وَتَعَالى ـ افْتَرَضَ طَاعَةَ أَوْلِيَائِهِ عَلى عِبَادِهِ ، ثُمَّ يُخْفِي عَنْهُمْ أَخْبَارَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَيَقْطَعُ عَنْهُمْ مَوَادَّ (1) الْعِلْمِ فِيمَا يَرِدُ عَلَيْهِمْ مِمَّا فِيهِ قِوَامُ دِينِهِمْ؟ ».
فَقَالَ لَهُ حُمْرَانُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَرَأَيْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِ قِيَامِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ عليهمالسلام ، وَخُرُوجِهِمْ وَقِيَامِهِمْ بِدِينِ اللهِ عَزَّ ذِكْرُهُ ، وَمَا أُصِيبُوا مِنْ قَتْلِ (2) الطَّوَاغِيتِ إِيَّاهُمْ وَالظَّفَرِ بِهِمْ حَتّى قُتِلُوا وَغُلِبُوا؟
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « يَا حُمْرَانُ ، إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ قَدْ كَانَ قَدَّرَ ذلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَقَضَاهُ ، وَأَمْضَاهُ ، وَحَتَمَهُ عَلى سَبِيلِ الِاخْتِيَارِ (3) ، ثُمَّ أَجْرَاهُ ، فَبِتَقَدُّمِ عِلْمٍ إِلَيْهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم قَامَ عَلِيٌّ وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ عليهمالسلام ، وَبِعِلْمٍ صَمَتَ مَنْ صَمَتَ مِنَّا ؛ وَلَوْ أَنَّهُمْ يَا حُمْرَانُ حَيْثُ نَزَلَ بِهِمْ مَا نَزَلَ مِنْ أَمْرِ (4) اللهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَإِظْهَارِ الطَّوَاغِيتِ عَلَيْهِمْ ، سَأَلُوا اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَنْ يَدْفَعَ عَنْهُمْ ذلِكَ ، وَأَلَحُّوا عَلَيْهِ (5) فِي طَلَبِ إِزَالَةِ مُلْكِ (6) الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابِ مُلْكِهِمْ ، إِذاً لَأَجَابَهُمْ ، وَدَفَعَ ذلِكَ عَنْهُمْ ، ثُمَّ كَانَ انْقِضَاءُ مُدَّةِ الطَّوَاغِيتِ وَذَهَابُ مُلْكِهِمْ أَسْرَعَ مِنْ سِلْكِ (7) مَنْظُومٍ انْقَطَعَ فَتَبَدَّدَ (
، وَمَا كَانَ ذلِكَ
__________________
(1) « المَوادّ » : جمع المادّة ، وهي الزيادة المتّصلة. والمراد : ما يمكنهم استنباط علوم الحوادث والأحكام وغيرهما منه ممّا ينزل عليهم في ليلة القدر وغيرها. راجع : مرآة العقول ، ج 3 ، ص 132 ؛ الصحاح ، ج 2 ، ص 537 ( مدد ).
(2) في البصائر : « قبل ».
(3) في « ج » وحاشية « بح » : « الاختبار ». وفي الكافي ح 744 والبصائر : ـ « على سبيل الاختيار ».
(4) في « ب ، بس » : ـ « أمر ».
(5) « ألحّوا عليه » ، أي لَزِمُوه وأصرّوا عليه. يقال : ألحّ على الشيء إذا لَزِمَهُ وأصرّ عليه. راجع : النهاية ، ج 4 ، ص 236 ( لحح ).
(6) في « ب ، بح » : « تلك ».
(7) قال الجوهري : « السِلْكُ : الخيط ». وقال ابن منظور : « السِلْكَة : الخيط الذي يُخاط به الثوب ، وجمعه سِلْكٌوأسْلاكٌ وسُلُوكٌ ، كلاهما جمع الجمع ». راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1591 ؛ لسان العرب ، ج 10 ، ص 443 ( سلك ).
(
« فتبدّد » ، أي تفرّق ، يقال : بَدَّهُ يَبُدُّهُ بَدّاً : فرّقه. والتبديد : التفريق ، يقال : شملٌ مُبدَّدٌ ، وتبدّد الشيء ، أي تفرّق. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 444 ( بدد ).
الَّذِي أَصَابَهُمْ (1) ـ يَا حُمْرَانُ ـ لِذَنْبٍ اقْتَرَفُوهُ (2) ، وَلَالِعُقُوبَةِ مَعْصِيَةٍ خَالَفُوا اللهَ فِيهَا ، وَلكِنْ لِمَنَازِلَ وَكَرَامَةٍ مِنَ اللهِ أَرَادَ (3) أَنْ يَبْلُغُوهَا ؛ فَلَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ فِيهِمْ (4) ».(5)
684 / 5. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ :
سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام بِمِنى عَنْ خَمْسِمِائَةِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلَامِ ، فَأَقْبَلْتُ أَقُولُ (6) : يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَيَقُولُ : « قُلْ كَذَا وَكَذَا ». قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، هذَا الْحَلَالُ وَهذَا (7) الْحَرَامُ أَعْلَمُ أَنَّكَ صَاحِبُهُ ، وَأَنَّكَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِهِ ، وَهذَا هُوَ الْكَلَامُ ، فَقَالَ لِي : « وَيْكَ (
يَا هِشَامُ ، لَايَحْتَجُّ اللهُ (9) ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ عَلى خَلْقِهِ بِحُجَّةٍ لَايَكُونُ عِنْدَهُ كُلُّ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ ». (10)
685 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
__________________
(1) في البصائر : + « من ذلك ».
(2) « اقترفوه » ، أي عملوه واكتسبوه ، يقال : قَرَفَ الذنبَ وغيره يَقْرِفه قَرْفاً واقترفه ، أي اكتسبه ، والاقتراف : الاكتساب ، واقترف ذنباً ، أي أتاه وفعله. راجع : لسان العرب ، ج 9 ، ص 280 ( قرف ).
(3) في الوافي : + « الله ».
(4) في « ض » : « بهم ».
(5) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام لم يفعلوا شيئاً ... ، ح 744 من قوله : « فقال له حمران : جعلت فداك ، أرأيت ما كان من » إلى قوله : « وبعلمٍ صَمت مَن صَمَتَ منّا ». بصائر الدرجات ، ص 124 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 602 ، ح 1174.
(6) في « ج » : « فأقول ».
(7) في « ض ، بح ، بس » : ـ « هذا ».
(
في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس » : ـ « ويك ». وفي الوافي : « ويسك » ، وقال فيه : « ويس ، كلمة تستعمل فيموضع رأفة واستملاح ، وليست هذه الكلمة في بعض النسخ ». وفي البصائر والأمالي : « وتشكّ ».
(9) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والمرآة والبصائر والأمالي : « يحتجّ الله » بدون « لا ». وقال في الوافي والمرآة : « يحتجّ الله » استفهام إنكار.
(10) بصائر الدرجات ، ص 123 ، ح 3 ، عن إبراهيم بن هاشم وفيه : « ... فقال لي : وتشكّ يا هشام ، من شكّ أنّ الله يحتجّ على خلقه بحجّة لا يكون عنده كلّ ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله ». الأمالي للطوسي ، ص 46 ، المجلس 2 ، ح 24 ، بسنده عن هشام بن الحكم الوافي ، ج 3 ، ص 601 ، ح 1173.
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « لَا وَاللهِ ، لَايَكُونُ عَالِمٌ (1) جَاهِلاً أَبَداً : عَالِماً بِشَيْءٍ ، جَاهِلاً بِشَيْءٍ ». ثُمَّ قَالَ : « اللهُ أَجَلُّ وَأَعَزُّ (2) وَأَكْرَمُ مِنْ أَنْ يَفْرِضَ طَاعَةَ عَبْدٍ يَحْجُبُ (3) عَنْهُ عِلْمَ سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ » ، ثُمَّ قَالَ : « لَا يَحْجُبُ ذلِكَ عَنْهُ (4) ». (5)
49 ـ بَابُ أَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَمْ يُعَلِّمْ نَبِيَّهُ عِلْماً إِلاَّ أَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ
أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليهالسلام وَأَنَّهُ كَانَ شَرِيكَهُ فِي الْعِلْمِ عليهماالسلام
686 / 1. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : « إِنَّ جَبْرَئِيلَ عليهالسلام أَتى رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِرُمَّانَتَيْنِ ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِحْدَاهُمَا ، وَكَسَرَ الْأُخْرى بِنِصْفَيْنِ ، فَأَكَلَ نِصْفاً ، وَأَطْعَمَ عَلِيّاً عليهالسلام نِصْفاً ، ثُمَّ قَالَ لَهُ (6) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم : يَا أَخِي ، هَلْ تَدْرِي مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : أَمَّا الْأُولى فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا نَصِيبٌ ؛ وَأَمَّا الْأُخْرى فَالْعِلْمُ ، أَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ (7) ».
فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللهُ ، كَيْفَ كَانَ يَكُونُ شَرِيكَهُ فِيهِ؟ قَالَ : « لَمْ يُعَلِّمِ (
اللهُ مُحَمَّداً صلىاللهعليهوآلهوسلم
__________________
(1) قال في المرآة : « لايكون عالمٌ ، أي من وصفه الله في كتابه بالعلم ، أو عالم افترض الله على الناس طاعته ، أو منيستحقّ أن يسمّى عالماً. والأوسط أظهر ؛ بقرينة آخر الخبر ». وحمله المازندراني على الإمام المفترض الطاعة ؛ والفيض على العالم على الحقيقة.
(2) في « ب » : « الله أعزّ وأجلّ وأعظم وأكرم ». وفي حاشية « بر » : + « وأعظم ». وفي حاشية « بس » : « الله أعظموأكرم ».
(3) في « بح » : « يحتجب ».
(4) في « ف » : « عنه ذلك ».
(5) بصائر الدرجات ، ص 124 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد ... قال : سمعت أباعبدالله الوافي ، ج 3 ، ص 601 ، ح 1172.
(6) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والبصائر ، ص 293. وفي المطبوع : ـ « له ».
(7) في « ف » : + « قال ».
(
في « ب » والبصائر ، ص 292 : « لا يعلم ».
عِلْماً إِلاَّ وَأَمَرَهُ أَنْ يُعَلِّمَهُ عَلِيّاً عليهالسلام ». (1)
687 / 2. عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ :
عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليهالسلام ، قَالَ : « نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام عَلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَأَعْطَاهُ إِيَّاهُمَا ، فَأَكَلَ وَاحِدَةً ، وَكَسَرَ الْأُخْرى بِنِصْفَيْنِ ، فَأَعْطى عَلِيّاً عليهالسلام نِصْفَهَا ، فَأَكَلَهَا ، فَقَالَ : يَا عَلِيُّ ، أَمَّا الرُّمَّانَةُ الْأُولَى الَّتِي أَكَلْتُهَا فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا شَيْءٌ ؛ وَأَمَّا الْأُخْرى فَهُوَ الْعِلْمُ ، فَأَنْتَ (2) شَرِيكِي فِيهِ ». (3)
688 / 3. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ يُونُسَ ، عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ : « نَزَلَ جَبْرَئِيلُ عليهالسلام عَلى مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِرُمَّانَتَيْنِ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَلَقِيَهُ عَلِيٌّ عليهالسلام ، فَقَالَ : مَا هَاتَانِ الرُّمَّانَتَانِ اللَّتَانِ فِي يَدِكَ؟ فَقَالَ : أَمَّا هذِهِ فَالنُّبُوَّةُ ، لَيْسَ لَكَ فِيهَا نَصِيبٌ ، وَأَمَّا هذِهِ فَالْعِلْمُ ، ثُمَّ فَلَقَهَا (4) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم بِنِصْفَيْنِ ، فَأَعْطَاهُ نِصْفَهَا ، وَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم نِصْفَهَا ، ثُمَّ قَالَ : أَنْتَ شَرِيكِي فِيهِ ، وَأَنَا شَرِيكُكَ فِيهِ ».
قَالَ : « فَلَمْ يَعْلَمْ (5) وَاللهِ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم حَرْفاً مِمَّا عَلَّمَهُ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ إِلاَّ وَقَدْ عَلَّمَهُ عَلِيّاً عليهالسلام ، ثُمَّ انْتَهَى الْعِلْمُ إِلَيْنَا ».
__________________
(1) بصائر الدرجات ، ص 292 ، ح 1 ، بسنده عن ابن أبي عمير ، عن ... ، عن أبي جعفر عليهالسلام ؛ وفيه ، ص 293 ، ح 4 ، عن إبراهيم بن هاشم ، ... عن عبد الله بن سليمان ، عن أبي جعفر عليهالسلام. وفيه أيضاً ، ص 293 ، ح 3 ، بسند آخر عن أبي جعفر عليهالسلام مع اختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 604 ، ح 1175.
(2) في حاشية « ج » : « وأنت ».
(3) بصائر الدرجات ، ص 293 ، ح 2 ، عن إبراهيم بن هاشم ؛ وفيه ، ص 293 ، ح 5 ، بسنده عن ابن اذينة ، مع زيادة في آخره الوافي ، ج 3 ، ص 604 ، ح 1176 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 136 ، ح 17.
(4) « فَلَقَها » ، أي شقّها. راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1544 ( فلق ).
(5) في « بف » : « فلم يعلّم » بالتشديد.
ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ عَلى صَدْرِهِ. (1)
50 ـ بَابُ جِهَاتِ عُلُومِ الْأَئِمَّةِ عليهمالسلام
689 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَمِّهِ حَمْزَةَ بْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ عَلِيٍّ السَّائِيِّ :
عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْأَوَّلِ مُوسى عليهالسلام ، قَالَ : قَالَ : « مَبْلَغُ عِلْمِنَا عَلى ثَلَاثَةِ وُجُوهٍ : مَاضٍ ، وَغَابِرٍ (2) ، وَحَادِثٍ ؛ فَأَمَّا (3) الْمَاضِي ، فَمُفَسَّرٌ (4) ؛ وَأَمَّا الْغَابِرُ ، فَمَزْبُورٌ (5) ؛ وَأَمَّا الْحَادِثُ ، فَقَذْفٌ (6) فِي الْقُلُوبِ وَنَقْرٌ (7) فِي الْأَسْمَاعِ وَهُوَ أَفْضَلُ عِلْمِنَا ، وَلَانَبِيَّ بَعْدَ نَبِيِّنَا (
». (9)
__________________
(1) بصائر الدرجات ، ص 295 ، ح 3 ؛ والاختصاص ، ص 279 ، عن محمّد بن عبد الحميد الوافي ، ج 3 ، ص 605 ، ح 1177.
(2) قال الجوهري : « غَبَرَ الشيءُ يَغْبُرُ أي بقي ، والغابِر : الباقي ، والغابِر : الماضي ، وهو من الأضداد ». والمرادهنا : الأوّل بقرينة مقابلته بالماضي ، يعني ما تعلّق بالامور الآتية. وأمّا المازندراني فقال : « المراد به هنا الثاني ». راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 764 ( غبر ) ؛ شرح المازندراني ، ج 6 ، ص 43 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 60 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 136.
(3) في « بح » ودلائل الإمامة : « وأمّا ».
(4) في حاشية « ف » : « ففسّر ». وفي دلائل الإمامة : « فتفسيرٌ ».
(5) « المَزْبُور » ، أي المكتوب بالإتقان. يقال : زَبَرتُ الكتابَ أزْبُرُه ، إذا أتقنتَ كتابته. راجع : النهاية ، ج 2 ، ص 293 ( زبر ).
(6) « القَذْفُ » : الرمي بقوّة. يقال : قَذَفَ في قلوبكم ، أي ألقى فيه وأوقع. والمراد هنا : من طريق الإلهام. راجع : النهاية ، ج 4 ، ص 29 ( قذف ).
(7) « النَقْر » : الضرب والإصابة. يقال : نَقَرَهُ يَنْقُرُهُ نَقْراً : ضربه. ويقال : رَمَى الرامي الغَرَضَ فَنَقَرَهُ ، أي أصابه ولم يُنْفِذْه. والمراد منه تحديث الملك. راجع : لسان العرب ، ج 5 ، ص 227 و 230 ( نقر ).
(
قوله عليهالسلام : « ولا نبيّ بعد نبيّنا » دفع توهّم من يتوهّم أنّ كلّ من قذف في قلبه ونقر في سمعه فهو نبيّ ، وذلك لأنّ الفرق بين النبيّ والمُحدَّث إنّما هو برؤية الملك وعدم رؤيته ، لا السماع منه. راجع : الشرح المازندراني ، ج 6 ، ص 44 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 606 ؛ مرآة العقول ، ج 3 ، ص 137.
(9) بصائر الدرجات ، ص 319 ، ح 3 ، بسنده عن محمّد بن إسماعيل ؛ وفيه ، ص 318 ، ح 1 ، بسنده عن
690 / 2. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسى (1) ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُغِيرَةِ :
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَخْبِرْنِي عَنْ عِلْمِ عَالِمِكُمْ ، قَالَ : « وِرَاثَةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَمِنْ عَلِيٍّ عليهالسلام ».
قَالَ : قُلْتُ : إِنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّهُ يُقْذَفُ فِي قُلُوبِكُمْ (2) ، وَيُنْكَتُ فِي آذَانِكُمْ (3)؟ قَالَ :
__________________
محمّد بن إسماعيل ... ، عن الصادق عليهالسلام. الكافي ، كتاب الروضة ، ح 14910 ، بثلاث طرق ، مع زيادة في أوّله وآخره. دلائل الإمامة ، ص 286 ، وفيه : « قال عليّ بن محمّد السمري : كتبت إليه أسأله عمّا عندك من العلوم ، فوقّع : عِلمنا على ... » الوافي ، ج 3 ، ص 606 ، ح 1178 ؛ البحار ، ج 48 ، ص 242 ، ح 51 ؛ وج 78 ، ص 329 ، ح 7.
(1) لم نجد في هذه الطبقة : من يسمّى بعليّ بن موسى. والخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 326 ، ح 3 ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن صفوان. وهذا السند محرّف ، والصواب فيه : أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب وعليّ بن إسماعيل ؛ فقد وردت رواية أحمد بن موسى ، عن الحسن بن موسى الخشّاب في مواضع من بصائر الدرجات ـ انظر على سبيل المثال ، ص 40 ، ح 11 ؛ وص 45 ، ح 7 ؛ وص 61 ، ح 3 ؛ وص 78 ، ح 7 ؛ وص 105 ، ح 8 ؛ وص 206 ، ح 10 ؛ وص 212 ، ح 2 ـ كما وردت رواية أحمد بن موسى ، عن عليّ بن إسماعيل ، في بصائر الدرجات ، ص 155 ، ح 12 ؛ وص 384 ، ح 4 ـ وهذا الخبر رواه الكليني في الكافي ، ح 694 ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن عليّ بن إسماعيل ـ وص 425 ، ح 10 ، وفيه : « حدّثنا موسى ، عن عليّ بن إسماعيل ». لكن في بعض النسخ المعتبره : « حدّثنا أحمد بن موسى ».
هذا ، وأحمد بن موسى هو أحمد بن أبي زاهر موسى الأشعري ، وكان محمّد بن يحيى العطّار أخصّ أصحابه به. راجع : رجال النجاشي ، ص 88 ، الرقم 215 ؛ الفهرست للطوسي ، ص 61 ، ح 67.
ثمّ إنّ تصحيف إسماعيل بموسى بعد حذف الألف من إسماعيل ، كما كان هذا الأمر مرسوماً في الخطوط القديمة ، ليس ببعيد.
(2) في « ألف ، و ، بر ، بس » وحاشية « ض ، بح » والبصائر ، ح 3 وح 5 : « قلوبهم ».
(3) في « ألف ، ج ، و ، بر » وحاشية « ض ، بح ، بس » والبصائر ، ح 3 و 5 : « آذانهم ». و « يُنْكَتُ في آذانهم » ، أي يُضْرَبُ فيها ، من النّكْت ، وهو أن تَنْكُتَ الأرضَ بقضيب ، أي تضرب بقضيب فتؤثّر فيها. راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 269 ( نكت ).
« أَوْ ذَاكَ (1) ». (2)
691 / 3. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليهالسلام : رُوِّينَا (3) عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام أَنَّهُ قَالَ : « إِنَّ عِلْمَنَا غَابِرٌ (4) ، وَمَزْبُورٌ ، وَنَكْتٌ فِي الْقُلُوبِ ، وَنَقْرٌ فِي الْأَسْمَاعِ » ، فَقَالَ : « أَمَّا الْغَابِرُ ، فَمَا تَقَدَّمَ مِنْ عِلْمِنَا ؛ وَأَمَّا الْمَزْبُورُ ، فَمَا يَأْتِينَا ؛ وَأَمَّا النَّكْتُ فِي الْقُلُوبِ ، فَإِلْهَامٌ ؛ وَأَمَّا النَّقْرُ فِي الْأَسْمَاعِ ، فَأَمْرُ (5) الْمَلَكِ ». (6)
51 ـ بَابُ أَنَّ الْأَئِمَّةَ عليهمالسلام لَوْ سُتِرَ عَلَيْهِمْ لَأَخْبَرُوا كُلَّ امْرِىً بِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ
692 / 1. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، قَالَ :
__________________
(1) في « ج ، ف » : « أوَ » بأن تكون الهمزة للاستفهام. وفي البصائر ، ح 3 و 5 : « قال : ذاك وذاك ». وقوله : « أو ذاك » ، أي علمنا إمّا وراثة ، أو ذاك الذي ذكرت ؛ أو يكون « أو » بمعنى بل ، ردّاً لإنكاره ، أي بل ذاك ، أي الوراثة واقع ألبتّة ؛ أو يكون الألف للاستفهام ، أي أوَيكون ذلك ، على الإنكار للمصلحة ، والأوّل أظهر. ويحتمل أن يكون في الأصل : ذاك أو ذاك ، أو ذاك وذاك ، فسقط الأوّل من النسّاخ. راجع : مرآة العقول ، ج 3 ، ص 137.
(2) بصائر الدرجات ، ص 326 ـ 327 ، ح 3 و 5 ، بسندهما عن صفوان ، عن الحارث بن المغيرة ؛ وفيه ، ص 328 ، ح 9 ، بسنده عن الحارث بن المغيرة. وفيه أيضاً ، ص 326 ، ح 2 ، بسند آخر ، مع اختلاف. راجع : بصائر الدرجات ، ص 327 ، ح 8 ؛ والاختصاص ، ص 286 الوافي ، ج 3 ، ص 607 ، ح 1180.
(3) في « ف » : « إنّا روّينا ». وفي مرآة العقول : « روينا ، على المعلوم من باب ضرب ، أو المجهول من هذا الباب ، أوباب التفعيل. وعلى الأخير أكثر المحدّثين ». وفي الصحاح : « روّيته الشعر تروية ، أي حملته على روايته ، وأرويته أيضاً ». الصحاح ، ج 6 ، ص 2364 ( روى ).
(4) راجع ما تقدّم من شرح اللغات ذيل الحديث الأوّل والثاني من هذا الباب. والغابر هاهنا بمعنى الماضي كما في الوافي ؛ ومرآة العقول.
(5) في البصائر : « فإنّه من » بدل « فأمر ».
(6) بصائر الدرجات ، ص 318 ، ح 2 ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمّد بن الفضيل ، أو عمّن رواه عن محمّد بن الفضيل ، مع زيادة في آخره. الإرشاد ، ج 2 ، ص 186 ، مرسلاً مع زيادة واختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 606 ، ح 1179.
قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليهالسلام : « لَوْ كَانَ لِأَلْسِنَتِكُمْ أَوْكِيَةٌ (1) ، لَحَدَّثْتُ كُلَّ امْرِىً بِمَا لَهُ وَعَلَيْهِ (2) ». (3)
693 / 2. وَبِهذَا الْإِسْنَادِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ (4) ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْكَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ أَبَا بَصِيرٍ يَقُولُ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام : مِنْ أَيْنَ أَصَابَ أَصْحَابَ عَلِيٍّ عليهالسلام مَا أَصَابَهُمْ مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَنَايَاهُمْ (5) وَبَلَايَاهُمْ (6)؟
قَالَ (7) : فَأَجَابَنِي ـ شِبْهَ الْمُغْضَبِ ـ : « مِمَّنْ (
ذلِكَ (9) إِلاَّ مِنْهُمْ (10)؟! ».
فَقُلْتُ (11) : مَا يَمْنَعُكَ جُعِلْتُ فِدَاكَ؟
قَالَ : « ذلِكَ (12) بَابٌ أُغْلِقَ إِلاَّ أَنَّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ ـ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ـ فَتَحَ مِنْهُ
__________________
(1) « الأوكية » : جمع الوِكاء ، وهو الخيط الذي تُشَدّ به الصرّة والكيس وغيرها. راجع : النهاية ، ج 5 ، ص 222 ( وكي ).
(2) في المحاسن والبصائر ، ح 1 و 2 و 3 : ـ « وعليه ».
(3) بصائر الدرجات ، ص 423 ، ح 2 ، عن أحمد بن محمّد. وفي المحاسن ، ص 258 ، كتاب مصابيح الظلم ، ح 304 ؛ وبصائر الدرجات ، ص 422 ، ح 1 ، بسندهما عن عبد الواحد بن المختار ؛ وفيه أيضاً ، ص 423 ، ح 3 ، بسنده عن أبان بن عثمان ، عن ضريس ، عن عبد الواحد بن المختار. وفي الغيبة للنعماني ، ص 37 ، ح 9 ؛ والأمالي للطوسي ، ص 197 ، المجلس 7 ، ح 38 ، بسند آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام مع زيادة واختلاف الوافي ، ج 3 ، ص 612 ، ح 1189.
(4) روى أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن عبد الله بن مسكان كُتُبَه ، وتكرّر هذا الارتباط فيكثيرٍ من الأسناد. فالمراد بهذا الإسناد : عدّة من أصحابنا المذكور في صدر السند السابق. راجع : رجال النجاشي ، ص 214 ، الرقم 559.
(5) « المَنايا » : جمع المَنيَّة ، وهي الموت ؛ من المَنْي بمعنى التقدير ؛ لأنّها مقدّرة بوقت مخصوص ، والمراد آجالهم. راجع : النهاية ، ج 4 ، ص 368 لسان العرب ، ج 15 ، ص 292 ( منى ).
(6) « البلايا » : جمع البَليَّة ، وهي اسم من أبلاه وابتلاه ابتلاءً بمعنى امتحنه ، وكذلك البلاء والبَلْوى. راجع : المصباح المنير ، ص 62 ( بلو ).
(7) في « ب » والبصائر ، ص 261 : ـ « قال ».
(
في « ج » وحاشية « بر ، بف » والبصائر ، ص 260 وص 261 : « ممّ ».
(9) في « ألف ، بح ، بس » : + « الأمر ». وفي « بر » والبصائر ، ص 261 : « ذاك ».
(10) في « ف ، بف » : « منه ». وقوله « ممّن ذلك إلاّمنهم » ذلك مبتدأ ، ممّن خبره ، أي لم يكن ذلك إلاّمنهم.
(11) في الوافي : « قلت ».
(12) في « بف » والوافي : « ذاك ».
شَيْئاً يَسِيراً » ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، إِنَّ أُولئِكَ كَانَتْ (1) عَلى أَفْوَاهِهِمْ أَوْكِيَةٌ ». (2)
52 ـ بَابُ التَّفْوِيضِ إِلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم وَإِلَى الْأَئِمَّةِ عليهمالسلام فِي أَمْرِ الدِّينِ
694 / 1. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي زَاهِرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَحْيى ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ النَّحْوِيِّ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَدَّبَ (3) نَبِيَّهُ عَلى مَحَبَّتِهِ ، فَقَالَ : ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (4) ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (5) ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) ». (6)
قَالَ (7) : ثُمَّ قَالَ : « وَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ فَوَّضَ إِلى عَلِيٍّ وَائْتَمَنَهُ ، فَسَلَّمْتُمْ وَجَحَدَ (
النَّاسُ ؛ فَوَ اللهِ لَنُحِبُّكُمْ (9) أَنْ تَقُولُوا إِذَا قُلْنَا ، وَأَنْ (10) تَصْمُتُوا إِذَا صَمَتْنَا ، وَنَحْنُ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ مَا جَعَلَ اللهُ لِأَحَدٍ خَيْراً فِي خِلَافِ أَمْرِنَا ». (11)
__________________
(1) في « ج ، بح ، بس » : « كان ».
(2) بصائر الدرجات ، ص 260 ، ح 1 ، عن أحمد بن محمّد. وفيه ، ص 261 ، ح 2 و 4 ، بسنده عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير الوافي ، ج 3 ، ص 612 ، ح 1190.
(3) تقول : أدَبْته من باب ضرب ، أي علّمته رياضة النفس ومحاسن الأخلاق ، والأدب : اسم يقع على كلّ رياضة محمودة يتخرّج بها الإنسان في فضيلة من الفضائل ، وأدّبته تأديباً مبالغة وتكثير. راجع : المصباح المنير ، ص 9 ( أدب ).
(4) القلم (68) : 4.
(5) الحشر (59) : 7.
(6) النساء (4) : 80.
(7) في « بس » والبحار والبصائر ، ص 385 : ـ « قال ».
(
في « ف » : « فجحد ».
(9) في « ف » : « لنحبّنّكم ». وفي المحاسن : « فبحسبكم ». وفي البصائر ، ص 384 : « لحسبكم ».
(10) في البحار والمحاسن والبصائر ، ص 384 ، وفضائل الشيعة : ـ « أن ».
(11) بصائر الدرجات ، ص 384 ، ح 4 ، بسنده عن عليّ بن إسماعيل. المحاسن ، ص 162 ، كتاب الصفوة ،
عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجْرَانَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليهالسلام يَقُولُ (1) ، ثُمَّ ذَكَرَ (2) نَحْوَهُ. (3)
695 / 2. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عِمْرَانَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ بَكَّارِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ (4) ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَشْيَمَ ، قَالَ :
كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللهِ عليهالسلام ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَأَخْبَرَهُ بِهَا ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ دَاخِلٌ ، فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ ، فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ مَا أَخْبَرَ بِهِ (5) الْأَوَّلَ ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذلِكَ (6) مَا شَاءَ اللهُ حَتّى كَأَنَّ قَلْبِي يُشْرَحُ (7) بِالسَّكَاكِينِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : تَرَكْتُ أَبَا قَتَادَةَ بِالشَّامِ لَايُخْطِئُ فِي الْوَاوِ وَشِبْهِهِ ، وَجِئْتُ إِلى هذَا يُخْطِئُ هذَا الْخَطَأَ كُلَّهُ ، فَبَيْنَا أَنَا كَذلِكَ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ ، فَسَأَلَهُ عَنْ تِلْكَ الْآيَةِ ، فَأَخْبَرَهُ بِخِلَافِ
__________________
ح 111 ، إلى قوله : « ونحن فيما بينكم وبين الله » ؛ بصائر الدرجات ، ص 385 ، ح 7 وفيه إلى قوله : « فوّض إلى عليّ وائتمنه » ؛ فضائل الشيعة ، ص 34 ، ح 30 ، وفي الثلاثة الأخيرة بسند آخر عن عاصم بن حميد. تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 259 ، ح 203 ، عن أبي إسحاق النحوي الوافي ، ج 3 ، ص 614 ، ح 1191 ؛ الوسائل ، ج 27 ، ص 73 ، ح 33234 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 3 ، ح 1.
(1) في « ب » : « قال ».
(2) في « ف » : « ذكره ».
(3) بصائر الدرجات ، ص 384 ، ح 5 ، عن أحمد بن محمّد ؛ الاختصاص ، ص 330 ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى الوافي ، ج 2 ، ص 615 ، ح 1192.
(4) هكذا في « بف ». وفي « ألف ، ب ، ض ، ف ، و ، بح ، بر ، بس » والمطبوع : « بكّار بن بكر ». وفي « ج » : « بكّار بن بكير ».
والصواب ما أثبتناه ؛ فإنّ الخبر رواه الصفّار في بصائر الدرجات ، ص 385 ، ح 8 عن إبراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران ، عن يونس ، عن بكّار بن أبي بكر. والمذكور في رجال الطوسي أيضاً ، ص 171 ، الرقم 1998 ، هو بكّار بن أبي بكر الحضرمي ، ووردت رواية يونس [ بن عبد الرحمن ] عن بكّار بن أبي بكر الحضرمي في المحاسن ، ص 320 ، ح 55 ؛ وعلل الشرائع ، ص 149 ، ح 9.
(5) في « ألف ، ب ، بح ، بس ، بف » والبحار : ـ « به ». وفي « ف » : « بها ».
(6) في « ب ، بف » : + « شيء ».
(7) « يُشْرَحُ » ، من الشَرْح ، وهو قطع اللحم عن العضو قطعاً ، أو قطع اللحم على العظم قطعاً ، أو قطع اللحم طولاً ، والتشريح مبالغة وتكثير. راجع : لسان العرب ، ج 2 ، ص 497 ؛ المصباح المنير ، ص 308 ( شرح ).
مَا أَخْبَرَنِي وَأَخْبَرَ صَاحِبَيَّ (1) ، فَسَكَنَتْ نَفْسِي ، فَعَلِمْتُ أَنَّ ذلِكَ مِنْهُ تَقِيَّةٌ (2).
قَالَ : ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ ، فَقَالَ لِي (3) : « يَا ابْنَ أَشْيَمَ ، إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَوَّضَ إِلى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عليهالسلام ، فَقَالَ : ( هذا عَطاؤُنا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسابٍ ) (4) ، وَفَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِ عليهالسلام ، فَقَالَ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) فَمَا فَوَّضَ إِلى رَسُولِ اللهِ (5) صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقَدْ فَوَّضَهُ (6) إِلَيْنَا ». (7)
696 / 3. عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ (
أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام يَقُولَانِ : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِ عليهالسلام (9) أَمْرَ خَلْقِهِ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ ». ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ). (10)
697 / 4. عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ :
__________________
(1) هكذا في « و ، بح ، بس » ومرآة العقول. ويقتضيه المقام. وظاهر المطبوع وغير النسخ المذكورة ممّا قوبلت : « صاحِبِي ».
(2) في البصائر ، ص 385 ، ح 8 : « عنه تعمد » بدل « منه تقيّة ».
(3) في « ف ، بح » والبصائر ، ص 385 ، ح 8 : ـ « لي ».
(4) ص (38) : 39.
(5) في « بح ، بس » : « رسوله ».
(6) في « ب » : « فوّض ».
(7) بصائر الدرجات ، ص 385 ، ح 8 ، عن إبراهيم بن هاشم. وفيه ، ص 383 ، ح 2 ؛ وص 386 ، ح 11 ؛ والاختصاص ، ص 330 ، بسند آخر ، مع اختلاف يسير الوافي ، ج 3 ، ص 618 ، ح 1196 ؛ البحار ، ج 47 ، ص 50 ، ح 82.
(
في الوافي : « أنّه سمع » بدل « قال سمعتُ ».
(9) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي « ف » والمطبوع : « صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
(10) بصائر الدرجات ، ص 379 ، ح 7 ؛ وص 380 ، ح 10 ، عن أحمد بن محمّد الوافي ، ج 3 ، ص 615 ، ح 1193 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 4 ، ح 2.
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ عليهالسلام يَقُولُ لِبَعْضِ أَصْحَابِ قَيْسٍ الْمَاصِرِ (1) : « إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ أَدَّبَ (2) نَبِيَّهُ ، فَأَحْسَنَ أَدَبَهُ ، فَلَمَّا (3) أَكْمَلَ لَهُ الْأَدَبَ ، قَالَ : ( إِنَّكَ (4) لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) (5) ، ثُمَّ فَوَّضَ إِلَيْهِ أَمْرَ الدِّينِ وَالْأُمَّةِ لِيَسُوسَ عِبَادَهُ (6) ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) ، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم كَانَ مُسَدَّداً (7) مُوَفَّقاً ، مُؤَيَّداً بِرُوحِ الْقُدُسِ ، لَا يَزِلُّ وَلَايُخْطِئُ فِي شَيْءٍ مِمَّا يَسُوسُ بِهِ الْخَلْقَ ، فَتَأَدَّبَ بِآدَابِ اللهِ.
ثُمَّ إِنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ فَرَضَ الصَّلَاةَ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ عَشْرَ رَكَعَاتٍ ، فَأَضَافَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ ، وَإِلَى الْمَغْرِبِ رَكْعَةً ، فَصَارَتْ عَدِيلَ (
الْفَرِيضَةِ ، لَا يَجُوزُ تَرْكُهُنَّ إِلاَّ فِي السَّفَرِ (9) ، وَأَفْرَدَ الرَّكْعَةَ فِي الْمَغْرِبِ فَتَرَكَهَا قَائِمَةً فِي السَّفَرِ وَالْحَضَرِ ، فَأَجَازَ اللهُ لَهُ ذلِكَ كُلَّهُ ، فَصَارَتِ الْفَرِيضَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.
ثُمَّ سَنَّ (10) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم النَّوَافِلَ أَرْبَعاً وَثَلَاثِينَ رَكْعَةً مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ ، فَأَجَازَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ ذلِكَ ، وَالْفَرِيضَةُ وَالنَّافِلَةُ إِحْدى وَخَمْسُونَ رَكْعَةً ، مِنْهَا رَكْعَتَانِ بَعْدَ الْعَتَمَةِ (11)
__________________
(1) « قيس الماصر » من المتكلّمين ، تعلّم الكلام من عليّ بن الحسين عليهماالسلام وصحب الصادق عليهالسلام ، وهو من أصحابمجلس الشامي. الوافي ، ج 3 ، ص 617.
(2) تقدّم معنى التأديب ذيل الحديث 1 من هذا الباب.
(3) في « ف » : + « أن ».
(4) في « ف » والبحار : « إِنَّكَ ».
(5) القلم (68) : 4.
(6) « ليَسوس عباده » ، أي يتولّى أمرهم ويقوم عليه بما يُصْلِحُه ، من السياسة بمعنى تولّي الامور والقيام على الشيء بما يُصْلِحُه. راجع : لسان العرب ، ج 6 ، ص 108 ( سوس ).
(7) « مُسَدَّداً » ، قال الجوهري : التسديد : التوفيق للسداد ، وهو الصواب والقصد من القول والعمل ، ورجلمُسَدَّد ، إذا كان يعمل بالسداد والقصد. راجع : الصحاح ، ج 2 ، ص 485 ( سدد ).
(
في البحار « عديلة » وهو الأنسب.
(9) هكذا في « ج ، ف » وهو الأنسب. وفي المطبوع وباقي النسخ : « سفر ».
(10) « سَنَّ » ، أي بيّن ، يقال : سنّ الله تعالى سنّةً للناس : بيّنها ، وسنّ الله تعالى سنّةً ، أي بيّن طريقاً قويماً. راجع : لسان العرب ، ج 13 ، ص 225 ( سنن ).
(11) قال الخليل : « العَتَمَة : الثلث الأوّل من الليل بعد غيبوبة الشَفَق. أعتم القوم ، إذا صاروا في ذلك الوقت ؛
جَالِساً تُعَدَّانِ (1) بِرَكْعَةٍ مَكَانَ الْوَتْرِ.
وَفَرَضَ اللهُ فِي السَّنَةِ صَوْمَ شَهْرِ رَمَضَانَ. وَسَنَّ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم صَوْمَ (2) شَعْبَانَ وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي كُلِّ شَهْرٍ مِثْلَيِ الْفَرِيضَةِ ، فَأَجَازَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ لَهُ ذلِكَ.
وَحَرَّمَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْخَمْرَ بِعَيْنِهَا ، وَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم الْمُسْكِرَ مِنْ كُلِّ شَرَابٍ ، فَأَجَازَ اللهُ لَهُ ذلِكَ (3).
وَعَافَ (4) رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَشْيَاءَ وَكَرَّهَهَا (5) ، لَمْ يَنْهَ (6) عَنْهَا نَهْيَ حَرَامٍ ، إِنَّمَا نَهى عَنْهَا نَهْيَ إِعَافَةٍ (7) وَكَرَاهَةٍ ، ثُمَّ رَخَّصَ فِيهَا ، فَصَارَ الْأَخْذُ بِرُخَصِهِ (
وَاجِباً عَلَى الْعِبَادِ كَوُجُوبِ مَا يَأْخُذُونَ بِنَهْيِهِ وَعَزَائِمِهِ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم فِيمَا نَهَاهُمْ عَنْهُ نَهْيَ حَرَامٍ ، وَلَافِيمَا أَمَرَ بِهِ أَمْرَ فَرْضٍ لَازِمٍ ، فَكَثِيرُ الْمُسْكِرِ مِنَ الْأَشْرِبَةِ (9) نَهَاهُمْ عَنْهُ نَهْيَ
__________________
وعَتّموا تعتيماً : ساروا في ذلك الوقت ، وأوردوا أو أصدروا في تلك الساعة ». وقال الجوهري : « العَتَمة : وقت صلاة العشاء ». راجع : ترتيب كتاب العين ، ج 2 ، ص 1136 ؛ الصحاح ، ج 5 ، ص 1979 ( عتم ).
(1) هكذا في « ب » واستصوبه السيّد بدرالدين في حاشيته ، ص 181 ؛ وهو الأنسب. وفي سائر النسخ والمطبوع : « تعدّ » وله وجه مذكور في المرآة.
(2) في « ض » : + « شهر ».
(3) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، و ، بح ، بر ، بس ، بف » والبحار. وفي « ض ، ف » والمطبوع : + « كلّه ».
(4) في « ج » : « أعاف ». و « عافَ » ، أي كره ، يقال : عافَ الرجلُ الطعامَ أو الشراب يَعافُهُ عِيافاً ، أي كرهه فلم يشربهفهو عائِف. فكذلك أعافه. راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1408 ؛ النهاية ، ج 3 ، ص 330 ( عيف ).
(5) هكذا في « ب ، ج ، و ، بح ، جل ، جو » ، أي بالتضعيف ، وهو الأنسب وإلاّيلزم التكرار.
(6) هكذا في « ألف ، ب ، ج ، ض ، و ، بح ، بس ، بف » والبحار. وفي « بر » والمطبوع : « ولم ينه ».
(7) في البحار : « عافة ». وفي مرآة العقول ، ج 3 ، ص 152 : « لمّا كان أعاف أيضاً بمعنى عاف ، أتى بالمصدر هكذا ، وفي بعض النسخ : عافة ، وكأنّه تصحيف عيافة ، أو جاء مصدر المجرّد هكذا أيضاً ».
(
في « ب ، بر ، بف » : « برخصته ». وفي البحار : « برخصة ».
(9) يستفاد من فحوى قوله عليهالسلام : « فكثير المسكر من الأشربة » عدم حرمة القليل منها ، واختصاصها بالخمر فقط ، وليس كذلك بل القليل منها ، فلعلّ اكتفاءه عليهالسلام بذكر الكثير لعدم احتمال حرمة القليل عند المخاطب ؛ لكونه من المخالفين المستحلّين للقليل. أو الدلالة على عدم حرمة القليل بمفهوم اللقب ، وهو ليس بحجّة اتّفاقاً. راجع : شرح المازندراني ، ج 6 ، ص 50 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 617.
حَرَامٍ ، لَمْ (1) يُرَخِّصْ فِيهِ لِأَحَدٍ ، وَلَمْ يُرَخِّصْ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم لِأَحَدٍ تَقْصِيرَ الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ ضَمَّهُمَا إِلى مَا فَرَضَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، بَلْ أَلْزَمَهُمْ ذلِكَ إِلْزَاماً وَاجِباً ، لَمْ يُرَخِّصْ لِأَحَدٍ فِي شَيْءٍ مِنْ ذلِكَ إِلاَّ لِلْمُسَافِرِ ، وَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يُرَخِّصَ (2) مَا (3) لَمْ يُرَخِّصْهُ رَسُولُ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَوَافَقَ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَمْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَنَهْيُهُ نَهْيَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَوَجَبَ عَلَى الْعِبَادِ التَّسْلِيمُ لَهُ كَالتَّسْلِيمِ لِلّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالى ». (4)
698 / 5. أَبُو عَلِيٍّ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ :
أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا جَعْفَرٍ وَأَبَا عَبْدِ اللهِ عليهماالسلام يَقُولَانِ : « إِنَّ اللهَ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ فَوَّضَ إِلى نَبِيِّهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم أَمْرَ خَلْقِهِ ؛ لِيَنْظُرَ كَيْفَ طَاعَتُهُمْ » ، ثُمَّ تَلَا هذِهِ الْآيَةَ : ( ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ). (5)
مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَجَّالِ ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ زُرَارَةَ ، مِثْلَهُ.
699 / 6. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ
__________________
(1) في الوسائل ، ج 4 : « ولم ».
(2) هكذا في النسخ التي قوبلت والوسائل ، ج 4 والبحار. وفي « ف » والمطبوع : + « شيئاً ».
(3) في « ض » : « فيما ». وفي « ف » : « ممّا ». وفي الوافي : ـ « ما ».
(4) الكافي ، كتاب الصلاة ، باب صلاة النوافل ، ح 5552. وفي التهذيب ، ج 2 ، ص 4 ، ح 2 ؛ والاستبصار ، ج 1 ، ص 218 ، ح 772 ، عن الكليني ، وفي كلّها من قوله : « الفريضة سبع عشرة ركعة » إلى قوله : « بعد العتمة جالساً » مع اختلاف في الألفاظ الوافي ، ج 3 ، ص 616 ، ح 1195 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 4 ، ح 3 ؛ الوسائل ، ج 4 ، ص 45 ، ح 4474 ، وفيه من قوله : « إنّ الله عزّ وجلّ فرض الصلاة ركعتين ركعتين » ؛ وج 10 ، ص 487 ، ح 13917 ، من قوله : « وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان » ، إلى قوله : « فأجاز الله عزّ وجلّ له ذلك » ؛ وج 25 ، ص 325 ، ح 32026 ، من قوله : « حرّم الله الخمر بعينها » إلى قوله : « لم يرخّص فيه لأحد ».
(5) بصائر الدرجات ، ص 378 ، ح 2 ، عن محمّد بن عبد الجبّار الوافي ، ج 3 ، ص 615 ، ذيل ح 1193 ؛ البحار ، ج 17 ، ص 4 ، ح 2.