يشبه الغضب منه عند هذا القول إنّما هو على من أنكر علمهم عليهم‌السلام بأمثال ذلك ؛ أو المراد أنّ غمزه كان شبيهاً بغمز المغضَب ».
    (12) في « بس » : « والله هذا العلم ».
    (13) في البصائر ، ص 151 : + « مسك شاة أو جلد بعير ».
    (14) « الأدَم » : اسم لجمع أدِيم ، وهو الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ ، من الادْم ، وهو ما يُؤْتَدم به. والجمع ادُم.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 22:09

    الْعُلَمَاءِ الَّذِينَ مَضَوْا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ».
    قَالَ : قُلْتُ : إِنَّ هذَا هُوَ الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ (1) ».
    ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ (2) عِنْدَنَا لَمُصْحَفَ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ، وَمَا يُدْرِيهِمْ مَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام؟ ».
    قَالَ : قُلْتُ : وَمَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام؟ قَالَ : « مُصْحَفٌ فِيهِ مِثْلُ قُرْآنِكُمْ هذَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، وَاللهِ مَا فِيهِ مِنْ قُرْآنِكُمْ حَرْفٌ وَاحِدٌ » (3).
    قَالَ : قُلْتُ : هذَا وَاللهِ الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَمَا هُوَ بِذَاكَ ».
    ثُمَّ سَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ ، وَعِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ».
    قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا وَاللهِ هُوَ (4) الْعِلْمُ ، قَالَ : « إِنَّهُ لَعِلْمٌ ، وَلَيْسَ بِذَاكَ ».
    قَالَ : قُلْتُ (5) : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَأَيُّ شَيْ‌ءٍ الْعِلْمُ؟ قَالَ : « مَا يَحْدُثُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ (6) ،
    __________________
    راجع : المغرب ، ص 22 ( أدم ).
    (1) في « ب ، بح » : « بذلك ». وفي البصائر ، ص 151 : « وما هو بذلك » بدل « وليس بذاك ».
    (2) في « ج » : ـ « وإنّ ».
    (3) في البصائر ، ص 151 : + « إنّما هو شي‌ء أملاها الله وأوحى إليها ».
    (4) في « ف ، بس » : « هو والله » بدل « والله هو ».
    (5) في « ض » : + « له ».
    (6) في شرح المازندرانى ، ج 5 ، ص 387 : « فإن قلت : قد ثبت أنّ كلّ شي‌ء في القرآن وأنّهم عالمون بجميع ما فيه ، وأيضاً قد ثبت بالرواية المتكاثرة أنّهم يعلمون جميع العلوم ، فما معنى هذا الكلام وما وجه الجمع؟ قلت : أوّلاً ... أنّ علمهم ببعض الأشياء فعليّ وببعضها بالقوّة القريبة ، بمعنى أنّه يكفي في حصوله توجّه نفوسهم القدسيّة ، وهم يسمّون هذا جهلاً ؛ لعدم حصوله بالفعل. وبهذا يجمع بين الروايات التي دلّ بعضها على علمهم بجميع الأشياء ، وبعضها على عدمه ؛ وما نحن فيه من هذا القبيل ، فإنّه يحصل لهم في اليوم والليلة عند توجّه نفوسهم القادسة إلى عالم الأمر علومٌ كثير لم تكن حاصلة بالفعل. وثانياً : أنّ علومهم بالأشياء التي توجد علوم إجماليّة ظلّيّة ، وعند ظهورها عليهم في الأعيان كلّ يوم وليلة علوم شهوديّة حضوريّة ؛ ولا شبهة في أنّ الثاني مغاير للأوّل وأكمل منه ». وراجع في معناه ما نقلنا قبل هذا من الوافي في هامش ح 603.

    الْأَمْرُ مِنْ (1) بَعْدِ الْأَمْرِ ، وَالشَّيْ‌ءُ بَعْدَ الشَّيْ‌ءِ (2) إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ». (3) ‌
    638 / 2. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ (4) فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَعِشْرِينَ وَمِائَةٍ ، وَذلِكَ أَنِّي نَظَرْتُ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ».
    قَالَ : قُلْتُ : وَمَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام؟
    قَالَ : « إِنَّ اللهَ تَعَالى لَمَّا قَبَضَ نَبِيَّهُ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دَخَلَ عَلى فَاطِمَةَ عليها‌السلام مِنْ وَفَاتِهِ مِنَ الْحُزْنِ مَا لَايَعْلَمُهُ إِلاَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَرْسَلَ اللهُ (5) إِلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي (6) غَمَّهَا وَيُحَدِّثُهَا ، فَشَكَتْ‌
    __________________
    (1) في « ب ، ض ، بر ، بس ، بف » والوافي والبصائر ، ص 151 : ـ « من ».
    (2) في « ف » : « والذي من بعد الذي » بدل « والشي‌ء بعد الشي‌ء ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 151 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد الجمّال ، عن أحمد بن عمر. وفيه ص 303 ، ح 3 ، من قوله : « إنّ الشيعة يتحدّثون » إلى قوله : « إنّه لعلم وما هو بذاك » ؛ الاختصاص ، ص 282 ، من قوله : « إنّ الشيعة يتحدّثون » إلى قوله : « يفتح من كلّ باب ألف باب » ؛ الخصال ، ص 647 ، باب ما بعد الألف ، ح 37 ، إلى قوله : « إنّه لعلم وما هو بذاك » ، مع اختلاف يسير. وفي الثلاثة الأخيرة : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن بعض أصحابه ، عن أحمد بن عمر الحلبي. وفي بصائر الدرجات ، ص 302 ـ 303 ، ح 1 و 4 و 5 ؛ وص 306 ، ح 14 ؛ والخصال ، ص 645 ، باب ما بعد الألف ، ح 27 ؛ وص 646 ـ 648 ، نفس الباب ، ح 33 و 35 و 36 و 39 ؛ والاختصاص ، ص 282 ، بسند آخر : من قوله : « علّم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاً » إلى قوله : « من كلّ باب ألف باب ». وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبيّ ... ، ح 603 و 604 ؛ وباب الإشارة والنصّ على أمير المؤمنين عليه‌السلام ، ح 769 و 770 و 774 ؛ والخصال ، ص 644 ، ح 25 الوافي ، ج 3 ، ص 579 ، ح 1136.
    (4) « الزَنادِقَة » : جمع الزِنْديق ، وهو من الثنويّة ، أو القائل ببقاء الدهر ، أؤ القائل بالنور والظلمة ، أو من لا يؤمن‌بالآخرة وبالربوبيّة ، أو من يبطن الكفر ويظهر الإيمان ؛ ويقال عند العرب لكلّ ملحد ودهريّ. انظر : لسان العرب ، ج 10 ، ص 147 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1184 ( زندق ).
    (5) في « ب ، ج ، ض ، بر ، بف » وشرح المازندراني والوافي والبحار والبصائر : ـ « الله ».
    (6) في « بس » : « يسلّيها ». وفي حاشية « بر » والوافي والبصائر : « يسلّي عنها ». و « يُسَلِّي غمّها » ، أي يكشف عنها غمّها ويرفعه وانسلى عنه الغمّ وتسلّى بمعنى ، أي انكشف. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2381 ( سلا ).

    ذلِكَ (1) إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام ، فَقَالَ لَهَا (2) : إِذَا أَحْسَسْتِ بِذلِكَ وَسَمِعْتِ الصَّوْتَ ، قُولِي لِي ، فَأَعْلَمَتْهُ بِذلِكَ (3) ، فَجَعَلَ (4) أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه‌السلام يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ حَتّى أَثْبَتَ مِنْ (5) ذلِكَ مُصْحَفاً ». قَالَ : ثُمَّ قَالَ : « أَمَا إِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ شَيْ‌ءٌ مِنَ الْحَلَالَ وَالْحَرَامِ ، وَلكِنْ فِيهِ عِلْمُ مَا يَكُونُ ». (6) ‌
    639 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَبْيَضَ ».
    قَالَ : قُلْتُ : فَأَيُّ (7) شَيْ‌ءٍ فِيهِ؟
    قَالَ : « زَبُورُ دَاوُدَ ، وَتَوْرَاةُ مُوسى ، وَإِنْجِيلُ عِيسى ، وَصُحُفُ إِبْرَاهِيمَ ، وَالْحَلَالُ وَالْحَرَامُ ، وَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ، مَا أَزْعُمُ (Cool أَنَّ فِيهِ قُرْآناً ، وَفِيهِ مَا (9) يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْنَا (10)
    __________________
    (1) « فشكت ذلك » ، الشِكاية : الإخبار عن الشي‌ء بسوء فعله. تقول : شَكَوْتُ فلاناً أشكوه شَكْوى وشِكايةً وشَكِيَّةً وشَكاةً ، إذا أخبرت عنه بسوء فعله بك. والمراد هنا : مطلق الإخبار ، أو كانت الشكاية لعدم إمكان حفظ جميع كلام الملك ، أو لرعبها عليها‌السلام من الملك حال وحدتها به وانفرادها بصحبته. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2394 ( شكا ) ؛ شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 388 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 580 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 5.
    (2) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار والبصائر. وفي المطبوع : ـ « لها ».
    (3) في البحار والبصائر : ـ « بذلك ».
    (4) « فجعل » ، أي أقبل وأخذ. يقال : جعل يفعل كذا ، أي أقبل وأخذ. راجع : القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1293 ( جعل ).
    (5) في حاشية « ف » : « في ».
    (6) بصائر الدرجات ، ص 157 ، ح 18 ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 580 ، ح 1137 ؛ البحار ، ج 22 ، ص 545 ، ح 62 ، من قوله : « قال : إنّ الله تعالى لمّا قبض نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».
    (7) في حاشية « بر » والوافي والبصائر : « وأيّ ».
    (Cool في شرح المازندراني : « ولا أزعم ».
    (9) في حاشية « ف » : « كلّ ما ».
    (10) في « ف » : « ما يحتاج إليه الناس ». وفي حاشية « بف » : « ما يحتاج الناس إليه ». وقال في الوافي : « ما يحتاج الناس إلينا » العائد فيه محذوف ، أي « فيه » أو « في علمه ».

    وَلَانَحْتَاجُ (1) إِلى أَحَدٍ ، حَتّى فِيهِ الْجَلْدَةُ وَنِصْفُ الْجَلْدَةِ ، وَرُبُعُ الْجَلْدَةِ ، وَأَرْشُ الْخَدْشِ ؛ وَعِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ ».
    قَالَ : قُلْتُ : وَأَيُّ شَيْ‌ءٍ فِي (2) الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ؟
    قَالَ : « السِّلَاحُ ، وَذلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ ، يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ لِلْقَتْلِ ».
    فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي يَعْفُورٍ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، أَيَعْرِفُ (3) هذَا بَنُو الْحَسَنِ؟
    فَقَالَ : « إِي وَاللهِ ، كَمَا يَعْرِفُونَ اللَّيْلَ أَنَّهُ لَيْلٌ ، وَالنَّهَارَ أَنَّهُ نَهَارٌ ، وَلكِنَّهُمْ يَحْمِلُهُمُ الْحَسَدُ وَطَلَبُ الدُّنْيَا عَلَى الْجُحُودِ وَالْإِنْكَارِ ، وَلَوْ طَلَبُوا الْحَقَّ بِالْحَقِّ (4) لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ ». (5) ‌
    640 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ :
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : « إِنَّ فِي الْجَفْرِ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ (6) لَمَا يَسُوؤُهُمْ ؛ لِأَنَّهُمْ لَايَقُولُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ فِيهِ ، فَلْيُخْرِجُوا قَضَايَا عَلِيٍّ وَفَرَائِضَهُ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ ، وَسَلُوهُمْ عَنِ الْخَالَاتِ وَالْعَمَّاتِ ، وَلْيُخْرِجُوا مُصْحَفَ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ؛ فَإِنَّ فِيهِ وَصِيَّةَ فَاطِمَةَ عليها‌السلام ، وَمَعَهُ سِلَاحُ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ : « ( فَأْتُواْ ) (7) ( بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ
    __________________
    (1) في « ب ، بح ، بف » : « ولا يحتاج ».
    (2) في « ب » : ـ « في ».
    (3) في حاشية « ف ، بر ، بس » والوافي : « أفيعرف ».
    (4) في البصائر : ـ « بالحقّ » وقال في الوافي : « لو طلبوا الحقّ ، أي العلم الحقّ ، أو حقّهم من الدنيا ، « بالحقّ » أي‌ بالإقرار بحقّنا وفضلنا ».
    (5) بصائر الدرجات ، ص 150 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد. الإرشاد ، ج 2 ، ص 186 ، مرسلاً مع اختلاف وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ على أبي جعفر عليه‌السلام ، ح 791 الوافي ، ج 3 ، ص 582 ، ح 1140.
    (6) « يذكرونه » يعني الأئمّة الزيديّة من بني الحسن الذين يفتخرون به ويدّعون أنّه عندهم. شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 390 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 583.
    (7) هكذا في النسخ. وفي القرآن الكريم والبصائر في الموضعين : « ايْتُونِي ». فما هنا نقل بالمعنى.

    عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (1) ». (2) ‌
    641 / 5. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنِ ابْنِ رِئَابٍ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، قَالَ :
    سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ ، فَقَالَ : « هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً ».
    قَالَ لَهُ : فَالْجَامِعَةُ؟
    قَالَ : « تِلْكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فِي عَرْضِ الْأَدِيمِ (3) مِثْلُ فَخِذِ الْفَالِجِ (4) ، فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ (5) ، وَلَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلاَّ وَهِيَ فِيهَا حَتّى أَرْشُ الْخَدْشِ (6) ».
    قَالَ : فَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ؟
    قَالَ (7) : فَسَكَتَ طَوِيلاً ، ثُمَّ قَالَ : « إِنَّكُمْ لَتَبْحَثُونَ عَمَّا تُرِيدُونَ وَعَمَّا لَاتُرِيدُونَ ، إِنَّ فَاطِمَةَ عليها‌السلام مَكَثَتْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خَمْسَةً وَسَبْعِينَ يَوْماً ، وَكَانَ دَخَلَهَا حُزْنٌ شَدِيدٌ عَلى أَبِيهَا ، وَكَانَ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام يَأْتِيهَا (Cool ، فَيُحْسِنُ عَزَاءَهَا (9) عَلى أَبِيهَا ، وَيُطَيِّبُ نَفْسَهَا ،
    __________________
    (1) الأحقاف (46) : 4. وفي مرآة العقول : « والاستشهاد بالآية لبيان أنّه لابدّ في إثبات حقّيّة الدعوى إمّا إظهار الكتاب من الكتب السماويّة ، أو بقيّة علوم الأنبياء والأوصياء المحفوظة عند الأئمّة عليهم‌السلام ، وهم عاجزون عن الإتيان بشي‌ء منها ؛ أو لبيان أنّه يكون أثارة من علم ، وهي من عندنا ».
    (2) بصائر الدرجات ، ص 157 ، ح 16 ، بسنده عن يونس ، عن رجل ، عن سليمان بن خالد. وفيه ، ص 158 ، ح 21 و 22 ، بسنده عن سليمان بن خالد الوافي ، ج 3 ، ص 583 ، ح 1141.
    (3) « الأديم » : الجلد المدبوغ المصلح بالدباغ ، من الادْم ، وهو ما يُؤتدم به. والجمع : ادُم. راجع : المغرب ، ص 22 ( أدم ).
    (4) « الفالج » : الجمل الضَخْم ذو السنامين ، يُحمل من السِنْد للفَحْلة. الصحاح ، ج 1 ، ص 336 ( فلج ).
    (5) في « ف » : « إليه الناس ».
    (6) تقدّم معنى الأرش والخدش ذيل الحديث 1 من هذا الباب.
    (7) في « بر ، بس » والبصائر ، ص 153 : ـ « قال ».
    (Cool في الكافي ، ح 1244 : « يأتيها جبرئيل » بدل « جبرئيل عليه‌السلام يأتيها ».
    (9) « العزاء » : الصبر عن كلّ ما فَقَدْتَ ، وقيل : حُسْنُه. لسان العرب ، ج 15 ، ص 52 ( عزا ).

    وَيُخْبِرُهَا عَنْ أَبِيهَا وَمَكَانِهِ ، وَيُخْبِرُهَا بِمَا يَكُونُ بَعْدَهَا فِي ذُرِّيَّتِهَا (1) ، وَكَانَ عَلِيٌّ عليه‌السلام يَكْتُبُ ذلِكَ ، فَهذَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ عليها‌السلام (2) ». (3) ‌
    642 / 6. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي بِشْرٍ (4) ، عَنْ بَكْرِ بْنِ كَرِبٍ الصَّيْرَفِيِّ ، قَالَ :
    سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام يَقُولُ : « إِنَّ عِنْدَنَا مَا لَانَحْتَاجُ مَعَهُ إِلَى النَّاسِ ، وَإِنَّ (5) النَّاسَ لَيَحْتَاجُونَ إِلَيْنَا ، وَإِنَّ عِنْدَنَا كِتَاباً إِمْلَاءُ (6) رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَخَطُّ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، صَحِيفَةً (7) فِيهَا كُلُّ حَلَالٍ وَحَرَامٍ ، وَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَّا (Cool بِالْأَمْرِ (9) ، فَنَعْرِفُ إِذَا أَخَذْتُمْ بِهِ ،
    __________________
    (1) « الذُرِّيَّة » : أصلها الصِغار من الأولاد وإن كان قد يقع على الصِغار والكِبار معاً في التعارف. ويستعمل للواحدوالجمع ، وأصله الجمع. وفي الذُرّيّة ثلاثة أقوال : قيل : هو من ذَرَأ الله الخلق ، فترك همزه. وقيل : أصله ذُرْوِيَّة. وقيل : هو فُعْلِيَّة من الذَرّ نحو قُمْريّة. راجع : المفردات للراغب ، ص 327 ( ذرو ).
    (2) في الكافي ، ح 1244 : ـ « فهذا مصحف فاطمة عليها‌السلام ».
    (3) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب مولد الزهراء فاطمة عليها‌السلام ، ح 1244 ، من قوله : « إنّ فاطمة عليها‌السلام مكثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ». بصائر الدرجات ، ص 153 ، ح 6 ، عن أحمد بن محمّد ؛ وفيه ، ص 149 ، ح 13 ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحسن بن محبوب ، وتمام الرواية فيه : « أنّه سئل عن الجامعة ، فقال : تلك صحيفة سبعون ذراعاً في عرض الأديم ». راجع : الإرشاد ، ج 2 ، ص 186 ، مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 581 ، ح 1138 ؛ البحار ، ج 22 ، ص 545 ، ح 63 ، وفيه من قوله : « إنّ فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم » ؛ وج 43 ، ص 194 ، ح 22.
    (4) ورد الخبر في بصائر الدرجات ، ص 154 ، ح 7 ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم أو غيره ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن بكر بن كرب الصيرفي. والمذكور في بعض مخطوطاته « أحمد بن أبي بشر » بدل « أحمد بن محمّد بن أبي نصر » وهو الظاهر ؛ فإنّ المقام من مواضع تحريف العنوان الغريب بالعنوان المعروف في الأسناد ؛ وأحمد بن أبي بشر عنوان غير مأنوس للنسّاخ.
    (5) في « بح » : « فإنّ ».
    (6) في « ب » والوافي : « بإملاء ». و « الإملاء » : الإلقاء على الكاتب ليكتب. يقال : أمللتُ الكتاب على الكاتب إملالاًوأمليته عليه إملاءً ، أي ألقيته عليه. المصباح المنير ، ص 580 ( ملل ).
    (7) في مرآة العقول : « وصحيفة ، منصوب بالبدليّة من قوله : كتاباً ، أو مرفوع أيضاً بالخبريّة ».
    (Cool في « ف » وشرح المازندراني والوافي : « لتأتون ». وفي النحو الوافي ، ج 1 ، ص 163 : « هناك لغة تحذف نون‌الرفع من غير جازم وناصب » فلا يحتاج إلى تشديد النون.
    (9) في البصائر ، ص 154 : « فتسألونا » بدل « بالأمر ». وقال في مرآة العقول : « لتأتونا بالأمر ، أي من الامور التي

    وَنَعْرِفُ إِذَا تَرَكْتُمُوهُ ». (1) ‌
    643 / 7. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ وَبُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَزُرَارَةَ :
    أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ أَعْيَنَ قَالَ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : إِنَّ الزَّيْدِيَّةَ وَالْمُعْتَزِلَةَ قَدْ أَطَافُوا بِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ (2) ، فَهَلْ لَهُ سُلْطَانٌ؟
    فَقَالَ : « وَاللهِ ، إِنَّ عِنْدِي لَكِتَابَيْنِ (3) فِيهِمَا تَسْمِيَةُ كُلِّ نَبِيٍّ وَكُلِّ مَلِكٍ يَمْلِكُ الْأَرْضَ ؛ لَا وَاللهِ ، مَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ فِي وَاحِدٍ مِنْهُمَا ». (4) ‌
    644 / 8. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ (5) سُكَّرَةَ ، قَالَ :
    دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، فَقَالَ : « يَا فُضَيْلُ ، أَتَدْرِي فِي أَيِّ شَيْ‌ءٍ كُنْتُ أَنْظُرُ قُبَيْلُ (6)؟ » قَالَ (7) : قُلْتُ : لَا ، قَالَ : « كُنْتُ أَنْظُرُ فِي كِتَابِ فَاطِمَةَ عليها‌السلام لَيْسَ مِنْ مَلِكٍ يَمْلِكُ‌
    __________________
    تأخذونها عنّا من الشرائع والأحكام ؛ فنعلم أيّكم يعمل به ، وأيّكم لايعمل به ».
    (1) بصائر الدرجات ، ص 154 ، ح 7 ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم أو غيره ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن بكر بن كرب الصيرفي. وفيه ، ص 142 ، ح 1 ، بسند آخر عن بكر بن كرب ، وفيه : « وإنّكم لتأتوننا فتدخلون علينا ، فنعرف خياركم من شراركم » ؛ وفيه ، ص 149 ، ح 14 ، بسند آخر عن بكر بن كرب ، إلى قوله : « كلّ حلال وحرام » ، مع زيادة في أوّله الوافي ، ج 3 ، ص 582 ، ح 1139.
    (2) هو محمّد بن عبد الله بن الحسن الملقّب بالنفس الزكيّة الذي خرج على المنصور الدوانيقي وقتل ، كما سيأتي قصّته. راجع : شرح المازندراني ، ج 5 ، ص 393 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 60.
    (3) في « بس » : « الكتابين ».
    (4) بصائر الدرجات ، ص 169 ، ح 2 ، بسنده عن ابن أبي عمير ، مع اختلاف يسير. وفيه ، ح 4 و 6 ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 584 ، ح 1142.
    (5) في « ب ، بف » : ـ « بن ». هذا ، وبعض نسخ رجال البرقي ورجال الطوسي أيضاً خالية من « بن ». راجع : رجال البرقي ، ص 34 ؛ رجال الطوسي ، ص 270 ، الرقم 3880.
    (6) في « ألف ، ض ، ف ، بف » وحاشية « ج ، بح » والبصائر ، ح 3 والعلل : « قبل ».
    (7) في « بف » والعلل : ـ « قال ».

    الْأَرْضَ (1) إِلاَّ وَهُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ (2) بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَبِيهِ ، وَمَا وَجَدْتُ لِوُلْدِ الْحَسَنِ فِيهِ شَيْئاً ». (3) ‌
    41 ـ بَابٌ فِي شَأْنِ ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ )(4) وَتَفْسِيرِهَا‌
    645 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ؛ وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِيعاً ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْحَرِيشِ (5) :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه‌السلام ، قَالَ عليه‌السلام : « قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : بَيْنَا (6) أَبِي عليه‌السلام يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ إِذَا رَجُلٌ مُعْتَجِرٌ (7) قَدْ قُيِّضَ لَهُ (Cool ، فَقَطَعَ عَلَيْهِ أُسْبُوعَهُ (9) حَتّى أَدْخَلَهُ إِلى دَارٍ جَنْبَ الصَّفَا ،
    __________________
    (1) في « ب ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي والبصائر ، ح 3 والعلل : ـ « الأرض ».
    (2) في « ج » : « فيه مكتوب ». وفي البصائر : « إلاّ وفيه مكتوب ».
    (3) بصائر الدرجات ، ص 169 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد. علل الشرائع ، ص 207 ، ح 7 ، بسنده عن الحسين بن سعيد. وفي بصائر الدرجات ، ص 169 ، ح 5 ، بسند آخر ، مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 584 ، ح 1143.
    (4) القدر (97) : 1.
    (5) في البحار ، ج 13 و 25 : « الجريش » ، وهو سهو ظاهراً. راجع : رجال النجاشي ، ص 60 ، الرقم 138 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 136 ، الرقم 198 ؛ الرجال لابن الغضائري ، ص 51 ، الرقم 34.
    (6) « بينا » : ظرف زمان. وأصله « بَيْنَ » بمعنى الوسط ، أُشبعت الفتحة فصارت ألفاً. وربّما زيدت عليه « ما » ، والمعنى واحد. تقول : بينا نحن نرقبه أتانا أي أتانا بين أوقات رِقْبَتنا إيّاه. وما بعده مرفوع على الابتداء والخبر ، وعند الأصمعي مجرور. راجع : الصحاح ، ج 5 ، ص 2084 ( بين ).
    (7) « المُعْتَجِر » ، من الاعتجار ، وهو لبس المِعْجَر ، وهو ما تشدّ المرأة على رأسها. يقال : اعتجرت المرأة ، فالمعتجر : ذو مِعْجَر على رأسه. أو من الاعتجار بمعنى لفّ العمامة على الرأس. أو من الاعتجار بالعمامة ، وهو أن يلفّها على رأسه ويردّ طرفها على وجهه ، ولا يعمل منها شيئاً تحت ذَقَنه. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 737 ؛ النهاية ، ج 3 ، ص 185 ( عجر ).
    (Cool « قُيِّضَ له » ، أي جي‌ء به من حيث لا يحتسب. يقال : قَيَّض الله فلاناً لفلان : جاءه به وأتاحه له. وقيّض الله له قريناً : هيّأه وسبّبه له من حيث لا يحتسبه. راجع : لسان العرب ، ج 7 ، ص 225 ( قيض ).
    (9) « اسبوعة » أي طوافه. راجع : لسان العرب ، ج 8 ، ص 146 ( سبع ).

    فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَكُنَّا ثَلَاثَةً ، فَقَالَ : مَرْحَباً يَا ابْنَ (1) رَسُولِ اللهِ ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى رَأْسِي ، وَقَالَ : بَارَكَ اللهُ فِيكَ (2) يَا أَمِينَ اللهِ بَعْدَ آبَائِهِ.
    يَا أَبَا جَعْفَرٍ (3) ، إِنْ شِئْتَ فَأَخْبِرْنِي ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَخْبَرْتُكَ (4) ، وَإِنْ شِئْتَ سَلْنِي ، وَإِنْ شِئْتَ سَأَلْتُكَ ، وَإِنْ شِئْتَ فَاصْدُقْنِي ، وَإِنْ شِئْتَ صَدَقْتُكَ ، قَالَ : كُلَّ ذلِكَ أَشَاءُ.
    قَالَ (5) : فَإِيَّاكَ أَنْ يَنْطِقَ (6) لِسَانُكَ عِنْدَ مَسْأَلَتِي بِأَمْرٍ (7) تُضْمِرُ لِي غَيْرَهُ (Cool ، قَالَ :
    إِنَّمَا يَفْعَلُ ذلِكَ مَنْ فِي قَلْبِهِ عِلْمَانِ يُخَالِفُ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ ، وَإِنَّ (9) اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَبى أَنْ يَكُونَ لَهُ عِلْمٌ فِيهِ اخْتِلَافٌ.
    قَالَ : هذِهِ مَسْأَلَتِي (10) وَقَدْ فَسَّرْتَ طَرَفاً مِنْهَا ، أَخْبِرْنِي عَنْ هذَا الْعِلْمِ ـ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ـ مَنْ يَعْلَمُهُ؟
    قَالَ : أَمَّا جُمْلَةُ الْعِلْمِ ، فَعِنْدَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ. وَأَمَّا مَا لَابُدَّ لِلْعِبَادِ مِنْهُ ، فَعِنْدَ الْأَوْصِيَاءِ.
    __________________
    (1) في الوافي والبحار ، ج 52 : « بابن » بدل « يا ابن ».
    (2) « بارك الله فيك » ، أي أثبت لك وأدام ما أعطاك من التشريف والكرامة ، وهو من بَرَكَ البعيرُ إذا ناخ في موضع فلزمه. وتطلق البركة أيضاً على الزيادة ، أي زاده الله فيك خيراً ، والأصل الأوّل. راجع : النهاية ، ج 1 ، ص 120 ( برك ).
    (3) في الوافي : « تقدير الكلام : ثمّ التفت إلى أبي فقال : يا أبا جعفر ».
    (4) في « ف » : ـ « وإن شئت فأخبرتك ».
    (5) في « بح » : ـ « قال ».
    (6) في « ج » : « أن تنطق ».
    (7) متعلّق بقوله : « ينطق ».
    (Cool في المرآة : « بأمر تضمر لي غيره » أي لا تخبرني بشي‌ء يكون في علمك شي‌ء آخر ، يلزمك لأجله القول بخلاف ما أخبرت ، كما في أكثر علوم أهل الضلال ، فإنّه يلزمهم أشياء لايقولون بها ؛ أو المعنى : أخبرني بعلم يقيني لايكون عندك احتمال خلافه. ؛ أو أراد به : لاتكتم عنّي شيئاً من الأسرار. مرآة العقول ، ج 3 ، ص 62.
    (9) في « بر » وحاشية « ف » والوافي : « فإنّ ».
    (10) في الوافي : « يعني مسألتي هي أنّ الله تعالى هل له علمٌ ليس فيه اختلاف ، أم لا؟ ثمّ العلم الذي لا اختلاف فيه‌عند مَن هو؟ ».

    قَالَ : فَفَتَحَ الرَّجُلُ عَجِيرَتَهُ (1) ، وَاسْتَوى جَالِساً ، وَتَهَلَّلَ وَجْهُهُ (2) ، وَقَالَ : هذِهِ أَرَدْتُ ، وَلَهَا أَتَيْتُ ، زَعَمْتَ (3) أَنَّ عِلْمَ مَا لَا اخْتِلَافَ فِيهِ مِنَ الْعِلْمِ عِنْدَ الْأَوْصِيَاءِ ؛ فَكَيْفَ يَعْلَمُونَهُ؟
    قَالَ : كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَعْلَمُهُ ، إِلاَّ أَنَّهُمْ لَايَرَوْنَ مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَرى ؛ لِأَنَّهُ كَانَ نَبِيّاً وَهُمْ مُحَدَّثُونَ (4) ؛ وَأَنَّهُ كَانَ يَفِدُ (5) إِلَى اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ (6) ، فَيَسْمَعُ الْوَحْيَ ، وَهُمْ لَايَسْمَعُونَ (7).
    فَقَالَ : صَدَقْتَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، سَآتِيكَ بِمَسْأَلَةٍ (Cool صَعْبَةٍ : أَخْبِرْنِي عَنْ هذَا الْعِلْمِ ، مَا لَهُ لَايَظْهَرُ كَمَا كَانَ يَظْهَرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟
    قَالَ : فَضَحِكَ أَبِي عليه‌السلام (9) ، وَقَالَ : أَبَى اللهُ أَنْ (10) يُطْلِعَ عَلى عِلْمِهِ إِلاَّ مُمْتَحَناً لِلْإِيمَانِ بِهِ ، كَمَا قَضى عَلى رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنْ يَصْبِرَ عَلى أَذى قَوْمِهِ ، وَلَايُجَاهِدَهُمْ إِلاَّ بِأَمْرِهِ ، فَكَمْ مِنِ اكْتِتَامٍ قَدِ اكْتَتَمَ بِهِ حَتّى قِيلَ لَهُ : ( فَاصْدَعْ (11) بِما تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ
    __________________
    (1) في « و » وحاشية « ض » وشرح المازندراني والبحار ، ج 13 و 25 و 46 : « عجرته ». وفي مرآة العقول : « ففتح‌الرجل عجيرته ، أي اعتجاره ، أو طرف العمامة الذي اعتجر به ».
    (2) « تهلّل وجْهُه » ، أي استنار وتلألأ فرحاً وظهرت عليه أمارات السرور. النهاية ، ج 5 ، ص 272 ( هلل ).
    (3) في البحار ، ج 25 : « وزعمت ».
    (4) في الوافي : « محدّثون » يعني يحدّثهم الملك ولايرونه.
    (5) يقال : وَفَد إليه وعليه يَفِد وَفْداً ، ووفوداً ، ووِفادةً ، وإفادةً ، أي قَدِم وورد. القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 470 ( وفد ).
    (6) هكذا في النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع : « عزّ وجلّ ».
    (7) في « ج » : + « قال ».
    (Cool في الوافي « سأسألك مسألة ».
    (9) في المرآة : « لعلّ ضحكه عليه‌السلام كان لهذا النوع من السؤال الذي ظاهرة الامتحان تجاهلاً ، مع علمه بأنه عارف‌بحاله ؛ أو لعدّه المسألة صعبة ، وليست عنده عليه‌السلام كذلك ».
    (10) في « ف » : + « يكون ».
    (11) قوله تعالى : (فَاصْدَعْ) أي تكلّم به جهاراً ، يقال : صدعتُ الشي‌ءَ ، أي أظهرته وبيّنته ، وصدعتُ بالحقِّ ، أي‌تكلّمتُ به جهاراً. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 1442 ( صدع ).

    عَنِ الْمُشْرِكِينَ ) (1) وَايْمُ اللهِ (2) أَنْ لَوْ صَدَعَ قَبْلَ ذلِكَ لَكَانَ آمِناً ، وَلكِنَّهُ إِنَّمَا نَظَرَ فِي الطَّاعَةِ وَخَافَ الْخِلَافَ ، فَلِذلِكَ كَفَّ ، فَوَدِدْتُ أَنَّ عَيْنَكَ (3) تَكُونُ مَعَ مَهْدِيِّ هذِهِ الْأُمَّةِ ، وَالْمَلَائِكَةُ بِسُيُوفِ آلِ دَاوُدَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ تُعَذِّبُ أَرْوَاحَ الْكَفَرَةِ مِنَ الْأَمْوَاتِ ، وَتُلْحِقُ (4) بِهِمْ أَرْوَاحَ أَشْبَاهِهِمْ مِنَ الْأَحْيَاءِ (5).
    ثُمَّ أَخْرَجَ سَيْفاً ، ثُمَّ قَالَ : هَا ، إِنَّ هذَا مِنْهَا ، قَالَ (6) : فَقَالَ أَبِي : إِي (7) وَالَّذِي اصْطَفى مُحَمَّداً عَلَى الْبَشَرِ.
    قَالَ : فَرَدَّ الرَّجُلُ اعْتِجَارَهُ ، وَقَالَ : أَنَا إِلْيَاسُ ، مَا سَأَلْتُكَ عَنْ أَمْرِكَ وَبِي (Cool مِنْهُ (9) جَهَالَةٌ ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ يَكُونَ هذَا الْحَدِيثُ قُوَّةً لِأَصْحَابِكَ ، وَسَأُخْبِرُكَ بِآيَةٍ أَنْتَ تَعْرِفُهَا ، إِنْ خَاصَمُوا بِهَا فَلَجُوا (10).
    __________________
    (1) الحجر (15) : 94.
    (2) « أيمُ الله » : الأصل فيه : أيْمُنُ الله ، وهو اسم وضع للقسم ، وألفه ألف وصل عند أكثر النحويّين ، ولم يجئ في الأسماء ألف وصل مفتوحة غيرها ، فتذهب الألف في الوصل ، وهو مرفوع بالابتداء ، وربّما حذفوا منه النون فقالوا : ايْمُ الله وايم الله. وقيل : الأصل في أيمن الله أنّهم كانوا يحلفون باليمين ، ويجمع اليمين على أيْمُن ، ثمّ حلفوا به ، ثمّ حذف النون لكثرة الاستعمال ، وألفه ألف قطع ، وإنّما خفّفت همزتها وطرحت في الوصل لكثرة استعمالهم لها. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2221 ( يمن ).
    (3) في البحار ، ج 13 ، 46 ، 52 : « عينيك ».
    (4) في البحار ، ج 13 ، 52 : « يلحق ».
    (5) في « ج » : « الأرواح ».
    (6) في الوافي : « قال ، يعني أبا عبد الله عليه‌السلام ».
    (7) في « ف » : « وإي ».
    (Cool في البحار ج 13 ، 46 ، 52 : « لي ».
    (9) في « ف » : « فيه ». وفي البحار ج 25 ، 46 ، 52 : « به ».
    (10) في « بر » : « فلحوا ». و « فَلَجُوا » ، أي ظفروا وفازوا ؛ من الفَلْج بمعنى الظفر والفوز. يقال : فَلَجَ الرجل على خصمه ، إذا غلبه. راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 335 ( فلج ).
    وفي الوافي ، ج 2 ، ص 38 : « وتقرير هذه الحجّة على ما يطابق عبارة الحديث مع مقدّماتها المطويّة ، أن يقال : قد ثبت أنَّ الله سبحانه أنزل القرآن في ليلة القدر على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأنّه كان تنزّل الملائكة والروح فيها من كلّ أمر ببيان وتأويل سنة فسنة ، كما يدلّ عليه فعل المستقبل الدالّ على التجدّد في الاستقبال ، فنقول :
    هل كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم طريق إلى العلم الذي يحتاج إليه الامّة سوى ما يأتيه من السماء من عند الله سبحانه ، إِمّا

    قَالَ : فَقَالَ لَهُ أَبِي : إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُكَ بِهَا ، قَالَ : قَدْ شِئْتُ ، قَالَ : إِنَّ شِيعَتَنَا إِنْ (1) قَالُوا لِأَهْلِ الْخِلَافِ لَنَا : إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ لِرَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) إِلى آخِرِهَا فَهَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يَعْلَمُ مِنَ الْعِلْمِ شَيْئاً لَايَعْلَمُهُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ، أَوْ‌
    __________________
    في ليلة القدر ، أو في غيرها ، أم لا؟ والأوّل باطل ؛ لما أجمع عليه الامّة من أنّ علمه ليس إِلاّ من عند الله سبحانه ، كما قال تعالى : (إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى) [ النجم (53) : 4 ] ؛ فثبت الثاني.
    ثمّ نقول : فهل يجوز أن لا يظهر هذا العلم الذي يحتاج إليه الامّة ، أم لابدّ من ظهوره لهم؟ والأوّل باطل ؛ لأنّه يوحى إليه ليبلغ إليهم ويهديهم إلى الله عزّوجلّ ؛ فثبت الثاني.
    ثمّ نقول : فهل في ذلك العلم النازل من السماء من عند الله جلّ وعلا إلى الرسول اختلافٌ ، بأن يحكم في أمر في زمان بحكم ، ثمّ يحكم في ذلك الأمر بعينه في ذلك الزمان بعينه بحكم آخر يخالفه ، أم لا؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ الحكم إنّما هو من عند الله جلّ وعزّ ، وهو متعال عن ذلك ، كما قال : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [ النساء (4) : 82 ].
    ثمّ نقول : فمن حكم بحكم فيه اختلاف ، كالذي يجتهد في الحكم الشرعي بتأويله المتشابه برأيه ، ثمّ ينقض ذلك الحكم راجعاً عن ذلك الرأي لزعمه أنّه قد أخطأ فيه ، هل وافَقَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فعله ذلك وحكمه ، أم خالَفَه؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لم يكن في حكمه اختلاف ؛ فثبت الثاني.
    ثمّ نقول : فمن لم يكن في حكمه اختلاف ، فهل له طريق إلى ذلك الحكم من غير جهة الله سبحانه إمّا بواسطة أو بغير واسطة ، ومن دون أن يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف أم لا؟ والأوّل باطل ؛ فثبت الثاني.
    ثمّ نقول : فهل يعلم تأويل المتشابه الذي بسببه يقع الاختلاف إلاّ الله والراسخون في العلم الذين ليس في علمهم اختلاف ، أم لا؟ والأوّل باطل ؛ لأنّ الله سبحانه يقول : (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) [ آل عمران (3) : 7 ].
    ثمّ نقول : فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي هو من الراسخين في العلم ، هل مات وذهب بعلمه ذلك ولم يبلّغ طريق علمه بالمتشابه إلى خليفته من بعده ، أم بلّغه؟ والأوّل باطل ؛ لأنّه لو فعل ذلك فقد ضيّع مَن في أصلاب الرجال ممّن يكون بعده ؛ فثبت الثاني.
    ثمَّ نقول : فهل خليفته من بعده ، كسائر آحاد الناس يجوز عليه الخطأ والاختلاف في العلم ، أم هو مؤيّد من عند الله ، يحكم بحكم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأن يأتيه ويحدّثه من غير وحي ورؤية ، أو ما يجري مجرى ذلك ، وهو مثله إلاّفي النبوّة؟ والأوّل باطل ؛ لعدم إغنائه حينئذٍ ؛ لأنّ من يجوز عليه الخطأ لا يؤمن عليه الاختلاف في الحكم ، ويلزم التضييع من ذلك أيضاً ؛ فثبت الثاني.
    فلابدّ من خليفة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم راسِخ في العلم ، عالم بتأويل المتشابه ، مؤيّد من عند الله ، لايجوز عليه الخطأ ولا الاختلاف في العلم ، يكون حجّة على العباد ؛ وهو المطلوب.
    (1) في « ب » : « لو ».

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3297
    نقاط : 4986
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الكافي ج1 للكليني   الكافي ج1 للكليني - صفحة 2 Emptyالأحد 3 نوفمبر 2024 - 22:11

    يَأْتِيهِ بِهِ جَبْرَئِيلُ عليه‌السلام فِي غَيْرِهَا (1)؟ فَإِنَّهُمْ سَيَقُولُونَ : لَا ، فَقُلْ لَهُمْ : فَهَلْ كَانَ لِمَا عَلِمَ بُدٌّ مِنْ أَنْ يُظْهِرَ (2)؟ فَيَقُولُونَ : لَا ، فَقُلْ لَهُمْ : فَهَلْ (3) كَانَ فِيمَا أَظْهَرَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مِنْ عِلْمِ اللهِ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ اخْتِلَافٌ؟
    فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقُلْ لَهُمْ : فَمَنْ حَكَمَ (4) بِحُكْمِ اللهِ (5) فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَهَلْ خَالَفَ رَسُولَ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ـ فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقَدْ نَقَضُوا أَوَّلَ كَلَامِهِمْ ـ فَقُلْ لَهُمْ : ( ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) (6).
    فَإِنْ قَالُوا : مَنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ؟ فَقُلْ : مَنْ لَايَخْتَلِفُ فِي عِلْمِهِ.
    فَإِنْ قَالُوا : فَمَنْ هُوَ ذَاكَ (7)؟ فَقُلْ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صَاحِبَ ذلِكَ (Cool ، فَهَلْ بَلَّغَ أَوْ لَا؟ فَإِنْ قَالُوا : قَدْ بَلَّغَ ، فَقُلْ (9) : فَهَلْ مَاتَ (10) صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَالْخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ يَعْلَمُ عِلْماً لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ؟ فَإِنْ قَالُوا : لَا ، فَقُلْ (11) : إِنَّ (12) خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مُؤَيَّدٌ ، وَ (13) لَايَسْتَخْلِفُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إِلاَّ مَنْ يَحْكُمُ بِحُكْمِهِ ، وَإِلاَّ مَنْ يَكُونُ مِثْلَهُ إِلاَّ النُّبُوَّةَ ، وَإِنْ (14) كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لَمْ يَسْتَخْلِفْ فِي عِلْمِهِ (15) أَحَداً ، فَقَدْ ضَيَّعَ مَنْ (16) فِي أَصْلَابِ الرِّجَالِ مِمَّنْ‌
    __________________
    (1) والمعنى : هل له صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علم من غير تينك الجهتين؟ فقوله : « يأتيه » عطف على المنفيّ ، أي يعلمه. ومعنى قوله : « لا » أي ليس لعلمه طريق ثالث ، بل طريقه منحصر في الوحي ، إمّا في ليلة القدر أو غيرها.
    (2) يجوز فيه المبنيّ للفاعل كما يظهر من مرآة العقول.
    (3) في الوسائل : « قل لهم هل » بدل « فقل لهم فهل ».
    (4) في « ف » : « يحكم ».
    (5) في « ف » : + « الذي ». وهو ممّا لابدّ منه إن كان « حكم الله » موصوفاً لا ذا الحال. وفي الوسائل : ـ « الله ».
    (6) آل عمران (3) : 7.
    (7) في الوسائل : « من ذاك » بدل « فمن هو ذاك ».
    (Cool في الوسائل : « ذاك ».
    (9) في « ف » : + « لهم ».
    (10) في « ج ، ف » : + « رسول الله ».
    (11) في « ف » : + « لهم ».
    (12) في « بح » : « فإنّ ».
    (13) في « ب ، بف » : ـ « و ».
    (14) في البحار ، ج 25 : « فإن ».
    (15) في الوسائل : ـ « في علمه ».
    (16) في « ف » : « ممّن ».

    يَكُونُ بَعْدَهُ.
    فَإِنْ قَالُوا لَكَ : فَإِنَّ عِلْمَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كَانَ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَقُلْ : ( حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ ) (1) إِلى قَوْلِهِ : ( إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ ) (2).
    فَإِنْ قَالُوا لَكَ : لَايُرْسِلُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلاَّ إِلى نَبِيٍّ ، فَقُلْ : هذَا الْأَمْرُ الْحَكِيمُ ـ الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ ـ هُوَ (3) مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ الَّتِي تَنْزِلُ (4) مِنْ سَمَاءٍ (5) إِلى سَمَاءٍ ، أَوْ (6) مِنْ سَمَاءٍ إِلى أَرْضٍ (7)؟
    فَإِنْ (Cool قَالُوا : مِنْ سَمَاءٍ إِلى سَمَاءٍ ، فَلَيْسَ فِي السَّمَاءِ أَحَدٌ يَرْجِعُ مِنْ طَاعَةٍ إِلى مَعْصِيَةٍ (9) ، فَإِنْ (10) قَالُوا : مِنْ سَمَاءٍ إِلى أَرْضٍ ، وَأَهْلُ الْأَرْضِ أَحْوَجُ الْخَلْقِ إِلى ذلِكَ ، فَقُلْ (11) : فَهَلْ (12) لَهُمْ بُدٌّ مِنْ سَيِّدٍ يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْهِ؟ فَإِنْ قَالُوا : فَإِنَّ الْخَلِيفَةَ هُوَ حَكَمُهُمْ (13) ، فَقُلْ : ( اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ ) إِلى قَوْلِهِ ( خالِدُونَ ) (14) لَعَمْرِي (15) ،
    __________________
    (1) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبحار ، ج 25. وفي المطبوع : + « [ (إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ فِيها) ] ».
    (2) الدخان (44) : 1 ـ 5.
    (3) في « ب » : ـ « هو ».
    (4) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف ». وفي « بح » : « الذي ينزل ». والروح ممّا يذكّر ويؤنّث. وفي المطبوع : « تنزّل » ، أي تتنزّل ، بحذف إحدى التاءين.
    (5) في حاشية « ض » : « السماء ».
    (6) في « ف » : « و ».
    (7) في « ج ، ف » وحاشية « ض ، بر » والوافي : « الأرض ». وفي شرح المازندراني : « الجملة خبريّة بمعنى الاستفهام ».
    (Cool في « بح » : « وإن ».
    (9) في « ف ، بح ، بر » : « من طاعته إلى معصيته ».
    (10) كذا ؛ والسياق يقتضي « وإن ».
    (11) في « ف » : + « لهم ».
    (12) في « ب » : « هل ».
    (13) « الحكم » بالتحريك : الحاكم ، وهو القاضي. النهاية ، ج 1 ، ص 418 ( حكم ).
    (14) البقرة (2) : 257.
    (15) « العَمْرُ » و « العُمْرُ » ، هما وإن كانا مصدرين بمعنى ، إلاّ أنّه استعمل في القسم أحدهما ، وهو المفتوح وهو القسم بالحياة. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 756 ( عمر ).

    مَا فِي الْأَرْضِ وَلَا (1) فِي السَّمَاءِ وَلِيٌّ لِلّهِ (2) ـ عَزَّ ذِكْرُهُ (3) ـ إِلاَّ وَهُوَ مُؤَيَّدٌ (4) ، وَمَنْ أُيِّدَ لَمْ يُخْطِ (5) ؛ وَمَا فِي الْأَرْضِ عَدُوٌّ لِلّهِ (6) ـ عَزَّ ذِكْرُهُ (7) ـ إِلاَّ وَهُوَ مَخْذُولٌ (Cool ، وَمَنْ خُذِلَ لَمْ يُصِبْ ، كَمَا أَنَّ الْأَمْرَ لَابُدَّ مِنْ تَنْزِيلِهِ مِنَ السَّمَاءِ يَحْكُمُ بِهِ أَهْلُ الْأَرْضِ ، كَذلِكَ (9) لَابُدَّ مِنْ وَالٍ.
    فَإِنْ قَالُوا : لَانَعْرِفُ هذَا ، فَقُلْ لَهُمْ (10) : قُولُوا مَا أَحْبَبْتُمْ ، أَبَى اللهُ (11) بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أَنْ يَتْرُكَ الْعِبَادَ وَلَاحُجَّةَ عَلَيْهِمْ.
    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام : ثُمَّ وَقَفَ (12) ، فَقَالَ : هَاهُنَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ بَابٌ غَامِضٌ (13) ، أَرَأَيْتَ إِنْ قَالُوا : حُجَّةُ اللهِ الْقُرْآنُ؟ قَالَ : إِذَنْ أَقُولَ لَهُمْ : إِنَّ الْقُرْآنَ لَيْسَ بِنَاطِقٍ يَأْمُرُ وَيَنْهى (14) ، وَلكِنْ لِلْقُرْآنِ أَهْلٌ يَأْمُرُونَ وَيَنْهَوْنَ.
    __________________
    (1) في « ف » : « وما ».
    (2) في « ف » : « الله ».
    (3) في « ج » : « عزّ وجلّ ». وفي « بس » : « عزّ وجلّ ذكره ».
    (4) « مُؤَيَّدٌ » ، أي مُقَوَّى ، من الأيْد بمعنى القوّة ، يقال : آدَ الرجلُ يئيدُ أيْداً : اشتدّ وقوي ، وتقول منه : أيّدتُه تأييداً ، أي قوّيته. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 443 ( أيد ).
    (5) في « ج » : « لم يخطئ » ، وهو الأصل ، فقلبت الهمزة ياءً ثمّ سقطت الياء بالجازم.
    (6) في « ف » : « الله ».
    (7) في « ألف ، بف » : « عزّ وجلّ ». وفي « ب ، ف ، بح ، بر ، بس » : « عزّ وجلّ ذكره ».
    (Cool « مَخْذُول » ، من خَذَلَهُ يَخْذُلُه خِذْلاناً ، أي ترك عَوْنَهُ ونُصْرَتَهُ. الصحاح ، ج 4 ، ص 1683 ( خذل ).
    (9) في الوافي : + « و ».
    (10) في « بس ، بف » والوافي : ـ « لهم ».
    (11) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، ف ، و ، بح ، بس ، بف » وشرح المازندراني. وفي « بر » والمطبوع : + « عزّ وجلّ ».
    (12) في مرآة العقول : « قال : ثمّ وقف ، أي ترك أبي الكلام ؛ فقال ، أي إلياس. وقيل : ضمير وقف أيضاً لإلياس ، أي‌قام تعظيماً. والأوّل أظهر ».
    (13) الغامِضُ من الكلام خلافُ الواضح. قال المجلسي في مرآة العقول : « باب غامض ، أي شبهة مشكلة استشكلها المخالفون لقول عمر عند إرادة النبيّ الوصيّة : حسبنا كتاب الله. وقيل : الغامض بمعنى السائر المشهور ، من قولهم : غمض في الأرض ، إذا ذهب وسار ». وراجع : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 878 ( غمض ).
    (14) في « بر » : « بأمر ونهي ».

    وَأَقُولَ : قَدْ عَرَضَتْ لِبَعْضِ أَهْلِ الْأَرْضِ مُصِيبَةٌ (1) مَا هِيَ فِي السُّنَّةِ وَالْحُكْمِ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، وَلَيْسَتْ فِي الْقُرْآنِ ، أَبَى اللهُ ـ لِعِلْمِهِ بِتِلْكَ الْفِتْنَةِ ـ أَنْ تَظْهَرَ فِي الْأَرْضِ ، وَلَيْسَ فِي حُكْمِهِ (2) رَادٌّ لَهَا وَمُفَرِّجٌ عَنْ أَهْلِهَا.
    فَقَالَ : هَاهُنَا تَفْلُجُونَ (3) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، أَشْهَدُ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ قَدْ عَلِمَ بِمَا يُصِيبُ الْخَلْقَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ ، أَوْ فِي أَنْفُسِهِمْ مِنَ الدِّينِ أَوْ غَيْرِهِ ، فَوَضَعَ الْقُرْآنَ دَلِيلاً (4).
    قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : هَلْ تَدْرِي (5) يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، دَلِيلُهُ (6) مَا هُوَ (7)؟
    قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه‌السلام : نَعَمْ ، فِيهِ جُمَلُ الْحُدُودِ ، وَتَفْسِيرُهَا عِنْدَ الْحَكَمِ (Cool ، فَقَالَ (9) : أَبَى اللهُ أَنْ يُصِيبَ عَبْداً بِمُصِيبَةٍ فِي دِينِهِ أَوْ فِي (10) نَفْسِهِ أَوْ (11) مَالِهِ لَيْسَ فِي أَرْضِهِ مَنْ (12) حُكْمُهُ قَاضٍ بِالصَّوَابِ فِي تِلْكَ الْمُصِيبَةِ.
    __________________
    (1) في الوافي : « المصيبة » أي قضيّة مشكلة ومسألة معضلة.
    (2) في شرح المازندراني : « الحكم ، إمّا بالتحريك ، أو بضمّ الحاء وسكون الكاف. والضمير راجع إلى الله ».
    (3) في « بر » : « تُفْلِجُون ». وفي البحار ، ج 25 : « يفلجون ».
    (4) في « ف » : + « عليه ».
    (5) في حاشية « ض » : « أتدري ».
    (6) هكذا في « ف ». وجملة « دليله ما هو » في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعول « تدري ». وفي « بر » : « دليلك ». وفي المطبوع وأكثر النسخ : « دليل ».
    (7) في « ض » والبحار ، ج 25 : « فقال ».
    (Cool هكذا في « ض ، بف » أي بالتحريك وليس في غيرهما ما ينافيه ، وهو الذي يقتضيه المقام ، واختاره الفيض‌في الوافي وقال : « الحكَم ، بفتح الكاف يعني الحجّة ». وهو الظاهر من كلام المازندراني في شرحه ، حيث قال : « وتفسيرها عند الحاكم العالم بمعانيه ». وفي « بح » : « الحكيم ».
    (9) في « ب ، ف ، بح ، بف » وحاشية « ج ، ض ، بر » والوافي والبحار ، ج 25 : « فقد ».
    (10) في « بس » : ـ « في ».
    (11) هكذا في « ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار ، ج 25. وفي « ألف » والمطبوع : + « في ».
    (12) هكذا في « ب ، ف ، بر ، بس » أي بفتح الميم ، وليس في غيرها ما ينافيه. وفي الوافي ، ج 2 ، ص 41 : لفظة « من » في « من حكمه » إمّا اسم موصول ، فتكون اسم ليس ؛ أو حرف جرّ ، فتكون صلة للخروج الذي يتضمّنه معنى القضاء في قاضٍ ، أي قاضٍ خارج من حكمه بالصواب. وراجع : مرآة العقول ، ج 3 ، ص 71.

    قَالَ : فَقَالَ الرَّجُلُ : أَمَّا فِي هذَا الْبَابِ ، فَقَدْ فَلَجْتَهُمْ (1) بِحُجَّةٍ إِلاَّ أَنْ يَفْتَرِيَ خَصْمُكُمْ عَلَى اللهِ ، فَيَقُولَ : لَيْسَ لِلّهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ حُجَّةٌ.
    وَلكِنْ أَخْبِرْنِي عَنْ تَفْسِيرِ ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) : مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّ عليه‌السلام (2) ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) (3) قَالَ : فِي أَبِي فُلَانٍ وَأَصْحَابِهِ (4) ، وَاحِدَةٌ مُقَدِّمَةٌ ، وَوَاحِدَةٌ مُؤَخِّرَةٌ (5) ؛ لَا تَأْسَوْا عَلى مَا فَاتَكُمْ مِمَّا خُصَّ بِهِ عَلِيٌّ عليه‌السلام (6) ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) مِنَ الْفِتْنَةِ الَّتِي عَرَضَتْ لَكُمْ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.
    فَقَالَ الرَّجُلُ : أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْحَابُ الْحُكْمِ الَّذِي لَا اخْتِلَافَ فِيهِ ، ثُمَّ قَامَ الرَّجُلُ وَذَهَبَ ، فَلَمْ أَرَهُ ». (7)
    646 / 2. وَ (Cool عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « بَيْنَا أَبِي جَالِسٌ وَعِنْدَهُ نَفَرٌ إِذَا (9) ‌
    __________________
    (1) في الوافي والبحار ، ج 25 : « فلجتم ».
    (2) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « عليّ به ». وقوله : ممّا خصّ به عليّ عليه‌السلام ، من كلام أبي جعفر عليه‌السلام ، بتقدير قال ، كأنّه سقط من النسّاخ. أو من كلام إلياس. راجع : الوافي ، ج 2 ، ص 41 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 72.
    (3) الحديد (57) : 23. وفي « ف » : + « من الفتنة ».
    (4) في البحار ، ج 25 : « ولكن أخبرني عن تفسير « لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَآءَاتَل ـ كُمْ » قال : في أبي فلان وأصحابه » بدل « ولكن أخبرني ـ إلى ـ وأصحابه ».
    (5) في « بج ، بس ، بو ، جل » : + « و ».
    (6) في الوافي : « عليّ عليه‌السلام به » بدل « به عليّ عليه‌السلام ».
    (7) تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 351 ، من قوله : « أخبرني عن تفسير : « لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ » الوافي ، ج 2 ، ص 32 ، ح 483 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 177 ، ح 33534 ، من قوله : « فقل لهم فهل كان فيما أظهر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من علم الله » إلى قوله : « في أصلاب الرجال عمّن يكون بعده » ؛ البحار ، ج 13 ، ص 397 ، ح 4 ؛ وج 25 ، ص 74 ، ح 64 ؛ وج 46 ، ص 363 ، ح 4 ؛ وج 52 ، ح 371 ، ح 163.
    (Cool هكذا في النسخ. وفي المطبوع : ـ « و ». ثمّ إنّ السند معلّق على ما قبله ، ويروي الكليني عن أبي عبد الله عليه‌السلام بالسندين المذكورين في ح 1. يدلّ على ذلك ما يأتي في سندي الحديثين : الثالث والرابع من عبارة : « وبهذا الإسناد ».
    (9) في « ض ، بر » : « إذ ».

    اسْتَضْحَكَ حَتَّى اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ (1) دُمُوعاً (2) ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَدْرُونَ مَا أَضْحَكَنِي؟ قَالَ : فَقَالُوا : لَا ، قَالَ : زَعَمَ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهُ مِنَ ( الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) (3) ، فَقُلْتُ لَهُ (4) : هَلْ رَأَيْتَ الْمَلَائِكَةَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، تُخْبِرُكَ بِوَلَايَتِهَا لَكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَعَ الْأَمْنِ مِنَ الْخَوْفِ وَالْحُزْنِ؟ قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ يَقُولُ : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ) (5) وَقَدْ دَخَلَ فِي هذَا جَمِيعُ الْأُمَّةِ ، فَاسْتَضْحَكْتُ.
    ثُمَّ قُلْتُ : صَدَقْتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، أَنْشُدُكَ اللهَ (6) هَلْ فِي حُكْمِ اللهِ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ اخْتِلَافٌ؟ قَالَ : فَقَالَ : لَا ، فَقُلْتُ : مَا تَرى فِي رَجُلٍ ضَرَبَ رَجُلاً أَصَابِعَهُ بِالسَّيْفِ حَتّى سَقَطَتْ ، ثُمَّ ذَهَبَ وَأَتى رَجُلٌ آخَرُ ، فَأَطَارَ كَفَّهُ ، فَأُتِيَ بِهِ إِلَيْكَ وَأَنْتَ قَاضٍ ، كَيْفَ أَنْتَ صَانِعٌ (7)؟
    قَالَ (Cool : أَقُولُ لِهذَا الْقَاطِعِ : أَعْطِهِ دِيَةَ كَفِّهِ (9) ، وَأَقُولُ لِهذَا الْمَقْطُوعِ (10) : صَالِحْهُ عَلى (11) مَا شِئْتَ ، وَابْعَثْ (12) بِهِ إِلى ذَوَيْ عَدْلٍ.
    قُلْتُ : جَاءَ الِاخْتِلَافُ فِي حُكْمِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَنَقَضْتَ الْقَوْلَ الْأَوَّلَ ، أَبَى اللهُ‌
    __________________
    (1) « اغْرَوْرَقَتْ عيناه » ، أي غَرِقَتا بالدموع. وهو افْعَوْعَلَتْ من الغَرَق. النهاية ، ج 3 ، ص 361 ( غرق ).
    (2) قال المجلسي في مرآة العقول ، ج 3 ، ص 74 : « ودُمُوعاً ، تميز ، وقيل : هو مصدر دَمَعَتْ عينه ، كمنع إذا ظهر منه الدمع ، وهو مفعول له ، أو جمع دَمْع بالفتح وهو ماء العين ، فهو بتقدير مِنْ ، مثل : الحوضُ ملآن ماءً ، أو هو مفعول فيه ».
    (3) فصّلت (41) : 30 ؛ الأحقاف (46) : 13.
    (4) في البحار ، ج 42 : ـ « له ».
    (5) الحجرات (49) : 10.
    (6) يقال : نَشَدْتُك اللهَ ، وأنْشُدُك اللهَ وبالله ، ناشدتُك اللهَ وبالله ، أي سألتك وأقسمتُ عليك ، أي سألتك به مُقْسِماًعليك. ويقال : نَشَدْتُ فلاناً أنْشُدُه نَشداً ، إذا قلت له : نَشَدْتك اللهَ ، أي سألتك بالله كأنّك ذَكّرتَهُ إيّاه فنشد ، أي تذكّر. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 453 ؛ النهاية ، ج 5 ، ص 53 ( نشد ).
    (7) في « ف ، بر ، بف » والبحار ، ج 25 ، 42 : + « به ».
    (Cool في حاشية « ف » : « فقال ».
    (9) في « ألف » : « الكفّ ».
    (10) في « ف » : + « أصابعه ».
    (11) في « ف » : ـ « على ».
    (12) في « ض ، بر » : « وأبْعَثُ ». والمقام يقتضي أن يكون العاطف « أو ». والمعنى هو التخيير بين الصلح وأخذ الأرش.

    ـ عَزَّ ذِكْرُهُ ـ أَنْ يُحْدِثَ فِي خَلْقِهِ شَيْئاً مِنَ الْحُدُودِ (1) لَيْسَ (2) تَفْسِيرُهُ فِي الْأَرْضِ ؛ اقْطَعْ (3) قَاطِعَ الْكَفِّ أَصْلاً ، ثُمَّ أَعْطِهِ دِيَةَ الْأَصَابِعِ ، هكَذَا (4) حُكْمُ اللهِ لَيْلَةً يَنْزِلُ (5) فِيهَا أَمْرُهُ ، إِنْ جَحَدْتَهَا بَعْدَ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَأَدْخَلَكَ اللهُ النَّارَ ، كَمَا أَعْمى بَصَرَكَ يَوْمَ جَحَدْتَهَا (6) عَلَى ابْنِ أَبِي طَالِبٍ ، قَالَ (7) : فَلِذلِكَ عَمِيَ بَصَرِي (Cool ، قَالَ : وَمَا عِلْمُكَ بِذلِكَ؟ فَوَ اللهِ (9) ، إِنْ عَمِيَ بَصَرُهُ (10) إِلاَّ مِنْ صَفْقَةِ (11) جَنَاحِ الْمَلَكِ ، قَالَ (12) : فَاسْتَضْحَكْتُ ، ثُمَّ تَرَكْتُهُ يَوْمَهُ ذلِكَ لِسَخَافَةِ عَقْلِهِ.
    ثُمَّ لَقِيتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا ابْنَ عَبَّاسٍ ، مَا تَكَلَّمْتَ بِصِدْقٍ مِثْلِ أَمْسِ ، قَالَ لَكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : إِنَّ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، وَإِنَّهُ (13) يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ (14) أَمْرُ (15) السَّنَةِ ، وَإِنَّ لِذلِكَ الْأَمْرِ وُلَاةً بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فَقُلْتَ : مَنْ هُمْ؟ فَقَالَ : أَنَا وَأَحَدَ عَشَرَ مِنْ‌
    __________________
    (1) في « بح » : « الحدّ ».
    (2) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و ، بر » والوافي. والجملة صفة « شيئاً ». وفي « ج ، بح » والبحار ، ج 25 و 42 : « فليس ». وفي « بس ، بف » والمطبوع : « وليس ».
    (3) في « ب » : « فاقطع ». وفي الكافي ، ح 14291 والتهذيب : + « يد ».
    (4) في « ب ، ج ، بح ، بس » وحاشية « ف ، بر » والكافي ، ح 14291 والتهذيب : « هذا ».
    (5) هكذا في « ألف ، ب ، ض ، و ، بح ، بس » والوافي. وفي « ج » : « ينزّل ». وفي « بر » والمطبوع وشرح المازندراني : « تنزَّل ». وفي « بف » : « نزل ».
    (6) في « بر » : + « على ».
    (7) في « بر » : « فقال ».
    (Cool قال المجلسي في مرآة العقول : « قوله : فلذلك عمي بصري » ، الظاهر أنّ هذا تصديق واعتراف منه بذلك كما يدلّ ما سيأتي ، لا استفهام إنكار كما يتراءى من ظاهره ».
    (9) قال الفيض في الوافي : « فوالله ، من كلام الصادق عليه‌السلام ، معترض » ، وقال المجلسي في مرآة العقول : « قوله : فو الله ، من كلام الباقر عليه‌السلام ، وإنْ نافية ، وقائل فاستضحكتُ أيضاً الباقر عليه‌السلام ».
    (10) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار ، ج 25. وفي المطبوع : « بصري ».
    (11) « الصَفْقَةُ » : مرّة من التصفيق باليد ، وهو التصويت بها. والصَفْق : الضرب الذي يُسْمَعُ له صوت ، يقال : صَفَق له بالبيع والبيعة صَفْقاً ، أي ضرب يده على يده. راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1507 ( صفق ).
    (12) في « ب ، بح ، بس » : ـ « قال ».
    (13) في « ف » : « وإنّها ».
    (14) في « بر » : « الليل ».
    (15) في البحار ، ج 46 : + « تلك ».

    صُلْبِي أَئِمَّةٌ مُحَدَّثُونَ (1) ، فَقُلْتَ : لَا أَرَاهَا كَانَتْ إِلاَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فَتَبَدّى لَكَ (2) الْمَلَكُ الَّذِي يُحَدِّثُهُ (3) ، فَقَالَ : كَذَبْتَ يَا عَبْدَ اللهِ ، رَأَتْ (4) عَيْنَايَ الَّذِي حَدَّثَكَ بِهِ عَلِيٌّ ـ وَلَمْ تَرَهُ عَيْنَاهُ ، وَلكِنْ وَعى قَلْبُهُ (5) ، وَوُقِرَ (6) فِي سَمْعِهِ ـ ثُمَّ صَفَقَكَ (7) بِجَنَاحِهِ (Cool فَعَمِيتَ.
    قَالَ : فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : مَا اخْتَلَفْنَا فِي شَيْ‌ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ (9) ، فَقُلْتُ لَهُ : فَهَلْ (10) حَكَمَ اللهُ فِي حُكْمٍ مِنْ حُكْمِهِ بِأَمْرَيْنِ؟ قَالَ : لَا ، فَقُلْتُ : هَاهُنَا هَلَكْتَ وَأَهْلَكْتَ ». (11) ‌
    __________________
    (1) في شرح المازندرانى ، ج 6 ، ص 5 : « قوله : أئمّة محدّثون ، خبر لقوله : أنا وأحد عشر من صلبي ، أو حال عنه‌وهو خبر مبتدأ محذوف وهو « هُمْ » ، أو خبر مبتدأ محذوف ، أي نحن أئمّة ».
    (2) « فتبدّى لك » ، أي ظهر لك. تبدّى في اللغة بمعنى أقام بالبادية ، نعم جاء في بعض كتب اللغة الحديثة بمعنى ظهر. راجع : المعجم الوسيط ، ص 44 ( بدا ) ؛ شرح المازندراني ، ج 6 ، ص 6.
    (3) في « بس ، بف » : « تحدّثه ».
    (4) في البحار ، ج 25 : « رأيت ».
    (5) « وَعَى قَلْبُهُ » ، أي حفظ ما أُلقي إليه. يقال : وَعَيْتُ الحديثَ أعِيه وَعْياً فأنا واع ، إذا حَفِظْتَه وفَهِمْتَه ، وفلان أوعى من فلان ، أي أحفظ وأفهم. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 207 ( وعا ).
    (6) في « ض ، و ، بح ، بر » : « وقّر ». و « وَقَرَ » كوَعَدَ بمعنى ثبت وسكن ، على ما في الشروح. وفي اللغة : وَقَرَ في القلب ، أي سكن فيه وثبت ، من الوَقار بمعنى الحِلْم والرَزانة. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 213 ( وقر ).
    (7) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « صفّقك ». وفي حاشية « ج » : « خفقك » وقال الجوهري : الصَفْق : الضرب الذي يُسْمَعُ له صوت ، وكذلك التصفيق ، يقال : صَفَقَتْهُ الريحُ وصَفَّقَتْه. الصحاح ، ج 4 ، ص 1507 ( صفق ).
    (Cool في حاشية « ج » والبحار ، ج 25 ، 42 : « بجناحيه ».
    (9) في الوافي : « كأنّه نفى [ ابن عبّاس ] بهذا الكلام أن يكون في الامّة من علم حكم المختلف فيه ؛ فاحتجّ عليه‌السلام بأنّه إذاكان الحكم مردوداً إلى الله ، وليس عند الله في الواقع إلاّحكم واحد ، فكيف يحكمون تارة بأمر وتارة بآخر ، وهل هذا إِلاّ مخالفة لله‌سبحانه في أحد الحكمين ، التي هي سبب الهلاك والإهلاك ».
    (10) في « ف » : + « عليك ».
    (11) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم عليهم‌السلام ، ح 1398. وفي الغيبة للنعماني ، ص 60 ، ح 3 ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عدّة من رجاله ، عن أحمد بن أبي عبد الله محمّد بن خالد البرقي ، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش ، عن أبي جعفر محمّد بن عليّ ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهم‌السلام وفيهما من قوله : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة » إلى قوله : « أئمّة محدّثون ». الكافي ، كتاب الديات ، باب نادر ،

    647 / 3. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (1) :
    عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه‌السلام ، قَالَ : « قَالَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ : ( فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ) (2) يَقُولُ : يَنْزِلُ فِيهَا كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (3). وَالْمُحْكَمُ لَيْسَ بِشَيْئَيْنِ ، إِنَّمَا هُوَ شَيْ‌ءٌ وَاحِدٌ ، فَمَنْ حَكَمَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَحُكْمُهُ مِنْ حُكْمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَمَنْ حَكَمَ بِأَمْرٍ فِيهِ اخْتِلَافٌ ، فَرَأى أَنَّهُ مُصِيبٌ ، فَقَدْ حَكَمَ (4) بِحُكْمِ الطَّاغُوتِ (5) ؛ إِنَّهُ لَيَنْزِلُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ إِلى وَلِيِّ الْأَمْرِ تَفْسِيرُ الْأُمُورِ سَنَةً سَنَةً ، يُؤْمَرُ فِيهَا فِي أَمْرِ نَفْسِهِ بِكَذَا وَكَذَا ، وَفِي أَمْرِ النَّاسِ بِكَذَا وَكَذَا ، وَإِنَّهُ لَيَحْدُثُ لِوَلِيِّ الْأَمْرِ سِوى ذلِكَ كُلَّ يَوْمٍ عِلْمُ اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْخَاصُّ وَالْمَكْنُونُ الْعَجِيبُ الْمَخْزُونُ مِثْلُ مَا يَنْزِلُ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مِنَ الْأَمْرِ ». ثُمَّ قَرَأَ : ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ
    __________________
    ح 14291 ، عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن الحسن بن العبّاس بن الحريش. التهذيب ، ج 10 ، ص 276 ، ح 1082 ، بسنده عن سهل بن زياد ، وفيهما من قوله : « يابن عبّاس أُنشدك » إلى قوله : « هكذا حكم الله ». وفي الخصال ، ص 479 ، باب الاثني عشر ، ح 47 ؛ وكمال الدين ، ص 304 ، ح 19 ؛ وكفاية الأثر ، ص 220 ، بسندها عن محمّد بن يحيى. وفي الغيبة للطوسي ، ص 141 ، ح 106 ، بسنده عن سهل بن زياد ، وفي الأربعة الأخيرة من قوله : « إنّ ليلة القدر في كلّ سنة » إلى قوله : « أئمّة محدّثون » وراجع : الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهم‌السلام محدّثون مفهّمون ، ح 711 الوافي ، ج 2 ، ص 43 ، ح 484 ؛ الوسائل ، ج 29 ، ص 172 ، ح 35399 ؛ البحار ، ج 25 ، ص 78 ، ح 65 ؛ وج 42 ، ص 158 ، ح 27.
    (1) إشارة إلى السند المتقدّم في ح 1 ، والناقل عن أبي جعفر الظاهرِ في أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ، هو أبو جعفر الثاني عليه‌السلام.
    (2) الدخان (44) : 4.
    (3) قال ابن الأثير : « الحَكِيمُ ، هو المُحْكم الذي لا اختلاف فيه ولا اضطراب ، فعيل بمعنى مُفْعَل ، احْكِمَ فهو مُحْكَمٌ ». وقال المجلسي : « الحكيم فعيل بمعنى المفعول ، أي المعلوم اليقيني ، من حَكَمَهُ كنصره : إذا أتقنه ومنعه عن الفساد ، كأحكمه ». راجع : مرآة العقول ، ج 3 ، ص 79 ؛ النهاية ، ج 1 ، ص 419 ( حكم ).
    (4) في « بس » : + « فيه ».
    (5) « الطاغوت » : الكاهن ، والشيطان ، وكلّ رأس ضلال ، وكلّ معبود من دون الله تعالى ، أو صَدَّ عن عبادة الله ، أو اطيع بغير أمر الله ، وكلّ متعدٍّ ؛ من الطُغيان بمعنى تجاوز الحدّ في العصيان. وأصله طَغَوُوت ، ولكن قُلِبَ لام الفعل نحو صاعقة وصاقعة ، ثمّ قُلِبَ الواو ألفاً لتحرّكه وانفتاح ما قبله. راجع : المفردات للراغب ، ص 520 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1713 ( طغا ).

    اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (1). (2) ‌
    648 / 4. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ (3) :
    عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ ـ يَقُولُ : ( إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) صَدَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، أَنْزَلَ اللهُ (4) الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ( وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ) (5) قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لَا أَدْرِي (6).
    قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) لَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ، قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وَهَلْ تَدْرِي لِمَ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : لِأَنَّهَا ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها ) (7) ( بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ) وَإِذَا أَذِنَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بِشَيْ‌ءٍ ، فَقَدْ رَضِيَهُ.
    ( سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ) (Cool يَقُولُ : تُسَلِّمُ (9) عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ ، مَلَائِكَتِي وَرُوحِي بِسَلَامِي مِنْ أَوَّلِ مَا يَهْبِطُونَ إِلى مَطْلَعِ الْفَجْرِ.
    ثُمَّ قَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ : ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ ) (10) ( الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) (11) فِي ( إِنّا أَنْزَلْناهُ (12) فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ، وَقَالَ فِي بَعْضِ كِتَابِهِ ( وَما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ
    __________________
    (1) لقمان (31) : 27.
    (2) الوافي ، ج 2 ، ص 45 ، ح 485 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 177 ، ح 33534 ، وفيه قطعة منه ؛ البحار ، ج 24 ، ص 183 ، ح 22 ، من قوله : « إنّه لينزل في ليلة القدر إلى وليّ الأمر » ؛ وج 25 ، ص 79 ، ح 66.
    (3) إشارة إلى السند المذكور في ح 1.
    (4) في « ب ، ج ، بر ، بس ، بف » وشرح المازندراني : ـ « الله ».
    (5) في « بف » : ـ « وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ ».
    (6) في « ف » : « ما أدري ».
    (7) هكذا في « بج ، جه ، بر » وحاشية « بح » والقرآن. وفي سائر النسخ والمطبوع : « تنزّل فيها الملائكة والروح ».
    (Cool القدر (97) : 1 ـ 5.
    (9) في « بح » والبحار : « يسلّم ».
    (10) في مرآة العقول : « أقول : فيها قراءتان : إحدهما : « لاتُصِيبَنَّ » وهي المشهورة ، والاخرى « لَتصيبنّ » باللام‌المفتوحة ... فما ذكره عليه‌السلام [ أي قوله عليه‌السلام : فهذه فتنة أصابتهم خاصّة ] شديد الانطباق على القراءة الثانية ».
    (11) الأنفال (Cool : 25.
    (12) في شرح المازندراني : « قوله : في إنّا أنزلناه ، ظرف للظلم المستفاد من ظلموا ».

    أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللهُ الشّاكِرِينَ ) (1).
    يَقُولُ فِي الْآيَةِ الْأُولى : إِنَّ مُحَمَّداً حِينَ يَمُوتُ يَقُولُ أَهْلُ الْخِلَافِ لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : مَضَتْ لَيْلَةُ الْقَدْرِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ فَهذِهِ فِتْنَةٌ (2) أَصَابَتْهُمْ خَاصَّةً ، وَبِهَا ارْتَدُّوا (3) عَلى أَعْقَابِهِمْ ؛ لِأَنَّهُمْ إِنْ قَالُوا : لَمْ تَذْهَبْ (4) ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ لِلّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فِيهَا أَمْرٌ ، وَإِذَا أَقَرُّوا بِالْأَمْرِ ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ صَاحِبٍ بُدٌّ ». (5) ‌
    649 / 5. وَعَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (6) عليه‌السلام ، قَالَ : « كَانَ عَلِيٌّ عليه‌السلام كَثِيراً مَا يَقُولُ (7) : اجْتَمَعَ (Cool التَّيْمِيُّ (9) وَالْعَدَوِيُّ (10) عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وَهُوَ يَقْرَأُ ( إِنّا أَنْزَلْناهُ ) بِتَخَشُّعٍ وَبُكَاءٍ (11) ، فَيَقُولَانِ : مَا أَشَدَّ رِقَّتَكَ لِهذِهِ السُّورَةِ! فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لِمَا رَأَتْ عَيْنِي ، وَوَعى قَلْبِي (12) ،
    __________________
    (1) آل عمران (3) : 144.
    (2) في « ج » : ـ « فتنة ». و « الفِتْنَةُ » : الضلال والإثم ، يقال : فَتَنَتْهُ الدنيا ، أي أضلّته عن طريق الحقّ ، والفاتن : المضلّ‌عن الحقّ. راجع : لسان العرب ، ج 13 ، ص 318 ( فتن ).
    (3) قال الجوهري : الارتداد : الرجوع ، ومنه المُرتَدّ. الصحاح ، ج 2 ، ص 473 ( ردد ).
    (4) في « ف » والبحار : « لم يذهب ».
    (5) الوافي ، ج 2 ، ص 47 ، ح 486 ؛ البحار ، ج 25 ، ص 80 ، ح 67.
    (6) في « ف » : « بهذا الإسناد عن أبي عبد الله ». والسند معلّ
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    الكافي ج1 للكليني
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 2 من اصل 3انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3  الصفحة التالية
     مواضيع مماثلة
    -
    » الكافي للكليني ج2
    » ترجمة بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 41 -منتدى كتب الكافي للكليني-
    انتقل الى: