فَقَالَ : يَا مَوْلَايَ ، نَفَقَ (1) فَرَسُكَ (2) ، فَاغْتَمَمْتُ ، وعَلِمْتُ أَنَّهُ عَنى هذَا بِذلِكَ الْقَوْلِ.
قَالَ (3) : ثُمَّ دَخَلْتُ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام بَعْدَ أَيَّامٍ وأَنَا (4) أَقُولُ فِي نَفْسِي : لَيْتَهُ أَخْلَفَ عَلَيَّ دَابَّةً (5) ؛ إِذْ كُنْتُ اغْتَمَمْتُ بِقَوْلِهِ (6) ، فَلَمَّا (7) جَلَسْتُ ، قَالَ (
: « نَعَمْ ، نُخْلِفُ (9) دَابَّةً (10) عَلَيْكَ (11) ؛ يَا غُلَامُ ، أَعْطِهِ (12) بِرْذَوْنِيَ (13) الْكُمَيْتَ (14) ، هذَا خَيْرٌ مِنْ فَرَسِكَ ، وأَوْطَأُ (15) ، وأَطْوَلُ عُمُراً ». (16)
1345 / 16. إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام حِينَ أَخَذَ الْمُهْتَدِي فِي قَتْلِ الْمَوَالِي : يَا سَيِّدِي ،
__________________
(1) « نفق » ، أي مات. يقال : نفقتِ الدابّة تَنْفُق نُفوقاً ، أي ماتت. راجع : الصحاح ، ج 4 ، ص 1560 ( نفق ).
(2) في الإرشاد : + « الساعة ».
(3) في الإرشاد : ـ « قال ».
(4) في « ض » : « فأنا ».
(5) في « ف » : « دابّتي ».
(6) في الإرشاد : ـ « إذ كنت اغتممت بقوله ».
(7) في « ب ، بر » : « ثمّ ».
(
في الإرشاد : + « قبل أن احدث بشيء ».
(9) في « ج » : « نخلّف » بالتثقيل.
(10) في الإرشاد : ـ « دابّة ».
(11) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بس ، بف » والوافي « عليك دابّة ».
(12) في « ف » : « أعطه يا غلام ».
(13) « البِرْذَوْنُ » : الدابّة ، أو التركيّ من الخيل ، وخلافها العِراب ، أو ما كان من غير نتاج العِراب من الخيل. راجع : المغرب ، ص 42 ؛ لسان العرب ، ج 13 ، ص 51 ( برذن ).
(14) في الإرشاد : + « ثمّ قال ». وقوله : « الكُمَيْتُ » من الخيل للمذكّر والمؤنّث ، ولونه الكُمْتَةُ ، وهي حمرة يدخلها قُنُوء ، وهو سواد غير خالص. قال الخليل : إنّما صُغّر لأنّه بين السواد والحمرة ، كأنّه لم يخلص له واحد منهما فأرادوا بالتصغير أنّه منهما قريب. وقيل : والفرق بين الكميت والأشقر بالعُرْف والذنَب ، فإن كانا أحمرين فهو أشقر ، وإن كانا أسودين فهو كُميت. الصحاح ، ج 1 ، ص 263 ( كمت ).
(15) « أوْطَأُ » ، أي أوفق ؛ من المواطأة بمعنى الموافقة. أو أكثر مشياً ؛ من الوَطْء ، هو الدَوْس بالقدم. راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 81 ( وطأ ) ؛ مرآة العقول ، ج 6 ، ص 160.
(16) الإرشاد ، ج 2 ، ص 332 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 3 ، ص 854 ، ح 1470.
الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي شَغَلَهُ عَنَّا ، فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّهُ يَتَهَدَّدُكَ ، ويَقُولُ : واللهِ ، لَأُجْلِيَنَّهُمْ (1) عَنْ جَدِيدِ (2) الْأَرْضِ؟.
فَوَقَّعَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليهالسلام بِخَطِّهِ : « ذَاكَ (3) أَقْصَرُ لِعُمُرِهِ (4) ، عُدَّ مِنْ يَوْمِكَ هذَا خَمْسَةَ أَيَّامٍ ، وَيُقْتَلُ فِي الْيَوْمِ السَّادِسِ بَعْدَ هَوَانٍ واسْتِخْفَافٍ يَمُرُّ بِهِ » فَكَانَ (5) كَمَا قَالَ عليهالسلام. (6)
1346 / 17. إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ ، قَالَ :
كَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام أَسْأَلُهُ أَنْ يَدْعُوَ اللهَ لِي مِنْ وجَعِ عَيْنِي ـ وكَانَتْ إِحْدى عَيْنَيَّ ذَاهِبَةً ، والْأُخْرى عَلى شَرَفِ ذَهَابٍ ـ فَكَتَبَ إِلَيَّ : « حَبَسَ اللهُ عَلَيْكَ عَيْنَكَ » فَأَفَاقَتِ الصَّحِيحَةُ.
وَوقَّعَ فِي آخِرِ الْكِتَابِ : « آجَرَكَ اللهُ ، وأَحْسَنَ ثَوَابَكَ » فَاغْتَمَمْتُ لِذلِكَ ، ولَمْ أَعْرِفْ فِي أَهْلِي أَحَداً مَاتَ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ أَيَّامٍ جَاءَتْنِي (7) وفَاةُ ابْنِي طَيِّبٍ ، فَعَلِمْتُ أَنَّ التَّعْزِيَةَ لَهُ. (
1347 / 18. إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ (9) ، قَالَ :
قَدِمَ عَلَيْنَا بِسُرَّ مَنْ رَأى رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ ـ يُقَالُ لَهُ : سَيْفُ بْنُ اللَّيْثِ ـ يَتَظَلَّمُ إِلَى الْمُهْتَدِي فِي ضَيْعَةٍ (10) لَهُ قَدْ غَصَبَهَا إِيَّاهُ شَفِيعٌ الْخَادِمُ ، وأَخْرَجَهُ مِنْهَا ، فَأَشَرْنَا
__________________
(1) « الجَلاءُ » : الخروج من البلد. راجع : الصحاح ، ج 6 ، ص 2304 ( جلا ).
(2) في الإرشاد : « جدد ». و « الجَدِيدُ » : وجه الأرض. الصحاح ، ج 2 ، ص 454 ( جدد ).
(3) في « ف » والإرشاد : « ذلك ».
(4) في « ف » : « لعمرك ».
(5) في الإرشاد : « وكان ».
(6) الإرشاد ، ج 2 ، ص 333 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 3 ، ص 855 ، ح 1471.
(7) في « بر » : « جاءت ».
(
الوافي ، ج 3 ، ص 856 ، ح 1472.
(9) في حاشية « ف » : « عمر بن مسلم ».
(10) « الضَيْعَةُ » : الأرض المغلَّة ، أو العَقار ، وهو كلّ ما له أصل وقرار كالأرض والدار. وقيل : الضَيعَةُ عند الحاضرة : مال الرجل من النخل والكرم والأرض. والجمع : الضِياع. راجع : لسان العرب ، ج 8 ، ص 230 ( ضيع ).
عَلَيْهِ (1) أَنْ يَكْتُبَ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام يَسْأَلُهُ تَسْهِيلَ أَمْرِهَا ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو مُحَمَّدٍ عليهالسلام : « لَا بَأْسَ عَلَيْكَ ، ضَيْعَتُكَ تُرَدُّ عَلَيْكَ ، فَلَا تَتَقَدَّمْ إِلَى السُّلْطَانِ ، والْقَ الْوَكِيلَ الَّذِي فِي يَدِهِ الضَّيْعَةُ ، وخَوِّفْهُ بِالسُّلْطَانِ الْأَعْظَمِ ، اللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ».
فَلَقِيَهُ ، فَقَالَ لَهُ الْوَكِيلُ ـ الَّذِي فِي يَدِهِ الضَّيْعَةُ ـ : قَدْ كُتِبَ إِلَيَّ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ أَنْ أَطْلُبَكَ ، وأَرُدَّ الضَّيْعَةَ عَلَيْكَ ، فَرَدَّهَا عَلَيْهِ بِحُكْمِ الْقَاضِي ابْنِ أَبِي الشَّوَارِبِ وَشَهَادَةِ الشُّهُودِ ، ولَمْ يَحْتَجْ إِلى (2) أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَى الْمُهْتَدِي ، فَصَارَتِ الضَّيْعَةُ لَهُ وفِي يَدِهِ ، ولَمْ يَكُنْ لَهَا خَبَرٌ بَعْدَ ذلِكَ.
قَالَ : وحَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ اللَّيْثِ هذَا ، قَالَ : خَلَّفْتُ ابْناً لِي عَلِيلاً بِمِصْرَ عِنْدَ خُرُوجِي عَنْهَا (3) ، وابْناً لِي آخَرَ أَسَنَّ مِنْهُ كَانَ وصِيِّي وقَيِّمِي عَلى عِيَالِي و (4) فِي ضِيَاعِي ، فَكَتَبْتُ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لِابْنِيَ الْعَلِيلِ ، فَكَتَبَ إِلَيَّ : « قَدْ عُوفِيَ ابْنُكَ الْمُعْتَلُّ ، ومَاتَ (5) الْكَبِيرُ وصِيُّكَ وقَيِّمُكَ ، فَاحْمَدِ اللهَ ، ولَاتَجْزَعْ ؛ فَيَحْبَطَ أَجْرُكَ ».
فَوَرَدَ عَلَيَّ الْخَبَرُ أَنَّ ابْنِي قَدْ عُوفِيَ مِنْ عِلَّتِهِ ، ومَاتَ الْكَبِيرُ يَوْمَ ورَدَ عَلَيَّ جَوَابُ أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام. (6)
1348 / 19. إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ الْقُشَيْرِيِّ (7) مِنْ قَرْيَةٍ تُسَمّى قِيرَ ، قَالَ :
كَانَ لِأَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام وكِيلٌ قَدِ اتَّخَذَ مَعَهُ فِي الدَّارِ حُجْرَةً يَكُونُ فِيهَا مَعَهُ خَادِمٌ
__________________
(1) في « بر ، بف » : « إليه ».
(2) في « ب ، بس ، بف » والوافي : ـ « إلى ».
(3) في حاشية « ف » : « منها ».
(4) في « بح ، بس » : ـ « و ».
(5) في حاشية « ج » : + « ابنك ».
(6) الوافي ، ج 3 ، ص 856 ، ح 1473.
(7) النسخ هنا مختلفة ، لم يرجع إلى محصَّلٍ مع الفحص الأكيد ، ففي « ب » : « يحيى ابن القنبري من قرية سماقير ». وفي « ج ، ض ، بح » : « يحيى القشيري من قرية سماقير ». وفي « ف » : « يحيى القشري من قرية سماقين ». وفي « بر » : « يحيى بن القنبري من قرية يسمّى قنبر ». وفي « بس » : « يحيى بن القسري من قرية سماقين ». وفي « بف » والوافي : « يحيى بن القنبري من قرية تسمّى قنبر ». وفي مرآة العقول عن بعض النسخ : « القسيري ، نسبة إلى بطن من بجيلة ».
أَبْيَضُ ، فَأَرَادَ (1) الْوَكِيلُ الْخَادِمَ عَلى نَفْسِهِ ، فَأَبى إِلاَّ أَنْ (2) يَأْتِيَهُ بِنَبِيذٍ ، فَاحْتَالَ لَهُ نَبِيذاً (3) ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ عَلَيْهِ ، وبَيْنَهُ وبَيْنَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام ثَلَاثَةُ أَبْوَابٍ مُقْفَلَةٍ (4) ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي الْوَكِيلُ ، قَالَ : إِنِّي لَمُنْتَبِهٌ إِذْ أَنَا بِالْأَبْوَابِ تُفْتَحُ حَتّى (5) جَاءَ بِنَفْسِهِ ، فَوَقَفَ عَلى بَابِ الْحُجْرَةِ ، ثُمَّ قَالَ : « يَا هؤُلَاءِ ، اتَّقُوا اللهَ ، خَافُوا اللهَ » فَلَمَّا أَصْبَحْنَا ، أَمَرَ بِبَيْعِ الْخَادِمِ ، وَإِخْرَاجِي مِنَ الدَّارِ. (6)
1349 / 20. إِسْحَاقُ قَالَ : أَخْبَرَنِي (7) مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ السَّائِيُّ (
، قَالَ :
نَاظَرْتُ رَجُلاً مِنَ الثَّنَوِيَّةِ (9) بِالْأَهْوَازِ ، ثُمَّ قَدِمْتُ سُرَّ مَنْ رَأى وقَدْ عَلِقَ (10) بِقَلْبِي شَيْءٌ مِنْ (11) مَقَالَتِهِ ؛ فَإِنِّي لَجَالِسٌ عَلى بَابِ أَحْمَدَ بْنِ الْخَضِيبِ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليهالسلام
__________________
(1) في الوافي : « ضمّن الإرادة ما يتعدّى بـ « على » كالتسلّط والركوب ونحوهما فعدّاها بها ».
(2) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : ـ « أن ».
(3) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « بنبيدٍ ».
(4) هكذا في كثير من النسخ التي عندنا ( 22 نسخة ) والوافي. وفي « جح » والمطبوع وشرح المازندراني : « مغلقة ».
(5) في « ف » : ـ « حتّى ».
(6) الوافي ، ج 3 ، ص 857 ، ح 1474.
(7) في « ض » : « وأخبرني ».
(
هكذا في حاشية « جو » وهامش المطبوع. وفي « ب » : « النسّائي ». وفي « ج ، ف ، بر » وهامش المطبوع : « الشيباني ». وفي « ض » والمطبوع : « الشائي ». وفي « بح » : « النشائي ». وفي « بس » : « النشاي ». وفي « بف » : « النساي ». وفي حاشية « ض » : « الشامي ». وما أثبتنا هو الظاهر. والمراد من محمّد بن الربيع هذا ، هو محمّد بن ربيع بن سويد السائي المذكور في رجال الطوسي ، ص 402 ، الرقم 5907. والمظنون قويّاً أنّ محمّداً هذا ، هو ابن أخي عليّ بن سويد السائي المذكور في كتب الرجال والأسناد. راجع : رجال النجاشي ، ص 276 ، الرقم 724 ؛ رجال الكشّي ، ص 456 ، الرقم 859 ؛ معجم رجال الحديث ، ج 12 ، ص 243 ، الرقم 8601.
(9) « الثنويّة » : هم الذين يقولون بأنّ للعالم إلهين : أحدهما النور أو يزدان ، والخيرات كلّها منسوبة إليه. والثانيالظلمة ضدّه ، أو أهرمن ، والشرور جميعها منسوبة إليه. راجع : شرح المازندراني ، ج 7 ، ص 328 ؛ مرآة العقول ، ج 6 ، ص 162.
(10) في « ج » : « علّق » بالتشديد.
(11) في « بر » : « في ».
مِنْ دَارِ الْعَامَّةِ (1) يَؤُمُّ (2) الْمَوْكِبَ (3) ، فَنَظَرَ إِلَيَّ ، وأَشَارَ بِسَبَّاحَتِهِ (4) : « أَحَداً أَحَداً فَرْداً (5) ». فَسَقَطْتُ مَغْشِيّاً عَلَيَّ. (6)
1350 / 21. إِسْحَاقُ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام يَوْماً وأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ مَا أَصُوغُ بِهِ خَاتَماً أَتَبَرَّكُ بِهِ ، فَجَلَسْتُ ، وأُنْسِيتُ مَا جِئْتُ لَهُ ، فَلَمَّا ودَّعْتُهُ (7) ونَهَضْتُ رَمى إِلَيَّ بِالْخَاتَمِ ، فَقَالَ : « أَرَدْتَ فِضَّةً (
، فَأَعْطَيْنَاكَ خَاتَماً ، رَبِحْتَ (9) الْفَصَّ والْكِرَاءَ ، هَنَأَكَ (10) اللهُ يَا أَبَا هَاشِمٍ ».
فَقُلْتُ : يَا سَيِّدِي ، أَشْهَدُ أَنَّكَ ولِيُّ اللهِ وإِمَامِيَ الَّذِي أَدِينُ اللهَ بِطَاعَتِهِ ، فَقَالَ : « غَفَرَ اللهُ لَكَ يَا أَبَا هَاشِمٍ ». (11)
1351 / 22. إِسْحَاقُ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ أَبُو الْعَيْنَاءِ الْهَاشِمِيُّ مَوْلى
__________________
(1) في « بح » : « دار العلّة ». ودار العامّة ، أي دار الخلافة.
(2) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس » وشرح المازندراني ومرآة العقول : « يوم ». ويؤمّ ، أي يقصد.
(3) في الوافي عن بعض النسخ : « مركب ». و « المَوْكِبُ » : جماعة رُكّاب يسيرون برِفْق ، وهم أيضاً القوم الرُكُوبُ للزينة والتنزّه. النهاية ، ج 5 ، ص 218 ( وكب ).
(4) في « ب » وحاشية « ج ، بح » : « بسبّابته ». و: « السَبّاحة » و « المسبِّحة » : الإصبع التي تلي الإبهام ، سمّيت بذلك لأنّها يشار بها عند التسبيح ، أو لأنّها كالذاكرة حين الإشارة بها إلى إثبات الإلهيّة. راجع : النهاية ، ج 2 ، ص 332 ؛ المصباح المنير ، ص 262 ( سبح ).
(5) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي. وفي المطبوع وبعض النسخ على ما في شرح المازندراني ومرآة العقول : « أحد أحد فرد ».
(6) الوافي ، ج 3 ، ص 857 ، ح 1475.
(7) هكذا في « ب ، ف ، بس ، بف ، بح » والوافي. وفي المطبوع وبعض النسخ : « ودّعت ».
(
في « ف » : « فصّة ».
(9) في « ب ، ض ، بر ، بف » : « وربحت ». وفي الوافي : « فربحت ».
(10) يجوز في الكلمة التخفيف والتثقيل ، واختلفت النسخ أيضاً. و « هَنَأَهُ » : أعطاه وأطعمه ، وهَنَّأَهُ بالأمر وهَنَأَهُ : قال له : لِيَهْنِئْكَ. وهنّأه تهنئة وتهنيئاً : ضِدُّ عزّاه. قال المجلسي : « دعاء بالبركة وحسن العاقبة والانتفاع به في الدين والدنيا ». راجع : القاموس المحيط ، ج 1 ، ص 126 ( هنأ ) ؛ مرآة العقول ، ج 6 ، ص 163.
(11) الوافي ، ج 3 ، ص 858 ، ح 1476.
عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَلِيٍّ عَتَاقَةً (1) ، قَالَ :
كُنْتُ أَدْخُلُ عَلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام ، فَأَعْطَشُ وأَنَا عِنْدَهُ ، فَأُجِلُّهُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ ، فَيَقُولُ : « يَا غُلَامُ ، اسْقِهِ » ورُبَّمَا حَدَّثْتُ نَفْسِي بِالنُّهُوضِ ، فَأُفَكِّرُ فِي ذلِكَ (2) ، فَيَقُولُ : « يَا غُلَامُ ، دَابَّتَهُ ». (3)
1352 / 23. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ (4) ، قَالَ :
دَخَلَ الْعَبَّاسِيُّونَ عَلى صَالِحِ بْنِ وصِيفٍ ، ودَخَلَ صَالِحُ بْنُ عَلِيٍّ وغَيْرُهُ ـ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ (5) عَنْ هذِهِ النَّاحِيَةِ ـ عَلى صَالِحِ بْنِ وصِيفٍ (6) عِنْدَ مَا حَبَسَ أَبَا مُحَمَّدٍ عليهالسلام (7) ، فَقَالَ لَهُمْ صَالِحٌ : و (
مَا أَصْنَعُ (9) قَدْ وكَّلْتُ بِهِ رَجُلَيْنِ مِنْ (10) أَشَرِّ (11) مَنْ قَدَرْتُ عَلَيْهِ ، فَقَدْ صَارَا مِنَ الْعِبَادَةِ والصَّلَاةِ والصِّيَامِ إِلى أَمْرٍ عَظِيمٍ ، فَقُلْتُ لَهُمَا مَا (12) فِيهِ ، فَقَالَا : مَا تَقُولُ (13) فِي رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ ، ويَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ ، لَايَتَكَلَّمُ ولَايَتَشَاغَلُ ، وإِذَا نَظَرْنَا إِلَيْهِ (14)
__________________
(1) « عَتاقَةً » : منصوب على التمييز ، للدلالة على أنّ المراد به المعتق ، وأنّ ولايته من جهة العتق ؛ فإنّ للمولى معاني شتّى. يقال : عَتَقَ العبدُ يَعْتِقُ عِتْقاً وعَتاقاً وعَتاقةً ، أي خرج من الرِقّ فهو عتيق وعاتق ، وهو مَوْلى عَتاقَةٍ. راجع : شرح المازندراني ، ج 7 ، ص 329 ؛ مرآة العقول ، ج 6 ، ص 164 ؛ القاموس المحيط ، ج 2 ، ص 1202 ( عتق ).
(2) في « بس ، بف » والوافي : « ذاك ».
(3) الوافي ، ج 3 ، ص 858 ، ح 1477.
(4) في الإرشاد : ـ « بن محمّد عن عليّ بن عبد الغفّار ».
(5) في « بح » : « المتحرّفين ».
(6) في الإرشاد : ـ « ودخل صالح بن عليّ ـ إلى ـ وصيف ».
(7) في الإرشاد : + « فقالوا له : ضيّق عليه ولا توسّع ».
(
في الإرشاد : ـ « و ».
(9) في الإرشاد : + « به ».
(10) في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والإرشاد : ـ « من ».
(11) في مرآة العقول : « أشدّ ». وفي الإرشاد : « شرّ ».
(12) « ما » موصولة ، لا استفهاميّة. وفي « ض ، ف ، بح ، بر ، بف » والوافي : ـ « ما ».
(13) « ما » استفهاميّة. وفي « بس » : « نقول ». وفي الإرشاد : « ثمّ أمر بإحضار الموكّلين ، فقال لهما : ويحكهما ما شأنكما في أمر هذا الرجل ، فقالا له : ما نقول » بدل « فقلت لهما ما فيه فقالا : ما تقول ».
(14) في الإرشاد : « بغير العبادة فإذا نظر إلينا » بدل « وإذا نظرنا إليه ».
ارْتَعَدَتْ (1) فَرَائِصُنَا (2) ، ويُدَاخِلُنَا (3) مَا لَانَمْلِكُهُ مِنْ أَنْفُسِنَا؟ فَلَمَّا سَمِعُوا ذلِكَ (4) انْصَرَفُوا خَائِبِينَ (5) (6)
1353 / 24. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَكْفُوفُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا ، عَنْ بَعْضِ فَصَّادِي (7) الْعَسْكَرِ (
مِنَ النَّصَارى :
أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عليهالسلام بَعَثَ إِلَيْهِ (9) يَوْماً فِي وقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ ، فَقَالَ (10) لِيَ : « افْصِدْ هذَا الْعِرْقَ » قَالَ : ونَاوَلَنِي عِرْقاً لَمْ أَفْهَمْهُ مِنَ الْعُرُوقِ الَّتِي تُفْصَدُ (11) ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : مَا رَأَيْتُ أَمْراً أَعْجَبَ مِنْ هذَا ، يَأْمُرُنِي (12) أَنْ أَفْصِدَ فِي وقْتِ الظُّهْرِ ولَيْسَ بِوَقْتِ فَصْدٍ ، وَالثَّانِيَةُ عِرْقٌ لَا أَفْهَمُهُ ، ثُمَّ قَالَ لِيَ (13) : « انْتَظِرْ ، وكُنْ فِي الدَّارِ ».
فَلَمَّا أَمْسى دَعَانِي وقَالَ لِي (14) : « سَرِّحِ الدَّمَ (15) » فَسَرَّحْتُ (16) ، ثُمَّ قَالَ لِي (17) : « أَمْسِكْ » فَأَمْسَكْتُ ، ثُمَّ قَالَ لِي : « كُنْ فِي الدَّارِ ».
__________________
(1) في « ج ، بس » وحاشية « بح » : « ارعدت ».
(2) أي اضطربت أركاننا. و « الفَرائصُ » : جمع الفَرِيصَة ، وهي اللَحْمة بين الجنب والكتف التي لا تزال تُرْعَدُ من الدابّة ، والجمع الفَرِيص أيضاً. انظر : الصحاح ، ج 3 ، ص 1048 ( فرص ).
(3) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « وتداخلنا » بصيغة الماضي. وفي الإرشاد : « وداخلنا ».
(4) في الإرشاد : + « العبّاسيّون ».
(5) في الإرشاد : « خاسئين ».
(6) الإرشاد ، ج 2 ، ص 334 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 3 ، ص 859 ، ح 1478.
(7) « الفصّاد » : الذي يشقّ العِرْق ؛ من الفصد وهو شقّ العِرق. راجع : لسان العرب ، ج 3 ، ص 339 ( فصد ).
(
في « بح » : « العسكري ».
(9) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي والوسائل والبحار. وفي المطبوع : « إليّ ».
(10) في الوسائل : « وقال ».
(11) في « بح » : « نفصد » أي نفصدها.
(12) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « يأمر لي ».
(13) في « بر » : ـ « لي ».
(14) في « البحار » : ـ « لي ».
(15) « سرّح الدم » ، أي أرسله. وتسريح دم العرق المفصود : إرساله بعد ما يسيل منه حين يُفصَد مرّة ثانية. راجع : لسان العرب ، ج 2 ، ص 479 ( سرح ).
(16) في « ف » وحاشية « بح » : + « الدم ».
(17) في « ب ، بر » : ـ « لي ».
فَلَمَّا كَانَ نِصْفُ اللَّيْلِ ، أَرْسَلَ إِلَيَّ ، وقَالَ (1) لِي : « سَرِّحِ الدَّمَ ».
قَالَ : فَتَعَجَّبْتُ أَكْثَرَ مِنْ عَجَبِيَ الْأَوَّلِ ، وكَرِهْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ ، قَالَ (2) : فَسَرَّحْتُ ، فَخَرَجَ دَمٌ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ الْمِلْحُ (3) ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِيَ : « احْبِسْ ». قَالَ : فَحَبَسْتُ ، قَالَ (4) : ثُمَّ قَالَ (5) : « كُنْ فِي الدَّارِ ».
فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَمَرَ قَهْرَمَانَهُ (6) أَنْ يُعْطِيَنِي ثَلَاثَةَ دَنَانِيرَ ، فَأَخَذْتُهَا ، وخَرَجْتُ (7) حَتّى أَتَيْتُ ابْنَ بَخْتِيشُوعَ النَّصْرَانِيَّ ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ ، قَالَ : فَقَالَ لِي (
: واللهِ ، مَا أَفْهَمُ مَا تَقُولُ ، ولَا أَعْرِفُهُ فِي شَيْءٍ مِنَ الطِّبِّ ، ولَاقَرَأْتُهُ فِي كِتَابٍ (9) ، ولَا أَعْلَمُ فِي (10) دَهْرِنَا أَعْلَمَ بِكُتُبِ النَّصْرَانِيَّةِ مِنْ فُلَانٍ الْفَارِسِيِّ ، فَاخْرُجْ إِلَيْهِ.
قَالَ : فَاكْتَرَيْتُ (11) زَوْرَقاً إِلَى الْبَصْرَةِ ، وأَتَيْتُ الْأَهْوَازَ ، ثُمَّ صِرْتُ إِلى فَارِسَ إِلى صَاحِبِي ، فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ ، قَالَ : وقَالَ (12) : أَنْظِرْنِي أَيَّاماً ، فَأَنْظَرْتُهُ ، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مُتَقَاضِياً ، قَالَ : فَقَالَ لِي : إِنَّ (13) هذَا الَّذِي تَحْكِيهِ عَنْ هذَا الرَّجُلِ فَعَلَهُ الْمَسِيحُ فِي دَهْرِهِ مَرَّةً. (14)
1354 / 25. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ :
كَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ حُجْرٍ إِلى أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام يَشْكُو عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ دُلَفَ ويَزِيدَ بْنَ
__________________
(1) في الوافي : « فقال ».
(2) في « بر » : ـ « قال ».
(3) في حاشية « ج » : « الثلج ».
(4) في « ج ، ض ، بر » : ـ « قال ».
(5) في الوسائل : + « لي ».
(6) « القهرمان » : هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يده ، والقائم بامور الرجل بلغة الفرس. النهاية ، ج 4 ، ص 129 ( قهرم ).
(7) في « بر » : « فخرجت ».
(
في « بر » : ـ « لي ».
(9) في « ض » : « كتابه ».
(10) في « بر » : « من ».
(11) في « ف » : + « إليّ ».
(12) في « ب ، ج ، ف ، بس » والوافي : « فقال ». وفي « ض ، بح ، بف » والبحار : « فقال لي ».
(13) في « ف ، بر » : ـ « إنّ ».
(14) الوافي ، ج 3 ، ص 859 ، ح 1479 ؛ الوسائل ، ج 17 ، ص 107 ، ح 22105 ؛ البحار ، ج 62 ، ص 131 ، ح 101.
عَبْدِ اللهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ : « أَمَّا عَبْدُ الْعَزِيزِ فَقَدْ كُفِيتَهُ ، وأَمَّا يَزِيدُ فَإِنَّ لَكَ ولَهُ مَقَاماً بَيْنَ يَدَيِ اللهِ ». فَمَاتَ عَبْدُ الْعَزِيزِ ، وقَتَلَ يَزِيدُ مُحَمَّدَ بْنَ حُجْرٍ. (1)
1355 / 26. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، قَالَ (2) :
سُلِّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ عليهالسلام إِلى نِحْرِيرٍ (3) ، فَكَانَ (4) يُضَيِّقُ عَلَيْهِ ويُؤْذِيهِ ، قَالَ (5) : فَقَالَتْ لَهُ (6) امْرَأَتُهُ : ويْلَكَ (7) ، اتَّقِ اللهَ (
، لَاتَدْرِي (9) مَنْ فِي مَنْزِلِكَ؟ وعَرَّفَتْهُ صَلَاحَهُ (10) ، وقَالَتْ : إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ مِنْهُ ، فَقَالَ (11) : لَأَرْمِيَنَّهُ بَيْنَ السِّبَاعِ ، ثُمَّ فَعَلَ ذلِكَ بِهِ ، فَرُئِيَ عليهالسلام قَائِماً (12) يُصَلِّي وَهِيَ حَوْلَهُ (13) (14)
1356 / 27. مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ :
دَخَلْتُ عَلى (15) أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام ، فَسَأَلْتُهُ أَنْ يَكْتُبَ لِأَنْظُرَ إِلى خَطِّهِ ، فَأَعْرِفَهُ إِذَا ورَدَ ، فَقَالَ : « نَعَمْ ». ثُمَّ قَالَ (16) : « يَا أَحْمَدُ ، إِنَّ الْخَطَّ سَيَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مِنْ (17)
__________________
(1) الوافي ، ج 3 ، ص 860 ، ح 1480.
(2) في الإرشاد : « عن جماعة من أصحابنا ، قالوا » بدل « عن بعض أصحابنا ، قال ».
(3) هو الخادم من خدم الخليفة وكان راعيَ سباع الخليفة وكلابه ، وكأنّه ـ لعنه الله ـ كان عدوّاً له عليهالسلام. راجع : تاريخابن خلدون ، ج 4 ، ص 299 ؛ الغيبة للطوسي ، ص 28 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 861.
(4) في الإرشاد : « وكان ».
(5) في الإرشاد : ـ « قال ».
(6) في « ب ، ف ، بر » : ـ « له ».
(7) في « بس » : « ويك ». وفي الإرشاد : ـ « ويلك ».
(
في الإرشاد : + « فإنّك ».
(9) في « ف » : ـ « لا تدري ».
(10) في الإرشاد : « ذكرت له صلاحه وعبادته » بدل « عرفته صلاحه ».
(11) في الإرشاد : + « والله ».
(12) في الإرشاد : « ثمّ استأذن في ذلك ، فأذن له فرمى به إليها ولم يشكوا في أكلها له فنظروا إلى الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه عليهالسلام قائماً » بدل « ثمّ فعل ذلك ـ إلى ـ قائماً ».
(13) في الإرشاد : + « فأمر بإخراجه إلى داره ».
(14) الإرشاد ، ج 2 ، ص 334 ، بسنده عن الكليني الوافي ، ج 3 ، ص 860 ، ح 1481.
(15) في « بر » : « إلى ».
(16) في « ب » والوافي : + « لي ».
(17) في « ب ، بر » وحاشية « بح » والوافي ، ومرآة العقول : « ما ».
بَيْنِ (1) الْقَلَمِ (2) الْغَلِيظِ إِلَى الْقَلَمِ الدَّقِيقِ ، فَلَا تَشُكَّنَّ ».
ثُمَّ دَعَا بِالدَّوَاةِ فَكَتَبَ ، وجَعَلَ يَسْتَمِدُّ (3) إِلى مَجْرَى الدَّوَاةِ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي ـ وهُوَ يَكْتُبُ ـ : أَسْتَوْهِبُهُ الْقَلَمَ الَّذِي كَتَبَ (4) بِهِ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْكِتَابَةِ أَقْبَلَ يُحَدِّثُنِي ـ وهُوَ يَمْسَحُ الْقَلَمَ بِمِنْدِيلِ الدَّوَاةِ (5) سَاعَةً ـ ثُمَّ قَالَ : « هَاكَ يَا أَحْمَدُ » فَنَاوَلَنِيهِ.
فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنِّي مُغْتَمٌّ لِشَيْءٍ (6) يُصِيبُنِي فِي نَفْسِي وقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَ أَبَاكَ ، فَلَمْ يُقْضَ لِي ذلِكَ ، فَقَالَ : « وَمَا هُوَ يَا أَحْمَدُ؟ » فَقُلْتُ : يَا (7) سَيِّدِي ، رُوِيَ لَنَا (
عَنْ آبَائِكَ أَنَّ نَوْمَ الْأَنْبِيَاءِ عَلى أَقْفِيَتِهِمْ ، ونَوْمَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى أَيْمَانِهِمْ ، ونَوْمَ الْمُنَافِقِينَ عَلى شَمَائِلِهِمْ (9) ، ونَوْمَ الشَّيَاطِينِ عَلى وجُوهِهِمْ؟ فَقَالَ عليهالسلام : « كَذلِكَ هُوَ (10) ».
فَقُلْتُ : يَا (11) سَيِّدِي ، فَإِنِّي (12) أَجْهَدُ (13) أَنْ أَنَامَ عَلى يَمِينِي ، فَمَا يُمْكِنُنِي (14) ، ولَا يَأْخُذُنِي النَّوْمُ عَلَيْهَا (15) ، فَسَكَتَ سَاعَةً ، ثُمَّ قَالَ : « يَا أَحْمَدُ ، ادْنُ مِنِّي ». فَدَنَوْتُ مِنْهُ ، فَقَالَ : « أَدْخِلْ يَدَكَ تَحْتَ ثِيَابِكَ » ، فَأَدْخَلْتُهَا ، فَأَخْرَجَ يَدَهُ مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهِ ، وأَدْخَلَهَا تَحْتَ ثِيَابِي ، فَمَسَحَ بِيَدِهِ الْيُمْنى عَلى جَانِبِيَ الْأَيْسَرِ ، وبِيَدِهِ الْيُسْرى عَلى جَانِبِيَ
__________________
(1) في « بح » : + « القلمين ».
(2) في « ب ، ج ، ف ، بس » وحاشية « ض ، بف » : « القلمين ».
(3) قال المازندراني والمجلسي : « يستمدّ ، أي يطلب المدَدَ أو المِدادَ من قعر الدواة إلى مجراها ، أي فمها لقلّةمدادها ، أو لعدم الحاجة سريعاً إلى العود ». وقال الفيض : « وجعل يستمدّ ، أي يطلب المداد بالقلم. ضمّن الاستمداد معنى الإنهاء ونحوه فعدّاه بعلى ». راجع : شرح المازندراني ، ج 7 ، ص 332 ؛ الوافي ، ج 3 ، ص 862 ؛ مرآة العقول ، ج 6 ، ص 168 ؛ لسان العرب ، ج 3 ، ص 398 ( مدد ).
(4) في « بر » والوافي : « يكتب ».
(5) في « بر » : ـ « الدواة ».
(6) في البحار : « إنّي أغتمّ بشيء ».
(7) في « ب ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي والبحار : ـ « يا ».
(
في « ف » : ـ « لنا ».
(9) في « ب » : « شمالهم ». وفي « بر » : « يسار » بدون الضمير. لسان العرب ، ج 11 ، ص 364 ( شمل ).
(10) في « ف » : « هو كذلك ».
(11) في « بر » والبحار : ـ « يا ».
(12) في الوسائل : « إنّي ».
(13) في الوافي : « أجتهد ».
(14) في « ف » : ـ « فما يمكنني ».
(15) في « بر » : ـ « عليها ».
الْأَيْمَنِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. قَالَ (1) أَحْمَدُ : فَمَا أَقْدِرُ أَنْ أَنَامَ عَلى يَسَارِي مُنْذُ فَعَلَ ذلِكَ بِي عليهالسلام (2) ، وَمَا يَأْخُذُنِي نَوْمٌ عَلَيْهَا أَصْلاً. (3)
125 ـ بَابُ (4) مَوْلِدِ الصَّاحِبِ (5) عليهالسلام
وُلِدَ عليهالسلام لِلنِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وخَمْسِينَ ومِائَتَيْنِ (6)
1357 / 1. الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِيُّ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ :
خَرَجَ عَنْ (7) أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام حِينَ قُتِلَ الزُّبَيْرِيُّ (
: « هذَا جَزَاءُ مَنِ افْتَرى (9) عَلَى اللهِ فِي (10) أَوْلِيَائِهِ ، زَعَمَ (11) أَنَّهُ يَقْتُلُنِي (12) ولَيْسَ لِي عَقِبٌ (13) ، فَكَيْفَ رَأى قُدْرَةَ اللهِ (14)؟ »
وَولِدَ لَهُ ولَدٌ (15) سَمَّاهُ « محمد » (16) سَنَةَ سِتٍّ وخَمْسِينَ
__________________
(1) هكذا في النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع : « فقال ».
(2) في « ف » والبحار : « فعل عليهالسلام بي ذلك » بدل « فعل ذلك بي عليهالسلام ».
(3) الوافي ، ج 3 ، ص 861 ، ح 1482 ؛ الوسائل ، ج 6 ، ص 502 ، ح 8548 ؛ البحار ، ج 50 ، ص 286 ، ح 61.
(4) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ، بس ، بف » : ـ « باب ».
(5) في « ف » : « صاحب الزمان ».
(6) كمال الدين ، ص 430 ، ح 4 ، عن محمّد بن محمّد بن عصام ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن محمّد. الإرشاد ، ج 2 ، ص 339 الوافي ، ج 3 ، ص 881 ، ذيل ح 1511 ؛ البحار ، ج 51 ، ص 2 ، ح 1.
(7) في « بس » : « على ».
(
في الكافي ، ح 867 والإرشاد : + « لعنه الله ».
(9) في الكافي ، ح 867 والإرشاد : « اجترأ ».
(10) في « بف » : « و ». وفي الغيبة : « وعلى » ، كلاهما بدل « في ».
(11) في الكافي ، ح 867 : « يزعم ».
(12) في « بر » : « يقتلي ».
(13) « العَقِبُ » و « العَقْب » و « العاقبة » : ولد الرجل ، وولد ولده الباقون بعده. وقول العرب : لا عَقِبَ له ، أي لم يبق له ولد ذكر. لسان العرب ، ج 1 ، ص 613 ( عقب ).
(14) في الكافي ، ح 867 والإرشاد : + « فيه ».
(15) في « ب ، بر » : ـ « ولد ». وفي كمال الدين : + « و ».
(16) في « ف » : « محمّد ». وفي الكافي ، ح 867 : + « في ». وتقطيع الحروف لعدم جواز التسمية ، كما ورد في أخبار كثيرة.
وَمِائَتَيْنِ (1) (2)
1358 / 2. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ والْحَسَنُ (3) ـ ابْنَا عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ـ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وسَبْعِينَ ومِائَتَيْنِ ، قَالَا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ الْعَبْدِيُّ مِنْ عَبْدِ قَيْسٍ ، عَنْ ضَوْءِ بْنِ عَلِيٍّ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ فَارِسَ سَمَّاهُ (4) ، قَالَ :
أَتَيْتُ سُرَّ مَنْ رَأى ، ولَزِمْتُ (5) بَابَ أَبِي مُحَمَّدٍ عليهالسلام ، فَدَعَانِي مِنْ غَيْرِ أَنْ أَسْتَأْذِنَ ، فَلَمَّا دَخَلْتُ وسَلَّمْتُ ، قَالَ لِي : « يَا أَبَا (6) فُلَانٍ ، كَيْفَ حَالُكَ؟ » ثُمَّ قَالَ لِي : « اقْعُدْ يَا فُلَانُ ». ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ جَمَاعَةٍ مِنْ (7) رِجَالٍ ونِسَاءٍ مِنْ أَهْلِي ، ثُمَّ قَالَ لِي : « مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ (
؟ » قُلْتُ : رَغْبَةٌ فِي خِدْمَتِكَ ، قَالَ (9) : فَقَالَ : « فَالْزَمِ (10) الدَّارَ ».
قَالَ : فَكُنْتُ فِي الدَّارِ مَعَ الْخَدَمِ ، ثُمَّ صِرْتُ أَشْتَرِي لَهُمُ الْحَوَائِجَ مِنَ السُّوقِ وكُنْتُ أَدْخُلُ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ إِذْنٍ إِذَا كَانَ فِي دَارِ (11) الرِّجَالِ ، فَدَخَلْتُ إِلَيْهِ (12) يَوْماً وهُوَ فِي دَارِ الرِّجَالِ ، فَسَمِعْتُ حَرَكَةً فِي الْبَيْتِ ، فَنَادَانِي : « مَكَانَكَ لَاتَبْرَحْ » فَلَمْ أَجْسُرْ (13) أَخْرُجُ
__________________
(1) في الإرشاد : « قال محمّد بن عبد الله : وولد له ولد » بدل « وولد له ولد ـ إلى ـ مائتين ».
(2) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار عليهالسلام ، ح 867. وفي الإرشاد ، ج 2 ، ص 349 ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص 231 ، ح 198 عن الكليني. وفي كمال الدين ، ص 430 ، ح 3 ، بسنده عن الحسين بن محمّد بن عامر ، عن معلّى بن محمّد البصري ، قال : خرج عن أبي عبدالله عليهالسلام ... الوافي ، ج 2 ، ص 391 ، ح 881.
(3) تقدّمت قطعة من الخبر في ح 868 ، وفيه « الحسين » مصغّراً. والخبر كلّه أورده الصدوق في كمال الدين ، ص 435 ، ح 4 كما في ما نحن فيه ، لكن في البحار ، ج 52 ، ص 26 ، ح 21 ـ نقلاً من كمال الدين ـ : « الحسين ». ثمّ إنّ الخبر تقدّم في الكافي ، ح 882 ، مختصراً ، وفيه أيضاً : « الحسن ».
(4) في « ج ، ف » : ـ « سمّاه ».
(5) في كمال الدين : « فلزمت ».
(6) في « ف » : ـ « أبا ».
(7) في كمال الدين : ـ « جماعة من ».
(
في كمال الدين : + « عليّ ».
(9) في كمال الدين : + « لي ».
(10) في « ب » : « والزم ». وفي كمال الدين : « الزم ».
(11) في « بس ، بف » : ـ « دار ».
(12) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف ». وفي المطبوع : « عليه ». وهو الأوفق باللغة.
(13) هكذا في النسخ التي قوبلت وكمال الدين. وفي المطبوع والكافي ، ح 868 : + « أن ». وفي « بر » : « فلم أجتر »
وَلَا أَدْخُلُ ، فَخَرَجَتْ عَلَيَّ جَارِيَةٌ مَعَهَا (1) شَيْءٌ مُغَطًّى ، ثُمَّ نَادَانِيَ : « ادْخُلْ » فَدَخَلْتُ ، وَنَادَى الْجَارِيَةَ ، فَرَجَعَتْ ، فَقَالَ لَهَا : « اكْشِفِي عَمَّا مَعَكِ » فَكَشَفَتْ عَنْ غُلَامٍ أَبْيَضَ ، حَسَنِ الْوَجْهِ ، وكَشَفَتْ (2) عَنْ بَطْنِهِ ، فَإِذَا شَعْرٌ نَابِتٌ مِنْ لَبَّتِهِ (3) إِلى سُرَّتِهِ ، أَخْضَرُ ، لَيْسَ بِأَسْوَدَ ، فَقَالَ : « هذَا صَاحِبُكُمْ ».
ثُمَّ أَمَرَهَا فَحَمَلَتْهُ ، فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذلِكَ حَتّى مَضى أَبُو مُحَمَّدٍ عليهالسلام.
فَقَالَ (4) ضَوْء بْنُ عَلِيٍّ : فَقُلْتُ (5) لِلْفَارِسِيِّ : كَمْ كُنْتَ تُقَدِّرُ لَهُ مِنَ السِّنِينَ؟ قَالَ (6) :
سَنَتَيْنِ.
قَالَ الْعَبْدِيُّ : فَقُلْتُ لِضَوْءٍ : كَمْ تُقَدِّرُ لَهُ أَنْتَ (7)؟ قَالَ : أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً (
قَالَ أَبُو عَلِيٍّ وأَبُو عَبْدِ اللهِ : ونَحْنُ نُقَدِّرُ لَهُ (9) إِحْدى وعِشْرِينَ سَنَةً. (10)
1359 / 3. عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وعَنْ غَيْرِ واحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا الْقُمِّيِّينَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ غَانِمٍ الْهِنْدِيِّ ، قَالَ :
__________________
وأصله اجترئ ، قلبت الهمزة ياءً فحذفت الياء بلم.
(1) في « ب » وكمال الدين : « ومعها ».
(2) في « ب ، ض ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » : « فكشف ».
(3) « اللَبَّة » : المَنْحَر والهَزْمَة التي فوق الصدر ، وفيها تُنحر الإبل ، وموضع القلادة من الصدر. راجع : الصحاح ، ج 1 ، ص 217 ؛ النهاية ، ج 4 ، ص 223 ( لبب ).
(4) في كمال الدين : « قال ».
(5) في « ب ، ج ، ض ، ف ، بح ، بس » : « قلت ».
(6) في كمال الدين : « فقال ».
(7) في « ب » : « أنت له ». وفي كمال الدين : « له الآن في وقتنا » بدل « له أنت ».
(
في « ج ، ض ، ف ، بر ، بس » وشرح المازندراني : ـ « سنة ».
(9) في كمال الدين : + « الآن ».
(10) الكافي ، كتاب الحجّة ، باب الإشارة والنصّ إلى صاحب الدار عليهالسلام ، ح 868 ، إلى قوله : « حتّى مضى أبو محمد عليهالسلام » مع اختلاف يسير ؛ وفيه ، باب في تسمية من رآه ، ح 882 ، وتمام الرواية فيه : « أنّ أبا محمّد أراه إيّاه ». كمال الدين ، ص 435 ، ح 4 ، بسنده عن الكليني ؛ الغيبة للطوسي ، ص 233 ، ح 202 ، عن الكليني الوافي ، ج 2 ، ص 392 ، ح 884.
كُنْتُ بِمَدِينَةِ الْهِنْدِ ـ الْمَعْرُوفَةِ بِقِشْمِيرَ الدَّاخِلَةِ ـ وأَصْحَابٌ لِي يَقْعُدُونَ عَلى كَرَاسِيَّ (1) عَنْ يَمِينِ الْمَلِكِ أَرْبَعُونَ رَجُلاً كُلُّهُمْ يَقْرَأُ (2) الْكُتُبَ الْأَرْبَعَةَ : التَّوْرَاةَ ، والْإِنْجِيلَ ، وَالزَّبُورَ ، وصُحُفَ إِبْرَاهِيمَ ، نَقْضِي (3) بَيْنَ النَّاسِ ، ونُفَقِّهُهُمْ (4) فِي دِينِهِمْ ، ونُفْتِيهِمْ (5) فِي حَلَالِهِمْ وحَرَامِهِمْ ، يَفْزَعُ (6) النَّاسُ إِلَيْنَا : الْمَلِكُ فَمَنْ دُونَهُ ، فَتَجَارَيْنَا (7) ذِكْرَ رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فَقُلْنَا : هذَا النَّبِيُّ الْمَذْكُورُ فِي الْكُتُبِ (
قَدْ خَفِيَ عَلَيْنَا أَمْرُهُ ، ويَجِبُ عَلَيْنَا الْفَحْصُ عَنْهُ وطَلَبُ أَثَرِهِ ، واتَّفَقَ رَأْيُنَا وتَوَافَقْنَا عَلى أَنْ أَخْرُجَ ، فَأَرْتَادَ (9) لَهُمْ ، فَخَرَجْتُ ومَعِي مَالٌ جَلِيلٌ ، فَسِرْتُ اثْنَيْ عَشَرَ شَهْراً حَتّى قَرُبْتُ مِنْ كَابُلَ ، فَعَرَضَ لِي قَوْمٌ مِنَ التُّرْكِ ، فَقَطَعُوا عَلَيَّ ، وأَخَذُوا مَالِي ، وجُرِحْتُ جِرَاحَاتٍ (10) شَدِيدَةً ، ودُفِعْتُ (11) إِلى مَدِينَةِ كَابُلَ ، فَأَنْفَذَنِي (12) مَلِكُهَا ـ لَمَّا وقَفَ عَلى خَبَرِي ـ إِلى مَدِينَةِ بَلْخَ ، وعَلَيْهَا إِذْ ذَاكَ دَاوُدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ أَبِي أَسْوَدَ (13) ، فَبَلَغَهُ خَبَرِي ، وأَنِّي خَرَجْتُ مُرْتَاداً مِنَ الْهِنْدِ ، وَتَعَلَّمْتُ الْفَارِسِيَّةَ ، ونَاظَرْتُ الْفُقَهَاءَ وأَصْحَابَ الْكَلَامِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ دَاوُدُ بْنُ الْعَبَّاسِ ، فَأَحْضَرَنِي (14) مَجْلِسَهُ ، وجَمَعَ عَلَيَّ الْفُقَهَاءَ ، فَنَاظَرُونِي ، فَأَعْلَمْتُهُمْ أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ
__________________
(1) في « ض » : + « يقعدون ».
(2) في « بس » : « تقرأ ». وفي حاشية « ب » : « يقرؤون ».
(3) في « ج ، بس » : « تقضي ». وفي « بر » : « فتقضي ».
(4) في « ج » : « وتفقّههم ».
(5) في « ج ، بس » : « وتفتيهم ».
(6) في « ب » : « ليفزع ». وفي « بس » : « ويفزع ».
(7) « فتجارينا » ، أي تذاكرنا ، أو أجرينا فيما بيننا. راجع : مجمع البحرين ، ج 1 ، ص 83.
(
في « ف » : ـ « في الكتب ».
(9) ارتاد الرجل الشيء : طلبه. المصباح المنير ، ص 245 ( رود ).
(10) في « بر » : « خُرجت خراجات ».
(11) دُفِعْتُ إلى كذا : انتهيت إليه. المصباح المنير ، ص 196 ( دفع ).
(12) في « بح » : « فأرسلني ». وقوله : « فأنفذني » ، أي فأرسلني. راجع : المعجم الوسيط ، ج 2 ، ص 939 ( نفذ ).
(13) هكذا في « ب ، ج ، ض ، ف ، بر ». وفي « بح ، بس ، بف » : « أبي سود ».
(14) في « ب » : + « في ».
بَلَدِي أَطْلُبُ هذَا النَّبِيَّ (1) الَّذِي وجَدْتُهُ فِي الْكُتُبِ ، فَقَالَ (2) لِي : مَنْ هُوَ؟ ومَا اسْمُهُ؟ فَقُلْتُ : مُحَمَّدٌ ، فَقَالُوا (3) : هُوَ نَبِيُّنَا الَّذِي تَطْلُبُ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ شَرَائِعِهِ ، فَأَعْلَمُونِي.
فَقُلْتُ لَهُمْ : أَنَا أَعْلَمُ أَنَّ مُحَمَّداً نَبِيٌّ ، ولَا أَعْلَمُهُ هذَا الَّذِي تَصِفُونَ أَمْ لَا (4)؟ فَأَعْلِمُونِي مَوْضِعَهُ لِأَقْصِدَهُ ، فَأُسَائِلَهُ (5) عَنْ (6) عَلَامَاتٍ عِنْدِي ودَلَالَاتٍ ، فَإِنْ كَانَ صَاحِبِيَ الَّذِي طَلَبْتُ آمَنْتُ بِهِ ، فَقَالُوا : قَدْ مَضى عليهالسلام (7) ، فَقُلْتُ : فَمَنْ (
وصِيُّهُ وخَلِيفَتُهُ؟ فَقَالُوا : أَبُو بَكْرٍ.
قُلْتُ : فَسَمُّوهُ لِي ؛ فَإِنَّ هذِهِ كُنْيَتُهُ ، قَالُوا : عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ ، ونَسَبُوهُ إِلى قُرَيْشٍ.
قُلْتُ (9) : فَانْسُبُوا لِي مُحَمَّداً نَبِيَّكُمْ ، فَنَسَبُوهُ لِي ، فَقُلْتُ : لَيْسَ هذَا صَاحِبِيَ الَّذِي طَلَبْتُ (10) ، صَاحِبِيَ الَّذِي أَطْلُبُهُ خَلِيفَتُهُ أَخُوهُ فِي الدِّينِ ، وابْنُ عَمِّهِ فِي النَّسَبِ ، وزَوْجُ ابْنَتِهِ ، وأَبُو ولْدِهِ ، لَيْسَ (11) لِهذَا النَّبِيِّ ذُرِّيَّةٌ عَلَى الْأَرْضِ غَيْرُ ولْدِ هذَا الرَّجُلِ الَّذِي هُوَ خَلِيفَتُهُ.
قَالَ (12) : فَوَثَبُوا بِي (13) ، وقَالُوا : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، إِنَّ هذَا قَدْ خَرَجَ مِنَ الشِّرْكِ إِلَى الْكُفْرِ ، هذَا حَلَالُ الدَّمِ ، فَقُلْتُ لَهُمْ : يَا قَوْمُ ، أَنَا رَجُلٌ مَعِي دِينٌ ، مُتَمَسِّكٌ (14) بِهِ ،
__________________
(1) في « ف » : « وهذا النبيّ أطلب ».
(2) الأنسب بالمقام : « فقالوا ».
(3) هكذا في « بف ، بر » وحاشية « ج ». وهو الأنسب بالمقام. وفي « ب ، ض ، ج ، ف ، بس » والمطبوع : « فقال ».
(4) أي ولا أعلم أنّه هذا الذي تصفون أم لا.
(5) في حاشية « ج ، ف ، بف » : « فأسأله ».
(6) في « ف ، بر » : « من ».
(7) هكذا في « ب ، ج ، ف ، بح ، بر ، بف ». وفي « بس » : « عليهالسلام وآله ». في « ض » : ـ « عليهالسلام ». وفيالمطبوع : « صلىاللهعليهوآلهوسلم ».
(
في « ب ، بر ، بف » : « ومن ».
(9) في « بر » : « قلنا ».
(10) في « بف » : + « و ».
(11) في « ب ، ج ، بر ، بح » : « وليس ».
(12) في « بح » : ـ « قال ».
(13) في « بر » : « إليّ ». وفي « ج ، بف » : « لي ».
(14) في مرآة العقول : « متمسّك ، بالكسر نعت لِـ « رجل » أو بالفتح نعت لِـ « دين » ، و « به » نائب الفاعل على
لَا (1) أُفَارِقُهُ حَتّى أَرى مَا هُوَ أَقْوى مِنْهُ ، إِنِّي وجَدْتُ صِفَةَ هذَا الرَّجُلِ فِي الْكُتُبِ الَّتِي أَنْزَلَهَا اللهُ عَلىأَنْبِيَائِهِ ، وإِنَّمَا خَرَجْتُ مِنْ بِلَادِ الْهِنْدِ ومِنَ الْعِزِّ الَّذِي كُنْتُ فِيهِ طَلَباً لَهُ ، فَلَمَّا فَحَصْتُ عَنْ أَمْرِ صَاحِبِكُمُ الَّذِي ذَكَرْتُمْ ، لَمْ يَكُنِ النَّبِيَّ الْمَوْصُوفَ فِي الْكُتُبِ ، فَكَفُّوا (2) عَنِّي.
وَبَعَثَ الْعَامِلُ إِلى رَجُلٍ ـ يُقَالُ لَهُ : الْحُسَيْنُ بْنُ إِشْكِيبَ (3) ـ فَدَعَاهُ ، فَقَالَ لَهُ : نَاظِرْ هذَا الرَّجُلَ الْهِنْدِيَّ ، فَقَالَ لَهُ الْحُسَيْنُ (4) : أَصْلَحَكَ اللهُ ، عِنْدَكَ الْفُقَهَاءُ والْعُلَمَاءُ وهُمْ أَعْلَمُ وأَبْصَرُ بِمُنَاظَرَتِهِ ، فَقَالَ لَهُ (5) : نَاظِرْهُ كَمَا أَقُولُ لَكَ ، واخْلُ بِهِ ، والْطُفْ لَهُ ، فَقَالَ لِيَ الْحُسَيْنُ بْنُ إِشْكِيبَ (6) ـ بَعْدَ مَا فَاوَضْتُهُ (7) ـ : إِنَّ صَاحِبَكَ الَّذِي تَطْلُبُهُ هُوَ النَّبِيُّ الَّذِي
__________________
الأخير. والأوّل أظهر ».
(1) في « بر » : « ولا ».
(2) في مرآة العقول : « فكفّوا ، على صيغة الماضي ، ويحتمل الأمر ».
(3) في « ج ، ف ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي : « إسكيب ».
والحسين هذا ، هو الحسين بن إشكيب الذي ترجم له النجاشي ، وذكره من مشايخ العيّاشي ، وقال : « قال الكشّي في رجال أبي محمّد : الحسين بن إشكيب المروزيّ المقيم بسمرقند وكشّ ، عالم ، متكلّم ، مؤلّف للكتب ». راجع : رجال النجاشي ، ص 44 ، الرقم 88.
وعدّه الشيخ الطوسي من أصحاب أبي محمّد العسكري عليهالسلام ، وذكر له الأوصاف المذكورة في رجال النجاشي ، كما ذكره في من لم يرو عن واحد من الأئمّة : وقال : « فاضل ، جليل ، متكلّم ، فقيه ، مناظر ، صاحب تصانيف ، لطيف الكلام ، جيّد النظر ». راجع : رجال الطوسي ، ص 398 ، الرقم 5838 ، ص 420 ، الرقم 6072.
وروى عنه العيّاشي في رجال الكشّي ، ص 21 ، الرقم 47 ؛ وص 40 ، الرقم 84 ؛ وص 120 ، الرقم 191 ؛ وص 190 ، الرقم 332 ؛ وص 306 ، الرقم 551 ؛ وص 370 ، الرقم 690 ؛ وص 376 ، الرقم 701 ؛ وص 391 ، الرقم 737 ؛ وص 393 ، الرقم 740 ؛ وص 437 ، الرقم 821 ؛ وص 520 ، ذيل الرقم 961 ، وفي الجميع « إشكيب ».
وأمّا إسكيب ـ مهملاً ـ فهو إمّا من باب عدم وضع النقطة في بعض الخطوط القديمة ، أو جواز الوجهين في هذا العنوان. وضبطُ ابن داود إيّاه بالسين المهملة لا يعتمد عليه كما يظهر من رجاله ، ص 121 ، الرقمين 465 و 467.
(4) في « ف » : + « بن إسكيب ».
(5) في الوافي : « لي ».
(6) في « ج ، ض ، ف ، بح ، بس ، بف » والوافي : « إسكيب ».
(7) « المفاوضة » : المساواة والمشاركة ، وهي مفاعلة من التفويض ، كأنّ كلّ واحد منهما ردّ ما عنده إلى صاحبه.
وَصَفَهُ هؤُلَاءِ ، ولَيْسَ الْأَمْرُ فِي خَلِيفَتِهِ كَمَا قَالُوا ، هذَا النَّبِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وو صِيُّهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وهُوَ زَوْجُ فَاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ وَأَبُو الْحَسَنِ والْحُسَيْنِ سِبْطَيْ مُحَمَّدٍ صلىاللهعليهوآلهوسلم.
قَالَ غَانِمٌ أَبُو سَعِيدٍ : فَقُلْتُ : اللهُ أَكْبَرُ ، هذَا الَّذِي طَلَبْتُ ؛ فَانْصَرَفْتُ إِلى دَاوُدَ بْنِ الْعَبَّاسِ ، فَقُلْتُ لَهُ : أَيُّهَا الْأَمِيرُ ، وجَدْتُ مَا طَلَبْتُ ، وأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ و (1) أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ.
قَالَ : فَبَرَّنِي (2) ، وو صَلَنِي ، وقَالَ لِلْحُسَيْنِ : تَفَقَّدْهُ. قَالَ : فَمَضَيْتُ إِلَيْهِ حَتّى آنَسْتُ بِهِ ، وفَقَّهَنِي فِيمَا احْتَجْتُ إِلَيْهِ مِنَ الصَّلَاةِ والصِّيَامِ والْفَرَائِضِ.
قَالَ : فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّا نَقْرَأُ فِي كُتُبِنَا أَنَّ مُحَمَّداً خَاتَمُ النَّبِيِّينَ ، لَانَبِيَّ بَعْدَهُ ، وأَنَّ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ إِلى وصِيِّهِ وو ارِثِهِ وخَلِيفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، ثُمَّ إِلَى (3) الْوَصِيِّ بَعْدَ الْوَصِيِّ ، لَا يَزَالُ أَمْرُ اللهِ جَارِياً فِي أَعْقَابِهِمْ حَتّى تَنْقَضِيَ الدُّنْيَا ، فَمَنْ وصِيُّ وصِيِّ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ : الْحَسَنُ ، ثُمَّ الْحُسَيْنُ ـ ابْنَا مُحَمَّدٍ ـ ثُمَّ سَاقَ الْأَمْرَ فِي الْوَصِيَّةِ حَتَّى انْتَهى إِلى صَاحِبِ الزَّمَانِ عليهالسلام.
ثُمَّ أَعْلَمَنِي مَا حَدَثَ ؛ فَلَمْ يَكُنْ لِي هِمَّةٌ إِلاَّ طَلَبُ النَّاحِيَةِ.
فَوَافى قُمَّ (4) ، وقَعَدَ مَعَ أَصْحَابِنَا فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وسِتِّينَ (5) ، وخَرَجَ مَعَهُمْ حَتّى
__________________
والمراد هنا : المحادثة والمذاكرة في العلم. راجع : النهاية ، ج 3 ، ص 479 ( فوض ).
(1) في « ض » والوافي : « وأشهد ».
(2) « البِرّ » : الاتّساع في الإحسان والزيادة. راجع : مجمع البحرين ، ج 1 ، ص 128 ( برر ).
(3) في « بر » : ـ « إلى ».
(4) في الوافي : « فوافى قمّ ، هذا من كلام محمّد بن محمّد ، وكذا قوله فيما بعد « ثمّ وافانا بعد » فإنّهما رجوع منالحكاية إلى التكلّم ».
(5) هكذا في « ب ، ج ، ض ، بح ، بر ، بس ، بف » والوافي وشرح المازندراني ومرآة العقول. وفي « ف » والمطبوع :
وَافى بَغْدَادَ ، ومَعَهُ رَفِيقٌ لَهُ مِنْ أَ