الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري

عشائر البو حسين البدير في العراق
 
الرئيسيةالبوابةالأحداثمكتبة الصورأحدث الصورالمنشوراتالأعضاءالتسجيلدخول

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
سحابة الكلمات الدلالية
البيت اهل
المواضيع الأخيرة
» المحكم في أصول الفقه [ ج2
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyاليوم في 10:43 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في اصول الفقه ج3
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyاليوم في 8:41 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» المحكم في أصول الفقه [ ج4
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyاليوم في 7:55 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» الصحيفه السجاديه كامله
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyأمس في 9:49 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول الرّشيد في الإجتهاد والتقليد [ ج ١ ]
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyأمس في 3:11 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

»  مسائل من الاجتهاد والتقليد ومناصب الفقيه
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyأمس في 2:36 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» قاعدة لا ضرر ولا ضرار
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyأمس في 8:51 am من طرف الشيخ شوقي البديري

» القول المبين
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:46 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

» ------التقيه
الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء نوفمبر 19, 2024 4:37 pm من طرف الشيخ شوقي البديري

نوفمبر 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
     12
3456789
10111213141516
17181920212223
24252627282930
اليوميةاليومية
التبادل الاعلاني

انشاء منتدى مجاني



إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان



     

     الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي

    اذهب الى الأسفل 
    انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
    كاتب الموضوعرسالة
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 6:59 am

    تزوج الحسن بن علي امرأة فبعث إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم. (1)
    روايات عبد الله بن عون (151 هـ)
    روى ابن عساكر عن شيران الرامهرمزينا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي ت 252 هـ نا قريش بن انس (2) (ت 208 هـ) نا عبد الله بن عون (ت 151 هـ) عن محمد قال خطب الحسن بن علي إلى منظور بن سيار بن (1) زبان الفزاري ابنته فقال والله أني لأنكحك واني لا علم انك على طلق ملق غير انك اكرم العرب بيتا واكرمه نسبا. (3)
    روايات محمد بن عبيد (204 هـ)
    وقال محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عبيد (204 هـ) (4) :
    __________________
    أهل البصرة وقيل أبو همام كان يكره أن يقال له أبو همام يروى عن حميد الطويل روى عنه مسدد وأهل البصرة مات يومالأحد في شهر شعبان سنة أربع أو سبع وثمانين ومائة وكان قدريا متقنا في الحديث غير داعية إليه.
    (1) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 31 ص 249.
    (2) [890] قريش بن أنس الأنصاري مولى بني والية كنيته أبو أنس من أهل البصرة يروي عن بن عون والبصريين روى عنه العراقيون مات سنة تسع ومائتين وكان سخيا صدوقا إلا أنه اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به بقي ست سنين في اختلاطه فظهر في روايته أشياء مناكير لا تشبه حديثه القديم فلما ظهر ذلك من غير أن يتميز مستقيم حدثه من غيره لم يجز الاحتجاج به فيما انفرد فأما فيما وافق الثقات فهو المعتبر بأخباره تلك روى عن أشعث عن الحسن عن سمرة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى أن يقد السير بين إصبعين أي لا يقطع بين إصبعين مخافة أن يقطع الأصابع أخبرناه بن قحطبة قال حدثنا بندار بن بشار قال حدثنا قريش بن أنس عن أشعث. وفي تهذيب التهذيب : هشيم عن العوام عن جميع بنعمير على الصواب انتهى وله عند الأربعة ثلاثة أحاديث وقد حسن الترمذي بعضها وقال بن نمير كان من أكذب الناس كان يقول أن الكراكي تفرخ في السماء ولا يقع فراخها رواه بن حبان في كتاب الضعفاء بإسناده وقال كان رافضيا يضع الحديث وقال الساجي له أحاديث مناكير وفيه نظر وهو صدوق وقال العجلي تابعي ثقة. ابن حجر ، تهذيب التهذيب ج 22 ص 95 قال أبو نعيم الفضل بن دكين كان فاسقا وذكره بن حبان في الثقات قلت وقال الآجري عن أبي داود جميع بن عمر راوي حديث هند بن أبي هالة أخشى أن يكون كذابا وقال العجلي جميع لا بأس به يكتب حديثه وليس بالقوي.
    (3) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 31 ص 251.
    (4) قال الذهبي في تذكره الحفاظ ج 1 ص 333 ع محمد بن عبيد بن أبي أمية الحافظ الثقة أبو عبد الله الأيادي الكوفي الكنافسي الأحدب مولى بني حنيفة ولد سنة سبع وعشرين ومائة وسمع هشام بن عروة والأعمش وإسماعيل وعبيد الله وابن إسحاق ومسعرا حدث عنه اخوه يعلى وأحمد وابن معين

    عن مجالد (ت 144 هـ) عن الشعبي ،
    وعن يونس بن أبي إسحاق (ت 159 هـ) عن أبيه
    وعن أبي السفر (سعيد بن عمرو الهمداني) (مات زمن بني أمية في امارة خالد) وغيرهم.
    قالوا : بايع أهل العراق الحسن بن علي بعدقتل علي بن أبي طالب ثم قالوا له سر إلى هؤلاء القوم الذين عصوا الله ورسوله وارتكبوا العظيم وابتزوا الناس أمورهم فإنا نرجو أن يمكن الله منهم فسار الحسن إلى أهل الشام وجعل على مقدمته قيس بن سعد بن عبادة في اثني عشر ألفا وكانوا يسمون شرطة الخميس.
    قال : وقال غيره وجه إلى الشام عبيد الله بن العباس ومعه قيس بن سعد فسار فيهم قيسحتى نزل مسكن والأنبار وناحيتها.
    وسار الحسن حتى نزل المدائن وأقبل معاوية في أهل الشام يريد الحسن حتى نزل جسر منبج.
    __________________
    وإسحاق وابنا أبي شيبة وعباس الدوري وأحمد بن الفرات وخلق كثير سكن بغداد مدة وكان أحد المتقنين وكان يعلى أكبر منه بتسع سنين رواه أبو أمية الطرسوسي عن يعلى قال أثرم سألت أبا عبد الله عن يعلى ومحمد وعمر فوثقهم وقال أبو جعفر بن أبي شيبة سألت بن معين عن بني عبيد الثلاثة فوثقهم وقال اثبتهم يعلى وقال محمد بن عبد الله بن عمار كلهم ثبت قال واحفظهم يعلى وأبصرهم بالحديث محمد الأحدب وعمر شيخهم وقال يعقوب السدوسي محمد بن عبيد مولى لأياد مكث ببغداد دهرا ثم رجع إلى الكوفة فمات بها سنة أربع ومائتين وكان ممن يقدم عثمان وقل من يذهب إلى هذا من الكوفيين عامتهم يقدم عليا أو يقف عند عثمان وعلي سمعت على بن المديني وذكر محمد بن عبيد فقال كان كيسا وقال العجلي كوفي ثقة كان حديثه أربعة آلاف يحفظها قال بن سعد ثقة كثير الحديث صاحب سنة مات سنة أربع وقال خليفة ومطين سنة خمس ومائتين رحمه الله تعالى. معرفة الثقات لابن حبان : محمد بن عبيد الطنافسي يكنى أبا عبد الله أحدب كوفي ثقة وكنا عثمانيا وكان حديثه أربعة آلاف يحفظها. وفي الجرح والتعديل للرازي قال : وكان يظهر السنة. وقال في تهذيب الكمال : انتقل من الكوفة فنزل بغداد فمكث بها دهرا ثم رجع إلى الكوفة فمات بها قبل أخيه يعلى في سنة أربع ومئتين في خلافة المأمون وكان من الكوفيين ممن يقدم عثمان على علي وقل من يذهب إلى هذا من الكوفيين عامتهم يقدم عليا على عثمان أو يقف عند عثمان وعلي سمعت علي بن المديني وذكر محمد بن عبيد فقال كان كيسا وقال محمد بن سعد نزل بغداد دهرا ثم رجع إلى الكوفة فمات قبل يعلى في سنة أربع ومئتين في خلافة المأمون وكان ثقة كثير الحديث وكان صاحب سنة وجماعة. وكذلك في الطبقات الكبرى لابن سعد.

    فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في عسكره ألا إن قيس بن سعد قد قتل قال فشدالناس على حجرة الحسن فانتهبوها حتى انتهبت بسطه وجواريه وأخذوا رداءه من ظهره وطعنه رجل من بني أسد يقال له بن اقيصر بخنجر مسموم في أليته فتحول من مكانه الذي انتهبت فيه متاعه ونزل الأبيض قصر كسرى.
    وقال عليكم لعنة من أهل قرية فقد علمت أن لا خير فيكم قتلتم أبي بالأمس واليوم تفعلون بي هذا.
    ثم دعا عمرو بن سلمة الارحبي فأرسله وكتب معه إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر على أن يسلم له ثلاث خصال يسلم له بيت المال فيقضي منه دينه ومواعيده التي عليه ويتحمل منه هو ومن معه من عيال أبيه وولده وأهل بيته ولا يسب علي وهو يسمع وأن يحمل إليه خراج فسا ودرابجرد من أرض فارس كل عام إلى المدينة ما بقي فأجابه معاوية إلى ذلك وأعطاه ما سأل.
    قال (ابن سعد) : ووفي معاوية للحسن ببيت المال وكان فيه يومئذ سبعة آلاف ألف درهم فاحتملها الحسن وتجهز بها هو وأهل بيته إلى المدينة. وكف معاوية عن سب علي والحسن يسمع ودس معاوية إلى أهل البصرة فطردوا وكيل الحسن وقالوا لا نحمل فيئنا إلى غيرنا يعنون خراج فسا ودرابجرد.
    فأجرى معاوية على الحسن كل سنة ألف ألف درهم.
    وعاش الحسن بعد ذلك عشر سنين. (1)
    روايات عبد الله بن بكر السهمي البصري (208 هـ)
    قال محمد بن سعد وأخبرنا عبد الله بن بكر السهمي (2) قال حدثنا حاتم بن أبي
    __________________
    (1) المزي ، تهذيب الكمال ج 6 ص 245 ، وفي تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ترجمة الحسن قال محمد بن سعد قال ابو عبيد عن مجالد عن الشعبي ولعله تصحيف.
    (2) الذهبي ، تذكرة الحفاظ : ع عبد الله بن بكر الحافظ الصادق أبو وهب السهمي البصري نزيل بغداد سمع أباه بكر بن حبيب وحميد الطويل وابن عون وهشام بن حسان وحاتم بن أبي صغيرة وعنه أحمد بن حنبل وابن أبي شيبة وابن المديني وعبد الله بن منير المروزي والحارث بن أبي أسامة ومحمد بن الفرج الأزرق وخلق وثقه أحمد وجماعة وكان رأسا في الحديث والفقه وكان أبوهمن كبار أئمة

    صغيرة (البصري) عن عمرو بن دينار أن معاوية كان يعلم أن الحسن كان أكره الناس للفتنة فلما توفي علي بعث إلى الحسن فأصلح الذي بينه وبينه سرا وأعطاه معاوية عهدا إن حدث به حدث والحسن حي ليسمينه وليجعلن هذا الأمر إليه فلما توقف منه الحسن ، قال عبد الله بن جعفر والله إني لجالس عند الحسن إذ أخذت لأقوم فجذب ثوبي وقال يا هناه اجلس فجلست قال إني قد رأيت رأيا وإني أحب أن تتابعني عليه قال قلت ما هو قال قد رأيت أن أعمد إلى المدينة فأنزلها وأخلي بين معاوية وبين هذا الحديث فقد طالت الفتنة وسفككت فيها الدماء وقطعت فيها الأرحام وقطعت السبل وعطلت الفروج يعني الثغور فقال بن جعفر جزاك الله عن أمة محمد خيرا فأنا معك وعلى هذا الحديث فقال الحسن ادع لي الحسين فبعث إلى حسين فأتاه فقال أي أخي إني قد رأيت رأيا وإني أحب أن تتابعني عليه قال : ما هو؟ فقص عليه الذي قال لابن جعفر :
    قال الحسين أعيذك بالله أن تكذب عليا في قبره وتصدق معاوية فقال الحسن والله ما أردت أمرا قط إلا خالفتني إلى غيره والله لقد هممت أن أقذفك في بيت فاطينه عليك حتى أقضي أمري فلما رأى الحسين غضبه قال أنت أكبر ولد علي وأنت خليفته وأمرنا لأمرك تبع فافعل ما بدا لك. (1)
    وتلحق بهذه الروايات الموضوعة :
    روايات جميع بن عمر توفي بحدود المائتين
    قال المزي قال جميع بن عمر عن مجالد بن سعيد (2) عن طحرب العجلي عن الحسن
    __________________
    العربية عاش عبد الله بضعا وثمانين سنة ومات في أول سنة ثمان ومائتين أخبرنا بن أبي عمر وابن علان والفخر علي والقطب أحمد بن عبد السلام كتابة قالوا أنا عمر بن طبرزد أنا بن الحصين أنا بن غيلان أنا أبو بكر الشافعي نا علي بن الحسن بن عبدويه الخزاز سنة سبع وسبعين ومائتين نا عبد الله بن بكر نا حميد عن أنس قال كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في طريق ومعه أناس من أصحابه فعرضت له امرأة فقالت يا رسول الله لي إليك حاجة فقال يا أم فلان اجلسي في أدنى نواحي السكك حتى اجلس إليك ففعلت فجلس إليها حتى قضت حاجتها.
    (1) تاريخ مدينة دمشق ترجمة الحسن.
    (2) قال ابن سعد في الطبقات ج 6 : مجالد بن سعيد الهمداني ويكنى ابا عمير توفي سنة 144 هـ في خلافة

    قال : لا أقاتل بعد رؤيا رأتها رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واضعا يده على العرض ورأيت أبا بكر واضعا يده على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ورأيت عمر واضعا يده على أبي بكر ورأيت عثمان واضعا يده على عمر ورأيت دماء دونهم فقيل ذا دم عثمان يطلب الله به. (1)
    رواية المقدسي في البدء والتاريخ ت 507 هـ
    وقال المقدسي في البدء والتاريخ : «أنَّه عليه‌السلام كان أرخى ستره على مائتي حرة». (2)
    روايات ابن كثير في البداية والنهاية
    روى ابن كثير عن أبي بكر الخرائطي الشامي ت 325 هـ في كتابه مكارم الأخلاق عن القواريري (325 هـ) نا عبد الأعلى عن هشام بن حسان (ت 148 هـ) عن محمد بن سيرين قال تزوج الحسن بن علي امرأة فبعث إليها بمائة جارية مع كل جارية ألف درهم. (3)
    وروى أيضا عن أبي علي الحداد أنا أبو نعيم ، نا سليمان بن احمد نا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرازق عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه عن الحسن بن سعد عن أبيه قال متع الحسن بن علي امرأتين بعشرين ألف درهم وزقاق من عسل فقالت إحداهما / واراها الحنفية / متاع قليل من حبيب مفارق ... فأخبر الرسول الحسن بن علي فبكى وقال لولا أني سمعت أبي يحدث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جدي انه قال من طلق امرأته ثلاثا لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره لراجعتها. (4)
    __________________
    ابي جعفر وكان ضعيفا في الحديث ، وقال العقيلي في الضعفاء ج 4 ص 234 عن ابي سعيد الاشج قال ذكر رجل عثمان عند مجالد بن سعيد فقال مجالد لغلامه جره واطرحه في البئر. قال ابن حبان في المجروحين ج 3 ص 10 كان مجالد رديء الحفظ يقلب الاسانيد ويرفع المراسيل لا يجوز الاحتجاج به.
    (1) المزي ، تهذيب الكمال ، ج 6 ص 249 وج 39 ص 484.
    (2) المقدسي ، البدء والتاريخ ج 2 ص 145.
    (3) ابن كثير ، البداية والنهاية ج 8 ص 38 ، ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 78. المزي ، تهذيب الكمال ج 2 ص 592.
    (4) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 13 ص 250. وابن كثير ، البداية والنهاية ج 2 ص 38.

    وروى أيضا عن غندر نا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث انه سمع معد كرب يحدث ان عليا مرَّ على قوم مجتمعين ورجل يحدثهم فقال من هذا قالوا الحسن فقال طحن ابل لم تعوَّد طحنا. (1)
    وروى ابن عساكر عن عمرو بن أبي قيس عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال كانت عائشة الخثعمية عند الحسن بن علي فلما قتل علي قالت لتهنئك الخلافة قال لقتل علي تظهرين الشماتة اذهبي فأنت طالق ثلاثا قال فتلفعت بثيابها فلما جاءها الرسول قالت متاع قليل من حبيب مفارق فلما بلغه قولها بكى ثم قال لولا أني سمعت جدي أو حدثني أبي أنه سمع جدي يقول : ايما رجل طلق امرأته ثلاثا عند الاقراء أو ثلاثا مبهمة لم تحل له حتى تنكح زوجا غيره لراجعتها. (2)
    وروى أيضا عن محمد بن عمر نا عبد الرحمن بن أبي الموال (ت 173 هـ) قال سمعت عبد الله بن حسن يقول كان حسن بن علي قل ما يفارقه اربه حرائر وكان صاحب ضرائر وكانت عنده ابنة منظور بن سيارالفزاري وعنده امرأة من بني أسد من آل حزيمفطلقهما وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف درهم وزقاق من عسل متعة وقال لرسوله يسار بن سعيد بن يسار وهو مولاه احفظ ما يقولان لك فقالت الفزارية : بارك الله فيه وجزاه خيرا وقالت الاسدية متاع قليل من حبيب مفارق فرجع فأخبره فراجع الاسدية وترك الفزارية. (3)
    أقول : ليس من شك ان الشيعة انطلاقا من ايمانهم بعصمة الامام الحسن لا يسلمون بصحة هذه الروايات ، وهي بميزان الرؤية الجديدة نموذج للاعلام العباسي ضد الحسن نكاية بذريته الثائرة ضد الحكم العباسي.
    __________________
    (1) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ترجمة الحسن ج 4 ص 86.
    (2) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 79.
    (3) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 77. والمزي ، تهذيب الكمال ج 2 ص 592. وابن كثير ، البداية والنهاية ، ج 8 ص 38.

    الباب الثالث / الفصل الثامن
    ملاحظات نقدية حول رواية البخاري في الصلح وشرح ابن حجر لها
    رواية البخاري في قصة صلح الحسن عليه‌السلام
    حدثنا عبد الله بن محمّد (المسندي) حدثنا سفيان (بن عيينة) عن أبي موسى (إسرائيل بن موسى البصري) قال سمعت الحسن (البصري) يقول : استقبل والله الحسن بن عليّ معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاص إني لأرى كتائب لا تولّي حتى تقتل أقرانها فقال له معاوية وكان والله خير الرّجلين أي عمرو إن قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء وهؤلاء من لي بأمور الناس من لي بنسائهم من لي بضيعتهم (في نسخة أخرى بصبيتهم) فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس عبد الرحمن بن سمرة (بن حبيب بن عبد شمس) وعبد الله بن عامر بن كريز (بن عبد شمس) فقال اذهبا إلى هذا الرّجل فاعرضا عليه وقولا له واطلبا إليه فأتياه فدخلا عليه فتكلّما وقالا له فطلبا إليه فقال لهما الحسن بن عليّ إنّا بنو عبد المطّلب قد أصبنا من هذا المال وإنّ هذه الأمّة قد عاثت في دمائها قالا فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك قال فمن لي بهذا قالا نحن لك به فما سألهما شيئا إلا قالا نحن لك به فصالحه.
    فقال الحسن (البصري) ولقد سمعت أبا بكرة يقول رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على المنبر والحسن بن عليّ إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرّة وعليه أخرى ويقول إنّ ابني هذا

    سيّد ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين قال لي عليّ بن عبد الله إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة بهذا الحديث (1).
    البخاري حدثنا عليّ بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا إسرائيل أبو موسى ولقيته بالكوفة جاء إليّ بن شبرمة فقال أدخلني على عيسى فأعظه فكأنّ بن شبرمة خاف عليه فلم يفعل.
    قال حدثنا الحسن قال لمّا سار الحسن بن عليّ رضي‌الله‌عنهما إلى معاوية بالكتائب قال عمرو بن العاص لمعاوية أرى كتيبة لا تولّي حتى تدبر أخراها قال معاوية من لذراريّ المسلمين فقال أنا فقال عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن سمرة نلقاه فنقول له الصّلح.
    قال الحسن : ولقد سمعت أبا بكرة قال بينا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يخطب جاء الحسن فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ابني هذا سيّد ولعلّ الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين (2).
    شرح ابن حجر لرواية البخاري مع
    ملاحظاتنا عليه
    قال ابن حجر :
    قوله (باب قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للحسن بن علي ان ابني هذا لسيد)
    في رواية المروزي والكشميهني سيد بغيرلام وكذا لهم في مثل هذه الجمة في كتاب الصلح وبحذف (ان) وساق المتن هناك بلفظ ان ابني هذا سيد وساقه هنا بحذفها وقد أخرجه الإسماعيلي من رواية سبعة أنفس عن سفيان بن عيينة وبيَّن اختلاف ألفاظهم.
    قوله (حدثنا إسرائيل أبو موسى) هي كنية إسرائيل واسم أبيه موسى فهو ممن وافقت كنيته اسأبيه فيؤمَن فيه من التصحيف وهو بصري كان يسافر في التجارة إلى الهند وأقام بها مدة.
    قوله (ولقيته بالكوفة) قائل ذلك هو سفيان بن عيينة والجملة حالية.
    __________________
    (1) البخاري الجامع الصحيح ج 3 ص 170.
    (2) البخاري الجامع الصحيح ج 8 ص 99.

    قوله (وجاء إلى ابن شبرمة) هو عبد الله قاضي الكوفة في خلافة أبي جعفر المنصور ومات في خلافته سنة أربع وأربعين ومائة وكان صارما عفيفا ثقة فقيها.
    قوله (فقال أدخلني علعيسى فأعظه) بفتح الهمزة وكسر العين المهملة وفتح الظاء المشالة من الوعظ ، وعيسىهو ابن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن أخي المنصور وكان أميرا على الكوفة إذ ذاك.
    (قوله فكأنَّ) بالتشديد (ابن شبرمة خاف عليه) أي على إسرائيل (فلم يفعل) أي فلم يدخله على عيسى بن موسى ولعل سبب خوفه عليه انه كان صادعا بالحق فخشى انه لا يتلطف بعيسى فيبطش به لما عنده من غِرة الشباب وغرة الملك. وكانت وفاة عيسى المذكور في خلافة المهدي سنة ثمان وستين ومائة.
    قوله (لما سار الحسن بن علي إلى معاوية بالكتائب) ، في رواية عبد الله ابن محمد عن سفيان في كتاب الصلح استقبل والله الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال ، والكتائب بمثناة وآخره موحدة جمع كتيبة بوزن عظيمة وهي طائفة من الجيش تجتمع وهي فعلية بمعنى مفعولة لان أمير الجيش إذا رتبهم وجعل كل طائفة على حدة كتبهم في ديوانه كذلك ذكر ذلك ابن التين عن الداودي ومنه قيل مكتب بني فلان ، قال وقوله (أمثال الجبال) أي لا يُرى لها طرف لكثرتها كما لا يرى من قابل الجبل طرفه ، ويحتمل ان يريد شدة البأس.
    وأشار الحسن البصري بهذه القصة إلى : ما اتفق بعد قتل علي رضي‌الله‌عنه ، وكان علي لما انقضى أمر التحكيم ورجع إلى الكوفة تجهز لقتال أهل الشام مرة بعد أخرى فشغله أمر الخوارج بالنهروان ، وذلك في سنة ثمان وثلاثين ثم تجهز في سنة تسع وثلاثين فلم يتهيأ ذلك ، لافتراق آراء أهل العراق عليه ، ثم وقع الجِدّ منه في ذلك في سنة أربعين فأخرج إسحاق من طريق عبد العزيز بن سياه (بكسر المهملة وتخفيف الياء آخر الحروف) قال لما خرج الخوارج قام علي فقال أتسيرون إلى الشام أو ترجعون إلى هؤلاء الذين خلفوكم في دياركم قالوا بل نرجع إليهم فذكر قصة الخوارج قال فرجع علي إلى الكوفة فلما قتل واستخلف الحسن وصالح معاوية كتب إلى قيس بن سعد بذلك فرجع عن قتال معاوية.

    قال البدري :
    قوله (افتراق آراء أهل العراق عليه) يريد انقسام جيش علي بعد رجوعهم من صفين إلى فرقتين فرقة تخطئ عليا وهم الذين انتهوا إلى تكفير علي وطلبهم ان يعترف بكفره ويتوب منه وأخرى تصوبه ، وقد تحملهم علي في بادئ الأمر لان مجرد تخطئة الحاكم ونقده لا يوجب قتالهم ولا عقوبتهم حتى رفعوا السلاح وافسدوا وقتلوا عبد الله بن خباب رضي‌الله‌عنه ، اقدم على قتالهم بعد ان وعظهم ورجع منهم ألفان أو اكثر.
    قال ابن حجر :
    وأخرج الطبري بسند صحيح عن يونس بن يزيد عن الزهري قال جعل علي على مقدمة أهل العراق قيس بن سعد بن عبادة وكانوا أربعين ألفا بايعوه على الموت ، فقتل علي فبايعوا الحسن بن علي بالخلافة وكان لا يحب القتال ولكن كان يريد أن يشترط على معاوية لنفسه فعرف ان قيس بن سعد لا يطاوعه على الصلح فنزعه وأمر عبد الله بن عباس فاشترط لنفسه كما اشترط الحسن.
    قال البدري :
    الجزء الأول من الرواية صحيح على انه توجد رواية أخرى انه بايعه ستون الفا وان معه مائة ألف سيف ، اما الجزء الآخر فيما يرتبط بالحسن عليه‌السلام فهو كذب ولم يعزل قيسا ، والخلل في الرواية منحصر بالزهري وتلميذيه الاول يونس بن يزيد الايلي ت 159 ـ 160 هـ ، قال محمد بن سعد حديثه حلو ربما جاء بالشيء المنكر. الثاني معمر الصنعاني وسيأتي الحديث عنه.
    قال ابن حجر :
    وأخرج الطبري والطبراني من طريق إسماعيل بن راشد قال بعث الحسن قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا يعني من الأربعين فسار قيس إلى جهة الشام وكان معاوية لما بلغه قتل علي خرج في عساكر من الشام وخرج الحسن بن علي حتى نزل المدائن فوصل معاوية إلى مسكن.
    وقال ابن بطال ذكر أهل العلم بالاخبار ان عليا لما قتل سار معاوية يريد العراق

    وسار الحسن يريد الشام فالتقيا بمنزل من ارض الكوفة فنظر الحسن إلى كثرة من معه فنادى يا معاوية اني اخترت ما عند الله فان يكن هذا الأمر لك فلا ينبغي لي ان أنازعك فيه وان يكن لي فقد تركته لك فكبر أصحاب معاوية وقال المغيرة عند ذلك أشهد اني سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول إن ابني هذا سيد الحديث وقال في آخره فجزاك الله عن المسلمين خيرا انتهى.
    قال ابن حجر وفي صحة هذا نظر من أوجه :
    الأول ان المحفوظ ان معاوية هو الذي بدأ بطلب الصلح كما في حديث الباب.
    الثاني ان الحسن ومعاوية لم يتلاقيا بالعسكرين حتى يمكن ان يتخاطبا وإنما تراسلا ، فيحمل قوله فنادى يا معاوية على المراسلة ويجمع بأن الحسن راسل معاوية بذلك سرا فراسله معاوية جهرا.
    والمحفوظ ان كلام الحسن الأخير انما وقع بعد الصلح والاجتماع كما أخرجه سعيد بن منصور والبيهقي في الدلائل من طريقه ومن طريق غيره بسندهما إلى الشعبي قال لما صالح الحسن بن علي معاوية قال له معاوية قم فتكلم فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فان أكيس الكيس التقى وان أعجز العجز الفجور الا وان هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية حق لامرئ كان أحق به مني أو حق لي تركته لإرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم وان أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين ثم استغفر ونزل.
    وأخرج يعقوب بن سفيان ومن طريقه أيضا البيهقي في الدلائل من طريق الزهري فذكر القصة وفيها فخطب معاوية ثم قال قم يا حسن فكلم الناس فتشهد ثم قال أيها الناس ان الله هداكم بأولنا وحقن دمائكم بآخرنا وان لهذا الأمر مدة والدنيا دول وذكر بقية الحديث
    الثالث ان الحديث لأبي بكرة لا للمغيرة لكن الجمع ممكن بأن يكون المغيرة حدث به عندما سمع مراسلة الحسن بالصلح وحدث به أبو بكرة بعد ذلك وقد روى أصل الحديث جابر أورده الطبراني والبيهقي في الدلائل من فوائد يحيى بن معين بسند صحيح إلى جابر وأورده الضياء في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين وعجبت للحاكم في عدم استدراكه مع شدة حرصه على مثله.

    قال البدري :
    مناقشة ابن حجر لما ذكره ابن بطال صحيحة ، الا فيما يتعلق بطلب معاوية من الحسن عليه‌السلام ان يخطب وما ذكره من كلام الحسن عليه‌السلام ، فان جزءا منه وهو قوله (ان الله هداكم بأولنا) ويريد به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، هداهم من ضلاله الكفر ، اما قوله حقن دماءكم باخرنا ، فان الحسن ليس آخر أهل البيت ، مضافا إلى ما نسب إليه من قوله عليه‌السلام : (وان هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية حق لامرئ كان أحق به مني أو حق لي) فان هذا الترديد من الحسن إذا حملنا على قوله تعالى سبأ / 24 ، فهو صحيح ، والا فهو ليس صادقا في حق الحسن لأنه على يقين من أمره ومن مشروعية حكمه في قبال بطلان بيعة أهل الشام لمعاوية ، ومهما يكن من أمر فان الذيتذكره الروايات من طلب معاوية ان يخطب في أهل الكوفة بعد ما ابرم الصلح أمر غير وارد تماما ، لان قضية الصلح والشروط قد وضحها الحسن لشعبه قبل ان يوضحها لمعاوية وهو من طبيعة الأشياء لان الحسن ليس ديكتاتورا مع شعبه والقضية تتعلق بمصيرهم كشعب وبمشروععلي الإحيائي لسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي تحملوا نصرته.
    قال ابن حجر :
    قال ابن بطال : سلم الحسن لمعاوية الأمر وبايعه على إقامة كتاب الله وسنة نبيه. ودخل معاوية الكوفة وبايعه الناس فسميت سنة الجماعة لاجتماع الناس وانقطاع الحرب وبايع معاوية كل من كان معتزلا للقتال كابن عمر وسعد بن أبي وقاص ومحمد بن مسلمة وأجاز معاوية الحسن بثلاثمائة ألف وألف ثوب وثلاثين عبدا ومائة جمل وانصرف إلى المدينة وولى معاوية الكوفة المغيرة بن شعبة والبصرة عبد الله بن عامر ورجع إلى دشق.
    قال البدري :
    قوله (واجاز معاوية الحسن بثلاثمائة ألف .. الخ) هي صيغة أخرى من رواية سفيان بن عيينة موضع البحث ، قال الحاكم النيسابوري حدثنا أبو بكرمحمد بن

    إسحاق وعلي بن حمشاد قالا ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا أبو موسى قال سمعت الحسن يقول استقبل الحسن بن علي معاوية بكتائب أمثال الجبال فقال عمرو بن العاص والله إني لأرى كتائب لا تولى أو تقتل أقرانها فقال معاوية وكان خير الرجلين أرأيت إن قتل هؤلاء هؤلاء من لي بدمائهم من لي بأمورهم من لي بنسائهم قال فبعث معاوية عبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس قال سفيان وكانت له صحبة فصالح الحسن معاوية وسلم الأمر له وبايعه بالخلافة على شروط ووثائق وحمل معاوية إلى الحسن مالا عظيما يقال خمس مائة ألف ألف درهم وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وإنما كان ولي قبل أن يسلم الأمر لمعاوية سبعة أشهر وأحد عشر يوما (1).
    رجع الكلام إلى ابن حجر في شرح الرواية :
    قوله (قال عمرو بن العاص لمعاوية أرى كتيبة لا تولى) بالتشديد أي لا تدبر (قوله حتى تدبر أخراها) وفي رواية عبد الله بن محمد في الصلح اني لأرى كتائب لا تولي حتى تقتل أقرانها.
    قوله (قال معاوية من لذراري المسلمين) أي من يكفلهم إذا قتل آباؤهم. زاد في (كتاب) الصلح (فقال له معاوية وكان والله خير الرجلين يعني معاوية أي عمروان قتل هؤلاء هؤلاء وهؤلاء هؤلاء من لي بأمور الناس من لي بنسائهم من لي بضيعتهم) يشير إلى أن رجال العسكرين معظم من في الإقليمين فإذا قتلوا ضاع أمر الناس وفسد حال أهلهم بعدهم وذراريهم والمراد بقوله ضيعتهم الأطفال والضعفاء سموا باسم ما يؤول إليه أمرهم لأنهم إذا تركوا ضاعوا لعدم استقلالهم بأمر المعاش ، وفي رواية الحميدي عن سفيان في هذه القصة من لي بأمورهم من لي بدمائهم من لي بنسائهم واما قوله هنا في جواب قول معاوية من لذراري المسلمين فقال أنا فظاهره يومهم ان المجيب بذلك هو عمرو بن العاص ولم أر في طرق الخبر ما يدل على ذلك فإن كانت محفوظة فلعلها كانت فقال اني بتشديد النون المفتوحة قالها عمرو على سبيل الاستبعاد.
    __________________
    (1) الحاكم النيسابوري ، المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 191.

    قال ابن حجر :
    وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن معمرعن الزهري قال : وكان قيس بن سعد بن عبادة على مقدمة الحسن بن علي فأرسل إليه معاوية سجلا قد ختم في أسفله فقال أكتب فيه ما تريد فهو لك فقال له عمرو بن العاص بل نقاتله فقال معاوية وكان خير الرجلين على رسلك يا أبا عبد الله لا تخلص إلى قتل هؤلاء حتى يقتل عددهم من أهل الشام فما خير الحياة بعد ذلك واني والله لا أقاتل حتى لا أجد من القتال بدا).
    قال البدري :
    قوله (فأرسل إليه معاوية سجلا قد ختم في أسفله فقال أكتب فيه ما تريد فهو لك) هذا القول من معاوية إلى قيس بن سعد ،
    ونحن نورد المقطع كاملا من رواية معمر عن الزهري فيما يخص الصلح هو قوله : (واستخلف أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة وكان الحسن لا يريد القتال ولكنه كان يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ثم يدخل في الجماعة ويبايع ، فعرف الحسن أن قيس بن سعد لا يوافقه على ذلك فنزعه وأمر مكانه عبيد الله بن العباس فلما عرف عبيد الله بن العباس الذي يريد الحسن أن يأخذ لنفسه كتب عبيد الله إلى معاوية يسأله الآمان ويشترط لنفسه على الاموال التي أصاب فشرط ذلك معاوية له وبعث إليه ابن عامر في خيل عظيمة فخرج إليهم عبيد الله ليلا حتى لحق بهم وترك جنده الذين هو عليهم لا أمير لهم ومعهم قيس بن سعد فأمرت شرطة الخمسين قيس بن سعد وتعاهدوا وتعاقدوا على قتال معاوية وعمرو بن العاص حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان اتبعه على أموالهم ودمائهم وما أصابوا من الفتنة فخلص معاوية حين فرغ من عبيد الله والحسن إلى مكايدة رجل هو أهم الناس عنده مكيدة وعنده أربعون ألفا فنزل بهم معاوية وعمرو وأهل الشام أربعين ليلة يرسل معاوية إلى قيس ويذكره الله ويقول على طاعة من تقاتلني ويقول قد بايعني الذي تقاتل على طاعته فأبى قيس أن يقر له حتى أرسل معاوية بسجل قد ختم له في اسفله فقال أكتب في هذا السجل فما كتبت فهو لك فقال عمرو لمعاوية لا تعطه هذا وقاتله فقال معاوية وكان خير الرجلين على رسلك يا أبا عبد الله فإنا لن نخلص إلى قتل هؤلاء حتى يقتل عددهم من

    أهل الشام فما خير الحياة بعد ذلك وأني والله لا أقاتله حتى لا أجد من ذلك بدا فلما بعث إليه معاوية بذلك السجل اشترط قيسبن سعد لنفسه ولشيعة علي الأمان على ما أصابوا من الدماء والأموال ولم يسأل معاوية في ذلك مالا فأعطاه معاوية ما اشترط عليه ودخل قيس ومن معه في الجماعة) (1).
    أقول : هذه الرواية رواها أيضا الطبري (2) عن يونس الايلي عن الزهري. والزهري غير مأمون في الحديث أساسا عن تاريخ مع بني أمية والذي انفردت به رواية الزهري برواية من لا يتهم في روايته عنه ، هو : ان الذي طلب الأمان للشيعة قيس بن سعد وليس الحسن عليه‌السلام الذي طلب الاموال لنفسه!!! وبالتالي فان بلاءها منحصر بالزهري عالم البلاط الأموي وتبنى تلميذاه معمر بن راشد (3) ويونس الايلي روايتها تلبية لرغبة
    __________________
    (1) عبدالرزاق الصنعاني ، لمصنف ج 5 ص 461 ـ 463.
    (2) الطبري تاريخ الامم والملوك 4 / 125.
    (3) معمر بن راشد مولى الأزد يقال كان مملوكا لقوم ينزلون طاحية توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة في رمضان وكان يكنى أبا عروة (ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 59 ص 395) ويروي أبو بكر محمد بن محمد بن رجاء قال معمر بن راشد كان بالبصرة وكان تاجرا يختلف إلى الشام فوافى آل مروان ولهم وليمة وعرس فاستعاروا منه متاعا لعرسهم فأعارهم فلما انقضى عرسهم برّوه قال إنما أنا عبد ، وكلما بررتموني به فهو لمولاي ، ولكن كلموا هذا الرجل يحدثني يعني الزهري فكلموه فحدثه. وعن ابن عائشة نا عبد الواحد بن زياد قال قلت لمعمر كيف سمعت من ابن شهاب قال كنت مملوكا لقوم من طاحية فأرسلوني ببز أبيعه فقدمت المدينة فنزلت دارا فرأيت شيخا والناس يعرضون عليه العلم فعرضت عليه معهم (ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 59 ص 393) ، أقول : والرواية الأولى هي الصحيحة لان معمر التقى الزهري في الرصافة. فقد روى ابن عساكر عن عثمان ابن أحمد نا حنبل بن إسحاق حدثني أبو عبد الله نا عبد الرزاق قال قال معمر كنت جئت الزهري بالرصافة فجعل يلقي عليَّ. (ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 59 ص 393) قال السمعاني ج 3 ص 71 (الرصافة وهي بلدة بالشام كان ينزلها هشام بن عبد الملك فنسب البلد إليه فيقال : رصافة هشام ، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد حجاج بن يوسف بن أبي منيع ـ واسمه عبد الله بن أبي زياد الرصافي قام أبو حاتم بن حبان : هو من أهل الشام ، سكن حلب ، يروي عن جده عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري ، روى عنه الحسين بن الحسن المروزي وأيوب بن محمد الوزان. وأبو أحمد عبيد الله بن أبي زياد الرصافي ، يروى عن ابن شهاب الزهري) ، ومنذ اتصاله بالزهري وهو آنذاك دون الخامسة والعشرين من العمر على اكثر تقدير ، اختص بالزهري وهو في أخريات عمره وبرز اسمه قال عن حماد بن سلمة قال لما رحل معمر إلى الزهري نبل وكنا نسميه معمر الزهري ، (ابن عساكر / تاريخ مدينة دمشق ج 59 /). روى عبد الرزاق عن ابن عيينة قال كنت جالسا عند سعيد بن أبي عروبة (ت هـ) فحدث بحديث عن معمر قال لقد رفعنا معمر كم هذا أخذنا عنه) ، وفي رواية

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 7:00 am

    خلفاء بني العباس في تشويه الحسن عليه‌السلام.
    رجع الحديث إلى شرح ابن حجر :
    قوله (فقال عبد الله بن عامر) هو بن كريز بن عبد شمس).
    (وعبد الرحمن بن سمرة) هو ابن حبيب بن عبد شمس).
    قوله (نلقاه فنقول له الصلح) أي نشير عليه بالصلح وهذا ظاهره انهما بدآ بذلك والذي تقدم في كتاب الصلح ان معاوية هو الذي بعثهما فيمكن الجمع بأنهما عرضا أنفسهما فوافقهما ولفطه هناك. (فبعث إليه رجلين من قريش من بني عبد شمس) أي ابن عبد مناف بن قصي (عبد الرحمن بن سمرة) زاد الحميدي في مسنده عن سفيان (بن حبيب بن عبد شمس) قال سفيان وكانت له صحبة.
    (وبنو حبيب بن عبد شمس بنو عم بني أمية بن عبد شمس ومعاوية هو ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية)
    (فقال معاوية اذهبا إلى هذا الرجل فأعرضا عليه) أي ما شاء من المال.
    (وقولا له) أي في حقن دماء المسلمين بالصلح.
    (واطلبا إليه) أي اطلبا منه خلعه نفسه من الخلافة وتسليم الأمر لمعاوية وابذلا له في مقابله ذلك ما شاء.
    (قال فقال لهما الحسن بن علي إنّا بنو عبد المطلب قد أصبنا من هذا المال وان هذه الأمة قد عاثت في دمائها ، قالا فإنه يعرض عليك كذا وكذا ويطلب إليك ويسألك قال فمن لي بهذا قالا نحن لك به فما سألهما شيئا الا قالا نحن لك به فصالحه).
    قال ابن بطال : هذا يدل على أن معاوية كان هو الراغب في الصلح وأنه عرض على الحسن المال ورغَّبه فيه وحثَّه على رفع السيف وذكره ما وعده به جده صلى‌الله‌عليه‌وسلم من سيادته في الإصلاح به ، فقال له الحسن إنّا بنو عبد المطلب (أصبنا من هذا المال) أي أنا جُبِلنا على الكرم والتوسعة على اتباعنا من الأهل والموالي وكنا
    __________________
    قال معمرا روينا عنه وهو حدث قال سفيان قلت أنت شرفته الله شرفه) (ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 59 ص 403) أقول : اقل ما تفيده الرواية ان معمر بن راشد وسفيان بن عيينة كانا يدا واحدة في المنهج فضلا عن تلمذتهما الخاصة على الزهري.

    نتمكن من ذلك بالخلافة حتى صار ذلك لنا عادة.
    وقوله (أن هذه الأمة) أي العسكرين الشامي والعراقي.
    قوله (قد عاثت) بالمثلثة أي قتل بعضها بعضا فلا يكفون عن ذلك الال بالصفح عما مضى منهم والتألف بالمال وأراد الحسن بذلك كله تسكين الفتنة وتفرقة المال على من لا يرضيه الا المال فوافقاه على ما شرط من جميع ذلك والتزما له من المال في كل عام والثياب والأقوات ما يحتاج إليه لكل من ذكر.
    قال البدري :
    كلام ابن بطال في تفرقة المال على من لا يرضيه الا المال كلام باطل ، لأنه الذين قتلوا زمن أبيه علي كانوا شهداء وكانت اسرهم قد اجرى لها راتبا ، وقد اكد الحسن هذا الراتب في شروطه على معاوية بقوله ان يجرى في اسر قتلى صفين والجمل ،
    وقوله (من لي بهذا) أي من يضمن لي الوفاء من معاوية فقالا نحن نضمن لان معاوية كان فوض لهما ذلك ويحتمل ان يكون قوله (أصبنا من هذا المال) أي فرقنا منه في حياة علي وبعده ما رأينا في ذلك صلاحا فنبه على ذلك خشية ان يرجع عليه بما تصرف فيه.
    قال البدري : وهذا الكلام من ابن حجر اسوأ من كلام ابن بطال.
    قال ابن حجر :
    وفي رواية إسماعيل بن راشد عند الطبري فبعث إليه معاوية عبد الله بن عامر وعبد الله بن سمرة بن حبيب كذا قال عبد الله وكذا وقع عند الطبراني والذي في الصحيح (البخاري) أصح ولعل عبد الله كان مع أخيه عبد الرحمن قال فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء أشترطها.
    ومن طريق عوانة بن الحكم نحوه وزاد وكان الحسن صالح معاوية على أن يجعل له ما في بيت مال الكوفة وأن يكون له خراج دار أبجرد.

    قال البدري :
    اما رواية إسماعيل بن راشد :
    فقد رواها الطبري عن موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال حدثنا عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن الخزاعي أبو عبد الرحمن قال حدثنا إسماعيل بن راشد قال : بايع الناس الحسن بن علي عليه‌السلام بالخلافة ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفاوأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر ألا إن قيس بن سعد قد قتل فانفروا فنفروا ونهبوا سرادق الحسن عليه‌السلام حتى نازعوه بساطا كان تحته وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن وكان عم المختار بن أبي عبيد عاملا على المدائن وكان اسمه سعد بن مسعود فقال له المختار وهو غلام شاب هل لك في الغنى والشرف قال وما ذاك قال توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية فقال له سعد عليك لعنة الله أثبعلى ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأوثقه بئس الرجل أنت فلما رأى الحسن عليه‌السلام تفرق الأمر عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح وبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن ابن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها ثم قام الحسن في أهل العراق فقال يا أهل العراق إنه سخى بنفسي عنكم ثلاث قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي ودخل الناس في طاعة معاوية ودخل معاوية الكوفة فبايعه الناس.
    قال البدري :
    وفي سند الرواية عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن الخزاعي أبو عبد الرحمن. وهو : عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني الطرائفي ت سنة 203 هـ والخزاعي تصحيف الحراني (1) ، وقد قال البخاري انه يروي عن قوم ضعاف ، وقال أبو
    __________________
    (1) انظر ابن الدمشقي ، جواهر المطالب ت 871 هـ تحقيق المحمودي ص 89 ، حيث رواها عن الطبري بلفظ الحراني وليس الخزاعي.

    أحمد الحاكم إنما لقب بالطرائفي لأنه كان يتبع طرائف الحديث يروي عن قوم ضعاف حديثه ليس بالقائم. وقال ابن عدي سمعت أبا عروبة ينسبه إلى الصدق وقال لا بأس به متعبد ويحدث عن قوم مجهولين بالمناكير وعنده عجائب وهو في الجزريين كبقية في الشاميين. قال أبو أحمد وصوبه عثمان انه لا بأس به وتلك العجائب من جهة المجهولين وما يقع في حديثه من الانكار فإنما يقع من جهة من يروي عنه. وقال الساجي عنده مناكير. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه لا أجيزه وقال الأزدي متروك ، وقال ابن نمير كذاب ، مات سنة (203) وقيل سنة (202). (1)
    اما إسماعيل بن راشد فهو مجهول الحال : قال الألباني إن إسماعيل بن راشد هذا وهو السلمي الكوفي من أتباع التابعين ، مجهول الحال ، أورده أبن أبي حاتم (1 / 1 / 169) وقال : «وهو إسماعيل بن أبي إسماعيل أخو محمد بن أبي إسماعيل روى عن سعيد بن جبير ـ روى عنه حصين بن عبد الرحمن السلمي ، يعد في الكوفيين». ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (2).
    أقول : ونكارة المتن واضحة وفيها افتراء على المختار رحمه‌الله في حق الحسن عليه‌السلام وفيها قول زور نسب إلى الحسن بحق أهل الكوفة.
    قال ابن حجر :
    وذكر محمد بن قدامة في كتاب الخوارج بسند قوي إلى أبي بصرة انه سمع الحسن بن علي يقول في خطبته عند معاوية اني اشترطت على معاوية لنفسي الخلافة بعده.
    قال البدري :
    وهل يعقل ان الحسن عليه‌السلام لم يتذاكر أمر الصلح وشروطه مع نخبة أصحابه واصحاب أبيه ، انه أمر لا يترقب من الحسن وبخاصة وان الحسن يقرر أمرا يخصهم ، صحيح ان للحسن ولاية الإمامة الإلهية ولكنه لا يمارسها معهم من دون اعدادهم ليتقبلوا ذلك. اما
    __________________
    (1) ابن حجر ، تهذيب التهذيب ج 7 ص 123 ـ 124. وقد ذكر في ترجمته توثيق البعض له في نفسه.
    أقول : وليس بنافعه ذلك مع تكذيب ابن نمير له.
    (2) الالباني محمد ناصر ، ارواء الغليل 6 / 76.

    قوله اشترطت لنفسي الخلافة فمراد الراوي الحكم ، وليس من شك هو جزء من شروط لتتم بها المصالحة ومعالجة الانشقاق وتأسيس حالة الحكم الجديد في المجتمع ، وبالتالي فان خطبة الحسن عند معاوية بالطريقة التي رواها الرواة أمر غير صحيح.
    قال ابن حجر :
    وأخرج يعقوب بن سفيان بسند صحيح إلى الزهري قال كاتب الحسن بن علي معاوية واشترط لنفسه فوصلت الصحيفة لمعاوية وقد أرسل إلى الحسن يسأله الصلح ومع الرسول صحيفة بيضاء مختوم على أسفلها وكتب إليه ان اشترط ما شئت فهو لك فاشترط الحسن أضعاف ما كان سأل أولا فلما التقيا وبايعه الحسن سأله ان يعطيه ما اشترط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فتمسك معاوية الا ما كان الحسن سأله أولا واحتج بأنه أجاب سؤاله أول ما وقف عليه فاختلفا في ذلك فلم ينفذ للحسن من الشرطين شيء.
    قال البدري :
    ما رواه يعقوب بن سفيان البسوي بسند صحيح بزعمه عن الزهري هو روايته عن الحجاج بن أبي منيع (يوسف) عن جده (عبيد الله بن أبي زياد ت 158 هـ) (1) عن
    __________________
    (1) قال ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 7 ص 474 الحجاج بن أبي منيع واسم أبي منيع يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكان عبيد الله بن أبي زياد أخا امرأة هشام بن عبد الملك من الرضاعة وهي عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية ، هو عبيد الله بن أبي زياد الرصافي مولى بني أمية.
    قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 7 ص 13 قال الذهلي : عبيد الله بن أبي زياد من أهل الرصافة لم أعلم له راويا غير ابن ابنه ، أخرج إلي جزءا من أحاديث الزهري فنظرت فيها فوجدتها صحاحا فلم اكتب منها إلا يسيرا قال الذهبي فهذان رجلان مجهولان من أصحاب الزهري مقاربا الحديث.
    وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 73 ص 464 : كان الزهري لما قدم على هشام بالرصافة لزق عبيد الله بن أبي زياد به فسمع علمه وكتبه فسمعها منه ابنه يوسف بن عبيد الله وسمعها منه ابن ابنه الحجاج بن يوسف أبي منيع في آخر خلافة أبي جعفر (المنصور) وقال أنا كنت احمل الكتب إليه فيقرأها على الناس.
    قال حجاج ومات (جدي) عبيد الله بن أبي زياد سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة وهو يومئذ ابن

    الزهري قال : قتل علي وبايع أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة فطفق يشترط عليهم حين بايعوه إنكم لي سامعون مطيعون تسالمون وتحاربون من حاربت فارتاب أهل العراق في أمره حين اشترط هذا الشرط قالوا ما هذا لكم بصاحب وما يريد هذا القتال فلم يلبث حسن بعدما بايعوه إلا قليلا حتى طعن طعنة أشوته فازداد لهم بغضا وازداد منهم ذعراً. (1)
    وروى يعقوب بن سفيان عن حجاج أيضا قال حدثني جدي عن الزهري ، قال فكاتب الحسن لما طعن معاوية وارسل يشرط شرطه فقال ان اعطتني هذا فاني سامع مطيع وعليك ان تفي به ، فوقعت صحيفة الحسن في يد معاوية وقد ارسل معاوية إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على اسفلها وكتب إليه ان اشترط في هذه ما شئت فما اشترطت فهولك ، فلما اتت حسنا جعل يشترط اضعاف الشروط التي سأل ما فيها. فلما التقيا وبايعه الحسن سأل حسن معاوية أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فأبى معاوية أن يعطيه ذلك ، وقال لك ما كنت كتبت إلى تسألني أن أعطيك ، فاني قد أعطيتك حين جاءني كتابك. فقال له الحسن وانا قد اشترطت عليك حين جاءني سجل واعطيتني العهد على الوفاء ما فيه ، فاختلفا في ذلك فلم ينفذ معاوية للحسن من الشروط شيئا. (2)
    قال البدري :
    اما أبو منيع فهو يوسف بن عبيد الله بن أبي زياد مولى عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وكان عبيد الله بن أبي زياد أخا امرأة هشام بن عبد الملك من الرضاعة وهي عبدة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية ، هو عبيد الله بن أبي زياد الرصافي مولى بني أمية (3) ، ويهمنا ترجمته وهي كما يلي :
    __________________
    نيف وثمانين سنة أسود شعر الرأس أبيض وكان ذا جمة وكان الحجاج يكنى أبا محمد وقال الحجاج في جمادي الأولى سنة ست عشرة ومائتين أنا اليوم ابن ست وسبعين سنة.
    (1) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 13 ص 263.
    (2) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 13 ص 272.
    (3) ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 7 ص 474.

    عبيد الله بن أبي زياد الرصافي (158 هـ) : قال الذهلي : عبيد الله بن أبي زياد من أهل الرصافة لم أعلم له راويا غير ابن ابنه ، أخرج إلي جزءا من أحاديث الزهري فنظرت فيها فوجدتها صحاحا فلم اكتب منها إلا يسيرا قال الذهبي فهذان رجلان مجهولان من أصحاب الزهري مقاربا الحديث (1). وقال ابن عساكر : كان الزهري لما قدم على هشام بالرصافة لزق عبيد الله بن أبي زياد به فسمع علمه وكتبه فسمعها منه ابنه يوسف بن عبيد الله وسمعها منه ابن ابنه الحجاج بن يوسف أبي منيع في آخر خلافة أبي جعفر (المنصور) وقال أنا كنت احمل الكتب إليه فيقرأها على الناس ، قال حجاج ومات (جدي) عبيد الله بن أبي زياد سنة ثمان أو تسع وخمسين ومائة وهو يومئذ ابن نيف وثمانين سنة أسود شعر الرأس أبيض وكان ذا جمة وكان الحجاج يكنى أبا محمد وقال الحجاج في جمادي الأولى سنة ست عشرة ومائتين أنا اليوم ابن ست وسبعين سنة (2).
    قال البدري :
    وهكذا فإنّ سند الرواية كاف في ردها ولست ادري من أين جاء ابن حجر بالسند الصحيح :
    قال ابن حجر :
    واخرج ابن أبي خيثمة من طريق عبد الله بن شوذب قال لما قتل علي سار الحسن بن علي في أهل العراق ومعاوية في أهل الشام فالتقوا فكره الحسن القتال وبايع معاوية على أن يجعل العهد للحسن من بعده فكان أصحاب الحسن يقولون له يا عار المؤمنين فيقول العار خير من النار.
    قال البدري :
    ذكر ابن عبد البر رواية عبد الله بن شوذب قال : حدثنا أحمد بن زهير ، قال حدثنا هارون بن معروف ، حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، قال : (لما قتل عليّ سار الحسن فيمن معه من أهل الحجاز والعراق ، وسار معاوية في أهل الشام ، فالتقوا ،
    __________________
    (1) ابن حجر تهذيب التهذيب ج 7 ص 13.
    (2) ابن عساكر تاريخ مدينة دمشق ابن عساكر ج 73 ص 464.

    فكره الحسن القتال ، وبايع معاوية على أن يجعل العهد للحسن من بعده ، قال : فكان أصحاب الحسن يقولون له يا عار المؤمنين. فيقول : العار خير من النار) (1).
    أقول : قوله (فبايع معاوية) ليس صحيحا اذ لم تقع بيعة من الحسن عليه‌السلام لمعاوية في الصلح بينهما ولم يكن يخطر ببال معاوية ان يطلب من الحسن عليه‌السلام ان يبايعه كما بينا ذلك سابقا ، وقوله عن أصحاب الحسن عليه‌السلام يا عار المؤمنين إذا حملنا على موقف الخوارج فهو صحيح ، ولكن الخوارج ليسوا في جيش الحسن عليه‌السلام ، مضافا إلى عدم الاعتماد على ضمرة كما يتضح من ترجمته.
    ترجمة ضمرة بن ربيعة (202 هـ) : هو ضمرة بن ربيعة أبو عبد الله القرشي من أهل دمشق نزل الرملة (لذلك قيل الفلسطيني ، الرملي) وهو مولى علي بن أبي حملة وعلي مولى آل عتبة بن ربيعة (بن عبد شمس) روى عن عبد الله بن شوذب وغيره روى عنه هارون بن معروف وغيره. قال عبد الله بن احمد بن حنبل : كتب إلي غالب أبي عن ضمرة بن ربيعة فقال من الثقات المأمونين رج صالح مليح الحدث لم يكن بالشام رجل يشبهه. قال يحيى بن معين يقول توفي ضمرة بن ربيعة سنة اثنين ومائتين. (2)
    أقول : وأهل الرملة لا يؤمَنون على أهل العراق ، قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ : سمعت علي بن عمر يقول : كان أبو عبد الرحمان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره ، وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار ، وأعلمهم بالرجال ، فلما بلغ هذا المبلغ حصدوه فخرج إلى الرملة ، فسئل عن فضائل معاوية ، فأمسك عنه ، فضربوه في الجامع. فقال : أخرجوني إلى مكة ، فأخرجوه إلى مكة وهو عليل ، وتوفي بها مقتولا شهيدا (3).
    قال ابن حجر :
    قوله (قال الحسن) هو البصريوهو موصول بالسند المتقدم ووقع في رجال البخاري لأبي الوليد الباجي في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب ما نصه اخرج البخاري قول الحسن سمعت أبا بكرة فتأوله الدارقطني وغيره على أنه الحسن ابن علي
    __________________
    (1) ابن عبد البر ، الاستيعاب 1 / 386.
    (2) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج 24 ـ ص 404 ، 409 ، 411.
    (3) المزي ، تهذيب الكمال ج 1 ص 339.

    لان الحسن البصري عندهم لم يسمع من أبي بكرة وحمله ابن المديني والبخاري على أنه الحسن البصري قال الباجي وعندي ان الحسن الذي قال سمعت هذا من أبي بكرة انما هو الحسن بن علي انتهى وهو عجيب منه ، فان البخاري قد أخرج متن هذا الحديث في علامات النبوة مجردا عن القصة من طريق حسين بن علي الجعفي عن أبي موسى وهو إسرائيل بن موسى عن الحسن عن أبي بكرة ، وأخرجه البيهقي في الدلائل من رواية مبارك بن فضالة ومن رواية علي بن زيد كلاهما عن الحسن عن أبي بكرة وزاد في آخره قال الحسن فلما ولى ما أهريق في سببه محجمة دم فالحسن القائل هو البصري والذي ولي هو الحسن بن علي وليس للحسن بن علي في هذا رواية ، وهؤلاء الثلاثة إسرائيل بن موسى ومبارك بن فضالة وعلي بن زيد لم يدرك واحد منهم الحسن بن علي.
    وقد صرح إسرائيل بقوله سمعت الحسن وذلك فيما أخرجه الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان عن الصلت بن مسعود عن سفيان بن عيينة عن أبي موسى هو إسرائيل سمعت الحسن سمعت أبا بكرة وهؤلاء كلهم من رجال الصحيح.
    والصلت من شيوخ مسلم وقد استشعر ابن التين خطأ الباجي فقال قال الداودي الحسن مع قربه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بحيث توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو ابن سبع سنين لا يشك في سماعه منه وله مع ذلك صحبة قال ابن التين الذي في البخاري انما أراد سماع الحسن بن أبي الحسن البصري من أبي بكرة (قال ابن حجر) ولعل الداودي انما أراد رد توهم من يتوهم انه الحسن بن علي فدفعه بما ذكر وهو ظاهر وإنما قال ابن المديني ذلك لان الحسن كان يرسل كثيرا عن من لم يلقهم بصيغة عن فخشى أن تكون روايته عن أبي بكرة مرسلة فلما جاءت هذه الرواية مصرحة بسماعه من أبي بكرة ثبت عنده انه سمعه منه ولم أر ما نقله الباجي عن الدارقطني من أن الحسن هنا هو ابن علي في شيء من تصانيفه وإنما قال في التتبع لما في الصحيحين أخرج البخاري أحاديث عن الحسن عن أبي بكرة والحسن انما روى عن الأحنف عن أبي بكرة وهذا يقتضي انه عنده لم يسمع من أبي بكرة لكن لم أر من صرح بذلك ممن تكلم في مراسيل الحسن كابن المديني وأبي حاتم وأحمد والبزار وغيرهم نعم كلام ابن

    المديني يشعر بأنهم كانوا يحملونه على الارسال حتى وقع هذا التصريح.
    قوله (بينما النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخطب جاء الحسن فقال) وقع في رواية علي بن زيد عن الحسن في الدلائل للبيهقي يخطب أصحابه يوما إذ جاء الحسن بن علي فصعد إليه المنبر وفي رواية عبد الله بن محمد المذكورة رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ويقول ومثله في رواية ابن أبي عمر عن سفيان لكن قال وهو يلتفت إلى الناس مرة واليه أخرى (قوله ابني هذا سيد) في رواية عبد الله بن محمد ان ابني هذا سيد وفي رواية مبارك بن فضالة رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضم الحسن بن علي إليه وقال إن ابني هذا سيد وفي رواية علي بن زيد فضمه إليه وقال الا ان ابني هذا سيد (قوله ولعل الله ان يصلح به) كذا استعمل لعل استعمال عسى لاشتراكهما في الرجاء والأشهر في خبر لعل بغير ان كقوله تعالى لعل الله يحدث (قوله بين فئتين من المسلمين) زد عبد الله بن محمد في روايته عظيمتين وكذا في رواية مبارك بن فضالة وفي رواية علي بن زيد كلاهما عن الحسن عند البيهقي واخرج من طريق أضعث ابن عبد الملك عن الحسن كالأول لكنه قال واني لأرجو ان يصلح الله به وجزم في حديث جابر ولفظه عند الطبراني والبيهقي قال للحسن ان ابني هذا سيد يصلح الله به بين فئتين من المسلمين. قال البزار روى هذا الحديث عن أبي بكرة وعن جابر وحديث أبي بكرة أشهر وأحسن إسنادا وحديث جابر غريب وقال الدارقطني اختلف على الحسن فقيل عنه عن أم سلمة وقيل عن ابن عيينة عن أيوب عن الحسن وكل منهما وهم ورواه داود بن أبي هند وعوف الأعرابي عن الحسن مرسلا.
    قال ابن حجر وفي هذه القصة من الفوائد :
    (اولا Smile علم من أعلام النبوة ومنبقة للحسن بن علي فإنه ترك الملك لا لقلة ولا لذلة ولا لعلة بل لرغبته فيما عند الله لما رآه من حقن دماء المسلمين فراعى أمر الدين ومصلحة الأمة.
    قال البدري :
    بل قدم اختيار اهل الشام على اختيار اهل العراق من اجل معالجة الانشقاق

    الاموي وفتح قلوب اهل الشام بما فيهم معاوية لمشروع علي عليه‌السلام الاحيائي للسنة يتعرفون عليه من موقع الشفافية لتكون الحجة عليهم ابلغ.
    قال ابن حجر :
    (ثانيا Smile وفيها رد على الخوارد الذين كانوا يكفرون عليا ومن معه ومعاوية ومن معه بشهادة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم للطائفتين بأنهم من المسلمين ومن ثم كان سفيان بن عيينة يقول عقب عقب هذا الحديث قوله من المسلمين يعجبنا جدا أخرجه يعقوب بن سفيان في تاريخه عن الحميدي وسعيد بن منصور عنه وفيه فضيلة الإصلاح بين الناس ولا سيما في حقن دماء المسلمين.
    (ثالثا Smile ودلالة على رأفة معاوية بالرعية وشفقته على المسلمين وقوة نظره في تدبير الملك ونظره في العواقب.
    قال البدري :
    أين كانت رأفة معاوية لما انشق عن علي عليه‌السلام وهل يجهل قدر علي عليه‌السلام مثله وكلاهما من بيت عبد مناف؟ (1) ، وتسبب في سفك دماء عشرات الآلاف من المسلمين وفيهم ابرار الصحابة في صفين وفي ارعاب الآلاف من النساء والاطفال لأنهم شيعة علي في غاراته بعد النهروان ، ثم حين غدر بشروط الحسنبائدا بالحسن عليه‌السلام نفسه حين دس له السم سنة (50 هـ) واستضعف شيعة علي تهجيرا وسجنا ونفياوقتلا والدفن لبعضهم وهم إحياء!!!.
    قال ابن حجر :
    (رابعا Smile وفيه ولاية المفضول الخلافة مع وجود الأفضل لان الحسن ومعاوية ولي كل منهما الخلافة وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد في الحياة وهما بدريان قاله ابن التين وفيه جواز خلع نفسه إذا رأى في ذلك صلاحا للمسلمين والنزول عن الوظائف الدينية والدنيوية بالمال وجواز أخذ المال على ذلك واعطائه بعد استيفاء
    __________________
    (1) انظر نسب معاوية صفحة 225 من هذا الكتاب.

    شرائطه بأن يكون المنزول له أولى من النازل وأن يكون المبذول من ماله الباذل فإن كان في ولاية عامة وكان المبذول من بيت المال اشترط أن تكون المصلحة في ذلك عامة أشار إلى ذلك ابن بطال قال يشترط ان يكون لكل من الباذل والمبذول له سبب في الولاية يستند إليه وعقد من الأمور يعول عليه.
    قال البدري :
    قلنا في الفصل الخامس من الباب الثاني من هذا الكتاب ان الحسن عليه‌السلام ما كان بحاجة إلى مال ليشترطه لنفسه من معاوية ويأخذ معه من بيت مال الكوفة فقد اغنته صدقات أبيه علي عليه‌السلام. وسيأتي تفصيل اكثر.
    قال ابن حجر :
    (خامسا Smile وفيه إطلاق الابن على ابن البنت وقد انعقد الاجماع على أن امرأة الجد والد الام محرمة علي ابن بنته وان امرأة ابن البنت محرمة على جده وان اختلفوا في التوارث.
    (سادسا Smile واستُدِلَّ به على تصويب رأي من قعد عن القتال مع معاوية وعلي وإن كن علي أحق بالخلافة وأقرب إلى الحق وهو قول سعد بن أبي وقاص وابن عمر ومحمد بن مسلمة وسائر من اعتزل تلك الحروب.
    قال البدري :
    ولكن معاوية لم يرضَ صحة اعتزال سعد بن ابي وقاص فقد روى المسعودي قال وحدث أبو جعفر محمد بن جرير الطبري ، عن محمد بن حميد الرازي ، أبي مجاهد ، عن محمد بن إسحاق ، عن ابن أبي نجيح ، قال : لما حج معاوية طاف بالبيت ومعه سعد ، فلما فرغ انصرف معاوية إلى دار النَّدْوَة ، فأجلسه معه على سريره ، ووقع معاوية في علي وشرع في سَبَّه ، فزحف سعد ثم قال :
    أجلستني مك على سريرك ثم شرعت في سب علي ، والله لأن يكون في خصلة واحدة من خصال كانت لعلي أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس : والله لأن أكون صهراً لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأن لي من الولد ما لعلي أحب

    إلى من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله لأن يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لي ما قاله يوم خيبر : «لأعطيَنَّ الراية غداً رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، ليس بِفَرَّار يفتح الله على يديه» أحبُّ إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، والله لأن يكون رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لي ما قال له في غزوة تبوك : «ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بدي» أحبُّ إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس ، وأيم الله لا دخلت لك داراً ما بقيت ، ثم نهض.
    قال المسعودي : ووجدت في وجه آخر من الروايات ، وذلك في كتاب علي بن محمد بن سليمان النوفلي الأخبار ، عن ابن عائشة وغيره ، أن سعداً لما قال هذه المقالة لمعاوية ونهض ليقوم ضَرَطَ له معاوية ، وقال له : اقعد حتى تسمع جواب ما قلت ، ما كُنْتَ عندي قط ألأم منك الآن ، فهلا نصرته ، ولم قعدت عن بيعته؟ فاني لو سمعت من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مثل الذي سمعت فيه لكنت خادماً لعلي ما عشت. (1)
    قال البدري :
    لقد كذب معاوية في كلامه الاخير فهو يعلم حق العلم ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد قال ذلك في حق علي عليه‌السلام.
    قال ابن حجر :
    وذهب جمهور أهل السنة إلى تصويب من قاتل مع علي لامتثال قوله تعالى (وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) الآية ففيها الأمر بقتال الفئة الباغية وقد ثبتان من قاتل عليا كانوا بغاة (2) ، وهؤلاء مع هذا التصويب متفقون على انه لا يذم واحد من هؤلاء بل يقولون اجتهدوا فأخطئوا. وذهب طائفة قليلة من أهل السنة وهو قول كثير من
    __________________
    (1) المسعودي ، مروج الذهب ج 3 ص 15.
    (2) قال ابن حجر في فتح الباري ج 6 ص 456 : (وفي قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله تقتل عماراً الفئة الباغية ، دلالة واضحة على أن علياً ومن معه كانوا على الحق ، وأن من قاتلهم كانوا مخطئين في تأويلهم. والله أعلم).

    المعتزلة إلى ان كلا من الطائفتين مصيب ، وطائفة إلى ان المصيب طائفة لا بعينها (1).
    قال البدري :
    وفي هذا المقطع مطالب نكتفي بما رد علماؤنا وغيرهم في كتبهم تفصيلا. (2)
    واختتم الفصل بكلام ابن حجر الذي قاله في أول شرحه للرواية :
    قال ابن حجر :
    قوله : (قال حدثنا الحسن) يعني البصري والقائل حدثنا هو إسرائيل المذكور. قال البزار في مسنده بعد أن أخرج هذا الحديث عن خلف بن خليفة عن سفيان بن عيينة لا نعلم رواه عن إسرائيل غير سفيان. وتعقبة مغلطاي بأن البخاري أخرجه في علامات النبوة من طريق حسين بن علي الجعفي عن أبي موسى وهو إسرائيل هذا.
    قال ابن حجر :
    وهو تعقب جيد ولكن لم أر فيه القصة وإنما اخرج فيه الحديث المرفوع فقط.
    قال البدري :
    وهذا معناه ان قصة صلح الامام الحسن عليه‌السلام التي يرويها البخاري ينفرد بها سفيان بن عيينة. وهي من صياغته وقد أخذ فكرتها من معمر على الأكثر ولم يشأ ان يرويها عن معمر عن الزهري بل اسندها إلى إسرائيل أبي موسى البصري عن الحسن البصري (3) ليعزز بها رواية الزهري ويؤكد بها قول أبي جعفر الدوانيقي (ان الحسن ما
    __________________
    (1) ابن حجر ، فتح الباري 13 / 52 ـ 58 ، دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت ـ لبنان ، دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت ـ لبنان.
    (2) كما في كتاب النص والاجتهاد للعلامة المصلح المحقق السيد عبد الحسين شرف الدين وكتاب معالم المدرستين للعلامة المحقق السيد مرتضى العسكري ، والعلامة المحقق الشيخ علي الكوراني في كتابه الانتصار ج 8 ، وغيرهم.
    (3) أقول : وهناك رواية أخرى نسجتعلى غرار رواية ابن عيينة على الحسن البصري وهي رواية جرير بن حازم 175 هـ فقد روى البلاذري في انساب الاشراف ج 3 ص 51 ـ 52) قال حدثنا خلف بن سالم ، حدثنا وهب (بن جرير) (ت 206) قال : قال أبي (جرير بن حازم ـ وأحسبه رواه عن الحسن البصري ـ قال :
    لما بلغ أهل الكوفة (بيعة) الحسن أطاعوه وأحبوه أشدمن حبهم لأبيه ، واجتمع له خمسون ألفا ،

    هوبرجل باع الخلافة بدراهم) ، وبهذه الرواية صعد نجم سفيان عند المهدي العباسي وعيَّنه إماما في مكة ، واقره الخليفة هارون حفيد الدوانيقي وسماه (سيد الناس). كما كان جدهم أبو جعفر قد عين مالكا إماما في المدينة.
    وفيما يلي ترجمة سفيان بن عيينة ، ثم ترجمة البخاري الذي تبنى ترويج الرواية وعنه انتشرت في كتب الحديث والتاريخ بعده.
    سفيان بن عيينة
    ترجمة سفيان بن عيينة (الاعور) (198 هـ) :
    قال الذهبي : هو أبو محمد الهلالي الكوفي ثم الملكي ، الامام الكبير حافظ العصر شيخ الإسلام مولده بالكوفة سنة (107 هـ) وطلب الحديث وهو حدث ولقي الكبار وحمل عنهم علما جماً. سمع في سنة تسع عشرة ومأة من عمر وبن دينار ، فاكثر عنه ، ومن ابن شهاب الزهري وايوب السختياني وأبي اسحق السيعي والاعمش وغيرهم وتفرد بالرواية عن خلق من الكبار. حدث عنه شعبة وابن حريج والاعمش وهم
    __________________
    فخرج بهم حتى أتى المدائن ، وسرح بين يديه قيس ابن سعد بن عبادة الأنصاري في عشرين ألفا ، فنزل بمسكن ، وأقبل معاوية من الشام في جيش.
    ثم إن الحسن خلا بأخيه الحسين فقال له (له : يا) هذا إني نظرت في أمري فوجدتني لا أصل إلى الأمر ، حتى تقتل من أهل العراق والشام من لا أحب أن أحتمل دمه ، وقد رأيت أن أسلم الأمر إلى معاوية فأشاركه في إحسانه ويكون عليه إساءته (ظ). فقال الحسين : أنشدك الله أن تكون أول من عاب أباك وطعن عليه ورغب عن أمره. فقال : إني لأرى ما تقول والله لئن لم تتابعني لأسندتك في الحديد فلا تزال فيه حتى أفرغ من أمري. قال : فشأنك. فقام الحسن خطيبا فذكر رأيه في الصلح والسلم لما كره من سفك الدماء وإقامة الحرب. فوثب عليه أهل الكوفة وانتهبوا ماله وخرقوا سرادقه وشتموه وغجّزوه ثم انصرفوا عنه ولحقوا بالكوفة! فبلغ الخبر قيسا فخرج إلى أصحابه فقال : يا قوم إن هؤلاء القوم كذّبوا محمدا وكفروا به ما وجدوا إلى ذلك سبيا! فلمّا أخذتهم الملائكة من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم دلخوا في الإسلام كرها ، وفي أنفسهم ما فيها من النفاق! فلمّا وجدوا السبيل إلى الخلافة ، أظهروا ما في أنفسهم! وإن الحسن عجز وضعف وركن إلى صلح معاوية ، فإن شئتم أن تقاتلوا بغير إمام فعلتم؟! وإن شئتم ان تدخلوا في الفتنة دخلتم؟ قالوا : فإنّا ندخل في الفتنة! فأعطى معاوية حسنا ما أراد ، في صحيفة بعث بها إليه مختومة ، اشترط الحسن فيها شروطا ، فلما بايع معاوية لم يعطه مما كتب شيئا! فانصرف الحسن إلى المدينة ومعاوية إلى الشام.

    من شيوخه ، وابو اسحق الفراري وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ويحيى القطان والشافعي ويحيى بن معين وعلي بن المديني واحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله بن نمير وغيرهم (1).
    قال الخطيب ولد بالكوفة وسكن مكة وقدم بغداد (2).
    وقال أبو محمد الرامهرمزي عن زياد بن عبد الله الخزاعي قال سمعت سفيان بن عينية يقول : كان أبي صيرفيا بالكوفة فركبه دين فحملنا إلى مكة (3).
    قال الشافعي : لولا مالك وسفيان بن عيية لذهب علم الحجاز ، وقال وجدت أحاديث الاحكام كلها عند ابن عيينة سوى ست أحاديث ووجدتها كلها عند مالك سوى ثلاثين حديثا.
    ثال الذهبي : فهذا يوضح لك سعة دائرة علم سفيان في العلم وذلك لأنه فم أحاديث العراقيين إلى أحاديث الحجازيين.
    وقال احمد بن عبد الله العجلي : كان ابن عيينة ثبتا في الحديث وكان حديثه نحواً من سبعة آلاف ولم تكن له كتب.
    قال احمد : دخل سفيان على معن بن زائد (4) ، يعني أمير اليمن ولم يكن سفيان تلطخ بعد بشيء من أمر السلطان فجعل يعضله (5).
    اقول :
    وقول احمد : ولم يكن سفيان قد تلطخ بعد شيء من أمر السلطان نستفيد منه ان سفيان قد صانع السلطان العباسي فيما بعد كما صانعه مالك ولا نملك معلومات مفصلة
    __________________
    (1) الذهبي ، سير اعلام النبلاء ج 8 / 455.
    (2) الخطيب ، تاريخ بغداد ، ج 9 / 180.
    (3) الذهبي ، سير اعلام النبلاء ج 8 / 460.
    (4) كنا معن من امراء متولي العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة فلما تملك بنو العباس اختفى من مدة الطلب عليه حيث فلما كان يم خروج الريوندية والخراسانية على المنصور بالهاشمية قرب الكوفة سنة 134 وحمي القتال وحار المنصور في أمره ظهر معن وقاتل الريوندية فكان النصر على يده وعرض نفسه للمنصور وسر به ثم ولاه اليمن توفي سنة 151 ـ 152) انظر ترجمة في سير اعلام النبلاء ج 7 ص 97. وفيان الاعيان 5 ص 244.
    (5) الذهبي ، سير اعلام النبلاء ج 8 ص 457 ـ 458.

    عن زمن ذلك ، الا ان الخطيب البغدادي روى عن أبي الربيع النخاس قال تلقيت هارون امير المؤمنين فسألني عن علية الهاشميين ، ثم قال لي ما فعل سيد الناس؟ قال قلت يا أمير المؤمنين ومن سيد الناس غيرك؟ قال سيد الناس سفيان بن عيينة. والرواية تفيد ان سفيان له حظوة خاصة عند بني العباس وهذه الحظوة لم تكن لولا المصانعة كما كان الأمر في مالك ، ويبدو انهم عيونه مرجعاً في مكة. ومن هنا كان يقصده طلبة العلم كما كانوا يقصدون مالك بن انس في المدينة وكان قرينه. (قال الشافعي : مالك وسفيان قرينان).
    أقول : ولا يبعد ان منزلته قد كبرت عند الرشيد عند كان يعرِّض بآل اعين عبد الملك وحمران وزرارة اعلام الرواية عن الباقر والصادق عليهما‌السلام ولم يعرف التعريض بهم عن غيره وسيأتي تفصيل الكلام عن ذلك.
    قال ابن المديني : قال لي يحيى القطان ت 198 : ما بقي احد من معلميَّ احد غير سفيان بن عيينة هو امام منذ أربعين سنة.
    أقول : أي ان إمامة سفيان الدينية بدأت من سنة 158 هـ وكان انتقاله من الكوفة إلى مكة سنة (163 هـ) زمن الخليفة المهدي العباسي واستمر بها إلى أن مات ، وعظمها في عهد المهدي العباسي وولديه الهادي والرشيد. وليس من شك ان انتقاله إلى مكة لإمامتها في الحديث والفتوى كما كان مالك إمام المدينة في الحديث والفتوى.
    قال الذهبي وكان سفيانمشهوراً بالتدليس ، عمد إلى أحاديث رفعت إليه من حديث الزهري فيحذف اسم من حدثه ويدلسها الا انه لا يدلس الا عن ثقة عنده (1).
    __________________
    (1) قال ابن حبان في صحيحه : واما المدلسون الذين هم ثقات عدول ، فانا لا نحتج باخبارهم الا ما بينوا السماع فيما رووا مثل الزهري والاعمش أبي اسحق واضرابهم من الأئمة المتقين وأهل الروع في الدين لانا متى قبلنا خبر مدلس لم يبين المساع فيه وان كان ثقة لزنا قبول المقاطيع والمراسيل كلها لأنه لا يدري لعله هذا المدلس دلس هذا الخبر عن ضعيف ليهي الخبر يذكره إذا عرف ، اللهم الا ان يكون المدلس يعلم انه ما دلس قط الا عن ثقة فإذا كان كذلك قبلت روايته وان لم يبين السماع ، وهذا ليس في الدينا الا سفيان بن عينة وحده كان يدلس ولا يدلس الا عن ثقة متقن ولا يكاد يوجد سفيان بن عينية خبر دلس فيه الا وجد ذلك الخبر بعيينة قد بين سماعه عن ثقة مثل نفسه (الذهبي ، سير اعلام النبلاء ج 8 / 465 الهامش).

    قال الذهبي : فاما ما بلغنا عن يحيى بن سعيد القطان انه قال اشهدوا ان ابن عيينة اختلط سنة سبع وتسعين ومائة فهذا منكر القول ولا يصح فان يحيى بن القطان مات في صفر سنة ثمان وتسعين مع قدوم الوفد من الحج فمن الذي اخبره باختلاط سفيان ومتى لحق ان يقول هذا القول وق بلغت التراقي؟ وسفيان حجة مطلقاً وحديثه في جميع دواوني الإسلام.
    قال ابن حجر : هذا لا يتجه لان ابن عمار راوي الخبر عن القطان من الاثبات المتقنين ، وما المانع ان يكون يحيى بن سعد سمعه من جماعة من حج في تلك السنة واعتمد قولهم وكانوا كثيرا فشهد على استفاضتهم ، وقد وحدت عن يحيى بن سعيد شيئاً يصلح ان يكون سببا لما نقله عنه ابن عمار في حق ابن عيينة وذلك ما أورده أبو سعد بن السمعاني في ترجمة إسماعيل بن أبي صالح المؤذن من ذيل تاريخ بغداد بسند له قوي إلى عبد الرحمن بن نشر بن الحكم قال سمعت يحيى بن سعيد بقول قلت لابن عيينة كنت تكتب الحديث وتحدث واليوم تزيد في اسناده أو تنقص منه فقال عليك بالمساع الأول فاني قد سمنت ، وقد ذكر أبو معين الرازي في زيادة كتبا الإيمان لأحمد ان هارون بن معروف قال له ان ابن عيينة تغيرأمره بآخره وان سليمان بن حرب قال له ان ابن عيينة اخطأ في عامة حديثه عن أيوب.
    كلام ابن عيينة في جابر الجعفي :
    قال ابن حجر تهذيب التهذيب 2 / 43 وقال الشافعي سمعت سفيان بن عيينة يقول سمعت من جابر الجعفي كلاما فبادرت خفت أن يقع علينا السقف. قال سفيان كان يؤمن بالرجعة.
    وقال الحميدي عن سفيان سمعت رجلا سأل جابر الجعفي عن قوله فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي قال لم يجيء تأويلها بعد ، قال سفيان كذب ، قلت ما أراد بهذا ، قال : الرافضة تقول أن عليا في السماء لا يخرج من ولده حتى ينادي من السماء اخرجوا مع فلان يقول جابر هذا تأويل هذا. وقال الحميدي أيضا سمعت رجلا يسأل سفيان أرأيت يا أبا محمد الذين عابوا على جابر الجعفي قوله حدثني وصي الأوصياء فقال سفيان هذا أهونه.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 7:02 am

    حوله نسبة ابن عيينة إلى التشيع :
    قال ابن حجر : ونسبه ابن عدي إلى شيء من التشيع فقال في ترجمة عبد الرزاق ذكر ابن عيينة حديثا فقيل له هل فيه ذكر عثمان قال نعم لكني سكت لأني غلام كوفي.
    أقول : لم ينسبه ابن عدي إلى التشيع صراحه بل روى في ترجمة عبد الرزاق قال اخبرنا الحسن بن سفيان الفسوي حدثنا اسحق بن إبراهيم الحنظلي اخبرنا عن عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان عن أي نظرة عن أبي سعيد الخدري قال : قال : رسول الله (ص) (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه).
    وقال ابن عدي وهذا حديث يعرف بعبد الرزاق عن ابن عيينة وقد روى عن عبد الرزاق عن ابن عيينة. وقد رواه سليمان بن أيوب الصريفيني عن ابن عيينة. وقد رواه علي بن المديني عن ابن عيينة.
    وجعفر بن سليمان هذا هو يعد في الشيعة من أهل البصرة وعبد الرزاق يعد في الشيعة وهذا الحديث بجعفر بن سليمان اشبه من ابن عيينة على ان ابن عيينة كوفي وقد قال ابن عيينة في حديث له قيل له فيه ذكر عثمان قال نعم ولكني سكت لأني غلام كوفي (1).
    وقد ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في اصحاب الصادق عليه‌السلام قائلا مولاهم أبو محمد الكوفي سكن مكة وعنونه النجاشي قائلا : كان جده أبو عمران عاملاً من عمال خالد القسري له نسخة عن جعفر بن محمد عليه‌السلام.
    وقال الشيخ الصدوق فيه : لقي الصادق عليه‌السلام وروى عن وبقي إلى أيام الرضا عليه‌السلام.
    وروى الكشي عن علي بن الحسن عن محمد بن الوليد عن العباسي بن هلال قال ذكر أبو الحسن الرضا عليه‌السلام ان سفيان بن عيينة لقى أبا عبد الله عليه‌السلام فقال له يا أبا عبد الله إلى متى هذه التقية؟ وقد بلغت هذا السن؟ فقال والذي بعث محمداً لو ان رجلا صلى ما بين الركن والمقام عمره ثم لقي الله بغير ولايتنا أهل البيت لقي الله بميتة جاهلية (2).
    أقول : لا يبعد ان سفيان كان في أول أمره على رأي الكوفيين في التشيع لعلي
    __________________
    (1) ابن عدي الكامل ج 5 ص 314 ـ 315 بترجمة عبد الرزاق.
    (2) احمد بن حنبل ، العلل ومعرفة الرجال ص 392.

    بشكل عام (1) في قبال عثمان ومعاوية ثم حضر عند الصادق عليه‌السلام كحضور مالك بن انس وأبي حنيفة في الايان الأولى بني العباس ولما قلب هؤلاء ظهر المجن لجعفر عليه‌السلام وشيعته تخلى عن ذلك وساير السلطة العباسية ومنحه هارون لقب سيد الناس.
    كلام ابن عيينة في قطر بن خليفة :
    قال ابن حجر : فطر بن خليفة القرشي المخزومي مولاهم أبو بكر الحناط الكوفي روى عن أبيه ومولاه عمرو بن حريث وأبي الطفيل عامر بن وائلة وغيرهم. قال محمد بن عبد الله الحضرمي مات سنة خمس ويقال سنة ثلاث وخمسية ومائة.
    قال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ثقة صالح الحديث قال وقال أبي كان عند يحيى بن سعيد ثقة وقال بن أبي خيثمة عن بن معين ثقاة وقال العجلي كوفي ثقة حسن الحديث وكان فيه تشيع قليل وثال أبو حاتم أبو صالح الحديث كان يحيى بن سعيد القطان يرضاه ويحسن القول فيه ويحدث عنه قال أبو حاتم صالح الحديث كان يحيى بن سعيد القطان يرضاه ويحسن القول فيه ويحدث عنه.
    وقال النسائي لا بأس به وقال في موضع آخر ثقة حافظ كيسو قال أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا نعيم يرفع من فطر ويوثقه ويذكر أنه كان ثبتا في الحديث.
    وذكره بن حبان في الثقات وقال وقد قيل (2) أنه سمع من أبي الطفيل فإن صح فهو من التابعين وقال في مشاهير علماء الأمصار : من متقني أهل الكوفة. وقال النسائي في الكنى حدثنا يعقوب بن سفيان بن نمير قال فطر حافظ كيس.
    قال ابن حجر : روى له البخاري مقرونا والباقون سوى مسلم.
    وقال بن سعد كان ثقة إن شاء الله تعالى ومن الناس من يستضعفه وكن لا يدع أحدا يكتب عنه وكانت له سن عالية ولقاء.
    __________________
    (1) قال احمد أهل الكوفة يفضلون علياً على عثمان الا رجلين طلحة بن مصرف وعبد الله بن إدريس الاودي الزعافري قلت له فزبير ابن الحارث بن عبد الكريم اليامي أبو عبد الله الكوفي فقال لا كان يحب علياً يعني يفضل عليا على عثمان ، (العلل ومعرفة الرجال ج 2 / 535.) وقال ابن حبان كان طلحة ابن مصرف عثمانياً وكان زبيد علوياً (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ج 3 ص 311).
    (2) القائل هو البخاري في تاريخه في ترجمته.

    كان أحمد بن حنبل يقول هو خشبي مفرط ، وفي رواية قال : كان يغالي في التشيع.
    وقال الساجي صدوق ثقة ليس بمتقن قال الساجي وكان يقدم عليا على عثمان.
    قال أبو عبد الله غمزه علي بن المديني وحكى فيه عن ابن عيينة.
    كلام ابن عيينة في آل أعين :
    قال صالح بن احمد بن حنبل حدثنا علي بن المديني قال سمعت سفيان يعني بن عيينة روى زرارة بن اعين عن أبي جعفر كتاباً ، فقال سفيان ما هو رأي أبا جعفر ولكنه كان يتتبع حديثه.
    قال سفيان : كانوا ثلاثة اخوة عبد الملك بن اعين وحمران بن اعين وزرارة بن اعين وكانكوا شيعة (1).
    وفي رواية أبي عبيد الاجري عن أبي داود عن حامد عن سفيان : كلهم أي الاخوة الثلاثة روافض واخبثهم قولاً عبد الملك. وقال محمد بن عباد المكي : عن سفيان : حدثنا عبد الملك بن اعين وكان رافضياً (2).
    قال أبو حاتم : عبد الملك من عتق الشيعة محله الصدق صالح الحديث يكتب حديث (3). وقال العجلي كوفي تابعي ثقة. وقال ابن حجر : صدوق شيعي.
    أقول : وقول ابن عيينة (اخبثهم قولا عبد الملك) لعله اشارة إلى كونه اكبرهم أو كونه أول من عرف هذا الأمر. فقد ورد في رسالة أبي غالب الزراري بسنده إلى أبي عبد الله عليه‌السلام قال أول من عرف هذا الأمر عبد الملك عرفه من صالح بن ميثم التمار ثم عرفه حمران عن أبي خالد الكابلي ، ولعله للرواية الاتية التي عرفت عنه.
    روى العقيلي عن إبراهيم بن الحسين القومسي قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن اسحق عن عبد الملك بن اعين عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي قال بعثني أبي إلى جندب بن عبد الله البجلي قال سله ما حضرت من أمر أبي
    __________________
    (1) الرازي ، الجرج والتعديل التعديل ص 37.
    (2) المزي ، تهذيب الكمال ج 18 ص 284 احوال الرجال للجوزجاني الترجمة 80.
    (3) الرازي ، الجرج والتعديل ج 2 ق 2 / 343.

    بكر وعلي عليه‌السلام ، قال : جيئ بعلي حتى اقعد بين يديه فقيل له بايع قال : فإن لم افعل فذكر كلاما قال إذن اكون عبد الله واخو رسوله وذكر الحديث (1).
    وقوله : فذكر كلاما : أي أبو بكر أجاب عليا حين قال له فإن لم افعل ولم يذكرها القول على عادة الكثير من الرواة يحذفون ما يسوؤهم ذكره والخبر يرويه السيد المرتضى (رح) عن إبراهيم الثقفي عن يحيى بن الحسن عن عاصم بن عامر عن نوح بن دراج عن داود بن يزيد الاودي عن عدي بن حاتم قال ما رحمت أحدا رحمتي عليا حين أتى به ملبيا بايع قال فقيل له فان لم افعل؟ قالوا إذن نقتلك قال إذن تقتلون عبد الله وأخا رسول الله ثم بايع هكذا وختم يده اليمنى (2).
    وقوله عليه‌السلام : (إذن اكون عبد الله ...) محرف والصحيح كما في رواية الثقفي : إذن تقتلون عبد الله اخا رسوله.
    اما زرارة : فقد قال الذهبي : قلت قلما روى ، لم يذكر ابن أبي حاتم في ترجمته سوى ان قال روى عن أبي جعفر يعني الباقر وقال سفيان الثوري : ما رأى أبا جعفر عليه‌السلام.
    أقول :
    قول الذهبي (وقال سفيان الثوري ما رأى أبا جعفر) مما اثبته فيه الذهبي أو النساخ فان الذي رواه الرازي في مقدمة الجرح والتعديل هو سفيان ابن عيينة وليس الثوري.
    قال ابن النديم في الفهرست : زرارة اكبر رجال الشيعة فقهاً وحديثاً ومعرفة بالكلام والتشيع.
    اما قول ابن عيينة في زرارة (وقد قيل له روى زرارة عن أبي جعفر كتاباً قال ما رأى أبا جعفر ولكنه كان يتبع حديثه).
    فهو شهادة في أمرين ومحاولة لنفي أمر ثالث في حق زرارة هو أبين من الشمس في رائعة النهار وهو كونه رحمه‌الله من أصحاب أبي جعفر الباقر عليه‌السلام بل من خواص أصحابه وفقهائهم ، والروايات في كتب الرجال والحديث عنه الشيعة كثيرة جداً.
    وقبل ان نذكر نماذج من هذه الروايات تردُّ على قول ابن عينة في زرارة فان
    __________________
    (1) العقيلي ، الضعفاء الكبير ج 3 ص 34 ترجمة عبد الملك بن اعين.
    (2) المرتضى ، الشافي في الإمامة ج 3.

    سفيان بن عيينه كان قد ولد سنة 107 هـ وكان عمره يوم توفي الباقر عليه‌السلام سنة 114 سبع سنوات ، اما زرارة فقد كان عمره آنذاك اربعا وثلاثين سنة ، ولم ينقل لنا الرواة عن ابن عيينة انه نقل قوله فيه ذاك في زرارة عن آخرين. وبذلك يسقط قوله ويكون هو المتهم به محاولة منه في تطويق عَلَم من اعلام الرواية عن أهل البيت عليهم‌السلام.
    قال بعض الباحثين المعاصرين وقع بعنوان (زرارة) في اسناد كثير من الروايات تبلغ ألفين وأربعة وتسعين مورداً وقد جمعها في كتاب سماه مسند زرارة بن اعين ورتبها على أبواب العقائد والفقه.
    وبلغت رواته عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام ألف ومائتين وستة وثلاثين مورداً بل تزيد. (1)
    قال ابن حزم فهذا يدل على انه (أي زرارة) رجع عن التشيع.
    أقول : لقد اخطأ ابن حزم خطأين.
    الأول : في عبد الله الافطح حسبه بن محمد الباقر عليه‌السلام بينما هو ابن جعفر الصادق عليه‌السلام.
    والثاني : ان زرارة كان ممن قدم إلى المدينة ولقي الافطح فان الذي قدم المدينة هو عبيد بن زرارة وكان قدمها ليسأل من الامام الكاظم هل يجوز لزرارة ان يظهر أمر الكاظم عليه‌السلام أم يعمل بالتقية (2).
    روى البسوي قال حدثنا سفيان قال : قال : ابن السماك : اردت الحج فقال لي زرارة بن اعين اخو عبد الملك بن اعين : إذا لقيت جعفر بن محمد فأقرئه مني السلام وقل له : اخبرني في الجنة أنا أم في النار؟ قال : فلقيت جعفر بن محمد فقلت له : يا ابن رسول الله اتعرف زرارة بن اعين؟ قال : نعم رافضي خبيث. قال : قلت : انه يقرئك السلام ويقول : اخبرني في الجنة أنا أم في النار؟ قال : فأخبره انه في النار. ثم قال : وتعلم من أين عملت انه رافضي انه يزعم اني اعلم الغيب ، ومن زعم ان احداً يعلم الغيب لا الله عز وجل فهو كافر ، والكافر في النار.
    قال : فلما قدمت الكوفة جاءني مع الناس يسلمون عليَّ ، فقال ما فعلت في
    __________________
    (1) بشير المحمدي ، مسند زرارة ص 30 ـ 31.
    (2) بحثنا ذلك مفصلا في كتابنا شبهات وردود الحلقة الأولى الفصل الرابع.

    حجتي؟ فأخبرته بما قال. فقال : فان ابن رسول الله اتقي (1).
    أقول :
    وليس من شك ان هذه الرواية موضوعة على زرارة ، ومحمد بن السماك كوفي احد وعاظ السلاطين ترجم له الذهبي في سير اعلامه وان هارون الرشيد كان يحضر مجالس وعظه وكان الرشيد يبكي لوعظه! (2). ونقل ابن نعيم في حليته بعض احاديثه بحضور الرشيد. (3)
    توفي ابن السماك سنة 183 وقد اسن فهو من اقران ابن عينة ومن معاصريه. قال ابن نمير عنه : صدق :
    قال الذهبي ما وقع له شيء في الكتب الستة.
    أقول :
    اما روايات لقائه بأبي جعفر عليه‌السلام فقد مرت رواية الكشي عن زرارة انه قدم المدينة وهو شاب امرد ودخل سرادق أبي جعفر عليه‌السلام بمنى ويبدو ان ذلك أول لقائه به ومعناه انه ارتبط بالباقر عليه‌السلام اكثر من خمس عشرة سنة.
    ومنها ما رواه البرقي عن بكير عن زرارة قال تغديت مع أبي جعفر عليه‌السلام خمسة عشر يوما بلحم. (4)
    ومنها رواية الكليني عن زرارة قوله : قلت لابي جعفر عليه‌السلام اني ظاهرت من أم ولد لي ثم واقعت عليها ثم كفَّرت فقال : هكذا يصنع الرجل الفقيه إذا وقع كفَّر. (5)
    ومنها رواية الكليني أيضا عن زرارة ، قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن الحَدّ؟ فقال : ما احد؟ قال : فيه الا برأيه لا أمير المؤمنين عليه‌السلام ، قلت : اصلحك الله فما قال فيه أمير
    __________________
    (1) الفسوي ، كتاب المعرفة والتاريخ ج 2 / 671 ـ 672 ورواها الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 69 عن يحيى بن أبي ميسرة عن سعيد بمن منصور عن ابن السماك مع تفاوت في بعض العبارات وكذا ابن حجر في لسان الميزان بترجمة زرارة وليس فيها كلام الصادق عليه‌السلام : ذاك رافضي خبيث يريد زرارة.
    (2) الذهبي ، سير اعلام النبلاء ج 8 ص 328 ـ 330.
    (3) أبو نعيم ، حلية الأولياء ج 8 ص 208 ـ 247.
    (4) البرقي ، أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد ، المحاسن ج 1 ص 418.
    (5) الكليني ، الكافي ج 1 ص 128.

    المؤمنين عليه‌السلام؟ فقال إذا كان غداً فالقني حقتى اقرئكه في كتاب علي عليه‌السلام ... (1)
    ومنها رواية الكليني عني زرارة قال رأيت قميص علي عليه‌السلام الذي قتل فيه عند ابي جعفر عليه‌السلام فإذا اسفله ثني عشر شبرهاً وبدنه ثلاثة اشبار ورأية فيه نضح دم. (2)
    وغير ذلك كثير جداً مما يزيد على ألف ومائتين وستة وثلاثين مورداً.
    اما قول ابن عيينة : ولكنه كان يتتبع حديثه : فهي شهادة منه على ان زرارة كان احد اوعية علم أبي جعفر الباقر عليه‌السلام وممن عرفه حق معرفته ولم يكن قد استوطن المدينة ليسجل عن الباقر عليه‌السلام كل صغيرة وكبيرة من قوله وفعله وتقريره فلماذا لا يتتبع احاديثه وسيرته مما غاب عنه ووعاه الآخرون من الشيعة؟
    ولهذه الصفة في زرارة قال الصادق عليه‌السلام لولا زرارة لظننت ان أحاديث أبي ستذهب (3) .. وفي رواية أخرى قال الصادق عليه‌السلام : ان أصحاب ابي كانوا زينا احياءً وامواتا اعين زرارة ومحمد بن سلم ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي ، هؤلاء القوامون بالقسط. هؤلاء القوامون بالصدق.
    وفي رواية ثالثة : ما أحدا حين ذكرنا وأحاديث أبي الا زرارة وابو بصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية العجلي ولولا هؤلاء ما كان احد يستنبط هذا ، هؤلاء حفاظ الجين وامناء ابي عليه‌السلام على حلال الله وحرامه وهم السابقون إلينا في الدنيا والسابقون إلينا في الآخرة.
    وفي رواية رابعة : كان ابي عليه‌السلام ائتمنهم على حلال الله وحرامه وكانوا عيبة علمه وكذلك اليوم هم عندي مستودع سري .. هم نجوم شيعتي إحياء وامواتا يحيون ذكر أبي عليه‌السلام ، بهم يكشف الله كل بدعة ، ينفون عن هذا الدين انتحال المبطلين وتأول الغالين ثم بكى. (4)
    كلام ابن عيينة في أهل العراق :
    واخيرا نذكر عنه موقفه من حديث أهل العراق : فقد روى ابن عساكر ، تاريخ
    __________________
    (1) الكليني ، الكافي ج 2 ص 261 ، الطوسي ، التهذيب ج 9 ص 271.
    (2) الكليني ، الكافي ج 2 ص 207.
    (3) التستري ، قاموس الرجال ج 4 ترجمة زرارة.
    (4) المصدر السابق.

    مدينة دمشق ج 1 ص 330 عن الأصمعي عن سفيان بن عيينة قال من أراد الإسناد والحديث الذي يسكن إليه فعليه بأهل المدينة ومن أراد المناسك والعلم بها والمواقيت فعليه بأهل مكة ومن أراد المقاسم وأمر الغزو فعليه بأهل الشام ومن أراد شيئا لا يعرف حقه من باطله فعليه بأهل العراق.
    محمد بن إسماعيل البخاري (تـ 256 هـ)
    قال الذهبي : البخاري شيخ الإسلام وامام الحفاظ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه الجعفي مولاهم البخاري صاحب الصحيح والتصانيف مولده في شوال سنة أربع وتسعين ومائة وأول سماعه للحديث سنة خمس ومائتين وحفظ تصانيف بن المبارك وهو صبي ، وتوفي سنة 256 هـ وله من المصنفات : الجامع الصحيح وكتاب التاريخ في تراجم رواة الحديث وغيرها.
    قال الذهبي : البخاري يتجنب الرافضة كثيرا ، كأنه يخاف من تدينهم بالتقية ولا نراه يتجنب القدرية ولا الخوارج ولا الجهمية ، فإنهم على بدعهم يلزمون الصدق. (1)
    أقول :
    ان البخاري قد تجنب الرواية عن الرافضة مسايرة للعباسيين في موقفهم من الامام الحسن عليه‌السلام وموقفهم من الامام الصادق عليه‌السلام. بل هو لا يحتج برواية الامام الصادق عظيم أهل بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في وقته ، كما ترك الرواية عن ولده الامام موسى بن جعفر عليه‌السلام ، كما ترك الرواية عن الامام الرضا وولده الجواد وولده الهادي عليه‌السلام وقد كان معاصرا لهم.
    قال الذهبي في ترجمة جعفر بن محمد عليه‌السلام : احد الأئمة الأعلام بر صادق كبير الشأن لم يحتج به البخاري. (2)
    أقول :
    ولم يقف البخاري عند ذلك بل امتد إلى الصحابة الذين عرفوا بتشيعهم فقد ترك
    __________________
    (1) الذهبي ، ميزان الاعتدال ج 3 ص 160 ترجمة علي بن هاشم بن البريد ، أبو الحسن الكوفي الخزاز ، مولى قريش. وثقه ابن معين ، وغيره. وقال أبو داود : ثبت يتشيع.
    وقال البخاري : كان هو وأبوه غاليين في مذهبهما. قال الذهبي : ولغلوه ترك البخاري إخراج حديثه.
    (2) الذهبي ، ميزان الإعتدال في نقد الرجال ج 2 ص 144.

    أحاديث أبي الطفيل عامر بن واثلة وهو من صغر الصحابة توفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وله ثماني سنوات ، روى ابن عساكر قال سئل محمد بن يعقوب الاخرم : لم ترك البخاري حديث أبي الطفيل : قال كان يفرط في التشيع. (1)
    خاتمةالفصل الثامن في وضع الاخبار على عهد
    الأمويين والعباسيين
    تبنى الاعلام الأموي منذ سنة 50 هجرية وهي سنة وفاة الحسن عليه‌السلام وضع روايات في تشويه الحقائق عن تاريخ الإسلام ورموزه / النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي عليه‌السلام والحسن عليه‌السلام وبعد نهضة الحسين عليه‌السلام وشهادته اضيف الحسين عليه‌السلام / وكانت الدائرة الأولى التي اهتم بها الاعلام هي شخصية علي وموقعه من الإسلام لتسويع لعنه ، ثم سيرة النبي الذاتية لتسويغ سيرة خلفائه من بني أمية ، وتشويه صلح الحسن بالدرجة الثانية ، اما في العهد العباسي فصار تشويه صلح الحسن عليه‌السلام والسيرة الذاتية له ، وتاريخ الكوفيين زمن علي والحسن والحسين ، واصل التشيع في الدائرة الأولى. وصار تشويه علي الشخصية في الدائرة الثانية ، نعم تاريخ علاقة مع الخلفاء ووصفه بانه رابعهم ، وانه كان يعتقد بانه افضلهم كان جزءا من الدائرة الأولى.
    يهمنا من هذا التقديم فهم تطور وضع الاخبار السيئة في تشويه صلح الامام الحسن ،
    كان الزهري عالم البلاط الأموي قريبا من أربعين سنة / منذ عهد عبد الملك وولده إلى زمن هشام وفي عهده كان مربيا لأولاده إلى وفاته سنة 124 هـ / ، وقد كتب في سيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله خالية من موقع علي عليه‌السلام وامتيازاته فيها ورواها عنه تلميذه معمر بن راشد وقد مرت علينا في الفصل الأول من هذا الباب ،
    واشهر ما نجده في مصادر الحديث والرجال والتاريخ المهمة كالمصنف لعبد الرزاق الصنعاني ت 211 هـ) والمعرفة والتاريخ للبسوي والتاريخ للطبري هو حديث الزهري في الصلح برواية من لا يتهم في روايته عنه :
    __________________
    (1) تهذيب ابن عساكر ج 11 / 294.

    ـ معمر بن راشد (ت 154 هـ) (في اليمن) ،
    ـ ويونس الايلي (ت 160 هـ) (في مصر)
    ـ وعبيد الله بن أبي زياد الرصافي (ت 158 هـ). (في الشام)
    ورواية ضمرة بن ربيعة القرشي الحمصي الفلسطيني 202 هـ (في فلسطين) ،
    ثم حذا حذو رواية الزهري آخرون بالرزون ولم ينسبوها إلى الزهري بل نسبوها إلى آخرين :
    ـ عوانة بن الحكم ت 158 هـ ولم ينسبها إلى الزهري رواها له الطبري عن زياد البكائي ت 183 هـ. في بغداد
    ـ عثمان الطرائفي الجزري ت 203 هـ (في الجزيرة) رواها له الطبري في تاريخه والطبراني في معجمه الكبير ،
    ـ محمد بن عبيد ت 202 هـ رواها له ابن سعد في طبقاته عن يونس بن أبي إسحاق ت 161 هـ عن أبيه. وعن مجالد ت 144 هـ عن الشعبي ت 102 هـ) والشعبي. (في بغداد)؟
    ـ سفيان بن عيينة ت 198 هـ (في بغداد ومكة) لم يروها عن الزهري مع تلمذته له وقد عرفه البعض ب (غُلَيم الزهري) تعبيرا عن قصر المدة معه ، بل تفرد بروايتها عن إسرائيل أبي موسى البصري عن الحسن البصري رواها له البخاري. روى البلاذري قريبا منها عن جرير بن حازم عن أبي الحسن البصري بتخمين ولده وهب.
    ـ ثم جاء الشراح الكبار للبخاري أمثال ابن حجر والعيني وغيرهما وجعلوا رواية ابن عيينة المحور في بيان قصة صلح الحسن عليه‌السلام مع معاوية واضافوا إليها الروايات الآنفة الذكر مقطعة بحسب حاجة النص إلى الشاهد الاوصال من سنخها عن تلاميذ الزهري أيضا أمثال معمر بن راشد.
    يبقى السؤال المهم عن مقدار الاضافات في العهد العباسي لأصل رواية الزهري ، والذي نطرحه كرأي أولي في هذه المسالة هو انابن عيينة كان له النصيب الاكبر في تطوير فكرة قضية اغراء معاوية للحسن عليه‌السلام بالمال تأييدا لكلام الخليفة الدوانيقي

    ان الحسن عليه‌السلام باع الخلافة بدراهم وقد لقبه الخليفة هارون حفيد المنصور بكونه سيد الناس ، واحسب ان هذه الروايات تحتاج إلى مقارنات تفصيلية مع استقصاء للاسانيد ورجالها ومهما يكن من أمر فان الثابت هو مسؤولية بني العباس في خلق جو يساعد على نمو الاعلام الأموي الكاذب في حق الحسن سواء كان قليلا أو كثيرا ليأخذ صيغته المستقرة في صحيح البخاري وتاريخ الطبري وطبقات ابن سعد وانساب الاشراف للبلاذري وكتاب المعرفة والتاريخ للبسوي وغيرها وهي مصادر أساسية في الرواية والتاريخ لكل من جاء بعدها كتاريخ ابن خلدون وتاريخ ابن الاثير وتاريخ المقريزي وتاريخ ابن عساكر ومن ثم اعتمدها المستشرقون وغيرهم في الكتابة عن الحسن ومما يؤسف هو اعتماد الباحثين الشيعة عليها في قليل أو كثير وقد عصمهم من الوقوع في الخطأ ازاء الامام الحسن هو ايمانهم بعصمته ، ومن ثم التساهل فيما عداه.

    الباب الثالث / الفصل التاسع
    الروايات التي تطعن في أهل الكوفة
    رواية عبيد الله بن أبي زياد الرصافي ت 158 هـ
    روى يعقوب بن سفيان عن الحجاج بن أبي منيع (يوسف) عن جده (عبيد الله بن أبي زياد ت 158 هـ) عن الزهري قتل علي وبايع أهل العراق الحسن بن علي على الخلافة فطفق يشترط عليهم حين بايعوه إنكم لي سامعون مطيعون تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فارتاب أهل العراق في أمره حين اشترط هذا الشرط قالوا ما هذا لكم بصاحب وما يريد هذا القتال فلم يلبث حسن بعدما بايعوه إلا قليلا حتى طعن طعنة أشوته فازداد لهم بغضا وازداد منهم ذعراً. (1)
    وروى يعقوب بن سفيان عن حجاج أيضا قال حدثني جدي عن الزهري : قال فكاتب الحسن لما طعن معاوية وارسل يشترط شرطه فقال ان اعطتني هذا فاني سامع مطيع وعليك ان تفي به ، فوقعت صحيفة الحسن في يد معاوية وقد ارسل معاوية إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على اسفلها وكتب إليه ان اشترط في هذه ما شئتفما اشترطت فهو لك ، فلما اتت حسنا جعل يشترك اضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده وامسك معاوية صحيفة حسن التي كتب إليه يسأله ما فيها.
    __________________
    (1) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 13 ص 263.

    فلما التقيا وبايعه الحسن سأل حسن معاوية أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فأبى معاوية أن يعطيه ذلك ، وقال لك ما كنت كتبت إلي تسالني أن أعطيك ، فاني قد أعطيتك حين جاءني كتابك. فقال له الحسن وانا قد اشترطت عليك حين جاءني سجلك واعطيتني العهد على الوفاء ما فيه ، فاختلفا في ذلك فلم ينفذ معاوية للحسن من الشروط شيئا. (1)
    رواية يونس الايلي (ت 152 ـ 159 ـ 160 هـ)
    ورواية النعمان بن راشد (ت في حدود 150 هـ)
    روى الطبري قال حدثني عبد الله بن أحمد المروذي قال أخبرني أبي قال حدثنا سليمان قال حدثني عبد الله عن يونس الأيلي (2) قال :
    بايع أهل العراق الحسن بن علي بالخلافة فطفق يشترط عليهم الحسن إنكم سامعون مطيعون تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت فارتاب أهل العراق في أمرهم حين اشترط عليهم هذا الشرط ، وقالوا ما هذا لكم بصاحب وما يريد هذا القتال ، فلم يلبث الحسن عليه‌السلام بعدما بايعوه إلا قليلا حتى طعن طعنة أشوته ، فازداد لهم بغضا وازداد منهم ذعرا.
    فكاتب معاوية وأرسل إليه بشروط قال إن أعطيتني هذا فأنا سامع مطيع وعليك
    __________________
    (1) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 13 ص 272.
    (2) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ج 7 ص 520 : يونس بن يزيد الأيلي وكان حلو الحديث كثيره وليس بحجة وربما جاء بالشيء المنكر.
    وقال المزي في تهذيب الكمال : ع يونس بن يزيد بن أبي النجاد ويقال يونس بن يزيد بن مشكان بن أبي النجاد الأيلي أبو يزيد القرشي مولى معاوية بن أبي سفيان ، وصحب الزهري ثنتي عشرة سنة وقيل أربع عشرة سنة ذكره خليفة بن خياط في الطبقة الثالث من أهل مصر وقال علي بن المديني سألت عبد الرحمن بن مهدي عن يونس بن يزيد فقال كان بن المبارك يقول كتابه صحيح قال بن مهدي وأنا أقول كتابه صحيح وقال عبدان عن بن المبارك اني إذا نظرت في حديث مهمر ويونس يعجبني كأنهما خرجا من مشكاة واحدة وقال عبد الرزاق عن بن المبارك ما رأيت أحدا أروى للزهري من معمر إلا أن يونس أحفظ للمسند وفي رواية إلا ما كان من يونس فإنه كتب الكتب على الوجه ، وقال أبو زرعة الدمشقي سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل يقول في حديث يونس بن يزيد منكرات عن الزهري ، توفي بصعيد مصر سنة اثنتين وخمسين ومئة ...

    أن تفي لي به ووقعت صحيفة الحسن في يد معاوية وقد أرسل معاوية قبل هذا إلى الحسن بصحيفة بيضاء مختوم على أسفلها وكتب إليه أن اشترط في هذه الصحيفة التي ختمت أسفلها ما شئت فهو لك.
    فلما أتت الحسن اشترط أضعاف الشروط التي سأل معاوية قبل ذلك وأمسكها عنده وأمسك معاوية صحيفة الحسن عليه‌السلام التي كتب إليه يسأله ما فيها.
    فلما التقى معاوية والحسن عليه‌السلام ، سأله الحسن أن يعطيه الشروط التي شرط في السجل الذي ختم معاوية في أسفله فأبى معاوية أن يعطيه ذلك ، فقال لك ما كنت كتبت إلي أولا تسألني أن أعطيكه ، فاني قد أعطيتك حين جاءني كتابك.
    قال الحسن عليه‌السلام وأنا قد اشترطت حين جاءني كتابك وأعطيتني العهد على الوفاء بما فيه فاختلفافي ذلك فلم ينفذ للحسن عليه‌السلام من الشروط شيئا. (1)
    وروى البلاذري 3 / 67 هذا الخبر بسند آخر عن جرير بن حازم (ت 175 هـ) عن النعمان بن راشد (2) (توفي في حدود سنة 150) عن الزهري.
    وروى الطبري 4 / 121 أيضا بسنده عن يونس الايلي قال :
    (وكان الحسن لا يرى القتال ولكنه يريد أن يأخذ لنفسه ما استطاع من معاوية ثم يدخل في الجماعة. وعرف الحسن أن قيس بن سعد لا يوافقه على رأيه فنزعه وأمر عبد الله بن عباس. فلما علم عبد الله بن عباس بالذي يريد الحسن عليه‌السلام أن يأخذه لنفسه كتب إلى معاوية يسأله الأمان ويشترط لنفسه على الاموال التي أصابها فشرط ذلك له معاوية. وبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها.
    ثم قام الحسن في أهل العراق فقال يا أهل العراق إنه سخى بنفسى عنكم ثلاث قتلكم أبى وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي ودخل الناس في طاعة معاوية ودخل معاوية الكوفة فبايعه الناس).
    __________________
    (1) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج 4 ص 123.
    (2) ابن عدي ، الكامل في ضعفاء الرجال ج 7 ص 13 : النعمان بن راشد الجزري من أهل الرقة سمعت بن حماد يقول ثنا معاوية عن يحيى قال النعمان بن راشد ضعيف.

    رواية عوانة بن الحكم (158 هـ)
    قال الطبري : قال زياد بن عبد الله عن عوانة ت 158 هـ : وذكر نحو حديث المسروقي عن عثمان بن عبد الحميد او ابن عبد الرحمن قال حدثنا إسماعيل بن راشد.
    أقول : اما حديث المسروقي الانف الذكر فهو رواية عثمان عن إسماعيل بن راشد وهي قوله :
    قال بايع الناس الحسن بن علي عليه‌السلام بالخلافة ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر ألا إن قيس بن سعد قد قتل فانفروا فنفروا ونهبوا سرادق الحسن عليه‌السلام حتى نازعوه بساطا كان تحته وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن
    وكان عم المختار بن أبي عبيد عاملا على المدائن وكان اسمه سعد بن مسعود فقال له المختار وهو غلام شاب هل لك في الغنى والشرف قال وما ذاك قال توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية فقال له سعد عليك لعنة الله أثب على ابنب بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأوثقه بئس الرجل أنت
    فلما رأى الحسن عليه‌السلام تفرق الأمر عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح وبعث معاوية إليه عبد الرحمن بن عامر وعبد الرحمن ابن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها
    ثم قام الحسن في أهل العراق فقال يا أهل العراق إنه سخى بنفسى عنكم ثلاث قتلكم أبى وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي ودخل الناس في طاعة معاوية ودخل معاوية الكوفة فبايعه الناس.
    قال زياد بن عبد الله عن عوانة وذكر نحو حديث المسروقي عن عثمان بن عبد الرحمن هذا وزاد فيه (عوانه) : وكتب الحسن إلى معاوية في الصلح وطلب الأمان وقال الحسن للحسين ولعبد الله بن جعفر إني قد كتبت إلى معاوية في الصلح وطلب الأمان

    فقال له الحسين نشدتك الله أن تصدق أحدوثة معاوية وتكذب أحدوثة علي فقال له الحسن اسكت فأنا أعلم بالأمر منك فلما انتهى كتاب الحسن بن علي عليه‌السلام إلى معاوية أرسل معاوية عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة فقدما المدائن وأعطيا الحسن ما أراد فكتب الحسن إلى قيس بن سعد وهو على مقدمته في اثني عشر ألفا يأمره بالدخول في طاعة معاوية فقام قيس بن سعد في الناس فقال يا أيها الناس اختاروا الدخول في طاعة إمام ضلالة أو القتال مع غير إمام قالوا لا بل نختار أن ندخل في طاعة إمام ضلاضة فبايعوا لمعاوية وانصرف عنهم قيس بن سعد وقد كان صالح الحسن معاوية على أن جعل له ما في بيت ماله وخراج دار ابجرد على أن لا يشتم علي وهو يسمع فأخذ ما في بيت ماله بالكوفة وكان فيه خمسة آلاف ألف. (1)
    وعن زياد بن عبد الله (ت 182 هـ) عن عوانة بن الحكم (ت 158 هـ) (2) : بايع أهل العراق الحسن بن علي فسار حتى نزل المدائن وبعث قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري على المقدمات وهم اثنا عشر ألفا وكانوا يسمون شرطة الخميس قال فبينا الحسن بالمدائن إذ نادى مناد في عسكر الحسن ألا إن قيس بن سعد بن عبادة قد قتل فانتهب الناس سرادق الحسن حتى نازعوه بساطا تحته ووثب على الحسن رجل من الخوارج من بني أسد فطعنه بالخنجر ووثب الناس على الأسدي فقتلوه ثم خرج الحسن حتى نزل القصر الأبيض بالمدائن وكتب إلى معاوية في الصلح قال ثم قام الحسن فيما بلغني الناس فقال : يا أهل العراق إنه سخى بنفسي عنكم ثلاث في قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي. (3)
    __________________
    (1) الطبري ، تاريخ الطبري 123 ، وقد رواها البلاذري بسنده عن وهب بن جرير عن أبيه جرير بن حازم قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري قال : بويع الحسن بعد أبيه فقال لأصحابه في بيعته : تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت ....
    (2) ابن حجر ، لسان الميزان ، عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض الأخباري المشهور الكوفي يقال كان أبوه عبدا خياطا وأمه أمة وهو كثير الرواية عن التابعين قال إن روى حديثا مسندا وأكثر المدايني عنه وقد روى عن عبد الله بن المعتز عن الحسن بن عليل العنزي عن عوانة بن الحكم أنه كان عثمانيا فكان يضع الأخبار لبني أمية مات سنة ثمان وخمسين ومائة.
    (3) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ترجمة الحسن.

    رواية عثمان بن عبد الرحمن الحراني (203 هـ)
    وقال الطبري وحدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي (ت 258 هـ) (1) قال حدثنا عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن المجازي الخزاعي أبو عبد الرحمن (2) قال حدثنا إسماعيل بن راشد (3) قال : بايع الناس الحسن بن علي عليه‌السلام بالخلافة ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر ألا إن
    __________________
    (1) هو موسى بن عبد الرحمن بن سعيد بن مسروق بن معدان بن المرزبان الكندي المسروقي أبو عيسى الكوفي.
    (2) أقول : الرواية في المعجم الكبير للطبراني عن عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ، وفي الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي ج 5 ص 173 قال : عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي الحراني يكنى أبا عبد الرحمن. سمعت أبا عروبة ينسبه إلى الصدق وقال لا بأس به متعبد ويحدث عن قوم مجهولين بالمناكير. حدثنا أبو عروبة قال ثنا علي بن ميمون قال ثنا عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الطرائفي مولى بني أمية وسمعت أبا عروبة يقول عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم مولى منصور بن محمد بن مروان كذلك ينتسب ولده. وكنيته أبو عبد الرحمن يعرف بالطرائفي سمعت محمد بن الحارث يقول كان أبيض الرأس واللحية ، وصورة عثمان بن عبد الرحمن انه لا بأس به كما قال أبو عروبة إلا أنه يحدث عن قوم مجهولين بعجائب وتلك العجائب من جهة المجهولين. وهو في أهل الجزيرة كبقية في أهل الشام وبقية أيضا يحدث عن مجهولين بعجائب وهو في نفسه ثقة لا بأس به صدوق ما يقع فيه حديثه من الإنكار فإنما يقع من جهة من يروي عنه. قال ابن حبان في المجروحين ج 2 ص 96 : عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي القرشي كنيته عبد الرحمن من أهل حران وكان معلما يروي عن أقوام ضعاف أششياء يدلسها عن الثقات حتى إذا سمعها المستمع لم يشك في وضها فلما كثر ذلك في أخباره ألزقت به تلك الموضوعات وحمل عليه الناس في الجرح فلا يجوز عندي الاحتجاج بروايته كلها على حالة من الأحوال لما غلب عليها من المناكير عن المشاهير والموضوعات عن الثقات مات سنة ثلاث ومائتين وهو أبيض الرأس واللحية. وفي تهذيب الكمال ج 19 ص 428 : د س ق عثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني أبو عبد الرحمن ويقال أبو عبد الله ويقال أبو محمد ويقال أبو هاشم المكتب المعروف الطرائفي وإنما قيل له ذلك لأنه كان يتتبع طرائف الحديث مات سنة اثنتين ومائتين د س ق.
    (3) قال ابن سعد في الطبقات الكبرى ج 6 ص 346 في ترجمة محمد بن أبي إسماعيل السلمي واسم أبي إسماعيل راشد وكانوا إخوة ثلاثة يروى عنهم. أسنهم وأقدمهم موتا إسماعيل بن راشد روى عنه حصين ، وأخوه محمد بن أبي إسماعيل أيضا ومات محمد سنة اثنتين وأربعين ومائة في خلافة أبي جعفر وقد روى الثوري أيضا عن محمد بن أبي إسماعيل والآخر عمر بن راشد روى عنه حفص بن غياث وعبد الله بن نمير ويحيى القطان والثوري. أقول : حصين هو حصين بن عمر الاحمسي ت 180 ـ 190 هجرية.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 7:03 am

    قيس بن سعد قد قتل فانفروا فنفروا ونهبوا سرداق الحسن عليه‌السلام حتى نازعوه بساطا كان تحته.
    وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن وكان عم المختار بن أبي عبيد عاملا على المدائن وكان اسمه سعد بن مسعود ، فقال له المختار وهو غلام شاب هل لك في الغنى والشرف ، قال وما ذاك قال توثق الحسن وتستأمن به إلى معاوية ، فقال له سعد عليك لعنة الله أثب على ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأوثقه بئس الرجل أنت.
    فلما رأى الحسن عليه‌السلام تفرق الأمر عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح وبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن ابن سمرة بن حبيب بن عبد شمس فقدما على الحسن بالمدائن فأعطياه ما أراد وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها ثم قام الحسن في أهل العراق فقال يا أهل العراق إنه سخى بنفسه عنكم ثلاث قتلكم أبي وطعنكم إياي وانتهابكم متاعي ودخل الناس في طاعة معاوية ودخل معاوية الكوفة فبايعه الناس. (1)
    رواية ابن جُعدبة (توفي زمن المهدي 156 ـ 169 هـ)
    عن وهب بن جرير (2) (206 هـ) عن يزيد بن عياض بن جعدبة (3) عن صالح بن
    __________________
    (1) الطبري ، تاريخ الطبري ج 4 ص 123.
    (2) قال الذهبي في تذكرة الحفاظ : وهب بن جرير بن حازم المحدث الحافظ أبو العباس الأزدي مولاهم البصري أحد الأثبات. وقال أحمد العجلي بصري ثقة كان عفان يتكلم فيه مات منصرفا عن الحج قال بن سعد مات سنة ست ومائتين. وفي الكامل في ضعفاء الرجال : وهب بن جرير بن حازم بن زيد الجهضمي البصري يكنى أبا العباس ثنا بنحماد حدثني عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول قال عبد الرحمن بن مهدي ها هنا قوم يحدثون عن شعبة ما رايناهم عند شعبة قلت له من تعني بهذا قال وهب بن جرير قال أبي ما رأى وهب عند شعبة قط ولكن وهي كان صاحب سنة.
    (3) الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، يزيد بن عياض بن الجعدية أبو الحكم الليثي من أنفسهم حجازي انتقل البصرة فسكنها وقدم بغداد وحدث بها عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وسعيد بن أبي سعيد المقبري وأبي الزبيرالمكي ومحمد بن المنكدر وابن شهاب الزهري روى عنه يزيد بن هارون وشبابة بن سوار الهيثم بن جميل وعبد الصمد بن النعمان وعلي بن الجعد ، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب أخبرنا محمد بن حميد المخرمي حدثنا علي بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي

    كيسان (1) قال : لما قتل علي بن أبي طالب وبايع أهل الشام معاوية بالخلافة سار معاوية بالناس إلى العراق وسار الحسن بن علي بمن معه من أهل الكوفة ووجه عبيد الله بن العباس وقيس بن سعد بن عبادة في جيش عظيم حتى نزلوا مسكن من ارض العراق وقد رق أمر الحسن وتواكل فيه أهل العراق فوثبوا عليه فانتزع رداؤه عن ظهره وأخذ بساطه من تحته ومزق سرادقه فارسل عبيد الله بن العباس إلى عبد الله بن عامر يأمره أن يأتيه إذا أمسى بأفراس حتى يصير معه إلى معاوية فيصالحه ففعل ابن عامر فلحق
    __________________
    بخط يده سئل أبو زكريا عن يزيد بن عياض فقال ليس حديثه بشيء قلت له يا أبا زكريا ما كان قصته قال أفسدوه ههنا ببغداد جعلوا يدخلون له الأحاديث فيقراها فأفسدوه بهذا كان لا يعقل ما سمع مما لم يسمع فكيف يكتب عن مثل هذا ، قال يزيد بن عياض بن جعدية وسمه مالك بالكذب ، عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال يزيد بن عياض بن جعدية الليثي من أنفسهم ويكنى أبا الحكم إنتقل إلى البصرة مات بها في زمن المهدي. قال ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 11 ص 308 قال أحمد بن صالح المصري : أظنُّه كان يضع للناس وقال النسائي : متروك الحديث وقال في موضوع آخر : كذّاب وقال مرَّة : ليس بثقة ولا يكتب حديثه. وقال ابن عدي : عامّة ما يرويه غيرمحفوظ.
    (1) تهذيب الكمال : ع صالح بن كيسان المدني أبو محمد ويقال أبو الحارث مولى بني غفار ويقال مولى بني عامر ويقال مولى آل معيقيب الدوسي وهو مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري كان مولى امرأة من دوس وكان عالما ضمه عمر بن عبد العزيز إلى نفسه وهو أمير فكان يأخذ عنه ثم بعث إليه الوليد بن عبد الملك فضمه إلى ابنه عبد العزيز بن الوليد وكان يأخذ عنه وكان صالح جامعا من الحديث والفقه والمروءة وقال حرب بن إسماعيل سئل أحمد بن حنبل عنه فقال بخ بخ ، قال يحيى بن معين ليس في أصحاب الزهري أثبت من مالك ثم صالح بن كيسان ثم معمر ثم يونس وقال يعقوب في موضع آخر صالح بن كيسان ثقة ثبت ، وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم سئل أبي صالح بن كيسان أحب إليك أو عقيل قال صالح أحب إلي لأنه حجازي وهو أسن وقال عبد الرزاق عن معمر عن صالح بن كيسان اجتمعت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم فاجتمعنا على أن نكتب السنن فكتبنا كل شيء سمعنا عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم قال نكتب ما جاء عن أصحابه فقلت ليس بسنة فقال بل هو سنة فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت ، وقال الحاكم أبو عبد الله مات زيد بن أبي أنيسة وهو بن ثلاثين سنة وصالح بن كيسان وهو بن مائة ونيف وستين سنة وكان قد بقي جماعة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم بعد ذلك تلمذ للزهري وتلقن عنه العلم وهو بن تسعين سنة ابتدأ بالتعلم وهو ابن سبعين سنة قال الهيثم بن عدي مات في زمن مروان بن محمد وقال محمد بن سعد قال الواقدي أخبرني عبد الله بن جعفر قال دخلت على صالح بن كيسان وهو يوصي فقال أشهد أن ولائي لامرأة مولاة لآل معيقيب بن أبي فاطمة من دوس قال ومات بعد الأربعين والمئة وقبل مخرج محمد بن عبد الله بن حسن وخرج محمد بن عبد الله سنة خمس وأربعين ومئة وكان ثقة كثير الحديث روى له الجماعة.

    عبيد الله بمعاوية وترك جنده لا أمير لهم ... (1)
    رواية جرير بن حازم (175 هـ)
    روى البلاذري قال حدثنا خلف بن سالم ، حدثنا وهب (بن جرير) (ت 206) قال : قال أبي (جرير بن حازم (2) ـ وأحسبه رواه عن الحسن البصري ـ قال :
    لما بلغ أهل الكوفة (بيعة) الحسن أطاعوه وأحبوه أشد من حبهم لأبيه ، واجتمع له خمسون ألفا ، فخرج بهم حتى أتى المدائن ، وسرح بين يديه قيس ابن سعد بن عبادة الأنصاري في عشرين ألفا ، فنزل بمسكن ، وأقبل معاوية من الشام في جيش.
    ثم إن الحسن خلا بأخيه الحسين فقال (له : يا) هذا إني نظرت في أمري [2] فوجدتني لا أصل إلى الأمر ، حتى تقتل من أهل العراق والشام من لا أحب أن أحتمل دمه ، وقد رأيت أن أسلم الأمر إلى معاوية فأشاركه في إحسانه [3] ويكون عليه إساءته (ظ). فقال الحسين : إني لا أرى ما تقول ووالله لئن لم تتابعني لأسندتك في الحديد فلا تزال فيه حتى أفرغ من أمري. قال : فشأنك.
    فقام الحسن خطيبا فذكر رأيه في الصلح والسلم لما كره من سفك الدماء وإقامة
    __________________
    (1) البلاذري ، انساب الاشراف ، ج 3 ص 50 ، وفي المصدر أبي جعدبة تحريف لابن جعدبة وهو يزيد بن عياض بن جعدبة.
    (2) جرير بن حازم الامام الحافظ أبو النضر الأزدي مولاهم البصري محدث البصرة أحد الاعلام روى عن أبي رجاء العطاردي والحسن وابن سيرين وطاووس وعطاء وابن أبي مليكة ونافع وحميد بن هلال وعنه ابنه وهب وشيخه أيوب السختياني والسفيانان وابن وهب وشيبان بن فروخ وأبو الربيع الزهراني وأبو نصر التمار وخلائق واحتج به أصحاب الكتب قال موسى بن إسماعيل ما رأيت حماد بن سلمة يعظم أحدا تعظيمه جرير بن حازم وقال وهب كان شعبة يأتي أبي يسأله وقال وهب عن أبيه جلست إلى الحسن سبع سنين لم أخرم منها يوما واحدا قال بن مهدي اختلط جرير قبل موته فأحس بذلك بنوه فحجبوه فلم يسمع منه شيء في اختلاطه قلت في بعض حديثه عن قتادة ما هو منكر وهو من أوعية العلم وغيره احفظ منه مات في سنة سبعين ومائة وهو في عشر التسعين ، وذكر انه حج فشهد جنازة أبي الطفيل بمكة قال بن داسة أنا المغيرة بن محمد المهلبي سمعت علي بن المديني سمعت وهب بن جرير عن أبيه قال رأيت أبا الطفيل بمكة قلت فلم لم تسمع منه قال كان طواف واحد يا بني أحب إلي من ذلك ، قال أحمد بن حنبل جرير بن حازم صاحب سنة.

    الحرب. فوثب عليه أهل الكوفة وانتهبوا ماله وخرقوا سرادقه وشتموه وعجّزوه ثم انصرفوا عنه ولحقوا بالكوفة!
    فبلغ الخبر قيسا فخرج إلى أصحابه فقال : يا قوم إن هؤلاء القوم كذّبوا محمد وكفروا به ما وجدوا إلى ذلك سبيلا! فلمّا أخذتهم الملائكة من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم دخلوا في الإسلام كرها ، وفي أنفسهم ما فيها من النفاق! فلمّا وجدوا السبيل إلى خلافه ، أظهروا ما في أنفسهم! وإن الحسن عجز وضعف وركن إلى صلح معاوية ، فإن شئتم أن تقاتلوا بغير إمام فعلتم؟! وإن شئتم ان تدخلوا في الفتنة دخلتم؟ قالوا : فإنّا ندخل في الفتنة! فأعطى معاوية حسنا ما أراد ، في صحيفة بهث بها إليه مختومة ، اشترط الحسن فيها شروطا ، فلما بايع معاوية لم يعطه مما كتب شيئا (ظ)! فانصرف الحسن إلى المدينة ومعاوية إلى الشام. (1)
    رواية زهير بن معاوية (164 ـ 173 هـ)
    وقال أسود بن عامر حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا أبو روق الهمداني قال حدثنا أبو الغريف قال كنا مقدمة الحسن بن علي اثنا عشر ألفا بمسكن مستميتين تقطر أسيافنا من الحد على قتال أهل الشام وعلينا أبو العَمَرّطة (2) فلما جاءنا صلح الحسن بن علي ، كأنما كسرت ظهورنا من الغيظ :
    فلما قدم الحسن بن علي الكوفة ، قال له رجل منا يقال له أبو عامر سفيان بن الليل السلام عليك يا مذل المؤمنين ، فقال لا تقل ذلك يا أبا عامر لست بمذل المؤمنين ، ولكن كرهت أن اقتلهم على الملك. (3)
    رواية عون بن موسى الليثي : (توفي قبل المائتين)
    وروى ابن سعد أيضا عن موسى بن اسماعيل (ت 223 هـ) قال حدثنا (عون بن موسى الليثي البصري) قال سمعت هلال بن خباب يقول جمع الحسن بن علي رؤوس
    __________________
    (1) البلاذري ، انساب الاشراف ج 3 ص 51 ـ 52.
    (2) هو عمير بن يزيد الكندي. الطبري : تاريخ الطبري ج 5 ص 30 ، 258.
    (3) الفسوي ، المعرفة والتاريخ ، ج 1 ص 317 ، الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ج 10 ص 35.

    أصحابه في قصر المدائن فقال : يا أهل العراق لو لم تذهل نفسي عنكم الا لثلاث خصال لذهلت ، مقتلكم أبي ومطعنكم بغلتي وانتهابكم ثقلي او قال ردائي عن عاتقي وانكم بايعتموني على تسالموا من سالمت وتحاربوا من حاربت واني قد بايعت معاوية فاسموا له واطيعوا ثم نزل فدخل القصر. (1)
    سكين بن عبد العزيز القطان البصري (ت قبل المائتين)
    وروى يعقوب البسوي الخبر الانف الذكر بسند آخر قال حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي ت 213 عن سكين بن عبد العزيز (2) عن هلال بن خباب قال قال الحسن يا أهل العراق ...
    شريك بن عبد الله النخعي القاضي (ت 177 هـ)
    وقد رواه احمد بن حنبل في الفضائل بسند آخر : قال حدثنا عبد الله حدثنيعثمان بن أبي شيبة ثنا شريك (3) (بن عبد الله النخعي القاضي) عن أبي إسحاق عن عاصم بن
    __________________
    (1) رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 1 ص 139 بطرقه عن يعقوب بن سفيان وعنابن سعد ، ورواه ابن حجر في الاصابة عن يعقوب بن سفيان ، ورواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ للفسوي ج 3 ص 317 عن سعيد بن منصور عن عون بن موسى.
    (2) ابن عدي ، الكامل في ضعفاء الرجال : سكين بن عبد العزيز بن قيس العبدي بصري سمعت بن حماد يقول سكين بن عبد العزيز ليس بالقوي قاله النسائي ، قال الشيخ ولسكين غيرما ذكرت وليس بالكثيروفيما يرويه بعض النكرة وأرجو أن بعضها يحمل بعضا وأنه لا بأس به لأنه يروي عن قوم ضعفاء وليس هم بمعروفين ولعل البلاء منهم ليس منه.
    (3) الذهبي تذكرة الحفاظ : م 4 شريك بن عبد الله القاضي أبو عبد الله النخعي الكوفي أحد الأئمة الاعلام مات في ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائة وله اثنتان وثمانونسنة رحمه‌الله. قال يحيى أتيته بالكوفة فأملى علي فإذا هو لا يدرى يعني شريك ، حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا معاوية بن صالح قال سألت أحمد بن حنبل عن شريك فقال كان عاقلا صدوقا محدثا عندي وكان شديدا على أهل الريب والبدع ، قلت له كيف كان مذهبه في علي وعثمان قال لا أدري. وعن علي بن قادح قال جاء عتاب وآخر إلى شريك فقال له عتاب الناس يقولون إنك شاك قال يا أحمق كيف أكون شاكا لوددت أني كنت مع على فخضبت يدي بسيفي من دمائهم ، حدثنا عبد الله بن حمدويه البغلاني قال حدثنا علي بن خشرم قال حدثنيحفص بن غياث قال سمعت شريكا يقول قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فاستخلف المسلمون أبا بكر فلو علموا أن فيهم أحدا أفضل منه قالوا قد غشونا ثم استخلف أبو بكر عمر فقام بما قام به من الحق والعدل فلما حضرته الوفاة جعل الأمر شورى بين ستة نفر من أصحاب

    ضمرة قال قلت للحسن بن علي ان الشيعة يزعمون ان عليا رضي الله تعالى عنه يرجع قال كذب أولئك الكذابون لو علمنا ذاك ما تزوج نساؤه ولا قسمنا ميراثه.
    الاحتجاج مرسلا عن زيد بن وهب الجهني قال : «لما طُعِن الحسن عليه‌السلام بالمدائن أتيته وهو متوجع وقلت ما ترى يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فان الناس متحيرون ، فقال الامام الحسن عليه‌السلام أرى والله معاوية خيرا لي من هؤلاء. يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي ، والله لان آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خيرا من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأنهم والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما في الله ، لان أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير أويمن علي فتكون سبة على بني هاشم إلى آخر الدهر ، ومعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت.». (1)
    أقول :
    مر علينا في الفصل الرابع نموذج من الروايات الموضوعة في الطعن بالعقيدة بالوصية لعلي عليه‌السلام.
    وفي الفصل الخامس روايات أبي مخنف في القاء تبعة قتل الحسين على أهل الكوفة بخلاف أحاديث الأئمة من ذرية الحسين إذ يلقون التبعة على جيش أهل الشام.
    وفي الفصل السادس نموذج من الروايات الموضوعة الطاعنة في الكوفيين على لسان علي عليه‌السلام والحسن وفي الفصل السابع نموذج من الروايات الموضوعة الطاعنة في الحسن عليه‌السلام.
    __________________
    النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاجتمعوا على عثمان فلو علموا أن فيهم أفضل منه كانوا قد غشونا قال علي وأخبرني بعض أصحابنا من أهل الحديث أنه عرض هذا الحديث على عبد الله بن إدريس فقال عبد الله بن إدريس أنت سمعت هذا من حفص بن غياث قال قلت نعم قال الحمد لله الذي أنطق بهذا لسانه فوالله إنه لشيعي وإن شريكا لشيعي ، حدثنا محمد بن عثمان قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم قال حدثنا محمد بن سعيد قال ذكر قوم معاوية عند شريك فقال بعضهم كان حليما فقال ليس بحليم من سفه الحق وقاتل علي بن أبي طالب ، قال محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال قال أبي نظرت في أصول شريك فإذا الخطأ في أصوله.
    أحمد بن حنبل ، مسند أحمد ، ج 1 ص 148 ، وفي فضائل الصحابة أيضا باسناد آخر.
    (1) المجلسي ، بحار الانوار ، ج 44 ص 21. عن الاحتجاج للطبرسي.

    وفي الفصل الثامن ايضا.
    فلِمَ لا تكون الروايات الطاعنة في الكوفيين التي اوردناها انفا موضوعة أيضا وبخاصة وان رواتها قد ظهروا في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري وما بعده وهي فترة قمة مواجهة الاعلام العباسي لخصومهم الحسنيين والشيعة والتشيع الذي كان يتزعمه الامام الصادق والأئمة من ولده والكوفة كما مر علينا كانت قلعتهم الحصينة وقد استهدفها الخليفة الدوانيقي وابناؤه إلى ابن المعتز الذي نظم سياسة آبائه في ارجوزته المعروفة؟.
    أقول :
    ان الحلكم بالوضع على هذه الروايات لا يحتاج إلى دراسة تفصيلية للاسانيد ما دامت تلتقي هذه الروايات مع سياسة الاعلام العباسي في مواجهة المدينة التي تشكل قلعة خصومهم ، وتشويه شخصية الحسن عليه‌السلام وصلحه وانه كان من اجل المال لتجريد الحسنيين من تاريخ ابيهم المشرق وغيره ذلك مما لا يخفى على القارئ سقمه وكذبه.
    ولكني تناولت ترجمة بعض رواتها ليكون القارئ في الصورة من كون بعث رواية الزهري التي شوهت صورة الصلح ثم وضع روايات إلى جنبها تؤيدها شاهد لايُردّ على صحة النظرية التي قدمتها في قراءتي الجديدة من ان هذا الكم الهائل من الروايات قد جاء تلبية لرغبة العباسيين في تطويق خصومهم الحسنيين ، ولعل الله تعالى يهيء باحثين يجدوا في البحث متعة واهمية ان يكملوا المشروع بدراسة أسانيد كل الروايات فان في ذلك نتائج أخرى جديدة لا تقل أهمية عن النتائج التي عرضناها في الكتاب.


    الباب الرابع
    خلاصة وخاتمة
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الفصل الأول 507 شخصية الحسن عليه‌السلام بين الافتراء والواقع
    الفصل الثاني 517 القراءة السائدة للصلح والمشكلات التي امامها
    الفصل الثالث 520 صلح الامام الحسن عليه‌السلام قراءة جديدة
    الفصل الرابع 571 مسار ثقافة الامة المسلمة
    الفصل الخامس 579 خلاصة في المقارنة بين مراحل سير مشروعين
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    الباب الرابع / الفصل الاول
    شخصية الحسن عليه‌السلام بين الافتراء والواقع
    اجمع الباحثون المستشرقون على وصف الحسن عليه‌السلام بانه كان شخصية متخاذلة ليس جديرا ان يكون ابنا لعلي عليه‌السلام ، ولا رجل الساعة المطلوب سلم الحكم لقاء منحة سنوية يقدمها له معاوية ثم انصرف الى ملذاته وشهواته ثم مات بسبب اسرافه فيها ، وكانت مصادرهم في ذلك روايات مبثوثة هنا وهناك في مصادر التاريخ الاسلامي الاولى ، وضعها العباسيون لمواجهة خصومهم الحسنيين الثائرين لتجريدهم منسلاح الشعبية التي كانوا يتمتعون بها في الكوفة لمكانة ابائهم الحسن المثنى (1) والحسن السبط وامير المؤمنين علي عليه‌السلام وقد اقاما تجربتي حكم رائدتين اتسمتا بتقديم مصلحة الرسالة والامة على المصالح الشخصية.
    وفيما يلي خلاصة كلماتهم فيه ، وبعض الروايات التاريخية الطاعنة في الحسن التي
    __________________
    (1) ذكر المؤرخون وأصحاب السير والحديث والانساب وغيرهم أن الحسن المثنى بن الحسن السبط حضر مع عمه الحسين عليه‌السلام يوم الطف وشهد المعركة ، وواسى عمه في الصبر على السيوف والرماح حتى أثخن بالجراح ووقع على الارض بين القتلى ، وكان به رمق. فأخذه اخواله من فزارة واستوهبوه من ابن زياد وعولج فبرئ (عمدة الطالب ص 100) واتفقوا على أنه برئ ولحق بالمدينة وتوفي سنة 97 هـ الذهبي ، تاريخ الاسلام ج 6 ص 330.
    أقول : وقد تبنى ابو مخنف رواية خالف فيها الثابت من سيرة الحسن المثنى فقال (واستصغر الحسن بن الحسن بن علي وأمه خولة ابنة منظور بن زيان بن يسار الفزاري فترك فلم يقتل) (تاريخ الطبري 4 / 359). وهو شاهد على ان ابا مخنف كان قد الف كتابه مقتل الحسين رعاية للإعلام العباسي في بني الحسن والكوفة.

    وضعها الاعلام العباسي مع بعض كلمات الخليفة العباسي في الحسن وابيه علي عليه‌السلام ، ثم شواهد تاريخيه على عظمة شخصية الامام الحسن عليه‌السلام في العبادة والسلوك والمكانة الدينية والاجتماعية.
    شخصية الامام الحسن عليه‌السلام عند المستشرقين
    قال الدكتور فيليب حتي : «ولكن الحسن الذي كان يميل الى الترف والبذخ لا الى الحكم والارادة لم يكن رجل الموقف فانزوى عن الخلافة مكتفيا بهبة سنوية منحه اياها معاوية». (1)
    وقال الراهب اليسوعي لامنس (البلجيكي) المتخصص بالتاريخ الاسلامي (2) : «الحسن اكبر ابناء علي من فاطمة بنت رسول الله ... ويلوح ان الصفات الجوهرية التي كان يتصف بها الحسن هي الميل الى الشهوات والافتقار الى النشاط والذكاء. ولم يكن الحسن على وفاق مع ابيه واخوته عندما ماتت فاطمة ولما تجاوز الشباب. وتوفي الحسن في المدينة بذات الرئة ولعل افراطه في الملذات هو الذي عجل بمنيته. (3)
    وقال جرهارد كونسلمان : لقد باع (الحسن) المنصب الذي تركه محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لنسله من اجل المال ... ويقال انه مات بالسل والهزال. (4)
    وقال سايكس : في كتابه () ان الحسن غير جدير بان يكون ابنا لعلي لانه شغل بملذاته بين نسائه واكتفى بارسال اثني عشر الف جندي كطليعة لجيشه بينما احتفظ بقلب الجيش في المدائن حيث ظل يتنزه في الحدائق وخاف ان يجرب حظه في ميدان القتال. (5)
    __________________
    (1) حتى ، فليب ، العرب تاريخ موجز ، ص 78.
    (2) قال عبد الرحمن بدوي في موسوعته عن المستشرقين ، لامنس : مستشرق بلجيكي ، وراهب يسوعي شديد التعصب ضد لا إسلام ، يفتقر إفتقاراً إلى النزاهة في البحث والأمانة في نقل النصوص وفهمها. ويعد نموذجاً سيئاً جداً للباحثين في الإسلام من بين المستشرقين.
    (3) الموسوعة الاسلامية (Encyclopedia Of Islam) ج 7 / 401 4002. أشرف على تأليفها فنسنك وآخرون وكتبت باللغة الانكليزية وترجمت الى الفرنسية والالمانية ثم ترجمت الى اللغة العربية ونحن ننقل من النسخة العربية.
    (4) جرهارد كونسلمان ، سطوع نجم الشيعة.
    (5) الدكتور الخربوطلي ، العراق في ظل الحكم الاموي ، ص 74.

    وقال الكاتب العراقي هادي العلوي (1) : «ان هذا الرجل (يقصد الحسن عليه‌السلام) يتعذر عليه ان يخوض صراعا سياسيا او عسكريا وكان من المنتظر والطبيعي ان ينسحب بمجرد ان يؤول اليه الامر ، وانه لم يمارس بعد الصلح أي نشاط معارض وقد تفرغ الحسن لحياته الشخصية وعاش كما قال عنه ابوه بين جَفنة وخِوان كأي فتى من فتيان قريش المنعمين.
    ثم يستطرد العلوي قائلا : ان الدفاع عن صلح الحسن من نتائج الايديولوجيا ... (2)
    ثم يقول : ومعاوية الذي تراجع الحسن امامه كان زعيما عظيما وقد دخل التاريخ كواحد من الاباطرة العظام بجميع لمقاييس وفي شتى العصور ... (3)
    مصادر المستشرقين روايات الإعلام العباسي
    استند الباحثون المستشرقون في تكوين الرؤية السلبية الانفة الذكر عن الحسن عليه‌السلام الى رويات اوردتها مصادر تاريخية اسلامية امثال الطبقات الكبرى لابن سعد ت 230 هـ واغاني ابي الفرج الاصبهاني ، وتاريخ محمد بن طاهر المقدسي ت 507 هـ.
    روى ابن سعد عن وهب بن جرير بن حازم ت 175 هـ عن ابيه قال اخبرنا شعبة عن ابي اسحاق عن معدي كرب ان عليا مر على قوم مجتمعين ورجل يحدثهم فقال من هذا قالوا الحسن فقال طحن ابل لم تعوَّد طحنا. ان لكل قوم صداد وان صدادنا الحسن. (4)
    وروى عن علي بن محمد عن سحيم بن حفص الأنصاري (ت 170 هـ). عن عيسى
    __________________
    (1) ادرجناه ضمن المستشرقين على الرغم من كونه ينتسب الى الاسلام والتشيع ولكنه تبنى الفكر الماركسي في الايديلولوجيا ومنهج المستشرقين في البحث.
    (2) الدكتور الخربوطلي ، العراق في ظل الحكم الاموي ، ص 74.
    (3) الثقافة الجديدة تسلسل 223 سنة 1990 تموز السنة 37 العدد 9. من الغريب ان العلوي هذا عرفه اصدقاؤه بالتقشف والزهد والبساطة في العيش يعتقد بمعاوية هذا المعتقد ، ولا بد انه قد قرأ عنه سفكه لدم حجر بن عدي واصحابه وتشريده العراقيين وسجنهم وقطع ايديهم لا لشيء الا لتوليهم عليا ، فهل ان زعامة تقوم على مبدأ كهذا جديرة بالاحترام!.
    (4) ابن سعد ، الطبقات الكبرى القسم الناقص ج 1 ص 277 ـ 278 ورواه أيضا ابن معين عن ذر عن شعبة عن أبي اسحق عن معدي كرب (ابن معين تاريخ ابن معين ج 2 / 419).

    بن أبي هارون المزني. قال : تزوج الحسن بن علي حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر. وكان المنذر بن الزبير هويها. فأبلغ الحسن عنها شيئا فطلقها الحسن. فخطبها المنذر فأبت أن تزوجه وقالت : شهرني. فخطبها عاصم بن عمر بن الخطاب فتزوجها فرقي إليه المنذر أيضا شيئا ، فطلقها. ثم خطبها المنذر. فقيل لها : تزوجيه فيعلم الناس أنه كان يَعْضَهُكِ (أي بيهتك) فتزوجته فعلم الناس أنه كذب عليها. فقال الحسن لعاصم بن عمر : انطلق بنا حتى نستأذن المنذر فندخل على حفصة فستأذناه. فشاور أخاه عبد الله بن الزبير فقال دعهما يدخلان عليها. فدخلا فكانت إلى عاصم أكثر نظرا منها إلى الحسن وكانت إليه أبسط في الحديث. فقال الحسن للمنذر خذ بيدها فأخذ بيدها. وقام الحسن وعاصم فخرجا وكان الحسن يهواها وإنما طلقها لما رقا إليه المنذر. فقال الحسن يوما لابن أبي عتيق وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن وحفصة عمته هل لك في العقيق؟ قال : نعم. فخرجا فمرا على منزل حفصة. فدخل إليها الحسن فتحدثا طويلا ثم خرج. ثم قال أيضا بعد ذلك بأيام لابن أبي عتيق : هل لك في العقيق؟ قال : نعم. فخرجا فمرا بمنزل حفصة. فدخل الحسن فتحدثا طويلا. ثم خرج ثم قال الحسن مرة أخرى لابن أبي عتيق : هل لك في العقيق؟ فقال : يا ابن أم ألا تقول هل لك في حفصة؟. (1)
    وروى عن يحيى بن حماد قال اخبرنا أبو عوانة (176 هـ) (2) عن سليمان عن حبيب بن ابي ثابت عن ابي ادريس عن المسيب بن نجبة قال سمعت عليا يقول الا احدثكم عني وعن أهل بيتي؟ اما عبد الله بن جعفر فصاحب لهو ، واما الحسن بن علي فصاحب جفنة وخوان فتى من فتيان قريش لوقد التقتا حلقتا البطان لم يغن في الحرب عنكم شيئا ، واما انا وحسين فنحن منكم وانتم منا. (3)
    __________________
    (1) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج 1 ص 307 ، سحيم بن حفص الأنصاري كنيته أبو اليقظان واسمه عامر بن حفص وسحيم لقب له. ذكره ابن النديم في الفهرست ص 106. أقول : هو من شيوخ علي بن محمد المدائني.
    (2) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج 7 ص 287 أبو عوانة واسمه الوضاح مولى يزيد بن عطاء كان أصله من أهل واسط ثم انتقل إلى البصرة فنزلها حتى مات بها.
    (3) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، القسم الناقص ج 1 ص 297 ، وابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج 16 ص 11.

    وروى عن محمد بن عبد الله الاسدي (203 هـ) قال حدثنا اسرائيل (160 هـ) (1) عن ابي اسحاق عن هبيرة بن يريم قال قيل لعلي هذا الحسن بن علي في المسجد يحدث الناس فقال طحن ابل لم تعوَّد طحنا ، وما طحن ابل يومئذ. (2)
    وروى ابو الفرج الاسفهاني عن احمد عن عمر بن شبة عن المدائني عن قيس بن الربيع (168 هـ) (3) عن الاجلح عن الشعبي عن جندب : ان الحسن قال لابيه حين طلب ان يجلد الوليد بن عقبة : مالك ولهذا؟ ... (4)
    وروى عن عمر بن شبة وسعيد بن محمد المخزومي كلاهما عن محمد بن حاتم عن اسماعيل بن ابراهيم علية البصري (193 هـ) عن سعيد بن عروبة البصري عن عبد الله بن الداناج عن حضين بن المنذر ابي سلسان قال : لما جيء بالوليد بن عقبة الى عثمان بن عفان وقد شهدوا عليه بشرب الخمرقال لعلي دونك ابن عمك فاقم عليهالحد فأوعز علي إلى ابنه الحسن أنْ يقوم بجلد الوليد ، فرفض الحسن وقال له : مالك ولهذا؟ فقال له علي : بل ضعفت ووهنت وعجزت. (5)
    وقال المقدسي في البدء والتاريخ : «أنَّه عليه‌السلام كان أرخى ستره على مأتي حرة». (6)
    __________________
    (1) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج 6 ص 374 قال ابن حجر في تهذيب التهذيب : قال عثمان بن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن مهدي إسرائيل لص يسرق الحديث.
    (2) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، القسم المفقود ، من ذخائر تراثنا ترجمة الحسن من ابن سعد غير المطبوع ص 58.
    (3) العقيلي ، الضعفاء الكبير (ضعفاء العقيلي) ، ج 3 ص 469 قيس بن الربيع عن محمد بن عبيد قال كان قيس بن الربيع استعمله أبو جعفر على المدائن فكان يعلق النساء بثديهن ويرسل عليهن الزنابير قال ابن حبان : كان شعبة يروى عنه وكان معروفا بالحديث صدوقا ويقال إن ابنه أفسد عليه كتبه بأخرة فترك الناس حديثه. وفي تذكرة الحفاظ للذهبي ج 1 ص 226 قيس بن الربيع الحافظ أبو محمد الأسدي الكوفي كان من أوعية العلم وارى الأئمة تكلموا فيه لظلمه.
    (4) ابو الفرج الاصفهاني ، الاغاني ، ج 5 ص 144.
    (5) ابو الفرج الاصفهاني ، الاغاني ، ج 5 ص 145.
    (6) المقدسي ، البدء والتاريخ / ج 5 ص 4.

    الروايات الطاعنة في شخصية الحسن عليه‌السلام
    من وضع الامويين والعباسيين
    الروايات الانفة الذكر مما وضعه الاعلام العباسي بأمر الخليفة العباسي ابي جعفر الدوانيقي لمواجهة الحسنيين الثائرين ضد العباسيين لتجريدهم من سلاح قوي بيدهم وهو التاريخ المشرق لأبيهم الحسن عليه‌السلام وجدِّهم علي عليه‌السلام انهم يقاتلون ليس لأجل السلطة بل لأجل المحرومين ، قال محمد بن عبد الله بن الحسن في رسالته الى ابي جعفر الوانيقي (وإنما ادعيتم هذا الامر بنا وخرجتم له بشيعتنا وحظيتم بفضلنا وإن أبانا عليا كان الوصي وكان الامام فكيف ورثتم ولايته وولده أحياء ثم قد علمت أنه لم يطلب هذا الامر أحد له مثل نسبنا وشرفنا وحالنا وشرف آبائنا). (1)
    قال علي عليه‌السلام «اللّهم إِنّك تعلم أنّه لم يكن الذي كان منّا منافسة في سلطان ، ولا التماس شيء من فضول الحطام ، ولكن لنردّ المعالم من دينك ونظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك وتقام المعطّلة من حدودك.». (2)
    وقد سلم الحسين عليه‌السلام ملك العراق بهدف الاصلاح وامان الناس لما عرض عليه معاوية ان يبقى عليه ويبقى هو على الشام. ولما اطلع معاوية على الشروط وقف عند شرط امان الناس وذكر قيس بن سعد انه لا بد ان يقتله وموقف الحسن كان واضحا ان الشروط ومنها الامان صفقة كاملة اما ان يقبلها معاوية كلها او يرفضها معاوية كلها.
    ومن اهم الشواهد على انها تبينت من قبل العباسيين قول المنصور بعد ان سجن عبد الله بن الحسن واخوته :
    (فقام فيها علي بن أبي طالب عليه‌السلام فما أفلح ، وحكَّم الحكمين ، فاختلفت عليه الأمّة وافترقت الكلمة ، ثمَّ وثب عليه شيعته وأنصاره وثقاته فقتلوه.
    ثمَّ قام بعدَهُ الحسن بن علي عليه‌السلام ، فوالله ما كان برجل ، عرضت عليه الأموال فقبلها ، ودسَّ إليه معايوة إنِّي أجعلك ولي عهدي ، فخلع نفسه وانسلخ له ممَّا كان
    __________________
    (1) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج 6 ص 196.
    (2) نهج البلاغة ، فيض / 406 ؛ عبده 2 / 19.

    فيه ، وسلَّمه إليه وأقبل على النساء يتزوج اليوم واحدة ويطلق غداً أخرى ، فلم يزل كذلك حتّى مات على فراشه). (1)
    وكذلك شعر مروان بن ابي حفصة ت 182 هـ : كان يتقرب الى الخليفة هارون بهجاء العلويين. انشد قصيدة يمدح بها الرشيد ويذكر فيها ولد فاطمة عليها‌السلام وينحى عليهم ويذمهم وقد بالغ حين ذم علياً عليه‌السلام ونال منه وأولها :
    عليٌّ أبوكم كان أفضلَ منكم اباه (2)
    ذوو الشورى كانوا ذوي الفضل

    ساء رسولَ الله إذْ ساء بنتَه
    بخطبته بنتَ اللعين أبي جهل

    فذمَّ رسول الله صهرَ أبيكمُ
    على منبر بالمنطق الصادق الفضل

    وحكَّمَ فيها حاكمين أبوكمُ
    هما خلعاه خلع ذي النعل للنعل

    وخلَّيتموها وهي في غير أهلها
    فقد أُبطلت دعواكمُ الرثة الحبلِ

    وقد باعها من بعده الحسن ابنه
    وطالبتموها حين صارت إلى أهل (3)

    شخصية الامام الحسن عليه‌السلام في
    الروايات الصحيحة
    روى الشيخ الصدوق عن المفضل بن عمر قال قال الامام الصادق عليه‌السلام (ت 148 هـ) حدثني أبي عن أبيه عليهما‌السلام أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام :
    كان أعبد الناس في زمانه ، وأزهدهم وأفضلهم ،
    وكان إذا حج حج ماشيا ، وربما مشى حافيا ،
    وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها.
    __________________
    (1) المسعودي ، مروج الذهبي ج 3 ص 301.
    (2) أي رفضه أهل الشورى في قصة بيعة عثمان.
    (3) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج 4 ص 63 ـ 64. وانظر الاغاني لابي الفرج الاصفهاني ج 23 ص 214 ـ 215. وابن خلكان ، وفيات الاعيان ج 5 ص 189 ـ 193. والدينوري ، ابن قتيبة ، الشعروالشعراء ، ج 2 ص 649.

    وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل ،
    وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ، ويسأل الله تعالى الجنة ، ويعوذ به من النار ،
    وكان لا يقرأ من كتاب الله عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا) إلا قال : لبيك اللهم لبيك ، ولم ير في شيء من أحواله إذا ذاكرا لله سبحانه ،
    وكان أصدق الناس لهجة ، وأفصحهم منطقا. (1)
    وقال ابن عساكر عن عبد الله بن العباس قال : ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إلا أني لم أحج ماشيا ، ولقد حج الحسن بن علي خمسة وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه. (2)
    قال واصل بن عطاء : كان الحسن بن علي عليه سيماء الانبياء وبهاء الملوك. (3)
    عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال ما تكلم عندي أحد كان احب الي إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي وما سمعت منه كلمة فحش قط إلا مرة فإنه تكلم بين حسين بن علي وعمرو بن عثمان بن عفان خصومة في ارض فعرض حسين امرا لهم لم يرضه عمرو فقال الحسن فليس له عندنا إلا ما رغم انفه قال فهذا اشد كلمة فحش سمعتها منه قط. (4)
    قال الواقدي : عن ثعلبة بن ابي مالك : شهدت الحسن يوم مات ودفن بالبقيع فلقد رأيت البقيع ولو طرحت فيه ابرة ما وقعت الال على راس انسان. (5)
    وروى ابن عساكر ايضا قال : بكى على الحسن بن علي بمكة والمدينة سبعا النساء والصبيان والرجال. (6)
    __________________
    (1) الشيخ الصدوق ، الأمالي ، ص 140.
    (2) ابنعساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج 14 ص 72. والذهبي ، سير اعلام النبلاء ، ج 4 ص 387.
    (3) المجلسي ، بحار الانوار ج 43 ص 251.
    (4) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج 14 ص 80. وابن سعد ، الطبقات الكبرى القسم الناقص ج 1 ص 279. والمزي ، تهذيب الكمال ج 2 ص 591.
    (5) ابن حجر ، الاصابة ج 1 ص 495. والحاكم ، المستدرك ، ج 3 ص 190. وابن سعد ، الطبقات الكبرى القسم المتمم ج 1 ص 351.
    (6) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 118. وابن كثير ، البداية والنهاية ، ج 8 ص 43.

    وفي الطبقات الكبرى : عن أبي جعفر قال : مكث الناس يبكون على حسن بن علي سبعا ما تقوم الاسواق. (1)
    وعن عبد الله بن عروة بن الزبير قال : رأيت عبد الله بن الزبير قعد إلى الحسن بن علي في غداة من الشتاء باردة ، قال : فوالله ما قام حتى تفسخ جبينه عرقا!. قال : فغاظني ذلك فقمت إليه فقلت : يا عم. قال : ما تشاء؟ قلت : رأيتك قعدت إلى الحسن بن علي فما قمت من عنده حتى تفسخ جبينك عرقا! قال : يا ابن أخي انه ابن فاطمة لا والله ما قامت النساء عن مثله. (2)
    وفيه يقول النجاشي الشاعر وكان من شيعة علي ، يرثيه عند وفاته :
    لم يُسْبِلِ السترُ على مثله
    في الأرض من حافٍ ومن ناعل (3)

    وقيل للحسن : فيك عظمة ، فقال عليه‌السلام : بل فيَّ عزة قال الله : «ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين». (4)
    قال محمد بن اسحاق : ما بلغ احد من الشرف بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما بلغ الحسن بن علي. كان يبسط له على باب داره فاذا خرج وجلس انقطع الطريق فما يمر احد من خلق الله الا جلس اجلالا له فاذ اعلم قام ودخل بيته فيمر الناس. ونزل عن راحلته في طريق مكة فمشى فما من خلق الله احد الا نزل ومشى حتى سعد بن ابي وقاص فقد نزل ومشى الى جنبه. (5)
    وقال معاوية لعبد الله بن الزبير سنة 44 حين زار المدينة الا ترى الحسن زارني مرة واحدة ... قال ان مع الحسن ماة الف سيف لو شاء ضربك بها.
    قال محمد بن سعد : أخبرنا علي بن محمد ، عن محمد بن عمر العبدي ، عن أبي سعيد : إن معاوية قال لرجل من أهل المدينة من قريش : أخبرني عن الحسن بن علي. قال : يا أمير المؤمنين ، إذا صلى الغداة جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس ، ثم يساند
    __________________
    (1) ابن سعد ، الطبقات الكبرى ، القسم الناقص 1 ص 352. والحاكم ، المستدرك ، ج 3 ص 189.
    (2) المزي ، تهذيب الكمال : ج 6 ص 233. وابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 69 70.
    (3) المسعودي ، مروج الذهب ، ج 2 ص 428.
    (4) المجلسي ، بحار الانوار ، ج 43 ص 251.
    (5) المجلسي ، بحار الانوار ، ج 43 ص 254 نقل عن المناقب.

    ظهره فلا يبقى في مسجد رسول الله ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ رجل له شرف إلا أتاه فيتحدثون. حتى إذا ارتفع النهرا صلى ركعتين ، ثم نهض فيأتي أمهات المؤمنين فيسلم عليهن فربما أتحفنه. ثم ينصرف إلى منزله ثم يروح فيصنع مثل ذلك. فقال : ما نحن معه في شيء. (1)
    أقول :
    يتضح من هذه الروايات أي جناية جناها فنسنك وزملائه مؤلفو (ECYCLOPEDIA OF ISLAM) (الموسوعة الاسلامية) التي صدرت باللغة الانكليزية والفرنسية والالمانية حين قدموا الامام الحسن عليه‌السلام الى العالم انه رجل شهوات وملذات في قبال ما تعرضه الروايات الصحيحة انه شخصية رائدة عبادةً وسلوكاً ومكانةً في الدين وانه بلغ في الشرف ما لم يبلغه احد بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    __________________
    (1) ترجمة الامام الحسن عليه‌السلام من طبقات ابن سعد ج 1 ص 297. وابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 14 ص 71. والبلاذري ، انساب الاشراف ، ج 3 ص 274.

    الباب الرابع / الفصل الثاني
    القراءة السائدة للصلح والمشكلات امامها
    يكاد يجمع الباحثون الشيعة في تعليلهم لصلح الامام الحسن وتسليمه الامر لمعاوية انه انطلق من واقع منهار للكوفيين وعدم قدرتهم على الاحتفاظ بالدولة التي انشاها في قبال معاوية بل عدم القدرة على توفير الامان للحسن نفسه اذ تعرض لمحاولة اغتيال جرح فيها جرحا بليغا ونهبمتاعه. ومن ثم كاتب معاوية في الصلح ليحقق الامان له ولشيعته وليفضح معاوية.
    الروايات التي استندوا إليها
    وقد اعتمدوا في هذا التحليل على روايات في مصادر التاريخ منها رواية ابن سعد عن يونس بن ابي اسحاق ت 159 هـ فشد الناس على حجرة الحسن فانتهبوها حتى انتهبت بسطه وجواريه وأخذوا رداءه من ظهره وطعنه رجل من بني أسد يقال له بن اقيصر بخنجر مسموم في أليته فتحول من مكانه الذي انتهب فيه متاعه ونزل الأبيض قصر كسرى. وقال عليكم لعنة من أهل قرية فقد علمت أن لا خير فيكم قتلتم أبي بالأمس واليوم تفعلون بي هذا. ثم دعا عمرو بن سلمة الارحبي فأرسله وكتب معه إلى معاوية بن أبي سفيان يسأله الصلح ويسلم له الأمر ...). (1)
    __________________
    (1) المزي ، تهذيب الكمال ، ج 6 ص 245 ، وفي تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ترجمة الحسن قال محمد بن سعد قال ابو عبيد عن مجالد ، عن الشعبي.

    ومنها رواية زياد بن عبد الله ، عن عوانة بن الحكم : بايع أهل العراق الحسن بن علي فسار حتى نزل المدائن ، وبعث قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري على المقدمات ، وهم اثنا عشر ألفا ، وكانوا يسمون شرطة الخميس ، قال : فبينا الحسن بالمدائن ، إذ نادى مناد في عسكر الحسن : ألا إن قيس بن سعد بن عبادة قد قتل ، فانتهب الناس سرادق الحسن حتى نازعوه بساطا تحته ، ووثب على الحسن رجل من الخوارج من بني أسد ، فطعنه بالخنجر ، ووثب الناس على الأسدي فقتلوه ، ثم خرج الحسن حتى نزل القصر الأبيض بالمدائن ، وكتب إلى معاوية في الصلح. قال : ثم قام الحسن ـ فيما بلغني ـ الناس ، فقال : يا أهل العراق إنه سخى بنفسي عنكم ثلاث : في قتلكم أبي ، وطعنكم إياي ، وانتهابكم متاعي. (1)
    ومنها رواية ابن الاثير قال : قيل للحسن عليه‌السلام ما حملك على ما فعلت؟ فقال : كرهتُ الدنيا ، ورأيت اهل الكوفة قوما لا يثق بهم احد ابدا الا غُلِب ، ليس احد منهم يوافق اخر في رأي ولا هوى ، مختلفين لا نية لهم في خير ولا شر. (2) (3)
    ومنها رواية احمد بن علي الطبرسي نسبت الى الحسن قوله : أرى والله ان معاوية خير لي من هؤلاء. يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي ، والله لان آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي وآمن به في أهلي خيرا من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي واهلي والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني اليه سلما والله لأن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير أو يمن علي فتكون سبة على بني هاشم الى آخر الدهر ، ولمعاوية لا يزال يمن بها وعقبه على الحي منا والميت. (4)
    __________________
    (1) المزي ، تهذيب الكمال ، ج 6 ص 245.
    (2) ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج 3 ص 407.
    (3) قال صاحب ارشاد الساري في شرح صحيح البخاري ج 4 ص 411 قال الكرماني : وقد كان الحسن يومئذ احق الناس بهذا الامر فدعاه ورعه الى ترك الملك رغبة فيما عند الله ولم يكن ذلك لعلة ولا لذلة ولا لقلة فقه بايعه على الموت اربعين الفا. انظر ايضا عمدة القاري في شرح صحيح البخاري المعيني ج 16 ص 239.
    (4) المجلسي ، بحار الانوار ، ج 44 ص 21 عن الاحتجاج للطبرسي. والفضل بن الحسن الطبرسي ، إعلام الورى بأعلام الهدى ، ترجمة الحسن عليه‌السلام .. ص 213

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 7:05 am

    رواية ابي الفرج في مقاتل الطالبيين :
    كما اجمعوا على ان معاوية اعلن عن نقضه للشروط لما دخل الكوفة سنة 41 هـ واخذ البيعة من اهلها والحسن بينهم. قال العلامة المصلح السيد عبد الحسين شرف الدين اعلى الله مقامه : فلما تمت البيعة لمعاوية في الكوفة خطب فذكر عليا قنال منه ، ونال من الحسن ، فقام الحسين ليرد عليه ، فقال له الحسن : على رسلك يا أخي. ثم قام عليه‌السلام فقال : أيها الذاكر عليا! أنا الحسن وأبي علي ، وأنت معاوية وأبوك صخر ، وأمي فاطمة وأمك هند ، وجدي رسول الله وجدك عتبة ، وجدتي خديجة وجدتك فتيلة ، فلعن الله أخملنا ذكرا ، وألأمنا حسبا ، وشرنا قديما ، وأقدمنا كفرا ونفاقا! فقالت طوائف من أهل المسجد : آمين. ثم تتابعت سياسة معاوية ، تتفجر بكل ما يخالف الكتاب والسنة من كل منكر في الاسلام ، قتلا للأبرار ، وهتكا للإعراض ، وسلبا للأموال ، وسجنا للأحرار ، وتشريدا للمصلحين).
    رواية المدايني :
    ورواية أبي الحسن علي بن محمد بن أبي سيف المدايني في كتابه (الاحداث) : قال : كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته وكان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة لكثرة من بها من شيعة علي عليه‌السلام فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي عليه‌السلام فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل وطرفهم وشردهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم ... فلم يزل الامر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه‌السلام فازداد البلاء والفتنة فلم يبق أحد من هذا القبيل الا وهو خائف على دمه أو طريق في الأرض. ثم تفاقم الامر بعد قتل الحسين عليه‌السلام وولى عبد الملك بن مروان فاشتد على الشيعة وولى عليهم الحجاج بن يوسف). (1)
    __________________
    (1) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج 11 ص 46.

    تحليل المرجع الراحل الشهيد محمد باقر الصدر
    ومنذ عهد العلامة المحقق الشيخ راضي ال ياسين في كتابه صلح الامام الحسن ، والعلامة المصلح السيد عبد الحسين شرف الدين في تقديمه له سادت فكرة تحليلية حول الصلح مفادها : ان الامام الحسن عليه‌السلام بصلحه وشروطه / مع علمه ان معاوية سوف لا يفي بواحدة منها / استهدف فضحه امام المسلمين والحفاظ على الثلة الطيبة من شيعة علي ، وقد اخذت صيغتها التامة على يد المرجع الراحل الشهيد محمد باقر الصدر رحمه‌الله قال (أصيب المجتمع الإسلامي إبان إمامة الحسن عليه‌السلام بمرض (الشك في القيادة) وهذا الداء ظهر في أواخر حياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام. حيث واجه أيام خلافته عدة حروب ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من أبناء الأمة ، فأخذ الناس يشكون هل أن المعارك التي تخاض معارك رسالية أم أنها معارك قبلية أو شخصية؟ وقد عبر أمير المؤمنين عليه‌السلام عن ظهور هذا الداء الاجتماعي في عدة مرات منها في خطبته المعروفة بخطبة الجهاد التي ألقاها على جنوده المنهزمين في مدينة الأنبار حيث قال لهم والألم يعصر قلبه : (ألا وأني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا ، وسرا وعلانا ، وقلت لكم أغزوهم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا ، فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت الغارات عليكم ، وملكت عليكم الأوطان). واستفحل (الداء) واشتد في حياة الإمام الحسن عليه‌السلام ، فلم يكن باستطاعته في مثل هذه الظروف والمجتمع المصاب بهذا الداء أن يخوض معركة مصيرية تنتهي بالنصر على خصمه المتربص به ، فإذا أضفنا إلى هذا شخصية الخصم معاوية الذيكان بإمكانه أن يبدو أمام الناس بمظهر الحاكم الملتزم بالدين وكذلك تعدد انتماءات المقاتلين مع الإمام الحسن عليه‌السلام حتى أبدى بعضهم استعداده لمعاوية أن يسلم له لا إمام عليه‌السلام حيا ، وطعنه بعضهم طعنة غادرة ، إذا جمعنا هذا وغيره من الظروف عرفنا لماذا صالح الإمام الحسن عليه‌السلام معاوية). (1)
    __________________
    (1) العاملي ، الانتصار ج 8 ص 137 ـ 139.

    المشكلات امام القراءة السائدة
    يرد على القراءة السائدة للصلح ان الروايات اليت اعتمدت عليها معارضة بروايات اخرى ولكن الباحثين اغفلوها عند التحليل ،
    ففي قبال ما رواه ابن الاثير واعتمده الباحثون في التحليل ان الحسن قال : رأيت اهل الكوفة قوما لا يثق بهم احد ابدا الا غُلِب ، مختلفين لا نية لهم في خير ولا شر) ونظيراتها. توجد روايات تعطي رؤية اخرى عن اهل الكوفة
    منها : ما رواه هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال : أخبرني أبي وعوانة بن الحكم والشرقي بن القطامي قالوا : لما قدم معاوية المدينة أتاه وجوه الناس ، ودخل عليه عبد الله بن الزبير ، فقال له معاوية : ألا تعجب للحسن بن علي ، أنه لم يدخل علي (وفي رواية : ألا تعجب من الحسن وتثاقله عنّي Smile منذ قدمت المدينة ، وأنا بها منذ ثلاث ، قال : يا أمير المؤمنين! دع عنك حسنا فإن مثلك ومثله كما قال «الشماخ» :
    أجامل أقواما حياء وقد أرى
    صدورهم تغلي علي مراضها

    والله لو شاء الحسن أن يضربك بمئة ألف سيف لفعل ، ولأهل العراق أبر (وفي رواية ارأف وفي اخرى ارأم) به من أم الحُوار بحُوارها. قال معاوية : أردت أن تغريني به ، والله لأصلنّ رحمه ولأقبلنّ عليه. (1)
    وفي رواية المدائني قال ، قال معاوية لابن الزبير : ألا تعجب من الحسن وتثاقله عنّي؟ فقال ابن الزبير : مثلك ومثل الحسن كما قال الشاعر :
    أجامل أقواما حياء وقد أرى
    قلوبهم تأرى عليّ مِراضها (2)

    __________________
    (1) ابو الفرج الاصفهاني ، الأغاني ج 9 ص 173 (قال ابو الفرج نسخت من كتاب يحيى بن حازم حدّثنا عليّ بن صالح صاحب المصلَّى قال حدّثنا ابن دأب) ، أيضا ابن حمدون ت 562 هـ التذكرة الحمدونية ج 5 ص 192. والحُوار : ولد الناقة من وقت ولادته الى ان يفطم ويفصل. وقول معاوية والله لأصلن رحمه ولأقبلن عليه : هي المجاملة حياء التي استشهد ببيت الشهر لأجلها ، هي مجاملة لأجل ان يعبر مرحلة فرضها عليه الحسن لمعالجة الانشقاق وفتح الشام لأخبار علي عليه‌السلام وقد انتقم معاوية بعد ذلك من الحسن بدس السم له. ومن شيعته بتشريدهم وقتلهم.
    (2) : وفي رواية تغلي. و (مِراض) جمع مريض ، ومرض القلب او الصدرهو الشك والعداوة ، وهو هنا العداوة ، والمعنى أجامل اقواما حياء ولكني ارى قلوبهم او صدورهم تغلي عليَّ حقدا وعداواة. وفي

    فقال معاوية : والله ما جامل ولقد أعلن ، قال : بلى والله لقد جامل ، ولو شاء أن يطلق عليك عقال حرب زبون لفعل ، (1)
    فقال : أراك يا ابن الزبير تجول في ضلالتك. (2)
    أقول : وقول ابن الزبير (ولأهل العراق أبر (وفي رواية ارأف وفي اخرى ارأم) بهمن أم الحوار بحوارها).
    يشهد له قول الحسن حين خرج من الكوفة الى المدينة إذ تمثل بقول الشاعر :
    وما عن قِلى فارقتُ دارَ معاشري
    هم المانعون حوزتي وذماري

    __________________
    لسان العرب أَتأَر إِليه النَّظَرَ : أَحَدَّه. وأَتأَره بصره : أَتْبَعَه إِياه ، وقد اراد معاوية باستشهاده بالبيت ان يُفهم ابن الزبيران الحسن عليه‌السلام يجامله مجاملة قد اضطر اليها لحل ازمة الانشقاقفي امة جده ، والا فان قلب الحسن يغلي علي لانه لا ينسى قتلى شيعة ابيه في صفين واعلامه الكاذب فيه. وقد روى المجلسي في بحار الانوار ج 44 ص 57 ان الحسن عليه‌السلام أنشأ.
    أجامل أقواما حياء وقد أرى
    قلوبهم تغلي علي مراضها
    قال البهبودي في / خامش 57 : أظن الصحيح هكذا :
    أجامل أقواما حياء ، وقد أرى
    قدورهم تغلى على مراضها
    يقال : غلت القدر تغلى غليانا : جاشت وثارت بقوة الحرارة ، ومراض القدر أسفلها إذا غطى من الماء ، يقول : انهم يثورون ثورة ظاهرية كالقدر التي ثارتأعلاه ولم تغلِ
    أسفلها ، فهم منافقون يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم.
    أقول : لم اجد في لسان العرب ولا في تاج العروس ، ان مِراض القدر اسفلها ، ومهما يكن فان استشهاد الامام الحسن بالبيت ان صحت القصة فهو عليه‌السلام يريد انه جامل معاوية وهش في وجهه بما تقتضيه مصلحة الرسالة والامة وهو يعلم ان قلب معاوية يغلي عليه عداوة لقتلاه في بدر. اما المعنى الذي ذهب اليه البهبودي فهو بعيد.
    والبيت سواء استشهد به معاوية او الامام الحسن عليه‌السلام فمعناه واحد ، مع ملاحظة ان معاوية حين استشهد به اراد بن ان الحسن عليه‌السلام حين جامله فان قلبه يغلي عليه بما قتل من شيعة ابيه في صفين وبما عرضه من اعلامه الكاذب فيه ، وان الحسن حين استشهد به لو صحت الرواية اراد انه اجبر معاوية على مجاملته مع ان قلبه يغلي عليه حقدا لقتلاه في بدر ، ولم يأخذ بثأرهم لان ثأرهم في تصوره لا يكون الا حين يقتل من بني هاشم علياءهم الامر الذي حققه ولده يزيد بعده بوصية منه. ومن هنا فان حلم معاوية ليس حلما وايضا بل هو تكتيك بلغة العصر كما كشف ذلك لعائشة بنت عثمان حين قال لها : فأظهرنا لهم حلما تحته غضب).
    (1) أي حرب صعبة [زبن] : الزَّبْنُ ، كالضَّرْبِ : الدَّفْعُ ، كما في الصِّحاح. وفي المُحْكَم : دَفْعُ الشيء عن الشيء ، كالناقَةِ تَزْبِنُ ولَدَها عن ضرْعِها برِجْلِها وتَزْبِنُ الحالِبَ. زَبَنَ الشيء يَزْبِنُه زَبْناً وزَبَنَ به : دَفَعَه (تاج العروس).
    (2) البلاذري ، انساب الاشراف ، ج 5 ص 38.

    ويشهد لهايضا قول معاوية للزرقاء بنت عدي وقد استضافها وحاورها (والله لوفاؤكم له بعد موته أعجب من حبكم له في حياته!). (1)
    وفي قبال الجزءالاخرمن رواية ابن الاثير وهو قوله (مختلفين لا نية لهم في خير ولا شر) :
    ما رواه البلاذري عن عوانة : أن عليا عليه‌السلام كتب إلى قيس ابن سعد بن عبادة وهو عامله على آذربيجان : «أما بعد فاستعمل على عملك عبيد الله بن شبيل الأحمسي وأقبل فإنه قد اجتمع ملأ المسلمين وحسنت طاعتهم ، وانقادت لي جماعتهم ولا يكن لك عرجة ولا لبث ، فإنا جادّون معدّون ، ونحن شاخصون إلى المحلين ، ولم أؤخر المسير إلا انتظارا لقدومك علينا إن شاء الله والسلام.
    وعن قال عوانة : قال عمرو بن العاص ـ حين بلغه ما عليه عليّ من الشخوص إلى الشام وأن أهل الكوفة قد انقادوا له :
    لا تحسبني يا عليّ غافلا
    لأوردن الكوفة القبائلا

    ستين ألفا فارسا وراجلا
    فقال : عليّ :
    لأبلغن العاصي بن العاصي
    ستين ألفا عاقدي النواصي

    مستحقبين حلق الدلاص. (2)
    ويشهد له ايضا : ما رواه سليم قال : (ولم يبق أحد من القراء ممن كان يشك في الماضين ويكف عنهم ويدع البراءة منهم ورعا وتأثما إلا استيقن واستبصر وحسن رأيه وترك الشك يومئذ والوقوف وكثرت الشيعة (3) بعد ذلك المجلس من ذلكاليوم وتكلموا ، وقد كانوا أقل أهل عسكره وسائر الناس يقاتلون معه على غير علم بمكانه
    __________________
    (1) ان بكار الضبي ، اخبار الوافدات من النساء ، ص 63 ، ابن عبد ربه ، العقد الفريد ج 1 ص 220. ابن طيفور ، بلاغات النساء ص 49 ، التستري ، قاموس الرجال ج 12 ص 259 ـ 260.
    (2) البلاذري ، انساب الاشراف ج 2 ص 481. والدلاص الدروع اللينة. والاحْتِقابُ شَدُّ الحَقِيبةِ من خَلْفٍ ، وكذلك ما حُمِلَ مِن شيء من خَلْف.
    (3) أي الموالين له المعادين لعدوه المتبرئين منهم ..

    من الله ورسوله (1) ، وصارت الشيعة بعد ذلك المجلس أجل الناس وأعظمهم). (2)
    قال ابن حجر : وأخرج الطبري بسند صحيح عن يونس بن يزيد عن الزهري قال جعل علي على مقدمة أهل العراق قيس بن سعد بن عبادة وكانوا أربعين ألفا بايعوه على الموت فقتل علي فبايعوا الحسن بن علي بالخلافة. (3)
    3. وفي قبال ما رواه ابو الفرج الاصفهاني بإسناده الى ابي اسحاق ت 127 هـ وهي المشهورة عند الباحثين الشيعة ، ان معاوية بالنخيلة. ألا إن كل شيء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به. (4)
    __________________
    (1) نحن نحتفظ على هذه الجملة (وسائر الناس يقاتلون معه على غير علم بمكانه من الله ورسوله) فان معركة النهروان وقعت في صغر او في شعبان سنة 38 هـ أي بعد سنتين ونصف وقعت خلالها معركتا الجمل وصفين ، وقد ظهر فيها من الآيات لعلي عليه‌السلام واحاديث النبي فيه ، ما لم يدع شكا في علي ، وانما الناس تنفتح قلوبها على الحقائق تدريحيا (قالت الاعراب آمنّا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولمّا يدخل الايمان في قلوبكم) الحجرات / 14 ، فالناس الذين كانوا يقاتلون مع علي كانوا يعرفون مكانته من الله ورسوله ولكنهم لم تنفتح قلوبهمم بعد ، وفي النهروان بعد شهدوا اية جديدة للنبي في علي هو قصة مثدن اليد ، انفتح قلب من لم يكن قد انفتح على امامة علي عليه‌السلام. والى هذه المرحلة من الانقيادوالاجتماع ملأ المسلمين وحسنتطاعتهم ، وانقادت لي جماعتهم ولا يكن لك عرجة ولا لبث ، فإنا جادّون معدّون ، ونحن شاخصون إلى المحلين ، ولم أؤخر المسير إلا انتظارا لقدومك علينا)
    (2) سليم بن قيس الهلالي ، كتاب سليم بن قيس ، ص 220.
    (3) ابن حجر ، فتح الباري ، ج 12 ص 53.
    (4) روى الكثيرمن الباحثين الشية منهم الخوئي في منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ج 19 ص 143 ، وكذلك الشيخالكوراني في جواهر التاريخ عن الشيخ المفيد في الارشاد ج 2 ص 14 بغيرسند قال : (فلما استتمت الهدنة سار معاوية حتى نزل بالنخيلة ، وكان ذلك يوم جمعة فصلى بالناس ضحى النهار ، فخطبهم وقال في خطبته : إني والله ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، إنكم لتفعلون ذلك ، ولكني قاتلتكم لأتأمر عليكم ، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون. ألا وإني كنت منيت الحسن وأعطيته أشياء ، وجميعها تحت قدمي لا أفي بشئ منها له وهي رواية ابي الفرج في مقاتله ابو الفرج مسندة ، وقد رواها من كتاب ابي الفرج مباشرة كثير من الباحثين الشيعة المعاصرين كالعلامة التستري في قاموس الرجال 4 / 109 ، والعلامة السيد علي الشهرستاني في وضوء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ج 1 ص 209 والعلامة العسكري في احاديث المؤمنين عائشة ج 1 ص 322 ، والعلامة الشيخ راضي ال ياسين ص 12 في صلح الحسن عليه‌السلام وغيرهم كثير ، وكذلك من الباحثين القدامى من غير الشيعة كابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة ج 16 ص 15 ومن الشيعة القاضي النعمان في شرح الاخبار ج 2 ص 533 ، اما ابو الفرج فقد ساق للرواية ثلاثة اسانيد سندان منها عن ابي عبيد احدهما فيه عبد الرحمن بن شريك ت 177 هـ ولي قضاء الكوفة للمنصور وابنه ، والاخر

    توجد روايات اخرى تفيد ان نقض الشروط تأخر الى وفاة الحسن عليه‌السلام.
    فقد روى ابن عبد ربه وابن كثير قالا : قدم معاوية المدينة اول حجة حجها (سنة 44 هجرية) بعد عام الصلح ، فتوجه الى دار عثمان ،
    فلما دنا الى باب الدار. صاحت عائشة بنت عثمان وندبت اباها.
    فقال لها : يا بنت اخي ان الناس قد اعطونا سلطاننا ، فاظهرنا لهم حلما تحته غضب ،
    واظهروا لنا طاعة تحتها حقد ، فبعناهم هذا بهذا وباعونا هذا بهذا ، فان اعطيناهم غير ما اشتروا منا شحوا علينا بحقنا وغمطناهم بحقهم ،
    ومع كل انسان منهم شيعته وهو يرى مكان شيعته ، فان نكثناهم نكثوا بنا ثم لا ندري اتكون لنا الدائرة ام علينا؟
    وان تكوني ابنة عم امير المؤمنين خير من ان تكوني امرأة عُرُض الناس. (وفي رواية ابن كثير : وان تكوني ابنة عثمان امير المؤمنين احب الي ان تكوني امة من اماء المسلمين ونعم الخلف انا لك بعد ابيك. (1)
    وفي ضوء هذه الرواية فان معاوية الى سنة 44 هجرية لم يكن قد غدر بشروطه لمكان الحسن عليه‌السلام وشيعته وللتكتيك الذي تقيَّد به.
    ويشهد لذلك ايضا :
    __________________
    عن عثمان بن ابي شيبة وقد رواه في مسنده عن ابي معاوية الضرير وهو من جلساء هارون ووضع له احاديث في ذم الرافضة وكلاهما يرويانها عن الاعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد وهو مجهول ، والسند الثالث عن المقانعي عن جعفر بن محمد بن الحسين الزهري عن حسن بن الحسين العرني عن عمرو بن ثابت (ابن ابي المقدام) عن ابي اسحاق السبيعي وهي اساسا رواية عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد ولكن السبعي دلس فيها وتدليسه لا يضر بوثاقته وبخاصة وقد وقع منه في اخريات عمره مضافا الى ان تخلف معاوية عن الشروط وغدره بالحسن مسالة مفروغ منها والكلام هل كان هذا النقض في اول الصلح او بعد عشر سنوات. ويضيف ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 52 ص 33 ـ 60 طريقا اخر قال عن محمد بن خالد يعني القرشي الدمشقي حدثني محمد بن سعيد بن المغيرة الشيباني عن عبد الملك بن عمير ان معاوية خطب عند دخوله الكوفة ومحمد بن خالد قال عنه ابو حاتم الرازي كذاب والشيباني مجهول.
    (1) الجاحظ ، البيان والتبيين ، ص 529 عن عيسى بن زيد عن اشياخه ، ابن قتية عيون ، الاخبار ج 1 ص 67 البلاذري ، انساب الاشراف ج 5 ص 125 عن المدائني عن عيسى بن يزيد.

    ما رواه البلاذري قال حدثني أبو مسعود ، عن ابن عون عن أبيه قال : لمّا ادّعى معاوية زيادا وولَّاه ، طلب زياد رجلا كان دخل في صلح الحسن وأمانه ، فكتب الحسن فيه إلى زياد ، ولم ينسبه إلى أب فكتب إليه زياد : أما بعد فقد أتاني كتابك في فاسق تؤوي مثله الفسّاق من شيعتك وشيعة أبيك! فأيم الله لأطلبنّه ولو بين جلدك ولحمك ، فإن أحبّ إليّ أن آكله للحم أنت منه!
    فلما قرأ الحسن الكتاب قال : كفر زياد ، وبعث بالكتاب إلى معاوية.
    فلما قرأه غضب فكتب إليه : أما بعد يا زياد ، فإن لك رأيين : رأي من أبي سفيان ، ورأي من سميّة ، فأمّا رأيك من أبي سفيان فحزم وحلم ، وأما رأيك من سميّة فما يشبهها فلا تعرض لصاحب الحسن ، فإني لم أجعل لك عليه سبيلا ، وليس الحسن مما يرمى به الرجوان وقد عجبت من تركك نسبته إلى أبيه أو إلى أمّه فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فالآن حين اخترت له والسلام (1).
    وبرواية الجاحظ وهي اكثر دقة ، قال : حدثني سليمان بن أحمد الخرشي قال حدثني عبد الله بن محمد بن حبيب قال طلب زياد رجلا كان في الأمان الذي سأله الحسن بن علي لأصحابه فكتب فيه الحسن رضي الله تعالى عنه إلى زياد من الحسن بن علي إلى زياد أما بعد فقد علمت ما كنا أخذنا لأصحابنا وقد ذكر لي فلان أنك عرضت له فأحب ان لا تعرض له إلا بخير
    فلما أتاه الكتاب ولم ينسب الحسن إلى أبي سفيان غضب فكتب من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن أما بعد أتاني كتابك في فاسق يؤويه الفساق من شيعتك وشيعة أبيك وايم الله لأطلبنهم ولو بين جلدك ولحمك وان أحب لحم إلي آكله للحم أنت منه ، فلما وصل الكتاب الحسن وجه به إلى معاوية فلما قرأه معاوية غضب وكتب من معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن أبي سفيان أما بعد فان لك رأيين رأيا من أبي سفيان ورأيا من سمية فأما رأيك من أبي سفيان فحلم وحزم وأما رأيك من سمية فكما يكون رأي مثلها وقد كتب إلي الحسن بن علي انك عرضت لصاحبه فلا تعرض له فاني لم أجعل لك إليه سبيلا وان الحسن ابن علي ممن لا يرمي به الرجوان والعجب من كتابك إليه لا
    __________________
    (1) البلاذري ، أنساب الأشراف ج 3 ص 52 ـ 53.

    تنسبه إلى أبيه أفإلى أمه وكلته وهو ابن افطمة بنت محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم فالآن حين اخترت له والسلام (1).
    ويشهد لذلك ايضا : ما رواه ابن عبد ربه قال : لما مات الحسنُ بن عليّ حَجّ معاوية ، فدخل المدينة وأراد أن يَلْعن عليَّا على مِنبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقيل له : إن هاهنا سعدَ بن أبي وقاص ، ولا نراه يرضى بهذا ، فابعث إليه وخُذ رأيه. فأرسل إليه وذكر له ذلك. فقال : إن فعلت لأخرُجن من المسجد ، ثم لا أعود إليه. فأمسك معاوية عن لعنه حتى مات سعد. (2) فلما مات لَعنه عَلَى المنبر ، وكتب إلى عماله أن يَلعنوه على المنابر ، ففعلوا.
    ومن المعلوم ان وفاة سعد كانت بعد وفاة الامام الحسن عليه‌السلام وفي السنة نفسها سنة 51 هـ.
    ويشهد لذلك ايضا واقع استضافة معاوية لعدد من الشخصيات العراقية من الرجال والنساء وسؤاله لهم عن سيرة علي عليه‌السلام وترحمه عليه مرات عديدة فان هذا الواقع وهو ثابت لا ينسجم مع ما ادعته روايات ابي الفرج من ان معاوية اعلن عن نقض الشروط في النخيلة او عند دخوله الكوفة.
    وفي ضوء ذلك يتضح :
    ان المدائني لم يكن معنيا في روايته ان يشخص بدقة وقت نقض الشروط بل ذكرها على الاجمال ان ذلك كان بعد عام الجماعة اما متى فلم يكن معنيا به قال :
    (كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرأون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته).
    ولكنه يشير على الاجمال انه قد اشتد الامر حينما استعمل زيادا على الكوفة قال (وكان أشد الناس بلاء حينئذ أهل الكوفة لكثيرة من بها من شيعة علي عليه‌السلام
    __________________
    (1) الجاحظ ، البيان والتبيين ص 361 ، ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج 16 / 19 عن ابي الحسن المدائني.
    (2) ابن عبد ربه ، العقد الفريد ج 4 ص 159.

    فاستعمل عليهم زياد بن سمية وضم إليه البصرة فكان يتتبع الشيعة وهو بهم عارف لأنه كان منهم أيام علي عليه‌السلام فقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وسمل العيون وصلبهم على جذوع النخل وطرفهم وشردهم عن العراق فلم يبق بها معروف منهم ... فلم يزل الامر كذلك حتى مات الحسن بن علي عليه‌السلام فازداد البلاء والفتنة فلم يبق أحد من هذا القبيل الا وهو خائف على دمه أو طريد في الأرض).
    فان زيادا ولاه معاوية الكوفة بعد وفاة المغيرة بن شعبة في شعبان سنة 50 هـ ـ 51 هـ ، وقد توفي الحسن عليه‌السلام في صفر وفي رواية في ربيع الاول سنة 50 ـ 51 هـ أي قبل وفاة المغيرة بن شعبة.
    ومما يؤكد ان الغدر بالشروط واهمها الامان ولعن علي قد تم بعد وفاة الامام الحسن أي سنة 50 ـ 51 هـ اننا حين تتبعنا تاريخ من قتلهم زياد بامر معاوية او دفنهم احياء او نفاهم او شردهم من شيعة علي كحجر واصحابه وعبد الرحمن بن حسان الذي دفنه حيا ، وعمرو الحمق الخزاعي وزوجته امنة بنت الشريد وصعصعة بن صوحان وتسيير خمسين الف من الكوفة والبصرة بعيالاتهم وجدنا ذلك كله بعد وفاة الحسن عليه‌السلام أي في سنة 51 هـ وهو اكتشاف تاريخي لم يسبق ان انتبه اليه الباحثون.
    وفي ضوء ذلك فان رواية سليم بن قيس لقضية كتابة معاوية الى عماله نسخة في نهيهم لذكر فضائل علي اكثر دقة على انها قد اصابها تحريف ايضا ، (1) فان سليم يذكر ان معاوية كتب كتابه الى عماله وهو في المدينة ولا يمكن ان يكون قد كتبه في سنة 44 هجرية لما ذكرناه انفا من جوابه لعائشة بنت عثمان لما تلقته وهي تندب اباها ، بل كتبه لما ززار المدينة بعد رجوعه من الحج سنة 50 ـ 51 هـ ..
    قال سليم : وكان معاوية يومئذ بالمدينة ، فعند ذلك نادى مناديه وكتب بذلك نسخة إلى جميع البلدان إلى عماله (2) : (ألا برئت الذمة ممن روى حديثا في مناقب علي بن أبي طالب أو فضائل أهل بيته وقد أحل بنفسه العقوبة ... ثم إن معاوية مر بحلقة
    __________________
    (1) الطبرسي ، الاحتجاج ، ج 2 ص 19.
    (2) هذا النداء منه بعد موت الحسن عليه‌السلام وموت سعد بن ابي وقاص.

    من قريش ، فلما رأوه قاموا له غير عبد الله بن عباس. فقال له : يا بن عباس ، فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته ، فكف لسانك ـ يا بن عباس ـ وأربع على نفسك. وإن كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا ولا يسمعه أحد منك علانية. ثم اشتد البلاء بالأمصار كلها على شيعة علي وأهل بيته عليهم‌السلام ، وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة. واستعمل عليهم زيادا أخاه (1) وضم إليه البصرة والكوفة وجميع العراقين. فلما مات الحسن بن علي عليه‌السلام (2) لم يزل الفتنة والبلاء يعظمان ويشتدان ..). (3)
    والتحريف الذي اصابها هو الجملة الاخيرة فان مكانها قبل كتابة معاوية الى ولاته وليس بعدها وهو التحريف نفسه الذي اصاب رواية المدائني.
    وفي ضوء ذلك كله :
    ينهار التحليل السائد المبني على تفرق الكوفيين وان معاوية نقض شروطه سنة 41 هجرية ، ونحتاج بعد ذلك الى تحليل اخر يفسر لنا تاخر ملاحقة معاوية للشيعة عشر سنوات مع شدة غضبه وحقده ، تحليل مبني على اجتماع الكوفيين للحسن عليه‌السلام والتفافهم حوله الذي يفيد استقرار العراق للحسن الامر الذي ادركه معاوية فعرضه على الحسن ان يبقى كل واحد على بلده ، فلماذا يسلم الحسن ملكا مستقرا له الى معاوية ويشترط عليه شروطا خاصة؟ وهو ما نبحثه في الفصل التالي :
    __________________
    (1) استعمل معاوية زيادا على الكوفة سنة 51 هـ بعد موت المغيرة وتوفي سنة 53 حكم العراق خمس سنوات ومعنى ذلك ان ولايته على البصرة سنة 48 هـ.
    (2) هذه الجملة ليس مكانها هنا بل مكانها في اول الرواية.
    (3) سليم بن قيس ، كتاب سليم بن قيس ، ص 318.

    الباب الرابع / الفصل الثالث
    صلح الامام الحسن عليه‌السلام قراءة جديدة
    روى الشيخ الصدوق في علل الشرائع / 1 / 211 عن أبي سعيد عقيصا قال :
    قلت للحسن بن علي ابن أبي طالب عليهما‌السلام : يا ابن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته ،؟ ...
    قال : يا أبا سعيد : علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لبني ضمرة وبني أشجع ، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية ، أولئك كفار بالتنزيل ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل).
    أقول : معنى ذلك ان السبب الموجب للصلحين واحد ، وهذا يستلزم وحدة الخلفيات التي سبقت الصلح ثم وحدة الظرف الموجب له ثم وحدة الموقف ازاءه ثم وحدة النتائج المترتبة على الموقف وفيما يلي بيانها.
    خلفية الصلحين
    كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله صاحب مشروع رسالي يستهدف تحرير دين ابراهيم من بدع قريش مما يخالف تنزيه الله تعالى حين عبدت الاصنام ، وتنزيه نبيه ابراهيم والحج الابراهيمي من البدع التي ادخلتها اليه قريش من تحريم الجمع بين العمرة والحج في اشهر الحج وتأخير مقام ابراهيم عن البيت وغيره لتكريس امامتها الدينية التي دانت بها

    العرب وعملت بأحكامها وكذلك تحرير كتاب الله وسيرة انبيائه منتحريفات اليهود والمسيحيين.
    وكان علي عليه‌السلام صاحب مشروع رسالي يستهدف تحرير دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من ثقافة اهل الكتاب التي نشرها كعب الاحبار وتميم الداري مما يخالف تنزيه الله وتنزيه الانبياء بأمر قريش المسلمة ومن تحريمهم متعة الحج وارجاع مقام ابراهيم الى ما كان عليه في الجاهلية وامضاء التطليقات الثلاث بتطليقة واحدة وابتداع صلاة التراويح وغيرها من البدع التي ابتدعتها بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لتكريس امامتها الدينية التي دان بها مسلمة الفتوح وغيرهم.
    وفيما يلي تفصيل ذلك :
    مفردات خلفية صلح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مع قريش
    1. انقلاب قريش بعد عبد المطلب وتحريفهم دين ابراهيم :
    كان عبد المطلب زعيم قريش بلا منازع منزها لله تعالى متقيدا بدين ابراهيم جاءته الزعامة الدينية والسياسية من قصي عن طريق ابويه هاشم وعبد مناف ، ولا يختلف اثنان ان قصيا مؤسس التجمع القرشي حول مكة كان على دين ابراهيم وكان ينتظر النبي الموعود ، وان هاشما قد سنَّ لهذا التجمع رحلة الشتاء والصيف ، وصارت مكة وقريش ذات مكانة دولية مرموقة ، ولا يختلف اثنان على ان قصيا كان اعلم قريش بدين ابراهيم ثم توارث العلم اوصياؤه من ابنائه عبد مناف ثم هاشم ثم عبد المطلب ثم ولده ابو طالب ، والى جانب ذلك تميز عبد المطلب بحفر زمزم التي كانت مطمومة منذ الحرب بين خزاعة وجهرم أي لأكثر من ثلاث قرون خلت ، وقد أُخبر بمكانها في المنام ودعا بني عبد مناف وبقية بطون قريش ان تساعده في حفرها فلم تستجب له احد منهم (1) فانفرد بمكرمة حفرها واحيائها لسقي الحجيج ، وكذلك انفرد دون بطون قريش بمهمة الدفاع عن البيت ومواجهة جيش ابرهة هو وولده وولد عمه المطلب ثم نصره الله
    __________________
    (1) انظر اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي.

    على جيش ابرهة وكان يقول :
    نحن (آل الله) فيما قد مضى
    لم يزل ذاك على عهد أبْرَهمْ

    نعبدُ الله وفينا سُنَّةٌ
    صِلَةُ القربى وإيفاء الذِّمم

    لم تزل لله فينا حجةٌ
    دفعُ اللهُ بها النِّقَمْ (1)

    وهكذا ادركت بطون قريش كلها ان زعيمها عبد المطلب قد اصطفاه الله عليهم فهو الاولى بالبيت وبزمزم وبابراهيم وبدينه ومن ثم هو الاول بالله أي هو الاقرب الى الله تعالى وصارت تسميه ابراهيم الثاني ، وصار يلقب هو ووِلْدُه ب (ال الله) (2) ، وتعلمت منهم شريعة ابراهيم.
    حسد بنو عبد شمس وبنو نوفل اولاد عمهم بني هاشم ان ينفردوا بهذا المجد دونهمثم انتشر الحسد الى بطون قريش الاخرى وقد برز هذا الحسد اول ما برز بشكل منافرة بين امية وعبد المطلب ثم تطورت اشكاله فيما بعد.
    واوصى عبد المطلب الى ابي طالب اعلم اولاده بدين ابراهيم.
    ثم انقلبت قريش بعد وفاة عبد المطلب على بني هاشم فادعت ان لقب (ال الله) يعم بطون قريش وليس بني عبد المطلب حسب ، فقد دافع الله تعالى عن قريش لانهم سكان بيته (3) ، وابتدعت قريش بدعة الحمس في دين ابراهيم وادخلت طقوس عبادة الاصنام مع طقوس عبادة الله لتكريس امامتها الدينية وصارت الامامة الابراهيمية وتعليم احكام الحج في كل بيوتات قريش. وهكذا حوصرت امامة وزعامة ابي طالب
    __________________
    (1) المسعودي ، مروج الذهب ج 2 ص 105 ـ 106. وأبي حيان الأندلسي ، تفسير البحر المحيط ج 1 ص 542.
    (2) جاء في الاستيعاب لابن عبد البر ج 4 ص 1490 في ترجمة نافع بن عبد الحارث بن حبالة بن عمير الخزاعي استعمله عمر بن الخطاب على مكة وفيهم سادة قريش ، فخرج نافع إلى عمر واستخلف مولاه عبد الرحمن بن أبزى ، فقال له عمر : استخلف على (آل الله) مولاك فعزله ، وولَّى خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي. وكان نافع ابن عبد الحارث من كبار الصحابة وفضلائهم. والشاهد في الرواية هو ان عمر يسمي قريش (ال الله) ، والحال ان هذا اللقب لعبد المطلب وذريته التي على منهجه.
    (3) وقد وضع بنو امية فيما بعد رواية تفيد ان عبد المطلب هو الذي اشار على قريش ان يهربوا الى الجبال في قصة الفيل خوفا عليهم من معرة الجيش (انظر الطبري ، تاريخ الطبري ، ج 1 ص 554).

    في دين ابراهيم. وقد اشار ابو طالب في قصيدته اللامية المشهورة الى افتراء قريش في الدين :
    اعوذ بالله من كل طاعن
    علينا بشرٍّ او ملحِّقِ باطل

    من كاشح يسعى لنا بمعيبة
    ومن مفتر في الدين ما لم نحاول

    وقوله (مفتر في الدين ما لم نحاول) أي مبتدع في دين ابراهيم ما لم نوافقهم عليه ، ويشير قوله تعالى في سورة الجمعة (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الجمعة / 2 ـ 3 وقوله (في الاميين) أي في أهل مكة ، وقوله (في ظلال مبين) أي عبادة الاصنام وبدعة الحمس ، وقوله (وآخرين منهم) اي من اهل مكة ، وقوله (لما يلحقوا بهم) أي ما شاركوا قومهم في ضلالهم.
    2. هدف البعثة النبوية لتحرير دين ابراهيم من بدع قريش :
    وبعث الله نبيه محمداً صلى‌الله‌عليه‌وآله سنة 13 ق. هـ مؤيدا بالبينات الالهية بدين ابراهيم واسس المجتمع الاسلامي على ولاية الله وولاية رسوله والامامة الدينية والسياسية لعلي بن ابي طالب وولديه الحسن والحسين والتسعة من ذريته (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥)) المائدة / 55 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ) النساء / 59 وهدم الامامة الدينية لقريش والامامة الدينية لاهل الكتاب ونسخ التوراة وما الحق بها واستبدلها بالقرآن مصدقا بالذي بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) المائدة / 48.
    3. حروب قريش مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واعلامها الكاذب :
    حينما نهض النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليبلغ مشروعه الرسالي وقف ابو طالب وبنو هاشم الى جانبه واستضعفت قريش المشركة بني هاشم ومن امن به وقاطعتهم حتى يسلموا محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله.

    واعلن ابو طالب نصرته للنبي وايمانه بمستقبلها في قصيدته اللامية المشهورة قائلا :
    فأبلغ قصيّاً أنْ سينشر أمرُنا
    وبشّر قصيّاً بعدنا بالتخاذل

    كذِبتم وبيتِ الله نبزى محمداً
    ولما نطاعن دونه ونناضلِ (1)

    ونسلمه حتى نصرَّع دونه
    ونذهل عن أبنائنا والحلائل

    ومنها يفهم ان ابا طالب يعتبر ان رسالة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قد جاءت لتحرير دين ابراهيم من بدع قريش واسلافهم هذا الدين الذي انتهت مواريثه ومهمة الحفاظ عليه الى ابي طالب ولإرجاع الامامة الابراهيمية المغتصبة الى اهلها الشرعيين.
    ثم قيض الله تعالى اهل المدينة على النصرة وهاجر الى المدينة ، وفرضت قريش المشركة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حربين ظالمتين ، الاولى في بدر وكان النصر المؤزر له فيها ، الثانية في احد وقد خسر النصر فيها بسبب معصية نفر من اصحابه لأمره حين تركوا مواقعهم طمعا في الغنيمة.
    طورت قريش في هذين الحربين اعلامها الكاذب الذي بدأت به (2) في مواجهة دعوة
    __________________
    (1) نبزى محمدا : اي نسلبه ونغلب عليه (لسان العرب).
    (2) روى الشيخ الطبرسي في اعلام الورى ص 55 ، قال : روى علي بن إبراهيم ، قال : خرج أسعد بن زرارة وذكوان إلى مكة في عمرةِ رجب يسألون الحلفعلى الأوس ، وكان أسعد بن زرارة صديقاً لعتبة بن ربيعة ، فنزل عليه ، فقال له : إنّه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئناكم نطلب الحلف عليهم ، فقال عتبة : بُعدت دارنا عن داركم ولنا شغل لا نتفرغ لشيء ، قال : وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم؟! قال له عتبة : خرج فينا رجل يدّعي انّه رسول الله ، سفّه أحلامنا ، وسبّ آلهتنا ، وأفسد شبابنا ، وفرّق جماعتنا ، فقال له أسعد : من هو منكم؟ قال : ابن عبد الله بن عبد المطلب ، من أوسطنا شرفاً ، وأعظمنا بيتاً ؛ وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم أبناء «النضير» و «قريظة» و «قينقاع» انّ هذا أوان نبي يخرج بمكة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلنَّكم به يا معشر العرب ، فلمّا سمع ذلك أسعد وقع في قلبه ما كان سمعه من اليهود ، قال : فأين هو؟ قال : جالس في الحِجْر ، وانّهم لا يخرجون من شِعْبهم إلّا في الموسم ، فلا تسمع منه ولا تُكلّمه ، فإنّه ساحر يسحرك بكلامه ، وكان هذا وقت محاصرة بني هاشم في الشعب ، فقال له أسعد : فكيف أصنع وأنا معتمر لابدّ لي أن أطوف بالبيت؟ فقال : ضع في أُذنيك القطن ، فدخل أسعد المسجد وقد حشا أُذنيه من القطن ، فطاف بالبيت ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم ، فنظر إليه نظرة ، فجازه. فلمّا كان في الشوط الثاني قال في نفسه : ما أجد أجهل منّي ، أيكون مثل هذا الحديث بمكة فلا أعرفه؟! حتى أرجع إلى قومي فأخبرهم ، ثمّ أخذ القطن من أذنيه ورمى به ، وقال لرسول الله : أنعم صباحاً ، فرفع رسول الله رأسه إليه وقال :

    النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عند حلفائها من القبائل فاتهمته بتهمة انتهاك حرمة البيت الحرام والاعتداء على القوافل التجارية الامنة لقريش وسفك الدم الحرام في الشهر الحرام (1). واستطاعت بقيادة ابي سفيان ان تحشد عشرة آلاف مقاتل / الاحزاب / قصدوا المدينة لإرعاب اهلها ليتخلوا عن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وصمد اهل المدينة وهزمت الاحزاب شر هزيمة وجعلها الله تعالى للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اية وازدادت ثقة المسلمين به.
    4. تحصين القبائل من التأثر بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحرب والاعلام الكاذب :
    ليس للنبي ازاء هذا الاعلام القريش الكاذب الذي شوه مشروعه عند القبائل لصيانتها من التأثر به والانفتاح عليه الا ان يقوم بعمل غير الحرب به يؤدي الى كسر الطوق عنها وعنه وفضح قريش لديها بانها هي المعتدية وان محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله يعظم البيت ويطلب السلم وانه نبي قد بعث لإحياء دين ابراهيم وتحرير الحج من بدع قريش.
    ولا يوجد الا عمل واحد يحقق له ذلك وهو المبادرة بالعمرة في اشهر الحج هو واصحابه والهدي معهم حيث تتوافد القبائل نحو مكة للحج ،
    __________________
    «قد أبدلنا الله بهب ما هو أحسن من هذا ، تحية أهل الجنة : السّلام عليكم» فقال له أسعد : إنّ عهدك بهذا لقريب إلى مَا تدعو يا محمد؟ قال : «إلى شهادة أن لا إله إلا الله وإنّي رسول الله ، وأدعوكم : «أَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالوالِدَيْنِ إِحْساناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاق نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفَسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلّا بِالحَقِّ ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلّا بِالّتي هِيَ أَحْسَنُ حَتّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلّاوًسْعَها وَإِذا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَبِعَهْدِ اللهِ أَوْفُوا ذلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكِّرُونَ». فلما سمع أسعد هذا قال : أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وانّك رسول الله. يا رسول الله بأبي أنت وأمّي أنا من أهل يثرب من الخزرج ، وبيننا وبين إخواننا من الأوس حبال مقطوعة ، فإن وصلها الله بك فلا أجد أعزّ منك ، ومعي رجل من قومي فإن دخل في هذا الأمر رجوت أن يتمم الله لنا أمرنا فيك ، والله يا رسول الله لقد كنّا نسمع من اليهود خبرك ، وكانوا يبشّروننا بمخرجك ، ويخبروننا بصفتك ، وأرجو أن تكون دارُنا دارَ هجرتك ، وعندنا مقامك ، فقد أعلمنا اليهود ذلك ، فالحمد لله الذي ساقني إليك ، والله ما جئت إلّا لنطلب الحلف على قومنا ، وقد أتانا الله بأفضل ممّا أتيت له.
    (1) جاء في الكامل في التاريخ لابن الأثر ج 2 ص 148 ـ 149 ، ان قريش ارسلت أربعة نفر وهم عمرو بن العاص ، وهبيرة بن أبي وهب ، وابن الزبعري وأبو عزة الجمحي ، فساروا في العرب ليستنفرهم ، فجمعوا جمعاً من ثقيف وكَنانة وغيرهم.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 7:06 am

    ولأشهر الحرم دلالة لدى كل العرب هي المسالمة واما الطرف الآخر من اعتداء المحرم عليه.
    وللإحرام دلالة اخرى في ذلك ، وللهدي الذي يسوقه المحرم دلالة اخرى وهي ان هذا المحرم لا يحل من احرامه الا عند البيت ، والبيت تحيطه قريش وهذا يعني ان المبادرة تفصح عن نفسها ان محمدا جاء مسالما يطلب الصلح مع قريش.
    وهذه المبادرة تحمل في طياتها فضح قريش عند حلفائها واظهار حقانية محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله اذا رفضت قريش الصلح مع محمد وصدته عن البيت ، واذا قبلت الصلح معه وسمحت له ان يقضي ماسكه عند البيت فهي مفضوحة ايضا لظهور كذبها فيه انه لا يعظم البيت.
    5. صلح الحديبية والفتح المؤقت بظهور كذب قريش وحقانية محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لدى حلفاء قريش وغيرهم :
    روى الطبري عن ابن إسحاق قال ان قريشا بعثوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحُلَيس بن علقمة (1) وكان يومئذ سيد الأحابيش وهو أحد بلحارث (2) بن عبد مناة بن كنانة فلما رآه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال إن هذا من قوم يتألهون فابعثوا الهدي في وجهه حتى يراه فلما رأى الهدى يسيل عليه من عرض الوادي في قلائده قد أكل أو باره من طول الحبس رجع إلى قريش ولم يصل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إعظاما لما رأى ، فقال يا معشر قريش : إني قد رأيت مالا يحل ، صُدَّ الهديُ في قلائده قد
    __________________
    (1) الحليس بن علقمة : (... بعد 6 هـ = ... بعد 628 م) الحليس بن علقمة الحارثي ، من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة : سيد (الأحابيش) ورئيسهم يوم أحد ، وكان
    مع مشركي قريش. قال الزبيدي : الأحابيش ، بنو المصطلق من خزاعة ، وبنو الهون بن خزيمة ، اجتمعوا عند (جبل حبشي) بأسفل مكة ، وحالفوا قريشا ، فسموا أحابيش ، قريش باسم الجبل. وفي حديث الحديبية : (إن قريشا جمعوا لك الأحابيش) وسماه ابن هشام في السيرة (حليس بن زبان) ثم قال : (الحليس بن علقمة أو ابن زبان) وكان أعرابيا. وهو الذي مر بأبي سفيان بعد وقعة أحد ، فرآه يضرب شدق (حمزة بن عبد
    المطلب) بزج الرمح ، ويقول : ذق عنق! أي : يا عاق! فقال الحليس : يا بني كنانة ، هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون! فقال أبو سفيان : ويحك اكتمها عني فإنها كانت زلة. (الاعلام للزركلي)
    (2) تخفيف بني الحارث كما يقال ل (بني القين من بني أسد) : بِلْقَيْن وهو من شواذ التخفيف.

    أكل أوباره من طول الحبس عن محله ، ... والله ما على هذا حالفناكم ولا على هذا عاقدناكم أن تصدوا عن بيت الله من جاءه معظما له والذي نفس الحليس بيده لتخلن بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد قال فقالوا له مه كف عنا يا حليس حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به. (1)
    ثم وافقت قريش على الصلح واشترطت متعسفة ان يرجع محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله تلك السنة ، ووافق صلى‌الله‌عليه‌وآله على شروطها التعسفية ، وعرفت القبائل من حلفاء قريش ومن غيرهم لما اختلطوا مع المسلمين انها كانت تكذب على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وانه نبي حق ودعوته حق تدعو كل عاقل الى تصديقه (2). وازداد عدد المسلمين الى اضعاف / الفتح المبين /.
    __________________
    (1) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج 2 ص 276.
    (2) جاء في أسد الغابة ابن الأثير ج 2 ص 344 في ترجمة (سليط) بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب العامري أخو سهيل والسكران ابني عمرو قاله ابن منده وأبو نعيم ورويا عن ابن إسحاق فيمن هاجر إلى أرض الحبشة من بني عامر بن لؤي سليط بن عمرو بن عبد شمس ومعه امرأته ولدت له ثم سليطا بن سليط وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدرا ولم يذكره غيره فيهم وهو الذي أرسله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى هوذة بن علي الحنفي والى ثمامة بن أثال الحنفي وهما رئيسا اليمامة وذلك سنة ست أو سبع من الهجرة. وفي الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 550 ـ 551 ثمامة بن أثال بن النعمان بن مسلمة بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدول بن حنيفة الحنفي كان مر به رسول لرسوله الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأرد ثمامة قتله فمنعه عمه من ذلك فأهدر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دم ثمامة. وفي أنساب الأشراف أحمد بن يحية بن جابر (البلاذري) ج 1 ص 376 قال في ذكر سرية محمد بن مسلمة بن خالد بن مجدعة الأوسي ، من الأنصار ، في المحرم سنة ستّ (أقول : أي بعد الحديبية بشهرين) إلى القرطاءء ، من بني كلاب ، بناحية ضرّية وبينها وبين المدينة سبع ليال. أتاهم ، فغنم نعما وشاء ، وأخذ ثمامة بن أثال الحنفي. وفي تاريخ المدينة ابن شبة النميري ج 2 ص 437 ـ 438 : أن أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخذوا ثمامة وهو طليق ، وأخذوه وهو يريد أن يغزو بني قشير ، فجاءوا به أسيرا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو موثق ، فأمر به فسجن ، فحبسه ثلاثة أيام في السجن ثم أخرجه فقال «يا ثمامة إني فاعل بك إحدى ثلاث ، إني قاتلك ، أو تفدي نفسك ، أو نعتقك» قال إن تقتلني تقتل سيد قومه ، وإن تفادي فلك ما شئت ، وإن (تعتق تعتق شاكرا. قال «فإني قد أعتقتك» قال : فأنا على أي دين شئت؟ قال «نعم» قال : فأتيت المرأة التي كنت موثقا عندها فقلت : كيف الاسلام؟ فأمرت لي بصحفه ماء فاغتسلت ، ثم علمتني ما أقول ، فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله وأنّك رسول الله ، وفي أسد الغابة لابن الأثير ج 1 ص 246 ـ 248 : ثم جاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو جالس في المسجد فقال يا محمد لقد كنت وما وجه أبغض إلى من وجهك ولا دين أبغض إلى من دينك ولا بلد أبغض إلى من بلدك ثم لقد أصبحت وما وجه

    قريش المشركة وحلفاؤها ينقضون عهدهم مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله :
    نقضت قريش عهودها مع النبي بع سنتين حين نصرت بني نفاثة ورئيسهم نوفل بن معاوية احد بطون بني بكر من كنانة على خزاعة حليفة النبي في حرب وقعت بينهما بسبب هجاء كناني للنبي امام رحل خزاعي وثارت حمية الخزاعي فكسر يد النفاثي الكناني ، ووقع القتل في نساء خزاعة واطفالهم وضعفاء رجالهم حيث بيوتهم وهم امنون في الوتير موضع اسفل مكة وجاء عمرو بن سالم راس خزاعة الى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يستنصره قائلا :
    يا رب إني ناشد محمدا
    حلف أبينا وأبيه الأتلدا

    قد كنتم ولداً وكنا والدا
    ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا

    إن قريشاً أخلفوك الموعدا
    ونقضوا ميثاقك المؤكدا

    هم بيّتونا بالوتير هجدا
    وقتلونا ركعا وسجدا.

    وتأثر النبي لذلك جدا ودمعت عيناه ، وبعث ضمرة ليخير قريشا بين ثلاث ان يدوا قتلى زخزاعة او يبرأوا من بطن نفاثة الذي قام بالمجزرة او ينبذ اليهم على سواء واختارت قريش الثالثة. (1)
    فتح مكة لمشروع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الى الابد :
    نهض النبي بجيش قوامه عشرة الاف مسلم ودخل مكة فاتحا وحرر بيت ابراهيم
    __________________
    أحب إلى من وجهك ولا دين أحب إلى من دينك ولا بلد أحب إلى من بلدك وإني أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. وفي تاريخ المدينة قال ثمامة : ثم قدمت مكة فقلت : يا أهل مكة إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ولا تأتيكم من اليمامة تمرة ولا برة أبدا أو تؤمنوا بالله ورسوله ، فكتب المشركون من مكة إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يسألونه بالله وبالرحمن أن لا يحبس الطعام عن مكة حرم الله وأمنه ، فقدمت على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال " يا ثمامة لا يثأر المسلم بالكافر ، ولكن ارجع إلى قومك فادعهم إلى الاسلام فمن أقر منهم بالاسلام واتبعك فانطلق إلى بني قشير ولا تقاتلهم حتى تدعوهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، فإن بايعوك حرمت عليك دماؤهم ، وإن لم يبايعوك فقاتلهم. فدعا قومه فأسلموا معه ، ثم غزا بني قشير فثأر بابنه.
    (1) انظر تفصيل القصة في الصحيح من السيرة النبوية للسيد جعفر مرتضى ج 21 ص 21 فما بعد.

    من الاصنام ومن بدعة الحمس ليعلن فيها التوحيد والشهدة لمحمد بالرسالة ابد الدهر.
    هدم بدعة قريش في الحج واعلان امامة اهل البيت عليهم‌السلام واولهم علي عليه‌السلام في الغدير :
    وفي السنة العاشرة اعلن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن حجة الوداع هدم فيها بدعة قريش بتحريم الجمع بين العمرة والحج في اشهر الحج حيث شرع حج التمتع الذي يتألف من عمرة وحج بينهما حِل ،
    ثم اعلن في رجوعه عند مفترق الطرق عند غدير خم وامام مائة الف بل يزيدون ، اوصى بالتمسك بإمامه اهل بيته الدينية وقرنهم بالكتاب ، هذه الامامة التي تنعكس عنها ولايته الحكمية (التنفيذية) لكل المسلمين.
    روى الحاكم النيسابوري بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال :
    «خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى انتهينا إلى غدير خم عند شجيرات خمس ودوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجيرات ثم استراح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال :
    أيها الناس إني تارك فيكم أمرين (1) لن تضلوا ان اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ثم قال أتعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من كنت مولاه فعلي مولاه ...». (2)
    وفي رواية الطبراني بعد قوله عترتي «وان اللطيف الخبيرنَبَّأَني انهما لن يفترقا
    __________________
    (1) في رواية مسلم واحمد (ثقلين).
    (2) الحاكم ، المستدرك على الصحيحين ، ج 3 ص 110 و 533. وتاريخ مدينة دمشق ترجمة علي عليه‌السلام ج 2 : 36 الحديث رقم 534 وقد رواه البلاذري أيضا في الحديث رقم 48 من ترجمة علي عليه‌السلام ص 110 وفيه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (كأني قد دعيت فأجبت وان الله مولاي وانا مولى كل مؤمن وانا تارك فيكم ...) ورواه ابن كثير في البداية والنهاية ج 2 ص 206 عن سنن النسائي ورواه أيضا الطبري عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم وعن عطية عن أبي سعيد الخدري ورواه أيضا ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ص 23. كما ورواه المتقي الهندي أيضا في كنز العمال ج 13 : 104 الحديث رقم (36340) تصحيح الشيخ صفوة السقا.

    حتى يردا عليَّ الحوض وسألت ذلك لهما ، فلا تَقدَّموهُما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فانهم اعلم منكم». (1)
    فئات المجتمع الاسلامي في السنة العاشرة من الهجرة :
    كان المجتمع الاسلامي الإسلامي في السنة العاشرة من الهجرة يحتوي على ثلاث فئات من المسلمين :
    الاولى : فئة العلماء الربانيين وهؤلاء شعارهم التسليم المطلق والتقيد الحرفي لإمر الله ورسوله وهم اهل بيت النبي وعظيمهم بعلي عليه‌السلام.
    الثاني : فئة محبي علي الراسخون في العلم مثل مقداد وعمار وسلمان ابي ذر ونظرائهموهؤلاء وطنوا انفسهم على حب اهل البيت واخذ معارف الدين عنهم.
    الثالثة : فئة قريش المسلمة ومن اخذ بمنهجهم ويحملون شعار حسبنا كتاب الله والاجتهاد في قبال السنة. وهم الذين قُدِّرَ لهم ان يحكموا بعد النبي مدة اربع وعشرين سنة ، ويفتحوا البلاد ويكونوا مجتمع مسلمة الفتوح على اجتهاداتهم واغلب هؤلاء كانوا في جيش اسامة (وخالفوا النبي في قوله جهزوا جيش اسامة ولعنهم حين قال لعن الله من تخلف عن جيش اسامة).
    خليفة مشروع علي عليه‌السلام الاحيائي للسنة النبوية
    1. انقلاب قريش المسلمة :
    كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على قمة هرم المجتمع الاسلامي دينيا وسياسيا وقد ايده الله تعالى ببيناته في حركته التبليغية والتأسيسية وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان.
    وقد اعلن النبي منذ بداية المشروع / 10 ق. هـ / لبني هاشم وبني المطلب فيما عرف بحديث الدار : ان وزيره ووصيه وخليفته فيه هو علي ، ثم اعلن للمسلمين جميعا / 10 هـ / الامامة الدينية والسياسية فيما عرف بحديث الغدير في غدير خم / مفرق طرق الحاج
    __________________
    (1) الطبراني ، المعجم الكبير ج 5 ص 167 الحديث رقم 4971 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 164 فيه حكيم بن جبير وهو ضعيف قال ابن حجر في التقريب ضعيف رمي بالتشيع.

    من مكة الى المدينة / امام مائة الف او يزيدون وهم عظم المسلمين الذين استنفرهم للحج معه. وقد امتلأت الفترة الزمنية بين حديث الدار وحديث الغدير وهي فترة عشرين سنة باحاديث في هذه المناسبة او تلك تؤكد ذلك بشكل واخر ،
    وقد اقترن ذلك بتربي علي في حجر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله منذ ولادته في بيت ابيه يوم كان النبي يعيش هناك بكفالة عمه ، ثم اصطحبه معه في بيته بعمر ست سنوات لما تزوج واستقل عن عمه ثم اصحبه في هذا العمر الى غار حراء يرفع له في كل يوم من اخلاقه علما ، وعندما كلفه الله نبيه بارسالة كان علي الى جنبه وقد سمع رنة الشيطان وسأل النبي عنها فأجابه انه الشيطان قد يئس من عبادته واخبره انه منه بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعده ،
    وكان علي في مكة يكتب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله القرآن وبهامشه تفسيره وفي المدينة كان بيته مع امه فاطمة بنت اسد في المسجد بجوار بيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مع ابنته فاطمة عليها‌السلام ، وله مع النبي لقاءان يوميا احدهما بعد صلاة الفجر والاخر بعد المغرب يواصل فيه املاءه في تفسير القرآن ويضيف اليه املاءه في الاحكام والسيرة والملاحم وقد عرف المسلمون جميعا خبر هذه اللقاءات يوم عقد النبي بعضها مع علي في ايام حصار الطائف وعرفت يومذاك بالمناجاة قال جابر : انتجى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علياً يوم الطائف فطالت مناجاتُه إيّاه. فقيل له : لقد طالت مناجاتك اليوم عليّاً؟ فقال : ما أنا ناجيتُه ولكنّ الله انتجاه (1) أي الله تعالى امرني ان انتجيه وليس هو عمل من تلقاء نفسي والمعنى امرني الله تعالى ان انفرد بعلي واسر اليه بالحديث امامكم.
    وقد كتب علي في هذه اللقاءات : الصحيفة الجامعة طولها سبعون ذراعا فيها كل شيء مما يحتاج اليه من الاحكام وصحفا اخرى كتب فيها الملاحم والتفسير ثم صارت ميراثا له وللائمة من ولده عليه‌السلام.
    وهذا اللصوق لعلي بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جعل سيرة علي عليه‌السلام مدمجة مع سيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا يذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الا والى جانبه علي كما هو حال سيرة موسى لا يذكر فيها موسى الا
    __________________
    (1) ابن الأثير ، جامع الأصول ج 9 ص 474 والخطيب التبريزي في مشكاة المصابيح 564 ، وابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية ج 7 ص 356. والنجوى في الحديث : الاسرار به لفرد او لجماعة.

    والى جانبه هارون وقد تواتر الحديث عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال لعلي (انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي بعدي).
    وانقلبت قريش المسلمة بعد وفاة النبي على علي عليه‌السلام وكاندوا يقتلونه ، نظير انقلاب امة موسى على هارون بعد طول غيبة موسى وكادوا يقتلونه. وادعت قريش المسلمة الامامة الدينية واقصت عليا عليه‌السلام عن موقعه الذي عينه النبي فيه بأمر الله ، وابتدعت في دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فحرمت متعة الحج واخرت مقام ابراهيم عن البيت الى المكان الذي كان علي في الجاهلية ، لتكرس امامتها الدينية وفسحت المجال لكعب الاحبار عالم يهود اليمن وتميم الداري راهب النصارى في الحجاز ان ينشرا اساطيرهم حول الخلق والانبياء وغاب تنزيه التوحيد وتنزيه الانبياء الذي جاء به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وفتحت البلدان على ذلك وانتهى الامر الى قيام حكم بني امية زمن عثمان على تكريس تلك السيرة فصاروا ائمة الدين وولاته.
    حالة المسلمين الفكرية والدينية والسياسية زمن خلافة عثمان سنة 26 هجرية :
    اما الحالة السياسية فتعرف من شخصية رئيس الدولة وولاته على الامصار :
    1. كان رئيس الدولة عثمان بن عفان بن ين ابي العاصي بن امية بن عبد شمس.
    2. وكان سكرتيره الخاص مروان بن الحكم بن العاص بن امية بن عبد شمس (ابن عم عثمان).
    3. وكنا والي الشام الكبرى معاوية بن ابي سفيان بن حرب بن امية بن عبد شمس. (ابن عم عثمان)
    4. وكان والي الكوفة الوليد بن عقبة بن ابي معيط بن عمرو بن امية بن عبد شمس ، ثم خالد بن سعيد بن العاصي بن سعيد بن العاصي بن امية بن عبد شمس والد عمرو بن سعيد الاشدق. (اولاد عمه)
    5. وكان والي البصرة : عامار بن ربيعة من حبيب بن عبد شمس وهو ابن خال عثمان وحبيب بن عبد شمس هو اخو امية بن عبد شمس. (فهو ابن عمه)

    6. وكان والي مصر عبد الله بن ابي سرح اخو عثمان من الرضاعة وهو من بني عامر احدى بطون قريش.
    وفي ضوء ذلك فان دولة عثمان هي الدولة الاموية الاولى. وقد تذمرت منها بطون قريش حيث حرمت من امتيازات السلطة التي كانت لهم ايام ابي بكر وعمر ، واخذوا يحثون الناس على العمل للاطاحة بالخليفة عثمان.
    اما الحالة الفكرية والدينية : فهي ما تبنته الدولة من اعتبار سيرة الشيخية جزءا اساسيا من قانون الدولة وتتمثل هذه السيرة بامور هي :
    1. المنع من نشر احاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في حق اهل بيته واولهم علي عليه‌السلام. كحديث الثقلين وحديث الغدير وحديث المنزلة وغيرها.
    2. تحريم متعة الحج التمتع / وقد جعلها الاسلام رخصة للحاج / وعقوبة المخالف.
    3. تحريم متعة النساء / وقد جعلها الاسلام علاجا للزنا /.
    4. اسناد الوعظ وبيان قصص الانبياء الى كعب الاحبار ومصدره فيها التوراة المحرفة التي طرحت في المجتمع بصفتها كتاب الله الاول ، الامر الذي افقد عقيدة التوحيدَ وسيرةَالانبياء التنزيهَ الذي جاء به القرآن فيها ..
    5. ايجاد الطبقية في المجتمع ، على مستوى العطاء الذي توزعه الدولة في قبال التسوية التي سنها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بتفضيل ازواج النبي على المسلمين ثم اهل بدر على غيرهم ثم اهل الحديبية على غيرهم ، وفي الفروج في قبال كفاءة المؤمن للمؤمنة بمنع غير العربي من التزوج بالعربية ،
    6. ارجاع مقام ابراهيم الى مكانه في الجاهلية.
    7. ارجاع لقب (ال الله) التي انتحلته قريش في الجاهلية اليها ومعاقبة صحابي فاضل لانه عين مولاه عليها في غيابه. (1)
    __________________
    (1) جاء في تهذيب الكمال للمزي ج 29 ص 279 ـ 280 ، وفي أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 7 ـ 8 ، وعن الاستيعاب لابن عبد البر ج ص 1490 في ترجمة نافع بنعبد الحارث الخزاعي ، قال أبو عمر بن عبد البر استعمله عمر بن الخطاب على مكة وفيهم سادة قريش ، فخرج نافع إلى عمر ، واستخلف مولاه عبد الرحمان بن أبزى فقال له عمر : استخلفت على آل الله مولاك؟ فعزله ، وولى

    ان المسلمين في الحجاز واليمن والجزيرة العربية من عمر 15 سنة الى عمر 30 سنة ومن غيرهم ممن دخل الاسلام من اهل العراق والبلاد الشرقية واهل الشام وافريقيا والبلاد الغربية لا يعرفون خلفاء للنبي وامامة دينية تقودهم الى الله تعالى الا الخلفاء من قريش وقد انتهت الى بني امية ولا يعرفون من الاسلام الا سيرة الشيخين التي رفعها الحاكمون شعارا الى جانب كتاب الله وصار دين الله الذي بعث به محمدا هو كتاب الله وسيرة الشيخين ، بل سيرة الخليفة من قريش.
    اما علي عليه‌السلام وموقعه من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وولايته التي امر بها الله تعالى وولاية اهل بيته الذي قال عنهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله (اني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي اهل بيتي) ، فانهم جاهلون بها الا اذا سمعها احدهم من ابي ذر او سلمان او حذيفة سرا.
    وهكذا فان بني امية قد كرسوا جهل مسلمة الفتوح بسنة النبي وامامة اهل بيته وفتحت اعينهم على امامة العمل بالرأي الممزوج برواسب الجاهلية وثقافة اهل الكتاب المحرفة قدمت اليهم باسم الاسلام وخلافة الرسول.
    2. هدف نهضة علي عليه‌السلام اعادة التنزيه الى التوحيد وسيرة الانبياء وتحرير دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من بدع قريش :
    حذَّر النبي امَّته من الفتن المقبلة عليهم بعد موته (اقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع اولها اخرهم) واخبرهم انه ادخر صلى‌الله‌عليه‌وآله اهل بيته وعليٌّ اولهم لإنقاذهم منها وارجاعهم الى المحجة التي تركهم عليها (يا علي انت الهادي بك يهتدي المؤمنون بعدي) (1) (علي
    __________________
    خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة المخزومي. وكان نافع بن عبد الحارث من كبار الصحابة وفضلائهم. والشاهد هو ان عمر بعد ان شاهد كيف هدم النبي مكانة قريش الدينية وبدعها في الحج نجده يسمي قريشا ال الله ويرجع بعض بدعها تكريسا لإمامتها الدينية.
    (1) قال ابن الجوزي في زاد المسير ج 4 ص 228 وقد روى المفسرون من طرق ليس فيها ما يثبت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : لما نزلت هذه الآية (إنّما أنت منذر ولكلّ قومٍ هاد) ، وضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده على صدره. فقال : «أنا المنذر» ، وأومأ بيده إلى منكب علي ، فقال : «أنت الهادي يا علي بك يهتدي من بعدي». قال المصنف : وهذا من موضوعات الرافضة.

    مع الحق والحق مع علي يدور معه حيثما دار) (1) فما هو مشروع علي لإحياء سنة النبي وانقاذ الامة من ضلالة بني امية ايام عثمان؟
    كان علي عليه‌السلام يترقب الفرصة السانحة لنهضته ولم تكن هناك فرصة افضل من فرصة انشقاق بطون من قريش على الحكم الاموي الاول / عثمان وولاته من بني امية / ، اذ رات هذه البطون انها حرمت من امتيازات السلطة وصارت حكرا على بني امية فأخذت تبدي تذمرها من عثمان وتحرِّش عليه اهل الامصار مستغلة اخطاء (2) ولاته من شباب بني امية وتاريخهم السيء مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، واستحكم انشقاق قريش على عثمان سنة 27 هـ حين كان اخر من سجلتهم المصادر التاريخية من المتمذمرين والمنشقين على عثمان هو عبد الرحمن بن عوف وكان اول من شد الملك لعثمان في الشورى السداسية.
    وقرر علي عليه‌السلام في موسم حج سنة 27 هـ ان يعلن عن احيائه لحج التمتع بصفته افضل مدخل لتعريف مسلمة الفتوح وصغار الصحابة الذين لم يسمعوا من النبي بمخالفة الحكم الاموي لسنة النبي ثم يتحرك اصحابه في موسم الحج لنشر حديث النبي في اهل بيته كحديث الثقلين وحديث الغدير وغيرهما.
    وهكذا كان الامر وانطلق ابو ذر والمقداد واخرون من اصحاب النبي ازروا عليا عليه‌السلام
    __________________
    أقول : قال ابن حجر في فتح الباري ج 8 ص 285 أخرج الطبري ج 13 ص 142 بإسناد حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يدع على صدره وقال أنا المنذر وأومأ إلى علي وقال أنت الهادي بك يهتدي المهتدون بعدي.
    (1) المرعشي ، شرح احقاق الحق ج 5 ص 633. والخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ج 14 ص 321 ، اخرجه عن ام سلمة ، وأخرجه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج 7 ص 236 وقال : رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح. قال العلامة الأميني رحمه‌الله في الغدير 3 / 177 الرجل الذي لم يعرفه الهيثمي هو سعيد بن شعيب الحضرمي قد خفي عليه لمكان التصحيف ، ترجمه غير واحد بما قال شمس الدين إبراهيم الجوزجاني : إنه كان شيخا صالحا صدوقا. كما في خلاصة الكمال 318 ، وتهذيب التهذيب 4 ص 48. أقول : وأخرج الحاكم في مستدركه ج 3 / 124 عن أُمّ سلمة عن النبي ص بلفظ : «عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض». قال الحاكم : هذا حديث صحيح ولم يخرجاه. وأورده الذهبي في تلخيصه مصرّحاً بصحته ...
    (2) ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 39 ص 426 قال عمرو بن العاص لما قتل عثمان وكان في فلسطين قد علمت العرب أني إذا حككت قرحة أدميتها. ايضا الطبري ، تاريخ الطبري ج 3 ص 292.

    في نهضته يحدِّثون باحاديث النبي فيه وفي اهل بيته ، واضطهدتهم السلطة نفيا وسجنا.
    وفوجئ المتذمرون من قريش بنهضة علي عليه‌السلام ، ولكنهم آثروا السكوت لانهم مشغولون بالتحريش ضد عثمان ،
    ثم استطاع الثائرون من قريش ان يقتلوا عثمان بعد حصاره ، ولكن الجماهير المسلمة بدلا من ان تبايع احد ابرز قادة الثورة على عثمان وهما طلحة او الزبير هرعت الى بيت علي عليه‌السلام تطلب منه ان تبايعه ، ورفض علي عليه‌السلام في بادئ الامر ثم استجاب لهم في المسجد وبويع في اروع مشهد يصفه : قال عليه‌السلام :
    (وبسطتم يدي فكففتُها ، ومددتموها فقبضتُها ، ثم تداككتم علي تداكَّ الإبل الهِيم على حياضها يوم وِردِها ، حتى انقطعت النعلُ ، وسقط الرداء ، ووُطِئَ الضعيف ...).
    ثمقال في كلام آخر : (وبلغ من سرور الناس ببيعتهم إيايَ أن ابتهجَ بها الصغيرُ ، وهدَج إليها الكبير ، وتحاملَ نحوها العليل ، وحسرت إليها الكعاب) (1) ، انه سرور كسرور دخول النبي الى المدينة.
    وانطلق علي عليه‌السلام يواصل مشروعه الاحيائي لسنة النبي وقد ازره ثلة من الانصار والمهاجرين من اصحابالنبي والتابعين عبر الاجراءات التالية.
    1. الغى الطبقية في العطاء ، والتفضيل في المناكحات وارجعهما الى ما كان على عهد رسول الله.
    2. الغي سيرة الشيخين كقانون تحكم به الدولة وحوَّلها الى مذهب / بعد بيان بطلانه / وترك الخيار للمجتمع ان يعمل بها مع وضوح بطلانها او يتركها.
    3. منع من تداول القصص الاسرائيلي التي تشوه سيرة الانبياء وتسئ الى تنزيههم (2) وتنزيه التوحيد.
    __________________
    (1) التداك الازدحام الشديد. والإبل الهِيم : العطاش. وهدج إليها الكبير : مشى مشياً ضعيفاً مرتعشا ، والمضارع يهدج بالكسر ، وتحامل نحوها العليل تكلف المشي على مشقة. وحسرت إليها الكعاب : كشفت عن وجهها حرصاً على حضور البيعة ، والكعاب : الجارية التي قد نهد ثديها ، (ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج 13 ص 3).
    (2) جاء في مجمع البيان ج 4 ص 472. عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : لا أُوتي برجل يزعم أن داود تزوج امرأة أُوريا إلّا جلدته حدّين : حدّاً للنبوة وحدّاً للاسلام وفي تفسير البيان للشيط الطوسي

    4. رفد المجتمع بخطب احيت تنزيه الله تعالى وانبيائه كما احيا مواعظ الله ورسوله في قبال كعب الاحبار واحاديثه في التجسيم وتشويه سيرة الانبياء وخرافية مواعظه.
    5. شجع المسلمين على نشر حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    6. شجع الناس على السؤال عن تفسير القرآن.
    7. شجع المسلمين على تدوين العلم.
    وفي ضوء ذلك :
    صار المسلمون في النصف الشرقي من البلاد الاسلامية ومركزهم الكوفة سواء من مسلمة الفتوح او من غيرهم على فئتين في الفكر والتعبد :
    فئة تتعبد بسيرة الشيخين في صلاتها وحجها وصلاة التراويح على الرغم من معرفتها ان صلاة التراويح وغيرها كانت رايا واجتهادا للخليفة وليست سنة من النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    فئة تتعبد بسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في صلاتها وحجها يقودهم قدوتهم وقيادتهم علي عليه‌السلام واهل بيته وهم اهل بيت النبي.
    مشروع معاوية :
    رأى معاوية في مشروع علي عليه‌السلام لو استمر انهاء لدولة بني امية بل استئصال لمشروعيتها وتأسيس دولة بني هاشم وال محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وتعميق لمشروعيتها ،
    ومن هنا خطط للوقوف امام مشروع علي عليه‌السلام ووأده واعادة دولة بني امية الاولى التي مهَّد لها واسس مضمونها الفكري الخليفتان ابو بكر وعمر. وليس له الا أن يدوس على جراحه فيغض الطرف عن قَتَلَة عثمان من قريش ويجمع بطونها على موقف موحد لمواجهة علي عليه‌السلام على ثلاث مراحل :
    __________________
    ج 8 ص 555 عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : لا أُوتي برجل يقول إن داود ارتكب فاحشة إلّا ضربته حدّين : أحدهما للمقذف ، والآخر لأجل النبوة وفي تفسير الرازي ج 26 ص 192 عن سعيد بن المسيب أن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : من حدثكم بحديث داود على ما يريد القصاص ، جلدته مائة وستين ، وهو حدّ الفرية على الأنبياء.

    الاولى : اقناع طلحة والزبير على نكث البيعة والذهاب الى البصرة ثم الى الكوفة واقتطاعها عن علي عليه‌السلام وبذلك يضمن قطع الموارد العسكرية والمالية العراقية عن علي عليه‌السلام.
    الثانية : قطع الطريق على علي عليه‌السلام ان يعين واليا جديدا على الشام من خلال اعلان شعار الطلب بدم عثمان قبل بيعة علي عليه‌السلام وبذلك تقطع الموارد العسكرية والمالية الشامية عن علي عليه‌السلام.
    الثالثة : الحركة من العراق والشام الى المدينة لقتال علي عليه‌السلام فيها ولن يصمد جيش المدينة طويلا امام اهل العراق والشام ، وليس لعلي عليه‌السلام آنذاك الا القتل او الاستسلام ، ولا يترقب منه ان يستسلم فيقتل ولن يقتل حتى يقتل ولده واهل بيته وكل بني هاشم وهو المطلوب.
    اقتنعت وجوه قريش المسلمة بالخطة واقدم طلحة والزبير وعائشة على تنفيذ المرحلة الاولى واستلما البصرة بعد ان غدرا بسهل بن حنيف والي علي عليه‌السلام عليها.
    موقف علي عليه‌السلام من خطة قريش :
    ادرك علي عليه‌السلام خطة قريش واعلن عنها في كلامه لاخيه عقيل (دع عنك قريشاً وتَرْكاضَهم في الضلال ، وتَجوالهم في الشقاق ، وجِماحَهم في التِّيْه ؛ فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قبلي). (1)
    وكان موقفه من خطة قريش هو الخروج من المدينة ودعوة اهل الكوفة الى نصرته واسترداد البصرة من قريش ثم اتخاذ الكوفة مركزا لمواجهة معاوية في الشام وهكذا كان الامر واستجابت الكوفة لعلي عليه‌السلام وارتبطت مصيريا بنصرة اهل بيت النبي كما ارتبط اهل الشام مصيريا بنصرة بني امية
    خرج اكثر من عشرة الاف من اهل الكوفة مع علي واسترد البصرة من عائشة وطلحة والزبير بساعات في اول معركة بين المسلمين انفسهم طرف تقوده قريش المسلمة وطرق يقوده علي عليه‌السلام وكان نصرا مؤزرا كما كانت بدر نصرا مؤزرا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ،
    __________________
    (1) نهج البلاغة : الكتاب 36.

    ورجع علي عليه‌السلام الى الكوفة واتخذها مقرا لمشروعه ودولته ، وانطلق منها الى الشام ليستردها من معاوية وكادت المعركة في صفين وهي اعظم معركة في تاريخ الاسلام ان تحسم الامور لصالح علي عليه‌السلام لولا اعلان نصف جيش علي تجاوبهم مع الشعار الذي اعلنه معاوية بالاحتكام الى القرآن وكان هذا النصف لم يستجب لمشروع علي ولم يقاتل معه على اساس العقيدة بإمامته المنصوصة ولا البصيرة بمعاوية ومكرة ودهائه.
    بخلاف النصف الاخر الذي كان يقوده مالك الاشتر ونظراؤه ممن كانوا على بصيرة بخطة معاوية وايمان بعلي وصيا للنبي ، فقد كان مالك يخطب في اصحابه ويقول :
    (إن هؤلاء القوم لن يقارعوكم إلا عن دينكم ، ليطفئوا السنة ، ويحيوا البدعة ، ويدخلوكم في أمر قد أخرجكم الله منه بحسن البصيرة). (1)
    واسترد معاوية بشعار (الاحتكام الى القرآن) (2) انفاسه وحافظ على وجوده ورجع الى الشام وقد قوي امله بتأسيس الدولة الاموية الثانية امتدادا للدولة الاموية الاولى واطروحتها الفكرية واستطاع ان ينطلق من امرين الاول جهل اهل الشام بموقع علي عليه‌السلام من النبي وتاريخ معاوية وابيه في بدر واحد والخندق ضد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الثاني : ثقتهم التفصيلية بمعاوية بصفته وليا عليهم وممثلا للخلافة القرشية مدة ثلاثين سنة ، ومن ثم اسس اعلاما كاذبا في حق علي عليه‌السلام اعطى خطوطه للقصاصين الذين اصطحبهم معه يقصون بعد كل صلاة ، تمثل هذا الاعلام الكاذب بإلقاء التبعة في قتل عثمان على علي واصحابه وهو الذي اعلنه قادة قريش في الجمل ، وان عليا يقاتل من اجل الملك الذي كان يطمع به بعد وفاة النبي ولم يوله المسلمون اياه وانتهاء بوصفه ملحدا في الدين وكونه نهض لتغيير سنن الخليفة عمر في الصلاة والحج وفي ضوء ذلك فانه يجب البراءة منه
    __________________
    (1) ابن مزاحم ، وقعة صفين ص 251 ، وقوله رضي‌الله‌عنه (ويدخلوكم في أمر قد أخرجكم الله منه بحسن البصيرة) هذا الامر هو اعتقادهم امامة علي بالنص. فهو يحتاج الى حسن بصيرة من الانسان ليفارق العقيدة بإمامة قريش ويعتقد بإمامة علي عليه‌السلام. ومن ليس له حسن بصيرة يكون مصداقا لقوله تعالى (وكأين من آية في السماوات والارض يمرّون عليها وهم عنها معرضون) يوسف / 105 ، واحاديث النبي يفي علي بمناسبة الغدير وغيره آيات الهية لأنه لا ينطق عن الهوى.
    (2) أقول : لم يكن ليؤثر هذا الشعار في جيش علي واغلبهم من مسلمة الفتوح لولا التربية التي نشأوا عليها زمن الخلافةمدة ربع قرن تقريبا وقد حمل الخوارج فيما بعد هذا الشعار (لا حكم الا لله) ،

    والعمل على قتله وارجاع الامور الى ما كانت عليه زمن الخليفة عمر وبين ايديهم قيادة وثق بها عمر خلفته عثمان ثلاثون سنة.
    3. حروب قريش مع علي عليه‌السلام واعلامها الكاذب :
    وكما ان قريشا المشركة بقيادة ابي سفيان فرضت على النبيحربين ظالمتين (1) هما بدر وأحد كذلك فرضت قريش المسلمة بتخطيط بني امية اشعلت حربين ظالمتين على علي عليه‌السلام :
    كانت الحرب الاولى ضد علي عليه‌السلام في البصرة بقيادة طلحة والزبير وعائشة وكان النصر المؤزر فيها لعلي عليه‌السلام وكان حجر بن عدي يقول في هذه الحرب :
    وقال حج بن عدي الكندي في يوم الجميل أيضاً :
    يا ربنا سلم لنا عليا
    سلم لنا المهذب التقيا

    المؤمن المسترشد الرضيّا
    واجعله هادي أمة مهدياً

    احفظه رب حفظك النبيّا
    لا خطل الرأي ولا غبياً

    فإنه كان لنا ولياً
    ثم ارتضاه بعده وصياً (2)

    وكانت الحرب الثانية ضد علي عليه‌السلام في الشام بقيادة معاوية بن ابي سفيان وقد خسر علي عليه‌السلام فيها لانصر بسبب مخالفة قسم من جيشه لأمره في استمرار القتال حين رفع معاوية المصاحف وطلب توقيف القتال.
    4. تحصين الشام من التأثر بعلي عليه‌السلام بالحرب والاعلام الكاذب :
    افرزت الحربان اعلاما امويا طوَّق عليا عليه‌السلام بتهمة طلب الملك من وراء تلك الحربين وانه اوى قتلة عثمان واستعان بهم وانه افسد في الدين وانه لا يصلي وغير ذلك من
    __________________
    (1) أقول : اعتدى اهل الجمل على والى علي على البصرة عثمان بن حنيف وغدروا به واحتلوا البصرة ، فلم يكن امام علي الا ان يدعوهم الى التراجع والتحاكم الى القرآن فلم يتراجعوا فقاتلوهم واسترد البصرة منهم. وهكذا في صفين فان معاوية تمرد على علي واقتطع الشام منه ولم يسلمها لمن ولاه علي عليها ، فما كان امامه الا مقاتلته.
    (2) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج 4 ص 228.

    الشبهات التي كان قصاصوه يقصونها على الناس بعد الصلاة. واستطاع بذلك ان يحصن اهل الشام من التأثر بمشروع علي عليه‌السلام.
    كما استطاع معاوية بن ابي سفيان انيحول جيش الشام الى سرايا تغيرعلى اطرفا علي لتنهب وتقتل شيعة علي ليتخلوا عنه كما استطاع ان يقتطع مصر عن علي عليه‌السلام وصمد اهل العراق مع علي عليه‌السلام. واقترن ذلك / ولا يبعد انه كان ذلك بدفع منه من خلال بعض رؤوس النفاق كالأشعث بن قيس / بحركة الخوارج من داخل الكوفة.
    كيانان فكريا وسياسيان في الامة الاسلامية سنة 39 هجرية :
    انقسمت الامة الاسلامية سنة 39 هجرية الى كيانين فكريين وسياسيين :
    الاول : يمثل مشروع النبوة ما عدى ان شخص محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله غير موجود وانما بديله شخص هو كنفسه وهو علي عليه‌السلام وهو وصيه.
    مركز هذا المشروع العراق ـ الكوفة ويدين بهذا المشروع اغلب سكان النصف الشرقي من مسلمة الفتوح والانصار مع خمسة افراد من قريش فقط (1). شعاره العمل
    __________________
    (1) روى الكشي عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله يقول : كان مع أمير المؤمنين خمسة نفر من قريش ، وكانت ثلاثة عشر قبيلة مع معاوية. فأما الخمسة فمحمد بن أبي بكر رحمة الله عليه أتته النجابة من قبل أمه أسماء بنت عميس ، وكان معه هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المرقال. وكان معه جعدة بن هبيرة المخزومي ، وكان أمير المؤمنين عليه‌السلام خاله وهو الذي قال له عتبة بن أي سفيان انما لك هذه الشدة في الحرب من قبل خالك فقال له جعدة لو كان خالك مثل خالي لنسيت أباك ، ومحمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، والخامس سلف أمير المؤمنين ابن أبي العاص بن ربيعة ، وهو صهر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أبو الربيع) (اختيار معرفة الرجال الكشي ص 60 ط النجف). أقول : جاء في كتاب وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 469 : عن أبي جحيفة قال عتبة لجعدة : يا جعدة ، إنه والله ما أخرجك علينا إلا حب خالك وعمك ابن أبي سلمة عامل البحرين ، وإنا والله ما نزعم أن معاوية أحق بالخلافة من علي لولا أمره في عثمان ، ولكن معاوية أحق بالشام لرضا أهلها به فاعفوا لنا عنها ، فوالله ما بالشام رجل به طرق إلا وهو أجدّ من معاوية في القتال ، ولا بالعراق من له مثل جد على [في الحرب]. وما أقبح بعلي أن يكون في قلوب المسلمين أولى الناس بالناس ، حتى إذا أصاب سلطانا أفنى العرب.
    فقال جعدة : أما حبي لخالي فوالله أن لو كان لك خال مثله لنسيت أباك.
    وأما فضل علي على معاوية فهذا ما لا يختلف فيه [اثنان].
    وأما رضاكم اليوم بالشام فقد رضيتم بها أمس [فلم نقبل].

    بكتاب الله وسنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودعوة النصف الغربي للعودة اليها. يقود هذا المشروع اهل بيت النبي اولهم وعظيمهم علي عليه‌السلام ومعه ولداه الحسن عليه‌السلام والحسين عليه‌السلام.
    الثاني : يمثل مشروع قريش المسلمة التي حكمت اربعا وعشرين سنة وانتجت مضمونا فكريا وتشريعيا خليطا من الاسلام ورواسب الجاهلية والإسرائيليات في قصص الخلق والانبياء ، ارتبط بعنوان سيرة الشيخين
    راس المشروع ووريثه هو معاوية ومركزه الشام ويتدين بهذا المشروع اغلب سكان النصف الغربي من مسلمة الفتوح وقبائل قريش كلها الا خمسة نفر. شعاره العمل بسيرة الشيخين المؤسسين وقتال علي وشيعته بتهمة دم عثمان وهو برئ منه براءة الذئب من دم يوسف.
    شهادة علي عليه‌السلام وبيعة اهل العراق الحسن عليه‌السلام وبيعة اهل الشام معاوية :
    استشهد امير المؤمنين هو يعبئ جيشه لمحاربة معاوية ،
    وبايع العراقيون الحسن عليه‌السلام حاكما وهو قبل ذلك رأس في مشروع ابيه ووصيه عليه اماما هاديا بنص من جده النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    وبايع اهل الشام معاوية حاكما وهو من الرؤوس في مشروع قريش المسلمة وقد عُني به الخليفة الثاني عناية خاصة وكان يحاسب عماله الا معاوية فانه كان يقول فيه هذا كسرى العرب فكان زعيما في الشام عشرين عاما منذ وفاة اخيه يزيد بن ابي سفيان في الشام فعينه عمر مكانه ثم ضم اليه عثمان في خلافته بقية بلاد الشام. ومن هنا فان جيلين من الشاميين فتحا اعينهم على امارة معاوية التي اسسها عمر وعثمان بصفته ممثلا للإسلام الامر الذي جعلهم يثقون بتقديره للأمور ويقبلون منه وقوفه ضد
    __________________
    وأما قولك إنه ليس بالشام من رجل إلا وهو أجدُّ من معاوية ، وليس بالعراق لرجل مثل جِدِّ عليّ ، فهكذا ينبغي أن يكون ، مضى بعلي يقينُه ، وقصر بمعاوية شكه ، وقصد أهل الحق خير من جهد أهل الباطل ..
    وأما قتل العرب فإن الله كتب [القتل و] القتال ، فمن قتله الحق فإلى الله (وفي فتوح اعثم 3 / 108 فمن قتله الحق فإلى الله والجنة ، ومن قتله الباطل فإلى النار).
    فغضب عتبة وفحش على جعدة ، فلم يجبه وأعرض عنه وانصرفا جميعا مغضبين.

    علي عليه‌السلام ، ساعده على ذلك جهلهم بموقع علي في الاسلام.
    مبادرة معاوية بالصلح واهدافها :
    1. كان معاوية يطمح الى ان يستقل بملك الشام وقد نجح وانتهى نجاحه بإقدام اهل الشام على بيعته حاكما على نهج سلفه عثمان ، وبيده ورقة ضغط على الحسن عليه‌السلام وهي الغارات التي كان يشنها على اطراف الكوفة ، وفي الوقت نفسه يتخوف من خطرين قائمين الاول حلقات الخوارج الارهابية الثاني جيش الروم الذي يتحين فرصة الهجوم على الشام لاستردادها ومن هنا بادر بطلب الصلح من الامام الحسن عليه‌السلام : ليحقق احد امرين :
    2. ربح المعركة الاعلامية عند موافقة الحسن عليه‌السلام على الصلح فان الحسن عليه‌السلام سيكون ملوما لمخالفته الآية الكريمة (وان جنحوا للسلم فاجنح لها) عند قسم من جيشه فضلا عن المنافقين في الكوفة فضلا عن تأكيد العقيدة عند اهل الشام ان معاوية يرغب في الصلح وان الطرف الاخر هو طالب الحرب.
    ـ تحقيق عدة مكاسب عند استجابة الحسن للطلب ، منها :
    ـ راحة جيشه المتعب.
    ـ ملاحقة الحلقات الارهابية الوافدة عليه من العراق ،
    ـ دفع خطر الروم بالمصالحة ايضا ،
    ـ واخيرا رد الكرَّة على العراق بعد ذلك لتصفية الحساب مع مشروع علي وحملته.
    المفاجأة الكبرى في جواب الحسن عليه‌السلام على مبادرة معاوية :
    من الضروري جدا ان نتعرف على طريقة تفكير الحسن عليه‌السلام بقضية الصلح التي عرضها معاوية فما هي الاصول التي يستحضرها الحسن في فكره بل ويستحضرها ايضا أي رجل مخلص من رجالات جيشه وهم كثر.
    الحسن بعبارة موجزة هو احد منظومة الامامة الهادية بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مهمتها

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 7:11 am

    المحافظة على الشريعة وهداية الناس (فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكّلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين (89) أُولئك الّذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا اسئلكم عليه أجراً إن هو إلّا ذكرى للعالمين (90)) الأنعام / 89 ـ 90 ، وقد نهض ابوه علي عليه‌السلام بمشروع الهداية بعد النبي واسسه في قبال قريش المسلمة التي اضلت الامة وكفرت بالتأويل. كما كفرت قريش المشركة بالتنزيل. وهو الان على راس هذا المشروع ، ان مهمة الحسن الاساسية هي كيف يوصل مشروع ابيه الى النصف الثاني من الامة التي لم تقف عند حالة كونها جاهلة بعلي وهو الهادي بعد النبي بل تعتقد به في ضوء اعلام معاوية انه مفسد في الدين تجب البراءة منه ، ولم تقف عند العقيدة فقط بل تحولت الى جيش يهمه قتل من هو على دين علي بل من يتصل بعلي بنسب الم يقتل بسر طفلين لعبيد الله بن عباس!
    يفكر الحسن كيف يفتح قلوب اهل الشام على الحقيقة ليعرفوا معاوية على حقيقته مفسدا في الدين ويعرفوا عليا هاديا الى دين الله بأمر الله ورسوله ،
    وكانت أهم عقبتين بل عقدتين أمام انطلاقة المشروع هما :
    العقبة الاولى انشقاق الشام : هذا الانشقاق الذي استحكم ببيعة الشاميين لمعاوية على الحكم على ما بويع عليه عثمان ، على كتاب الله وسنة النبي وسيرة الشيخية ، وهذه العقبة خلقت عدة مشكلات بعضها فِعلي والآخر تحت الرماد :
    الأولى : مشكلة فقدان الأمان في الطرق الخارجية بني ولايات الدولة الإسلامية حيث انعدمت بفعل غارات جيش معاوية على الأطراف الآمنة التابعة لعلي عليه‌السلام. وهذه مشكلة فعلية قائمة.
    الثانية : مشكلة ثقافة العداء لعلي عليه‌السلام عند أهل الشام ، فهم يعتقدون أن علياً عليه‌السلام مشترك في قتل عثمان مفسد في الدين مخالف لسيرة الشيخين ، يستحق أن يُلعن ويُتبرأ منه ومن شيعته بل يستحقون أن يُستأصَلوا جميعا وهذه المشكلة فعلية ايضا.
    الثالثة : مشكلة تهديد الروم البزنطيين على الجبهة الشمالية الشرقية للشام وهذه المشكلة فعلية ايضا.
    الرابعة : مشكلة تحت الرماد تتمثل باحتمال أن يتبنى المنشقُّون الامويون إحياء

    القبلة المنسوخة وهي بيت المقدس لتجريد الحسن عليه‌السلام من سلاح الكعبة / القبلة العامة لكل المسلمين / ولإحكام عُزلة أهل الشام عن العراقيين حتى لا ينفتحوا على الحقائق التي قد تغيِّر من ولائهم لمعاوية. وقد حصل مثل هذا في عهد بني إسرائيل في الاشم وتعددت القبلة والكتاب الإلهي عندهم وبقيت امتدادات القبلتين والكتابين إلى زمن معاوية وإلى اليوم ، وقد نفَّذ عبد الملك بن مروان جزءا من هذا المخطط في زمانه لما كان خصمه عبد الله بن الزبير مسيطراً على مكة.
    العقبة الثانية الخوارج : حمل الخوارج شعار التكفير لعلي عليه‌السلام ومعاوية وتحولوا بعد معركة النهروان الى خلايا اغتيال ومجموعات تغير على الابرياء وتقتلهم لانهم يسالمون السلطة ، وقد تسببت هذه النشاطات ان تفتقد الامة وبخاصة البلاد الشرقية الأمان داخليا. وهي وان كانت مشكلة مشتركة بين الشام والعراق ولكنها في الكوفة اكثر خطورة لانها مركز الخوارج.
    وأمامَ وضع معقد كهذا لا يصبح خيار الحرب في صالح مشروع علي عليه‌السلام. إذ هو بحاجة الى انفتاح القلوب عليه باختيارها والحرب ليست اداة صالحة لذلك.
    ثم أن الصلح المحدود وإيقاف القتال بالطريقة التي اقترحها معاوية بان يبقى العراق وما والاه للحسن عليه‌السلام والشام وما والاه لمعاوية كما هي طبيعة الاشياء وطبيعة طريقة تفكير معاوية تكرس الانشقاق والثقافة العدائية لعلي عليه‌السلام ومن ثم بقاء الطريق مسدوداً أمام انفتاح أهل الشام على مشروع علي عليه‌السلام مضافاً إلى ما ينطوي عليه من خطر محتمل أشرنا إليه آنفاً.
    خصائص أطروحة الصلح المطلوبة :
    إن أطروحة الصلح التي يحتاجها مشروع علي عليه‌السلام لينطلق في الشام لابد لها من أن تكون أطروحة تمتلك أن تحقق ما يلي :
    1. تعالج الانشقاق وما ينطوي عليه من مخاطر فكرية وسياسية.
    2. تحفظ لاهل العراق واهل الشام اختيارهم وبيعتهم.
    3. تعرِّف الشاميين أنَّهم كانوا ضحية إعلام كاذب.

    4. تفرض على معاوية ان يتعامل / ولو ظاهريا ولمدة محدودة / بإيجابية مع ذكر علي عليه‌السلام بخير.
    5. تضمن اختلاط العراقيين مع الشاميين في أجواء الشفافية والمحبة والأمان ليتمكَّن العراقيون من نقل أخبار الإمامة الإلهية في علي عليه‌السلام وأخبار سيرته المشرقة وليستقبلها الشاميون دون تحسس منها مسبقا ..
    6. تحقق أجواء الأمان في الامة كلها وتطوق الفكر التكفيري وتلاحق حلقات الاغتيال التي نشات عنه.
    7. تدفع التهديد الخارجي الذي يلوح به الروم البزنطيين.
    وليس من شك أن الصيغة الوحيدة للصلح التي تحقق كل الأمور الآنفة الذكر هي التنازل المشروط عن السلطة المدنية من قبل الحسن عليه‌السلام وتكوين الدولة الموحدة.
    وهي أطروحة ليست صعبة على الحسن عليه‌السلام فهو أساساً إمامٌ هادٍ تهمُّه قضية الهداية والرسالة ومصلحة الأمة العامة قبل كل شيء ، والحكم القائم على بيعة الناس بالنسبة إليه / على الرغم أنه من حقه ويجبعلى الأمة أن تبايعه / لا يزيد من إمامته الإلهية شيئاً ولا ينقص منها شيئا /.
    وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد أعد الحسن عليه‌السلام لهذه المهمة الإلهية بقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا) (1) ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله : (الحسن والحسين سبطان من الأسباط) (2) ، وقوله صلى‌الله‌عليه‌وآله (إن ابني هذا سيد ، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين). (3)
    __________________
    (1) الشيخ المفيد ، الارشاد ص 199 ، الطبرسي ، اعلام الورى ص 216.
    (2) الطبراني ، المعجم الكبير ، ج 3 ص 32.
    (3) الحديث مروي بطرق مختلفة واسانيد متعددة في كتب الحديث : قال ابن كثير في البداية والنهاية ج 6 ص 214 ـ 215 ما خلاصته : (وقد روى هذا الحديث البخاري وأحمد وأبو داود والنسائي والترمذي والصنعانيفي المصنف والبيهقي في دلائل النبوة وغيرهم كلهم عن الحسن بن ابي بكرة الثقفي ، وقال المزي في أطرافه : وقد رواه بعضهم عن الحسن عن أم سلمة ، وروي ايضا من طريق جابر بن عبد الله الأنصاري رضي‌الله‌عنه ،) أقول : رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ج 3 ص 433 ، وج 8 ص 26 بسنده عن جابر. وفي الاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 230 قال : وتواترت الآثار الصحيح عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال في الحسن بن علي إن ابني هذا سيد وعسى الله أن يبقيه حتى يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين وراه جماعه من الصحابة. وقد كتب الاستاذ حسن فرحان

    وكذلك هي ليس صعبة على العراقيين شيعة علي عليه‌السلام المؤمنين بمشروعه ، فهم على نهجه يحملون همَّ هداية الأمة ومؤازرة القائد الإلهي المذخور لها. وليسوا طلّاب سلطة ودنيا وقد شهد لهم علي عليه‌السلام بذلك.
    قال عليه‌السلام : (وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا من أهل العراق على الاخرة). (1)
    وقال عليه‌السلام مخاطبا لهم : أنتم الأنصار على الحق ، والإخوان في الدين والجنن يوم الباس والبطانة دون الناس. (2)
    وقال عليه‌السلام : الكوفة كنز الإيمان وحجة الإسلام وسيف الله ورمحه يضعه حيث شاء ، والذي نفسي بيده لينتصرنَّ الله بأهلها في شرق الأرض وغربها كما انتصر بالحجاز. (3)
    ولا زالت الكلمة الرائعة التي تمثل بها الحسن عليه‌السلام حينرحل عن الكوفة بعد الصلح في حُسن ثقته بالعراقيين يحفظها التاريخ وهي قوله :
    __________________
    المالكي في كتابه (نحو انقاذ التاريخ الاسلامي ص 243) يقول : (ومثلما حارب الرافضة حديث (صلح الحسن) فقد حارب النواصب (حديث عمار) ، إما بتضعيفه (رغم أنه متواتر ...) : أقول : ان عمل الحسن كان صحيحا لانه معصوم ، وكان اصلاحا حقيقتا في الامة سواء بالتحليل الذي تبنته هذه الدراسة او بالتحليل السائد اذ ان الامة قد توحد شقاها وساد الامان فيها عشر سنوات واختلط العراقيون بالشاميين وتعرفوا على سيرة علي واحاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه وفي اهل بيته ، ولم يروَّع شيعي واحد خلال هذه الفترة وانما نكث معاوية عهده مع الحسن وغدر به سنة خمسين حيث دس له السم ونقض كل شرط اشترطه. والحديث النبوي فيه نبوءة تتحققت وهداية للنصف الغربي من البلاد الاسلامية جرت على يد الحسن عليه‌السلام. نعم هناك بعض الكتاب المحدثين من الشيعة حاول تضعيف الحديث ولعل مرد ذلك الى تركيز بعض الكتاب السنة على صلح الحسن ومحاولتهم تخطئة قتال علي عليه‌السلام لاهل الشام من خلاله ، مضافا الى الغفلة عن كلمة الامام الحسن وكلمة الامام الباقر في الصلح. غير ان كلا الموفقين لا يمثلان الموقف العام لدى المدرستين.
    (1) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج 15 ص 81. والدينوري ، الاخبار الطوال ص 278. ونصر بن مزاحم ، وقعة صفين ، 471.
    (2) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج 7 ص 193. (قال ابن ابي الحديد : الجَنَن : جمع جُنة ، وهي ما يستر به. وبطانة الرجل : خواصه وخالصته الذين لا يطوى عنهم سره.).
    (3) الحموي ، معجم البلدان ج 7 ص 160 وعن سعيد بن الوليد الهجري عن أبيه قال قال علي وهوبالكوفة ما أشد بلايا الكوفة لا تسبوا أهل الكوفة فوالله إن فيهم لمصابيح الهدى وأوتاد ذكر ومتاع إلى حين والله ليدقن الله بهم جناح كفر لا ينجبر أبدا إن مكة حرم إبراهيم والمدينة حرم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم والكوفة حرمي ما من مؤمن إلا وهو من أهل الكوفة أو هوواه لينزع إليها ألا إن الأوتاد من أبناء الكوفة وفي مصر من الأمصار وفي أهل الشام أبدال تاريخ مدينة دمشق ج 1 ص 219.


    ولا عن قِلىً فارقتُ دارَ معاشري
    همُ المانعونَ حوزتي وذماري (1)

    وقد عَرَفَ ذلك للعراقيين ايضا خصمهم عبد الله بن الزبير حين قال له معاوية متشكياً : أنَّ الحسن عليه‌السلام لم يزره في المدينة إلا مرة واحدة ، وكان يتوقع أن يزوره أكثر من مرة ، قال له : والله لو شاء الحسن أن يضربك بمئة ألف سيف لفعل ، ولأهلُ العراق أبرُّ به من أمِّ الحُوار بحُوارها. (2)
    وعَرَفَ هذه الصفة لهم أيضا معاوية نفسه خلال سنوات الصلح حين انطلق أخيارهم ورموزهم من الرجال والنساء بفقه في الدين وجرأة في الحوار مع الحاكم ووفاء لعلي عليه‌السلام منقطع النَّظير يروون لأهل الشام ولغيرهم سيرة علي عليه‌السلام المشرقة وسوابقه مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    وقد شهد لهم معاوية بوفائهم لعلي ومنهجه حين قال : (هيهات يا أهل لاعراق لقد فقهكم علي فلن تطاقوا!)
    وحين قال : (لقد لمظكم علي الجرأة على السلطان).
    وحين قال : (واللهِ لوفاؤكم له بعد موته أعجب إلي من حبِّكم له في حياته!). (3)
    ان مشروع الهداية وحل المشكلات لا يحتاج فقط إلى قائد رسالي إلهي تسمح له نفسه بالتنازل عن حقه في الملك بمستوى ملك العراق والبلاد التابعة له لأجل الرسالة والهداية والمصلحة العامة للأمة ، بل هو بحاجة أيضا الى قناعة العراقيين بذلك واهليتهم لحمل ثقافة الولاء لعلي الى غيرهم ، وقد أثبت العراقيون أنهم كذلك حيث استجابوا (4)
    __________________
    (1) ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ج 16 ص 215 ، البلاذري ، انساب الاشراف ج 3 ص 364 وذمار الرجل هو ما يلزمه حفظه وحياطته وحمايته وعدم تضييعه بان يقاتل عنه ويقتل من اجله والا لزمه اللوم. وقد وضع الاعلام العباسي في قبال حسن ظن الحسن باهل الكوفة الرواية التي تقول : ان الحسن قال لاهل الكوفة : والله لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث لذهلت انتهابكم ثقلي وقتلكم أبي وطعنكم في فخذي) (ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ، ج 4 ص 96) (الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ج 1 ص 149).
    (2) ابو الفرج الاصفهاني ، الاغاني ج 9 ص 119. والحُوار : ولد الناقة من وقت ولادته الى ان يفطم ويفصل.
    (3) انظر هذه الكلمات في رسالة الوافدات على معاوية تحقيق سكينة الشهابي.
    (4) هناك روايات تذكر أن حجر بن عدي خاطب الحسن بكلمات غير لائقة بعد الصلح ولكننا نرى انها

    للحسن عليه‌السلام وقاموا بمهمة الهداية معه كما سيأتي.
    العمق الاستراتيجي للحسن عليه‌السلام والتفكير المحدود لمعاوية :
    وفي ضوء ذلك يتضح الفرق الكبير بين طريقتين في التفكير :
    الاولى تربط نفسها مصيريا بالسلطة ولا يهمها مصلحة الرسالة والامة في شيء ،
    الثاني تربط نفسها مصيريا بمصلحة الرسالة والامة في كل شيء.
    وفي قضية معالجة الانشقاق فان مثل الحسن عليه‌السلام ومعاوية ازاء ملك الامة مثل تينك المرأتين اللتين تنازعتا في ولد واصرتا فدعا علي عليه‌السلام بمنشار وقال لهما اقسمه نصفين بينكما فسكتت إحداهما قالت الأخرى : الله الله يا بالحسن إن كان لا بد من ذلك فقد سمحت به لها. فقال : الله أكبر هذا ابنك دونها ، ولو كان ابنها لرقت عليه وأشفقت. فاعترفت المرأة الأخرى بأن الحق مع صاحبتها والولد لها دونها (1) ،
    لقد اراد معاوية بطلبه للصلح ان يكرس انشقاق الامة لرغبته في الملك وهو غير مشروع له ،
    واراد الحسن عليه‌السلام بالصيغة التي اختارها ان يعالج الانشقاق بالتنازل عن الملك وهو مشروع له ، ومنه يتضح للناس ان الحريص على مصلحة الامة هو الحسن وليس معاوية.
    ومنه يتضح ايضا :
    __________________
    جزء من ذلك الكم الموضوع من روايات الاعلام العباسي الذي اشرنا اليه راجع البلاذري ، انساب الاشراف ج 3 ص 365.
    (1) قال الشيخ المفيد : أن امرأتينتنازعتا على عهد عمر في طفل ادعته كل واحدة منهما ولدا لها بغيربينة ، فالتبس الحكم في ذلك على عمر وفزع فيه إلى علي عليه‌السلام ، فاستدعىالمرأتين ووعظهما وخوفهما فأقامتا على النزاع والاختلاف. فقال عليه‌السلام عند ذلك : ائتوني بمنشار. فقالت له الامرأتان ما تصنع به؟ فقال : أقده نصفين لكل واحدة منكما نصفه. فسكتت إحداهما وقالت الأخرى : الله الله يا بالحسن إن كان لا بد من ذلك فقد سمحت به لها. فقال : الله أكبر هذا ابنك دونها ، ولو كان ابنها لرقت عليه وأشفقت. فاعترفت المرأة الأخرى بأن الحق مع صاحبتها والولد لها دونها. (الارشاد ص 110). أقول : وهذه القضية ترويها ايضا التوراة مما قضى به النبي سليمان وانتشرت حكمته في الدنيا.

    أنَّ مبرر الصلح بشكل تنازل مشروط عن السلطة الذي تبلور عند الإمام الحسن عليه‌السلام ليس مرده إلى طبيعة التخاذل والضعف في شخصية الحسن عليه‌السلام كما تبنى المستشرقون ذلك اعتماداً على روايات موضوعة.
    ولا إلى الخيانات والضَّعف والشك الذي عاشه جيش الحسن عليه‌السلام أو شَعبه كما تصوره لنا روايات أخرى كلها من وضع الإعلام العباسي.
    بل مرده إلى تفكير موضوعي في الظرف الذي تمر به الرسالة والامة ليحفظ مصالحهما ،
    اما مصلحة الرسالة فقد نهض بها علي عليه‌السلام ليكون الكتاب والسنة دون اضافة راي احد هي الدستور الحاكم في البلاد وليكون راي الحاكم في المسائل الدينية العملية الشخصية مذهبا من المذاهب يترك فيه الخيار للامة ان شاءت اخذت به وان شاءت تركته واخذت براي اخر ،
    اما مصلحة الامة في زمن الحسن عليه‌السلام فهي معالجة الانشقاق الذي استحكم فيها ، وملاحقة الارهابيين الذين نغصوا العيش الامن للناس ، ومواجهة تهديد الروم على الجبهة الشمالية الشرقية.
    مضافا الى ذلك ان التنازل من الحسن عليه‌السلام كان بحدود (السلطة المدنية) التي كانت له في العراق وقد جاءته ببيعة مشروعة ، اما (الامامة الدينية) التي جعلها الله تعالى له فهي غير قابلة للتنازل لانها لم تأته على اساس بيعة الناس بل جاءته بالوصية من النبي قبل ان يبايعه الناس على الحكم هذه الامامة الدينية التي يشترط فيها عصمة صاحبها لانها تترتب عليها مسؤولية حفظ الرسالة وقيادة الناس الى الله تعالى كما في قوله تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (٨٩) أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (٩٠)) الأنعام / 89 ـ 90. ويترتب على الناس ان ينصروه ليقوم بمهمة حفظ الرسالة واحيائها المهمة التي نهض بها امير المؤمنين ، نظير بيعة اهل المدينة للنبي نصروه ليبلغ رسالة الله التي منعته من تبليغها قريش ، والصلح الذي قام به الحسن انما هو معالجة الانشقاق وفضح قريش معاوية الذي صد عليا عليه‌السلام عن مشروع احياء السنة في الشام ، نظير الصلح الذي قام به

    النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لفضح قريش المشركة التي شوهت الحركة الرسالية للنبي عند القبائل بإعلام كاذب لكي لا تتأثر به. (1)
    مضافا الى ذلك فان هذا الصيغة تتيح للحسن ان يشترط ما يريد من الشروط وليس للطرف الاخر الا ان يقبل الصفقة كلها او يرفضها كلها.
    ان اطروحة الحسن للصلح تدفع معاوية دفعا لان يستقبلها ولا يرفضها ولو رفضها لكان الملوم عند شعبه. وفي الوقت نفسه فان معاوية يعلم ان قبوله للشروط معناه ظهور امر الامامة الالهية لعلي في الشام وانه امتداد لرسول الله في سيرته ، وأنّه في مخالفته لسيرة الشيخين في حج التمتع وغيرها كان مصيبا (2) وان كل من خالف عليا في صغيرة او كبيرة ان على الباطل ، ولكنه افتضاح كان معاوية قد استبطن الخطة لعلاجه كما اشرنا انفا.
    إنَّ الحسن عليه‌السلام بتنازله المشروط عن السلطة سوف يحقق فتحاً عظيماً لقلوب اهل الشام إزاء أبيه علي عليه‌السلام ، ويهيؤها لاستقبال نصوص ولايته الالهية التأسيسية من الكتاب والسنة ، كما حقق صلح الحديبية من قبل فتحاً مبيناً لقلوب سكان أهل الحجاز ونَجْد إزاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وهيأها لاستقبال الإسلام والاعتراف بنبوته صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    ويتبيَّن بذلك سرُّ قول الإمام الحسن عليه‌السلام لأحد أصحابه : (إن علة مصالحته لمعاوية هي علة مصالحة النبي لقريش) (3) ،
    وسرُّ قول الإمام الباقر : (والله لَلذي صنعه الحسن بن علي عليه‌السلام كان خيراً لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس والقمر). (4)
    __________________
    (1) أقول : من المفيد التنبيه على مقامين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والائمة عليهم‌السلام الاول : مقام الامامة الالهية وهو مقام تشريعي ويستلزم العصمة والنص من الله تعالى مباشرة للنبي وبواسطته لأوصيائه وهذا المقام لا ينفك عن صاحبه بالاضطهاد او الموت او القتل ولذلك يجب على الفرد ان يبايع النبي او الامام حيا او ميتا ليتحقق ايمانه وهي بيعة الايمان ، فهي اساسا موجهة للفرد والجماعة ، الثاني : مقام الحكم وهو مقام تنفيذي ولا يستلزم في نفسه ان يكون صاحبه معصوما وهذا المقام لا يكون فعليا للنبي والامام الا ببيعة من ينهض بهم الحكم وهم اهل الحل والعقد فهي موجهة اساسا الى الجماعة وليس الى الفرد وهذا المقام هو الذي يقبل التنازل والتجميد وهو الذي تنازل عنه الحسن واشترط فيه شروطا.
    (2) انظر قصة حج التمتع مفصلة في كتابنا شبهات وردود ص 211.
    (3) المجلسي ، بحار الانوار ج 44 ص 273 نقلا عن علل الشرائع للشيخ الصدوق.
    (4) الكليني ، الكافي ، ج 8 ص 258.

    وبذلك يتضح ايضا عمق الضربة الاستراتيجية التي وجهها الحسن عليه‌السلام الى معاوية ولم يدعه يقوم بعدها ابدا حتى حين يغدر بعهده ، اذ استجاب لمعاوية بصيغة من الصلح تحقق له معالجة الانشقاق وتقوي الامة ازاء الخطرين اللذين يهددانها الخوارج من الداخل والروم من الخارج ، كما تحقق له افتضاحه وافتضاح تجربة قريش المسلمة التي ورثها معاوية وتحقق له ظهور حق ابيه علي في الشام وكونه وارث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ووصيه كل ذلك في ان واحد.
    واخيرا فانه مما لا شك فيه ان الحسن كان قد وضع في حسابه ان معاوية سوف يستجيب مؤقتا ، والغدر بعدها في الوقت المناسب ليس تخمينا بل علما قاطعا من خلال معرفته بأصول معاوية التي تربى عليها.
    ولكنه في الوقت نفسه يعتقد الحسن ان معاوية سوف لن يكون غبيا في تعامله مع هذه الصفقة المفاجئة التي اسالت لعابه بل سيظهر كل دهائه ليضرب ضربته بعد ان يستقر له الملك ولن يستقر في اقل من خمس سنوات الى عشر سنوات ، ان معاوية مهما اختلف في دينه (1) فان دهاءه وشيطنته في التخطيط وتقدير اولويات الصراع لأجل الدنيا امر لا خلاف فيه (2) ، واولويات الصراع هنا تقتضي بعد تسليم الحسن الملك له مداراة
    __________________
    (1) أقول : فقد قامت عقيدة الغالبية من اهل السنة على ان معاوية من ائمة الهدى استنادا الى ما رواه الترمذي في الجامع الصحيح ج 5 ص 351 ، واحمد بن حنبل في مسنده ج 6 ص 226 ، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ، ج 59 ص 83 من ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قد دعا لمعاوية قال (اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به) ، وفي قبال ذلك : ما رواه مجمع الزوائد ج 8 ص 121 عن الطبراني في الكبير ج 11 ص 32 من طريق ابن عباس : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سفر فسمع رجلين يتغنيان وأحدهما يجيب الآخر. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم انظروا من هما. قال : فقالوا : معاوية وعمروبن العاصي ، فرفع رسول الله يديه فقال : اللهم اركسهما ركسا ، ودعهما إلى النار دعا. ولكن احمد حين أخرجه في المسند 4 : 421 ، رفع اسميهما وقال (فلان وفلان) وقد قامت عقيدة الشيعة ان معاوية في النار بما سفك من دماء الابرار كعمار وهاشم بن عتبة المرقال ونظرائهما وبما سلط ابنه يزيد على رقاب المسلمين وما قام به من قتل الحسين وصحبه وسبي بنات الرسالة واباحة المدينة لجيشه في واقعة الحرة ورمي الكعبة بالمنجنيق وغير ذلك مما يحفل به تاريخ معاوية من جرائممات عليها.
    (2) أقول : كان معاوية يعلم حق العلم ان الذي قتل عثمان هو طلحة ولكنه داس على جراحاته واتفق معه لمواجهة علي عليه‌السلام في البصرة ، وانتقم مروان من طلحة حين حانت له فرصة وقتل طلحة

    اهل العراق وكسب جانبهم ، والانصراف الى ملاحقة الخوارج في الكوفة اولا ومداراة اهل الروم في ان واحد. وبالتالي فسوف يكون غدر معاوية بعد ان حقق الحسن اهدافه كاملة من الصلح ، اما ان يتسلم الملك بعد معاوية فلم يكن الحسن يتوقعه ولم يكن ليرغب فيه بما هو ملك وامرة (1).
    اما معالجة تبعة الغدر وفتح الطريق من جديد للإمامة الالهية ومشروع علي عليه‌السلام فقد تركها الحسن عليه‌السلام الى اخيه الحسين عليه‌السلام الذي اعده الله ورسوله لها.
    ليس من شك ان معاوية قد اعمى بصيرته الملك وسال لعابه له وقرر ان يستجيب للحسن ثم يغدر به بعد حين وما درى ان في هذا الغدر حتفه الى الابد
    ان الحسن بطريقة التفكير هذه كان واثقا كل الثقة أنَّ اهل الشام فضلا عن شيعة أبيه سوف يستقبلون صيغته للصلح لما يرون فيها من حفظ مصالح واختيارات الجميع ونكران للذات من الحسن يشهده الجميع.
    وهكذا كانت المفاجأة الكبرى من الحسن للجميع هي تنازله الشمروط عن الملك ، فان كل الذي كان يتوقعه معاوية ورجاله هو ان يرفض الحسن او يستجيب لطلبه بإيقاف الحرب وان يكون كلٌ على بلده الذي بايعه ، اما ان يكون الجواب هو التنازل عن العراق وما والاه بشروط ، فهو مما لم يكن يتوقعه معاوية ولا احد من رجاله على الاطلاق الا ان يككون الحسن ليس على سر ابيه ومنهجه (2) وهذا ما لا يتوقع من الحسن الزكي المطهر.
    وحاول معاوية ان يعدل بعض الشروط ولكن الحسن كان حاسما في موقفه :
    __________________
    في خضم المعركة بسهم سدده الى نحر طلحة سرا. وكذلك امره مع الحسن فانه استجاب له ووفي بشروطه عشر سنوات حاول خلالها ان يكسب ثقة العراقيين ولما اكتشف انه غير قادر على كسبهم سدد سهمه سرا الى الحسن ثم انتقم منهم علنا.
    (1) أقول : إذ كان ابوه علي يقول في (أَمَا والَّذي فَلَقَ الْحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ ، لَوْ لَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ ، ومَا أَخَذَ الله عَلَى الْعُلَمَاءِ ، أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمِ ولَا سَغَبِ مَظْلُومِ ، لأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا ولَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَاْسِ أَوَّلِهَا ولأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِه أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ.) نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح / 50 (الخطبة الشقشقية) ..
    (2) أقول : وهذا هو الذي دعا العباسيين فيما بعد الى وضع روايات تجعل من الحسن على خلاف مع ابيه في قضية التصدي للامر توقيا من سفك الدماء.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 7:13 am

    روى ابن عبد البر في الاستيعاب قال (فكتب إلى معاوية يخبره أنه يصيّر الأمر إليه على أن يشترط عليه ألا يطلب أحدا من أهل المدينة والحجاز ولا أهل العراق بشيء كان في أيام أبيه ، فأجابه معاوية ، وكاد يطير فرحا ، إلا أنه قال : أمّا عشرة أنفس فلا أؤمّنهم) (1). فرفض الحسن ذلك ، (فبعث إليه معاوية حينئذ برقّ أبيض وقال : اكتب ما شئت فيه وأنا ألتزمه. فاصطلحا على ذلك) ،
    وكانت شروط الحسن عليه‌السلام على معاوية :
    1. ان يعمل بالكتاب والسنة فقط. أي ليس له ان يفرض على احد من المسلمين سيرة الشيخين لانها ليست من الكتاب والسنة في شيء بل هي راي ارتآه الخليفتان وللمسلمين الخيار في العمل بها او عدمه.
    2. ان يترك لعن علي وسبه (وهو مما نهت عنه السنة وان يذكره بخير وهو مما امرت به السنة).
    3. امان شيعة علي حيثما كانوا. وحريتهم بالاقتداء بعلي والتعبير عن رايهم فيه والحديث عن سيرته كما هو لغيرهم من اهل الشام وحريتهم بالاقتداء بالخلفاء والتعبير عن رايهم فيهم والحديث عن سيرتهم. وان لا يكيد للحسن واهل بيته.
    4. ان يوزع في شهداء الجمل وصفين عطاء خاصا بهم ، كما يوزع لشهداء صفين في الشام.
    5. وان يفضل بني هاشم في العطاء على بني عبد شمس وهو سنة نبوية تمثلت بالخمس وهذا التفضيل كان جزاء لهم على دعمهم واسنادهم كمجموع لدعوة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في قبال مقاطة بقية بطون قريش ومواجتهم السلبية لها.
    __________________
    (1) جاء بعدها قوله : (فراجعه الحسن فيهم فكتب إليه يقول : إني قد آليت أنى متى ظفرت بقيس بن سعد أن أقطع لسانه ويده ، فراجعه الحسن إني لا أبايعك أبدا وأنت تطلب قيسا أو غيره بتبعة قلت أو كثرت) أقول : هذا القول الاخير من وضع الرواة إذ ليس موضوع الصلح ان يبايع الحسن لمعاوية ولم يطلبه معاوية وما كان يجرؤ ان يطلبه لوضوح سخفه ، بل طلب ان يبقى كل طرف على بلده الذي بايعه فأجابه الحسن بصيعته التي فيها تسليم الامر لمعاوية بتقديم اختياراهل الشام على اختيار اهل العراق بشروط منها امان شيعة علي كلهم فلا معنى ان يقول لا ابايعك ابدا وانت تطلب قيسا او غيره.


    6. وان يستثني ما في بيت مال الكوفة للحسن (1) ، وان يوصل له الفي دينار سنويا من خراج داراب جرد. ونحن نشك في اشتراط استثناء ما في بيت مال الكوفة لان المعروف من سيرة علي انه كان لا يأخذ من بيت المال الا بمقدار ما هو حقه مما يساوي عطاء الاخرين ، وقد اغنى الله تعالى الحسن عن اخذ ما في بيت مال الكوفة بصدقات ابيه علي (2) عليه‌السلام مضافا الى ما اشترطه من الفي دينار سنويا وهي ليست لاحتياجاته شخصيا بل يقضي به حاجات المؤمنين وسياتي تصرفه عليه‌السلام في المال.
    __________________
    (1) روى البخاري ، وابن عساكر ، وفي ترجمة الحسن من الطبقات 207 عن سفيان بن عيينة عن ابي اسرائيل بن موسى عن الحسن البصري ان معاوية كلف رجلين من قريش ان يأتيا الحسن ويعرضا له المال ليتنازل عن السلطة ، واستطاعا اقناعه بما يوجد من بيت مال الكوفة ، وهذا هو ما اختلقه الامويون وتبناه الخليفة ابو جعفر الدوانيقي في رسالته الجوابية الى محمد بن عبد الله بن الحسن ، وروّجه الاعلام العباسي انظر التفصيل في الباب الثالث وثائق الاعلام العباسي.
    (2) ابن شبة ، تاريخ المدينة المنورة ج 1 ص 228 قال ابن شبة قال أبو غسان : وهذه نسخة كتاب صدقة علي بن أبي طالب رضي‌الله‌عنه حرفا بحرف نسختها على نقصان هجائها وصورة كتابها ، أخذتها من أبي ، أخذها من حسن بن زيد ، بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أمر به وقضى به في ماله عبد الله علي أمير المؤمنين ، ابتغاء وجه الله ليولجني الله به الجنة ، ويصرفني عن النار ويصرف النار عني يوم تبيض وجوه وتسود وجوه. أن ما كان لي ب (ينبع) من ماء يعرف لي فيها وما حوله صدقة ورقيقها غير أن رباحا وأبا نيزر وجبير أعتقناهم ، ليس لأحد عليم سبيل ، وهم موالي يعملون في الماء خمس حجج ، وفيه نفقتهم ورزقهم ورزق أهليهم. ومع ذلك ما كان بوادي القرى ، ... وما كان لي (بواد) ... وما كان لي بـ .. وأهلها صدقة ... وأنه يقوم على ذلك حسن بن علي ، يأكل منه بالمعروف وينفق حيث يريه الله في حل محلل لا حرج عليه فيه ، وإن أراد أن يندمل (أي يصلح من الصدقة) من الصدقة مكان ما فاته يفعل إن شاء الله لا حرج عليه فيه ، وإن أراد أن يبيع من الماء فيقضي به الدين فليفعل إن شاء لا حرج عليه فيه ، ... وإن حدث بحسن حدث وحسين حي ، فإنه إلى حسين بن علي ، وأن حسين بن علي يفعل فيه مثل الذي أمرت به حسنا ، له منها مثل الذي كتبت لحسن منها ، وعليه فيها مثل الذي على حسن ، .. وإن لبني فاطمة من صدقة علي مثل الذي لبني علي ، وإني إنما جعلت الذي جعلت إلى ابني فاطمة ابتغاء وجه الله وتكريم حرمة محمد وتعظيما وتشريفا ورجاء بهما ، فإن حدث لحسن أو حسين حدث ، فإن الآخر منهما ينظر في بني علي ، فإن وجد فيهم من يرضى بهديه وإسلامه وأمانته فإنه يجعله إن شاء ، ... فهذا ما قضى عبد الله علي أمير المؤمنين في أمواله هذه ... شهد أبو شمر بن أبرهة ، وصعصعة بن صوحان ، ويزيد بن قيس ، وهياج بن أبي هياج. وكتب عبد الله علي أمير المؤمنين بيده لعشرة خلون من جمادى الأولى سنة تسع وثلاثين هـ).


    7. وان لا يسميه بأمير المؤمنين لأنها خاصة بمن جعل الله تعالى اميرا لهم يوم الغدير وهو علي عليه‌السلام.
    8. وان لا يقيم عنده شهادة لأنه ليس مواطنا عنده ، وهناك فهم عمق وهو ان فكرة الصلح عند الحسن عليه‌السلام تقوم على اساس فصل السلطات الثلاث بعضها عن بعض ، سلطة التشريع وسلطة القضاء وسلطة التنفيذ ، والذي منحه لمعاوية بصفته حاكما هو السلطة التنفيذية المقيدة بالكتاب والسنة لا غير.
    وهنا لابد من الاشارة الى ان فصل السلطات الثلاث كان امرا يقتضيه الواقع الذي عاشه الامام الحسن عليه‌السلام واي واقع اخر تكون فيه السلطة لشخص غير مستوف للشروط الشرعية كما هو الحال في اغلب الدولة الاسلامية اليوم ، والا فان الحاكم حين يكون النبي او الوصي او الفقيه الجامع للشرائط فانهم اهل للقضاء بل القضاء من شؤونهم ولهم ان يوكلوه الى نظرائهم او من يطمئنون به انه يحكم باحكامهم ، وللنبي فوق ذلك صلاحية التشريع بما لا يتعارض مع تشريع القرآن ، وللوصي بما لا يتعارض مع تشريع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    ولابد من الاشارة ايضا الى ان الحسن عليه‌السلام حين سلم لمعاوية السلطة التنفيذية وقيدها بشروط احتفظ لنفسه بالامامة الدينية الهادية التي جعلها الله تعالى له هذه الامامة التي تكون طاعتها طاعة الله ومعصيتها معصية الله ولا تقبل الاعمال الا بها ، وهي شاهدة ورقيبة على الامة والحاكم معا يبحث عنها المسلم من خلال كتاب الله وسنة نبيه.
    اما الامامة السياسية بصفتها مؤسسة مدنية تدير البلاد وتحافظ على امن المسلمين وحقوقهم ، فهي مؤسسة تتقيد بالقانون. والقانون هنا هو كتاب الله وسنة نبيه التي امنت بها الامة منهاجا وقانونا في الحكم. ومن هنا كانت الامة رقيبة على الحاكم دون الامامة الالهية الهادية. (1)
    __________________
    (1) ومع ذلك فان امير المؤمنين حين تصدى للحكم دعا الامة إلى مراقبته ليؤسس صفة مراقبة الامة للحاكم قال (انظروا فان أنكرتم فأنكروا وان عرفتم فآزروا). ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، ج 1 ص 92 في شرح الخطبة 16 : وهذه الخطبة من جلائل خطبه عليه‌السلام ومن مشهوراتها ، قد رواها الناس كلهم وفيها زيادات حذفها الرضى اما اختصارا أو خوفا من ايحاش السامعين ، وقد ذكرها

    ان هذا الفصل بين السلطات كان ضروريا حين تفرض الظروف السيئة حاكما مثل معاوية وما اكثرهم في تاريخ الامة في قبال الحكم الجائر الذي يعرض الحاكم فيه نفسه قائدا الى الله تعالى وخليفة عند طاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله ، وان التدين هو طاعة الخليفة ، وهو الذي قامت دولة عثمان عليه ودولة سلفيه وحاول معاوية ان يستعيدها في الشام وطلب المصالحة لتكريسه الصلح عليه يكون فيه الحاكم بما هو حاكم مشرعا في الدين وطاعته طاعة الله ومعصيته معصية الله.
    5. الفتح المبين بظهور باطل معاوية وكذبه وحق علي عليه‌السلام وصدقه لدى اهل الشام :
    اعلن معاوية عن قبوله لشروط الحسن عليه‌السلام ومن ثم كان الفتح المبين في الشام بظهور بطلان معاوية وكذب اعلامه وظهور ظلامة علي وحقانيته واختلاط العراقيين بالشاميين في الشام وموسم الحج ليشهدوا حقائق غيبها الاعلام القرشي عنهم.
    فها هو معاوية بنفسه يترحم على علي عليه‌السلام حين يسمع وصفه من شيعة علي ويقرهم عليها ،
    وها هم يسمعون من اصحاب النبي احاديثه في اهل بيته التي تؤسس امامتهم الدينية ،
    وها هو تاريخ معاوية وابيه في حرب الاسلام عشرين سنة يصدون عنه ،
    وها هي سيرة الشيخين في متعة الحج ومتعة النساء وفي غيرها تخالف ما امر به الله ورسوله ،
    وها هو علي يحيي سنة النبي ولا يسمع لقول الخليفة عثمان ينهى عنها وفق سيرة الشيخين وما بدا له فيها من راي جديد ،
    وها هي حربا الجمل وصفين قد اضرمتها قريش المسلمة ضد مشروعه الاحيائي للسنة طلبا للملك وتكريسا لامامة قريش.
    __________________
    شيخنا أبو عثمان الجاحظ في كتاب البيان والتبيين على وجهها ورواها عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال : أول خطبة خطبها أمير المؤمنين علي عليه‌السلام بالمدينة في خلافته ..

    وها هو علي يرفض الملك حين يشترط عليه العمل بخلاف سنة النبي ،
    وها هو الحسن يسلم الملك بشرط عدم تبني الحاكم العمل بسيرة الشيخين مضافا الى ذكر علي بخير.
    وها هو الحسن يحيي سيرة ابيه علما وعبادة وزهدا وسلوكا ، تبين للناس خلال السنوات العشر التي عاشروه فيها كما وصفه حفيده الامام الصادق عليه‌السلام.
    وصلهم وصف ضرار لعلي بل سمعوه منه في بلاط معاوية حين طلب منه أن يصف عليا عليه‌السلام واصر عليه فنهض قائلاً :
    (كان ـ علي ـ واللهِ بعيدَ المدى ، شديدَ القِوى ، يقول فصلاً ، ويحكم عدلا ، يتفجَّرُ العلمُ من جوانِبِه ، وتنطِقُ الحِكمةُ من نواحيه ، يستوحشُ من الدنيا وزَهرتها ، ويأنسُ بالليلِ ووحشتِه ، غزيرَ العَبرة ، طويلَ الفكرة ، يُعجِبُه من اللِّباس ما قَصُر ، ومن الطعام ما خَشُن. كان فينا كأحدِنا ، يجيبُنا إذا سألناه ، وينبئُنا إذا استفتيناه ، ونحن واللهِ مع تقريبِه إيانا وقُربِه منّا لا نكاد نكلِّمه هيبةً له. يعظِّم أهلَ الدين ويُقرِّب المساكين. لا يطمع القَويُّ في باطله ، ولا ييئَسُ الضعيفُ من عدله ، وأشهدُ لقد رأيتُه في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليلُ سدولَه ، وغارت نجومَه ، قابضاً على لحيته ، يتململُ تململَ السَّليم ، ويبكي بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا غُرِّي غيري ، أبي تَعرَّضتِ أمْ إليَّ تَشوَّقتِ.
    هيهات هيهات قد باينتُك ثلاثاً لا رجعة لي فيها ، فعُمرك قصير وخطرك حقير.
    آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق.
    وشهدوا من معاوية بعد هذا الوصف نزف دموعه على لحيته وقوله : رحم الله أبا حسن كان والله كذلك.
    وسمعوا جواب ضرار حين سأله معاوية : عن مدى حزنه على علي.
    قال : حزن من ذبح ولدها في حجرها. (1)
    __________________
    (1) قال ابن ابي الحديد شرح نهج البلاغة ج 81 ص 22 : بعد ان اورد وصف ضرارا : إن الرياشي روى خبره ، ونقلته أنا من كتاب عبد الله بن إسماعيل بن أحمد الحلبي في التذييل على نهج البلاغة ص 225.

    وشهد الناس من الحسن عليه‌السلام في سيرته الشخصية إماماً أيضا على سمت أبيه :
    قد حج خلال هذه السنوات العشر والنجائب تقاد بين يديه. (1) وكان قد حج قبل ذلك خمس عشرة حجة ايضا زمن ابيه عليه‌السلام.
    وهذا حفيده من ابنته الإمام الصادق عليه‌السلام يصف عبادة جده الحسن عليه‌السلام قال حدثني أبي عن أبيه عليهما‌السلام أن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام :
    كان أعبد الناس في زمانه ، وأزهدهم وأفضلهم ،
    وكان إذا حج حج ماشيا ، وربما مشى حافيا ،
    وكان إذا ذكر الموت بكى ، وإذا ذكر القبر بكى ، وإذا ذكر البعث والنشور بكى ، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى ، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها.
    وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل ،
    وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ، وسأل الله تعالى الجنة ، وتعوذ به من النار ،
    وكان لا يقرأ من كتاب الله عز وجل : (يا أيها الذين آمنوا) إلا قال : لبيك اللهم لبيك ، ولم ير في شيء من أحواله إلا ذاكرا لله سبحانه ،
    وكان أصدق الناس لهجة ، وأفصحهم منطقا. (2)
    انتشار سنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لدى أهل البلاد المفتوحة شرقاً وغرباً بفضل مشروع علي عليه‌السلام وصلح الحسن عليه‌السلام :
    وهكذا انتشرت ثقافة الولاء لأهل البيت التي أسسها الكتاب والسنة في مسلمة
    __________________
    (1) قال عبد الله بن العباس : ما ندمت على شيء فاتني في شبابي إلا أني لم أحج ماشيا ، ولقد حج الحسن بن علي خمسة وعشرين حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه. (النووي ، المجموع ج 7 ص 91 ، وفي رواية علي بن زيد بن جدعان قال حج الحسن خمس عشرة حجة ماشيا. (ابن عساكر ، تاريخ مدينة دمشق ج 13 ص 243).
    (2) الشيخ الصدوق ، الأمالي ص 244.

    الفتوح في اهل الشام ، ومن ثم تجانست ثقافتهم مع مسلمة الفتوح في الشرق وعادوا أمة واحدة في الواقع السياسي تحكمهم دولة واحدة هي دولة الكتاب والسنة فقط من دون اجتهادات الخليفتين وعلى مستوى واحد من المعرفة بحديث الغدير وحديث الثقلين وحديث المنزلة وغيرها من النصوص التي تؤسس الإمامة الإلهية لأهل البيت عليهم‌السلام وأولهم علي عليه‌السلام أخذ بها من شاء وتركها من شاء ، شأنهم شأن المعاصرين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. عملاً بقاعدة (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) البقرة / 256 التي أسسها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في المعتقد.
    وكانت الفترة التي استغرقتها نهضة علي عليه‌السلام من أيام الحج سنة 27 هجرية إلى وفاة ولده الحسن عليه‌السلام مسموماً نهاية سنة 50 هـ لإحياء سنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ونشرها كثقافة في الأمة الإسلامية ثلاث وعشرون سنة ، وهي نظير الفترة التي استغرقتها مهمة نشر احكام الاسلام بما فيها ولاية علي عليه‌السلام منذ بعثة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى يوم الثامن عشر من ذي الحجة يوم بلغ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أمته في غدير خم بولاية علي عليه‌السلام الإلهية.
    وكانت السنوات من سنة 41 هجرية الى سنة 50 هجرية من اروع سنوات الامة الاسلامية على الاطلاق بعد سنوات النبي في المدينة وسنوات علي حين بويع حيث الامان والحرية في التعبد والتعبير عن المعتقد.
    اما اهل العراق فقد تأكد لديهم من تجربة الصلح لعشر سنوات عمق حكمة الحسن حين راوا اثارها وحين راوا منه ما لم يشهدوا نظيره من اتباع ولد لأبويه بإحسان فقد وظف الحسن الملك الذي بيده لخدمة مشروع ابيه وجده وهما بعضهما من بعض فصار بذلك هو منهما وعلى نهجهما ، ان صلح الحسن بتسليمه الملك المستقر لمعاوية وقد اقره عليه هو اكبر شهادة على رسالية الحسن وانه من ابويه وهو منهما رساليا (ذرية بعضها من بعض).

    الباب الرابع / الفصل الرابع
    مسار ثقافة الامة المسلمة
    1. ثقافة المجتمع الاسلامي من سنة
    13 ق. م الى سنة 10 هجرية
    اسس النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله المجتمع الاسلامي على نفي عبادة الاصنام وهدم امامة قريش الدينية ونسخ قراءة التوراة للثواب وهدم امامة اهل الكتاب الدينية وقبول قصصهم عن الانبياء دون عرضها على القرآن والسنة ، ، واثبات عبادة الله تعالى والتعبد بتلاوة القرآن واطاعة فيما يبينه من سنته واطاعة اهل بيته واولهم علي عليه‌السلام فيما يبينونه من سنة نبيه.
    ارجع مقام ابراهيم الى مكانه الاول ملاصقا لجدار الكعبة ،
    وضع من امر الحج في الجاهلية ، وادخل العمرة في الحج الى الابد.
    ساوى بين الناس في العطاء وكافاهم في الفروج.
    نهاهم عن الجماعة في صلاة التطوع في شهر رمضان.
    جاءهم بالأذان وفيه فصل حي على خير العمل.
    امرهم بتدوين الحديث لما سألوه وقال لهم ما يخرج من فيه (فمه) الا الحق.
    امرهم بنشر سنته بقوله (رحم الله من بلغ عني فرب حامل فقه الى من هو افقه).
    نهاهم عن قراءة التوراة واسفارها للتثقيف بها وقال لهم امتهوكون انتم (المتحيرون)

    والله لو كان موسى حيا لما وسعه الا ان يتبعني.
    اوصاهم بالقرآن وباهل بيته وامرهم بتولي عليا كتوليهم له.
    2. ثقافة الانقلاب القرشي الاول
    11 الى 35 هجرية
    انقلبت قريش المسلمة على علي عليه‌السلام واحيت شعار ان العرب لا ترضى ان يكون هذا الامر في غير قريش واقصت عليا ، وادعت لنفسها خلافة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في الامامة الدينية.
    فنهت عن رواية سنة النبي واحرقت ما كتبه الحصابة منها زمن النبي وبعده ،
    ونهت عن عمرة التمتع (متعة الحج) التي شرعها الله في كتابه وبين النبي احكامها
    ونهت عن سنن اخرى ،
    وارجعت مقام ابراهيم الى مكانه في الجاهلية
    وابتدعت بدعا في الدين فامرت بصلاة النافلة (صلاة التراويح) وقد نهى النبي عنها ،
    وامروا بالتكتف في الصلاة ،
    واسقطوا «حي على خير العمل» من الاذان ووضع محلها الصلاة خير من النوم ،
    وفاضلوا في العطاء
    وفاضلوا في الفروج ،
    ففضل قريشا على غيرهم والعرب على العجم.
    وفسحوا المجال لمسلمة اهل الكتاب كعب الاحبار وتميم الداري وعبد الله بن سلام ان ينشروا قصص التوراة المحرفة في الخلق كخلق ادم على صورة الله جل وعلا ، وسير الانبياء كقصة ملك الموت مع موسى ، وقصة داود مع اوريا. وغيرها مما ادخل عقيدة التجسيم في الله وشوهت تنزيه الانبياء.

    3. ثقافة مشروع نهضة علي عليه‌السلام في ذي القعدة سنة 27 هـ الى رمضان
    سنة 40 هـ تحت شعار (ما كنت لأدع سنة رسول الله لقول احد من
    الناس). العودة الى الكتاب والسنة والتعددية المذهبية في النصف
    الشرقي من البلاد الاسلامية
    نهض علي عليه‌السلام في ذي القعدة سنة 27 هجرية تحت شعار «ما كنت لادع سنة رسول الله لقول احد من الناس» بادئا بمتعة الحج التي منعت منها الخلافة القرشية ونشر احاديث النبي فيه وفي اهل بيته ، ونصره في مشروعه ابو ذر وعمار ومقداد والانصار وجندب ومالك الاشتر واستضعفت دولة عثمان الناهضين مع علي نفيا وسجنا ، ولما قتلت قريش المنشقة عثمان بايعت الجماهير عليا ليواصل مشروعه الاحيائي للسنة ،
    ومنع من تداول روايات كعب الاحبار في قصة داود وغيرها ،
    وشجع الناس على تداول احاديث النبي وكتابتها عنه وعن غيره من حملتها
    واحيا التسوية في العطاء والتكافؤ في الفروج.
    وحاول منع الناس في الكوفة في ايامه الاولى من اقامة صلاة التراويح فلم يستجيبوا له فكان الامر يدور بين ان يستعمل سلطة الحكم كما استخدمها الخلفاء من قريش في فرض آرائهم او يترك الناس واختيارهم وهذا هو الذي اختاره ، فأحيا ظاهرة التعددية في العبادة التي اسسها رسول الله فانه صلى‌الله‌عليه‌وآله حين قصد مكة ليفتحها في شهر رمضان افطر في المسير وبقي بعض اصحابه صائمين وقد اجهدهم العطش فقال اولئك هم العصاة ولم يستخدم سلطته كحاكم ليجبرهم على الافطار.
    وترك مقام ابراهيم على حاله لانه يعلم ان اهل مكة قاطبة سوف لن يطيعوه ، فتركه لولده المهدي عليه‌السلام عند ظهوره في اخر الزمان.
    4. ثقافة اهل الشام ايام علي عليه‌السلام
    35 ـ 40 هـ
    حجز معاوية اهل الشام عن التأثر بمشروع علي عليه‌السلام الاحيائي للسنة او التعرف على اخبار سيرته الصحيحة من خلال الحرب والاعلام الكاذب ، فازدادوا جهلا

    بعلي عليه‌السلام ، فهم ليسوا فقط لا يعرفون موقع علي عليه‌السلام في الاسلام ولا احاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه بل هم في هذه السنوات ومن خلال قصص القصاصين كانوا يتلقون قصصا كاذبة في حق علي عليه‌السلام ، فهو لا يصلي ، وانه سرق والنبي قطع يده ، وان النبي قال فيه وفي ابيه (ان ال بي طالب ليسوا لي بأولياء) ، وان دم عثمان عنده وانه افسد في دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، من ثم فهم يلعنونه ويستحلون قتله. ويبغضون اهل العراق لانهم انصار علي على افساده في الدين ، والى جانب ذلك فهو يدينون بإمامة قريش المسلمة وان دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله يؤخذ منها ، وان طاعة الخليفة تقرب الى الله تعالى وان معصيته تبعد عنه. وان ثقافة الاسلام عن الانبياء السابقين هو ما بثه كعب الاحبار وتميم الداري.
    5. ثقافة اهل الشام في السنوات
    41 الى 50 هجرية
    تغيرت رؤية اهل الشام عن الحسن وابيه علي والعراقيين فانهم ما كانوا يتوقعون هذه الشفافية التي يتمتع بها الحسن واهل العراق حين قدموا اختيار اهل الشام على اهل العراق لمعالجة اكبر ازمة عاشتها الامة المسلمة ،
    وحين عرفوا الشروط التي اشترطها الحسن قد ضمنت مصالح اهل العراق ولم تمس مصالح اهل الشام بشيء ،
    ثم حصلت المفاجأة الكبرى لهم حين عرفوا ان معاوية وافق على الحكم بكتاب الله وسنة النبي من دون سيرة الشيخين لأنها اجتهادات شخصية ،
    وان عليا كان قد عرض عليه الملك في الشورى السداسية قبل عثمان ورفضها لانها ليست من الدين ، وقبلها عثمان ،
    وحين عرفوا ان الذي ثار على عثمان هم قريش المسلمة طلحة والزبير وعائشة وعبد الرحمن بن عوف وعمرو بن العاص وان عليا برئ من دم عثمان ، فادركوا ان عليا قد ظلمه معاوية وانهم ظلموا اهل العراق بقتالهم اياهم ،
    وكانت المفاجأة اكبر حين عرفوا ان النبي قد اوصى الى علي عليه‌السلام ، وانه الامام الهادي بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ولم يكن ذلك قائما على مجرد اخبار من العراقيين بل هم يشهدون

    ذلك في حوارات يومية او ينقلها لهم رؤساؤهم عند معاوية.
    لقد اتضح لأهل الشام بما لا يكون معه شك سواء من خلال وفود العراقيين الى الشام اللذين كان معاوية يستضيفهم ويكرمهم او من خلال اختلاطهم معهم في موسم الحج والعمرة ، ان الحج له صيغتان والصلاة لها صيغتان والوضوء له صيغتان ، صيغة جاء بها النبي وصيغة اجتهادية من الخلفاء ، ولكن الالفة جعلتهم يبقون على ما تربوا عليه سابقا وقاعدة (الناس على دين ملوكهم) (1). فان معاوية كشخص بقي يتعبد على طريقة سلفه عثمان ،
    وقد استمرت هذه اللقاءات والمعايشة مدة عشر سنوات ثم انتهت كحلم ليعودوا الى ثقافتهم السابقة في لعن علي عليه‌السلام وتولي معاوية وبني امية واسلافهم.
    6. ثقافة الامة كلها على عهد الدولة الاموية
    (51 ـ 132 هـ) (81 سنة)
    لم يَرُق لمعاوية انيتعرف اهل الشام على علي عليه‌السلام وعظيم موقعه في دين ابراهيم في الجاهلية والاسلام ، وعلى تاريخه وتاريخ اهل بيته في الجاهلية والاسلام قبل الفتح ، وانهم طلقاء رسول الله ، وكيف لطليق ان يساوي عليا وله من النبي موقع ومنزلة هارون من موسىالتي يقرؤونها في القرآن ويسمعون ما يصدقها من الصحابة الذين يروون تاريخ علي عليه‌السلام ، فقرر دفن ذلك وتأسيس تاريخ جديد له ولأهل بيته ولعلي واهل بيته قوامه الكذب وانتحال ما لعلي من سابقة وجعلها له ولأهل بيته وللخلفاء من قريش مما يسوغ ولايتهم والترحم عليهم والافتراء على علي واهل بيته ما يسوغ لعنهم ومعاداتهم ليس فقط في الشام بل في الامة كلها. وشعاره في ذلك لا والله الا دفنا
    __________________
    (1) روى احمد بن حنبل في مسنده 2 / 95 عن ابن شهاب عن سالم قال كان عبد الله بن عمر يفتى بالذي أنزل الله عز وجل من الرخصة بالتمتع وسن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيه فيقول ناس لابن عمر كيف تخالف أياك وقد نهى عن ذلك فيقول لهم عبد الله ويلكم ألا تتقون الله إن كان عمر نهى عن ذلك فيبتغي فيه الخير يلتمس به تمام العمرة فلم تحرمون ذلك وقد أحله الله وعمل به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أفرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أحق ان تتبعوا سنته أم سنة عمر.

    دفنا (1). وهكذا كان امره حين كتب الى عماله في الامصار.
    قال المدائني : كتب معاوية الى قضاته وولاته في الامصار ان لا يجيزوا لاحد من شيعة علي الذين يروون فضله ويتحدثون بمناقبه شهادة. ثم كتب ايضاً : انظروا من قامت عليه البينة انه يحب علياً واهل بيته فامحوه من الديوان. ثم كتب كتابا آخر من اتهمتموه ولم تقم عليه بينة فأقتلوه!. ثم كتب : (أن برئت الذمَّة ممَّن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته) ثم كتب إلى عُمَّاله : (إنَّ الحديث في عثمان قد كَثُر وفَشا في كل مِصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فأدعوا الناس إلى الرواية
    __________________
    (1) قال المسعودي في مروج الذهبي ج 3 ص 455 وفي سنة اثنتي عشرة ومائتين نادى منادي المأمون : برئت الذمة من احد من الناس ذكر معاوية بخير او قدمه على احد من اصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وتكلم في أشياء من التلاوة انها مخلوقة ، وغير ذلك ، وتنازع الناس في السبب الذي من أجله أمر بالنداء في أمر معاوية ، فقيل في ذلك أقاويل : منها أن بعض سُمّاره حدث بحديث عن مطرف بن المغيرة بن شعبة الثقفي ، وقد ذكر هذا الخبر الزبير بن بكار في كتابه في الاخبار المعروفة بالموفقيات التي صنفها للموفق ، وهو ابن الزبير ، قال : سمعت المدائني يقول : قال مطرف بن المغيرة بن شعبة : وَفَدْتُ مع أبي المغيرة الى معاوية ، فكان أبي يأتيه يتحدث عنده ثم ينصرف إليَّ فيذكر معاوية ويذكر عقله ويعجب مما يرى منه ، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء ، فرأيته مغنما ، فانتظرته ساعة ، وظننت أنه لشيء حدث فينا أو في عملنا ، فقلت له : ما لي أراك مغتما منذ الليلة؟ قال : يا بني ، إني جئت من عند أخبث الناس ، قلت له : وما ذاك؟ قال : قلت له وقد خلوت به : إنك قد بلغت منا يا أمير المؤمنين ، فلو أظهرت عدْلاً وبسطت خيراً فإنك قد كبرت ، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم فوصلت أرحامهم فو الله ما عندهم اليوم شيء تخافه ، فقال لي : هيهات هيهات!! مَلكَ أخو تيمٍ فعدل وفعل ما فعل ، فو الله ما عدا ان هلك فهلك ذكره ، إلا أن يقول قائل : أبو بكر ، ثم ملك أخو عَدِي ، فاجتهد وشمر عشر سنين ، فو الله ما عدا أن هلك فهلك ذكره ، إلا أن يقول قائل : عمر ، ثم ملك أخونا عثمان فملك رجل لم يكن أحد في مثل نسبه ، فعمل ما عمل وعمل به فو الله ما عدا أن هلك فهلك ذكره ، وذكر ما فعل به ، وإن أخا هاشم يُصْرَخُ به في كل يوم خمس مرات : أشهد أن محمداً رسول الله ، فأي عمل يبقى مع هذا؟ لا أمَّ لك ، والله ألا دفنا دفنا ، وإن المأمون لما سمع هذا الخبر بعثه ذلك على أن أمر بالنداء على حسب ما وصفناه ، وانشئت الكتب الى الآفاق بلعنه على المنابر ، فأعظَم الناسُ ذلك وأكبروه ، واضطربت العامة منه فأشيرعليه بترك ذلك ، فأعرض عما كان هَمَّ به.
    قال العلامة المجلسي في بحار الانوار ، ج 33 ص 170 : في شرح قوله (الله ألا دفنا دفنا) : أي أقتلهم وأدفنهم دفنا ، أو أدفن وأخفي ذكرهم وفضائلهم وهو أظهر. أقول : بل اراد الامرين معا كما في قول امير المؤمنين : والله لودَّ معاوية أنه ما بقي من بني هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في بطنه إطفاء لنور الله ، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (288). المسعودي ، مروج الذهب ج 3 ص 19 ، طبعة يوسف اسعد.

    في فضائل الصحابة والخلفاء الأوّلين ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلَّا وتأتوني بمناقض له في الصحابة فإنَّ هذا أحبُّ إليَّ وأقرُّ لعيني وأدحض لِحُجَّة أبي تراب وشيعته وأشدُّ عليهم من مناقب عثمان وفضله). فقُرئت كتبه على الناس فرُويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها. حتى انتقلت تلك الأخبار والأحاديث إلى أيدي الديانين الذين لا يستحلون الكذب والبهتان فقبلوه ورووها وهم يظنون إنها حق ، ولو علموا إنها باطلة لما رووها ولا تدينوا بها (1). وتربى على ذلك الجيل الجديد من المسلمين شرق الارض وغربها الا من رحم ربك.
    7. شهادة الحسين عليه‌السلام وظلامته تفتح الطريق لثقافة
    مشروع علي عليه‌السلام (61 هـ إلى ظهور المهدي)
    اقام الحسين عليه‌السلام سنة 58 هـ قبل موت معاوية بسنتين واقام مؤتمرا فكريا سريا لشيعة علي عليه‌السلام من الصحابة والتابعين وحثهم على العمل خفية لنشر ثقافة مشروع علي في الكوفة والبصرة ، ثم نهض بعد موت معاوية ليعلن عنها ويحث الامة على القيام ضد بني امية واستشهد في سبيل ذلك ، ثم استطاع سليمان بن صرد والمختاران يؤسسا دولة في الكوفة على نهج علي ومن ثم عادت ثقافة مشروع علي في الكوفة وحاول الزبيريون بعد قتل المختار ومن بعدهم الحجاج والي عبد الملك ان يستأصل هذه الثقافة وحملتها من الكوفة فلم يستطيعا وفي عهد عمر بن العزيز وبعده اتيح المجال للإمام الباقر ثم الامام الصادق ان ينهضا بتربية الجيل الجديد من الشيعة على ثقافة مشروع علي من خلال ما لديهم من المواريث النبوية التي كتبها علي بخط يده سرا ثم انطلق المشروع علنا بعد سقوط الامويين وجيء بني العباس وعمل العباسيون على محاصرة الكوفة بصفتها مركزا لنشر ثقافة مشروع علي الاحيائي للسنة وبعد انتهائهم انطلقت بالمشروع الى تحقيق الله وعده بظهور وليه واستقراره فيها ..
    __________________
    (1) ابن ابي الحديد شرح نهج البلاغة ج 11 ص 45 ـ 46.

    8. بقيت الشام بعد شهادة الحسين عليه‌السلام
    مركزا لثقافة المشروع الاموي :
    بقيت الشام بعد شهادة الحسين عليه‌السلام مركزا لمشروع الثقافة الاموية شعارها الاساس تولي معاوية وعداوة علي حتى بعد سقوط الدولة الاموية وقيام الدولة العباسية يتضح ذلك من خلال محاولة الامام النسائي (ت 303 هـ) هدايتهم (لما سئل عن سبب تصنيف كتابه الخصائص) في فضائل الامام علي عليه‌السلام قال : (دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير ، وصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله) (1). ويبدو ان طابعها العام هذا سوف يعلن عن نفسه زمن السفياني في اخر الزمان حين يبعث بغاراته لغزو الكوفة احياء لامر السفياني الاول ولكنه في هذه المرة تبوء كل محاولاته بالفشل ويأبى الله الا ان يتم نوره ويظهر مشروع علي في احياء الكتاب والسنة على المشاريع كلها ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
    __________________
    (1) أقول : كان النسائي وفي رواية الرحلة قد خرج من مصر إلى دمشق فسئل عن فضائل معاوية فقال أي شيء أخرّج ما أعرف له من فضيلة إلّا حديث : (اللّهمّ لا تشبع بطنه) فضربوه في الجامع وداسوا في خصييه (حضنيه) حتى اخرج من الجامع ، ثمّ حمل إلى مكة فمات بها سنة 303 هـ ، رواها الذهبي في تذكرة الحفاظ ، وابن خلكان في وفيات الأعيان ج 1 ص 77 ، وابن حجر في تهذيب التهذيب (ج 1 ص 33) : ترجمة النسائي.

    الباب الرابع / الفصل الخامس
    خلاصة في المقارنة بين مراحل سير مشروعين
    ان مشروع علي والحسن والحسين عليهم‌السلام امتداد لمشروع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكلا المشروعين بعضهما من بعض.
    كان مشروع النبي بتكليف الهي لإحياء دين ابراهيم عليه‌السلام الذي تصرفت فيه قريش المشركة بتعديل وتبديل بعد وفاة عبد المطلب.
    وكان مشروع علي وولديه الحسنين بتكليف من الله (1) بواسطة رسوله لإحياء سنة
    __________________
    (1) الفيض الكاشاني ، الوافي ، ج 1 ص 279 عن الكافي محمد والحسين بن محمد عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي عن إسماعيل بن مهران عن أبي جميلة عن معاذ بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الوصية نزلت من السماء على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابا لم ينزل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتاب مختوم إلا الوصية فقال جبرئيل عليه‌السلام يا محمد هذهوصيتك في أمتك عند أهل بيتك ... وكان عليها خواتيم قال ففتح علي عليه‌السلام الخاتم الأول ومضى لما فيها ثم فتح الحسن عليه‌السلام الخاتم الثاني ومضى لما أمر به فيها فلما توفي الحسن عليه‌السلام ومضى فتح الحسين عليه‌السلام الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فأقتل وتقتل واخرج بأقوام للشهادة لا شهادة لهم إلا معك قال ففعل عليه‌السلام فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين قبل ذلك ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت. وأطرق لما حجب العلم فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي عليه‌السلام ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسر كتاب الله وصد أباك. وورث ابنك واصطنع الأمة وقم بحق الله تعالى وقل الحق في الخوف والأمن ولا تخش إلا الله ففعل ثم دفعها إلى الذي يليه .... الكافي ، ج 1 ص 281 محمد عن أحمد عن السراد عن ابن رئاب عن ضريس الكناسي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال له حمران جعلت فداك أرأيت ما كان من

    النبي التي تصرفت فيها قريش المسلمة بتعديل وتبديل بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    وقد مر مشروع تبليغ الرسالة على يد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بمراحل سبعة هي هي :
    الاولى مرحلة الصدع والاعلان عن المشروع الرسالة.
    الثانية مرحلة استضعاف قريش المشركة لمن امن بالرسالة.
    الثالثة مرحلة بيعة الانصار للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على النصرة.
    الرابعة مرحلة مبادرة قريش بالحرب في بدر واحد ، امتدادها حرب الخندق ودخول طرف اخر هم اليهود في اطراف المدينة.
    الخامسة مرحلة الصلح مع قريش لإنهاء الوضع المتشنج في المنطقة والفتح المحدود لمشروع النبوة في مكة ..
    السادسة مرحلة غدر قريش ونقضها للعهود.
    السابعة مرحلة فتح مكة لمشروع النبي الى الابد.
    وكذلك مشروع علي وولديه الحسن والحسين عليهما‌السلام بمراحل سبعة هي :
    الاولى مرحلة الصدع والاعلان عن احياء حج التمتع.
    الثانية مرحلة استضعاف دولة عثمان لمن ازر عليا على مشروعه الاحيائي للسنة.
    الثالثة مرحلة بيعة الانصار على النصرة بعد ان قتلت قريش المنشقة الخليفة عثمان.
    الرابعة مرحلة مبادرة قريش المسلمة الحرب ضد علي عليه‌السلام في الجمل وصفين ثم امتدادها الغارات ودخول طرف ثالث وهم الخوارج في اطراف الكوفة (واستشهاد امير المؤمنين وقيام ولده الحسن مكانه).
    الخامسة مرحلة صلح الحسن عليه‌السلام مع معاوية لإنهاء الانشقاق والفتح المحدود لمشروع علي في الشام.
    السادسة مرحلة نقض العهود من معاوية.
    السابعة مرحلة فتح الطريق لمشروع علي في الامة ابد الدهر. وهذا الفتح على
    __________________
    أمر علي والحسن والحسين عليه‌السلام وخروجهم وقيامهم بدين الله عز وجل وما أصيبوا من قتل الطواغيت إياهم. والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا فقال أبو جعفر عليه‌السلام يا حمران إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه ثم أجراه. فبتقدم علم ذلك إليهم من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قام علي والحسن والحسين عليهم‌السلام وبعلم صمت من صمت منا.

    مرحلتين الاولى : الفتح الفكري وظهور سنة النبي التي كتبها علي عن النبي في قبال التطويق في المجتمع بالكذبواللعن وقد انتهى الى غير رجعة بسقوط دولة بني امية وظهور كذبها في علي وانطلق الائمة الثمانية من ذرية الحسين ينشرون علم علي ويثقفون شيعته به ، الثانية الفتح المادي لإقامة دولة علي في الدنيا كلها وهي موكولة الى ولده المهدي في اخر الزمان.

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 7:15 am

    جدول مقارن بهذا الخلاصة
    مشروع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الرسالي مشروع علي وولديه الحسن والحسين عليهم‌السلام
    1. الخلفية بعد وفاة عبد المطلب انتحلت قريش موقع الخلافة السياسية والامامة الدينية لقصي ولقب ال الله الذي اختص به عبد المطلب تكوينيا بعد حفر زمزم وحادثة الفيل ، واقرت العرب لها بذلك ، وابتدعت في دين ابراهيم عبادة الاصنام وسدانتها وبدعة الحمس في الحج واحكامه وحرمة الاتيان بالعمرة في اشهر الحج والطواف بثيابقرشي التي تؤكد الامامة الدينية لقريش ودانت لها العرب بذلك. بعد وفاة النبي انتحلت قريش المسلمة لقب (خلافة النبي السياسية والامامة الدينية التي خصها القرآن والنبي باهل بيت النبي واولهم علي ، واقرت الانصار لهم بذلك ، وابتدعت في دين محمد بدعا منها تحريم متعة الحج التي امر بها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والتمييز بالعطاء وجعل التطليقات الثلاث تحصل بمرة واحدة وتغيير مقام ابراهيم ومنعت من تداول تفسير القرآن والاحاديث التبوية التي تؤسس الخلافة السياسية والامامة الدينية لأهل بيته وفسح المجال لنشر قصص ومواعظ التوراة المحرفة التي نهى عنها النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وفتحت البلدان وتربى مسلمة الفتوح على ذلك.
    2. الهدف بعث الله نبيه محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله سنة 13 ق. هـ لإحياء توحيد ابراهيم وتحرير بيته من الاصنام ودينه منبدعة الحمس التي ابتدعتها قريش المشركة في الحج واحكامه وحرمة الاتيانبالعمرة في اشهر الحج وغير ذلك بعد وفاة عبد المطلب وتبليغ القرآن الذي اسس الامامة الدينية لاهل بيت النبيونشر احاديث النبي التي اسست الخلافة السياسية لعلي فضلا عن امامته الدينية. نهض علي بوصية من النبي في ذي القعدة سنة 27 هـ زمن الخليفة عثمان لإحياء حج التمتع ونشر احاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله التي تؤسسلإمامة اهل بيته ، كحديث الثقلين وحديث الغدير وحديث السفينة وحديث المنزلة وحديث الكساء وغيرها مما كانت الخلافة القرشية قد منعت من نشرها وتداولها علنا بعد وفاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.
    3. مراحل السير
    المرحلة الاولى المرحلة السرية لإعداد الكادر الذي يحمي النبي عند اعلان المشروع في مكة وهم بنو هاشم. المرحلة السرية لإعداد الكادر وهم الصحابة المخلصون الذي اعدهم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي وقد عرفوا زمن النبي بشيعة علي كابي ذر وعمار ونظرائهم.


    المرحلة الثانية اعلان المشروع في المجتمع واستضعاف بني هاشم والمسلمين. اعلان المشروع في المجتمع ونفي ابي ذر الى الشام ثم الى الربذة ، ونفي غيره وضرب عمار وغيره.
    المرحلة الثالثة البيعة والنصرة والهجرة الى المدينة. البيعة والنصرة والهجرة الى العراق.
    المرحلة الرابعة فرضت قريش المشركة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بعد بيعة اهل المدينة له حربين ظالمتين ، الاولى في بدر وكان النصر فيها للنبي ، الثانية في احد وقد خسر النصر فيها بسبب معصية نفر من اصحابه لأمره حين تركوامواقعهم طمعا في الغنيمة. افرزت الحربان اعلاما كاذبا من قريش طوقت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بتهمة انتهاك حرمة البيت الحرام والاعتداءعلى القوافل التجارية الامنة لقريش وسفك الدم الحرام في الشهر الحرام.
    استطاعت قريش المشركة بقيادة ابي سفيان ان تحشد عشرة الاف مقاتل / الاحزاب / قصدوا المدينة لارعاب اهلها ليتخلوا عن محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وصمد اهل المدينة وهزمت الاحزاب شر هزيمة وعلها الله تعالى للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اية وازدادت ثقة المسلمين به. فرضت قريش المسلمة على علي عليه‌السلام بعد بيعة اهل المدينة له حربين ظالمتين الاولى في البصرة وكان النصر المؤزر فيها له ، الثانية في صفين وقد خسر النصر فيها بسبب معصية قسم من جيشه لأمره في استمرار القتال حين رفع معاوية المصاحف وطلب توقيف القتال.
    افرزت الحربان اعلاما امويا كاذبا طوَّق عليا بتهمة طلب الملك بتلك الحربين وانه اوى قتلة عثمان واستعان بهم وانه افسد في الدين.
    استطاعت قريش المسلمة بقيادة معاوية بن ابي سفيان ان يحول جيش الشام الى سرايا تغيرعلى اطراف علي لتنهب وتقتل لارعاب شيعة علي ليتخلوا عنه كما استطاعت ان تقتطع مصر عن علي عليه‌السلام وصمد اهل العراق مع علي عليه‌السلام.
    وخرج الخوارجعلى علي وانتصر عليهم في النهروان وجعلها الله تعالى اية له وازدادت بصيرة اصحابه به.


    المرحلة الخامسة الصلح كانت القبائل العربية في الجزيرة قد تعاقدت مع هاشم على تامين قوافل قريش بصفتهم سكان البيت الحرام ثم شهدت قصة الفيل وصدقت اعلام قريش بعد عبد المطلب انها ال الله ، ثم تابع اغلبها قريشا على بدعة الحمس وما احدثته في احكام الحج واهمها الطواف بثياب قرشي مما يدل على طهارته وقربه من الله وبظهور النبي وحرب بدر واحد نجحت في عزل هذه القبائل عن التاثر بمحمد بكونه قد انتهك حرمة البيت واعتدى على قريش ومن ثم وجب معاونتها في قتاله وكانت حرب الاحزاب كل ذلك ادى الى تحجيم مشروعه التبليغي في المدينة وما حولها. كان اهل الشام بصفتهم مسلمة الفتوح يعتقدون ان معاوية وسلفه الخلفاء ورثة النبوة وانهم حملوا راية الاسلام للشعوب ودانت هذه الشعوب بسيرة الشيخين ثم تولت عثمان الذي التزم سيرة الشيخين ، ثم جاء الاعلام الاموي ضد علي وعبأهم ضده وعزلهم عن الاختلاط باهل العراق بالحروب ، وبعد شهادة علي بايع اهل الشام معاوية على نهج عثمان وبذلك صار معاوية وارثا لخط الخلافة القرشية التي ورثت النبوة في قبال مشروع علي عليه‌السلام الذي عرضه الاعلام الاموي انه مفسد في الدين قد اوى قتلة عثمان ليستعين بهم في تحقيق الملك الذي يطلبه ومن ثم وجب قتاله ، ما ادى الى تحجيم مشروعه التبليغي في العراق والبلاد التابعة له مثل مكة اليمن وايران.
    استشهد علي عليه‌السلام وهو يجهز اصحابه لقتال اهل الشام لو وضع حد لغاراتهم بايع اهل العراق الحسن على الكتاب والسنة على نهج ابيه وبايع اهل الشام معاوية على العمل بسيرة الشيخين على نهج عثمان وبادر معاوية يطلب الصلح من الحسن ان يبقى كل على بلده الذي بايعه وحقن الدماء ليؤكد المكاسب التي حققها في الشام ويأخذ نفسه ليعيد الكرة فيما بعد للإجهاز على تجربة علي.


    ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ازاء هذا المعتقد والتعبئة والتطويق للقبائل لصيانتها من التأثر بمشروعه الالهي كان لابد له من عمل يقوم به يؤدي كسر الطوق عن القبائل وفضح قريش لديها بانها هي المعتدية وان محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله يعظم البيت ويطلب السلم وانه نبي قد بعث لإحياء دين ابراهيم وتحرير الحج من بدع قريش.
    ولا يوجد الا عمل واحد يحقق له ذلك وهو المبادرة بالعمرة في اشهرالحج حيث تتوافد القبائل نحو مكة للحج ، وتلبس محمد واصحابه بالإحرام يعني ان محمدا ومن معه جاءوا مسالمين ، كما ان سرق الهدي معهم يفرض ان يكون النحر في مكة وهو يستلزم الصلح مع اهل مكة لانها دارهم.
    وهذه المبادرة تفضح قريشا المشركة وعلى راسها ابو سفيان عند حلفائها وتظهر حقانية محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله سواء وافقت على الصلح وسمحت لمحمد ان يؤدي نسكه او رفضت الصلح ورفضت ان يدخل النبي مكة ليؤدي مناسكه ان الحسن عليه‌السلام ازاء مبادرة معاوية في الصلح التي تكرس الانشقاق وتحافظ على جهل اهل الشام بحقيقة الخلافة القرشية وبحقيقة نهضة علي ، لابد له من مبادرة في قبالها تؤدي الى معالجة الانشقاق وتفضح معاوية لدى اهل الشام وتكشف عن حقانية علي وظلامته وامامته الالهية بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وان سيرته هي عين سيرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وان الخلفاء الذين استند اليهم معاوية كانوا قد منعوا نشر سنة النبي والعمل بها وان عليا قد احياها بنهضته.
    ولا توجد الا صياغة واحدة تحقق للحسن ذلك وهي ان يبادر الحسن بالتنازل المشروط عن ملك العراق لمعاوية لتكون الامة واحدة ويختلط اهل العراق باهل الشام من موقع المحبة والاحترام ، لان هذه الصيغة سوف تكشف رغبة متناهية عند الحسن في تحقيق الصلح ومعالجة الانشقاق حين قدم اختيار اهل الشام على اختبار اهل العراق وحين ربط الحكم والشروط بالكتاب والسنة فقط وحين وافق اهل العراق على صياغة امامهم.
    وهذه المبادرة الحسنية تفضح قريشا الاموية وعلى راسها معاوية بن ابي سفيان عند اهل الشام ، وتظهر حقانية علي ، فهو ان رفضها صار ملوما عند اصحابه وعرفوا انه لم يكن جديا في عرضه الصلح على الحسن وانه مصر على الحرب ، وان وافق عليها فانه سوف يفتضح حين يختلط اهل الشام باهل العراق ويسمعون الحقيقة من اصحاب النبي فيه وفي علي وفي الخلفاء.


    وافقت قريش على الصلح واشترطت متعسفة ان يرجع محمد تلك السنة ، ووافق محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله على شروطها التعسفية وكشف لحلفاء قريش انه مصر على تحقيق الصلح والامان ، وتحقق لحلفائها انها كانت تكذب عليهم في محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وانه نبي حق ودعوته حق تدعو كل عاقل الى تصديقه. وازداد عدد المسلمين الى اضعاف / الفتح المبين. وافق معاوية على اطروحة الحسن وعرف اهل الشام الحقيقة في معاوية وفي علي. ان معاوية يطلب الملك بدليل موافقته عليه بشرط الامن لمن ادعى فيهم انهم قتلة عثمان ، وان عليا لم يكن طالب ملك بدليل انه رفضه لما عرض عليه بشروط تخالف سنة النبي وعرفوا لما انتشرت فيه احاديث النبي في حق علي انه الامام الهادي بعده وان قد لعنه النبي ولعن اباه ، وعرفوا وان عليا احيا السنة ولم يفسد في دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وان الخلفاء قد اخطأوا في سيرتهم وان عليا كان محقا في حروبه الثلاثة وانتشرت احاديث النبي فيه وفيه معاوية في الشام كلها وهو الفتح المبين لعلي في الشام.
    المرحلة السادسة : الغدر
    المبين نقضت قريش عهودها مع النبي بععد سنتين ونصرت قبيلة بكر من حلفائها على خزاعة من حلفاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. وسفكت الدم الحرام. نقض معاية عهوده مع الحسن بعد عشر سنوات وغدر به حي دس له السم وحين اعاد الاعلام الكاذب في علي ومنه من ذكر احاديث النبي فيه ووضع احاديث في ذمه لتسوِّغ لعنه والبراءة منه ووضع احاديث في مدح بني امية لتسوغ ولايتهم ، وعاقب اهل العراق على ولائهم لعلي ومحبته لهم عقوبة لم يجر مثيلها في تاريخ الاسلام ثم عين ولده يزيد خليفة من بعده واخذ البيعة بالقهر والقوة.
    المرحلة السابعة : الفتح ابد الدهر فتح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة الى الابد لمشروعه حين دخل مكة فاتحا وحرر بيت ابراهيم من الاصنام ومن بدعة الحمس ليعلن فيها التوحيد والشهادة لمحمد بالرسالة ابد الدهر وخلف من بعده في امته الكتاب والعترة لا يفترقان ابد الدهر من تمسك بهما عصم من الضلالة. فتح الحسين عليه‌السلام الطريق الى امامة علي عليه‌السلام في الامة الى الابد بنهضته وشهادته واهل بيته واصحابه حين فتح الطريق للثورة على الامويين سقوطهم بعد سبعين سنة وسقطت بسقوطهم سياسة لعن علي عليه‌السلام واستقرت احاديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فيه في المجتمع وانطلق مشروعه الاحيائي لسنة النبي وخلف فيهم التسعة من ذريته من اخذ عنهم هدي وعصم من الضلالة.


    مقتطفات من الزيارة الجامعة الكبيرة :
    [السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفِ المَلائِكَةِ وَمَهْبِطَ الوَحْي وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ وَخُزَّانَ العِلْمِ وَمُنْتَهى الحِلْمِ وَأُصُولَ الكَرَمِ وَقادَةَ الاُمَمِ وَأَوْلِياءِ النِّعَمِ وَعَناصِرَ الاَبْرارِ وَدَعائِمَ الاَخْيارِ وَساسَةَ العِبادِ وَأَرْكانَ البِلادِ وَأَبْوابَ الإيْمانِ وَاُمَناءَ الرَّحْمنِ وَسُلالَةَ النَّبِيِّينَ وَصَفْوَةَ المُرْسَلِينَ وَعُتْرَةَ خِيرَةِ رَبِّ العالَمِينَ.
    وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ الأَئِمَّةِ الرَّاشِدُونَ المَهْدِيُّونَ المَعْصُومُونَ المُكَرَّمُونَ المُقَرَّبُونَ المُتَّقُونَ الصَّادِقُونَ المُصْطَفَوْنَ المُطِيعُونَ للهِ القَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ العامِلُونَ بِإِرادَتِهِ الفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ ، اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ وَاجْتَباكُمْ بِقُدْرَتِهِ وَأَعَزَّكُمْ بِهُداهُ وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ وَانْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ وَأَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفاءً فِي أَرْضِهِ وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ وَأَنْصاراً لِدِينِهِ وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ وَأرْكاناً لِتَوْحِيدِهِ وَشُّهَداء عَلى خَلْقِهِ وَأَعْلاماً لِعِبادِهِ وَمَناراً فِي بِلادِهِ وَأدِلاَءً عَلى صِراطِهِ ، عَصَمَكُمْ الله مِنَ الزَّلَلِ وَآمَنَكُمْ مِنَ الفِتَنِ وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً ،
    فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ وَوَكَّدْتُمْ مِيثاقَهُ وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَّةِ وَدَعَوْتُمْ إِلى سَبِيلِهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي مَرْضاتِهِ وَصَبَرْتُمْ عَلى ما أَصابَكُمْ فِي جَنْبِهِ ، وَأَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكاةَ وَأَمَرْتُمْ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتُمْ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ ، حَتّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ وَنَشَرْتُمْ شَرائِعَ أَحْكامِهِ وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ وَصِرْتُمْ فِي ذلِكَ مِنْهُ إِلى الرُّضا وَسَلَّمْتُمْ لَهُ القَضاء وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى ؛
    فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ وَاللازِمُ لَكُمْ لاحِقٌ وَالمُقَصِّرُ فِي حَقِّكُمْ زاهِقٌ وَالحَقُّ مَعكُمْ وَفِيكُمْ وَمِنْكُمْ وَإِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ ،
    مَنْ وَالاكُمْ فَقَدْ وَالى الله وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادى الله وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ الله وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ الله وَمَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللهِ ، أَنْتُمُ الصِّراطُ الاَقْوَمُ وَشُهَداءُ دارِ الفَناءِ وَشُفَعاءُ دارِ البَقاءِ وَالرَّحْمَةُ المَوْصُولَةُ وَالايَةُ المَخْزُونَةُ وَالاَمانَةُ المَحْفُوظَةُ

    وَالبابُ المُبْتَلى بِهِ النَّاسُ ،
    مَنْ أَتاكُمْ نَجا وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ إِلى الله تَدْعُونَ وَعَلَيْهِ تُدُلُّونَ وَبِهِ تُؤْمِنُونَ وَلَهُ تُسَلِّمُونَ وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ وَإِلى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ ، سَعَدَ مَنْ وَالاكُمْ وَهَلَكَ مَنْ عاداكُمْ وَخابَ مَنْ جَحَدَكُمْ وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ وَأمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ وَهُدِيَ مَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ.
    مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالجَنَّةُ مَأْواهُ وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْواهُ ،
    أَشْهَدُ أَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فِيما مَضى وَجارٍ لَكُمْ فِيما بَقِيَ وَأَنَّ أَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ وَاحِدَةٌ طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ.

    خاتمة الكتاب
    ابتدأت بتوفيق الله بهذا البحث في اليوم الاول من شهر رمضان سنة 1410 هـ وانا في سن السادسة والاربعين من عمري وفي ارض المهجر / قم عش ال محمد (1) صلى‌الله‌عليه‌وآله / والقيت اول محاضرة في نتائجه ليلة الخامس عشرمنه بمناسبة ولادة الامام الحسن عليه‌السلام في حينية اهل البيت عليهم‌السلام التي كان يصلي فيها الشهيد الشيخ مهدي العطار رحمه‌الله في مدينة قم المشرفة بدعوة من جماعة العلماء العراقية التي تأسست آنذاك ، والقيت اخر محاضرتين فيه في الليلة الرابعة والليلة الخامسة منه سنة 1433 هـ في مجمع البحوث العقائدية بقم المشرفة بدعوة من رئيسه الشيخ محمد الحسون حفظه الله ، ثم تمت كتابة الفصل السادس من الباب الرابع بجوار ثامن الائمة وشبيه زكريا في / محنته الامام ابن الحسن علي الرضا عليه‌السلام بطوس / ، ثم تمت كتابة الفصل الثامن من الباب الثالث في مدينة قم المشرفة ، ثم انتهيت من مراجعته النهاية في التاسع والعشرين من شوال في قم المشرفة بجوار السيدة فاطمة اخت الرضا عليه‌السلام وقد نيفت على الثامنة والستين (اللهم عمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك فان كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني اليك قبل ان يسبق مقتك الي او يستحكم غضبك عليّ).
    لقد كان ملف هذا البحث مفتوحا خلال ثلاث وعشرين سنة وبخاصة في مناسبات ولادة الامام الحسن عليه‌السلام ووفاته جمعا لمادته ومراجعة لأفكاره وحوارا بنتائجه واهتماما بجواب الاعتراضات على الكشف التاريخي الجديد والقراءة الجديدة للصلح التي خرج بها ولا زلت اشعر ان البحث يحتاج الى تنظيم اكثر وعمل اوسع وبخاصة الفصول الثلاثة
    __________________
    (1) وكان ذلك بعد سبعة عشر عاما من خروجي من العراق سنة 1973 م سرا وخوفا من بطش النظام الصدامي بعد ان انجاني الله من جلاوزته حين اقتحموا بيتي عنوة وكنت آنذاك خارجه.

    والاخيرة من الباب الثالث وتنظيم اكثر لخلاصات البحث ولكن ما لا يدرك كله لا يترك جله ارجو ان يجعله ربي في صحيفة عملي وقد خدمت به سادتي وائمتي اهل بيت النبوة الذين عرفت بهم الفقرات اعلاه من زيارة الجامعة ،
    اللهم اني اسالك بحق ظلاماتهم ان تجعلني سعيدا بهم في الدنيا ونيل شفاعتهم يوم الورود عليك انك سميع مجيب.
    وانا عُبَيدك الفقير المحتاج الى رحمتك
    سامي البدري
    قم عش آل محمد
    29 / شوال / 1433 هـ


    فهرس المصادر
    1. القرآن الكريم.
    2. نهج البلاغة ، جمع الشريف الرضي ، تحقيق الشيخ محمد عبده ، دار الذخائر ـ قم 1412 هـ
    3. الصحيفة السجادية.
    ابن ابي الحديد المعتزلي :
    4. شرح نهج البلاغة ، دار احياء الكتب العربية 1959 م. ابن الاثير ، اسد الغابة ، دار احياء التراث العربي بيروت.
    ابن الاثير ، عزّ الدّين ابن الاثير الجزري :
    5. الكامل في التاريخ ، دار صادر بيروت 1966 م.
    6. جامع الاصول ، مكتبةالحلواني ـ مطبعة الملاح ـ مكتبة دار البيان 1972 م.
    7. ـ ابن الجعد ، علي :
    8. مسند ابن الجعد تحقيق رواية وجمع أبي القاسم عبد الله بن محمد البغوي (ت 317) ومراجعة وتعليق وفهرسة الشيخ عامر أحمد حيدر ، 1417 هـ ـ 1996 م.
    ابن الجوزي ، أبي الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي ت 597 هـ :
    9. زاد المسير في علم التفسير ، دار الفكر 1407 هـ
    ابن الشِّخنَة ، احمد بن محمد لسان الدين الثقفي (ت 882 هـ) :
    10. روضة المناظر في علم الأوائل والأواخر.
    ابن الصباغ المالكي :
    11. الفصول المهمة في معرفة الأئمّة ، تحقيق سامي الغريري دار الحديث للطباعة والنشر 1422 هـ
    ابن العجمي ، برهان الدين الحلبي (ت 841 هـ) :
    12. الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث ، حققه وعلق عليه صبحي السامرائي ، عالم الكتب مكتبة النهضة العربية 1407 هـ 1987 م.
    ابن العديم :
    13. بغيةالطلب في تاريخ حلب ، تحقيق الدكتور سهيل زكار ، مؤسسة البلاغ ـ بيروت 1408 هـ
    ابن المهنا :
    14. عمدة الطالب في انساب آل ابي طالب ، طبعة لكهنو.
    ابن النديم ، أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب اسحق المعروف بالوراق :
    15. الفهرست ، تحقيق رضا تجدد.
    ابن تيمية ، الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفي : 728 هـ) :
    16. منهاج السنة ، تحقيق محمد رشاد سالم ، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية 1406 هـ ـ 1986 م.
    ابننحبان ، علاء الدين علي بن بلبان الفارسي :
    17. الثقات ، دائرة المعارف العثمانية 1393 هـ
    18. المجروحين ، تتحقيق محمود ابراهيم زايد ، دار الوعي حلب ، 1396 هـ

    19. صحيح ابن حبان ، تحقيق شعيب الأرنؤوط ، مؤسسة الرسالة 1993 م.
    ابن حجر ، شهاب الدين العسقلاني ،
    20. الاصابة ، دار الكتب العلمية بيروت 1415 هـ.
    21. تهذيب التهذيب ، دار الفكر بيروت 1984 م.
    22. فتح الباري ، دار احياء التراث العربي بيروت.
    23. لسان الميزان ، مؤسسةالأعلمي للمطبوعات بيروت 1971 م 1390 هـ
    ابن حزم ، أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد :
    24. المحلى ، تحقيق احمد محمود شاكر ، دار الفكر بيروت.
    ابن حمدون :
    25. التذكرة الحمدونية ، تحقيق احسان عبّاس وبكر عبّاس ، دار صادر للطباعة والنشر 1996 م ، ج 9 ص 294.
    ابن خلدون ، عبد الرحمن :
    26. تاريخ ابن خلدون (ت 808) ، دار احياء التراث العربي بيروت.
    ابن خلطان :
    27. وفيات الاعيان ، تحقيق إحسان عباس ، دار الثقافة بيروت.
    ابن سعد ، محمد :
    28. ترجمة الإمام الحسن (ع) (من طبقات ابن سعد) ، تهذيب وتحقيق السيد عبد العزيز الطباطبائي ، مؤسسة آل البيت (ع) لإحياء التراث ـ قم 1416 هـ
    ابن سعد ، محمد :
    29. الطبقات الكبرى ، دار صادر بيروت.
    ابن سيد الناس ، محمد بن عبد الله بن يحيى :
    30. عيون الاثر في فنون المغازي والشمائل والسير ، مؤسسة عز الدين بيروت 1406 ـ 1986 م.
    ابن طيفور :
    31. بلاغات النساء ، بصيرتي قم.
    ابن عبد البر :
    32. الاستيعاب ، دار الجيل بيروت 1992.
    33. جامع بيان العلم وفضله ، دار الكتب العلمية بيروت 1398 هـ
    ابن عبد ربه الاندلسي :
    34. العقد الفريد ، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1404.
    ابن عدي ، أبي أحمد عبد الله الجرجاني :
    35. الكامل في لضعفاء الرجال ، دار الفكر بيروت 1988 م.
    ابن عساكر :
    36. تاريخ مدينة دمشق ، دار الفكر بيروت 1415 هـ.
    ابن كثير ، أبو الفداء إسماعيل بن عمر القرشيالبصريثم الدمشقي (المتوفى : 774 هـ) :
    37. البداية والنهاية ، دار إحياء التراث العربي بيروت 1988 م.
    38. تفسير القران العظيم ، تقديم يوسف عبد الرحمن المرعشلي ، دار المعرفة بيروت 1992 م.

    39. جامع المسانيد والسُّنَن الهادي لأقوم سَنَن ، تحقيق د عبد الملك بن عبد الله الدهيش ، دار خضر للطباعة والنشر والتووزيع بيروت 1419 هـ ـ 1998 م.
    ابن ماجة :
    40. سنن ابن ماجة ، دار الفكر بيروت.
    ابن مسكويه :
    41. تجارب الامم ، دار سروش للطباعة طهرن 2001 م.
    ابن معين ، عثمان بن سعيد الدارمي (ت 280 هـ) :
    42. تاريخ ابن معين ، دار المأمون للتراث دمشق.
    ابن منظور ، أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم الإفريقي المصري :
    43. لسان العرب ، نشر ادب الحوزة 1405 هـ
    أبو بكر بن أبي عاصم الشيباني (المتوفي : 287 هـ) :
    44. السنة لابي عاصم ، تحقيق محمد ناصر الدين الألباني ، المكتب الإسلامي ـ بيروت الطبعة : الأولى ، 1400.
    ابو الفداء :
    45. المختصر في اخبار البشر ـ تاريخ أبي الفداء ، دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت.
    ابو نعيم :
    46. حلية الاولياء وطبقات الاصفياء ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، بيروت.
    احمد بن حنبل :
    47. العلل ومعرفة الرجال تحقيق : الدكتور وصي الله بن محمود عباس ، دار الخاني الرياض 1408 هـ
    48. مسند احمد ، دار صادر بيروت.
    أحمد زكي صفوت :
    49. جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة ، مطبعة المصطفى البابي الحلبي وأولاده ط 1 ، 1352 هـ / 1923 م.
    الإربلي ، ابن أبي الفتح :
    50. كشف الغمة ، دار الاضواء بيروت 1985 م.
    إسحاق بن راهويه :
    51. مسند ابن راهويه ، تحقيق الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين برد البلوسي ، مكتبة الإيمان ـ المدينة المنورة 1412.
    الاسفهاني ، ابو الفرج :
    52. الاغاني ، دار احياء التراث العربي.
    الأصفهاني ، ابو الفرج :
    53. مقاتل الطالبيين ، المكتبة الحيدرية النجف 1965 م.
    آل ياسين ، الشيخ راضي :
    54. صلح الحسن (ع) ، الطبعة الثالثة بيروت.

    الآلوسي ، شهاب الدين محمود بن عبد الله الحسيني (ت 1270 هـ) :
    55. روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني ، تحقيق علي عبد الباري عطية ، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1415 هـ.
    الامام الشافعي ، أبي عبد الله محمد بن إدريس :
    56. المسند ، دار الكتب العلمية.
    الاميني :
    57. الغدير ، دار الكتاب العربي 1977 م.
    الأندلسي ، أبو حيان محمد بن يوسف ت 745 :
    58. تفسير البحر المحيط ، دار الكتب العلمية بيروت 1422 ـ 2001 م.
    الباعوني الشافعي ، احمد بن علي الدمشقي :
    59. جواهر المطالب في فضائل الامام علي (ع) ، دانش قم 1415 هـ
    البخاري ، ابن عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم ابن المغيرة بن بردزبة :
    60. الأدب المفرد ، مؤسسة الكتب الثقافية بيروت 1986 م.
    61. التاريخ الكبير ، المكتبة الإسلامية ـ ديار بكر ـ تركيا.
    62. صحيح البخاري ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع 1401 هـ ـ 1981 م.
    البدري ، السيد سامي بن جابر بن عباس :
    63. الامام الحسين (ع) في مواجهة الضلال الاموي ، دار الفقه قم 1430 هـ ـ 2009 م.
    64. السيرة النبوية تدوين مختصر دار الفقه قم 1426 هـ
    65. شبهات وردود ، دار الفقه قم 1422 هـ
    66. المدخل الى دراسة مصادر السيرة النبوية والتاريخ الاسلامي
    البراقي النجفي ، حسين ابن السيد أحمد (ت 1332 هـ) :
    67. تاريخ الكوفة ، تحقيق ماجد بن أحمد العطية ، شريعت قم 1424 هـ.
    البرقي ، أبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد :
    68. المحاسن ، دار الكتب الإسلامية ـ طهران ، 1370 ـ 1330 ش.
    البزار ، أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق :
    69. مسند البزار ، مكتبة العلوم والحكم ـ المدينة المنورة ، 1988 م الى 2009 م.
    بشير المحمدي :
    70. مسند زرارة.
    البلاذري :
    71. انساب الاشراف ، دار المعارف مصر.
    72. فتوح البلدان ، مكتبة النهضة المصرية 1956 م.
    البوصيري ، للحافظ أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل :
    73. إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة ، موافق لطبعة دار الوطن 1420 هـ ـ 1999 م.
    البيشوائي ، مهدي :
    74. سيرة الائمة ، ترجمه من الفارسية الى العربية حسين الواسطي 1423 هجرية.

    البيهقي ، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني ، أبو بكر (ت 458 هـ) :
    75. السنن الصغرى ، مكتبة الرشد الرياض 1422 هـ ـ 2001 م.
    76. السنن الكبرى ، دار الفكر.
    77. سنن البيهقي.
    78. معرفة السنن والاثار ، تحقيق سيد كسروي حسن ، الناشر : دار الكتب العلمية.
    الترمذي :
    79. سنن الترمذي ، تحقيق وتصحيح : عبد الوهاب عبد اللطيف ، دار الفكر بيروت 1983 م.
    80. الثقفي ، ابراهيم بن محمد ، الغارات ، السيد جلال الدين الحسيني الأرموي المحدث.
    الجاحظ :
    81. البيان والتبيين ، المكتبة التجارية الكبرى 1926 م.
    الجرجاني ، أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي القرشي :
    82. سؤالات حمزة بن يوسف السهمي (ت 427 هـ) ، تحقيق موفق بن عبد الله بن عبد القادر ، مكتبة المعارف ـ الرياض 1404 هـ ـ 1984 م.
    جرهارد كونسلمان :
    83. سطوع نجم الشيعة ، ترجمه من الالمانية محمد ابو رحمة ، طبع مكتبة مدبولي القاهرةط 2 : 1414 هـ 1993 م.
    الجوهري البصري ، أبو بكر أحمد بن عبد العزيز :
    84. السقيفة ، شركة الكتبي 1993 م.
    الحاكم النيسابوري :
    85. المستدرك على الصحيحين ، تحقيق المرعشلي.
    الحائري ، السيد كاظم :
    86. القيادة الاسلامية.
    حتي ، فليب :
    87. العرب تاريخ موجز :
    الحر العاملي ، الشيخ محمد بن الحسن :
    88. وسائل الشيعة ، تحقيق الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي ، دار احياء التراث العربي بيروت ـ لبنان 1983 م.
    الحراني ، ابن شعبة :
    89. تحف العقول ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة.
    90. 1414 هـ
    الحربي ، إبراهيم بن إسحاق :
    91. غريب الحديث ، دار المدينة للطباعة والنشر والتوزيع جدة 1405 هـ
    الحسكاني :
    92. شواهد التنزيل ، تحقيق محمد باقر المحمودي ، مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي ـ مجمع إحياء الثقافة الإسلامية 1990 م.

    حسين عطوان :
    93. رواية الشاميين للمغازي والسير في القرنين الأول والثاني الهجري ، ط / 1986.
    الحموي ، ياقوت :
    94. معجم البلدان ، دار احياء التراث 1979 م.
    95. معجم الأدباء ، دار الفكر بيروت 1400 هـ 1980 م.
    الحميدي ، عبد الله بن الزبير :
    96. مسند الحميدي ، تحقيق حبيب الرحمن الأعظمي ، دار الكتب العلمية ـ بيروت 1409 ـ 1988 م.
    97. الحميري ، محمد بن عبد المنعم :
    98. الروض المعطار في خبر الاقطار ، تحقيق الدكتور إحسان عباس ، مكتبة لبنان 1984 م.
    الشيخ وحيد الخراساني :
    99. منهاج الصالحين.
    الخربوطلي :
    100. العراق في ظل الحكم الاموي ، دار المعارف ، 1959 م.
    الخرسان ، السيد محمد مهدي :
    101. موسوعة عبد الله بن عباس ، مركز الأبحاث العقائدية 2000 م.
    الخضري ، الشيخ محمد :
    102. الدولة الاموية ، دار المعرفة للطباعة والنشر 2005.
    الخطيب البغدادي ، احمد بن علي بن ثابت :
    103. تقييد العلم ، تحقيق يوسف العش ، دار إحياء السنة النبوية.
    104. الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ، دار الكتب العلمية 1997 م.
    خليفة بن خياط :
    105. تاريخ خليفة بن خياط ، تحقيق د. سهيل زكار ، دار الفكر بيروت.
    خماش ، نجدت :
    106. الإدارة في العصر الأموي ، ط 1 ، دار الفكر دمشق 1980 م.
    الخوارزمي :
    107. المناقب ، تحقيق الشيخ مالك المحمودي ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة 1414 هـ.
    الخوئي ، السيد ابو القاسم الموسوي :
    108. معجم رجال الحديث ، سنة الطبع : 1413 هـ ـ 1992 م.
    الخيرة ، رمزية عبد الوهاب :
    109. إدارة العراق في صدر الإسلام ، دار الحرية للطباعة والنشر ، بغداد ، 1978 م.
    الدارمي :
    110. سنن الدارمي ، الاعتدال دمشق 1349 هـ.
    الدميري :
    111. حياة الحيوان الكبرى ، دار الكتب العلمية ، بيروت 1424 هـ.

    الدينوري ، ابن قتيبة ، أبي محمد عبد الله بن مسلم :
    112. الامامة والسياسة ، الشريف الرضي قم 1413.
    113. عيون الاخبار ، دار الكتب العلمية 2003 م.
    114. الشعر والشعراء ، تحقيق الشيخ أحمد محمد شاكر ، دار الحديث القاهرة 1427 هـ ـ 2006 م.
    115. المعارف ، الناشر دار المعارف بمصر 1969 م.
    الدينوري ، أحمد بن داوود :
    116. الاخبار الطوال ، دار احياء الكتب العربي القاهرة 1960 م.
    الذهبي ، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد ت 748 :
    117. تاريخ الاسلام ، تحقيق د. عمر السلام تدمري ، دار الكتاب العربي بيروت 1987.
    118. تذكرة الحفاظ ، دار الكتب العلمية بيروت 1998 م.
    119. سير أعلام النبلاء ، مؤسسة الرسالة 1993 م.
    120. الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة ، تقديم وتعليق محمد عوامة ، (دار القبلة للثقافة الاسلامية ـ جدة) ، (مؤسسة علوم القرآن ـ جدة) 1413 ـ 1992.
    121. ميزان الاعتدال ، تحقيق علي محمد البجاوي ، دار المعرفة بيروت 1963 م.
    122. المغني ، تحقيق ابي الزهراء حازم القاضي الضعفاء ، دار الكتب العلمية بيروت 1997 م.
    الرازي ، أبي محمد بن عبد الرحمن بن أبي حاتم التميمي الحنظلي :
    123. الجرح والتعديل ، دار إحياء التراث العربي بيروت 1952 م.
    الراوندي ، قطب الدين :
    124. الخرائج والجرائج ، مؤسسة الامام المهدي (ع) المطبعة العلمية قم 1409 هـ :
    الراوي ، ثابت اسماعيل :
    125. العراق في العصر الاموي ، مطبعة النعمان ، ط 2 ، بغداد 1970 م.
    الزبير بن بكار :
    126. جمهرة نسب قريش وأخبارها.
    الزمخشري :
    127. ربيع الأبرار ونصوص الأخبار ، تحقيق عبد الأمير مهنا ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت 1992 م.
    الزيلعي :
    128. نصب الراية ، دار الحديث ، القاهرة 1995 م.
    السجستاني ، أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث بن إسحاق (316 هـ) :
    129. المصاحف ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ، سنة 1995 م.
    سليم بن قيس الهلالي الكوفي :
    130. كتاب سليم بن قيس ، تحقيق محمد باقر الأنصاري الزنجاني ، دليل ما قم 1422 هـ
    السمعاني ، ابي سعيد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي :
    131. أدب الإملاء والاستملاء ، شرحومراجعه سعيد مجمد اللحام ، دار ومكتبة الهلال 1409 هـ ـ 1989 م.

    السيد محسن الامين :
    132. أعيان الشيعة ، تحقيق السيد حسن الامين ، دار التعارف بيروت.
    سيد محمد بن عقيل العلوي :
    133. النصائح الكافية ، دار الثقافة قم 1412 هـ.
    السيوطي ، جلال الدين عبد الرحمن بن أبيبكر (ت 91) :
    134. تاريخ الخلفاء ، معتوق اخوان بيروت.
    135. الجامع الصحيح المختصر ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت 1981 م.
    136. الدر المنثور في التفسير بالمأثور ، دار المعرفة بيروت.
    شرف الدين الموسوي :
    137. الفصول المهمة ، مؤسسة البعثة.
    الشريف الرضي :
    138. ديوان الشريف الرضي ، دار صادر 1961 م.
    شعوط ، ابراهيم :
    139. أباطيل يجب ان تمحى من التاريخ ، المكتب الاسلامي ، الطبعة السادسة 1408 هـ 1988 م. ص 204.
    الشهرستاني ، السيد علي :
    140. منع تدوين الحديث ، مركز الابحاث العقائدية قم 1420 هـ
    141. وضوء النبي (ص) ، الناشر المؤلف 1415 هـ ـ 1994 م.
    الشوكاني :
    142. فتح القدير ، عالم الكتب.
    الشيباني ، أبو بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك :
    143. الاحاد والمثاني ، دار الدراية للطباعة والنشر والتوزيع 1991 م.
    الشيخ الصدوق ، ابو بابويه :
    144. وعلل الشرائع ، تحقيق وتقديم السيد محمد صادق بحر العلوم ، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها ـ النجف الأشرف 1385 ـ 1966 م.
    الشيرازي ، ناصر مكارم :
    145. تفسير الامثل ، مدرسة الامام علي بن ابي طالب قم 1421 هـ
    الصدوق :
    146. الأمالي ، مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة 1417 هـ ، ص 140.
    الصفار ، محمد بن الحسن بن فروخ ، ت 290 :
    147. بصائر الدرجات ، تصحيح وتعليق وتقديم : الحاج ميرزا حسن كوچه باغي ، منشورات الأعلمي ـ طهران 1404 ـ 1362 م.
    الصفدي ، صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله (المتوفي : 764 هـ) :
    148. الوافي بالوفيات ، أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى دار إحياء التراث بيروت 1420 ـ 2000 م.
    صفوت ، احمد زكي :
    149. جمهرة رسائل العرب في العصور العربية الزاهرة ، المكتبة العلمية 1937 م.

    الصنعاني :
    150. المصنف ، المكتب الإسلامي بيروت 1403 هـ
    الضبي ، ابن بكار :
    151. اخبار الوافدات من النساء ، مؤسسة الرسالة 1983 م.
    الطبراني ، أبي القاسم سليمان بن أحمد :
    152. المعجم الكبير ، دار احياء التراث العربي بيروت.
    153. مسند الشاميين ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، مؤسسة الرسالة بيروت 1417 ـ 1996 م.
    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري
    الشيخ شوقي البديري


    عدد المساهمات : 3303
    نقاط : 4992
    تاريخ التسجيل : 17/06/2012
    العمر : 59
    الموقع : عشائر البو حسين البدير في العراق

    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Empty
    مُساهمةموضوع: رد: الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي   الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي - صفحة 2 Emptyالثلاثاء أكتوبر 29, 2024 7:17 am

    154. كتاب الاوائل ، تحقيق محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير ، مؤسسة الرسالة 1408 هـ ـ 1987 م.
    الطبرسي ، الفضل بن الحسن :
    155. إعلام الورى بأعلام الهدى ، ترجمة الحسن (ع) ، ص 213 ، مؤسسة آل البيت لاحياء التراث قم 1417 هـ
    الطبرسي ، أمين الاسلام أبي علي الفضل بن الحسن :
    156. مجمع البيان في تفسير القران ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت 1415 هـ 1995 م.
    الطبري ، أبي جعفر محمد بن جرير :
    157. تاريخ الطبري ، مؤسسة الأعلمي بيروت 198.
    158. تفسير الطبري ، تحقيق أحمد محمد شاكر ، مؤسسة الرسالة 2000 م.
    159. المنتخب من ذيل المذيل ، مؤسسة الاعلمي بيروت.
    الطحاوي، أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري (ت 321 هـ) :
    160. شرح معاني الاثار ، تحقيق محمد زهري النجار ـ محمد سيد جاد الحق ، عالم الكتب ، 1414 هـ 1994 م.
    161. شرح مشكل الآثار ، تحقيق شعيب الأرنؤوط ، مؤسسة الرسالة 1415 هـ 1994 م.
    الطوسي ، ابو جعفر محمد بن الحسن (ت 460 هـ) :
    162. اختيار معرفة الرجال الشيخ ، مؤسسة آل البيت قم 1404 هـ
    163. الأمالي ، دار الثقافة قم 1414 هـ
    164. التبيان في تفسير القرآن ، دار احياء التراث العربي 1409 هـ
    165. الفهرست ، تحقيق الشيخ جواد القيومي ، الفقاهة قم 1417 هـ ، ص 72.
    الطيالسي ، سليمان بن داود :
    166. مسند ابي داود الطيالسي ، دار المعرفة بيروت.
    العاملي ، علي الكوراني :
    167. الانتصار ، دار السيرة لبنان 1422 م.
    168. جواهر التاريخ ، باقيات 1430 هـ
    العاملي ، جعفر مرتضى :
    169. الصحيح من سيرة الامام علي (ع).
    170. الصحيح من سيرة النبي الاعظم (ص).
    العجلي ، أحمد بن عبد الله بن صالح أبو الحسن الكوفي :
    171. معرفة الثقات ، مكتبة الدار بالمدينة المنورة 1405 هـ 1985 م.

    العسكري ، السيد مرتضى :
    172. أحاديث أم المؤمنين عائشة ، التوحيد للنشر 1414 هـ 1994 م.
    173. القرآن وروايات المدرستين.
    174. معالم المدرستين ، مؤسسة النعمان للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت 1990 م.
    175. عبد الله بن سبأ.
    العظيم آبادي ، أبي الطيب محمد شمس الحق :
    176. عون المعبود شرحسنن أبي داود ، دار الكتب العلمية بيروت 1415 هـ 1995 م.
    العقيلي ، أبي جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد المكي :
    177. الضعفاء الكبير (ضعفاء العقيلي) ، حققه ووثقه الدكتور عبد المعطى أمين قلعجي ، دار الكتب العلمية بيروت 1418 هـ 1998 م.
    178. العودة ، سليمان ، عبد الله بن سبأ ودوره في احداث الفتنة ، الطبعة الاولى.
    العيني :
    179. عمدة القاري ، دار احياء التراث العربي بيروت.
    الفاكهي :
    180. أخبار مكة.
    الفتلاوي ، كاظم عبّود :
    181. الكشّاف المُنتقى لفضائل عليّ المرتضى عليه‌السلام ، مكتبة الروضة الحيدريّة ـ العراق ، النجف الأشرف 1426 هـ / 2005 م.
    الفسوي ، يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي أبو يوسف (ت 277 هـ) :
    182. المعرفة والتاريخ ، تحقيق أكرم ضياء العمري ، مؤسسة الرسالة ، بيروت 1401 هـ ـ 1981 م.
    فوزي ، فاروق عمر :
    183. بحوث في التاريخ العباسي ، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع 2003 م.
    184. الفيض الكاشاني ، محمد حسن ، الوافي ، مكتبة الامام أمير المؤمنين علي (ع) العامة ـ أصفهان 1406 هـ
    القاضي عياض ، أبو الفضل بن موسى اليحصبي (المتوفي : 544 هـ) :
    185. ترتيب المدارك وتقريب المسالك ، مطبعة فضالة ـ المحمدية المغرب.
    القرشي ، الشيخ باقر شريف :
    186. حياة الامام الحسن (ع) ، 1952 م.
    القسطلاني ، شهاب الدين :
    187. ارشاد الساري الى شرح صحيح البخاري ، الأميرية ـ بولاق 1323 هـ
    القشلندي :
    188. صبح الاعشى في صناعة الانشا ، دار الكتب العلمية بيروت.
    القضاعي ، محمد بن سلامة :
    189. مسند الشهاب ، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت 1405 ـ 1985 م.
    القمي ، الشيخ عباس :
    190. الكنى والالقاب ، مكتبة الصدر ـ طهران.

    القمي ، شاذان بن جبرئيل :
    191. الروضة في فضائل امير المؤمنين ، 1423 هـ
    القمي ، علي بن ابراهيم :
    192. تفسير القمي ، تصحيح وتعليق وتقديم : السيد طيب الموسوي الجزائري ، مؤسسة دار الكتاب للطباعة والنشر ـ قم ـ ايران 1404 هـ
    القندوزي :
    193. ينابيع المودة ، تحقيق سيد علي جمال أشرف الحسيني ، دار الأسوة للطباعة والنشر 1416 هـ
    الكليني :
    194. الكافي ، دار الكتب الاسلامية طهران 1363 ش.
    الكوفي :
    195. ابن ابي شيبة ، المصنف ، دار الفكر بيروت 1989 م.
    مالك بن انس :
    196. الموطا ، دار التراث العربي بيروت 1985 م.
    المالكي ، حسن فرحان :
    197. نحو انقاذ التاريخ الاسلامي ، مؤسسة اليمامة الصحفية 1418 هـ
    المتقي الهندي :
    198. كنز العمال ، مؤسسة الرسالة ـ بيروت 1989 م.
    المجلسي :
    199. بحار الانوار ، مؤسسة الوفاء بيروت 1983 م.
    المحب الطبري :
    200. الرياض النضرة في مناقب العشرة ، دار الكتب العلمية بيروت.
    محمد بن أحمد الدولابي :
    201. الذرية الطاهرة النبوية ، تحقيق سعد المبارك الحسن ، الدار السلفية ـ الكويت 1407 هـ
    محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء المدني (ت 151 هـ) :
    202. سيرة ابن اسحاق (كتاب السير والمغازي) ، تحقيق : سهيل زكار دار الفكر ـ بيروت 1398 هـ / 1978 م.
    محمد بن حبيب البغدادي :
    203. المنمق ، صححه وعلق عليه خورشيد أحمد فاروق.
    محمد بن علي بن طباطبا المعروف بابن المقطقي :
    204. الفخري في الاداب السلطانية ، دار القلم العربي 1997 م.
    محمد تقي التستري :
    205. قاموس الرجال ، مؤسسة النشر الاسلامي جامعة مدرسين قم 1419 هـ
    محمود احمد شاكر :
    206. موسوعة التاريخ الاسلامي ، المكتب الإسلامي بيروت 1400 هـ.
    المحمودي ، الشيخ محمد باقر :
    207. نهج البلاغة نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ـ بيروت.

    المرعشي :
    208. شرح احقاق الحق ، مكتبة المرعشي النجفي قم.
    المزي :
    209. تهذيب الكمال ، مؤسسة الرسالة بيروت 1985 م.
    المسعودي :
    210. مروج الذهب ، دار الهجرة ايران 1984 م ، ج 3 ص 20.
    المغربي ، القاضي النعمان :
    211. شرح الاخبار في فضائل الأئمة الأطهار ، تحقيق السيد محمد الحسيني الجلالي ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة 1414 هـ
    مغلطاء ، علاء الدين ابن قليج بن عبد الله البكري الحنفي (762 هـ) :
    212. إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال ، تحقيق أبي عبد الرحمن ، الفاروق الحديثة للطباعة والنشر 2001 م.
    المفيد ، محمد بن محمد النعمان ابن المعلم ت (413 هـ) :
    213. الاختصاص ، دار المفيد بيروت 1993 م.
    214. الارشاد في معرفة حجج الله على العباد ، دار المفيد بيروت 1993 م.
    215. الجمل ، مكتبة الداوري قم.
    المقدسي ، المطهر بن طاهر (ت 355 هـ) :
    216. البدء والتاريخ ، مكتبة الثقافة الدينية بور سعيد.
    المقريزي ، تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد :
    217. امتاع الاسماع بما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع ، تحقيق وتعليق : محمد عبد الحميد النميسي ، منشورات محمد علي بيضون ، دار الكتب العلمية ـ بيروت ـ لبنان 1420 هـ 1999 م.
    الموصلي ، أبي يعلى :
    218. مسند ابي يعلى ، تحقيق حسين سليم ، دار المأمون للتراث.
    النجاشي ، أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس الأسدي الكوفي ت 450 هـ :
    219. فهرست أسماء مصنفي الشيعة المشتهر برجال النجاشي ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة 1416 هـ
    النسائي ، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن بحر :
    220. خصائص امير المؤمنين علي بن ابي طالب ، تحقيق وتصحيح الأسانيد ووضع الفهارس : محمد هادي الأميني ، مكتبة نينوى الحديثة ـ طهران.
    221. السنن الكبرى ، دار الكتب العلمية 1991 م.
    222. سنن النسائي ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ـ بيروت 1930 م.
    223. فضائل الصحابة ، دار الكتب العلمية بيروت.
    نصر بن مزاحم المنقري :
    224. وقعة صفين ، مكتبة المرعشي النجفي 1403 هـ

    النميري ، عمر بن شبة :
    225. تاريخ المدينة المنورة ، دار الفكر 1410 هـ
    النووي ، أبي زكريا محيي الدين بن شرف (ت 676) :
    226. المجموع ، دار الفكر.
    النيسابوري ، الفضل بن شاذان الأزدي (ت 260 هـ) :
    227. الايضاح ، جامعة طهران 1363 ش.
    النيسابوري ، مسلم بن الحجاج :
    228. صحيح مسلم ، دار الفكر بيروت.
    الهاشمي الخوئي ، العلامة المحقق الحاج ميرزا حبيب :
    229. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة ، بنياد فرهنگ امام المهدي (عج) 1360.
    الهيثمي ، نور الدين علي بن أبي بكر :
    230. مجمع الزوائد ، دار الكتب العلمية 1988 م.
    محمد بن عمر الواقدي :
    231. المغازي ، دانش اسلامي 1405 هـ تحقيق مارسدن جونس.
    وجدي ، فريد :
    232. دائرة المعارف الاسلامية ، دار الشعب في مصر.
    اليعقوبي :
    233. تاريخ اليعقوبي ، دار صادر بيروت.


    فهرس المحتويات
    المقدمة 7
    الفهرس الاجمالي 11
    المدخل : التمهيد وسير البحث
    تمهيد 15
    خلاصة الرؤية المشهورة في تعليل الصلح 16
    ثلاث ملاحظات أساسية حول الرؤية المشهورة 23
    صلح الحسن عليه‌السلام في الاعلام الاموي والعباسي وروايات اهل البيت عليهم‌السلام 27
    اطروحة الاعلام الاموي : أنَّ تنازل الحسن عليه‌السلام عن السلطة بخطة من معاوية 27
    اطروحة الاعلام العباسي : أنَّ الحسن ع تنازل عن السلطة رغبة في المال والحياة المترفة 29
    الحسن عليه‌السلام في روايات اهل البيت عليهم‌السلام امام هدى عالج الانشقاق وفتح الطريق لهداية اهل الشام ان ارادوا الهداية 31
    الرؤية الجديدة 33
    أبواب البحث وفصوله 39
    الباب الأول : الرؤية المشهورة في تعليل الصلح
    الباب الأول / الفصل الأول 46
    المستشرقون : الحسن عليه‌السلام شخصية ضعيفة منهارة 46
    الدكتور فيليب حتي اللبناني 1886 ـ 1978 46
    الراهب اليسوعي البلجيكي لامنس 1862 ـ 1937 46
    جرهارد كونسلمان الاماني المعاصر 49
    بروكلمان الالماني 1956 ـ 1868 (Corl Brockelmann) 49
    اوكلي 1894 (Simon Ockley) 49
    سايكس 1867 ـ 1945 (Sykes Perly Molesworth Sir) 49
    الكاتب العراقي هادي العلوي 50
    سند المستشرقين في حكمهم السلبي الآنف الذكر هو روايات في مصادر تاريخية إسلامية مهمة 50
    الباب الأول / الفصل الثاني : الإسلاميون : الكوفيون متفرقون متخاذلون 51
    الإسلاميون القدامى 51
    أبو حنيفة الدينوري ت 282 هـ 51

    ابن واضح اليعقوبي 284 هـ 51
    ابن جرير الطبري 310 هـ 51
    ابن الاثير ت 620 هـ 52
    ابن كثير ت 774 هـ 52
    الشيخ المفيد 412 هـ 53
    السيد المرتضى 436 هـ 53
    الشيخ الطبرسي 548 هجرية 54
    احمد بن علي الطبرسي ت 560 هـ صاحب كتاب الاحتجاج 54
    ابن أبي الفتح الإربلي ت 692 هـ 55
    ابن طباطبا ت 701 هجرية 55
    مشاهير المتأخرين من الباحثين الشيعة 56
    العلامة الحجة الشيخ راضي آل ياسين 56
    العلامة المصلح الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء رحمه‌الله 57
    المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر رحمه‌الله وتلميذه المرجع السيد كاظم الحائري 59
    باحثون آخرون من الشيعة المعاصرين 61
    الشيخ مهدي البيشوائي 62
    الشيخ وحيد الخراساني المرجع الشيعي المعاصر 63
    في مدينة قم المقدسة 63
    قطب الدين الراوندي (ت 573 هـ) في كتابه الخرائج والجرائح 64
    مشاهير من الباحثين من أهل السنة 71
    ابن العربي ت 543 هـ 71
    الشيخ محمد الخضري 72
    الدكتور حسن إبراهيم حسن 72
    سند الإسلاميين جميعا في تحليلهم الآنف الذكر هو الروايات التاريخية أيضا 73
    الباب الثاني : القراءة الجديدة
    الفتح المبين لمشروع علي عليه‌السلام الذي حققه الحسن عليه‌السلام بصلحه
    الباب الثاني / الفصل الأول : خلفيات الصلح 80
    الخلفية المباشرة للصلح هي نهضة علي عليه‌السلام الاحيائية للسنة 80
    قصة الشورى وبيعة عثمان (1) 81
    ما هي سيرة الشيخين التي رفضها علي عليه‌السلام؟ 84
    انشقاق قريش الحاكمة على نفسها 87
    مشروع علي عليه‌السلام لإحياء السنة النبوية في حج التمتع 89
    قريش تقتل عثمان والجماهير تبايع عليا عليه‌السلام 90
    منهج علي عليه‌السلام في بيعته وحكومته 91
    رد فعل قريش المسلمة السلبي من علي عليه‌السلام 92
    شهادة علي عليه‌السلام على يد حملة الفكر التكفيري (الخوارج) 94

    مشروع علي عليه‌السلام إنجازات ومشكلات 95
    أهل العراق يبايعون الحسن عليه‌السلام على الحكم 96
    العقبات امام انطلاقة مشروع علي عليه‌السلام 96
    العقبة الأولى ؛ انشقاق الشام 96
    العقبة الثانية ؛ الخوارج 97
    المفتاح لانطلاق مشروع علي عليه‌السلام في الشام 98
    هو الصلح وليس الحرب 98
    خصائص أطروحة الصلح المطلوبة 101
    العمق الاستراتيجي للحسن عليه‌السلام والتفكير المحدود لمعاوية 105
    وفي ضوء هذا البيان يتضح 107
    الوفاء بالشروط مدة عشر سنوات 110
    انتشار سنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لدى أهل البلاد المفتوة شرقاً 113
    وغرباً بفضل مشروع علي عليه‌السلام وصلح الحسن عليه‌السلام 113
    الباب الثاني / الفصل الثاني : السنوات العشر الاولى من الصلح (سنوات الفتح المبين لمشروع علي عليه‌السلام) 114
    رؤيتان للسنوات العشر قبل وفاة الحسن عليه‌السلام 114
    طرف من اخبار شيعة علي عليه‌السلام في سنوات الصلح 124
    عكرشة بنت الأطش 124
    دارمية الحجونية 125
    سودة بنت عمارة الهمدانية 127
    الزرقاء بنت عدي بنت غالب بن قيس الهمدانية 129
    أم سنان بنت خيثمة 130
    أروى بنت الحارث 132
    أم الخير بنت الحريش بن سراقة 133
    أم البراء بنت صفوان بن هلال 135
    ضرار بن ضمرة 136
    عدي بن حاتم الطائي 137
    الأحنف بن قيس 138
    معاوية يطلب من ابن عباس ان يخبره عن علي عليه‌السلام 139
    حوار بين معاوية وقيس بن سعد بن عبادة 139
    نماذج من أحاديث حملة الحديث من الكوفيين الذين دخلوا الشام 140
    يعلى بن مرة الثقفي 140
    زيد بن وهب أبو سليمان الجهني (84 هـ) 144
    عبد الرحمن بن أبي ليلى ت 83 155
    الباب الثاني / الفصل الثالث : سيرة الامام الحسن عليه‌السلام (معالم امامته الدينية ومرجعيته في عمل الخير) 163
    المبحث الأول في سنوات الصلح 163

    عبادته عليه‌السلام وخوفه من الله تعالى 164
    كرمه وتعامله عليه‌السلام مع المال 164
    رأفته عليه‌السلام ونبله تقييمه للنفوس النبيلة 165
    سعيه عليه‌السلام في قضاء حوائج المؤمنين 166
    تربيته عليه‌السلام للشباب 166
    نشاطه عليه‌السلام اليومي 167
    نشاطه عليه‌السلام العلمي 167
    إجابته عليه‌السلام على الأسئلة الفقهية تاكيدا لفتاوى أبيه علي عليه‌السلام 167
    سفراته عليه‌السلام إلى الشام وحواراته مع معاوية ورجاله 167
    سؤدده عليه‌السلام وهيبته وحلمه 168
    قصته عليه‌السلام مع معاوية بن حديج سنة 44 هجرية 169
    تعليمه عليه‌السلام 171
    حسن خلقه عليه‌السلام 172
    طرف من كلماته عليه‌السلام 173
    المبحث الثاني مراحل حياته عليه‌السلام 176
    طفولته عليه‌السلام مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله سبع سنوات 177
    احداث سنوات محنة أبيه عليه‌السلام مع الخلفاء (خمس وعشرون سنة) 180
    احداث سنوات حكم أبيه عليه‌السلام خمس سنوات 181
    بيعته وحكومته عليه‌السلام سبعة اشهر 183
    أولاده عليه‌السلام وأمهاتهم 185
    أوصافه عليه‌السلام 186
    وفاته عليه‌السلام 186
    مدفنه عليه‌السلام 187
    الباب الثاني / الفصل الرابع : السنوات العشر بعد وفاة الحسن ع (الغدر المبين لمعاوية) 189
    موت الحسن عليه‌السلام بالسم قضية سياسية وليست شخصية 189
    اصابع الاتهام تتجه الى معاوية 191
    السؤال الأول : هل لمعاوية ممارسة مماثلة سابقة ولاحقة مع خصومه؟ 191
    قصة موت مالك الاشتر رضوان الله عليه 191
    السؤال الثاني : ما هو موقف معاوية من خبر موت الحسن عليه‌السلام 195
    السؤال الثالث: ما هو ظرف دفن الامام الحسن ع وما هي طبيعة وحجم مشاركة الدولة فيه؟ 198
    السؤال الرابع : هل استمرت سياسة الدولة بعد وفاة الحسن عليه‌السلام على ما كانت عليه أيام حياته؟ وهل عهد معاوية إلى احد؟ 202
    تسلسل الحوادث بعد وفاة الحسن سنة 50 هـ 203
    سياسة معاوية بعد وفاة الحسن عليه‌السلام 205
    لعن علي عليه‌السلام وسبه على المنابر 207
    خطة معاوية لتصفية التشيّع في الكوفة 216

    عقبتان أمام مخطط معاوية بعد وفاة الحسن عليه‌السلام 216
    المرحلة الأولى في حياة الحسن عليه‌السلام 217
    المرحلة الثانية بعد وفاة الحسن عليه‌السلام 218
    إجراءات زياد بن عبيد الثقفي في الكوفة 218
    خلاصة بما قام به معاوية وولاته 223
    خلاصة في اسرة معاوية ونسبه ومرض وفاته 225
    اسرة معاوية 225
    نسب معاوية 225
    مرض اللقوة اول الغضب الالهي على معاوية 231
    الباب الثاني / الفصل الخامس 238
    تعليقات على موارد من كتاب صلح الحسن عليه‌السلام للعلامة الحجة الشيخ راضي آل ياسين رحمه‌الله 238
    كلامه رحمه‌الله على بنود الصلح 239
    تعليقاتنا على كلامه السابق رحمه‌الله من رقم 1 الى رقم 8 243
    كلامه رحمه‌الله في دراسة الشروط والوفاء بها 247
    تعليقات على كلامه رحمه‌الله من رقم 9 الى رقم 14 251
    الباب الثاني / الفصل السادس : مسار الإمامة الإلهية لأربعين سنة 256
    المرحلة الأولى : على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله 256
    المرحلة الثانية : قريش المسلمة تمارس الإمامة الدينية 262
    بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بدلا من أهل البيت عليهم‌السلام 262
    1. الخلافة القرشية تفسح المجال لنشر ثقافة أهل الكتاب 262
    2. الخلافة القرشية تنهى عن نشر حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله 268
    3. قريش المسلمة والإمامة الدينية 270
    المرحلة الثالثة : الإمامة الهادية على عهد علي عليه‌السلام 272
    1. إحياء العمل بالكتاب والسنة وشجب الروايات الإسرائيلية 272
    2. الحث على نشر السنة النبوية وتدوينها 273
    3. إحياء إمامة أهل البيت عليهم‌السلام ونفي إمامة غيرهم من قريش 275
    المرحلة الرابعة : الامام الحسن عليه السالم يؤسس 279
    المرجعية الدينية المستقلة عن السلطة 279
    ويتنازل عن السلطة المدنية 279
    المرحلة الخامسة : معاوية يحيي الإمامة الدينية 280
    القرشية ويسميها خلافة الله 280
    الباب الثاني / الفصل السابع : مقارنة بين صلح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحديبية وصلح الحسين عليه‌السلام 281
    الخليفة التاريخية لكلا الصلحين 281
    الواقع التاريخي لمجريات صلح الحديبية ونتائجه 283
    مجريات صلح الحسن عليه‌السلام مع معاوية 287
    تحريف الاعلام الأموي أخبار صلح الحديبية عداوةً لعلي عليه‌السلام 288
    الباب الثاني/ الفصل الثامن: مقتطفات من تاريخ الكوفة من سنة 14 هـ ـ 148 هـ 291
    الكوفة قبل الفتح الإسلامي للعراق وقبل تمصيرها 291

    الكوفة على عهد الخليفة عمر بن الخطاب 14 ـ 23 هجـ (عشر سنوات) 294
    مكرسة لسياسة الخليفتين 294
    الكوفة على عهد عثمان 23 ـ 28 هـ قبل انشقاق قريش عليه مكرسة لسيرة 297
    الشيخين (ست سنوات) 297
    نهضة علي عليه‌السلام على عهد عثمان سنة 27 هـ لإحياء حج التمتع 302
    موقف عبد الله بن مسعود من عثمان 304
    الكوفة على عهد علي عليه‌السلام 309
    الكوفة في سنوات الصلح سنوات الفتح المبين لعلي عليه‌السلام 311
    الكوفة على عهد الغدر المبين لمعاوية 50 ـ 60 هـ عشر سنوات 312
    الكوفة هـ على عهد نهضة الحسين عليه‌السلام وشهادته وحركة سليمان بن صرد 313
    ودولة المختار 60 ـ 67 313
    الكوفة على عهد ابن الزبير 67 ـ 72 هـ 314
    موقف عبد الملك بن مروان من الكوفة 314
    الوليد بن عبد الملك يأمر بإخراج الشيعة العراقيين من الحجاز 315
    وإرجاعهم إلى الكوفة 315
    من قتلهم أو روَّعهم الحجاج من شيعة علي عليه‌السلام 315
    كميل بن زياد النخعي المذحجي (82 هـ) رحمه‌الله 315
    قيس بن عُباد (82 هـ) رحمه‌الله 319
    سعيد بن جبير (95 هـ) رحمه‌الله 321
    عطية العوفي (110 هـ) رحمه‌الله 329
    يحيى بن يعمر البصري الفقيه قاضي مرو 334
    دور الامام السجاد والباقر والصادق عليهم‌السلام 336
    في الكوفة بعد نهضة الحسين عليه‌السلام 336
    الكوفة على عهد هشام وثورة زيد رحمه‌الله 112 هـ 336
    الكوفة مركز مرجعية الامام الصادق عليه‌السلام 338
    الكوفة على عهد حركة ولدي عبد الله بن الحسن المثنى رضي‌الله‌عنه 342
    الخلاصة 344
    الباب الثالث : العباسيون يحذون حذو الأمويين في تحريف التاريخ 347
    الباب الثالث / الفصل الأول : تحريف الأمويين للتاريخ 351
    1. ما رواه الزبير بن بكار في كتابه الموفقيات 351
    2. ما رواه أبو الفرج في كتابه الأغاني 354
    3. رواية المدائني في كتابه الأحداث 360
    نموذجان من حديث عروة في ذم عليّ عليه‌السلام 366
    نموذج من حديث أبي هريرة في ذم عليّ عليه‌السلام 367
    4. ما رواه سليم بن قيس في كتابه 367
    الباب الثالث / الفص الثاني : انشقاق العباسيين عن العلويين 371
    العباسيون وأطروحتهم الفكرية والسياسية 371
    ولد علي بن عبد الله بن عباس 372
    ولد محمد بن علي بن عبد الله بن عباس 373
    تغير ولاء العباسيين وتبدل أطروحتهم الفكرية 373

    محمد بن عبد الله بن الحسن رحمه‌الله 378
    الباب الثالث / الفصل الثالث : سياسة الاعلام العباسي 380
    اولا : رسالة المنصور الجوابية إلى محمد 380
    ذي النفس الزكية قتل سنة 144 380
    ثانيا : خطبة المنصور في الكوفة 382
    سنة 144 هجرية 382
    ثالثا : حوار الخليفة المنصور مع مالك بن انس 384
    رابعا : شعر مروان ابن أبي حفصة 388
    خامسا : شعر منصور النَّمِري 390
    سادسا : شعر أبان بن عبد الحميد اللاحقي 390
    سابعا : شعر ابن المعتز 247 ـ 296 هجرية 392
    خاتمة الفصل الثالث من الباب الثالث 399
    الباب الثالث / الفصل الرابع : الروايات الطاعنة في عقيدة الوصية بعلي عليه‌السلام 401
    أ. رواية سيف بن عمر (ت 170 ـ 193) 401
    ب. رواية عبد الرحمن بن مالك بن مغول تـ 195 403
    الباب الثالث / الفصل الخامس : كتاب أبي مخنف في مقتل الحسين عليه‌السلام 405
    الرواية عن الأئمة من ذرية الحسين عليه‌السلام : أهل الشام 408
    هم قتلة الحسين عليه‌السلام 408
    ونصوص التاريخ تؤيد ذلك 409
    طرف من كلمات أهل البيت عليهم‌السلام في الكوفيين 410
    الباب الثالث / الفصل السادس : الروايات الطاعنة في أهل الكوفة على لسان علي والحسن عليهما‌السلام 412
    النموذج الأول : ما نسبه الرواة إلى علي عليه‌السلام قوله : (وددت أني أبيع عشرة منكم برجل من أهل الشام) 412
    تعليقنا على الروايتين 414
    النموذج الثاني : خطبة يرويها الشيخي المفيد تنسب إلى علي عليه‌السلام فيها طعن على أهل الكوفة 425
    النموذج الثالث : ما رواه ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 12 ص 169 433
    النموذج الرابع : رواية أبي مخنف وغيره في تفرق الكوفيين بعد النهروان بخلاف رواية أبي عوانة التي تؤكد 435
    اجتماع كلمة الكوفيين على علي عليه‌السلام 435
    النموذج الخامس: رواياتموضوعة على لسان الحسن عليه‌السلام ضد الكوفيين نذكر منها 437
    الباب الثالث / الفصل السابع : الروايات الطاعنة في الحسن عليه‌السلام 441
    روايات الواقدي (207 هـ) 441
    روايات جرير بن حازم (175 هـ) 442
    رواية سحيم بن حفص الأنصاري احد شيوخ المدائني (238 هـ) وابن سعد 442
    روايات الوضاح اليشكري الواسطي البصري ابو عوانة (176 هـ) 443
    رويات إسرائيل بن يونس (160 هـ) 444
    روايات محمد بن المهلب الحراني الملقب ب غندر (ت قبل المائتين) 444
    روايات قيس بن الربيع (168 هـ) 444
    روايات إسماعيل بن إبراهيم بن عُليَّة البصري (193 هـ) 445
    روايات محمد بن أبي أيوب ت قبل المائتين هجرية 446

    روايات عبد الأعلى بن عبد الاعلى الشامي 446
    البصري (189 هـ) 446
    روايات عبد الله بن عون (151 هـ) 447
    روايات محمد بن عبيد (204 هـ) 447
    روايات عبد الله بن بكر السهمي البصري (208 هـ) 449
    روايات جميع بن عمر توفي بحدود المائتين 450
    رواية المقدسي في البدء والتاريخ ت 507 هـ 451
    روايات ابن كثير في البداية والنهاية 451
    الباب الثالث / الفصل الثامن ملاحظات نقدية حول رواية البخاري في الصلح وشرح ابن حجر لها 453
    رواية البخاري في قصة صلح الحسن عليه‌السلام 453
    شرح ابن حجر لرواية البخاري مع ملاحظاتنا عليه 454
    سفيان بن عيينة 476
    محمد بن إسماعيل البخاري (تـ 256 هـ) 487
    خاتمةالفصل الثامن في وضع الاخبار على عهد الأمويين والعباسيين 488
    الباب الثالث / الفصل التاسع : الروايات التي تطعن في أهل الكوفة 491
    رواية عبيد الله بن أبي زياد الرصافي ت 158 هـ 491
    رواية يونس الايلي (ت 152 ـ 159 ـ 160 هـ) ورواية النعمان بن راشد (ت في حدود 150 هـ) 492
    رواية عوانة بن الحكم (158 هـ) 494
    رواية عثمان بن عبد الرحمن الحراني (203 هـ) 496
    رواية ابن جُعدبة (توفي زمن المهدي 156 ـ 169 هـ) 497
    رواية جرير بن حازم (175 هـ) 499
    رواية زهير بن معاوية (164 ـ 173 هـ) 500
    رواية عون بن موسى الليثي : (توفي قبل المائتين) 500
    سكين بن عبد العزيز القطان البصري (ت قبل المائتين) 501
    شريك بن عبد الله النخعي القاضي (ت 177 هـ) 501
    الباب الرابع : خلاصة وخاتمة 505
    الباب الرابع / الفصل الاول : شخصية الحسن عليه‌السلام بين الافتراء والواقع 507
    شخصية الامام الحسن عليه‌السلام عند المستشرقين 508
    مصادر المستشرقين روايات الإعلام العباسي 509
    الروايات الطاعنة في شخصية الحسن عليه‌السلام من وضع الامويين والعباسيين 512
    شخصية الامام الحسن عليه‌السلام في الروايات الصحيحة 513
    الباب الرابع / الفصل الثاني : القراءة السائدة للصلح والمشكلات امامها 517
    الروايات التي استندوا إليها 517
    رواية ابي الفرج في مقاتل الطالبيين 519
    رواية المدايني 519

    تحليل المرجع الراحل الشهيد محمد باقر الصدر 520
    المشكلات امام القراءة السائدة 521
    الباب الرابع / الفصل الثالث : صلح الامام الحسن عليه‌السلام قراءة جديدة 530
    خلفية الصلحين 530
    مفردات خلفية صلح النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مع قريش 531
    1. انقلاب قريش بعد عبد المطلب وتحريفهم دين ابراهيم 531
    2. هدف البعثة النبوية لتحرير دين ابراهيم من بدع قريش 533
    3. حروب قريش مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واعلامها الكاذب 533
    4. تحصين القبائل من التأثر بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بالحرب والاعلام الكاذب 535
    5. صلح الحديبية والفتح المؤقت بظهور كذب قريش وحقانية محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله لدى حلفاء قريش وغيرهم 536
    قريش المشركة وحلفاؤها ينقضون عهدهم مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله 538
    فتح مكة لمشروع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الى الابد 538
    هدم بدعة قريش في الحج واعلان امامة اهل البيت عليهم‌السلام واولهم علي عليه‌السلام في الغدير 539
    فئات المجتمع الاسلامي في السنة العاشرة من الهجرة 540
    خليفة مشروع علي عليه‌السلام الاحيائي للسنة النبوية 540
    1. انقلاب قريش المسلمة 540
    حالة المسلمين الفكرية والدينية والسياسية زمن خلافة عثمان سنة 26 هجرية 542
    2. هدف نهضة علي عليه‌السلام اعادة التنزيه الى التوحيد وسيرة الانبياء وتحرير دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله من بدع قريش 544
    مشروع معاوية 547
    موقف علي عليه‌السلام من خطة قريش 548
    3. حروب قريش مع علي عليه‌السلام واعلامها الكاذب 550
    4. تحصين الشام من التأثر بعلي عليه‌السلام بالحرب والاعلام الكاذب 550
    كيانان فكريا وسياسيان في الامة الاسلامية سنة 39 هجرية 551
    شهادة علي عليه‌السلام وبيعة اهل العراق الحسن عليه‌السلام وبيعة اهل الشام معاوية 552
    مبادرة معاوية بالصلح واهدافها 553
    المفاجأة الكبرى في جواب الحسن عليه‌السلام على مبادرة معاوية 553
    خصائص أطروحة الصلح المطلوبة 555
    العمق الاستراتيجي للحسن عليه‌السلام والتفكير المحدود لمعاوية 559
    5. الفتح المبين بظهور باطل معاوية وكذبه وحق علي عليه‌السلام وصدقه لدى اهل الشام 567
    وشهد الناس من الحسن عليه‌السلام في سيرته الشخصية إماماً أيضا على سمت أبيه 569
    انتشار سنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لدى أهل البلاد المفتوحة شرقاً وغرباً بفضل مشروع علي عليه‌السلام وصلح الحسن عليه‌السلام 569
    الباب الرابع / الفصل الرابع : مسار ثقافة الامة المسلمة 571
    1. ثقافة المجتمع الاسلامي من سنة 13 ق. م الى سنة 10 هجرية 571

    2. ثقافة الانقلاب القرشي الاول 11 الى 35 هجرية 572
    3. ثقافة مشروع نهضة علي عليه‌السلام في ذي القعدة سنة 27 هـ الى رمضان سنة 40 هـ تحت شعار (ما كنت لأدع سنة رسول الله لقول احد من الناس). العودة الى الكتاب والسنة والتعددية المذهبية في النصف الشرقي من البلاد الاسلامية 573
    4. ثقافة اهل الشام ايام علي عليه‌السلام 35 ـ 40 هـ 573
    5. ثقافة اهل الشام في السنوات 41 الى 50 هجرية 574
    6. ثقافة الامة كلها على عهد الدولة الاموية (51 ـ 132 هـ) (81 سنة) 575
    7. شهادة الحسين عليه‌السلام وظلامته تفتح الطريق لثقافة مشروع علي عليه‌السلام (61 هـ إلى ظهور المهدي) 577
    8. بقيت الشام بعد شهادة الحسين عليه‌السلام مركزا لثقافة المشروع الاموي 578
    الباب الرابع / الفصل الخامس 579
    خلاصة في المقارنة بين مراحل سير مشروعين 579
    جدول مقارن بهذا الخلاصة 582
    خاتمة الكتاب 589
    فهرس المصادر 591
    فهرس المحتويات 605

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
    https://shawki-66.roo7.biz
     
    الامام الحسن عليه السلام في مواجهة الانشقاق الاموي
    الرجوع الى أعلى الصفحة 
    صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
     مواضيع مماثلة
    -
    » الامام الحسن العسكري عليه السلام سيرة وتاريخ
    » الامام علي الهادي عليه السلام عمر حافل بالجهاد والمعجزات علي الكوراني
    » طب الامام الصادق عليه السلام
    » الامام ابو جعفر الباقر عليه السلام سيرته وتاريخ
    » الامام موسى الكاظم عليه السلام سيرة وتاريخ

    صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
    الموقع ال عام لعشائر البو حسين البدير في العراق للشيخ شوقي جبارالبديري :: 35-منتدى كتب سيرة اهل البيت عليهم السلام-
    انتقل الى: